تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الحب فى شارع النيل.....



ودالعمدة
20-02-2013, 02:39 PM
قصة الحب فى شارع النيل

تلك التي تأتزر بالخضرة وتتحزم بالماء ويقصدها وجه انسانها الحسن
ودمدني ... يفوق جمالها لوحة تستقبلك وأنت قادم اليها ( ابتسم أنت في ود مدني) عاصمة الثقافة والجمال ...
ها نحن ، والخطوات تمضى مع الريح ، على بوصلة النبض تدلف بنا الى أم المداين، أين ذلك الطريق الذي ستعبره كلماتنا إلى الضفة الأخرى من الغد ؟وبداخلنا هتاف : كن مع الذين يحملون النور على أكتافهم يخيفون الظلام ولا يخيفهم ما يخفيه الليل لعابر الطريق و نحن الآن في اللقاء لود مدنى الحنينة.
أضواء تلك المدينة أمامك ..تجتذب أشواق السابلة والمارّة فاعبر إليها من جهة خامسة لا تدركها الرياح والأنسام ..وافتح قلبك فأنت على أعتاب محراب الحضارة ... وتقدم ..وابصم بإيقاعات القلم .. اهازيج الزمن الجميل وأمازيج الحزن النبيل ....
...لتضئ شموع الدفء فى الحنايا..

ودالعمدة
20-02-2013, 02:41 PM
نتوضأ ونصلى الفجر على ضفة النيل وفوق ذلك الشريان الذى يمتد من همزة السطر (حنتوب) حيث الجسر عابرا قلوب الاحبة فى الدباغة التاريخ وقبة ودكنان ثم يدلف عبر العشير الحالمة فوق ( كبرى حاجة عاشة)..لينحنى تقديرا عند قبة ودمدنى السنى ذلك الشيخ الجليل (صاحب أول خلوة لترتيل وتعليم القرآن الكريم) لوضعه حجر الاساس لمدينة الاحساس
ملوحا بيسراه هناك (قبة سعدابى ) على حاشية النيل.. ويمشى راجلا ليمد يدهـ مصافحا ابناء الشيخ احمد بيومى..وعند جامع الشعب والحكومة يستظل فى بيت العمدة محمد سعيد واحفاده وعشيرته ليؤدى صلاة الظهر والعصر قصرا مع الخليفة( محمد عبدالله) ثم يعبر شارع النيل برفقته كركول الحرف والشرف لتلقى التحية من المزارعين وآخرين ..

ودالعمدة
20-02-2013, 02:45 PM
ويتكئ كثيرا قبالة نادى الجزيرة ليسمع قصة الحضارة والانسان فى مدنى من على خشبة المسرح ...ويسكب عبرة على تاريخ الأشغال والبنطون .
ودون ان يغمض له جفنا يمضى حالما بعد ان يتنسم من النيل الازرق العملاق كل معانى الحياة وحكاوى الجدود
عبر ماتغنى به الكاشف والخير عثمان وود اللمين ومحمدمسكين وأبوعركى وثنائى الجزيرة وعصام محمد نور وغيرهم ... من ملامح وملاحم لعلى المساح وحميدة أبو عشر وفضل الله محمد وغيرهم ويرسمونها بفراشات نبضهم وفرشاة مودتهم لراشد دياب ولأخى بدر الدين محمد وآخرين وما أنبلهم عندما نحكى الذكريات عن حيدر قطامة والأخوين سانتو و الأسيد وسامى عز الدين وحمد والديبة واحمد حامد وخالى الاستوبر فاروق ومحجوب الله جابو وهوارى والساحر وعبد العال ساتى وسمير صالح وسيد سليم وكل العقد الفريد ورحم الله سنطة وشبك ... ولا ننسى أستاذ الأجيال ودالنو وكل الأساتذة الأفاضل ... والخواض وابوسنون وآخرون وحتى ظرفاء المدينة ....
وعلى يمينه تتقاطع وتتداخل و ينداح الناس من السوق الكبير محملين بالأمل والزاد للغد وهم مواكب الكفاح فى وطن مصغر وقلوب كبيرة يرددون معزوفة النضال من أجل مستقبلهم وينشد معهم صغارهم وكبارهم صحيحهم وعليلهم ابنائهم وبناتهم..
وجباههم تنزف عرقاً وقطرة منه أغلى من كل عطور الدنيا ... فهؤلاء هم صناع الحياة والوطن ...

ودالعمدة
20-02-2013, 02:49 PM
وهناك يتنسم فى الحى السودانى مع شقشقات العصافير وحفيف الاشجار ، ليقاطعه بيمينه القادمون مع الدواء بعد أن أعياهم الداء وبيسراه الذاهب الى وزارةالرى الذى كان يروى الوطن وليس فقط القطن الذى اصبح على أرشيف ماضى الذكريات ... وهنا ترعة من تاريخ مشروع الجزيرة تعبر من تحته ليتوسد عليها وتحكى له عن التقاوى والحرث قديمه وجديده قمحا وقطنا عدلا وجورا وكلما يجأر به مزارعى الجزيرة من معاناة وعذابات فى المشروع والغير مشروع من ظمأ وجوع ...

ودالعمدة
20-02-2013, 02:51 PM
ويمضى ليحى ابناء مايو فى حييهم وليس ثورتهم وبعد أن نصلى المغرب مع شيخ عيسى ...يتمشدق محدقا فى دردق عبر زاوية قائمة ليحي أحفاد السلطان على دينار والموسيقار الفاتح حسين وابناء النهضة قبل أن يلاقيه ... ابناء الفيل فى جزيرتهم باحضانهم الدافئة ليحكى لهم عن الضواحى والمدائن ويحكوا له عن الجناين والكمائن ونصلى العشاء فى المكى مع الشيخ عبدالعظيم فى مسجد شقدى ثم يمضى مسيرته حيث يستظلون معه هنيهات فى ام بارونا ..... ليعود من جديد الى النيل الازرق ( حيث بدأ)...

انها قصة حب قديمة كما روتها لنا حبوبابتنا ونحن صغار نلعب البلى وشليل وكرة الشراب،انها قصة الحنين والحب فى شارع النيل فى مدنى ..

ودالعمدة
20-02-2013, 02:56 PM
هذا البوست كتبته هنا قديما وقد جرفه السيل من هنا وقد وجدته منسوخا ومخبأ فى أرشيف احد المنتديات وأشكر ناسخه لذلك ...
والكل يعلم لماذا دمّر ( من أين أتى هؤلاء) هذه المدينة ولم يجدِ حرق نيرون لتاريخ روما ... ورغم اعتذار نائبهم عن حربهم وعداوتهم لها نقول له : اعتذارك مابفيدك العملته كان بايدك ... وبعد اثنى عشر عاما عادت هيئة البحوث الزراعية ولكن متى ترجع المدينة كما كانت... فقط ستعود ام المداين لمجدها بأيدى أبنائها ... أليس كذلك ؟

ودسمير
20-02-2013, 07:34 PM
كل حرف يقودك الى الجمال ....

مشكور ود العمده

mahagoub
20-02-2013, 07:53 PM
واصل على بقية احياء مدنى فهى توثيق لها
ودمت

ودالعمدة
21-02-2013, 04:40 AM
كل حرف يقودك الى الجمال ....
مشكور ود العمدة

شكراً جميلاً أخى معتز
والجمال تتشبع به كل ذرات تراب ودمدنى
فامتلأت أجواؤها باشعاعات الابداع فرشاة وأقلام
وماهنا الا سكب من مداد ذياك اليراع

ودالعمدة
21-02-2013, 04:45 AM
واصل على بقية احياء مدنى فهى توثيق لها
ودمت

هل تعلم أخى محجوب
أن الشوارع قبالة الحى البريطانى الى جهة السوق
مخططة على شكل العلم الانجليزى
سعيد باطلالتك ياريس

حاتم عمر
21-02-2013, 06:34 AM
لابد لنا ان نقف اجلالاً لهذا البوست الذي يحكي ويوثق للمحبوبة كما يقف الناس عند سماع النشيد الوطني
شكرا ود العمدة

ودالعمدة
21-02-2013, 02:43 PM
لابد لنا ان نقف اجلالاً لهذا البوست الذي يحكي ويوثق للمحبوبة كما يقف الناس عند سماع النشيد الوطني
شكرا ود العمدة

تسلم أخى حاتم عمر
وان لم نقدم للمحبوبة ماتستحقه
فلنبادلها حباً ووفاءً وعرفاناً بفضلها
وستبقى محبتنا لها شرياناً لقلوبنا
كما بقيت قصة الحب فى شارع النيل

ودسمير
21-02-2013, 06:56 PM
حى البيان العريق وهو امتداد لحى المدنيين ...

من اوائل الاحيا التى تم تخطيطها ، به اسر عريقه آل الجاك ... حاج احمد العبيد ... آل على صالح عثمان ... وآل بت زوفه ... آل دوليب ...

الرياضه كما الاحيا الاخرى فى ودمدنى اشتهر حى البيان بتفريخ لاعبين على مستوى عال ... وبه نادى الزهرة وشيخ رؤساء الانديه عثمان المدنى ...

الفنانين ثنائي الجزيره والرائع عصام محمد نور ....

ولكم تحياتى ..

مرتضى يوسف العركي
02-03-2013, 02:20 AM
شكرا ايها المسكون ود العمدة
امام هذاالجمال المترف والمفردة المعبرة سهلا ممتنعا وزحمة هذه الهرجلة المتباينة للرؤى والاسماء والمنعطفات تعكس مدى الصدق المسكوب
فقد اوصلتنا باحساسك المرهف حد الترف الجميل الممعن عمقا في الدواخل
تظل مدني بمتردمها الاصل والمرجع والعنوان
سابتسم سيدي امام ما فعله الساسة البوساء بها
وساظل عاشقا لها مهما انتابتها نوائب الدهر وجور الزمان
لانها قابعة بكلياتها بجمالها وقبحها وترديها طالما اشرئب علو انسانها بقيم الاخلاق والمبادي والتكافل
شكرا اخي الكريم والشكر موصول لمن نسخ هذه التحفة الفنية الرائعة لنلامسها عن كثب
كن بكل الخير صديقي