المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكرة السودانية بحاجة إلى فرمته



نجيب عبدالرحيم
19-11-2012, 08:39 AM
إن فوكس

الكرة السودانية بحاجة إلى فرمته

فشل الكرة السودانية ليس في ضم أسماء، أو إبعاد أسماء أخرى، أو التعاقد مع مدرب ،أو إلغاء عقد آخر‘ قد تكون هي سبب الإخفاق كما يعتقد البعض، فالمشكلة باتت للجميع واضحة حتى بائع الترمس في المدرجات يعرف أين تكمن المشكلة فالإخفاقات المتتالية والكبيرة التي مرت بها الكرة السودانية، لها عدة أسباب منها ما هو متعلق بالجوانب الفنية، مثل كفاءة المدربين ومدى إمكانية عطاء اللاعبين في البطولات الخارجية، وإتحاد كرة القدم الذي يدير اللعبة الذي عجز تماماً عن إدارة هذه المؤسسة، والإعلام الرياضي اعلام السبوبة الذي أصبح أدوات هدم، وقيادات الأندية بأفكارهم المتأسفة، والجمهور الرياضي الذي يفتقد إلى العديد من خصوصيات التشجيع المثالي والعقلاني، بالإضافة إلى دعم الدولة الشحيح .
* الاتحاد الذي يقود اللعبة كوادره لا تعرف أبسط الأشياء عن أدوت اللعبة, وقيادات الأندية معظمهم ليس له علاقة باللعبة، والخطاب الكروي الذي يتناقلونه أجوف ،ولم نسمع منهم من يتحدث عن المخرجات والتطوير والعمل اللائق الذي يستحق أن يكون معيناً للكرة السودانية، ولم أسمع أحدهم يتحدث عن الإخفاقات الحالية التي نعيشها ،بل كل ما يخطر ببالهم هي القشور وهي الزبد، أما ما ينفع الكرة وتطورها وتقدمها ورقيها فيذهب هباء.
* قلة الاهتمام بالمراحل السنية في الأندية والاعتماد على اللاعب الجاهز، عدم وجود مدربين عالميين على قدر عالي من الكفاءة ، أدى إلى ندرة المواهب بالأندية .. في السابق كان المدربين يجوبون الأقاليم بحثاً عن المواهب، والتوصية بتسجيل أي موهبة يتم اكتشافها وضمها للمنتخبات الوطنية التي أصبحت تعتمد على لاعبي المريخ والهلال وبقية لاعبي الأندية الأخرى تمامة جرتق.
* اللاعبون المحترفون الأجانب يحصلون على مبالغ مالية كبيرة دون إنجازات خارجية للأندية، أو إضافة للكرة السودانية، فهم أنصاف لاعبين والأداء الذي يقدمونه يستطيع اللاعب الوطني تقديم أفضل منه، ورغم ذلك يتم التعاقد معهم بمبالغ كبيرة من خلال السماسرة أو مقاطع اليوتيوب التي ترسل إلى إدارة الأندية التي تفتقد إلى النظرة الفنية، والعملية كلها لت وعجن وسواطة وعواسة والنتائج كارثية.
* وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من الأسباب الرئيسة في الإخفاق الذي تعاني منه الكرة السودانية، حيث صبح إعلام أندية يفتقد إلى التخطيط العلمي والمهني ولا يهتم بالهموم الرياضية إلا وقت الأزمات والإخفاقات ودائماً يسعى للتعصب للإثارة وتأجيج المدرجات والشارع الرياضي والتطبيل من أجل الكسب المادي فقط دون النظر بشكل أشمل لما تقتضيه المصلحة العامة بكل أسف إعلام بدون فكر ويقتات من التعصب.
* عدم إهتمام الدولة بالرياضة ودعمها للنشاط الرياضي بالقطارة بينما تصرف بسخاء على المناسبات التي تقيمها الجمعيات والروابط وشلل الهتيفة التي تناصر المؤتمر الوطني ، ورغم ذلك تكون حاضرة في المناسبات الرياضية الكبيرة والصغيرة على أعلى مستوى ويكون لها النصيب الأكبر من عدسات المصورين وفلاشات الكاميرات
* لقد سئمنا من الفشل وأعيتنا التبريرات والاعتذارات الكثيرة التي أصبحت عنواناً مسبقاً للفشل والإخفاقات المتواصلة من قبل قادة الاتحاد الذين لا يستحون من جراء هذا السقوط المتكرر. وعلينا أن نعيد النظر في برنامج الدوري اللاممتاز ونتفق على أن الكرة السودانية التي تقودها إدارة عمياء عاشت أسوأ أزمنتها خلال هذا الدوري المتأسف فنياً حتى بلغ مرتبة التأخر عن جدارة فهو دوري فقير فنياً يحمل إسقاطات وإخفاقات ، ولذا نحتاج إلى كثير من العمل وإيجاد حلول للخروج من هذا النفق المظلم .
* يجب على وزارة الشباب والرياضة أن تعمل على إعداد مؤتمر رياضي برعاية أحدى شركات الإتصالات تشارك فيه الأندية والرياضيين والإعلاميين والنقاد أصحاب الخبرة، داخل الوطن وخارجه وكل الأطراف الفاعلة في الميدان الرياضي للتعرف على جميع وجهات النظر وإيجاد خارطة طريق واضحة المعالم، لعلها تكون الطريق القويم لحل هذه المشكلة المستعصية.
najeebwm@yahoo.com