شبارقة
28-01-2013, 01:34 AM
فيديو : http://www.youtube.com/watch?v=YgZC3p-hmqQ
خبر:( اشدت السعودية التي تُدعى “مريم” المسؤولين بالمملكة بضرورة التدخل في حل قضيتها، حيث روت الفتاة قصتها خلال حديثها مساء أمس في برنامج “الثامنة”، الذي يقدمه الإعلامي داوود الشريان، وأضافت أن والدها رجل أعمال سعودي قام بالزواج سراً بعقد عرفي بأمها هندية الجنسية، وبعد إنجابها خاف الأب أن ينكشف أمره فقام بإبعاد زوجته الهندية إلى خارج البلاد، وسلمها وهي ابنة يومين لأسرة تشادية تحت كفالته لتتولى مهمة تربيتها بأحد أحياء جدة القديمة حتى وصل عمرها إلى 27 عاماً.
وأضافت “مريم” إنها تحمل ايضا جواز سوداني وتزوجت مقيما سودانياً ،.وأشارت إلى أنها تزوجت عن طريق صديقة سودانية من أخيها وهو مقيم سوداني بجدة بعد أن ضغط عليها الرجل التشادي الذي رباها ليتزوجها، وقالت ان السوداني سافر الى السودان وحكى لرجل قصتها وتبناني سوداني يدعى احمد المصطفى وتم استخراج جنسية وجواز سفر سوداني لي وأكدت أن زوجها كان عوناً لها على نوائب الدهر وأنجبت منه طفلاً. وأوضحت أن والدها رفض الاعتراف بها خوفاً على اسمه وسمعته وأن إخوتها منه يعلمون بقصتها. هذا وقد ناشدت “مريم” خادم الحرمين الشريفين ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف إنصافها وأن يُجرى لها ولإخوانها من أبيها تحليل الحمض النووي DNA، لإثبات نسبها لوالدها الذي توفي قريباً.)
تعليق: (الجنسية السودانية) بمعناها الاصطلاحي هي أسهل جنسية يمكن الحصول عليها من بين جميع الجنسيات في العالم، وهذا إنما يدل على الحالة التي وصلت اليها بلادنا، و الواقع المرير والانحطاط المخزي الذي وصلت إليه جميع مؤسسات الدولة بما فيها مصلحة الجوازات و الهجرة و الجنسية ، وهو الحضيض الذي ما بعده حضيض.
قصة سمعتها قبل زمن عن أحد المصريين المقيمين في المملكة العربية السعودية أحدثت في شرخاً ليس بالبسيط وتشكيكاً في قيمة وثيقة الجنسية التي أحملها وجواز السفر الذي افتخر بحمله، فقد أستخرج أحد (الخونة) المأجورين ممن ينتسبون الى وطننا ووطننا منهم براء ـ هو ومن ساعده من الموظفين خائني الأمانة و من يرأسهم حتى قمة الهرم ـ استخرج لهذا المصري (الجنسية و الجواز السوداني) وأحضرهما له في السعودية و هو لم يرى السودان في حياته و لا يعرف عنه شيئاً، ومن المؤكد أنه رمى الجواز و الجنسية في أقرب مكب للنفايات.
ولقد أوغل الألم في داخلي على وطني الحبيب مرة أخرى حين سمعت قصة مريم السعودية التي تداولت قصتها وسائل الاعلام في الفترة الأخيرة، هذه الفتاة السعودية الأصل والمنشأ والتي رماها والدها للمجهول في مشهد تراجيدي محزن، و على الرغم مما انطوت عليه هذه القصة المحزنة من أحداث مؤلمة تدفعك للتعاطف مع هذه الفتاة ، إلا أنه في ثناياها ألم يشق صدر كل سوداني غيور على بلده، ولقد مر عليها المذيع (داؤود الشريان) الذي استضاف (مريم) في برنامجه (الثامنة) مرور الكرام، ومعه الحق في ذلك حيث إن جل ما يهمه أمر وطنه وبنت بلده التي حرمت من حقها في جنسيتها وحقها في المواطنة، و هذا ما يبكيه و ينوح عليه و لا نلومه في ذلك.
ولكن من يبكي على وطني الذي مات ألف مرة ، وانتهك ألف مرة ، سيقول أحدهم أن زوجها سوداني فبالتالي يمكنها نيل الجنسية السودانية، و لكنها منحت الجنسية قبل الزواج ، و بناءً عليها تزوجت في السفارة السودانية مثلها مثل أي مواطنة سودانية أصيلة.
ليس مدار الحديث هذه الفتاة على وجه التحديد ، و لكن مثلها كثير فقد تم تجنيس لعيبة كرة القدم وربما بعد أيام من دخولهم السودان الذي لا يعرفون عنه شيئ، و تم تجنيس (الأحباش) و (التشاديين).
وعلى على الرغم من سوء الوضع الاقتصادي في السودان وقلة أو عدم الفائدة من نيل الجنسية السودانية في نظر الكثيرين إلا أن هناك معايير أخرى مهمة تجعلنا نرفض منح الجنسية لكل من هب و دب وإن كان مقيماً في السودان ناهيك عمن تحضر له الجنسية في بلاده بدون عناء السفر الى السودان، فالتركيبة الديموغرافية للسكان والسلوك الإجتماعي على سبيل المثال يتغير بقدوم الوافدين الذين يحملون معهم ثقافاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم والتي بلا شك وفي الغالب تشوّه التركيبة الاجتماعية والثقافة المشاعة و الخصوصية التي يتمتع بها النسيج الإجتماعي السوداني، ولعل بلدنا و جنسيتنا هي (الحائط القصير) الذي من السهل على الجميع تسلقه بلا عناء.
فالويل ثم الويل لكل من ظلم السودان من أجل حفنة من عرض الدنيا الزائل، و الويل ثم الويل لكل من يحرص على مصلحته الشخصية على حساب الوطن.
خبر:( اشدت السعودية التي تُدعى “مريم” المسؤولين بالمملكة بضرورة التدخل في حل قضيتها، حيث روت الفتاة قصتها خلال حديثها مساء أمس في برنامج “الثامنة”، الذي يقدمه الإعلامي داوود الشريان، وأضافت أن والدها رجل أعمال سعودي قام بالزواج سراً بعقد عرفي بأمها هندية الجنسية، وبعد إنجابها خاف الأب أن ينكشف أمره فقام بإبعاد زوجته الهندية إلى خارج البلاد، وسلمها وهي ابنة يومين لأسرة تشادية تحت كفالته لتتولى مهمة تربيتها بأحد أحياء جدة القديمة حتى وصل عمرها إلى 27 عاماً.
وأضافت “مريم” إنها تحمل ايضا جواز سوداني وتزوجت مقيما سودانياً ،.وأشارت إلى أنها تزوجت عن طريق صديقة سودانية من أخيها وهو مقيم سوداني بجدة بعد أن ضغط عليها الرجل التشادي الذي رباها ليتزوجها، وقالت ان السوداني سافر الى السودان وحكى لرجل قصتها وتبناني سوداني يدعى احمد المصطفى وتم استخراج جنسية وجواز سفر سوداني لي وأكدت أن زوجها كان عوناً لها على نوائب الدهر وأنجبت منه طفلاً. وأوضحت أن والدها رفض الاعتراف بها خوفاً على اسمه وسمعته وأن إخوتها منه يعلمون بقصتها. هذا وقد ناشدت “مريم” خادم الحرمين الشريفين ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف إنصافها وأن يُجرى لها ولإخوانها من أبيها تحليل الحمض النووي DNA، لإثبات نسبها لوالدها الذي توفي قريباً.)
تعليق: (الجنسية السودانية) بمعناها الاصطلاحي هي أسهل جنسية يمكن الحصول عليها من بين جميع الجنسيات في العالم، وهذا إنما يدل على الحالة التي وصلت اليها بلادنا، و الواقع المرير والانحطاط المخزي الذي وصلت إليه جميع مؤسسات الدولة بما فيها مصلحة الجوازات و الهجرة و الجنسية ، وهو الحضيض الذي ما بعده حضيض.
قصة سمعتها قبل زمن عن أحد المصريين المقيمين في المملكة العربية السعودية أحدثت في شرخاً ليس بالبسيط وتشكيكاً في قيمة وثيقة الجنسية التي أحملها وجواز السفر الذي افتخر بحمله، فقد أستخرج أحد (الخونة) المأجورين ممن ينتسبون الى وطننا ووطننا منهم براء ـ هو ومن ساعده من الموظفين خائني الأمانة و من يرأسهم حتى قمة الهرم ـ استخرج لهذا المصري (الجنسية و الجواز السوداني) وأحضرهما له في السعودية و هو لم يرى السودان في حياته و لا يعرف عنه شيئاً، ومن المؤكد أنه رمى الجواز و الجنسية في أقرب مكب للنفايات.
ولقد أوغل الألم في داخلي على وطني الحبيب مرة أخرى حين سمعت قصة مريم السعودية التي تداولت قصتها وسائل الاعلام في الفترة الأخيرة، هذه الفتاة السعودية الأصل والمنشأ والتي رماها والدها للمجهول في مشهد تراجيدي محزن، و على الرغم مما انطوت عليه هذه القصة المحزنة من أحداث مؤلمة تدفعك للتعاطف مع هذه الفتاة ، إلا أنه في ثناياها ألم يشق صدر كل سوداني غيور على بلده، ولقد مر عليها المذيع (داؤود الشريان) الذي استضاف (مريم) في برنامجه (الثامنة) مرور الكرام، ومعه الحق في ذلك حيث إن جل ما يهمه أمر وطنه وبنت بلده التي حرمت من حقها في جنسيتها وحقها في المواطنة، و هذا ما يبكيه و ينوح عليه و لا نلومه في ذلك.
ولكن من يبكي على وطني الذي مات ألف مرة ، وانتهك ألف مرة ، سيقول أحدهم أن زوجها سوداني فبالتالي يمكنها نيل الجنسية السودانية، و لكنها منحت الجنسية قبل الزواج ، و بناءً عليها تزوجت في السفارة السودانية مثلها مثل أي مواطنة سودانية أصيلة.
ليس مدار الحديث هذه الفتاة على وجه التحديد ، و لكن مثلها كثير فقد تم تجنيس لعيبة كرة القدم وربما بعد أيام من دخولهم السودان الذي لا يعرفون عنه شيئ، و تم تجنيس (الأحباش) و (التشاديين).
وعلى على الرغم من سوء الوضع الاقتصادي في السودان وقلة أو عدم الفائدة من نيل الجنسية السودانية في نظر الكثيرين إلا أن هناك معايير أخرى مهمة تجعلنا نرفض منح الجنسية لكل من هب و دب وإن كان مقيماً في السودان ناهيك عمن تحضر له الجنسية في بلاده بدون عناء السفر الى السودان، فالتركيبة الديموغرافية للسكان والسلوك الإجتماعي على سبيل المثال يتغير بقدوم الوافدين الذين يحملون معهم ثقافاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم والتي بلا شك وفي الغالب تشوّه التركيبة الاجتماعية والثقافة المشاعة و الخصوصية التي يتمتع بها النسيج الإجتماعي السوداني، ولعل بلدنا و جنسيتنا هي (الحائط القصير) الذي من السهل على الجميع تسلقه بلا عناء.
فالويل ثم الويل لكل من ظلم السودان من أجل حفنة من عرض الدنيا الزائل، و الويل ثم الويل لكل من يحرص على مصلحته الشخصية على حساب الوطن.