المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكاس والممتاز ومسح الدموع



نجيب عبدالرحيم
30-11-2012, 11:55 AM
إن فوكس


الكاس والممتاز ومسح الدموع

بعد فوز المريخ على الهلال في نهائي كأس السودان بركلات الترجيح وحصوله على لقب البطولة يسدل الستار على الحلقة الأخيرة من مسلسل منافسات كرة القدم السودانية المكرر كل عام الذي يتقاسم بطولته المريخ والهلال حيث انتهت المباراة في زمنها الرسمي بالتعادل السلبي وحسمت بركلات الترجيح التي كان لحارس المرمى الحضري دوراً كبيراً في كلمة الحسم الذي توج المريخ بطلاً لهذه المسابقة وأكد أنه حارس عملاق يستحق كل الألقاب ولعب دوراً كبيراً في الإنجاز الأحمر بتصديه لركلتي ترجيح.
من الناحية الفنية المريخ كان الأفضل والمباراة لم تكن بالمستوى المطلوب الذي كنا ننتظره من فريقين يعدان قمة الكرة السودانية والمباراة لم تشهد احداثها شيء يذكر غير السقطة الكبيرة لحكم المباراة الدولي هاشم آدم الذي تقاضى عن طرد حارس الهلال المعز الذي ارتكب خطئاً فادحاً بتدخله الخطير الأهوج على لاعب المريخ الباشا وهو في حالة إنفراد تام فالمخالفة لا تحتاج إلى إجتهاد أو تفسير يستحق عليها مليون كرت أحمر) باتفاق الشيخين( والخطأ الثاني عودة مدرب المريخ إلى الملعب والإشراف على فريقه في ركلات الترجيح رغم طرده من الملعب بالبطاقة الحمراء وحكم المباراة لم يحرك ساكناً بالإضافة إلى الأخطاء الكثيرة التي أرتكبها خلال المباراة.
هل يعقل أن يتقاضى حكم يحمل الشارة الدولية عن هذا الحادث المخيف الذي كان يروح ضحيته لاعب دولي لو لا عناية الله وهذا يرجع إلى العديد من الأمور مثل الإمكانات البدنية أو الفنية أو الخوف أو إختلال المعايير، فالطريقة التي أدار بها الدولي هاشم المباراة تؤكد على انه غير مؤهل لقيادة مباريات في الحواري والأزقة وهذا يدل على أن لجنة الحكام تسير بطريقة عرجاء عندما تكلف حكم متأسف بدنياً وذهنياً بقيادة مباراة دربي جماهيرية تعد قمة الكرة السودانية "!!!
المباراة أكدت تخلف التحكيم السوداني عن التظاهرات الكروية العالمية بسبب تكرار العديد من الاخطاء الفادحة التي يرتكبها حكامنا مما ساهمت في اكثر من مرة في تغيير نتيجة مباراة وهبوط فريق وصعود فريق وحرمان فريق من التأهل وبالأمس القريب فشل حكمنا الدولي خالد عبدالرحمن في اجتياز اختبارات كوبر التي أجراها الاتحاد الإفريقي في مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة وهذا ليس بمستغرب على لجنة بعيدة كل البعد عن آلية التطوير وتعيش في عصر الظلام ودائما تصمت أمام أخطاء واضحة وفاضحة من حكامها وأصبحت مرادفة لإخفاقات وفشل الكرة السودانية.
لكي نساهم في تطوير اللعبة يجب علينا أن نتحدث بكل صدق وأمانه وشفافية بعيداً عن الإنتماء الأعمى والمجاملات وأن نتفق على أن إعلامنا الرياضي الذي يعد محور إرتكاز مهم جداً في هذه المنظومة لا زال بعيدً عن مفاصل اللعبة ويعزف على الأوتار الممزقة وأصبح أداة لتصفية الحسابات الشخصية والكسب المادي.
منافسات الدوري اللاممتاز وكأس السودان منافسات كسيحة ومحصورة بين الغريمين وأدوارها موزعة بينهما ولا ثالث لهما ولذلك ستظل المنافسات فقيرة فنياً ولم تفد الفريقين ولذا أصبحا غير قادرين على مقارعة الفرق الإفريقية في المنافسات الخارجية ووضح ذلك جلياً بعد خروجهما في الأمتار الأخيرة من بطولة الكونفدرالية الأخيرة وفشلهما في الحصول على اللقب.
قوة الدوري المحلي والتعاقد مع لاعبين محترفين متميزين على مستوى كبير من الفنيات تجذب الجماهير وبالتالي سينعكس ذلك بشكل إيجابي على أداء المنتخبات والأندية وتستطيع أن تحقق إنجازات فقوة الدوري دائماً تكون وراء البطولات الخارجية للمنتخبات أو الأندية وتجذب الجماهير إلى الملاعب.
بعد الممرمطة والمهازل والإخفاقات التي لحقت بالكرة السودانية وأصبحت بلا هوية ولا شخصية لن ينصلح الحال إلا بتغيير الأدوات الصدئة التي تدير اللعبة وإعادة النظر في المنافسات وخاصة بطولة الدوري اللاممتاز.

najeebwm@yahoo.com (najeebwm@yahoo.com)