مشاهدة النسخة كاملة : الطاعون
sakhr.aloob
15-01-2013, 05:02 AM
خرج امير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟
ودالعمدة
31-01-2013, 08:45 AM
لله در أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه ..
كانت سنة 639م الموافقة لعام 18 هـ سيئة على الدولة الإسلامية التي تعرضت لنكبتين: المجاعة في المدينة المنورة والطاعون في بلاد الشام وقيل حدث ذلك آخر سنة 17 هـ الموافقة لذات العام الميلادي سالف الذكر عمّ الجدب أرض الحجاز واسودت الأرض من قلّة المطر فمال لونها إلى الرمادي مدة تسعة أشهر فسميت "عام الرمادة والتجأ المسلمون إلى المدينة المنورة فأخذ عمر بن الخطاب يُخفف عنهم وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة فبعث إليه قافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمات ثم قدِم أبو عبيدة بن الجراح من الشام ومعه أربعة آلاف راحلة تحمل طعامًا فوزعها على الأحياء حول المدينة المنورة فخفف ذلك من الضائقة بعد أن هلك كثير من المسلمين
أما الطاعون فبدأ في عمواس وهي قرب بيت المقدس فسُمي "طاعون عمواس"ثم انتشر في بلاد الشام وكان عمر بن الخطاب يهم بدخول الشام وقتها فنصحه عبد الرحمن بن عوف بالحديث النبوي: «إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا فرارًا منه فعاد عمر وصحبه إلى المدينة المنورة حاول عمر بن الخطاب إخراج أبا عبيدة بن الجراح من الشام حتى لا يُصاب بالطاعون فطلبه إليه لكن أبا عُبيدة أدرك مراده واعتذر عن الحضور حتى يبقى مع جنده فبكى عمر ويبدو أن الطاعون انتشر بصورة مريعة عقب المعارك التي حدثت في بلاد الشام فرغم أن المسلمين كانوا يدفنون قتلاهم فإن عشرات آلاف القتلى من البيزنطيين بقيت جثثهم في ميادين القتال من غير أن تُدفن حيث لم تجد جيوشهم المنهزمة دائمًا الوقت الكافي لدفن القتلى استمر هذا الطاعون شهرًا مما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين ألفًا من المسلمين وقيل ثلاثين ألفًا بينهم جماعة من كبار الصحابة أبرزهم: أبو عبيدة بن الجراح وقد دُفن في "عمتا" وهي قرية بغور بيسان ومعاذ بن جبل الأنصاري ومعه ابنه عبد الرحمن ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة والفضل بن العباس بن عبد المطلب وأبو جندل بن سهيل وقيل أن الطاعون أصاب البصرة أيضًا فمات بشر كثير...
بارك الله فيك أخى sakhr.aloob
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir