المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطيب صالح.. كاتب وروائي؟؟



طارق جبريل
29-01-2013, 03:43 PM
العنوان شكله مستفز شوية..
لكن والله لي كم سنة كدة محتار جدا جدا..
في حوار وونسة مع شيخ الطيب رحمه الله قال لي حرفيا: يا ولدي أنا لا كاتب ولا روائي ولا حاجة
قلت ليه يا شيخ الطيب ياخي صلي علي الحبيب دة كلام شنو..
قال لي: يا ولدي أنا كتبت بدافع الحنين لا أكثر حسيت إنه أنا اتنكرت للبيئة الأنا جيت منها
ما كان في أي سبب يخليني أطلع من الحتة الأنا حبيتها بي عمق كبير..
جيت عشت في عالم ما حقي.. في بيئة بعيدة من الحاجة الكنت عايش فيها ياخي
عشان كدة لمن بدأ الحنين يتعبني بديت أكتب من «نخلة على الجدول» وإنت ماشي
أبدا ما كنت بكتب من أجل الكتابة... كنت بحاول أكتب كنوع من مد الجسور مع عالم جميل
أو ممكن تقول فردوس كنت أنا بحبه جدا.. عالم كنت منغمس فيه بكل حواسي ووجداني
وما كان في سبب منطقي واحد بيخليني أهرب أو أبعد منه..
فكل ما كتبت يا ولدي هو كان عبارة عن جسر لهذا العالم.. كنت كأنه بخاطب البيئة الأنا جيت منها..
عشان كدة ما بكون مستمتع بالإطراء والنقد والهيلمانة العاملنها الناس دي فيما كتبت على علاته
الحاجة دي كنت بحس إنها فيها نوع من التقريع... جواي كان في نوع من ألم الحنين..
عشان كدة لو لاحظت لي ما بحب أقعد في الجلسات الأدبية وجلسات النقد.. بحس بنوع من الألم كدة..
هذا الكلام قاله لي الطيب صالح شخصيا ولحسن الحظ عندي مسجل..
نفس الفكرة ذكرها لي محمد شكري رحمه الله..
اذكر كنت بعمل ليه في تصميم لي كتاب «زمن الأخطاء»..
فقال إنه كتب بعد ما حس إنه ما يحمله جواهو اتعبه جدا جدا
انا يا حبيبي لم أعش حياة.. كانت مأساة.. مأساة موغلة في الألم..
عشت على الهامش وهامش الهامش من الحياة..
حسيت انه أنا مخنوق يا طارق.. ولكي أعيش كان لازم
إنه شخص ما يحمل عني هذا الألم لذا فكرت في إنه أفضل حاجة أكتب
عشان أوزع هذا الألم على الكون كله وكان سيفيض يا ابني..
بعد ما كتبت مأساتي حسيت إنه أنا ارتحت نوعا ما..
ما عاشه شكري صك اتهام كبير للإنسانية جوانا..
السؤال الذي خامرني وودت ان نشترك في الإجابة عليه جميعا..
هل الكتابة مرتبطة بنوع من الألم جوانا؟؟
يعني لولا الآلام دي ما كان حا تكون في كتابة؟؟
لولا ألم الجغريو مثلا ما كنا حا نستمتع بـ«أنا حاولت أنساك قلبي زاد في جروحو»؟؟

Isam Hussien H
29-01-2013, 07:43 PM
استاذ طارق سلام كبير .. لك ولكل الشوايقه الحنينين بطبعهم ..

تأكيداً لعظمة شيخ الطيب ... كان يزور الدوحة بمعية شقيقه .. وكان الدكتور أحمد دياب سفير سوداني سابق ـ يعمل مستشار حينها بوزارة الخارجية القطرية يجهز لكتابه عن تجربيته خلال فترة عمله بوزارة الخارجية .. وكان شيخ الطيب قد وافق على تقديم الكتاب و لعلاقتي بأحمد كصديق كنت أجلس بشكل منتظم معهما وهما يناولان موضوع الكتاب بحيث يكون التقديم في تجانس مع محتواه .. فإنها أوقات كالثواني مضت فلا تحس بأنك في حضرة من ملأ الكون ..
كان هذا الطيب الباقي في وجدان الكل يتحدث كراوي .. فكان تناوله لأي موضوع بما في ذلك أبسط الأشياء (صحن الفول المحبب له على سبيل المثال ) على نحو قصصي ممتع .. لذا فهو لم تصنعه الأكاديميات ولا التواصل مع أفكار روائيين آخرين .. فهو يتحدث بعمق وصوت يدخل لحناياك ككتاباته .. لم أجد شخص آخر يختلف عما قرأته في رواياته ..
وهذه هي عبقرية الطيب صالح ..

ود الضو
29-01-2013, 09:38 PM
هل الكتابة مرتبطة بنوع من الألم جوانا؟؟
يعني لولا الآلام دي ما كان حا تكون في كتابة؟؟
لولا ألم الجغريو مثلا ما كنا حا نستمتع بـ«أنا حاولت أنساك قلبي زاد في جروحو»؟؟

----------------

الحبيب طارق جبريل
يسعد صباحاتك
زي مابقولوا : المعاناة تولد الموهبة
فان لم يكن الكل فالأغلب
اجمل الكتابات عند كاتبينا نحن السودانين ديل
ليها ارتباط وثيق بألم وطلعت بسبب الالم
رحم الله الطيب صالح ..
اقعد عافية ..

ودالعمدة
30-01-2013, 12:03 AM
اخى ودجبرين
عارف لما تتوتر وضغطك يرتفع
بتحس انه دمك فايض فى الشرايين
ولما تتملى بجواك حنين
بتنزل أمطار ويفيض بيك وجع الأنين
( طال بيه الحنين فاض بيه الشجن )
وعلى نييييييييل بلاااااااادنا سلاااااااااام
مافى حل غير انك تسافر فى سموات الحروف
وانت عارف طبعا حنيننا جميل وحزننا نبيل
وليك الشكر الجزيل ونورت المنتدى بعودتك ياأصيل

mahagoub
30-01-2013, 02:59 AM
رائع انت وكاتبنا الطيب
والتداخلون
فقد انسنا بمعانى مفردات اهل الشمال
وانا منهم فكلها لها وقع خاص وزكرى

ساريه
30-01-2013, 06:06 AM
بداخل كل منا اهات وخيبات كثيره ولكن يأسرنا الصمت ومحظوظ من طاوعته الحروف لترجمة انفعالاته .....
والامر لا يخلو من موهبة صقلتها التجارب ....
الطيب صالح روائى وكاتب بالفطره .... استطاع صياغة تفاعله مع بيئتة واحساسه بالتفاصيل الصغيره قبل الكبيره .....
وللالم نصيب الاسد من هذا التصالح مع النفس ....
الرائع ود جبريل .. ارى تقديرك وحبك لسلطان الكلمه الطيب صالح من خلال حروفك ...
فهنيئاً لنا بك وبه ....

أبو صديق
30-01-2013, 08:35 AM
هلا بالدكتور ود جبيرين في أرض المحنة وأنه لمن دواعي سروري وفرحتي
ان اتنسم حروفك مجددا ها هنا ....
ننتظر ألقك بشغف
ونسأل الله المغفرة والرحمة لأديبنا الفقيد

عبد المنعم فتحي
30-01-2013, 09:50 AM
كثيراً ما تقف اللغة عائقاً في ترجمة الدواخل لذلك تخرج المعاني أحياناً في شكل زفرات و آهات وتعابير وجوهٍ وإتكاءات وأوضاع معينة لحركة الجسم و نظرات خارج المكان وهذه لغة يتكلمها الجميع .
أحياناً تتعطل الحواس حينما ينغمس الإنسان في حالة معينة فتصيح أمامه و تشير إليه وهو لا يسمع و لا يرى كالنائم تماماً الأذن موجودة لكنها لا تسمع والعين مُغمضة لكنها برغم ذلك ترى الأحلام .
فمن يُحسن الكلام يُعَبِّرُ به و مَنْ يُحْسِنُ الرسم يُعبر به و من يُحسن الموسيقى يعبر بها و المعاني تُحَس و لا تُفهم
فكم من لوحة تركت أثراً عجزت الكلمات عن إيصاله وسِرُّ لمسألة تَعَدُد الأدوات و إتحاد المشاعر أحيانا .
أنا شخصياً أعشق " الوازا " لا أمل مِن سماعها رُبما ليس لجمالها ولكن لإرتباطها بذكريات و أشخاص عندما أتذكرهم ينتفخ قلبي حتى يضيق به صدري فرحاً عجيباً أكاد أجزم بأنني الوحيد الذي يحس به من بين العالمين .

ودتابر
30-01-2013, 09:00 PM
العنوان شكله مستفز شوية..
لكن والله لي كم سنة كدة محتار جدا جدا..
في حوار وونسة مع شيخ الطيب رحمه الله قال لي حرفيا: يا ولدي أنا لا كاتب ولا روائي ولا حاجة
قلت ليه يا شيخ الطيب ياخي صلي علي الحبيب دة كلام شنو..
قال لي: يا ولدي أنا كتبت بدافع الحنين لا أكثر حسيت إنه أنا اتنكرت للبيئة الأنا جيت منها
ما كان في أي سبب يخليني أطلع من الحتة الأنا حبيتها بي عمق كبير..
جيت عشت في عالم ما حقي.. في بيئة بعيدة من الحاجة الكنت عايش فيها ياخي
عشان كدة لمن بدأ الحنين يتعبني بديت أكتب من «نخلة على الجدول» وإنت ماشي
أبدا ما كنت بكتب من أجل الكتابة... كنت بحاول أكتب كنوع من مد الجسور مع عالم جميل
أو ممكن تقول فردوس كنت أنا بحبه جدا.. عالم كنت منغمس فيه بكل حواسي ووجداني
وما كان في سبب منطقي واحد بيخليني أهرب أو أبعد منه..
فكل ما كتبت يا ولدي هو كان عبارة عن جسر لهذا العالم.. كنت كأنه بخاطب البيئة الأنا جيت منها..
عشان كدة ما بكون مستمتع بالإطراء والنقد والهيلمانة العاملنها الناس دي فيما كتبت على علاته
الحاجة دي كنت بحس إنها فيها نوع من التقريع... جواي كان في نوع من ألم الحنين..
عشان كدة لو لاحظت لي ما بحب أقعد في الجلسات الأدبية وجلسات النقد.. بحس بنوع من الألم كدة..
هذا الكلام قاله لي الطيب صالح شخصيا ولحسن الحظ عندي مسجل..
نفس الفكرة ذكرها لي محمد شكري رحمه الله..
اذكر كنت بعمل ليه في تصميم لي كتاب «زمن الأخطاء»..
فقال إنه كتب بعد ما حس إنه ما يحمله جواهو اتعبه جدا جدا
انا يا حبيبي لم أعش حياة.. كانت مأساة.. مأساة موغلة في الألم..
عشت على الهامش وهامش الهامش من الحياة..
حسيت انه أنا مخنوق يا طارق.. ولكي أعيش كان لازم
إنه شخص ما يحمل عني هذا الألم لذا فكرت في إنه أفضل حاجة أكتب
عشان أوزع هذا الألم على الكون كله وكان سيفيض يا ابني..
بعد ما كتبت مأساتي حسيت إنه أنا ارتحت نوعا ما..
ما عاشه شكري صك اتهام كبير للإنسانية جوانا..
السؤال الذي خامرني وودت ان نشترك في الإجابة عليه جميعا..
هل الكتابة مرتبطة بنوع من الألم جوانا؟؟
يعني لولا الآلام دي ما كان حا تكون في كتابة؟؟
لولا ألم الجغريو مثلا ما كنا حا نستمتع بـ«أنا حاولت أنساك قلبي زاد في جروحو»؟؟



الأستاذ / طارق جبريل

شكرا لك على هذا الفيض وهذه الحروف التي لم تستفزنا فقط بعنوانها إنما جعلتنا نقف عندها كثيرا ونقرأها مرارا لأنها عن شخصية فذة وفي ذات الوقت خطها هنا قلم يجيد رسم الحروف وصياغة الدرر .

أستاذي العزيز / طارق
إن أديبنا ومبدعنا الفذ الروائي / الطيب صالح (( نسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر حروف رواياته وقصصه )) كان رجلا سودانيا بكل معنى الكلمة وأنا عندما أقول سودانياً لأني اعتز بالهوية السودانية المتفردة المتميزة التى لا أنسبها لآ للعروبة ولا للافريقية فنحن أمة سودانية لها هويتها الخاصة ، ولعل المرحوم الطيب الصالح كان أحد سفراء هذه الهوية ، وليس كلامي يهذا مجرد إطراء ولا مبالغة (( فالرجل رحمه الله غني عن كل كلمة في حقه من شخصي الضعيف )) ولكن كلماتي هذه من خلال سنوات وشهور جئنا فيها نحن رهط من السودانين إلي دولة قطر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي وحينها كان المرحوم ومعه ثلة من أدباء السودان ومثقفيه ومبدعيه بالدوحة أذكر منهم الدكتور الشوش والدكتور إبراهيم الصلحي والدكتور الزين النيل ، وقد كانوا بحق قدوة للجميع وقامات رسمت الطريق وانارته للجميع وفي ذات الوقت عمقوا أواصر العلاقة بين الشعب القطري والسوداني وعكسوا لكل من يعيش على أرض قطر الكثير المثير المفيد عن الشخصية السودانية مما كان له الأثر الكبير في خلق مكانة خاصة للسودانيين في قطر والخليج .

أستاذي العزيز / طارق
كما قلت لك فإن المرحوم الطيب الصالح غني عن كل تعريف وما كان كلامه لك إلا دليلا على أصالته وتجذره في ذلك الوطن الذي نبع منه وحبه لتلك الديار ولإولئك البشر الذين لم يستطع أن ينفصل عنهم فجاءت قصصه ورواياته عبرة عنهم وواصفة لواقعهم وحياتهم ليعكس للعالم أجمع بأن هنالك وطن اسمه السودان وأن هنالك أمة متفردة هم (( السودانيين )) فله الرحمة .

أستاذي العزيز / طارق
تجدني آسف للإسراف في الحديث والمداخله ، ودعني أعود بك إلي السؤال الذي خامرك :

هل الكتابة مرتبطة بنوع من الألم جوانا؟؟
يعني لولا الآلام دي ما كان حا تكون في كتابة؟؟

فيا عزيزي الغالي طارق نعم للالم والحزن تأثير شديد على النفس البشرية وهنا يكون للشخص الذي يملك ناصية القلم أن يلجأ إليه ليفرغ حزنه وألمه من صدره أو ليعيش لحظات بعيدا عنه ليريح قلبه ولو لفترات ، وكثيرا ما تكون الكتابات النابعة من ألم وحزن أكثر صدقا وتصويرا من تلك التي تكون مجرد خيال جامح أوفكرة عابرة ، ومن وجهة نظري الشخصية فإن أعظم الروايات العالمية ومنها روايات أديبنا المرحوم الطيب الصالح ، بها الكثير المحزن المؤلم الذي أعطاها طعما خاصاً وصدقا مميزا ، وكلما كان الكاتب يعبر عن بيئته وعن آلامه وأفراحه وقومه ومن حوله كلما كان اكثر صدقا .

استاذي العزيز / طارق
لك الشكر على طرح الموضوع ومن وجهة نظري أن مجرد طرح موضوع عن شخصية فذة مثل (( المرحوم الطيب صالح )) لجدير بأن نقرأه ونتامله ونشارك فيه فلا أعتقد بأن هنالك من يعرف فك الحروف وقراءة الجمل لم يقرأ ويستمتع بمداده وانتاجة ويعجب به واما من عرفوه عن قرب فقد عشقوه كاتبا ومبدعا وإنسانا سودانيا أصيلا ، في الختاك أكرر شكري لك وأسفي للإطالة وتقبل مروري .