المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سحر الادب !



ايمن عبد الله
22-01-2012, 04:15 AM
قحطت البادية في أيام هشام بن عبد الملك ، فقدمت عليه العرب ، فهابوا أن يكلموه ، وكان فيهم درواس بن حبيب ، وهو ابن ست عشرة سنة ، له ذؤابة ، وعليه شامتان ، فوقعت عين هشام بن عبد الملك عليه ، فقال لحاجبه : ما شاء أحدٌ أن يدخل عليَّ إلاَّ دخل حتى الصبيان ، فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقاً ، فقال : يا أمير المؤمنين إن للكلام نشرًا وطيًا ، وإنه لا يعرف ما في طيه إلاَّ بنشره ، فإن أذن لي أمير المؤمنين أن أنشره نشرته ، فأعجبه كلامه ، وقال له : انشره لله دَرُّك ، فقال : يا أمير المؤمنين إنه أصابتنا سنونٌ ثلاث : سنة أذابتِ الشحم ، وسنة أكلتِ اللحم ، وسنة دقَّت العظم ، وفي أيديكم فضول مال ، فإن كان لله ففرقوها على عباده ، وإن كانت لهم ، فعلام تحبسونها عنهم ؟ ، وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم ، فإنَّ الله يجزي المتصدقين ، فقال هشام : ما ترك الغلام لنا في واحدة من الثلاث عذرًا ، فأمر البوادي بمئة ألف دينار ، وله بمائة ألف درهم ، ثم قال : ألا حاجة ؟ قال : ما لي في خاصة نفسي دون عامة المسلمين ، فخرج من عنده وهو من أجل القوم !
هكذا كان للكلمات – التي هي اللبنة الأولى لفن الأدب – فعل السحر الذي يدفع المتلقي إلى نوع من الاستجابة العملية إزاءها ، ولقد تعددت استجابات المتلقين إزاء العمل الأدبي ، فمنهم من تقف استجابته عند حد الانفعال بالعمل ومشاركته للأديب في انفعالاته ، ومشاعره وأحاسيسه ، ومن المتلقين من ينزع إلى نوعٍ من الاستجابة الظاهرة ، ويسلك سلوكاً عملياً نحو أداء عملٍ ما كأن يعمل ، أو يبني ، أو يزرع ، أو يشن الحرب ، أو يرتكب جرماً ، أو يخفض أجنحة السلام بين الأفراد أو الشعوب ... إلى غير ذلك من مظاهر تُرى وتشاهد .

والتذوق الأدبي يرتبط ارتباطاً عضويًا باللغة ؛ لأنها مادة الأدب ، ولهذه اللغة وظيفة شعرية فنية ، تنعكس في لونٍ من التعبير الجميل تتوافر فيه ألوان من الصنعة وجماليات النظم، والتصوير الفني ، وهذه هي : لغـة الأدب التـي يستخدمهـا الأدبـاء والمبدعـون ؛ لنقـل انفعـالاتهم ، وتصـوير أحـاسيسهم ومشاعرهم ، والتعبير عن رؤاهم وأفكارهم بحيث يثيرون في المتلقي أحاسيس تدفعه للتأثر، ومشاركتهم إبداعهم .

ساريه
23-01-2012, 11:28 PM
والتذوق الأدبي يرتبط ارتباطاً عضويًا باللغة ؛ لأنها مادة الأدب ، ولهذه اللغة وظيفة شعرية فنية ، تنعكس في لونٍ من التعبير الجميل تتوافر فيه ألوان من الصنعة وجماليات النظم، والتصوير الفني ، وهذه هي : لغـة الأدب التـي يستخدمهـا الأدبـاء والمبدعـون ؛ لنقـل انفعـالاتهم ، وتصـوير أحـاسيسهم ومشاعرهم ، والتعبير عن رؤاهم وأفكارهم بحيث يثيرون في المتلقي أحاسيس تدفعه للتأثر، ومشاركتهم إبداعهم .



لم تكن العرب قديماً تجد صعوبه فى نثر افكارهم شعراً او نثراً او ما شابه لان اللغة كانت بصحه وعافيه ويجيدونها بالفطره اما اليوم فاللغة دخلها الكثير من الشوائب وبات الامساك بناصيها امر صعب ....
شكراً اخى ايمن لهذا الطرح المهم ....

ايمن عبد الله
23-01-2012, 11:43 PM
مشكورة سارية على المشاركة الطيبة .

تسلمي ..