المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين نحن من منهجية زامبيا ؟



نجيب عبدالرحيم
14-02-2012, 02:35 AM
إن فوكس

أين نحن من منهجية زامبيا ؟

الإنجاز الكبير الذي حققه المنتخب الزامبي ( الرصاصات النحاسية) في بطولة الأمم الإفريقية 2012التي أقيمت في غينيا والجابون بعد فوزه على منتخب ساحل العاج المدجج بالنجوم العالميين الذي يقوده العالمي ديديه دروغبا دروبا بركلات الترجيح 8-7 في المباراة النهائية التي جرت بينهما في العاصمة الغابونية ليبرفيل بعد أن انتهت الحصص الرسمية بالتعادل السلبي.
أثبت المنتخب الزامبي) أنه أفضل فريق كرة في القارة السمراء حالياً حيث إستطاع أن يحرز بطولة الأمم الإفريقية بنسختها الثامنة والعشرين بجدارة ولأول مرة في تاريخه وحصوله على أول ألقابه القارية بعد جهد وصبر وعمل منهجي خلال عشرون عاماً تترقبه الجماهير الزامبية بعد الكارثة التي حلت بالكرة الزامبية عام 1993م عندما تحطمت الطائرة التي كانت تقل لاعبي المنتخب الزامبي قرب ليبرفيل عاصمة الغابون وهم طريقهم إلى السنغال لملاقاة منتخبها ولقي في الحادث ثمانية عشر لاعباً حتفهم ولم ينجى منهم غير نجم المنتخب الزامبي السابق كالوشا بواليا الرئيس الحالي لإتحاد كرة القدم الزامبي لحسن حظه شاءت الأقدار أن يتخلف عن مرافقة البعثة في الرحلة المميتة.
كل الترشيحات كانت تصب لصالح منتخب ساحل العاج على أساس فارق المستويات ووجود النجوم العالميين أمثال ديديه دروغبا، يايا توريه ،سلمان كالو، وجيرفينهو، كولو توريه، غراديل والحارس العملاق بوبكر باري لكن منتخب زامبيا أكد أن عهد الكبار قد ولى ولقد تفجرت الرصاصات النحاسية ذهباً في سماء الجابون لقد شاهدنا شباب الفريق الزامبي الراقي بقيادة المخضرم كاتنقو وإيمانويل مايوكا ورينفورد كالابا وستوبيلا سونزو وناثان سينكالا وفيليكس كاتونغو، والحارس المـتألق مويني يتلاعبون بالنجوم العالمية وهم يتناقلون الكرة بمهارات وفنيات عالية وإنضباط تكتيكي واللعب بتوازن وتحول من الشكل الفردي إلى الشكل الجماعي ولياقة بدنية عالية ورح الثقة العالية مكنتهم من الفوز باللقب الإفريقي بجدارة وإستحقاق وفي نفس الوقت تكريماً لذكرى ضحايا كارثة الطائرة المشؤومة.
النجم كالوشا رئيس الإتحاد الزامبي لكرة القدم إستطاع أن يبني ويؤسس ويخطط بفلسفة رياضية خاصة تتميز بفكر متقد لقيادة تؤمن بتأسيس القاعدة من الناشئين والشباب لا لتحقيق الانتصارات الوقتية التي يطلق عليها البعض صحوة وفي النهاية يكون الجميع في نوم عميق.
هذا الانجاز الزامبي الكبير تحقق بفضل القيادة الواعية التي تعاملت بمنطق وواقعية وفق المعطيات الموجودة وتأكيد منهجها المبني على العلم والمعرفة والتأسيس القويم والروح المشبعة بالوطنية، التي أوصلتهم في نهاية الأمر إلى منصة التتويج ،هذه النهاية لانتصار تم العمل له بمنهجية.
نحن نتجاهل السلبيات ولا نعالجها ونهمش الايجابيات ان كانت هناك ايجابيات، لم توظف ولم تدعم فنياً للمراحل المقبلة التي تعد هي الأهم، لأننا نعتبر مجرد الوصول إلى التصفيات النهائية هي سقف طموحاتنا.
المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي عدم وجود الهدف الذي يتم العمل له ومن اجله وقد تكون المشكلة عدم وضوح الهدف وهنا مكمن الخطورة وتحديد الهدف أول درجات سلم النجاح أيها السماسرة.
أتمنى أن تنتقل الروح القتالية والعزيمة والحماس والرغبة في الفوز التي لعب بها المنتخب الزامبي الشاب الرائع إلى لاعبينا الذين يفتقدون إلى هذه الأدوات.
هذا هو الإنجاز يا رئيس اتحاد كرة القدم السوداني وليس الإنجاز بالحضور والمشاركة والظهور المشرف فقط كما تقولون والنتيجة في النهاية الخروج خاليين الوفاض من كل البطولات لقد شاهدتم الرصاصات النحاسية تتفجر ذهبا في سماء الجابون أين نحن من منهجية زامبيا يا قائد اتحادنا الهمام ؟ .

نجيب عبدالرحيم
najeebwm@yahoo.com