المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فى حب الوطن



أبونبيل
29-11-2012, 01:59 AM
علي أبوالريش


أنت في السؤدد، في المجد والأبد، أنت في الوعد والعهد، أنت الخضم والبصم، أنت السحب المؤثثة بالماء البَرد، والحُلم، أنت الوطن والشجن، أنت اللحن والفنن، أنت المدى والحدق، أنت الشوق والنسق، أنت الضوء والوضوء، أنت الفوح والفرح، أنت قنديل مجترح من ماء ودماء وانتماء، أنت الموئل والمفصل، أنت الفصل والأصل والنص، والحقل والقبل والمقل، والنهل والسهل، أنت الجملة الفاصلة، واللغة المبجلة، والطور المجلل بأشواق المحبين ونخوة العاشقين.
أنت الطير بأجنحة الهوى، واستفاقة اليقطين، وحلم أيام وأعلام، وأنت الألف والياء، أنت الأشياء تختبئ أسرارها في محفظة القلب، وتسفر عن قوة الارتواء بماء الصفاء والنقاء.. أنت الواحد، الصامد، الفريد، الوحيد المتجدد، أنت فوق الصفات والأشياء، أنت الحي بحياة الناس الأوفياء، أنت النور والجلاء، والقدرة والقوة المتفوقة، أنت اللآلئ المتألقة، أنت النجوم البارقة، ووحدة التضاريس في ثنايا القلب وغضون الدرب.. أنت لا سواك إلاّك، تلون الأفلاك بخطا وما خطت يداك على صفحات التاريخ من حروف وصروف وظروف مرصعة بذهب الصدق ولهب الانتماء.

الماضي والحاضر

أنت في الماضي والحاضر، الزاهر الساهر، الزاخر بأعلام وأحلام وأيام وأقلام وإقدام أنت.. أنت القصيدة المعلقة، أنت الروافد المتدفقة، أنت القدرة والحدقة في زمانك صحراء خضبت اليدين بالرمل والعرق، وفي زمانك صحراء تناولت بهاء الأفق، وفي زمانك صحراء أجادت صنع القلق فجادت وجودت بالهوى والعشق. أنت الوحي المستوحى من حياة النجباء، أنت الزرقاء تطل عيونها عبر أشواق الأنحاء، أنت العدل المعتدل، المستدل على دلال وزلال وهلال وسؤال وموال وابتهال واستدلال واستهلال وجدال وأحوال ومنال، أنت البذل بلا ابتذال، أنت النهل بلا انثيال.. أنت القيم القائم المقيم المستقيم القويم، أنت القوامة والقيامة، أنت الكبير الجدير القدير، القادر المقتدر، الصائر المصور، أنت الصيرورة والمصير، وأنت الكينونة والمكين والأمين، والحصن الحصين، أنت غصن الياسمين، أنت رسم ووسم ووشم، وحتم وختم ونجم، أنت الماء في عروق الأولين والآخرين، أنت خط اللجين ما بين العين والعين، وما فوق الحاجبين، أنت الذراع وأنت الكتفين، أنت المهجة والسبيل، أنت الوصل والتفاصيل، أنت خاصرة الزمن والقد والخد والجبين.

أنت الشجرة والبرة، والحبر والورق، أنت القلق، أنت الصولة والجولة، وأنت النُبل والنَبلُ، أنت القرطاس والقلم، أنت كل الكلم، أنت العالم بما لا أعلم.. أنت السلام والعَلَم، أنت الحبر والبحر، والسِحر والسَحر، والفخر والنهر، والشجر والستر والنحر، أنت الفجر على جبين امرأة، طالعة بالهوى، تروغ عن شفتيها حُمرة الألق، أنت عينا امرأة عشقت ثم ذابت ثم ذهبت ثم أسهبت ثم أنعشت الكون احتفالاً واحتفاءً بميلاد مجد ورعد ومد يمتد مداده على مدى الجهات الأربع، والفضل.. جُل الفضل لأيادٍ ما ترددت في البذل ومسح العرق لأجل أن تسقي النخيل ويرتفع الصهيل، ويعلو الهديل، وترتوي الأطراف والتخوم بماء السلسبيل، ويحلو النغم عروبياً شجياً، والموال بحرياً، والناهلات عيون في بريقها الأمل، وفي حريقها تنقشع المُقل.
أنت الوجد والمجد، أنت العهد والمهد، أنت الوعد والنهد، أنت الانثيال المجيد في العيد، والسععيد إنسان لون وجهه بالفرح ومضى يضع العلم شامة وعلامة وكرامة وشهامة ومقامة واستقامة واستدامة، مضى يعلو بالنشيد، يغني للصغار، هذا وطن الكبار، عندما تعلو الجباه تصير سحابات في النهار، والأكتاف في محطات للنجاح، ومنجزات أدهشت وطوفت الأعناق بقلائد الفرح، وأحاطت بالأشواق بفرائد لا مثيل لها ولا صرح.. أنت وحدك في فضاء العالم تغني لأجل وجود أعشاب من سنابل الحب وطيوره عناقيد من خصب، والفراشات طموحات لا حدود لها ولا قطب.. أنت الدرب والحطب والسهب والقلب.. أنت المنطقة الناطقة بمنطق العشاق عندما تكون الأشواق نقطة الانطلاق.

أنت المكتسي وجداً ومجداً وجداً، الخاطب وداً، الحاطب في فضاءات وسماوات، الصاخب جملة وجمالاً، الذاهب علواً واعتدالاً، الراهب قدسية وابتهالاً، أنت المخضب المشذب المهذب، أنت فعل التنوير والتطوير والتدبير، والتجذير والتصوير والتأطير، أنت الباحة والاستراحة، وواحة النَفَس والنَفْس والنفيس، أنت الوعي والرعي والسعي، والاستعانة واستدعاء طاقات وباقات، أنت الصورة المثلى لأوطان تزرع الحلم أعشاباً تزخرفها بألوان الأمل، أنت الفعل المضارع، بلا منازع، أنت الوازع، أنت الشاسع الواسع الناصع، اليافع اليانع، الفاقع الواقع الراد، المانع القابع الساطع، اللامع الوادع، الناجح النابع، النازع البارع، الفارع الرائع الرافع، البادع، أنت إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت، تكون أنت أنت النج والعلم، والضوء المستضيء بمجد وحد وسد ورعد، أنت إذا الكواكب انتثرت، وتكون أنت أنت الكوكب الدولي تحمل قناديل الهوى والعشاقق شهب ونيازك، السامق الماحق اللاحق، أنت الفائق الرائق، الشائق الشاهق، الباسق السامق، العاشق الواشق، الطارق الواثق، المنبثق من ثقة وثبات وقدرة إنبات وخطوات تتلوها خطوات باتجاه غد اللحن فيه سيمفونية والثيمة اليازة..


أنت الفلسفة الفارقة من معرفة، وأنت المعين والخطو الرزين، أنت الأمين وأنت الحنين، وأنت رنين أجراس اليقظة، أنت اللحظة المستيقظة، أنت الومضة الرابضة في الأتون والعيون.
الأمنيات والمعنى

أنت وحدك الموشى بالغاية وغواية الرواية، ووشاية الأمنيات والمعنى.. أنت الهوى والنوى والرؤى والرؤية المتحدية المتوحدة في الواحد الصمد، الفرد الأحد، أنت الكتاب المنقش بحروف المعاني والمغاني، وأنت الذي أسكنت وسكنت واستوطنت، واحتللت واستوليت فكنت القوة والصهوة والصبوة والنخوة، والربوة، وأنت فنجان القهوة المقند بالهيل والزعفران، أنت العفو والغفران، أنت الورطة اللذيذة والماء والمورد، والبيان والتبيين، والفوح والياسمين وعطر الغواية والتضمين، وسطر البداية والتلقين، أنت المسافة ما بين الوريد والشرايين.
أنت العنق والأفق، أنت الحتمية الأولى وأنت التفاحة والرجاحة، أنت السماحة والمساحة، أنت المنطقة القصوى في الكيان والوجدان، وحين تكون أنت لا شيء بعدك ولا قبلك، ولا فوقك ولا تحتك ولا بينك والعالمين، أنت المكان كله، أنت الزمان جله، أنت البذرة والذروة، أنت الاحتمال واليقين، أنت لا توسط بينك والدنيئين، أنت يا وطن اتحاد الروح والجسد، أنت البداية والأبد، أنت الصمد يا وطن، اتحاد الدم والرمل، أنت التواصل في الأحشاء والأرجاء والأنحاء، أنت البقاء والسواء، أنت الصراط والاستقواء..

أنت كيف تكون غير إلاّك، وأنت الذي خلقت الهواء والماء والأفلاك، وفتحت نافذة للنجم، وبوحاً للفم، وصفت رائحة للزهر، ولوناً للشجر، وأنت الذي أيقنت أنك.. أنك الزمان والمكان، أطول عمراً من الدهر، وأكثر إثارة وتأثيراً من الزمان والمكان، أطول عمراً من الدهر، وأكثر إثارة وتأثيراً من حضارة كل البشر، أنت يا وطن لوحة الشطرنج المتوجة بالنصر، وأنت الفكر الذي تجاوز حدود الفكر، وأنت السحرُ القابض على حروز السحر، أنت البدر في بدر، أنت النحر المتحدر من عقود نحر، وأنت الدوحة الفيحاء، أنت النسر المجنح في أعطاف كون، وأنت الصخب والسكون، أنت البوح واللهج الميمون، أنت القدر أن أكون أو لا أكون.
أنت السحن والطحن، والحقن واللحن، والفن والسكن، أنت الفنن، أنت محارة القلب ولؤلؤة الحدب، أنت في الكتب ثروة وثورة، وإثارة وتأثير، ونثر وشعر، وسحر وسفر وقطر، وأنت اليوم الأول في العمر، والآخر في الدهر، أنت يا وطن في العيد النخب والنحب، والنجب، والرحب، والصحب والصخب، والخصب والرطب والسحب والكون المتجلي، والجلاء المتعلي، أنت الرمز والركز، والمد والجزر، أنت الصيام والفطر، أنت الوقت الخارج من أتون وقت أنت المنحوت في الجدران والحوار والأطوار، أنت الأشهى من عذوبة الأنهار، وسطوة البحار، أنت المدار والسوار والأقدار.

mahagoub
29-12-2012, 01:10 AM
انه لعشق حتى الثماله
فلو طبقنا نصفه
لكان لوطننا وضع يضاهى الدول
ولكن تعودنا ان نقطتع منه
ولا نزيده

تغريد
08-01-2013, 09:35 AM
كلام جميل يزكرني بقول لشاعر :
وطني ان شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي
فحب الوطن فوق كل حب

احترامي يا باشمنهدس

بنت الرفاعي
11-01-2013, 12:20 AM
:):):)

يكفي أنهُ في حب الوطن.:)

لكَ الشكر والتقدير عمنا أبو نبيل:).

:):):)