ود الأصيل
20-02-2013, 08:18 PM
زفاف خلق القضبان
أو سمه ، إذا شئت:
( حب في قعر زنزانة)
إذ تساورني قناعة راسخة
حد الرضا بأن الحب النبيل كائنٌ
لديه ملكات هائلة و قدرات خارقة ،
بحيث تؤهله لكي يعيش في أضيق من
ثقب إبرة . و لو أننا صلبناه على ظهر صفيح
ساخنثم حشرناه في أتون حفرة من نيران
مالك لكان حري به أن يطفئ حموها
ليحيلها روضةً غناء من جنان رضوان.
***********************
فقد تسمرت منذ عهد قريب أمام
شاشتي البلورية و أنا أشهاد حلقة كان
ضيفها فخامة الرئيس الجزائري الأسبق الراحل/
أحمد بن بيلا و هو يدلي بشهادته بحرقة على عصره
أمام قاضي التحقيق/ أحمد منصور على قناة الجزيرة فرأيت
و سمعت ما راعني و راعني ما رأيت و سمعت و كديباجة تعريفية
خاطفة، بضيف الحلقة: هو واحد من رموز نضال التحرر لبلد المليون شهيد
من براثن (الاستخراب) الفرنسي الحاقد اللئيم ولفك أحبولة من حبائله الشيطانية
لاستلابنا حضارياً . و لكن ما أن لبث أولئك الفتيان و الصبايا أن ينالوا استقلالهم حتى دبت
شياطين تفاصيل الفرقة بين ضيفنا بن بيلا و بين ألصق رفاق سلاحه الخمسة من قدامى المحاربين؛
فسرعان ما أداروا ظهورهم عنه و قلبوا له ظهر المجن، إلى أن انشقوا ، فأداروا فوهات بنادقهم نحو
صدره و هو كان رئيساً مثالياً ، يعيش أعزب في بيت خرابة شبه آيل للسقوط بأفقر أحياء المدينة
و يجالس غوغاء شعبه الأبي الغلبان في المقاهي الشعبية وعلى قوارع الطرقات. كان على
رأس المنشقين الراحل هواري بو مدين و عبد العزيز بو تفليقة وصحفية ألمعية مفوهة
و ثائرة مغوارة لا يشق لها غبار في ساحة نضالها تدعى/ زهرة و هي محور
القصيد لحديثنا عن الحب النييل؛ حيث أعلنت تلك المهرة ا لجموح حرباً
شعواء لا هوادة فيها في وجه بن بيلا، و لدوافع غامضة، لدرجة أنه
لو عاد جهال المغولالتتار لاستباحة الجزائر مجدداً لكان
أبرد على قلبها من رؤيته قائداًعلى سده الحكم.
********************************
و في ذات يوم أقتحم الزبانية من رفاق الأمس،
بليل غرفة بن بيلا ليقتادوه سجيناً إلى مثواه الأخير
فيرموه داخل زنزانة لا تزيد عن متر مربع، ليمكث فيها ما
شاء الله له أن يمكث و إلى أجل غير مسمى. و لعل من هول
ما نسب إليه من هوائل ليست بأدنها الخيانة العظمىلتراب بلاده .
فقد أجبر أهله و عشيرته الأقربين على نسيان اسمه و سلخه من شريط
ذاكرتهم تماماً ، و تنكر له الأخلاء الذين عادةً ما يصير بعضهم لبعض عدواً، اللهم
ما عدا المخلصين و قليل ماهم.وعلى رأسهم والدته المسنة تلك البالغة من العمر عتياً
(92 عماً) و التي باغتته أثناء زيارة لها بأمنية كانت من رابعة المستحيلات، بل لعل الرخ و
العنقاء والخل الوفي أقرب منها إلى حبل وريد أرض الواقع، طالبته أمه و ألحت عليه بأن يقر
عينها بإكمال نصف دينه الحلو. و رغم حمله طلبها على محمل الهزل و السخرية وا لاستخفاف، إلا
أنه تظاهر بقبوله على مضض ، متحدياً بأنها حتى و لو قيض لها أن تغربل تراب الكرة الأرضية بأسرها،
فسوف لن تظفر بواحدة منهن مخبولة بحيث ستقبل مجرد ارتباط لقب عائلتها المحافظة باسم سجين فاقد
لأهليته كمواطن عادي، ناهيك عن كابوس فكرة هجرها لفضاءات الحرية للدخول بمحض أرادتها و قدراتها العقلية
المعتبرة شرعاً، لتعيش معه بزنزانة أضيق من عنق زجاجة ، و لا مخرج محتملاً قريباً لعنقه منها سوى تطويق عروة
حبل المشنقة ليلتف حوله. قبلت الأم التحدي و ما لبثت أن عادت إليه في أقرب زيارة بروح المنتصرة و دست في يده
صورة فاتنة مفعمة بالأنوثة لمن سمتها ب(إحدى المتيمات) بوجهه الرجولي الوسيم و قوامه السمهري الرشيق، و فوق
كل هذا و ذاك هي مولعة بسمته الخلقي الرفيع و أدبه الجم البديع الذي يجذب الأعمي للنظر إليه. و يا لسخرية المفارقة.
فقد كانت تلك هي ذاتها رفيقة نضاله ،, التي تحولت لاحقاً لغريمة جاسرة ناصبته عداء بدون وجه عداء/ أهي هي زهرة؟!
أجل، إنها هي بعينها ، آخر من يمكن خطرتها له على بال و كأنه لم يسبق له معرفتها قط . فنظر لصورة الفتاة و تمعن
فيها و فكر و قدر، فذهل كيف قدر ، ثم تذكر ، ثم صرع من طوله لبديع حسنها و تقهقر، ثم تبسم و استفسر فقال:
إن هذا إلا سحر انقلب على ساحرته. و كي لا نطيل السرد ، فلم يمض وقت طويل حتى قطفت(زهرة) لتزف عروساً
إلى بستان (أحمد) في أضق و أطعم (كوشة) عرفها التاريخ. فاستقبلها العريس بنظرة تحمل الكثير المثير و لسان
حاله يقول:عجباً لأمرك من امرأة غامضة! كيف فعلت هذا و جئت تزاحمينني في زنزانتي حيث هجرني حتى
ذباب جلدي؟! وهي تقول: و عجباً لأمرك من رجل على نياتك وكأنك أعشى ، لا تمدن عينيك لترى أبعد
من أرنبة أنفك ! أو ما دريت يا هذا، أنك تزاحمني مكاناً بدواخلي أضيق من قبضة يدي المرتعشة هذه؟!
ليعيش العروسان منذ تلك اللحظة نادرة الحدوث كملاكين آدميين ؛ أو قل ، كتوأمين
لصيقين يستحيل فصلهما إلا بعملية تدخل جراحي مضمونة الفشل. و بقيا
هكذا عمراً تمنيا لو أنه تطاول سرمداً في سبات و نبات
و خلفا سوياً نصفَ دستةٍ صبياناً و بنات.
*****************************
ساقني لهذا السرد أصالة المعدن لحب أصيل،
حينما يصطحب معه كل القيم الإنسانية المتسامية التي
لا تورث إلا كل احترام و تقدير لقيمة الآخر، و لا تثمر إلا خيراً
بينما يذهب في طريقه جفاءً وزبداً رباياً كل شوائب"الأنا و أنت"؛
حتي لا أن يكون و كأنه صك لملكية منفعة بمقتضاه يحتكر كل من
طرفيه الآخر لدرجة أن تبدأ بكبت المشاعر و لا تقف عند حد مصادرة
الذوات. بعدها تحولت لقناة الحياة المصرية لأجد سفير السعودية بالقاهرة
و هو يروي فضيحة سفير مصر لدى الممكلة و زوجته وقد قبضا متلبسين بتهمة
تهريب ما يربو على 70 كيلو جرام من المخدرات بداخل الحقيبة الدبلوماسية لخارجية
(أم الدنيا) ، كانا يخبأنها بدم فاسد و ضمير غائب، داخل لبس الأحرام للعمرة و يغطيانها
بكومة من المصاحف لأغراض التمويه و التعمية على رجالات الأمن في المنافذسمعت هذا
و عيني تدمع و قد طافت بذهني نماذج خلدها التاريخ لأسياد قوم ليسوا حتى مسلمين
من أمثال نابليون بونا برت الذي جلب لمصر فن الطباعة و ريتشارد قلب الأسد الذي دحره
الناصر صلاح الدين و لقنه درساً في الشهامة يوم أن سقط العلج من فرسه فدفع إليه
بمهرة عربية أصيلة ومعها ديباجة بيد رسوله و هي تقول: "نحن قوم نكرم
عزيز قوم ذل"و منهم أيضاً مارتن لوثر كنج، زعيم حركة التحرر من الزنجية
في أمريكا؛ و منهم تشي جيفارا و لوممبا و غيرهم الكثير ممن
سطروا بطولات أبقتهم أحياءً دهراً بعد الممات.
*******************************
أو سمه ، إذا شئت:
( حب في قعر زنزانة)
إذ تساورني قناعة راسخة
حد الرضا بأن الحب النبيل كائنٌ
لديه ملكات هائلة و قدرات خارقة ،
بحيث تؤهله لكي يعيش في أضيق من
ثقب إبرة . و لو أننا صلبناه على ظهر صفيح
ساخنثم حشرناه في أتون حفرة من نيران
مالك لكان حري به أن يطفئ حموها
ليحيلها روضةً غناء من جنان رضوان.
***********************
فقد تسمرت منذ عهد قريب أمام
شاشتي البلورية و أنا أشهاد حلقة كان
ضيفها فخامة الرئيس الجزائري الأسبق الراحل/
أحمد بن بيلا و هو يدلي بشهادته بحرقة على عصره
أمام قاضي التحقيق/ أحمد منصور على قناة الجزيرة فرأيت
و سمعت ما راعني و راعني ما رأيت و سمعت و كديباجة تعريفية
خاطفة، بضيف الحلقة: هو واحد من رموز نضال التحرر لبلد المليون شهيد
من براثن (الاستخراب) الفرنسي الحاقد اللئيم ولفك أحبولة من حبائله الشيطانية
لاستلابنا حضارياً . و لكن ما أن لبث أولئك الفتيان و الصبايا أن ينالوا استقلالهم حتى دبت
شياطين تفاصيل الفرقة بين ضيفنا بن بيلا و بين ألصق رفاق سلاحه الخمسة من قدامى المحاربين؛
فسرعان ما أداروا ظهورهم عنه و قلبوا له ظهر المجن، إلى أن انشقوا ، فأداروا فوهات بنادقهم نحو
صدره و هو كان رئيساً مثالياً ، يعيش أعزب في بيت خرابة شبه آيل للسقوط بأفقر أحياء المدينة
و يجالس غوغاء شعبه الأبي الغلبان في المقاهي الشعبية وعلى قوارع الطرقات. كان على
رأس المنشقين الراحل هواري بو مدين و عبد العزيز بو تفليقة وصحفية ألمعية مفوهة
و ثائرة مغوارة لا يشق لها غبار في ساحة نضالها تدعى/ زهرة و هي محور
القصيد لحديثنا عن الحب النييل؛ حيث أعلنت تلك المهرة ا لجموح حرباً
شعواء لا هوادة فيها في وجه بن بيلا، و لدوافع غامضة، لدرجة أنه
لو عاد جهال المغولالتتار لاستباحة الجزائر مجدداً لكان
أبرد على قلبها من رؤيته قائداًعلى سده الحكم.
********************************
و في ذات يوم أقتحم الزبانية من رفاق الأمس،
بليل غرفة بن بيلا ليقتادوه سجيناً إلى مثواه الأخير
فيرموه داخل زنزانة لا تزيد عن متر مربع، ليمكث فيها ما
شاء الله له أن يمكث و إلى أجل غير مسمى. و لعل من هول
ما نسب إليه من هوائل ليست بأدنها الخيانة العظمىلتراب بلاده .
فقد أجبر أهله و عشيرته الأقربين على نسيان اسمه و سلخه من شريط
ذاكرتهم تماماً ، و تنكر له الأخلاء الذين عادةً ما يصير بعضهم لبعض عدواً، اللهم
ما عدا المخلصين و قليل ماهم.وعلى رأسهم والدته المسنة تلك البالغة من العمر عتياً
(92 عماً) و التي باغتته أثناء زيارة لها بأمنية كانت من رابعة المستحيلات، بل لعل الرخ و
العنقاء والخل الوفي أقرب منها إلى حبل وريد أرض الواقع، طالبته أمه و ألحت عليه بأن يقر
عينها بإكمال نصف دينه الحلو. و رغم حمله طلبها على محمل الهزل و السخرية وا لاستخفاف، إلا
أنه تظاهر بقبوله على مضض ، متحدياً بأنها حتى و لو قيض لها أن تغربل تراب الكرة الأرضية بأسرها،
فسوف لن تظفر بواحدة منهن مخبولة بحيث ستقبل مجرد ارتباط لقب عائلتها المحافظة باسم سجين فاقد
لأهليته كمواطن عادي، ناهيك عن كابوس فكرة هجرها لفضاءات الحرية للدخول بمحض أرادتها و قدراتها العقلية
المعتبرة شرعاً، لتعيش معه بزنزانة أضيق من عنق زجاجة ، و لا مخرج محتملاً قريباً لعنقه منها سوى تطويق عروة
حبل المشنقة ليلتف حوله. قبلت الأم التحدي و ما لبثت أن عادت إليه في أقرب زيارة بروح المنتصرة و دست في يده
صورة فاتنة مفعمة بالأنوثة لمن سمتها ب(إحدى المتيمات) بوجهه الرجولي الوسيم و قوامه السمهري الرشيق، و فوق
كل هذا و ذاك هي مولعة بسمته الخلقي الرفيع و أدبه الجم البديع الذي يجذب الأعمي للنظر إليه. و يا لسخرية المفارقة.
فقد كانت تلك هي ذاتها رفيقة نضاله ،, التي تحولت لاحقاً لغريمة جاسرة ناصبته عداء بدون وجه عداء/ أهي هي زهرة؟!
أجل، إنها هي بعينها ، آخر من يمكن خطرتها له على بال و كأنه لم يسبق له معرفتها قط . فنظر لصورة الفتاة و تمعن
فيها و فكر و قدر، فذهل كيف قدر ، ثم تذكر ، ثم صرع من طوله لبديع حسنها و تقهقر، ثم تبسم و استفسر فقال:
إن هذا إلا سحر انقلب على ساحرته. و كي لا نطيل السرد ، فلم يمض وقت طويل حتى قطفت(زهرة) لتزف عروساً
إلى بستان (أحمد) في أضق و أطعم (كوشة) عرفها التاريخ. فاستقبلها العريس بنظرة تحمل الكثير المثير و لسان
حاله يقول:عجباً لأمرك من امرأة غامضة! كيف فعلت هذا و جئت تزاحمينني في زنزانتي حيث هجرني حتى
ذباب جلدي؟! وهي تقول: و عجباً لأمرك من رجل على نياتك وكأنك أعشى ، لا تمدن عينيك لترى أبعد
من أرنبة أنفك ! أو ما دريت يا هذا، أنك تزاحمني مكاناً بدواخلي أضيق من قبضة يدي المرتعشة هذه؟!
ليعيش العروسان منذ تلك اللحظة نادرة الحدوث كملاكين آدميين ؛ أو قل ، كتوأمين
لصيقين يستحيل فصلهما إلا بعملية تدخل جراحي مضمونة الفشل. و بقيا
هكذا عمراً تمنيا لو أنه تطاول سرمداً في سبات و نبات
و خلفا سوياً نصفَ دستةٍ صبياناً و بنات.
*****************************
ساقني لهذا السرد أصالة المعدن لحب أصيل،
حينما يصطحب معه كل القيم الإنسانية المتسامية التي
لا تورث إلا كل احترام و تقدير لقيمة الآخر، و لا تثمر إلا خيراً
بينما يذهب في طريقه جفاءً وزبداً رباياً كل شوائب"الأنا و أنت"؛
حتي لا أن يكون و كأنه صك لملكية منفعة بمقتضاه يحتكر كل من
طرفيه الآخر لدرجة أن تبدأ بكبت المشاعر و لا تقف عند حد مصادرة
الذوات. بعدها تحولت لقناة الحياة المصرية لأجد سفير السعودية بالقاهرة
و هو يروي فضيحة سفير مصر لدى الممكلة و زوجته وقد قبضا متلبسين بتهمة
تهريب ما يربو على 70 كيلو جرام من المخدرات بداخل الحقيبة الدبلوماسية لخارجية
(أم الدنيا) ، كانا يخبأنها بدم فاسد و ضمير غائب، داخل لبس الأحرام للعمرة و يغطيانها
بكومة من المصاحف لأغراض التمويه و التعمية على رجالات الأمن في المنافذسمعت هذا
و عيني تدمع و قد طافت بذهني نماذج خلدها التاريخ لأسياد قوم ليسوا حتى مسلمين
من أمثال نابليون بونا برت الذي جلب لمصر فن الطباعة و ريتشارد قلب الأسد الذي دحره
الناصر صلاح الدين و لقنه درساً في الشهامة يوم أن سقط العلج من فرسه فدفع إليه
بمهرة عربية أصيلة ومعها ديباجة بيد رسوله و هي تقول: "نحن قوم نكرم
عزيز قوم ذل"و منهم أيضاً مارتن لوثر كنج، زعيم حركة التحرر من الزنجية
في أمريكا؛ و منهم تشي جيفارا و لوممبا و غيرهم الكثير ممن
سطروا بطولات أبقتهم أحياءً دهراً بعد الممات.
*******************************