المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواد الغذائية .. ذات الإهتمام المشترك !!



ياسر ود النعمة
17-11-2011, 12:08 AM
• الدولة الوحيدة في الدنيا دي كلها ماشة بالمقلوب (سوداننا الحبيب أرض الجدود والأبي) فعندما كنّا بلا ثروات ببواطن الأرض كالبترول والذهب واليورانيوم والحديد ومعادن أخري ما عارف إسمها شنو!! كنّا زي العسل وكانت الحياة المعيشية في متناول الأيدي والجيوب ، وكانت أيضاً السهولة في الأداء في كل شيء وكانت القيمة الغذائية في كل المواد التي نتناولها بصفةٍ يوميةٍ ذات فعالية عالية تنعكس علي صحة الإنسان لذا كانت البنية الجسمانية لإنسان الستينات وإلي أواخر السبعينات بنيةً قوية يقاوم بها الناس الأمراض التي كانت قليلة جداً ويناطح بها لاعبو كرة القدم المنتخبات الإفريقية والعربية ودونكم حموري الكبير وحموري الصغير وزغبير وسنطة وبشري وهبة وبشارة وبشير وعثمان الجلال ونجم الدين وعوض كوكا وخضر ود الكوري وأمثالهم كثر ... وكنا نندهش إذا سمعنا بأن فلان راقد بالمستشفي (وغازين ليهو الدرب) !! هكذا كان يقول الناس زمان خاصةً حبوباتنا اللائي فقدناهن وتأسفنا علي فقدانهن وحكاويهن والحكايات والحجاوي التي كُنا يُسعدنا برواياتها عندما يرسل الليل سدوله .. وزي مـــا قال الشــــاعر (ود بـــــادي العـــكودابي) حكــاوي : (طولها يّنوم الحجّاي !!) ناهيك عنّا نحن الذين نتلذّذ ونستمتع بها ... من الذي من دفعتنا مواليد الخمسينات ينسي تلك الصينية المزينّة (بخمس طرقات كِسرة) وشوية رغيف كُنّا لانأبه به علي الإطلاق حيث تكمن القيمة الغذائية والسعرات الحرارية بالكِسرة .. بعد ذلك يقدّمون لنا بطيخة في شكل شقق كما كان يحلو لنا أن نقول أو قل شرائح بلغة اليوم ... بطيخة ذات برودةٍ طبيعيةٍ من نقّاع الزير نلتهمها بشغفٍ شديدٍ وقد نبتت دون أي سماد أو إضافات كيميائية ، كذلك كنا نتناول (الأناناس والفُرُت) دون أي مواد حافظة .. كانوا أمهاتنا وحبوباتنا يطبخون الطعام علي (المنقدْ بالفحم) حيث تنضّج حلة الملاح مع (آخر هبود النار) ولا تحتاج لتسخين ... كُنا ولزمنٍ طويلٍ نتناول الكسرة حتى في وجبة العشاء مرةً معجونة بالموية الحارة والبصل والطماطم وزيت السمسم الأصلي النقي الذي نستمتع برائحته داخل الطعام ... كانت عندنا وجبة ضرورية بمجهودات فردية عندما نعود من المدرسة (روب رايب معجون بالطماطم والبصل فقط) !! تقطّع صوابعك معاه .. أين شباب هذا الزمن من وجبة عشاء بعصيدة دخن باللبن (أو مديدة تمر) بسمن غير مغشوش .
• ومن أدهي غرائب زمان أن (تكّلفك حبوبتك) عندما تزورها صديقتها التي تعزّها كثيراً ، زي صداقة حبوبتنا (عائشة بت فضل المولي) مع (زينب بت أب كّي) وهي إمرأةٌ عجوز لكنها إستطاعت أن تحافظ بقدرٍ كبير علي توهّجها .. وكانت قُفتها مليئةً بالخيرات لشفّع الحوش وهي من نساء المسلمية الماجدات المحترمات .. كانت حبوبتنا تعزّها معزّةً خاصةً فتكلّفنا بالذهاب إلي (الجزُر) والجزر المقصود به الجزارة ، كانت تسلمنا أنا وإبن خالي (محمد موسي عثمان موسي) واحد جنيه بالتمام والكمال ، ولا تسلّمك ذاك الجنيه القيّم إلاّ بعد أن تحذّرك تحذيرات شديدة بالحفاظ علي الجنيه وفي الأخير تقول لينا خلّوه في إيدكم عشان ما يقع منكم .. ذاك الجنيه القّيم لابد أن يحمّلونك معه (القُفّة) لأنه سيملأها علي سعتها من اللحم والكبدة والكمونية وأم فتــفت الرهيفة وتوصينا وصية خاصـة (للمبارك الجزار) بأن يمّيز لها أم فتفت (بالعرنون والأتّي) ... كما هناك عدد من أنواع الخضروات والليمون والطماطم .. دهـ كله في الجنيه (شفتو السودان دهـ كان كيف يا جماعة) .. لكن الأدهي الذي سيندهش له القراء أننا كُنا بعد شراء كل حاجيات حبوبة (نبرشت لينا قرشين ثلاثة) لزوم السينما أو العشاء عند (باشميل) أو (المشُر) وهذه لها حكاية مع إبن خالتي د/ محمد مساعد طبيب الأسنان المعروف بالقسم الأول سأحكيها لاحقاً .. لاحظوا بعد شراء كل تلك المستلزمات والبرشوت نرجّع ليها الباقي الذي قد يصل لمبلغ (35) قرش أو (25) قرش بعد حسابٍ عسيرٍ معها حيث أنــها تُفلـفل القُفة حبةً حبة وتحسـب المــواد غـير آبهة مـن ضيفـتها (بت أب كيّ) !! وللعلم والإحاطة أن حبوبتنا لا تخرج جنيهاً لشراء مثل تلك المواد إلاّ لـ(زينب بت أب كي) وأمثالها من اللائي تعزّهن معزةً خاصةً زي (رقية بت الفكي مُحمد) حبوبه سـيف شطة و (بت ود نــاصر) و(بنات الحمراء) و (نفيسه بت المصطفي) والدة الفنان محمد المصطفي الحردلو حي الدنيا دهـ ... ونفيسة بت المصطفي كانت بارعة في المديح خاصةً عندما تتأهب إحدي صديقاتها لحج بيت الله الحرام .. كانت بت المصطفي تقود الموكب الذي يتحرّك من حي ود أزرق ناحية محطة السكة حديد بألحانٍ شجيةٍ نرددها معها كلنا (الحجاج سافرو مننا وحجّو وطافو لي عرفة .. ومني) وأيضاً تشجينا بلحنٍ آخرٍ (كان بالجو كان بالقطر أنا الليلة ناوية السفر) ونردد معها ولازال صدي تلك الألحان بمسامعنا ... وتستحضرني حاجة لذيذة جداً جداً عندما ذهبت حبوبتنا لمنزل إبنها موسي وجلست مع أولاده وقالت لهم : والله الليلة نفيسة بت المصطفي قطعت ليها حلات مدحه ؟ فقال لها محمد موسي قالت شنو في المدحه ؟ ردت عليه والله قالت المابعرفو شنو داك المابعرفو شنو داك !!
• ألّذ حاجة عند حبوبتنا عندما تكلّفنا أنا وإبن خالي (محمد موسي عثمان موسي) ترفض رفضاً باتاً لواحد من أحفادها هو في الحقيقة إبن خالتنا لَزمْ ترفض أن يذهب معنا لشراء حاجياتها وتوصفه بأنه (مطلّش) وقد يرمي الجنيه ... وهو في الحقيقة فعلاً كان مطلّش حيث رمي صينية رمضان كذا مرة من داخل البيت لحوش الديوان وخلّوه مستور (يا جركس) !!
• ومن غرائب زمان مقارنةً بخمج هذه الأيام ودلع البنات والأولاد في هذا الزمن سريع الإستدارة وعندما يشاهدونك الكبار داخل الحارة وأنت تحمل بيدك (قارورة بيبسي كولا) يخضّونك بسؤالٍ بديهييٍ : أسمع إنتو دحين (عندكم زول ميرود) !! حيث كان البيبسي وبالرغم من وجوده وكثرته لا تستطيع شراءه إلاّ تكون داخل في (صرفة ـ صندوق ـ ولاّ عندكم زول ميرود) ذاك الحين يكون البيبسي في متناول يدك ويتفرّج عليك الصبيان ويحدّثون زملاءهم كالتالي : (والله شفنا فلان الفلاني قاعد يشرب في بيبسي كولا) !! ومرقت بمناخيرو كمان !! وجماعتنا وحكوماتنا التي تعاقبت علي حكم البلاد ولازالت تنبينا بما لم نعلم عبر المذياع بأن الوزير الفلاني سافر للدولة الفلانية وإلتقي بوزير تلك الدولة وتمت محادثات طويلة كلها كانت لأجل توطيد العلائق في الأمور ذات الإهتمام المشترك !! فإذا إستمروا لأكثر من أربعين عام في هذا الشيء .. نتساءل : إنتو الأمور ذات الإهتمام المشترك دي المواد الغذائية داخلة فيها ولاّ ما داخله .. فإن كانت ضمن إهتماماتكم فأين أنتم من هذا الغلاء الطاحن الفاحش !! وإن كانت هذه العبارة للإستهلاك فضعوا في حسبانكم بأن هذا الشعب يريد (............) إهتماماتكم فيما يتعلّق بالمواد الغذائية ذات الإهتمام المشترك ... هو مشترك عطبره إنتهي !! إنتو قاعدين ليه ما تقومو تروحو !!


** ملحوظة: ياناس منتديات ودمدني الله يسالكم يوم القيامة اليوم انتو قلوبكم مع الاتحاد ولا جزيرة الفيل؟
اما نحن فقلوبنا مع الاتحاد وشعورنا مع الجزيرة

ahmed algam
17-11-2011, 04:50 AM
الاتحــــــاد قـــوة