القلوب البيضاء

[مصطفى احمد على]

القلوب البيضاء
مساحة كبيرة وأرض فسيحة
.. نباتها الصدق والاخلاص ..
مالها الصبر والتواصى
حارسها الدعاء بظهر الغيب

قلوبهم سعيدة تعيش فى رحاب السماء
أحلامهم بنقاء اللبن والماء
وخيالهم باتساع الفضاء
لديهم قدرة على التسامح والعطاء بلا حدود
ويتمتعون بقدرة الإغتسال بماء الأمل والسعادة
وقدرة الأحلام عندهم توصلهم الى الريادة
فإذا أردت تجد منهم الزيادة

لا ينتظرون معروفا من يد صافحتهم
ولا خنجرا من يد لامستهم
طقوسهم ولوحاتهم ملونه بالتفاؤل
يتعلمون من أخطائهم بسهولة
يمنحون القلوب التى حولهم كل مايمتلكون
ولا يعرفون اللون الأسود في الحياة
واذا عرفوه صبروا وتركوه

ترافقهم حسن نية
يتفنون فى خلق الأعذار للغير
يقتربون منك دون أن تشعر أو أن تراهم
ليس عندهم شيئا صغيرا
كل حياتهم كبيرة وجديرة بتحقيق الذات

يتمسكون بالبدايات بعزيمة واصرار
وينهون النهايات بثقة
يتحايلون على الواقع بحلم
ويتحايلون على الحلم بالأمل والصبر
خارطة طريقهم شاسعة خضراء

لا يعرفون الغش ولا يعترفون بالخيانة
ولا يذيقون سواهم مرارة الحياة
يبدأون بنقاء
وينهون بوفاء
يسرق الحنين منهم جزءا كبيرا من العمر
يخلصون لربهم وطريقهم لحكاياتهم حتى الموت
وللأمس في اعماقهم معزة تملأ القلوب دفؤها

هم حمام السلام فى مجتمعنا
ينشرون الحب فى شتى أنحاء الارض وجوانبها
يلعبون دورا كبيرا في بناء مدن الفرح وقاعات السعادة
يعملون على ترميم اجبار القلوب وانكسارها
يتحدثون بصوت الحنان والحب والحلم والوقار
يتهيأ لك أنهم من اخترعوا البياض على الأرض

لا يخذلونك ابدا عند الحاجة اليهم
تقرأ فى أعينهم الحب والسعادة والسلام
لايجيدون التخفى وراء القناع
وهم اول من تعرفهم عيناك عند الانكسار
وأول من يحبو حولك عند غرقك بالأحزان
يمنحونك انفاسهم الطيبة العطرة عند الاختناق
يجعلون أيامهم طوق نجاة يلقونه اليك عند الاحتياج

حين يحبون يحبون بشغف
وحين يخلصون يخلصون بلهف
وحين يصدمون يصدمون بعنف
وحين ينكسرون ينكسرون أيضا ً بعنف
وحين يعطون يعطون الأرواح
وحين يبكون يبكون بخوف
وحين يضحكون يضحكون بحذر

.. من قلب محب لكم ..
اذا كان لك صديق أو حبيب
أو قريب من أصحاب القلوب البيضاء
فالتصق بهم جدا كالتصاق جسدك ببعضه
فهم عملة نادر في زمن القلوب الملونة
جعلكم الله من أصحاب القلوب البيضاء النقيه الطاهرة

[mahagoub]

اللهم اجعلنا منهم واياكم

[مصطفى احمد على]

امين يارب ومن قال

[ودالعمدة]

تسلم ايدك يامصطفى
فلنكن جميعنا أصحاب القلوب البيضاء النقيه الصافيه
جلس يوما مع أصحابه فقال صلى الله عليه وسلم: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان اليوم الثاني قال النبي صلى الله عليه وسلم مقالته الأولى. فطلع ذلك الرجل، وكذلك في اليوم الثالث. فتبع عبد الله بن عمرو بن العاص ذلك الرجل فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً؟ فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي؟ فقال: نعم. قال أنس ( راوي الحديث ): وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: ياعبدالله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت ثلاث مرات. فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به. فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ذلك قال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق))