المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استعصاء "الثقافة" على اللغة العربية



أبونبيل
08-01-2012, 11:21 AM
استعصاء "الثقافة" على اللغة العربية


يجزم كثير من الناس وبالتخصيص من الناطقين بها أن اللغة العربية تتمتع بثراء كبير من حيث المفردات جامدها ومشتقها، والتعبيرات المركبة، والأمثال، والآداب من شعر، ونثر، وقصة، ورواية، وأقصوصة، وأحجية.. إلخ. ولعل هؤلاء محقون في زعمهم هذا، بيد أنه من المؤكد أن اللغة العربية ليست وحدها في هذا الثراء في عالم يتحدث آلافا من اللغات اليوم وإن غدت تهيمن عليه (هذا العالم) تدريجيا مجموعة صغيرة من اللغات الأكثر تداولاً، وتطوراً، وانتشاراً، ونفوذاً، وسطوةً، ومواكبة لمستجدات العصر. ومع هذا الثراء الفاحش الذي تمتاز به العربية فإنها أحيانا تقف عاجزة (لأسباب غير مقنعة بالمرة ولا تتناسب مع مكانتها العظيمة واتساع الرقعة التي تتحدث العربية شعوبها وأممها) حيال مفاهيم معينة ولعل من الأمثلة التي يجدر التطرق إليها في هذا السياق مفهوم الثقافة.

يقول لسان العرب: إن الثقافة تعني الحَذق وسرعة التعلم، وإن الرجل الثقف سريع التعلم، والثقافة سرعة التعلم، والثقف الحاذق الفطِن. ويذهب المعجم الوسيط في ذات المنحى إذ بحسبه ثقف ثقفاً صار حاذقاً فطناً. ويعرّف الدكتور زكي نجيب محمود الثقافة بأنها حالة تُوجّه الإنسان في اتجاه سيره، وفي ردود أفعاله، وأنها ليست محصولاً من معارف ومعلومات في حد ذاتها، بل هي الزهرة التي تنبتها تلك المعلومات والمعارف. ولعل من أفضل ما قيل في تعريف المثقف هو قول محمد حسنين هيكل : " المثقف هو الإنسان الذي يستطيع أن يكون لنفسه رؤيةً وموقفاً من الإنسان بالدرجة الأولى، ومن المجتمع بالدرجة الثانية، ومن الطبيعة والكون بالدرجة الثالثة، وإنه يستطيع أن يعبر عن هذه الرؤية وهذا الموقف برموز الكلمات والألوان والأصوات."

من جهة أخرى فإن "طريقة فهم الحياة، وكيفية تنظيمها، وأساليب العيش فيها، والتي تميز مجتمعاً معيناً عن غيره من المجتمعات، وتعطيه وجهه الأصيل، ومن ثم شخصيته" هي بالذات ثقافة ذلك المجمتع. ولعل أحد التعريفات البديعة والمضبوطة في آن معاً للثقافة هو ما قال به علماء الأنثربولوجيا: "الثقافة هي أي شيئ يفعله المرء من غير أن يفكر." بمعنى أنك تصحو مثلا في الصباح وتحتسي قدحاً من الشاي بالحليب من غير أن تسأل نفسك لماذا يشرب الناس في مجتمعك الشاي بالحليب عند كل صباح، أو يذبحون كبشاً إكراما للضيف وينحرون الكباش في عيد الأضحية، أو لا ينظرون إلى عيني محدثهم دلالة الإحترام بينما لا يفعل الناس الأشياء عينها في مجتمعات أخرى أو يفعلون عكسها؟ والحال هكذا فإن أشياءً مثل العادات، والتقاليد، والأعراف، واللغة، واللهجات، وطقوس الدين والعبادة، وطريقة التفكير، وكيفية التفاعل مع الناس والمواقف هي مكونات أصيلة للثقافة.

بيد أن الناظر إلى مفهوم الثقافة من خلال هذا الطرح يتبين له أنه، في واقع الأمر، مفهومان مختلفان وليس مفهوماً واحداً: الأول مفهوم الثقافة الذي معناه القدرة على تكوين رؤية مبصرة وتبني موقف منصف وأمين من قضايا الانسان والمجتمع والعالم والتعبير عن ذلك بالأدوات المناسبة، ويقابله بالانجليزية*.أما الثاني فهو منهاج وأساليب وطقوس الحياة بمجراها الطبيعي الذي يميز مجتمعاً بعينه، ويقابله بالانجليزية**. لكن في اللغة العربية نجد أن كلاً من المفهومين ـ على إختلافهما البيّن ـ يطلق عليه ثقافة! وإذن فما الذي يمنع أن يكون ثمة مفردتان مختلفتان للتعبير عن المفهومين المختلفين عِوض هذا الإلتباس؟



ابو اصال

ساريه
08-01-2012, 08:41 PM
سؤل احدهم عن الثقافة،: أهي المعرفة؟ قال: لا. أهي العلم؟ قال: لا. أهي الحضارة أم هي المدنية أم العقيدة أم التاريخ أم العادات والتقاليد والأخلاق أم الأفكار والفنون والآداب.. أم، أم.. وكان جوابه ..... هذه المفردات بعض مكوناتها ....
تعلمون أن كلمة (ثقافة) لم ترد إطلاقاً في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية المطهرة، كما لم ترد في نصوص العرب وأشعارهم لا في جاهلية ولا في إسلام وقد وصفها المعجم الوسيط بأنها كلمة محدثة في اللغة العربية، مما يدل دلالة قاطعة على أنه لم يكن لها عند العرب والمسلمين ذلك الوزن الذي يعطى لها اليوم،
ومن هنا فان العرب والمسلمين حتى ما قبل قرن من الزمان لم يكونوا يولونها أي حظ من الاهتمام، بينما هي اليوم كل شيء في حياة البشر..
الثقافة والمثقف كلمتان غائمتا المفهوم، غامضتا الدلالة، واسعتا النطاق، يصعب أن يحويهما تعريف أو يحدهما مصطلح، ولقد أثارتا كثيراً من التساؤلات، وتعددت الإجابات وتباينت حول مفهوميهما. (حتى انه يمكن إحصاء مئات التعريفات لمصطلح الثقافة).


شكراً اخونا أبو نبيل لهذا الطرح الدسم وما زال باب النقاش مفتوحاً والحديث يطول عن الثقافه ومفهومها فى اللغة العربية وننتظر القاء الضوء على هذا الجانب المهم والحيوى فى حياتنا .....