المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضائح بعثة السودان المشاركة في البطولة العربيه بالدوحه



أبونبيل
28-12-2011, 02:02 AM
مآسي ومرارات من الدوحة ... من المسئول ؟؟؟‏



تتناول مجالس الدوحة هذه الأيام فضائح بعثة السودان المشاركة في البطولة العربية الثانية عشر و قصصها المخزية التي ما أن تسمعها (بالذات من أبناء الجالية السودانية بقطر المتطوعين و العاملين تحت مظلة اللجنة الأولمبية القطرية في تنظيم الدورة) حتي تكتشف أنه ليس من الغرابة أن يحتل السودان زيل القائمة بجدارة بعد جيبوتي و اليمن و فلسطين حيث لم يحرز أية ميدالية ذهبية و أن كل ما ظفر به بجهود 280 شخص بالتمام و الكمال (هم قوام البعثة) فقط 14 ميدالية من جملة 1043 ميدالية منها 7 فضية و 7 برونزية أي ما نسبته 1% فقط من إجمالي عدد الميداليات في البطولة كلها ،،، و بالتالي لن يكون صعبا علي المرء أن يجد تفسيراً لكل التردي و الإنحطاط الشامل الذي وصلت له بلادنا اليوم ،،،
تجمع قصص البعثة الكريمة (و التي درج أخواننا القطريين و غيرهم من المقيمين بقطر من جنسيات عربية و غير عربية أخري من باب الإستهزاء و السخرية بتسمية أعضاء البعثة الماسية "بالأزوال" أي "جمع زول") ما بين المضحك و المؤسف المبكي و الذي هو في نهاية الأمر ثمرة من ثمرات منظومة الفساد الشامل التي تتحكم في مصير شعبنا و تقوده نحو الهاوية و السقوط التام ،،، كالورم الخبيث الممتد المنتشر و المتوغل في كل أحشاء الجسم و الذي لا تنفع معه المسكنات أو العمليات الجراحية و لا فكاك منه غير الخلاص الشامل ،،،
و قبل الخوض في الموضوع أخص أولا بالشكر و الإعجاب للأصدقاء من كوكبة الشباب السودانيين الوطنيين الشرفاء المقيمين بقطر الغيورين علي بلادهم الذين رصدوا بحرقة و ألم العديد من تلك االمشاهد المخزية من داخل ميادين البطولة و من خارجها و كشفوها لنا و فضحوها في مجالس السودانيين بالدوحة و إليكم بعض ما تيسر منها (و ما خفي كان أعظم) ،،،
تمثل الخطوط القطرية الناقل الرسمي لكل الوفود العربية المشاركة و قد قامت قطر بدورها بالكامل بإرسال التذاكر لكل الوفود علي الخطوط القطرية ،،، و لكن بشكلٍ أو بآخر (و بقدرة قادر) تمكنت السلطات السودانية (وزارة الشباب و الرياضة) المسئولة عن البعثة من إستبدال التذاكر (لإرتفاع قيمة تذكرة الخطوط القطرية) و الحجز لكل أفراد البعثة المشاركة بنظام ال (Cheap Flights) علي طيران (فلاي دبي) بأقل من نصف قيمة تذكرة الخطوط القطرية ،،، و لا يدري أحد أين ذهب الفرق؟ و كيف تمت عملية الإستبدال؟ و لكن ما يتم تداوله في المجالس هو أن تذاكر فلاي دبي تم شِرائِها عن طريق وكالة سفر و سياحة في العاصمة الخرطوم مملوكة لوكيل وزارة الشباب و الرياضة المدعو عبد الهادي محمد خير و التي كان نصيبها ما لا يقل عن 5% في كل تذكرة ،،،
أعلنت السلطات السودانية أنها خصصت مبلغ 3,000 دولار أمريكي لأي مشارك يحرز ميدالية ذهبية في حين أن المبلغ الحقيقي المعلن (و يعرفه العالم أجمع) الذي خصصته اللجنة الأولمبية القطرية المنظمة مبلغ 5,000 دولار أمريكي لكل لاعب. وقد تم اكتشاف ذلك و نُشِر في بعض الصحف السودانية و القطرية ،،، الحمد لله خابت آمال السلطات السودانية التي أعلنت الخبر فقد حصل السودان علي (صفر ميدالية ذهبية) ،،،
تتحدث المجالس أيضا أن الجهات المسئولة عن البعثة في السودان كانت و قبل الحضور للدوحة تتصل علي سيادة اللواء ركن عبد العال محمود إبراهيم رئيس إتحاد ألعاب القوي و نائب اللجنة الأولمبية السودانية دون جدوي للمشاركة في إعداد البعثة و المساهمة في تذليل العقبات التي تواجهها هناك و بالذات المشاركين في ألعاب القوي (بحكم منصبه) و لكنه كان (لأمر في نفس يعقوب) متواريا عن الجميع لا يرد علي إتصالاتهم المتواصلة، و إن رد علي مضض، يتعذر بأنه مشغول في القيادة العامة و ما شابه ذلك و كأن الأمر لا يعنيه ،،، فوجئ الجميع بأنه تحت ضيافة اللجنة الأولمبية القطرية المنظمة في أحد الفنادق الراقية بصحبة زوجته الكريمة و يتقاضي نثريات 600 دولار يوميا ليس بصفته أحد رعاة البعثة السودانية و إنما كحكم مراقب ،،، فمثل هؤلاء المسئولين بدلا من أداء واجبهم الوطني في سبيل تقوية و تدريب أبطالنا ليرتفع رأس السودان عاليا علي كتوفهم ،،، فهم يعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف ،،،
يدور في المجالس أيضا أن اللجنة المنظمة تقوم بصرف نثريات لكل المشاركين (تقدر بحوالي 100 دولار يوميا تقريبا) إلا أن أفراد البعثة السودانيين لم يستلموا غير 100 دولار فقط لكل مشارك طوال فترة بقائهم بالدوحة (فإذا صح ذلك) هل يعلم المشاركين بحقهم في هذه النثريات؟ و أين ذهبت النثريات التي كان من المفترض أن يستلموها علي مدار أيام البطولة؟ و يا تري من هي الجهة التي كانت تستلمها نيابة عنهم؟ مجرد أسئلة بسيطة تحتاج لإجابات شبه مستحيلة ،،،
إشتكي العديد من المشاركين من عدم إهتمام وزير الشباب و الرياضة بالبعثة و إعدادها و بدلا عن ذلك كلما يحاولوا مقابلته أو الإتصال به يجدوه مشغولا في الدفاع الشعبي و غيرها من كواليس الإعداد للحرب و القتل (التي تمثل المكان الطبيعي له كأحد أبرز الدبَّابين الذين لديهم تاريخ حافل في جرائم الحرب و الإبادة)، و كلما سمح به وقته الثمين هو إلقاء خطاب مغتضب في إحتفال وداع بعثة السودان المشاركة في بطولة الدوحة بصالة هاشم ضيف الله بالعاصمة الخرطوم ،،،
جاء الإعداد للبطولة متأخراً لذلك فقد تموا العدد المطلوب من المشرفين علي الفِرَق المشاركة من موظفي وزارة الشباب و الرياضة الذين لا تتوافر لهم أدني شروط الخبرة في أيٌ من المناشط الرياضية الخاصة بالبطولة ،،، و قد كانت القرية الرياضية بالدوحة مخصصة لعدد من المشاركين من ضمنهم المشرفين إلا أن مشرفي البعثة السودانية بحكم وظائفهم في وزارة الشباب و الرياضة في السودان و بمجرد وصولهم الدوحة توجهوا لمجمع (أزدان الفاخر) و هو مخصص للشخصيات الكبيرة من الفنيين (الحكام + أعضاء اللجان الفنية ،،، إلخ) ،،، و قد أثاروا هنالك مشكلة و فضيحة كبيرة بإصرارهم علي الإقامة في المجمع الفاخر بدلا عن القرية الرياضية (بإعتبارهم موظفين كبار و رجال دولة) و نسوا أنهم في حقيقة الأمر جاؤوا (تمومة جرتق) و تسببوا في إزعاج بالغ للمسئولين و المقيمين هناك و هددوا بالإتصال بالسفير أو الوزير أو البشير بشحمه و لحمه (فقد كان موجودا وقتها بالدوحة) ،،،
أفادني أحد الأصدقاء من أبناء الجالية السودانية الشرفاء المتطوعين في البطولة العربية أن أحد الفنيين المكسيكيين سأله مستغربا (كيف تُحقق بعثة السودان هذه النتائج المتدنية و رئيس البلاد بجلالة قدره قد تكبد عناء السفر و المجئ ليشجع البعثة و يشد من أزرها ،،، و هو لا يدري أن البطولة العربية في وادي و حبيبنا المشير في وادياً آخر تماما ،،،
من المفترض مشاركة ٢٧ لاعب من منتخب زوي الاحتياجات الخاصة و بعد أن تم عمل كل الترتيبات لهم قبل الحضور للدوحة فوجئ بعض المسئولين عن الفريق أن الذين حضروا سبعة لاعبين فقط و لا أحد يدري كيف تم إستبعاد الباقين منهم ،،، علَّق أحد الحاضرين (ربما فاتتهم الطائرة) ،،،
كريمة رئيس إتحاد الرماية وصلت الدوحة كمشاركة وممثلة للسودان في الرماية ولكن برفقة (زوجها و إبنها البكر و علي حساب مخصصات البعثة) ،،، و كان من الممكن أن نجد لها العذر بإحضار زوجها (كَمُحرِم) و إبنها البكر لعدم وجود من يرعاه نيابة عنها في السودان (فكله يهون في سبيل الوطن) ،،، إلا أن الكريمة إبنة الكريم (المسئول الرياضي المخضرم) قد نسيت معدات الرماية في السودان و حضرت بدون معدات و بدون أدوات تدريب ،،، حاول المسئولون في الدوحة جاهدين إيجاد بندقية مناسبة لها و لكنهم كل ما يأتوا ببندقية من البنادق المعتمدة في البطولة تقول (أول مرة أشوف زي دي ،،، ما بَعرِف ليها) ،،، و الحمد لله (و هي تُشكر كثيرا علي ذلك) أن إستمتعت هي و زوجها الفاضل و إبنها البكر ربنا يحفظه بحضور حفلتي (الافتتاح والختام) و لا تهم المشاركة في المنافسة التي إعتذرت عنها لتلك الظروف القاهرة التي مرت بها بعد أن قالت (المهم النية و إنشاء الله يكون في تحضير كويس المرة الجاية ونجيب العائلة الكريمة كلها) ،،، و في الغالب الأعم أن البندقية المنسية بالسودان هي من غنائم معركة شيكان زمن الثورة المهدية خاصة و أن المشاركين في بطولة القوس قد جاؤوا للبطولة (كالهنود الحمر ينقصهم الريش و الخيول الجامحة و الألوان) و هم مدججين بالأقواس الخشبية القديمة (النشَّاب) والتي تُرِكَت و عفي عليها الزمن و تجاوزتها تكنولوجيا البطولات العالمية و الإقليمية منذ تسعينيات القرن الماضي و أصبح يستخدم بدلا عنها ضروباً عدة من الأقواس الحديدية المتطورة مختلفٌ ألوانها و أشكالها.
في رد علي سؤآل لبعض المسئولين عن فريق السلة عن النتائج المخزية التي حققها الفريق السوداني أفادوا بأن (السبب كلو في الإنفصال لأنو أخواننا الجنوبيين مشوا وخلو الفريق) ،،، كم هي محزنة كارثة طغمة الإنقاذ و محنتهم (بترول و لاعبين سلة مرة واحدة) ،،،
الاتحاد السوداني للمصارعة لم يشارك في المصارعة الرومانية و إكتفي بالمشاركة في المصارعة الحرة و أيضا بلا جدوى و عندما سئل رئيس الاتحاد السوداني للمصارعة من قبل أحد الإعلاميين أجاب (الشباب ديل ما متعودين على اللعب في الفرشة المخصصة للعبة و برضو ما متعودين يلعبوا في الحلقة الخشبية ،،، ديل متعودين بلعبوا هناك في الواطة وفي التراب ،،، يعني عايزين اللجنة المنظمة توفِّر ليهم (دَلَجَة) ،،، عشان يتمرمطوا فيها أصلو هم متعودين علي المرمطة ،،،
ملاحظ أيضا أن المشاركين في كرة اليد و السلة غير متعودين علي الصالات الحديثة التي تتميز بها البنية الرياضة القطرية الحديثة المتطورة و المجهزة وفقا لأعلي المقاييس العالمية ففي تعليق لأحدهم (و الله التقول لاعبين مع كدايس الكورة مما تضرب بيها الواطة ما تعرفها مشت وين) ،،،
و صل حِس الإنهزامية و الخيابة و عدم المبالاة بفريق تنس الطاولة و هم يتشاطرون أطراف الحديث فيما بينهم (والله المصري طقطقني جنس طقطقة) ،،،
تقتضي القواعد أن يكون في فريق منافسات كرة القدم حارسين مرمي في قائمة كل فريق مشارك (و هذا أمر طبيعي و معروف للجميع) ،،، لم يتوافر لدي المنتخب السوداني غير الحارس أكرم الهادي (حارس فريق المريخ) فقاموا بتسجيل حارس منتخب كرة اليد في القائمة حتى يتسنى لهم المشاركة ،،،
هنالك نوعين من منافسات الكرة الطائرة التي تختلف في قوانينها و قواعدها و المهارات المطلوبة فيها (كرة الرمل + الكرة الطائرة في القاعات) و رقم ذلك فقد شارك السودان بفريق واحد في الإثنين ،،،
بعثة الفريق الأول لكرة القدم التي وصلت الدوحة تتكون من 27 شخص من ضمنهم واحد فقط مسئول عن المهام الطبية (يعالج منو ويخلي منو) ،،، (بتاع كلو) ،،،
منتخب اليد الله يديهم العافية ما قصَّروا ،،، (الفريق كان ناقص و تَموهوا من فريق الفروسية) فقد حقق نسبة نجاح (ما بطالة ٩٪) ،،، و للسودان الشرف أن دخل الفريق موسوعة جينيس للأرقام القياسية بجدارة كصاحب أكبر خسارة (مع المنتخب الجيبوتي) ضد منتخبي مصر و البحرين علي التوالي فقد كانت النتيجة (٥/٥٨) ،،،
عند وقوع أي لاعب سوداني في القرعة مع أي لاعب من دولة أخرى يقوم باقي المدربين من الدول الأخري بمباركة الفوز المسبق للاعب الذي أوقعته القرعة ضد اللاعب السوداني ،،، (أصبح السودان مسخرة) ،،،
في فقرة الملاكمة سقط الملاكم السوداني المدعو (قدورة) أرضا في الجولة الأولي من أول بوكس من نظيره المغربي، و ظل الكوتش يهزه و يستجديه للنهوض لإكمال المباراة (قدورة قوم السودان منتظرك ،،، قدورة قوم تلفزيون الجزيرة قاعد يصور ،،، قدورة ياخي عليك الله قوم عشان ترفع رأس السودان فوق) فأجابه قدورة و هو لا يقوي علي النهوض (ياخي أنا راسي ما قادر أرفعه أرفع رأس السودان كيف ،،، عليك الله يا كوتش جيب لينا الإسعاف و خليهم يكتِّروا الأوكسجين) ،،،
تم حجز العديد من المشاركين في البطولة في مطار الدوحة لفترات طويلة عند وصولهم و منعوا من الدخول لعدم وجود إذن الدخول (الفيزا) ،،،
تعود المنظمين للبطولة و بشكل يومي علي الحالات المتكررة لضياع أفراد البعثة السودانية كل يوم في القرية الرياضية المخصصة لاستقبال الضيوف المشاركين في البطولة و كل يوم يقوموا بتوصيل واحد ضائع ،،،
عندما أحرز منتخبنا لألعاب القوى الميدالية الفضية في نهائي تتابع رجال 4×400 متر و كذلك في سباق تتابع سيدات 4×400 تذكرت طرفة الملاكم الذي دخل أحد المطاعم و علّق معطفه في المكان المخصص لذلك بالقرب من مخرج المطعم و كتب في ورقة صغيرة وضعها في مكان بارز فوقه خوفا عليه من السرقة (بطل العالم للملاكمة) و عندما عاد بعد أن إنتهي من وجبته الشهيِّة و جده قد إختفي و وضع سارقه ورقة في مكانه مكتوبٌ عليها (بطل العالم للجري) ،،، (و مع الإعتذار لأبطالنا المشاركين في الجري من الرجال و السيدات الذين و برغم كل هذه المخازي حازوا بجدارة تستحق التقدير و الإشادة علي الميدالية الفضية و تأهل منهم البطل رباح يوسف إلي أولمبياد لندن 2012 بإحرازه زمناً قدره 87.45 ثانية في سباق 400 متر عدو) ،،، إلا أن نجاحنا (النسبي) في مسابقات الجري في الحقيقة يتناسب مع واقع بلادنا و يعبِّر عنه بصدق حيث أصبح الكل في حال جريٌ دائم ،،، ما بين الجري وراء لقمة العيش الكريمة للغالبية الكادحة من جماهير شعبنا، و الجري وراء المناصب و الكسب الحرام و الثراء الفاحش و رغد العيش و حب المظاهر و التفاخر و الإبتذال الفاضح لكل قيم شعبنا من قبل الطغمة الحاكمة و أزيالها و القائمين علي شئون أجهزتها الحكومية المترهلة ،،،
إلي متي يحتمل السودانيين هذا العبث ،،، و هذا الخزي و العار ،،، و كل هذا الدمل في أجسادهم ،،،

الهادي هباني