ابو قصي
12-01-2012, 09:07 AM
قلبٌ توزع بين الشوق والشغفِ * فراح يضرب في سهل ومنعطفِ
يسعى إلى النور يستقصي منابعه * حتى انتهى لمقام النور والشرفِ
في ليلة من كتاب العمر عامرة * فيها من العشق والتبريح والدنفِ
كابدتها مفعم الوجدان منفرطاً * ممزق النفس مرتجاً من اللهفِ
أرنو الى الأفق الساجي أسائله * من ذا لصبٍ شديد الخفق مرتجفِ
ويا أيها الكوكب الساري لمنزله * أين المنازل من عمارها السلفِ
أين الثنايا على أرجائها احتشدت * زُهْرُ (المدينة) في باهٍ من الطُرَفِ
والبدر يطلع من جوف الدنا ألقاً * يجلو ويغسل مافي الكون من جلفِ
والمنشد الربعَ أجَّ الدف منتشياً * يزجي المشاعر لحناً غير منعزفِ
يسير بالبِشْرِ والترحاب محتفياً * (يا خير داعٍ أتى بالعدل والنَّصَفِ)
يا ساري النجم يسمو في مداركه * ماذا لديك من الآثار والتحفِ
خبٍّر فإن بلاغاً منك ينفعنا * وانشر على الناس ما خبأت من صحفِ
وأسأل (سُراقةَ) عن وجناء صافنة * ساخت بها الأرض حتى ساخ في الأسفِ
يجري ويلهث والدنيا طريدته * ثم استبانت له نقشاً على الخزفِ
وموكب الحق يمضي نحو غايته * ما كان عن قصده يوماً بمنحرفِ
والصاحب البر ما ينفك في وَجًلٍ * "يا ثاني اثنين" لا تفْرَقْ ولا تخفِ
ما كل ما يتمنى الشِرْكُ يدركه * إن الحوادث لا تجري على الصدفِ
إنا إلى الواحد القهار وجهتنا * أنعم به من كريمٍ طيب الكنفِ
ومن تكن في سبيل الله هجرته * هيهات يعبأ بالأهوال والهرفِ
عهدٌ من الله حان الآن موعده * وليس في وعد رب الناس من خُلُفِ
فهو الوكيل بنا والله حافظنا * والله أكبر من تدبير محترفِ
******
يا ساري النجم كم هيجت ساكنتي * وكم أثرت شجون الخافق الوجِفِ
إني أكاد أرى الأحداث ماثلة * والكل يجتذب "القصواء" من طرفِ
وفوقها "المصطفى" يفترٌ مبتسماً * لما رأى من زحام القوم بالكُتًفِ
"مهلاً دعوها فإن الله آمرها" * لولا المشيئة لم تحفل ولم تقفِ
أين المناخ وأين اليوم مبركها * وأين منتجع الأوتاد والعلف!!
وكيف بات (أبو أيوب) ليلته * في بوح مبتهجٍ، أم صمت معتكفِ!!
والأوس والخزرج والأحبار في جلَبٍ * بين الحصون وتحت الدوح والسُقُفِ
كانوا شعوباً وفضل الله ألّفَهم * سبحان مُبْدِلِ أشتاتٍ بمؤتلفِ
وأذكر "أبا نجمُ" من بدر ملاحمها * وكيف آل مآل الكفر والصلفِ
واصعد على الجبل المحزون متعظاً * من نابلٍ مثقلٍ بالجرحِ مُنكَسِفِ
الفوز أشرع في الأجواء رايته * ففيم تُشغل بالأسلاب والنُتَفِ
******
يا ساري النجم عيني منك ذارفة * من ذا يعين على تسكابها الذَرِفِ
ويا أيها الحرم الرامي منائره * كأنها في الدجى حقلٌ من النجفِ
حتّام أرقب في فجر يماطلني * وأدمن الصبر في حيزٍ من الغرفِ
متى المآذن تدعوني صوادحها * وتملأ الأذن بالتطريب والشنفِ
أرحني بها يا نَديّ الصوت دافئه * إليك أسعى كمثل البارق الخطفِ
عسى المنابر تحنو بي مداخلها * وأدرك الصبح عند الروضةِ الأُنُفِ
أجثو وأركع للغفّار مُضّرِعاً * لله من مذنبٍ بالذنبِ معترفِ!!
يغري السلام إلى خير الورى نسباً * وخير من وهب الخلاقُ من نُطفِ
يا سيدي يا رسول الله كن سندي * أنت الشفيع لخطّاءٍ ومقترفِ
صلى عليك الذي بلّغت شرعته * صدقاً وأنجيتنا من وهدةِ الجُرُفِ
******
يا ساري النجم لا تخبو لوامعه * ماذا طرحت لنا من رِفدِك الترف
هلا عبرت بنا الميقات منطلقاً * صوب المثابة لا تلوي عن الهدف
واستعرض الوادي المعمور في عجبٍ * كم كان من قبلُ في قحطٍ وفي شظفِ
هو الدعاء الذي ما رُدَ صاحبه * وليس عن مسمع الدنيا بمنصرفِ
من كل فجٍ أتوا من فوق ضامرةٍ * من كل جنسٍ شنيت اللهج مختلفِ
والزرعُ يضحك في البستان مزدهراً * والماء زمزم لم يبخل لمرتشفِ
واقصد الى الشِعبِ واستنطق حجارته * كم عاش في الشِعبِ من باغٍ ومعتسفِ
يا موئل الشر يا مأوى بطانته * دار الزمان على أيامك العُجُفِ
أين "الوليد" غدت في الطيّ سطوته * وآب منها بسوءِ الكيل والحشفِ
وأين قص "أبو سفيان" قصته * وأين عَظمُ (أبي جهل) من الجيفِ
واسترجع الشعر من حسان ملتهباً * يهمي كسهمٍ حديدِ الطرف منقذفِ
والنصر جاء، وجاء الفتح مقترناً * فتحاً مبيناً، عزيزاً، باهظ الكُلَفِ
دانت له الأرض وارتجت مناكبها * وهلل الجندُ بالأرماح والرُعُفِ
لبيك لبيك إن الحمد متصلٌ * من كل مؤتزرٍ وافي.. وملتحفِ
وما بكى تائبٌ في الركن منتحباً * وما تعلق بالأستار والسُجُفِ
طوّف أيا نجم واستكمل مناسكنا * يا تعسَ من لم يقف عرفات لم يطُفِ
يا ربنا آتنا في عمرنا حسناً * ووقنا أرذل الأعمار والخرفِ
وهب لنا من لدنك اليوم مرحمة * وامسح لنا وزرنا المرصود في الكُشُفِ
أنت "الحليم" ومن "للعبد" يرحمُهُ * غير الحليم العظيم الغافر الرؤفِ
"وصلِّ ربِّ" على من حُبَهُ شغلي * وكل ثانية أزدادُ في الكَلَفِ
زُلفى تقربني من حوض أمَّتِهِ * وأستجيرُ بها من يومك الأزِفِ
يومٌ تشيبُ له الولدانُ من فزعٍ * ولا ملاذَ سوى في ظلِك الورِفِ
يسعى إلى النور يستقصي منابعه * حتى انتهى لمقام النور والشرفِ
في ليلة من كتاب العمر عامرة * فيها من العشق والتبريح والدنفِ
كابدتها مفعم الوجدان منفرطاً * ممزق النفس مرتجاً من اللهفِ
أرنو الى الأفق الساجي أسائله * من ذا لصبٍ شديد الخفق مرتجفِ
ويا أيها الكوكب الساري لمنزله * أين المنازل من عمارها السلفِ
أين الثنايا على أرجائها احتشدت * زُهْرُ (المدينة) في باهٍ من الطُرَفِ
والبدر يطلع من جوف الدنا ألقاً * يجلو ويغسل مافي الكون من جلفِ
والمنشد الربعَ أجَّ الدف منتشياً * يزجي المشاعر لحناً غير منعزفِ
يسير بالبِشْرِ والترحاب محتفياً * (يا خير داعٍ أتى بالعدل والنَّصَفِ)
يا ساري النجم يسمو في مداركه * ماذا لديك من الآثار والتحفِ
خبٍّر فإن بلاغاً منك ينفعنا * وانشر على الناس ما خبأت من صحفِ
وأسأل (سُراقةَ) عن وجناء صافنة * ساخت بها الأرض حتى ساخ في الأسفِ
يجري ويلهث والدنيا طريدته * ثم استبانت له نقشاً على الخزفِ
وموكب الحق يمضي نحو غايته * ما كان عن قصده يوماً بمنحرفِ
والصاحب البر ما ينفك في وَجًلٍ * "يا ثاني اثنين" لا تفْرَقْ ولا تخفِ
ما كل ما يتمنى الشِرْكُ يدركه * إن الحوادث لا تجري على الصدفِ
إنا إلى الواحد القهار وجهتنا * أنعم به من كريمٍ طيب الكنفِ
ومن تكن في سبيل الله هجرته * هيهات يعبأ بالأهوال والهرفِ
عهدٌ من الله حان الآن موعده * وليس في وعد رب الناس من خُلُفِ
فهو الوكيل بنا والله حافظنا * والله أكبر من تدبير محترفِ
******
يا ساري النجم كم هيجت ساكنتي * وكم أثرت شجون الخافق الوجِفِ
إني أكاد أرى الأحداث ماثلة * والكل يجتذب "القصواء" من طرفِ
وفوقها "المصطفى" يفترٌ مبتسماً * لما رأى من زحام القوم بالكُتًفِ
"مهلاً دعوها فإن الله آمرها" * لولا المشيئة لم تحفل ولم تقفِ
أين المناخ وأين اليوم مبركها * وأين منتجع الأوتاد والعلف!!
وكيف بات (أبو أيوب) ليلته * في بوح مبتهجٍ، أم صمت معتكفِ!!
والأوس والخزرج والأحبار في جلَبٍ * بين الحصون وتحت الدوح والسُقُفِ
كانوا شعوباً وفضل الله ألّفَهم * سبحان مُبْدِلِ أشتاتٍ بمؤتلفِ
وأذكر "أبا نجمُ" من بدر ملاحمها * وكيف آل مآل الكفر والصلفِ
واصعد على الجبل المحزون متعظاً * من نابلٍ مثقلٍ بالجرحِ مُنكَسِفِ
الفوز أشرع في الأجواء رايته * ففيم تُشغل بالأسلاب والنُتَفِ
******
يا ساري النجم عيني منك ذارفة * من ذا يعين على تسكابها الذَرِفِ
ويا أيها الحرم الرامي منائره * كأنها في الدجى حقلٌ من النجفِ
حتّام أرقب في فجر يماطلني * وأدمن الصبر في حيزٍ من الغرفِ
متى المآذن تدعوني صوادحها * وتملأ الأذن بالتطريب والشنفِ
أرحني بها يا نَديّ الصوت دافئه * إليك أسعى كمثل البارق الخطفِ
عسى المنابر تحنو بي مداخلها * وأدرك الصبح عند الروضةِ الأُنُفِ
أجثو وأركع للغفّار مُضّرِعاً * لله من مذنبٍ بالذنبِ معترفِ!!
يغري السلام إلى خير الورى نسباً * وخير من وهب الخلاقُ من نُطفِ
يا سيدي يا رسول الله كن سندي * أنت الشفيع لخطّاءٍ ومقترفِ
صلى عليك الذي بلّغت شرعته * صدقاً وأنجيتنا من وهدةِ الجُرُفِ
******
يا ساري النجم لا تخبو لوامعه * ماذا طرحت لنا من رِفدِك الترف
هلا عبرت بنا الميقات منطلقاً * صوب المثابة لا تلوي عن الهدف
واستعرض الوادي المعمور في عجبٍ * كم كان من قبلُ في قحطٍ وفي شظفِ
هو الدعاء الذي ما رُدَ صاحبه * وليس عن مسمع الدنيا بمنصرفِ
من كل فجٍ أتوا من فوق ضامرةٍ * من كل جنسٍ شنيت اللهج مختلفِ
والزرعُ يضحك في البستان مزدهراً * والماء زمزم لم يبخل لمرتشفِ
واقصد الى الشِعبِ واستنطق حجارته * كم عاش في الشِعبِ من باغٍ ومعتسفِ
يا موئل الشر يا مأوى بطانته * دار الزمان على أيامك العُجُفِ
أين "الوليد" غدت في الطيّ سطوته * وآب منها بسوءِ الكيل والحشفِ
وأين قص "أبو سفيان" قصته * وأين عَظمُ (أبي جهل) من الجيفِ
واسترجع الشعر من حسان ملتهباً * يهمي كسهمٍ حديدِ الطرف منقذفِ
والنصر جاء، وجاء الفتح مقترناً * فتحاً مبيناً، عزيزاً، باهظ الكُلَفِ
دانت له الأرض وارتجت مناكبها * وهلل الجندُ بالأرماح والرُعُفِ
لبيك لبيك إن الحمد متصلٌ * من كل مؤتزرٍ وافي.. وملتحفِ
وما بكى تائبٌ في الركن منتحباً * وما تعلق بالأستار والسُجُفِ
طوّف أيا نجم واستكمل مناسكنا * يا تعسَ من لم يقف عرفات لم يطُفِ
يا ربنا آتنا في عمرنا حسناً * ووقنا أرذل الأعمار والخرفِ
وهب لنا من لدنك اليوم مرحمة * وامسح لنا وزرنا المرصود في الكُشُفِ
أنت "الحليم" ومن "للعبد" يرحمُهُ * غير الحليم العظيم الغافر الرؤفِ
"وصلِّ ربِّ" على من حُبَهُ شغلي * وكل ثانية أزدادُ في الكَلَفِ
زُلفى تقربني من حوض أمَّتِهِ * وأستجيرُ بها من يومك الأزِفِ
يومٌ تشيبُ له الولدانُ من فزعٍ * ولا ملاذَ سوى في ظلِك الورِفِ