المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زامبيا....من هنا، ماتوا وولدوا



ZANOON
14-02-2012, 02:20 AM
منتخب زامبيا ضرب مثالاً نادراً للرجولة والوفاء بتحقيقه لقب طال انتظاره في ساعة متأخرة من مساء الأحد، الثاني عشر من فبراير، بمدينة ليبرفيل بالجابون.

عندما تغلبوا على أفيال كوت ديفوار وانتزعوا لقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخهم ليدخول السجل الذهبي للمسابقة التي سيطر أحفاد الفراعنة عليها في السنوات الـ6 الماضية.
رجال المدرب الفرنسي "رينارد" أوفوا بعهودهم التي قطعوها على أنفسهم قبل بدء البطولة، بالفوز بالكأس من أجل إهدائه لزملائهم الراحلين في نفس المدينة المستضيفة للنهائي، وأصبح الوعد أكثر وضوحاً أمام العالم بأسره عندما زار أعضاء الفريق المكان الذي تحطمت فيه الطائرة التي كانت تقل المنتخب الزامبي عام 1993 في الكارثة الشهيرة التي لقي خلالها 19 لاعباً من الفريق مصرعهم حين سقطت بسبب سوء حالتها وسوء قيادتها من أحد الطيارين قرب مطار ليبرفيل بالجابون ويموت 30 شخصاً هم كل ركاب الطائرة ومن بينهم جميع لاعبي المنتخب الملقب بالرصاصات النحاسية عدا لاعب واحد لم يكن على متنها، كالوشابواليا، الذي يترأس الاتحاد الزامبي لكرة القدم حالياً.
عادت زامبيا لزيارة رُفات وحُطام المنتخب الراحل، ويستعيدون ذكريات الضحايا وينثرون الورود ويتعهدون بإحراز اللقب وإهداءه لأرواح زملائهم الذين كانوا يتوقون لتحقيق نفس الحلم والذين فقدوا حياتهم في رحلة هذه الطائرة المشئومة وهم في الطريق للعب مباراة في تصفيات كأس العالم أمام السنغال.

كان مقرراً أن يستقل كالوشا بواليا طائرة من هولندا حيث كان محترفاً بصفوف أيندهوفن، ليلحق بزملائه في السنغال، ولكن الأقدار جعلته ينجو من الموت، ليقود بعد ذلك بإرادة فولاذية في عنفوان المأساة الدرامية، عملية بناء منتخب جديد للكرةالزامبية، حقق بعد ذلك بعام واحد إنجاز التأهل إلى المباراة النهائية في كأس الأمم الأفريقية عام 1994 بتونس، عندما خسروا اللقب أمام منتخب نيجيريا، واستمر كالوشا يكافح بعد ذلك مدرباً للمنتخب ثم مسئولا وأخيراً رئيس للاتحاد.
لسنا هنا صدفه....
http://i39.tinypic.com/352px21.jpg



خلال لحظات الزيارة الحزينة لرفات الضحايا تحدث كالوشا بواليا خاطب لاعبي المنتخب الزامبي بقوله: "نحن هنا ليس من قبيل الصدفة، في عام 1993 جاء المنتخب الزامبي إلى ليبرفيل ليفي بوعده لكنهم لم ينجحوا وضحوا بحياتهم في سبيل قضية نبيلة وتحقيق حلم المجد لبلدهم زامبيا، إنها القضية ذاتها التي قادتنا اليوم إلى هنا، الفرق الوحيد هو أننا لا زلنا على قيد الحياة بينما توفي زملاؤنا السابقون، لكن أحلامهم لا زالت أحلامنا" في إشارة إلى الحلم بالتتويج باللقب القاري للمرة الأولى في التاريخ.

وذرف اللاعبون الدموع وتعاهدوا وأقسموا على بذل قصارى الجهد، لانتزاع اللقب القاري وإهداءه لأرواح زملائهم الراحلين، وقد كانوا عند وعدهم، فكافحوا وتألقوا وأحرجوا مشاهير كوت ديفوار وهزموا التوقعات وأراء الخبراء.

وتحول ملعب لاميتي أو الصداقة في العاصمة الجابونية مساء أمس إلى مهرجان حقيقي احتفل فيه نجوم زامبيا ومشجعوهم باللقب التاريخي، حيث تسلم "كريستوفر كاتونجو" قائد المنتخب الزامبي كأس البطولة من تيودورو أوبيانج نجوما مباسوجو رئيس غينيا الاستوائية وعلي بونجو أونديمبا رئيس الجابون.
http://i39.tinypic.com/o6h0s7.jpg



ولكن حالة بعض اللاعبين تغيرت إلى النقيض تماما لدى دخولهم إلى غرف تغيير الملابس حيث استعادوا ذكريات الحادث المشئوم الذي وقع على بعد 500 مترا، و أوفى المنتخب الزامبي الحالي بوعده من خلال الفوز باللقب الأفريقي لتخليد ذكرى أقرانهم الراحلين والذين فارقوا الحياة على مقربة من ليبرفيل.
http://i41.tinypic.com/4fitw.jpg



وصرح فيليكس كاتونجو: " اللاعبون تعهدوا قبل بداية المباراة النهائية بالعودة لزامبيا باللقب البطولة وتقديمه إلى أرواح ضحايا 1993".

وقال "أردنا الفوز باللقب من أجلهم وشعرنا بالسعادة الشديدة فقط لأننا أوفينا بوعدنا، هذا الفريق -منتخب 1993- لن ينسى، لقد بدأ مهمته ولكنه لم يستطع إنهائها، ونجحنا في إنهاء المهمة له".

أضاف "كانت ليلة رائعة للكرة الزامبية وأعتقد أن بإمكاننا أن ننطلق من هنا ونأمل أن نفوز بمزيد من البطولات".

وحضر المباراة في ملعب لاميتي مساء أمس العديد من الشخصيات البارزة من بينهم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرؤة القدم "فيفا" والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا" وأسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه والرئيس الزامبي مايكل ساتا ونظيره الإيفواري الحسن واتارا.
من هنا، ماتوا وولدوا.....
http://i42.tinypic.com/21oaezn.jpg



وجذب المنتخب الزامبي مساندة وتأييد المشجعين الحاضرين في المدرجات إليه منذ بداية المباراة بفضل الأداء المتزن الذي اتسم بالشجاعة وعدم الرهبة في مواجهة المنتخب الإيفواري الذي لم تهتز شباكه على مدار هذه البطولة.

وبدأ المدرب الفرنسي "هيرفي رينار" المدير الفني للمنتخب الزامبي منزعجاً لبعض الوقت من لاعبيه وهو ما وضح من دفعته للاعب ديفيز نكاوسو عندما اقترب من مقاعد البدلاء.
وبرر رينار ذلك بأنه أظهر للاعبيه الموقف الذي سجل منه جيرفينيو هدفا لكوت ديفوار في مرمى مالي بالدور قبل النهائي.

وقال "كان نفس الموقف وكنت أخشى أن يكون نكاوسو قد نسي كلامي أو لم يحترمه".

وأضاف "لكن لم تكن هناك أي مشكلة بعد انتهاء المباراة لأن اللاعبين يعرفونني جيداً، يكون من الضروري دفع اللاعبين بهذا الشكل أحيانا".
****

****
http://i44.tinypic.com/1492p3d.jpg

تستحق الاحترام ...وتستاهل اللقب..