المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسلسل "سودنة"



ود الأصيل
03-02-2013, 01:25 AM
مسلسل " خميرة سودنة"
(ديـــل أهـــلــــي)
@ خميرة سودنة @
رابط / ® خميرة سودنة ©

http://www.wadmadani.com/vb/showthread.php?t=48494
® تنويه:
© بالنظر إلى اتساع رقعة هذا النوع
من البوستات اللامتناهية، فقد ارتأيت العدول
عن تقديمها بالقطاعي (حبة حبة)، إلى أفضلية
نقلها بحذافيرها (بي ضبانتا)؛ و كما هي من مصدر
نشري إياها في منتداي الأم بود مدني{ رد الله غربته،
و لم شمله، و أقال عثرته}.
¶ مع خالص تقديري و امتناني لأهل
بيتي و مثواي (النخبوي)
الأخير. و نعم الأهل و العشيرة.
ود الحيشان التلاتة/ Aabersabeel.

(1/58)
(ديـــل أهـــلــي)
بادئ ذي بدء، أنوه إلى أنني كلما هممت
بالشروع في خبز هذه الخميرة، إلا و تحضرني خاطرتان

محفورتان في ذهني الباطن منذ أمد ليس بقريب ، ألا و هما:-

1) في ذات ندوة ثقافية للعلامة الراحل البروف/ عبد الطيب بالدوحة.
حضرها لفيف من جهابذة العلم و أهل الكار، وسط جمهور غفير ، إذا
بالمدعو/ يوسف درويش ، وهو وكيل وزارة الإعلام و الثقافة هناك،
و التي كان قد أسسها أديبنا العالمي الراحل/الطيب صالح و الفنان
التشكيلي / أبراهيم الصلحي، إذا بذاك الدعي
يصعد المنبر ليباغت أبا الطيب بسؤال
سخيف و محرج؛ حين قال:
أين يقع الأدب السوداني في محيط الأدب المصري".
و لكن البروف تلقفه بجواب بدهي شاف أرداه طريح الكسوف
في ربع هدومه جراء{شلاقته}، حين قال: لتعلمن أيُّ هذا السطحي
المتنطع، أن السودان {أصيل}و ليس زائدة دودية لكائن من كان ،
و لكن رعاعكم هنا في الخليج، تماماَ ، كما الطير يسقط حيث
يلتقط الحب {إن شئت بفتح الحاء؛ و إن شئت ، فبضمها}.

2) وا لثانية : أنه عقب الخروج من أزمة غزو صدام حسين لمشيخة الكويت؛
و التي فاقمت تقسيم بلاد العرب حينها إلي قسطاطين متناحرين، ترأس البروف/
حسين أبو صالخ وفدا رفيعا من وزارة خارجيته آنذاك، في محاولة لتلطيف الأجواء و رأب
بعض ما صدعته أصابع الخبث من خبائث ، و زرعته من دسائس من هنا و هناك. فانبرى
له أحد المتشنجين بسؤال أرعن: "عما فعلتموه لتعاودوا خطبة ود الكويت و هي
صاحبة الأياديالبيض عليكم!؟ . " فقال أبو صالح و بانفعال أشد و بدارجية خالصة
لا تخطئوها أذن:"اسمع يا زول هوي، نحنا عندنا، كان اتنين متشاكلين،
و جيتك ماد ليك يدي مصافحا، فقدامك خيارين بلا تالت: يا إمتن
تمسك يدي تصافح؛ و نقول عفا الله عما سلف ، و يا إمتن
كمان ألعفك بيها أم كف اجدعك متل هنووك"

[] من هنا، أشكر أخوتي المرحبين كما لم أشكر أحداً من قبل.
فقط كان يكفينا منكم أن يضع أحدكم أيقونة دون تعليق..لا أن نترفع
مباشرة إلى" قلم متميز" في نظركم .فصار لزاماً علي أن أدين بالفضل
لأهله جميعاً دونما فرز.؛كونكم تطوقونني بكلفة باهظة دونها العرق كي
يرتقي الجميع بجهد جهيد إلىمصاف الأدباء وقممهم السمهرية العالية.
ثم كيف لأحدنا أن أستطيع ، و فيكم جهابزة القرطاس و القلم؟.

& أما الآن فدعوني أطرح عليكم فكرة و حلماً ظل يراودني
منذ أمد؛ خاصة و أن الفرصة تواتيني الآن لتحقيقه ؛ بأن نكتب
بأسهاب عن" خمائر سودنتنا".. نود أن نرسم "كروكية" بانورامية
شفيفة و صادقة لهذا البلد الخرافي العريق، ممثلة في ناسه
و أرضه و نيله و غاباته و صحاريه و وديانه و وهاده و فلواته،
و سحناتهبل و كل ما يتفرد به من مزاياً خالصة تصنع منه
وحدة في تنوعه؛ لتضعه بارتياح كشامة بين الأمم.
و الآن فلنبدأً من هنا علي سبيل التجربة
و جس النبض ،؛ فإاى هنالك :_
+++++(((*)))++++++
/FONT] [FONT=diwani bent]قلبي على جناي، و قلب جناي على حجر
لعل ما دفعني لكتابة سطوري هذه هو شعور غريب بتلذذ المعاناة. فهي أحلى بعد تجاوزها. و سر النجاح والأبداع في نظري أنه يقتات دوماً على فتات موائد الألم. يقول تشارس ديكن:" أنا أبدع طالما أنني أظل أعاني". فالكاتب و المبدع عموماً بمثابة أرشيف لذاكرة ما يدور بخواطر أهله و ناسه ، كونه مرآة ساذجة و و كاميرا نزيهة تلقط ما حولها لتصوغ منه أمثلة مدهشة وتبدع تفانين رائعة. والشاعر قيثارة عصره و لسان حال زمانه الذي لا مجال لإفلاته منه و إن حاول الفكاك من قيوده التي كلما ضاقت به ذرعاً استحكمت حلقاتها و لم تفرج، و إن تمرد على كثير من تفاصيل أوضاعه، و جند نفسه لمعترك صون الفضيلة و نبذ ثقافة النفور و الكراهية و سعى جهده لتأسيس وعي مسكون بقضايا قومه، ملتزم بها. فليس المبدع مؤرخاً و إن كان موثقاً جيداً، يعيش يومه و يشرئب لما تحبل به ثنايا غده.. و هو يدون لنا شهادة شاهد عصر رأى بأم إنسان عين زمانه ، و قلب يكاد ينخلع ألف مرة قبل أن يرتمي على مخازي عري كل ستر رآه يهتك، أو ظلمات كل ظلم رآه يقع، أو أثبابات كل حق سمعه يستلب. و للكلمة مفتاح تحظى به على خارطة الإصلاح في كل أمة و النضال لنصرة كل شعب يريد البقاء.
شخصياً، في جعبتي حكاية معاناة خاصة ، ممتدة و محببة؛ حيث إنني جئت إلى الدنيا و لم أر أمي قط ، تلك التي أودعتني أمانة لهذا العالم و رحلت.. فترعرعت في أحضان جدتين كانتا تتنازعاني. أذكر تلك التي ظفرت بضمي و تعاهدتني على إقبال ثم جئت لافتقدها بعد حين كي أرد قيضاً من فيض جميلها فوجدتها تنوي على إدبار، وهي تلملم بقايا حطام عمرها و توشك أن ترحل . كانت تعد لنا الطعام و تضعه راضية مرضية بين أيدينا أنا وأخواني ، ثم تجلس بجوارنا القرفصاء لتراقب عن كثب ، مراقبة لصيقة وتقاسم وجهها الشاحب تشي بأنها (بايتة القوى). و إذا شح الطعام أو تناقص الإدام حتى نطلب المزيد، لا تلبث تمهلنا لنصيح بها(تعالي ملحيها وزيديها ، وخلينا نمشي نخرا ونجيها) حتى تأتينا بما نريد في حينه، حتو لو منم مافي. حتى إذا فرغنا تماماً إذا بها تدنو لتحسن القدح. كنت أصغرهم سناً و بي حماقة تسميني (الجنا أب وشاً محومر). فكانت إذا نال منها الغضب و طفح بها الكيل وصفعتني مثلاً (أو قشطتني بسير المفحضة), سرعان ما تسترجع جاهشة بالبكاء و تأكل أصابعها من الندامة فتصنع لي شراباً من الليمون تغرق فيه تلة من السكر. وهي قاطعة على نفسها عهداً ألا يجد الحزن سبيلاً إلى قلوب هؤلاء اليتامى من ثغرتها. فلما كبرنا و خرجنا لطلب العلم و العمل كان قد برد عنفوانها و تقدم بها السن فزاد تعلقها بنا وبي شخصياً لدرجة خرافية مخيفة؛ كنت إذا حضرت من سفر قاصد وهتف صبية الفريق باسم من حضر، تهرع تلك الجدة ا سمنة العمياء من دارها تسابق الريح إلى المحطة لتعانقني وتمطرقني بوابل من هستيريا اللحس والاحتضان، و هي تصحبني من هناك وهي تتلمس علامات دربها بعكازة، يقودها قلب الوالد و تسير بنور البصيرة عوضاً عن بصرها الذي فقد. . عجبت من شأن جدتي لما سافرت البندر و أهديتها ذات مرة صابونة معطرة ( أم ريحة) فلم تستخدمها قط ؛ فقط تشمها و تلمها و تقول: إني لأجد فيها ريح ولدي فلان. ياخي دي لدرجة مرة مشتري لي شبشب بلون شاذ (عنابي) من أكشاك جيهة الأوقاف دي في مدني و بعدين يوم جيت مسافر، غيرت ملصتو خليتو مجدوع في سدر البيت فقامت ست الحبايب شالتو نففضتو زيييييين ولمممتعو طيب مليح ولمتو ليك عارف وين! أصلكم ما ح تصدقوا لو قلت ليكم بعد رجوعي من السفر لقيتو مختوت في بطن السحارة.
أذكر يوم أبرمت عقدي مهاجراً للعمل في بلاد الله الواسعة حيث عشت حيناً من الدهر طافشاً من وطني ، هائماً على وجهي و خائفاً من ظلي . و بينما كنت منهمكاً في تخليص إجراءات الاغتراب، حمل إلي فاسق نبأ تلك الشجرة التي ماتت واقفة. حينها قطعت كل شيء على عجل فسافرت إلى قريتها النائية في أقاصي البطاح لتلقي واجب العزاء..هناك وجدت الكل يرصدونني: ليخمنوا ما أنا فاعل بفجيعتي في صاحبة الأيادي البيضاء التي منحتنا كل شيئ ؛ و لما جئنا نرد شيئاً من جمائلها علينا كانت قد رحلت في صمت و ودعت صخب عالمنا بهدوء. رأيت الفضولي من أولئك يلحظ في أم عيني و كأنهم يستدرون عطف دموعي فكانت خيبتي بجلاجل: إذ خذلتني عيناي.. فجمدتا و لم تجودا بشيء ..و لو بقطرة دمع فقط لذر رماد العيون ؛ رغم محاولات الاعتصار اليائسة. لكنني بدون شك كنت أبكي من دواخلي بحرقة شديدة وغصة يحبسها في حلقي هول الفجيعة، كنوبة عطاس يكبتها شحيح يعاني من ضيق ذات الشرايين. و كدت أتمزق حزناً و سمعت أحدهم يهمس بجواري قائلاً: " يا أخي من مات فقد روحه". ثم مضيت عائداً ادراجي إلى طاحونة المشاغل، لتلفني من جديد بسيرها الحلزوني.. فلما أوشكت على ختم تأشيرتي و شددت رحلي مغادراً. هنالك فقط، جاءتني العبرة في غير وقتها و لا محلها؛ فجلست على أية حال على حافة رصيف الميناء و أنا أنحب نحيباً مراً و أزرف دمعاً دامياً و جلس معي صديق قديم حميم (له مأساة مشابهة حيث فقد أسرتة مبكراً في حادث حريق) يودعني و يبكي معي مواسياً. ثم رفعت رأسي فإذا جمهرة فراجة من الناس الغلابة ممن كانوا يغبطونني على فرصتي النادرة للسفر و هم يلتفون من حولي، يضربون أكفاً بـأكف والبعض يتساءل بين حاسد و بغران:" أهي دموع الفرح هذه التي تنهمر من مقلتيه ! أم هي دموع التماسيح؟"!
.بوركتم والود عامر بيننابيننا

ريمون
03-02-2013, 02:27 AM
ترحيب تاني في الثقافي ..
ولو سمحت لي اطلب طلب بسيط وهو تكبير الخط لتسهيل المتابعة للجميع ..

Isam Hussien H
05-02-2013, 09:06 PM
ثم رفعت رأسي فإذا جمهرة من الناس من حولي يضربون أكفاً بـأكف والبعض يتساءل:"دموع الفرح هذه أم دموع التماسيح؟

إنها دموع من فقد أعز شئ .. وتأكد من أرادها غير ذلك فهو بدون شك يرى الناس بعين طبعه .. وكان أن إنهار وطني وإنهارت معه تلك المثل الشامخة فينا زمناً ... ثم ضاع الأمس منا ..

ود الأصيل
06-02-2013, 12:32 AM
ثم رفعت رأسي فإذا جمهرة من الناس من حولي يضربون أكفاً بـأكف والبعض يتساءل:"دموع الفرح هذه أم دموع التماسيح؟

إنها دموع من فقد أعز شئ .. وتأكد من أرادها غير ذلك فهو بدون شك يرى الناس بعين طبعه .. وكان أن إنهار وطني وإنهارت معه تلك المثل الشامخة فينا زمناً ... ثم ضاع الأمس منا ..

"]]](خميرة سودنة(ديل أهلي)[/COLOR])\\\\\\\\\\\\9
نحن السودانيين نملك الكثير لنفخر به و لا شيء يعكر صفو فخرنا و لا نملك تاريخاً رمادياً و لا أسود تطاطأ له روؤسنا خجلاً أو تحنى له أعناقنا حسرةً . نتأكد أكتر من تميزنا كلما خالطنا بشراً سوانا.
تسلم لي مشاعرك الجياشة أخي عصام حسين وتشكراتي مدداً بلا عدد لتفاعلكم وجدانياً.. يكفي أنك برأتني من تهمة(دموع التماسيح) و طالما أن الشيء بالشيء يذكر فعندي ليك واحدة تانية, هذه المرة عن أبي.. ذاك العملاق الفخيم والإنسان البسيط حد الانحناء في غير مسكنة، من لا يبالي أيضاً بأن يلغي وجوده تماماً في سبيل أن أنشأ عزيزاً كريماً لأصبح رقماً صعباً بين الناس؛ لا مطأطيء الرأس، مضطرب المقالة أو مجرماً مطلوباً للعدالة. و أبقى زولاً ليهو قيمة أسعد الناس بوجودي* زي نضارة غصن طيب كل يوم يخضر عودي* أبقي دار لكل لاجئ أو حنان جوه الملاجئ* أبقي للأطفال حجيوة حلوة من ضمن الاحاجي* بيها يتهنو و ينومو وأحرسم طول ليلي ساجي* و القي في راحة نفوسهم بسمتي وطول ابتهاجي* لو أعيش طول عمري نسمة .. أو مع الأيام سحابه* أهطل أدي الدنيا بسمة .. أروي وادي و أسقي غابة* لو أعلم طفل واعــد .. لسة ماعـِـرف الكـتــابة* أبقى شجرة ظلالها وارفة .. تحتي نايمين ناساً تعابة* أشقي وألقى و أبقى بهجة .. في النفوس لكل مناضل* أبقى للمعتل علاجو .. و اأبقى للفــلاح ســنابــل* أبقى للثـُـوّار سلاحم .. أعتي من قذف القنابل* و أبقى للكادح المـُـلوَّح كلُ حل موفــور وعـــادل.
بين سنبلة وحبة
كنت شاباً ثلاثينياً يوم جلست ذات مساء بشرفة منزلنا و في معيتي أمي الطاعنة في عقدها السابع و أبي ذاك الذي ضاحك الثمانين و نيف. حينما جاء عصفور ليحط على الشرفة فيقطع أوتار صمتنا. سألني الجلكين: ماهذا يا ولدي: رددت عليه باقتضاب: عصفور, قلتها بنبرة عتاب وضجر، مارقة من طراطيف مناخيري و في خاطري وجل من أن العمى يداهم أبي (يعني خميرة تلتلة تانية)! قلت لك ما هذا يا ولدي؟ أعاد أبي ذات السؤال وكرره نحو أربع مرات. و بدوري جعلت أعيد عليه ذات الإجابة بوتيرة متصاعدة و أوداج آخذة في الانتفاخ إلى أن انفجرت وصرخت في وجه أبي :" قلنا ليك طيرة يا أبوي! أيوة طيييييييييييييرة ! ما شايف يعني و لا متعمد تثير حفيظتي و تفقع مرارتنا و بعدين برانا ما ناقصين"! تدخلت الوالدة بعفوية للحجازة و فض الاشتباك. لكن أبوي شعر و كأنها تريد ممارسة (المديدة حرقتني)، لذا بادر بالانسحاب بهدوء قبل أن تتفاقم الأمور و نخسر بعضنا بعضاً. و هو كان يدرك كم هو سخيف سؤاله عن طائر حط بجوارنا و لا يستحق منا ذوبعة في قعر فنجان كهذه . غاب و الدي لهنيهة ثم عاد متبسماً، كمن فرغ شحنة غيظه وعبأ مكانها بنوع من التماثلل للرضاء . و يا للعجب! جاء يحمل بيده دفتراً رثاً بالياً من القدم ظننته منذ قبل أن يحفر النيل الأزرق.. بدا على قراطيس السجل آثار الاهتراء و البشتنة، وقد الدهر أكل عليه و شرب، ومارس ضده كل صنوف التعرية قبل أن يحثو عليه حفنة من تراب المقابر، لما حوت دفتاه من ذكريات تنوء بها صافات الجياد و تنهد تحتها قمم الجبال الراسية. فتحه والدي و جعل يتمتم و يهمهم و هو يقرأ ، قال: في ذات لحظة كذا من يوم كذا من سنة كذا من دهر كذا، كنت أ جلس بنفس الشرفة هذه و كنت أضع ابني فلان (هذا) في حجري ، حينما جاء عصفور (ود أبرق تحديداً) فحط بجواري هنا فراح و لدي الحبيب هذا يسألني باندهاش و إعجاب شديدين ، قال: ما هذا يا أبتي؟ فأجبت بانشراح: عصفور يا صغيري! فجعل يعيد علي نفس السؤال مرات لا تحصى و لا تعد حتى ناهزت الأربعين و كأنه وجدها لعبة مسلية، و أنا أعيد على مسمعه الغض ذات الجواب بلا كلل أو ملل، لا ، بل أحضنه و أقبله و أجرش الحلوى ثم أضعها في خشيم و ليدي؛ و أمه معي تتاوق وهي تردد كل يا جنا حشاي، نوم يا صغيري نوم ، تماماً مثلما تصنع عصافير الخريف و يفعل دجاجي حين يلقط الحب لا ليأكله وحده و لا ليدخره ليومه الأسود، بل ليلقمه صغاره من فوره و في حينه. نزلت تلك العبارات على رأسي كجبخانة صاعقة ولعلها أصابتي في مقتل وعادت بي القهقرى؛ فساقنتي خيوط الذكريات تشد خطامي وتعبر بي لأهيم في فضاءات سحيقة وعوالم لم أكد أتذكرها إلا ضباباً.
مشهد نمطي ليس صنعي شخصياً, ولست منفرداً بحبكه من بنات أفكاري، إنما مأخوذ من واقع الناس كل الناس تقريباً وماثل يومياً في أرقى العوائل يعانق ناظرينا كثيراً وتجري تفاصيل مأساته حيثما كان بنو بشر. و ليس هذا فحسب، بيد أنه يتجسد أيضاً في مخولقات و ثنائيات أخرى عديدة مثل: قصة النبتة و البذرة حين توضع في تربتها حتى إذا ربت فانفلقت و أزرعت ففتقت ثم أزهرت. و خرج منها براعم وأغصان و أوراق.. ثم إن جئت تبحث البذرة الأم لم تجدها شيئاً.. إذن أين ذهبت البذرة؟! وهي نفسها حكاية جدلية الدجاجة و البيضة التي تساوي صفاراً و بياضاً.. حتى إذا جمدت ففقست ثم أفرخت كتكوتاً. ثم إذا فقدناها بعد ذلك وجدناها قد تبخرت وذهب ريحها وصارت جفاء وهباء منثوراً ..فلا مح و لا دح و لا هم يحزنون.. فإلى أي مآل آلت البيضة؟!
سبحان الله ..و لاغرابة في ذلك لأن كلاً ميسر لما خلق و قدر له.. و لعل من أروع أسرار الكون هو ثنائية البقاء والفناء.. فالأبوة والبنوة "باءان" لا يجتمعان إلا قليلاً ؛ إنهما تحملان الشيء في ظاهر الأمر و ربما ضده تماماً في باطنه؛ فما تلبث إحداهما تشرع في النمو من أجل البقاء حتى تبدأ الأخرى عدها بالنزول و هي تستأذن بالانصراف نحو الفناء ..فوالداي و والداك .. و أجدادي وأجدادكم جميعاً؛ قولوا لي أين ذهب كل هؤلاء؟؟؟. أليسوا هم الوعاء الذي حملني الخالق عز و جل فيه لأخرج عبئاً ثقيلاً على ظهر هذه البسيطة؟! كانوا سبباً في مجيئنا لهذه الفانية فاستقبلونا بأريحية نادرة و بقينا في كنفهم أياماً وليالي متتالية؛ ثم ما أن كبرنا حتى صرنا نستدبرهم و ندفعهم دفعاً إلى تلك الهاوية .. ظلوا يمارسون معنا فن المستحيل لننهض أقوياء.. فلما استوى عودنا واشتد ساعدنا رميناهم؛ ثم صرنا نأنف أن نمارس معهم حتى فن الممكن ليبقوا معنا وهم ضعفاء..
و العجيب أنه ما من شيئ أحلى من الولد إلا ولد الولد.. شخصياً لم أجرب بعد ؛ لكن اسألوا من جرب متل ناس عمنا ود العمدة.
أنا عشت فطيماً (يتيم الأم) لم أر والدتي قط.. فتربيت بين حبوتين .. كانتا تتنافسان وتتفننان في إسعادي.. حتى أن أحداهن لمان خلاس كبرت و مرقت دقشت البنادر..مرة مشيت الخرتوم قمت جبت ليها هدية (صابونة أم ريحة) ففوجئت بعد سنين أنها لاتستعملها قط..فقط تشمها وتقبلها بتحنان و بس ثم تدسها ..قالت: لأنو بلقى (فيها ريحة جناحشاي)
كذلك حكى أحد المشايخ أن رجلاً ضاق ذرعاً بأمه الضريرة و تنكر لها. و للتخلص من عبئها أخذها إلى غابة ورماها هناك وانصرف. فلما جن عليها الليل جن جنونها على فلذة كبدها فقد افتقدته يوماً طويلاً.. إلى أن هرع إليها أحد المارة، دله نحيبها و صياحها فلما هم بأخذها إلى حيث عنوانها إذا به يلمح قصاصة بيدها كتب عليها صاحبها: "لمن يعثر على هذه العجوز المكركبة عليه إيداعها في أقرب دار للمسنين .. لطفاً"
المعذرة يا أخوان ربما كدنا نخرج بكم عن مضمار موضوعنا. و لكن الكلام جاب الكلام.
شكراً و لا تعليق لدي بعد هذا,,،،،،،
قد سألت الارض يوماً : " أَلا يَـا أُمُّ أحقاً هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
قالت: "أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَاًبين أكام الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر![/font
][/b]

ودالعمدة
06-02-2013, 01:52 AM
كنت أصغرهم سناً و بي حماقة تسميني (الجنا أب وشاً محومر). فكانت إذا نال منها الغضب و طفح بها الكيل وصفعتني مثلاً (أو قشطتني بسير المفحضة), سرعان ما تسترجع جاهشة بالبكاء و تأكل أصابعها من الندامة فتصنع لي شراباً من الليمون تغرق فيه تلة من السكر. وهي قاطعة على نفسها عهداً ألا يجد الحزن سبيلاً إلى قلوب هؤلاء اليتامى من ثغرتها. فلما كبرنا و خرجنا لطلب العلم والعمل كان قد برد عنفوانها و تقدم بها السن فزاد تعلقها بنا لدرجة مخيفة؛ كنت إذا حضرت من سفر قاصد وهتف صبية الفريج باسم من حضر، تهرع تلك الجدة العمياء من دارها تسابق الريح إلى المحطة لتعانقني و تصحبني من هناك وهي تتلمس علامات دربها بعكازة، يقودها قلب الوالد و تسير بنورالبصيرة عوضاً عن بصرها الذي فقد. . عجبت من شأن جدتي لما سافرت البندر و أهديتها ذات مرة صابونة معطرة ( أم ريحة) فلم تستخدمها قط ؛ فقط تشمها و تلمها و تقول: إني لأجد فيها ريح ولدي فلان.




أخى عابر سبيل
لقدهيجت فينا أشجانا خامدة
وأشعلت فينا براكينا هامدة
واوقدت جمرات نحسبها رامدة
الله يرحم حبوباتنا فهم بقامة أوطان
......

نتح الحنين جواي.. طراني حلتنا
زمن الجمال والخير.. أيام مسرتنا
شجر العشر والنيم.. المالي سكتنا
صوت الصفق والريح.. وأغنام زريبتنا
ضل الضحى الممحوق.. وكبابي جبنتنا
الضحكة والترحاب.. وبواقي ونستنا

والوقفة جمب الباب.. لي ناس معزتنا

عايشين على الموجود.. حابين بساطتنا
يوم كنا متكاتفين.. و(الجد) منارتنا
والقمرة عز الليل.. ضوّت رتينتنا
نسمة دعاش الصيف.. وريحة زلابيتنا
أمي بتسوي الشاي و(حبوبة) حجّتنا
وهسع بقت في الدار..(يا ويح نخوتنا)
وشكراً لأهل الدار.. الداروا سوءاتنا

حبوبة وينك وين؟.. حبوبة والله زمان...
كاتلني شوقاً ليك.. ولي حضنك الدفيان
منك عرفنا دروس.. وروينا ريد وحنان
بي توبك المعطون.. غتيتي كل بردان
ودعيتي بالتوفيق.. وحصنتني بالمنان
عفواً.. ملانا غرور ونسينا كل الكان
لا فهمنا درس البر.. لا قيمة الإحسان
وعرفتي درب الدار.. وضاع مننا العنوان


(حبوبة).. زوريني.. أنا داير أحجيك
بي قصة الأحفاد.. الخانوا ماضيك
صغرت مروءتنا.. وكبرت مآسيك
لا سدّ جوعك حن.. لا لهفه ترويك
لاهين ورا الدنيا.. ومرات كده نجيك
لا بنفهم أحزانك.. لا بندري بالفيك
ولو يوم ظلمناكي.. عدل الله راجيك

الغول ختف فاطنة.. وما فينا أي حسن
ملينا من عجزك.. فتشنا ليك سكن
وكل ما يطول عمرك.. حتشوفي ياما محن
إمكن نزورك يوم.. لو مرة بس أمكن
لو سنحت الأحوال.. ولقينا باقي زمن
بعناك للمجهول.. وقبالا بعنا وطن

ود الأصيل
06-02-2013, 11:28 PM
خميرة سودنة(ديل أهلي)
يا فردة ما تزعل خلاس.. كان قصدي ما أخليك تقرأ ظنوني، داير أهيج فيك دمنة شجوني، خليني أفرح بيك و بالمرة أشمت فيك يا مدني يا خاتف من بعض لوني..
فلله درك يا حضرة جناب العمدة و أنت تشملني بدوائر ضوئك الغامرة و تثقلني بكلفة باهظة دونها العرق حين تضعني بين شاخصين وتجلسني القرفصاء طوعاً أو كرهاً لأمارس حسن الا ستماع لمثل هذه الدرر وأنت تنثرها ناصعة كما الطل على وجنات الورود .. سيما وأنني لا زلت جندياً غراً و تعلمجياً غض الإهاب، جئت أتعلم منك الآن بأنني ربما أنطوي على أشياء قيمة كثيرة أجهلها كثيراً ؛ و ما أحوجني كل يوم لأن أتعرف منك شخصياً من أكون!!
وطالما أنك قررت فأثرت مجادعتي في هذا المسدار، فدعني أحدثك عن منجمين كثر، و لعلك تكون أصدقهم، بعد حبوبتي، تلك التي شربتني بيديها حفنة من كذباتها الثمانية، بحيث لن أظمأ بعدها أبداً ، إذ ظلت تشجعني لرسم ملامح العطاء..و تزرع في حقول معرفتي البذور لتبزغ أزاهير الأقحوان!! لكنها نسيت تعليمي كيف أتعاهدها بالرعاية والحفاظ.. بينما تقول لي دقات قلبي إن الحياة دقائق وثوان.. وأغلى لحظاتها مشاركة و تفان.. وإن علينا أن نعيشها دونما فقدان لأي اتزان!!! تسوقني قدمي إلى عثرات الكرام على الطريق إلى بحر النسيان؛ و لا تحذرني من إبحار فيه دون أمان!!! عرفت جيداً كيف أرسم الابتسامات على ملامح البشر. لكنني عاجز تماماً عن مسح دموعي كي أبتسم! عرفت كيف أنكؤ جراحي ، و جهلت كيف أداويها لتلتئم! ولا كيف أرش الملح عليها لتقاوم بكتريا العفن!!! تماماً مثلما أرضعتني أمي خمس رضعات مشبعات فقط قبيل رحيلها. لكنها شبعتني رغبة ظلت تساروني لرفض الكوابل والقيود.. لكن المنية عاجلتها قبل إرشادي لأنى لي بقوة لكسر الكوابل لأنطلق حراً . أباحت لي أمي كل شيء ما أمكن ..و نسيت تعليمي. أنه ليس كل ما يفهم يجب أن يقال علناً!! كما علمتني كيف أتنفس الحروف جميعاً!!و لم تتنبه لأن ثمانية وعشرين حرفاً فقط قد تُرهق يراعي وتسقط أسنانه في قعر لهاته..أمام عنفوانٍ صاخب.. لجنوني العنيد! علموني أنني طالما أفكر، إذاً فأنا كائن و حي مرزوق و لكني غير معتوق. و لم يعلمني أحد أنه علي أحياناً ألا أكون لكون لكل شيء حدود و للكون حدود..!!!تعلمت بفطرتي السمحة..أن قلبي زهرة بيضاء من قطن قصير التيلة.. لكنها منعتني أن أهوده أو أمجسه بالكتابة عليه بسواد الفحم.. فبقي فؤادي كما أم موسى فارغاً على سجيته من كل حقد ! نبهتني أمي لأن فرساً جامحاً يسكنني!! لكنها ضنت علي بكيف تكون دروس الترويض صعبةً على أيد الأيام!! ثم دارت الأيام و جاء دور الأيام لتلقنني درساً قاسياً بأن ثمة بغلة تطل برأسها من رقراق الأبريق.. لكنها خوفتني من مجرد إشارة لوجودها هناك لكونها حقيقة عصية على التصديق، و كون رأس البغلة أكبر من عنق إبريق.. يتأهب حدسي و حواسي الست
لمتى يستأذن فجري للرحيل..لكنها لم تهيأني بعد لمفاجآت يومي الطويل و لا حين يحل مسائي الجنائزي المحزون، و لا متى يئين لليلي أن أن يلملم أجفانه
و ينجلي، بصبح ؛.. و إن كان إصباحي ليس منه بأمثل!!!
ثم توالت سقطاتي لتعودني على معانقة الأحزانرغم أني ظللت أرفض دوماً التهاون في بيع أوطاني في أسواق النخاسة بزهيد الأثمان.
ودمت أخي هيناً ليناً على قلبي.
.

ساريه
07-02-2013, 04:08 AM
أخى عابر سبيل مليون مرحب بيك ...
فقلمك ذا مذاق خاص ...
تجولت بين كلماتك ولم امل القراءه ...

ولعنا موعودون بتميز وابداع .... متابعين ما تكتبه ...
تقديرى واحترامى ..

ياسر عمر الامين
07-02-2013, 04:16 AM
اقسم بالله اخى عابر سبيل ان ما سردته عن رحلة عودتك لتلقى التعازى فى جدتك اخذنى الى عوالم بعيدة وما شعرت بنفسى الا وعيونى اغرورقت بالدموع...طريقتك الرائعه فى السرد والتصوير جعلتنى اشعر وكانى بطل هذه القصة.

ود الأصيل
09-02-2013, 08:04 PM
[QUOTE=ياسر عمر الامين;707676]اقسم بالله اخى عابر سبيل ان ما سردته عن رحلة عودتك لتلقى التعازى فى جدتك اخذنى الى عوالم بعيدة وما شعرت بنفسى الا وعيونى اغرورقت بالدموع...طريقتك الرائعه فى السرد والتصوير جعلتنى اشعر وكانى بطل هذه القصة.[
/QUOTE]

[FONT=fixedsys]خميرة سودنة(ديل أهلي)

الشكر ليك أخي الشفيف ياسر عمر الأمين.. يا من سبقتني بالفضل وأنت الكريم ابن الكرام.. وإن سبقتك فمنك تعلمت أصول الاحترام. نحن لسنا حكراً لمن نعيش وسطهم بل (نفير و زير سبيل ) لمن نتعلق بهم بأهداب أرواحهم و لا نقدر على العيش بدونهم. و طالما أنك آثرت البقاء هنا لمسايرتي و مشاركتي المجادعة في هذا المسدار العجيب ،فأبشر بالخير لأن لدي في جعبتي من أجلك المزيد من المشاهد المذهلة عن كروكية ناس بلدك الحنان والعظام لدرجة الانحناء. وقد قيل إنما تتكؤ السنابل حين تنوء بقطافها.
و الله صدقني ولا أذيع سراً لو قلت لك : إنني كثيراً ما أنزوي في بيتي لأتوارى عن نظرات عيالي لكي (أجعر) بأعلى حسي متل الشفع بالفعل.فقط تفهمني و تواسني الرائعة أمهم لأن المرحومة برضو حبوبتها فهي بنت حفرتي. ياخي حبوبتي دي شدة ما بتريدني لدرجة كنت مرة مشتري لي شبشب بلون صارخ (عنابي) من أكشاك جيهة الأوقاف دي و بعيدن يوم جيت مسافر، غيرت ملصتو خليتو مجدوع في سدر البيت فقامت ست الحبايب شالتو نففضتو زيييين ولمممعتو طيب مليح ولمتو ليك عارف وين؟! أصلك ما ح تصدق لو قلت ليك بعد رجوعي من السفر لقيتو مختوت في بطن السحارة (الحتة دي كنت مستحيي أنشرها لأنها حارة و بتهبشني في أوتار حساسة شديد).
.. بصراحة يا ياسر الحديث معاك مستطاب و داير ليه قعدة في الواطة و لمة جبنة جامعة لكل الحبان, الواحد أول حاجة يشد ليكم شناط العنقريب, قبال ما الواحد تب يتوهط و يتحكر قدامكم فوق كراب البنبر ثم يصنقع لا فوق يعاين سمح في(فلكاب البنية و البورة وعضاضة القطية) و يناحي (السنبرية) الراكة من فوق (التكل) ثم يتنحنح و يبدأ يحكي . لكن صراحة أنا هسي في الدوام.. شغالين ضحوية في البلدات و نهار الدرت متل ماك عارفو، حار بلحيل لمان العرق يجي نازل سايل من سداغاتك ،و بعدين كمان راجيانا ضهرية ( كديب والعقاب هناك راجينا والضهر أعوج خلاس . أوعدك لاحقاً بأشياء مدهشة من ناس و تراث بلدنا الخرافي، ذلك الفردوس الذي فقد ظله؛ ثم صادف قلباً خالياً فتمكن ممن أحبوه أمثالي وأمثالك وتأبطوه خيراً ثم خرجوا به إلى بلاد الدنيا الواسعة. جايييك راجع، ,و إن شاء الله بكرة برضو أحلى.........

ود الأصيل
13-02-2013, 08:46 PM
[B]أخى عابر سبيل
لقدهيجت فينا أشجانا خامدة
وأشعلت فينا براكينا هامدة
واوقدت جمرات نحسبها رامدة
الله يرحم حبوباتنا فهم بقامة أوطان
......

(حبوبة).. زوريني.. أنا داير أحجيك
بي قصة الأحفاد.. الخانوا ماضيك
صغرت مروءتنا.. وكبرت مآسيك
لا سدّ جوعك حن.. لا لهفه ترويك
لاهين ورا الدنيا.. ومرات كده نجيك
لا بنفهم أحزانك.. لا بندري بالفيك
ولو يوم ظلمناكي.. عدل الله راجيك

[/FONT][/RIGHT]

[SIZE=7]خميرة سودنة (ديل أهلي)

تسلم حضرة جنابك و صحيح إنو عرفة الرجال دخري..والله أنا لما فتحت بوست"خميرة السودنة" دا كان عندي تصور ذو اتجاه واحد هو أن نظهر محاسننا فقط، كأمة شهد لها التاريخ منذ فجره بأنها عظيمة بكل المقاييس و لا غرو..ولكنك بملاقحاتك الرائعة قدحت ذهني بفكرة ولا أروع .. حين أدخلت الحبوبة على الخط وضعتها موضع الكاميرا الخفية كي ترصد فعايلنا و تقيم مآلات أحوالنا بعد غيرنا وبدلنا كثيراً، وجدتك تلمح لي بألمعيتك المعهودة النادرة بأن الإنصاف يقتضينا أن نرسم لأنفسنا "كروكية" بانورامية أشمل ..بمعنى أن نطرح فيها كل ما لنا و ما علينا بمنهجية "نقد الذات" ولو لابأس أن يكون بطعم "جلد الذات". خاصة و أن هناك من يصفنا باللامبالاة و يعتبر علم بلادي ماركة مسجلة للخمول و أن زهرة الفول السوداني ملقحة بمادة منومة مشتقة من جناح ذبابة التسي تسي. لعل هذه مجرد مزاعم لكنها لا تخلو من مما يثير الحيرة و الدهشة. في حكاية مسمار جحا الشهيرة أنه كان يزعم أن له بيتاً مغصوباً لم يبق له منه سوى مسمار ظل محتفظاً به و ينتظر دورة الأيام حاملة إليه ضالته كي يضع مسماره في خرم باب بيته القديم..و أما أنا، إذا مررت بجدار الزمن وطلب مني أن أكتب عليه تعليقاً فسوف أودعه رسائل حمالة أوجه إلى كافة المعنيين:_
- لنفسي أقول: أريد لحظة إنفعال، لحظة حب، لحظة دهشة، لحظة إكتشاف، لحظة معرفة، أريد لحظةً تجعل لحياتى معنى، إذ وجدت أن حياتى من أجل أكل رغيف العيش لا معنى لها، سوى مجرد الاستمرار حياً.( كون من كان همه ما يدخل بطنه فقدره ما يخرج منها)..
- وللآخر أقول: العالم واسع فسيح، وإ مكانيات العمل و السعادة لا حدود لها و فرص التنقيب لكل ما هو جديد و مذهل و مدهش تتجدد كل لحظة بلا توقف، فلماذا تسجن نفسك داخل شق في الحائط تعض على أسنانك من الغيظ أو تحك جلدك بحثاً عن أية لذة أو تطوي ضلوعك على أي ثأر، لماذا نسلم رقابنا عبيداً لآلية الروتين و قد و لدتنا أمهاتنا أحراراً. إن نفوسنا هي المعاقل الأولي للثورة والتغيير وترويضها و قيادتها هي المنطلق لقيادة كل شئ ،لا شقشقة الشعارات وطنطنة الهتافات، فليعطف كل منا على نفسه و ليقاوم ما يحب .. و ليمارس ما يكره.. وتلك قمة الذكاء البشري. فإذا كانت القشة فى البحر يحركها التيار والغصن على الشجره تحركه الريح ، فإن الإنسان وحده هو الذى تحركه ميكانيكياً إرادته الشخصية ولكن قد يبطئ به خموله الذاتي. و لأن إرضاء الناس من فنون المستحيل فلعل في إرضا ء الضمير مندوحة عن السقوط في مستنقع الفشل و من ثم الاستكانة بداخله ، و في اللحظات التي يخيل إليك أن ضميرك رضي عنك ..لا يكون في الحقيقة قد رضي و إنما يكون قد مات. ابك ما شئت من البكاء فلا شئ يستحق أن تبكيه سوى خطيئتك. لا فقرك و لا فشلك ولا تخلفك ولا مرضك ..فكل هذا يمكن تداركه. أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن أهلك و عشيرتك الأقربين و عن ربك.
خميرة سودنة (موظف جمارك عادي)
بسم الله الرحمن الرحيم و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,,, ها قد عدنا للنبش في دفاترنا القديمة كما يرجع الكلب في قيئه و يعود المجرم إلى أوكار جرائمه و نحكي للداير يستمع يا عشاق السودنة فأين هم البقية يا ود العمدة؟
و أنتم من وجب لكم الشكر علينا. وعدناكم بأن نكتب عن الشخصية الكروكية للزول من حيث هو زول.. وها أنا ذا اتشبر فأرمي لكم برأس الخيط ( فتحة خشم و قولة خير) نقول على بركة الله.
حكي لي زميل موثوق أن خالاً له كان موظفاً عادياً في مصلحة الجمارك على أيام مايو. و في ذات مرة وجد من يقف أمامه؟ السيد/محافظ (رامبو) العاصمة القومية آنذاك (أظنه سعادة الفريق أول/ مزمل سليمان غندور) قادماً من إحدي خرجاته المتكررة إلى بلاد الخليج في الهينة والقاسية و في الفاضية والمليانة، المحمولة جواً على متن الناقل الوطني و المتكلفة مالاً حراً من جزلان الغبش المودع بخزانة الدولة (if any). و طلب سعادته إلى ذاك الموظف النكرة الغلبان على أن يفسح طريقه على عجل للخروج سريعاً .. هكذا لا جمارك و لا بطيخ . رغم أنه كان وراء سيادته ما ثقل و زنه و بهظ ثمنه (كأني به رابط دبي كلها جارها وراه بحبل). تكدست سيور سحب الأمتعة بأحمال من العفش نائت بها العصبة أولي القوة من عتالي صالة الجمرك.لم يأبه الموظف الذي بدا أنه سنجك عنيد ودماغه ناشفة جداً كجلمود صخر ؛ بل تجاهل طلب ذاك السيد و بدلاً عن ذلك أشار عليه بضرورة التزام الطابور و إبراز ثبوتياته و بوليسات ومنفستو شحنه لتبرير مثل هذه المتقلات كي تتخلص جمركياً و، ثم أردف مقسماً طلاقاً بالتلاتة ألا تمرنّ و لا مثقال حبة خردل و لا شيءُ قط من هناك إلا مجمركاً. كان لكلمات الموظف وقع الصواعق على مسمع سعادة/ الفريق الحنكوشة و الذي بدا أن العزة أخذته بالإثم فراحت أوداجه تنفتخ وجعل يبادل ذاك الموظف التعبان لماضةً بلماضة و وقاحةً بوقاحة و ألقى على روح المرحوم أبي أهله كلاماً استحيا مالك عن قوله في الخمر. نشب سجال و ملاسنة بين الرجلين؛ سرعان ما احتدمت وحمي وطيسها فاستحالت اشتباكًا بالأيدي ورفساً بالأرجل فصراع ديكة (تخيل بين والي و حتة موظف تعبان لأنو الظاهر من النوع الحمش الما برضى الحقارة ،و هو حفيان فوق الناربمش) لمان جماعتك ادردقو وقعو الاتنين في البلاعة وما فرزوهم إلا بالأنكسة. تدخل الفراجة و الشماراتية في محاولة يائسة لحجازتهما بطريقة أقرب ما تكون لقولة: (المديدة حرقتني).. ثم في تحول مفاجئ وغير منتظر ، إذا بالسيد الوالي يفج جمهرة المتفرجين لينجو بفسه و يمضى غاضباً إلى شأنه و قاصداً بيته بحي الأملاك في بحري , فيما قام البلاطجة من زبانية الأمن والاحتاياط المركزي بدورهم على أكمل وجه حيث تم التحفظ على أمتعة السيد الغندور، ريثما ينظر في أمر هذه القنبلة. و أما صاحبنا الجمركجي تعيس الحظ والظاهر أن أمه كانت في ذاك اليوم داعية علية وليس له، فلا أحد يسألني إلى أي مغارة سيتم اقتياده ليلقى جزاء صنيعه المتهور. فهو موعود حتماً بزيارة مهمة ليست إلى بيوت الأشباح طبعاً( و التي لم يتم بناؤها بعد آنذاك). و لا أحد يعرف أي تهمة أمن دولة سوف يتم تلفيقها له. لكن للمفارقة العجيبة أن انحرافاً دراماتيكياً حدث في القضية بعد مرور ساعات فقط و لم يصدقه أي ممن نما إلى علمهم نبأ تلك الواقعة. ففي صبيحة الغد مباشرة جرى اقتياد الموظف المسكين مكبلاً إلى مكتب سيادة والي الولاية شخصياً. هناك تم حشره عليه ووجده مستلقياً بجسدة المرفه الناعم على كرسيه الدوار بحيث أعطى ظهره للباب متظاهراً بالمشغولية على طريقة الكاوبويات وشفوت عصابات المافيا في أفلام الآكشن. فقط تنحنح السيد الوالي و قال بنبرة آمرة تدق جوة القلب تماماً وتخر لها الجبال ساجدة :اقفل الباب وراك و تفضل بالجلوس..ثم لمزيد من المفارقة المذهلة قام سيادته مترجلاً من مكتبه المهيب و هو يخطو نحو صاحبنا الجمركجي خطوات محسوبة، ثم للغرابة مد كلتا يديه مصافحاً.. ثم ناوله حاجبه علبة هدايا انيقة مكسوة بجلد الشامواه تم جلبها للتو من (كنيسة) القصر الرئاسي.. فأمر بفك و ثاقها وأخرج منها شيئين: 1) وسام للاستحقاق 2) نوط للجدارة. وقال: هذان مقدمان لك يا ابني من السيد/ رئيس الجمهورية / جعفر نميري شخصياً، وهو يشد على يدك و يقول مفتخراً بك و أمثالك: " إننا لو ظفرنا بعشرة من أمثال هذا الجندي المجهول، لكان لبلدنا شأن آخر ولما قهرنا لكائن من كان". إذن أطلب يا ابني ما تتمناه, فقد وجهني الريس بأن أعطيك مكافأة تحقق لك حداً أدنى من العيش الكريم، فاطلب الآن ما تتمناه؛ أخونا تلعثم و تلجم فضرب خماسياً في سداسي ولم يجد شيئاً ليقوله سوى هذه العبارات البسيطة: "والله يا سعادتك زي ما شيف براك إني موظف جمارك على قدر حالي و أنا أب لتعسة شفع وما عندي واطة.. فأمر له على الفور بتخصيص قطعة بجبرة مظاليم الصحافة ووجه بإعانته على تشييدها سكناً له و لإيواء عائلته في زمن قياسي و على نفقة بند الأسكان الشعبي. قلت لنفسي اللهم أوعدنا بشكلة (ترطيبة) مثل هذه, نرتاح من جري الوحوش وراء رزقنا,,,
ودمتم سالمين من كل شر

mahagoub
13-02-2013, 09:58 PM
عابر سبيل
لك التحية
فعلاً وحقاً
نحتاج الى بعثرت اوراقنا القديمة
ونفض الغبار عنها
فهى دروس وعبر

ود الأصيل
14-02-2013, 01:24 AM
[SIZE=4][[SIZE=6][B]QUOTE=mahagoub;709335]عابر سبيل
[FONT=Arial][SIZE=6]لك التحية
فعلاً وحقاً
نحتاج الى بعثرت اوراقنا القديمة
ونفض الغبار عنها
فهى دروس وعبر[/QUOTE][CENTER][COLOR=#0000cd]تشكرات لسعادة رئيس مجلس أدارتنا و أخي المتوهج دوماً ،محجوب ، وبمناسبة دروس و عبر هذه تعال نتقهقر لوراء عبر صندوق الدنيا قرابة عقدين من الزمان لأحكي لك حزمة مواقف عقدتني حتى حشرتني في ربع هدومي و أغرقتني في شبر سيل من دموعي من شدة سودنتها الخالصة
[SIZE=7][FONT=diwani bent][COLOR=#ff0000][/FONT

([FONT=Arial]19/58)
// دروس عبر فيافي العتامير []
في حوالي منتص تسعينات القرن الماضي ، كنت نويت حجة و زوغة ، فركبت البر ثم البحر مسافراً من شرق المملكة عبر وهاد الربع الخالي. بين الرياض والقصيم. حيث توجد عقبة كؤود تحطمت زاملتي على قمتها و لو ما ربك لطف بي و بعائلتي حتى لما هبطنا الأرض بسلام. مرت بنا حافلة ركاب سورية متجهة حائل و تبوك. رأف بنا السائق و حملنا إلى قرب بريدة أو عنيزة بالقصيم ، زاعماً أن هنالك ورشة معلمها سوري سيصلح لنا السيارة100 %.
# وصلنا هناك و لم نجد المعلم و و جدنا صبيه . كان شاباً سودانياً عشرينياً.اسمه لا يزال محفوراً في سويداء ذاكرتي الخبربة المفقودة (عاطف عبدو- من أبناء الأبيض).بصراحة لو العبرة بالمظهر, والله بتعريفة ما تشتريه؛ عليه أثواب رثة وملطعة بالزفت وزيوت الرجيع, و لكن بداخلها يقبع أسد هصور. أها الجنا مما شاف الحريم قام مسردب قدامنا سااااه وأخذنا فوراً إلى منزل مجاور لا يملكه و ولا إمرة له عليه, لكنها المروءة. كان البيت ، (سودانياً) عبارة عن تكيل مجدوع هناك و حيداً كخاتم في فلاة ؛ يلاصقه مسجد صغير و محطة بترول و بقالة فقط كانت تلك كل منشآت تلك الناحية ا لتي لا يتجاوز تعداد قاطنيها أصابع اليدين و لا يؤمها سوى قليل من رعاة الماشية من العزب والمزارع المترامية. طرق الصبي/ عاطف باب الدارو نادى من بعيد: يا ناس البيت هوي: جوكم ضيوف:ولم يلبث الرد طويلاً حتى جاءه فورياً كأنما كان يتربص بمجيئنا و يتحين مقدمنا. مرحب بالضيوف .. حباكبكم عشرة, هكذا قالتها ست البيت بنبرة بطانة لا تخطؤها أذناي نظراً لتشبعها للنخاع بنخوة أهل عصار و السباغ ، من حفدة محمود ود زايد شحم ألبل.. وهي امرأة بعشرة رجاجيل (من النوع الهي بتدرش تقول قضا).

# من هناك زوجها الشاب،/أحمد حسن جمعة(من مغاربتنا البين الدناقلة و الشبارقة دي) ، عطل أعماله وأقفل حانوته وهرول نحونا وأقبل علينا وهو يرمل رملاً و يخب خبيباً، و هو لما كان قصير القامة تشابى ليتعلق برقبتي فاستلم بعضنا بالأحضان بعضاً؛ كما لو كنت أخاه الغائب بالسنين والذي عدت حينئذ أدراجي لنذهب في عناق طويل لم يقطع سكونه سوى أطيط الحناجرو أزيز صدرونا بالبكاء ؛ قلت لنفسي لن أندهش ..فالسودان كله هكذا ؛ بس نحن طولنا البعاد شوية. ثم من حيثه و قبل أن نعتب أصدر أحمد فرمانه لأهل بيته أن: اقسموا الدار دارين مناصفة بينا و بين أخونا الشيخ/ ثم الفت يسأل، من؟ قلت فلان بن فلان من ناحية كذا ولست بعيداً منك! دخلنا العيال ثم بعد جمة النفس استنفرونا لسحب السيارة المعطوبة حيث تم إصلاحها خلال أسبوع مكثناه بين ظهراني هولاء الناس العجيبين. و دعونا بدموع عز على الأرض أن تشرب مثلها و لو نزلت على جلمود صخر لأنبت زعفراناً.
#ما أثار حفيظتي رغم كل هذا الكرم الباذخ، عندما اكتشفت أن نصف قيمة التصليح قد تكفلوا بسداده مناصفة بين البقال/ أحمد و صبي الميكانيكي/عاطف. طبعاً غضبت و أرغيت ثم أزبدت و قلت: أنا موش محتاج ليكم عشان تصلحو لي على حسابكم؛ رد علي الاثنان بحجة أقوى، إذ قالا: نعم لست محتاجاً و ولكنك ابن سبيل. لكن ، نشفت دماغي وقلت 60 ألف يمين لن أقبل حتى رضخوا أمام إصراري فتواطأنا على حل وسط: بأن أدفع لهما المبلغ ريث وصولي أهلي. لكنهما أغضباني ثانية حين أرسلت إليمها لاحقاً من هناك بحوالة على صرافة الراجحي و لكنهم أرجعوها لي نسبة لعدم صحة العنوان ..تبين لي أنهما أمداني بعنوان فشنك ..فلم أترك لأيهما فرصة للتهرب إلى أن خالصتهما رغم أنف الرجالة العاجباني لمن تكون في محلها.
ود الأصيل/ aabersabeel
+++++(((()))))+++++
(20/58)
//رباطين و قطاع طرق من صنف آخر//

• بعد فراغنا من مشاعر الحج والعمرة قصدنا الباخرة وعبرنا سالمين بعون الله إلى سواكن من هناك خلصنا ثم انطلقنا مسافرين عن طريق كسلا مروراً بهيا ثم درديب؛ هناك في الاستراحة قابلنا شاب أدروب سائق شاحنة ثقيلة. شاف سيارتنا كرولا صغيرة فأشفق على حجمها: فقال لي ممازحاً يا مولانا ، كيف جيتو كاطعين الصحاري والوهاد دي كلها بمثل هذه القرنبعة؟!!! و كيف كمان دايرين تكطعوا بها فيافينا الوعرة مع الهبباي؟ ثم أشار علينا بالسير تحته متل أبو الدرداق مع القمراء ليتكفل بحراستنا متحركاً.

# على الطريق خرج لنا من الجبال أولائك الفتية الضامرون كأنهم عقارب الجمال.. يطؤون الرمضاء بلا نعل و يسعون بلا ظل .. يتأبطون الخناجر و الشوتالات و يغرزون في قباب شعورهم خلالات كأشطان بئر في لبان الأدهم (خيل إلى أنك لو استحلبت منهم رهطاً أو قرية كاملة ما تطلع ليك بفنجان دم). أناس مسالمون لا يسألونك أكثر من شربة ماء أو فتات بسكوت, حيث أقرب مظهر للحياة لا يقل عن 300 ميل.

# بعد كبري حنتوب واصلنا شمالاً و في آخر محطة (الكاملين) قبيل الخرطوم اعترضنا شبان يشدون حبلاً على دفتي الطريق ليوقفوا المارة.. حسبناهم من جماعة أمن الطرق أو قبانة. ولم يبق للشمس سوى مقدار الرمح حتى تجب من مغربها ويحين الإفطار. تبين لنا أنهم قطاع طرق.. لكن من صنف شريف وبمزاياً نادرة, فهم يتوددون لكل من استوقفوه أن يدلف و يتفضل بكل هدوء, و من يعارضهم يوشك أن يثير حفائظهم حتى لم يتركوه ولو دعا الأمر لاستخدام العنف. أنا كنت مطاوعاً و لم أشأ أن أخرجهم عن أطوارهم؛ خاصة أن العطش والإعياء بلغ بنا شأواً. ثم لا أذيع سراً إن قلت إن شيئاً من اللهفة وضيق ذات العين و قع في نفسي الأمارة بالسوء فقلت: لماذا يعني الإصرار على استيقاف جميع من هب و دب! ثم من أين لهؤلاء بطعام يكفي كل هذه الخلق؟.
# لم نتلبث بتلك الحالة إلا قليلاً، قبل أن ترخي الشمس رموشها و تسدل اليل عليها أجفانه فتخرج علينا البلدة عن بكرة أبيها أعماها شايل المكسر بشيبها و شبابها و رجالها و نسوتها وصباياها، أتونا جميهم حفاةً بخيرات وأصناف الطعام والصواني المدنكلة سدت عين القمر. ولقد خاب ظني وخسأت عيني, إذ أكلنا و شبعنا حتى تترعنا و أكل الحضور كلهم أجمعين وجعل المارة يتعاقبون أفواجاً ثم جاء دور الأغنام و الكلاب لترتع وترعى من فضلهم؛ إلى أن انفض سامرنا و ذهبنا جميعاً, و لكن دون أن يذهب من طعام أحبابنا (الكاملين) إلا بمقدار ما يأخذه المخيط بسم حياطه حين يغمس في خضم المحيط..
ربنا يخلف عليهم بالبركة آميـــــــــــــــــــــن.... و تاني جايينكم راجعين بالدرب القبيل جاي شاق الدوكة و مارق فوق المكطاع....
ود الأصيل/ aabersabeel
++++(((())))++++

عصام سعيد
14-02-2013, 05:08 AM
والله يا عزيزنا -عابر سبيل - لكأنك تحفر حفرا في أعماقنا لتخرج لنا - ما اعتقدنا أنه غادرنا إلى غير رجعة - ماضينا الناصع وتاريخنا المجيد الذي طالما عشناه ، وعايشناه وكان أنشودة فرح لنا وكان مثار فخرنا وعزتنا ، ثم أسمعناه حكايا لمن فات عليهم معايشته منا .
سر عزيزنا لتنفض عنه الغبار لعل في مذاكرتنا له أن يعود ،، ويا ليته يعود

ود الأصيل
17-02-2013, 02:25 AM
=عصام سعيد;709401]والله يا عزيزنا -عابر سبيل - لكأنك تحفر حفرا في أعماقنا لتخرج لنا - ما اعتقدنا أنه غادرنا إلى غير رجعة - ماضينا الناصع وتاريخنا المجيد الذي طالما عشناه ، وعايشناه وكان أنشودة فرح لنا وكان مثار فخرنا وعزتنا ، ثم أسمعناه حكايا لمن فات عليهم معايشته منا .

سر عزيزنا لتنفض عنه الغبار لعل في مذاكرتنا له أن يعود ،، ويا ليته يعود



خميرة سودنة (ديل أهلي)
لكم أنت ذواقة شفيف المشاعر، و لكم أنا سعيد بمعرفتك أخي عصام يا ابن الأكابر، و لا لو خشية أن يداهمني شعور بالنرجسية لاعتقدت أنني أضفت نقطة تحت فواصلك التي تظل تزرعها خلف أسطري بين الفينة والأخرى، و بما أنك تبدو سريالياً متيماً مثلي بشوق عارم لا ينفك يشدنا إلى ماض ليس بالتليد و لكنه محال أن يعود، إذاً دعنا لنرحل إليه عائدين القهقرى عبر هذه الفضفضات الحزينة، سميتها:_
... "ثقوب في ثوب الحاضر"
ما بال أقوام يحاولون عبثاً إسقاط بعضاً من جمال الحاضر و يتباكون على أيام قد خلت و أصبح لونها مائياً لا يكاد يتراءى بالعين المجردة إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً،حتى إذا دنا منه لم يجده شيئاً!! بينما الحاضر حاضر بشناته و رناته بين ظهرانينا و فيه الكثير المثير من الجماليات و لكن هذا قد لا يمنع من وجود بعض الثقوب التى تشوه قشابة ثوب الحاضر..و هي ثقوب علينا أن نتعاهدها بالرفاية و الرتق بشئ من قيم الماضى ليبقى الحاضر قابلاً للهضم أيضاً. و بما أن اليوم شبل من سلالة الأمس، فإن كان الأمس جميلاً فلم لا نصنع حاضرنا لياتي مشابهاً لأبيه، أو أجمل؟؟؟
لكأني بك يا صديقي ذاهب بنا بحديثك الاستثائي إلى سجال ساخن و مفتعل بين الماضي و الحاضر. عموماً لا أدعي السريالية و لكن جينات من الماضى ربما تغلب قسراً على سمتي و سأنقل إليك خواطري بصدق ، إذاً ،عليك أن تصغي لهذه الثرثرة و لعلها تكون في المليان:-
[/color]و قف الماضي مزهوا بما في جعبته من أطلال و قال:
أي هذا الحاضر أما آن لك أن تنتحر
إني أراك تحتضر!!
أن يمسح النحر العار عنك فهو الطريق، إذاً، فلتختصر!!
تماثل الحاضر للبكاء ثم سأل:
يا أخي : ما يميزك عني، ألست أعبد ربي كما تفعل وأصيح بأعلى صوتي:أن الله أكبر..و..؟؟؟
قاطعة الماضي بشموخ ثم ارتجل:
لا، لست مثلي فزماني لونه ضمخ حباً× و لون زمانك شابه الضجر
بزماني هام قيس بليلى فقضى نحبه× و جميل بثينة قد انتظر
و في زمانك يموت العشق بلحظة× و ترجم الصبابة بالحجر
و توأد في أكمامها أجنة الزهر
و المرء للحم أخيه آكل بدم بارد × و تحسبونه الذي انتصر.
ثم عاد نيرون لحرق روما × و جيوش النشامى جرارة تنحسر
و نصف الأرض تصير ملكاً × لقُييصر جديد من النور(الغجر)
زمامك آخذة به آلة من الحقد لا تبقي و لا تذر!
و إخوان فاطنة لا حياة لمن تنادي، فهم في ضمير مستتر
تطرحهم مطارق العصي و يجمعهم سندان الجزر
سبع سنابل في حقل حسابك المكشوف× و مائة حبة لي في بيادر القمر
فأي شأو بيني وبينك × كفى لقد ضقت ذرعاً بجدالك ألا يا حاضر الذل والقهر
و ليت شعري شيئاً واحداً في ثناياك يسر
بيد أني لا ألومن صنواً× إذ كلانا قطبان لما يسمى العمر
و حرام صب جام اللعن على أيام الدهر.[color=#0000cd][/size]

عصام سعيد
18-02-2013, 10:19 AM
و بما أن اليوم شبل من سلالة الأمس، فإن كان الأمس جميلاً فلم لا نصنع حاضرنا لياتي مشابهاً لأبيه، أوأجمل؟؟؟؟

والله يا أخي العزيز - من كثر ما يحمل هذا المقطع من تفاؤل بدات أحلم بأن القادم أحلى ،وإن توجست خيفة من لفظة ( نصنع ) والتي ( فرملت ) جرعة التفاؤل فينا لحين شروعنا - بجد في إحداث التغيير - والذي لا يأتي كما تقول إلا بجهد تصنعه أيدينا وإن شئت فقل ( ورماحنا) - فكيف السبيل والسفر طويل والعقبة كؤود والزاد قليل ، وقد منع منا الكيل بل وطفح بنا الكيل -
ألا ترى أني أقل تفاؤلاً منك

ود الأصيل
18-02-2013, 11:32 PM
عصام سعيد;710108]و بما أن اليوم شبل من سلالة الأمس، فإن كان الأمس جميلاً فلم لا نصنع حاضرنا لياتي مشابهاً لأبيه، أوأجمل؟؟؟؟



والله يا أخي العزيز - من كثر ما يحمل هذا المقطع من تفاؤل بدات أحلم بأن القادم أحلى ،وإن توجست خيفة من لفظة ( نصنع ) والتي ( فرملت ) جرعة التفاؤل فينا لحين شروعنا - بجد في إحداث التغيير - والذي لا يأتي كما تقول إلا بجهد تصنعه أيدينا و إن شئت فقل ( ورماحنا) - فكيف السبيل والسفر طويل والعقبة كؤود والزاد قليل ، وقد منع منا الكيل بل وطفح بنا الكيل -
ألا ترى أني أقل تفاؤلاً منك

[COLOR=#b22222]خميرة سودنة (ديل أهلي)
بل أنت الأقوى مني عضداً و أمضى سهماً وأصوب نبلاً ، و لكن (رماحنا)، دي يا ريت نخليها شوية حتى تشتد السواعد، أقلو لغاية ما نشوف
رياح الربيع هذه و قد تضاءل نفحها و برد نفسها، بعد أن رأينا رؤوساً أينعت و جرى قطافها، ثم ما لبثنا أن بدأنا نقرع سن الندم
و نقول ألا ليتنا تركنا كل رأس على جتته و كل حب في سنبله فلم يقطع ليخلفه من خلفه.......
أحيانا ننتشي في زمان ليس بزمان الانتشاء وقسراً نكتب ما يخالج الصدر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
قروي في باريس!!
دي بالذات قصة يمكن أن تعتبرني أحد من عاشو فصولها قدراً....
كنا طلبة أيام الزمن الجميل لما كان ربع الرطل (زيت) يملا القزازة يدفسا، و المصران أطول من عمامة ترباس. بعثتنا الجامعة مجموعة صبيان و صبايا للدراسة في أإطار التبادل الثقافي مع جامعة بغرب فرنسا تسمى بواتيه ترجمتها (بلاط الشهداء) تيمناً بتلك الموقعة الشهيرة . و للعجب وجدنا فيها بقايا آثارإسلامية كونها آخر معاقل الفتح الإسلامي في مجاهل أوروبا العجوز. بالجد كانت صدمة حضارية بكل ما تحمل العبارة من دلالة. بس داير أوريكم بقى رزانة السودانيين وسمتهم العالي والسمعة الدبلان بين الشعوب .أول حاجة قررنا ومنذ وصولنا هناك، أن نتماسك و نأمر على أنفسنا اتنين ممن يكبروننا سناً. تاني حاجة طلبنا من أخواتنا البنات نقوم و نقعد سوا في السمحة و الشينة و نتناصح في الهينة و القاسية. والتزمنا كلنا بالزي القومي هندام كامل والله حتى جلابية ماكان عندي استلفت من أخويا لي . لأنو البلد ديك للماشافها خطيرة بالجد. يعني حتى االأسواق دي لمان أخواتنا يدورنها لازم نختهن ليك في نصنا ونمشي في شكل حراسات متحركة(Escort). لمان واحد من فولتا العليا ( بوركينا فاسو حاليا) في غرب أفريقيا, كان مستغرب علق على منظرنا قال لي ما معناه: بناتكم ديل إلا الواحد يبقى زرافة حتى يقدر يملص شوفو في واحدة منهن. وهن فعلاً كانن نعم الأخوات يرضن الواحدة لو غلطانة ، لو أخوها حشر فيها أم كف ما ترفع عينها. و الحمد لله ربنا وفقنا بعد داك عمرنا مسجد في أيام كان فرنسا من أقصاها لأقصاها ما فيها أكثر من ثلاثة مساجد. و رفعنا الأذان هناك لأول مرة يمكن منذ وفاة عقبة بن نافع. الحكاية دي جعلت مننا حديث المدينة ؛ بقو الفرنسيين في الشارع يهتفو علينا بعبارات الثناء و الإعجاب. و الله كم مرة أسر فرنسية بدافع الفضول تجي تأسل عن القروب السوداني. حفلاتنا كانت بريئة و آخر حشمة، خالية من أي مظاهر مخلة بالمروءة وكرستالنا كان فواكه طبيعية من المزرعة غلى المائدة مباشرةً .
أذكر مرة كنا في باريس جينا أسبوع رفاهية و إحنا في استراحة بيت الشباب (فندق الطلبة) يا دوب بنستلم المفاتيح شفنا لينا بنية ممشطة و عاملة سكسك (موضة الثمانينات) قمنا نخمن، يا ربي تكون موريتانية دي ولا حبشية؟ فهي من شافتنا جات جارية ما فاضل ليها إلا تتعلق في رقابنا. فمن قصتها عرفنا أنها جات فرنسا كنوع منم التركيم في شكل جائزة مقدمة لها منم بلاد تحترم ثقافتها و تبذل بسخاء لأجل نشرها ، فقام جابو الشويفعة دي لتفوقها في اللغة الفرنسية بالشهادة السودانية و الجايزة كانت مناصفة مع شاب آخر من جهة الدويم. و كمان الدليل السياحي المعين لمرافقتهما كان طلعنا بنعرفو هو الملحق الثقافي الفرنسي وعالم آثار كبير. المهم سردت لينا حكايتها على عجل، قالت أنو من يوم حضرت كان ءأمن و أهون وضع تلقى نفسها فيه إنها تنوم مع ذاك الشاب في غرفة واحدة. وهو للمفارقة المذهلة كان (عنقالي) ساكت و يمكن (بتاع سنة). و لكن البنية أقسمت بالله يمناً مغلظاً على إنو ، إياهو الجنا البعجبك، أخو البنات و عشا البايتات البدرج العاطلة ؛ قالت كان معاها كالعذراء في خدرها، يعني عاملها متل أختو بت أمو و أبوه بالظبط. والله أنا بستمع ليها لمن دمعتي كررررررر سالت و شعرة جلدي كلبت و علقت في نفسي قلت: ياسبحان الله ، على رأي حبوبتي: (صحيح أرجا سفيه و لاترجا باطل). مقعولة بس ؟!!!! سكرجي ولا يغفل عن صون عرضه؟؟؟ لعمري ما أشبه هذا البطل السوداني بسيدنا أبي محجن. الذي أرهق عمر بن الخطاب و لما نفاه ألى والي العراق سعد بن أبي وقاص و هناك لما نشبت معركة القادسية تآمر أبو محجن مع زوجة سعد لتفك وثاقه و يمتطي مهرة سعد الذي لما رآه من الشرفة يقاتل و يطعن و هو يشج الرؤوس و يجدع الأنوف يمنةً ويسرةً ح حينها تعجب سعد وجعل يردد: "والله لكأن الصهل صهل البلقاء(بغلته) و إن الضرب لضرب أبي محجن و لكن كيف ذلك؟!".
برضو كان المطعم منظم بالتذاكر فلما نمشي كان في طلبة مشردين للأسف عرب من شمال أفريقيا كانو عايشين على (الكرتة) بعدما الزول يخلص يجو ياخدو الفضلة. فنبهونا الأمراء نخرج لهولاء نصيبهم قبل أن نشرع في الطعام كي نجنبهم ذل السؤال, بل كان الأمير بنفسه يذهب ليلاً ، يبحث تحت الضباب الشديد في أنفاق قطار المترو و يأتينا بهم و يقول للواحد: شوف طريقة تبيت أخوك دا معاك وهو يردد (من كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له, ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له). و كنا فعلاً نرقد بالمرتبة في الواطة السرير واللحاف للضيف الغريب. دي كانت نماذج بس. وإلى خميرة سودنة قادمة
مع مودتي الشديدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تخريمة:
جاءني تعليق من صديقي بشير التهامي(من كمير العوضية جيهة كبوشية) ، يوقل فيه:
هذا الكروكي عجبني شديد و عاوز أبني بيه (ناطحة سحاب)وأسميها (برج العذراء
____________________________________________
فرددت على تعليقه بقولي:
ههه يجازيك يا ود التهامي و يجازي محنك؛بس تذكر اللخو جيداً أنه لا يجتمع ثوران
(قصدي ثور و عذراء) في زريبة واحدة!!!!. إلا كان هناي داك ، فلان الفلتكان ثالثهما!!!

فيض التشبع
25-02-2013, 09:23 PM
اولا التحية والتقدير لعابر سبيل على المضامين والصياغة الرائعة لاحداث مشتركة تلمس فينا ذلك الوجع لفراق أحبة وذكرياتهم ورائحتهم .. حقيقة لقد أثرت شجوننا وأدمعت أعيننا ونحن نستحضر تلك الرؤى لأشخاص وأماكن وقواسم مشتركة لوجع العطاء ولحظات الوفاء لجيل من البسطاء اصبحنا لا نراهم كثيرا في عالمنا الان .. آثرت أن آتي متأخرا للمشاركة في الموضوع وإبداء أعجابي .. أمنياتي

ود الأصيل
26-02-2013, 12:02 AM
فيض التشبع;711381]اولا التحية والتقدير لعابر سبيل على المضامين والصياغة الرائعة لاحداث مشتركة تلمس فينا ذلك الوجع لفراق أحبة وذكرياتهم ورائحتهم .. حقيقة لقد أثرت شجوننا وأدمعت أعيننا ونحن نستحضر تلك الرؤى لأشخاص وأماكن وقواسم مشتركة لوجع العطاء ولحظات الوفاء لجيل من البسطاء اصبحنا لا نراهم كثيرا في عالمنا الان .. آثرت أن آتي متأخرا للمشاركة في الموضوع وإبداء أعجابي .. أمنياتي


خميرة سودنة (ديل أهلي)
جئت أخيراً و لعلك لست بآخر، و لكنك جئت فائضاً كسيل منحدر،
إذ تعلو محياك طلة كما بدر التمام في ليلة خامس عشر..
و تفوح منك أنفاس كخاتمة المسك مشبعاً برصين المعاني
معتقاً بحلاوة كبوح الصبايا في مرقة عصر..
و أظن أول قاسم مشترك أعظم لاحظته بيني و بينك هو رهافة الحس و قرب الدمعة الفوق الرموش،،
مكبوتة بي حسرة و ضياع..
و رعشة الكف الخضيب..
مقورونة بي نظرة ودااااععععع ،
جابو القدر في سكتي،
على حافة وتر مشدود.
هذا ليس بنظم شاعر و لا برطمة كاهن و لا هترشة مجانين.. ولكنه إحساس حثيث و شعور دفين يظل يعتريني، و شوق دفيق يتلبسني الآن كالمس من عرصات التجلي. ....................................
و لكن سرحت معاك و نسيت أقول ليك: ذاك الصديق الخبيث لم يتركني و شأني ، بل قام تاني يهابش ولحقني بتعليق أبيخ حين قال:
ياخي ، يمكن زولك بتاع الكرستال دا كان مواصل طشم ليله بنهاره , وماهو فاضي يفرز ليه ضكر من نتاية هههههههههه.
ثم بدأ يحكي لي قصة مشابهة أدعى بطولتها لنفسه شخصياً وسوف أرويها لكم ، على ذمة راويها، حيث قال لي بالحرف:-
إنها الأمانة و "بنصون الأمانة السيدا أمن.. و الفينا مشهوووودة"
ولكن طالما الحديث جاب العريس، خلني النونسك كمان:
أيام كنا في عز الشباب وعزوبية للطيش. وكنت ناوي أعرس السنة ديك و لكن لظرف ما أخرتها لعام قادم ، و كنت في أحدى الحفلات وزيراً لعريس و يوم حفلة الحنة صبغت يدي بالحناء ، ثم أصبحت مسافر عائداً أدراجي بنهاية الإجازة ، قفلت راجعاً لليمن(مضيعة زمن) ، وفي المطار قابلت زميلاً لي قديماً، وكان متحنناً مما أوحى بأنه معرس لنج و بالفعل قال إنه فعلها وكمل نصفه الحلو ولكنه تركت عروسته لتلحق به ، و نحن في المطار و العين طايرة تلاقط يمنة ويسرة ؛ فإذ بزميل آخر حديث عهد بقفس الزوجية و مرتو معاهمندرعة في صفاقو و ومعه زميل ثالث متزوج برضو حديثاً و لم يكن معرفتنا ، وبعد السلام و المطايبة و ناس رحلتنا بدأوا في الشحن ، و الباقي للتيك أوف تقريباً ساعة ففأجاني زميلنا المعاه زوجته بقوله يا فلان أنا عارفك شرامي وعينك فيها عود، و لكن مع ذلك متأكد إنو فيك نخوة كافية تخليني أمنك زوجتي دي وزوجة أخونا دا ، نحن طائرتنا بمدينة أخرى وزوجاتنا معاكم على نفس الرحلة ، وطائرتكم بتصل المغرب ونحن لي ضحوية بكرة و مشوارنا بالسيارة بيأخذ ليه بعد داك تقريباً 14ساعة ، فزوجاتنا ديل تخلوهن امانة في رقابكم أنت وزولك المعاك دا ، لمن نجيكم ، هنا انتهى كل شيئ ، ثم توادعنا وانفض السامر. ليبدأ فصل آخر أشد إثارة!!
و بالفعل كان عندنا ود عمةً لينا في المطار طوالي دخلنا مباشرة للكافتيريا بعدما ساعدنا وزن لينا بسرعة البرق متقلات الطلح المو خمج و ريحة الخمرة دي عاد ترمي في الشوك و كل من يصادفنا يرحب بينا ق برا شغلة على اعتبار إننا عرسان ما في كلام ، فكل المعطيات حاضرة لا ينقصها سوى التعفيل، و الدلائل ماثلة للعيان و ،كلنا محنين بس ديلك كلهم حنتهم فوق فائدة واخوك خشمو ملح ملح (متل الفرق بين الحاري والمتعشي) ، المهم من هنا اتقسمنا العروستين و جلس كل حجر منا معزولاً عن بيضته. غي رأن الأوتيكيت اقتضانا لنتزحزح رويداً رويداً كل قريباً من زوجته (الكضم كضم) وصدقنا إنناعرسان في كوشة واحدة، فكان الخيار إما يجلسن هن مع بعض أو نحن مع بعض، أو نعمل تشيكلة زكراناص وإناثاً، وبالنهاية رمينا القرعة وتكللت خطةالخلطة بالفوز والنجاح، لانو النسوانن براهن قالن: نحن ما بنعرف حتى ربط وفك الحزام ، و بالفعل مضت أطعم و أحشم رحلة بين طيات السحاب و لدى وصولنا هناك كان لحسن حظنا أن وجدنا اسرة سودانية في المطار فشاورت زميلي على أن نمرق الأمانة دي من زمتنا و نسلمهم العروستين عشان يبيتن معاهم للصباح و نمشي نحن نبيت لينا في أقرب لكوندة و باكر الدغيش كدي مع قشة العين من النوم ، نقوم نجي نسوقن اللكوندة. و بالفعل وافق تم كل ذل ذلك و سارةت الأمور بكل سلاسة و جينا الصباح قمنا تنجوعل شالتنا ليك الهاشمية وقلنا (إن شاء الله ما حد حوش)؛ فنكتنا جويبنا و نقلنا لفندق أرقى شوية و أجرنا ليهن جناح (سويت) لكننا آثرنا قعدة الونسة تكون معاهن في لوبي الاستقبال وقدام عين الغاشي و الماشي ، طبعاً درءً للشبهات ؛ ثم عند الوجبات نطلع للوجبة في مطعم الفندق ، إلى أن حضر إلينا الأخوان أصحاب الأمانة لاساعادة أمانتهم كما هي، لم يمسسها سوء و لم يدن منها بشر!! . فشفت كيف يا عابر، نحن شعب كان يحفظ الأمانة السيدا أمنا ، و ليتنا لا نزال نفعل.
و برضو لسة عابرين[/size]!!

عصام سعيد
03-03-2013, 07:00 AM
صورة جميلة - ولكنها ليست بالغريبة على من كانت شيمته الوفاء نعم انه الرجل السوداني - الذي إذا احيج إليه كان رجلاً ، ،،
وزي ما بقول المثل أرجى سفيه ولا ترجى باطل ،,
فقد جمعت - وزميلك في الرحلة- حسنيي هذا المثل : حسن الرجاء وعدم السفه ،وكنتما كما ظن من أحسن بكما الظن - فهنيئاً لكما أخي العزيز وهنيئا لنا بصحبتكم ،،،،،
وأهو كلو عبور ذلك مابتقول

ود الأصيل
04-03-2013, 12:40 AM
صورة جميلة - ولكنها ليست بالغريبة على من كانت شيمته الوفاء نعم انه الرجل السوداني - الذي إذا احيج إليه كان رجلاً ، ،،وزي ما بقول المثل أرجى سفيه ولا ترجى باطل ،, فقد جمعت - وزميلك في الرحلة- حسنيي هذا المثل : حسن الرجاء وعدم السفه ،وكنتما كما ظن من أحسن بكما الظن - فهنيئاً لكما أخي العزيز وهنيئا لنا بصحبتكم ، وأهو كلو عبور ذلك مابتقول




خميرة سودنة (ديل أهلي)
دع الأيام تفعل ما تشاء و طب نفساً إذا حكم القضاء
كوننا لا نصنع أقدارنا فلنستلم لأقدارنا كي تصنع منا المعجزات.
ولكن لا يا أستاذ/عصام مش كلو عبور الكرام. و نحن نفخر بكل زول حيثما وجد. و لا يسعني هنا إلا أن نذكر سماعين ود حسن( وا أسفي وا ذلي وا شريري نا لو ما بقيت من ديلا وأهل الحارة ما أهلي) و لو حويوة دي ظاطا ما أختي. و ياريت شبابنا اليوم يجي يقرأ و يسمع التاريخ البنحكي فيه, وبعدين أنا صراحة ترفقاً بجيلنا الحاضر, ما قاعد أحبذ ذكر جيلنا داك بأنه فقط هو الجميل وإننا يانا برانا الخرمنا التعريفة. الخير في أمتي حتى تقوم الساعة وأخوان فاطنة و دراجين العاطلة لي هسة موجودين و حواء والدة.
الآن اسمح لي بهبشة:-طبعاً أنا عامل صورة ظنية (Paradigm) لكل إنسان بتعامل معاي , و طابعها في ذهني أفضل عايش عليها لمان ربنا يلمنا في الدارين مين عارف. فصورة ود سعيد في راسي تشبه لي واحد من الشخوص في روايات الطيب صالح .
المهم قبلت ليك على أخونا بتاع اليمن داك قت لو: طالما كنت في اليمن السعيد أوعة تكون بتضرب "القات" تقوم تشحط لينا جضومك مت بنبار العجل؟ ؛ بسم الله عيني باردة.
المهم الحديث عن " ديل أهلي" لسة ما انكطع.. الجعبة مليانة والليل لا يزال طفلاً يحبو... بجيك راجع....
فشكراً لك ود سعيد ، سبقتني بالفضل و أنت الكريم ابن الكرام، و إن سبقتك فمنك تعلمت الاحترام. ويكفيني ما تثيره في نفسي من دمنة رماد شاعرية لمان أطير ورتابة بين السما والسحابة. عموماً، تقدر تقول: نحن لسنا حكراً لمن نعيش وسطهم بل (نفير وسبيل) لمن لا نقدر على العيش بدونهم. والآن أدعوك والأحبة إلى مشهد أنموذج "خميرة سودنة" جديدة لواحد من أهلك الحنان و عظماء حد الانحناء. وقد قيل إنما تتكؤ السنابل حين تنوء بقطافها..و ما نقص امرؤ من تواضع إلا زاده الله رفعة..
هذه القصة بطلها واحد من قاماتنا الشامخة:
خميرة سودنة"د / حساس محمد حساس"
أمتع ما في الحكاية التي أنا بصددها أني تصفحتها في معية أستاذ جيله والأجيال من بعده/الفكي عبد الرحمن الشبلي(عمكم مختار) ذاك الرجل الأمة الذي سبق أوانه و ظل يعيش أواننا(رحمه الله و أحسن إليه) كان ذلك ذات يوم في منزله بحي الصافية بحري. أعطاني كتاباً بعنوان "سلامات" لمؤلفه/ حساس محمد حساس(د/ محمدعبد الله الريح). به مجموعة قصاصات رائعة، ذكر في إحداها موقفاً من طرائفه. حينما كان محاضراً بجامعة الخرطوم يسكن مجمع الأساتذة بالجوار، أسفل كبري بري. في صبيحة جمعة يتمية تشمر حساس (فنيلة و سروال) و تولى غسل سيارته بساعديه الأسمرين. بينما هو كذالك قدمت عليه عربة مرسيدس ما ليها حس يمتطيها رجل بدا كأنه من التماسيح إياهم (رأس مالية وطنية ولا مطرب عداعدو رامي في السما و كدا).. الجضوم نبيل شعيل و العمة ترباس. لكن المخ مش عارف! (أضيق من شبحة نملة).أو لنقل: زيرو كبير على زيرو غليد( يعني دائرة العمامة على دائرة الفاخورة) أدلف الرجل الطريرو ظل منكمشاً بعيداً. و تت تت ضربة بوري واحدة هبشة(أبو الشهاق بس) لتنبيه ذلك المنهمك بغسل العربات, و الذي لم ينزعج بل نشف يديه على عجل و هرع مقترباً و محتفياً بالضيف الذي بدا متغطرساً للغاية، والذي فسر ذلك على أنه نوع من تودد مغسلاتية لكسب زبون جديد(حسب العقلية طبعاً.ألقى الزائز نصف تحيته و سأل الغسال بازدراء: اسمع هييي هه: الدكتور/ فلان الفلتكان موجود في داره؟؛رد بروف/ حساس: و الله يا شيخنا يمكن يوم الجمعة دا متعود يجر النومة شوية، لاكين كدي اتفضل آ شيخنا. أبقى لا جوة، وحات الله تبقى لا جوة! و سحب كرسياً و سحب فوطته من أباطه ليتمره له قبل أن يفضله بالجلوس ثم اهتم بدابته الفارهة المحفلة و أودعها له ظل نيمة و لبخة (متقالدات كتوأم سيامي يستحيل فصلهاما إلا بتدخل جراحي مضمون الفشل). و لما لم يجد د/حساس موضوعاً ليفاتح به ذاك الغريب المتأفف - كي يضيع له وقته الثمين ريثما يصحو مضيفه- اختلس نفسه و ناغم زوجته همساً أن: الحقينا بفنجان قهوة حبشي مظبوط. و سرعان ما جات الجبنة مليفة بوبرة من سعف عاشميق و معطرة بمستكة تعدل الراس.. شرف أخونا المتعجرف منها شرفة بانتشاء و طلب من ذاك الصبي(الغسال) الهمام أن يعتني بالعروسة المرسيدس فيغسلها و يمنجهها،(ولو أنها ما محتاجة) و لكن قال خلي الجدع الغلبان دا يتنفع . و ربما هم بأن يودع في يده جفنة ملاليم (كبس جيبه ما لقى فكة). لم يبد د/ حساس أي امتعاض و انهمك في المهمة ريثما يصحو جاره فيسلمه ضيفه ثقيل الظل هذا (و لكنه ضيف واجب إكرامه على أية حال). بعدها و جبت صلاة الجمعة.. و بعد الصلاة جات لمة الدكاترة كلهم في منزل جارهم المضيوف د/محمد عبد الله الريح.......
لدهشة الضيف أن وقعت عينه كذا مرة على ذاك الغسال (المتنكر) و قد حلق و تعطر و هندم نفسه و خت ليك عمة ½4 متر. لم يصدق الضيف عينيه و فركهما عدة مرات ! أهو هو! و لا يخلق من الشبه 40!نجح د/حساس في تمالك نفسه من الانفقاع ضحكاً إلى أن حانت ساعة التعارف و بدأ صاحب الدار يلقي على ضيفه أسماء جيرانه الدكاترة فلم يلقط أخونا أحداً عدا ذلك الذي شغل باله طيلة الجلسة و أدخله في ربع هدومه فانبعجت نفخته الكضابة و تلقن درساً و أيما درس سوف لن ينساه بأنو:
الناس في العروض ما تقيسا بي تيبانا
ديل حراس رزق متل التكنو أمانة
زي إبل الرحيل شايلة السقا وعطشانة
و برضو ح نفضل عابرين!!!

عصام سعيد
05-03-2013, 04:19 AM
لله در ذلك الرجل ،، أي رجل كان ،، ذلك (القامة) والذي كان وما زال آية في الظرف ، و طالما ضرب أجمل الأمثلة – في كيف يكون التواضع ،، وأن الرجل كلما ازداد علماً ،، إزداد تواضعاً ، ومن الصدف الغريبة أنني سمعت منه هذه القصة مرة بتمامها ، حيث ذكر أن ذلك الرجل عندما أحس أنه ربما تسرع عندما طلب منه أن يغسل عربته – سأله باستحياء ( إنت قاعد مع دكتور فلان ؟) فرد عليه بتواضعه الجم ( لا ،، دكتور فلان هو القاعد معاي ) فأسقط في يده
نسأل الله أن يبارك في عمر الدكتور محمد عبدالله ،
و جزاك الله خيرا أخي الكريم أن أتحفتنا بتلك النماذج الرائعة .

ود الأصيل
06-03-2013, 12:10 AM
لله در ذلك الرجل ،، أي رجل كان ،، ذلك (القامة) والذي كان وما زال آية في الظرف ، و طالما ضرب أجمل الأمثلة – في كيف يكون التواضع ،، وأن الرجل كلما ازداد علماً ،، إزداد تواضعاً ، ومن الصدف الغريبة أنني سمعت منه هذه القصة مرة بتمامها ، حيث ذكر أن ذلك الرجل عندما أحس أنه ربما تسرع عندما طلب منه أن يغسل عربته – سأله باستحياء ( إنت قاعد مع دكتور فلان ؟) فرد عليه بتواضعه الجم ( لا ،، دكتور فلان هو القاعد معاي ) فأسقط في يده
نسأل الله أن يبارك في عمر الدكتور محمد عبدالله ،
و جزاك الله خيرا أخي الكريم أن أتحفتنا بتلك النماذج الرائعة .

خميرة سودنة (ديل أهلي)
و جزاك أخي عصام سعيد ، راجياً ألا تذهب بعيداً و(خماير السودنة) لم و لن تنكطع عن بيتنا و متل ما قالو بيت الضبعة ما بخلا من العضم. عندي ليك و احدة جاياك ممكن تندرج تحت نفس السياق. وهي مروية على لسان صاحبها البروف عامر مرسال. وليس سوى أجر المناولة في توزيعها هنا للترويح:-
البروف عامر مرسال لمن لم يسمع به، اختصاصي جراحة العظام في أرقى مستشفيات المملكة المتحدة. مع ذلك فهو زول من حلفاية الملوك و على ما أظن (ذو صلة رحم بشيخ الظرفاء د/عوض دكام). ظريف, بل يتخذ من شكله موضوعاً للتندر البريء. فهو قصير القامة وشين لمن شين(باعترافه على الملاً, رحمه لله). أثناء استضافته تلفزيونياً حكا موقفين:-
1) قال مرة استدعوني على رأس (كونسولتو) طبي من هناك رأساً و بإيعاز من صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث للسفر من هناك في مأمورية صعبة لتولي علاج أحد أمراء البلاط العربي. من آلام ظهره. فلدى وصلونا هناك من المطار أخذونا مباشرة للاعتناء بالحالة المستعجلة. أدخلنا على المريض و قررنا عملية فوراً. الصدمة كانت أن صاحب السمو الملكي انتبه ليراني منشحط على رأسه؛ أفزعه المنظر و براه راجف من الموت. فحلف بتأفف لو شنو داك ما أمد يدي ليهو. قال أيش لون يعني, فتشتوا قبل الأرض السبعة ما عترتو إلا في هاي الجربوع؟. طبعاً هنا أنا و فريقي المرافق زعلنا للطيش و طبقنا عددنا وقفلنا عائدين من حيث أتينا. هناك الحكومة البريطانية حز الموقف في أنفسهم و لموه و سكتوا. ما مرت ست أشهر إلا و الراجل تاني قام تاني واقع . تاورته الآلام و تدهورت الحالة إلى حد بعيد. طلبوا كونسولتو ثاني على عجل . هذه المرة جاءهم الرد إنجليزياً بارداً و جافاً بأن: الطب يسعى إليه و لا يسعى, ليس لدينا أطباء استتشاريين بهذهالقامة لنهملهم ليتملطشوا فيما وراء البحار؛. بعيدين ياخي المضطر يركب الصعب و يجينا لعندنا والمو عاجبو يتفلق (بليز أند سوري) . غايتو ثم غايتو، الجماعة انجبرو يجيبو الأمير بطائرته الخاصة و من هيثرو على مستشفانا عدل, حضرنا العملية و لبسوني الكمامة وجيت داخل ليك عليه متل كطعة الشيطان ، صار و شي كلو في راس نخرتي و ماسك مشارطي و نفس الانشحاطة على رأسه و قلت: اسمع , ها قد عدنا يا أخ العرب, وع ليك أن تختار يا إما أفصدك و كمان يا تموت هنا يرجعوك صندوق. أها زولك هنا فتح عويناتو بصعوبة تحت تأثير البنج الساري في جسمه متمتماً بما معناه: "شرط ساكت آ عب أكان مشرط و خلينا نخلص".
2) و أخرى أن البروف مرسال طبعاً متزوج بريطانية شقراء. حكى قال مرة نزلت السودان إجازة. ففي يوم طلعنا نتسوق. أثناء مرورنا بسوق العناقريب بأمدرمان المرة أثارت فضولها المشغولات الجلدية والحاجات الأثرية الظريفة دي؛ فاقتنت منها الكثير مما خف حمله و زهد ثمنه. و قبل أن نخرج شافت البطيخ الروثمان بخطوطه الكفافية العجيبة , فسال لعابها واشتهته . قلت ليها أنزلي اشتري ليك منو دقلاية دقلايتين؟ و أنا ح انتظرك في العربية عشان الزحمة. العربي سيد البتيخ من شوفتو للخواجية أم وشاً محومر متل قرعة الكارجلة نط ليك بحركة بهلوانية وقال خلاس دي فريستي. خطف واحدة من البتاتيخ رفعها في الهواء و بعجها لياخذ منها شريحة.. مقطع مخبري لأغراض التضويق, وهو يصيح: يلا علينا جاي؛ يلا على الخدار دا حلا و حمار و يا دوبو جايبنو من مكوار. زوجتي ما ناقشة حاجة سألته (هاو متش). هو برضو ما ناقش لكن جاوبها بالفطرة: الحبة دي بي خمسمية ألف(مع أنها بجغورة ما تسوى جنيهين).شبيت أنا ليه زعلان ناديتو: اسمع يا عربي يا مقطع ، دي بتيخة هي و لا بقرة فريزيان.. بنص مليون؟ داير تغني الليلة دي بس و لا شنو يا ع الم ما تخافو ربكم!!! العربي اتنفخ من الزعل عويناتو لمان حمرن: خلا المرة في فجتها وقدم علي بسكينو تبرق: اسمع أنت يا عب السجم! أحسن ليك تسوق سواقتك و تخلينا نلقط عيشتنا مع الزباين.. ولا, طلاق بالتلاتة تفك علي البيعة دي علا سكينين دي تاباك براها ! هسي دي أشلخك أبعج ليك جضومك دي ا لمتل الكول.. عامل خلقتكك متل الككو!!! ياو زول أنا لمان شفت ليك الحكاية ح تسخن قلت يمكن ترمي ليها دم، طوالي يازول مرقنا المال ناولناه إياه وسحبت مرتي و نفدنا بجولدنا. العربي بنشوة القابض ا لمنتصر قال متبسماً: آآآآآآي آآآآآخوي متل الزباين الحلوين ديل ما بجو الملجة كل يوم.

ود الأصيل
07-03-2013, 02:20 AM
خميرة سودنة(ديل أهلي)
]شكراً جميلاً أخي عصام و سعيد جداً بمديد صبرك على المتابعة. تذكرني رفقتك المأمونة بأخ لا أفضله عليك يكني نفسه ب (ود الطابية)
و يا له من اسم ثوري "الطابية" المقابلة النيل و العافية التشد الحيل. ذلك السور العظيم المشيد من طين بثقوبه المنتظمة مقاوماً لعوامل التعرية عبر العصور وإلى جوارها (بوابة عبد القيوم) و بيت الخليفة. كان تصديها رائعاً لجحافل الغزو البريطاني و كان مجهوداً حربياً من رجال صنعوا مجداً لبلادي. والطابية رمز يجدر بالعناية . كانت قبلة للثوار وهي تقف مطلة في صمت على الشط كأنها تتحرق شوقاً ليوم يأتي فيه ذكرها؛ بينما النيل من هنا يلثمها بأمواجه و يفرد لها أعطاف بانه . و يا خوفي إن صدقت أحاديث تدور الآن و تنذر بإزالة صرحها الشامخ الراسخ في وجدان أهل السودان والذي بزواله تكون أم درمان قد تيتمت.
كل هذا قلته، ليس من باب نافلة القول و لكن لأن له علاقة بالخميرة الجاياك دي ، وهي ممكن تديك (بروفايل) خاطف نتشة عن شخصي الضعيف، حيث جرت فصول أحداثها قريباً جداً من جو كنت عشته ذات دهر، بروحي و كياني. و قد شكل محطة وسطى عبر مشاوير عمري البائس، مما قد يكون أحدث نقلة نوعية و وضع علامة استفهامٍ فارقةٍ على قارعة طريق تاريخ حياتي.
(أرجو فقط، ألا تفهمني غلط و تصنفني واحداً من سدنة مايو)
عموماً طاب ود الطابية و طاب ممشاك أخي عصام وتبوأت من الجنة منزلاً. أعتذر منك مقدماً إن كنت مريخابي (دمك حار) و أنا هلالابي (مهلهل) لدرجة أجهل أين يلعب البرنس حالياً, بل أذهب لأبعد, فلك أن تعتبرني هلاخابي خاتف لونين على السكين. وإن كان شعوراً كهذا قتله جعفر نميري منذ السبعينات لما فعل فعلته التي فعل. و لعل ذلك كان لمريخابية بغيضة كانت تسكنه و تتخبطه كالمس من جنون العظمة. المهم ياخي شاهدي هنا حكاية الدم الحار و صراحة الوجه الآخر لشعاري يقول:"

تعجبني (خميرة السودنة) لمن تفور، و لو في غير محلها"
و بهذه المناسبة ضحكتني نكتة عن سعودي لما سئل عن السوداني فشبهه بالببسي وحذر من "رجه". و تحضرني هنا قصة قديمة من الواقع تعكس لك أنموذجاً من هذا القبيل:-

عن" أب عاج" أخوي يا دراج المحن
كنا على متن طائرة رئاسية حيمنا حكي لنا الصحفي المخضرم/ عبدالرحمن مختار أنه بعيد انقلاب (ثورة) 25/ مايو/1969 كان الرئيس جعفر محمد نميري عائداً من رحلة بالطائرة من مصر مصطحباً معه زعيم العروبة /جمال عبدالناصر( بطل كل الهزائم في نظر منتقديه). .جاء ضيفاً على رأس وفد رفيع مهنئاَ و مناصراً لأول تفريخة من ثورة الضباط الأحرار(23/يوليو/1954 ). ضم الوفد فيما ضم الصحفي الألمعي/ محمد حسنين هيكل الذي تغدق قناة الجزيرة جزاها الله خير عليه بطائل الأموال و تفرد له السهرات كي يتفسح فينا بعسل الكلام المباح وغير المباح و التنظير اللي ما يودي لا يجيب (كمن لا أرضاً قطع ولا ظهراً أراح). الشاهد والأهم أن ذاك الصحفي كان يجلس إلى الخلف تماماً من مقعدي الزعيمين المتلاصقين(لزوم حشر الأنف في كل كبيرة و صغيرة)؛ فهو المستشار الإعلامي لناصر.
ففي واحدة من المداخلات غير الموفقة, انبرى هيكل بسؤال مزعج لجعفر نميري:
لو سمحت لي ياسيادة الريس بسؤال و لو فيها ثقالة يعني!
اتفضل ! رد نميري؛ يا ترى, مع عدم المؤاخذة يعني, الانقلاب الحضرتك والجماعة بتوعك عملتوه دا...
......هنا قاطعه نميري محتداً.. أولاً هو مش انقلاب. دي ثورة فتية أبية ..ووو, إلخ.....
لا بقي أرجوك , تسمح لي بقا يا سيادة الريس.. دا باين إن هو انقلاب!!!
هنا جعفرنميري ما كترو مع ذاك الدعي البجح الخسيس و قرر على يبلعو لسانه في حينه فما كان منه إلا أن استدار نحوه بنظرة من عينين كاوتين لهما دخان أسود.. وسدد إلى وجهه لكمة واحدة لم يزدها . سقط هيكل على الأرضية يصارع الموت. حتى أن عبد الناصر و هو الطود العظيم الذي لا تهزه ريح بدا وك أنه صعق من موقف دراماتكي كهذا و أضطر للخروج عن طوره و صرخ بوجه أب عاج محتداً بشدة:
لا, بقا.. عيب كدا يا قعفر وما يصحش أبداً أنك تمد إيدك عليه و في قدامي كمان. دا كان ها يروح فيها ياخي.
استرجع رئيسنا ( أب عاج) ثم قبل أن يعتذر لصديقه ناصر ،أصر على قول هذه العبارة بندية شديدة:
لاكين هي ثورة و إحنا أبهاتها ولدناها .. نسميها إحنا ولا يجي واحد زي(المعفن) دا يسميها لينا.
كان هذا أيضاً نموذخاً من صميم كروكية شخصيتنا التي لا تقبل بالدينة و لا ترضى الحقارة ولو كنا في قمة سدة الحكم ومدبجين بسندس و إستبرق و مدريعن بالصولجانات و بالنياشين.أما حكاية خطأ أو صواب وصاح ولا غلط دي خليها على جنبة . وصراحة هنالك مواقف مستفزة لدرجة ما يعالجها إلا طالوش متل حق أب عاج دا .
يعيدني ذل بالذاكرة على سبيل المقاربة فقط ،إلى موقف كان لأسد الله وسيد الشهاداء سيدنا حمزة ابن عبد المطلب عم رسول الله (ص) و أشد من أحزنه استشهاده (في عام الحزن) كانت قصة دخوله الإسلام بسسب شكلة لخ ليك فيها أبا دا جهل صفعة واحدة لمان شج رأسه؛ وذاك موضوع آخر لعل مجالاً آجر يتسع له.[/size]

ود الأصيل
25-03-2013, 12:44 AM
خميرة سودنة(ديل أهلي)
ممكن أعيد عليكم تعريف نفسي فأقول أنا واحد من سود الناس ، مخبوز من طين هذه الأ رض، لسعتني برمضاء أديمها يوم ولدت فبادرتها بصرخة، و ها أنا ذا ماكث على متنها و متشبث بتلابيبها ، ريثما يؤذن لي بالرحيل "يوم أموت" عائداً لامحالة إلى جوفها أيضاً بحسرة إلى أن أبعث حياً، أنا زول عادي مقطوع من شدرة أصلها ثابت في بطانة ود شوراني والحردلو تمسك من السباغ و ريرة والصفية و إت جاي مدلي من سافل بجبل اللبايتور لا عن عمارة البنا و رفاعة أب سن؛ و فروعها ضاربة بأطنابها في جوف الباجور من جبل موية و لا عن سوبا و مشارف الخرتوم، لوني أغبش السحنة ، و دمي ملخبت لام بانوراما القبايل كلهن(عركي+ حلاوي + خالدي + جعفري) و الأهم من كل ذلك أنني سودانوي الانتماء و محمدي الهوى. رفيق درب للجميع هنا..ولو أن أحدكم هو من جنى عليكم و بلاكم ببليتي.. أيها الأحباب من أهلي فوجدت في كنفكم ظلاً رهيناً وعشاً دافئاً ..فطوبى لكم مدداً بلا عدد...بورك لأخي عبد الحي الشبلي, متمنياً أن تصيب الجينة التالية ابنه يحي. الحقيقة عمنا الفكي عبد الرحمن(العم مختار) صحيح من أهل الغريبة شمال أتبرة لاكين مو هولكم براكم بل هو للسودان بأسره. كان تواعدنا واالصديق محي الدين مالك بأن نفرد موضوع "خميرة سودنة" نتناول من خلاله شيئاً مما نعرف عن أناس من ذاك البلد الذي طردنا لظروف معلومة, غير أننا لم نعابيه بل تأبطناه خيراً في صفقاتنا و مرقنا. الفكي عبد الرحمن مساحته أكبر من مجرد عجالة ؛ لكننا من باب جهد المقل وضعناه ضمن حفنة من تلك الأشجار التي ظلت تموت واقفة واحدة تلو الآخرى من روادنا في شتى المجالات لنذكرهم بالخير. فكان نصيبه مما أسعفتنا به القريحة عن العم مختار, ولنا عودة.

هنا واحدة ظريفة أرجو توزيعها للترويح:-
البروف عامر مرسال اختصاصي جراحة العظام في أرقى مستشفيات المملكة المتحدة. مع ذلك فهو زول من حلفاية الملوك (ذو صلة رحم ربما بشيخ الظرفاء د/عوض دكام). ظريف, بل إنه يتخذ من دمامة شكله موضوعاً للتندر البريء. فهو قصير القامة وشين لمن شين(باعترافه على الملاً, رحمه الله). أثناء استضافة البروف عامر مرسال تلفزيونياً حكا موقفين طريفين:-
1) قال مرة استدعوني على رأس كونسولتو طبي من هناك رأساً و بأيعاز من صاحبة الجلالة ملكة التاج البريطاني/ اليزابيث شخصياً للسفر من هناك في مأمورية صعبة لتولي علاج أحد أمراء البلاط السعودي. من آلام ظهره اليت ألمت به و لم تترك له مضجعاً إلا قضته. من المطار أخذونا مباشرة للاعتناء بحالته المستعجلة.. أدخلنا على المريض وقررنا عملية فوراً. الصدمة كانت أن صاحب السمو و الفخامة انتبه ليراني منشحط على رأسه؛ أفزعه المنظر و براه راجف من الموت. فحلف بتأفف لو شنو داك ما أمد يدي ليهو. قال أيش لون يعني, فتشتوا قبل الأرض السبعة ما حصلتو إلا ها الشمبانزي الجربوع؟!!)؟. قال: طبعاً نحن زعلنا و طبقنا عددنا و عدنا أدراجنا من حيث أتينا. هناك الحكومة البريطانية حز الموقف في أنفسهم و لكن لموه و سكتوا قالو كراع ا لبقر جيابة). ما مرت شهيرات إلا و الراجل تاني وقع (وبقت كترت البتابت عيبو).. تاورته ليك الآلام تاني وتدهورت حالته للأسوأ . طلبوا مننا كونسولتو تاني على عجل. هذه المرة جاءهم الرد إنجليزياً بارداً حد ا رطوبة و جافاً حداللآمة بأن: الطب لا يسعى إليه و إنما يُسعى إليه؛ فليس لدينا أطباء نهملهم ليتملطشوا فيما وراء البحار؛ ثم العاجبو والمضطر يأتينا إلي هنا (بليز أند سوري) . الجماعة انجبرو يجيبو المريض بطائرته الخاصة و من هيثرو على مستشفانا عدل, حضرنا العملية في الحال ولبسوني الكمامة و دخلت عليه ماسك مشارطي ونفس الانشحاطة على رأسه وقلت: اسمع يا بطل , ها قد عدنا يا أخ العرب, وعليك أن تختار يا إما أفصدك و كمان يا تموت هنا (ميتة الكلب الأكل الدريش) ويرجعوك صندوق أو على آلة حدباء محمولاً. زولك فتح عويناتو بصعوبة تحت تأثير البنج الساري في جسمه متمتماً بما معناه: "شرط ساكت آ عب أكان مشرط و خلينا نتعالج و نخلص".
2) و أخرى أن البروف مرسال طبعاً متزوج بريطانية شقراء. حكى قال مرة نزلت السودان إجازة. ففي يوم طلعنا نتسوق. أثناء مرورنا بسوق العناقريب بأمدرمان أثارت فضولها المشغولات الجلدية والحاجات الأثرية الظريفة ديك وكدا؛ فاقتنت منها الكثير مما خف حمله و زهد ثمنه. و قبل أن نخرج شافت البطيخ الروثمان بخطوطه الكفافية العجيبة , فسال لعابها واشتهته . قلت ليها أنزلي اشتري ليك منه دقلة دلقتين:؛ أنا ح انتظرك في العربية عشان الزحمة. العربي سيد البتيخ ظنيتو من أهلالعوض ديل، أها من شوفتو للخواجية أم وشاً محومر متل قرعة الكارجلة نط ليك بحركة بهلوانية وقال خلاس دي فريستي. خطف واحدة من البتاتيخ رفعها في الهواء وب عجها لياخذ منها شريحة.. مقطع مخبري لأغراض التضويق, وهو يصيح: يلا علينا جاي؛ يلا على الخدار دا حلا و حمار و يا دوبو جايبنو من مكوار. زوجتي ما ناقشة حاجة سألته: بليز إيزي ، دونت شاوت-، وات إز مكوار؟ أند هاو متش إز ذس).
هو برضو ما ناقش لكن جاوبها بفراسة المؤمن و قال:
- الحبة دي بتلاتين ألف(مع أنها بجغورة ما تسوى جنيهين). شبيت ليك من هناك و أنا زعلان ناديتو من هنوووووك:
- اسمع يا عربي يا كقطع دي بتيخة هي و لا معزاية هي و لا بقرة فريزيان، بنص مليون؟ داير تغني الليلة دي بس آ عربي الشوم ولا شنو يعني؟ يا ما تخافو ربكم!!!
هنا العربي زعل مني لمان عويناتو برقن حمر: خلا المرة في فجتها وقدم علي بسكينو تبرق وقال مهدداً:
- اسمع أنت يا عب السجم! أحسن ليك تسوق سواقتك وتخلينا نلقط عيشنا مع الزباين.. ولا, طلاق بالتلاتة تفك علي البيعة دي إلا أشلخك أبعج ليك جضومك دي ا لمتل الكول.. عامل خلقتكك متل الككو!!!
يا زول أنا بهنا شفت الحكاية ح تسخن رجفت عديل و بلعت ريقي مرتين ، يلا و طوالي يازول مرقنا المال ناولناه إياه وسحبت زوجتي ونجونابلجدنا .
العربي بنشوة القبض قال متبسماً :
- آآآآآآي آآآآآخوي متل الزباين ديل ما بجو كل يوم.

.[/i]

ود الأصيل
26-03-2013, 02:27 AM
خميرة سودنة(ديل أهلي)
المشير سوار الدهب

شكراً لأخي عصام سعيد و سنسوق المزيد في سلسلة"خمائر السودنة". أذكر بعد التخرج كان مشينا لجنة الاختيار على أيام صلاح قرشي. ظهرت هناك وظيفة تبع رئاسة الجمهورية, لكن ما أظنها تحل لأغبش مثلي.. زولها أو زولتها (بالأحرى) حنكوشة مروسة جاهزة، النوع القام من نومه لقى كومو. فقط الأقدار أبت إلا أن تجرها لترميها في عب ناساً زينا جايين الخرتوم بعراقي مرقع وسفنجة هيلاهوب مقدودة و برش مطوي في الأباط ، و بعد داك قرينا ملح و بعد اتخرجنا حلفنا تاني ما نمرق، أها بقينا كاسرين كروينة في محل الريس بنوم و الطيارة بتقوم. المهم صدق أو لا تصدق إنو الوظيفة كانت فرد واحدة مكتبها في قاعة الصداقة (مكان ملصق صقر الجديان) ، عاينونا ليها و ربك انتزعها انتزاعاً ليجعلها من نصيب العبد الفقير إلى الله. طوالي شلت جواب تعييني, صراحة شيء من الخيال.لحدت ما طلبت من زميل لي يقرصني حار كدي عشان أمتص صدمة الدهشة واستوعبت الموقف. في بوابة القصر لقيت حراس الأمن مصبوبين الواحد كالحجر الأسود, على رؤوسهم ريش ولا يرمشون إطلاقاً؛ سألني كبيرهم (شبه كافور الأخشيدي) و بنهرة حادة و مرعدة قال: قف! من هناك! إلى أين أنت ذاهب؟ مددت له الخطاب مرتجفاً، قفز إلى آخر الورقة (ممسوكة بالمقلوب) فالتوقيع، متظاهراً بمعرفة القراءة. و نظر لي بحمرة عين تخوف، ثم عبس في وجهي و بثر ، ثم أدبر و استكبر و قال:اسمع يا أنت هوي،عليك الله هات من الآخر كدا وقول لي بس، واستطك منو؟ رددت عليه بإشارة من أصبعي المرتجف إلى السماء. و كأنه فهمني بقريحة العارف بالله و فراسة المؤمن. ثم سحبني منتفضاً كما القاطرة و أمرني بأن: استدير و تعال وراي، ثم تبعته داخلاً بدون سؤال. فوجدتني مقطوراً باتجاه كنيسة غردون باشا (آلت إلى مكاتب البيرسونيل+ تصميم هدايا كبار زوار الدولة بالمخمل و جلد الشامواه،و البلد مديونه 52 مليار)، ما علينا. هناك قال للجميع: قوموا على حيلكم كلكم جاكم موظف واستطو من فوق خالس، في السماء السابعة. و لدهشتي قام الكل و اصطفو طابورين لتحيتي على طريقة جوقات الشرف لاستقبال أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو (حفظهم الله)و لم ينقصني سوى البساط الأحمر. و من ديك وعيييك مكثنا شهراً كل يوم أنا و هؤلاء الجبناء في شأن تحفه ريبة و توجس و غموض كلانا يهاب الآخر(كشأن إبليس مع جتة آدم في الجنة). المهم أن عربة مرسيدس رئاسية بيضاء و أحيانا سوداء ومزينة بعلم جمهورية السودان (يرفرف علاياً خفاقاً)، بدأت تأتي كل صباح لتقلني من و إلى أوسخ زقاق في حلة خوخلي( قال قايلين القبة تحتها فكي). أما هناك في القصر فلي شأن آخر مختلف، حيث يحيطني كنف بديع مفعم بحفاوة تتناسب و الواسطة المهيبة و المتوهمة التي جرت على لسان ذاك الحارس رغم جهلي بما فهموه. و هاك يا جرايد عربي و أفرنجي وعصاير فيمتو مأمون البرير و فطاير جامبو من أراك هوتيل. ثم سرعان ما نطن لي كضيمات( و أهلي ناس العوض بهناك الكريعات مغبرات للساق من المسوح ليلاً و السرحة نهاراً).
الشاهد بعد هذه المقدمة, علمت لاحقاً أن دوامي مفروض في قاعة الصداقة, ذهبت مصدوماً (حضارياً) تسلمت مقاليد الوظيفة فاتحفوني من هناك بأناتيك و نسخ فاخرة من كتب مثل "الرجل و التحدي" ,"النهج الإسلامي لماذ؟ا" و"النهج الإسلامي كيف؟" التي ينسب تأليفها لقائدنا الملهم آنذاك نميري أب عاج لمن لا يعرف(حناكيش الإنقاذ) و هي من بنات أفكار سكرتيره الصحفي/محمد محجوب سليمان(خلطة مصرية). لعل من الطرائف أن جعفر نميري لم يكن أحد ليسلم من بنية يده الغليظة و هي تهوي من السماء، سوى ثلاثة رجال: وزير ينقال له إبراهيم منعم منصور+ العمرابي العنيد/ بدر الدين سليمان و طيار الرئاسة الكابتن شيخ الدين(جعلي ضكر). فكنا كثيراً ما نصحب الرئيس في سفراته الخارجية إلى بلاد الفرنجة (لأغراض الترجمة).
ثم بعد ذهاب نميري، و في ذات رحلة مع الرئيس الانتقالي ( عبدالرحمن سوارالدهب), على متن الناقل الوطني (صقر الجديان), طار بنا كابتن شيخ الدين ( وهو للأمانة رجل حقاني لدرجة مسيخ وعصي على الهضم). ونحن عائدون, وزراء الوفد المرافق ردموا من الشنط و الأجهزة المنزلية شيء ما تنوء به حاملات الطائرت .طبعاً كارغو ملح ( دي لصديقي شيخ الملاحين/ بشير ود تهامي). الشاهد: انبرى لهم كابتن شيخ الدين و أجزم بعد أن أرغى و أزبد: طلاق بالتلاتة أن لا يسمح بحمل قطعة واحدة لكائن من كان ,؛ فهو مكلف فقط بنقل رمز سيادة الدولة. وغير مستعد لتعريضه لبهدلة الهبوط الاضطراري بمطارات أجنبية لطلب التزود بالوقود. فقط ، تصور أن أول من انصاع لتلك التعليمات كان المشير سوار الدهب شخصياً، حيث قدم أنموذجاً حياً حرياً أن يحتذى لرجل جدير لأن يقسم بالسوية و يفصل في القضية و يخرج في السرية و. أذكر أيضاً لذاك البطل الاستثنائي أنه لما عرضت عليه قائمة بأعضاء الوفد المرافق في بداية الرحلة وقعت عينه فيها على ابنه(طالب) وأخيه (رجل أعمال), فأمر بإسقاطهما من الكشف، بل و سارع بحذفهما بيده متسائلاً باستياء: ما هي مهمة هذين كي يصحبوننا في رحلة ممولة من بنك السودان؟؟. ثم لدى العودة و في صالة القادمين و عند نقطة التخليص الجمركي كان الريس سوار الدهب أول من بادر بتمرير أمتعته عبر سير الجمرك قبل أن تقله سيارة بلون كاكي إلى مقره بالقيادة العامة حيث كان يقيم حتى نهاية خدمته و نزوله المعاش القانوني.
دا كان واحد من الزيلان غير العاديين أبداً. و صراحة شهادتي للعصر تقتضي القول: إنه كان ذا أنظف قدم صدق وطأت تراب بلادي، و حقيق بكونه "سواراً" يظل متحلقاً حول معاصم بنات عازة لي حدهن. يكفي أنه زهد السلطة و إغراءها المسيل للعاب الرجال بنزاهة لدرجة قريبة من البلادة. طريقة دراماتيكية خلقت منه دايناصور القرن العشرين ثم القرون التي سوف تليه. فهلا حفظنا لأمثال هؤلاء ودهم ولو في مؤخرة ذاكرة تارخينا الخربة المفقودة؟! مجرد تساؤل!!!

ود الأصيل
03-04-2013, 10:50 PM
خميرة سودنة(ديل أهلي)
جعفر نميري و حجة مع كتشنر

حكا لنا قدامي العاملين بقصر الشعب أنو أيام حكم الفريق/ إبراهيم عبود, زار البلاد ضيف من أبطال عدم الانحياز؛ لمع نجمه آنذاك في سماء مؤتمر باندونق وسط ناس جواهر لال نهرو و ناصر؛ و غنى لهم كابلي(غابات الملايو).كان ضيفنا الزعيم اليوغسلافي (تيتو). احتفي به عبود أيما حفاوة ووجه إدارات المراسم والضيافة بضبط الأمور و منع أي نوع من الفوضى. و كانوا قد نظموا للضيف الكبير رحلة بالقطار إلى مدن غرب دار فور (رد الله غربتها) أيام كانت مفخرة و قبلة للسياح. تم تكليف كبير رجالات الضيافة بالقصر؛ عمك دنقلاوي لئيم جداً ، يدعى (سبيتي). كان بجد فظاً غليظ القلب (كديس لكوندة بس) و ينفع في المواقف التي تتطلب حزم و مساخة .وطبعًا معروف خمج السودانين كان الأمور جاطت. قبل بدء الرحلة وقف سبيتي محدثاً كافة المرافقين و يأمر الكل بأن نلتزم حدود اللياقة خاصة قدام العين الزايدة ، فليس لأحد أن يتجراً و يطلب "شراباً" روحياً,عدا الضيوف فقط! ثم لو طشمنا كلنا مين الها ياخد بالو من ضيوفنا؟. الشاهد أن ملازم عنيداً ومشاكساً آنذاك هو جعفر نميري (رحمة الله عليه) كان استدعوه من حامية بالجنوب(حيث كان يحت روسين الجنوبيين حتاً بالشوال) إلى جبيت ليمضي بها مأمورية سريعة ،ثم تم إلحاقه بحامية القصر الجمهوري. فكان حاضراً في الرحلة و لم ترق له أو تركب له في رأسه كلمة واحدة مما قاله سبيتي. مجرد ما بدأت السيرفس نميري طلب من النادل كأساً. تمنع هذا الأخير وهدد بأن يستدعي سبيتي. المهم باءت كافة المحاولات بفشل ذريع و ولما وصل القطر محطة مدني بركات نزل نميري جري في شوارع المدينة الصاخبة( طبعاً حافظها بار بار منذ أيام حنتوب) فجاب ليه كرتونة شري, قال أنساهم و أشبرق نفسي. فقط كان ينقصة كباية فاضية و شوية مزة. طلب ذلك من الجرسون الذي لم يتردد هذه المرة في تنفيذ تهديده ووعيده بمناداة سبيتي للعسكري المتعجرف دا. جاء سبيتي مرغياً مزبداً و أعطى ليك نميري درس في الأخلاق وهدد بمنعه من مواصلة الرحلة إن هو عاد للمشاكسة. حقطها نميري نفسه و لم ينس الموضوع. إلى هنا انتهت الرحلة بسلام. و مري يا سنيين و دنين و تعال يا جعفر نمييري نط في السلطة(متل الديك في العدة) و أبقى رئيساً لمجلس قيادة ثورة مايو و للسودان بكامله. أول حاجة بعد البيان رقم:(1) قال لناس القصر : عندكم واحد هنا سموه سبيتي, نادوه جيبوه لي لو كان لا يزال حياً. جابو سبيتتي العجوز الأمو الظاهر اليوم داك كانت داعية عليه ،لا له. خلاصة القول أن الريس فش فيه غبينة سنين شيء نهير و شتائم و ربما لحقه شلوت أو طالوش بنية من يده الغليظة . و بعد تشفعات الأجاويد قبل على مضض أن يبقيه حياً في القصر؛ لكن ليس على رأس عمله بالضيافة ..قال يغور من وشي طفشوه أي حتا.قامو جماعة الموارد البشرية بدل ما يكتعو عيشو، ختوه في حدائق القصر الجملية.. وعمك كان فنان بحق في تنسيق الزهور. قام نميري بعد أن نفض غبار الشيوعية عن نظامه وقطع روسين خصومه ثم نفي من نفى و عفا من عفا. قام قال ليك نديها حجة لي بيت الله دا. لما عرضوا عليه كشفاً بالوفد المرافق كان قد سقط بداخله سهوا اسم الما إسماش "سبيتي" فانتفض اب عاج و قال مين خت ال(...) دا ؛ أنا ما قلت مش عايز أشوف خلقتو هنا , و كمان تختوه معاي في أول حجة دايرين تفسدوها علينا ولا شنو يعني. يا خ دا حج مع عبود و حج مع الحاكم العام (كتشنر) والله أصلوا ما يضوقها معاي وراح شاطبه ليك من الكشف.
و دمتم سالمين.

ود الأصيل
21-04-2013, 09:36 PM
خميرة سودنة (ديل أهلي)
عبد الفضيل الماظ
في ذات يوم أغر في تاريخ الأمة السودانية حق لنا أن نقدم واحدة من الشخصيات الخالدة في ذاكرة الوطن
________________________________________
شهيد الوطنية الملازم اول عبد الفضيل الماظ أحد ألمع نجوم ثورة اللواء الابيض 1924. كانوالده الماظ عيسى من قبيلة النوير الملتحق بالجيش المصرى من القوة التى تحركت بقيادة كتشنر لإعادة غزو السودان واسترداده من المهدية للمفارقة حين لم يتجاوزعبد الفضيل الثالثة من عمره. تنقل مع والده في مناطق منها جبال النوبة التى أحبها وقضى بها جل خدمته العسكرية انتقل الى واو فى عام 1908 ودخل الكتاب هناك وكان عبد الفضيل ذكياً و ذو شخصية قوية من صغره فعين عريفاً(ألفة) للتلامذة. لولعه بالعسكرية كان يتسلل مع رفاقه الصغار لمشاهدة التدريبات العسكرية فى الغابة القريبة ومن ثم بجمع رفاقه الصبية لتقليد ما شاهدوه .التحق بمدرسة الصناعات قسم الحدادة فى عام .1909 توفى أبوه فى أوائل 1911 ثم والدته وخلفته وحيداً..
جند فى نفس فرقة أبيه الأورطة 12 فى أكتوبر 1911 كاتباً ثم رقى صولاًً خلال فترة وجيزة لتفانيه . التحق بفرقته فى راجا فى ابريل 1914 حيث ابتسم له الحظ وألحق بالمدرسة الحربية بناء على توصية قائده الانجليزى فى اوائل 1916.. اشتهر عبد الفضيل بفراسته الخارقة... تخرج من المدرسة الحربية فى 1 مايو 1917 فى رتبة ملازم أول ونقل إلى تلودى وظل بها من 1917 الى 1923 أى قبل اندلاع ثورة اللواءالأبيض بعام ...توفيت زوجته أثناء ولادة أول طفل له فتم تعوضه بشقيقتها وشاء القدر ان تلقى نفس المصير، إذ لحقت بأختها، ماتت وهى تضع أول جنين له. فى عام 1923 نقل عبد الفضيل إلى الخرطوم وكانت مصر تغلى بثورة سعد زغلول .. و حيث اغتيل السيرلىستاك هناك وثارت انجلترا للحادث وكان عبد الفضيل هناك فى اجازة وهو متشرب أصلاً بروح الثورة... وبعد ان قررت انجلترا طرد الجيش المصرى من السودان فى أربعة وعشرين ساعة انتقاماً و أيضاً لكي ينفردوا بحكم السودان.. أحدث ذلك القرار ردة فعل عنيفة وسط السودانيين فخرجو فى مظاهرات هادرة بقيادة جمعية اللواء الأبيض التى كان يرأسها الضابط على عبد اللطيف الذى القى القبض عليه واودع السجن.
هنا تبدأ قصة البطولة الخارقة و المآ ثر الخرافية للبطل عبد الفضيل الماظ. فقد خرج من وحدته مع رفاق سلاحه من الضباط يقودون سرية عسكرية مشتملة على عدد من الزمر، لم يتجاوز عددها المائة جندى متجهين من الخرطوم إلى بحرى حيث اعترضتهم قوة انجليزية قرب كبرى النقل الميكانيكي ببحرى ودارت ملحمة سقط فيها العشرات من الانجليز وظلت المعركة مشتعلة منذ مساء الخميس 27 /11/1924 إلى ضحوة الجمعة 28/11/1924 ونفدت ذخيرة الفرقة السودانية أو كادت فتفرقوا أيدي سبأ و هرب الرفاق و التجأ البطل عبد الفضيل وحده إلى مبنى المستشفى العسكرى _ مستشفىا لعيون بالخرطوم حالياً _ واخذ الزخيرة من مخزن السلاح التابع للمستشفى واعتلى المبنى فى صورة كأنها خيال واخذ يمطر على رؤس الجيش الانجليزى حمم مدفعه المكسيم، فلما عجزوا أمامه تماما ًو خلت الخرطوم من المارة وفروا إلى الغابة وبقى عبدالفضيل وحده محاصراً بجحافل الجيش الانجليزى و الذي لما لم يفلح في الاقتراب منه للقضاء عليه أمرهم المأمور بدك المستشفى بالمدافع الثقيلة بعد نصف يوم أخر من المعركة لينهار على رأس البطل عثر عليه بين الانقاض وجدوه ليس منكفئاً؛ بل متأبطاً مدفعه المكسيم ومحتضنه بكلتا يديه وكأنه لا يزال يواصل في المعركة....وكان عمره وقتها لم يتجاوز الثامنة والعشرين ....وبذا أسدلت صفحة قل أن يوجد لها مثيل فى أمه أخرى ....ورفعت روح االشهيد البطل إلى رفيقه الأعلى.. ولكن ليس قبل أن يحفر اسمه بأحرف من نار على حائط التاريخ ....لكم كان رائعاً!!! فكيف لرجل وحده أمام حامية مدججة بأسحلة للدمار الشامل.
فلتنم بفخر أيها البطل ولك الجمال
وما من كاتـب إلا سيفنى***ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ** يسرك في يوم القيامةِ أن تراه

ود الأصيل
29-04-2013, 09:01 PM
عبدالرحمن البلال[ مشاهدة المشاركة ] (http://www.alrakoba.com/vb/t59156.html#post655488)







عابر
الحبيب ... لا ... لا .... لا ..هذه سوف لن تعبر عبور الكرام هكذا!!
ايه الابداع داوالروعة التي يسيل خلفها لعابنا للمزيد منها

متعك الله بالصحةوالعافية
أحلى خميرة
بدأت قراءة هذاالبوست امسالجمعة لأول مرة لم ارأه من قبل والاّ لكنت أول المشاركين فيةمن رحلة فرنسا التيمثلتم فيها بلدنا خير تمثيل .. حتى السفيه كان في قمة الرجولهوالوفاء لبنت البلد

عابر سبيل
يأخي انت كنزوتاريخ متحرك لذلك سوفنستبقيك هنا لنستنزفكحتى تعطينا النصيبالاكبر من ما تملكه ذاكرتك اوالمخزون الابداعي السردي الذي يسطرةقلمك ...

يأخي شكراً مليار

ننشد الاستذادة
استمر ..........






و
خميرة سودنة (ديل أهلي))
رموزالإدارة ا لأهيلة

جزيت خيراً ود البلال و جبر الله خاطرك كونك تخجل تواضعي وتختزل قامتي في ربع هدومي؛ إذ تكيل لي الثناء و تظن بي خيراً ولا تدري أني شر خلق ا لله إن لم يرض عني. فكأنك بذلك تضع لي العربة أمام الحصانوتأمرني أن (أجر(
الإدارة الأهلية دستور السودان غير المكتوب ظلت كامنة في وجدان الشعب منذ قديم الزمان، رغم ما نالها من عنت على أيدي العابثين بموروثاتنا التي صاغت هويتنا وقيمنا و تقاليدنا وصانتها على مرَّا لعصور. جرت تصفيتها من قبل عن جهل فاضح وصارخ، لا نزال ندفع ثمنه تخلفاً وانفلاتاً وفوضي عارمة لم تكتف بحصد الأرواح فرادى و جماعات وتبديد الطاقات والامكانيات. بل جرت إلينا تدخلات أجنبية هادفة لتشظية وحدةالسودان وتمزيقه إلى دويلات خدمة لمطامع قادمة من وراء البحار متخفية وراء ألف ستار وستار. و الإدارة الأهلية في السودان كيان ديمقراطي لم يولد كما يعتقد كثيرون في عهد( الاستخراب) البريطاني. وإنما وليد ما يعرف في قاموس أفريقيا بديمقراطيةالشجرة التي لا تقل شأنا وعراقة عن ديمقراطية الأغاريق. غير أن الفضل في تقنين الإدارةالأهلية و ترسيخ دورها في أجهزة الحكم يعزى إلى الإدارة البريطانية.. ظهرت النظاراتفي دارفور وكردفان والجنوب. ونظارات الشكرية وا لبطاحين والهدندوة. ولعل مايكتوي السودان بناره الآن من دعاوى جهوية وقبلية ناجم عن تفتيت النظارات ذات الصبغة التعددية. وقد فطن المستعمر منذ مطلع الحكم الثنائي إلى أهمية زعماء العشائر ودورهم كأداة فاعلة ورخيصة التكاليف لتسيير دفة الحكم على نحو غير مباشر يجنب الحاكم الاحتكاك المباشر مع عامة الشعب(أهل مكة أدرى بشعابها). ماحدى بي إلى هذه المقدمة المطولة هو عظمة ثراء التجربة التي ظلت صمام أمان لسوداننا القارة وعصباُ لوحدته(المتنوعة). قا مبها رجال يذكرهم التاريخ بأنهم كانوا يديرون شؤون رعاياهم بقوة وحكمة, ممن يقتطعون من قوت أولادهم في سبيل سداد الديات وتحمل الحمالات.
من هؤلاء:-
1) أحمدبك عوض الكريم أبو سن/ ناظر عموم الشكرية (أبالة البطانة) الذي كان يحكم من فوق ناقته مع ثلةة من الخفراء، المنطقة الممتدة من العيلفون حتى الحدودالإريترية والأثيوبية. أسس مدينة رفاعة ليتخذها مركزاً لنظارته, ثم القضارف ليجعل منها قلباً تجارياً نابضاً. والتف حوله فرسان أشاوس قال فيهم عبدالله البنا:
رفاق الضيف أنى حل هبوا** لهم للضيف ضم والتزام
إذا نحروا العشار مودعات ** فلا منٌ بذاك و لاكلام
2) الشيخ على التوم فضل الله سالم/ ناظر عموم الكبابيش (أبالة كردفان) الملقب بين رعيته بسلطان الشيوخ والصقر بين الطيور.من بطون الكبابيش فرع النوراب وصاحب النظارة التاريخية بمنطقة سودري . وقد أرسى الأنجليز في عام 1943سلطة علي ود التوم بتعيينه ناظراً لعموم الكبابيش ( يعني ناظر علي كل القبائل بالمنطقة) ومنح في من منح يومها لقب السير/علي ود التوم مع سلطات إداريه واسعة وقد رسم الانجليز لكل من تلك القبائل حدوداً وخرائط . و الكل يحتفظ اليوم بخرطه وكان ناظرهم ود التوم موضع تقدير لديهم و لدى الأنجليز , ومن كل ذلك استمدت أحكامه نفاذيتها فلم يكن أحدٌ ليجرؤ على منازعته علي عموميه نظارته.
3) الناظرعلي الجلة/ زعيم عرب مسيرية كردفان (البقارة) و حفيده/ الناظر الأسطورة(بابو نمر. لهؤلاء الفضل كله في إذابة الجليد المتراكم عبر السنين بين أبناء الوطن الواحد و ردمالهوات بين شطريه شمالاً و جنوباً؛ عبر المصاهرات والتبادل التجاري وتقاسم النبقة مع الدينكا نقوك وأخوة الجوار.
4) إدريس بن شرشار ملك أرقو مومؤسسها في منطقة دنقلا التي قدم إليها من ديار جعل بالدامر.
(5) و قبل اأكثر من ثمانين عاما تجلت حكمة الناظر منعم منصور، ناظر عموم قبائل دار حمر الذي قام بأكبر عملية بناء مجتمعي في المنطقة متجاوزا عباءة القبيلة وخشم البيت وطبق نظرية لم يسبقه إليها أحد بطول السودان وعرضه وتفوق الرجل على كل دهاقنة علم الاجتماع وهو يقوم بتذويب كل قبائل السودان في بوتقة واحدة ،فجعل من القاضي أبورنات القادم من ديار الشايقية في كورتي أقصى الشمال عمدة لمدينة النهود عاصمة قبيلة حمر وجعل من جدنا بخاري ومن جدنا باسبار من قبيلة البرياب وهم من بطون دار جعل رموزاً ومراجع ونصب كلاً من الكرسني ، ود عبد السائر المنصوري (المناصير) و الطيب سلام الفراعاني عمداً وما أكثر الأمثلة.
بذا نكون طفنا ربوعنا كافة وأخذنا من كل بستان زهرة , من رعاتها وبناة مجدها كنماذج فقط لأهل الخير والحكمة في بلادي فجبنا الضهاري والوهاد حيث البساطة؛ قبل النزول إلى ضفاف النيل حيث الثراء والموروث الحضاري السابق للتاريخ نفسه. وقدقيل أن الناس على بساطتهم مالم يتحضروا فإذا تحضرو تعقدت حياتهم وتهذبت.
(6)لايفوتني أن أختم بأنموذج رائع يستحق الوقوف عنده؛ جدنا/ يوسف ود جميل/ شيخ الخط بمنطقة الشبارقة بالبطانة ، و من أسرار شهرته أنه كان يجمع صبيان وصبايا الحلةالحاقين لسن الزواج(15سنة آنذاك) ويفرض على كل (فردتين) عقد قرانهما في مجلسه بحضور أو غياب أهلهما. . والمهر جنيهن فقط؛ وللماعندو يندفع من جزلان أبونا/ ودجميل, ديناً على ظهر العريس( وأنا أعرف شياب الآن يمشون على الأرض هوناً، و مهور أمهاتهم لسة لا تزال ديوناً هالكةً في بطون آبائهم.

ود الأصيل
20-05-2013, 01:29 AM
خميرة سودنة (ديل أهلي)
ضمن سلسلة ندوات للعلامة الإنسان للبروفيسور عبد الله الطيب ، حول أصول الثقافة السودانية، فقد وردت شذرات و شواهد ليس أجدر منه من يسبر غورها و يلملم شعثها و نستهلها بواحدة قدمها البروف أمام مؤتمر الإستراتيجية القومية الشاملة بتاريخ الإثنين 12 ـ 01 ـ 1991حيث قال:
سادتي، هذا الموضوع واسع الأطراف فضفاض، ورطني فيه صاحب المعاليالدكتور: ابراهيم أحمد عمر (وزير التعليم العالي آنذاك و رئيس لجنة الإطار الفكري وعضولجنة تسيير المؤتمر) توريطاً، من غير سابقة استعداد له. وسأحاول أن أبذل بعض الجهد لعلي أصيب بعض الصواب، إن شاء الله تعالى، وأسأل الله التوفيق.
و بعد،

أصول الثقافة السودانية موضوع شاسع الأطراف كما قدمت. شاسع الأطرافلأن الثقافة في ذات نفسها تحتاج إلى تعريف، ولأن السودانية تحتاج إلى تعريف، ولأن أصول الثقافة تحتاج إلى تعريف، والتعريف يهدر معه الوقت. لذلك سأختصر، وسأقصر نفسي على مجال فيه بعض الضيق، وفيه بعض الحدود لكى أتمكن من أن أقول شيئاً . سأقصر نفسي على الحديث عن جزء من بلادي هو الذي أعرف شيئاً قليلاً عنه، وهو هذا الجزء النيلي الذي يشار إليه كثيراً باسم شمال السودان أو ما أشبه ذلك، لأني لو وسعت الموضوع كثرت أصول الثقافة وكثرت مواردها جداً وانتشر الحديث فلم نستطع له جمعاً. لذلك أريد أن أحصر نفسي في هذا المجال الذي فيه شيء من ضيق، ولكنه أساس وجوهر لأنه عسىأن يكون السودان بالمعنى الواسع متفرعاً من هذا المجال الذي يبدو ضيقاً .
. . . يتبع . . .

ود الأصيل
22-05-2013, 12:45 AM
خميرة سودنة (ديل أهلي
يقول العلامة عبد الله الطيب:
أصول الثقافة في هذا الجزء من السودان كثيرة. و منها ولا مجال لتعدادها وأحاول أن أرتب من ذلك بعض الترتيب الزمني. الأصول هو الأصل الذي يمكن أن الأصل النيلي الذي يردنا إلى تاريخنا القديم. هذا الأصل النيلي نعرف عنه شيئاً قليلاً. والذي نعرفه ينير لنا ضوءاً قوياً جداً لعلنا نستطيع بعده أن نعرف أكثر.
الأصل النيلي يربطنا بحضارات النيل القديمة، التي نشاهدها حتى اليوم في حياتنا اليومية. مثل: الاحتفال بالأربعين في الأعراس، في الختانة، في الوفيات.هذا مرده إلى عصور قديمة، وإلى أصول نيلية قديمة، تسمى أحياناً أصولاً فرعونية، وقد تكون أقدم من الفراعنة. فهذا عادي بالأصل النيلي. الأصل النيلي بقيت منه إلى الآن وتوجد منه بقايا. بقيت منه عبادة (إيزيس) في بعض الطقوس التي تتصل بالنفاس وبالعرس و بزيارة النيل، وبالغناء للبحر الجاري وبنات الحواري وما أشبه ذلك عبادةا لرجال للنساء وللرجال قديم في بلادنا جداً ولها أصول تتصل بعبادة الخصوبة القديمة. من العادات القديمة النيلية عباد الانهار. الذي ذكره (فريزر) في كتابه (الغصن الذهبي) أنه كان في قديم الزمان ربما التضحية بالبشر من أجل الحصاد. وكان الأمر في مصر القديمة قد يصل إلى تضحية سنابل القمح. ليكونوا ضحية للقمح. ثم أنه ذلك استبدل بحلق الشعر. فصار الشعر ينوب عن ذبح ضحية بشرية. صار هذا الشعر رمزاً للتضحية. ونحن نعلم أن حلق الشعر عندنا في بلدنا هذا، من ضمن العرف القديم. مثلاً،عندنا في ناحية مديرية النيل كثير من الناس يحلقون شعرهم عند (أبشر أبوبشرية) في شمالي بربر. وبعضهم يحلقون عند (عبد المقيت) في ناحية الدامر. وأمثال هذه العادة كثير في نواحي السودان، وأصله نيلي قديم. وعلماء الإجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا لهم دراسات واسعة في هذا المجال لا نستطيع استقصاءها الآن، ولكننا نشير إلى هذاالجانب منها. والذي ذكرناه من أمر الختانة، ينبغي أن يوقف عنده، لأن الختانة يردهاكثير من الناس إلى أصل يهودي. اليهود أنفسهم يوشكون أن يقولوا أنهم وحدهم فيالدنيا هم الذين يختتنون، ولكنهم يعلمون أن غيرهم يختتن. والراجح في الأمر أنإبراهيم عليه السلام، أخذ الختانة من أرض النيل. لأن المذكور أنه اختتن وهو كبير جداًفي السن. فينبغي أن يكون أخذ هذا من أرض النيل، وانتشرت الختانة من أرض النيل إلى أرض الحجاز. وافتخر العرب الحجازيون، بأنهم يختتنون، على غيرهم ممن لم يكن يختتن، في الرجال وفي النساء.
قال الفرزدق:
ولا وجعت أزدية من ختانة ***** ولا شربت في جلد حوب مقعب
الحوب هو البعير. أي الأزدية لاتعرف البعير. إنما تعرف السفينة. يعني المشرق فلذلك قال: ولا وجعت أزدية من ختانة، و لا شربت في جلد حوب، أي بعير، . وفي السيرة أن الي بن الي بعد سمع بعض العرب يقول: (إن ثقيف غرل ، أي لايختتنون فارتاع من ذلك وكشف قتلى من ثقيف، فعلم الناس أن ثقيف ليسوا بغرل. فهذا يبين ما ذكرت لكم من أن العادة انتشرت من وادي النيل الي الحجاز، وقد يقول قائل لماذا لاتدعي أنها انتشرت من الحجاز الي وادي النيل؟ سأبين إن شاء الله بعض رأيي في هذا الأمر من بعد.
. . . يتبع. . .

ود الأصيل
27-05-2013, 01:14 AM
خميرة سودنة (ديل أهلي
عبد الله الطيب العلامة الإنسان
وفقيد العلم و بنت عدنان

وكثيرة هي الفواجع في هذه الحياة الدنيا، وأكثرها وـأشدها إيلاماً رفع ا لعلم بموت العلماء، وهي لمصيبة تتعدى آثارها آل الفقيد وصحبه، لتصيب أمته في مقتل.
حتى يفزع الناس إلى تكذيب الخبر لأول وهلة ، وهذا ما عبر عنه أبو الطيب المتنبي حينما بلغه خبر موت من كان مولعاً بحبها فما أن وصله الخبر حتى قال

طوى الجزيرة حتى جاءني خبر* فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
وهو الذي كان عندما فجعنا بمو الحبر البحر البروف عبد الله الطيب علامة العصر في العربية وعلومها في زمان عجزت الألسن فيه عن مجرد النطق السليم بالفصحى.
تلقى عبد الله الطيب فتلمح من ثناياه تراثاً عربياً إسلامياً فواراً، وغيرةً على اللغة والدين وترى منه بحراً زاخراً وعلماً كبيراً متواضعاً لم تزده مناصبه إلا رقة وتحناناً.

ود الأصيل
27-05-2013, 01:16 AM
خميرة سودنة (ديل أهلي
يقول الدكتور طه حسين ضمن تقديمه لكتاب المرشد لعبد الطيب:
" هذا كتاب ممتع إلى أبعد غايات الإمتاع، لا أعرف أن مثله أتيح لنا في هذاالعصر الحديث.
ولست أقول هذا متكثّراً أو غالياً، أو مؤثراً إرضاء صاحبه، وإنما أقوله عن ثقة وعن بيّنة، ويكفي أني لم أكن أعرف الأستاذ المؤلف قبل أن يزورني ذات يوم، ويتحدث إليّ عن كتابه هذا، ويترك لي أياماً لأظهر على بعض ما فيه، ثم لم أكد أقرأ منه فصولاً،حتى رأيت الرضى عنه، والإعجاب به، يفرضان عليّ فرضاً، وحتى رأيتني ألح على الأستاذالمؤلف أن ينشر كتابه، وأن يكون نشره في مصر، وآخذ نفسي بتيسير العسير من أمر هذاالنشر. وأشهد لقد كان الأستاذ المؤلف متحفظاً متحرجاً، يتردد في نشر كتابه، حتىأقنعته بذلك بعد إلحاح مني شديد. وقد يسّر الله هذا النشر، بفضل ما لقيت من حسنالاستعداد، وكريم الاستجابة، من شركة الطبع والنشر لأسرة الحلبي، فشكر الله لهذهالشركة حسن استعدادها، وكريم استجابتها، وما بذلت من جهدٍ قيم، لتطرف قراء العربيةبهذا الكتاب الفذّ، الذي كان الشعر العربي في أشد الحاجة إليه.
وإني لأسعد الناس حين أقدم إلى القراء صاحب هذا الكتاب، الأستاذ عبد الله الطيبوهو شاب من أهل السودان، يعلّم الآن في جامعة الخرطوم، بعد أن أتم دراسته فيالجامعات الإنجليزية، وأتقن الأدب العربي، علماً به، وتصرفاً فيه، كأحسن ما يكونالإتقان، وألّف هذا الكتاب باكورة رائعة لآثار كثيرة قيّمة ممتعة إن شاء الله.
أنا سعيد حين أقدم إلى قراء العربية هذا الأديب البارع، لمكانه من التجديد الخصبفي الدراسات الأدبية أولاً، ولأنه من إخواننا أهل الجنوب ثانياً.
وأنا سعيد بتقديم كتابه هذا إلى القراء، لأني أقدم إليهم طرفة أدبية نادرة حقاً،لن ينقضي الإعجاب بها، والرضى عنها، لمجرد الفراغ من قراءتها، ولكنها ستترك فينفوس الذين سيقرؤونها آثاراً باقية، وستدفع كثيراً منهم إلى الدرس والاستقصاء، والمراجعةوالمخاصمة، وخير الآثار الأدبية عندي، وعند كثير من الناس، ما أثار القلق، وأغرىبالاستزادة من العلم، ودفع إلى المناقشة وحسن الاختبار.
وأخصّ ما يعجبني في هذا الكتاب، انه لاءم بين المنهج الدقيق للدراسة العلميةالأدبية، وبين الحرية الحرة التي يصطنعها الشعراء والكتّاب، حين ينشئون شعراً أونثراً، فهذا الكتاب مزاج من العلم والأدب جميعاً، وهو دقيق مستقص حين يأخذ فيالعلم، كأحسن ما تكون الدقة والاستقصاء، وحر مسترسل حين يأخذ في الأدب، كأحسن ماتكون الحرية والاسترسال. وهو من أجل ذلك يرضي الباحث الذي يلتزم في البحث مناهجالعلماء، ويرضي الأديب الذي يرسل نفسه على سجيتها، ويخلي بينها وبين ما تحب منالمتاع الفني، لا تتقيد في ذلك لا بحسن الذوق، وصفاء الطبع، وجودة الاختيار.
وقد عرض الكاتب للشعر، فأتقن درس قوافيه وأوزانه، لا إتقان المقلّد، الذي يلتزم ماورث عن القدماء، بل إتقان المجدد، الذي يحسن التصرف في هذا التراث، الذي لا يضيّعمنه شيئاً، ولكنه لا يفنى فيه فناء، ثم أرسل نفسه على طبيعتها بعد ذلك، فحاول أنيستقصي ما يكون من صلة بين أنواع القوافي وألوان الوزن، وبين فنون الشعر التي تخضعللقوافي والأوزان، فأصاب الإصابة كلها في كثيرٍ من المواضع، وأثار ما يدعو إلىالخصام والمجادلة في مواضع أخرى، فهو لا يدع بحراً من بحور الشعر العربي، إلا حاولأن يبين لك الفنون التي تليق بهذا البحر، أو التي يلائمها هذا البحر، وضرب لذلكالأمثال في استقصاء بارع لهذا البحر، منذ كان العصر الجاهلي، إلى أن كان العصرالذي نعيش فيه، وهو يعرض عليه من أجل ذلك ألواناً مختلفة مؤتلفة من الشعر، فيالعصور الأدبية المتباينة، ألواناً في البحر إلى أقيمت عليه، وفي الموضوعات التيقيلت فيها، ولكنها تختلف بعد ذلك باختلاف قائليها وتباين أمزجتهم، وتفاوت طبائعهم،وتقلبهم آخر الأمر بين التفوق والقصور، وما يكون بينهما من المنازل المتوسطة،والمؤلف يصنع هذا بالقياس إلى بحور العروض كلها، فكتابه مزدوج الإمتاع، فيه هذاالإمتاع العلمي، الذي يأتي من اطراد البحث على منهجٍ واحدٍ دقيق، وفيه هذا الإمتاعالأدبي، الذي يأتي من تنّوع البحور والفنون الشعرية التي قيلت فيها، وتفاوت مايعرض عليك من الشعر في مكانها من الجودة والرداءة.
والمؤلف لا يكتفي بهذا، ولكنه يدخل بينك وبين ما تقرأ من الشعر، دخول الأديبالناقد، الذي يحكّم ذوقه الخاص، فيرضيك غالباً، ويغيظك أحياناً، ويثير في نفسكالشك أحياناً أخرى. وهو كذلك يملك عليك أمرك كله، منذ تأخذ في قراءة الكتاب، إلىأن تفرغ من هذه القراءة، فأنت متنبه لما تقرأ تنبهاً لا يعرض له الفتور، في أيلحظة من لحظات القراءة، وحسبك بهذا تفوقاً وإتقاناً.
وليس الكتاب قصيراً يقرأ في ساعات ولكنه طويل يحتاج إلى أيام كثيرة، وحسبك أنصفحاته تقارب تمام المائة الخامسة، وليس الكتاب هيناً يقرأ في أيسر الجهد، ويستعانبه على قطع الوقت، ولكنه شديد الأسر، متين اللفظ، رصين الأسلوب، خصب الموضوع، قيّمالمعاني، يحتاج إلى أن تنفق فيه خير ما تملك من جهدٍ ووقت وعناية، لتبلغ الغاية منالاستمتاع به. هو طرفةٌ بأدق معاني هذه الكلمة، وأوسعها وأعمقها، ولكنها طرفةٌ لاتقدّم إلى الفارغين، ولا إلى الذين يؤثرون الراحة واليسر، ولا إلى الذين يأخذونالأدب على أنه من لهو الحديث، وإنما تقدم إلى الذين يقدرون الحياة قدرها، ولايحبون أن يضيعوا الوقت والجهد، ولا يحاولون أن يتخففوا من الحياة، ويأخذون الأدبعلى أنه جد، حلوٌ مر، يمتع العقل، ويرضي القلب، ويصفي الذوق.
هؤلاء هم الذين سيقرؤون هذا الكتاب، فيشاركونني في الرضى عنه، والإعجاب به، والثقة بأن له ما بعده، ويشاركونني كذلك في ترشيح هذا الكتاب لجائزة الدولة، التي تقدمهاالحكومة المصرية لخير ما يصدره الأدباء من كتب، إن جاز لك ولي أن ندل لجنة هذهالجائزة على ما ينبغي أن تدرس من الكتب، لمنح هذه الجائزة.أما بعد فإني أهنئ نفسي وأهنئ قرّاء العربية بهذا الكتاب الرائع، وأهنئ أهل مصروالسودان بهذا الأديب الفذّ، الذي ننتظر منه الكثير. "
هذا هو بأيسر طريق رأي الدكتور طه حسين في الجزء الأول من كتاب المرشد للدكتور عبدالله الطيب، وهو رأي كما هو واضح لا تنقصه الجرأة ولا الصراحة، أن ما وراء السطور قد يشي بشيئٍ آخر، بأن طه حسين كان يبتغي من وراء مقدمته تلك أن يصنع في السودان رجلاً نسخة منه وعلى طريقته ومذهبه تماماً، و أنه وجد ضالته في الدكتور عبد الله الطيب،ولكنه ولكنه كانت كسرابٍ بقيعةٍ لكون الطيب منحدر من أسرة عريقة في التدين، كما ذكرذلك هو في رسائله إلى الدكتور طه حسين في الرسالة المؤرخة في 21/9/1954م. وكانت النتيجة الحتمية لذلك عند الطيب أن ينحاز إلى الأمة بقرآنها وتراثها، بشكل يتناقض تماماً مع توجهات طه حسين، والله أعلم.

ود الأصيل
03-06-2013, 10:10 PM
خميرة سودنة (ديل أهلي


دعونانأخذ جمة نفس قبل أن نواصل السبر عميقاً في عبقرية متفردة كعبد الله الطيب.
فهذهاستراحة خفيفة تعيدنا بها الذاكرة إلى منتصف سبعينات القرن أوخر الألفية المنصرمة.
أيامكان ربع الرطل يملأ القزازة ومتر الدبلان فيه 70ياردة. أي والله.. و الركوب كان برينسات..
الشاهد، إنو بعد ما غلًقت البرينسة المتجهة خط سنكات جبرونا السوق، بعشرة ركاب رجالاًو نسوة.
جلسو متلاصقين بالأرداف و الركب و متحانكين بالوجوه في سكون سرعان ما تبددت وحشته على صراخ فتاة بينهم
بدت على وجهها غلظة و تجهم و هي تصب جام اللعن على رجل رزين يقابلهاو على وجهه نظارة سوداء:
- هي مالك بتعاين لي، ماعندك أخوات و لا ما بتعرف العرض ، يا عديم الحياء و يا تافه وياا لفعلتك و يا لتركتك
لكنه لم يحرك ساكناً ، و لم ينبس و لا بنت شفة واحدة يلا بقيةالجماعة لمو ليك فيه جنس سب و شتيمة،
لمان ختو لوه مع الكلب الأكل الدريش! و ما فاضل إلا يلفحوه بالبراطيش !هو لم يلق لهم بالاً و ظل صامتاً
بعدداك جا ليك مطب، لمان روسين الركاب خبطت في السقف، و سقطت النظارة من وجه أخينا الذي بدا،
منزعجاً بعينين شاخصتين و قد فرد أصابعه في الهواء، يبحث عنها و يطلب عون من يعيدها إليه !
هناسقط في يد الجميع و تبين لهم أن المسكين كان فاقد البصر، و ردوا بسهامهم إلى نحر تلك المتنطعة
و قدانصرت في ربع هدومها لسوء ظنها بالرجل و هو غير مستوعب لما يدور حوله من لغط وجلبة.

ود الأصيل
04-06-2013, 04:47 AM
خميرة سودنة
(ديل أهلي)
و سندة كمان مع شاعرنا الفذ الراحل المقيم/ مصطفى سند السوادني الأصيل و الحلبي الحمش ، الحفيان فوق النار بمش ،
و قد كنت على مقربة منه حيث جمعتنا مصائب الغربة. فالشاهد أنه ذات مأمورية ركب مشترك كسلا و قد جهزته ست بيته
بكل جهازه من زوادة الطريق و لكل من قد يصادفه مما لذ وطاب من ولَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ.
و كذا من الفطاير المشلتت منها والحمرو المشمر و ما إلى ذلك. . ثم استقل لنفسه (قمرة) خاصة على درجة أولى . .
ثم لم تمض ثوان على صافرة الإيذان بانطلاق الرحلة حتى فوجئ صاحبنا بأربعة عتاولة عابسي الوجوه،
يقتحمون عليه عزلته و يسطون على مضجعه، بل و يستبيحون زوادته فلم يبقوا له منها سوى الفتات ،
ظانين أن ملكيتها تعود لنزيل من أبناء المصارين البيض المتخمين، لعله تركها فائضةً عن حاجته،
أما سند فلا بد أنه متطفل دخيل و ذو ظل تقيل ،غير مرغوب بانحشاره و سطهم .
هكذا ظلوا يعالمونه فلم يسمحوا له بمجالستهم أو مشاركتهم لعب ورق التسلية،
بينما ظل هو يبادلهم ظلماً بحلمٍ طوال مسيرة الثلاثة أيام إلى بورتسودان ،
هناك تبين لهم أنه كان صاحب الجمل بما حمل والقمرة بكل متعلقاتها،
و لسان حاله يقول لأولئك الدخلاء الوقحاء:
"يا ضيفنا لو جتئنا لوجدتنا نحن الضيوف و أنت رب المنزل"

ود الأصيل
04-06-2013, 08:44 PM
خميرة سودنة
(ديل أهلي)
و كمان اتكاءة مع و احدة ذمتها على راويها و هو صاحب أتوس حملني من موقف فداسي إلى حيث أردت.
قال لي أنا كنت شرطي في مدني قام جابو لينا ضابط حمش لمن غلت و كان مصمم ينضف مدينتنا من شوائب سلوكية ناشزة
لتعود كما كانت عذراء نقية و بيضاء من غير سوء. و من واقع تقارير مباحثه الجنائية فقد حدد أهداقه بدقة و كان من بينها
(بيت أحرار) الله يعز السامعين،تديره واحدة من إياهم. فالشاهد أنه دبر لها كمينا فأرسل إليها شابين و سيمين كان محدثي أحدهما،
إذ قال لهما :اذهبا إليها فقولا لها قولاً هيناً لعلها تتراجع أو تخشى ، و إلا تقع في فخنا المنصوب لها فتردى..
المهم أول ما شافتهم داخلين فسرعان ما قامت الحاجة تتشخلع و تتمخلع و تعرض عليهما بضاعة مزجاة من الغيد الحسان،
بعد أن أكرمت مثواهما فقدمت لها الشواء مصحوباً بمطايب المزات و المشاريب العجيبة.
ثم بعد أن وقع اختيار كل من (المتنكرين) على (حبته) فُسِح له المجال للخلوة بها داخلاً.
ثم بعد أن غلقا الأبواب و لم يبق إلا قولة : "هيت لك" فوجئ محدثي بفردته
و هي تزرف دموع الحسرة و هي تقول: بلهجة كردفانية لا تخطئُها أذن:

- هي :أسمعني جاي يا ود العم، أنت ماك راجلاً بتصون العرض و تدرِّج العاطلة؟!
- هو: أبشري بالخير يا أختي، و فضفضي قولي العندك!
- دحين أنا بنية ، غريبة على الجزيرة، وجايبني درب القراية في جامعتكم العريقة!
- طيب الجابك شنو لهذا الوكر المشبوه؟!
- و الله مخدوعة من زميلتي التي دخلت مع رفيقك بهناك، عزمتني نمرق الخميس دا عند صاحبة الدار، مدعية إنها خالتها! لأجد نفسي زي ما أنت شايف!
- هو: بنت أصول و الله ، و لكن لا تخافي و لا تحزني ، فأنت مرعية بعين المولى، و نحن ما جينا هنا داعرين، و إنما شرطة في خدمة الشعب!
ثم لم يمض وقت حتى داهمت (الكشة) البيت و كلبشو عمتك رأس الحية مع صويحباتها و بقية الحاشية بمن فيهم محدثي و صاحبه باعتباهما قبضا متلبسين (تمويهاً) و كتبت النجاة لتلك البنية العفيفة التي لما علم سعادة اللواء حقيقة أمرها أفرج عنها فوراً ونحاها إلى حين الفراغ من التحقيق في القضية ثم طلب من محدثي أحضارها إلى داره العامر بالإشلاق حيث تم نقلها من داخلية البنات و ضمها كواحدة من أفراد عائلته الكريمة، ثم تبنى رعايتها حتى أنهت دراستها، ثم قام بتعيينها ملازماً بطول و عرض،حيث تتلقى فروض التحية ذات كل صباح من محدثي ورفاقه لسببين ، أولاً تقديراً للرتبة العسكرية ، ثم و هو الأهم ، إكباراً لعفة نفسها ونقاء شرفها الطاهر المصون بعون الله.

ود الأصيل
09-06-2013, 11:46 PM
نعود لنواصل توثيقنا للعلامة عبد الله الطيب ، إذ يقول:
من الأشياء التي تميزت بها هذه الحضارة النيلية القديمة أنها كانت مستقرة تحترف الزراعة وتربطها بمواقيت ومواسم. وهذا دعا الناس ليهتموا بتلك المواقيت. ونجد في الآثار القديمة معابد فيها تشير إلي منازل القمر المختلفة، مما يدل على أنهم حذقوا أمر درس النجوم منذ أقدم العصور. يأتي هاهنا السؤال: هل أخذوا هذا الدرس عن مصر، أو كان هذا الجزء في الزمان القديم هو مصر؟ وانتقلت هذه الدراسة منه شمالاً وجنوباً؟ هذا يحتاج الي تفصيل أكثر، وإلي درس أكثر. ولكن توجد آثار تدل على أنهم كانوا يعرفون عن النجوم، وكان هذا مرتبطاً بأمر الزراعة.
شيئ آخرارتبط بحياة الناس في ذلك الزمان وأتقنوه، وهو جانب العتاد الحربي. وفي هذا الباب كانت لأهلنا ونحن صغار، أقواس ورماح و نشاب و حراب يحتفلون بها في مناسبات الأعراس والختانة، أو ما شابه. .و في خبر (المك نمر) لما خرج من شندي في طريقه الى الحبشة قيل أنه تهيب من لقاء قبيلة التكارين في ناحية القضارف، لأنهم كانوا أهل نشاب.. كذلك أهل دنقلا، أهل زراعة و أهل سيوف وحراب و قيل أنهم لا يعرفون النشاب.ولكن الأخبار التي في التاريخ أن سلاح النشاب كان من أهم الأسلحة التي دافع بها قدماؤنا عن مقدراتهم عبر القرون .علماً أن الأخبار بعضها أسطوري ولكن الشاهد أنه كانت لهم أسلحة نوعية وكانوا يعتمدون عليها في القتال.
. . . . يبتع . . . .

ود الأصيل
19-06-2013, 01:45 AM
ثم لنأخد فاصل قبل ما نواصل،،،
مع سيدة كانت مسافرة جواً و قد بدت قلقة جداً لحدوث لغط لسبب ما حول رحلتها،
مما جعلها تزرع صالة المغادرين جيئة و ذهاباً قبل أن تسوي أمورها و تهجس قليلاً،
فجلست أخيراً على أريكة يجاورها رجل بدا هادئ الطبع، بارد الأعصاب، لكنه فضولي، أو هكذا ظنت.
فلما تنبهت السيدة لأنها لم تتناول شيئاً منذ البارحة، انكبت على علبة بسكويت أمامها، لتأكل منها،
و راحت (تقرمش) لكن حفيظتها عادت للثوران مجدداً، لما رأت ذاك الرجل يشاركها زوادة سفرها،
فكلما تأخذ قطعة يمد يده للتي تليها. إلى أن شارفت العبوة على النفاد و لم يتبق منها سوى بسكوتة فقط،
مدت هي يدها لخطفها ثم نظرت للرجل شذراً، لكنه هذه المرة عاجلها ليظفر بها قبلها بسرعة موبالغة ،
بيد انه عاد ليقتسمها، فأخذ (قرمة) و ترك لها الباقي، فكادت تصرخ بوجهه، يا له من طفيلي عديم الدم،
لو لا أنها سمعت جهاز النداء يستعجلها بالنهوض لتلحق برحلتها. و لكن، بينما قامت مسرعة تغادر المكان
إذا بعلبة البسكويت خاصتها تسقط عرضاً من حقيبتها، و هنا سقط في يدها أمام موقف في غاية الإحراج،
وضعها في ربع هدومها ولكن هيهات، إذ لم يسعفها الوقت بثانية لتنحني أمام ذاك الغريب كي تعتذر عما بدر.

ود الأصيل
06-07-2013, 08:56 PM
ثم نعود مرا راً لنواصل توثيقنا للعلامة عبد الله الطيب ، إذ يقول:

في خبر معاهدة البغط، أن جند عبد الله بن أبي السرح، الصحابي، وعمرو بن العاص رضى الله عنهما،
أن هؤلاء الجند لما دخلوا منطقة دنقلا لقوا شراًمستطيراً من أهلالي تلك البلاد الحذقين، في رمي النشاب. ولكن هذا اختفى بالكلية.
ولكن هذا أمر لايتعجب منه، لأن القوس كان معروفاً أيضاً في الجزيرة العربية واختفىمنها.
الذي نذكره الآن أن القوس كان من أهم الأسلحة المستعملة في هذه البلاد والذي يمضي إلي الف الآن وهو ليس بعيد من ههنا(قاعة الصداقة)
يجد صور للقوس والنشاب، ولغطاء رأس من الجلد كان يلبسه المحاربون في ذلك الزمان. من الأسلحة الهامة التي عرفت في العهد النيلي القديم الخيل.
والذي يقال دوماً أن الخيل جاء بها الهكسوس إلى مصر ووجدت طريقها الى هذه البلاد. ولكن هذا الأمر غير محقق.
الذي هو محقق ولاريبفيه، أنه في القرن السابع الميلادي أو الثامن الميلادي، كان ملوك هذه البلادي هتمون بالخيل وإطعامها ويعتنون بها غاية العناية.
وكان ملوك بابل وأشور يهتمون بالخيل التي جلبت إليهم من بلاد وش، وأنها من أجود الخيل، ويحتفلون بها ويخرجون بها في الزينة وما أشبه ذلك.

استوقفني أمر ذكره اليعقوبي وغيره، أن سيدنا إسماعيل عليه السلام كان أول من عرف الخيل العربية الأصيلة وهي معروفة، من أجود الخيل.
ذكر اليعقوبي في الخبر أن عشرة من الخيول خرجت من البحر وصارت هى الخيل الوحشية في أجياد و هي التي سعاها سيدنا إسماعيل عليه السلام.
هذا الخبر يستوقف الإنسان. هذه الخيل التي خرجت من البحر،الاحمر، من أصلها، أو جاءت عبر البحر. أهى خيل ؟ أم هى خلق آخر؟
الراجح عندي أنها خيل جاءت من كوش، عبر بها المالح الذي هو البحر الأحمر،اتجهت الى ناحية مكة. ثم صار الأمر أسطورياً فيما بعد.
إن صح هذا كانت الخيل الكوشية أصل للخيل العربية، هذا و العلم عند والله تعالى .

ود الأصيل
08-07-2013, 10:36 PM
وقفة مع نفيسة عوض الكريم
(أدين بالفضل في هذا الجهد التوثيقي لحفيدها الأخ كمال إبراهيم الحاج)

إنها مربية الأجيال بامتياز، وهي من مواليد مدينة رفاعة سودانية الأصل ، جعلية الفرع تنتمي إلى قبيلة العوضية ،
تلقت تعليمها الأولي بمدينة رفاعة بمدرسة البنات عندما كانت أول مدرسة في السودان في عهد الإستعمار ،
وكان التعليم بشقيه البنات والأولاد يسير متعثراً حسب التقاليد السائدة وقتذاك .
ثم إلتحقت بكلية المعلمات التي لقت فيها تدريباً تربوياً على طريقة التدريس وكانت صغيرة السن ،
ويشهد على ذلك أن الرئيسة الإنجليزية كانت تخرج نفيسة من تحت السرير من خوفها وتذهب في صحبتها للفصل لتدريس الحصة .
وكثيراً ما أشادوا بنجاحها في التدريس . تم تعيينها عام 1924 تقريباً حيث عملت في المدارس الإبتدائية وطافت على مختلف محافظات السودان ،
حتى رست سفينتها في مدرسة أم درمان الوسطى التي عملتبها معلمة ومشرفة على الطالبات في آن واحد .
هذه الفرصة التي مهدت لها البداية في تثقيف نفسها بنفسها مستقلة وجودها في المدرسة المتوسطة ، و
بوجود مبنى الثانوية بالقرب منها ، واصلت سعيها العلمي حتى قورن ما وصلت إليه من كفاءة عملية بمستوى التعليم الثانوي .
لم يقتصرنشاطها على عملها اليومي بالمدارس بل إمتد للنشاط الإجتماعي
حيث كانت مع زمرة من زميلاتها تقوم بفتح فصول لتعليم الكبار والإرشاد النسوي وكان عملاً متميزاً .
بعد ذلك عملت مساعدة للمفتشة الإنجليزية للتعليم بمديرية النيل الأزرق الولاية الوسطى سابقاً ،
فتمكنت من الإلمام بكل ظروف المعلمات وأحوالهن العامة والخاصة الشيء الذي جعلها تبني ما تقوم به في عمل التنقلات على معرفتها ودرايتها وحنكتها الكاملة،
مما جعل التعليم مستقراً والرضا عاماً . وقد دام ذلك لسنوات طوال ونقلت بعد ذلك لوزارة المعارف ( التربية والتعليم الآن )
وكانت بحمدالله مصدراً للإحترام والمحبة ، وقولة الأستاذ / حسن أحمد الحاج وكيل التعليم آنذاك
( لم نكن نعلم أن تعليم البنات به مشاكل إلا بعد موت الأستاذة نفيسة - رحمها الله ) . أ
ضف إلى ذلك أنها لم تعمل بوطنها رفاعة طيلة فترة عملها منذ عام 1924 إلى أبريل 1966 إلا خمسة عشر يوماً حسب ما كانت تقول،
وكانت تحضر في الإجازات وتقضي كل وقتها في مدارس رفاعة حيث تقيم المعارض ، وتعليم البنات أصول الطهي ،
وتدرب على التمثيل لإحياء ليالي آخر العام الذي يسمى بيوم الآباء.
تعتبر الأستاذة نفيسة عوض الكريم - رحمها الله بقدر ما قدمت لوطنها - ، أول من سودنت وظيفة من العنصر النسائي ،
وساهمت في إنشاء مدارس المليك بأم درمان وأمل المجتبى الحكومية المتوسطة برفاعة .
هي أول من حارب الخفاض الفرعوني ، وعقدت عدة ندوات على نطاق السودان في هذا الأمر بشجاعة وجرأة تامة ،
وكانت عضواً في الإتحاد النسائي على مستوى المجلس القومي .
إصطحبها السيد / محمد طلعت فريد ، حين كان وزيراً للتربية في عهد عبود ، إلى جنوب السودان في أول أيام التمرد
،عندما ضُرب أحد نُظار المدارس الثانوية بالجنوب فلم تمانع رغم أنها كانت تخشى صوت الهواء على غفلة .
كانت تقوم بتعليم بعض البنات المعدمات في سرية تامة تبتغي وجه الله تعالى ولم يُعرف ذلك إلا بعد وفاتها .
تزوجت عام1950 من السيد / بشير الوقيع وظلت تعمل بعد أن أدرك الناس والمستعمر حاجة الناس لعملها .
كُرمت من قبل المستعمر بأن نالت نيشان الملك للخدمة الطويلة الممتازة حيث قلدوها إياه في القصر الجمهوري ،
كما كُرمت من قبل حكومة الإنقاذ بوسام من الدرجة الثانية تقديراً لما قدمت .
تؤثر على نفسها لدرجة كبيرة ، فبرت أهلها وذويها ومواطنيها وكثيراً ما تقف إلى جانب الضعيف والمظلوم والمعدم.
قامت برحلتي عمل لمديريتي كسلا ودارفور ، سلمت عملها وسلمت نفسها للمستشفى حيث أسلمت روحها النقية الطاهرة راضية مرضية في أبريل عام 1966 .
لما قامت به هذه المربية الفريدة إنبرى نفر كريم من المواطنين وجدوا التعضيد والتأييد من المواطنين ووزارة التربية والتعليم لقيام صرح يحمل إسمها تخليداً لذكراها ،
ووفاءً وعرفاناً لما قامت به فتم تشييد مدرسة نفيسة عوض الكريم المتوسطة المعانة للبنات ،
ومن الوفورات فكرت اللجنة التي قامت بالعمل تنمية ما يخلد ذكراها بقيام مدرسة ثانوية للبنات ،
وقد تم بحمدالله ، وعون الجميع الإنشاء الذي ساعد ويساعد في تعليم البنات بالمرحلتين متوسطة وثانوية وأصبحت مدارسها حكومية .
وقد سعت اللجنة لتطوير المدارس بقيام جامعة - ومن مشى على الدرب وصل ولكل أجل كتاب -ونبتهل إلى الله تعالى التيسير والتوفيق لعمل الخير .

ود الأصيل
24-07-2013, 10:20 PM
يتبع......( أصول الثقافة السودانية):
صدام حضاري
(نحن الحفرنا البحر)

لعل العنصر الأول حضارياً هو العنصرالنيلي. وأخباره عند المؤرخين، وما زال الأمر بكراً،
و ينبغي بهذه المناسبة أن نذكر زعماً لبعض علماء الآثار بأن مصر تكونت من نهر أتبرة
وأن الناس الذين كانوا بهذا الإقليم هم الذين كسروا حاجز السبلوقة ليجتازه النيل.
فإن قوله هذا،صح ، يكون الذين حفروا البحر هم أجدادنا في السودان!
أما الأصل الثاني في الثقافة السودانية، هو الصدام الحضاري بين هذاالأقليم وأقاليم أخرى.
وهذا يدخلنا في تفصيلات لايتسع لها المجال الآن. وقد أشرنا إلى بعضها عرضاً .
ذكرنا الصدام الذي كان بين مروي القديمة وبين قمبيزملك الفرس. فإنه حاول أن يدخل هذه البلاد.
ثم لما استعسر الأمر عليهورأى أنه يكلفه حرباً استنزافية طويلة في بلاد شحيحة المطر، و لا يدري شعابها ترك الأمر واكتفى بفتح مصر.
ينسب إلى هذه الفترة التي هاجم فيها قمبيز، أو حاول أن يهاجم هذه البلاد،، أنه هاجر بعض أهل السودان الى غرب أفريقيا.
وبعض الذين أرخو لهذا في عهد قريب في مجلة ذكرواأن هولاء سافروا في سنة إحدى وعشرينوستمائة،وأخطأ الطابع فكتبها ميلادية ولكنها قبل الميلاد.
وذكر أنهم هربوا منقمبيز وهذا غير صحيح. لأن حرب قمبيز مع بلادنا كانت بحدود سنة خمس وعشرين و خمسمائة،أي قبل ذلك الموعد بمائة عام.
فالراجح أن هذا جاء نتيجة لانهزامالأسرة الخامسة والعشرين،وهى كانت أسر من هذه البلاد، أسرة كوشية، أمام ملوك أشورمن منطقة فلسطين وسوريا.
. فبعض المتراجعين تراجعوا إلى غرب أفريقيا.و يقال لهم قبيلة كسرى، أوكاسرى. وهذا الذي أوهم بعض الناس أنها جاءت بعد حربقمبيز،
وهم فرس، وملك الفرس كان كسرى بنو شروان . وهذه الظاهرة مهمة. لأنها تردنا إلى أن الرابطة بين هذا البلد وبين نواحي غرب افريقيا قديمة للغاية.
والحق أهل في نيجريا قوم يزعمون أن أصولهم شرقية، يعنون أرض الحجاز.
فإن صح الخبر الذي يذكر رحلة بعض المرويين القدماء إلى غرب افريقيا فراراً من الحروب، فلعل هذا أن يكون له أصل والله تعالى أعلم.

ود الأصيل
24-07-2013, 11:04 PM
يتبع ......(أصول الثقافة السودانية)
صدام حربي مع الرومان
من أهم الصدامات الحربية كانت مع الروم.وهم أقوى الأمم القديمة على الإطلاق ، حربياً ، تنظيمياً، وسياسياً، وأقواها في ضروب العمل. لأنهم كانوا هم الذين شقوا الطرق، وبعض طرقاتهم موجودة الى اليوم وتسيرعليها المركبات. هؤلاء الروم غزوا الأرض حولهم ولم يستطع أن يردهم ا إلا الفرس، وإلا أهل هذه البلاد.
أما الفرس فانتصروا عليهم باستعمال السهام. والفرس هم أول من طوروا سلاح الرمي لأنهم أعدوا جنوداً وكتائب رامية. والذخيرة تأتيهم بواسطة الإبل.يحملون الإبل بالسهام ويهاجمون بالخيل. فإذا فرغت عيابهم رجعوا الى الإبل وملأوا العياب مرة أخرى وعادوا يرمون. وبهذه الطريقة هزموا (كراسس) القائد الروماني الذي كان تحت يوليوس قيصر وقمبيز في النصف الثاني من المائة الأولى قبل الميلاد. وبهذه المناسبة نذكر أن القائد الذي هزم الفرس كان عمره عشرين سنة. واسمه (سوريناس)وكانت جائزته أن الملك كسرى حسده وأرسل اليه من مكافأة له على انتصاره على الروم. وهكذا الروم أرادوا غزو هذه البلاد. وكان ذلك سنة 42 قبل الميلاد. واستدرجهم أهل هذه البلاد إلى صحراء وعرة. ووجدوا فيها عسراً . ومن الغريب في أخبارهم وهذا ظهرفي بعض ما كتبه بروفيسور شيني عن هذه المنطقة، من الغريب من أخبارهم أنهم ذكروا أن عرباً لاقوهم وقتلوهم في هذه الصحراء. وليست هذه بأول مرة يذكر فيها العرب في هذه البلاد. هذا سنة 42 قبل الميلاد. هيرودتس ذكر أن عرباً جاءوا من البلد الواقع جنوبي مصر وحاربوا مع الملك دارا الأول في حربه مع اليونان. وهذا خبر قديم. والأخبارالتي ورد فيها ذكر العرب سوى ذلك كثيرة. وبعض الناس يقولون العرب هنا معناها البدو. ولكن هذا أمر حسمه سيبويه بأن كلمةعرب في الزمان القديم كانت تطلق على هذا الجنس الذي يقال لهم العرب. فوجود هذا في خبر الروم يدل على وجود هذا العنصر من زمان قديم في هذه البلاد. وهذا أمر سنلم به فيما بعد إن شاءالله.

ود الأصيل
25-07-2013, 01:11 AM
يتبع..... لسرد العلامة عبد الله الطيب حول (أصول الثقافة السودانية)
صدام حضاري ديني


من أهم العناصر الصادمة التي اختلطت بحضارات الناس هنا يأتي عنصر الصدام الحضاري الديني ـ الديانة اليهودية والديانة المسيحية. أماالخبر عن الديانة اليهودية وعن وصولها لهذه البلاد فغير كثير. ولكن توجد أشياء تدلعلى أنه كان اتصال بين الديانة اليهودية وبين هذه البلاد. أنها تسربت الى هذه البلاد مع ما تسرب من الأديان. وقد نقول: إن الدين قديم في هذه البلاد. فالذينكانوا على دين اليهودية، جاءوا لهذه البلاد لأنهم وجدوا فيها تدين أو رغبة فيالدين من قبل الناس. والذي يزور ناحية الات والة وهذه الآثار القديمة، يجد في كثيرمنها أماكن ل وأماكن وضوء وأماكن تضحية. وهذا جميعه ينبيء عن اعتناقات لديانات قديمة. ومنأهم الأخبار المتصلة ببني اسرائيل أو باليهود أو قبل بني اسرائيل في هذا الصدد منالأخبار المتصلة باليهود في هذا الشأن أمر زواج سيدنا موسى عليه السلام بامرأة منكوش. وهذا موجود في الدلمون العهد القديم. فهل هذه، فمن كاهن مدين هذا، وأين كانتمدين هذه؟
المصريون يعتقدون أن مدين كانت إزاء الأقصر في بلدهم فإن صحهذا فيكون الذي في مدين وتزوج ابنته موسى من قومنا البشاريين. ولكن هذا تخمين لانريد أن نشتط وأن نفيض فيه. الخبر المهم في الأمر. أن الذي في التوراة أن موسىتزوج امرأة كوشية. هذا في سفر العدد. في سفر الخروج أنه تزوج ابن كاهن مدين. فيمابين السفرين لا يذكر أن له زوجتين فهذا يجعلك تستنتج أن هى زوجة واحدة وسيدنا موسىلقى بعض المضايقة من بعض اليهود في زوجته الكوشية وهذا مذكور في سفر العدد من ذلكأن مريم أخت هارون عابت عليه زوجته الكوشية ودعا عليها فأصابها الجذام ثم توسلتفدعا لها فبرأت وهذا الخبر كما قلت لكم موجود في سفر العدد.
الديانة الأخرىالمسيحية، أو ينبغي أن نقول النصرانية لان المسيحية عبارة حديثة. العبارة القديمةالنصرانية وهي المذكورة في القرآن. النصرانية في هذا البلد لم تؤرخ تاريخاً دقيقاً .قرأنا بعض الكتب لبعض المعاصرين في هذا الباب. وجدنا أحدهم يتحدث عن إرسال رسلمبشرين الى بلدنا ليدخلوا الناس في المسيحية على طريقة المبشرين العصرية، وهذاالنوع من الكتابة مضلل للغايه لأنه يشعرك أن الذين أرسلوا رسلا ليعلموا الناس ههناكانوا مستعمرين متمدنين راقين. وكان أهل هذه البلاد ضعاف مساكين ينتظرون أن يبشرواعلى النحو المعروف الآن والأمر على خلاف ذلك.
هذه البلاد دخلتها المسيحية قبل أن تدخل أوربا التي ترسلالمبشرين. والرسل الذين أرسلهم جوستنيان وزوجته ثيودورا في القرن السادس الميلاديلم يرسلوا ليبشروا بالمسيحية ولكن أرسلوا ليؤيدوا طائفة من المسيحية على طائفةأخرى . فيبقى السؤال متى دخلت المسيحية هنا؟ بعض المؤرخين يريدون أن ينسبوا دخولالمسيحية إلى فترة متأخرة في القرن السادس ولكن الأدلة كثيرة على أن المسيحية دخلتقبل ذلك بكيثر بل في الإنجيل نفسه الدلالة الكافية على أن صلة المسيحية بهذهالبلاد قديمة جداً لأن أحد الذين شهدوا ميلاد المسيح كان من السودان. فهذا يشير الىقدم الأمر. من الأخبار التي وردت في هذا الشأن وجود صلة عرقية بين أهل سوبا وبينأهل نوبادس أى النوبة السفلى في منطقة وادي حلفا وما حولها وهذه الدعوى قائمة إلىالآن. المحس الذين في شمبات وتوتي وسوبا يدعون أن لهم صلة بالمحس الذين في جهةوادي حلفا. وفي رسالة كتبت في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة نفس الدعوى قائمة. وهذهأمور خارجة عن نطاق البحث. ولكن الاشارة إليها لابأس بها.
المسيحية التي ازدهرت في علوة والمقرة أو (المقرة) أو(المقرة) كانت من نوع مختلف عن المسيحية حولها في مصر وفي الحبشة. ويعزى إلى هذاتدهور المسيحية في الإقليم الأوسط. لأن المسيحية التي كانت في الحبشة وفي مصر كانتيعقوبية قبطية وهذه التي كانت في الوسط كانت أقوى صلة بالملكانية التي كانت فيناحية القسطنطينية. ولا ندري علي وجه التحقيق تفاصيل الأمر. الذي ندريه أنه كانتثمة مسيحية في هذا الاقليم، وتوجد آثار تدل على أنه سبقتها يهودية في هذا الإقليم.وهنا يأتي أمر الفلاشا. الفلاشا من هم؟ ومن أي البلاد خرجوا أول الأمر. هل منالحبشة أو من بلدنا هذا أو من بلد آخر.
في ناحية بلدنا في غرب الدامر يوجد مكان فيه خاتم النبيسليمان على الأرض الناس يزعمون أن النبي (صلى الله عليه وسلم) في مسيره إلىالمعراج مر بهذا المكان وهذا أثر حافر حصانه. والنساء زغردن والملائكة لا ترضىزغاريد النساء فخرج الحصان تارك أثره في ذلك المكان .
ولا يخفى أن هذا أسطوري وخرافي ليس له من أصل محقق. مسألةالمسيحية في هذا البلد من أين جاءت هل جاءت من نجران. الخبر الذي في السيرة أنالمسيحية وصلت نجران من طريق الشام من طريق فيميون الراهب الى عبد الله بن السامرثم انتشرت في اقليم نجران. هل عبرت من هناك الى هنا؟ أو كانت المسيحية هنا وعبرتالى هناك، أو حدث بينها تجاوب واتصال. الذي لا ريب فيه أن الامر أدى آخر الأمر الىاصطدام بين الحبشة وبين اليمن. والحبشة ههنا تدخل لنا لفظ جديد بمدلول يحتاج الىنظر والى تدقيق. الحبشة في كتاب الهمداني ذكر الحبشة الوسطى وأضرب عن الحبشةالقصوى والحبشة الدنيا. أما الحبشة الوسطى فيما ذكر الهمداني في صفة جزيرة العربتمتد من بر عيزاب الى باضع. وهذا يعني بالتحديد المنطقة الواقعة بين حلايب وشمالمصوع. أو بالاختصار يعني شاطيء هذه البلاد.
هذه تكون الحبشة الوسطى، الحبشة الدنيا بلا ريب هي جيبوتيوارتريا وأكسيوم. فأين الحبشة القصوى؟ في القاموس المحيط للفيروزابادي في الجزءالأول في باب الباء فصل النون ( نوبة بلاد واسعة تقع جنوب مصر منها بلال الحبشيوفي الحاشية قصبتها دنقلا . ويمكن بعد ذلك أن نفكر في الأمر والأدلة قوية وكثيرةعلى أن لفظ الحبشة كان مرادفا للفظ السودان في الناحية النيلية المتاخمة للبحروالتي تقع جنوبي مصر. لأن السودان بالمعنى الواسع يمتد من الشاطيء المقابل لجزيرةالعرب الى أن تصل الى البحر المحيط من الجهة الأخرى. وفي كتاب الجاحظ فضل السودانعلى البيضان يدخل في السودان أصناف السودان خارج افريقيا مثل الهنود الذين في هضبةالدكن. وجماعة من الجاويين. وكثير من سكان ماوراء البحر في المحيط الهادي مثلبورنيو وهلم جرا. فلفظ السودان عام وحصر في الأيام الأخيرة. حصر في سودان أفريقيا. وسوداننا كان يطلق على جزء منه النوبة ويطلق على جزء منه البجا ولكن على عمومهكان يطلق اسم الحبشة الذي عرب في الإفرنجية إلى أبيسينيا.
وأبيسينيا:(الالف محولة من الحاء والسين محولة من الشينوالاصل كلمة حبشي وحبشي وتحبش في القاموس العربي تدل على التجمع وليس معناها بعيدمن التحبس. فهذه الصدمة الثانية الحضارية التي ذكرناها.

ود الأصيل
18-11-2013, 12:46 AM
دخول الإسلام ..قبل يثرب
تأتي الصدمة الثالثة الحضارية التي كانت عميقة الأثر في هذه البلادالى يومنا هذا. وهى الاتصال بالاسلام.
دخول هذه البلاد في الاسلام .والذي راج فيكتب التاريخ أن الاسلام جاءنا في القرن السابع الهجري على
وجه التحديد في سنة ثلاثين وستمائة. وبعد ذلك يتحدث الناس عن الرجال الاكابر الخيرة الذين جاءوا بالشريعة
وبعلوم التصوف وبعلوم الدين المختلفة مثل أولاد جابر وغلام الله بن عائد الركابي ومثل تاج الدين البهاري
ومثل الذين جاءوا من جهة اليمن ومن مصر في فترات المتأخرة وهلم جرا،
وهذا باب واسع. الذي عندنا أن الاسلام دخل في بلادنا قبل أن يدخل في المدينة. وهذا أمر سبق تفصيله في غيرما موضع،
وذلك أن صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبرنا بوضوح أنهم خرجوا من الشعيبة الي الشاطيء المقابل.
والشعيبة نحو أريعين ميلاً جنوبي جدة أي الناظرأن في الأمر جغرافياً يستنبط أنها تقع شمال سواكن.
فأن يبحر الصحابة من هناك ليخرجوا في باب المندب بعيد. هذا خبر المجيء. بل خبرنا نم أسلافنا أنهم في المجيء
دفعوا نصف دينار أجرة للمركب. في الرجوع عندنا خبر مزدوج وهو أن أبا موسى الأشعري مع الاشعريين خافوا بأس قريش
فعمدوا إلى ركوب البحر ليتفادوا قريشاً. وفي محاولاتهم هذه عصفت بهم الرياح فألقتهم جانب الشاطيء الآخر.
هناك لقوا جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه مع أصحابه آيبين من هجرة الحبشة ليلحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ود الأصيل
21-11-2013, 12:59 AM
...يتبع...
لعل مما نُقل إلينا بالتواتر أن أبا موسى وأصحابه خرجوا من منطقة عك و الأشعريين،و هذه المنطقة تقع ناحية عسير أو شماليها.
عبروا البحر لم يخبروننا أين لقواجعفرا و أصحابه، و لكن الذي يخبروننا إياه أنهم عبروا مرة أخرى الى شاطيء الجزيزةالعربية ونزلوا في الجار.
و الجار هو شاطيء المدينة من الناحية التي تقع شمالي رابغ بكثير الى ينبع. فاذا كانت الرحلة في الذهاب و الاياب منحصرة بين الشعيبة وبين الجار ،
فيفترض أنهم ذهبوا الي الشاطيء المقابل. هذا لا ريب فيه، بعد ذلك يخبرنا ابن اسحاق و ابن هشام نقلاً عنه و السيدة ام سلمة في الحديث الشريف:
أن نجاشيين اقتتلا و كان بينهما عرض النيل و هنا نرجع الى كلمة النيل هذه من أين جاءت المصريون القدماءيسمون النيل حابي وحابي بعيدة من كلمة النيل.
و سمعت من بعض الإخوان أن النيل كلمة هندية ترجع الى النيلة التي كانت تصبغ بها أثواب الزراق و لكن هذا يجوز. وأحسب أن هذا مرده الي كلمة النيلنج
أو شئ من هذا القبيل وبعض الذين كتبوا في هذا الموضوع ردوا كلمة لايلاك: الزهور الزرق في الألوان ردوها الى أصل النيل ولكن الامر عندنا أقرب من ذلك،
فالعربية فيها كلمة نهر و نهر و الراء واللام اختان الراء تصير لام واللام تصير راء والنون أحيان تدخل معهما في هذه القصة. لكن الراء كثير ما تصيرلاماً واللام تصير راء.
وعندك كلمة قريب منها في العربية وهي نهل أي الشراب والفعل نهل والقاعدة العربية عندما يكون حرف الحلق في الوسط ومكسور يمكن أن تكسر الحرفين،تقول شد علي
و شهد عل و شهد عل وفي السودان نقول هد و هى صحيحة. و يمكن أن تصير نهل وإذا صارت نهل نيل. ولذلك تجد كلمة نيل في كثير من الألفاظ العامية بمعني نهر جاري.
وأ هل كردفان يستعملون كلمة النيل لضروب من الخيران لا تنتظر يومين. يسمون هذا نيلاً فلما وجدنا خبر النيل في قصة السيدة أم سلمة رضي الله عنها ظننا أنهم
أرادوا خور من الخيران و لكن الصفة تدل على نهر النيل لأنهم احتاجوا إلى أن يعبره الزبير ابن العوام ونفخوا له قربة وعام فيه. و هذه قصة تطول.
الذي نعتقده و نميل إليه أن الهجرة الأولى حدثت |إلى بلادنا هذه. و في معاهدة البقط أن المسلمين طلبوا من ملك دنقلا أن يرعى مسجد المسلمين،
الرجل الراهب نسيت اسمه، الذي كتب في تاريخ دنقلا القديمة أنكر أن يكون ثم مسجد لأنه لايوجد أثر له وليس في هذا حجة لأن اسم دنقلا لا يطلق بالضرورة
على مكان بعينه كان فيه الملك و إنما على المنطقة. و لا يستبعد أن المسلمين بنوا مسجدهم في مكان آخر غير الذي فيه الملك و لكنه ضمن حيز نفوذ و بلاط الملك.
ولذلك طلب عبد الله أبن أبي السرح رضي الله عنه من ملك دنقلا أن يحافظ على مسجد المسلمين.

ود الأصيل
02-01-2014, 01:05 AM
... يتبع...
مسجد المسلمين هذا لا يمكن أن يكون بناه مهاجمون.ينبغي أن يكون بناه مقيمون. و في السيرة أنه جاء مع جعفر رضى الله عنه و فدمن مسلمي الحبشة
و أن النبي صلي الله عليه وسلم خدمهم بنفسه. ذكر هذا الشيخ عبدالحى الكتاني في كتابه التراتيب الإدارية نقلاً عن مصادره. فماذا حدث لهؤلاء الذين
أكرموا بخدمة النبي صلي الله علية و سلم لهم و عادوا.ينبغي أنهم أقاموا وأدخلوا الإسلام في تلك البلاد. المهم فيالامر أن هذه الامر لايقف على الفرد.
في الواقع عندنا أخبار أن سيدنا أبا بكر نفىجماعة من الذين حاربوه تأديب لهم إلي شاطئ عيذاب. أبو محجن الثقفي أرسل إلى شاطيء عيذاب.
لما سقطت مصر عند معاوية، أرسل علي من يضمن له الشاطئ أو على الأقل يحرسه، فالشاطئ الآخر كان على اتصال مستمر بالجزيرة العربية
في الصدر الاول الاسلامي، ومنالاخبار المعروفه أن عمر بن أبي ربيعه هلك ألي طريقة في جزيرة دهلك وهى في ناحيةمصوع.

ود الأصيل
02-01-2014, 01:16 AM
... يتبع ...
ودخول الاسلام الى هذه البلاد قديم و سيدنا عثمان بن عفان كان من أهل الهجرة الاولي. وك انت معه ابنة النبي صلى الله عليه وسلم السيدة: رقية،
و من العجيب في الامر أنك في السودان هاهنا تجد اسم رقية كثير اً و لا يقولون رغية إنما ينطقون رقية من لاحظ هذا يجد أنهم ينطقونها بالقاف القرآنية.
وما خصصوا هذا الاسم بهذا النطق، إلا إحتفاظاً بعنصر البركة القديم الذي فيه. فلاحظوا هذا ستجدون في أكثر بلاد السودان أنهم يسمون رقية و يتفادون
قلقلة القاف كما في قال (غال) .واسم عثمان كثير جد في السودان. ولايتوهمن إنسان أن مصدر اسم عثمان من الطريقةالختمية. الاسم أقدم من ذلك بكثير،
ربما تكون الصلة بالطريقة الختمية قد زادته لكن مصدره عثمان بن عفان بلا شك. وسيدنا عثمان بن عفان ليس اتفاق أنه وقف الحرب التي كانت في الشمال.
هذه البلاد أكرمت الصحابه وأجارتهم، فذكروا لها ذلك.وأثر أنهم نهوا المسلمين الأولين أن يقع منهم اعتداء على هذه الجهات. وذلك أعان على نشر الاسلام
في بلاد السودان كما لم ينتشر في أي بلاد أخرى. لان المسلمين لم يوجفوا على بلاد السودان بخيل و لا ركاب. و إنما تغلغل الاسلام فيها من طريق الدعوةالمباركة
و الموعظة الحسنة. وبالرغم مما أضافه الفقهاء أنه يكره السفر الي بلادالكفر والى بلاد السودان. بالرغم من ذلك انتشر الاسلام في بلاد السودان، وكان فيها العلماء.

ود الأصيل
15-01-2014, 07:54 PM
...... يتـــبـــع......
و الحديث لا يزال للعلامة / عبد الله الطيب ، طيب الله ثراه و نفعه بما علم من القرآن و علَّمه
دخول الاسلام في بلدنا جلب معه علوم القرآن. و المذهب الغالب في ديارنا هو مذهب أهل المدينة ( المالكي)
و القراءة السائدة لدينا هي رواية الدوري عن أبي عمرو، إلا في الناحية الشمالية من السودان إنتشرت قراءة
ورش فيما عدا جزيرة لبب، فإنه كان يقرأ فيها بابي عمرو . ومن الغرائب في هذا الباب أن المهدي و هو من لبب،
حمل الناس على ترك إماله بحجة أن الفتحة أصل و الإماله فرع؛ هذا هو الموجود عند الشاطبية. و لكن الناس لم
يتابعوه على ذلك استمروا يميلون للقراءة المأثورة التي عرفوها. هنا نسأل نحن في باب الحديث عن أصول الثقافة.
و لكن ، من أين جاء المذهب المالكي، و من أين جاءت قراءة أبي عمرو. المذهب المالكي قد يكون جاء من المدينة رأساً ،
و قد يكون جاءنا من صعيد مصر و هذا أقرب لأن الصلة بين صعيد مصر و بين الجزيرة العربية قوية لضيق المسافة بين
الشاطيء المصري عند عيذاب / حلايب. و حلايب قريبة تقع جنوب عيذاب.و لكن هى نفس المنطقة. المسافة قريبة بينها
و بين المدينة، فالعبور في هذه الجهة ممكن و سهل فيكون المذهب المالكي قد سلك نفس التي وصل بها إلى صعيد مصر.
كذلك وصلت بعض القبائل العربية عن طريق صعيد مصر (كالهواوير والجعافرة). القراءة القرآنية وصلت من الأندلس،
و أقول ذلك لأن غرب أفريقيا الشمالي متمسك بورش وبقالون. وقراءة أبي عمر وقراءة حفص، و خلافهم القراء الآخرين.
إنما توجد عند علماء القراءات في المساجد حيث يقرأ الناس الشاطبية و النشر والقراءت السبع. أما الاندلس فكانت قراءة
أبي عمر منتشرة فيها.و نحن نقرأ في تاريخ لسان الدين بن الخطيب و هو من متأخري الاندلس جد في الزمان، أنه في ناحية،
من القرية التي نشأ فيها بدأ تعلمه القرآن برواية أبي عمرو و قراءته التي وصلت من طريق الشناقيط و هذا أثر هام جداً.

ود الأصيل
18-01-2014, 11:40 PM
...... يتـــبـــع......

و الحديث لا يزال متصلاً للعالم للعلامة / عبد الله الطيب ، طيب الله ثرا و نفعه بما علم من القرآن و علَّمه

العلم الذي وصل الي بلادنا من طريق المشرق و من غرب افريقيا و الاندلس و شنقيط شمل كتب النحو و بعض شروح الفقه ،مع مذاهب صوفية شتى.
فالطريقةاأتتنا قادمة من المشرق، وأيضاً الشاذلية مع أنها نشأت في الغرب أصلاً. فعندن احمد و المجذوب أخذ الطريق عن علي الداروي، الداروي في مصر
و هي قريبة من مسالك الحج وحولهم ينشر المذهب، لم تنتشر الطريقة الشاذلية إلا في وقت متأخر من طريق الشيخ المجذوب القصير. والشيخ المجذوب القصير
أخذ الطريق الشاذلي عن ابراهيم السويدي وابراهيم السويدي عراقي. وب هذه المناسبة أذكر اني زرت العراق ورأيت الخرقة التي فيها الطيف الصوفي والطريق الشاذلي،
و عند الباش أعيان و فيه إبراهيم وفيه السويديون وغيرهم ، و يرجع الطريق في أصله الي عبد الرحمن التكروري فهذا هو الطريق إلي المغربال عبدالسلام من بشيش الى
سدينا الشاذلي، فلقاء الناس في الحج و في مدارس العلم قوى الرابطه. و الشناقيط منهم أغنياء و مساكين. فطريق المساكين كان بلدنا وطريق الأغنياء كان عبر مصر والشام.
فهولاء المساكين الذين يمرون ببلدنا كانوا يعلمون الناس و يقيمون معهم، وكانبعض العلماء أيضاً يأتون من غرب أفريقيا من بلاد الهوسا و من بلاد تمبكتوا و من بلاد مالي
و ينبغي ملاحظة حرص أهلنا على تلقي علوم الدين القرآن بنهم شديد إلى أيامنا هذه . هذا باب و اسع و لمن يريد التبحر فيه. و لكننا نكتفي فقط بإعطاء لمحة سريعة عنه .

ود الأصيل
30-01-2014, 01:12 AM
عـــروبـــة الســـودان
لم نتطرق لعروية السودان و أفريقيته. و نحن بطبعنا حساسون نوعاًما تجاه ازدواج الهوية. و بمناسبة هذه العقدة.
المستر هاك مايكل قسّم العرب الي عرب عاربة أُصلاء و إلي عرب مستعربة و إلي باي سايدرز (هجناء) و من العجيب
أنه مال إلي أن الجعليين (باي سايدرز) و هذا فيه نظر كبير، و كأني بماك مايكل يغالط المصدر الذي يستقي منه هو
و غيره كإبراهيم فوزي ممن ذهبوا قبلاً إلي نسبة الجعليين إلي سيدنا الفضل بن العباس رضي الله عنهما. لكنه
(ماك مايكل) قال إن العباسيين لا يمكن أن يأتوا الي بلد مثل السودان و هم في أوج مجدهم و قوتهم و صرف الأمر.
و ربما مال بعضهم كالشيخ الخضري، إلى أن الفضل لم تكن له عاقبةٌ في كتاب نسب قريش للمؤرخ سدوسي و أن
الفضل ليس له ولد. هذا النسب المكتوب في بعض الكتب قد يكون في بعضه صحة و في بعضة خطأ، و لا بأس أن
نصدق الناس في أنسابهم ليس هذا فحسب ، و لكن ينبغي أن نستصحب معنا التاريخ لنستقرئه الحقائق.أذكر
أنني في سـنة 1967 زرت في البصرة رجلاً عباسياً من أجلة علمائها و فضلائها هو الشيخ/ عبد القادر باش أعيان
رحمه الله و أهدى الي كتاباً تحفة هو "النخلة سيدة الشجر" و سرقه مني أحد البارعين و لم يرده إليَّ إلي اليوم.
مكتبة الشيخ عبد القادر باش اعيان كانت مدونة في موسوعة بروكلمان و قد راعتني لما زرته و رأيتها. كان فيها
كتاب الحسبة و هو النسخة الوحيدة الموجودة في العالم في ذلك الوقت.كانت النسخة لأحد السادة العباسيين ، و أراني
مصحف العباسيين و هو من سلالتهم، حيث زودني بشجرة نسبه و الوثائق التي تقيم صحة و شرف ذاك النسب من
الكتب المختلفة و من البراهين التي كانت تأتي من العثمانيين و من غيرهم. ثم سألني قائلأً: هل أنتم عباسيون؟

ود الأصيل
25-02-2014, 09:32 PM
قراءات القرآن وصلتنا من الأندلس، و أقول من الأندلس لمتاخمتها لشمال غرب أفريقيا و التي تمثل بلادنا جسر التواصل ما بينها و بين المشرق العربي..
ولغتنا السائدة في هذا الصقع مشتركة و نمت أطرافها من بعضها البعض فمثلاً كلمة علوة وهي اسم لإقليم سوبا وماحولها، وجدت في الآثار المروية القديمة
و لها نفس المدلول وهي الأرض الصعيدة، هنا يوجد الشبه اللغوي، و أذكر عندما كان مستر هيكوك أحد الاساتذة الذين درَّسوا في جامعة الخرطوم كان قارئاً
حجيداً للحروف المروية و كان يشاطرني الاعتقادب أن الصلة قوية جد بين بلدنا و بين الأصول الحميرية القديمة، و الواقع أن نوعاً من العنصرية جعل يحول بين
العلم و العلماء و بين تتبع تاريخ بلادنا هذه و التي ابتدأت التهميش يطالها منذ حوالي القرن السادس قبل الميلاد، و ذلك للأسف بسسب سواد السحنة و هو
لون يعد منتقصاً و أهله مطعون في نسبهم. و بلادنا على قدمها أخذ الناس عربهم و عجمهم ينكرون عليها هويتها رغم قرب الصلة بين بلادنا و بين الشاطيء
الشرقي و التبادل كان و ظل مستمر اًحتى بعد الأسلام لردح من الزمان إذ إن ابن بطوطة عندما جاء شاطيء الأحمر و جد بني كاهل و قبائل البجة متصاهرين
مع أهل مكة و ناشئةٌ بينهم صلات و اشجة.و لكن تلاشى ذكر هذه البلاد رغم أن لها حضارةً ضاربةً بأطنابها في جذور القدم و أشواق معلق قلبها بأسباب السماء.
البرتغاليون هموا بفتح شاطيء البحر الأحمر ليهاجموا الحجاز. رينودي شاتلون قائد صليبي كان من أشد الناس عداوة للمسلمين .جهز أسطولاً حربياً ليغزوا
به سواكن لكي يتخذ منها رأساً للبر يشن منه هجوماً برمائياً على جدة و من ثم على مكة، لو لا أن للبيت رب يحميه، و قد خُذل حينئذٍ و جُدع أنفه في معركة
حطين بسيف صلاح الدين الأيوبي. فهذا الإقليم ظل مهما ومع ذلك ظل يهمش و لم يُنزل منزلته المستحقة.و لا بأس أن ننوه إلى أن الشعر العربي في الجاهلية
و حتى أوائل صدر الإسلام لم يتطرق لذكر الخدود الموردة في نظم النسيب إلا بعدما دخل العرب مع أهل هذه البلاد في صلات ثم تنوسيت كلما تطاول بها العمر.
و في القرن العاشر و الحادي عشر الهجري كانت ازدهرت حضارة في تمبكتو موجودة آثارها إلى يومنا هذا، و لكنك قل أن تجد من يرفع لها ذكراً بين العرب أو المسلمين .

ود الأصيل
25-02-2014, 09:33 PM
قراءات القرآن وصلتنا من الأندلس، و أقول من الأندلس لمتاخمتها لشمال غرب أفريقيا و التي تمثل بلادنا جسر التواصل ما بينها و بين المشرق العربي..
ولغتنا السائدة في هذا الصقع مشتركة و نمت أطرافها من بعضها البعض فمثلاً كلمة علوة وهي اسم لإقليم سوبا وماحولها، وجدت في الآثار المروية القديمة
و لها نفس المدلول وهي الأرض الصعيدة، هنا يوجد الشبه اللغوي، و أذكر عندما كان مستر هيكوك أحد الاساتذة الذين درَّسوا في جامعة الخرطوم كان قارئاً
حجيداً للحروف المروية و كان يشاطرني الاعتقادب أن الصلة قوية جد بين بلدنا و بين الأصول الحميرية القديمة، و الواقع أن نوعاً من العنصرية جعل يحول بين
العلم و العلماء و بين تتبع تاريخ بلادنا هذه و التي ابتدأت التهميش يطالها منذ حوالي القرن السادس قبل الميلاد، و ذلك للأسف بسسب سواد السحنة و هو
لون يعد منتقصاً و أهله مطعون في نسبهم. و بلادنا على قدمها أخذ الناس عربهم و عجمهم ينكرون عليها هويتها رغم قرب الصلة بين بلادنا و بين الشاطيء
الشرقي و التبادل كان و ظل مستمر اًحتى بعد الأسلام لردح من الزمان إذ إن ابن بطوطة عندما جاء شاطيء الأحمر و جد بني كاهل و قبائل البجة متصاهرين
مع أهل مكة و ناشئةٌ بينهم صلات و اشجة.و لكن تلاشى ذكر هذه البلاد رغم أن لها حضارةً ضاربةً بأطنابها في جذور القدم و أشواق معلق قلبها بأسباب السماء.
البرتغاليون هموا بفتح شاطيء البحر الأحمر ليهاجموا الحجاز. رينودي شاتلون قائد صليبي كان من أشد الناس عداوة للمسلمين .جهز أسطولاً حربياً ليغزوا
به سواكن لكي يتخذ منها رأساً للبر يشن منه هجوماً برمائياً على جدة و من ثم على مكة، لو لا أن للبيت رب يحميه، و قد خُذل حينئذٍ و جُدع أنفه في معركة
حطين بسيف صلاح الدين الأيوبي. فهذا الإقليم ظل مهما ومع ذلك ظل يهمش و لم يُنزل منزلته المستحقة.و لا بأس أن ننوه إلى أن الشعر العربي في الجاهلية
و حتى أوائل صدر الإسلام لم يتطرق لذكر الخدود الموردة في نظم النسيب إلا بعدما دخل العرب مع أهل هذه البلاد في صلات ثم تنوسيت كلما تطاول بها العمر.
و في القرن العاشر و الحادي عشر الهجري كانت ازدهرت حضارة في تمبكتو موجودة آثارها إلى يومنا هذا، و لكنك قل أن تجد من يرفع لها ذكراً بين العرب أو المسلمين .

ود الأصيل
16-03-2014, 12:56 AM
مداخــلات (http://www.wadmadani.com/vb/showthread.php?t=48494&p=723678&viewfull=1#post723678)


د. بركات موسى الحواتي توجه للبروف عبد الله الطيب بالسؤال التالي:-
تحدث الاستاذ أحمد سليمان المحامي في مقالات عدة عن توت عنخ امونوكيلوباترا، ثم ذكر حديثا عن زوجة سيدنا موسى وأن اسمها سفورة،
وخلال بحثه لم يجد هذا الاسم إلا بين قبائل المحس و النوبة. ثانيا السيدة هاجر عندما أشتد بابنها العطش واخذت تهرول بين الصفا و المروة
ونبع الماء وخشيت ألا يروى إبنها و أخذت تصيح على الماء سم ... سم ... سم و هذه بلغة النوبة معناها أهدأ... أهدأ.. أهدأ نرجو من أستاذنا
أن يعلق على هذا من ناحية سم... سم...سم بلغتهم أهدأ...أهدأ...أهدأ و تحولت الى زمزم.... و سفورة و شكراً .

ود الأصيل
16-03-2014, 01:01 AM
البروفسور : عبد الله الطيب جاوب قائلاً :-
هذه تأويلات أنا لا أستطيع أن أثبتها أو أدفعها، كل الذي أستطيع أن أقوله أن العهد القديم يذكر أن أمرأة موسى عليه السلام كانت كوشية،
والكوشية هذهقد تكون محسية، أو قد تكون جعلية، أو قد تكون شكرية، وقد تكون بجاوية، والارجح أنتكون بجاوية لان موسى عليه السلام دعى
فرعون الي الدين، فرعون الذي دعاه موسى كان حاكما في جهة الاقصر، و المكان الذي توجه اليه للقائه ينبغي أن يكون على جبال البحرالاحمر و
هذه لا يسكنها المحس، و ربما األحري أن يسكنها البجة. و هذا ظن و تخمين ليس وراءه طائل،الذي وراءه طائل أنه تزوج أمرأة كوشية، وكوش
هذه أمة قد خلت ولاندري على وجه الذقة ماذا كانوا، لكن أهل هذه البلاد كانوا يسمون بكوش و لكن لا يُستنتج من ذلك أنهم نفس الذين
لا يزالون يسكنونها، و أن كانت الأشكال نفسها تشبه الأشكال الموجودة الآن.

ود الأصيل
16-03-2014, 01:45 AM
و عليه ، تبقى مسألة زمزم.. أنت تريد أن تجعل نسب هاجر إلى أصول نوبية، و إذا أردت ذلك ، فيجوز و ليس هذا ببعيد
لأن هاجر أهداها ملك مصر لسيدنا ابراهيم فيجوز أن تكون أستُعْبدت و أُهديت، و أن الذي في الخبر أنها كانت جارية لسارة
فهل كانت جارية نوبية، أو جارية من غير ذلك الله تعالى يعلم.. انتهى كلام البروف عن عروبة السودان.

ود الأصيل
16-03-2014, 01:51 AM
تخريمة بسيطة مع المصريين:-
مما استوقفني في هذا الباب أن إخوتنا في شمال الوادي
يزاحموننا كما نزاحمهم إلى أي أثر واردٍ عن النبي صلى الله عليه و سلم
و عن سلفنا الصالح و يجتهدون في تأويله لصالح عروبتهم .و تحضرني بالمناسبة
طرفة لأحد مشايخ السعودية أن شجاراً وقع أمامه بين مصري يحمل (شاكوشاً) يريد
أن يفتح بهانافوخ واحد سوداني خطف بدوره زردية يريد أن ينتزع بها (أضان) المصري
. يقول الشيخ: فجذبت إلي المصري متظاهراً بمناصرته وقلت:
- يا زول ، أما سمعت ماذا قال النبي صلى الله عليه و سلم عن المصريين؟!
هنا نظر المصري في وجهي بشغف ، متناسياً أمر الشجار و قال:
- و مال قال إيه يا سيدنا الشيخ؟!
- قال صلى الله عليه و سلم (إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة و رحماً)
فالرحم باعتبار السيدة هاجر، و الذمة باعتبار سيدنا إبراهيم عليه السلام).
فكاد المصري يطير فرحاً و قال:
- ياااااه و الله دا يكون أحلى حديث قالوا سيدنا النبي ثم رمى الشاكوش و راح يبوس رأس
أخيه السوداني ، و الذي ناداني بدوره :
-يا شيخ عليك الله ما عندك لينا حاجة ظريفة كدا للنبي يكون جايب فيها سيرة أخوانك الزيلان؟!

ود الأصيل
31-08-2014, 01:24 AM
خميرة .. سودنة
من ذاكرة التاريخ التي لا تُمحي
هذه شهادة بحق قوات شعبنا الباسلة
و عمالقة جندنا الأشاوث، إذ يحكي الراوي ويقاول:
عندما حشد الرئيس العراقي أسبق الأسبق/عبد الكريم قاسم
جيوشه في أوائل ستينات القرن الماضي لضم مشيخة الكويت
على أنها المحافظة رقم (19) ضمن تراب بلاد ما بين الرافدين،
مهدداً بذلك تماسك لحمة النسج المهلهل أصلاً لجامعة الدول العربية
و التي كانت آنذاك غلى حد ما أقوى شكيمة و أمضى عزيمة بحيث أرسلت
قوة عربية مشتركة ضاربة لفض الاشتباك وحفظ ماء الوجه بين جارتين شقيقتين.
ضمت في ألويتها كتيبة كانت صفوةً من صقور الجديان من حقدة مهيرة بت عبود
و بنونة بت المك. ليرفعو اسمنا عالياً خفاقاً هناك. وبعد أن أنهوا مهمتهم واصطفوا
على أرض الميدان ليسقلوا طائرتهم عائدين،، إذا باحد أمراء عائلة الصباح الحامة هناك
يتقدم ليسلم كل واحد منهم مظورفاً ضخماً محشواً الهدايا الثمينة من أموال وساعاات فاخرة.
تمجلبها لهم خصيصاً من ارقى و أفخم بيوتات الموضة. وكان اللواء أ.ح / صديق الزئبق قائم
مقام لتلك المفرزة ، و الذي وقف يراقب ذاك الموقف بكل حزْمٍ.. ثم ما أن فرغ الناس من تسليم
و تسلم الهدايا حتى صاح بفصيله:طابور، صفا! انتباه! عسكري! أرضاً مظروف! فسرعان ما
نفذوا جميعهم أوامره كلمح البصر بوضع مظاريفهم على الأرض، دومنا أي اعتراض أو تذمر.
ثم عاد صوت اللواء الزئبق مزمجراً أن: إلى اليمين دور! ثم: أن: مععععتدل مااااارش!!
تاركين كل من شهد هذا الموقف مشدوهاً!! إذ كانت تلك رسالة عملية بليغة أراد سعادة/
اللواء نقلها لأشقائنا العرب مفادها: ألا شكر و مال على واجب فنحن لسنا مرتزقة.
كان ذاك واحداً من شواهدَ لا تحصى على نزاهة أبنائنا و كان كل منهم بحجم
سفارة تمشي على قديمن بل كان أمة فتية و شعب طيب الأعراق.الأمر
الذي حدى بأمير الكويت أنذاك أن يجهش بالبكاء لمَّا عرض عليه
فلم يصور المشهد،ومن ثم لينتقي بنفسه نفراً من هؤلاء الضباط
لوضع اللبنة الأولى لأول كلية حربية بدولة الكويت.
كان على رأسهم اللواء الزئبق نفسه و معه
العميد وقتها/ مزمل سليمان غندور
الرائد/عمر محمد الطيب.

ود الأصيل
03-11-2014, 01:52 AM
[FONT=pt bold heading]

خمييرة سوودنة
نوبة الشمال و الجبال!
بالعودة إلى حديثنا حول أصول
الثقافة السودانية للبروف الراحل المقيم/
عبد الله الطيب رحمه الله، هناك حدث هام حدث
في السودان في منطقة النوبة في قديم الازمان هو
هجرة قبائل نوبية من الشمال الي جبال النوبة بكردفان
النوبة، لم نجد أيَ ذكرِ لذلك التاريخ لماذا هاجروا؟ متى
هاجروا؟ و ما هي الطرق التي سلكوها إليها؟ علماً أن هناك
تشابهاً ملفتاً للغاية جداً في اللغة و الشلوخ بين تلك القبائل و بين
أخرى . فنجد في المحس و دنقلا مثلاً هنالك ألفاظ مختلفة مع بعض
التحريف متشابهة. فمثلاً (كج) في الشمال تعني الحصان، و هناك
يقولون (كوج) و أيضاً تعني الحصان.و (حبيب سرنوب) برطانة
الدناقلة (سوار الدهب) و كوكو تعني في دنقلا أسد.يقول عبد الله
الطيب: فلم ننلحظ في التاريخ و لا في الكتب ذكراً لهذا الحدث
الهاملكن مسألة اللغات تنبه الناس في تشابهها منذ زمن
بعيد.و هو أمر بحتاج بحثاُ عميقاً، لأن بعض هذا التشابه
قد قلته القوافل التجارية و بعضه قد يكون في أصول
اللغات لكون الناس بشرٌ و أصول لغاتهم
متقاربة. فمثلاً لفظتا (أبو) و (أم)
موجودان في كل اللغات.




[
/FONT]،

أبا إيثار
03-11-2014, 10:24 AM
يمسيك ربي بالخير أستاذي القامة .

ود الأصيل
03-11-2014, 10:48 PM
يمسيك ربي بالخير أستاذي القامة .

[color=""]
جئت أخيراً أخي،
و لعلك لست بآخر،
و لكن كعاتدك لا تأتي
إلا فائضاً كمزن هتون منهمر..
أو كسيل غزير من بطن وادٍ منحدر..
إذ تعلو محياك طلةٌ كما بدر التمام في ليلة
خامس عشر..تفوح منك أنفاس الرضا كخاتمات
المسك مشبعات برصين المعاني معتقاً بحلاوة
كبوح الصبايا في مرقة عصر.. و أظن أول قاسم
مشترك أعظم لاحظته بيننا هو رهافة الحس
الوديع و قرب الدمعة الفوق الرموش،،
مكبوتة بي حسرة و ضياع..و رعشة
الكف الخضيب..مقرونة بي نظرة
ودااااععععع .. جابو القدر في
سكتي.. على حافة
وتر مشدود.
*********
[/color
هذا ليس بنظم شاعر
و لا برطمة كاهن و لا هترشة مجانين
بقدرما هو إحساس حثيث و شعور دفين
يظل يعتريني، و شوق دفيق يتلبسني كالمس
من عرصات التجلي،كلما لقيت من يجاذبني طرفي
حديث مباح عن أيامٍ قد خلت و أصبح لونها مائياً لا يكاد
يتراءى بعين مجردة إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً،
حتى إذا دنا منه لم يجده شيئاً.أمامنا حاضرٌ له شنة و رنة
و به الكثير المثير من آيات الجمال.و لكن هذا لا يمنع من
و جود بعض الثقوب التى تشوه قشابة ثوبه و هي ثقوب
بحاجة لنتعاهدها بالرفاية و الرتق بخيوط من نسيج
الماضى ليبقى الحاضر قابلاً للهضم أيضاً. و بما أن
اليوم شبل من سلالة الأمس، فإن كان الأمس
كما ندَّعيه جميلاً فليس لزاماًأن نصنع حاضرنا
ليأتي مشابهاً لأبيه كنسخة كربونية،
بحجة أن من شابه أباه ما ظلم.
****************
مادفعني لنبش هذا البوست
القديم المعتق(خميرة سودنة)
ليس لكوني سريالياً مشبع بجينات رجعية
تشدني قسراً إلى الماضى، بقدرما هي رغبة
لحقن حاضرنا بشحنة حياة. لكون هذا الكون فسيح،
و أرض الله واسعة. و فرص السعي لكل ما هو جديدحميد
طاقات متجددة بلا حدود.لست من دعاة أن نسجن نفوسنا في
شق ضب، نعض على الأنامل من الغيظ، أو نحك جلودنا بحثاً عن
لذة أو نطوي ضلوعنا على ثأر. أو نثرثر كنوع من المضمضة من طول
السكوت. لِمَ نسلم رقابنا عبيداً لآلية الروتين و أمهاتنا قد و لدننا أحراراً.
إن نفوسنا هيالمعاقل المثلى للثوران و التغيير و ترويضها هو المنطلق لتدبر
أمورنا في كل شيء؛ لا بشقشقة الشعارات و لا بطنطنة الهتافات، فليوطن كل
منا نفسه و لنقاوم ما نحب ..و لنمارس ما نكره.. وتلك قمة الذكاء الاجتماعي.
لأن القشة في البحر يسوقها التيار والغصن على الشجر تهزه الريح ؛ عدا أنت
وأنا وحدنا من تحركنا الإرادة بقوة دفع رباعي ذاتية العزم؛ لكون رضا الضمير
مستحيلاً؛ و لعله حين يخيل إليك أن رأيت أنياب ضميرك بارزةً ذات يوم،
فلا يغرنك أنها ابتسامة الرضا؛ و إنما في الحقيقة قد يكون مات كمداً
وهو غير راض عنك. إذاً، فلا تهدر دموعك و لا شيء يستحق منك
البكاء، لا فقرك و لا فشلك و لا تخلفك و لا مرضك..فكلها
عوارض تغدو و تروح . إنما الخطيئة التي توجب قرع
سن الندامة ،هي شقة البعد عن ربك؛ و أنما
الهجرة التي ينبغي أن تشد إليها الرحال
هي هجرُك المعاصي مرةً و إلى الأبد.!

ود الأصيل
04-11-2014, 12:50 AM
[FONT=pt bold heading]
في مداخلة للسيد/
أحمد زين العابدين عمر:
أثناء ندوة للبروف/ عبد الله الطيب
حول: أصول الثقافة السودانية حيث سأل
و قال:قرأت عن تاريخ اليهود بأن قبائل نوبية شرسة
جداً كانت تغير على مصر مماحدا بفرعونها للدفع ببني
إسرائيل كدرع واقٍ لحدوده الجنوبية.لذا نجد اسماء أهل هذه
البقعة أغلبها مستقاة من أسفار العهد القديم كأسماء داؤؤد و
سليمانو إبراهيم و حتى مدينة (عَبْري) قيل هي من (عِيْري).
فما مدى صحة ذلك؟ . والنقطة الثانية هي: يُقال إن
أهلنا اللحويين في شرقي بلادنا هم بدو من
جزيرة العرب و قد نزحوا قديماً إلى هنا
طلباً للماء و الكلأ. ليس إلا.
***************
رد البروف/ عبدالله الطيب بقوله:)
الهجرات من جزيرة العرب إلى هنا و كذا غلبة
بنت عدنان على لسان أمهاتنا مسألة لا يكاد يتجادل
حول صحتها اثنان أو يتناطح عنزان . و قد سبق ذلك دخول
الأسلام نفسه. ففي قاموس المنجد لفظة (دود) عربية قديمة منذ
عهد امرؤ القيس و هي تعني أسد أو سبع شرس و كلَ ذي فك مفترس
و هي مستعملة لدينا بنفس المعنى حتى في غرب السودان، وأحيان تطلق
على التمساح عندنا فاللغة العربية قديمة جد في هذا البلد، و راجح الظن أنها
لم تعبر البحر إلينا، بل بعضها ربما كان هنا أصلاً، و بعضها عبر البحر حيث
أثر و تأثر بلغاتنا المحلية و هذا الامر نجد الادلة عليه كثيرة. ففي القران نجد أن
كلمة برهان أصلها حبشي، وكلمة صداع حبشية أيضاَ.. و خلاف ذلك الكثير الكثير.
و(العنقريب) آلة حدباء ضاربة في القدم كشفت عنها حفريات أثرية تعود إلى ما وراء
شمس الحضارة الإنسانية و عثر على "عناقريب"منها في سُقطرَة باليمن. مرادفها في
الفصحى هو :النعش" و نحن نطلق "عنقريب" على تشكيلة من أنجم متلألئة تظهر
ليلاً في كبد السماء في بعض الطوالع و العين الصيفية و لها توابع يسميها العرب
"بنات نعش" و قيل إن أول من شُيِّعتْ جنازته في الإسلام على نعش كانت
السيدة زينب بنت جحش(رضي الله عنها)..و هي ظاهرة دخيلة نقلها
مهاجرو الحبشة من بلاد كان يحمل أهلها موتاهم على النعوش
و ما تلك البلاد الواقعة خلف البحر بعد جزيرة العرب
إلا السودان القائم بحدودة الكائنة في يومنا هذا
و ليست أثيوبيا كما يزعمون.
.
[/
FONT]

أبا إيثار
04-11-2014, 09:53 AM
خيل الفرح
شدت حنين الشوق وجاتك
سابت عناوين حزنها
جازفت بي نظرة
واتحدت وجاهتك
خلت الغيمة الامينة
وقبلت في ضل متاهتك

شكرا أستاذي لعظيم الإتكاءة .

ود الأصيل
04-11-2014, 10:06 PM
سيدي الكريم / أبا إيثار
تظل تطريني وأنا ابن امرأة
تأكل القديد؛علمتني إطلاق النضم
على غير عواهنه وكنت أرعى الغنم على
قراريط لأهل قريتي الضاربة سحيقاُ في عتامير الوعر.
بل أنا من وجب علي تهنئة نفسي بأن مذنباً بازغاً رأيته يلوح
في سمائي و يحمل في قطبيه بشرى بميلاد قلم رصين يعرف كيف
و أين يتخير لنطف مداده .كم تشدني حنكتك في تصيد المحاور الساخنة
ثم تنبري لإدارة دفتها بطروح في منتهي الرقي وتسبر بنا عميقاُ في مغاصاتك
و الدر النفيس في أحشائك قابعٌ. عادةً ما تبحث في مضابط حوارك الرزين وتمعن
في مقاصدك الرامية بعيداً عن أرانب أنوفنا. هذا ليس إغداقاً مني لعاطر ثنائك الذي
هو زخات تعبق من ثيابك و المجد محارب قديم يمشي في ركابك، و إنما ذلك من باب
أقراري لحقيقة شهدتها تسعى بين يدي على قدمين؛ وشحذ لهمتك كي تثري تواصلنا
بحديث منك شائق؛ عله يهيل حفنات من غبار النور جراء خفق نعليك في ردهات
جنة خلدنا. فكيف لا ونحن نسمع وقع حوافر قلمك الجموح وهي تعلو بنا
فوق حواجب الدهشة ..أعجبني حد الانبهار فهمك المتطور وملتزم
في آن واحد ل(أيتيكيت) التواصل بين الناس.. لدرجة أنني لم
أوفق بعد ولا مرة لإضافة نقطة بعد فواصلك.
***********************
تعلم سديي الكريم أنني لست أهلاً
لمعشار ما مدحتني به , لكنني أبوح لك بشعوري
بشرف الانتماء و احداً من ندمائك الخلص. و ما أن عثرت عليك
حتى "تأتأ" لساني يبحث عن نبرة تناسب هيبة اللقاء. فكان حالي أشبه
بحال تلك الشهرزاد و هي تهم بالارتماء في أحضان مليكها شهريار، قبل أن تستطرد في
سردها إدبار النجوم و إسفار الصباح، بأشياء لا تباح عن شهبندر التجار عباراتي التي تليق بك
من فرط رقتها إنما تخشي الظهور تحت دائرة الضوء؛ و تؤثر الاختباء وراء عتمات الأفق البعيد؛
كونها مخملية بحيث يزعجها النسيم.. في حين كونها عصية جريئة بحيث يستحي منها الغزل.هذا
مع رجائي بأن لا تتعجل الحكم علي بأنني شخص منكفيء على ذاتي أو أنني مفصلٌ خرقة من ظلي
الناحل على مقاس جلدي ..لكنني أفضل دوماً البقاء هكذا طي الكتمان، ليراني من يراني عن بعد فقط
كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر. فأنا لا أعدو أنأكون مجرد"ابن سبيل"عشت
هائماً على و جهي ،و فاقداً ظلي كحال شحيح ضاع في الزحام خاتمه.فلما اشتدت بي و طأة الهجير ،
أويت إلى ضُل حاحاية شامخة ها هنا، تظل تدهشني بصمودٍ عجيبٍ في وجه الريح ، مستعصية على
جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت واقفةً فتسقط خاوية على عروشها.. فلما نظرت أسفل قدمَيَّ،
إذا بي أرى وجهي الضائع ينداح منعكساً على لجة نيل أزرق يجري في عروقدمي ودم أمثالي من
ذوي الجلحات الغائرة و السحنات (الغبش أبان مسوحاً موية).لكنك إن لم تلمسني دماً و لحماً
و شحماً أو تخاطبني كفاحاً فيكفي أن نتلامس أرواحاَ شفافة و خوطر جياشة تشاطرك
الإحساس بياب غربات ثلاث. و كل ما أخشاه على نفسي و عليك يا صديقي،
و رغم ما يبدو لك من تماسكي، أن تتاوق ذات يوم فلا تجدني .
و هذا لن يكون بقرارٍ مني و لكنهم ربما لأنهم :
أضـــــــاعوني.. و أي فتى أضاعوا؟!.

أبا إيثار
05-11-2014, 08:53 AM
سيدي الكريم / أبا إيثار
تظل تطريني وأنا ابن امرأة
تأكل القديد؛علمتني إطلاق النضم
على غير عواهنه وكنت أرعى الغنم على
قراريط لأهل قريتي الضاربة سحيقاُ في عتاميرالوعر.
بل أنا من وجب علي تهنئة نفسي بأن مذنباً بازغاً رأيته يلوح
في سمائي و يحمل في قطبيه بشرى بميلاد قلم رصين يعرف كيف
و أين يتخير لنطف مداده .كم تشدني حنكتك في تصيد المحاور الساخنة
ثم تنبري لإدارة دفتها بطروح في منتهي الرقي وتسبر بنا عميقاُ في مغاصاتك
و الدر النفيس في أحشائك قابعٌ. عادةً ما تبحث في مضابط حوارك الرزين وتمعن
في مقاصدك الرامية بعيداً عن أرانب أنوفنا. هذا ليس إغداقاً مني لعاطر ثنائك الذي
هو زخات تعبق من ثيابك والمجد محارب قديم يمشي في ركابك، و إنما ذلك من باب
أقراري لحقيقة شهدتها تسعى بين يدي على قديمن؛ وشحذ لهمتك كي تثري تواصلنا
بحديث منك شائق؛ عله يهيل حفنات من غبار ناعم جراء خفق نعليك في ردهات
جنة خلدنا. فكيف لا ونحن نسمع وقع حوافر قلمك الجموح وهي تعلو بنا
فوق حواجب الدهشة ..أعجبني حد الانبهار فهمك المتطور وملتزم
في آن واحد ل(أيتيكيت) التواصل بين الناس.. لدرجة أنني لم
أوفق بعد ولا مرة لإضافة نقطة بعد فواصلك.



شهادة أعتز بها مدي حياتي من كريم إبن كريم إبن كريم
وليتني كنت كماذكرت أستاذي القامة والذي يشرفني
ويسعدني أن أكون تلميذك وصديق إتكاءتك هاهنا وحرفك
بكل عبقه يتمدد هاهنا واحة من الثمر .

أستاذي وسيم العبارة أنيق الحضور موسوعة بنت عدنان
وخيالك المزروع في نبض الخلايا والشاهد دوماً مستصحباً
روعة الأشياء في كل خاطرة حوتك في إنزلاق الصبح من
بين الظلام وفي الجموع الكاسرة في ثورة العصيان في البعد
المغلّف في القصور وفي الدموع الصابرة ..
وحدتك هاهنا تخرج من شقوق الأرض سنبلة تغطي محفل
الأحزان فينا وكنت دورة النبض البديع يدق أبواب العواصف في دمائى .

هل قال لك أحدهم يوماً بك ينتهى فيض الجمال .

أبا إيثار
05-11-2014, 09:22 AM
تعلم سيدي الكريم أنني لست أهلاً
لمعشار ما مدحتني به , لكنني أبوح لك بشعوري
بشرف الانتماء و احداً من ندمائك الخلص. و ما أن عثرت عليك
حتى "تأتأ" لساني يبحث عن نبرة تناسب هيبة اللقاء. فكان حالي أشبه
بحال تلك الشهرزاد و هي تهم بالارتماء في أحضان مليكها شهريار، قبل أن تستطرد في
سردها إدبار النجو و إسفار الصباح، بأشياء لا تباح عن شهبندر التجار عباراتي التي تليق بك
من فرط رقتها إنما تخشي الظهور تحت دائرة الضوء؛ و تؤثر الاختباء وراء عتمات الأفق البعيد؛
كونها مخملية بحيث يزعجها النسيم.. في حين كونها عصية جريئة بحيث يستحي منها الغزل هذا
مع رجائي بأن لا تتعجل الحكم علي بأنني شخص منكفيء على ذاتي أو أنني مفصلٌ خرقة من
ظلي الناحل على مقاس جلدي ..لكنني أفضل دوماً البقاء هكذا طي الكتمان، ليراني من يراني
عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر. فأنا لا أعدو أن
أكون مجرد "عابر سبيل" عشت هائما على و جهي كحال شحيح ضاع في الزحام خاتمه.
فلما اشتدت بي و طأة الهجير أويت إلى ظل هذه حاحاية شامخة تدهشني بصمود
عجيب في وجه الريح ، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت
وافقة فتسقط خاوية على عروشها.. فلما نظرت أسفل قدمي إذا بي أري
وجهي الضائع ينداح منعكساً على لجة نيل أزرق يجري في عروق
دمي ودم أمثالي من ذوي السحنات الغبش ابن مسوحاً موية.
لكنك إن لم تلمسني دماً و لحماً و شحماً أو تخاطبني كفاح
اً فيكفي أن نتلامس أواحاَ شففاة و خوطر جياشة
نتشاطر الإحساس بياب غربات ثالث. وما أخشاه
أخي ، ورغم ما يبدو لك من تماسكي،أن تتاوق
ذات يوم فلا تجدني وهذا لن يكون بقرارٍ مني
و لكنهم أذا أضاعوني و أي فتى أضاعوا.



لا أجامل ولا أتجمّل في من يصون غور الحرف
ويبقي الطريق في دروب الإنتماء ,,,

كل قاطني هذه الرضاب يدينون لك سيدي وأنت حاضر
متربع علي عرش الفرح فينا وسراب دهشة الحرف الذي
يروي الضفاف ياحرف في كل المواسم ..
لن تضيع أستاذي ولن نضيّع مابحجمك وأنت تحمل فجر الزمان
الحلو وتسكنك كل ألوان الجلال السمح .

أتعلم أستاذي بأن صخبك هاهنا زاهي البريق .

ود الأصيل
06-11-2014, 02:28 AM
شهادة أعتز بها مدي حياتي من كريم إبن كريم إبن كريم
وليتني كنت كماذكرت أستاذي القامة والذي يشرفني
ويسعدني أن أكون تلميذك وصديق إتكاءتك هاهنا وحرفك
بكل عبقه يتمدد هاهنا واحة من الثمر .

أستاذي وسيم العبارة أنيق الحضور موسوعة بنت عدنان
وخيالك المزروع في نبض الخلايا والشاهد دوماً مستصحباً
روعة الأشياء في كل خاطرة حوتك في إنزلاق الصبح من
بين الظلام وفي الجموع الكاسرة في ثورة العصيان في البعد
المغلّف في القصور وفي الدموع الصابرة ..
وحدتك هاهنا تخرج من شقوق الأرض سنبلة تغطي محفل
الأحزان فينا وكنت دورة النبض البديع يدق أبواب العواصف في دمائى .

هل قال لك أحدهم يوماً بك ينتهى فيض الجمال .



[FONT=pt bold heading]
صبراً أبا إيثار
ريثما يعود بنا زمان القهر القهقرى
إلى تاريخ ميلاده يوم أن خرج ذات غيبة
باحثاً عن فروة ضبع ليواري بها سوءة صمته!
فلم يظفر بَعْدُ سوى بخرقة بالية لا تتسع إلا بمقدار ما
يستر له نصفاً دون آخر ليظل البوح عارياً مولاي كما خلقتني.
يذكرني هذا بأسطورة سيزيف(Le Mythe de Sisyphe)
ذاك الصدامي الخرافي و بالغ حكمته و سخريته من أبشع و
أسخف حكم جزافي أصدرته بحقه آلهة كان سرق أسرارها،
بجعله يدحرج بلا انقطاع صخرة بين قمة وسفح الجبل،
بحيث تظل تعود لتهوي كلما تكبدعناء رفعها عائداً،
ريثما تستقر، و هكذا دواليك،،،،،،
*****************
و لإن صدَّقنا هوميروس،
فإن جوبيتر قد اختطف أيجين
ابنة إله المطر أيسوبوس، الذي ثَأَر لنفسه
و استعان عليه بسيزيف، الذي كان ذا حيلة واسعة
لقاء أن يسوق السحاب إلى قلعة كورنتوس. ما أثار حفيظة
إله الجحيم ليعاقبه. يقال أيضًا إن لسيزيف صراع خفي من أجل
البقاء، ريثما يسوي بعض حساباته الأرضية؛ و هو كاره لانبعاث جهنم،
فلم يعبأ بنذر الشر و نداءات الغضب، و عاش حيناً، يلامس دفء تضاريس
الأرض، و تغريه بيادر الأمل و يسليه نفح الأنسام تلاقح وجنات الزهر،مما حدا
بمجلس الآلهة لاستصدار مرسومٍ مجحفٍ بحقه . فأرسلوا عطارد (إله البلاغة)
كناطق رسمي باسمهم ، و الذي أمسك بهذا الكائن الجسور من ياقته، فانتزعه من
حلو مسراته، ليعيدوه عنوةً و اقتداراً إلى أصل الجحيم ، حيث وجد صخرة صماء
هناك بانتظاه كي يصعد بها و يتدلى دون توقف!نفهم بأن سيزيف كان رمزاً لأبطال
(اللاجدوى) رغم صموده الخرافي.و احتقاره لعتاة الآلهة ، مع مقته للفناء، و
تشبثه بأهداب الحياة على عواهنها و الذي جرعليه ويلات البلاء حتى كرَّس
كيانه في سبيل لاشيء. لكنه الثمن الذي وجب عليه سداده لهذه الأرض.
خلقت الأساطير لكي تتغذى من خصب الخيال .و ما أشبه ليالينا
ببارحات سيزيف. لكون كل ما نتوهمه هو مجهود بدني منهك
بحيث يحملنا ما لا طاقة لنا به من همومٍ كبيرةٍ نظل نتسلق
بها مرتقيات صعبة و عقبات كأداء كي ننزل بها منحدرات
سحيقة بلا هوادة و بنهاية هكذا مطافٍ طويل
يغلفه فضاءٌ بلا أفق و زمان بلا أمد، قد
يكون بلوغ الغايات أو لا يكون!
******************
[/
FONT]

ود الأصيل
15-08-2015, 11:57 PM
[i]
مسلسل (خميرة .. سودنة)
أحمد خير المحامي .. وما أدراك
بواحد من جيل البطولات
خلينا ندخل هذه الزاوية على غير العادة
بتـــخريــــمـــة ظريـــــفة كــــدا:
ففي ذات مرة، و أنا في السوق السغير
شعرتُ بحاجةٍ ماسَّةٍ لقضاء بعض حاجتي.فجريت
لحمامات العامة أبحث لي عن مخرجٍ للطوارئ . فلقيت موظفاً
جابياً مكلفاً بحتحتة جيوب الناس من ثمرة شقاء يومهم ، لقاء قضاء
أبسط حاجاتهم الطبيعية. و أنا جاي داخل (توشك)كدا ، إذا بالرجل يستوقفني
بنهرة حااارةَّ: ياخينا وين كدا برا إحم و لا دستور؟ما تدفع لينا أول شيء! قلت ليه:
و علي شنو يعني الشفقة؟ هو في حاجة هنا يسرقوها و لا مؤاخذة؟! فطوالي راح زولــك
محتجَّني ليك بمنطق إنو: حق الحكومة أولى من حق أي كمساري حافلة قاعد يبدأ بفرطقة
أصابعينو في إضنين الركاب قبل ما(تغلِّق. لاحظ ، إنو سمعني كول المحاضرة دي، و أنا أصلاً
كنت مستنكرٌ لمبدأ الدفع من أساسه ، ناهيل أن يكون دفعاً قبل الرفع(أعني رفع الملابس)
ﻻ تتتسخ فتتنجس بملامسة أرضية الحمامات (ذلك المأزق الذي لا تقل محنة من يهم
بدخوله عمن بداخله فكلاهما يريد الفكاك) .لكنني كنت رغم ذلك ، سأكبر في متحصل
القبانة داك جرأته و حنكته، بس لو تأكد لي أثبات حرصه على توريد حصالته من
كيمان (فكة الحديد) لخزينة الدولة. و لكن (هيهات.. ثم هيهات، فلا جنٌ و لا
سحرة بقادرين على أن يعرفوا أثره) .. لحدت ما تنبهه (القيصر) أخيراً
جداً إلى حيلة فرضه لتطبيق نظام التحصيل الذكي بواسطة ورنيك
(15) الالكتروني .و برضو. ننرجع نقول: أن تتنبه متأخراً
خيرٌ و أبرك من أن تفضل عمرك سارحاً بشياه إبليس ،
أو حتى يموت غافلاً أو متغافلاً.
*******$$$$$******

color]

ود الأصيل
16-08-2015, 02:20 AM
طيب لو قام سألنا سائل و قال: و ما دخل الأستاذ/
أحمد خير المحامي بكل هذا؟! نقول له: لو عرف السبب لبطل العجب..
فذاك كان رجلاً (وطنياً) اتحادياً (مغبـوناً). تقلد أول منصبٍ لوزير خارجية لسوداننا
الحر المستقل في ذاكرة عقلنا السياسي الخرب و المتجلي في اللاشيء! حيث كمت يقال:
(عبْر الأزقة المعتمة يندس الفقر ذو العينين الجائعتين ، و الخطيئة ذات الوجه المشوه تتبعه عن كثب).
فلا دخل للرجل و لا ذنب له سوى أنه سلك طريقه غير عابئ بنظرات المستريبين المخوَّنين. جازف الرجل نحو ما رآه
أملاً لتحقيق حلمه الضائع ، في فعل شيءٍ لأجل مصالح وطنه العليا. يقيناً منه بأن ما مضى من عمر(السودنة) منذ زمانه
ذاك و إلى زماننا هذا قد ضاع تحت رجلين بيوتات طائفية مسماة جزافاً بـ(الأحزاب)، فأحمد خير واصل عمله مع ضباط 19 نوفمبر،
لأجل مصلحة عامة لا شخصية، و لم يدع ثغرةً لمن يعايره (متبجحاً) بأنه خدم العسكر.. و كأن أولئك النفر لم يحملوا هويةً تؤهلهم
لنيل دعكة (خميرة سودنة).كأنهم سدنة لمستعمرٍ مستأثِرٍ بمقدَّرات الأمة السودانية؟ و كأنه لزامٌ على(صقور الجديان) أن يظلوا قطيعاً
معنياً فقط بالمجهود الحربي، و في صلتهم بالسياسة يكتفون بسماع رفع الأذان ثم تقبعون في خشوع تامٍ بانتظار السيد/(الإمام) حتى
يسيتوون فيسدون الفُرج و يتحاذون بالمناكب و الأقدام .فماذا فعل موﻻنا/أحمدخير!؟بانتقاله من خانة الأفندية ليعفِّر أنفه بغبار مارشات العساكر.
ترى من الذي سارع فسلم ذقنه (لمن سبق و أكل النبق) مع الفريق عبود 1958و طغمته الحاكمة؟ أليس هو(البيك)/ عبد الله خليل؟! و من ذا
الذي فسح للجيش لسرقة البساط من تحت أقدام لمة نيابية 1969م أليس هو اليسار السوداني العنيد؟. ثم من ذا الذي استدعاهم ل(إنقاذنا)
بليلٍ، و رغم أنوفنا في1989سوى(مشروعٍ حضاري) طويل عريض؟ و بصرف النظر عن دوافع أيٍّ من هؤلاء. فبماذا خرجنا من لعبة(عسكر و حرامية)
هذه، سوى ب(طوطحانية)ما بين(ديك/تاتور/ية) الضباط الأحرار و ديمقراطية(الجولف و الهوكي).أسناذ/ أحمد خير المحامي وزير خارجية ناس عبود،
هو صاحب وثبة تسخير السياسة في خدمة التنمية) ففي عهده نمت علاقات السودان مع عظميات قِوَى العالم، يكفي أن رئيس أمريكا/ جون
كنيدي هبط على عهدهم أرضنا زائراً للبلاد في عام 1963م . و قد فعله قبله فسبقه إلينا السوفياتي ليونيد برجنييف 1961م. و انضممنا
لدول عدم الانحياز، في عهده مع الرئيس عبود هو كان مهندس سياستنا الخارجية بامتياز. شهد بذلك شاهدٌ من أهلها كمنصور خالد.
و بعيدا عن هذه الجعجعات التي ﻻ تطرح طحيناً، لم يكن هناك لمصطلح التنمية محل من الإعراب بين السودانيين، قبل عهد عبود الذي
شيد طرق الخرطوم/مدني) جبل أولياء، و (شارع المعونة/بحري)، و في عهدهم أُنشئت شركة خطوطنا البحرية بفضل التعاون
مع تيتو(يوغوسلافيا)، و كذلك بناء خزانات الرصيرص و خشم القربة، لتعزيز الاستفادة من حصة مياه النيل، مشروع امتداد
المناقل. كذلك مصانع سكر الجنيد ، حلفا الجديدة ، و مصانع تعليب الخضر و الفاكهة في ملوط ، واو و كريمة، كنتيجة
لنجاح تبادلنا التجاري مع الخارج. فهل يا ترى يليق بنا أخلاقياً أن نبصق على وجه رجل كهذا ثم نلقي به في
قمامة التاريخ؟! و هل بدون محامٍ غيور مثلة و توظيفه لمعارفه و عشقه الفائق لبلده، كان يمكن جني ثمار
سياسة خارجية لتلك التي كان مهندسها و رائدها هو أحمد خير المحامي!؟ فتلك تهمه داحضة
و مردودة في نحر مطلقها و الأولى بها أن تلصق بكل ذوي الععمم الغليدة و العزب السابلة،
ممن تسلقوا أسوار قصر الشعب هبوطاً البزان من على متون مظلات ودبابات العساكر
و ليس أحمد خير واحداً منهم. و إن جاز لنا أن نطلق علبه (مغبوناً)،فالله نسألُ
أن يكثر لنا من االمغبونين، لينفعوا بلدي ولو بمعشار ما قدمه ذاك الرجل
المحامي.و الدعوة هنا، أن: يا (مغابين) بلادي انتفضوا لتتحدوا!.
*******************$$$$$******************

ود الأصيل
16-08-2015, 10:34 PM
أحمد خير المحامي
(في ربوع سنجة)
... و هذه قصة يرتبط فيها اسم الرجل بمدينة سنجة
التي هو ليس من أهلها ، و لا حتى يدري شيئاً عن شعابها.
لم يكن ذلك مجرد حديثٍ يُفترى بقدر ما كانت حادثة واقعية جرت فصولها
في تلك البقاع و كان هناك مسرحٌ لوقائعها من ألفٍ إلى ياء. و فيها دليل دامغ
على مدى وطنية مولانا/ أحمد خير المحامي كواحدٍ من دايناصورات بلادي المنقرضة
إلى غير رجعة. و فيها تجسيد لمدى حرص أمثال هؤلاء على مقدرات وطنهم بأبعادها الخماسية،
سواء:مادية كانت أم معنوية/ أدبية ، قانونية كانت أم أخلاقية. حيث يحكى أن رجلاً من أهالي سنجة
كان له حانوتاً مستأجراً لدى أحد المحامين المشهور بكونه متحدث لبق و خطيب مفوه و مترافع خطير لا
يشق له غبار في مضماره ؛ و يخشى الناس بأس لسانه. و في ذات يوم جاءه صاحب العقار يطالبه بإخلائه نظراً
لمساس حاجته إليه.جعل المحامي يتذرع بأن المحل صار مرتبطاً باسمه و سمعته في سوق العمل..إذن فلا مجال،و أن
ليس لصاحب الملك إن هو أصر على نزع ملكه، إلا أن ينظر أعلى ما في خيله ليركبه. خرج هذا الأخير لاجئاً بقضيته إلى دور
القضاء فلم يجد أحداً من أجعص عتاولة أهل الحل و العفد من لديه الجرأة لمناصرته بمقارعة خصمه ذلك النمرود. و لما باءت
مساعيه بالفشل مصطدمةً بصخرةٍ صماء، يقال إنه ذهب إلى الخرتوم(محل الريس بنوم و الطيارة بتقوم)يسيح في فجاج الأرض ،
شاكياً لطوبها ضعف قوته و قلة حيلته في ظل جهاز للقضاء سلبي و ليس في القيمين عليه رجلٌ رشيدٌ واحدٌ ممن يُتويسم فيه أيُّ
عدلٌ في القضية، أو قسمةٌ بالسوية ، أو خروجٌ في السرية. إلى أن صادفه رجلٌ أفندي لكنه كان جديراً بكل ذلك.وقف يُصغي إليه بفضول
و اهتمامٍ زائدٍ، و هو يقصص قصصه و يعيد سرد محنته مع غريمه ذلك الذي هضم حقه و سفَّه أحلامه .فما كان من ذاك الأفندي الذي
هو عين الأستاذ/ أحمد خير المحامي، وزير خارجية السودان آنذاك، إلا أن أخرج قصاصةً من حقيبته خلسةً و سجل جرداً كاملاً لمسألة ذلك
المواطن المغبون، بما في ذلك مكان و زمان انعقاد جسلة المرافعات القادمة بشأنها، ثم دسها و انصرف. و فعلاً قد كانفي الموعد المحدد
ترك مولانا موكبه و سافر. و لسان حاله يقول: (قوم بي و أخد سندة.. بالدرب التحت تجاه ربوع سنجااااااايا السايق الفياات).
لتفاجأ قاعة المحكمة هناك عند افتتاح الجلسة بأن مسؤولاً من ذاك العيار يترجل نحو المنصة و ينبري للمرافعة عن مواطنٍ
بسيطٍ و صاحب مظملةٍ لم يكلفه أصلاً بالدفاع عنه. فقامت له هيئة المحكمة برجالات قضائها جالساً و واقفاً و بحضرات
مستاشريها، يوفونه التبجيلا. و لسان حالهم يتعجب من تنزله من علاه لخصم في قضية لا تسوى. و لكن الذي
يسوى عند مولانا/ أحمد خير المحامي كان بكل تأكيد هو هيبة و شرف مهنةٍ قد ارتبط بها اسمه في حق أمةٍ
(يُفترض) أن إذا سرق الشريف أو الضعيف فيهم على حدٍ سواء ألا يتركوه. بل و يقيمون عايه الحد،
و يؤتون كل ذي حٍقحقه. حتى ليسبر الرجل من حلفا الى (نيمولي)،ﻻ يخشى إﻻ الله وا الذئب
علىغنمه. فتنحى المحامي الخصم و تنازل المدعي عن حقه أمام استثنائية
موقفٍ مهنيِّ و أخلاقيِّ خرافي.. و نادراً جدا ما يتكرر.
**************&&&&&*************

ود الأصيل
18-08-2015, 02:33 AM
لا أجامل ولا أتجمّل في من يصون غور الحرف
ويبقي الطريق في دروب الإنتماء ,,,
كل قاطني هذه الرضاب يدينون لك سيدي وأنت حاضر
متربع علي عرش الفرح فينا وسراب دهشة الحرف الذي
يروي الضفاف ياحرف في كل المواسم ..
لن تضيع أستاذي ولن نضيّع مابحجمك وأنت تحمل فجر الزمان
الحلو وتسكنك كل ألوان الجلال السمح .
أتعلم أستاذي بأن صخبك هاهنا زاهي البريق .

أنت وينك يا جنا؟!!
كثيرون ظننتُ أن الموت غيبهم فمرقتْ معاي
بنت عدنان من حظيرة صمتها و هي( تبكي طول الليل تنوِّح)
فسألتها:علام تنتحب الفتاةُ !قالت كيف لا، و أهلي دون خلق الله ماتوا؟!
أما أنت بالذات أخي، أبا إيثار فسيظل نجمك بازغاً في سمائي و لن يخبو خلف
أستار الضباب في الأفق البعيد. و لن ندعك تذهب هكذا مع الرياح الهوج و الموج العنيد.
بل نظل نقتفيك أثراً طرياً، لا بعد عين.. و يظل عبق أنفاسك حاراً بيننا و من دفء حسك
نغزلها خيوطاً لننسجها كل صباحٍ (لُحمةً و سَدَاة) من نكهة الصحبة و تلقائية الود الرصين
و من أناملك نوقدُ كل مساءٍ شمعداناً برَّاقاً لنعتصر منه دمعاً سخيناً نسكبه إشراقاً و ضياءً
فوق جبين العتمة التي نامت لينا في دروب اللقيا. فهذا حرف نداء آخر و ليس بأخيرٍ.
فمتى وجد منفذاً إلى طبل أذينك الأيمن، فقد رجوناك رجاءً أن توافينا فوراً بأنيق
حضورك المفقود! و الله إن ذاك لما حسبته شأنك ، و لا نزكي على ألله أحداً؛
و هو أقل ما اسعفتني به قريحة المدح و الثناء؛ علماً بأنني مداحٌ لا أستحق
مكافئةً بأقل من أن يُحثى في وجهي بسبع حفناتٍ من التراب
ألا قد بح صوتي من ندائاتك ، اللهم فاستجب لندائي
**********&&&&&**********
فكم نكرهُ قسوة الوحشة أمام حتمية القدر و تشابه البقر،
كما تقشعر أبداننا خوفاً من ضمة القبر. و ربما لو كان من حسن تصرف
المرء أن يبكي على خطئيته مما فرط في جنوبكم، و يمسك عليه لسانه بين لحييه ،
خشيةَ أن نفسد هشة اللقاء بتكرار النداء ، و لكون القلوب تنِد كما ينِد البعير و لكن
الأجدى من ذلك، أن لا يكل متننا و نفضل نلهج حتى يصادف نداؤنا أذناً لتُصغِى و قلباً خالياً
ليرق و ليتمكنا. و إن كان أعظم ما نتوخاه منكم إطراقَ فكرٍ و حضورَ قلبٍ، فإن أعظم ما يحدونا
إلى الرفاق ألا تلين قناتنا حتى آخر بحةٍ في صوتنا. و نحن في زمانٍ صُيِّر نور الأمل فيه بصيصاً توشح
باليباب و قد توارى بين طيَّات السحاب. و لكن ، إن كان لا بد من فتيا، و تلاميذ مالك حضورٌ في المدينة
فلعل مما استوقفني من مقالة بعضهم:إن أسقطتني المتاعب فذاك شأنها، و أما شأني، فأن لا أسقط إلا
منتصب القامة أمشي، سمهريَّ القوام ، حتى لو كلفني ذلك شرخاً مزمناً في عمودي الفقري أو أن أموت
دونه واقفاً هنا كنخلةٍ حمقاء.و لكون سقوط حبيبات الطل على وجنات الورود أجمل بداية! فهذه بشرى بأن:
هيهات لأي سقوطٍ أن يصير نهايةً! لكن معظم أزَماتننا الذاتية تقع بين مفترق فجوةٍ ضوئيةٍ مصطنعةٍ بين:
ما أصبو إليه (أنا)، و ما تجود به (أنت) ثم لعل من(اللاواقعية الفائقة) أن يود كلٌ منا العيش سرمداً؟!
مع أنه لا أحد يرضى بأن يداهمه المشيب. فلنتذكر دوماً ، بأن ثمة شقاً رفيعاً فاصلاً بين أضغاث
حلمٍ و أبجدية واقعٍ ،هو مجرد رفعةِ كفَيْ ضراعةٍ بدعاء صادقٍ. تمنياتي لك أخي، مجدداً و مدداً
بلا عددو لا يفوتني تذكيرك و أنت بعيد، بأنه إن كانت القرارات الصائبة وليدة طبيعية
و ابنة شرعية لتراكم تجارب فلا ننسى رد الفضل في صقل ذاك الركام من التجارب
إلى أهله ، بالقول: إنه لا بد للتجارب كي تنضج ، من سلسلةٍ
من الهزائم المجلجلة و بعض القرارات الطائشة!!
*********@@@@@@*********

ود الأصيل
16-12-2015, 10:12 PM
الهــمبــــاتــة
طـه الضر يـــــــــر..
و الطيـــب ود ضحـــــويـــــة
هناك خميرة سودنة أصيلة لسة ما أديناها حقها من
البحث و التنقيب. ألا و هي الهمبتة. و ذكرت معاجم اللغة أن
مرادفها في لغة الفرنجة كلمة(مافيا) ، بمعنى: القلع (رجالة و حمرة عين).
إن كانت الصفات والمزايا مترادفات كما المحنو الرزيا، فإن من أبرز مضامين
الهمبتةهي المروءة و الشهامة. و هي ذلك بخلاف السرقة أي:(النشل) خلسةً؛
و هي غير السطو والنهب ( شغل تلب) متل الزول الزرقولو الشطيطة داك.عفيت
منهم. و لكن قالوا (كان سرقت أسرق لك جمل ، و كان عشقتأ عشق لك قمر). ذلك
رغم أن عقوبتها في حكم الشرق بقانون الحرابة {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ
أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ
خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
**********^^^^^^^*************
يوماً كربتيت .. و يوما عشانا ربيت
و يوما على التابة(السفة) و عليها نبيت

ود الأصيل
16-12-2015, 11:14 PM
// نوادر الهمباتة//
و قبل الخوض بعيداً في سيرة الرجلين
تحضرني هنا طرفةٌ أو طفرتان، لأعرض لهما
كمدخل لسلوكهما الإجرامي في ظاهره ، غير انطوائه
على كثيرٍ من أدبيات نادرة في فنون التحرف لقتال دونما حاجةٍ
للتحيز إلى فئةٍ.فيُحكَى أن ود ضحوية مر ذات مرةٍ على صبي يرعى إبلاً
لأهله، و كان مسترخيياً تحت ظل شجرةٍ. فبادره الهمباتي مستخفَّاً: ها وليد،
إيش راأك نتقاسم؟ فصادمه الفتى برده أبجدياً حاضراً دون أن ترمش له
عين أو يغمض جفن. بلحيل نتقاسم، واحد يملاً الجراب يرقد التراب.
فأدبر عنه الهمباتي وأصرف راشداً، و قد علم أنه، إنما يخاطب
أغلاماً غراً غض الإهاب و لكن في إثوابه أسد هصور
لن يقبل الدينة في ماله و لا في عرضه.
**********^^^^^^**********
و نادرة أخرى تحكي أن شقيقة لأحدهما لعله
طه الضرير أو الطيب ود ضحوية، كانت تلح على أخيها
أن يأخذ ابناً لها ليعلمه لها فنون الحرب و مضارب الهمبتة.
و لكن ولدها كان درفوناً سَمِّح و جناياً عاجباه صبينتو بلحيل و شام صناحو.
و مو رضيان من لهفة أمو عليه.شايف فيها منقصه ليه و عدم عرفة ببواطن أمر ولدها
و متل ما قالو سدور الرجال صناديق مقفلة بطبلة سوكرتية. فيوم خالو ردفو وراه وساقو شايلين
السافل كدي قالو حاريين لهم حركة أبلاً كدي جيهة جبل الللبايتور داك ناويين يهمبتولم منهن خمشة.
و هم سابرين بعتامير خلاهم داك ساااه لمن نزلولم في تايةً فوق الدرب ، قالو يهجسو فيها شوية.أهاوكتين
قريب البياح كدي عمك الهمباتي جاتو صحية قام يتسير هنوووك. وبهنا الجنيكان صاحي مراقبو
ليك عويناتو يبرقن حُوممممرشرار شرار، متل أبو الصقير. فقام بررراحة يتسرسق و شال مركوب
خالو و عقبو بوراه ختا لو النعال تحتو اتلقابا الفسحة. أها ومن حيسو داك قام طاير بالبعير
عري سااه برا بديد و شال الليل دا حيح شيتن نهضي و شيتن كبرتيت.لمن صبح عند
أمو ختاهن ليها قداما و قال لها: شوفي ديل حاجات و متعلقات أخوك الدايراه
يعلمني الهمبتة ، هدا بعيرو و مركوبو مليان بفسحتو.
أها خليه يجيك راجع بي كرعينو حفيان.
***********######**********

ود الأصيل
15-04-2016, 10:28 PM
🍁
تراثيات ...الخدير انا ماني حي
=============
أتذكر مره في مناسبه زواج وفي أثناء الحفل لفت نظري تفاعل الشباب مع اغنيه الخدير التراثيه التي تغني بها الهرم بادي محمد الطيب وبعد نهايه الحفل سألت واحد من الشباب الكانو موقفين فوقنا الغبار الاغنيه دي العجبك فيها شنو قال لي ..يا سلام دي اغاني الغزل العفيف .. أغاني الزمن الجميل. .. بي سري قلت ليهو الجمل اليرفسك ..المهم نمش لي موضوع الاغنيه هي من أغاني (الحداء) والحداء هو الغناء الذي يشترك فيه مجموعه من الناس أثناء تأدية عمل معين يطردون به الملل والنعاس والمشقة ويضبطون به إيقاع العمل .. وأشهر الحداء ما كان يغني قديما للابل أثناء سير القوافل ويسمى المغني حاديا ..كما ذكر المادح في وصف قوافل الحجيج :
سرتم وسار دليلكم ياوحشتي
الشوق اقلقني وصوت الحادي
وأيضا قوله :
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما سار ركب أو ترنم حادي

ومن أشهر الحداء في التراث السوداني اغاني جر الدلو بالابل والحمير .. وأغاني الهيلاهوب في أعمال البحر لتجديف المراكب وتغني هكذا ..هيلا ..هيلا ..هيلا هوب ..ومع كلمه هوب يسحب كل فرد مجدافه بقوه لضبط الإيقاع أثناء التجديف ..وأشهر الحداء عندهم اغاني الحصاد وتحديدا الاغنيه موضوع البوست في دق العيش :
الخدير انا ماني حي
النقدو الطير انا ماني حي
دق العيش في القمرا
يا آب راسين نارك حمرا
الليل برد انا ماني حي
والصيد ورد انا ماني حي
شمه جات انا ماني حي
لابسه العاجات انا ماني حي
وكانت تجري عمليه دق العيش ليلا في ضوء القمر وكانو ينقسمون لمجموعتين يتبادلون الضرب بايقاع سريع علي السنابل المجموعه في التقاة .. ويسمي كوم السنابل (جرن) ..فتقول المجموعه الأولي الخدير ..فترد الثانيه انا ماني حي وهكذا مع الضربه الخدير هو السنابل التي حصدت خضراء ... والنقدو الطير تلك التي أكلت أطرافها الطيور..واب راسين هو المدقاق عود من الحطب في شكل حرف (t ) يستخدم لدق العيش ..ونارك حمراء كناية عن مشقة وصعوبة دق العيش ..شمه جات (شمه) كناية عن المحبوبه ..وهو من الأسماء الشائعه في ذلك الزمن ..وهو الشيماء بالفصحى ..كما يقولون عشه لعائشة ..ولابسه العاجات ..الأسوره في ذلك الزمن كانت مصنوعه من العاج (سن الفيل) ... والغرض من هذه المساحه ربط الحاضر بالماضي والتعرف علي بعض موروثاتنا التي اندثرت في ضوضاء حاضرنا الصاخب سريع الإيقاع .. والآن مع ظهور الحاصدات الآليه ذهبت التقاه والجرن والمدقاق ..واندثرت أعمال النفير كقيمه وسلوك تكافلي ..وانتهت اغاني الحصاد مخلفة وراءها اغنيه الخدير كأثر لذاك الزمن الجميل ..

ود الأصيل
28-06-2016, 01:58 AM
(14/200) - خميرة سودنة//
@ باب النجار مخلع @؟!
و لا أحسن تسميها ، نقول:
& عريانة و حايمة بإبرتا تخيت &؟!

// وردنا بالوتساب النبأ التالي على ذمة راويه//

في برنامج الثامنة علي قناة Mbc مع داؤود الشريان
دار محور الحديث عن اﻷجانب
اتصل أحد السعودين وقال :
"انا اعرف طبيب سوداني جراح ياخد راتب 200 الف ريال
ليش وكل ذلك من خير البلد وهو اجنبي !!"
،
وبعد قليل اتصل مدير المستشفي وقال:
"هو مش واحد هم اثنين راتب الواحد 200 الف ريال والشئ الماتعرفو أن المملكه دفعت خلو رجل لكل واحد منهم لمشفاهم في لندن مبلغ مليون ريال مقابل إنهاء تعاقدهم .. وأقول لك شئ اعمل حسابك هذا الكﻼم أكبر منك هذا أمر ملكي!!"
،
واﻻطباء المذكورين هم:
د . سعيد احمد ابراهيم
مستشفي الملك فهد في جده
د . عبدالله عثمان الزبير
مستشفي الحرس الوطني الرياض

بأمر ملكي.. وخلو رجل يقدر بمبلغ مليون ريال سعودي دفعتها المملكة العربية السعودية لمستشفى لندن لإحضارهما للعمل في المستشفيات السعودية وأنهما طبيبان وليس طبيباً واحداً، جاء رد مدير المستشفى على المتصل السعودي الذي يرى أن مبلغ (200) ألف ريال الذي يأخذه هذا الطبيب خرافي وأنه طبيب أجنبي.. هذا الحوار الذي نال إشادة وإعجاب كثير من السودانيين بالداخل والخارج، دار في برنامج (الثامنة مع داؤود الشرياني) الأسبوع الماضي والذي يعد من أنجح البرامج على قناة MBC لما يتناوله من قضايا جوهرية وحساسة ومهمة، الأمر الذي جعله يُحظى بنسبة مشاهدة عالية.
الدكتور سعيد أحمد إبراهيم مستشفى الملك فهد جدة، والدكتور عبد الله عثمان الزبير مستشفى الحرس الوطني الرياض عقول نيرة وخبرات ثرة استوردتها المملكة العربية السعودية من المملكة المتحدة للاستفادة من خبراتهما الطبية في مجاليهما.
مفاوضات على أعلى مستوى في المملكة (أمر ملكي) وأموال طائلة دفعت لمستشفيات لندن ومرتبات عالية وتقدير خاص لعقولنا المهاجرة التي لم نعرف حتى أسمائها إلا عبر البرنامج المذكور.
إشراقات السودانيين في بلاد المهجر تجعل هاماتنا تصل الثريا، فالسوداني ذو فكر أصيل وقلب كبير وخلق نبيل ويتسم أيضاً بالصدق والشهامة والمروءة تتسابق المؤسسات والشركات بالخارج للتعاقد معه لأمانته وصدقه وإخلاصه في العمل.. فأصبحت صفاتهم تتحدث عنهم، الأمر الذي يجعلنا نقرأ كثيراً لكتاب غير سودانيين يتحدثون عن السودانيين حديثاً طيباً وجميلاً.
التحية لكل (زول) سوداني يعد نفسه سفيراً لبلاده في الخارج ويمثلها خير تمثيل.. والتحية لعقولنا الفذة المهاجرة أمثال الدكتور سعيد أحمد ابراهيم والدكتور عبد الله عثمان الزبير وغيرهم من الذين يجب علينا اكتشافهم وتقديمهم نجوماً للمجتمع السوداني قبل أن يكونوا أحاديث الفضائيات الأخرى.
ابحثوا معي، فقد طال البحث ولفحني هجير شمس السودان المحرقة لنرسي معاً قواعد السودان العلمي الذي لم ولن يتقدم إلا بالعلم ونشره والعمل به والاهتمام بالعلماء وتكريمهم.. ابحثوا معي عن عقول هاجرت إلى الله لنؤرخ لها ويحفظ التأريخ جهدها الفكري والعلمي، وعقول هاجرت إلى الخارج لنستفيد من خبراتها وعقول تجول ما بين المعمل والمكتب والمنزل تخزن علمها بين الأدراج و(أيقونات) الحاسوب.
ارفع رأسك أنت سوداني .
ود الأصيل/،aabersabeel

ود الأصيل
28-06-2016, 02:14 AM
(15/200) - خميرة سودنة//
@ الهمباتة @
//مـعـاكِ سـلامـه يالـدُّنـيـا ام نـعيماً زايلْ//

قصة طريفة رواها الإداري والشاعر المعروف كامل عبد الماجد أحمد زين، والذي كان معتمد بارا ... قال انه عندما كان محافظاً لمحافظة بارا، بإقليم كردفان، أراد أن يتعاطى مع ملف الهمبتة بهدوء وعقلانية وحكمة، واقترح أن تقوم محافظته بمساعدة أساطين الهمباتة في المنطقة لأداء العمرة، ليكون أداء هذه الشعيرة باباً يَلِجون به نحو التوبة، ومن ثم يعودون إلى المجتمع بفكر جديد وصالح، وبالفعل نُفِّذ الاقتراح وسافر ثمانية من الهمباتة تحت قيادة أحد كبار عُمَدْ المنطقة على نفقة المحافظة لأداء شعيرة العمرة، وبعد انتهائهم من المناسك الخاصة بالعمرة، سلكوا في طريق عودتهم طريق المدينة – جدّة، فرأى أحد المعتمرين من الهمباتة إبلاً في الطريق، فأدام النظر إليها وقال للعمدة:

"والله لولا هذا البحر لقدناهنَّ إلى دار حامد!" ثم أخذ يقول:

قـدر ما اقول أتوب إبليس يلولِح راسـو
يقـول لـيَّ لا تُّوب التابـو قبلك خـاسو
أفـرَح وانبسِط عـنـدَ المِدوِّر كـاسـو
بـابَ التّـوبـه فـاتح ما انقفل ترباسو ..!

وجاراه أحد الهمباتة الثمانية الآخرين ويُدعى الهادي قائلاً:

قـدُر ما أقول أتوب إبليس يقبِّل غـادي
يـقول لـيَّ لا تُّوب إيّـاك كبير أولادي
أفـرح وانـبسط عِنـد أم قريناً نادي
باب التوبة فاتح ما انقفل يا الهادي ..!

وقد بدا لي أن الهمباتة يتمسكون بالهمبتة ويحنون إليها حنيناً جارفاً، حتى لو كانوا يواجهون موتاً حتمياً، فعندما أُقتيد أحدهم في خريف عام 1984م إلى غرفة الإعدام، رأى وهو في طريقه إلى حبل المشنقة السماء وقد أرعدت وامتلأت سُحُباً، فأثار ذلك في نفسه معاني شتّى، كذكرى المحبوبة وذكرى أيام الهمبتة، التي تزدهر في أيام الأمطار والخريف، وأخذ يقول:

وين دوديتي وين كبّيتي يا ام برق ام سحاباً شايلْ
شـن سـوّيـتـي فـي الكِتره وقـليـعات نايلْ
واحديـن سـاروا وواحديـن بسوقوا الشايـلْ
مـعـاكِ سـلامـه يالـدُّنـيـا ام نـعيماً زايلْ!!
ود الأصيل/aabersabeel

ود الأصيل
28-06-2016, 02:53 AM
+16/200)- خميرة سودنة//
//الهــمبــــاتــة//
طـه الضر يـــــــــر..
و الطيـــب ود ضحـــــويـــــة
17/58) - خميرة سودنة //
//- الهمباتة //
] أخونا مبارك بركة إت الاختلاس من جزلان الدولة و مص دم الناس ، جنس دا بتمسبه همبتة عليك الله؟!

سمح كدي تعال نشوف شغل الهمبتة البصح. عند أهلا ناس طـه الضر يـــــــــر.. و الطيـــب ود ضحـــــويــة.

#الهمبتة بتشكل خميرة سودنة أصيلة لسة ما أديناها حقها من البحث و التنقيب. و ذكرت معاجم اللغة أن مرادفها في لغة الفرنجة كلمة (مافيا) ، بمعنى: القلع (رجالة و حمرة عين).
فإن كانت الصفات و المزايا مترادفات، كما المحن و الرزيا، فإن من أبرز مضامين الهمبتة هي المروءة و الشهامة. و هي بخلاف السرقة أي:(النشل) خلسةً. و هي غير السطو والنهب ( شغل تلب) متل الحرامي داك الجنيات أخوان فاطنة زرقولو الشطيطة. علا عفيت منهم طب.

# لأنو قالوا (كان سرقت أسرق لك جمل ، و كان عشقت أعشق لك قمر). ذلك رغم أن عقوبتها في حكم الشرع بقانون الحرابة {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ/اللَّهَ و َرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ
أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم
^^^^^^**(((())))*******
[]فغايتو يوماً كربتيت .. و يوما عشانا ربيت
و يوما على التابة (السفة) و عليها نبيت،،،،،،،

ود الأصيل/aabersabeel

^^^^^^*************
[COLOR="#A52A2A"]


@ الهمباتة @
//مـعـاكِ سـلامـه يالـدُّنـيـا ام نـعيماً زايلْ//

قصة طريفة رواها الإداري والشاعر المعروف كامل عبد الماجد أحمد زين، والذي كان معتمد بارا ... قال انه عندما كان محافظاً لمحافظة بارا، بإقليم كردفان، أراد أن يتعاطى مع ملف الهمبتة بهدوء وعقلانية وحكمة، واقترح أن تقوم محافظته بمساعدة أساطين الهمباتة في المنطقة لأداء العمرة، ليكون أداء هذه الشعيرة باباً يَلِجون به نحو التوبة، ومن ثم يعودون إلى المجتمع بفكر جديد وصالح، وبالفعل نُفِّذ الاقتراح وسافر ثمانية من الهمباتة تحت قيادة أحد كبار عُمَدْ المنطقة على نفقة المحافظة لأداء شعيرة العمرة، وبعد انتهائهم من المناسك الخاصة بالعمرة، سلكوا في طريق عودتهم طريق المدينة – جدّة، فرأى أحد المعتمرين من الهمباتة إبلاً في الطريق، فأدام النظر إليها وقال للعمدة:

"والله لولا هذا البحر لقدناهنَّ إلى دار حامد!" ثم أخذ يقول:

قـدر ما اقول أتوب إبليس يلولِح راسـو
يقـول لـيَّ لا تُّوب التابـو قبلك خـاسو
أفـرَح وانبسِط عـنـدَ المِدوِّر كـاسـو
بـابَ التّـوبـه فـاتح ما انقفل ترباسو ..!

وجاراه أحد الهمباتة الثمانية الآخرين ويُدعى الهادي قائلاً:

قـدُر ما أقول أتوب إبليس يقبِّل غـادي
يـقول لـيَّ لا تُّوب إيّـاك كبير أولادي
أفـرح وانـبسط عِنـد أم قريناً نادي
باب التوبة فاتح ما انقفل يا الهادي ..!

وقد بدا لي أن الهمباتة يتمسكون بالهمبتة ويحنون إليها حنيناً جارفاً، حتى لو كانوا يواجهون موتاً حتمياً، فعندما أُقتيد أحدهم في خريف عام 1984م إلى غرفة الإعدام، رأى وهو في طريقه إلى حبل المشنقة السماء وقد أرعدت وامتلأت سُحُباً، فأثار ذلك في نفسه معاني شتّى، كذكرى المحبوبة وذكرى أيام الهمبتة، التي تزدهر في أيام الأمطار والخريف، وأخذ يقول:

وين دوديتي وين كبّيتي يا ام برق ام سحاباً شايلْ
شـن سـوّيـتـي فـي الكِتره وقـليـعات نايلْ
واحديـن سـاروا وواحديـن بسوقوا الشايـلْ
مـعـاكِ سـلامـه يالـدُّنـيـا ام نـعيماً زايلْ!!
ود الأصيل/aabersabeelف

ود الأصيل
30-06-2016, 10:16 AM
نوادر الهمباتة:
و قبل الخوض بعيداً في سيرة الرجلين
تحضرني هنا طرفةٌ أو طفرتان، لأعرض لهما
كمدخل لسلوكهما الإجرامي في ظاهره ، غير انطوائه
على كثيرٍ من أدبيات نادرة في فنون التحرف لقتال دونما حاجةٍ
للتحيز إلى فئةٍ.فيُحكَى أن ود ضحوية مر ذات مرةٍ على صبي يرعى إبلاً
لأهله، و كان مسترخيياً تحت ظل شجرةٍ. فبادره الهمباتي مستخفَّاً: ها وليد،
إيش راأك نتقاسم؟ فصادمه الفتى برده أبجدياً حاضراً دون أن ترمش له
عين أو يغمض جفن. بلحيل نتقاسم، واحد يملاً الجراب يرقد التراب.
فأدبر عنه الهمباتي وأصرف راشداً، و قد علم أنه، إنما يخاطب
أغلاماً غراً غض الإهاب و لكن في إثوابه أسد هصور
لن يقبل الدينة في ماله و لا في عرضه.
**********^^^^^^**********
و نادرة أخرى تحكي أن شقيقة لأحدهما لعله
طه الضرير أو الطيب ود ضحوية، كانت تلح على أخيها
أن يأخذ ابناً لها ليعلمه لها فنون الحرب و مضارب الهمبتة.
و لكن ولدها كان درفوناً سَمِّح و جناياً عاجباه صبينتو بلحيل و شام صناحو.
و مو رضيان من لهفة أمو عليه.شايف فيها منقصه ليه و عدم عرفة ببواطن أمر ولدها
و متل ما قالو سدور الرجال صناديق مقفلة بطبلة سوكرتية. فيوم خالو ردفو وراه وساقو شايلين
السافل كدي قالو حاريين لهم حركة أبلاً كدي جيهة جبل الللبايتور داك ناويين يهمبتولم منهن خمشة.
و هم سابرين بعتامير خلاهم داك ساااه لمن نزلولم في تايةً فوق الدرب ، قالو يهجسو فيها شوية.أهاوكتين
قريب البياح كدي عمك الهمباتي جاتو صحية قام يتسير هنوووك. وبهنا الجنيكان صاحي مراقبو
ليك عويناتو يبرقن حُوممممرشرار شرار، متل أبو الصقير. فقام بررراحة يتسرسق و شال مركوب
خالو و عقبو بوراه ختا لو النعال تحتو اتلقابا الفسحة. أها ومن حيسو داك قام طاير بالبعير
عري سااه برا بديد و شال الليل دا حيح شيتن نهضي و شيتن كبرتيت.لمن صبح عند
أمو ختاهن ليها قداما و قال لها: شوفي ديل حاجات و متعلقات أخوك الدايراه
يعلمني الهمبتة ، هدا بعيرو و مركوبو مليان بفسحتو.
أها خليه يجيك راجع بي كرعينو حفيان.
***********######**********

***)))((((***
Mohammad Ahmad Ragab:
اجمل مافي هذه القصة قناعة الهمباتي بذلك الرد الذي كان يعني بالنسبه له الموت يا الله ياريت لو نلاقي مجموعة مثل ذلك الصبي لحراسة المال العام بالدولة

ي ود رجب كل ما نقرعك تقوم تهابش. ح ترجعنا لكلام دار قبيل مع ود الوكيل. قال حلمان لقى روحو يتخبطه المس من السياسة. ف قلنالو:
دي حلمة ، بايخة. لأنو ما من أحد يدعي أمامك، حتي أنا و أنت ذاتك، أنه ليس سياسيا و لا من المشتغلين بالفارغة و لا أي حاحة، فاعلم أنه قد كذبك و هو صدوق.
فهو أكبر واحد (مسوس). لكونو السياسة من ساس يسوس ، و هو سائس للحمير لا مؤاخذة و الدواب و كثير من الناس. و كثير حق عليه العذاب. و هي فن الممكن.و لكنها تصنع روابع المستحيلات.
ود الأصيل/aabersabeel
***)))(((***
فتحين قت لي يحرسو المال العام. ياخ ما ترا كانو حارسنو في أمان الله. لحدت ما الشونة كبرت؛ و قاات كدي الشهية فتحت بشراهة. فبقى (خامبها) حراميها. ياخ ما سمعت اعترافات عمك هناي داك بعدما ضمن إنو فايت و تاني مو جاي؟!
***((()))***
Mohammad Ahmad Ragab
انا معاك ياود الأصيل بانه ليست هناك مساحة في روائعك للسياسه الكلام في السياسه لا يرفع ولا يجيب لو الكلام ينفع ماكانت الجرائد السياسية طن من الكلام بجنيه ونصف بالرغم من تلك الحقيقه يرفض قلمي وإلا ان يخوض في ذلك البحر السياسي العميق ودائما مايغرق وأقوم بانتشاله ويعاود الكره انه قلم مريض يا ود الأصيل عنيد بالرغم من انه يخاف من ذلك الهواء السخن الذي يهب من حين الي حين انا تائب من الخوض في السياسه ولكن كلمة همباتي هي التي تقوم باشعال الفتيل خلاص يا اخي الفاضل ابتداءا من هذا اليوم سوف اقلب هذه الكلمه لتصل الي قلمي المريض بإيقاع همباشي هكذا انت تستريح وانا وقلمي نكون بعيد من ذلك المستحيل وياشمس باكر تعالي عليك الله معاكي خبر سعيد تحياتي واحترامي ليك الشديد.
++++(((())))++++
يا ود رجب و الله ما فهمتني. بالعكس كولنا قاعدين نتعاطى ذاك الأفيون. لكن قصدي بس يكون بالدس و بالطريقة الصاح. على قولة الثعلب ل(ملك الغابة) هذه لفطورك، و تلك لغدائك و الهنووك ديبيك لعشائك. قال: من علمك هذا!؟
قال: علمني المرفعين ، لما رآه مضرجا بدمائه. مثلما حصل لود أبنعوف.
ود الأصيل/aabersabeel

ود الأصيل
05-07-2016, 03:09 AM
aabersabeelعابر سبيل
[FONT=Arial]لك التحية
فعلاً وحقاً
نحتاج الى بعثرت اوراقنا القديمة
ونفض الغبار عنها
فهى دروس وعبر[CENTER][COLOR=#0000cd]تشكرات لسعادة رئيس مجلس أدارتنا و أخي المتوهج دوماً ،محجوب ، وبمناسبة دروس و عبر هذه تعال نتقهقر لوراء عبر صندوق الدنيا قرابة عقدين من الزمان لأحكي لك حزمة مواقف عقدتني حتى حشرتني في ربع هدومي و أغرقتني في شبر سيل من دموعي من شدة سودنتها الخالصة


(19/58)
// دروس عبر فيافي العتامير []
في حوالي منتص تسعينات القرن الماضي ، كنت نويت حجة و زوغة ، فركبت البر ثم البحر مسافراً من شرق المملكة عبر وهاد الربع الخالي. بين الرياض والقصيم. حيث توجد عقبة كؤود تحطمت زاملتي على قمتها و لو ما ربك لطف بي و بعائلتي حتى لما هبطنا الأرض بسلام. مرت بنا حافلة ركاب سورية متجهة حائل و تبوك. رأف بنا السائق و حملنا إلى قرب بريدة أو عنيزة بالقصيم ، زاعماً أن هنالك ورشة معلمها سوري سيصلح لنا السيارة100 %.
# وصلنا هناك و لم نجد المعلم و و جدنا صبيه . كان شاباً سودانياً عشرينياً.اسمه لا يزال محفوراً في سويداء ذاكرتي الخبربة المفقودة (عاطف عبدو- من أبناء الأبيض).بصراحة لو العبرة بالمظهر, والله بتعريفة ما تشتريه؛ عليه أثواب رثة وملطعة بالزفت وزيوت الرجيع, و لكن بداخلها يقبع أسد هصور. أها الجنا مما شاف الحريم قام مسردب قدامنا سااااه وأخذنا فوراً إلى منزل مجاور لا يملكه و ولا إمرة له عليه, لكنها المروءة. كان البيت ، (سودانياً) عبارة عن تكيل مجدوع هناك و حيداً كخاتم في فلاة ؛ يلاصقه مسجد صغير و محطة بترول و بقالة فقط كانت تلك كل منشآت تلك الناحية ا لتي لا يتجاوز تعداد قاطنيها أصابع اليدين و لا يؤمها سوى قليل من رعاة الماشية من العزب والمزارع المترامية. طرق الصبي/ عاطف باب الدارو نادى من بعيد: يا ناس البيت هوي: جوكم ضيوف:ولم يلبث الرد طويلاً حتى جاءه فورياً كأنما كان يتربص بمجيئنا و يتحين مقدمنا. مرحب بالضيوف .. حباكبكم عشرة, هكذا قالتها ست البيت بنبرة بطانة لا تخطؤها أذناي نظراً لتشبعها للنخاع بنخوة أهل عصار و السباغ ، من حفدة محمود ود زايد شحم ألبل.. وهي امرأة بعشرة رجاجيل (من النوع الهي بتدرش تقول قضا).

# من هناك زوجها الشاب،/أحمد حسن جمعة(من مغاربتنا البين الدناقلة و الشبارقة دي) ، عطل أعماله وأقفل حانوته وهرول نحونا وأقبل علينا وهو يرمل رملاً و يخب خبيباً، و هو لما كان قصير القامة تشابى ليتعلق برقبتي فاستلم بعضنا بالأحضان بعضاً؛ كما لو كنت أخاه الغائب بالسنين والذي عدت حينئذ أدراجي لنذهب في عناق طويل لم يقطع سكونه سوى أطيط الحناجرو أزيز صدرونا بالبكاء ؛ قلت لنفسي لن أندهش ..فالسودان كله هكذا ؛ بس نحن طولنا البعاد شوية. ثم من حيثه و قبل أن نعتب أصدر أحمد فرمانه لأهل بيته أن: اقسموا الدار دارين مناصفة بينا و بين أخونا الشيخ/ ثم الفت يسأل، من؟ قلت فلان بن فلان من ناحية كذا ولست بعيداً منك! دخلنا العيال ثم بعد جمة النفس استنفرونا لسحب السيارة المعطوبة حيث تم إصلاحها خلال أسبوع مكثناه بين ظهراني هولاء الناس العجيبين. و دعونا بدموع عز على الأرض أن تشرب مثلها و لو نزلت على جلمود صخر لأنبت زعفراناً.
#ما أثار حفيظتي رغم كل هذا الكرم الباذخ، عندما اكتشفت أن نصف قيمة التصليح قد تكفلوا بسداده مناصفة بين البقال/ أحمد و صبي الميكانيكي/عاطف. طبعاً غضبت و أرغيت ثم أزبدت و قلت: أنا موش محتاج ليكم عشان تصلحو لي على حسابكم؛ رد علي الاثنان بحجة أقوى، إذ قالا: نعم لست محتاجاً و ولكنك ابن سبيل. لكن ، نشفت دماغي وقلت 60 ألف يمين لن أقبل حتى رضخوا أمام إصراري فتواطأنا على حل وسط: بأن أدفع لهما المبلغ ريث وصولي أهلي. لكنهما أغضباني ثانية حين أرسلت إليمها لاحقاً من هناك بحوالة على صرافة الراجحي و لكنهم أرجعوها لي نسبة لعدم صحة العنوان ..تبين لي أنهما أمداني بعنوان فشنك ..فلم أترك لأيهما فرصة للتهرب إلى أن خالصتهما رغم أنف الرجالة العاجباني لمن تكون في محلها.
ود الأصيل/ aabersabeel
+++++(((()))))+++++
(20/58)
//رباطين و قطاع طرق من صنف آخر//

• بعد فراغنا من مشاعر الحج والعمرة قصدنا الباخرة وعبرنا سالمين بعون الله إلى سواكن من هناك خلصنا ثم انطلقنا مسافرين عن طريق كسلا مروراً بهيا ثم درديب؛ هناك في الاستراحة قابلنا شاب أدروب سائق شاحنة ثقيلة. شاف سيارتنا كرولا صغيرة فأشفق على حجمها: فقال لي ممازحاً يا مولانا ، كيف جيتو كاطعين الصحاري والوهاد دي كلها بمثل هذه القرنبعة؟!!! و كيف كمان دايرين تكطعوا بها فيافينا الوعرة مع الهبباي؟ ثم أشار علينا بالسير تحته متل أبو الدرداق مع القمراء ليتكفل بحراستنا متحركاً.

# على الطريق خرج لنا من الجبال أولائك الفتية الضامرون كأنهم عقارب الجمال.. يطؤون الرمضاء بلا نعل و يسعون بلا ظل .. يتأبطون الخناجر و الشوتالات و يغرزون في قباب شعورهم خلالات كأشطان بئر في لبان الأدهم (خيل إلى أنك لو استحلبت منهم رهطاً أو قرية كاملة ما تطلع ليك بفنجان دم). أناس مسالمون لا يسألونك أكثر من شربة ماء أو فتات بسكوت, حيث أقرب مظهر للحياة لا يقل عن 300 ميل.

# بعد كبري حنتوب واصلنا شمالاً و في آخر محطة (الكاملين) قبيل الخرطوم اعترضنا شبان يشدون حبلاً على دفتي الطريق ليوقفوا المارة.. حسبناهم من جماعة أمن الطرق أو قبانة. ولم يبق للشمس سوى مقدار الرمح حتى تجب من مغربها ويحين الإفطار. تبين لنا أنهم قطاع طرق.. لكن من صنف شريف وبمزاياً نادرة, فهم يتوددون لكل من استوقفوه أن يدلف و يتفضل بكل هدوء, و من يعارضهم يوشك أن يثير حفائظهم حتى لم يتركوه ولو دعا الأمر لاستخدام العنف. أنا كنت مطاوعاً و لم أشأ أن أخرجهم عن أطوارهم؛ خاصة أن العطش والإعياء بلغ بنا شأواً. ثم لا أذيع سراً إن قلت إن شيئاً من اللهفة وضيق ذات العين و قع في نفسي الأمارة بالسوء فقلت: لماذا يعني الإصرار على استيقاف جميع من هب و دب! ثم من أين لهؤلاء بطعام يكفي كل هذه الخلق؟.
# لم نتلبث بتلك الحالة إلا قليلاً، قبل أن ترخي الشمس رموشها و تسدل اليل عليها أجفانه فتخرج علينا البلدة عن بكرة أبيها أعماها شايل المكسر بشيبها و شبابها و رجالها و نسوتها وصباياها، أتونا جميهم حفاةً بخيرات وأصناف الطعام والصواني المدنكلة سدت عين القمر. ولقد خاب ظني وخسأت عيني, إذ أكلنا و شبعنا حتى تترعنا و أكل الحضور كلهم أجمعين وجعل المارة يتعاقبون أفواجاً ثم جاء دور الأغنام و الكلاب لترتع وترعى من فضلهم؛ إلى أن انفض سامرنا و ذهبنا جميعاً, و لكن دون أن يذهب من طعام أحبابنا (الكاملين) إلا بمقدار ما يأخذه المخيط بسم حياطه حين يغمس في خضم المحيط..
ربنا يخلف عليهم بالبركة آميـــــــــــــــــــــن.... و تاني جايينكم راجعين بالدرب القبيل جاي شاق الدوكة و مارق فوق المكطاع....
ود الأصيل/ aabersabeel
++++(((())))++++[

Omas:
يا سلام أولاد الأصالة كووووتار ياخ شديد.
+++++((((()))))+++++
ود الأصيل/aabersabeel
حبوبة عجوز عندنها مثل في الحتة دي عجيب و معبر جدن . و لو أن به روح أنانية لا تخلو من طرافة ، بتقول:" الجنيات أهل الحارة إن شاء الله عاد يحضرو بلاي ، ما يحضرو عشاي". قالت: عشان عرضانين، لاكين جنهم سفسفة.
+++((()))+++
الناس ظروف:
السرد ممتع وشيق .وهذةعاداتنا فى جزيرةالخير رغم ضيق ذات اليد.وجزيت خيرا.
+++((()))+++
متعكم الله بطيب الخصال. ديل أهلي ( الغبش أبان مسوحن موية) في جزبرة بين بحربن. و حبوبتي مسمياها:" بقرة بين تورين ، أكان جاعو الاتنين بتحلب تعشيهم . لاكين أكان هي جاعت، علا ترقد بايتة القوا"!!
ود الأصيل/ aabersabeel

ود الأصيل
10-08-2016, 10:55 AM
[
]مسلسل " خميرة سودنة"
(ديـــل أهـــلــــي)





أ

شكر أخوتي المرحبين
كما لم أشكر أحداً من قبل.
فقط كان يكفينا منكم أن يضع أحدكم أيقونة
دون تعليق..لا أن نترفع مباشرة إلى" قلم متميز"
في نظركم .فصار لزاماً علي أن أدين بالفضل لأهله جميعاً
دونما فرز.؛كونكم تطوقونني بكلفة باهظة دونها العرق كي يرتقي
الجميع بجهد جهيد إلى مصاف الأدباء وقممهم السمهرية العالية.ثم كيف
لأحدنا أن أستطيع ، و فيكم جهابزة القرطاس والقلم؟و أما الآن فدعوني أطرح
عليكمفكرة و حلماً ظل يراودني منذ أمد؛ خاصة و أن الفرصة تواتيني الآن لتحقيقه؛
بأن نكتب بأسهاب عن" خمائر السودنة".. نود أن نرسم "كروكية" بانورامية شفيفة
وصادقة لهذا البلد الخرافي العريق، ممثلة في ناسه و أرضه و نيله و غاباته
و صحاريه ووديانه و وهاده و فلواته ، وسحناته بل و كل ما يتفرد به
من مزاياً خالصة تصنع منه وحدة في تنوع و تضعه بارتياح
كشامة بين الأمم :والآن فلنبدأً من هنا
علي سبيل التجربة وجس ا لنبض:_ قلبي على جناي، و قلب جناي على حجر[]
[]لعل ما دفعني لكتابة سطوري هذه هو شعور غريب بتلذذ المعاناة.
فهي أحلى بعد تجاوزها. و سر النجاح والأبداع في نظري أنه يقتات دوماً ع
لى فتات موائد الألم. يقول تشارس ديكن:" أنا أبدع طالما أنني أظل أعاني".
فالكاتب و المبدع عموماً بمثابة أرشيف لذاكرة ما يدور بخواطر أهله و ناسه ، كونه مرآة
ساذجة و و كاميرا نزيهة تلقط ما حولها لتصوغ منه أمثلة مدهشة وتبدع تفانين رائعة. و الشاعر
قيثارة عصره و لسان حال زمانه الذي لا مجال لإفلاته منه و إن حاول الفكاك من قيوده التي كلما
ضاقت به ذرعاً استحكمت حلقاتها و لم تفرج، و إن تمرد على كثير من تفاصيل أوضاعه، و جند
نفسه لمعترك صون الفضيلة و نبذ ثقافة النفور و الكراهية و سعى جهده لتأسيس وعي
مسكون بقضايا قومه، ملتزم بها. فليس المبدع مؤرخاً و إن كان موثقاً جيداً، يعيش يومه
و يشرئب لما تحبل به ثنايا غده.. و هو يدون لنا شهادة شاهد عصر رأى بأم إنسان
عين زمانه ، و قلب يكاد ينخلع ألف مرة قبل أن يرتمي على مخازي عري كل
ستر رآه يهتك، أو ظلمات كل ظلم رآه يقع، أو أثبابات كل حق سمعه
يستلب. و للكلمة مفتاح تحظى به على خارطة الإصلاح في
كل أمة و النضال لنصرة كل شعب يريد البقاء.

شخصياً، في كنانة أسهمي صنوف من درامات معاناة خاصة،
ممتدة و محببة. إذ إنني جئت إلى الدنيا و ما رأيت نعيما قط.
ترعرعت حينا من الدهر في حضن أمي تلك التي أودعتني أمانة
لهذا العالم و رحلت.. ثم انتقلت إلى أحضان جدتين كانتا تتنازعان
رعايتي. أذكر تلك التي ظفرت بضمي و تعاهدتني على إقبال ثم
جئت لافتقدها بعدحين كي أرد غيضاً من فيض جميلها
فوجدتها تنوي على إدبار، و هي تلملم ب
قايا حطام عمرها و توشك أن ترحل .

#كانت تعد لنا الطعام و تضعه راضية مرضية بين أيدينا أنا و أخواني ،
ثم تجلس بجوارنا القرفصاء لتراقب عن كثب ، مراقبة لصيقة و قسمات وشها
الشاحب البريء توحي بأنها (بايتة القوى). و إذا شح الطعام أو تناقص الإدام
حتى نطلب المزيد، لا تلبث تمهلنا لنصيح بها(تعالي ملحيها و زيديها ، وخلينا
مش نخرا و نجيها)؛ تى تأتينا بما نريد في حينه، حتى لو من مافي.
قم إذا فرغنا تماماً إذا بها تدنو {لتحسن القدح مع مرماس الحلة}.

# كنت أصغرهم سناً و بي حماقة. عاملة لي حساب و مسمياني/
(الجنا أب وشاً محومر). فكانت حتى لو نال منها الغضب و طفح بها الكيل
و صفعتني مثلاً (أو قشطتني بسير المفحضة), سرعان ما تسترجع
جاهشة معاي بالبكاء و تأكل أصابعها من الندامة فتصنع لي شراباً
من الليمون تغرق فيه لة من السكر. وهي قاطعة على
نفسها عهداً ألا يجد الحزن سبيلاً
إلى قلوب هؤلاء اليتامى من ثغرتها.

# فلامن خلاس كبرنا و مرقنا نطلب العلم
و نكوس دروب الشغل كان قد برد عنفوانها و تقدم
بها السن؛ فزاد تعلقها بنا و بي شخصياً بالذات لدرجة
خرافية مخيفة.فكنت إذا حضرت من سفر قاصد و هتف صبية
الفريق باسم من حضر، تهرع تلك الجدة ا سمنة العمياء من دارها
تسابق الريح إلى المحطة لتعانقني و تمطرني بوابل هستيري من
المطقي بالاحتضان، و هي تصحبني من هناك و هي تتلمس
علامات دربها بعكازة، يقودها قلب الوالد و تسير بنور
البصيرة عوضاً عن بصرها الذي فقد. .

#كم كنت أتعجب من شأن حبوبتي لما سافرت البندر .
و ذات مرة جبت لبها معاي هدية صابونة معطرة ( أم ريحة).
فلم تستخدمها قط؛ تشمها بس بس زي البتتبرك و تلمها
و تقول: إني لأجد فيها ريح ولدي فلان.
#ياخي دي لدرجة مرة مشتري لي شبشب
بلون شاذ، زي (عنابي) من أكشاك جيهة الأوقاف
دي في مدني و بعدين يوم جيت مسافر، غيرت ملصتو
خليتو مجدوع في سدر البيت فقامت ست الحبايب شالتو
نفضتو زيين ولمعتو طيب مليح و لمتو ليك عارف وين! أصلكم
ما ح تصدقوا لو قلت ليكم بعد رجوعي من السفر لقيتو
مختوت في بطن السحارة.

# و كانت ثالثة الأثافي، يوم أبرمت عقدي مهاجراً للاغتراب
في بلاد الله الواسعة حيث أعيش طافشاً من مسقط رأسي
و مراتع الصبا ، هائماً على وجهي و خائفاً من ظلي .

،$و بينما أنا منهمكا بومذاك،ً في تخليص إجراءات الرحيل،
حمل إلي فاسق نبأ تلك الشجرة التي ماتت واقفة. حينها قطعت
كل شيء على عجل فسافرت إلى قريتها النائية في أقاصي البطاح لتلقي
واجب العزاء.هناك لقيت الكل يرصدونني بخائة أعينهم و ما تخفي صدورهم كان أعظم:
ليخمنوا ماذا أنا فاعل بفجيعتي في صاحبة الأيادي البيضاء التي منحتنا كل شيئ ؛ و لما
جئنا نرد و لو غيضاً من فيض جمائلها علينا، كانت قد ولت الأدبار في صمت؛ و ودعت صخب
عالمنا بهدوء. رأيت الفضولي من أولئك يلحظ في أم عيني و كأنهم يستدرون عطف دموعي.
و اكن هبهات ؛ كانت خيبتي بجلاجل: إذ خذلتني عيناي.. فجمدتا و لم تجودا بشيء .
و لو بقطرة دمع فقط لذر رماد العيون ؛ رغم محاولات الاعتصار اليائسة. لكنني بدون
شك كنت أبكي من دواخلي بحرقة شديدة و غصة يحبسها في حلقي
هول الفجيعة، كنوبة عطاس يكبتها شحيح في يوق للتوابل ،
يعاني من ضيق ذات الشرايين. و كدت أتمزق حزناً
و سمعت أحدهم يهمس بجواري قائلاً:
" يا أخي من مات فقد روحو".

#ثم مضيت عائداً ادراجي إلى طاحونة المشاغل،
لتلفني من جديد بسيرها الحلزوني.. فلما أوشكت على ختم
تأشيرتي و شددت رحلي مغادراً. هنالك فقط، جاءتني العبرة في غير
وقتها و لا محلها؛ فجلست على أية حال على حافة رصيف بميناء السفر،
و أنا أنحب نحيباً مراً و أزرف دمعاً دامياً سخينا{ وحملت زوحي في فؤاد نازف
كان نثفه مشلولا }. هناك ، جلس معي صديق قديم حميم (له مأساة مشابهة
حيث فقد أسرتة مبكراً في حادث حريق) يودعني و يبكي معي مواسياً. ثم رفعت
رأسي فإذا جمهرة فراجة من الناس الغلابة ممن كانوا يغبطونني على فرصتي
النادرة للسفر و هم يلتفون من حولي، يضربون أكفاً بـأكف و البعض
يتساءل بين حاسد و بغران:" أهي دموع الفرح هذه التي
تنهمر من مقلتيه ! أم هي دموع التماسيح؟"!

.بوركتم والود عامر بيننا.
★*******************★
ود الأصيل / aabersabeel

سمل الحلفاوى
12-08-2019, 02:38 PM
من الاريشف

قلت بالأمس إننا منذ فجر الاستقلال قد جبلنا على إصدار القرارات ثم إصدار قرارات بإلغائها. وهكذا «دواليبك» كما قال أحدهم. قبل سنوات لو تذكرون ــ صدر قرار بالسماح للبنات بالعمل كعاملات في محطات الخدمة يقمن بتعبئة سيارات المواطنين بالبنزين والجازولين.. ولكن سرعان ما صدر قرار بإلغاء ذلك القرار وأن تعود كل بنت لبيتها عزيزة مكرمة.
رجعت إلى منزلي وكان شاغلي أن أنفذ ذلك القرار طالما أنه يحفظ للمرأة عزتها وكرامتها. وقلت لزوجتي:
طبعاً إنتي سمعتي أو قريتي القرار بأنو النسوان ما يشتغلوا في محطات الخدمة ولا الكفتريات ولا الفنادق ولازم نحنا نطبق القرار دا.
فأجابت وهي تبدي شيئاً من عدم الفهم:
ما فاهمة إنت عايز تقول شنو؟
عايز أقول إنو من اليوم دا ما عايزك تشتغلي في محطة خدمة ولازم نرفدك منها ...
وغير مصدقة أجابت والدهشة تغطي وجهها:
وأنا دخلي بالحكاية دي شنو؟ أنا قاعدة أشتغل في محطة خدمة؟
أجبت وأنا أحاول أن أشرح لها:
هو مش في قرار صدر بالمعنى دا؟
أيوا.
ومش لازم يتنفذ؟
أيوا
وطيب
وتصيح:
وطيب شنو؟ إنت يا راجل داير تجنني؟
وأرد أنا بهدوء تام ودون انفعال:
شوفي....القرار صدر ولازم يتنفذ.. وإنتي ليه ما عايزة تطيعي الله والرسول وأولي الأمر منا؟
وتصل زوجتي إلى قناعة:
أنا غايتو ما عارفة... لكين إنت لازم تكون جنيت ولا اتخبلت.. بقيت تقول كلام ما مفهوم.. هسع الجاب طاعة الله والرسول وأولي الأمر منا دي شنو؟
ما لأنو شايفك الحكاية ما واقعة ليكي. أيوا ما واقعة لي.. طيب تقدر توقعا لي؟
وأجيب أنا وقد تهيأت لتوقيع تلك المسألة عليها برداً وسلاماً.
أنا عارف طبعاً إنتي ما شغالة في محطة خدمة لكين عشان ننفذ القرار دا لازم نشغلك في محطة خدمة وبعدين نرفدك منها وكدا بنكون نفذنا القرار...
يعني إنت عايز دلوقت تشغلني في محطة خدمة وبعدين تكلم صاحب الطلمبة يرفدني.. مش كدا؟
الله يبارك فيك.. أهو كدا إنتي عرفتي الموضوع لأنو ما ممكن نرفدك إذا كنت ما شغالة.
وعايز تشغلني شنو في محطة الخدمة؟
عاملة مسدس طبعاً تكبي البنزين للعربيات..
وتجادل قائلة:
لا أنا كدا ما بنفع معاي.. أنا ممكن أشتغل مديرة المحطة .. معليش لأني خريجة إدارة أعمال...
وأصيح موضحاً ومستنكراً:
لكين مديرة المحطة ما برفدوها... وإنتي لازم تشتغلي في وظيفة تترفدي منها. يعني مثلاً في كفتريا..
وتصر على موقفها:
أنا غايتو غير مديرة ما بشتغل.
ودا آخر كلام ليكي؟
أيوا دا آخر كلام لي.
وأشعر بغضب شديد فهذه أول مرة تعاندتي فيها زوجتي وفي أمر قومي أشار به القرار.. وأحاول تهديدها:
أسمعي أنا حأمشي من دربي دا أعرس لي واحدة أشغلها في محطة خدمة أو كفتريا وأرفدها. لأني ما بقدر أخالف القرار وما ممكن أخليه يقع واطة.
تمشي تعرس ولا ما تعرس على كيفك.. غايتو أنا بشهاداتي دي ما مستعدة أشتغل أقل من مديرة.
وأبدأ فاصلاً جديداً من الجدل:
وإنتي بفرق معاكي شنو؟ ما أصلك حتشتغلي وحتترفدي؟
فتجيب:
حتفرق معاي.. لأنو في السيرة الذاتية بتاعتي حيتكتب إني كنت شغالة ورفدوني ولما يعرفوا رفدوني ليه تفتكر تاني في أي جهة حتشغلني؟
هذه المرأة العنيدة.. لا ينفع معها منطق ولا توسل ولا رجاء ولهذا رأيت أن أدخل والدتها في الموضوع وقد كانت تصغي لهذه المحاورة باهتمام دون أن تتدخل وقد أقلقها أن تسمع حكاية الزواج مرة تانية لأنها لا تفهم أن يكون مثل هذا الكلام المقصود به التهويش فالمرحوم زوجها دون أي تهويش تزوج عليها. ولذلك عندما قلت لها:
تفتكري ياحاجة كلام بتك دا معقول؟
لا لا يا ولدي ما معقول .. المرة لازم تعمل زي ما راجلها بقول ليها. وإنتي يا بتي أرضي بالوظيفة دي لحدي ما ربنا يفتحها عليكي ويرقوكي. يعلم الله الحاج أبوكي كان بشتغل محولجي في السكة حديد وصبر كدي لحدي ما لحق ناظر محطة. دحين إنتي طوالي دايرة تبقي مديرة محطة؟
وأصيح مؤمناً على كلام نسيبتي:
أيوا يا حاجة دا الكلام... الله يفتح عليك.
إننا نحن معشر أبناء هذا الجيل.. تزوجنا على غير طريقة آبائنا والذين كانت لهم سلطة مطلقة في البيت. وهم قد حسموا عملية تعدد الزوجات دون أن تحتج نساؤهم وعلى زمانهم لم تكن هناك زيجات تعقد في السر فكله في العلن. ويا ريتنا لم نتزوج هؤلاء النسوة بل تزوجنا أمهاتهن فهن أقل نقة وأقل معارضة.
وترد زوجتي وقد أخذت تتضايق:
يا يمة عليكي الله أسكتي ... إنتي ما عارفة الأمبليكيشن بتاع الحكاية دي شنو؟ دا راجل مخرف ساكت.
فترد أمها بقوة:
يبرى من الخرف. هو بتين كمان بقى للخرف؟
يبدو أن المناقشة مع زوجتي لن تجدي ولذلك أضمرت في نفسي شيئاً سأنفذه حتى أضع قرار كبيرنا موضع التنفيذ.
ذهبت للسيد كرم الله صاحب محطة خدمة تربطني به علاقة صداقة منذ أيام الدراسة كما أنه كان سندي أيام المبيت في محطات الخدمة في السبعينيات إبان أزمة الوقود التي كانت مستفحلة لسنوات.. وبعد السلام والترحاب والماء والشاي بالسكر الخفيف حيث انتقل أبناء جيلي من منطقة السكر الثقيل الى منطقة السكر الخفيف إذ أن جميع الماكينات قد خفت، قلت موضحاً غرضي:
شوف يا أخ كرم الله.. أنا جيتك في موضوع وما أظنك حتكسفني
إن شا الله خير..
خير.... بس عايزك تشغل لي مرتي عندكم هنا في محطة الخدمة بتاعتكم..
ولم يصدق كرم الله أذنيه... فقال متسائلاً:
يا خوي انت كنت برة البلد؟
لا..
طيب ما سمعت بالدنيا مقلوبة ... مش طلع قرار بمنع النسوان ما يشتغلن هنا؟
قلت: عارف .. وقريتو.. وسمعتو.. لكين أنا عايزك تعيِّن مرتي وبعدين ترفدها.
وتبدو الحيرة على كرم الله:
والله دا أغرب كلام.. نعيينها وبعدين نرفدها؟ دا كلام شنو دا؟
لأنو إذا ما كانت معينة.. ما ممكن ترفدها ولذلك لا بد تعيِّنها بعدين ترفدها.
طيب.. والحكاية دي كلها مقصود بيها شنو؟ نعيِّنها .. بعدين نرفدها؟.
عشان نطبق القرار.. ودا بستلزم إنه تتعيّن فى حتة وبعدين تترفد منها.. وهسع أنا جيتك تعمل لي الخدمة دي.
ويوافق السيد كرم الله على مضض:
غايتو دي حكاية أول مرة أسمع بيها.. الزول نعيِّنوا عشان نرفدو!!
أجبت:
إنت أصلو حتسمع بحاجات كتيرة بس قول يا لطيف والأمل ضعيف.
وأخرج السيد كرم الله ورقة مروسة وقال طيب نكتب إنها اتعينت بتين؟
يعني قول اتعينت الليلة
الليلة كيف؟ الليلة ما في تعيين.. لو عيناها الليلة حيعملوا معانا غاغا.. هو القرار صدر متين؟ قول عيناها قبل صدور القرار بيوم ونرفدها بعد صدور القرار.
أهو كدا إنت عرفت الحكاية وعملت الواجب.
وأخذت أوراقي التي تفيد بأن زوجتي قد تعيّنت عاملة مسدس بمحطة خدمة السيد كرم الله وإنها قد فصلت بعد صدور القرار. وهذا يعني أننا قد نفذنا القرار بحذافيره.
حتى كان ذات يوم عندما كانت زوجتي تجمع الملابس للغسيل عندما عثرت على تلك الأوراق فصاحت غير مصدقة:
دا شنو دا؟ أنا عايزة تفسير للحكاية دي ؟
وتقرأ من الورقة : إنه في يوم كذا قد تم تعيين السيدة فلانة عاملة مسدس ...
والله عال .. ودي شنو دي كمان؟
وتقرأ من الورقة الثانية: إنه في يوم كذا تم فصل العاملة فلانة...
يعني تعيِّنوا على كيفكم وتفصلوا على كيفكم..
ولا أخفي عليكم أنني كنت في حالة يرثى لها ولكني لم أعدم تبريراً إذ أنني قلت:
وإنتي زعلانة ليه.. ما هو الحكاية دي كلها اتعملت عشان تعيبصون كرامتك
فصاحت: تصون كرامتي أنا؟.. يا سلام عيك ومنو القال ليك أنا كرامتي عايزة صيانة؟ تعيِّنوا الزول بدون علمو وترفدوه بدون علمو وتجي تقول لي صيانة؟ وطيب لو عايزين تمرمطوا الزول تعملوا ليهو شنو؟
في الحالة دي نعيِّن الزول وما نصرف ليهو مرتبو
وسكتت برهة وهي تسترد أنفاسها ثم قالت:
على أي حال .. أنا تاني في البيت دا ما حأقعد...
وأدخلت عدداً من الأجاويد والذين كانوا يبحثون عن كلمات يهدئون بها ثائرة زوجتي وإعادة المياه الى مجاريها مع تعهد مني بألا أفعل مثلها مستقبلاً .. وتم إطفاء الحريق إلا أنني في هذا اليوم الأغر الذي زرت فيه صديقي كرم الله بادرني بالسؤال قائلاً:
إنت وين يا أخينا تلفونك ما بيرد وما عارفين نلم فيك..
قلت:
إن شا الله خير. في شنو؟
قال:
وين زوجتك ما جات تشتغل معانا؟ أهو شايف محلها فاضي.
صحت:
تشتغل كيف ما إنتو فصلتوها حسب القرار الجديد؟
أجاب:
إنت قاعد وين؟ دا كان زمان.. دلوقت القرار اتلغى ومن بكرة دي تجي تستلم شغلها.
آخر الكلام الفي الهوا وما بجيب حاجة:
لا توقفوا الركشات.. ولكن الزموا سائق كل ركشة أن يزيل ما ركبه على عادمها من مفرقعات صوتية. حاربوا التلوث الضوضائي فإنه ضار بالصحة ويسبب التوتر