أبونبيل
26-02-2012, 11:58 AM
ابو الحسن مدني وداعا أيها الرسام الجميل...سقوط نخلة في النهر وجبل في البحر
اليوم الخامس والعشرين من فبراير العام 2012 يوم أسود في تاريخ الوطن السوداني، اليوم ترجل فارس نبيل آخر من صهوة جواد الحياة بعد أعوام من المعارك من أجل الانسان السوداني، رحل رجل عظيم، رحل شعاع ضوء عند الأصيل، رحل رجل صنعته تجميل المدن ونثر الجمال حيثما حل، رحل طفل كبير جميل أسمه ابو الحسن مدني، فنان رسم بدمه وبريشته وبفكره الوقاد السودان كما لم يرسمه أحد، رجل يرسم في الهواء الطلق، يرسم في واجهات المطاعم والمقاهي والشوارع والمدارس والمسارح ودورانات الحركة، حيث تلفت في بورتسودان تجد له أثر ولوحة ناطقة بملامح الانسان السوداني مغموسة في قهوة الشرق المرة الجميلة، ابو الحسن مدني كل الجمال والجمال هو، لم يتخرج من كلية فنون ، لكنه برع في الرسم بشكل لايجاري ولايضاهي، لو وجدت لوحته في الصين تعرف انها رسم ابو الحسن مدني فبصمته واضحة وقدرته علي رسم الاشخاص والمشاهد تفوق براعة عدسة المصور، هو رجل التفاصيل الجميلة،
هو ذاكرة السودان البصرية الرهيبة، والله لو كان نزار امير الشعر العربي الحديث فابو الحسن مدني أمير امراء الرسم العربي الحديث و عرفت رسوماته قبل ان اعرفه، أسرتني لوحاته وتلك الطبيعة الخلابة فيها وذلك الشجن وتلك السحنة السودانية في الوجوه الناطقة وتلك التفاصيل السودانية مابين الضفائر وووجوه الأطفال الشقية ولمة الاهل في حنة العرس والمشاط وعواسة الكسرة ومشهد بيع البطيخ عند اوشيري قرب العقبة في بورسودان مرورا بالخيل والابل والبحر وسواكن المعطونة في التاريخ وتلك الوجوه لنساء البجة المتخيلات خيالا فريدا، لوحات ابو الحسن مدني لوحات فريدة نادرة في كل شئ، لست رساما ولاناقدا متخصصا لكنني اعرف ان هذه لوحات ساحرة خالدة لها قيمة فنية عالية جدا وكنت اقول في حياته لو كان السودان يعرف قيمة مايملك لصار ابو الحسن مدني ومتحفه في بورتسودان التي احبها ولون شوارعها بريشته متحفا عالميا لايقل عن متحف اللوفر واي متحف عالمي، ابو الحسن مدني ذاكرة أمة ترفض ان تمسح او تهمش، ابو الحسن مدني ضمير شعب لاتدفنه اكوام الرمال والمجاعات ، ابو الحسن مدني صرخة الطبيعة البكر في وجه الزيف، ابو الحسن مدني ذلك الانسان البسيط العظيم الذي قضي عمره راجلا عاملا بيده وعرقه حتي آخر لحظة في حياته ظل يجمل الامكنة برسوماته ويمضي بلا أجر ولاضجيج ولاوزراة ولاوسام ولابحث عن شهرة او مقابل، ضاحكا كطفل ، صافيا كنهر، رائعا كلوحاته، يستقبلك بالبشر كله، يقبل كل تكليف كطفل صغير وينتظر رأيك في عمله كتلميذ وهو المعلم، هو بوابة من بوابات السودان ، ركن من اركانه، نخلة من نخلاته هوت في النيل، جبل من جبال بحره الاحمر ذاب في البحر حاملا خصب النيل الي بلاد ليس فيها نيل وطمي، هو رجل جعل من الحربة بالونا ومن الدرقة دفا ومن عثمان دقنة وجها ناطقا بثورته وعذاباته ، هو رجل أخرج المرأة البجاوية من خدرها وجعلها ترتاد العالم وتصنع الدهشة اينما وقعت عليها عين، هل مثلي بقادر ان يكتب عنك يا استاذي، هل مثلي بقادر علي ان يبلغ قمة جبلك التي بلغتها واسترحت فوقهاكما يستريح طفل علي صدر أمه،ابو الحسن مدني هو من صمم ورسم لوحة غلاف روايتي الرمال يافاطمة، تلك اللوحة التي اتخذتها خلفية لصفحتي الخاصة، وكنت أزمع الاستعانة به لتصميم لوحة روايتي الجديدة نيران كامنة، لكن الموت كان أسرع ونعاه الناعي اليوم، كنت في مروي في احضان التاريخ حين رن الهاتف وجاءني صوت الاخ طارق بركة دامعا وحزينا يعزيني في فقدي فهل تري كان ذلك صدفة ان تتلقي خبر وفاة رجل صنع تاريخا لشعب في حضن حضارة تليدة هي حضارة نبتة؟، رحل ابو الحسن مدني أحد اهم رسامي السودان ان لم يكن أبرزهم، رحل رائد الواقعية في التشكيل السوداني مخلفا فراغا يحدثه رحيل شمس وقمر عن كون، رحل المبدع الكبير ابو الحسن مدني اليوم في عروس البحر حيث عاش حياته الحافلة بالبذل والعطاء والابداع، جمعنا منتدي اصداف للاداب والفنون معه ومع جمع من اخوته التشكيلين ببورتسودان ولفيف من مثقفي البحر الاحمر، سعدنا بصحبته وطالعنا اعماله وشهدنا ولادة بعضها،قمت بنشر كثير من اعماله والتعريف بها في الشبكة العنكبوتية لايماني بانه رجل لم يلق ما يستحقه من اهتمام ورواج وظللت أسميه بيكاسو السودان ولكنني اليوم اقول رحل ابو الحسن مدني اعظم رسامي السودان الذي يتشرف بيكاسو بمقارنته به ومقارنة اعماله به رحل ناثر العطر والمسك والجمال نم هانئا ايها الفنان نم هانئا ايها الرسام نم هانئا ايها المقاتل بالريشةوالألوان نم هانئا ايها الجميل اللهم ارحم ابو الحسن مدني واحسن اليه بقدر ما اعطي لشعبه
صلاح الدين سر الختم علي
روائي وقاص
اليوم الخامس والعشرين من فبراير العام 2012 يوم أسود في تاريخ الوطن السوداني، اليوم ترجل فارس نبيل آخر من صهوة جواد الحياة بعد أعوام من المعارك من أجل الانسان السوداني، رحل رجل عظيم، رحل شعاع ضوء عند الأصيل، رحل رجل صنعته تجميل المدن ونثر الجمال حيثما حل، رحل طفل كبير جميل أسمه ابو الحسن مدني، فنان رسم بدمه وبريشته وبفكره الوقاد السودان كما لم يرسمه أحد، رجل يرسم في الهواء الطلق، يرسم في واجهات المطاعم والمقاهي والشوارع والمدارس والمسارح ودورانات الحركة، حيث تلفت في بورتسودان تجد له أثر ولوحة ناطقة بملامح الانسان السوداني مغموسة في قهوة الشرق المرة الجميلة، ابو الحسن مدني كل الجمال والجمال هو، لم يتخرج من كلية فنون ، لكنه برع في الرسم بشكل لايجاري ولايضاهي، لو وجدت لوحته في الصين تعرف انها رسم ابو الحسن مدني فبصمته واضحة وقدرته علي رسم الاشخاص والمشاهد تفوق براعة عدسة المصور، هو رجل التفاصيل الجميلة،
هو ذاكرة السودان البصرية الرهيبة، والله لو كان نزار امير الشعر العربي الحديث فابو الحسن مدني أمير امراء الرسم العربي الحديث و عرفت رسوماته قبل ان اعرفه، أسرتني لوحاته وتلك الطبيعة الخلابة فيها وذلك الشجن وتلك السحنة السودانية في الوجوه الناطقة وتلك التفاصيل السودانية مابين الضفائر وووجوه الأطفال الشقية ولمة الاهل في حنة العرس والمشاط وعواسة الكسرة ومشهد بيع البطيخ عند اوشيري قرب العقبة في بورسودان مرورا بالخيل والابل والبحر وسواكن المعطونة في التاريخ وتلك الوجوه لنساء البجة المتخيلات خيالا فريدا، لوحات ابو الحسن مدني لوحات فريدة نادرة في كل شئ، لست رساما ولاناقدا متخصصا لكنني اعرف ان هذه لوحات ساحرة خالدة لها قيمة فنية عالية جدا وكنت اقول في حياته لو كان السودان يعرف قيمة مايملك لصار ابو الحسن مدني ومتحفه في بورتسودان التي احبها ولون شوارعها بريشته متحفا عالميا لايقل عن متحف اللوفر واي متحف عالمي، ابو الحسن مدني ذاكرة أمة ترفض ان تمسح او تهمش، ابو الحسن مدني ضمير شعب لاتدفنه اكوام الرمال والمجاعات ، ابو الحسن مدني صرخة الطبيعة البكر في وجه الزيف، ابو الحسن مدني ذلك الانسان البسيط العظيم الذي قضي عمره راجلا عاملا بيده وعرقه حتي آخر لحظة في حياته ظل يجمل الامكنة برسوماته ويمضي بلا أجر ولاضجيج ولاوزراة ولاوسام ولابحث عن شهرة او مقابل، ضاحكا كطفل ، صافيا كنهر، رائعا كلوحاته، يستقبلك بالبشر كله، يقبل كل تكليف كطفل صغير وينتظر رأيك في عمله كتلميذ وهو المعلم، هو بوابة من بوابات السودان ، ركن من اركانه، نخلة من نخلاته هوت في النيل، جبل من جبال بحره الاحمر ذاب في البحر حاملا خصب النيل الي بلاد ليس فيها نيل وطمي، هو رجل جعل من الحربة بالونا ومن الدرقة دفا ومن عثمان دقنة وجها ناطقا بثورته وعذاباته ، هو رجل أخرج المرأة البجاوية من خدرها وجعلها ترتاد العالم وتصنع الدهشة اينما وقعت عليها عين، هل مثلي بقادر ان يكتب عنك يا استاذي، هل مثلي بقادر علي ان يبلغ قمة جبلك التي بلغتها واسترحت فوقهاكما يستريح طفل علي صدر أمه،ابو الحسن مدني هو من صمم ورسم لوحة غلاف روايتي الرمال يافاطمة، تلك اللوحة التي اتخذتها خلفية لصفحتي الخاصة، وكنت أزمع الاستعانة به لتصميم لوحة روايتي الجديدة نيران كامنة، لكن الموت كان أسرع ونعاه الناعي اليوم، كنت في مروي في احضان التاريخ حين رن الهاتف وجاءني صوت الاخ طارق بركة دامعا وحزينا يعزيني في فقدي فهل تري كان ذلك صدفة ان تتلقي خبر وفاة رجل صنع تاريخا لشعب في حضن حضارة تليدة هي حضارة نبتة؟، رحل ابو الحسن مدني أحد اهم رسامي السودان ان لم يكن أبرزهم، رحل رائد الواقعية في التشكيل السوداني مخلفا فراغا يحدثه رحيل شمس وقمر عن كون، رحل المبدع الكبير ابو الحسن مدني اليوم في عروس البحر حيث عاش حياته الحافلة بالبذل والعطاء والابداع، جمعنا منتدي اصداف للاداب والفنون معه ومع جمع من اخوته التشكيلين ببورتسودان ولفيف من مثقفي البحر الاحمر، سعدنا بصحبته وطالعنا اعماله وشهدنا ولادة بعضها،قمت بنشر كثير من اعماله والتعريف بها في الشبكة العنكبوتية لايماني بانه رجل لم يلق ما يستحقه من اهتمام ورواج وظللت أسميه بيكاسو السودان ولكنني اليوم اقول رحل ابو الحسن مدني اعظم رسامي السودان الذي يتشرف بيكاسو بمقارنته به ومقارنة اعماله به رحل ناثر العطر والمسك والجمال نم هانئا ايها الفنان نم هانئا ايها الرسام نم هانئا ايها المقاتل بالريشةوالألوان نم هانئا ايها الجميل اللهم ارحم ابو الحسن مدني واحسن اليه بقدر ما اعطي لشعبه
صلاح الدين سر الختم علي
روائي وقاص