المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوركتي الإندونيسي السوداني



114
25-02-2004, 07:28 AM
أمدرمان - مكة المكرمة - جاكرتا

بقلم: عمر حسن غلام الله- جدة – السعودية

في الربع الأخير من القرن قبل الماضي خرج صبي لم يبلغ الحادية عشر من عمره مع قافلة للحج من مدينة امدرمان قاصدة مكة المكرمة- دون علم أهله- ولم يعد بعدها أبداً.


...... نتابع

114
28-02-2004, 06:07 AM
في عام 1983م علمت من العم عبد الحميد عباس - سوداني بالطائف في السعودية - انه التقى أحد الاخوة الإندونيسيين يسمى سوركتي، ولما كان هذا الاسم لا يسميه إلا السودانيون، بل وقبيلة بعينها هي التي تسمي به ، إذ هو برطانة تلك القبيلة معناه (مجلد الأحجبة)، فقد استغرب محدثي تسمية إندونيسي بهذا الاسم ، وعند استفساره عن سر تسميته ب (سوركتي)، أفاده الإندونيسي بأنه سمي بهذا الاسم تيمنا برجل دين قام بتدريس آبائهم العلوم الإسلامية في إندونيسيا ، وان هذا الرجل العالم هو سوداني.

... نتابع .....

114
01-03-2004, 05:21 AM
في عام 1986م سافرت إلى إندونيسيا في مهمة عمل، وطيلة الوقت كنت أفكر بهذا الشيخ السوداني الذي سمعت انه في إندونيسيا- تلك الجزر النائية التي لم يخطر ببالي أن يكون فيها أحد من أفريقيا، ناهيك عن السودان - الذي لم يحب أهله هجر أوطانهم إلا في الربع الأخير الأغبر من القرن الماضي.

... نتابع .....:)

114
02-03-2004, 05:11 AM
وحالما حللت بجاكرتا علمت من أحد مضيفي الإندونيسيين أن هناك سودانيا جاء لمهمة عمل مثلي، وتعرفت على هذا الأخير ، وعلى الفور أخبرته بما يدور في خلدي من تلك القصة حول وجود سوداني في هذا الأرخبيل البعيد كل البعد عن وادي النيل، فأمن على قولي وأكد لي صدق الرواية، بل وأعطاني هاتف آل سوركتي في جاكرتا، وكنت بين مصدق ومكذب، لأنني لم اكن أتوقع أن أجد ما ابحث عنه في تلك الجزر البالغة ثلاثة عشر ألف جزيرة، وبين 185 مليون إندونيسي هم سكان تلك الجزر، لم اكن أتوقع أن أجدهم بهذه السرعة وبهذه السهولة، ولكن يبدو ان آل سوركتي علم في رأسه نار.

.... يتبع .....:p

114
03-03-2004, 05:42 AM
وعندما التقيت بمختار الأنصاري لم يخالجني الشك لحظة واحدة بأنه سوداني ومن قبيلة الضناقلة بالضبط، ورغم انه لم ير السودان إطلاقا، فقد كان يتحدث العربية بطلاقة ، ولكن بلكنة أعجمية خفيفة لا تظهر إلا بصعوبة، وكانت لهفتي شديدة في معرفة قصة وصولهم (أو بالأصح وصول آبائهم) إلى جزيرة جاوا.

... يتبع ...;)

114
04-03-2004, 03:04 AM
حكى لي الأنصاري أن عمه سوركتي عندما كان عمره أحد عشر عاما رافق قافلة للحج متوجهة من امدرمان إلى مكة المكرمة، وهناك تلقى تعليما دينيا في الحرم المكي الشريف، وتدرج حتى وصل إلى درجة الأستاذية- وهو أول عالم غير مكي يحصل عليها- وفي ذات موسم قدم حجاج إندونيسيون إلى مكة وطلبوا إرسال عالم إلى بلادهم لتنوير الناس بعد ان عمت الخرافات والبدع فيها وأعمت بصائرهم عن العبادة الصحيحة، وكان ان وقع الاختيار على الشيخ سوركتي الأنصاري الذي غادر مكة المكرمة إلى جاوا في العام 1911م.

... يتبع ....

114
05-03-2004, 10:55 PM
وعندما حل بجاكرتا شرع في تدريس الناس الدين الإسلامي الصحيح، واصدر عدة فتاوى منها فتوى شهيرة بإلغاء نظام كان سائدا بمنع التزاوج بين الطبقات ، وكان المجتمع الإندونيسي مقسما إلى خمس طبقات اجتماعية يحرم زواج أحد أفراد الطبقة من الأخرى ، وقد انشأ سوركتي مدرسة في العاصمة جاكرتا اسماها (نادي الإرشاد) ، ثم جعل لها فروعا في مدن جاوا الأخرى وبقية جزر الأرخبيل، وقد استقدم أخاه وبن عمه إلى إندونيسيا من السودان ليساعداه في تلك المهمة الكبيرة التي ألقيت على عاتقه ، وأقاما معه في جاكرتا العاصمة، واستمر ثلاثتهم في التعليم الديني، وقد تزوج سوركتي من امرأة إندونيسية من اصل حضرمي ولم ينجب منها ، فتروج بأخرى حضرمية أيضا ولم ينجب منها، وتزوج أخوه وبن عمه من إندونيسيات حضرميات الأصل فولدن لهما أولادا وبناتا.


.... بتبع .....

admin
06-03-2004, 08:38 PM
نتابع القصة باهتمام بالغ يا 114 .. بس عليك الله زيد لينا الجرعات حبه .. فالقصة مثيرة جدا

114
06-03-2004, 10:35 PM
حاضر يا إدارة، غالي والطلب رخيص، وأنا في ديك الساعة!!

114
07-03-2004, 06:20 AM
ومن ابن عمه هذا ويدعى محمد نور جاء محدثي مختار الأنصاري الذي تزوج هو وأخوه عبد الله وأخواته من بنات وأبناء أخوالهم، وقد التقيت بابن مختار الأنصاري ويدعى هشام، ورغم انه من الجيل الثالث إلا ان تقاطيعه سودانية مائة بالمائة، ومختار هذا رغم أنه لم ير السودان لكنه يهتم به وبأخباره ، وقد وجدت لديه بعض كتب تاريخ السودان وصورا لأبيه وعمه مع وفد الحكومة السودانية في مؤتمر باندنج، ويظهر في الصورة مختار وهو ما زال صبيا في ذاك العام 1955 والصورة ملتقطة أمام نادي الإرشاد بجاكرتا، وتضم المرحوم إسماعيل الأزهري وبقية أعضاء وفد السودان.

... يتبع .....:confused:

114
08-03-2004, 05:58 AM
وبالإضافة إلى إشرافه على نوادي الإرشاد المنتشرة في أنحاء إندونيسيا والتي أسسها عمه سوركتي فان مختار هذا هو رئيس مجلس علماء إندونيسيا وعضو مجلس الشيوخ الإندونيسي وكذلك عضو مجلس النواب، ومع ذلك فهو يسكن في منزل عادي أمام نادي الإرشاد في جاكرتا.

... يتبع .....

114
08-03-2004, 11:39 PM
لقد حمل الشيخ سوركتي راية الإسلام متعلماً ومعلماً حتى استقر به المقام في تلك البقاع النائية وخلف اخوة وأبناء اخوة حملوا راية الدعوة من بعده، فهل من احتفاء بمثل هؤلاء؟ وهل يذكرهم ويتشرف بهم وطن آبائهم كما يذكرونه ويتشرفون به؟
إنني ادعوا من هذا المنبر أهل السودان بإكرام هؤلاء الدعاة المبشرين بدين الحق في أبنائهم الذين هم أيضا حملة لراية الإسلام في تلك الربوع.

... انتهى.

HAMADTO
09-03-2004, 03:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

http://a3rak.jeeran.com/BARAK.jpg

114
09-03-2004, 04:01 AM
وبارك فيك يا حمدتو، وفي كل متصفح لهذه الصفحة، ولهذا الموقع، وفي أبناء وبنات مدني قاطبة

مايو نص
12-03-2004, 09:17 AM
رائع اخى 114 ان تجتهد لمعرفه امثال هاؤلاء الاعلام وانتعكس لنا شى مما يبذله هاؤلاء الاخوه اللذين اصطفاهم الله واكرمهم بيتبليغ دعوته
وحقيقه ماشجعنى على ات اكتب فى نافذتك هذه اخى اننى مقيم بماليزيا وحقيقه هالنى مستوى الدعوه والمساجد العامره بذكر الله وانتشار الدعاه من كل انحاء المعموره يعلمون الناس هنا كتاب الله
فرغم صعوبه اللغه والعادات والتقاليد تجد الدعاه يجتهدون لتوصيل رسالتهم ويتحمالون فى سبيلها الكثير الكثير
متعهم الله بالصحه والعافيه وجعل مايبذلون فى ميزان حسناتهم
وحق لنا ان نفخر بهم فى زمان اصبح فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر

114
13-03-2004, 10:52 PM
سعادة الأستاذ الدكتور/ عبد الله الطيب حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح اليوم وأثناء عودتي من توصيل ابني للمدرسة، وأنا استمع لإذاعة أمدرمان من راديو السيارة، سمعت في برنامج (المفكرة) الصباحي، أن هناك ندوة برئاستكم ستعقد في العاشرة من صباح الغد بقاعة الشارقة بالخرطوم، حول الشيخ سوركتي الأنصاري ، وبما أنني في جدة – وبالتالي سأحرم من حضورها- فإني لأرجو أن أشارك فيها من على البعد، فقد سبق لي زيارة ذوي سوركتي في جاكرتا بأندونيسيا، وتفاصيل ذلك في المقال المرفق الذي نشر لي بجريدة الشرق الأوسط عدد 4776 الصادر في 26/12/1991م ، والذي أعيد نشره فيما بعد في جريدة (الإنقاذ الوطني).
وأرفقه لكم هنا- مع أصل المقال المرسل للجريدة عله يكون أوضح من مقال الجريدة وأشمل، إذ تم إجراء بعد التعديلات والحذف- عسى أن يكون ذا نفع للندوة، وعسى أن أكون قد ساعدت في إكرام هؤلاء الدعاة.
بالمناسبة يا بروفيسور، لقد سعدت بلقائكم وكرمكم الفياض في منزلكم العامر بمدينة فاس العتيقة العريقة وكذلك التقيتكم في إحدى محاضراتكم عن أبي الطيب المتنبي في رباط الفتح في 77 و 1978 حين كنت أدرس بكلية الحقوق بالرباط، تحياتي للوالدة جوهرة، وللحضور في الندوة، ولأهل الوطن العزيز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

____________
عمر حسن غلام الله

وهكذا بدأ السودان يتذكر ويكرم من يستحق التكريم، هذا التكريم تم قبل حوالي ثلاث أو اربع سنوات