مشاهدة النسخة كاملة : هوامش أمنية (مسلسل تثقيف أمني)!!
ود الأصيل
03-03-2013, 12:54 AM
هوامش أمنية (مسلسل تثقيف أمني)
نداء لكل مهتم نريد مداد أقلامكم).....
أتمنى على كافةمن يعنيهم الأمر بالمنتدى التعاون معي في بوست للتثقيف الأمني الذي أنا بصدده (حبذا لو مثبت) و تحت مسمى جامع و ماعون واسع "هوامش أمنية" لنطرح فية سلسلة من المواد نستهدف بها التوعية و رفع الحس الأمني بيننا و تبصير جمهرة العامة حول قضايا الأمن الشامل كقيمة أنسانية أزلية. ومدى دور الفرد والجماعة في صيانة النفس و العرض والتراب و الدين. فما رأيكم. من جانبي مستعد للإدلاء بجهد المقل. يا جماعة باكر بنموت وما دايرين شفعنا ديل يتملطشو في متاهات الألفية الرابعة الماشة علينا دي ربنا يحضرنا ولو مية سنة منها بس.(As long as you live, as much as you are supposed to learn)
مقدمــــــــة :(الأمن في معناه الواسع)
لقد من المولى عزوجل على خلقه بنعمة و قيمة الأمن في بدايات تنزيله المحكم. يقول جل شأنه "الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف" و روى الترمذي وابن ماجة في صحيحيهما عن النبي (ص) أنه قال:"من أصبح منكم آمناً في سربه, معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا (بحذافيرها)"
يقال إن الحياة ولدت من طينة الرغبة, دون اسم و عنوان و لا ذاكرة . كانت للحياة أياد و لسان و لكن لا فائدة و لا جدوى فلا أحد لتلمسه ولا لتخاطبه؛ إذن ولدت الحياة وحيدة يتيمة فلم تسو شيئاً وحدها. و يقال أيضاً إن البشرية لما خلقت من نفس واحدة كان أول ما انتابها شعور بالوحشة شديد , سرعان ما تحول إلى فضول غريب ولد لديها رهبة وخوفاً جبلياً من مجهول أو من لا شيء. فكان أول ما رغبت فيه هو أن تتعدد كي يكون للعيش طعم و معنى؛ فلعل الشيئ بضده يعرف. سرت تلك الرغبة في أوصال الحياة بليل, و كان لسهم الرغبة عنفوان قسم سلسلة الحياة الفقرية فانشطر ظهرها نصفين, ثم أشتق لآدم نصفه الآخر(حواء) وكانت من ضلعه (الأيسر بالذات وهي عوجاء ليرقد القلب تحتها بهدوء وسلام) كي ينشد كلاهما السكن والرحمة عند الآخر و يأنس بوجوده. و ما كاد أبونا وسيدنا آدم عليه السلام يبصر كل شطره المعوج حتى ابتدر كل منها الآخر بابتسامة تحمل أوجهاً و تخفي أشياءً.. ثم ما لبثا أن تلامسا حتى استغرقا في ضحك عميق بريء طويل ثم هستيري متقطع في أحيان كثيرة على أوتار حساسة. ثم لما أن تغشاها حملت حملاً خفيفاً و ولدت منه؛ ثم بث الله منهما رجالاً كثيراً ونساءً. ظلت أحوالهم بعد ذلك تتراوح بين ضحك و بكاء و بين فرقة و لقاء ،ثم بؤس فشقاء ، فصراع فيه ضعف وكبرياء, إلى أن ارتكب أحد ابني آدم حماقته الشنيعة تلك بحق أخيه فقتله ثم عجز أن يوراي سوءته ، لجهله بثقافة الدفن التي بعث الله غراباً إليه ليعلمه إياها. و منذ تلك الكارثة صار القتل سنة سيئة و ظل هاجساً يؤرق الناس والكيانات والدول إلى أن تخلقت منه قضية شائكة عمرها الدهر هي الأمن في معناه الواسع.
بلدنا بقعة مباركة تتوسط كبد العالم؛ و بها من الثروات والخيرات ما يفوق حاجة سكانها القليلين نسبياً والطيبين حد المسكنة بفطرتهم. نظراً لبوادر التنمية الحادثة و اللائحة في الأفق صدقاً أو وهماً، ربما اتجهت أنظار القيمين لجلب عمالات أجنبية؛ هذا فضلاً عن كون بلدنا موبوءة ببؤر ساخنة تتهدد وجودها؛ و هي مفتوحة على مصاريعها التسعة على دول الجوار وتننازح إليها أعداد مهولة و بكثافة توشك أن تحدث ربكة في التركيبة السكانية و تشظية في التكوين الثقافي واللغوي لمجتمعنا المعروف بتماسكه الشديد والذي بت أخشى على أبنائه - إن هم ظلو متفرجين-إلى أن يأتي يوم وقد أصبحو لا أقول أقلية في هذا الخضم الوافد العظيم, بل حفنة في كف عفريت مارد.
ينخرط في أوساط االغرباء عناصر ربما تؤمن بالعنف الثوري و بينهم" رؤوس مدبرة" ذات نشاط خطير تعمل على تحريض الغوغاء, وتذكي فيهم روح المواجهة العنيفة. وليست أنوف وأصابع كبار اللاعبين الدوليين ببعيدة عن كل ذلك. فهم يرون أو يتوهمون في بلدنا إقطاعية (بترودولارية) ناشئة تنمو على أكتاف ذوي الأيدي الرخيصة الوافدة المستغلة مادياً ونفسياً (قايلين القبة فيها فكي) و(المدردم كلو ليمون). لا استبعد مع تساخن الوتيرة نحو التحول الحادث أن تبدأ حساسايات و منغصات عديدة تطفو إلى سطح المشهد و تقفز إلى واجهة الأحداث شيئاً فشيئاً, ممثلاً ذلك في انشقاقات و إضطرابات و أعمال شغب وعنف هنا وهناك، لم تعد كما سبق غريبة علينا. إن المهدد الأمني الأخطر لجموع الدخلاء هو نفاذهم غير المقنن واللا شرعي, متسللين عبر منافذ و ثغرات برية مهملة يصعب ضبطها. هذا فضلاً عن جلبهم ربما مآرب بعيدة و وسلوكيات خطيرة على أمن الوطن و المواطن. إنها قنبلة على قارعة الطريق تطل علينا برأس أمنية, لكنني لا أراها إلا حمالة لأوجه وأبعاد هي أعمق و أخطر من ذلك بكثير؛ ؟ فلمتين نفضل تلقي الحمالة برمتها على ظهر بشير و سلفاكير و نقول: (أدرعها في رقبة ظالم و اعمل نايم) ؟! اللهم كلا. فيا جماعة الخير! دي بلدنا, رأيكم نخليها لمنو.ألا قد بلغت اللهم فاشهد.
ود الأصيل
03-03-2013, 01:00 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الدين محمد
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
تشكرات لأخي بدر الدين محمد ولتقديره الصائب لموضوع كهذا لما له من أثر حيوي على أمننا واستقرار أمتنا ، فلا حياة و لا تجارة ولا عبادة ولاصلاة في غياب الأمن والطمأنينة في قلوبنا .لذلك تجدني بحاجة لعونكم ومشاركة أقلامكم في نشر الوعي الأمني لأنفسنا ولأجيالنا .فهنيئاً لي بأمثالك ودخلاتك الموفقة ولك مني التجلة والتقدير. لأن الكتابة في مثل هذه البوسات مرهقة جداً، أحس وأنا أمارسها بأنني مثقل بحملها و عتالتها و في ذات الوقت مشفق على القاريء من عصر هضمها. زكع ذلك توكلت علي الله وقدمت الدعوة لكم بالإنضام لهذه البوتقة و لنواصل معاً ما دام في محابرنا بقية نطفات من مداد، لنريقها هتوناً على صفحات فخر المنتديات....
ولقد ذكرت غير مرة بأنني الأسعد بوجودي في معيتكم أحبائي وأنت صاحب الحمل الثقيل بجد وأول السباقين دوماً لمؤازرتي.. فشكراً لك من كل قلبي و نحن الآن بصدد قضية أكشف لك سراً بأن موضوعها بحث سبق لي و نافست به (عربياً) وهي تعني بالتوعية الأمنية ..صحيح أنني عامل مقدمة (وش ملاح) تعريفية عن الأمن بأسلوب تعريفي فلسفي فضفاض إلى حد ما حول الأمن كمسئولية فردية و جماعية قبل أن تكون حكومية؟؟ وأخيراً إضاءة من صديق لي قديم (على محمد علي)و لا أروع بإن الأمن مفتاح الإستقرار وأساس التنمية ... ومن هنا أتت الأهمية!! كون الأمن من ناحية عملية يأتي من معرفة الحدود وما أدراك ما الحـــــــــدود، بأن:-
* تعرف حدود وطنك..فلا تهدرها ولا تدع أحداً يعتدى على شبر منها؛
* تعرف حدود ملكيتك وملكية غيرك فلا تتعداها.
* تعرف واجباتك وواجبات غيرك فلا تتقاعس عنها قيد أنملة.
* تعرف حقوقك وحقوق غيرك فلا تفرط في شيء كبير أو صغير منها.
* معرفة الحق العام وكيفية أحقاقه لأهله فلا تغمطه و تتعاطي معه بصدق وشفافية.
و الأهم بعد معرفة هذه الحدود..معرفة كيفية الثواب و العقاب عليها..وكيفية ردها أو استرداد المغصوب منها) حتى لو كان الغاصب هو رجل القانون نفسه(و قد قيل إن الحجر المغصوب في الدار رهن بخرابها) .
فسلام عليك أخي بدر البدور و لا تتوقع مني إلا كل خير وأنا أستعين بك كجوهر سوداني نضيف و معدن نفيس أحيي فيك النخوة والشهامة، رغم أنك تعلم (دون سواك) بأنني عرضة لنوع غريب من الإرهاب الفكري ورغم أنني لا بخاف لا بعرف الخوف و لكن إن كشكش كديس تلقاني واقف صوف. خاصة عند سماع مثل هذه الكلمات الغليظة (ناس أمن و شرطة واحتياطي وهراوات و بيت أشباح، إلخ) لمان شعرت جلدي تكلب. لكن كلماتك بلسم و تاج فوق رؤوس الاصحاء لا يراه إلا المرضى...
دعني هنا ، أقول لها و لنفسي وقد طارت شعاعاً من الأعداء و يحك لن تراعي.البوست يا عزيزي معني في مقامه الأول با(الفضفضة) الأمنية و أما أن تكون تلك مسؤولية دولة أم مواطن؟ فتلك مسالة أظنهاواضحة للعيان كما (البدر) في الليلة الظلماء.
و لعلنا نجمل المعني في ضرورة معرفة: الحدود+ الحق+ الواجب+ القانون. أضف إلى ذلك أن يعرف المرء نفسه ، تلك التي يحملها بين جنبيه, ماذا تريد منه بالتحديد. ولا تنسى أنها متقلبة و ومتجهجهة بين الأمكنة و حمالة لكل الوجوه والكنايات الممكنة. فبين فينة هي مطمئنة و أخرى لوامة, ثم ثالثة آمارة بالسوء. صدقاً لكلامي هذا أضيف لك من عندي ما يلي:-
مفاهيم و مؤشرات أمنية
لعل مقاصد الشريعة الخمس تنطوي جميعها على مفاهيم ومؤشرات أمنية أساسية بامتياز, هي: أمن الدين والنفس والعقل و العرض وأمن المال , و كلها محاور هامة سوف نعرض لها تفصيلاً ضمن مضابط بوستنا هذا تباعاً. فالدين سلعة الله الغالية التي خلق الكون و بعث الرسل لأجلها. و النفس حرمها الله إلا بالحق. والمسلم على المسلم حرام كله (دينه, دمه , عرضه و ماله).
في معنى المسؤولية التضامنية عن الأمن بأبعاده الشاملة و مقاصده البعيدة تشع لنا من مشكاة النبوة حكم بالغة و أمثلة جامعة ساقها لنا مهذب الإنسانية و مربي البشرية على الخير. ضربها لأولئك الذين قد يزيغ فهمهم فينطلقون خبط عشواء في هذه الحياة تحدوهم أهواؤهم و تدفعهم شهواتهم و يعملون بعكس مقتضى أن: "حرية الفرد يجب أن تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين" . فالحرية لا تعني العبث والخروج عن مألوف القيم؛ و إنما هي منضبطة بضمان حقوق الناس من حولنا و مراعاة منافع الغير وعدم إيذائهم. المشكلة لا تكمن في هؤلاء فقط و إنما من يرى الانحراف فيغض الطرف و ينصرف. لقد كانت فتنة بني إسرائيل في أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. فكان أحدهم إن رأى من أخيه منكراً بواحاً يزجره ذات مرة واحدة ، ثم يأتي و يجالسه و يآكله. لذا قدم الرسول (ص) المثل المادي لإيضاح المفاهيم و تربية الناس ليكون أوقع في النفس و أدعى للقيام بالواجب نحو المنحرف عن طريق الأخذ على يده و منعه من السعي بحافريه إلى حتفه. عن النعمان ابن بشيير(رضي الله عنهما ) أن رسول الله (ص) مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها؛ فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً فلم نؤذي من فوقنا؛ فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعاً, وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً.
إن لترويع الآمنين مخاطر جمة كنزع الثقة والرحمة بين الناس و نشر ضروب من الجريمة المنظمة وغير المنظمة. و في الحديث الذي رواه أبو بكر (رضي الله عنه), أن النبي (ص) قال:"إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" لقوله تعالى أيضاً: (و اتقوا فتنةلا تصبين الذين ظلموا منك خاصةً).
من هنا ربما ينشأ خلط لدى العامة ما بين تغيير المنكر باليد و بين إرهاب صاحب المنكر, الأمر الذي قد يجر إلى مفاسدأكبر و ينذر بشرور مستطيرة. لذا و من باب ترجيح مبدأ المصالح المرسلة ، قدم شرعنا الحنيف دفع المفسدة العامة على جلب المنفعة الخاصة.
مع خالص موتدتي الشديدة؛ ودام الجميع آمنين في سربهم حائزين على قوت يومهم اللهم آآآآآميييييييين
ود الأصيل
03-03-2013, 01:04 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الدين محمد
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
لي صديق قديم يأخذ علي دوماً بأن بوستاتي رغم تشويقها فكلها جادة و أني أشبعها تنقيباً و بحثاً وأقتلها تشعيباً لدرجة أنني لا أدع لقارئ شيئاً ليضيفه فيصبح لا داخل ولا مارق . وأنا أقول لأخي بدر الدين لا بل أبقى لا داخل و نم في الكندشة نوم قرير العين هاينها. علا لاكين لا تطول النومة؛ لأنو موضوعنا دا كبير و داير لو همة شوية خاصة إنو المادة منومة أصلاً و فيها جوانب بحث علمية بحتة تتطلب الكثير من صبر القارئ ناهيك عن الكاتب والمشارك و العشم فيكم يا نشامى ما بتقصرو. يلا بندا على بركة اللله وندخل في الغريق:-
أركان و أسس أمنية
الأمن أمانة منا و إلينا:-
لعلي أقع في زلة قلم فادحة لا تغتفر لو تناولت موضوع الأمن بصفته مجموعة قوانين صماء مبوبة و معدة للتنفيذ والتنزيل على أرض الواقع في سبيل درء شرور الجريمة و ردع المتلبسين؛ بقدرما ينبغي أن يكون الحديث عن الحس والدور الأمني لكل فرد و جماعة بحكمه قيمة إنسانية ضاربة في الرقي والحضارة و متجذرة في مفاصل الحياة اليومية بأدق فصولها و تفاريعها. ذلك مع ملاحظة هامة و ملفتة جداً هي أنه بقدرما يكون التفاف الغموض و تشابك الخطوط على مسارح الجريمة بقدرما يكون النمو و التطور على مدارج السلك الأمني. حتى يقال على سبيل التندر إن الفضل في تطوير العلوم و الأنظمة الأمنية أول من ينسب إلى معتادي الإجرام الأكثر فلتاناً و أشد هرباً من العدالة, كرجال عصابات المافيا و أصحاب السوابق. لعل للمفارقة أن يكون لهؤلاء قصب السبق والقدح المعلى في كل ما تتفتق عنه قرائح خبراء الجريمة من عقائد أمنية دائمة التحديث والتجدد و كأنه واجب علينا أن ندين لهؤلاء "اللصوص"بفضل غير متعمد و نقلدهم عليه بأوسمة استحقاق وأنواط جدارة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها؛ أو يأتي اليوم الذي نشهد فيه الجريمة المنظمة و العفوية و قد انحسرت لأضيق حدودها و انقطع دابرها و جف معينها إلى أبد الأبدين.؛ اللهم آآآآآمييييين.
إن الشأن الأمني مسؤولية والتزام ذو خطوط متشابكة و أبعاد متراكبة خاصة وعامة. فمعلوم بالبداهة أن ولي الأمر هو أول من تتبادر صورته للذهن عندما يأتي الحديث عن مسؤولية صون الحق والدم والعرض و تحقيق الاستقرار لكل من يشاركه العيش على ترابه. ذلك لأن الراعي منوط به حماية حمى رعيته؛ و من المفترض ألا يهدأ له بال إلا بتأمين الحاجات الأساسية لكل فرد كبير و صغير، بعيد و قريب. ولكننا نتساءل: أين دور الرعية في بسط الأمن و زرع الأمان لذواتهم و لمن حولهم ؛ لا يعقل أن علينا فقط أن نربع أيدينا ونتفرج في زمان ولى فيه نظام الاتكال على أبوية الدولة و انظار الإطعام بالملعقة !؟ يقول عز من قائل: " كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله". ذهب بعض المفسرين إلى أن من حكم الشريعة الأسلامية وأسرار مقاصدها في مشروعية الزكاة في مال التاجر أنها اقتضت جعل الأولية في إخراجها لمصارفها في نفس بلد إقامة صاحب المال. و عللوا ذلك بنصيبهم (كقوة شرائية) ساهمت في نمو تجارته ؛ فضلاً عن كونهم أعين ساهرة حارسة لماله بالتلقاء ودونما قصد.
بنظرة عامة و ثاقبة تتجاوز الرسميات ، سنجد أن الأمن أمانة ليست فقط في عنق الشرطي المجند حارساً أمينًا على ثغور تراب وطنه و إنما هي أمانة في كل الأعناق. فالجميع شركاء أساسيون لا هامشيون، لا بل و أصحاب حق و واجب في عملية بسط الأمن الاستقرار والزود عن حياض الوطن و مقدرات الأمة, كل في ثغرته و حسب دوره : فالمثقف والفلاح و الصانع كما الأديب و التشكيلي لا تخفى أدوارهم على عاقل فطن. هؤلاء جنود مجندة لذات المهمة. فالشاعر مثلاً قيثارة عصره و لسان حال زمانه الذي لا ينفلت منه وإن حاول الإفلات من قيوده و تمرد على بعض تفاصيل أوضاعه..وجند نفسه لمعترك صون الفضيلة و نبذ ثقافة الكراهية وتأسيس وعي مسكون بقضايا مجموعته, ملتزم بها. ليس المبدع مؤرخاً و إن كان موثقاً جيداً..يعيش يومه و يشرئب إلى غده ..و هو يدون لنا شهادة عين رأت و قلب يكاد ينخلع ألف مرة قبل أن يرتمي على عري كل ستر رآه يهتك أو ظلم رآه يقع أو حق سمعه يستلب. و الأمن أمانة في الأعناق و له مفاتح يحظى بها على خارطة الإصلاح في كل أمة و النضال لنصرة كل قوم يريدون البقاء. وأخيرا ليس بآخر لا ننسى أننا في زمان الشائعات المغرضة والشمارات الحارة و الفتن التي هي أشد من القتل: فتن يضائل بعضها بعضاً؛ و في زمان تعوذ منه نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين قال {....... وأعوذ بك من جار تراني عيناه و تسمعني أذناه؛ إن رأى خيراً دفنه ، و إن سمع شراً طار به}
.مع خالص موتي وللحديث بقايا و للأخذ والرد كما الحذف و الإضافة هوامش و مساحات مترعة بالوداد وسوف لن تفسد للود قضية.
ود الأصيل
03-03-2013, 01:10 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الدين محمد
حيث ان الامن صار يحكم العالم فلابد من التوعية بالشأن الامني
لك الشكر عابر سبيل
عندي بعض الاسئلة االمحرجة ولكن لا بد من طرحها ، و إن لم توفق في أيجاد أجوبة شافية، فلا بأس.
1- تأمين المواطن من السرقة هل يعتبر أمناً؟ ولكن الأمن الآن بات يحمي السلطة ضد المواطن فمن أحق بالأمن من الخوف؟
2 - متي يحق للمواطن حمل السلاح والدفاع عن نفسه، كما هو حالنا في الربيع العربي؟
-3 - التأمين علي الحياة وشركات التأمين ، أهي داخلة في نطاق تعريف الأمن؟
و كذلك عندي إجابات مختصرة لأسئلتي البايخة.. وهي تكاد تكون دق مسامير لمحاور للنقاش أكثر من كونها إجابات..
وذلك بعد إذن صديقي وشريك في هذه الورطة/ علي محمد علي، أضيف ما يلي نصه:.
الأمن كغيره من الركائز الأساسية التي يقوم عليها المجتمع المتحضر، لها مراحل متتالية لتطبيقها بالطريقة المثلى و يشبه الأمن الرعاية الصحية في ذلك :-
1/ المرحلة الوقائية( preventive ) : وهي المرحلة التي تختص بمنع حدوث الكوارث والإنتهاكات الأمنية وتشمل تعزيز الأمن في مضمونها (وهي أهم المراحل).
2/ العلاجية ( curative ) : مرحلة تختص بالتعامل مع الكوارث عند حدوثها وإعادة الإستقرار..
3/ إعادة التأهيل ( rehabilitation ) : وتختص هذه المرحله بإعادة الوضع الأمني الى الإستقرار بعد معالجة حالة الفلتان التي تعرض لها. كما تتضمن إزالة عقابيل الكوارث والآثار السالبة لها ,وتعويض المتضريين وإعمار الأرض المحروقة.(وأما التأمين ضد الكوارث بأنواعه يندرج تحت هذه المراحل..وعموماً التأمين في بلادنا لايهتم إلا بالمرحلة الأخيره وهي إعادة التأهيل والتعويض بعد حدوث المشاكل (هذا إن خلصت الضمائر وجرت السيولة مجرها الصحيح)..أتمنى ألا أكون قد أطلت الحديث..تحياتي..
ثم إن صمتكم و صبركم علي استطرادي في هذه القضية أعتبره نوع من التواضع الذي في في غير محله.. فلله دركم يا أخوة.. لا أبالغ إن قلت إنكم أجدر مني بإدارة زمام هذا البوست.. الظاهر وقعتي سودة و لودة.. هسة كمان يقوم يطلع من بيناتكم واحد ألواء معاش (لكن معاش اللزعلكم) ..معاش شنو الما متزورج لسة دا؟ ما ..علينا.
المهم قمت بمساعدة صديقي المفقود والمشار إليه عاليه، و بمنتهى الفزلقة لخصنا ليكم الأمر في أهمية معرفة الحدود+ ا لحقوق+ القانون. . ثم هسة دخلنا بيكم على مرحلية الوقاية + العلاج+الترميم.فما هو رأيكم أنا عارف في ناس شغلا سمح؛ ونضميها قصير بس(أنت تمسك لي و أنا بقطع ليك). يعني 1) 2) 3) ختو لي سؤال عن مدى مسؤولية الدولة عن حماية الناس (و يا ما في الحبس مظاليم). وطوالي خفست مشت لحمل السلاح !!! أعوذ بالله.. يا جماعة الخير هل قلتو حمل سلاح؟ هسة منو الجاب السيرة دي .. يا جماعة أنتو سادة العارفين. والقطارة مليانة مفتشين (و حتروب البليلة مليان حصى)؟؟
طيب أنا عندي أقتراح لأخي بدر الدين، موصولاً إلى كل من تسول له نفسه الدخول بمشاركة ولو بترك أيقونة دالة على مروره من هنا! فدايرين قبال ما ندخل في مضابط التناول المهني للأمن عايزين بعد شورتكم نبدل العنوان الحالي للبوست لأنو مععم جداً ولا يحمل أي إشارة للمحاور الأمنية التي نحن بصدد قتلها بحثاً. فبحاجة لعنوان جاذب كي تعم الفائدة . وأنا عندي عنوان مقترح أصلاً هو(دورالفرد والجماعة في صون الأمن كقيمة أنسانية شاملة). لو موافقين يلا طوالي نتلاقا على البوست المقبل لمواصلة ما انقطع من حديث.فماذا قلتم؟شاكر لكم من كل قلبي.مع مودتي الشديدة.
ود الأصيل
03-03-2013, 01:15 AM
......... يتبع:-
ثم سلسلة من أسئلة أخرى مشروعة لعلها تطل برأسها من هنا أو هناك، فمثلاً:-
[COLOR=#0000ff][SIZE=4][B]هل ما ذكرناه موجود في كل بلاد العالم؟ بمعني إنو دا تعريف الأمن الأصلي أم حصري فقط في قوانين بلادي؟الأمن الشامل و الأمن الشعبي مصطلحات أمنية لعله ينفرد بها السودان و لا توجد في بلدان أخري؟؟؟.....هل الأمن قوامه أفراد من المجتمع (متنكرون)مندسون وسط العامة ثم ماذا يعتمد من وسائل لتحري و كشف و ردع الجريمة ؟ وإلي ماذا يهدفون ؟؟؟؟؟؟ ثم من و ممن يحمون؟؟؟.. لعل فرق وأجهزة حماية كهذه يتم إنشاؤها تحت مسمي الأمن ا لداخلي العام(بمعنى أمن الدولة) وهي ضرورة إلي حد ما، ولكن أليست أولوية هي حماية الفرد و معرفة ثم تأمين حقوقه؟؟
ما علينا، المهم نحن نضع الآيديل,, وبعدين يطبق وين و كيف و كم، دي أدواتها ذاتا أفتكر ما في إيدنا.. مثلاً عندنا شعارات فضفاضة (متل ناكل مما نزرع و نلبس مما نحلج وننسج) عاجباني شديد. ولكن بالتأكيد إنو لها مالها و عليها ما عليها ، بس برضو مبتكرة و فيها تفتيحة شوية لمخ الناس و حفظ لماء الوجه..طيب نرجع لموضوعنا.. وهو آخذ في التثاقل وأخشى على من يقرأ ، أن يداهم الملل اوصاله ويدب النعاس إلى أجفانه. خاصة وأن هنالك من يسأل ويقول:يا أستاذ، أنت قصدك جهاز الأمن و لا حاجة ثانية ياخي ما تجيبا على بلاطة و تريحنا من اللف والدوران!!
[B]إذاً، على أولاً ، أن أفرمل لأأرفع قبعتي أمام سائلي و حساسيته العالية ضد أي ريحة للظلم و القهر.. أتفهم كل هذا وأحسب له 1000 حساب
[b
ثانياً أديه "الأمان" و أود طمأنة القارئ بأن المادة علمية بحتة، سبق لي و قدمتها في شكل بحث أكاديمي ضمن مسابقة خارجية لا ناقة لها في أجهزة "أمننا" و لا جمل في سودان تأبطنا في (بقجة) و هربنا به قبل مجيء هؤلاء النفر بخمس سنوات و يزيد..
ولكي أثبت ما أقول، إليكم السرد التحليلي أدناه في هذا المضمار، فقط بحاجة إلى من يقرأ و يتابع بصبر و نفس طويل، نظراً لجمود المادة:-تعاريف للجريمة وعلة التجريم والعقاب(من هنا نبدأ):- لنواصل.......
ود الأصيل
03-03-2013, 01:21 AM
(الجريمة)مقومات, أنماط, مستويات ,آثار)
مبحث في القانون الجنائي لوصف الجريمة
في الحديث الطويل المروي في صحيح مسلم عن الني (صلى الله عليه و سلم) أنه قال في خطبة الوداع " ألا إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"
لكي يتسنى لنا بناء مجتمع معافىً و صناعة فرد فعال متمتع بحس أمني ناضج ، لنضعه مباشرةً أمام مسؤولياته و التزاماته تجاه مقدراته الذاتية و مصالح أمته, فقد وجب علينا بادئ ذي بدء أن نحيط ذلك الفرد و المجتمع بصورة ذهنية بينة المعالم و متكاملة الأبعاد نستهدف بها تبصيره بما يعنيه من عديد مفردات تتعلق بالشأن الأمني و ماهية المخاطر الأمنية التي قد تحدق به كفرد و تهدد كيانه كجماعة و محيطه البيئي الذى يعيش في كنفه كبيئة.
من هنا لا بد للحديث أن يسقونا مباشرةً إلى شرح مفصل لمنغصات الأمن والسلم بأشكاله ومزعزعات الاستقرار بمعناه الواسع و الشامل . يأتي على رأسها ما يعرف ب"السلوك الإجرامي" الذي ظل شغلاً شاغلاً لخبراء القانون والمهتمين وحتى باحثي اللغة, ممن اجتهدوا فاشتقوا للجريمة اسماً من مادة جرم(عظم) و هي الإتيان بكل فعل شاذ عن السوية في نظر الشرع أو العرف و من شأنه إلحاق الأذي بالنقس أو الإضرار بالممتلك الشخصي أو االعام ؛ بصرف النظر عما إذا كان ذلك نابعاً من دوافع مبيتة( وإن خلصت) مع إصرار مسبق أم كان وقع خطاً, مادام مرتبطاً بنوع مع التهور, خاصة مع ورود مظنة الاستهتار وعدم الاكتراث للعواقب.
فاصل ، ثم نواصل..............................
ود الأصيل
03-03-2013, 01:23 AM
................يتبع:-
هنا أولاً: مدخل علمي عام:-
تعرف الجريمة إجمالاً بأنها إتيان جانح لفعل ما ينطوي على انتهاك لحق ما أو خرق للائحة ما، و يضع فاعله تحت طائلة الجزاء قانوناً إو عرفاً؛ أو هو ترك فعل واجب و معاقب على تركه؛ بمعنى كل فعل أو ترك نصت الشريعة على تحريمه أو القانون/ العرف على تجريمه و فرض له جزاء، و جمعه أجزية، فإن لم تكن على الفعل أو الترك عقوبة أو جزاء فليسا بجريمة.
و رغم ما يشاهد من انسجام لهذا التعريف مع مختلف قانون السماء و معظم القوانين الوضعية ، إلا أنه لا يخلو من هنات ، شأنه شأن جميع التعاريف في مجال العلوم الإنسانية، وأهم هذه العيوب:-
• أن بعض المجتمعات لا توجد لديها قوانين مكتوبة حتى اليوم.
• يصعب على المشرعين الإحاطة بكل الأفعال الإجرامية الضارة بالمجتمع و بالتالي يستعصي وضع تشريع لكل شيء.
• أن القانون قد يكون مفروضاً من سلطة محتلة أو أخرى مستبدة، و في هذه الحالة لا يعبر سوى عن رغبة السلطة التي سنته في التشفي ، مما يجعل شرعيته الدستورية محلاً للطعن، بعيداً عن قناعة المحتكمين و إرداتهم .
• لايجوز التعميم بأن كل جنحة أو مخالفة جريمة، و لا كل جانح أو مخالف مجرماً. فالقانون قد يحظر أفعالاً غير إجرامية كثيرة، و قد يقوم بها أشخاص لا يوجد لديهم أي دافع أو تكوين إجرامي.
فاصل، ثم نواصل..............
ود الأصيل
04-03-2013, 02:48 AM
ثانيا: تعريف الجريمة في علم الاجتماع
تعددت المدارس في تعريف الجريمة، فكانت لها مذاهب و اتجاهات شتى في ذلك , لعل من أشهرها تعريف سالن (Sallin) حيث يقول: الجريمة هي انتهاك للمعايير الاجتماعية , وتأتي شهرة هذا التعريف من كونه تضمن في عبارة قصيرة جامعة كل العادات والتقاليد والأعراف والقانون و كلها معايير اجتماعية. لكن منتقديه قالوا إن المعايير الاجتماعية تختلف من مجتمع إلى آخر. فبدا تعريف (Sallin) وكأنه يخص مجتمعاً واحدا بعينه. لذلك ذهب العالم رافائيل غاروفامو (Rafaele Garofalo) إلى تصنيف الجرائم إلى طبيعية و مصطنعة. فالجريمة الطبيعية هي ذلك الفعل الذي لا يختلف شعور الناس تجاهه بأنه شنيع مهما اختلفت المجتمعات والأزمنة، كالاعتداء المادي أو المعنوي على الأفراد والممتلكات. فيما صارت الجريمة المصطنعة هي الأفعال المنتهكة لمكونات ثقافية متكلفة أو مدعاة، أو ما يسمى بالعواطف غير الثابتة والعادات والتقاليد و كذا الديانات. لعل نظرية كهذه هي الأكثر انطباقاً على واقعنا الثقافي المعاصر المعاش. ذلك أنه من شبه المستحيل أن نحصل على تعريف اجتماعي واحد كمنطقة وسطى ليلتقي حولها علماء و مجتمعات الدنيا قاطبة.النقد الموجه (جاء به العالم (Durkheim) لهذه النظرية جاء من زاوية تفاوت عاطفتي الشفقة و الأمانة لدى بني البشر، و هو نقد لا يخلو من ضعف، كونه متجاهلاً لاعتبار أن ثقافات الشعوب سوف لن تتطابق أبداً ، ثم إنه أن يؤخذ بمسألة واحدة تتقارب حولها عواطف مترفقة وأشواق شتى ، خير من ترك الجمل بما حمل نهباً لمظان الشطح و الجرح التعديل.
ود الأصيل
04-03-2013, 11:50 PM
ثالثا: التعريف الاجتماعي القانوني للجريمة:-
يأخذ التعريف الاجتماعي القانوني للجريمة بمسألة الخروج على المعايير الاجتماعية وانتهاك القانون في آن واحد، ومن هذا المنطلق عرفت الجريمة بأنها: كل سلوك مؤذ وضار اجتماعياً، و يعرض صاحبه للعقاب من ولي الأمر . وهي أيضا : كل فعل انتهك القيم الاجتماعية التي حددتها الغالبية العظمى من السلطة المشرعة و المجسدة لتلك القيم.
محمدالحسن الطيب
05-03-2013, 03:50 AM
طرح اكثر من رايع
معك حتى تكتمل المهمة ....
محمدالحسن الطيب
05-03-2013, 03:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لإيلف قريش(1) إلفهم رحلة الشتاء والصيف(2) فليعبدوا رب هذا البيت(3) الذى أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف(4)
(صدق الله العظيم)
نحو مفهوم شامل وجديد للأمن الوطنى
مقدمة:
إن مفهوم الأمن فى الإسلام أقره الله سبحانه وتعالى فى سورة قريش حيث توضح السورة أن مفهوم الأمن فى الإسلام يرتكز حول تأمين حاجة الناس من الغذاء والإحتياجات الأساسية لهم وتوفير الطمأنينة والسكينة فى نفوس المجتمع الإسلامى , وبالتالى نخلص أن كلمة أمن المقصود بها توفير الطمأنينة والسكينة والغذاء والإحتياجات الأساسية للمجتمع , وينسحب على ذلك أن كلمة رجل أمن من المفترض أن تشير إلى الشخص المسؤول عن توفير الطمأنينة والسكينة للمجتمع وأن الجهاز القائم على أمن مواطنى الدولة هو الجهاز الذى يقف على توفير الطمأنينة والسكينة وإحتياجات المواطن من الغذاء والإحتياجات الضرورية الأخرى , وفى عالمنا المعاصر لقد إنعكست الصورة تماماً حول مفهوم المجتمع للأمن ورجل الأمن والجهاز المناط به حفظ الأمن حيث أصبح المجتمع يتخوف وينفر من رجل الأمن والجهاز المسؤول عن الأمن بدلاً من الإحتماء بهم والتعاون معهم , ولعل ذلك التخوف نتج لأسباب عديدة وعوامل كثيرة أسهمت فى توسيع الفجوة والهوة بين أفراد المجتمع والأجهزة الأمنية ومن هذه العوامل نزع الأجهزة الأمنية فى دول عديدة نحو ممارسة أساليب قمعية إتجاه مواطنيهم مما أدى إلى تشويه مفهوم الأمن الذى أقره الإسلام , وتحول هذ المفهوم الذى يعنى الطمأنينة والسكينة إلى مفهوم يعنى القمع والإستبداد , ولذلك وجب علينا أن نعمل على تصحيح هذا المفهوم لكى نعكس الوجه الإسلامى لمفهوم الأمن ويصبح مفهوم الأمن يعنى بالفعل عند أفراد المجتمع الطمأنينة والسكينة وبالتالى يتم إبعاد الصورة النمطية التى رسمت للأجهزة الأمنية بأنها أداة للقمع والتخويف , كما إننى إتجه فى هذ المقال إلى محاولة لإعادة تعريف مصطلح الأمن الوطنى والأهداف التى يسعى لتحقيقها.
مفهوم الأمن الوطنى:
يهدف الأمن الوطني للدولة إلى تأمينها من الداخل و دفع التهديد الخارجي عنها , وأن يكفل لشعبها حياة مستقرة توفر له استغلال أقصى طاقاته للنهوض والتقدم والازدهار كما يعبر مفهوم الأمن الوطنى عن المفاهيم الأخرى التالية:
1. مفهوم المصلحة القومية : المصلحة القومية هى المرتكزات التى تبنى عليها صياغة الاستراتيجية القومية للدولة وسياستها الخارجية وسياستها الدفاعية لتحقيق الغايات والأهداف القومية للدولة.
2. مفهوم الاستراتيجية القومية : الإستراتيجية القومية هى إسلوب ومنهج عمل و علم وفن استخدام كل قوى الدولة فى حالة السلم والحرب من أجل تحقيق الأهداف القومية للدولة المحددة فى الغاية القومية للدولة.
3. مفهوم الهدف القومى: الهدف القومى هو ذلك الهدف الذى ينبثق من الغاية القومية للدولة التى تشتمل على قيم الرفاهية والإذدهار والمحافظة على الذات والحرية ويرتبط الهدف القومى بالأهداف الإستراتيجة للدولة وينبع من المصلحة القومية للدولة , وقد ينفذ الهدف القومى للدولة فى مرحلة أو قد يقسم إلى عدة مراحل يحدد لكل مرحلة منها فترة زمنية لتحقيقه.
تعريف الأمن الوطنى :
الأمن الوطنى يعنى الإجراءات التى تتبعها أجهزة الدولة المختصة بالحفاظ على أمن وسلامة البلاد عبر توفير الطمأنينة والسكينة لمجتمع الدولة وتوطيد تماسك الجبهة الداخلية للدولة عبر عمل كل ما فى الوسع من أجل توثيق العلاقة بين المجتمع و الدولة وحماية كل ما يتعلق بمحاولة إفساد سير العمل فى مؤسسات الدولة الداخلية, ومتابعة ما يتصل بعلاقة الدولة بالدول الخارجية فى علاقاتها الدولية والثنائية من أجل إستباق إنتقال أى تأثيرات خارجية تضر بالبلاد على المستوى الإقليمى والعالمى ,والعمل على إيجاد الفرص على المستوى الداخلى والإقليمى والعالمى التى من شأنها أن تحقق أهداف الدولة على المستوى العالمى,ودعم فرص التعاون المشترك مع الدول الأخرى لتحقيق إستقرار فى علاقات الدولة مع محيطها الإقليمى والعالمى الذى تتفاعل معه.
مهددات الأمن الوطنى:
يهدد الأمن الوطنى للدولة مهددات عديدة,منها ما يقع داخل حدودها ومنها ما يقع خارج حدودها , و هنالك مهددات داخلية للأمن الوطنى لكنها ترتبط بعوامل خارجية مما يستدعى تدخل الدولة فى دول أخرى لحماية أمنها الوطنى , والجديد فى إعادة التعريف لمفهوم الأمن الوطنى أن دولاً أصبحت تعتبر الأمن الوطنى لدول أخرى هو امتداداً لها , و لقد برز تعبير الأمن الوطنى على المستوى السياسي فى العقود السابقة ليشير للأحداث العسكرية على وجه الخصوص والتوازنات الاستراتيجية وصراعات القوى , غير أن فى عصرنا هذا أصبح الأمن الوطنى يشمل تلك التهديدات الجديدة لحياة الإنسان وهي تهديدات ترتبط بالعلاقة بين الإنسان والطبيعة ذاتها , و على سبيل المثال نجد أن الدول النامية يشكل زحف الصحراء على بعض مناطقها خطرا كبيرا على أمنها الوطنى اعظم من الخطر الذى يشكله الغزو العسكرى على أرضها , كما يشكل الانفجار السكانى هواجز للحكومات لأنه قد يصل إلى مرحلة تدمير العلاقة بين الإنسان والبيئة التي يسكنها ويمزق هيكلها ونسيجها الاجتماعي , أما بالنسبة للدول الصناعية المتقدمة فيشكل النضوب السريع المتوقع لاحتياطيات البترول تهديدا للأمن الوطنى أخطر من التهديدات العسكرية التقليدية التى تتعرض لها , و من الطبيعي أن تتكون هذه التهديدات الجديدة نتيجة الضغط البشري المتزايد على طبيــعة الأرض التى نعيش عليها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مثل نقص المواد الغذائية ومصادر الطاقة وتغيرات الأحوال الجوية و كلها تترجم إلى ضغوط اقتصادية على اﻟﻤﺠتمعات البشريـــة مثل التضخم والبطالة ونقص رأس المال , الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى قلق واضطراب اجتماعي يعقبه توتر سياسـي وعدم استقرار عسكرى , وفي مواجهة مثل هذا التهديد الحديث فإن الخيارات العسكرية الحديثة لا تستطيع أن تحل بمفردها هذه المآزق الاجتماعية والسياسية ولا تستطيع أن تعمل على حل إشكاليات أزمات نقص الغذاءالحاد والوقود أو الحد من تزايد أزمة البطالة , والذي يهمنا في هذا اﻟﻤﺠال هو أن نعى أن تصاعد عمليات استنزاف البترول أصبح يشكل تهديدا مباشرا للأمن الوطنى للدول المنتجة له من ناحية , كما أن النضوب النهائي لهذا البترول أو توقفه لفترة محدودة يشكل تهديدا للأمن الوطنى للدول المستهلكة له من ناحية أخرى , ولذلك فإن على الدول المنتجة للبترول والدول المستهلكة له الاستعداد و التأهب من الآن لمواجهة حالات النضوب السريع أو الخطر المؤقت حتى لا يقع تهديد صريح للأمن الوطنى لها قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية و سياسية تعقبها تدخلات أو مصادمات عسكرية طاحنة , أن النقص الحالي في مصادر الطاقة هو الذى يشكل التهديد الأكبر فى السنوات القادمة على الأمن الوطنى لكل الدول المنتجة و المصدرة للبترول وكذلك على امن حلفائها , عليه نجد أن إشكالية تصاعد استنزاف البترول والتعقيدات التى تقف عائقا أمام استخدام الوقود النووي لإنتاج الطاقة ونقص الفحم فى عالمنا المعاصر يحتم على أن تعمل كل وحدات المنتظم الدولى للتغلب على تنامى أزمةالطاقة التى بدأت تسبب تهديدات عسكرية مباشرة للأمن الوطنى للعديد من دول العالم المنتجة والمصدرة والمتوقع أن توجد بها إحتياطات نفطية فى المستقبل القريب والبعيد , مما يحتم على الجميع العمل على الإنتقال إلى عصر جديد يتم فيه إنتاج بدائل و مصادر جديدة للطاقة غير البترول الذي يشكل المصدر الرئيسي للطاقة فى عالم اليوم , حتى لا تؤدي الضغوط الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية الناشئة عن هذه الأزمات إلى تعريض الأمن الوطنى للدول للخطر , هذا بالإضافة إلى نقص الغذاء الواضح في عالم اليوم والأزمات الإقتصادية الدولية التى اثرت على الحالة الإقتصادية الدولية و خلقت حالة من التدهور الحاد فى الإقتصاد العالمى مما أدى إلى تسجيل أعلى نسبة بطالة خلال الخمس أعوام الأخيرة فى العالم وأعلى نسبة تضخم مضاعف في تاريخ الإقتصاد العالمى , وصاحب تلك الأزمة الإقتصادية انعكاسات اجتماعية وقلق سياسي وتوتر عسكري أصبح يشكل عامل خطرا يهدد العالم بأجمعه , و لا شك أن هذه الأزمات الاقتصادية سوف تهدد الأمن الوطنى للدول الكونة للمنتظم الدولى إذا استمرت على حالها في المستقبل بنفس نسبة الأعوام السابقة , حيث إن اﻟﻤﺠتمعات البشرية الحالية حتما سوف تواجه خلال العقد القادم مأزقا ضاغطا ومتفجرا , فالضغوط الاقتصادية المتصاعدة ستعجل بزيادة حدة الانشقاق والتمزق الاجتماعي و بالتالي زيادة التوترات السياسية والعسكرية , عليه نجد أن التهديدات الجديدة للأمن الوطنى للدول أصبحت معقدة بشكل كبير مما يحتم على النظم السياسية المندفعة نحو التركيز على التهديدت العسكرية الخارجية أن تنزع إلى عدم إستنزاف كل ميزانياتها وطاقتها البشرية فقط فى المجهود العسكرى بل يجب تخصيص جزء كبير من هذه الميزانيات من أجل مجابهة الأخطار التى تم طرحها أعلاه والتى تمثل تهديدا أشد خطورة من التهديدات العسكرية الخارجية والداخلية على أمن الدولة الوطنى,لذلك فإن معالجة قضية الأمن الوطنى للدول فى عالمنا المعاصر لا تتطلب من الدول التركيز فقط على العمل العسكري وإعطاء الأسبقية للإنفاق العسكري فقط , بل يجب أن تعمل الدول للحفاظ على أمنها الوطنى عبر إتباع سياسة الإنفاق على الإصلاح الاقتصادي و الإستقرار الاجتماعي و تلبية احتياجات شعوبها ومحاربة الفقر وإعادة توزيع الدخول بشكل يضمن النمو ويضمن العدالة , و عليه فى مفهوم الأمن الوطنى الحديث أصبحت القوة العسكرية وحدها لا تضمن إستقرار الأمن الوطنى للدولة ما دام شعبها يعاني من التخلف والفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي و لا يجد النظم التي تلبي متطلباته الأساسية.
مكونات الأمن الوطنى :
ان الأمن الوطنى يعنى استخدام كافة موارد الدولة لتحقيق أهدافها والتى تتمثل فى :
1.الأمن السياسى: و يتمثل فى الحفاظ على الكيان السياسى الداخلى للدولة والمحافظة على تطور العملية السياسية عبر أسس الإحتكام للشعب عبر ممارسة ديمقراطية سليمة تفضى لوصول أنظمة حكم تلبى تطلعات شعبها.
2.الأمن الاقتصادى: وهو يتمثل فى قدرة الدولة على توفير كافة الإحتياجات والخدمات الضرورية لمواطنيها بأسعار مناسبة لضمان إستقرار أمنها الوطنى عبر زيادة قدرات الدولة فى مجال الإنتاج المحلى وتفعيل التجارة العالمية لتحقيق عائد يسهم فى زيادة الدخل القومى وتحقيق رفاهية شعبها.
3.الأمن الاجتماعى: ويهدف إلى تنمية الشعور بالإنتماء والولاء للوطن.
4.الأمن العسكرى: وهو يعمل على حماية و تأمين مصالح الدولة والدفاع عنها , والجدير بالذكر إن التغير فى طبيعة النزاعات المسلحة بين دول العالم نتيجة لإنتهاء عهد الأحادية الثنائية القطبية ، وإنفراد الولايات المتحدة بالسيطرة على الأوضاع فى عالمنا المعاصر وانتهاء التوازن الذى فرضته الحرب الباردة , هذا الوضع الجديد زاد من احتمالات نشوب نزاعات مسلحة بين الدول الصغرى وتفكك هذه الدول إلى كيانات بعد أن كانت متماسكة فى ظل الاستقطاب الدولى القديم, ذلك المناخ الأمنى الجديد صار مشجعاً على نشوب حروب كثيرة وانتشار الإرهاب والصراعات الطائفية والدينية الداخلية ، حيث يشهد العالم كثيراً من العمليات العسكرية التى لا تصل إلى مستوى الحروب الشاملة , كما أنه طرأت موضوعات جديدة على الأمن العسكرى لم تكن مطروحة من قبل نتيجة للتطور التكنولوجى الهائل و ظهور أسلحة جديدة لحرب المعلومات وحرب الشبكات لها تأثير مدمر ليس فقط على أسلحة العدو ونظم معلوماته العسكرية ولكن أيضاً على بنيته التحتية المدنية والاقتصادية والمالية ,عليه يجب أن يتكيف الأمن العسكرى لكل الدول مع هذه الأوضاع الجديدة.
5.الأمن المعنوى: ويهدف للمحافظة على الأفكار والمعتقدات و العادات والتقاليد والقيم لمجتمع الدولة وحمايتها من الإستلاب الثقافى.
6.الأمن البيئى: وهو يشمل كافة الإجراءات التى تتخذها الدولة لمجابهة الأخطار البئية أخطار البيئة التى قد تهدد سلامة الدولة عبر تشكيل غرف عمليات لرصد هذه الأخطار ودعم البحوث العلمية التى تعمل على دراسة حالة الظواهر التى يمكن أن تشكل خطر بئيى للدولة مع رصد ميزانيات لمجابهة الكوارث البئية.
الخاتمة:
الأمن الوطنى يهدف فى مجمل أنشطته وأعماله لحماية الوطن ومواطنيه من الداخل والخارج من أى مهددات تهدد وجوده أو سلامته كالإرهاب والتطرف والمخدرات التى تدمر البنية البشرية للدولة ويضاف إلى ذلك الهجرة غير المشروعة التى ينتج عنها فى أغلب الأحيان اختلال فى التركيبة الديموغرافية للدولة , كما أنه يهدف للحفاظ على الكيان السياسى الداخلى للدولة والمحافظة على تطور العملية السياسية فيه, وزيادة قدرة الدولة على توفير كافة الإحتياجات والخدمات الضرورية لمواطنيها بأسعار مناسبة لضمان إستقرار البلاد , كما يهدف إلى رفع شعور المواطنين بالإنتماء للوطن و حماية و تأمين مصالح الدولة والدفاع عنها , ويهدف أيضا للمحافظة على الأفكار والمعتقدات و العادات والتقاليد والقيم لمجتمع الدولة والقيام بكافة الإجراءات التى تتبناها الدولة لمجابهة الأخطار البئية التى قد تهدد سلامة الدولة.
والله ولى التوفيق
محمدالحسن الطيب
05-03-2013, 04:06 AM
جهاز الامن والمخابرات الوطني( زماااااااااااااااان)
من طرف المدير في السبت مايو 16, 2009 7:17 pm
مواصلة
في سرد المعلومات عن السودان , أتحدث عن أهم المواضيع , و هو موضوع الأمن
والمخابرات, . ففي مجال الأمن وضعت الحكومة نصب عينيها مسؤولية
الأمن لعلمها التام أنه لا يكمن التطوير و التنمية في بلد يفقد الأمن ,
لذا فقد أنشأت له جهاز منفصل تتبع لوزارة الدفاع و هو جهاز الأمن الوطني ,
و دفعت بأفضل و أقوى رجالها لتولي قيادته و من أولئك النفر د. نافع علي
نافع و هو مساعد رئيس الجمهورية حاليا و نائب رئيس المؤتمر الوطني و هو
الحزب الحاكم . و الفريق صلاح عبد الله و هو المدير الحالي للجهاز , و
لزيادة الاهتمام به وضعت شروط قوية لتعيين أفراده و ضباطه . و منذ تكوين
الجهاز هو يبرهن دوماً على أنه من أكبر الإنجازات لحكومة الإنقاذ الوطني ,
حيث تم تصنيفه أقوى جهاز أمن في الشرق الأوسط , للعام 2005 م و ذلك بعد
إفشال الانقلاب الذي خطط له حزب المؤتمر الشعبي المعارض , و الكل يعلم أن
الحكومة الوحيدة التي لم تتعرض لمحاولة انقلاب هي حكومة الإنقاذ الوطني و
ذلك لأن جميع المحاولات كانت توأد أو بالأدق تجهض بواسطة الأجهزة الأمنية
.
و هناك عدة أدلة أسوقها للبرهنة على قوة هذه الأجهزة و أكتفي منها بالآتي:
1- إفشال عدة محاولات انقلابية قبل حدوثها أصلا آخرها المحاولة التخريبية التي تزعمها مبارك الفاضل .
2-
تمكنها من تقديم جميع المتورطين في أحداث الإثنين الأسود – و هي الأحداث
التي تلت الإعلان عن وفاة جون قرنق زعيم الحركة الشعبية و التي حدثت في
الخرطوم – مع العلم أن الفوضى عمت معظم أنحاء الخرطوم رغم أن الإعلام
الغربي المغرض صورها على أنها عمليات تخريب و نهب و قتل استمرت لمدة ثلاث
أيام و انتهت بعدها الفوضى و قد تمكنت الأجهزة الأمنية من تقديم جميع
المتورطين للمحاكمة بعد فترة من الأحداث .
3-
من أقوى الأدلة جريمة اغتيال الصحفي محمد أحمد طه الذي اغتيل في ظروف
غامضة أتحدى جميع أجهزة الأمن العالمية أن تكشف غموضها و قد اشترك في كشف
هذه الجريمة عدة أجهزة أمنية مختلفة هي الشرطة و جهاز الأمن العام و
المباحث الجنائية و الاستخبارات العسكرية – و التي شاركت لأول مرة في مثل
هذه التحقيقات – و قد نجحت في تقديم المجرمين إلى المحاكمة في خلال أقل من
شهر رغم أنها لم تجد أي خيط لتسير عليه و لكنها أوجدت الخيوط و تتبعتها ,
و شهد الجميع من هذه الجريمة للأجهزة الأمنية بالقوة و الدهاء الخطير .
و
يحق لنا نحن السودانيون أن نفخر و نفاخر جميع الدول العربية بهذه الأجهزة
بالذات إذا علمنا أن عدد كبير من الخبرات العسكرية و الأمنية السودانية
يعملون كملاحق و مدربين و استشاريين بالدول العربية الشقيقة .
و
يبقى لي أن أشير إلى أن السودان أكثر أمنا من دول كثيرة جدا في العالم و
لي أن أستدل بذلك بالتحدي الذي أطلقه القائد و الرئيس الأخ المشير عمر حسن
أحمد البشير من قلب ما يزعم الغرب أنها مناطق حرب – حين تحدى الرئيس
الأمريكي أن يقوم بزيارة مشابهة لما قام بها الرئيس البشير حيث أن الجميع
كان يعلم بموعد الزيارة و برنامجها حيث حددت عدة مواقع للقاءات جماهيرية
أعلن عنها قبل فترة تكفي لزراعة أميال مربعة بالمتفجرات و كذلك فإنه كان
في عديد من الأوقات في تلك الزيارة بدون حراسة قوية حيث أنه في كثير من
اللقاءات كان هو أعلى شخص في الحضور و لا حراسات معه على المنصة و التي
وجه بأن تكون كافية لشخص واحد و هذا ما كان له . و قد أعجبني التحدي
الصريح الذي أطلقه لبوش حيث تحداه بأن يقوم بزيارة معلنة للعراق مع أن
لأمريكا في العراق أكثر من 180 ألف جندي مقاتل و للحكومة السودانية في
مناطق الحرب المزعومة التي زارها البشير ما لا يزيد على الألفين جندي , و
لك أخي أن تتصور ما يعنيه الأخ البشير . [/SIZE]
ود الأصيل
06-03-2013, 02:09 AM
طرح اكثر من رايع
معك حتى تكتمل المهمة ....
والأروع هوما تفضلت به من حضور أنيق مرصع بجواهر الأدب و مترعاً بمعين العلم و عميق الفهم وأنت تأخذنا في سياحة فكرية"نحو مفهوم شامل و جديد للأمن الوطني". و لا شك أن هذه خطوة متقدمة و درس ممعن في التخصصية ليس لهاو مثلي من خيار أمامه سوى جلوس القرصاء طوعاً لأتابع دون مقاطعة. فقط لدي نقطة رابعة تحت فاصلة، تليها أخرىخامسة ـ لو تسمح لي بأضافتها ثم أنصرف راشداً كي أتفرغ للإصغاء.
رابعا: التعريف النفسي للجريمة:-
شهد هذا الجانب، مثله مثل غيره ، جدلاً واسعاً ، غير أن الاختلافات في تعريف علم النفس للجريمة تركز على اعتبارين هامين فقط , أولهما:أن الجريمة غريزية. و ثانهما: أن الجريمة فعل لا إرادي ناتج عن صراعات نفسية تحدثها مكبوتات اللاشعور.
ففي الجانب الأول عرفت الجريمة بأنها: فعل يهدف إلى إشباع غريزة إنسانية و صادف هذا الإشباع خلل كمي أو شذوذ كيفي في هذه الغريزة انهارت أمامه الغرائز السامية مع انعدام الارتداع من القانون.
و في الجانب الثاني عرفت الجريمة بأنها:انعكاس لما تحتويه شخصية الفرد من مرض نفسي, يعبر عن صراعات انفعالية لا شعورية يجهل الفرد صلتها بالأعراض التي يعاني منها.
ود الأصيل
06-03-2013, 02:17 AM
خامساً: مزج بين المفهوم النفسي والقانوني والاجتماعي للجريمة:-
ومن قبيل ذلك تعريف يقول :الجريمة فعل إنساني يسأل عنه الفرد ويتحمل عواقبه إذا توافرت الإرادة والحرية والاختيار , ومما يلاحظ على التعاريف النفسية للجريمة أنها تركز على الحالة الصحية للنفس والعقل لدى الشخص وقت ارتكابه للفعل، وهي أمور تتطلب فحصا علمياً متخصصا في الطب والعلاج النفسي و العقلي، لإثبات اعتلال الصحة النفسية من عدمه قبل المحاكمة. علماً بأن من السلطات القضائية بل و الدينية في بعض المجتمعات من لا تزال تنظر إلى علم النفس على أنه ضرب من الزندقة.
علم الجريمة والعقاب علم واسع ومعقد، و يدخل في تراكيب وتفاعلات مفاهيمه كل مكونات المعرفة الإنسانية. و ما أوردناه من تعاريف ليس إلا خلاصة لعدد هائل و موسع منها , مما جاءت به الدراسات العربية والأجنبية في هذا الحقل وهي تكاد تجمع على أنه بات لدى العلماء والباحثين شبه قناعة بوجود عوامل موضوعية وراء الإجرام، تشرك المجتمع ومؤسساته في المسؤولية عن السلوك الإجرامي، أو تخفف من العقاب على الجاني، أو تدرأ العقوبة بإعفاء الجاني من المسؤولية الأخلاقية عن فعله. وهي العوامل نفسها التي دعت المشرعين إلى تصنيف الجرائم حسب شدتها إلى :جناية, جنحة و مخالفة. تدور هذه العوامل في محاور ثلاثة:-
ياسر عمر الامين
06-03-2013, 04:12 PM
حضور ومتابعة
ود الأصيل
07-03-2013, 12:58 AM
حضور ومتابعة
وما أحلى الكؤوس و هي تدار معتقة بخمر المعاني ناضحة بروعة البيان، في معية رهط أنت جليهسم و واسطة عقدهم يا أخي ياسر، يا جميل يا رايع...
و بالعودة إلى هوامشنا الأمنية يبدو أننا من هنا ننحو باتجاه الغريقـ-
عوامل و مدارات و مآلات السلوك ألإجرامي (ضمن محاور ثلاثة) تلخصها:-
المحورالأول:(البيئة الأساسية للمجتمع) وتشمل:- البيئة الجغرافية , الثقافية, الدينية, العائلية , السياسية, الاقتصادية , التعليمية و الخارطة الديمغرافية(السكانية) و التحول الاجتماعي.
المحور الثاني: (المعايير الأخلاقية والمثالية السائدة) و تشمل:- الضوابط الاجتماعية التقليدية والرسمية العرفية و نظام التدرج الاجتماعي, المنافسة و الصراع حول مصادر الدخل و توزيع الثروات.
المحور الثالث: العوامل الشخصية و تشمل:- عامل الوراثة وتكوينيه النفسي و العضوي(لم يكن هذا التحول سريعاً أوسهلاً) فقد بدأت بوادر التفكير في الأسباب الموضوعية للسلوك الإجرامي منذ عام 1586م على يد العالم ديلابورطا (Della Borta) حين أثار فكرة وجود علاقة ما بين الجريمة والعيوب الخلقية الظاهرة على الفرد والموروثات الثقافية السيئة المتناقلة بمسارات أو وثبات(طفرات) جينية عبر الأجيال.
على الرغم من تثاقل التطور النوعي الاجتماعي بعامة واصطدامه بعوائق تلقائية و أخرى مصطنعة , نجحت التطورات الفكرية إلى حد ما ، في مجال تفسير السلوك الإجرامي فكانت نقلة في أهداف العقاب و تحولها من رغبة الانتقام من الجناة إلى الرغبة في إصلاحهم و إعادة تأهيلهم وكذا التحول من الاتجاه الكنسي بأن المجرم شيطان مارد يجب استئصاله (ساد قبل القرن الثامن عشر) إلى عقوبات معنوية سالبة للحريات كالسجن.حيث ظهرت في المجتمعات الغربية لاحقاً عقوبة السجن على أنها اتجاه إنساني. ثم مع مزيد من التناضج الفكري، بدأ النقد يطال حتى هذه العقوبة، وازدادت القناعة بضرورة الإصلاح من أنظمة السجون و تحويلها من مؤسسات عقابية بحتة إلى مؤسسات إصلاحية، إلى جانب سمتها العقابية. هذا ما جرى للسجون في أمريكا بعد الحرب الأهلية. ثم صار ذاك الاتجاه برنامجاً رسمياً هناك لتطوير أساليب التعامل مع المذنبين، واستحداث بدائل للإجراءات الجنائية والعقابية ببرامج للخدمة الاجتماعية ضمن مراحل الدعاوى الجنائية، كان ذلك في عام 1968م. نخلص من ل هذا إلى مجموعة حقائق واستنتاجات أهمها:-
• أن التحول الفكري سمة لازمت الإنسان منذ الأزل، لكن ثمة عوائق مادية ومعنوية ، طبيعية و متكلفة، اعترضت طريقه مما أدى إلى ركوده أو إبطائه أو تقهقره حضارياً.
• أن تطور العقاب مرتبط ارتباطاً طردياً تاماً بالتطور في مجال تفسير السلوك الإجرامي وتابع له.
• أن المؤسسات التشريعية في المجتمعات الغربية نظرت إلى عقوبة السجن كاتجاه إنساني في معاملة المذنبين أولاً، مقارنة بالعقوبات الوحشية التي كانت تطبق في المجتمعات الغربية خلال العصور القديمة والوسطى.
• ان نتائج البحوث العلمية والفكرية لا تحدث التحول المطلوب في المجتمع بشكل سريع و فعال، ما لم يكن هناك سعي حقيقي من ولاة الأمر نحو الأفضل، بحيث تتبنى الدولة تلك النتائج وتعاهدها بالصون والرعاية .
• إن العقوبة في المجتمعات الحديثة، و بخاصة في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، لم تعد غاية في حد ذاتها، و إنما أصبحت وسيلة تهدف إلى العلاج والوقاية.
• أن للناس مذاهب ومدارس عديدة في تفسير السلوك الإجرامي من أبرزها:- الاتجاه االشرعي, الاجتماعي , القانوني , الاجتماعي القانوني , النفسي و الاتجاه النفسي القانوني الاجتماعي.
• لم يحن الوقت بعد لإيجاد تعريف للسلوك الأجرامي متفق عليه بين مختلف الثقافات والتخصصات العلمية.
• أن تقسيم جاروفالو للجريمة إلى طبيعية ومصطنعة ربما يشكل مدخلاً لإيجاد تعريف متفق عليه للجريمة الطبيعية من منطلق تشابه العواطف لدى الشعوب، وليس تطابقها المطلق بالضرورة في المستقبل القريب، و أنما لا يدرك حله لا يترك كله. بينما يظل الجدل قائما حول تعريف الجريمة المصطنعة ما دامت الفوارق الثقافية شاسعة بين المجتمعات. وقد تتقلص تلك الفوارق كلما زاد التلاقح الفكري و التلاحم الثقافي بين المجتمعات إلى أن تبلغ من الرقي الحضاري مستوى يؤهلها لوضع تعريف موحد أو متجانس لسلوكيات البشر ذات النزعة الإجرامية، بحيث لا يشذ عنه إلا مجتمع ما زال على ذيل المذنَّب الحضاري.
• أحسن المشرعون صنعاً عندما قسموا الجرائم إلى: جناية- جنحة –مخالفة؛ و كم سيكون مفيداً لو أنهم تخلصوا من خلط بسيط في هذا التقسيم تمثل في أنه تم في إطار لفظ الجريمة ومفهومها العام، فالمشرعون حينما ذكروا: (تقسيم الجرائم) أبقوا المخالفة والجنحة جريمة، و كأني بهذا التقسيم قد سُلخ من حقيقته و جُرد من هدفه، و لكي نجعل هذا التقسيم يحقق هدفه نقترح تعديل عبارة (تنقسم الجرائم) إلى عبارة (تقسيم الأفعال المعاقب عليها) ثم يتم إحلال لفظة (جريمة) محل لفظة (جناية) ليصاغ الأمرعلى هذا النحو:-
(تنقسم الأفعال المعاقب عليها إلى: جريمة- جنحة و مخالفة ) وهذا التقسيم المقترح سيسهل، أيضا، وصف من يرتكب فعلاً يعاقب عليه فيصبح بذلك : (إما مجرماً، أو جانحاً،أو مخالفاً).
________________________________________
ود الأصيل
11-03-2013, 02:54 AM
حضور ومتابعة
صديقي علي محمد علي(الله يطراه بالخير) أتحفني بهذه المداخلة الحاذقة و كتب:-
سلام من الله عليكم ورحمة وبركات. أعزائي وعلى رأسكم صاحب الدار المبدع/ عابر. والله يا جاري العزيز أنا فكرت جادي في إنك مفروض تزيد الهمة همتين وتعمل الموضوع ده كتااااب..و لينا حق السلبطة بعدين .
إضافة صغيرة لبحر الخ/ العزيز:يعتبر المجتمع ,أياً كان حجمه, كالعنصر أو المركب الكيميائي من حيث تكونه من ذرات و جزيئات عديدة اءتلفت لتؤلفه. و بما أن الفرد هو نواة المجتمع , و أساس بنيانه. وهذا كلام صحيح، فهناك وجه شبه قريب بين المجتمع و المركبات , في حد رأيي , هو الأهم وأخطر. ألا و هو تأثير العناصر المكونة للمركب على طبيعة المركب الذي قد لايمت بعلاقة في خواصه لأي من مكوناته. يكمن إهتمامي بالفرد لكونه لبنة أولى لتك البنية, ومن يهتم بالفرد على وجه الخصوص إنما يهتم بالمجتمع ككل على وجه العموم.فإحساس الفرد بالأمن شيء يدور داخل عقله و تركيبته النفسية، ثم ينعكس بعدها على سلوكه..وقد عرف الأمن على أنه نقيض الخوف (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدّلنهم من بعد خوفهم أمناً....الآية).
لذلك يجب علينا تنشئة الفرد معززاً بحسه الأمني , وذلك لزرع المفاهيم الأمنية فيه وفي المجتمع ككل في مرحلة يكون فيها التعلم كالنقش على الحجر. و يمكن إنجاز ذلك على أطوار عدة:_
1/ طور التركيب النفسي وتعزيز الوازع الداخلي للإنسان.
2/ مستوى تعديل السلوكيات وتهذيبها.
3/ مرحلة الرادع العاقابي للحائد عن السلوك القويم.
نحمد الله أننا مسلمون,مسلمون، نهتم بهذه الجوانب مفصلة:
*الوازع الداخلي:
عزز الإسلام مفهوم الخير والشر حيث نهى بتاتاً عن فعل صغائر لمعاصي فضلاً عن الموبقات، وحبب للناس عمل الخير (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه , وما أمرتكم به فآتو منه ما استطعتم).و جعل لكل إنسان وازعه داخله (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) كما ذمّ إتيان المعصية حتى في الخفاء (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله). و عزز لدينا مفهوم الحساب الذي ينتهي إما بالثواب أو بالعقاب، كما حرض اللناس لفعل الخير وكره إلينا الكفر والفسوق و العصيان.
*تعديل وتقويم السلوكيات:
تعاهد ديننا الحنيف كثيراً من الأمراض بالعلاج و التي من شأنها تفكيك عرى المجتمعات وزعزعة استقرارها حيث؛ فحرم المشي بالنميم والغيبة و غمط الحق وظلم الآخرين.ببيان ما أحل لنا وحرم علينا(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)(المسلم من سلم الناس من يده ولسانه).(المؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم).الأمر الذي عزز الترابط وحفظ حقوق الناس وتأمين مقدراتهم. كما ولد الإسلام مفهوم تصحيح السلوكيات بين الأفراد بنشر مفهوم(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
*معاقبة الحائد عن السلوك القويم:
لم يكتفي المشرع بتهذيب النفس و تجميلها و وضع الحدود للناس فحسب، بل وضع العقوبات الرادعة للمعتدين على الحق اوالممتلك الشخصي والعام , حيث وضع الحدود والعقاب الدنيوي بجانب التحذير من العقاب في الآخرة , حيث وضع الحدود الرادعة للسرقة والحرابة (الهمبتة و قطع الطريق). و وحقن الدماء بالقصاص من القاتل (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).و بما أيما مسلم مؤمن بأن واضع الشارع هو الحي القيوم الله سبحانه جل جلاله و بلغها عنه الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً, فقد عولجت إشكالية الحيادية في سن القوانين والشرائع!
أقول قولي هذا وأستغفر الله إن أخطأت!
بوركتم والود بيننا علي
تواضع في غير محله كعادة الرائعين.. فلله درك ونيصر دينك يا أبو علوة.. فلا أبالغ إن قلت إنك أجدر مني و أشد ساعداً لإدارة زمام هذا الموضوع بحنكة تحسد عليها.؛ و الظاهر وقعت في السم القدر غداي وقعتي سودة و لودة.. تطلع آالخو لواء أمن معاش (لكن معاش اللزعلك ، يا أبو علوة) ! ياخي معاش شنو الي هسي ما ضاق الحريرة لا الضريرة دا؟ ما ..علينا.
المهم و بمنتهى فهم العارف سبق و لخصت لينا الأمر في أهمية معرفة الحدود+ الحقوق+ القانون. ثم دلفت بينا على مرحلية الوقاية+ العلاج+ الترميم. الله أكبر .. و الأن تدلف لنا إلى محور أطوار مستويات السلوك الإجرامي ..فكفيت و وفييت.
ود الأصيل
13-03-2013, 11:49 PM
أخوياً لينا برضو شغلتو نجيضة خلاس بس (حبيبي أنت تمسك لي و أنا أقطع ليك). سألني عني مدى مسؤولية الدولة عن حماية ناس المظاهرات. وطوالي راح مصعد الموضوع خفس مشى لحمل السلاح! أعوذ بالله. يا بت ناس هل قلت حمل سلاح؟ هسي منو جاب السيرة دي.. يا جماعة أنتو سادة العارفين البليلة فيها حصحاص .. والقطارة مليانة مفتشين والعيار المايصبش يدوش!!!
بصراحة مندهش لهكذا حس أمني واعي: وبقول لأبو علوة الحكاية حرت تب دحين شمر, لكن ما عضلات, الشي دي دايرة مخ نضيف. بحاول في مداخلتي المواصلة من حيث انتهت المتسائل بس دايرين واحد تدير لينا دفة النقاش + تاني يجاوب في الصميم + العبدلله يشبعكم نطيط و فضفضة وتحميس للدلوكة
فلا بأس من أن نقدم أولاً بعضاً من نماذج وحلول أمنية مبتكرة, مثلاً:-
(1) مفهوم بسط الأمن الشامل في المجتمع:-
تعاني دول كبلدنا ( بحدودها الملتهبة)الأمرين من ظاهرة التزوير في الأوراق الثبوتية بما فيها الرقم الوطني المستحدث (أساس كل هوية), فضلاً عن مستخرجات الشهادات و سندات الملكية. إنها أزمة تضيف عبئاً ثقيلاً على كاهل الدوائر الأمنية كافة, خاصة إدارات والجوازات و الهجرة والجنسة, السجل المدني وغرف العمليات والأمن العام. يتطلب التصدي للظاهرة وجود تقنية الكترونية متطورة للتدقيق و ضبط المتلاعبين بمقدرات الأوطان و توعية العامة نحو تبسيط استخراج أي مستند دون عناء و بأقل كلفة مادية أو معنوية؛ علماً أن معظم عمليات التزوير تقع نتيجة الإدلاء بمعلومات كاذبة أو مغلوطة. و معظم الحالات لا تقوم بها عصابات منظمة, بل أفراد و مجموعات صغيرة من فردين أو ثلاثة مع حاسوب. يحدث التزوير غالباً تمهيداً لعميات النصب أو السرقة أو بيع أراضي الغير أو التلاعب في الميراث، و حيثما وجدت المصالح يوجد التزوير). و هنا يأتي دور الفرد العادي في التمتع بحس أمني عالٍ و متيقظ لكل مهدد أمني.
الجواز الإلكتروني علامة فارقة على طريق العولمة و التكنولوجيا الحديثة:-
يناط بالإدارة العامة للجوازات والهجرة دورسيادي وطني هام. واجبات أهمها تنظيم الهجرة وضبط المنافذ ون قاط الحدود .نتمنى لمشروع طموحلإصدار الجواز الإلكتروني مدعماً بنظام بصمة العين أن يخرج من علبه ليرى النور كأعلى طفرة ممكنة في تأمين التحقق من الهوية وتسهيل إجراءات القدوم و المغادرة و للحصول علي معلومات متكاملة منشودة و مواكبة لثورة الإتصالات والمعلومات و وفاءً و التزاماً بموجهات هيئة الطيران المدني العالمية (إيكاو) و الصادرة عنها مؤخراً للحث على إصدار الجوازات بمواصفات فنية وأمنية عالمية محددة.
ود الأصيل
14-03-2013, 12:14 AM
(2) مفهوم الشرطة الشعبية:-
هي فكرة ناشئة في بعض دول المنطقة كإدارة شرطية متخصصة لتعمل سنداً لقوات الشرطة التقليدية وتسهم في رفع الحس الأمنى لدى العامة, محاربة الجريمة والقضاء علي أوكارها بغية بسط الأمن والاستقرار. و هي تتألف من شقين متكاملبن بالجهد والتنسيق: رسمي و تمثله الإدارات الشرطية ، وشعبي وتمثله منسقيات عامة.
تأتى الفكرة في إطار استنفار الطاقات الشعبية لحفظ الأمن و ترقية وتهذيب المجتمع وفقاً لتعاليم الدين و قواعد الأخلاق؛ وتحقيق الربط بين الجهدين الرسمي و الشعبي لمكافحة الانحراف ا لإجرامي و حث روح التعاون باعتبار أن الأمن مسئولية شاملة على عاتق كل فرد و جماعة. تحقيقاً لشعار (الأمن مسئولية الجميع) :-
برزت حاجة الدول إلى تكوين لجان الشرطة المجتمعية لإشراكها في العملية الأمنية لقناعة بأن المواطن و الوافد على دراية بشعاب موطنه و مجتمعه الأمنية و بكل ما يؤثرعلى السلوك الانسانى في ظل غزو فكري عات و تطور في الجريمة مذهل. قد ترفد اللجان المجتمعية بعناصر متطوعة تناط بها مهام محددة , حسبما يسمح به العمل الشرطي كعمليات النجدة و الطوارئ وإدارة الكوارث. يهدف ذلك لإحداث نقلة نوعية في أساليب التعامل مع المتغيرات ، و تحقيق نشر الوعي و الثقافة القانونية و رفع الحس الأمنى لدى كل مواطن ومقيم و إشراك الكل في عملية بسط الأمن الشامل و الحفاظ عليه. تفعيلاً لمبدأ الجمهور في خدمة الأمن :-
لعل هذا هو الهدف الأصيل من وراء أنشاء لجان مجتمعية،توطئة لإيجاد مداخل لتوثيق العلاقة مع الجمهور، كتسيير القوافل الصحية و محو الأمية، المناشط الدعوية والتوعوية ,المخيمات الصيفية والكشفية و تسخير الطاقات الشبابية لعمل الخير و محاربة الظواهر السالبة و حلها بالنصح . و كلها برامج لها توابع وصلات اجتماعية و أثر طيب على أمن المواطن والوافد و بها تنفيس للمجتمع من الضيق و الاحتقان .
كيفية تدريب اللجان المجتمعية :-
التدريب من أهم العوامل التي تؤهل الكادر البشرى ، و منه التدريب الأساسى ، والمتقدم والتخصصي ، والتأهيلى و ذلك عن طريق دورات تدريبية هادفة تتبع فيها نفس منهجيه الشرطة التقليدية في التدريب تحت إشراف السلطات الأمنية الوطنية، فضلاً عن تأهيل أعداد من الكوادر للسمو بلأداء المهني في مجالات الدفاع المدني وإدارة الكوارث والأزمات .
دورا لشرطة الشعبية في مكافحة المخدرات :-
يبرز دور اللجان المجتمعية بجلاء في أوساط الشباب بعقد ندوات توعوية تستهدف المخدرات بوجه خاص و التحذير من مخاطر ترويجها وتعاطيها، ليضطلع الكل بدوره في المكافحة والإبلاغ عن كل متجر، مروج أو متعاط و وتأهيل كل تائب.
هل للمرأة دور في الجهد الشعبي ؟
للمرأة دور تربوي أصيل في صيانة الفضيلة في مجتمعها بنشر الوعي ومحاربة العادات الضارة وتحفيظ القرآن والسنة، إضافة إلى تفعيل الشق النسائي للعمل الشرطي، وللمرأة تجربة رائدة وفصب سبق، لكونها تفوق نصف المجتمع و تشكل نواته المؤثرة في تربية النشء ، وهي بحاجة لبعض التدريب لتنال تأهيلاً عصرياُ كاملاً للقيام بدورها.
ودام أهل مدني و بلادي قاطبةً ، تامين, لامين , سالمين وآمنين اللهم آآآآمييييين.
ود الأصيل
14-03-2013, 01:29 AM
نطو لي جماعة و قالوا:
هل ما ذكرته هو موجود في كل العالم؟ بمعني إنو دا تعريف الأمن الحقيقي أم خاص فقط بقانون السودان؟ طيب ،في قاعدة بتقول أعرف الشئ الideal وبعد داك طبق علي المعطيات. الأمن الشامل والأمن الشعبي قوانين سمعناها عندكم بس و لا وجود لها في بلد آخر. حيث لكل شرطة مجالتخصص كشرطي الآداب ، و مكافحة المخدرات الخ
أم نفهم الأمن على أنه أفراد من المجتمع مندسون (متنكرون) لأغارض التجسس وفضح و خبايا تمكنهم من السيطرة على الأوضاع وربما مسلحين بكواتم صوت لكتم أي نفس تسول له نفسه القومة محتجاًعلي الوضع القائم سواء الأمني او الاخلاقي أو أو كما قلت هي نماذج من الامن المتطور ولكن علي ماذا تعتمد؟؟؟؟؟ والام تهدف؟ وماذا و من تحمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مفهوم الأمن عندكم هنا خاصة يحمي الحكومة تحت مسمي الأمن العام وهي ضرورة إلي حد ما، و لكن ليست أولوية لحماية الفرد و صون حقوقه ، إن لم يكن (حاميها حراميها) و لنا عودة .
فقلت لهم : الليلة عاد يحلنا الحل بلة؛ و لكن برضو فتح الله عليك أديكم قلتوها بعضمة لسناتكم, أحنا نخت الآيديل,, وبعدين يطبق وين و كيف وكم دي أدواتها ذاتا أفتكر ما في إيدنا. ثم بعدين شنو يعني "عندكم" تقول شايفني مركب أسبليتطين حمر. ثم أنا وين زاتي بعد ربع قرن طفشان يا دوب جاي مقلع من وطأة بنج حنين (nostalgia) لقيت عندكم شعارات (متل ناكل مما نزرع ) عاجباني شديد. ربما لها مالها و عليها ما عليها و لكن مبتكرة و فيها تفتيحة لمخ الناس وحفظ لماء الوجه..طيب نرجع لموضوعنا.. وهو آخذ في التثاقل وأخشى على قرائي (إن وجدوا) من الملل
:-(الجريمة).
لو فهمت جارنا أبو علوة معناها الفرد هو رأس مال الشغلانة والمستهدف تحديداً هو السلوك(إنما الأمم الخلاق مابقيت) ثم الأدوات وقاية + ردعية+ تقويم و الناتج :تحقيق مبدأ العدالة الجنائية.
(أركان الجريمة-الشروع- الاشتراك- المساهمة- الاتفاق العقوبة- المسؤولية الجزائية):
يصر الخبراء على أن العدالة الجنائية مسألة بيد صناع القرار التنفيذي لدرء دوافع الجريمة قبل أجهزة الأمن و الشرطة، الادعاء العام، المحاكم و دور الإصلاح. لذا فأن العدالة الجنائية بوتقة جامعة لجهود متضافرة لمنع الجريمة. يسهم في ذلك رجالات السياسة والدين، المختصون في تحليل النظم، علماء النفس والاجتماع, إلخ.. مؤدى ذلك أن "العدالة الجنائية" علم معني بالبحث في مجال التعامل مع الجرم قبل وقوعه؛ إلى جانب تتبعه في ذات الوقت إن أفلت ووقع، عبر التركيز على أولئك الذين ينتهكون القانون وإيجاد السبل العلاجية الكفيلة لتقويمهم و نزع الميل الإجرامي لديهم. تنطلق إجراءات العدالة الجنائية من قيم ومبادئ إنسانية متعددة، كمبدأ "العدالة للجميع" و " دولة القانون لا قانون الدولة". هذه تعد من المسلمات النهائية لأى مجتمع متحضر. و لا ريب بأن الواقع السياسي والاقتصادي لأي مجتمع يؤثر على المتغيرات القيمية التي تبنى عليها صياغة القرار في مجال العدالة الجنائية، وب التالي اختلاف القيم التى تحكم هذه العملية تبعاً لخصوصيات النظام لكل كيان .
محمدالحسن الطيب
15-03-2013, 07:31 AM
حسب معلوماتي فإن الأبحاث العلمية الخاصة بالتركيبة النفسية للجواسيس نادرة.. وربما تعتبرها أجهزة المخابرات العالمية على درجة من السرية تحول دون تداولها.. إذ إن تجنيد جاسوس وإقناعه بتسريب ما قد يصل إلى يده من أسرار عن بلده عملية معقدة وربما تحكم نجاح الجهاز الاستخباري الذي يقوم بها من عدمه.
في الماضي كان سلاح التجنيد المعروف هو إما المال أو النساء، لكن الحكاية الآن ربما أصبحت أكثر تعقيداً وتحتاج إلى قناعات تمثل الدافع الأول للجاسوس خاصة وأنه يدرك جيداً مغبة لعبته التي تنتهي غالباً على حبل المشنقة أو سجناً مدى الحياة
وبصرف النظر عن عواقب الجاسوسية التي تصيب العميل نفسه .. كيف يرى من يتجسس على بلده ذاته في المرآة؟ أو ينظر إلى دوره في الحياة؟ خاصة إذا كان يتكلم نفس لغة قومه ويدين بدينهم ويحمل نفس تاريخهم بنصاعاته وقتاماته، بمفاخره ونكساته.
الإنسان في البداية والختام ليس كائنا فردانيا، بل هو جزء من واقع يحيط به، هو من الناس الذين يعرفهم وبهم، ولذلك فإن مشاعر الاغتراب حين تعصف بشخص قد تقصف عمره، وحسب ظني فإن الإنسان لو قدر له أن يعيش وحيدا في كوكب لكان أتعس مخلوقات الله.
ماهي إذن الدوافع التي قد تهوي بإنسان ما إلى درك الجاسوسية، وإذا كان من يتجسس على العدو يرتقي إلى مراتب الأبطال له دوافعه المتمثلة في عشق الوطن وافتدائه بالروح، فكيف يفكر من يستبيح لنفسه الإضرار بوطنه لصالح أعدائه؟
هذه الأسئلة كلها تفجرت في ذهني وربما منعتني النوم بعد قراءة نص التحقيقات مع محمد السيد صابر المهندس بهيئة الطاقة الذرية المصرية والمتهم بالتجسس لصالح إسرائيل
إذا قيمنا الدوافع التي تنضح من التحقيقات بميزان العقل نجد أن ذلك أمر غير كاف.. فالطموح إلى نيل درجة دكتوراه أو الحصول على مزيد من الأموال أو حتى الإحباط لا يفسر أن يضع شخص يده في يد عدوه ويتطوع راضيا لتقديم ما تريده إسرائيل من معلومات عن النشاط النووي في مصر وعن السد العالي وما إذا كان يمكن أن ينجو من قصف نووي، وأن يقدم لأعدائه صور العلماء وأسماءهم وأبحاثهم ليجعلهم فرائس يطاردهم عملاء إسرائيل كما يجري الآن في العراق.
هل هو جو الفساد ومناخ الإحباط العام والتيبس الذي أصاب بعض مفاصل السلطة في مصر؟ أم هو قصور تعليمي وتربوي ومناهج لم يعد يهمها أن تغرس الوطنية في النفوس خاصة بعد معاهدة كامب ديفيد مع العدو الإسرائيلي؟ أم الذريعة التي يردد أمثالها أصحاب مراكز الأبحاث ومنظمات حقوق الإنسان المصرية في الحصول على تمويل خارجي على اعتبار أن النظام المصري يحصل على معونات من الغرب؟ فلماذا تحل المعونات للحكومات وتحرم على الأفراد؟بهذا المنطق قد يجد الجاسوس معاذير لنفسه وهي بالقطع واهية إذ إن وجود علاقات رسمية مع إسرائيل، ومسؤولين صهاينة يزورون القاهرة بشكل متكرر ليس معناه أن هناك صداقات أو علاقات غرام بين الطرفين، فما تمليه مقتضيات السياسة ليس بالضرورة أن يكون متسقاً مع العقل العام، كما أن وجود صداقة حقيقية بين بلدين لا تجعل تجسس شخص على وطنه مقبولاً أو حلالاً
محمد السيد صابر تجسس لصالح إسرائيل وهو يعلم تماما أنها قد تقصف مدرسة فيها ابنه، أو تشن غارة على مدينة بها عائلته، وحتى إن لم يكن هناك ضرر مباشر سيقع على أسرته من جراء المعلومات التي يقدمها.. كيف ينظر الرجل لمعنى الوطنية وهل يستوي عنده أن تكون مصر منتصرة مرفوعة الهامة أو أن تكون مهزومة منكسرة يظللها الخزي والعار
أظن أن الحكومة المصرية بحاجة إلى مراجعة شاملة لما جرى خلال العقدين الماضيين، فاعترافات الجاسوس الجديد تشي بأن لتل أبيب رجالها في أكثر المواقع حساسية داخل مصر.. هم لم يكونوا يحتاجونه في هيئة الطاقة الذرية، فلديهم (كما قالوا له) ما يكفيهم، بل في هيئة المواد النووية، فربما أوشك رجلهم فيها على التقاعد.ليس أدعى للحزن من ابن يطعن أمه أو أباه في ظهره، وتوجيه طعنات إلى قلب الوطن غيله أشد وأنكى.
محمدالحسن الطيب
15-03-2013, 07:57 AM
الأسرة ومسؤولية تحقيق الأمن الاجتماعي
إن الأمن الاجتماعي حاجة أساسية تطمح إليها الأفئدة، ومصلحة وطنية حيوية تنشدها الدولة بأجهزتها ومؤسساتها وترصدها بما تضع من خطط وبرامج للتنمية الشاملة، وهو غاية سامية تعمل لتحقيقها منظمات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية التعليمية والاجتماعية، كما أنه ميدان خصب للدراسات الاجتماعة المتخصصة. فالكل يتطلع إلى المجتمع الآمن من الآفات التي تهدد بنيانه بالتصدع وكيانه بالأخطار، كالجهل والفقر والمرض، والمخدرات، والجرائم والانحراف السلوكي.
وفي ظل الأمن الاجتماعي يزدهر التعليم وتتسع مجالاته وينمو الاقتصاد نموا شاملا سليما، ويطمئن الناس على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم ومستقبل أولادهم، وتتمكن معاني الأخوة وروح التعاون بينهم، فتؤدى الحقوق، ويسود العدل ويختفي الظلم، وتتأسس شبكة من العلاقات الاجتماعية على الثقة والتفاهم والانسجام، فتكون مثمرة منتجة متعاونة على خدمة الدولة والمجتمع.
والأمن الاجتماعي لا يأتي من خارج المجتمع، بل إنما يتحقق على أيدي أبنائه وبجهودهم المتضافرة المتناسقة، فهو مسؤولية الجميع، كل حسب موقعه ونوع وظيفته ومجال تخصصه. ولابد من إدراك معنى الأمن الاجتماعي أولاً، وانتشار الوعي بأهميته ووسائل تحقيقه ثانياً، حتى تتوفر الأرضية الثقافية المحفزة للنفوس من داخلها نحو العمل، وعندئذ يسهل تجنيد الطاقات وتفعيل المؤسسات، وتوزيع الواجبات على مختلف التخصصات في خدمة مهمة واحدة.
ومجتمعنا في المملكة العربية السعودية -بفضل الله- مجتمع مسلم لله رب العالمين، قيادة وشعباً، وقد أغناه الله سبحانه وتعالى بالقيم والمبادئ والأصول، التي يستمد منها ثقافته الاجتماعية في تحقيق أمنه واستقراره، بل إن مجموعة التكاليف الشرعية من العبادات والمعاملات والأخلاق، كما أن لها وظيفة دينية تعبدية تطوع المسلم لربه سبحانه، فإن لها وظيفة أخرى اجتماعية تعده للقيام برسالته في مجتمعه حيثما كان موقعه فيه، ابتداء من الدائرة الأسرية التي تحيط به مباشرة، إلى الدوائر التي تمتد إليها صلاته وعلاقاته من الأرحام والجيران وسكان الحي والأصدقاء وزملاء العمل.
والكلام هنا على الأسرة وإسهامها في تحقيق الأمن للمجتمع، باعتبارها الدائرة الصغرى التي ينشأ فيها أفراده، والخلية التي يتكون منها نسيجه، والخلايا إذا صلحت صلح النسيج كله، والعكس بالعكس. فالأسرة عندما تكون قائمة على أسس متينة تؤثر تأثيراً فاعلاً في ترسيخ مقومات الأمن الاجتماعي، ومن ثم في استقرار الحياة الاجتماعية وازدهارها، وهي خط الدفاع الأول عن أمن المجتمع، فيها يتوفر الجو العاطفي الذي يكتف الزوجين بالسكن النفسي، والأولاد بالرأفة والرحمة والرعاية الشاملة فلا بد من حماية الأسرة حتى تبقى حصنا حصينا يعتمد عليه المجتمع في الحفاظ على تماسكه في ظل بنيته الإسلامية الأصيلة وتبدأ هذه الحماية من التأسيس بتيسير أسباب الزواج للشباب والفتيات ومساعدتهم على تكوين الأسر في الأوقات المناسبة من أعمارهم، فإن تأخر سن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة من الأعباء الاجتماعية الكبرى، التي تتولد منها آفات كثيرة وخطرة، كالجرائم الخلقية وانتهاك الأعراض، ولا ينبغي قصر الاهتمام بمشكلة الزواج على جانبها المادي كالمسكن والعمل، بل لا بد من التكامل بالجانب الفكري الذي هو أهم، حتى يدخل الشاب والفتاة إلى الحياة الزوجية وهما يفقهان أسسها وآدابها، فإن ضعف التأهيل للنجاح والتوافق العائلي يفسر كثيراً من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في الأنكحة الحديثة العهد.. والطلاق إذا وقع في نكاح حديث عهد، غالبا ما تمتد آثاره السلبية إلى الأسر المتصاهرة، فتحدث بينها من العداوة والخصام ما لا تحمد عقباه، وقد يستمر زمناً طويلاً.
لذا فإن الحاجة ماسة إلى جهد أهلي مكثف، يهتم بقضايا الزواج والأسرة والتربية، بتأسيس مراكز ومؤسسات تعنى بتيسير متطلبات الزواج، وتأهيل الشباب والفتيات للنجاح في حياتهم الزوجية، وتساعدهم على حل المشكلات التي تعترضهم، ويعتبر مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، من البرامج الجيدة وقد تأسس في سنة 1420هـ، بهدف إعانة غير القادرين من الشباب على تحمل تبعات الزواج المادية، وإيجاد حلول لظاهرة العنوسة، ويقدم خدماته في صورة قروض وهبات، ويشتمل المشروع على وحدة للإصلاح الأسري، وأخرى للإسهام في التوفيق بين الراغبين في الزواج من الجنسين للحد من ظاهرة العنوسة، كما يشتمل على إدارة لتقديم التوجهات والإرشادات والدراسات التي يحتاجها الشباب المقبلون على الزواج. وتفيد تقاريره أن معدل ما يستقبله من طلبات المساعدة والقرض، يبلغ عشرة طلبات يومياً، ومعدل ما ينجزه المشروع سنوياً تزويج 2500 شاب وفتاة. كما خصص المشروع خطاً هاتفياً للاستشارات الأسرية، يقدّم من خلاله خدمات في هذا المجال بالتعاون مع مجموعة من المختصين في القضايا الأسرية والاجتماعية، وقد آتت هذه الخدمة أكلها الطيب بتراجع العديد من طالبي الاستشارات، عن طلاق كانوا مصممين عليه في البداية.
إن الأسرة تظل دائماً صمام أمان للمجتمعات الإسلامية، من الآفات الخطرة التي فتكت بمجتمعات أخرى تقلص فيها سلطان الأسرة على التربية والتوجيه الاجتماعي إلى حد كبير، بسبب انهيار القيم والمفاهيم التي تقوم روابط الزوجية والقرابة، كالغيرة على الأعراض والحرص على طهارة الأنساب وبر الوالدين وصلة الأرحام، وإدارة الحياة الزوجية بالتكامل بين وظيفتي الرجل والمرأة، بأن يسند لكل منهما من الواجبات ما يناسب فطرته ويلائم خصائصه. وهذه القيم لا يمكن أن تجد سندها إلا فيما أنزله الله سبحانه وتعالى من الشرائع الضابطة للمسار الصحيح الذي يصلح عليه حال الأمم والشعوب.
وإن قيام المؤسسات الاجتماعية في الدول المتقدمة مادياً، وتزايد انتشارها في الكم والنوع، يعود في أهم أسبابه ومقتضياته إلى الانهيار الذي تعرضت له الأسرة مما استتبع فقدانها لوظيفتها في كفالة اليتيم ورعاية الأرملة والمسكين والعاجز لعاهة أو تقدم السن، فظهرت الحاجة إلى قيام مؤسسات تملأ الفراغ الاجتماعي الذي تركه انهيار الأسرة.
والأسرة المسلمة تتعرض اليوم إلى تحديات قوية جداً ليس من السهل مقاومتها أو الإفلات من تأثيرها، من أهمها التحدي الإعلامي الذي يغزو البيوت بسهولة مع سرعة التأثير بما يحمله من وسائل جذابة للمواد التي يعرضها، وكثير منها غريب عن قيمنا وحضارتنا، يهدم الأخلاق ويبعد الدين من التأثير على سلوك الإنسان الشخصي وعلاقاته الاجتماعية. فلا بد من جهود مكثفة في مقاومة هذا الزحف الإعلامي الرهيب بنشر الوعي بمسؤولية الآباء والأمهات حيال البيت ومراقبة ما يحصل فيه بدقة وتيقظ حتى يبقى محافظا على حرمته تتوفر فيه الأجواء المساعدة على التربية السليمة للأبناء والبنات، وتوجيه الاهتمام إلى انتقاء إعلامي يقدم المواد النافعة ويخلو من المنكرات.
محمدالحسن الطيب
15-03-2013, 08:05 AM
الأمن الفكري وإنتاج الحياة
علي حسين عبيد
عنوان هذا الموضوع عند قراءته قد ينطوي على تحرّز فكري يشي بنوع من الانغلاق على الذات، وربما يكون مبررا للشعوب أن تسعى لتحقيق أمنها الوطني مثلا، عبر سعيها لصنع جدار أمني فكري عازل يجعلها بعيدة عن التواصل مع الثقافات الأخرى، ويقودها إلى التقوقع والانحسار والابتعاد عن الآخرين غير أن ما نعنيه هنا بالامن الفكري، ليس له أية صلة بالعزلة الفكرية أو الابتعاد عن جدل الحياة، بل ما نعنيه هو كيفية صناعة حراك وتلاقح متواصل تتمخض عنه منظومة فكرية سياسية اجتماعية تعليمية واسعة تحفظ وتحقق للشعب أو الامة نوعا من الحياة الايجابية القابلة للتعدد والتطور والتجدد الدائم.
الامن الفكري يعني وجود منظومة فكرية سليمة وصحية تنمو بشكل صحيح بعيدا عن امراض التطرف والتشدد وقمع الآخر، ولو تأملنا مختلف الحروب والنزاعات المسلحة العنيفة لوجدناها تنتج في مجتمعات تفتقد للامن الفكري، ولحرية وتنوع الآراء، وسلمية التداول والبحث والحوار ولعل هذا يعني في ما يعنيه فتح ساحة الجدل المتنوع أمام الجميع، والشروع بعملية حوار انساني قائم على القبول بالآخر حتى لو كانت الأفكار والتوجهات متقاطعة مع بعضها، بمعنى أن الامة أو الشعب القائم على التعدد الفكري وحرية الرأي والانطلاق بمناقشة جميع المحاور والمجالات الانسانية الهادفة إلى صالح الانسان، هو النموذج الأمثل في صناعة جدل الحياة لذلك فإن ما نعنيه بالأمن الفكري هو أن يعمل المعنيون (مثقفون وعلماء وسياسيون وغيرهم) على صناعة وترسيخ مثل هذه المبادئ والاجواء الفكرية التي تساعد على خلق حراك قائم على الحوار والتعدد والقبول بجميع الاطراف وإن كان التقاطع والاختلاف احد الروابط المشتركة بينها لذا فإن الامن الفكري يتيح للجميع دخول ساحة الجدل والإدلاء برأيه والسعي لإثبات صحته استنادا إلى قاعدة (الاقناع والمصلحة البشرية)، وان الاختلاف بين الآراء والطروحات سمة إنسانية ينبغي أن تتوفر على حرية الرأي وقبول الآخر واحترامه، فليس بالضرورة أن يكون رأيك هو الأصح من بين الجميع وليس بالضرورة إن يكون رأيي أنسب الآراء وأكثرها دقة، بل الصحيح هو أن تدلي بدلوك وتسعى لإثبات رأيك وفق صيغ الحوار والقبول أو الرفض السلمي وأنا أفعل الشيء نفسه، بمعنى إن الامن الفكري سيكون هنا بمثابة الحاجز الذي يمنع من تحول صراع الأفكار وجدلها إلى حالة صدام أو اقتتال، مما يؤدي الى انتاج حالة التطرف الفكري التي تهدف الى الغاء الغير عبر اللجوء إلى استخدام القوة.
لذلك فإن سعي الامة أو الشعب إلى تحقيق أمنها الفكري سيجنبها بالدرجة الاولى حالة الاصطراع الفكري (المسلح) ونشوء حالات التطرف، حيث جميع أشكال الحوار متاحة في ظل التعدد والتنوع والتلاقح والتقاطع والرفض والقبول السلمي لهذا الفكر أو ذاك، على أن يبقى التقاطع والاختلاف (المسلح) بين الأفكار خطا أحمر لا يجوز الوصول إليه مطلقا وهنا تستوقفنا ظاهرة التكفير التي تظهر هنا أو هناك أو بين هذه الفئة أو تلك ولعل الحاضنة الأنسب لها هي مجتمعات الكبت السياسي والفكري والتعليمي في آن، لذلك تنهض هذه الظاهرة وتنمو وتتقاطع مع الأفكار الأخرى إلى درجة الالغاء (والقتل) المبرر وفقا لما تطرحه تلك الأفكار، فالشعوب الأحادية الفكر والتوجه (لاسيما في الفكري السياسي) ربما تكون المنشأ الأوحد لمثل هذه الأفكار المقصية لغيرها ولو باستخدام العنف المسلح، كما إن الغياب الكلي لتعددية الآراء واعتماد القمع السياسي والتطرف الفكري والانغلاق التعليمي وغيره، كلها عوامل مساعدة لنمو هذه الظاهرة القائمة على نبذ الحوار ونبذ التلاقح الفكري والاعتداد القاطع بالذات، من هنا تبدو الحاجة إلى الأمن الفكري غاية لامناص من الوصول إليها وستبقى التعددية والقبول بالآخر هي الركيزة الاساس التي تؤمّن فرص الوصول إلى بناء الامن الفكري الذي يقي من تحول حالة الجدل الفكري إلى صراع مسلح، بكلمة اخرى إن السعي لبناء تعددية سياسية وفكرية بل وفي عموم مجالات الحياة ينبغي إن تكون الهدف الاول مع مراعاة الحذر من خطر الذوبان الثقافي الذي يصل إلى حد إلغاء الهوية، حيث ينشط الجدل الفكري إلى أقصاه ليتمخض عن منظومة فكرية سلوكية تضع الجميع في ساحة عمل واحدة وعودا على بدء، فإننا لا نعني بالأمن الفكري، بناء الحاجز الذي يمنعنا من التلاقح مع الثقافات الانسانية الأخرى بل هو ما يتيح لنا تعددية ضامنة تدرأ عنا خطر الأحادية الشاملة التي غالبا ما تقود إلى صناعة الطغاة وانتاج التطرف والعنف سواء في المجال السياسي أو غيره، لذا نعتقد بأن تحقيق ركيزة الامن الفكري تعتمد على خطوات عدة يكون من بينها ما يلي:
- المساعدة على ترسيخ مبدأ التعدد وحرية الرأي والقبول بالآخر.
- رفض الكبت السياسي أو الفكري أو غيرهما لتجنب نتائجه التي ستطول شتى مجالات الحياة.
- انتهاج مبدأ التعدد في مجالات الحياة كافة وفسح المجال امام التشارك الفكري بما يتيح ويمهد لانتاج منظومة سلوك اجتماعية متحضرة.
- رصد بؤر انتاج الأفكار المتطرفة والمنحرفة والضالة (كالتكفير) وغيره والعمل على التدخل السلمي في تغيير قناعاتها من خلال سحبها إلى ساحة الجدل والحراك الانساني الواسع.
- أن يكون العمل وفقا لهذه الطروحات بمنأى عن حالة التذويب الثقافي الذي يهدف إلى مسخ الهوية.
- أن يقوم المعنيون بصياغة خطط فكرية عملية تهدف إلى تحويل الكلمات والافكار إلى برامج عمل ملموسة وإن حدث أو يحدث ذلك وفقا لمبدأ التدرج المرحلي في تحقيق الاهداف المبتغاة.
- ترسيخ صناعة وبناء الافكار بالاعتماد على الافكار الايجابية ورؤى الحياة،كعملية انتاجية مستمرة من خلال المدارس والمؤسسات ووسائل الاعلام والدورات التدريبية والتأهيلية، خصوصا عند الشباب الذي يبحث عن قناعات وافكار تملأ روحه ونفسه الجائعة للحياة.
- عقد المؤتمرات والملتقيات التي تناقش اسباب فقدان الامن الفكري ونشوء التطرف والتشدد.
- اجراء الاستبيانات الميدانية التي تستكشف انواع الافكار الموجودة في المجتمع وطرق واساليب التفكير، مما يمهد لمعرفة مستوى الامن الفكري المنشود في المجتمع وهكذا نستطيع إن نقول بأن الامن الفكري هو صمام الامان الذي يدرأ خطر الوقوع في فخ الاحادية السياسية أو غيرها، فكلما توسعت ساحة الجدل واستوعبت العدد الاكبر من الأضداد كلما كانت أكثر قربا من الثبات والتطور والنجاح، واكثر بعدا عن التطرف والعنف والمليشيات المسلحة والطغيان، وهي مفاهيم تنتج الموت والدمار والبؤس وتكرس الكراهية والحقد والانتقام والثأر ان توفير الامن الفكري في مجتمعاتنا سيساهم في احتواء التطرف وسيؤدي الى انتاج الحياة الايجابية القائمة على الابداع والتطور والتعايش والشراكة، وازدهار الاقتصاد والمعرفة والتطور الحضاري.
محمدالحسن الطيب
15-03-2013, 08:13 AM
أنواع الأمن ..
يتسم الأمن بالتنوع والتعدد طبقا لطبيعته وحدوده ويمكن تقسيمه إلى:
1- الأمن الفردي والجماعي:
ويقصد بالأمن الفردي: تحقيق الطمأنينة والسكينة للفرد، باعتباره إنسانا، وذلك بسلامته من كل خطر يهدد حياته أو عرضه أو شرفه أو حريته أو ماله، وبعبارة جامعة فإن الأمن الفردي يعني العصمة والحماية من خلال منع أي عدوان أو ظلم يتهدده.
فالأصل أن يتمتع كل إنسان بهذه العصمة ولا تنقص حقوقه إلا في حدود أمن الشرع والقانون، وقد كفل الإسلام للناس كل هذه الصور من العصمة، وكل هذا القدر من الحماية، فجاء في قول الرسول الكريم : “ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام “ . وجاء قوله : “ كل المسلم على المسلم حرام : دمه، وماله، وعرضه “ . وإذا كان هذا في شأن المسلم فإن لغير المسلم إذا كان وسالما مثل ذلك من الحماية والعصمة.
ويقصد بالأمن الجماعي: أمن الأمة باعتبارها وحدة واحدة، وذلك بتحقيق العصمة والحماية لحقوقها العامة ومصالحها الجماعية، المتمثلة في وحدتها الدينية والاجتماعية والفكرية، ففي صيانة نظمها وحماية مؤسساتها والحافظ على مقدراتها ومكتسباتها. وقد مقت الإسلام كل دعوة إلى الفرقة أو إلى الفتنة، واعتبرها دعوة شيطانية.
والحقيقة أن الأمن الفردي والأمن الجماعي متداخلان، فأمن الفرد هو أمن الجماعة والعكس صحيح، وما يفسد على الفرد أمنه يمكن أن يفسد أمن الجماعة، والعكس صحيح كذلك.
6
2- الأمن الداخلي والأمن الخارجي:
يقصد بالأمن الداخلي : تحقيق الاستقرار والاطمئنان للدولة في شأنها الداخلي على نحو يحقق السلامة والصيانة والحماية لكل المصلحة العامة والخاصة فيها، وبذلك يمتد مفهوم الأمن الداخلي ليشمل كل عناصر ومكونات الأمن الفردي والأمن الجماعي، فهو أمن الدولة بكل مؤسساتها وأنظمتها ومصالحها التي يقوم عليها وجودها أو تحقق بها قدرتها على ممارسة وظائفها واختصاصاتها النظامية والإدارية والسيادية.
أما الأمن الخارجي : فهو يعني تحقيق الاستقرار والاطمئنان للدولة في شئونها الخارجية، أي في علاقاتها مع غيرها من الدول والمنظمات الدولية، ويقتضي سلامة وصيانة مصالح الدولة، ومن تلك المصالح مصلحتها في الاستقلال وفي الوحدة وفي سلامة الأرض وفي سلامة قدراتها الدفاعية والاقتصادية وفي حماية مقومات وجودها وأسباب قوتها.
3- الأمن الوطني والأمن الإقليمي والأمن القومي :
الأمن الوطني: هو أمن الوطن الصغير بما فيه ويشمل الأمن الفردي والأمن الجماعي والأمن الداخلي والخارجي.
الأمن الإقليمي: ويعنى بتحقيق الاستقرار والأمن لمجموعة الدول الواقعة في نطاق إقليمي محدد.
- الأمن القومي: وهو أمن الأمة الكبيرة التي تمثل كياناً فكريا وثقافيا ودينيا وعرقيا واحداً، وهو يعني تلك الحالة التي تكون فيها الأمة في كيانها الذاتي وشخصيتها القومية بعيدة عن تسلط أو تهديد أي قوة خارجية .
7
4- الأمن الموضوعي والأمن النوعي ..
الأمن الموضوعي: هي صور الأمن السابق ذكرها، باعتبارها أمن مصالح شاملة وأمن حقوق خاصة أو عامة، أمن يمتد إلى كل جوانب الحياة المادية والمعنوية.
الأمن النوعي: فهو نوع معين موصوف كالأمن الصناعي والأمن الغذائي والأمن الفكري والثقافي.
والأمن في واقع الأمر، أمن نسبي، فالفرد لا يستطيع تحقيق أمن مطلق لوجود غيره من الأفراد والجماعات والنظم ممن لهم حقوق في تحقيق أمنهم، الذي قد يتعارض مع أمنه، والجماعة كذلك في وجودها وعلاقاتها بالأفراد والجماعات الأخرى والدولة.
محمدالحسن الطيب
15-03-2013, 08:15 AM
ولن اتوقف.
ود الأصيل
16-03-2013, 07:37 PM
ومجتمعنا في المملكة العربية السعودية -بفضل الله- مجتمع مسلم لله رب العالمين، قيادة وشعباً، وقد أغناه الله سبحانه وتعالى بالقيم والمبادئ والأصول، التي يستمد منها ثقافته الاجتماعية في تحقيق أمنه واستقراره، بل إن مجموعة التكاليف الشرعية من العبادات والمعاملات والأخلاق، كما أن لها وظيفة دينية تعبدية تطوع المسلم لربه سبحانه، فإن لها وظيفة أخرى اجتماعية تعده للقيام برسالته في مجتمعه حيثما كان موقعه فيه، ابتداء من الدائرة الأسرية التي تحيط به مباشرة، إلى الدوائر التي تمتد إليها صلاته وعلاقاته من الأرحام والجيران وسكان الحي والأصدقاء وزملاء العمل.
.
سعيكم مشكور و جهدكم مقدر أخي محمد الحسن الطيب، ،،،
طيب ، هذا عن مجتمعنا السعودي، و لعلنا نسمع شيئاً عن مجتمعنا السوداني. وثق بأننا لن نسمح لك بالتوقف ؛ كوننا بالعاكس ، مستمتعين للغاية بالمتابعة. و لا كمان أقول ليك، ما تعال نشق البلد على فلختين أنت تمسك لي حتة الأمن الأمن دي، الظاهر عليك ضالع فيها شديد و أنا بهنا خلني بنجض ليك حكاية الإجرام دي..هذا علماً بأن للمجارمة وبالذات أصحاب السوابق و رد السجون لهم قصب السبق والقدح المعلا في تطوير العقائد الأمنية، حيث إن خبراء الأمن غالباً ما تتفق قرائحهم عن أفكار وخطط مبنية، إما على سوابق واقعة أصلاً، أو على إرهاصات لحوادث وشيكة أو محتملة الحدوث ، أي أنهم مرهونون بتيرمومتر النشاط الإجرامي. لذلك إن كان لا بد هنالك من أوسمة استحقاق أو أنواط جدارة ، لكان الأجدر بتقلدها مرتادو الجريمة المنظمة و غير المنظمة. هذا رأي متواضع ، فما قولك أنت؟؟؟
ود الأصيل
19-03-2013, 12:49 AM
أركان الجريمة التامة:- هي: (ركن مادي، و ثان معنوي و ثالث شرعي)
الركن المادي للجريمة:-
بمعنى التجسيد لماديات الجريمة في مظهرها الذي تبرز به إلى السطح هو كون فعلها واقعاً مادياً تحت نص يجرمه وقت أرتكاب الجريمة؛ أي أن السلوك الأجرامي للفاعل يكون عملاً غير مشروع يعاقب عليه القانون وقت ارتكابه بنصٍ قانونيٍ نافذ.
فلا يجوز اعتبار الفعل مادياً في فعل مخالف لقانون سابق جرت أباحته أو نسخت العقوبة المقررة على ارتكابه بقانون لاحق، و للركن المادي ثلاثة عناصر:-
أ- أن يكون الفاعل أما أصلياً او تبعياً، أي فاعلاً إما منفرداً أو شريكاً.
ب- أن تتحقق نتيجة الفعل الأجرامي المرادة ، الا و هي أثره الماثل أو أية نتيجة أجرامية محتملة الوقوع تمثل الاعتداء على حق يحميه القانون.
ج- أن تتوافر العلاقة السببية الرابطة منطقياً ما بين الفعل و النتيجة.
الركن المعنوي (اشتراط الإرادة الجنائية):-
يعني القصد الجرمي أي الإرادة المقترنة الفعل أوالامتناع, سواء اتخذت صورة القصد الجنائي و حينئذ توصف الجريمة بالعمدية، كما في القتل العمد مع سبق الترصد ، أو اتخذت صور الخطأ غير العمدي وعندئذ توصف الجريمة بغير العمدية ، كما في القتل الخطأ وحوادث السير. و يترسخ المعنى في العلم الجاني عن قصد أرادته لارتكاب الفعل المكون للجريمة هادفاً الى نتيجة الجريمة التي تقع أو أية نتيجة جرمية أخرى ذلا صلة.
يشترط صدور الفعل عن فاعلٍ لا تنسب الإرادة لسواه. و يتعين أن يكون ذا إرادة مميزة مدركة و حرة مختارة حتى تعد عنصراً في الجريمة. و يتجرد من العلة القانونية بموانع للمسؤولية الجنائية مثل: صغر السن, ذهاب العقل, السكر اللإرادي ,الإكراه و حالات الضرورة كدفاع منفذ القانون عن نفسه. و للإرادة الجنائية صورتان: القصد الجنائي والخطأ غير العمدي، و يعني القصد الجنائي اتجاه الإرادة إلى إحداث الفعل و نتيجته، ويفترض الخطأ غير العمدي اتجاه الإرادة إلى إحداث الفعل دون النتيجة، بحيث قد لا يدان شخص بجريمة لم تكن نتيجة لسلوكه الاجرامي، لكنه يسأل عن الجريمة و لو ذد ساهم مع سلوكه الاجرامي في إيقاعها سبب آخر سابق أو متزامن أو لاحق (و لو كان يجهل)؛ أما اذا كان ذلك السبب وحده كافياً لإحداث نتيجة الجريمة فالمساءلة للفاعل على قدر ما اغترف.
أما الركن الشرعي:-
هو الصفة غير المشروعة للفعل أي كون الفعل الجرمي غير واقع تحت سبب من أسباب الأباحة التي ترفع المسؤولية الجزائية ، فلا تقوم جريمة إلا بفعل غير مشروع يقرر القانون له عقوبةً ما. ويكتسب لا مشروعيته بشرط توافره على أمرين:-
أ) خضوعه لنص تجريمي يقرر فيه الشرع أو القانون عقاباً ما لمن يرتكبه.
ب) انتفاء وجود علة الإباحة كي يظل الفعل محتفظاً بصفة لا مشروعية قد أكسبه إياها نص تجريمي.
فاصل....... ثم نواصل
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:16 AM
جهاز الأمن السوداني
انشئ جهازامن الدولة السوداني في عهد الرئيس جعفر نميري وأصبح هذا الجهاز من اقوي اجهزت المخابرات في العالم العربي وافريقيا، وذلك بسبب الدعم الأمريكي بدريب اعضائه من طرف-c ia وعندما
انتكس هذاالجهاز بعد الاطاحة بنظام النميري وانفرط عقد اداراته واقسامه. مثل قسم الامن الخارجي وقسم الامن الداخلي ساعدت حكومة العهد الديموقراطي برئاسة الصادق المهدي في ذيادة تدميره وتشريد افراده وضباطه مما اثرفي الوضع الأمني السيء للبلاد ابان فترة حكم الصادق المهدي ,وتسهيل مهمة الجبهةالقومية بزعامة الترابي في الاستيلاء علي السلطة في العام 1989. وفى عهد الرئيس عمر البشير تحول جهاز الامن الي امن السودان ثم تحت مسمى الامن العام وأخيرا الي جهاز الامن ومخابرات الوطني وراءسه كثير من المدنيين والعسكريين ابرزهم في عهد الرئيس عمر البشير نافع علي نافع وقطبي المهدي من المدنيين ومن العسكريين بكري حسن صالح و صلاح قوش . وقد تضخم الجهاز في عددالافراد والعتاد وأصبحت له ميزانية مقدرة ومباني ضخمة في ارجاء الخرطوم الكبري مع قلة في الكفاءة والأداء. المصادر كتاب الانقلابات العسكرية في السودان ,وعدد منالدوريات
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:21 AM
تجسس.
التجسس أحد الأنواع والسبل الملتوية في الحروب الحديثة والقديمة إضافة إلى أنه يمثل تربصا "وخطرا داهما" لكلا طرفي الحرب.
والجاسوس هو الشخص الذي يعمل في الخفاء أو تحت شعار كاذب ليحصل على معلومات عن العمليات العسكرية لدولة محاربة بهدف إيصالها للعدو، فهم يعملون في وقت الحرب والسلم ويحصلون على معلومات لتعزيز جبهة الدولة التي يتجسسون لحسابها، في حالة نشوب حرب جديدة في الحصول على معلومات عن تطور الأسلحة الحربية في الدول الأخرى وما وصلت إليه من تكنولوجيا حديثة، ومن اجل تقوية الصراع القائم بين الدول على القواعد الاستراتيجية والسيطرة على مناطق النفوذ، والاستفادة من الاضطرابات السياسية في بقاع العالم، مثل مشكلة فلسطين والعراق عن طريق دس الفتن والمؤامرات السياسية لخدمة مصالحها السياسية والاستراتيجية
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:24 AM
تاريخ التجسس
هنالك أحداث موثقة توثيق جيد تنطوي على التجسس على مر التاريخ و قد كانت بين جيشى الصين و الهند وتم فيها استخدام عمليات التجسس و الاغتيالات و العملاء السريين , وكان المصريون القدماء قد نظموا عمليات التجسس تنظيما دقيقا، والعبرانيين استخدام الجواسيس كذلك، وكان نظام الجواسيس أيضا سائد في الإمبراطوريات اليونانية والرومانية خلال القرون 13th و 14th، وقد اعتمد المغول اعتمادا كبيرا على التجسس في فتوحاتهم في آسيا وأوروبا,وقد كانت اليابان الاقطاعية غالبا ما تستخدم النينجا لجمع المعلومات الاستخباراتية، ولعب الجواسيس دورا هاما في إنجلترا إليزابيث . وأنشئت أيضا العديد من وسائل التجسس الحديثة منذ ذلك الحين.
وقد شهدت الحرب الباردة المشاركة المكثفة لانشطة التجسس بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والاتحاد السوفياتي وجمهورية الصين الشعبية وحلفائها، لا سيما ما يتصل أسرار الأسلحة النووية. في الآونة الأخيرة، واستهدفت وكالات التجسس وتجارة المخدرات غير المشروعة وتلك التي تعتبر الإرهابيين. منذ عام 2008 واتهمت الولايات المتحدة لا يقل عن 57 مدعى عليهم لمحاولة تجسس على الصين .
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:26 AM
عقاب الجاسوس
1- عقاب جاسوس الحرب هو الإعدام.
2- عقاب جاسوس السلم هو السجن لمدة معينة.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:27 AM
معنى كلمة مخابرات
المخابرات قديماً كان يطلق عليها المستطلعين أو الجنود المستكشفين أو قناصة الاستطلاع، مهمتهم جمع الأخبار أو المعلومات عن جيش الأعداء وعدته وأماكن تجمعه وتحركه ويمنحه القانون الدولي حصانة.
قال لوديك: أن الجاسوس لا يحتاج إلى وسيلة إخفاء مجددة فقط، بل كذلك يحتاج إلى مهارة ليلعب دوراً لشخصيته التي يتخيرها لاختفائه ومن الأهمية أن يكون ممثلاً بارعاً وان يكون سريع البديهة قادراً على أن يواجه في ثبات واتزان اخطر المواقف وأعقدها.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:29 AM
أهداف التجسس
1-تحديد الموارد الطبيعية الإنتاج الاستراتيجي والتقييم (الغذاء والطاقة والمواد)
2-معرفة السياسات الداخلية والخارجية للدولة
3-وكلاء توظيف في كثير من الأحيان من طواقم مجال الصحافة، طلاب الدراسات العليا تبادل الباحثين وعلم الاجتماع القوة الاقتصادية الاستراتيجية (الإنتاج، والبحث، والتصنيع، والبنية التحتية)
4-وكلاء معينين من الأوساط الأكاديمية العلوم والتكنولوجيا والمؤسسات التجارية، وأكثر من ذلك نادرا من التكنولوجيين الاستخبارات العسكرية القدرة العسكرية (، دفاعية هجومية، مناورة والبحرية والجوية والفضاء)
5-مكافحة التجسس
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:32 AM
تعريف الجاسوس المزدوج
هو الجاسوس الذي يعمل لحساب دولتين في وقت واحد (جاسوس بوجهين) وهو أذكى وأخطر أنواع الجواسيس فلا يمكن أن ينجح في هذه المهمة سوى الشخص الذي يتصف بالذكاء والمكر الشديد حتى يستطيع أن يكسب ثقة الطرفين ويخدع كل منهما في نفس الوقت وغالباً ما تكون حياة الجاسوس المزدوج هي رهن لأي خطأ بسيط يقع فيه دون قصد، لكن ما يحققه من مكاسب كبيرة من هذه اللعبة الخطرة يجعله لا يبالي حتى بحياته في سبيل ما يحصل عليه من أموال من كلتا الدولتين.
- مثال على الجاسوس المزدوج (جورج بليك) كان دبلوماسياً إنجليزياً وعميلاً للمخابرات الإنجليزي في ألمانيا أثناء الحرب العالية الثانية، ولكنه في نفس الوقت كان شيوعياً يتجسس لحساب روسيا.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:34 AM
الجاسوسية
هي عبارة عن علم له قواعده، وأصوله التي يجب إرشاد الجواسيس إليها ليتمكنوا من إنجاز وأداء واجباتهم كما تتطلبها الغاية التي يسعون إليها.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:37 AM
أصل الجواسيس
يجندون للتجسس على بلادهم ويكون لديهم عدة أسباب: -
1- معارضتهم لمذهب من المذاهب السياسية أو الدينية في بلدانهم.
2- حاجتهم الملحة إلى المال بسبب الفقر أو ضعف الذات.
3- حبهم إلى حياة الليل، والليالي الحمراء التي تتيحها لهم الجاسوسية.
4- وضعهم تحت الأمر الواقع من قبل مخابرات عدوهم، وتهديدهم بكشف أعمال سبق أن ارتكبوها والتي اطلعت عليها المخابرات بطريقتها الخاصة.*صفات الجاسوس المثالي، وصفات العميل حتى يكون صالحاً لعمله أهمها: - 5- معارضتهم لحكم طاغيه يقوم بسرقه اموالهم وموارد الطبيعيه. 1- أن تكون روحه المعنوية عالية، وان يتحلى بالذكاء وحسن البديهة والشجاعة.
2- أن يتصف باللباقة وحسن التصرف وان يكون نشيطاً للقيام بالأعمال التي تتطلب الجرأة.
3- أن يتصف الجاسوس بقوة الذاكرة: وتسجيل المعلومات في رأسه دون أن ينسى وحب المغامرة وان يعرف كيف يعامل الناس، وكيف تناقش الآراء، وأن تتوافر له القدرة العملية في المسائل التي تحتاج إلى المهارة المهنية.
4- أن يكون متزن العاطفة، أي لا تهزه المؤثرات العاطفية وان تتوافر له الطاقة والاحتمال تحت الظروف المجهدة وان يكون صبوراً هادئ الطبع وموفور الصحة.
5- أن تتوافر له القدرة على مسايرة غيره من الناس وان يعمل كفرد طاقم، وأن يفهم نقاط الضعف، والحماقة مع الآخرين مع التخلص هو نفسه من نقاط الضعف والحماقة.
6- أن يعرف كيف يوجد في غيره روح التعاون، وان يكون قادراً على تنظيم وإدارة وقيادة الآخرين وان يكون راغباً في احتمال المسؤولية.
7- أن يكون دقيقاً في عمله، صائب الرأي دقيق الحكم يعرف كيف يعقل لسانه ويغلق فمه، أميناً على الأسرار.
8- أن يكون جريئاً، سريع الحركة صلب العود خشناً.
9- أن تتوافر له القدرة على ملاحظة كل شيء، وعلى دقة تذكر التفاصيل، وان يكون قادراً على إعداد التقارير بمهارة ودقة، ويسر، وأن يقدر قيمة ملاحظاته.
10- أن يكون قادراً على الخداع، والتضليل عندما يكون هذا الخداع أو التضليل، ضرورة ملحة.
قال (الين دالاس) في كتاب حرفة المخابرات: بعض المؤهلات التي يجب أن تتوفر في ضابط المخابرات الناجح وهي:-
1- يجب أن يكون قادراً على أن يعمل مع الآخرين تحت ظروف شاقة.
2- يجب أن يتعلم كيف يميز بين الحقيقة والخيال.
3- يجب أن يكون لديه حب استطلاع وان يكون قادراً على التفرقة بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري.
4- يجب أن يكون على قدر كبير من البراعة والتفنن ويجب أن ينتبه إلى التفاصيل وان يتعلم متى يلزم الصمت
5- يجب أن يكون قادراً على أن يعبر عن الأفكار بوضوح واختصار وبطريقة مشوقة وان يكون متفهماً لوجهات النظر الأخرى وطرق التفكير الأخرى، وطرق السلك الأخرى.
6- يجب أن لا يغالي في طموحه أو قلقه، من حيث الجزاء الشخصي على شكل شهرة أو ثروة فهذه لن يحصل عليها في عمل المخابرات.
7- يجب أن يبذل جهده في الحصول على المعرفة سواء في مجال الفنون والعلوم الاجتماعية وخاصة في علم التاريخ والجغرافيا.
8- يجب أن يكون على وعي سياسي، يجمع بين مواهب الثقافة، والإدراك.
9- يجب أن يكون مرناً في التفكير، فإن ضيق الأفق لا يخلق من الشخص رجل مخابرات ناجحاً.
10- يجب أن يكون قادراً على الموازنة بين الجرأة وإجراءات الأمن.
11- يجب أن يكون حلماً بلغة أجنبية وخاصة لغة المنطقة التي يعمل بها.
12- يجب أن يكون على دراية بالعوامل السيكولوجية التي تحدد سلوك الإنسان كفرد في المجتمع وأن تكون لديه حلكة الابتكار وان يمارس هواياته تساعده على قتل الملل الذي يعتريه نتيجة تعقيدات وأسلوب عمله.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:39 AM
أهم صفات الجواسيس وأعمالهم
1- فتح مكاتب تجارية بالتعاون مع أفراد البلادالتي يعيشون فيها.
2- عرض رؤوس الأموال لتأسيس شركات وتنفيذ مشاريع عمرانية وإنشائية بالتعاون مع أبناء البلد.
3- المشاركة في الصحف ودور النشر.
4- شراء فنادق جاهزة أو إنشائها بنفس الطريقة.
5- الانتقال إلى البلد المطلوب التجسس فيه، والتظاهر بممارسة مهنة معينة يحتاج إليها أبناء ذلك البلد مثل تصنيع ساعات أو راديو.
6- يضاف إلى ذلك الملحقون الثقافيون والعسكريون والتجاريون في السفارات يعمدون إلى جمع المعلومات من مختلف المصادر وإنبعضهم يجند من أبناء البلاد لمدهم بالمعلومات مقابل بعض المال.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:41 AM
وظيفة المخابرات
يميز المخابرات صفة السرية وهذه الصفة لها ثلاثة صفات: -
1- إن مهام المخابرات هي الحصول على أسرار الدول الأجنبية وحماية أسرار الدولة الخاصة ضد التجسس الأجنبي.
2- إن نشاط المخابرات يجب أن يمارس في سرية تامة.
3- إن إنشاء جهاز المخابرات نفسه يجب أن يظل طي الكتمان.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:42 AM
معدات وأجهزة المخابرات (التجسس) أهمها
1- يتعين الجاسوس أثناء مهمته بأجهزة تصنت صغيرة لنقل الحديث من على بعد ويسهل إخفائهاوتكون على شكل قلم أو علبة كبريت أو علبة سجائر، أو زر قميص أو أشكال أخرى، ويثبت داخل المكان المراد التصنت عليه مثل: تحت المكتب أو على الحائط مثلما يحدث داخل السفارات حيث يقوم رجال الأمن بالكشف عن مثل هذه الأجهزة داخل أماكن الاجتماعات السرية وذلك باستخدام جهاز لمسح التصنت كان السبب في الكشف عن (فضحية ووترغيت)التي أدت إلى عزل الرئيس الأمريكي(نيكسون) حيث قام بعض رجال نيكسون بإخفاء عدد من هذه الأجهزة داخل مقر الحزب الديمقراطي للتنصت على ما يدور داخله أثناء فترة الانتخابات.
2- كاميرات التصوير: يستخدمها الجواسيس في عملياتهم التجسسية أصغر هذه الأحجام يمكن إخفائه داخل علبة السجائر، أو داخل ولاعة السجائر، وبعضأنواع يمكن التقاط الصور في الظلام.
3- أفلام التصوير: ميكرورتس هي أفلام صغيرة جداً خاصة بعمليات التجسس بالرغم أنها صغيرة الحجم يمكن أن تحمل عدداً كبيراً من الكلمات يتم تجهيز هذه الأفلام ويقوم الجاسوس بتصوير المستند المطلوب بالكاميرا السرية، بتصوير الصورة مرة أخرى لتصغير حجمها ثم يعاد التصوير أكثر من مرة حتى يتم اختزال حجم الصورة لتصبح في النهاية نقطة بواسطة سرنجة خاصة ثم يلصقها ضمن الكلام بأي كتاب ليحمل الكتاب بعد ذلك عائداً إلى بلده، وهناك يتم تكبير الصورة وتحميض الفيلم.
4- أجهزة اللاسلكي يوجد منها على أشكال مختلفة صغيرة الحجم على شكل علبة كبريت كلما صغر حجم جهاز اللاسلكي كلما صغر مجاله.
5- استخدام الحبرالسري، والشيفرة والكود.
6- الاستعانة بالصحف اليومية في أعمال الجاسوسية بطريق غير مباشرة في نقل الرسائل السرية على طريقة الكود حيث يقوم الكود الجاسوس بنشر برقية معينة في الصحف تحمل معنى متفقاً عليه بين الجاسوس وأعوانه (مثل ألف مبروك لعقد قران فلان، الآنسة فلانة، أو انتهت العملية بسلام، بانتظار الإشارة بالعودة.
7- الراديو وسيلة أخرى للجاسوسية يلجأ الجواسيس إلى الاستعانة بالإرسال الإذاعي لبث المعلومات السرية بطريقة خفية من خلال أحاديث عادية، أو إرسال برقيات تهنئة أو سماع برامج الراديو الأجنبية تسمع وتراقب أثناء الحرب العالمية الثانية حتى لا تنقل تعليمات للجواسيس أو معلومات سرية يتم نقلها تحت ستار الإذاعة البريئة.
8- الحقيبة الدبلوماسية: وسيلة مأمونة لنقل الأسرار وهي إحدى الوسائل المأمونة لنقل كل أنواع المحظورات عبر حدود البلاد، فاستخدمت الجاسوسية لنقل المستندات والوثائق السرية خارج البلاد، بفضل تمتع صاحبها بحصانة دبلوماسية تمنع تفتيش حقيبته.
تتكون شبكة الجواسيس من رئيس الشبكة(الرجل الكبير وهو مجهول).
حاملو الرسائل، العميل السري، العميل المزدوج، الجاسوس ،مخزن المعلومات، خيال الظل.
هناك أنواع من الجواسيس:
الجواسيس المحليين: جواسيس محليين من عند العدو.
الجواسيس الداخليين: أعضاء أو قادة لدى نظام أو جيش العدو.
الجواسيس المرتدين (العميل المزدوج): جواسيس العدو الذين تم كشفهم وتسخيرهم لخدمتك.
الجواسيس المكشوفين: جواسيس يتم تسليمهم إلى العدو عن طريق جواسيسك، فهم أشبه بتمويه لإخفاء جواسيسك الحقيقيين.
الجواسيس الناجين (العاديين): الجواسيس من طرفك الذين ترسلهم ليعرفوا معلومات عن معسكر العدو.
محمدالحسن الطيب
22-03-2013, 07:52 AM
سعيكم مشكور و جهدكم مقدر أخي محمد الحسن الطيب، ،،،
طيب ، هذا عن مجتمعنا السعودي، و لعلنا نسمع شيئاً عن مجتمعنا السوداني. وثق بأننا لن نسمح لك بالتوقف ؛ كوننا بالعاكس ، مستمتعين للغاية بالمتابعة. و لا كمان أقول ليك، ما تعال نشق البلد على فلختين أنت تمسك لي حتة الأمن الأمن دي، الظاهر عليك ضالع فيها شديد و أنا بهنا خلني بنجض ليك حكاية الإجرام دي..هذا علماً بأن للمجارمة وبالذات أصحاب السوابق و رد السجون لهم قصب السبق والقدح المعلا في تطوير العقائد الأمنية، حيث إن خبراء الأمن غالباً ما تتفق قرائحهم عن أفكار وخطط مبنية، إما على سوابق واقعة أصلاً، أو على إرهاصات لحوادث وشيكة أو محتملة الحدوث ، أي أنهم مرهونون بتيرمومتر النشاط الإجرامي. لذلك إن كان لا بد هنالك من أوسمة استحقاق أو أنواط جدارة ، لكان الأجدر بتقلدها مرتادو الجريمة المنظمة و غير المنظمة. هذا رأي متواضع ، فما قولك أنت؟؟؟
تتطور الجريمة كل ما تتطورت الوسايل المكافحة لها
ود الأصيل
25-03-2013, 02:44 AM
الشروع بالفعل أوالامتناع وحيثياته:-
يعد السلوك إجرامياً بصفتيه كنشاط أيجابي (الفعل) أو كموقف سلبي (الامتناع). و مثال النشاط الإيجابي مباشرة الجاني لاختلاس مال الغير أو تحريك يد الجاني لضرب المجني عليه أو التلفظ بعبارات نابية في حقه أو تحقيرية مما يعده القانون قذفاً بحق المجني عليه . و أما مثال الامتناع أن تحجم الأم عن إرضاع طفلها ليهلك أو يتقاعس فرد من انقاذ غريق حال تمكنه من ذلك. بما أن الشروع بالجريمة يعني البدء بتنفيذ فعل ما بقصد اغتراف جناية أو جنحة, و لو ردع أو غاب أثره لأسباب خارجة عن أرادة الجاني، فإن القانون يعاقب على هذا الشروع و يعتبر شروعاً بارتكاب الجرم كل فعل صدر وقصد به ارتكاب (جناية أو جنحة مستحيلة التنفيذ )، إما لسبب يتعلق بموضوع الجريمة أو بالوسيلة المستخدمة لارتكابها؛ عدا حال ظن الفاعل بصلاحية عمله لإحداث النتيجة استناداً على وهم أو جهل مطبق. و لا يعد شروعاً مجرد العزم على الارتكاب، و لا الأعمال التحضيرية له, مالم ينص القانون على خلاف ذلك. كذلك, لا شروع في المخالفات.
الاشتراك الجرمي وصوره:-
في نظر القوانين الجزائية تعتبر الوحدة المادية للفعل الجرمي هي المعيار باعتبار تحقق النتيجة. لذا ينص بعضها على معاقبة المساهم بوصفة فاعلاً أو شريكاً في ارتكاب جريمة بنفس العقوبة, حتى و لو كان الفاعل الأصلي للجريمة معفياً لأسباب موضوعية, كأن يكون دون السن القانونية أو كان سفيهاً، أو لم يتوفر القصد الجرمي لديه, إلخ.. وهو يُبْنَى على توفر القصد المشترك. ووجود وحدة رابطة معنوية تجمع الفاعلين. مسؤولية الشريك تنشأ عن إتّصالِ فعلِه بفعل الجاني الأصلي, بتقديم صورة من صور العون. و هي مرهونة بدخول الفعل حيز التنفيذ, وخاضعةٌ لَيسَ لفعلِ الشريك، بل لتوحد القصد في توجيه إرادة الفاعلين إلى ارتكاب الفعل المكون للجريمة, هادفين للنتيجة الجرمية الواقعة أو نتيجة أخرى محتملة الوقوع.
و على هذا الأساس يعد شريكاً ومساهماً في الجريمة:-
- من حرض على ارتكابها فوقعت بناءً على تحريضه بحكم توافق النيات لدى الشركاء, كل حسب دوره.
- شخص غيرمساهم بإحداث النتائج الجرمية، لكنه متفق مع الفاعل على قيامه بالفعل الأجرامي.
- من أعطى الفاعل سلاحاً أو متفجرات, أو شاركه بأعمال محضرة, ميسرة أو متممة للتنفيذ.
و هنا مسألة ينبغي الالتفات إليها، تتعلق باختلاف القصد لدي المساهمين سواء منهم من حث و حرض و من نفذ فتحققت النتيجة بناء على كل ذلك. فإذا اختلف القصد لدى الجائي أو أختلفت كيفية العلم به ما بين مساهم و آخر؛ فالعقوبة لا تقع إلا وفقاً لقصد وكيفية علم كل منهما. و لا يشترط كون الاتفاق مسبقاً، لاحتمال أن يكون آنياً يقع لحظة ارتكاب الفعل.
المساهمة (أصلية و تبعية):- .
فالمساهمة الأصلية : - تعني ارتكاب الفاعل للجريمة بفعله المنفرد وبإرادته المحضة للانفراد بالفعل ودون عون أو تخطيط اوتأثير من أحد. من صورها الأصلية حين يريد المساهم ارتكاب جريمته بأستغلال وسيط دفعه دون علمه لأرتكاب الجريمة؛ أو مارس عليه ضغطاً ماديأ أو معنوياً. فإن القصد الجرمي غير متوفر لدى الوسيط بينما يكون ثابتا ً لدى الجاني. فمن يقدم مسدساً محشواً ومهياً للأطلاق لمجنون أو قاصر ويوجهه على أساس أنه مسدس كاذب ليطلق النارعلى المجني عليه يكون صاحب مسؤولية أصلية ، وكذا من يطلق كلباً أو وحشاً مفترساً على أخر بنية قتله .
والمساهمة التبعية:- تعني المشاركة بمقتضى أتفاق جنائي في التخطيط للتنفيذ؛ أو التحريض مع تقديم سلاح أو وسلية تحضيرية ممهدة لارتكاب الجرم, كمن يقوم بأعداد السم لتقديمة للمجنى عليه ؛ شريطة وقوع الجريمة فعلاً بناء على هذه المساهمة عن قصد و بعلم الشريك.
الأتفاق الجنائي:- .
يعد أتفاقاً جنائياً كل تواطؤ بين ( عنصرين أو أكثر) على ارتكاب جناية أو جنحة أو على أفعال محضرة, أو أو ممهدة لها متى كان هذا الأتفاق قائماً و لو لبرهة قصيرة, منظماً و لو في مبدأ تكوينه؛ وسواء كان الغرض النهائي منه أرتكاب الجرم أم أتخاذه وسيلة للوصول إلى (غرض مشروع), ما دامت الجناية أو الجنحة المرتكبة من الوسائل التي لوحظت في الوصول إليه. يعاقب المتواطئ بحسب حجم فعله. و يعفى القانون كل عضو في الأتفاق الجنائي يبادر(بصفة شاهد ملك) إلى أبلاغ السلطات الرسمية المختصة بوجود هذا الأتفاق و يكشف المتورطين قبل وقوع الجريمة وقبل بدء التحري والأستقصاء عن الجناة.
محمدالحسن الطيب
27-03-2013, 03:31 AM
.
إعداد: فاطمة عمر الطاهر
صحفية وكاتبة سودانية
في ظل تدفق وانفجار المعلومات التي تُعنى بشؤون الأمن القومي، وفي ظل معطيات ومتغيِّرات أصبحت السمة العامة لتناول مثل هذه الأطروحات، تظل المساهمات التي يدفع بها المتخصصون في هذا المجال ترفد النشاط الحيوي لمتابعة أهم هذه القضايا.
الإرهاب، تلك الممارسة التي شغلت أذهان العديد من أجهزة الأمن وهو المصطلح الأكثر إثارة في العصر الحديث، وأكثر تداولاً في مجالات الإعلام والسياسة والثقافة والعلاقات الدولية والذي قنن له الغرب وأنشأ العديد من المؤسسات من أجل مكافحة هذه الظاهرة.
(الاستراتيجية الأمنية ومكافحة الإرهاب في السودان) تلك الإصدارة التي دفع بها الأستاذ كمال ميرغني محمد أحمد ورفد بها المكتب السودانية.
تعتبر من أهم المساهمات التي تناولت استراتيجيات الدولة لمحاربة هذه الظاهرة القديمة الحديثة على السودان والدول العربية والأفريقية.
السودان والإرهاب
وتأتي أهمية هذه الإصدارة لتناولها مفهوم الأمن القومي وأبعاده والإرهاب الذي أسهم فيه العالم الغربي ووظّف له العديد من النشاطات الاتصالية وفتح منافذ الفضائيات الواسعة وأسس له منابر.
؛؛؛
الكاتب سرد نشاطات أندرجت تحت بند مسمى الإرهاب في الداخل والخارج، والقارئ لهذه المساهمة يدرك أهمية هذا الكتاب من خلال الشواهد التي تؤسس لذلك
؛؛؛
تهدف إلى محاربة هذه الظاهرة، والسودان الذي يمثِّل العمق العربي والأفريقي وموقعه الاستراتيجي أيضاً يلعب دوراً مهماً في هذا النشاط، وقد استهدف في العديد من مواقعه ومساندته للعديد من الحركات الإسلامية والتي تحمل تبعاتها وصنفت ضمن الدول التي ترعى الإرهاب.
الكاتب سرد العديد من النشاطات التي أدرجت بند مسمى الإرهاب في الداخل والخارج، والقارئ لهذه المساهمة يدرك أهمية هذا الكتاب من خلال العديد من الشواهد التي تؤسس لذلك.
ولا ينفي الكاتب أو يمحو الذاكرة التي استشهد بها على الخروقات التي تمت داخل الأراضي السودانية بحجة القضاء على الإرهاب.
إن الكتاب يعتبر إضافة للعديد من المساهمات الجارية في استيعاب ذلك الواقع، فالغرب يسعى بكل ما أوتي من قوة وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية للسيطرة على العالم بحجة العولمة.
تلك الظاهرة القديمة والحديثة التي تعني مفرداتها السيطرة الكاملة على العالم بعد زوال منظومة الدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي، كما عدّد الكاتب الآثار السالبة على المنشآت الاقتصادية والاجتماعية والآثار المترتبة على منظومة الإرهاب.
مهددات الأمن القومي
الكتاب تناول بصورة مختصرة مهددات الأمني السوداني، ومن وجهة نظر الكاتب الذي يرى أن موقع السودان المميّز في المحيط العربي والأفريقي ومساحته الشاسعة.
؛؛؛
موقع السودان المميّز في المحيط العربي والأفريقي ومساحته الشاسعة وموارده الضخمة وبنياته الاقتصادية من بترول وكهرباء كلّ هذا يجعل السودان بلداً مستهدفاً خارجياً وداخلياً
؛؛؛
وهو دولة لها تاريخها بالإضافة، إلى مواردها الطبيعية الضخمة من أرض ومياه ومناخات متعددة وبنيات اقتصادية من بترول وكهرباء كلّ هذا يجعل السودان بلداً مستهدفاً خارجياً وداخلياً.
ويرى الكاتب أن عدم استيعاب سياسات العولمة والاتفاقيات التجارية الدولية يعتبر أكبر مهدد للاقتصاد، خاصة أنها ترتبط بشكل واضح بالخارج، ويرى المعالجة بضرورة وضع خطط واستراتيجيات للحد من التخريب الاقتصادي والفساد بالإضافة لاستشراء عمليات التهريب لمنتجات السودان عبر الحدود.
التخطيط الاستراتيجي للأمن القومي
يحتل السودان في وسط وشرق أفريقيا موقعاً مميزاً وسط هذه القارة السمراء، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي بالوطن العربي.
وذلك لأنه يحتل شريطاً طويلاً من ساحل البحر الأحمر، هذا الموقع جعل السودان جزءاً من القرن الأفريقي وهو أهم مراكز الصراع الدولي. هذا الموقع المميز جعل السودان مستهدفاً في أمنه القومي، لذلك حاول الكاتب وباختصار طرح عدة استراتيجيات لحماية الأمن القومي للبلاد.
؛؛؛
المؤلف عدّد ضروريات الاهتمام بمهددات الأمن القومي السياسية وأوضاع القوات المسلحة، من حيث العدد والتسليح ومستوى الكفاءة والقوة العسكرية في ظل التهديدات الإقليمية والدولية
؛؛؛وعليه أشار إلى ضرورة وضع خطط طويلة المدى في حماية الأمن القومي للسودان، مستعرضاً أهمية وضع استراتيجية أمنية تتيح للدولة امتلاك مستوى متفوق من القوة الكافية للدفاع عن مصالح السودان داخلياً وخارجياً.
وعدّد المؤلف ضروريات الاهتمام بمهددات الأمن القومي السياسية والاجتماعية والتقنية، والإعلامية والعسكرية والأوضاع الجيوستراتيجية، أوضاع القوات المسلحة، من حيث العدد والتسليح ومستوى الكفاءة والقوة العسكرية في ظل التهديدات الإقليمية والدولية.
والمعلومات الضرورية التي ركّز عليها المؤلف لهذا الكتاب أوضاع الجودة الشاملة لخدمات الشرطة في السودان والدفاع المدني حتى تكون مواكبة للاستراتيجية الوطنية.
علاقات الجوار
اهتم الكاتب في تحليله للوضع الأمني للسودان بعلاقة السودان مع دول الجوار، خاصة مصر والتي على مرّ التاريخ تعتبر السودان عمقها الأمني.
؛؛؛
الكاتب اهتم بعلاقة السودان مع دول الجوار، خاصة مصر والتي على مرّ التاريخ تعتبر السودان عمقها الأمني، وذلك لما تربطه بالسودان من علائق وطيدة
؛؛؛
وذلك لما تربطه بالسودان من علائق وطيدة خاصة الأمنيه منها، وكيف أن ظاهرة الإرهاب أثرت خلال العقد الأخير من هذا القرن، وأصبحت مهدداً للعديد من النشاطات الإنسانية المختلفة.
ويرى المؤلف أن دولة مصر لعبت في عهدها السابق دوراً كبيراً في الحملة الدولية الرامية إلى إدانة السودان بالإرهاب، ومن ثم التضييق عليه دبلوماسياً واقتصادياً، وقد أسهم كل ذلك في التدهور الذي شهده السودان في عهد حكومة الإنقاذ.
ثم يشير ميرغني إلى أنه وعلى الرغم من أن القاهرة تأوى الجماعات المعارضة للحكومات التي تعاقبت السودان وتدعمها، إلا أن الحكومات السودانية لم تقدم على معاملة القاهرة بالمثل إلا في عهد حكومة الإنقاذ.
الأمر الذي أثار جنون القاهرة فعمدت على إطلاق اتهامات للسودان بإيواء الإرهابيين وحرّضت الولايات المتحدة لإتخاذ إجراءات ضده في هذا الصدد.
إجهاض عمليات السلام
ويضيف الكاتب أن السودان ظل يتعرض للارهاب المعنوي من جانب الولايات المتحدة الأميركية التي فرضت عليه أنواع الحصار كافة.
وضربت عليه العزلة، وبسعيها المتواصل وملاحقة جهود مبادرات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في العواصم العالمية بهدف نسف تلك الجهود وأجهاض تلك المبادرات.
كما عملت أيضاً على دعم الدول المجاورة للسودان وقدمت دعومات لأثيوبيا ويوغندا وأريتريا ويوغندا لمحاربته ودعم الحركات المتمردة.
ولم تتوقف الولايات المتحدة عند هذا الحد بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بفرض الضغوط السياسية وتهديد وحدة السودان من خلال تدخلاتها التي أدت إلى إفشال كل محاولات الوساطة لتسوية مشكلة جنوب السودان.
؛؛؛
الصراع مع إسرائيل ليس نزهة كما وصفه الكاتب لأنها دولة تصفيات واغتيالات واختطافات واسعة النطاق تحت مزاعم حماية أمنها، وتحميها الولايات المتحدة الأميركية
؛؛؛الاستهداف الإسرائيلي
ظلت إسرائيل تستهدف السودان في كل المنابر الدولية والإقليمية خاصة في عهد حكومة الإنقاذ.
وهدفت الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه السودان إلى إسقاط النظام الحاكم وتفتيته إلى دويلات، لذلك عملت على توسيع دائرة الهجوم عليه واتهامه بالإرهاب، بالإضافة إلى تحريض دول الجوار ضده.
والصراع مع إسرائيل ليس نزهة كما وصفه الكاتب لأن إسرائيل دولة تصفيات واغتيالات واختطافات واسعة النطاق تحت مزاعم حماية أمن إسرائيل.
وهي محمية من قبل الولايات المتحدة الأميركية وتحت شعارات مختلفة طالت عملياته حتى السودان، عملية العدوان على مدينة بورتسودان تأتي في إطار الاستراتيجية الإسرائيلية للقضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وحجب كل مصادر التمويل والتموين لهما.
محمدالحسن الطيب
27-03-2013, 03:35 AM
( مفهوم ) فى مفهوم الأمن القومى الســــــــــــــــــودانى (الثابت والمتغير)
بقلم لواء ركن (م) عادل مصطفي محمد باشري
موجه سابق باكاديمية نميري العسكرية العليا
ملحق عسكري سابق
(مفهوم) فى مفهوم الأمن القومى السودانى مقال استراتيجى يفتى فى تطور هذا المفهوم وتأقلمه وتبدلاته مع المتغيرات الجارية. فعندما نتحدث عن (مفهوم الأمن القومى السودانى) اول ما نلاحظه ان هذا المفهوم يتكيف مع الظروف و المتغيرات بل و يتعدل و يتبدل كلما اقتضت الضرورة و الحاجة ذلك. فى البيئة الدولية و الأقليمية المحلية فى كل العالم هنالك متغيرات متسارعة تشمل تلك المتغيرات الدول الغربية و دول الأتحاد الأوروبى والدول العربية بشكل واضح ادت الى قلب المفاهيم الأمنية راسا على عقب. و هذا يعنى انه عند الحديث عن (مفهوم) فى مفهوم الأمن القومى فهذا يعنى انه لابد لهذا المفهوم اى(مفهوم الأمن القومى) ان يتكيف سريعا مع الظروف و المتغيرات المتسارعة و ان يصبح تماما ( كالحرباء) يتلون مع كافة المتغيرات بحيث يتم تعديله كلما اقتضت حاجة و ضرورة المواقف الماثلة فالفقه السياسى قد لا يفتى فى مسائل ومفاهيم الأمن القومى علما بان الفقه الأمنى للدولة يفتى فى السياسة وهذا التعديل المطلوب كلما اقتضت الحاجة قد يفضى الى ظهور مفهومين للأمن القومى السودانى او للأمن القومى لأى دولة وهما :-
1- المفهوم الثابت :
ويعنى هذا ان السودان لا زال جزء لا يتجزأ من المنظومة الشرقية عسكريا رغم التغييرات و التبدلات التى طرأت على هذه المنظومة و عبر مراحل تطور الدولة السودانية اعتمدت عليها جزئيا او كليا خاصة ( روسيا و الصين) ، صحيح هنالك اتفاقيات لكن ليس هنالك اتفاق تعاون استراتيجى بالمعنى العسكرى المفهوم،. فالسودان دولة مركزية و محورية فى القارة الأفريقية ذات موقع جغرافى يربط بين أفريقيا العربية و افريقيا الأفريقية ، و العلاقات الأقتصادية مع دول الجوار الأفريقى ليست سهلة لأن هناك تدخلات غربية و هذه التدخلات لا يمكن ايقافها الا( بالمصالح )و دول الجوار الأفريقى بما فيها دولة الجنوب تراعى مصالحها الأقتصادية و الأمنية و السياسية. ان التعاون الأستراتيجى شبيه بالحليف الأستراتيجى يحتاج الى مفاهيم جديدة داخل المفهوم المعلوم للأمن القومى ، ففى المفاهيم الثابتة ينطلق كل المجتمع من(امن السودان) ليكون الهدف الأسمى الذى يجب ان تدور فى فلكه و لخدمة الأهداف الأخرى ، ففى مسألة الجنوب و المفاوضات يعمل على تسخير اى عمليات تفاوض بمختلف مساراتها لهذا الغرض الأمنى ، ويكون الخط الأستراتيجى لأى تفاوض قادم مع دولة الجنوب حول القضايا العالقة ، لا بد ان يسبقه اكتشاف للمفهوم الجنوبى عن طبيعة السلام، و الثقة المتبادلة و الأبتعاد عن التصعيد و التصعيد المضاد.
2- المفهوم المتغير:
هذا التغيير و التعديل و التبدل مصدره نشوء التطورات الأجتماعية و الجغرافية والسياسية فى الدولة و تغيير الميزان العسكرى و اتجاه التهديد الأستراتيجى. فالدولة التى كانت واحدة اصبحت دولتان و تغيرت الخارطة الجغرافية و الوضع الجيوسياسى وهنالك سعى و اتجاه يمضى بقوة نحو تغيير ميزان القوى العسكرى لدولة الجنوب و ان يفك الرئيس الأمريكى حظر السلاح عن جنوب السودان و يبقى العقوبات على السودان فهذا يعنى ان الأحتمال فى تغيير موازين القوى وارد و متاح لدولة الجنوب الناشئة فى مجالها الحيوى ، مما يتيح لها الأضطلاع بمسؤوليات تفوق حجم الدولة و بدعم خارجى فالمواقف الدولية عامة تجاه قضايانا الداخلية تتأثر بالمواقف الأمريكية و الأسرائيلية لأن هنالك استراتيجية تنفذهاهاتان الدولتان .كما ان فك حظر السلاح للسيطرة على الحروب القبلية و التمرد على الحكومة فى الجنوب ليس فيه من المنطق شىء ، لأن افشاء ثقافة عدم الأحتراب و التصالح القبلى هو المنطق السليم. ايضا التغيير و التبديل قد يكون من المتطلبات الأمنية و السياسية المرحلية المترافقة مع المتغيرات المحلية والأقليمية و الدولية الجارية الآن فى معظم خارطة الدول العربية و المتوقع ان تجرى ايضا فى خارطة الدول الأفريقية مما ينتج عنه ان المتطلبات الأمنية و السياسية للمرحلة القادمة تتغير و تتبدل . فدولة جنوب السودان المنفصلة حديثا اصبحت مهدد امنى و بحدود طويلة تمتد من ام دافوق غربا و حتى الحدود الأثيوبية شرقا. واذا كانت الولايات المتحدة تدافع عن امنها القومى خارج مجالها الجغرافى الحيوى فكيف لنا ان لا ندافع عن امننا القومى من داخل مجالنا الجغرافى.ان الربيع العربى ادى الى تغييرات عميقة فى الأنظمة الحاكمة و هنالك ازمة مالية متربصة بالعالم تستفز الأمن الأقتصادى لمعظم الدول و تحتاج الى متغيرات فى مفاهيمه. ان المفهوم الجديد يحتوى التهديد الأمريكى والأسرائيلى فى دولة جنوب السودان و يقبل التعامل مع الجنوب كدولة صديقة ، و دولة عدو و مهدد امنى فى نفس الوقت فهو مفهوم يجمع بين المتناقضات . ان الأمن القومى السودانى قد يواجه مجموعة مشكلات اساسية مع دولة جنوب السودان، بعضها متأصل يصعب ايجاد الحلول له ( كالعداء الجنوبى للعرب و المسلمين و الحقد و الكراهية التى يغذيها بعض الساسة فى دولة الجنوب) فطرح باقان اموم لفكرة( ابيى مقابل النفط) شبيه بالطرح الأسرائيلى ( الأرض مقابل السلام) فالتنازلات لا تقدم و لا تؤدى لسلام حقيقى اذا لم يضمنها الأمن و لو قدمت لكانت قدمت لأسرائيل فالمشكلات هذه تحتاج الى ردود و حلول :-
الرد السياسى :
يستند الى فكرة التوازن فى مسيرة بناء القوة العسكرية ووضع اتفاقية السلام. و السودان ملزم بتنفيذ سياسة امنية تجمع بين مسارين اولهما الأعداد لمواجهة حربية محتملة لا ترغب فيها الدولة لكن المؤشرات تقول انها محتملة و ممكنة الحدوث وثانيهما تنفيذ سياسة سلمية ترغب فيها الدولة مع الجنوب لكنها لم تتحقق بصورة كاملة ، فهناك بعض الصعوبات تعترض المسيرة السلمية ،كما ان الثقة غير متوفرة و الجنوبيون يتشككون فى كل صغيرة و كبيرة ، وهذه السياسة السلمية تتطلب بناء و بقاءالقوات المسلحة قوية جدا.
الرد الأعلامى الأقتصادى :
ان وجود السودان اصل الدولة المنفصلة ذو التجربة الأعلامية الأقتصادية الضخمة كدولة قديمة و ليست ناشئة يعزز مكانة دولة جنوب السودان فى الأعلام و الأقتصاد و يؤدى لأزدهار دولة الجنوب اعلاميا و اقتصاديا و اجتماعيا و تنتشلها من البعد الأعلامى النفسى الى البعد الأعلامى الواقعى و بالتالى يمكن انتاج مشاريع مشتركة ضمن هذا الأطار متى ما توفرت الثقة المفقودة بين الطرفين ومتى ما رغبت دولة جنوب السودان فى الأتجاه غير المعاكس .
رد الهاجس الأمنى:
يتمثل فى احتواء جنوب السودان (للجبهة الثورية ) الحركات المسلحة الدارفورية وقطاع الشمال التابع للحركة الشعبية وكل ذلك يمكن تجاوزه امنيا حتى وان بقيت تلك الحركات فى جنوب السودان ككروت ضغط تستخدمها دولة الجنوب ضد السودان ، رغم ان تلك الحركات قد لا تبقى طويلا بما فيها قطاع الشمال تحت عباءة الجنوب . ويكون رد الهاجس الأمنى بما يلى:-
1- الأحتفاظ بخط امنى وهمى يمر من امام حدود 1956م و داخل حدود دولة الجنوب باعتبار ان التهديد يأتى من الجنوب و ليس من الشمال .
2- اقامة ترتيبات امنية جديدة وواسعة مع دولة جنوب السودان تستوعب بداخلها كل التطورات و المستجدات التى حدثت بعد الأنفصال و قيام دولة الجنوب ، فالترتيبات الأمنية تتبدل و تتغير وفق التطورات اللاحقة و سياسة دولة الجنوب تجاه جيرانها.
3- تأمين انذار استخباراتى لمراقبة عملية تطبيق الترتيبات الأمنية الجديدة ، والخاصة بالمرحلة الحالية و المهددات الآنية .
4- وضع فى الأعتبار ان الصراع مع دولة الجنوب سيكون صراعا مستمرا حول قضايا تعارض المصالح و خلافات الحدود و النفط وربما المياه مستقبلا الا اذا توفرت الثقة بين الدولتين ، و اصبح منطق الحوار مقبولا فمجموع الخمسة مليار متر مكعب من المياه على سبيل المثال و التى تضيع هدرا فى مناطق المستنقعات بالجنوب ، يمكن ان تشكل جزءا كبيرا من نصيب الجنوب فى قسمة المياه للدولتين مستقبلا.
5- المكاسب العسكرية وحدها فى اى حرب لن تحقق الهدف و الأمر يتطلب اصرار و اتفاق الدولتين على عدم العودة للحرب .
6- ان يتم التذكير دائما بمبدأ نقل الهجوم الى الأرض المقابلة كوسيلة اضطرارية لأبعاد الخطر وتوسيع العمق .
بانفصال الجنوب و تصديره للمهددات الأمنية للسودان يصبح الهدف الأستراتيجى فى الأتجاه الأستراتيجى الجنوبى هو تأمين و تثبيت الحدود الآمنة الطويلة و تطويرها بما يتوافق مع حدة المهددات الأمنية.
لابد من تحصين الداخل السوداني من مخاطر السلام مع دولة الجنوب علي الجيل الجديد و الأجيال القادمة
الأفتراضات التى يمكن ان يقوم عليها الأمن القومى السودانى:
هى مجموعة افتراضات على اساسها يدرس و يعمل و يخطط و يشن الحروب اذا دعت الضرورةالأمنية لذلك :
أ- فالوجود الأسرائيلى فى الجنوب و سياسةالعمل على استراتيجية تفتيت وتجزئة السودان لعدة كيانات و فصل الجنوب يفتح الشهية للعمل من اجل فصل دارفور و فصل اقاليم اخرى ،فاسرائيل كانت نشطة فى دارفور و ما يهم ان التجزئة يعمل عليها عدو يوجد الآن فى دولة جنوب السودان.
ب – السودان يواجه تهديدا فى الأستراتيجية الأمريكية المخططة لأفريقيا و التى تعتبر ان دارفور هى حجر الزاوية فى نظام امنى اقليمى فى غرب افريقيا ، من اجل نفط افريقيا ومحاربة الأرهاب و هذا التهديد هو تهديد مستمر معضد باللاعب لأسرائيلى و ميزان القوى العسكرى بين السودان و دولة جنوب السودان مرشحا لعدم التكافؤ الآنى حالة وقوف الولايات المتحدة و اسرائيل فى اى نزاع حتى لو كان هذا الوقوف سياسيا و اعلاميا ومعنويا ، ولهذا يكون مطلوب دائما من السودان قلب سياسة التفتيت والتجزئة . لقد وضح ان الأستراتيجية الأمريكية ازاء العديد من الدول هددت بتمزيق نسيج المجتمع الدولى و المشاركةالسياسية فهى استراتيجية خاطئة سياسيا و ضارة ديبلوماسيا وهى توفر العداء و المقاومة لها و ستصل حتما بامريكا الى عالم اكثر عدوانية و انقساما . ان اى تفوق فى التسليح العسكرى و التكنولوجى يزداد بمقدار بقاء ( الجبهة الداخلية ) غير موحدة او غير وطنية . لقد هدف مشروع فصل دولة جنوب السودان الى اقامة دولة مسيحية لتكون قوة اقليمية تفصل بين الشمال ذو الهوية العربية الأفريقية االأسلامية و الجنوب ذو الهوية الأفريقية الزنجية المسيحية و لخدمة هذا الهدف وضعت الوسائل و الطرق و التوجيهات اللازمة لتنفيذها .
بعد ان نجح الجنوب بالتعاون مع الأطراف الدولية فى اقامة الدولة الجنوبية ،بدأت تظهر ملامح و مفاهيم المنظور الأمنى الجنوبى و بدأت ترسم خطواته و تحدد ابعاده و أسسه و اهدافه بحيث يتعدل حسب الحروب او السبل السياسية السلمية ،الأمن الآن يعبر عن حقيقة و جوهر الصراع بين السودان العربى الأفريقى المسلم و الجنوب الزنجى المسيحى ، وهو مرشح ليكون صراع مصيرى طويل يحتاج لزمن للحسم النهائى عسكريا او ديبلوماسيا. ان اىمفاوضات فى قضايا مع الجنوب يقوم فيها مستشارامريكى و اسرائيلى مفاوض فى الخفاء ومن خلف الستار بعرض ارائه و مقترحاته على المفاوض الجنوبى مما يسبب التبدلات و التغيرات فى مواقف الجنوب ، لأنها مرهونة باجندة خارجية . ان على السودان ان يحقق الأجماع الوطنى على القرارات العسكرية و السياسية و الأمنية المتعلقة بقضايا الوطن و الحرب و السلام كما عليه ان يكون قادرا على الصمود فى وجه اشكال جديدة من الحرب غيرالتقليدية، يمكن ان يفرضها التواجد الأسرائيلى فى دولة جنوب السودان ، كما عليه ان يكون قادرا على القيام بعمايات عسكرية خاصة ذات اهداف ومهام امنية متنوعة و فى مناطق اخرىمؤثرة دفاعا عن مجاله الحيوى .
لقد وضح ان فى اوساط الجنوبيين اغلبية تعتقد ان السلام مع السودان حيوى بالنسبة لدولة جنوب السودان وهؤلاء نسبتهم تفوق 60% وهذه الأغلبية يمكن ان تكون مجال خصب لحراك السلام داخل دولة الجنوب و الفهم الحقيقى لطبيعة السلام .فى نفس الوقت دولة جنوب السودان لن تستطيع الأعتماد كليا على القوى الخارجية للحفاظ على وجودها كما تفعل اسرائيل فى محيطها لذلك عليها بناء امنها على اساس قدراتها الذاتية ما امكن ذلك . ان من اهم النتائج التى قادت الى الأفتراضات السابقة فى المنظور الأمنى السودانى هى التركيز المستمر على دور القوات المسلحة و القوى الأمنية فى تحديد متطلبات الأمن القومى السودانى و تحدياته واعطاء الأهمية لأمن الحدود الجنوبية كجانب ملموس للأمن والأمن الجيوسياسى .
لقد وضح ان الجنوب يميل فى اىمفاوضات الى الشروط التعجيزية و المماطلة و كسب الوقت والأستفزاز و عدم الرغبة فى تقديم اى تنازلات مباشرة ( وهو اسلوب اسرائيلى فى التفاوض) فالمفاوض يزرع فكرة انه قادر على معاقبة السودان فى كل مواجهة اقتصادية ام سياسية ام نفطية الخ.... و الخطورة فى ان ينقل هذا الأسلوب الأسرائيلى فى التفاوض فى المفاوضات ليشمل كل القضايا العالقة، لا بد من طرح المفهوم الجيوبلوتيكى لمسألة الحدود فى بعض المناطق مع الجنوب وربط ذلك بحدود المديريات الجنوبية عند الأستقلال عام 1956 و ربط كل ذلك بالأمن السياسى و توسيع المصلحة الأستراتيجية السودانية لتشمل مجالات جغرافية اخرى لها تأثيرها على امن دولة الجنوب ،كماان تركيز المفاهيم الأمنية على مسألة الحفاظ على الهوية الوطنية السودانية للدولةو زيادة الضغوط و الحرب النفسية تبدو مؤثرة .كماان طموحات دولة جنوب السودان فى اقامة دولة كوش كما هومذكورفى النشيد الوطنى و طموحات قطاع الشمال ذراع الحركة الشعبية فى الجنوب فى الأنطلاق من الحدود الجنوبية لأقامة مشروع لسودان الجديد يجعل تثبيت الحدود التاريخية الآمنة و الموروثة فى عام 1956 ضرورة حتمية. يرتبط مبدأ الحدود الآمنة من حيث الجوهر بالأدراك لصعوبة الدفاع عن الحدود الطويلة لكن تطور الأسلحة يبطل بطلان هذا الأعتقاد.
مراحل تطور مفهوم الأمن السودانى:
ان التجمعات العسكرية المناوئة فى منطقة الحدود و المتجمعة تحت لواء (الجبهة الثورية ) و التى تتدرب على ارض الجنوب لشن عمليات داخل حدود السودان ، متى ما شكلت تهديدا لأمن السودان فان ذلك يستدعى توسيع رقعة الأرض و نقل الحدود الى الأمام للبحث عن حدود آمنة ،كماان البحث عن الحدود الآمنة متى ما شكلت هذه المجموعات المسلحة تهديدا كبيرا يصبح امرا لا مفر منه . كما ان المفاهيم الأمنية لا بد من ان ترتكز الى دعائم حقيقية ، وليس مبادىء تستخدم للتضليل السياسى و الأعلامى و النفسى و تمويه النوايا التوسعية و العدوانية ، حتى تتقبل المفهوم الجديد الناتج عن المتغيرات و التبدلات . كيف نضمن حدود السودان مع دولة الجنوب وكيف نخلق فى اتفاقية السلام توازن استراتيجى جديد بين دولتين نشأت احداهما و خرجت من رحم الدولة الأخرى. كماان اىحرب قادمة لن تكون على شاكلة الحروب السابقة و لا بد من تحصين الداخل السودانى من مخاطر السلام مع دولة الجنوب على الجيل الجديد و الأجيال القادمة ، فكلما قوى السودان و ازداد قوة كلما اقتنع الجنوب باتفاقية السلام دون الحاجة الى حروب فالتنازلات لا تؤدى الى سلام حقيقى اذا لم يضمنها الأمن فى كل مراحل تطوره كما ان السعى دائما الى تحديث الوسائل التى تتعلق بالمقومات لبناء الأمن و بخاصة تطوير مجال المعلومات و التقانات المتعلقة بالنظم الفضائية ،بالأضافة الى التركيز على الديبلوماسية و الدعائية و فن الحكم و اعتبار الأمن قضية مجتمعية بحق ، والقوة العسكرية والقوى الأمنية احد عناصرها الخلاقة . ان عدم حسم القضايا العالقة قد يؤدى الى نزاع فى المستقبل بين الأسلام و المسيحية واذا ما تحقق ذلك فان التنبؤات الخاصة بالمستقبل متشائمة للغاية ، وان اتفاقية السلام لنتغير الأتجاهات و القناعات الموجودةبالمنطقة حتى لو توجت بالنجاح. كما ان اى تطوير لأتفاقية السلام الموقعة مع الجنوب لا بد ان تشمل مستقبل كل الحركات المسلحة و مستقبل الجبهة الثورية و قطاع الشمال فى مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق .
بالتطور فى مفهوم الأمن ودخول المفهوم الأمنى الجديد اصبح السودان ملزما بتنفيذ سياسة امنية تجمع بين مسارين متناقضين بعد انفصال الجنوب و اتجاهه نحو صنع التوترات ومنع الأستقرار كما حدث مؤخرا و المسارين المتناقضين هما:-
1- الأعداد لمواجهة عسكرية محتملة لا ترغب فيها الدولة و لكنها ممكنة الحدوث .
2- تنفيذ سياسة سلمية رغبت و ترغب فيها الدولة لكنها لم تتحق بصورة كاملة بعد ، ومثل هذه السياسة تتطلب بقاء الجيش السودانى قويا جدا حتى يمكن اللعب على المسارين المتناقضين .
ان وجود دولة جديدة لم تنشأ من فراغ بل خرجت من رحم السودان كان من المفترض ان يعزز مكانة الدولتين ويؤدى لأزدهارهما اقتصاديا و اجتماعيا لحاجة كل منهما للأخرى و رغم ان الأتفاقية جاءت بالسلام ، الا ان الترتيبات الأمنية بالأتفاقية فات عليها الكثير من متطلبات المفاهيم الأمنية المتغيرة و الثابتة وتطور المفهوم الأمنى و دخول مفهوم جديد على سبيل المثال :-
1- لم تحتفظ بخط امنى على حدود 1956 وهى الحدود المعروفة و الفاصلة بين شمال و جنوب السودان و بالتالى تأمين انذار استخباراتى لمراقبة عملية تطبيق الترتيبات الأمنية و زيادة العمق الأستراتيجى عن طريق تأمين عمق انذارى.
2 – فى نظرية الأمن السودانى قد تكون هنالك حاجة الى نقل الهجوم الى ارض الخصم كوسيلة اضطرارية لآبعاد الخطر و توسيع العمق الأستراتيجى.
المخاطر التى تواجه الأمن السودانى:
يرى الأستراتيجيون السودانيون ان الأمن السودانى لا زال يواجه خطرين رئيسيين الأول يتمثل فى المخاطر الخارجية الآنية وكمايلى:-
التهديد الأسرائيلى و الأمريكى من خلال دولة الجنوب .
تهديد دولة الجنوب و احتمال قيامها و بمساعدة دول اخرى بشن حرب ذات اهداف محددة من اجل تحقيق اهداف و اجندة غربية ، او خلق ظروف تمكن من تحقيق اهداف سياسية لدولة الجنوب و بعض الدول الأخرى او لتغيير النظام الحاكم .
احتمال حدوث تغييرات سياسية مفاجئة فى الدول الأفريقية المجاورة للسودان بشكل يعرض امن السودان للخطر ، وفى سبيل هذه المخاطر تكون الردود كمايلى :
أ- ان يتبنى السودان قوة عسكرية قادرة على صد اى هجوم مفاجىء قادرة على نقل الحرب اى ارض الخصم.
ب – ان يكون قادراعلى احتواء تداعيات قيام اى حرب و انتهاز الحركات المسلحة لهذه الحرب و القيام بتنفيذ عمليات فى مناطق اخرى كدارفور و حتى فى العمق .
ج – سد واغلاق الثغرات القائمة فى بنية الدفاع خاصة الثغرات التى يمكن ان تتسرب منها مجموعات التخريب و القيام بانشطة اخرى.
د- القيادة العسكرية والأمنية تغلق الباب امام المخاطر الأمنية ، فى الوقت الذى يجب فيه على القيادة السياسية فتح الباب امام احتمالات السلام مع دولة الجنوب ( ناس قافلين وناس فاتحين).
المخاطر الداخلية:
1- وهى تتعلق بدولة جنوب السودان و خطرتسرب السكان الى داخل السودان و تحولهم الى قوة لدعم المعارضة و احداث الفوضى و عدم الأستقرار .
2- الوجود الأجنبى و شبكات العملاء و الجواسيس من الدول الجاورة .
3- العمل على تكييف الحدود بحيث تصبح آمنة ومرنة يمكن الدفاع عنها و الصمود فيها لمدة طويلة وتعويض خسائر اى اراضى حدودية بعمليات فى العمق .
4- مواجهة الأحتمالات المختلفة المترتبة على قيام الحرب مع احتمال الأنسحاب من اراضى تطالب بها دولة الجنوب و العودة لأحتلالها مرة اخرى.
5- التحسب لأسوأ الأحتمالات المتمثلة فى نشوب الحرب بمبادرة من(الجبهة الثورية )او مجموعات متفلتة من الجيش الشعبى يمكن ان تفاجىء السودان .
6- احتمال الأضطرار لأدارة عمليات دفاعية بحتة داخل اراضى السودان اما بسبب تأخر اجهزة المخابرات فى اكتشاف النوايا الهجومية لدولة الجنوب او بسبب عمليات خداع سياسية من بعض قادة الجنوب ذوى الميول السلمية او لخداع استراتيجى تقوم بها دول اخرى كأمريكا واسرائيل.
7- التصدى لأى عمليات ارهابية تقوم بها الحركات المسلحة او الجبهة الثورية مع توجيه ضربات انتقامية داخل عمق الدولة المعتدية التى ترعى الحركات المسلحة.
8- القدرة على الأحتفاظ و التمسك بالأراضى داخل حدود الدولة المعتدبة لأى مفاوضات سلام قادمة.
9- التوقع و الصمود فى وجه اى اشكال اخرى من الحرب يمكن ان تفرضها دولة الجنوب و الحركات المسلحة التى ترعاها ، مع القدرة على القيام بعمليات عسكلرية و امنية خاصة ذات اهداف و مهام امنية متنوعة دفاعا عن المجال الحيوى.
10- حماية المؤخرة داخل السودان من اى عمليات عسكرية معادية.
11- تحقيق الأجماع الوطنى على القرارات السياسية و العسكرية و الأمنية المتعلقة بقضايا الحرب و السلام وارهاب الحركات المسلحة و القضايا العالقة.
12- اعطاء الفرصة لأتباع اساليب الرد المتدرج على التهديدات المحتمل ان تواجه السودان من دولة الجنوب.
13- اجراء دمج و تبادل منطقى بين برامج البحث و التطوير فى القطاعين المدنى و العسكرى لأن الحرب بين الدولتين تشن بكل مقومات الدولة المختلفة.
14- تعدد الخيارات للقيادة السياسية تمكنها من تبنى الدفاع و المبادرة بالحرب تحت ذرائع مواجهة الحركات المسلحة بالجنوب مع بقاء المرونة لأى مفاوضات قادمة.
15- توفير احتياطات كبيرة من الأسلحة و الذخائر لمواجهة حرب قد تكون طويلة الأمد بتوقع الدعم العسكرى اليوغندى ، الأمريكى والأسرائيلى لدولةالجنوب.
البدائل الأمنية المتاحة:
النظرية الهجومية البحتة
قد لا نكون نملك الأمكانيات و القدرات التى تمكن من تنفيذ جميع المهام الأمنية فى وقت واحد بنجاح كامل. فالأقدام على شن حرب وقائية و رادعة على طول خطوط الحدود يتطلب ايضاتغطية مناطق اخرى مما يتطلب جيش كبير و انتشار واسع و باهظ التكاليف . بالأضافة الى ان الحرب الوقائية ستثير امام السودان مشاكل و انتقادات دولية قد لا تكون لها نتائج سياسية وقد تكون. علما بان هنالك احتمال لأزدياد حدة الأنقسام فى الجنوب داخل المجتمع خاصة مع الثوار و حاملى السلاح ضد حكومة الجنوب و القبائل المتصارعة و الجماعات المؤيدة للسلام بين السودان و الجنوب من جهة و المجموعات التى تدعو للحرب من جهة اخرى.
النظرية الدفاعية البحتة
انتشار القوات المسلحة الواسع فى مناطق عديدة من البلاد يرفع معدل التآكل فى الأفراد و الأسلحة و المعدات بشكل قد يصبح خطيرا مما يهدد باحتمال خسارة اى حرب مقبلة و الحرب يمكن حسمها بالتكنولوجيا الحديثة اذا توفرت وهى تحول دون اثارة الرأى العام مع الأجماع الوطنى فى الداخل لكن هنالك كلفة امنية مالية عالية قد لا تتوفر وعليه لمنع احتمال الخسارة تبقى التكنولوجيا العسكرية الحديثة عاملا هاما فى النصر.
عند الحديث عن المفهوم الأمنى اهم ما يجب ملاحظته ان هذا المفهوم يتكيف مع الظروف و المتغيرات و يتعدل كلما اقتضت الحاجة و الضرورة .
( ان الصراع مع الجنوب سيكون صراع حول قضية تعارض فى المصالح وخلاف علىالحدود و النفط و المياه وقضايا متعددة شائكة) .
كما ان اى حرب لا بد ان تكون خاطفة سريعة و انهاء الحرب فى وضع افضل عسكريا و سياسيا مما كان عليه فى بدايتها.
و التخطيط لأى حملة عسكرية لا بد ان يدرس الحقائق و العوامل السياسية و الدينية و القبلية و عمليات الثوار السائدة فى الجنوب حتى لا تتزايد المشاكل ذات الطابع الأمنى ويصبح القطاع المدنى فى عمق الأزمة. ومنع اى اتجاه لأعتبار اى تواجد سودانى فى الجنوب كسلطة محتلة حتى لاتزيد من حدة المشاكل الأجتماعية ، فالدولة المنفصلة يجمعنا معها تاريخ وثقافة و روابط اجتماعية قبل ان تنفصل و تبدأ فى تهديد السودان . لا نغفل دولا لا زالت قوة محلية كانت وما زالت مصدر ثقة الولايات المتحدة ، هذه الدول يمكن ان تنفذ الولايات المتحدة من خلالها اجندتها وهى دولة جنوب السودان ، كينيا ، يوغندا، اثيوبيا ، الكونغو و افريقيا الوسطى فوجود قوات امريكية لمطاردة جيش الرب اليوغندى لا تخرج عن التنسيق بين الولايات المتحدة و يوغندا لأهداف اخرى ليس هى محاربة جيش الرب.
ان التواجد الأمريكى العسكرى فى بعض دول االمحيط مؤكد كماان التواجد الأسرائيلى فى جنوب السودان لا لبس فيه ،كلا التواجدين يشكلان تهديدا حقيقيا للسودان لأنه فى اى نزاع قادم قد يرجح هذا التواجد كفة الجنوب معنويا و عسكريا و حتى سياسيا لأن لأمريكا و أسرائيل القوة العسكرية و السياسية و الأعلامية .
ان الخط الأستراتيجى للتفاوض فى القضايا العالقة الشائكة يقوم على الآتى:-
السعى الى اكتشاف المفهوم الجنوبى عن طبيعة السلام .
السعى الى جرالطرف الآخرالى تنازلات معقولة (لبناء الثقة) و توفير المصداقية.
اهمية التفاوض المباشر لأخراج الوسطاء و الأصدقاء الخ... من اطارالتفاوض لعدم حيادية هؤلاء وعدم حيادية حتى المنظمة الدولية.
لقد اصبح التخلى عن المبادىء و السلوكيات المعروفة فى العلاقات الدولية و القانون الدولى امرا غير ذى بال و عادى..
لقد هدف مشروع فصل جنوب السودان الى اقامة دولة جنوبية افريقية لتكون قوة اقليمية فاصلة لفصل السودان العربى المسلم و الجنوب الأفريقى المسيحى. وقد نجحت الحركة الشعبية بالتعاون مع اطراف دولية فى اقامة كيان دولة جنوب السودان التى بدأ ت تظهر فيها ملامح ومفاهيم التطور الأمنى الجنوبى وبدات ترسم خطواته و تحدد ابعاده و اسسه واهدافه وتعدل بحسب نتائج الضغوط و الحروب و الصراعات القبلية و السبل السياسية السلمية . الأمن الجنوبى فى مضمونه اصبح يعبر عن حقيقة و جوهر( الصراع العربى الأفريقى) و( والصراع العربى الأسرائيلى ) فى نفس الوقت وهو صراع على قضية تعارض فى المصالح و خلاف حول الحدود وخلاف فى الأقتصاد وهو صراع يحتاج الى الحسم بالطرق العسكرية الحربيــة و بالطرق السلمــية الديبلوماسيــة و السياســـية. (مفهوم ) فى مفهوم الأمن القومى السودانى يمكن ان يستوعب كل هذه المستجدات و المتغيرات ؟؟؟
محمدالحسن الطيب
27-03-2013, 04:36 AM
أجهزة التجسس
وعالم الجاسوسية مليء دائما بالأجهزة المتخصصة من أجل أداء المهمات الصعبة وكل شيء في العالم قد يستخدم ويدخل عالم التجسس وهذا بوجود العقل حيث حتى المسائل البسيطة والصغيرة وكما يقال الحاجة أم الاختراع . فهناك الكاميرات صغيرة الحجم لتصوير المستندات الهامة، والتي يمكن للجاسوس إخفاؤها في كعب حذائه، ثم هناك علبة السجائر التي استخدمها جاسوس "الكي جي بي" "نيكولاي خوخلوف" في أوائل الخمسينيات، والذي كان ينطلق من السجائر المزيفة التي بها رصاصات مسممة.
هناك أيضا الشمسية ذات الطرف المدبب المسموم، والتي استخدمت لقتل المنشق البلغاري "جيورجي ماركوف" في أثناء ركوبه أحد الأتوبيسات في لندن. ثم هناك الأجهزة الحديثة والتي يمكن شراؤها من الأماكن المتخصصة أو حتى من على الإنترنت مثل التليفون المحمول المجهز بجهاز تخليط يقوم بتغيير شفرات الاتصال 150 مرة في الثانية؛ مما يعطي للمتكلم الأمان التام من أجل نقل المعلومات الهامة دون الخوف من التنصت.
أو الجهاز الصغير الذي يخبرك بوجود متنصت لمكالماتك التليفونية أو الجهاز الذي يخبرك بمكان وجود أجهزة التنصت بمنزلك أو الساعة اليدوية المجهزة بكاميرا الفيديو أو الجهاز الصغير الذي يركب في لوحة المفاتيح الخاصة بكمبيوتر أحد الأشخاص، والذي يسجل الأصوات الصادرة في أثناء الكتابة على لوحة المفاتيح للتعرف على كل حرف يضغط عليه، وبالتالي يستطيع التعرف على ما يكتبه الشخص المتجسس عليه على جهازه الخاص!! وغيره وغيره. حيث يوجد انواع كثيرة من اجهزة التجسس وشائعة من هذه الاجهزة حيث يوجد قلم فيه كآمرة تسجل صور فوتوغراف وفيديو ويوجد منفضة للسيكار مثبت فيها كآمرة صغيرة وغير ذلك من الأجهزة لهذا الغرض
ومع طرافة وربما فائدة هذه الأجهزة بالنسبة لبعض الجواسيس، فإن عالم الجاسوسية في حقيقة الأمر قد أصبح أعقد وأكثر تقنية من مثل هذه الأجهزة بكثير.
ود الأصيل
27-03-2013, 09:58 PM
وكأن تواطأً ضمنياً نشأ بيني و بين سعادة اللواء أمن معاش/ محمد الحسن الطيب، فقلنا ما عاش اليزعلو يلا خلينا نتقاسم كعكة البلد نصفين في شكل ما يشبه لعلة الكديس والفأر، ممثلة بدوري المتواضع جداً في نشر نوع من التوعية بعالم تكتنفه الطلاسم والغموض هو عالم دنياالجريمة، في ظل دور سعادته المتعاظم كبحر بلا شطآن في بسط أذرع أمننا الشامل و زرع كبسولاته على نطاق واسع حول أرجاء عاصمتنا المسبعة و المنشرة بحجم قارة. عليه، ثم آثرنا أن نجلس القرفصاء متابعين بكل جوارحنا ورش عمل جاهزة حول مين شيتات يترتعد لها الفرائص من قبيل:أجهزة أمن قومي، جاسوسية، مخابرات، إرهاب وهلم جرا؛ ثم تركنا بقية الموضوعات الهامشية من مكافحة شغب و حراكات ربيع عربي لبقية القراء من متفرجين و منزوين بعيداً.
فلك التحية أخيسعادة اللواء؛ ونحن أحوج ما نكون لتتثقف أمنياً كي نعرف الكثير عن قانون ينظم حياتنا في كنف دولة تحرص على أرواحناالزاهقة و ممتلكاتنا (إن وجدت) .أجد نفسي متعطش كغيري للمعرفة بهذا الجانب وبحكم عملكم سلك العدالة الشائك ، فلعل ضالتي عندكم ، لذا سوف أمنحه استراحة من عناء البحث لأتابع بوست هوامشي هذا معك ولسان حالي يقول فيه لك وجدنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل. فما تركت هامشاً إلا وأوغلت فيه برفق و بغير رفق وأسهبت سبراً لاغوار كل شادرة وواردة، ورغم أن المادة علمية تميل للتخصص و لكن تربعك عليها كان درجة من التشويق بحيث دفع عنا رائحة خلوف الفم جراء طول السكوت فحقيقة اختيار جميل بدأت أشعر لأول مرة بأن حالفني حسن الاختيار
فحمداً لله أخي على سلامة العودة و الظهور مجدداً بعد توقف قصير.. تحيتي أزفها لك حارة و معبقة بالود و مضمخة بالتجلة والإعزاز وليت مشاغلكم تفسح متسعاً للتكرم برفددنا بالمزيد و تصحيح ما نكتب، فلا تدعنا نبرطع يمنة و يسرة في تخصصات قانونية بحتة و حالنا كمن يفتي و مالك في المدينة أو كمن يبيع الماء عذباً في حارة السقاة. و لكن طالما أن الأمر فيه رفق بقوارير المنتدى، فلا بأس بالمواصلة، مع خشية أن نطيل فيحدث الملل: و هذا دلو به قطرة مني:-
العقـــوبة: -
إن من أهم مقتضيات العدالة لبسط الأمن الشامل وجود نظم عقابية رادعة تطبقها السلطة على الجناة. و تشكل العقوبة الوسيلة التاريخية التي التزمت بها الأنسانية لكبح الجريمة و ردع الجناة. العقوبة تعني أيقاع ضرر مادي على من تثبت إدانته بارتكابه فعلاً إجرامياً، بحيث يتناسب ذاك الضرر مع جسامة الجرم، شريطة أن ينص على تجريمه نص قانوني نافذ, تجسيداً لمبدأ أن لا جريمة و لاعقوبة الا بموجب قانون نافذ وساري المفعول. تفرض العقوبة بيد سلطةٍ قضائية ٍذات اختصاصٍ وظيفيٍ ونفوذٍ لعملية الفرض وقدرة ٍ لموازنةٍ الأفعال و تقديرٍ العقوبة للمدان؛ بينما تتولى التطبيق سلطاتٌ تنفيذيةٌ مخولةٌ. تقع العقوبةُ على حرية الجاني أو جسده أو ذمته المالية، قصاصاً بقصد خلق حالة من الردع لديه و العبرة للغير. وتكون العقوبة شخصيةً لا تطال غير الفاعل (مبدأ:أن لا تزر وازرةٌ وزّر أخرى). الأجراءاتُ التحقيقيةُ التي يقوم بها رجال الأمن لكشف الجريمة لا تعد عقوباتٍ و إن نتج عنها ضررٌ حسيٌ أو معنويٌ يصيبُ المتهم جراء توقيفه و منعه من التمادي. دأبت الدول المتحضرة على منح من تثبت براءته و يفرج عنه حق مطالبة السلطات بتعويض مادي ومعنوي عما لحقه من ضرر و ما فاته من منفعة. يتساوي الجميع في نظر القانون فلا يفلت من العقوبة أحد بذريعة جاه أو أي انتماء طائفي أو مذهبي. غير أن للمحكمة أن تقوم بإعمال نظرية الظروف القضائية المخففة للفعل و كذلك الأعذار القانونيية والموضوعية عند فرض العقوبة.
والعقوبات على نوعين:-
إماعقوبة أصلية:كتعزير مادي يتم إيقاعه بالمدان(المحكوم)جسدياً أو يحجر ماله أو تغريمه؛ أو معنوي تُقيد به حريته أو يُحبس بدلاً عن استيفائه الغرامة وفق مدد بديلة يحددها القانون ؛
أوعقوبة تبعية: تلحق بالمحكوم عليه بموجب القانون دون حاجة للإشارة إليها ضمن قرار ومنطوق الحكم الصادر بحقة. و هناك أيضاً عقوبات تكميلية يكتفي القاضي بالأشارة إليها ضمن قرار الحكم.
محمدالحسن الطيب
31-03-2013, 10:01 AM
وكأن تواطأً ضمنياً نشأ بيني و بين سعادة اللواء أمن معاش/ محمد الحسن الطيب، فقلنا ما عاش اليلزعلو يلا خلينا نتقاسم كعكة البلد نصفين في شكل ما يشبه لعلة الكديس والفأر، ممثلة بدوري المتواضع جداً في نشر نوع من التوعية بعالم تكتنفه الطلاسم والغموض هو عالم دنياالجريمة، في ظل دور سعادته المتعاظم كبحر بلا شطآن في بسط أذرع أمننا الشامل و زرع كبسولاته على نطاق واسع حول أرجاء عاصمتنا المسبعة و المنشرة بحجم قارة. عليه، ثم آثرنا أن نجلس القرفصاء متابعين بكل جوارحنا ورش عمل جاهزة حول مين شيتات يترتعد لها الفرائص من قبيل:أجهزة أمن قومي، جاسوسية، مخابرات، إرهاب وهلم جرا؛ ثم تركنا بقية الموضوعات الهامشية من مكافحة شغب و حراكات ربيع عربي لبقية القراء من متفرجين و منزوين بعيداً. فلك التحية أخيسعادة اللواء؛ ونحن أحوج ما نكون لتتثقف أمنياً كي نعرف الكثير عن قانون ينظم حياتنا في كنف دولة تحرص على أرواحناالزاهقة و ممتلكاتنا (إن وجدت) .أجد نفسي متعطش كغيري للمعرفة بهذا الجانب وبحكم عملكم سلك العدالة الشائك ، فلعل ضالتي عندكم ، لذا سوف أمنحه استراحة من عناء البحث لأتابع بوست هوامشي هذا معك ولسان حالي يقول فيه لك وجدنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل. فما تركت هامشاً إلا وأوغلت فيه برفق و بغير رفق وأسهبت سبراً لاغوار كل شادرة وواردة، ورغم أن المادة علمية تميل للتخصص و لكن تربعك عليها كان درجة من التشويق بحيث دفع عنا رائحة خلوف الفم جراء طول السكوت فحقيقة اختيار جميل بدأت أشعر لأول مرة بأن حالفني حسن الاختيار فحمداً لله أخي على سلامة العودة و الظهور مجدداً بعد توقف قصير.. تحيتي أزفها لك حارة و معبقة بالود و مضمخة بالتجلة والإعزاز وليت مشاغلكم تفسح متسعاً للتكرم برفددنا بالمزيد و تصحيح ما نكتب، فلا تدعنا نبرطع يمنة و يسرة في تخصصات قانونية بحتة و حالنا كمن يفتي و مالك في المدينة أو كمن يبيع الماء عذباً في حارة السقاة. و لكن طالما أن الأمر فيه رفق بقوارير المنتدى، فلا بأس بالمواصلة، مع خشية أن نطيل فيحدث الملل: و هذا دلو به قطرة مني:- العقـــوبة: - إن من أهم مقتضيات العدالة لبسط الأمن الشامل وجود نظم عقابية رادعة تطبقها السلطة على الجناة. و تشكل العقوبة الوسيلة التاريخية التي التزمت بها الأنسانية لكبح الجريمة و ردع الجناة. العقوبة تعني أيقاع ضرر مادي على من تثبت إدانته بارتكابه فعلاً إجرامياً، بحيث يتناسب ذاك الضرر مع جسامة الجرم، شريطة أن ينص على تجريمه نص قانوني نافذ, تجسيداً لمبدأ أن لا جريمة و لاعقوبة الا بموجب قانون نافذ وساري المفعول. تفرض العقوبة بيد سلطةٍ قضائية ٍذات اختصاصٍ وظيفيٍ ونفوذٍ لعملية الفرض وقدرة ٍ لموازنةٍ الأفعال و تقديرٍ العقوبة للمدان؛ بينما تتولى التطبيق سلطاتٌ تنفيذيةٌ مخولةٌ. تقع العقوبةُ على حرية الجاني أو جسده أو ذمته المالية، قصاصاً بقصد خلق حالة من الردع لديه و العبرة للغير. وتكون العقوبة شخصيةً لا تطال غير الفاعل (مبدأ:أن لا تزر وازرةٌ وزّر أخرى). الأجراءاتُ التحقيقيةُ التي يقوم بها رجال الأمن لكشف الجريمة لا تعد عقوباتٍ و إن نتج عنها ضررٌ حسيٌ أو معنويٌ يصيبُ المتهم جراء توقيفه و منعه من التمادي. دأبت الدول المتحضرة على منح من تثبت براءته و يفرج عنه حق مطالبة السلطات بتعويض مادي ومعنوي عما لحقه من ضرر و ما فاته من منفعة. يتساوي الجميع في نظر القانون فلا يفلت من العقوبة أحد بذريعة جاه أو أي انتماء طائفي أو مذهبي. غير أن للمحكمة أن تقوم بإعمال نظرية الظروف القضائية المخففة للفعل و كذلك الأعذار القانونيية والموضوعية عند فرض العقوبة. والعقوبات على نوعين:- إماعقوبة أصلية:كتعزير مادي يتم إيقاعه بالمدان(المحكوم)جسدياً أو يحجر ماله أو تغريمه؛ أو معنوي تُقيد به حريته أو يُحبس بدلاً عن استيفائه الغرامة وفق مدد بديلة يحددها القانون ؛ أوعقوبة تبعية: تلحق بالمحكوم عليه بموجب القانون دون حاجة للإشارة إليها ضمن قرار ومنطوق الحكم الصادر بحقة. و هناك أيضاً عقوبات تكميلية يكتفي القاضي بالأشارة إليها ضمن قرار الحكم. لست انت وحدك من تواضع وانا بك ما احملة فهو تواضع لانك انت من الهمتنى فلك منى كل الشكر والتوقير والتقدير والاشادة علما بانك قد دقدقت مشاعرى فافرزت كل مالدى من افكار تجاة هذة القضية المهمة الخافية عن انظر الناس بقدر ( وظايفها) فان توقفت توقفت انا. لان المهمة لم تكتمل بعد.
محمدالحسن الطيب
31-03-2013, 10:18 AM
الأمن الشخصي وأركان نظريتنا الأمنية
مدخل:
الأمن تعريفه في اللغة: هو نقيض الخوف، "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".ويقال فلانا يأمن أمنا والمأمن من موضع الأمن.
في الاصطلاح عرفه البعض:هو مجموعة من إجراءات تربوية ووقائية وعقابية تتخذها (السلطة أوالحركة ) لتأمين استقرار المجتمع والأفراد داخليا وخارجيا انطلاقا من المبادئ التي وضعها الإسلام لضمان الأمن الذي يعني الأمن علي المصالح المعتبرة(حفظ النفس والعقل والمال والعرض والدين والحرية)..
وعرفه البعض الآخر: هو كل ما يطمئن الفرد علي نفسه وماله باتخاذ التدابير التي تحول دون الإخلال بسير الحياة العامة واضطرابها بما يشمل الأفراد والجماعات.
أما نوع الأمن: فهناك أحد عشر نوعا من الأمن ، نركز هنا علي النوع الذي يهم كل أفراد الشعب الفلسطيني المجاهد والمناضلين منهم خاصة ، وهو الأمن الشخصي أو أمن الأفراد والتحركات وأمن المعلومات ، ونظرة سريعة علي أنواع الأمن فهي:
1- أمن الدولة: وتعني مجموع الإجراءات التي من شأنها حماية النظام - أي نظام حكم - .
2- الأمن الاقتصادي: وتعني مجموعة الإجراءات والخطط التي علي الدولة تبنيها لتحقيق القدرة المالية المستقلة الفاعلة والناتجة عن صناعة متطورة وتجارة منافسة وزراعة ملائمة ضمن نظام مالي واستثماري واعد.
3- الأمن الغذائي: مجموعة من الإجراءات التي علي الدولة اتخاذها لتأمين المجتمع بكافة احتياجاته الغذائية الأساسية وفي كافة الظروف.
4- الأمن الاجتماعي: مجموعة الإجراءات التي علي الدولة اتخاذها لتأمين المجتمع وبكافة أفراده بوسائل العمل والإنتاج والمساهمة في استغلال كامل الطاقات المختلفة وحماية المجتمع من الإفساد والمفسدين والعملاء والسقوط الأخلاقي.
5- الأمن المادي: مجموعة الإجراءات التي من شأنها حماية المجتمع بكل مافيه من مظاهر محسوسة طبيعية أو غير طبيعية , الأرض , الجو , المياه ,مؤسسات الدولة , الصحة , البيئة , الإنتاج..... الخ.
6- الأمن المعنوي: مجموعة الإجراءات التي من شأنها حماية فكر المجتمع وطريقة تفكيره وحمايته من التسميم السياسي والغزو الفكري والحرب النفسية التي تؤثر علي معنويات الأفراد والشعب ببث روح المقاومة والصمود والصبر والتضحية لنيل مرضاة الله وحقوقنا المغتصبة.
7- الأمن الوقائي: تعني مجموعة الإجراءات التي تتخذها الدولة والمؤسسات والأفراد داخل مجتمعنا لمنع وقوع الجريمة والداخلة في نطاق الأمن العادي والأمن المعنوي.
8- الأمن الهجومي: وتعني مجموعة الإجراءات التي تتخذها الدولة, المؤسسات , والأفراد داخل مجتمعنا أو ضد الأهداف المعادية في الخارج لإحباط مخططاتها الموجهة ضد أمن المجتمع عن طريق اختراقها وعدم تمكينها من تنفيذ تلك المخططات .
9- الأمن الاستخباري: جميع الإجراءات -فعل أو امتناع – التي يجب اتخاذها لحماية العنصر الاستخباري والجهاز الاستخباري والعملية الاستخبارية , ويشمل الأمن الشخصي وأمن الأماكن والعقارات والأدوات والمعلومات , والجهاز نفسه واختراق الأجهزة الاستخبارية المعادية والصديقة للوقوف علي نشاطها واستثمارها.
10- أمن المعلومات: مجموع الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل المعنيون سواء أجهزة أمنية أو غير ذلك للمحافظة علي سرية المعلومات وضمان وصولها إلي الجهات المختصة فقط وفي الوقت المناسب ,وضمان عدم وقوعها في أيدي الأعداء أو الأصدقاء علي حد سواء.
11- الأمن الشخصي: مجموع الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الأشخاص العاملين في مجال الأمن أو أي مجال آخر لضمان حمايتهم الشخصية وحماية أجهزتهم وأهدافهم ونشاطهم وفي نفس الوقت التأكد من عدم الوقوع في ثغرات مسلكية أو مهنية تعرضهم للخطر.
والذي يهمنا هنا هو أمن المعلومات والأمن الشخصي:-
ملاحظات قبل التفصيل في هذين الموضوعين , موضوع أمن المعلومات وأمن الأشخاص:
يقول خبراء الأمن من خلال دراساتهم وكتاباتهم وأبحاثهم , إن أسوأ شيء يمكن أن تتعرض له أجهزة الدواة ناهيك عن المجاهدين أو المناضلين هو الوقوع في المسلكين التالين:ٍ
المسلك الأول : نفسي وهو نزعة الأنا والنرجسية , وحب الظهور بأن يظهر الشخص نفسه بشكل لافت بأسلوب العارف بخفايا الأشياء , وتصل عند البعض إلي حد التوغل في النرجسية الذاتية , وأن لا يري إلا نفسه وذاته فوق الذوات كنرجس الإغريقي الذي من شدة إعجابه بنفسه وجماله وهو ينظر إلي الماء سقط ومات في النهر.
المسلك الثاني: الخلط بين المهام والأعمال , إذ المعروف أن لكل جهاز اختصاصه ونشاطاته في أجهزة الأمن في الدولة , وعند خلط جهاز أمن مع آخر يحصل التعارض والتضارب , لذلك أجهزة الأمن في البلدان الغربية- مثلا – كل جهاز مفصل الصلاحيات ولا يوجد تداخل وخلط بينهما إلا في أجهزتنا الأمنية في البلدان العربية التي أنشأها النظام أصلا للتعارض ليبقي الكل في خدمة الحاكم.
والخلط والتداخل خطر أيضا علي الجماعات والحركات العالمية , وخاصة حركات التحرر الوطني , والمثال البارز علي عدم الخلط بين الأجهزة هي منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي , فله جهاز سياسي وآخر عسكري وبينهما فصل تام, وكذلك ماهو حاصل في حماس وفي بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى.
الأمن الشخصي: هو مجموعة الإجراءات التي يتوجب علي الفرد مراعاتها لحماية نفسه من الخصوم حماية تامة وحماية نفسه من الأصدقاء والمعارف والجيران , وذلك من خلال حسه الأمني العام ووعيه لمفاهيم الأمن بشكل عام وأساليب الخصوم في التأثير علي العنصر البشري.
وتساهم المبادئ والإجراءات التالية في تحقيق الأمن الشخصي بشكل ما خاصة إذا التزم بها الفرد مع أركان النظرية الأمنية العامة.
1- الغطاء: بحيث يتحرك الفرد تحت غطاء بشكل عام ومبرر ومقنع يستمر في تكريسه ويعمل بما يؤكد القصة الغطائية في حياته العامة والخاصة , لذلك عندما يري الشباب والإخوة أحدهم يعمل في مجال ما , لا داعي للبحث لماذا وكيف وما الداعي للعمل هذا , بحيث تعرض أمن الأخ الشخصي للخطر.. أو علي الأقل للسجن.
2- حب الظهور: وهذه مقتلة إذ يجب علي الفرد أن يكون عاديا وطبيعيا لا يجلب الانتباه , يتقيد بأنظمة العمل المدونة في الحركة , وأي مجال يعمل فيه , إن التقيد بالأنظمة والأعراف يحميه شخصيا والآخرين , ويكتسب ثقة ومحبة الآخرين , ويكتسب ثقة ومحبة الآخرين .. وحب الظهور ونزعة الأنا يوقع الإنسان في مطبات كثيرة تعرضه هو والذين معه لمخاطر عديدة.
3- الاستعلام: أي معرفة ما يدور في دائرته ودائرة الخصم , فلا يرتكب أي خطأ نتيجة جهله بما حوله وبمن حوله واكتساب عادة الدراسة والبحث والتقصي لكل المعلومات ولمن حوله , التي يمكن أن تؤثر علي العمل أو تكون لها علاقة بالعمل أو بأمن الشخصي .
4- اليقظة والانتباه: وذلك في مجال المعلومات التي تظهر أمام الفرد والتي تتعلق بشخصيته وطبيعة عمله , وفي مجال الكتابة والملاحظة والتعبير , وهذا يتطلب التفكير قبل التقرير , واليقظة والحس الأمني واعتماد التخطيط والمعلومات الحقيقة والوصول إلي درجة العيش ضمن الحس الأمني واعتماد التخطيط والمعلومات الحقيقية والوصول إلي درجة العيش ضمن الحس الأمني للعمل وكذلك الأمن الشخصي. 5الطاعة- وذلك تطبيق القرارات والإجراءات والمبادئ التي تحقق أمن العمل والأمن الشخصي , فلا يمارس الفرد ازدواجية , يطلب الطاعة ممن هم دونه ولا يطيع هو من أعلي منه وعليه أن يتقيد هو وغيره بإجراءات الأمن الشخصية وإجراءات أمن العمل بشتى صنوفه وأشكاله.
6- التخطيط: هو التبرير الأمني المقنع لكل سلوك أو تصرف أو اجتماع ووجود قول موحد , خاصة إذا قدر لأحد الأجهزة الأمنية مداهمة اجتماع أو كان هناك اعتراف .. يكون الجميع مدركون لما سيقولونه , وهذا أيضا باب من أبواب الأمن الشخصي , إذ قد يقيك من سنوات سجن طويلة.
7- إتباع إجراءات ميدانية: مثل:
- عدم الذهاب والإياب من طريق واحد في ساعة معينة (بما يعرف التعود علي كسر روتين العادات اليومية ) أي الروتين القاتل وخاصة إذا كنت مطلوبا لأجهزة الأمن الصهيونية أو محتمل أن تكون ضمن دائرة الموضوعين علي قائمة التصفية.. وتغيير اللبس والركوب..الخ.
- إذا سرت في شارع انتبه لمن خلفك بطريقة لا تثير انتباهه , مثل التوقف أمام محل لشراء شيء أو النظر فاترينات المحال التجارية للتأكد إن كان شخصا ما يسير خلفك.
- التخفي والتمويه مثلا اجلس في بيتك عدة أيام لا تخرج لتربك الراصدين لك .. والتمويه , لا تذهب إلي جهة ما مباشرة , استعمل أسلوب- اللف والدوران- .
- السير في شارع مغلق وملاحظة من يسير خلفك.
- السير في شارع قليل الازدحام واستعراض من هم خلفك.
- استعمال فاترينات المحال التجارية لمراقبة من يقف خلفك.
- الابتعاد عن العناصر المضادة عند أداء أي مهمة .
- الابتعاد عن المشاكل سواء في الحي الذي تسكن فيه أو مركز العمل أو أثناء أداء مهمة.
- لا تحمل أوراقا تتعلق بالعمل في جيبك.
- لا تكتب أسماء رفاقك وزملائك.
- افحص سيارتك قبل الركوب فيها بالنظر إلي أسفلها أو ضع علامة علي الأبواب حتي لا تكون مفخخة, وإذا أمكن صفها في مرآب.
- لا تعطي أحد جوالك (هاتفك النقال) أو تتركه علي طاولة أو في سيارة أو في مكان يسهل علي الآخرين العبث به.
- لا تأخذ من أحد بلفون نقال .
- لا تقم علاقة شخصية وثيقة بأحد لا تعرفه تمام المعرفة .
- لا تفتح الطرود أو رسائل البريد إذا شعرت أنها مفخخة .
- نبه زوجتك وأولادك أو أهل بيتك أن لا يدخلوا شيء لك قبل الاتصال بك وعدم استقبالهم أي شيء لا يعرفون عنه منك أي شيء .
- التحفظ عند إجراء المكالمات الهاتفية أو الهاتف النقال .
- حفظ المعلومات بعيدا عن أي جهة وخاصة ديسك الكمبيوتر أو الميكروفيلم أو الملف أو غير ذلك .
- البلفون والتلفون مراقب.. انتبه, أو يمكن مراقبته .
محمدالحسن الطيب
31-03-2013, 10:21 AM
ما هي أركان نظريتنا الأمنية؟
إذا طبق الأخ المجاهد والمناضل أركان هذه النظرية مع مبادئ الأمن الشخصي والإجراءات, لأنها من الأخذ بالأسباب نقلل الخسائر في صفوفنا سواء بالاعتقال أو بالتصفيات والاغتيالات .
قبل الدخول في آليات النظرية, نؤكد على الملاحظات التالية:
أخطاء أمنية تعرض الفرد والحركة للخطر:
الأمر الأول: التصرفات الفردية غير المنضبطة
والتي تكلمنا عنها وسماها خبراء الأمن بنزعة الأنا، كأن يقوم فرد ما بتصرف فردي يتسبب بكارثة إن في العاجل أو في الآجل,وهناك عشرات الأمثلة من واقع العمل الإسلامي والثوري المعاصر والتي تسبب في كثير من الأحيان بتعريض التنظيم برمته إلى محن واعتقالات بل وتصفيات من قبل أجهزة العدو أخرت العمل سنين أو أفقدت الثقة بين العاملين, وكل واحد في ذهنه عشرات الأمثلة, فلا داعي لذكرها فالمثال الأبرز في ذلك سوريا فجموعة من الشباب لم ينضبطوا, عرضوا التنظيم برته إلى الاستئصال في سوريا, مع العلم بأننا لا نعفي النظام من خططه المبيتة ولكن نتكلم عن أخطاء وقعت من قبل أفراد التنظيم أعترف أنها تصرفات فردية, سحبها النظام على الحركة ككل لأمر مبيت.
- فهناك أفراد يرتبط تصرفهم بنزعة الأنا, وليس بسياسة الحركة ومنهجها, فهم متطرفون حيال كل قضية, يفسرون الحكمة والتعقل على أنه جبن, وينظرون إلى التخطيط والأخذ بالأسباب على أنه مضيعة للوقت, المهم العمل.. والسؤال: أي عمل بدون تخطيط وروية..؟ وما هي نتائج الارتجال حتى ولو نجح العمل مرة؟ هل العمل الناجح وتقدم الدول والحركات بني على الارتجال أم التخطيط .
- وهناك أفراد يوضعون في موضع المسؤولية قبل نضجهم واكتمال جوانب شخصيتهم, وقبل أن يوضعوا على المحك والتجربة المهمة, إن مثل هؤلاء يكون نموهم غير طبيعي, ويكبرون في الحركة والدعوة دون أن تكبر الدعوة فيهم, وكم رأينا من أخوة كانوا مسئولين وفي موقع الصدارة, ولما تغير وضعهم أخذوا يتصرفون بتصرفات لا تفهم إلا تحت ضوء مقولة الداعية الكبير فتحي يكن عندما قال "كبروا في الدعوة دون أن تكبر الدعوة فيهم"
- وهنالك أفراد يفكرون بصوت مرتفع لا يحفظون سرا ولا يكتمون أمرا ولا يفرقون بين ما يجوز طرحه هنا وما لا يجوز, وبين ما يمكن أن يقال هنا ولا يقال هناك. بل وهذا ثابت بالتجربة الدعوية, أن هناك من هو مستعد لإفشاء الأسرار والكلام بأدق الأمور ليس لشيء إلا للانتقام الشخصي وهو ممن عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا خاصم فجر" ..
- إن هؤلاء خطر على العمل وعلى كل نشاط يمارسونه, وعلى التنظيم برمته بل يعرضون حياة الآخرين للخطر ويظنون أنهم يحسنون صنعا, وهناك أفراد يتصرفون كأنهم مرجعيات مطلقة لا يجوز مخالفتهم, وإذا خالفتهم أو عملت عملا لا يقرونه تكون الطامة.. ومنهم لا تثيره كشف الأسرار وتعريض الآخرين للخطر, بل يتعامل ببرود مطلق لأنه ليس المعني, ولو كان لقامت الدنيا ولم تقعد.. إنها النفسيات التي لم تكبر فيها معاني الأخوة ولم يكبر فيها معاني الأخوة ولم يكبر فيها الترفع عن السفاسف, بل إنها النفسيات التي كبرت في الدعوة ولم تكبر الدعوة فيها .
الأمر الثاني: المهدد للأمن الشخصي والحركة:
الاصطفافات الداخلية أو الشللية.. هذه باعث على وجود أزمة ثقة بين العاملين وعلى تشتيت الجهود وعلى إضعاف الحركة وإنهاكها وعلى إغراء الخصوم باختراقها وضربها, بل يذهب البعض بالتهديد لأنه له كتلة هنا أو هناك .
ترى هل يمكن أن يفلح فصيل ما إذا تنازعته التكتلات و الاصطفافات..؟؟
الأمر الثالث:الاختراقات الأمنية أو الفكرية أو الاختراقات في مجال العمل تحت مبررات يمكن أن تساق هنا وهناك .
الأمر الرابع: الإقليمية العنصرية؛ بعض التنظيمات الفلسطينية عانت كثيرا من العنصرية والإقليمية, إذ هذه المجموعة من القطاع الريفي وتلك من القطاع كذا وتعي الأمر إلى بعض الفصائل الأخرى .
أركان نظريتنا الأمنية
نقصد بالأمن هنا من وجهة نظرنا.. هي السياسة أو الإجراءات التي ترسمها أو تتبعها جهة من الجهات وحركة من الحركات في سبيل المحافظة على أمنها وأمن أفرادها وأجهزتها ويدخل ضمن هذا ويتلازم معه قيامها برصد الجهات والقوى المضادة من أجهزة العدو لمعرفة تحركاتها وكشف نواياها, خاصة العملاء وإحباط كل خطة مبيتة ضدها .
1. ترك الذنب والمعاصي: قال تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير"(الشورى: 03) ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وصية لقائده سعد بن أبي وقاص: "..أما بعد فإنني آمرك ومن معك بتقوى الله عز وجل على كل حال, فإن تقوى الله أفضل العدد على العدو وأقوى المكيدة في الحرب, وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي من احتراسكم من عدوكم, فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم, وإنما ينصر الله المسلمون على عدوهم بعصية عدوهم له, ولولا ذالك لم يكن لنابهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا.. وقول: وإن لم ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا"..ومن الذنوب التي تسبب انتكاسة للعمل, والجماعة والحركة والدعوة.. فضائح الفتن كما عبر عنها الراشد في كتابه, فإن الغيبة والنميمة والسخرية والاستهتار بل ويصل إلى حد التشويه والتجريح الشخصي, إنها ذنوب تؤثر في وحدة الصف وقدرته, إنها مثالب تضعف الثقة بل تحلقها. ورحم الله الراشد إذ قال: "إساءة الكافر لنا تقوينا وإساءة المسلم تؤذينا".
2. الحس الأمني عند الأفراد: قال تعالي :" فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلي المدينة فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا , إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا"(الكهف:19)
في هذه السوءة نجد حسا أمنيا مرهفا يستتبع تصرفا أمنيا.. الحس الأمني – بحيث يكون تصرف الأخ مناسبا للمقام,وهذا يقتضي ثقافة أمنية وتدريبا أمنيا وأدبا رفيعا مثل متى يصلح الكتمان ومتى تصلح السرية,
متى ينبغي السؤال ومتي يقبح , وكيف ينبغي أن يكون الكلام,وما هي حدود المعلومات التي تعطي لكل إنسان,
إن إفشاء سر أخيك خيانة فكيف إفشاء أسرار الحركة..؟
والحس الأمني يتطلب ويستلزم الآتي :
1- الكلمة أمانة: يقول الرسول صلي الله عليه وسلم :"إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغته , فيكتب الله بها رضوانه إلي يوم القيامة , وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلي يوم يلقاه " رواه الترمذي.
2- كتمان الأسرار: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم). ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم :"كفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".
3- غرس وعي الأمن بالتربية والتوعية: قال العباس بن المطلب رضي الله عنه لابنه عبد الله رضي الله عنه : إني أري هذا الرجل (يقصد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) يقدمك علي الأشياخ , يعني كبار الصحابة , فإحفظ عني خمسا "لا تفشين له سرا ولا تغتابن عنده أحدا ولا يجربن عليك كذبا ولا تعصين له أمرا ولا يطلعن منك علي خيانة".
4- الصمت: .." من سره أن يسلم فليزم الصمت " وقوله صلي الله عليه وسلم "أمسك عليك لسانك ".
5- كبح شهوة الكلام: " الثرثرة والتحدث بدون حرص ". قال الرسول صلي الله عليه وسلم :"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
6- النهي عن التطفل والفضول.
7- النهي عن الفضول: , وقال الرسول صلي الله عليه وسلم :" يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه,لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم..". وقال صلي الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه".وقوله صلي الله عليه وسلم فإنما أهلك من قبلكم كثرة سؤالهم وخلافهم علي أنبيائهم ".
(3)النظرية التنظيمية المناسبة والمكافئة: فنحن حركة وشعب نواجه أعتي دولة عنصرية نازية في التاريخ, تقوم فلسفتها علي الإرهاب والقتل والاغتيال والسجن والتعذيب .. فنحن قدر الله لنا أن نواجه هذه الدولة الإرهابية , فلا بد أن تكون وسائلنا قدر الاستطاعة مكافئة لها , ومنها:-
تبني نظرية تنظيمية في العمل , ونحسب أننا نتبنى نظرية تنظيمية في العمل , ولكن عدم التطبيق والالتزام بهذه النظرية هو الذي يسبب الفشل والمحن والاعتقال والتصفية والاغتيال ,أحيانا .
ملخص هذه النظرية :
إن حركة المقاومة الإسلامية حماس لها جهازان سياسي وعسكري , وهناك فصل بينهما , المشكلة تكمن عند الخلط بين الأوراق بحجج ودواعي واهية , لأن الذي يريد أن يضحي ويعمل يفعل ذلك بصمت مليء , والذين قرأنا عنهم أمثال يحيي عياش وعماد عقل وعز الدين المصري , وحسن سلامة ومحمود عيسي وغيرهم عملوا بصمت مليء رجاءً لما عند الله من أجر ورضوان ومغفرة .
لذلك تبني النظرية في العمل والفصل التام هو الأسلم لحركة شاملة مول الدين , لا يقتصر علي جانب واحد ثم هناك تيارا للأسف وهو غير إسلامي , منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي , الذي يفصل فصلا تاما.
أما إذا حدثت أمور واستدعي الحركة أن تنزل بكل طاقاتها ميدان الجهاد فهدا أمر أخر أيضا يكون بتبني نظرية للعمل متكامل وليس مجرد عاطفة أو ارتجال يسبب المحن والسحق للحركة .
فهناك تصلح لوضع دون وضع , وهناك أوضاع تستدعي نوعا معينا من الأطر , وكل ذلك يكون حسب
خطة ونظرية عمل و أناس مؤهلين وليس فورة شخصية أو عاطفية أو أفكار مرتجلة تسبب المحن في الخبرة في هذا المجال, بل هناك أناس يقحمون أنفسهم في مجال ما فلا هم يملكون النفسية ولا القوة ولا الخبرة في هذا المجال, بل بعضهم يسير كمن تسيره الرمال المتحركة, وهو يعلم في قرارة نفسه, أنه في المجال الغير المناسب .
(4) لتقدير الصحيح للموقف: إن الحركة وهي تتحرك حركتها, لابد أن تمتلك الإبصار الصحيح للواقع الذي أمامها, وعلى ضوء ذلك تتخذ قرارها. وكثيرا ما يحدث أن تدمر حركة نفسها بسبب تقدير خاطئ وهو ما يعبر عنه فقها: فهم شرعي وفهم للسنن الاجتماعية والإنسانية وفهم للواقع المادي المعاش...
فصورة واقعنا اليوم, في انتفاضة الأقصى, في ظرف تغض السلطة الوطنية الطرف عن المجاهدين والمناضلين, مع بقاء أجهزة أمن السلطة تراقب وتتابع تطورات الأحداث, السؤال هل من الحكمة أن نكشف أوراقنا الآن كله بحجة أن كلنا الآن في الهواء سواء؟؟.. أم نتحفظ بعض الشيء؟
موقف بحاجة إلى تقدير صحيح, لأن أي خطأ سيكلفنا في المستقبل آهات وعذابات كثيرة, الذي نقوله وندعو له هو البحث عن القرار الحكيم والتقدير الصحيح حسب رؤية واضحة وليس عن فورة عاطفية أو ارتجال غير مدروس, وأن يعمل المجاهدون والمناضلون وفق آليات عملهم ونظريتهم المعروفة بالتكتم والسرية التامة والفصل التام بين ما هو سياسي اجتماعي خيري وما هو عسكري.. ولا ينظر للآخرين وأسلوب عملهم ومجاراتهم في ذلك لأنهم يصدرون عن أوامر وتعليمات لا يستطيعون تجاوزها إذا حم القضاء..
(5) لتحرك الحذر مع التقدير للموقف والقرار الحكيم: لابد من التحرك الحذر لأن الاندفاع المتعجل في التنفيذ يفسد الأمر, وقلة من الناس يستطيعون أن يندفعوا حيث ينبغي الاندفاع, ويحجمون حيث ينبغي الإحجام, ويتحركون بالقدر اللازم للحركة .
والذي نظنه أن الظروف الآن مهيأة للعمل ضد الاحتلال وعلى جميع المجاهدين والمناضلين أن تستغل هذه الفرصة باندفاعة محسوبة ومدروسة, ولكن نحذر من الخلط والعمل ضمن أطر مكشوفة غير مأمونة العواقب على الأفراد أو التنظيم...
(6)الإطار الأمني لكل حركة: بمعنى مبسط التفسير الأمني لكل حركة أو عمل أو نشاط مهما كان نوعه ووضع الاحتياطات الأمنية نصب أعيننا لإنجاح العمل, وفق المبادئ والإجراءات المعروفة, وأن أي خطأ في الإعداد أو التنفيذ أو اللقاء أو الاجتماع قد يسبب كارثة.. سواء مداهمة أو تصفية أو اعتقال أو.....
(7)النظرة البعيدة المدى.. استشراف المستقبل: على كل حركة تقاوم وتجاهد عدوا مثل الكيان الصهيوني, لابد أن تضع استشرافا مستقبليا حتى تستطيع أن تتدارك كثير من الأخطار, وذلك أن تعرف الاحتمالات والسيناريوهات المختلفة الحاضرة والمستقبلية وتضعها في حسابها, ولابد أن تعرف أبعاد القرار المتخذ ومآلاته وما يمكن أن يوصل إليه, وإذا لم نضع هذا في حسابنا فقد نربح ابتداءً ونخسر انتهاءً..
(8) إقامة التكليف: إن التفريط في فروض العين أو فروض الكفاية مظنة العقوبة الربانية, كما أن إقامة التكليف الرباني من صلاة وصوم وقيام ومساعدة المحتاجين والأيتام والعناية بأسر الشهداء والجرحى.. وبر الوالدين وحقوق الأخوة وجهاد الأعداء, تستجلب رحمة الله ورعايته ولطفه فالتحقق بالإيمان يستجلب نصر الله عز وجل, "وكلن حقا علينا نصر المؤمنين" (الروم: 47). "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله". (التوبة: 71) .
وإقامة التكليف الرباني يشيع في ذات ونفس المؤمن الصلابة والصمود والثبات والصبر, وخاصة في ظروف مثل الظروف التي نعيشها وتكالب أعداء الأمة من صهاينة وأمريكان علينا..
أمن الأفراد
يقصد بأمن الأفراد, كل الإجراءات التي تتخذ لحماية الأفراد من محاولات العدو الحصول على المعلومات منهم, أو تجنيدهم, أو استلاب ولائهم, أو اختطافهم أو قتلهم, فالفرد هو أساس الأمن .
وفي العمل الاستخباري الايجابي المعادي, يسعى العدو للحصول على المعلومات: بالملاحظة والمتابعة والتجسس, كما يقوم بأعمال التخريب, والأعمال السياسية والمظاهرات والدعاية والشائعات, والأفراد - عند كل ذلك –هم هدف العدو وأدواته في آن واحد.
دور الفرد أساسيٌ وحاسمٌ في العمل الاستخباري الوقائي, لحماية أسرار الدولة من نشاط الجواسيس, ومن التخريب المادي والمعنوي, كما أنه ضروري في مكافحة كل الأنشطة الهادمة التي تقوم بها المخابرات الأجنبية, ومن هنا كان سعي العدو نحو الأفراد – ومن هنا أيضا – تثبت ضرورة تأمين الفرد وتوعيته أمنيا, ليكون فاعلا في حالتي الأمن الوقائي والايجابي. ونعني بالفرد هنا: كل من يعمل في مجال الأمن, لأنه مستهدف استهدافا أساسيا من قبل العدو.
إجراءات أمن الأفراد:
مرحلة ما قبل الاستيعاب:
تبدأ إجراءات أمن الأفراد بمرحلة ما قبل الاستيعاب, إذ يغدو من الأهمية بمكان البدء بعملية تحر واف تعرف بشخصية الأفراد المرشحين للعمل في الوظائف الحساسة, شاملة أكبر قدر من المعلومات عن تاريخ حياتهم, لاستبعاد غير الموالين ممن يدينون بالولاء لجهة أجنبية, أو يعتنقون أفكارا غريبة عن مجتمعاتهم, واستبعاد الأفراد غير المؤتمنين –لسبب أو لآخر- ثم تأتي بعد التحري مرحلة اختيار الأفراد بالفحص الطبي والنفسي للتأكد من لياقتهم البدنية والنفسية, نظرا للمشاق الجسيمة التي سيتعرضون – حتما –لها.
أما مرحلة بعد الاستيعاب فإنها تتضمن خطوات متعددة, تشمل:
(أ) التلقين:
وهو يحوي:
*القوانين واللوائح والتعليمات التي تحدد المسؤوليات والعقوبات.
*شرح طبيعة الأسرار الموجودة في مكان العمل.
*شرح المشاكل الأمنية التي تواجه الأفراد, وكيفية التصرف حيالها, مثل: الشائعات, كيف يتعامل ازاءها ويمنع ترويجها, ويبلغ عنها. هذا بجانب التمكن من معرفة طرق التصرف حيال النشرات المعادية, والاتصال بالأجانب, وطرق التعامل تجاه ما يعكر صفو الأمن.
(ب)التدريب:
وهو يشمل:
*التدريب العسكري.
*التدريب الأمني.
*التوعية الأمنية المستمرة عن طريق:
نشرات الأمن: وهي تصدر من وقت لآخر لسد الثغرات الآنية, والتنبيه للمخاطر.
ملصقات الأمن: وهي شعاراتٌ أمنية للتذكير الدائم بمبادئ الأمن.
التنوير الأمني: وهو يهدف إلى تثقيف الأفراد أمنيا وسياسيا, عبر دورات ومحاضرات عن الأحداث الجارية وقضايا الساعة.
(ج) الرقابة:
وتتمثل في:
*التفتيش المفاجئ للتأكد من الحضور والأداء الفاعل, وتنفيذ تعليمات الأمن, قال تعالى: "وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين".(57)
*اختيار الأفراد لمعرفة إلمامهم بأحداث تعليمات الأمن.
*تفقد الأفراد, وحل مشاكلهم أولا بأول.
(د) التحفيز والجزاءات:
يجب الاهتمام بتحفيز من يحسنون أداء واجباتهم من الأفراد, وإيقاع الجزاء على المقصرين منهم, فالترغيب والترهيب, كلاهما, يحسن الأداء ويطوره .
وقد اشتل الدين الإسلامي بصدريه الأساسين – القرآن والسنة – على منهج رفيع في الدعوة يوازن بين عنصرين الترغيب والترهيب, ليجعل من المسلم كائنا شفافا يتقلب بين حالتي الخوف والرجاء, وحرى بالمسلمين أن يعتبروا بهذا المنهج في حياتهم العملية.
وعند إيقاع الجزاءات ينبغي أن يكون الجزاء مناسبا للجرم المرتكب, ليبلغ مرحلة إبعاد كل من يثبت أنه خطير على الأمن.
نماذج من السنة في أمن الأفراد:
* مبيت على بن أبي طالب في فراش النبي: وكان ذلك في ليلة خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة و الكفار يترصدونه لقتله, فسأله النبي الكريم أن ينام على فراشه ويتغطى ببردته.
* الخروج في النهار وقت الحر, قالت عائشة: (كان لا يخطئ رسول الله أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار, إما بكرة وإما عشية). واختيار النهار في مكة ذات الحر الشديد نهارا كان ادعى للسري وأضمن أن يُخفى عن العيون.
* اللجوء إلى غار ثور: فقد لجأ الرسول صلى الله عليه وسلم ورفيقه أبو بكر إلى غار ثور في جنوبي مكة, وهو اتجاه معاكس لطريق المدينة, إمعانا في تضليل قريش, وقد حقق غار ثور لهما موقعا آمنا من حيث وعورة المكان, وسهولة الاختفاء بعيدا عن احتمالات الرصد لان الكافرين توجهت توقعاتهم صوب الطريق المؤدي إلى المدينة.
* وفي هجرة المسلمين إلى الحبشة و المدينة, عظات وعبر باهرات من حيث امن الأفراد الجماعي. فعندما اشتد البلاء والتعذيب بالمسلمين من قبل قريش, أذن لهم الرسول بالهجرة بحثا عن مكان آمن غير مكة, فكان الخيار أرض الحبشة. ثم جاء ت الهجرة إلى يثرب, وقد كانت معرضة لغزو الكفار, الذين حاولوا ذلك خمس سنوات, كان آخرها في غزوة الخندق التي تجمع فيها عشرة آلاف مقاتل لاستئصال شأفة المسلمين. وكان حفر الخندق بمثابة تعميق الدفاع, وتأمين المقاتلين. وبعد انتهاء الخطر الأمني بعد غزوة الخندق, وبعد أن اطمأن الرسول إلى أن المدينة أصبحت حصنا أمينا, أعاد المهاجرين من الحبشة, التي كانت قاعدة احتياطية وعمقا استراتيجيا للمسلمين .
تعليمات أمن الأفراد:
تتضمن تعليمات أمن الأفراد ما يلي:
* الكتمان: وأتي بعدم الحديث مع النفس والعمل وعن الآخرين وأعمالهم.
* مراعاة "مبدأ المعرفة على فدر الحاجة" (need to know).
* تجنب الإثارة
* الحذر من الاستدراج.
* الحذر من وسائل التصنت.
* عدم حمل أي أوراق تتعلق بالعمل أوترك كل ما يتعلق من أوراق وأدوات في المكتب, مع إحكام الإقفال وتسليم المفاتيح للجهة المسئولة.
* إتباع السلوك المستقيم.
أثر العقيدة في تحقيق أمن الفرد(الرجل العقائدي)
* يكسب الإيمان الإنسان السكينة والطمأنينة والأمان, وتتذبذب هذه الحالة, ضعفا وقوة, بقدر اعتصام الإنسان بشعب الإيمان أو ابتعاده عنها, لأن الإيمان, وحده العاصم من البطر بخير الدنيا أو الجزع من نصبها وولائها ,فالمؤمن الحق عادة ما يكون متوسط المشاعر في حالتي الخير والشر: "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم"(58), "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوم محسورا"(59).
* ولما كانت قوى الطبيعة, وقوى المجتمع الشريرة, تثير قلق الإنسان وخوفه, فإن النجاة منها نصيب الإنسان المعتصم بذكر الله, (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)(60). وحالة الأمن والطمأنينة الشافية لا تتم إلا إذا نزع المؤمن من قلبه كل أنواع الشرك: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)(63), ويقول مفسرو هذه الآية: إن الظلم هنا هو الشرك, وأن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, فقال لهم:"ألم تروا إلى قوله تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم)(62)".
* ومن مذهبات الأمن والطمأنينة: الموت والجوع والخوف, وهي المنغصات الثلاث التي ما فتئت تطارد الإنسان بالقلق ولكن المؤمن يعتبرها – جميعا – ابتلاء من الله, فيصبر عليها انتظارا لثوابه, (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا ما أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)(63) .
* ومما يصيب الإنسان بالخوف والجزع, الحرب وساحات الوغى. والإيمان يهيئ المؤمن للثبات في الحرب, بإشاعة روح الجهاد وجعل الشهادة في سبيل الله غاية رفيعة, (يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)(66).
لذلك نجد المؤمن لا يخشى حشود الأعداء ولا يأبه لتقصدهم إياه بالشائعات والدعايات, قال تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)(65).وليست طمأنينة المؤمن يوقف على حالة التهديد من الأعداء قبل خوض المعترك, بل نجده في معمعان المعركة يغشاه النعاس بفضل إيمانه, وبفضل الله على عباده المؤمنين,(ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى الناس طائفة منكم)(66).
الاستقامة: يقول تعالى في محكم تنزيله:(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير)
(67), وفي القرآن الكريم:(قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون)(68), وقال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون)(69). إن هذه الآيات – جميعا – تشير إلى قيمة الاستقامة في تثبيت القلوب وطمأنتها,ومن ثم, فالاستقامة شرط حتم لتحقيق الأمن.
الفصل الرابع
(يتبع)
محمدالحسن الطيب
31-03-2013, 10:22 AM
أمن المعلومات والوثائق
يقصد بأمن المعلومات, جميع الإجراءات الوقائية التي تتخذ للحفاظ على المعلومات, وشمل ذلك الجهود والقرارات ذات السرية, ضمانا لصونها من التسرب إلى الأعداء أو الجهات غير المسموح لها بالاطلاع عليها, ويدخل ضمن هذه الإجراءات, الخداع وتضليل العدو عن طريق نشر وترويج معلومات غير صحيحة.
والعدو يسعى للحصول على المعلومات بشتى الوسائل, سواء بالمصادر أو العلنية,مثل وسائل الإعلام, التي تشكل الجزء الأساسي من وسائل المعلومات, أو بتجنيد العملاء والجواسيس.
ومع تطور الوسائل التقنية, عرفت وسائل رصد وتسجيل الرسائل المتبادلة عبر الهاتف اللاسلكي و السلكي, ووسائل اكتشاف الرسائل السرية, وفك رموز الشفرة, واستخدام الأقمار الصناعية في عمليات الاستطلاع, وبالونات المراقبة, وتقنية الاستشعار عن بعد, والتصوير الجوي البعيد المدى, ورغم هذا التطور التقني في معدات ووسائل التجسس تظل الوثائق السرية,بما تحويه من تفاصيل, هي الهدف الرئيسي للعدو, ويظل التجسس بواسطة الإنسان هو الخطر الأكبر, كما تظل الإجراءات التقليدية هي الضمانة الأساسية لتعطيل جهد العدو.
أولا:الطباعة:-
لما كانت الطباعة طريقة معهودة في حركة الجهود الأمنية, فان من الضرورة الاعتناء بها كعملية جد خطيرة ربما تكون منفذا للاختراق الأمني, لذا فان من شروط سلامتها:
* اختيار أشخاص مؤتمنين لطباعة الوثائق السرية, وحفظها وتداولها.
* يستحسن توحيد مكان طباعة الوثائق السرية وتوحيد الآلات الطباعة لتيسير إجراءات تأمين المكان, من حيث موقعه وتحصينه.
* تجهيز مكان مأمون لحرق وإتلاف المسودات, والكربون, والنسخ الزائدة من الوثائق السرية.
* عدم استنساخ صورة إضافية من الوثائق السرية تزيد عن الحاجة.
* وضع درجة السرية المناسبة في أعلى كل صفحة.
ثانيا: التصنيف:-
يعني التصنيف, إعطاء الوثيقة سرية معينة, توضع عادة, في بداية الوثيقة ونهايتها. ففي حالة الأوراق والصور توضع درجة السرية في بداية الصفحة, وفي أسفلها, وعلى كل صفحة – وباللون الأحمر – وترقم الأوراق. وفي حالة الأشرطة المسجلة, تكتب على الشريط – وتقال – درجة السرية, قبل بداية التسجيل وفي نهايته. ويجب أن توضع الدرجة المناسبة دون مغالاة ولا تخفيف, لأن المغالاة في درجة السرية ترهق الجهات المختصة بحفظ أكداس من الوثائق, بينما يتيح التخفيف للعدو فرصة الحصول على وثائق سرية بسهولة.
أهمية التصنيف:
هنالك عدد من الفوائد التي تحققها عملية التصنيف, وغالبا ما تنزع إليها الأجهزة الأمنية, فهي تحقق:
* الدلالة على أهمية الوثيقة وخطورتها.
* تحديد درجة الحماية المطلوبة للوثيقة وتداولها.
* تحديد الجهات المخول لها فض الوثيقة وتداولها.
* تحديد طريقة تظريف الوثيقة.
درجات التصنيف:
هنالك خمس درجات للتصنيف ينمُ تسلسلها عن تفاوت بينهما في مستوى الأهمية ومجال التداول, وهي ترد على النحو التالي:
(سرى للغاية)
ويعطي هذا التصنيف للوثائق التي تحتوي علي المعلومات غاية في السرية , فإذا حصل عليها العدو سبب خطرا كبيرا ومؤكدا علي سلامة البلاد وأمنها , وتحفظ مثل هده الوثائق في خزائن حديديه متينة ذات أقفال قوية لها روافع , وتوضع عليها حراسه . وتشمل مثل هذه المعلومات الإستراتيجية عن الدولة وعن العدو , والقرارات الهامة في الدولة
( سرى )
وتعطى هذه الدرجة للوثائق التي تحتوي علي معلومات عن العماليات والسياسات والقرارات الراهنة ذات الأهمية , فإذا أطالتها أيدي العدو نجمت عنها أضرار بالغة بالدولة , ومعهود في مثل هذه المعلومات أن تحفظ في خزائن حديدية .
( مكتوم )
وتعطي هذه الدرجة للوثائق التي تحوي معلومات ينبغي ألا يتداولها سوي الأشخاص المسئولين وهي المعلومات التي إذا اطلع عليها العدو تؤثر في كفاءة الأداء , وتحفظ ـ عادة ـ معلومات هذا التصنيف في دواليب حديدية مغلقة .
( محظور )
وتعطي هذه الدرجة للوثائق التي تحوي معلومات معدة للتداول الرسمي , وهي ليست ذات سرية عالية , ولكنها ليست لنشر بين أفراد الجمهور , وعادة ما توضع في دواليب مغلقة وهي تشمل المجلات والكتب المحظورة .
( غير سرى )
وهي معلومات عامة , يكتب عليها أحيانا : ( غ . ذ . س ) , أو يهمل كتابة أي درجة عليها .
ويخصص لكل درجة سرية من يحق له وضعها , ويقوم الشخص المحدد بوضع درجة السرية علي الوثيقة ويوقع عليها بنفسه , وهو المسئول عن مراجعة درجتها لتحقيقها أو إلغائها ويراعي في الوثائق التي تحوي درجة سرية عالية ـ مثل سري وسري للغاية , التوضيح في اعلي الوثيقة , من جهة اليسار عدد الصفحات , وعدد النسخ , ورقم كل نسخة , والجهة المعنون إليها , ولا يجوز استنساخ نسخ إضافية من الوثائق ذات السرية , العالية , إلا بواسطة جهة الإصدار , أو من يخول كتابة ذلك.
ثالثا : تداول الوثائق : ـ
نعرض هنا عددا من الأسس التي ينبغي إن تراعي في تداول الوثائق لان في ذلك مايضمن سلامتها وصونها :
* إذا كانت الوثيقة ذات درجة سرية عالية , فمن المتوجب أن يرفق معها ورقة سيرة تاريخية للوثيقة توضح من يسمح لهم بتداولها , ومن اطلع عليها , وتاريخ ذلك , وحركة الوثيقة , وذلك لسهولة حصر أي تسرب .
* لا تفض المظاريف المعنونة بكلمة " شخصي" إلا بواسطة الشخص المعني , أو من ينوب عنه في حالة غيابه .
* عند اطلاع شخص علي الوثيقة ذات السرية , يوقع من اطلع عليها في ورقة لبسيرة التاريخية للوثيقة ويوضح زمن الاطلاع وتاريخه , وزمن إعادتها وتاريخها .
* لايسمح بنقل الوثيقة السرية من كان حفضها وتداولها إلي أماكن شخصية أخري .
* عند نقل الشخص المسئول عن حفظ الوثائق , تؤخذ الوثائق منه بموجب شهادة تعتمد من الرئيس المباشر
* ينبغي أن يجري تداول الوثائق السرية باليد , وبواسطة الأشخاص المعينين .
* عند إرسال وثيقة " غاية السرية " توضع في مضرو فين : يكتب علي المظروف الخارجي " سري " , ويكتب علي الداخل " سرى للغاية " لئلا يلفت نظر الغرباء إلى الوثيقة .
* تختم الوثائق السرية بالشمع الأحمر عند إرسالها لجهات خارج مكان حفظها
إتلاف الوثائق:
قد يبدو ـ للوهلة الأولي ـ إن إتلاف الوثائق أمر عادي لايتطلب نهجا معينا إن هناك طرائق مرعية في هذا الصدد , ترد علي النحو التالي :
* لايجوز إتلاف أي وثيقة سرية إلا بموافقة جهة الإصدار .
* تتلف الوثيقة بحيث يستحيل تجميعها , ويستخدم في هذا آلات إتلاف , ويحدد مكان خاص لحرقها ـ وبواسطة لجنة ـ على أن يوقع إيصال بذلك .
* تراجع درجة السرية مع الجهة المصدرة , حسب سرية الوثيقة
فقدان الوثائق:
عند فقدان أي وثيقة يلزم إتباع الإجراءات التالية :
* يبلغ دون إبطاء , عند الاشتباه في احتمال تسرف الوثيقة السرية .
*عند فقدان أية وثيقة سرية يجري تشكيل لجنة تحقيق فورا
* عند اطلاع شخص ـ أو جهة مخولة ـ علي وثيقة سرية , تخطر الرئاسة وجهة الإصدار فورا.
*تبحث لجنة التحقيق عن ظروف فقدان الوثيقة ونقاط الضعف والإهمال في حفظها وتداولها ثم توجه بالتصرف حيال المعلومات التي تحتويها الوثيقة المفقودة , والإجراءات المطلوبة لضمان الايتكرر ما حدث
* تفقد المعلومات سريتها بمضي الزمن , ويتفاوت زمن فقدان السرية تبعا لنوع المعلومات فالمعلومات المتعلقة بتحريك شخصية هامة , تنتهي بوصول هذه الشخصية إلى الجهة المقصودة .
ومعلومات القتال تنتهي سريتها بانتهاء العمليات .. وهكذا . لذلك يجب متابعة درجات السرية وإزالتها متى
زالت الحاجة إليها , لئلا تتكدس معلومات تحمل درجات سرية لاقيمة لها.
إجراءات التحقيق في فقدان الوثائق :
عند تعيين لجنة لتحقيق في فقدان وثيقة ما , يجب مراعاة التالي :
• الاطلاع علي الأوامر الدائمة والتعليمات الخاصة بأمن الوثائق
• جمع معلومات عن الوثائق التي فقدت : موضوعها , ودرجة سريتها , ورقمها , وتاريخها , والوثيقة التاريخية التي تليها .
• معرفة المرفقات التي أرسلت مع الوثيقة
• معرفة الجهة التي تسرب منها الوثيقة , وذلك بمراجعة النسخ وتوزيعها
• معرفة تاريخ وصول الوثيقة
• معرفة المسئول عن حفظها وتداولها , وطريقة حفظها .
• الإجابة عن : أين كانت الوثيقة ومن هو أخر من اطلع عليها
• معرفة ظروف اكتشاف فقدان الوثيقة , أو تسربها , والإجراءات التي اتخذت فورا .
• استقصاء إجراءات الوثيقة لحظة فقدانها, أو تسربها
• استقصاء طريقة الحراسة والقفل والخزائن .
• تحديد الأخطاء التي أدت إلى الفقدان والتسرب .
• تحديد الجهات , أو الأشخاص المقصرين
• وضع إجراءات لضمان ألا يكرر الخطأ , عبر الثغرات الأمنية .
حفظ الوثائق :
تحفظ الوثائق السرية وفقا لدرجة سريتها ـ التي اوضحناها في درجات التصنيف ـ وينبغي أن تكون إجراءات التامين كاملة ومتدرجة تبدأ ـ مثلا ـ بالأسلاك الشائكة , ثم الحيطان العالية , ثم الغرف الحصينة المزودة بنوافذ وأبواب قوية , ثم الخزائن الحديدية الصلدة والإقفال المتينة , ثم تركب أجهزة الإنذار والمراقبة ووضع حراسة علي المنطقة .
كما يجب اتخاذ إجراءات ضد الحريق , واختيار غرف بعيدة عن الزوار لطبع الوثائق , وغرف مؤمنه وبعيدة لحفظها ويلزم الاعتناء بحفظ المفاتيح في مكان أمين , وحرق المسودات والكربون وأشرطة الماكينات التي طبعت بها الوثائق " السرية " و " السرية للغاية " ومحاذرة التفوه بأرقام الخزائن ذات الأرقام أثناء فتح تلك الخزائن , خشية وجود تسجيل أو استراق سمع ومن جديد بالمراعاة ملاحظة أي أثار توحي بان الوثيقة قد عبث بها أو أنها قد سربت أو سرق جزء منها .
رابعا : المحافظة علي الأسرار : ـ
إن إفشاء المعلومات السرية التي تضر بالمصلحة العامة أمر في غاية الخطورة , وقد يحدث تسرب المعلومات إلى العدو ـ بحسن نية أحيانا ـ من المواطنين , أو الموظفين الخدمة المجانية , أو الصحفيين الذين لايقدرون خطورة المعلومات . وكثيرا ما ينجم الإفشاء وسعي من العدو الذي يجند أفراده وعملائه ووسائله للحصول على المعلومات . ولتفادي تسرب المعلومات بجدر الاهتمام بتوعية المواطنين لإنماء الحسن الأمني لديهم , خاصة العاملين في الدولة وأولئك الذين يتداولون معلومات سرية بحكم عملهم ولتجنب تسرب المعلومات المتعمد , فان إجراءات الأمن تبدأ بعدم تمكين المشكوك في ولأنهم وسلوكهم من الوثائق السرية , إلى سائر الإجراءات الأمنية الاخري , التي تشمل سن القوانين لمحاربة الجاسوسية , لان إثبات تهمة التجسس بالقوانين العادية ليس سرا , فالجاسوس , أو العميل ,يستخدم وسائل خاصة , وهو مدرب تدريبا متميزا للإفلات من الاعتقال والكشف عن جرمه , ويتوجب إقامة مكاتب للأمن بكل الإدارات والمصالح والوزارات الحساسة , لتولي مسئولية الأمن بها , وتنفيذ تعليمات الأمن المستديمة التي تصنفها الأجهزة المختصة , وهي تشمل : المصالح , والوزارات , مؤسسات الدولة خالج ارض الوطن , بما فيها السفارات , ومكاتب الخطوط الجوية , والمكاتب الحكومية الخارجية , والمكاتب الاقتصادية والتجارية .
ولان الأسرار أمانة , والبوح بها خيانة , فقد حذر الهل قائلا : ( يا أيها الذين امنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون )
ومن الدوافع التي تدعو الإنسان إلى إفشاء الأسرار والخيانة , ضعفه أمام المال وإغرائه أو خوفه على أولاده , وقد قال تعالى ـ عقب الآية السابقة : ( واعلموا إنما موالكم وأولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم . )
وقال تعالى : ( يأيها الذين امنوا لاتتخدوا عدوي وعدوكم أولياء )
وقد ذكر أهل التفسير إن الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة , ذلك : ان امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وهو يتجهز لتفتح مكة فقال لها بلتعة : " أمسلمة جئت " , قالت :لا , قال : "فما جاء بك ؟ " قالت : انتم الأهل والعشيرة وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت إليكم لتطعنوني , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأين أنت من شباب أهل مكة ؟ >>ـ وكانت مغنية ـ فقالت : ما طلب مني شيء من بعد موقعة بدر , فحث الرسول بني عبد المطلب يكسوها , وأعطوها , فاتاها حاطب بن أبي بلتعة , فكتب معها كتابا إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير لتوصل الكتاب فيخبرهم بنوايا الرسول صلى الله علية وسلم تجاههم ويحذركم , ونزلت الآية حاطبا عن فعله وتنهى المؤمنين عن فعلة حاطب .
نماذج من السيرة في امن المعلومات :
وردت السيرة النبوية إشارات بديعة تنم عن اهتمام النبي صلى الله علية وسلم وأصحابه , بأمن المعلومات , نقتطف منها :
• أمر أبي بكر ابنه عبد الله أن يستمع إلى ما يقوله الناس في مكة عن الرسول وأبي بكر , وان يأتيهما ليلا بالمعلومات في تامين الزاد مثل أسماء بنت أبى بكر , ومن يؤمن الخزج مثل بن أبى طالب وقلة ممن كان عملهم ضرورة لإنجاح المهمة .
• لقد حرص الرسول صلى الله علية وسلم وأبو بكر الصديق علي امن المعلومات كثيرا فرغم اختيارهم غار ثور كمكان امن ـ فانهما كانا حريصين علي إزالة اثر عبد الله وأسماء تقول سيرة ابن هشام : ( .... وأمر عامر بن فهبره مولاه إن يرعي غنمه نهارا ثم يرجعها عليه ) لإخفاء الأثر , الذي كانت العرب تجيد اقتفاءه
• جاء في الحديث الشريف " إن في المعارض لمندوحة عن الكذب " , وقد استخدم أبو بكر رضي الله عنه هذا الاسلوب عندما سأله احد الأعراب عن رفقته ـ وهو الرسول الكريم ـ فقال له : ( هذا الرجل يهديني إلي الطريق " , وقد عنى أبو بكر طريق الإسلام والخير , بينما حسب الأعرابي انه يعنى الطريق في السفر
من أمن المعلومات في القرآن الكريم :
• ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) (73)
• ( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنمبم ) ( 74 )
• (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) (75)
• وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) (76 )
• ولا تقف ملا ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) (77)
• (ويل لكل همزة لمزة )( 78 )
من أمن المعلومات في الحديث الشريف :
• " من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه "
• عليك بالصمت إلا من خير فانه مطردة للشيطان "
• " لايدخل الجنة نمام "
• " امسك علي لسانك , وليسعك بيتك , وابك علي خطيئتك "
• "من صمت نجا"
• الصمت حكيم وقليل فاعله "
• " من كف لسانه ستر عورته , ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه , ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره "
• " من كثر كلامه كثر سقطه , ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه , ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به "
• " الحديث بينكم أمانه "
• " كفى المرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع "
من امن المعلومات في شعر العرب :
جاء رجل إلى سيف الدين الحمداني يحمل بيتين من الشعر من العباس ابن الأحنف ـ الذي كان قد اتهمه سيف الدولة بإفشاء أسرار الدولة ( خرق أمن المعلومات ) ـ والبيتان هما :
أمني تخاف انتشار الحديث وحظي في ستره أوفر
فان لم تصنه ابقيا عليك نظرت لنفسي كما تنظر
وقد أجاز البيتين الشاعر أبو الطيب المتنبي ـ وكان حاضرا بالمجلس ـ فقال :
رضاك رضاي الذي أوثر وسرك سري فما أظهر
وسركم في لحشا ميت إذا نشر السر لاينشر
وإفشاء ما إن مستودع من الغدر , والحر لايغدر
إذا ما قدرت علي نطقه فاني على تركه اقدر
اصرف نفسي كما اشتهي واملكها والقنا احمر
ويقول أخر :
يموت الفتى من غيرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل
من أمن المعلومات من المأثورات :
* قال أعرابي رب منطق صدع جمعا وسكوت شعب صدعا
* رجاء في المثل : اللسان لايندمل جرحه .
* وقال الحسن بن علي : ( ستر ما عاينت أحسن من إشاعة ما ظننت )
* وقال عمر رضي الله عنه : ( لا تتعرض لما لا يعنيك , واعتزل عدوك , واحذر صديقك من القوم الا الأمين , ولا أمين إلا من خشي الله , ولا تصحب الفاجر فتتعلم فجوره , ولا تطلعه على سرك , واستشر في أمرك الذين يخشون الله ) .
* وقال الإمام النووي ( اعلم انه ينبغي لكل مكلف إن يحفظ لسانه عن جميع الكلام , إلا كلاما تصهر المصلحة فيه . ومتي استوي الكلام وتركه في المصلحة , فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى الحرام أو مكروه , بل هذا كثير أو غالب في العادة , والسلامة لا يعدلها شيء )
امن الحاسوب
صار الحاسوب ( الكمبيوتر ) أداه رئيسية في حفظ المعلومات وتداولها , وهو ما ينفك يكسب , يوما بعد يوم , أهمية خاصة في هذا المضمار .
ومع بروز قيمة الحاسب الآلي وانتشاره , برزت الحاجة إلي حماية سرية المعلومات التي يتضمنها ,خوفا من ان تمتد يد إلي مغاليقه فتصل إلي تلك المعلمات , ومن هنا ظهر مفهوم " امن الحاسوب " ويقصد بأمن الحاسوب : جمع الإجراءات التي تتخذ للحفاظ علي المعلومات السرية داخل جهاز الحاسب الآلي , ويشمل ذلك كل إجراء في المجالين الفني والوقائي لصيانة المعلومات .
مهددات أمن الحاسوب :
• الكوارث الطبيعية . مثل : الحرائق , والزلازل , والفيضانات , والصواعق .
• التجسس , وسرقة المعلومات والتدخلات التي تحدث عرضا أو قصدا .
• الفيروسات والوبائية لإتلاف البرامج
• وجود خلل في بعض البرامج
• فقدان البيانات بسبب عطل الأجهزة
• الأخطاء العفوية أو المتعددة , التي تتلف البيانات
إجراءات أمن الحاسوب :
يستدعي صون المعلومات التي يحتويها الحاسوب إتباع ما يلي :
* تطبيق إجراءات امن المنشات بحيث يوضع الحاسوب في غرفة حصينة ( torong room )
لا يدخلها إلا المصرح لهم بذلك , إضافة إلي تطبيق إجراءات الأمن من الحرائق و الكوارث الطبيعية .
* تطبيق إجراءات أمن المعلومات , قبل وأثناء إدخال المعلومات في الحاسوب الآلي , وتحديد كلمات مرور (PASS WORDS ) إلى البرامج , وتغيير هذه الكلمات بعد مضي كل فتر , وعدم إظهار هذه الكلمات علي الشاشات , وتحديد الأشخاص المخول لهم استخدام الحاسوب , ودرجات التخول , مثل :
ـ درجة الوصول غير المشروط إلي المعلومات وإجراء أي عمليات عليها .
ـ درجة الوصول مشروط بالاستفادة وقراءة المعلومات , وفي هذه الدرجة ليس مسموح إجراء تعديلات : حدف أو إضافة
ـ الوصول إلى وثيقة( انتهى)
محمدالحسن الطيب
31-03-2013, 10:28 AM
ماهو الفرق بين الشرطة والامن الوطنى:-
الفرق هو ان الشرطة فى قانون الاثبات تحويل المتهم للمحاكمة والبحث عن ملابسات الجريمة.
اما الامن والمخابرات فيكمن فى كلمة واحدة فقط وهو ( الوقاية) اى معرفة الفعل قبل حدوثة وليس التجريم والعقاب.
محمدالحسن الطيب
31-03-2013, 10:33 AM
اركان المعلومة الاستخباراتية:-
1/ متى
2/ اين
3/كيف
4/لماذا
5/من
محمدالحسن الطيب
31-03-2013, 10:37 AM
منصة المعلومات الاستخباراتية كوجيتو
إن أهداف خبراء محللي المعلومات الإستخباراتية قد تكون متعددة, لكن هناك دائمًا تحد جامع ألا وهو: تفحص أحجام ضخمة من المعلومات دائمة التغير ثم اقتناص المعلومة المفيدة من بين ذلك الكم الهائل وفي الوقت المناسب.
إن " منصة المعلومات الاستخباراتية كوجيتو" هي عبارة عن باقة من البرامج من إنتاج شركة إكسبرت سيستم, والتي تستخدم في عملها تقنيات التحليل الدلالي, تساند محللي المعلومات في كل مرحلة من مراحل العملية الإستخباراتية. حتى أن مرحلة إستعراض المعلومات ونتائج عملية البحث تتم بطرق ووسائل عرض تكنولوجية متعددة وذلك لإعطاء الفرصة لإلقاء نظرة متعددة الزوايا على نتائج البحث.
إن هذا المنتَج يقدم للمستخدم وظائف مستحدثة ومتقدمة في مجال البحث والتنقيب في كميات هائلة من المعلومات المتعددة المصادر والأشكال (كالوثائق الورقية المكتوبة ووسائط الميديا المختلفة ومعالِجات الصوتيات المسجلة وصفحات الويب على إختلافها أو المواقع الإجتماعية ) فهذا المنتج يحتوى على إمكانية أصيلة في التكامل مع افضل الوسائل المتوفرة من السوفت وير المتخصصة في تحليل "المحادثات الصوتية" , كما ان لديه إمكانية عرض نتائج البحث عبر تمثيلها بخرائط جغرافية "جيو مابينج", يستخدم هذا المنتج أيضًا ألغورتمات إستنتاجية ونظم متطورة في مجالات عرض المعلومات وقد تم تصميم وتطوير هذة النظم لتكون متخصصة في معالجة المعلومات ذات الطبيعة الإستخباراتية.
إن تصميم وإنتاج "منصة المعلومات الاستخباراتية كوجيتو" قد تمّ على إيدي خبراء مشهود لهم هذا المجال, كما ان حجم وثقل وتنوع مستخدمي هذه الباقة من البرامج في كل انحاء العالم يشهد على فعالية توظيف هذا المنتج في العديد من المجالات المختلفة, أضف الى ذلك الإمكانية العالية للتخصيص المتناهي لهذا المنتج والذي يجعل منه قابلا للتأقلم والتخصص وبمرونة فائقة, حتى يتماهى مع الإحتياجات الدقيقة الخاصة بمستخدمه النهائي.
ود الأصيل
02-04-2013, 08:53 PM
]ماهي المسؤولية الجزائية:-سؤال طرحته أمدرمان ، هكذا على عواهنه و انسحبت !!
أما كان يكفينا واحد من أأبنائك البواسل أيتها الأم "درمان" الشامخة ؟! يا حلوة ، حلاة العافية التشد الحيل و يا شامخة، شموخ لطابية المقابلة النيل جوار بوابة عبد القيوم المفتوحة على مصاريعها السبع لاحتضان كل الجمال. أما أن تأتينا بكل خيلك و رجلك فهذه والله حفاوة لا نستحقها. شكراً لمرورك من هنا و أتمنى عليك أن تصبري على مادتنا، فلا تسأمي و تهجرينا كما فعل الكثيرون سواك ، و لعل عذرهم معهم لكون الموضوع سمج إلى حد ما، و المادة جافة و متشعبة التفريعات, لكنني و جدتها مفيدة لذا سوف أواصل برفقة صديقي ذاك الراجل الطيب/ محمد الحسن الطيب و أمرنا لله.
فالمسؤولية الجزائية هي حق الدولة في إنزال عقاب ما و توقيع جزاء من طينة العمل على كل من أتي فعلاً مخالفاً للقانون وهو متمتع برشده و بعقله وكامل إرادته المعتبرة شرعاً و قانوناً وعرفاً ، و عير مغصوب و لا واقع تحت تاثير خارجي تعرض له دون علم أو قبول منه؛ و يتقرر أنه من موانع المسؤولية الجزائية انتفاء أي عامل مما ذكر؛ و تلك مسألة فنية يقدرها أختصاصي كطبيب من أهل الثقة و خلافه .
تقع المسؤولية الجزائية على شخصية معنوية (اعتبارية) لكل ما يرتكبه منتسبوها باسمها. قد تلجأ المحاكم الى إبدال العقوبات الأصلية بعقوبة الغرامة المالية كمخرج من باب الطوارئ ، بأعتبار أن الشخص المعنوي شخص أفتراضي لاوجود له. ومع كل هذا فلا يوجد ما يسقط المسؤولية الجزائية أو يمنع من معاقبة الفاعل شخصياً .
هل من قانون يبيح الاعتداء؟:-
مع أن الأصل القانون الجزائي أن كل فعل متعد و متعمد لإلحاق الضرر المادي أوالمعنوي بالنفس أو بالغير يستوجب المسؤولية الجزائية و يجيز العقوبة؛ إلا أن من الأفعال مايبيح القانون القيام به, فلا يوجب عليه مساءلة و لا يفرض له عقوبة, إذ لا تجريم في أي من الحالات التالية:-
• إذا وقع الفعل من موظف أو شخص مكلف بخدمة عامة و بحيث يفعله منفذاً للقوانين ، أو معتقداً بأن ما قام به هو من أختصاصه، أو امتثالاً لأمر صادر إليه ممن تجب طاعته أو إذا ماعتقد بجوب الطاعة عليه أو خشي المساءلة حال عدم الانصياع. على أن يتم إثبات سلامة نية واعتقاد الفاعل بأنه لم يكن بالإمكان القيام بعمل دون الذي كان أي قام به. و بناءً عليه، تنتفي المسؤولية الجزائية عمن يستخدم القوة لدى ملاحقة الجناة بقصد القبض على متهم يحمل بيده سلاحاً جارحاً أو نارياً.
• إذا وقع الفعل بموجب حق مقرر بمقتضى الشرع أوالقانون أو العرف السائد ، و يعتبر من باب أستعمال الحق ، كتأديب القصر على يد المعلمين و الآباء ومن في حكمهم ، وكذلك كضرب الزوجة الناشز (بضرب غير مبرح). كذلك الطبيب الجراح في علاجه المريض حسب رضا المريض؛ أو بدون رضاه في العمليات الطارئة التي يقدرها طبيب مختص. و كذا العنف القانوني في الملاعب الرياضية مع مراعاة قواعد اللعبة.
• إذا أستعمل الفعل كحق للدفاع الشرعي, شريطة أن يكون هذا الحق نافذاً لينفي المسؤولية الجزائية. كأن يواجه المدافع خطرأً (حال) على النفس أو على المال. والخطر الحال غيرالمتوقع الذي يفرض حالته على المدافع كطارئ.حال انعدام سبل النجاة أمام المدافع. و تعذر الالتجاء الى السلطات العامة لدفع الخطر قبل فوات الآوان.[/b]
محمدالحسن الطيب
06-04-2013, 07:31 AM
المجد: -
عرف العرب قبل الاسلام النظام التجسسي على الاعداء من خلال جمع المعلومات الاستخبارية عنهم وعبر وسائل عديدة تعتمد في هذا المجال، فكانت هناك هيئات وموظفون هم أما عبارة عن تجار متنقلين بين مناطق مختلفة حيث تجمع المعلومات من خلالهم أو الرحالة او السجناء ويكون هنا المال عاملا ً مهما ً في الأغراء للأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة . ولما جاء الاسلام أستمرت الوسائل المستخدمة سابقا ً في عملية بث العيون مع الاضافات الجديدة وفق المتطلبات التي رافقت ظهور الأسلام ونشره سواء كان ذلك في الفترة المبكرة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في مكة او بعد هجرته (صلى الله عليه وسلم) الى المدينة، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن هذا النظام الاستخباري وفي هذه الفترة بالذات لم يكن يتسم بالتعقيدات بل كان بسيطا ً يلبي متطلبات وطبيعة المرحلة الأسلامية الأولى، فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يحسب حسابا ً لعدوه من خلال الأخبار التي تأتيه عنه فيضع خططه على ضوء المعلومات المتوفرة هذه. وإذا أردنا الوقوف على بعض الجوانب في المهمات الاستخبارية في هذا العهد تطالعنا فئة تعيين عبد الله بن أبي بكر من قبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليكون عينا ً على قريش أثناء هجرته (صلى الله عليه وسلم) الى المدينة، فقد تخفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع رفيقه أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في غار حراء وكان عبد الله بن أبي بكر يجمع المعلومات والأخبار عن قريش ثم يخبر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما تتلاشى الأنظار ليلا . ويبدو لنا من خلال هذه الرواية أن الامر كان تقليديا ً وبسيطا ً ولم يكن يرقى الى نظام المؤسسة الاستخبارية وهذا أمر بديهي في هذه المرحلة نراه أكثر فيما بعد أن تأسست دولة المدينة فكان لابد وأن تكون لديه مؤسسة استخبارية أكثر تطورا ً لمراقبة المشركين واليهود ومعرفة عدوه، وهذا ما نراه عندما نتبع غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومعاركه مع المشركين، فهناك عيون وطلائع استكشافية تسبق الجيش الذي يقوده الرسول (صلى الله عليه وسلم) أو أحد الصحابة، ففي غزوة بدر أرسل الرسول (صلى الله عليه وسلم) أشخاصا ً من قبله يكشفون له أخبار العدو وهم طلحة بن عبيد الله التيمي وسعيد بن زيد بن تقيل. وكانت مهمتهم جمع المعلومات عن القافلة التي كان يقودها أبو سفيان وهي قادمة من الشام، ويظهر من خلال رواية أبن هشام التي تفيد أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أرسل مجموعة أخرى جديدة بعد عودة المجموعة الأولى بالمعلومات للتأكد من صحتها أن المعلومات الأستخبارية كانت تحمل على جانب كبير من الأهمية سيما أن التحقق منها سوف ترسم على ضوئه خطة المواجهة والتأهب، ومما يؤكد أهمية المعلومات الأستخبارية ودقتها عند الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه لم يكن ليترك مهمة التحري وجمع المعلومات لأصحابه فقط وإنما كان يذهب للاستطلاع بنفسه، فكان هو وأبو بكر الصديق (رضي الله عنه) في مقدمة الجيش في معركة بدر يستطلعان المعلومات التي تفيدهم في كسب المعركة (7) ولم يكن الرجال المكلفون بالتحري وجمع المعلومات يحيدون عن التعليمات والوصايا التي كانوا يحاطون بها من قبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد كان بإمكان حذيفة بن اليمان عين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على العدو في معركة الخندق أن يقتل زعيم قريش أبا سفيان وهو يدخل الى معسكر المشركين ولكنه لم يفعل التزاما ً بوصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما أوصاه قائلا ً " لا ترم بسهم ولا حجر ولا تضرب بسيف حتى ترجع " وكذا الحال لعبد الله بن أبي حدود الأسلمي الذي أرسله الرسول (صلى الله عليه وسلم) عينا ً على قبيلتي ثقيف وهوازن اللتان كانتا تهمان غزو المدينة وكان بإمكانه قتل زعماء تلك القبيلتين حيث كانت الفرصة سانحة له في ذلك ولكنه لم يفعل لأن مهمته كانت دون ذلك ولم تكن لتتعدى جمع المعلومات ويبدو لنا من هذا المنهج أن المهمات الاستخبارية في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يحسب لها الحساب في تحقيق الأهداف الكبرى التي تتجاوز الأهداف الصغيرة فمعرفة عدة العدو وعدده أهم بكثير من اغتيال فرد أو قتل مجموعة من أفراد العدو. لم تقتصر مهمة الاستخبارات على الرجالات من الصحابة الذين يكلفهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحصول وجمع المعلومات عن العدو بل تعدته الى أبتكار وسائل جديدة تعتمد على أناس أخرين هم من سكان المناطق المجاورة للمشركين، فقد قبض المسلحون على رجل يهودي وأمنوه على نفسه مقابل أخبارهم عن بعض الأماكن وممرات الحصون التي كانوا يحاصرونها في غزوة خيبر، فكان للمعلومات المقدمة من قبل هذا اليهودي أثر في أقتحام الحصون والسيطرة عليها سيما وأن خبير فيها أماكن محصنة وممرات تحت الأرض لا يمكن معرفتها الا عن طريق المعلومات الاستخبارية ولرجالات من أهلها. وكانت المعلومات الاستخبارية تحلل من قبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتدقق من خلال الفراسة والنباهة التي كان يتمتع بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعندما انتقل (صلى الله عليه وسلم) في معركة بدر من المشاورة واتخاذ القرار الى التنفيذ أخذ بجمع المعلومات عن قريش وتحركاتها فبعث بعض اصحابه الى ماء بدر ليلتمسون له الأخبار فوجدوا هنالك غلامين لقريش يجلبان الماء لقومهما، فالقوا القبض عليها وبدأوا بأستجوابهما فأخبروهم أن قريش قريبة منهم كما أستنتج الرسول (صلى الله عليه وسلم) من جانبيهما أن عدد مقاتلة قريش بين الألف والتسعمائة وأن بينهم زعماء قبيلة قريش فقال: " هذه مكة فقد القت اليكم افلاذ كبدها "، ولم يكن الأمر مقصودا ً على المسلمين في جمع المعلومات لأن الجانب الأخر كانت لديه استخبارات أيضا ً ففي هذه المعركة أيضا ً نرى أن أبا سفيان هو الأخر أخذ يستطلع أخبار المسلمين وتأهبهم منذ الوهلة الأولى وهو يسير بقافلته صوب مكة وكان يتوقع خروج المسلمين للتعرض له، ولكنه غير طريق سيره بعد اعتماده على معلومات استخبارية تفيد ان الخطر يحيق به وبقافلته وبذلك فوت فرصة الآستيلاء على القافلة، ثم قام بإرسال شخص من بني غفار الى مكة ليستنفر قريشا ً لنجدة أموالها (13)، وعندما عسكر جيش قريش أرسلوا شخصا ً ليستطلع لهم عدد المسلمين وأموالهم فأجال بفرسه حول العسكر ثم رجع أليهم فقال ثلاث مائة رجل يزيدون او ينقصون (14) . ويفهم من خلال هذه الروايات أهمية المهمات الاستخبارية في المعارك والغارات في هذا العهد والتي حاول المسلمون أستثمارها لتحقيق الفوز والانتصار .
ود الأصيل
08-04-2013, 01:40 AM
ولن اتوقف.
الأعذار القانونية والظروف القضائية المخففة والمشددة:-
الأعذار تعني الأسباب التي يمكن أن تجدها المحكمة متزامنة مع الفعل الجرمي للمتهم ، وهذه إما ان تكون معفية من العقوبة أو مخففة لها.
و الأعذار القانونية قرائن دامغة و وقائع منصوص عليها حصراً لتلتزم بها المحكمة و ليست مطلقـــة, بل مقننة بامتياز.
يعتبر عذراً قانونياً مخففاً للعقوبة أرتكاب الجريمة لبواعث شريفة كغسل العار ، فيما عده عذراً للزوج حين يفاجئ إحدى محارمه أو زوجته متلبسه بالزنا في فراش الزوجية. أيضاً قد يعذر الجاني لتعرضه لاستفزاز خطير من المجني عليه دون وجه حق.
و أما الظروف القضائية المخففة فمتروكة للمحكمة أن تستنبطها من مجريات أحداث القضية لما لها من سلطة تقديرية في بيان ذلك . والسلطة التقديرية منوطة بمحكمة الاختصاص بالموضوع، و يقدرها القاضي بفطنته لما يلم به عن ملابسات التهمة وما يتعلق بظرةف المدعي والمدعى عليه و البينة. فإذا رأت المحكمة ما مايستدعي الرأفة جاز أبدال العقوبة كعدم وجود سوابق للمدان أو كونه خادم وطنه مدة مقدرة بأستقامة ونزاهة, أو كونه حدثاً مغرراً به. لا يخضع القاضي هنا للتدقيقات التمييزية؛ إنما عليه شرح الحيثيات مع حجية استناده إليها في قرار العقوبة بالتخفيف.
و أما الظروف المشددة للفعل فترد في النصوص العقابية أحياناً كظروف الزامية مشددة للعقوبة تقتضيها المصلحة العامة و يحددها المشرع أو تستخلصها المحكمة من حيثيات القضية و يشار إليها في منطوق الحكم. فأرتكاب الجريمة بباعث دنيء كأن يكون القاتل مأجوراً لقاء منفعة ذاتية أو عطية عينية. كذلك انتهاز فرصة كون المجني عليه سقيماً أو ضعيفاً أو مقعداً أو عاجزاً عن المقاومة و الدفاع عن نفسه, أو لجوء الجاني إلى طرق وحشية كالتمثيل بالمجني عليه او اغتصابه ، أو استغلال الجاني لصفته السلطوية أو نفوذه المستمدين من منصب أو جاه ؛ و كذا كون المتهم من أرباب السوابق والعائدين للإجرام.
تصوروا ، حياتنا دون القانون ..اجزم انها غابة لا نأمن فيها على انفسنا يضيع فيها حق الضعيف والعاجز والمريض والطفل والنساء والغافل
ان للنفس البشرية نزعة للشر لا تخفى على متفحص
والظلم من شيم النفوس فان تجد ذا عفة فلعله لا يظلم
وهكا يتسع هامش امننا لنتفيأه ونمضي في حياتنا
حقيقة مختارات لا بأس بها ، لنواصل وثوابك على الله
و لكم مني صباحات رابحات و بكل خير نافحات. فما أحوجنا للمؤازرة من قلم محنك لإدارة أزمات بوستي العويص يجيد تصيد طروحات راقية و من ثم الغوص في مغاصاتها والدر النفيس قابع في أحشائها ،ل نبحث في مفاصل حديث شيق ثر و نمعن في مقاصد رامية بعيداً عن أرانب أنوف البشر العاديين مثلي. هذا ليس إغداقاً مني لعطر ثنائكم الذي هو زخات تعبق من ثيابكم و المجد محارب قديم يمشي في ركابكم، و إنما ذلك من باب أقراري لحقيقة شهدتها تسعى بين يدي برأس حاسر و على قدمين حافيين . معجب حد الاندهاش لتتبع و فهم متطور وملتزم في آن واحد لأصول الأمن بوصفه أداة إن أحسنا تأتيها من زاوية نصف كوبها المشرق المملآن لوجدنا أنها خير حيلة للدفع بين الناس قويهم و ضعيفهم، لدرجة أنني لم أوفق لمزيد من إضافة تذكر لأدلي بها في دلوي.
وهذه قبعتي أرفعها تجلة احتراماً لكل من يضيف نقطة بعد فواصلي..
محمدالحسن الطيب
12-04-2013, 08:56 AM
كيف نحافظ على نعمة الأمن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
فقد ثبت في سنن الترمذي عن عبيد الله بن محصن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا "
حديث عظيم ، يخاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته ، ويخبرهم بأن الإنسان يملك الدنيا بما فيها ، إذا تحققت له ثلاثة أمور : الأمن في وطنه ، والمعافاة في جسده ، وتأمين لقمة العيش ، فمن تحققت له هذه الأمور الثلاثة فكأنما ملك الدنيا كلها .
من أعظم النعم التي ينعم بها علينا ربنا سبحانه نعمة الأمن والأمان في الوطن ، نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس ، نعمة افتقدتها كثير من الأوطان .
انظروا أيها الأخوة في نعمة الأمن الي نعيشها ولله الحمد والمنة ، أي نعمة نعيشها ، نعمة الأمن في الأوطان ، والصحة في الأبدان .
تأملوا أيها الأخوة إلى جيراننا من الأمم والشعوب ، منهم من ابتلاه الله بالحروب ، فدكدكت منازلهم بالمدافع والقنابل والصواريخ ، وقتل أطفالهم ، وشرد عيالهم ، يصبح المرء منهم على أزيز الطائرات وصوت المدفعيات ، لا يدري هل يمسي في يومه هذا حيا أو لا ؟ يخرج الواحد منهم في الصباح الباكر يلتمس الرزق تاركا أولاده في المنزل ، وعندما يعود يجد المنزل قد تحول إلى كوم من التراب على رؤوس الصغار .
ما أعظمها من نعمة ، إنها نعمة الأمن .. وما أدراكم ما نعمة الأمن التي كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليلإبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال : ( رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) [ البقرة : 126 ].. فقدّم إبراهيم نعمة الأمن ، على نعمة الطعام والغذاء ، لعظمها وخطر زوالها .
إن أشهى المأكولات ، وأطيبَ الثمرات ، لا تُستساغ مع ذهابِ الأمن ونزولِ الخوف والهلع ، ذلكم أنه لا غناء لمخلوق عن الأمن ، مهما عز في الأرض ، أو كسب مالاً أو شرفاً أو رفعة.
إن الديار التي يفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة ، وإن كانت ذاتِ جناتٍ وارفةِ الظلال.. وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس ، وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلةً جرداء.
في رحاب الأمن ، يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم .. وفي ظلال الأمن ، يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله .. في رحابِ الأمن وظلِه تعم الطمأنينةُ النفوس ، ويسودها الهدوء ، وترفرف عليها السعادة ، وتؤدي الواجبات باطمئنان ، من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان .
إن أمراً هذا شأنه ، ونعمةً هذا أثرها ، لجديرةٌ بأن نبذِل في سبيلها كلَّ رخيص ونفيس ، وأن تُستثمَرَ الطاقات وتُسخَرَ الجهودُ والإمكانات ، في سبيل الحفاظ عليها وتعزيزها .
أيها الأخوة .. الأمن والإيمان قرينان ، فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان .. قال تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) [ الأنعام : 82 ].
إذا الإيمان ضاع فلا أمــــان ولا دنيا لمـــن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين فقد جــعل الفناء لها قرينـا
وإذا تخلى أبناء المجتمع عن دينهم وكفروا نعمة ربهم أحاطت بهم المخاوف ،وانتشرت بينهم الجرائم ، وانهدم جدار الأمن ، وادلهم ظلام الخوف والقلق ، وهذه هي سنة الله التي لا تتخلف في خلقه قال تعالى : ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يصنعون ) [ النحل : 112 ] .
أيها الأخوة .. لا بد أن ندرك أن نعمة الأمن لا توجد إلا بوجود مقوماتها ، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها ، والتي من أعظمها :
أولا : توحيد الله والإيمان به ، والتخلص من خوارم العقيدة ، ومجانبة البدع والخرافات . إن الأمن الذي نعيشه و نتفيؤ ظلاله ، إنما هو منحة ربانية ، ومنة إلهية ، مربوطة بأسبابها ومقوماتها ، والتي من أعظمها ، إقامة شرع الله ، وتنفيذ حدوده ، وتحقيق عقيدة التوحيد ومناصرتها والدعوة إليها. قال تعالى : ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) [ قريش : 3-4 ] .
ثانيا : مما يحقق الأمن في البلاد : تربية الأمة على طاعة الله تعالى ، والاستقامة على شرعه ، والبعد عن معصيته .. إن النفوس المطيعة لا تحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي تردعها عن الجرائم ، لأن رقابة الله والوازع الإيماني في قلب المؤمن يقظ لا يغادره في جميع الأحوال .
ثالثا : مما يحقق الأمن في البلاد : التمسُّك بالكتابِ والسنة ، والعنايةُ بالعلم الشرعي فالعلم عصمةٌ من الفتن ، وللتعليم الشرعيِّ أساسٌ في رسوخ الأمن والاطمئنان ، قال ابن القيّم رحمه الله في إعلام الموقعين : ( وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلّة قلّ الشر في أهلها ، وإذا خفي العلمُ هناك ظهَر الشرّ والفساد ).
رابعا : مما يحقق الأمن في البلاد : القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على المستوى الفردي والشعبي والرسمي ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهو صمام أمان ، يمنع الشرور والآفات عن المجتمعات ، وبه يحصل العز والتمكين في الأرض ، قال سبحانه : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ) [ الحج : 40-41 ] .
خامسا : مما يحقق الأمن في البلاد : العدل في كل جوانب الحياة ، فالراعي مع رعيته ، والأب مع أهله وزوجاته وأولاده، والمعلم مع طلابه ، والرئيس مع مرؤوسيه ، وصاحب العمل مع عماله ، في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته " ، ومتى تحقق العدل دام الأمن بإذن الله .
أيها الأخوة ...ومن تشريعات الإسلام لإدامة الأمن والاستقرار: الأمر بلزوم الجماعة ، والنهي عن شق عصا الطاعة ، في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن زمن استحكام الفتن ، وكثرة الدعاة إلى جهنم ، سأله حذيفة رضي الله عنه عما يفعل إن أدركه ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم : " تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ " . وأمر صلى الله عليه وسلم بالصبر على الظلم والأثرة ، ومدافعة المنكرات بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد ثبت في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا " ، قالوا: فما تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ الله ، قال:" أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا الله الذي لَكُمْ ". وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم :" من رَأَى من أَمِيرِهِ شيئا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عليه ، فإنه من فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّة ". وكل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها ، واختلاف الكلمة وافتراقها ، وسفك الدماء المعصومة من مظاهرات واحتجاجات وخروج وغير ذلك فينهى عنه ، ويحذر منه ؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاضطراب ، ويقضي على الأمن والاستقرار وهو مطلب شرعي ضروري ، ويتأكد ذلك في البلاد التي تشرأب أعناق أهل البدعة لافتراسها ، والسيطرة على أجزاء منها ، وتغري الدول الاستعمارية باقتحامها ونهب ثرواتها ؛ فالخير لأهلها حكاماً ومحكومين أن تأتلف قلوبهم ، وتجتمع كلمتهم ، ويطفئوا مشاعل الفتنة فيهم ، ويصلحوا ذات بينهم . أيها الأخوة .. لوحة الأمن الجميلة التي نعيشها ، نرسمها نحن بإذن الله بأيدينا ، ونسهم بصنعها بأنفسنا - بعد توفيق ربنا سبحانه - حينما نستقيم على ديننا ، ونؤدي صلاتنا ، ونبر والدينا ، ونصل رحمنا ، ونوقر كبيرنا ، ونرحم ضعيفنا ونعرف لعالمنا حقه.
لوحة الأمن ، نسهم بصنعها حينما نحفظ حدود الله ، ونتقي محارم الله ، ونشكر نعم الله .
لوحة الأمن ، نسهم بصنعها حينما نتعامل مع الواقع بميزان الشرع والعقل ، بعيداً عن الأهواء والعواطف والرغبات الشخصية .
نحتاج أيها الأخوة في ظل هذه الظروف إلى تحكيم لغة العقل والحكمة ، وتقديرِ المصالح والمفاسد ، وتقديمِ المصالح العامة على المصالح الشخصية ، وإذا غابت لغةُ الشرع والعقل والحكمة ، وعلت لغةُ الصياح والصراخ : وقعت الفتنُ ، وفرح الشيطانُ ، وحصلت الفرقةُ بين أبناء المجتمع الواحد ، فلا ترى ولا تسمعُ إلا السبَ والشتم ، والغيبةَ والنميمة ، والتحريضَ والفوضى ، وانتشارَ الحقد والبغضاء والضغينة ، حينئذ يتحققُ حلمُ الشيطان في التحريش بين الناس ، في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم ".
فلنغلب لغة الشرع والعقل والحكمة ، ولنصبر على البلاء ، فالفرَج قريب ، والنصر آت لا محالة ، فإن النصر مع الصبر ، والفرَج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا .
والصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا , وول علينا خيارنا واكفنا شرارنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين .
محمدالحسن الطيب
15-04-2013, 08:06 AM
خصائص الأمن الانساني ومهدداته في السودان - وعلاقتها بتنمية المجتمع
إعداد الطالب إشراف الدكتور
عثمان حسن محمد حسن عربي د. عبد العزيز كرم الله
المعنى اللغوي للأمن (1-4)
أصل الأمن في اللغة " طمأنينة النفس و زوال الخوف "، و لا يكون الإنسان آمنا حتى يستقر الأمن في قلبه وكما يرى الراغب الأصفهاني إن: “أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف" [4] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn4) فالأمن بهذا المعنى مرتبط بالإنسان وهذا ما يفسر توأمة مفهومي "الإنسان = الأمن "والأمن=الإنسان" و الحديث عن الأمن يعني الحديث عن الحياة نفسها والأمن هو الحاجة الأولى و المطلب الدائم للإنسان.
وتعرف لجنة الامن الإنساني بالأمم المتحدة الأمن الإنساني بأنه : حماية الجوهر الحيوي لحياة جميع البشر بطرائق تعزز حريات الإنسان وتحقق للإنسان ذاته فأمن الإنسان يعني حماية الحريات الأساسية -تلك الحريات التي تمثل جوهر الحياة- وتعني حماية الناس من التهديدات والأوضاع الحرجة أو القاسية أو المهددات المتفشية الواسعة النطاق .. وجوهر الحياة الحيوي هو مجموعة حقوق وحريات أولية يتمتع بها الناس و يتفاوت بين الإفراد والمجتمعات ما يعتبره الناس "حيويا " ، أي ما يعتبرونه "جوهريا للحياة" وحاسم الأهمية.
وبدأ الاهتمام يتزايد بالأمن الإنساني مع انتهاء فترة الحرب الباردة بسبب تعدد المهددات وتطورها لأسباب تتعلق بالبيئة او النزاعات الداخلية في الدول ذات التنوع العرقي والديني والاقتصادي ومع تناقص الحروب الخارجية وكان قد شهدت فترة الحرب الباردة بعض المحاولات المحدودة لدراسة المشاكل والقضايا الإنسانية في سنة 1966 وذكر بلاتز رؤيته حول الأمن الفرديindividual security [5] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn5) وترتكز فرضيته على أن مفهوم الأمن شامل يضم العلاقات الاجتماعية كافة التي تربط الجماعات والمجتمعات ، وأكد أن الدولة الآمنة لا تعني بالضرورة الأفراد الآمنين ، فاعتبرت أفكاره تحدي المستوى النظري للفكر التقليدي المرتكز على امن الدولة .
كما أثير موضوع الأمن الإنساني في مناقشات لمنظمات ولجان مستقلة وفي بعض المؤتمرات الدولية منها اللجنة المستقلة حول قضايا التنمية الدولية برئاسة فيلي براند 1977 وعرفت بلجنة براند Brandt comission حيث أصدرت تقريرها في سنة 1980 أكدت فيه أن المشاكل التي تواجهها البشرية لم تعد مقصورة على المشاكل التقليدية من سلم وحرب إذ توجد أنماط أخرى أكثر خطورة من جوع وفقر ، وأكد التقرير على ضرورة التغلب على الفجوات المتزايدة بين الأفراد والدول لتحقيق الأمن الإنساني ومن ثم السلم العالمي .
كما قدمت اللجنة تقريرا ثان بعنوان " الأزمات المشتركة : تعاون الشمال – جنوب للتعافي العالمي سنة 1983 " تحدثت فيه عن الأمن الغذائي والزراعي وأمن الطاقة .
وساهمت كذلك بعض لجان الأمم المتحدة في بلورة المفهوم منها لجنة برونتلاند التي عرفت بلجنة الحكم الرشيد العالمي المنبثقة عن مبادرة ستوكهولم للأمن العالمي والحكم الرشيد لعام 1991 والتي دعت إلى مفهوم واسع للأمن يتعامل مع تحديات التنمية والبيئة والزيادة السكانية, وقد أعدت الأمم المتحدة دراسة سنة 1987 ساهم فيها 23 باحثا خلصت إلى ضرورة إنشاء مجلس مراقبة عالمي تحت رعاية الأمم المتحدة لمراقبة قضايا تهديد الأمن الإنساني .(10)
وقد جاء في تقرير صدر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 1999 بعنوان "عولمة ذات وجه إنساني Globalization with a Human Face " [6] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn6) .
والذي جاء فيه : - أن العالم شهد واحداً وستين نزاعاً مسلحاً في الفترة من 1989 إلى 1998م كانت جميعها أهلية ، باستثناء ثلاثة نزاعات فقط كانت فيما بين الدول وأكد التقرير على أنه على الرغم مما تقدمه العولمة من فرص هائلة للتقدم البشرى في كافة المجالات نظرًا لسرعة انتقال المعرفة وانتقال التكنولوجيا الحديثة وحرية انتقال السلع والخدمات فإنها في المقابل تفرض مخاطر هائلة على الأمن البشرى في القرن الحادي والعشرين وهذه المخاطر ستصيب الأفراد في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء , وكذلك فقد ازدادت المهددات المتصلة بالإنسان بصورة مباشرة في الخمسين سنة الماضية مثل ظهور امراض جديدة وجرائم ومهددات يتساوى خطرها على كافة الناس في كافة الدول بل ان العاملين في الاجهزة الرسمية في الدولة هم الاكثر عرضة لهذه المهددات ولاحظ التقرير كذلك ان كثير من الدول تعطى الاهتمام الاكبر لأمنها القومي وحماية النظام وتتناقص اهتماماتها تجاه المهددات المباشرة لأمن انسانها ... وقد حدد التقرير سبع تحديات أساسية تهدد الأمن الإنساني في عصر العولمة هي: -
أ. الاستقرار المالي:
والمثال البارز على ذلك الأزمة المالية في جنوب شرقي آسيا منتصف عام 1997. إذ أكد التقرير على أنه في عصر العولمة والتدفق السريع للسلع والخدمات ورأس المال فإن أزمات مالية مماثلة يتوقع لها أن تحدث.
ب. الأمن الوظيفي وعدم استقرار الدخل:
وهو ما يترتب من فقدان للوظائف وعدم استقرار في الدخل لأسباب مختلفة ناتجة من مهددات مختلفة او بسبب سياسة المنافسة العالمية للشركات والحكومات وفقدان الوظائف مما يحتم اهمية اتباع سياسات وظيفية أكثر مرونة غير تلك المتسمة بغياب العقود و ضمانات الوظيفة.
ج. الأمن الصحي:
لسهولة الانتقال وحرية الحركة وارتباطها بسهولة انتقال وانتشار الأمراض كالإيدز فقد شهد العالم ازدياد كبير في انتقال الامراض المعدية في السنوات الاخيرة ويشير التقرير إلى أنه في عام 1998 بلغ عدد المصابين بالإيدز في مختلف أنحاء العالم حوالي 33 مليون فرد، منهم 6 ملايين فرد انتقلت إليهم العدوى في عام 1998 وحده .
د. الأمن الثقافي:
إذ تقوم عملية العولمة على امتزاج الثقافات وانتقال الأفكار والمعرفة عبر وسائل الإعلام والأقمار الصناعية فقد أكد التقرير على أن انتقال المعرفة وامتزاج الثقافات يتم بطريقة غير متكافئة، تقوم على انتقال المعرفة والأفكار من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة، وفي أحيان كثيرة تفرض الأفكار والثقافات الوافدة تهديدًا على القيم الثقافية المحلية... بل وتتم عمليات غزو ومحو ثقافي من قبل المجتمعات ذات الامكانيات الكبيرة على الشعوب الفقيرة ويتأثر انسان هذه الدول بغياب الهوية والانغماس غير الواعي في الثقافات الأخرى .
هـ. الأمن الشخصي:
ويتمثل في انتشار الجريمة المنظمة والتي أصبحت تستخدم أحدث التكنولوجيا مع ظهور جرائم حديثة مثل غسيل الاموال وجرائم المعلوماتية وزيادة الجرائم المتعلقة بالإتجار بالبشر وانتشار السلاح غير المشروع وسط المدنيين .
و. الأمن البيئي:
وينبع هذا الخطر من الاختراعات الحديثة والتي لها تأثيرات جانبية بالغة الخطورة على البيئة مثل ( الاحتباس الحراري ) وبالتالي زيادة الكوارث الطبيعية والجفاف والتصحر والتلوث البيئي في كافة جوانبه.
ز. الأمن السياسي والمجتمعي:
حيث أضفت العولمة طابعًا جديدًا على النزاعات تمثلت في سهولة انتقال الأسلحة عبر الحدود وهو ما أضفي عليها تعقيدًا وخطورة شديدين، كما انتعش دور شركات الأسلحة والتي أصبحت في بعض الأحيان تقوم بتقديم تدريب للحكومات ذاتها وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن الإنساني . بالإضافة الى غياب الحريات وانتهاك حقوق الانسان والتعدي على الكرامة الانسانية .
محمدالحسن الطيب
15-04-2013, 08:09 AM
(2-4) مفهوم الأمن الانساني
يركز مفهوم الأمن الانساني في جوهره على أمن الانسان الفرد وليس أمن الدولة كجهة منفصلة ويؤكد على أن أمن الدولة يجب أن يكون الهدف الأساسي منه هو تحقيق أمن الفرد وليس أمن السلطة الحاكمة فحسب .. لأنه قد لا تكون الدولة آمنة في وقت يتناقض فيه أمنها مع أمن انسانها حتى إذا نجحت في تأمين سيادتها وفشلت في تأمين مواطنيها ناهيك في ان تكون اجهزة الدولة نفسها مصدرا يهدد مواطنيها ومن ثم يجب عدم الفصل بينهما.
ونحن نشهد هذا التحول التدريجي في التفكير العالمي في هذا الشأن أخذ مفهوم الأمن يتحول نحو التركيز على حماية الأفراد الذين يعيشون داخل تلك الدول والذي كان في السابق على الأمن الوطني والقومي ويتعلق بتأمين حدود الدولة وثرواتها ونظامها الحاكم ثم الانسان داخل الدولة الى وضع تامين الانسان في المرتبة الاولى دون التقليل من امن الدولة .... ومن هنا انطلقت فكرة الأمن الإنساني كهدف أعلى يتجاوز أمن الدولة دون أن يقلل من أهميتها [7] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn7)، فالأمن الوطني شرط أساسي للأمن الإنساني ، ومع ذلك فهو لا يكفي لضمان "حق الفرد المواطن في التمتع بالحرية من الخوف والحرية من العوز" ، أو حق الفرد المواطن في التمتع بأمنه في جميع النواحي مع مشاركته في دفع هذه المهددات عنه ونعرف أن مثل هذه التهديدات تقع عادة ضمن الأبعاد السياسية ، الاقتصادية ، الشخصية والمجتمعية للأمن الإنساني. لذلك ما أمكن ، ينتظر النظر اليها بصورة متكاملة. وغني عن البيان أن هذه الأبعاد متداخلة مع بعضها البعض حيث أن تهديد الأمن الاقتصادي مثلاً يمكن أن يؤدي الى تهديد الأمن الشخصي والمجتمعي والسياسي . كما أن الارتفاع الملحوظ في نسبة البطالة يمكن أن يؤدي الى نزاع عنيف أو الى ارتفاع في نسبة التجارة غير المشروعة ، أو الى إدمان المخدرات ، أو الى الاضطرابات الاجتماعية .
وبذلك فان الأمن الانساني يرتب الاولويات الأمنية والمهددات بحسب ارتباطها المباشر بالإنسان داخل الدولة ويجعل الاهتمام بالإنسان في الدولة هو الاساس للحماية وتوفير الأمن وبالتالي تبرز ابعاد ومهددات الأمن الانساني في الأمن الثقافي والأمن الاقتصادي والأمن الصحي والأمن الغذائي وتتمحور المهددات نحو الانسان مباشرة لتبرز مهددات النزاعات وانتشار الامراض والجريمة والمخدرات والسلاح غير المشروع والمحو الثقافي وانتهاك حقوق الانسان كمهددات تأخذ الاولوية للمعالجة والحماية للإنسان في الدولة .
كما أن أمن الإنسان لا يعني الحفاظ علي حياته فقط وإنما أيضا الحياة بكرامة وحرية ومساواة وتكافؤ في الفرص وتنمية قدرات البشر ويعني حماية الحريات الأساسية وحماية الناس من التهديدات والأوضاع القاسية وتحرير الإنسان من التهديدات الشديدة والمنتشرة والممتدة زمنيا وواسعة النطاق التي تتعرض لها حياته وحريته وكرامته وبالتالي فانه مفهوما ديناميا وليس جامدا، يختلف باختلاف المجتمعات. وفي أدبيات العلاقات الدولية التي تعرف مفهوم "الأمن الإنساني"، نجد اتفاقاً حول تعريف المفهوم من خلال عنصرين أساسيين وهما[8] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn8) :-
1ـ الحماية: يتعلق بتعرض الأفراد والمجتمعات لأخطار تهددهم تهديدا بالغا، وانه لحماية الإنسان من هذه المخاطر يجب الاعتراف بالحقوق الأساسية للإنسان، وتحديد المهددات التي تهدد أمن الإنسان تهديدا خطيرا سواءً كانت هذه التهديدات تقليدية أو غير تقليدية، ثم بعد ذلك بذل مجهود حقيقي من خلال المؤسسات الوطنية الحكومية وغير الحكومية
محمدالحسن الطيب
15-04-2013, 08:10 AM
.
2ـ التمكين: إن دعم تمكين الأفراد يحدث بتوفير التعليم المناسب، ووجود مناخ عام من الديمقراطية واحترام الحريات العامة مثل حرية الصحافة، وحرية الحصول علي المعلومات، وحرية التنظيم، وحق المشاركة السياسية، والانتخابات الحرة، حيث إنه من المؤكد أن الناس الممكنون يستطيعون أن يطالبوا باحترام كرامتهم إذا ما تم انتهاكها، والدفاع عن أمنهم إذا ما تم تهديده. وقد برز من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في1994 مدرستين:
1ـ التحرر من الخوف (Freedom from fear)
تركز هذه المدرسة علي توفير الأمن الإنساني عن طريق حماية الأفراد من العنف. والنزاع المسلح، والحروب الأهلية، والإرهاب الداخلي والخارجي. ووفقا لهذه المدرسة تعتبر عملية صناعة السلام ونزع السلاح هي أهم الركائز لتوفير "الأمن الإنساني".
2ـ التحرر من العوز (Freedom from want)
تركز هذه المدرسة علي قضايا مثل الجوع، الأمراض والأوبئة، والكوارث الطبيعية لأن أياً من هذه الأمور ربما تقتل أعدادا كبيرة وربما أكبر من الحروب، حيث يفقد الملايين حياتهم ليس بسبب الحروب فقط وإنما بسبب الجوع والمرض والتشرد والعيش في العشوائيات، ومن ثم ووفقا لهذه المدرسة تكون التنمية البشرية هي أهم الركائز لتوفير الأمن الإنساني .
(3-4) المفهوم الاجرائي للأمن الانساني
الامن الإنساني هو طمأنينة الانسان علي نفسه وحماية جوهر حياته الحيوي من القهر والفقر والمرض والجريمة والغزو الثقافي وتمكينه لتلبية حاجته في الحرية والسلام والرفاه الاقتصادي والتنمية والصحة والتعليم والمحافظة على قيمه وثقافته .
ويجعل مسؤولية أجهزة الدولة لا تقتصر في حماية النظام السياسي وحدود الدولة التقليدية بل تتجاوزها الى حماية الانسان في امنه القومي والاقتصادي والصحي والغذائي والشخصي والثقافي والبيئي ويحمل الفرد المسؤولية في القيام بدوره لحماية نفسه من هذه المهددات وتمكينه من العيش المطمئن الآمن الذي يحرره من الخوف والعوز.
(4-4) الدراسات السابقة : -
اطلع الباحث على مجموعة من الدراسات التي تتناول ، وأخري تتعرض لدور البحوث في تنمية العمل الطوعي وتنمية الموارد البشرية علها تعين الباحث في تلمس الخطي لإيجاد نتائج لأهداف بحثه وتمكنه من مقارنة نتائجه مع ما توصل إليه الآخرون ونورد منها الدراسات أدناه .
1 / سميرة نصري باحثة ,الجزائر عنوان الدراسة : الأمن الإنساني[9] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn9), منشورة بتاريخ 27فبراير 2009م :-
هدفت الدراسة الي محاولة الوصول إلى تأكيد حقيقة مفادها أن الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني هو جوهر كل القضايا الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ية وأنه بتحقيق امن الإنسان يتم الوصول إلى تحقيق العدل في العلاقات الإنسانية وتجاوز المظالم و التحديات النفعية المادية وبه يتحقق الوصول للهدف الاسمي وهو مواجهة التحديات الخطيرة كالفقر ، الإمراض الخطيرة العابرة للحدود، الهجرة والإعمال الإرهابية وقد خلصت الدراسة الى الاتى : -
1. مفهوم الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني جاء كنتاج لمجموعة التحولات التي شهدتها فترة ما بعد الحرب الباردة ،ولقد مثل نقلة نوعية في طبيعة الدراسات الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ية التي كانت حكرا على الدولة فقط .
2. سجل الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني وبوضوح تجاوزا نظريا لمضامين الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التقليدية، التي تؤكد على الدولة كمركز للأمن ، ليفسح مجال اكبر إمام امن الإفراد، من خلال الاهتمام بقضاياهم ومتطلباتهم.
3. الحديث عن الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني كتصور نقدي للأمن بمضامينه التقليدية لا يعني انه مثل قطيعة حقيقية مع امن الدولة، فامن الإنسان يبقى مهما يكن مرتبط بأمن الدولة فالدولة هي المسؤولية الأولى على تامين أفرادها في مختلف الميادين هذا من جهة ومن جهة أخرى فهي مسئولة أيضا عن حماية أرضها وشعبها من التهديدات الخارجية ،فالاحتلال يعني غياب امن الدولة و المواطن على حد السواء.
4. بالرغم من الجهود المبذولة في سبيل تحقيق الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني ،مازال الموضوع يعرف تراجعا بسبب تصاعد التحديات في مواجهته من انتشار أسلحة الدمار الشامل تصاعد النزاعات الاثنية والأعمال الإرهابية وكذلك انتشار الفقر و الأمراض الخطيرة…
5. تحقيق الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني يستدعي ضرورة وضع استراتيجيات فعالة من اجل تجاوز القضايا الخطيرة التي تواجه وتحول دون تحقيقه، وذلك من خلال طرح بدائل التعاون الاقتصادي و تفعيل الشراكة و التكامل بين مختلف الدول من اجل مواجهة المشاكل الخطيرة التي تهدد امن الناس و الدول خاصة ظاهرة الإرهاب.
6. ومنه نستنتج بان الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني مازال قيد الطموحات النظرية، بعيدا عن الممارسات التطبيقية الفعلية رغم التأييد الذي تلقاه، وهذا بسبب غياب المساواة والعدل على المستوى الداخلي للعديد من الدول هذا من جهة ،وبسبب التطرف العنصري في استخدامات الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني على المستوى الدولي من جهة أخرى ،فالعديد من الدول تتدخل باسم حماية الإنسان و حقوقه بهدف تحقيق مصالح خاصة بها وهنا تطغى مصلحة الدولة القومي (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ة على الأهداف الإنسانية، ومثال ذلك الولايات المتحدة الأمريكية و النتائج السلبية التي خلفتها من خلال حربها على العراق.
7. ورغم كل التحديات المطروحة في مواجهة الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الإنساني، لا يمكننا ان ننكر بان التغير النوعي الذي عرفه حقل الدراسات الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ية تطور من منطلق هذه النقاشات النقدية التي أقرت بتحول بعض الافتراضات الأساسية للمعادلة الأمن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9% 84%D8%B9%D8%A7%D9%85%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D 9%86+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7 %D8%A6%D9%8A%2F+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%8A%2F+%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D 9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9 %82%D8%AA%D9%87%D8%A7+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2011-06-19&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ية في العلاقات الدولية وذلك بسبب نقل مستوى التحليل من الدولة إلى الفرد.
2. البروفيسور كامل علاوي 2010م ( جامعة الكوفة / كلية الإدارة والاقتصاد ) عنوان الدراسة : - الأمن الإنساني في العراق , نظرة تحليلية
وقد هدفت دراسته الى معرفة نشأة وتطور مفهوم الامن الإنساني على المستوى العالمي واجراء دراسة تحليلية للأمن الإنساني في العراق وقد خلصت دراسته للآتي : -
1. رصد الباحث طبيعة العلاقة بين امن الدولة وامن الإنسان وتكاملهم في أربعة جوانب : ـ
ط إن وحدة التحليل لأمن الإنسان هي الفرد والمجتمع ، وليس الدولة
ط إن التهديدات لأمن الإنسان قد لا تصنف تهديدات لأمن الدول .
ط ان الجهات الفاعلة لأمن الإنسان أوسع من الجهات الفاعلة لأمن الدولة
ط إن امن الإنسان لا يتضمن حماية الناس فحسب ، بل يجعلهم قادرين على حماية أنفسهم إضافة إلى إن امن الدولة ويستفيد منه جميع المشمولين .
2. مهددات الامن الإنساني في العراق اوجزها في الاتي : الإرهاب ، الفقر ، البطالة ، التهجير ،انتشار الأسلحة الخفيفة، الألغام ,اللاجئين ،نقص مياه الشرب وتردي نوعيتها، الصرف الصحي ،ممارسة الإرهاب الفكري من قبل البعض، التدخل الخارجي ، غياب التوافق السياسي، الأمية، تردي الوضع الصحي، التلوث البيئي، التصحر .
3. حدد العوامل المهددة لأمن الإنسان العراقي كالتالي : ـ
اولا : - العوامل المهددة للأمن الاقتصادي والسياسي في العراق
أ- العوامل المهددة للأمن الاقتصادي وكانت النسبة 49% .
ب ـ والعوامل المهددة للأمن السياسي وكانت النسبة 51%
ثانيا :- آثار فقدان الأمن للإنسان العراقي
أ- فقدان الأمن الشخصي 26%
ب- فقدان الأمن الاقتصادي والاجتماعي 36%
ت- فقدان الأمن السياسي 38%.
ثالثا : - عوامل تحقيق الأمن السياسي : ـ
أ- ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية 32.5%
ب- ضمان الحقوق الأساسية 32.7%
ت- إرساء الحكم الصالح 34.8% .
4. الجهات الفاعلة لتحقيق الأمن الإنساني في العراق فهي ؛ الجيش ، والشرطة ، والعشيرة ، والمؤسسة الدينية وأبناء المحلة على الترتيب ، وان هناك غياب لدور منظمات المجتمع المدني كجهة فاعلة في تحقيق الأمن الإنساني في العراق .
3. كينسي هاماساكي رسالة لنيل درجة درجة الدكتوراه في القانون الإنساني من جامعة القاهرة 2008م ,عنوان الرسالة :- نظرية الأمن الإنساني في القانون الدولي المعاصر ، مع إشارة خاصة لدور اليابان [10] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn10).
وقد هدفت الدراسة الى تعريف مفهوم الأمن الإنساني من خلال البحث في العلاقات بين الأمن الإنساني والقانون الدولي العام وكذلك إلي ضرورة التعامل مع الأمن الإنساني من منطلق القانون الدولي العام، مع الإشارة إلي دور اليابان في تشجيع الأمن الإنساني وقد توصل الباحث للاتي : -
1. يقترح الباحث التعريف التالي للأمن الانساني : - أن الامن الانساني مفهوم جديد للأمن حيث يقوم كل من الدولة- التي ستواصل السعي تجاه امن الدولة في المستقبل ايضاً وفقاً لسيادتها- والفاعلون الآخرون في القانون الدولي العام، اي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني الذين يلعبون دوراً هاما اكبر من ذي قبل في المجتمع الدولي، بحماية الجوهر الحيوي لحياة جميع البشر بطرائق تعزز حريات الانسان وتحقيق الانسان لذاته ضد مختلف التهديدات عبر القومية التي تؤثر تأثيراً مباشراً علي الفرد، في ظل التعاون بين الدول والفاعلين الآخرين، عن طريق تطوير القانون الدولي العام، بما في ذلك تفعيل القوانين القائمة وصياغة قوانين من اجل حماية وتمكين الفرد، مما يؤدي آلي تطور الامن الانساني كقواعد للاخلاق الدولية الي قواعد قانونية دولية في المستقبل، بهذا الشكل يعتقد الباحث انه من المهم والضروري بذل الجهود من خلال القانون الدولي العام من اجل تحقيق الامن الانساني.
2 . يؤكد الباحث أنه من المهم ان يقوم المجتمع الدولي بحماية الفرد من خلال اطار قانوني مثل اتفاقيات دولية او منظمات دولية، نظراً لأن المجتمع الدولي يواجه انعدام وجود اطار قانوني او عدم فاعلية الاطر القانونية القائمة، ولذلك فإن تحفيز جهود المجتمع الدولي لسد ثغرة القانون الدولي العام في تلك المجالات امر حتمي.
3. وفيما يتعلق باتساع نطاق حماية الفرد في اوقات النزاعات المسلحة يقول الباحث أنه ليس بوسع القانون الدولي الانساني ما بعد نهاية الحرب الباردة ان يتجاوب مع تغير اشكال النزاعات المسلحة بشكل فعال، ويمكن أن يؤدي ذلك الي ازدياد عدد النزاعات المسلحة غير الدولية عن ذي قبل، والى ازدياد الحالات التي تتدخل فيها الدول الأخرى ولاسيما دول الجوار في النزاعات المسلحة غير الدولية داخل دول الجوار .
4. يذكر الباحث انه في ظل الاثار الناتجة من ما يسمي بالحرب علي الارهاب التي تدفعها قدما الولايات المتحدة الامريكية بقوة منذ احداث 11 سبتمبر في سنة 2001 يجعل هناك ضرورة في توسيع مجال حماية المواطنين في اوقات النزاعات المسلحة، وحماية الفرد من الالغام الارضية المضادة للأفراد، وحماية الفرد من انتشار اسلحة الدمار الشامل، وحماية الفرد من الاسلحة الصغيرة، بالإضافة إلي تعزيز حقوق الأنسان .
5. ان الامن الانساني مفهوم يتعامل مع شتي العناصر التي لا يمكن ان تتصدي لها الدول بمفردها، وهو يحتاج الي تعاون دولي، مع ان البعض يستعمل مفهوم الامن الانساني بحجة القيام بما يسمي بـ التدخل الإنساني فإنه ليس من الواضح ما اذا كان التدخل الانساني بعتبر افعالاً مشروعة في القانون الدولي العام، ويعتقد الباحث انه لابد الا نربط الامن الانساني بالتدخل الانساني .
6. ذكر الباحث ان الامن الإنساني يمثل احد السياسات الدبلوماسية الرئيسية في اليابان وان اسهامات الحكومة اليابانية دعماً لنظرية الامن الانساني حيث ذكر ان الحكومة اليابانية تعمل علي تشجيع مفهوم الامن الانساني وتحقيقه عن طريق إطارين اي صندوق الامن الانساني، في الامم المتحدة ومنح الامن الانساني علي مستوي القاعدة، باعتباره احدي الركائز لسياستها الدبلوماسية الرئيسية، وقد اسست الحكومة اليابانية صندوق الامن الانساني في الامم المتحدة من خلال تقديم حوالي 500 مليون ين[11] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn11) سنة 1999 .
7. ذكر الباحث أن بعض الدول تخشي في انه من الممكن ان يستخدم مفهوم الامن الانساني كحجة للتدخل في الشئون الداخلية وغير ذلك، ويعتقد الباحث انه من المطلوب ان تسعي الحكومة اليابانية الي سد هذه الثغرة عن طريق تفعيل القانون الدولي القائم وصياغة قاعد قانونية دولية جديدة بالتعاون مع الدول الأخرى والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني.
8. حاول الباحث توضيح ما هو الامن الانساني بالنظر الي القانون الدولي العام حيث ذكر :- والواقع انه نظراً لأن القانون الدول بالعام قانون بين الدول بشكل اساسي، والتي لا تتعاطي مع الفرد مباشرة، فإن تعامل القانون الدولي العام معا الامن الانساني يبقي تحدياً من التحديات. واوضح الباحث ان القانون الدولي العام يتعامل بالفعل مع كثير من المجالات التي يتضمنها الامن الانساني وعلي رأسها مجال حماية حقوق الانسان .
9. يعتقد الباحث ان سلسلة المحاولات من اجل تحقيق الامن الانساني من خلال القانون الدولي العام سوف تؤدي إلي تطوير مفهوم الامن الانساني وتحويله الي قواعد قانونية دولية.
تعليق حول الدراسات السابقة :-
من خلال اطلاع الباحث على الدراسات السابقة لم يجد دراسة تشير بالتفصيل الى خصائص الامن الإنساني في السودان وعلاقته بالتنمية وانما وجدت اجزاء من دراسات احتوت على تعريفات للأمن الإنساني ويعزي ذلك لان مفهوم الأمن الإنساني في السودان في مهده وقد اقيمت لقاءات قليلة في هذا الشأن وتوجد كتابات محدودة عن مفهوم الأمن الإنساني السوداني
وقد وجدت الملاحظات الاتية: -
- اوصي العلماء والباحثين السودانيين المشاركين في ورشة[12] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn12) منظمة مبادرة الامن الإنساني (مأمن)[13] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn13) ان الأمن الانساني السوداني له خصائص وابعاد تختلف عن كثير من بلدان العالم والمنطقة وأن تعريف مفهوم الأمن الإنساني علي المستوي العالمي والإقليمي قد لا يكون دقيقا لتوصيف مفهوم الأمن الإنساني السوداني لما يتميز به من هذه الخصائص وابعاد مختلفة وهناك حوجه كبيرة للكتابة في هذا المجال .
- ان اغلب الدراسات اعتمدت على مصادر الامم المتحدة وذلك لان المفهوم ظهر في الامم المتحدة .
- ان هناك أهمية للدراسات والبحوث للارتقاء بمفهوم الامن الإنساني وان الدراسات على المستوي الإقليمي الافريقي والعربي لم تزل قليلة .
- ركزت دراسات السابقة على تاريخ ظهور المفهوم وتطوره والتوقعات بان ينتشر هذا المفهوم ليأخذ موضعا عالميا في التفكير العالمي والى اهمية ان تدرس كل دولة خصائص ومهددات امنها الإنساني لما في ذلك من اهمية لهذه الدول ولما يتمتع به المفهوم من حركة دينامية.
- الدراسات التي تناولت موضوع الدراسات لم تتعرض إلى استقصاء البعد المرجعي كما أنها لم تبرز دور المجتمعات بصورة منهجية في عملية الامن في الدولة .
- لم تشر الدراسات السابقة إلى المقاييس التي يمكن ان تعتبر مرجعا علميا للأمن الإنساني كما انها لم تتعرض للأسس العلمية لاستخدام الدراسات في تطوير المفهوم وبناء قدرات المجتمع لتمل مسؤولياته في الامن .
محمدالحسن الطيب
15-04-2013, 08:16 AM
-مستويات الأمن الانساني 1-3
كما جاء في تقرير الامم المتحدة الانمائي 1999 في تحديده لمهددات الأمن الانساني فإننا نجد ان السودان يواجه ذات المهددات في مستويات الأمن الإنساني المختلفة في جانب الأمن القومي والأمن الاقتصادي والأمن السياسي والمجتمعي والأمن الثقافي والحضاري والأمن الشخصي والأمن البيئي والأمن الصحي .
وان هذه المهددات افرزت نزاعات داخلية وضعف في برامج التنمية المستدامة وانتهاك حقوق الإنسان وانتهاك حقوق الطفل والمرأة وغزو ثقافي وحضاري وانتشار الاسلحة وسط المواطنين وانتشار الاوبئة والامراض وانتشار المخدرات والسموم وانتشار مرض الإيدز و إنتشار الجريمة وتطورها وهشاشة في النسيج الاجتماعي للدولة وفقدان للدخل مع ازدياد معدلات الفقر والبطالة .
على انه لابد ان نذكر ان هناك اختلافات كبيرة في تأثيرات مستويات الأمن الإنساني ومهدداتها في السودان عن البلدان المختلفة وذلك لطبيعة السودان من حيث الجغرافية والتنوع الثقافي والاجتماعي والتباين بين الريف والحضر ولتميز السودان بالنزاعات التي صاحبت فترة الدراسة مما كان لها الاثر المباشر على حياة مختلف السودانيين داخل او حتى خارج السودان.
2-علاقات الأمن الانساني 2-3
بالرغم من وجود ترابط وتشابه بين الأمن الإنساني وفروع الأمن الأخرى الا ان هناك اختلاف في تعريف مفهوم الأمن الإنساني وامن الدولة والأمن الوطني والأمن الاجتماعي رغم توافقهما حول مبدأ الضرورة والحاجة ولعل اهم ما يميز الأمن الإنساني ان العناية تتجه للإنسان مباشرة مما تكسبه الكرامة والعزة والتمكين وتتيح له المشاركة الايجابية التعاضدية ليأخذ دوره المباشر في درء هذه المهددات وتقديم الحماية لنفسه ومجتمعه دون انتظار لأجهزة الدولة ويحدث ذلك في انسجام وتكامل في الدولة مما ينتج دولة امنة في انسانها ونظامها .
أ- جذور علاقة الأمن الانساني بالتنمية البشرية
عند دراسة التنمية البشرية لأى مجتمع فإننا نجد سلسلة مترابطة لمهددات الأمن الإنساني وتأثيرها في تحقيق التنمية او في تحديد سبب قصورها وذلك للارتباط الوثيق بين العدالة والحرية والنزاعات وتداخل صراعات الهوية والايدولوجية والاقصاء السياسي والتهميش وكذلك فان الأمن الاقتصادي لأى فرد في اي مجتمع يوفر له مصدر دخل يتجاوز به حد الفقر ويعطيه حظه في التعليم ويوفر الخدمات الاساسية ويعالج البطالة والاثار الناجمة من فقدان الوظيفة ومعالجة استقرار الدخل .. ولا شك لن تغيب اهمية الأمن الثقافي والبيئي والأمن الصحي والأمن الغذائي في بناء أي مجتمع يسعى الى تحقيق تنمية بشرية مستدامة برؤية تنموية رشيدة .
واذا تعمقنا في كثير من مشاكل التنمية البشرية في السودان وجذورها نجد ان الأمن الانساني يمثل اطارا متكاملا لحلول العديد من الازمات التى تواجه التنمية البشرية وان الأمن الإنساني يتصل ويتفاعل بسلسة متينة مع هذه الازمات وبحلها نصل الى تنمية بشرية مستدامة وهنا تاتى الاهمية لفهم هذه العلاقة لما لها من دور كبير في تحقيق التنمية المستدامة وبالتالي عند دراسة اى تنمية بشرية في السودان في اى جانب من جوانبها يجب دراسة مؤشر الأمن الإنساني .
أ- العلاقة بين الأمن الإنساني والتنمية البشرية
يشير تقرير التنمية البشرية في السودان الصادر من وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي الى علاقة التنمية البشرية بالأمن الإنساني[1] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn1) في السودان وجاء فيه:- ( الأمن البشري يضيف بعدا هاما لتنمية التفكير لأنه لا يشدد على أهمية التنمية البشرية وهدفها المتمثل في "النمو مع الإنصاف" ، ولكنها تركز أيضا على المخاطر والمجازفات والحاجة للناس لتكون محمية عندما تواجه انتكاسات مفاجئة وعميقة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لاحقا في تحقيق هدف النمو مع الإنصاف ، والأمن البشري ويضيف بعدا هاما من "الانكماش مع الأمن" ) وأقر التقرير بأنه نتيجة للركود الاقتصادي ، مثل التقلبات المالية والاقتصادية فضلا عن الأمراض المعدية والكوارث الطبيعية وعدم الاستقرار السياسي ونشوء الصراعات العنيفة فإن كل هذه العوامل لا تؤدي فقط الى عدم الأمن والحرمان وانما تؤدي كذلك تؤدي الى تراجع في سنوات التنمية المخططة ناهيك من عدم القدرة اصلا على التخطيط .
ج _ العلاقة بين أمن الإنسان وأمن الدولة
يركز امن الدولة على حماية الدولة بمفهومها التقليدي (اقليم وسلطة حاكمة وشعب ) ويسعي العاملين في أمن الدولة الى تقديم الحماية الى الدولة في حدودها ومواردها وثرواتها وحماية نظامها الحاكم وحماية شعبها من المهددات الخارجية سواء كانت عسكرية او غيرها من الاعتداءات التي تمس موارد الدولة ومكتسباتها في حدودها السياسية ارضا وجوا وبحرا و في حماية سلطتها و حماية شعبها بينما يركز الأمن الإنساني الى تقديم الحماية الى الافراد بصورة مباشرة والتركيز عليهم من حيث اعلاء قيم الكرامة والعيش الأمن من المهددات المختلفة وبالتالي فان الأمن الانساني يتجه مباشرة للإنسان داخل الدولة ولا استثناء في ذلك لكافة الافراد في الدولة بما فيهم العاملين في الاجهزة الرسمية وكذلك يحمل الأمن الإنساني المسئولية للافراد في حماية انفسهم دون الاعتماد فقط على الاجهزة الحكومية وبالتالي يجعل منهم شركاء حقيقيين في التنمية البشرية .
د_ علاقة الأمن الانساني بحقوق الإنسان
وقد جاء في ميثاق حقوق الانسان والشرعة الدولية ان هناك مجموعة حقوق اساسية لابد لأي مجتمع من صيانتها تمثلت في عهود دولية اتفق العالم وصادق عليها السودان وهي تمثل صميم العيش الكريم وتحفظ لأى انسان حقه في الجوانب (السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية) [2] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn2)والتي يجب أن يتمتع بها أي انسان بصرف النظر عن الجنس أو الأصل العرقي أو أي صفة أخرى وبدون هذه الحقوق الأساسية لا يمكن أن تضمن حياة كريمة لأى انسان وانه في كثير من الأحيان وكنتيجة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الصراعات والتشرد وتحركات اللاجئين والمهاجرين والمعاناة البشرية في الاقتصاد والاضطهاد الثقافي ينعدم الأمن الوطني ويؤثر على الأمن الدولي. ولذلك فان الأمن الإنساني يمثل الاطار العملي والرقيب الفعلي لقياس توفر الحقوق وتوفير الالتزامات الرئيسية تجاه الافراد والجماعات مع التركيز المباشر على الفرد .
هـ-علاقة الأمن الإنساني بالأمن الاجتماعي
رغم التشابه والالتقاء بين الأمن الإنساني والأمن الاجتماعي في مبدا الضرورة والحاجة الا انه يوجد اختلاف في المقاصد والاهداف حيث ان الأمن الاجتماعي يهتم بالنسيج المجتمعي وانساقه من الاسرة الى العشيرة الى المجتمع وبنائه [3] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn3)بينما يتجه الأمن الإنساني الى الفرد مباشرة وحمايته .
3- ترابط الأمن الإنساني بالسلام والتنمية البشرية في السودان 3-3
وفر تقرير التنمية البشرية السوداني2010 الصادر من وزارة الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي السودانية إطار مفاهيمي جامع لحالة السودان وعكس العديد من الروابط بين السلام والتنمية البشرية . وهذه العلاقة تعني أنه أينما وجد السلام تزدهر التنمية البشرية وتتقدم وعكس ذلك كلما تدهورت التنمية البشرية تسود الحروب ويتهدد السلام .
وتعتبر العدالة والتمكين والاستدامة من أهم معالم هذا الإطار. وقد ظل انعدام المساواة، الحقيقي والمتوهم منه، يشكل أكبر مسبب للنزاعات الكبرى في السودان. ويتجلى ذلك في أوضح صوره في تمتع نخبة صغيرة بالسلطة والثروة بينما ترزح غالبية السكان تحت وطأة الفقر والحرمان من أبسط مقومات الحياة الأساسية. وعليه فإن تأسيس تنمية بشرية متوازنة يعد أمراً لا مناص منه للسلام في السودان.
وإن بناء ثقافة السلام من أهم الآليات الإيجابية في كسر فخ دائرة العنف التي تربط بين تدني مستوى التنمية البشرية والنزاع. كما أن إرساء ثقافة القبول بالآخر بين الأفراد في المجتمع إضافة إلى أن احترام هوية وثقافة الآخر تعدان من أقوى الآليات التي تقود لفض النزاعات والخلافات بالطرق السلمية.
فالأمن الإنساني في هذا الإطار يعمل كضامن لمكتسبات التنمية البشرية إذ أنه يعمل على الحماية من المخاطر الناشئة عن العديد من المهددات التي تؤثر على التنمية البشرية التي تتفاوت لتشمل التقلبات البيئية والمشاركة السياسية والأمن الاقتصادي لضمان عدم إهدار مكتسبات التنمية البشرية ويسهم الأمن الإنساني كذلك في خلق الاستقرار الذي يحمي السلام ويخفف من مخاطر النزاعات العنيفة.
ود الأصيل
15-04-2013, 09:09 PM
سقوط الأحكام الجزائية وانقضاء الدعوى الجزائية:-
سقوط الحكم الجزائي يتبع سقوط العقوبة. فبعد أن تصدر المحكمة حكمها بأدانة المتهم وتجريمه وتحديد العقاب المناسب مع مراعاة الظروف القضائية المشددة أو المخففة للفعل ، وبعد أن يتصدق قرارالحكم من محكمة الاختصاص ويصبح باتاً كحجة على المدان في تعيين الواقعة المكونة للجريمة ونسبتها إلى فاعلها و وصفها القانوني ، عندئذٍ يصبح وارداً سقوط الحكم الجزائي لأسباب منها :
1) وفاة المتهم: أثناء سريان التحقيق معه وقبل صيرورة الحكم نهائياً تسقط الدعوى المدنية وتوقف إجراءاتها الجزائية وقفاً نهائياً وينتفي الحكم البات بالإدانة من أصله. ويحق للمدعي عندئذٍ مراجعة المحكمة المدنية للمطالبة بعوض الضرر ،إن كان له مقتضى.
2) صدور عفوٍ عامٍ : من سلطة تشريعية مخولة بذلك و بقانون ينظم أحكامه ويفصل طرق اتباعه. يترتب على هذا انقضاء الدعوى الجزائية ومحو حكم الإدانة الصادر فيها ، و من ثم سقوط جميع العقويات الأصلية والتبعية والتكميلية, وكذا التدابير الأحترازية؛ ولا يكون لهذا الأعفاء أثر على ما سبق تنفيذه من عقوبات مالم ينص قانون العفو على غيرذلك . يزيل القانون عن المشمول بالعفو العقوبة المقررة ولكن دون أن يمس أو يلغي حق المدعي من المطالبة بالحقوق الشخصية المدنية بذمة المدان.
3) صدور عفوٍ خاصٍ: بمرسوم من ولي الأمر. و يترتب عليه أيضاً سقوط العقوبة المحكوم بها نهائياً كلها أو بعضها أو إبدالها بعقوبة مخففة و مقررة قانوناً. و ضابط كل ذلك ماينص عليه مرسوم ولي الأمر.
4) صفح المجني عليه عن الجاني: بطلب يرفع إلى محكمة البت بالقضية. وللمحكمةأ ن تقبل هذا الصفح عمن صدر ضده الحكم بعقوبة أصلية مقيدة للحرية, شريطة كون الجريمة مما يجوز الصلح فيه. وهي بموافقة القاضي في جرائم التهديد والإيذاء و إتلاف الأموال؛ وبدون موافقة القاضي في الدعاوى المتوقف تحريكها على شكـوى من المجني عليه , وسيان كون قرار الحكم اكتسب الدرجة القطعية من عدمها . ولا يقبل طلب الصفح المنفرد حال تعدد المجني عليهم ، أما حال تعدد المحكوم عليهم يمكن قبول الصفح عن أحدهم دون البقية ، و لا تقبل المحكمة طلب الصفح إذا كان معلقاً على شرط أو مقترناً به.
5) وقف الإجراءات القانونية، من قبل المدعي العام بناء على إذن من سلطة عدلية عليا ، بأن يطلب إلى محكمة النقض والتمييز وقف التحقيق أو المحاكمة مؤقتاً أو نهائياً في أي طور كانت عليه الدعوى ، حتى الفصل فيها، إن وجد سبب يبرر ذلك.
لعمري إن القانون سماوياً كأن أم وضعياً ما وضع إلا لحماية المغلوب من الغالب. هذا من حيث النصوص.. وأما إن وقع في يد سلطان جائر أو أسند أمره إلى أيد غير أمينة, فهذه قضية أخرى وهي مربط الفرس ضمن محاورنا الأمنية الجاري البحث فيها.. إذاَ، فالأمر برمته صاب في دلتا (أن نعطي كل ذي حق حقه).. اسمحوا لي بالاستطراد قدماً في القضية ضمن المحاور أدناه ؛ لعلنا نجد ضالتنا فيما نسرد.
محمدالحسن الطيب
20-04-2013, 08:54 AM
الفصل الثالث
المبحث الاول
عرض البيانات
الابعاد الرئيسية للأمن الإنساني السوداني ومؤشراته ( 8-8 )
تمثلت ابعاد الأمن الانساني الرئيسية كما جاءت في تقرير الامم المتحدة الانمائي1999 في الامن القومي والامن الاقتصادي والامن الغذائي والامن الشخصي والامن الثقافي والامن الصحي والامن البيئي والامن السياسي والمجتمعي وتم جمع البيانات من الجهات ذات الصلة بالأمن الإنساني عبر توجيه اسئلة محددة متصلة بالأمن الإنساني مستعينا بالأدوات الاتية :-
1/ : التقارير
إعتمد الباحث التقارير كأداة رئيسية لجمع المعلومات وتم الاعتماد على التقارير الحكومية بدرجة اعلى وعلى رأسها تقرير التنمية البشرية الصادر من وزارة الضمان والرعاية الاجتماعية وتقارير الجهاز المركزي للإحصاء السكاني بالإضافة الى تقارير اخري صادرة من جهات حكومية ذات صلة ومنظمات دولية ووطنية.
2/ الملاحظــة :-
جهد الباحث في ملاحظة اوضاع الامن الإنساني في المجتمع السوداني وتأثيراتها على افراده وتمت الملاحظة في التدقيق في كافة الوسائط مع ايلاء التقارير العناية الخاصة في موضوع البحث .
3/ المقابلة
اجري الباحث العديد من المقابلات مع العديد من المسؤولين والعاملين في الجهات ذات الصلة بموضوع البحث وتم توجيه اسئلة محددة اتصلت بموضوع البحث واجابت على عدد من بعض الغموض الوارد في التقارير .
1-8 الامن القومي
أ- السودان الجغرافيا والسكان:
يقع السودان بين خطي عرض 8.45 درجة و 23.8 درجة شمالاً، وخطي طول 21.49 درجة إلى 38.24 درجة شرقاً،[3] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86#cite_no te-sudan.gov.sd-2) في موقع جيوبولوتيكي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D 8%A9) مهم بين عدة مناطق استراتيجية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D 9%8A%D8%A9)، فهو يشكل بوابة أو مفترق طرق وجسر بين أفريقيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7) - خاصة منطقة القرن الإفريقي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5% D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A) شرقاً ومنطقة الساحل غربا وحتى حوض السنغال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%BA%D8%A7%D9%84)، وافريقيا شمال الصحراء الكبرى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D8%A7% D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89) ومنطقة البحيرات الكبرى في الوسط - وبينها وبين العالم العربي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84% D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A) الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%88%D8%B3%D8%B7)، وهو بذلك أحد معابر التفاعلات والهجرات والمؤثرات العربية الإسلامية جنوب الغابات الاستوائية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D8%B7_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D9%88% D8%A7%D8%A1) في أفريقيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7) ويعتبر جزء من الشرق الأوسط جغرافيا وسياسيا وهو عضو في جامعة الدول العربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF% D9%88%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D 8%A9) ومنظمة المؤتمر الإسلامي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85% D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D 9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A) والاتحاد الأفريقي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF_%D8%A7% D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A) يحده من الشرق أثيوبيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7) وأريتريا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%A7) ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%AD%D9%85%D8%B1) ومن الشمال مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) ومن الشمال الغربي ليبيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7) ومن الغرب تشاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF) ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A3% D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D 9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89) ومن الجنوب دولة جنوب السودان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88% D8%AF%D8%A7%D9%86). يقسم نهر النيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84) أراضي السودان إلى شطرين شرقي وغربي وينساب نحوه رافديه: النيل الأزرق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%B2%D8%B1%D9%82) والنيل الأبيض (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%A8%D9%8A%D8%B6) ليلتقيا في الخرطوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85) . ويتوسط السودان حوض وادي النيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84) الذي يلعب دوراً حيوياً في حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي علاقاته الخارجية والخرطوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85) أو (العاصمة المثلثة) كما تُعرف هي عاصمة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9) السودان وسميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9) كبيرة وهي الخرطوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE% D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85) وأم درمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85_%D8%AF%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86) والخرطوم بحري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85_%D8%A8% D8%AD%D8%B1%D9%8A) ويعتبر السودان مهداً لأقدم الحضارات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9) العريقة، استوطن فيه الإنسان منذ 5000 سنة قبل الميلاد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%84% D8%A7%D8%AF) ولشعب السودان تاريخاً طويلاً يمتد منذ العصور القديمة ويتداخل مع تاريخ مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) الفرعونية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86) والتي كان السودان موحداً معها سياسياً على مدى فترات طويلة، لاسيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D 8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8 %B4%D8%B1%D9%88%D9%86) التي حكمت مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) ومن أشهر ملوكها طهراقة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A9) وبعنخي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B9%D9%86%D8%AE%D9%8A)[4] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn4).
شهد السودان حرباً أهلية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D 8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9 %88%D9%84%D9%89) استمرت لقرابة 17 عاماً منذ إعلان الاستقلال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D 9%84) في عام 1956 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1956) م، نتيجة صراعات قبلية ودينية واقتصادية وسياسية بين الحكومة المركزية في شمال السودان وحركات متمردة في جنوبه وانتهت الحرب الأهلية بالتوقيع على اتفاقية أديس أبابا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%B3_%D8%A3%D8%A8%D8%A7%D8%A8% D8%A7) في عام 1972 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1972) م، مُنح بمقتضاها جنوب السودان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88% D8%AF%D8%A7%D9%86) حكماً ذاتياً (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%83%D9%85_%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A). وفي عام 1983 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1983) م، اشتعلت حرب أهلية ثانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D 8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8 %A7%D9%86%D9%8A%D8%A9) للأسباب ذاتها، واستمرت الصعوبات السياسية والعسكرية. وفي عام 1989 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1989) م، قاد العميد عمر البشير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A% D8%B1) انقلاباً عسكرياً (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%A8_%D8%B9%D8%B3% D9%83%D8%B1%D9%8A) ،أطاح بحكومة مدنية منتخبة برئاسة الصادق المهدي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82_%D8%A7%D9%84% D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A) زعيم حزب الأمة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B2%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9) وأصبح هو رئيساً لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ، ثم رئيساً للجمهورية.
تم التوقيع على الدستور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1) الانتقالي الجديد في عام 2005 (http://ar.wikipedia.org/wiki/2005)، إثر ابرام اتفاقية السلام الشامل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D 8%A7%D9%85%D9%84) التي وضعت حداً للحرب الأهلية بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9_%D9%84%D8%AA%D8%AD%D 8%B1%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8 %A7%D9%86) أعقبه استفتاء (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1_%D8%B9% D8%A7%D9%85)لسكان الجنوب في عام 2011 (http://ar.wikipedia.org/wiki/2011) حول البقاء موحداً مع السودان أو الانفصال. وجاءت نتيجة الاستفتاء باختيار الانفصال .
حسب تقرير التعداد السكاني[5] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn5) 2008 الذي جري قبل انفصال الجنوب فان سكان السودان 39154000 (السودان زائدا دولة الجنوب ) موزعين في اقاليم السودان بصورة غير متوازنة حيث ان اقليم الخرطوم ودارفور والاقليم الاوسط يسكنهم اكثر من نصف سكان السودان بينما يقل السكان كثيرا في الاقليم الشمالي والاقاليم الجنوبية (أنظر الملحق رقم1) واشار التقرير الى ان مؤشر توقع الحياة عند الميلاد ارتفع من 38 سنة في عام 1956 الى أكثر من ستين سنة في العام 2010 وان حركة السكان تتجه من الحضر الى الحضر مما ادت الى ضغوط على الخدمات والاسواق وبروز ظاهرة الاقتصاد غير الرسمي وان هناك زيادة في هجرة السودانيين الى الخارج وهجرة من الخارج الى داخل السودان .
ب- النازحون
جاء في تقرير التنمية البشرية في السودان 2010 :- نتج عن سنوات الحرب الطويلة في السودان أعداد كبيرة من النازحين أجبرت مجتمعات بأكملها على ترك ديارها واللجوء للمراكز الحضرية الكبرى أو معسكرات النازحين داخل البلاد وقدرت أعداد النازحين في العام 2004 بواحد من كل خمسة سودانيين.
وتضافرت العديد من العوامل لإجبار الناس على ترك ديارهم وفي أعقاب توقيع اتفاق السلام الشامل العام 2005 عاد الكثير من النازحين إلى جنوب السودان وفي العام 2006 بلغ عدد النازحين 6 مليون بسبب الجفاف والتصحر والمجاعة في شمال السودان وبسبب الحرب والمجاعة والسيول والفيضانات في جنوب السودان وما تزال الحرب في دارفور وجنوب السودان ترغم الناس على النزوح من ديارهم فعلى سبيل المثال نزح 270,000 من دارفور العام 2010، وأن حوالي 220,000 شخص قد أجبروا على النزوح في جنوب السودان وبنهاية 2010 بلغ عدد النازحين 4,5 مليون في كل من دارفور والخرطوم الكبرى وجنوب كردفان وولايات جنوب السودان العشر.[6] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn6)
محمدالحسن الطيب
20-04-2013, 08:55 AM
هجر النازحون من جنوب السودان وجبال النوبة ديارهم بسبب الحرب الأهلية وهم يشكلون أغلبية النازحين في الخرطوم ويشكل الدينكا أكبر مجموعة اثنية في معسكرات النازحين خاصة معسكر جبل أولياء ثم يأتي بعدهم النوبة والمجموعات الأخرى من دارفور وكردفان وتشير التقديرات إلى أن 70% من النازحين أضطروا للنزوح بسبب الحروب والنزاعات في مختلف أجزاء البلاد. ويمكن أن تكون الحرب هي المسؤولة عن نزوح 90% من هؤلاء النازحين إذا أضفنا نازحي دارفور للمعادلة وقد أفرزت الحرب الأهلية في جنوب السودان 4 ملايين نازح خلال عقدين من الزمان إلا أن نزاع دارفور أفرز مليوني نازح خلال 3 أعوام فقط.[7] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn7) والصورة العامة هي: للحرب الأهلية آثار متعددة على النزوح من حيث حدته ومدته وموقعه الجغرافي.
الجدول يوضح : أعداد النازحين بولاية الخرطوم
المعسكر
عدد الأسر
إجمالي السكان
ود البشير
7,000
45,500
السلام
18,000
117,000
جبل أولياء
8,000
52,000
مايو
9,000
58,500
المجموع
42,000
273,000
تقرير التنمية البشرية في السودان –وزارة الرعاية والضمان الاجتماعى - المصدر:عسل 2008 عسل 2011 الصادر من منظمة الهجرة الدولية 2011
تشير تقارير مختلفة إلى ما بين 1.8 إلى 2 مليون نازح يعيشون في الخرطوم. يعيش 273,000 منهم في المعسكرات بينما تعيش البقية في عشش بنوها بأنفسهم في بعض المناطق السكنية في الخرطوم. يعيش في المعسكرات الأربع (ود البشير، والسلام أمدرمان، وجبل أولياء، ومايو) 55,500 و 117,000 و 52,000 و 58,000 على التوالي. تمثل النساء ثلث عدد النازحين في الخرطوم. يبلغ متوسط حجم الأسرة في المعسكرات 6-7 أشخاص. تعود أصول النازحين في هذه المعسكرات بالدرجة الأولى لأقاليم السودان الغربية والجنوبية، بما في ذلك كردفان الكبرى وبحر الغزال الكبرى ودارفور الكبرى وولاية الوحدة والولايات النيلية (جونقلي والنيل الأزرق وأعالي النيل) ومن الاستوائية الكبرى .
ج - الوجود الاجنبي
ظهر اللجوء في السودان بمفهومه الحديث منذ العام 1965 عندما قررت الحكومة السودانية حينها منح حق اللجوء للثوار الكونغوليين الذين دخلوا السودان عقب سقوط الرئيس باتريس لوممبا 1963 .. على انه سبق ذلك هجرات لقبائل متعددة من الغرب الافريقي التي كانت تقصد بيت الله الحرام للحج ويطيب لها المقام في السودان ,هذا بالإضافة الى اللجوء والهجرات التي كانت في فترة الثمانينات والتسعينات لأسباب تتعلق بالصراع في دول الجوار او لأسباب اقتصادية .
ومواطني الدول الاكثر وجودا في السودان هم الاثيوبيون الذين لجأوا بعد سقوط الامبراطور هيلاسلاسي في عام 1974م والمتأثرين بالجفاف في منطقة الساحل الافريقي في سنة 1984م وكانوا حوالى 300,000 لاجئ اثيوبي واكن قد سبقهم الأريتيريون الذين لجأوا للسودان منذ 1967 بعد ضم اريتريا لإثيوبيا واغلب تواجدهم في شرق السودان ووصل الرقم الكلي للاجئين الاثيوبيين والإرتيريون 830,000 ( ثمانمائة و ثلاثون الف ) لاجئ .
وهاجر للسودان كذلك التشاديون في غرب السودان واليوغنديون الذين هاجروا للسودان في السبعينيات والثمانينات ويأتي توزيع اللاجئين حسب جنسياتهم على النحو المبين في الجدول توزيع اللاجئين في السودان حسب جنسياتهم .
الجدول يوضح توزيع اللاجئين في السودان
النسبة المئوية
العدد
الجنسية
13,6%
97,300
الاثيوبيون
60%
431,611
الاريتريون
25%
180,000
التشاديون
0,06%
4,100
الكنغوليون
0,09%
6,100
اليوغنديون
100
719,411
المجموع
تقرير ادارة البحوث والتوثيق والاحصاء – الصادر من معتمدية اللاجئين 2006
الجدول يوضح توزيع اللاجئين على ولايات السودان
النسبة المئوية
العدد
الولاية
65,34%
470,078
الولايات الشرقية
2,95%
21,263
الولايات الوسطى
23,43%
168,593
ولايات دارفور
1,32%
9,527
ولايات الاستوائية
6,95%
50,000
ولاية الخرطوم
100
719,411
المجموع
تقرير ادارة البحوث والتوثيق والاحصاء – الصادر من معتمدية اللاجئين 2006
وقد وضح الجدول ان النسبة الاعلى من اللاجئين توجد في الولايات الشرقية (65,34% ) و يعزى ذلك لان غالبية اللاجئين في شرق السودان من اللاجئين الاثيوبيين و الاريتريين و الفئتان تشكلان اعلى نسبة للاجئين في السودان ، تلي ذلك ولايات دارفور بنسبة (23,43% )، ثم ولاية الخرطوم اذ بلغت نسبتها (6,95%) تليها الولايات الوسطى بنسبة (2,95%) و اخيراً الولايات الاستواية بنسبة (1,32%) و يعزى تدني عدد اللاجئين في الولايات الاستوائية لوجود الحرب الاهلية بالمنطقة[8] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn8).
ويوضح الجدول التالي ان اللاجئين في السودان ينقسمون الى فئتين ، فئة تعيش في المعسكرات وفئة ثانية في المدن و تعتمد على نفسها في السكن والاعاشة و هي غالبا من بيئات حضرية كانت تقطن المدن في وطنها .
خارج المعسكرات
داخل المعسكرات
الولاية
النسبة
العدد
النسبة
العدد
62,95
350,000
91,37
95,614
الولايات الشرقية
3,06
17,000
3,83
4,010
الولايات الوسطى
26,08
145000
4,80
5,026
ولايات دارفور
1,62
9,000
-
-
ولايات الاستوائية
6,29
35000
-
-
ولاية الخرطوم
100
556,000
100
104,650
المجموع
المصدر:نقرير معتمدية اللاجئين2006
ومن الجدول أعلاه نلاحظ كذلك أن الولايات الشرقية أعلى نسبة للاجئين داخل المعسكرات أذ بلغت( 91,37%) وتأتي في المرتبة الثانية الولايات الوسطى (3,83) واخيراً ولاية دارفور (4,80%) مع ملاحظة ان ولايات الاستوائية و الخرطوم لا يوجد بهم معسكرات لايواء واعاشة اللاجئين.اما التوزيع خارج المعسكرات (62,95%) تليها ولاية دارفور بنسبة (26,08%) ولاية الخرطوم حيث بلغت نسبتها (6,29%)، ثم الولايات الوسطى (3,06%) و اخيراً ولايات الاستوائية بنسبة ( 1,62%) [9] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn9).
2-8 الامن الاقتصادي
أ - الفقر
يقدر خط الفقر في السودان بـ 113.8 جنيها سودانياً للفرد في الشهر.[10] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn10) وتشير التقديرات إلى أن 46.5% من السكان يقعون تحت خط الفقر (فقراء) ويقدر الفقر في المناطق الريفية بأكثر من ضعف الفقر في المناطق الحضرية ويتدرج مستوي الفقر من حوالي ربع السكان في الخرطوم إلى أكثر من الثلثين بالنسبة لدارفور. ويقدر خط الفقر في الجنوب بـ 72.9 جنيها سودانياً للفرد في الشهر. حوالي 50.6% من سكان الجنوب يعيشون تحت خط الفقر، مع وجود تفاوتات مماثلة بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية. وتعد بحر الغزال الكبرى أفقر الأقاليم الثلاث في الجنوب، إذ صنف 61.6% من سكانها كفقراء، بينما مستويات الفقر في كل من أعالي النيل والاستوائية متشابهة. هنالك تباين كبير في مستويات الفقر بين الولايات إذ يتفاوت معدل الفقر بين الربع في أعالي النيل إلى ثلاث أرباع في شمال بحر الغزال.
ب- مؤشر الفقر متعدد الأبعاد
وقدم تقرير التنمية البشرية 2010 أول تقدير من نوعه في السودان باستخدام أحدث أداة في بحوث التنمية البشرية للوقوف على الحرمان بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد.[11] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn11) ويقول التقرير ان هذا المؤشر، مثله مثل مفهوم التنمية البشرية ومؤشر التنمية البشرية، يعكس حقيقة أن الفقر الذي يعيشه الناس في كل أنحاء العالم ذو أوجه متعددة ويذهب إلى ما هو أبعد من مجرد دخل غير كاف .(انظر المرفق 4) .
ويكشف مؤشر الفقر متعدد الأبعاد مختلف أنماط الفقر مقارنة بمقياس فقر الدخل لوحده. يحدد مؤشر الفقر متعدد الأبعاد مختلف أوجه الحرمان مثل ضعف الحالة الصحية والتغذية، تدني مستوى التعليم والمهارات، عدم كفاية سبل كسب العيش، ظروف السكن السيئة، التهميش الاجتماعي وعدم المشاركة في أنشطة المجتمع. ومن خلال تحديد أعداد الناس الذين يعيشون العديد من حالات الحرمان وتحديد المحرومين منه إجمالاً، يمكن استخدام مؤشر الفقر متعدد الأبعاد لاستهداف الفقراء الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد، تعقب أهداف الإنمائية للألفية في هذا الشأن، من ثم تصميم السياسات لمناهضة أوجه الحرمان.
باستخدام مؤشر الفقر متعدد الأبعاد وجد تقرير التنمية البشرية 2010 أن حوالي 14% من السودانيين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد، وهو ما يصل إلى 5.4 مليون سوداني. وهذا يضع عدد الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد أقل بكثير من تقديرات معدل الفقر للشمال والجنوب على حد سواء (46.5% و 50.6% على التوالي). وقد يعزى ذلك بدرجة كبيرة، إلى أن القليل من الأسر ليس لديها وفيات أطفال، أو أطفال خارج مرحلة الأساس، أو يعيشون بدون مياه شرب آمنة . تعتبر العلاقة بين هذه المقاييس ومدلولات السياسة من الأولويات لبحوث معمقة من خلال تطبيق الدروس المستفادة لتخفيف حدة أوجه الحرمان الأخرى.
من بين السودانيين الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد (5.4 مليون)، يعتبر الفرد الواحد منهم محروماً من 28% من الأبعاد العشرة المضمنة في مؤشر الفقر متعدد الأبعاد. يعتبر الحرمان من مستوى المعيشة هو الأكبر مساهمة في الفقر في السودان، يليه حرمان التعليم ثم حرمان الصحة. ويفتقر أكثر من ربع عدد الفقراء في السودان للصرف الصحي المناسب.
ويذكر تقرير التنمية البشرية 2010 : لقد تم تقدير معدل نمو نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي خلال الفترة 1989-1994 بحوالي 2.18 – 2.71 في المائة سنوياً، بانخفاض بلغ 2% من نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي سنوياً.[i] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_edn1)[12] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn12) وتضع تقديرات أخرى فقدان الدخل عند 8% من نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي.[13] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn13) ومهما يكن الثمن الذي دفع فإن الدخل و الممتلكات تآكلا بصورة كبيرة كنتيجة مباشرة وغير مباشرة للعنف او بسبب ارتفاع الاسعار نتيجة لمشاكل اقتصادية داخلية او اسباب متعلقة بالظاهرة العالمية لارتفاع الاسعار مما سببت خسائر كبيرة جدا للاسر في مصادر كسب العيش، والتعليم، والصحة، وموارد المياه (انظر المرفق 2و3) . فقد فقدت دارفور 15% من ثروتها الحيوانية منذ اندلاع الصراع، أي حوالي 3.9 مليون رأس من المواشي وبلغت جملة هذه الخسائر حوالي 722.5 مليون دولار.[14] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn14) ودمرت كلياً أو جزئياً حوالي 3000 قرية و869 مورداً للمياه. وتشرد الآلاف إلى معسكرات النزوح من غير أي مورد للدخل.
محمدالحسن الطيب
20-04-2013, 08:57 AM
الشكل يوضح : مؤشر الفقر متعدد الأبعاد في السودان
نسبة السكان الذين يعانون من الحصول علي مطلوبات الحياة الأساسية:
وقد قادت فترات التدهور الاقتصادي السودانيين لتبني استراتيجيات بقاء ساهمت، بشكل أو بآخر، في تأجيج الصراع. فمثلاً أدت الهجرة من الريف إلى المدن، خاصة إلى العاصمة الخرطوم، بحثاً عن الأمن والتعليم وفرص العمل إلى الاكتظاظ بها مما أدى لضغط كبير على الخدمات. ومنذ العام 1993 أصبح عدد سكان الخرطوم يعادل عدد سكان 32 مدينة من اكبر المدن السودانية.[15] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn15)
ج _ المرأة والفقر
جاء في تقرير وزارة القوى العاملة 1996 : تعمل غالبية النساء في القطاع غير الرسمي. وعلى الرغم من ازدياد مشاركة النساء في الأنشطة الاقتصادية من خلال مساهمتهن في دخل الأسرة إلا أن غالبية النساء يعملن في مناطق ريفية، وفي ظروف بالغة الصعوبة، في وظائف متدنية الأجر وليس لديهن أي نوع من السيطرة على دخل الأسرة ولا على قرارات الصرف الكبرى. فعلى سبيل المثال يعيش حوالي 70% من سكان شمال السودان في مناطق ريفية توفر حوالي 55% من فرص العمل لإجمالي القوة العاملة وتشكل النساء أغلبية هذه القوة العاملة 78%.
وفي المراكز الحضرية بشمال السودان تعمل 77% من النساء في وظائف مختلفة، غير أن الأغلبية 85% من هذه النسبة يعملن في القطاع غير الرسمي والخاص. تعمل هؤلاء النساء في التجارة الهامشية، وبيع الشاي والأطعمة، وغالباً ما يكن فقيرات وصغيرات ونازحات بسبب انعدام سبل كسب العيش. أما بالنسبة للنساء العاملات في القطاع الرسمي 26% فإن القليل منهن يعملن في مواقع قيادية 8.6% وأقل من هذه النسبة في مواقع مهنية 2.4% بينما تعمل غالبيتهن في المواقع المهنية الوسيطة 44% وفي الوظائف الفنية 24% وفي الوظائف الكتابية 35%.[16] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn16)
د - الأمن الغذائي
يعرف الأمن الغذائي بأنه توفير الغذاء الكافي وعلى كافة المستويات لتلبية الحاجات الاسرية على المستوى القروي او المستوى الولائي او المستوى القطري ويعنى كذلك تمكين أي فرد في الدولة من الحصول وفي كل الاوقات على الغذاء الكافي لحياة صحية وقدرة الاسر علي تأمين الغذاء كما ونوعا لكافة الاعمار وفي كل الاوقات [17] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn17) .
وجاء في تقرير وزارة الزراعة 2010[18] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn18) ان السودان يزخر بموارد زراعية متنوعة تؤهله للمساهمة بفعالية في تحقيق الأمن الغذائي المحلي والعالمي وتتمثل هذه الموارد في أراضي زراعية قابلة للاستثمار الزراعي تقدر بنحو 200 مليون فدان يستغل منها حالياً حوالي(25%) فقط وموارد مائية تقدر بنحو 31.5 مليار متر مكعب سنويا منها 18 مليار متر مكعب من مياه النيل والمتبقي مياه سطحية وجوفية وأمطار و ثروة حيوانية تقدر بحوالي140 مليون رأس من الأنعام ونحو120 ألف طن من المخزون السمكي وثروة غابية تقدر بحوالي 120 مليون فدان ومراعي طبيعية تقدر بنحو 170 مليون فدان ويساهم القطاع الزراعي بأكثر من(40%) من إجمالي الناتج المحلي (80%) من جملة الصادرات السودانية بدون.... البترول.
وجاء في تقرير التنمية البشرية في السودان الصادر من وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي2010 : - أثر الصراع سلباً على أنظمة انتاج الغذاء في السودان من خلال إجبار المجتمعات الزراعية على النزوح وقد أسهم ذلك في انعدام الأمن الغذائي وسؤ التغذية وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن دارفور وأجزاء واسعة من جنوب السودان تعتبر من بين المناطق الأكثر انعداماً للأمن الغذائي في العالم، حيث تقدر نسبة السكان الذين يعانون من قلة الغذاء بحوالي 35% ويظهر تحدي اختلال الأمن الغذائي بصورة أكثر سفوراً في المناطق الريفية ومعسكرات النازحين وتلقى 300,000 شخص على الأقل مساعدات غذائية في العديد من معسكرات النازحين في دارفور.[19] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn19) كذلك قدمت خدمات ومساعدات للنازحين في الخرطوم وغيرها من المدن الكبيرة وقد اعتمد الناس في دارفور وجنوب السودان أثناء فترة الحرب 2000- 2004 بشكل كبير على المساعدات الغذائية الإنسانية .
وقدر أن إنتاج الغذاء في المناطق المتأثرة بالصراع قد انخفض إلى 20% مما كان عليه قبل الصراع وقد شهد الاقليمان زيادة في معدلات وفيات الأطفال والأمهات مع التفشي الواسع لأمراض سوء التغذية.
وحسب ما جاء فى تقرير الجهاز المركزي للإحصاء : في العام 2009 كانت نسبة من لم يستهلك كمية كافية من الطعام من السودانيين واحد من كل ثلاثة وفي جنوب السودان ينتشر سوء التغذية وقلة الطعام بصورة كبيرة جداً بحيث يعاني أكثر من نصف السكان من الحرمان الغذائي. تحسب حدة نقص الأمن الغذائي بنسبة السكان الذين يقل استهلاكهم للطاقة الغذائية عن الحد الأدنى لمتطلبات الطاقة الغذائية وهو1751 كيلوكالوري في اليوم.
وذكر الجهاز المركزي للإحصاء مكتب الجنوب ان هنالك تفاوت في حجم الجوع بين ولايات السودان الخمس والعشرين اذ يفتقر الشخص في جنوب السودان في ولاية أعالي النيل لحوالي 517 كيلوكالوري لمقابلة احتياجاته الغذائية اليومية بينما يفتقر الشخص في ولاية الجزيرة في المتوسط لحوالي 249.[20] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn20)
ه_ العطالة
جاء في تقرير وزارة العمل المقدم للمجلس الوطني حول استفساره عن العطالة في السودان والمقدم بواسطة الاستاذة الأستاذة نجوى ابراهيم - ادارة التخطيط والسياسات في العام 2008[21] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn21) :- (علي حسب بيانات التعدادات السابقة وآخر مسح للقوي العاملة والهجرة في العام 1996م يمكن القول أن مشكلة القوي العاملة في السودان مشكلة بنيوية ترتبط بالتحول الديموغرافي الذي يحدث في السودان وقد كان معدل نمو القوي العاملة أكبر من معدل النمو السكاني حيث لم تتجاوز نسبة البطالة في السبعينات 5%، وازدادت بعدها في الثمانينات والتسعينات إذ تراوحت ما بين 11% و 17% في الأعوام 1993م و1996م علي التوالي، وعلى حسب آخر تعداد للسكان 1993م بلغ عدد المشتغلين حوالي 5.7 مليون، أما آخر مسح للهجرة والقوى العاملة بلغ حجمهم 6.9 مليون ومعدل المشاركة الصافي للقوي العاملة 10 سنوات فأكثر حوالي 45.5%.
وذكر التقرير ان سوق واقع العمل وفقا للتعداد السكاني لعام 2008م في سكان شمال
السودان 30,7 مليون نسمة بينما بلغ حجم القوي العاملة 11.7مليون وحجم القوى
البشرية 26.7 مليون من جملة السكان، أما معدل المشاركة في النشاط الاقتصادي فقد بلغ
37% بينما بلغ معدل البطالة 16.8%.
وذكر التقرير ان السودان يتسم بهيكل عمري فتي إذ يقدر نسبة الأطفال أقل من 15 سنة بحوالي55% من إجمالي السكان ونبه التقرير الى ان نقص التشغيل مع الزيادة المرتفعة للنمو السكاني وأكثر منه الزيادة في القوى العاملة يخلق ضغوط على سوق العمل مما تتضاعف معه الحاجة إلى خلق وظائف وفرص عمل جديدة للداخلين الجدد والذين فقدوا وظائفهم من جراء إعادة الهيكلة والذين سيفقدون وظائفهم جراء الأزمة المالية العالمية الحالية .
ومن سجلات وزارة العمل بلغ إجمالي فرص العمل التي توفرت خلال الفترة 2005-2010م حوالي337.615 فرصة، منها 151.254 (45%) فرصة وفرها سوق العمل الخارجي (الهجرة الخارجية) و181355 فرصة (54%) وفرها سوق العمل المحلي 186361 وكان نصيب الأجانب منها حوالي 88522 فرصة (48%)( حسب المعلومات المتوفرة بالوزارة).
وذكر التقرير في استشراف المستقبل انه وعلى حسب آخر تعداد للسكان والمساكن تنمو البطالة بنسبة 2.6% سنوياً فلابد من ربط ذلك بنمو الاقتصاد الكلي وهنالك تذبذب في نمو إجمالي الناتج المحلي حيث بلغ ذروته في عام 2006م (9.8%) وانعكس ذلك في الزيادة الملحوظة في توفير فرص العمل 63879 فرصة و(39%) لنفس العام من إجمالي فرص العمل التي وفرها سوق العمل الداخلي، وبعد ذلك إستمر في الانخفاض حتي وصل حوالي (7.8%) في عام 2007م ومن الطبيعي أي نمو في إجمالي الناتج المحلي من المفترض أن يتبعه زيادة في نصيب الفرد من الناتج المحلي .
الجدول يوضح :العطالة في السودان
أسباب العطالة
العمر
10-14
15-19
20-24
عمل من قبل ويبحث عن عمل جديد
13
6
22
يبحث عن عمل لأول مرة
67
70
34
لا أمل لديه في إيجاد عمل
12
19
32
يحصل على دخل
8
5
12
100
100
100
المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء 2008، الجدول E1.
3-8 الامن الصحي
أ-حجم ونمو السكان في السودان :
جاء في تقرير الجهاز المركزي للإحصاء السكاني 2008:- (تحسن مستوى وفيات الرضع والأطفال على المستوى القومي غير أن هذا التحسن كان بطيئاً وهامشياً حيث أنخفض معدل وفيات الرضع من 120 لكل 1000 ولادة حية العام 1993 إلى 100 لكل ولادة حية العام 2008. كذلك انخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من 110 لكل 1000 ولادة حية العام 1993 إلى 90 لكل 1000 ولادة حية العام 2008.
وجاء في تقرير مسح الاسرة في السودان 2010 :_ ارتفع مؤشر توقع الحياة عند الميلاد من 38 سنة في عام 1956 الى أكثر من ستين سنة في العام 2010 وأما وفيات الأمهات في مسح صحة الأسرة للعام 2010 يعادل 215 حالة وفاة أثناء الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة بستة أسابيع وذلك مقابل كل 100000 مولود حي أي أن هذه النسبة انخفضت الى 62,2% من العام 1999 وبالنسبة الى وفيات الاطفال فقد اشار التقرير الى ان وفيات الاطفال انخفضت من 154 في العام 1993 الى 78 في العام 2010 في كل مولود .
وذكر تقرير التنمية البشرية الصادر من وزارة الرعاية والضمان الاجتماعى 2010 انه وعلى الرغم من تحسن معدلات وفيات الأطفال للسودان ككل إلا أن مناطق الصراع شهدت معدلات عالية جداً مقارنة مع المناطق الأمنة وفي العام 2008 كانت إمكانية موت الطفل المولود في جنوب السودان قبل بلوغ الخامسة ضعف إمكانية موت الطفل المولود في الاقليم الأوسط .
أ- الملاريا: قصة نجاح على المستوى القومي (باستثناء مناطق الصراع)
جاء في تقرير التنمية البشرية في السودان الصادر من وزارة الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي : - ظلت الملاريا وإلى وقت قريب تشكل هاجساً صحياً لكل مناطق السودان تقريباً وكانت الملاريا أكبر مسبب للموت في كل مناطق السودان. وقد دشنت التدخلات الصحية عبر مشروع النيل الأزرق في العام 1990 بولاية الجزيرة مرحلة جديدة في التدخلات الجادة للسيطرة على المرض وكان التعاون بين الحكومة المركزية والحكومات الولائية أمراً هاماً لإنجاح هذه التدخلات. والنتيجة: انخفاض معدل انتشار الملاريا من أعلى نقطة مسجلة في العام 1996 وهي 33% إلى 5% فقط في العام 2010 .
وانه وعلى الرغم من قصة النجاح هذه إلا أن هنالك تباينات كبيرة على المستوى الولائي في معدلات انتشار الملاريا وقد تم القضاء على الملاريا تقريباً في ولاية الخرطوم. وحتى في شمال السودان فإن معدلات بعض المناطق في الوسط وكردفان قد تحسنت بشكل ملحوظ على الرغم من التباينات الواضحة. غير أن هذه التباينات تضح بصورة أكبر في مناطق الصراع ففي جنوب السودان هنالك شخص واحد من بين كل خمسة يمكن أن يصاب بالملاريا. وانه لولا الجهود المنسقة بين الحكومة المركزية والحكومات الولائية للسيطرة على انتشار وباء الملاريا في شمال السودان لكان الوضع مختلفاً تماماً اليوم .
وقد أدت الحرب والنزاعات في دارفور وجنوب السودان إلى تقييد امتداد تلك السياسات لهذه المناطق. ويعتبر ما تم في الخرطوم من انجاز نموذج ناجح يمكن أن يحتذى به كتجربة من داخل السودان.
ب-فيروس نقص المناعة البشرية/الأيدز
جاء في تقرير وزارة الصحة الاتحادية 2010:- قدرت معدلات انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الأيدز في العام 2010 بحوالي 1.6% في شمال السودان و 2.3% في جنوبه. تتفاوت هذه النسب من أقل من 1% في المناطق الريفية إلى 8% في المراكز الحضرية.[22] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn22) هنالك وعي عال بفيروس نقص المناعة البشرية/الأيدز (70% في الشمال و43% في الجنوب) غير أن المعرفة الشاملة بكيفية منع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية/الأيدز متدنية جدا ً4% خاصة في أوساط النساء في عمر الإنجاب والشباب بصفة عامة 9.7%.[23] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn23) تشير التقديرات إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ينتشر في أوساط الرعاة في دارفور بصورة أكبر من المتوسط القومي.[24] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn24)
وأوضحت دراسة حديثة أجريت في أوساط الشباب أن أقل من 1.6% من 75% من الشباب الناشطين جنسياً في الفئة العمرية 19- 25 يستخدمون الواقي الذكري. وبالمثل فإن الوعي بكيفية انتقال الفيروس من الأم لطفلها متدن للغاية 2.6%. على الرغم من أن معدلات انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الأيدز تبدو منخفضة وما تزال في مراحلها الأولى إلا أنه متفش بصورة وبائية الآن. هنالك عوامل مثل التحركات السكانية الكبيرة والنزوح الناجم عن الصراعات الداخلية والخارجية، والفقر، والأزمات الإنسانية تشير إلى احتمال كبير للمزيد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الأيدز خاصة في جنوب السودان.
4-8 الامن الثقافي
يهتم الأمن الإنساني بالغزو الثقافي كونه يهدف إلى فرض ثقافة الاقوى على الاضعف واحتلال عقله واخضاعه لاتجاهه وفي ذلك قد يكون به جوانب سلبية وتوقف التطور الايجابي للمجتمعات المنبثق من وحي ثقافتها وموروثها ونذكر كذلك اهمية الاستفادة من الثقافات الايجابية الوافدة .
أ-تكلفة غياب الأمن الإنساني على التعليم
جاء في تقرير التنمية البشرية 2010 الصادر من وزارة الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعى :- كان الأطفال وتعليمهم من أكبر ضحايا الصراع بعد عقود من الصراع العنيف وقصور الأمن الإنساني في جنوب السودان وبعد سنوات القتال في شرق السودان ودارفور أصبحت مؤشرات التعليم في هذه المناطق أسوأ بكثير من مؤشرات المناطق التي يعمها السلام في السودان وتنعكس الفوارق بين مناطق الصراع والمناطق الأمنة من خلال معدلات الفاقد التربوي ومخرجات التعليم كمحو الأمية ومستويات فقر الدخل بالنسبة لعائل الأسرة ذي المنجزات التعليمية المتدنية.
ويفوق معدل الفاقد التربوي في مرحلة الأساس في مناطق الصراع نظيره في المناطق الأمنة بشكل كبير جداً وكثيراً ما تؤثر العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية في معدلات إكمال الدراسة، كما أن بعض الآباء يرفضون إرسال أطفالهم للمدارس المختلطة و يلجئون للزواج المبكر. إضافة إلى ذلك فإن التعليم مكلف، وبالنسبة للأسر الفقيرة فإن ذلك يجبرها على رفض تعليم البنات وتزايد اعتماد الآباء على عمالة أطفالهم لمقابلة احتياجات الأسرة.[25] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn25)
تتفاوت معدلات القدرة على القراءة والكتابة بشكل كبير بين أقاليم السودان المختلفة وهنالك تفاوت آخر بين الذكور والإناث وتظل معدلات القدرة على القراءة والكتابة في السودان متدنية إلى حد ما إذ نجد أن ثلاثة من بين كل خمسة سودانيين هم من يستطيعون القراءة والكتابة بحسب إحصائيات العام 2008. ووفقا لهذا المتوسط هنالك تفاوت كبير بين مختلف الأقاليم و2 من كل 3 سودانيين يستطيعون القراءة والكتابة في شمال السودان مما يعني أن فرصة السودانيين في الجنوب في القدرة على القراءة والكتابة هي 1 من كل 3 , كذلك فإن النساء الأميات أكثر من الرجال في مناطق الصراع وفي المناطق الأمنة أيضاً وفي منطقة الخرطوم نجد أن للنساء الفرصة في القدرة على القراءة والكتابة بنسبة 4 أضعاف مقارنة بالنساء في جنوب السودان.
كذلك فإن الفروقات الموجودة في مناطق الصراع توجد أيضاً في شمال السودان حيث توجد أعلى معدلات في القدرة على القراءة والكتابة في الخرطوم وتأتي بعدها المناطق الشمالية والوسطى. وقد نتج العجز في التعليم بالدرجة الأولى نتيجة للصراعات في دارفور والجنوب. أما معدل القدرة على القراءة والكتابة في أوساط الرحل فهو ضعيف للغاية ويقل عن 10%. بعيداً عن طبيعة حياتهم التي تتميز بكثرة الترحال، فإن الصراع في دارفور قضى على نظام المدارس المتنقلة بالنسبة للرحل في دارفور.
وذكر تقرير التنمية البشرية2010 : انه كذلك فإن انعدام المساواة المرتبطة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنوع الاجتماعي داخل مناطق النزاع تؤثر هي الأخرى على فرص التعليم فبالنسبة للأسر الأشد فقراً فإن التعليم يعني ضياع أرصدة وضياع الدخل وبدون موارد تلجأ إليها الأسرة لن يكون لهذه الأسرة أي خيار تلجأ إليه غير سحب الأطفال من المدرسة.
تواجه الأسر الأشد فقراً في الأقاليم حرماناً بالغ القسوة فمستويات التعليم في ولايات جنوب السودان منخفضة بشكل غريب كما أن معدلات الفقر ترتبط ارتباطاً كبيراً بمستويات التعليم . وتبلغ نسبة فقر الدخل في الأسر التي يعولها إنسان غير متعلم خمس أضعاف تلك التي يعولها إنسان حائز على درجة فوق الثانوية ولم يكمل أكثر من نصف عائلي الأسر أي نوع من أنواع التعليم الرسمي. وترتفع معدلات الفقر عند الأسر التي يعولها من نال قسطاً بسيطاً من التعليم (أساس) أو من لم ينل أي قسط من التعليم بينما تنخفض كثيراً بالنسبة للأسر التي نال عائلها قسطاً أكبر من التعليم[26] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn26).
بلغت نسبة الصغار البالغين (الشباب) في أعمار 17- 24 الذين أكملوا أقل من عامين دراسيين ما يقارب الـ 90%. ومن الأمثلة الصارخة لآثار الصراع على الثروة والنوع الاجتماعي ما نراه الآن في جوبا حيث يبدو أن الصراع لم يؤثر كثيراً على فرص تعليم أولاد الأسر الميسورة (خمس السكان)، بينما ضاعف من مخاطر الفقر التعليمي بالنسبة لبنات الأسر الفقيرة.[27] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn27) وتلقي الأنماط الحالية للالتحاق بالمدارس الضوء على أثر النزاع المسلح على تعليم الأجيال الصاعدة. ففي دارفور مثلاً لا يذهب 50% من الأطفال في عمر 7-16 إلى المدرسة بشكل منتظم مقارنة بنسبة أقل من 10% على المستوى القومي.[28] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn28)
أما الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس في جنوب السودان فإنهم يتلقون تعليمهم في ظروف صعبة للغاية. إذ أن أقل من 20% من الفصول مشيدة بمواد ثابتة، والقليل جداً من المدارس بها مراحيض.[29] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn29) وكثيراً ما يتلقى الطلاب حصصهم الدراسية تحت الأشجار حيث تداهمهم الأمطار في فصل الخريف وتبلغ نسبة الإلتحاق بالمدارس 7% ونسبة الحضور للمدرسة 9% في الجنوب وهي نسب متدنية للغاية غير أن متوسط نسبة إكمال مرحلة هي فقط 1%.
يعتبر أثر انخفاض عدد المعلمين من أكبر مسببات التحديات التي تواجه التعليم فالمعلمون المدربون الذين نالوا 6 أشهر من الإعداد المهني تبلغ نسبتهم 37% فقط و 16% من هؤلاء من الإناث[30] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn30) وهذا يعني تدني نسبة المعلمين مقابل الطلاب ففي دارفور مثلاً هنالك معلم واحد لتدريس كل 38 طالباً.
وذكر تقرير التنمية البشرية 2010 ان هذا هو المعدل الأدنى لولاية غرب دارفور الولاية الأقل نمواً في اقليم دارفور قبل النزاع حيث يتوفر معلم واحد لكل 80 طالباً وهنالك عدد قليل من المعلمين من داخل دارفور نفسها نالوا الدرجة الجامعية المطلوبة لممارسة التدريس إلا أن تعليمهم تعرض للكثير من الشد والجذب جراء العنف وقلة التنمية وفوق هذا فإن القتال وانعدام الأمن لم يشجع المعلمين من الأقاليم الأخرى للعمل في مدارس دارفور.
ب- الغزو الثقافي ومواجهة العولمة
وقد انفتح السودان في فترة البحث من 1990 الى 2010 في كافة جوانب الفضاء والاتصالات التقنية وحتي الاتصال المباشر ودخول اعداد كبيرة من الاجانب وكل ذلك ادي وسيؤدي الى تأثيرات كبيرة في الثقافة السودانية سلبا وايجابا وقد ظهرت في ذلك جرائم المعلوماتية وغسيل الاموال وثقافة الاستهلاك والتربح الفاحش بالإضافة الى محور الظواهر السالبة في التكوين الاسري وتتمثل أهموسائل ووسائط الغزو الثقافي والاجتماعي كما حصرتها وزارة الثقافة[31] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn31) : - الكتب والمطبوعات والمجلات, مقاهي الإنترنت واندية المشاهدة, الرسائل والصور الفاضحة المتبادلة عبر أجهزة الهواتف النقالة, الأغاني الهابطة ,حفلات الفرق الفنية الأجنبية والفنانين العرب والأجانب, الصور العارية المثيرة عبر الصحف الاجتماعية والإعلانات في الشوارع العامة عبر الأجهزة الإعلامية, أشرطة الكاسيت المستخدمة في الأماكن والمركبات العامة وبعض العبارات التي تكتب على المركبات, مقاهي بيع الشاي والقهوة في بعض الأحياء التي يقطنها الأجانب.,محلات وأسواق بيع أسطوانات الأفلام الفاضحة , القنوات الفضائية .
5-8 الامن الشخصي
أ-تجنيد الاطفال
حسب الاتفاقيات والبروتكولات الدولية المصادق عليها السودان فان اشراك اى طفل لا يتجاوز الثامنة عشرة من عمره في النزاعات المسلحة او اى خدمات تتصل بمجموعة مسلحة يعتبر مخالفا للاتفاقية ويجب ان تواءم القوانين السودانية على ذلك وتشير التقارير الى ان هنالك دلائل على اشراك للأطفال في النزاعات المسلحة خاصة من الميلشيات والحركات المسلحة المتمردة وفي العام 2007 صدر قانون القوات المسلحة الذي وضع عقوبات صارمة لهذا الامر وتبعه قانون الطفل 2010 الذي جعل اشراك الاطفال في النزاعات او تعريضهم لأى نوع من انواع الاساءة او الخطر جريمة تصل عقوبتها الى الاعدام والسجن المؤبد .
وقد جاء في التقرير العالمى الصادر من التحالف الدولى لوقف تجنيد الاطفال في تقريريه الصادرين في 2004 و2008[32] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn32) ان السودان يعانى من اشراك الاطفال في النزاعات المسلحة ويشترك في ذلك كافة الاطراف سواء من القوات الحكومية او الحركات المتمردة .
ب- الاسلحة الصغيرة والخفيفة وسط المدنيين
تودي الاسلحة بأرواح ما يزيد عن نصف مليون في المتوسط من الرجال والنساء والاطفال في العالم كل عام ويتعرض الالوف غير هؤلاء لبتر الاطراف والتعذيب والاجبار قسرا علي الفرار من ديارهم ويؤدي انتشار السلاح دون رقابة واساءة استخدامه من جانب الافراد او الجماعات المسلحة أو من بعض القوات الحكومية المتفلتة الي تكلفة بشرية هائلة من ازهاق للأرواح وتدمير لسبل الرزق وإضرار مباشر ببرامج التنمية .
وتنفق دول افريقيا والشرق الاوسط واسيا وامريكا اللاتينية علي السلاح قرابة 22 بليون دولار في المتوسط كل عام . وهو مبلغ ان انفق في غير ذلك لمكن هذه الدول من السير في طريق التنمية من حيث اتاحة فرص التعليم الاساسي لكل السكان ،وخفض معدل الوفيات بين الرضع والامهات ، كما ويوجد انتشار السلاح غير المشروع حلقة مفرغة بين الفقر والصراع فالفقر يزيد الصراع والصراع يزيد الفقر فالحروب الاهلية عادة تؤدي الي افقار البلاد بنسبة 15% وتزيد من عدد في يعيشون في فقر مدفع بنسبة تقرب 30% ومع تقلص متوسط دخل الفرد الي النصف يتضاعف تقريبا خطر الحرب الاهلية[33] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn33).
محمدالحسن الطيب
20-04-2013, 08:59 AM
مفهوم الاسلحة الخفيفة والصغيرة : -
استقرت الشرعية الدولية على تعريف الاسلحة الصغيرة:-
بانها تلك الاسلحة المصممة للاستعمال الشخصي وتشمل هذه المجموعة المسدسات بأنواعها والبنادق والرشاشات .
تعريف الاسلحة الخفيفة :-
هي الاسلحة المصممة بحيث يستخدمها عدة اشخاص علي هيئة طاقم . وتشمل الاسلحة الخفيفة الرشاشات الثقيلة وقاذفات القنابل المحمولة باليد والمركبة تحت مواسير البنادق والمحملة علي مركبات والمدافع المحمولة المضادة للدبابات ،والبنادق عديمة الارتداد والقاذفات المحمولة لإطلاق القذائف ،والمجموعات الصاروخية المضادة للدبابات والقاذفات المحمولة لإطلاق مجموعات القذائف المضادة للطائرات ، والهاونات التي يقل عيارها عن 100 ملليمتر وتشكل الذخائر والمتفجرات جزءا لا يتجزا من الاسلحة الصغيرة والخفيفة.
ولقد حدد البروتكول الدولى الصادر في فينا سبتمبر 2000 م مفاهيم محددة لهذه المصطلحات من خلال المادة الثانية في البروتكول كالاتى :
1-الذخيرة هي كامل تنشيط الطلقات او مكوناته بما في ذلك أغلفة الخراطيش والشعائل والمسحوق والرصاصات التى تسخدم في السلاح الناري .
2- السلاح الناري هو اى سلاح محمول ذو سبطانة ( ماسورة ) يطلق او مصمم لاطلاق مقذوفات نارية او رصاصات نتيجة لاشتعال المادة المتفجرة وكذلك اى جهاز او سلاح تدميري اخر كالقنابل المتفجرة او الحارقة أوالغازية أو اليدوية او الصواريخ او جهاز اطلاق الصواريخ او منظومة القذائف او الالغام .
مفهوم الإستخدام والاتجار غير المشروع : –
يعتبر السلاح الذي في طرف القوات النظامية والمرخصة للمدنيين وفق القانون سلاحا مشروعا طالما اخذ نمرته ودون عند هذه الجهات مالم يستخدم بصورة مخالفة للقانون .
أما الاتجار غير المشروع بالاسلحة فهو استيراد الاسلحة او مكوناتها وذخيرتها او تصديرها او اقتناؤها او بيعها او القيام بدور الوسيط في شانها او تسليمها او تحريكها او نقلها من او عبر اقليم دولة طرف اخري .
الاسلحة مهدد رئيسي للامن الإنساني
تعد معالجة قضية الاسلحة ضمن اطار الأمن الانساني امرا جوهريا لان هذا المنهج يضع الاهتمام بالإنسان في المقام الاول ويركز على المعاناة البشرية من فقدان للأرواح وتسبيب العجز وفقدان وسيلة العيش ...
واليوم تنتشر الأسلحة الصغيرة على نطاق واسع جداً، بحيث يُقدَّر أن هناك قطعة سلاح واحدة من هذا النوع لكل 10 أشخاص على كوكبنا – رجالاً ونساءً وأطفالاً.
ويهدد التراكم المفرط للأسلحة الصغيرة والتجارة غير المشروعة بها السلام والأمن الدوليين، ويُحطم الآمال بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية ويهدد مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان .
وبحلول العام 2020، سيتجاوز عدد القتلى والجرحى الذين يسقطون في الحروب وأعمال العنف عدد الوفيات الناجمة عن أمراض قاتلة مثل الملاريا والحصبة.
ومن دون فرض قيود صارمة على صادرات الأسلحة واتخاذ تدابير لحماية الأشخاص من إساءة استعمالها، سيظل عدد آخر لا يحصى يعاني من العواقب الوخيمة لتجارة الأسلحة. وستزيد الأسلحة المتوافرة بسهولة من حدة الحروب وتطيل أمدها والى زيادة معدلات الجريمة كما ونوعا وسيتعرض المزيد من الأشخاص للتخويف والترهيب ويُجبرون على ترك ديارهم. وستُمنع العائلات من زراعة المواد الغذائية لإطعام نفسها أو لكسب ما يكفي من المال لإرسال أطفالها إلى الدراسة وتدمر التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
قوانين الاسلحة في السودان
والسودان رغم انه مصادق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمنع انتشار السلاح وسط المدنيين والبروتكولات الاقليمية وللسودان قانون ينظم الاسلحة والذخيرة منذ العام 1932م الا انه ونتيجة للنزاعات والحروب التى شهدها السودان طوال الخمسين سنة الماضية ومن جهة اخري نسبة لزيادة الشركات المنتجة للسلاح فقد قدرت الامم المتحدة ان هناك اكثر من 2 مليون قطعة سلاح غير مشروع منتشرة في السودان وخارج السيطرة الحكومية وهذه الاسلحة تتسبب في النزاعات والجريمة وقلة الاستقرار وتعطيل برامج التنمية .
الأسلحة كمهدد للامن المجتمعي : -
ولان الاسلحة لها جانبين الاول قد يكون مشروع مثل الحماية والتأمين والثانى غير مشروع لاسباب مختلفة .. لذلك تؤثر الأسلحة بشكل مباشر في الأمن المجتمعي لأنها أداة فاعلة في تفاقم الجرائم وفي توسيع النزاعات وتصعيب حلها وأكثر من ذلك فإن الاسلحة تلعب دور رئيس في تعطيل التنمية .
ويعتبر وجود السلاح في أيدي المدنيين من أكبر هواجس المجتمعات في دارفور وجنوب كردفان وتشير العديد من الظواهر الى أعداد هائلة من السلاح في أيدي المدنيين في كل من أبيي والمجلد وبابنوسة ولقاوة والكيلك في غرب الولاية وتحديداً على طول مسارات الرعاة حسب ما توضح الخارطة أعلاه وتفيد تقارير أن هذه الأسلحة تحملها بالدرجة الأولى تشكيلات شبه عسكرية، والدفاع الشعبي، وأعضاء في حركات مسلحة، وجنود سابقون في الجيش الشعبي لتحرير السودان.وبحسب إفادات المجتمعات المحلية فإن أكثر المناطق التي توجد فيها هذه الأسلحة تقع على عدة مسارات، هي:
· مسار الفيارين: التبون وأبو بطيخ وغارق والفودة والحريكة وناما وتماما
· مسار أولاد كامل: الستات وأبيي ودفرا وشيق و صوفيا وتداما وأم دراس
· مسار أولاد عمران: بريكة والمجلد والميرم ومرافعين والداب وهجليج وأقوك
· مسارات المسيرية الزرق: الكو والرجفة ومانقو الداب وأم عدارة وبلالة وأم خار
· مسارات المسيرية الفلايتة: أبو الخيري والكيلك وخرصانة ومرافعين
ودائماً ما يتبع نزاعات الأراضي أو يعقبها واحد أو أكثر من العوامل الآتية: تدهور التربة، أو تلوثها، أو حدوث مشاكل تعيق الاستفادة من الأرض. ويعد تدهور التربة العامل الأكثر حدوثاً من بين العوامل المرتبطة بالنزاع حول الأرض أما معظم النزاعات التي لا ترتبط بهذه العوامل الثلاث فهي إما حول ملكية الأرض أو حول حدودها وهذا يوضح عدم انطباق هذه العوامل على منطقتي المجلد وأبيي وهو أن النزاع في هذه المناطق حول الملكية والحدود أو في هبيلة التي يقال أن الصراع فيها حول الملكية.
ج- الجريمة وتطورها
السودان كغيره من المجتمعات النامية يعيش مرحلة بناء وتغيرات اقتصادية واجتماعية والجريمة كما هو معروف ظاهرة اجتماعية سلبية لايسلم منها مجتمع وتتنوع الجريمة في كل مجتمع لاخر تبعا للظروف والاوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتعتبر الجريمة من اكبر مهددات امن الانسان والجماعة في اى دولة وتنعكس اثارها بصورة مباشرة او غير مباشرة على حركة التنمية والتقدم لاي مجتمع ..
وقد جاء في التقرير الجنائي السنوى2010 ( ان معدل اجمالى الجرائم للاعوام (2008-2009-2010) المعدل = اجمالى الجرائم المبلغة ÷عدد السكان x 100,000
معدلات الجرائم في السودان في الفترة من2008 الى 2010
الاعوام
اجمالى الجرائم
عدد السكان
المعدل
2008
616731
30,504,267
2
2009
675058
31,276,589
2
2010
723599
30,894,000
2
التقرير الجنائي السودانى 2010- الصادر من وزارة الداخلية السودانية
ونجد ان مؤشر جريمة القتل في العام 2010 كان 1429جريمة ÷30,894,00 عدد السكانx100 =4,6 .
اى قد بلغ 4,6 في كل مئة الف نسمة تقريبا علما بان متوسط المؤشر العالمى 4 في كل مئة الف نسمة وفي الدول النامية 5 في كل مئة الف نسمة وفي الدول المتقدمة 3 في مئة الف نسمة وبذلك يشير الى ارتفاع معدل جريمة القتل في السودان مقارنة بمتوسط المؤشر العالمى .
معدلات الجرائم في السودان في الفترة من 1965 الى 2008
الاعوام
اجمالى
حجم السكان بالمليون
المعدل
(في كل مائة الف من السكان )
1965
261245
12000000
2177
1985
416622
22000000
1811
2005
490297
25000000
1400
2008
687162
39154000
1755
التقرير الجنائي السودانى 2010- الصادر من وزارة الداخلية السودانية
6-8 الامن البيئي
أ-الرعاة ومخاطر سبل عيشهم
جاء في تقرير التنمية البشرية 2010 الصادر من وزارة الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعى : تتم سنوياً في السودان واحدة من أضخم هجرات المواشي في العالم، وتمر 80% من هذه الهجرة عبر ولاية جنوب كردفان. ويضع هذا الوضع النزاع والسلامة الشخصية وفرص سبل كسب العيش في مواجهة نزاعات الأراضي والحروب في ولاية جنوب كردفان ولهذه الولاية وضعية خاصة للسودان لما تمثله من موطن غنى بالموارد ولموقعها كولاية تماس مع الجنوب ولما تمثله الثروة الحيوانية من مشاركة في الدخل القومى للسودان ... على ان بالولاية نزاعات حول الأرض بين المزارعين والرعاة على طول مسارات الرعاة. وبناءاً على المفاهيم المحلية فإن الأرض هي الدافع الأساسي للنزاعات والتوترات في المنطقة (انظر الملحق رقم 5و6).
محمدالحسن الطيب
21-04-2013, 09:11 AM
7-8 الامن السياسي والمجتمعي
أ -حرية التجمع والتنظيم في السودان
يأتي الاهتمام بقضايا الحرية والديمقراطية كعامل مهم جدا في التنمية الاجتماعية ولعل ما يضيفه الأمن الإنساني لكرامة الانسان وحريته تعطي الأمن الإنساني زخما ورونقا في الاحاطة بقضايا الناس وتوجيهها بصورة متكاملة لبناء مجتمع سليم .
وقد عرف السودان التجمعات السياسية ممثلة في الاحزاب والنقابات والمنظمات والجمعيات الاهليه منذ اوائل القرن الماضي ولعدد كبير من هذه التجمعات تاريخها الممتد الذي يتجاوز المائة عام رغم ما يعتريها من نكبات ومنع وقهر في بعد الفترات وذلك بصفة خاصه للاحزاب والنقابات الا ان فترات طويلة ممتدة تمتعت هذه التجمعات بالحرية الكامله او النسبيه في ممارسه حقها في التجمع والتنظيم ..
والسودان من اوائل الدول الافريقية التى نالت استقلالها من الاستعمار الإنجليزي في العام 1956 وقبل نيل الاستقلال بعام جرت في السودان انتخابات عامة اشتركت فيها كافة الاحزاب السياسية وتشكلت حكومة منتخبة ولها معارضة وتسلمت هذه الحكومة المنتخبة مقاليد السلطه من الانجليز يوم الاستقلال .. بل وفي الاحتفال الرمزي بالاستقلال رفع رئيس الوزراء المنتخب وزعيم المعارضة علم الاستقلال على سارية القصر الجمهوري .
ذكر البروفيسور الطيب زين العابدين [34] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn34): واجهت الحكومات المنتخبة مصاعب حقيقية في التعاطي الديمقراطى وذلك لعدم توفر العناصر الرئيسية التى أصبح المنظرون السياسيون يتحدثون عنها كظروف مساعدة لتأسيس النظام الديمقراطي، بدلاً من الحديث عن الشروط الضرورية لقيامه وهي:
أ- التنمية الاقتصادية: فقد ورث السودان نظاما اقتصاديا هشا يقوم على السلع النقدية سرعان ما تحول الاقتصاد الععالمى في فترة الخمسينات والستينات الى سلع جديدة مرتبطة بالبترول او التكنلوجيا ..
ب- التعليم: وقد كان السودان يتمتع بنظام تعليمى جيد ومنضبط الا انه كان قليلا مقارن مع الحوجة الكلية للبلاد حيث كان التعليم يقوم على فلسفة انتاج موظفين يعملون كمساعدين للانجليز لا كعمليه شامله لكافه قطاعات المجتمع .
ج- مؤسسات المجتمع المدني: ورث كذلك السودان نظاما مدنيا جيدا وجهاز قضائي مستقل ومؤسسة تعليميه على صغر حجمها الا انها منضبطة ولكن اهم ما اتصفت به الخدمة المدنية في تلك الحقبة ان حجم تغطيتها كان محدودا مع مساحات السودان الشاسعة واقتصر دورها في المدن .
د- القيادة : حيث عانى السودان من جانب القيادات في عدة نواحى من حيث القيادات الطائفية التى تسعي للسلطة بدون دفع ادنى ضريبة في مجال التنمية والتعليم او القيادات المستنيرة التى واجهت مصاعب لم تكن تتوقعها بل وكانت اكبر من امكانياتها الفنية والادارية وبالتاليى سقطوا في اول امتحان .
ب-التجارب الديموقراطية [35] (http://beta.blogger.com/post-create.g?blogID=8196817091531568960#_ftn35)
واجهت الحكومة المنتخبة الاولى بعد الاستقلال 1956 صعوبات كبيرة حيث بدا التمرد في الجنوب وزاد الاختلاف السياسي في السودان واحتدم بصورة لم تحتملها الحكومة نفسها فبادر السيد عبدالله خليل وسلم السلطة الى الجيش في العام 1958 واستمر الجيش في الحكم وكمم الافواه ومنع التجمع والتنظيم حتى قامت ثورة عصيان مدنى في العام 1964 اطاحت بالحكومة.
وفي اعقاب ذلك عادت الحرية الى السطح ومارست الاحزاب والتنظيمات حريه كاملة الا انها دخلت في ذات النفق من حيث الفشل في ادارة الدولة والنزاع السياسي والتدهور الاقتصادي وابرز احداث هذه الفترة النزاع حول الدستور هل يكون اسلاميا او علمانيا وحظر الحزب الشيوعى من ممارسة العمل السياسي رغم ان البلاد في تلك الفترة تحت ظل حكومة منتخبة.
ونتيجة لذلك فقد اشترك الحزب الشيوعى في تدبير انقلاب عسكري في العام 1969 برئاسة السيد جعفر النميري الذي حكم السودان من العام 1969 الى 1984 .. شهدت هذه الفترة العديد من الاحداث المهمة الجديرة بالسرد وهي ان حكومة النميري بعد عامين فقط دخلت في مواجهة مباشرة مع الحزب الحليف الحزب الشيوعى انتهت باعدام قادته وتشريد عضويته ومواجهات اخري مع كافة القوى السياسية انتهت بمنع كامل للاحزاب السياسية مع انشاء حزب للسلطة هو الاتحاد الاشتراكى ومنع النقابات ولكن الى درجة كبيرة سمح للمنظمات الخيرية بحرية العمل رغم ما كان يتسرب عن علاقتها ببعض هذه الاحزاب .
ومالبس حكم الرئيس النميرى الا ان يواجه صعوبات كبري رغم تحالفه مع بعض الاحزاب السياسية على حساب الاخري الا ان التدهور الاقتصادي الكبير والجفاف والتصحر كانا عاملين مهمين في قيام عصيان مدنى وثورة شعبيه ثانية اطاحت بهذه الحكومة في العام 1984 .
وفي العام 1985 تشكلت التجربة الديمقراطية الثالثة وواجهت صعوبات اشد واسواء من التجربتين السابقتين من حيث اشتداد الحرب في الجنوب حيث سيطر ثوار الجنوب على اكثر من 80% من اراضي الجنوب واستمرت تداعيات التدهور الاقتصادي الموروث من النظام السابق وعجزت هذه الحكومة حتى عن توفير السلع الاساسية .. ثم الاشكاليات الداخلية الخاصة بقدرة هذه الاحزاب وكفاءتها على تجاوز هذه المصاعب الدور الكبير في فشل هذه التجربة وسقطت الحكومة بانقلاب عسكري دبره الاسلاميون (حزب الجبهه الاسلامية القومية) في العام 1989م برئاسة السيد عمر البشير .
ج _ الوضع السياسي الراهن:
بدأ النظام الحالي بالقبضة الحديدية الصارمة ضد اعدائه وقد كانت مشاعره الحزبية واضحة في تصفيه الخصومات القديمة الموروثة من سنوات طويله خاصة مع الحزب الشيوعى لذلك امعن في التنكيل والبطش بهم .. ومن المهم ان نوضح انه حتى في هذه الفترة لم يتجه بطش النظام الى عامه الشعب السوداني بل الى عضوية الاحزاب وبالاخص الاحزاب اليسارية مع التركيز على الحزب الشيوعي .
ثم مالبس ان اكتشف النظام ان السودان لايدار بهكذا طريقة وانه يقود نفسه الى مواجهة شعبية قد تؤدي الى الاطاحة به في ثورة جماهيرية فبادر الى سن دستور 1998 م الذي اعطي حيز من الحريات وعقد بعض الاتفاقيات مع احزاب صغيرة من الجنوب والشمال ثم توج ذلك بعدد من الاتفاقيات اتسعت لتشمل كل القوى السياسية المعارضة في الشمال والجنوب وكان ابرزها اتفاق القاهرة مع التجمع الوطنى الديموقراطى واتفاقية نيفاشا التى اوقفت الحرب في الجنوب والتى جاءت بالدستور الانتقالي وعدد من القوانين الداعمة للتحول الديمقراطي مثل قانون الانتخابات2007 وقانون الصحافة2007 وقانون الاحزاب السياسية2007 وقانون المنظمات الوطنية 2006 وقانون النقابات 2009 .
د _ التشريعات السودانية المتعلقة بالحريات
وتبعا لما جاء في الدستور فان السودان شهد تحولا ديمقراطيا بدا منذ العام 2005 وانبثق من هذا الدستور عدد من القوانين الموائمة له ابرزها قانون القوات المسلحة 2007 وقانون الاحزاب السياسية 2007 وقانون الانتخابات وقانون النقابات وقانون الطفل والاتحادات المهنية ووجدت وثيقة الحقوق الواردة في الدستور استحسانا واسعا من شرائح واسعة في المجتمع ورغبة في ان تتم الموائمة لكافة القوانين
محمدالحسن الطيب
21-04-2013, 09:13 AM
8-8- مؤشرات الامن الإنساني في السودان
أ- الجدول: مؤشرات الأمن الإنساني – مقترحات
الأبعاد
المؤشرات
القيمة %
المتوسط
المصدر
الأمن الاقتصادي
العمل %
81
0.410
تعداد السكان 2008
شبكات الأمن الاجتماعي "الزكاة" للأكثر فقراً والفقراء (بما في ذلك العجزة) (% من إجمالي السكان) تتم تغطيتهم فعلياً
20
ديوان الزكاة الاتحادي، تقرير 2009
شبكات الأمن الاجتماعي "الضمان الاجتماعي" ) (% من إجمالي السكان)
= 67% تمت تغطيتهم و80% عاملون
53.6
وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، تقرير 2010
معدل التضخم (معدل تغيير أسعار الغذاء) (%)
11.2
الجهاز المركزي للإحصاء، 2009
الأمن الغذائي
الانجاز: نصيب الفرد من السعرات الحرارية كـ % من المتطلبات اليومية
89
0.830
بناءاً على تقرير الجهاز المركزي للإحصاء 2008
تقاس كإنجاز: نصيب الفرد من السعرات الحرارية كـ % من المتطلبات اليومية
نسبة السكان الذين يحصلون على الغذاء (%)
77
بناءاً على تقرير الجهاز المركزي للإحصاء 2008
الأمن الصحي
نسبة السكان الذين لا يعانون من الملاريا
95
0.835
مشروع النيل الأزرق الصحي ووزارة الصحة الاتحادية 2010
التغطية الصحية كنسبة من إجمالي السكان
72
بناءاً على تقرير الجهاز المركزي للإحصاء 2008
الأمن البيئي
الحصول على مياه آمنة (%)
90
0.707
الجهاز المركزي للإحصاء 2008
الحصول على صرف صحي (%)
51.7
الجهاز المركزي للإحصاء 2008
الأمن الشخصي
احتمال أن لا تتعرض لجريمة عنف (بما في ذلك النهب وحوادث الطرق: الموت والإصابة والتلف)
98
0.982
بناءاً على سلسلة إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء 2010
أمن المجتمع
احتمال أن تصبح نازحاً (%)
92
0.464
عدة منظمات دولية 2009
عدد أفراد الجيش والشرطة والأمن مقابل الشخص الواحد (0.00784) = 307000/39154000
0.0078
البنك الدولي 2008، صحيفة 2011
الأمن السياسي
نسبة الإنجاز السياسي في العناصر التالية: استقرار الحكومة، الظروف الاجتماعية الاقتصادية، الاستثمار، الصراع الداخلي، الصراع الخارجي، الفساد، تدخل العسكر في السياسة، الأمن والنظام، التوترات الاثنية، المساءلة الديمقراطية، نوعية البيروقراطية
42.8
0.428
مجموعة خدمات المخاطر السياسية: دليل المخاطر الدولي، 2009
محمدالحسن الطيب
21-04-2013, 09:18 AM
الخــاتـمــــة
يجمع الخبراء والمفكرين بأن مفهوم الامن الإنساني على حداثته النسبية فانه سيأخذ وضعا متقدما في السنوات القادمة على كافة المستويات العالمية والاقليمية لما يمثله من نقله في فهم الامن في الدولة ومسؤولية المجتمع ... كما ان تزايد المخاطر وتنوعها تجعل هناك اهمية لتطور هذا المفهوم ودراسته واستقصاء خصائصه في كل مجتمع مع تطوير الاليات .
ومن جانبي في الختام فإني اقترح : -
1. إجراء المزيد من الدراسات والبحوث عن الامن الإنساني في السودان
2. المساهمة في بناء الاليات العاملة في تطوير المفهوم وبناء قدرات الدولة والمجتمع لتحمل مسؤوليته .
ود الأصيل
27-04-2013, 11:51 PM
مقومات ومداخل الجريمة
(إدمانكحولي – مخدرات- فاقد تربوي- غياب وازع ديني ورادع جزائي- غزو واستلاب حضاري)
للجريمة مقدمات ومحفزاتومداخل لاحصر ولا عد لها, نذكر منها فقط أبرزها مطلقاً:-
إدمان الكحول والمخدرات:
يقول المولى في محكمتنزيله :" أنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكرالله و عن الصلاة , فهل أنتم منتهون" (المائدة - 91)
غنى عن الذكرأن الخمر هي أس لكل المحن بامتياز وهي آفة شاملة ومهدد ريئيسي لكل مقوم جاء به شرعناالحنيف. فإن تعاطي كثير أو قليل من الكحول والمخدرات لهو كفيل بأن يصيب دين المسلمفي مقتل و كفيل بأن يزهق النفس التي حرم الله إلا بالحق , فهي تذهب العقل و تبدد المال وتهتك العرض و تذهب الهيبة.
التعريف الطبي لإدمان الكحول والمخدرات يوصف على أنه مرض ناتج عن الاستهلاك المستمر. وله عواقب سلبية ومشكلات اجتماعية وخيمة يحدثها .إن أهم ما يميز مدمن الكحول في مراحله الخطيرة هوعدم قدرته على التوقف عن الفعل أي الشرب (اللاإرادي) و إنكاره لحاجته للعلاج. حذر الباحثون من البيرة منزوعة أو ضئيلة نسبة الكحول, خشية تحريك شهية الكحولي للعودة والانتكاسة (ما يسكر كثيره فحرام قليله).
ود الأصيل
27-04-2013, 11:54 PM
أسس ومحفزات عضويةوبيئية لمشكلة الكحولية والمخدرات:-
يحدث الكحول اضطراباً مؤثراًعلى عدد من النواقل العصبية الدماغية ومستقبلاتهاالمسؤولة عن وظائف التنبيه والتثبيط فتختل حاسة التأقلم العصبي الكيماوي المعاوض لتأثير الكحول؛
مما يفسر نوبات الغضب لدى المدمن غير المعالج و حنينه الشديد إلى الكحول وطلب المزيد.
إدمان الكحول مرض ليس خارجاً عن ارادة صاحبه , بل هو من كسب يديه حيث رغم قوة التأثيرات العضوية للكحول إلا أن الإقلاع عنه دائما يأتي بقرارالمتعاطي لوقف التعاطي أو التمادي .
وقدتكون البيئة المحيطة للمتعاطي مشجعة إذا كانت مبتلاة وتأثر الفرد بها نمطياً وسلوكياًعن طريق .
سهولة كسر الحاجزالنفسي لديه ,ومن ثم الحصول على الخمرو تجربة الشرب في سن مبكرة .
اضطراب سلوك الطفل لغياب الدعم العاطفي و إهمال التربية .
يشتبه في أن عوامل وراثية قد تنقل اضطرابات هي في الواقع بيئيه مثل انخفاض نسبة الاكسجين أثناء الولادة.
كذلك, قد يختلط التلميذ بفئات جاذبة منحرفة قد يغرونه بتعاطي المسكرات.
حيث كشفت دراسة مقارنة شملت كحوليين، تدني تحصيلهم الدراسي بمعدل 10%, مع انحراف سلوكي, و ترك للدراسة أكثرمن سواهم بخمس مرات
محمدالحسن الطيب
29-04-2013, 09:01 AM
أثر الإشاعة على الأمن ....
الإشاعة سلوك عدواني ضد المجتمع وتعبير عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن وهذا السلوك العدواني قد ينجم عنه أفعال مباشرة وقد يتحول إلى نوع من الشذوذ في القول والعمل ولعل أبرز أنواع الشائعات هي ما يتعلّق بأمن الناس لأنه يتركهم في دوامة القلق ويؤثر على مجرى حياتهم وخاصة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني.. وخاصة عندما يفتقد الناس إلى الإدراك والوعي وثوابت الاستقرار كالأمن والدين والقيم.. وتعتبر الإشاعة من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات أو الأشخاص وتعتبر الإشاعة عصب الحروب النفسية وسلاحها للنيل من الروح المعنوية للشعوب.
فالشائعات هي التي تنقل عن طريق الأفراد والصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون أو أجهزة الإعلام الأخرى قد تكون سليمة تحمل آمالاً طيبة للمستقبل وقد تكون مدمرة تحمل الكراهية مستخدمة في ذلك أنسب الظروف لظهورها، والشائعة تمس أحداثاً كالحرب والكوارث وارتفاع الأسعار أو علاقات سياسية أو اقتصادية وقد تمس أشخاصاً أو جماعات... إلخ. مستهدفة شيئاً معنوياً أطلق عليه الحرب المعنوية أو الحرب النفسية، وفي الواقع إن الشائعات بأنواعها المختلفة رقطاء تنفث سمومها في المجتمع وإذا لم يتكاتف كل أفراد الشعب في مقاومتها ودرئها بكل عنف فإنها تقضي على الروح المعنوية التي هي أساس كل نجاح.
دوافع الشائعات:
الشائعات من أخطر وأفتك أساليب الحرب النفسية لأنها تدنس بطريقة أشبه بالسحر وسط الجماهير، ولأنه من الصعب معرفة مصدرها ولأن ضحاياها يسمعونها من أصدقائهم مما يعطيها صورة الخبر الصادق بل إن ضحاياهم يكونون أحياناً هم مروجوها. ويمكن تلخيص أهداف الشائعات في عصرنا الحاضر وخاصة في الحرب النفسية.
٭ التأثير على معنويات العدو وتفتيت قواه العامة للوصول به إلى الإرهاب النفسي.
٭ استخدمها للتمويه والتعمية كستار من الدخان لإخفاء حقيقة ما.
٭ ترويج أنباء كاذبة وأخبار مشكوك في صحتها لأجل إضعاف الروح المعنوية.
٭ استخدام الأساليب الحديثة لعلم النفس التي تخدم الإشاعة للتأثير على نفسيات ومعنويات وإيرادات العدو.
٭ تدمير وإنهاك وتحطيم معنويات الجبهتين العسكرية والمدنية.
التخطيط لمكافحة الشائعات:
في عصرنا الحاضر يقوم الإعلام بدور محاربة الشائعات والرد عليها ومحاصرتها ثم القضاء بالحقائق .. وتحارب الشائعات بأربعة طرق:
٭ تدعيم الثقة بالقوات المسلحة برفع مستوى الوعي وأخذ الحذر والحيطة من شائعات العدو..
٭ اشتراك أكبر عدد من القادة والمقاتلين في حملة التصدي ضد الشائعات وعن طريق وسائل الإعلام لإظهار الهدف والغرض الحقيقي لبث سموم الشائعات المغرضة بين الناس وبالأخص أفراد وضباط القوات النظامية.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالصبر والكتمان). وكان صلى الله عليه وسلم من أهم الأساليب التي حصن بها أصحابه من الإشاعات الضارة أسلوب ربط المجتمع الداخلي.. وتغيير أسلوب الشائعات لدحضها وقتلها في مهدها قبل أن تؤثر في الناس.
اخي الكريم لا تتداول الشائعة ولا تساهم في نشرها ..
المصدر منتدى الجيش الالكتروني السودان
ود الأصيل
01-05-2013, 08:19 PM
ظاهرة المثليين الجدد(نار تحت الرماد)
لا تكاد ظاهرة الجنس الثالث (المتحور جنيساً) ناراً تخبو تحت الرماد حتى تطلبرأسها مجدداً. طارحة معها أسئلة أشد إلحاحاً.هل هي قضية أمنية؟ أم أخلاقية؟ أم تربوية؟ أم وراثية؟ أم إنها العولمة؟ ومن أي منطلق نتعامل معها، جنائياً أم نفسانياً؟ إنهم ,على أية حال, أناس يرون أنهم أسوياء مثل غيرهم و مناضلون من أجل انتزاع االاعتراف بهم"هكذا" وبحقهم في البحث معهم عن حلول بعيداً عن التشنج والملاحقة بنظرات الاستهجان؛ عملاً بوصية النبي(ص) (انصر أخاك ظالماً و مظلوماً).
إنه أرق متجدد و جدل دائرفي مختلف الأوساط المعنية وبات حديث المنتديات و الدواوين. لقد صرح أحد المسؤولين في احد البلدان بأن أعداد(الخمس ضكر) تفوق الإرهابيين. لكن هؤلاء يحتجون بأنهم لا يرعبون أحداً و لا يدمرون. هم فقط متحولون: صفة لم ينتحولها ولكنه قدرهم وقد تقبلوه برضا ، بخيرة و شره. تصف التقارير الطبية الحالة كنوع من اضطراب الهوية والعيش في حيرة و نزاع بين نارهونار إرهاب المجتمع, و بخاصة رجل الأمن حينما يلقي القبض على أحدهم فيودعه السجن و يعذبه بحلاقة الشعر وكفى بها عقوبة لأن هذا أغلى ما يملك أمثال هؤلاء. بعض الدول تعاقب المثليين بموجب المادة المستمدة من الشرع بتحريم ولعنة المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. غير أن منتقدي القانون يطعنون بدستوريته على أن لا علاقة للأمر بالتشبه و لا بالشذوذ.
و هناك منحى علمي و نظرية تقول ب" تعرض الجنين في رحم أمه لتكريز فوق الطبيعي من الهرمونات الذكورية أو الأنثوية". و يعول بعض النفسانيين على الوسط البيئيوالتنشئة فيما مؤداه أن السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل لها دور خطير في بناء شخصيته و تشكيل التوجييهات الجنسية لديه مستقبلاً. ذلك من خلال تعلق الطفل بأحد والديه خاصةالأم.. إذاً, يبدو أنه (لا دخان بلا نار). ولم يعد هنالك مجال لمجتمعات بأسرها أن تظل مخفية رؤوسها تحت الرمال!!!
محمدالحسن الطيب
05-05-2013, 07:57 AM
ظاهرة المثليين الجدد(نار تحت الرماد)
لا تكاد ظاهرة الجنس الثالث (المتحور جنيساً) ناراً تخبو تحت الرماد حتى تطلبرأسها مجدداً. طارحة معها أسئلة أشد إلحاحاً.هل هي قضية أمنية؟ أم أخلاقية؟ أم تربوية؟ أم وراثية؟ أم إنها العولمة؟ ومن أي منطلق نتعامل معها، جنائياً أم نفسانياً؟ إنهم ,على أية حال, أناس يرون أنهم أسوياء مثل غيرهم و مناضلون من أجل انتزاع االاعتراف بهم"هكذا" وبحقهم في البحث معهم عن حلول بعيداً عن التشنج والملاحقة بنظرات الاستهجان؛ عملاً بوصية النبي(ص) (انصر أخاك ظالماً و مظلوماً).
إنه أرق متجدد و جدل دائرفي مختلف الأوساط المعنية وبات حديث المنتديات و الدواوين. لقد صرح أحد المسؤولين في احد البلدان بأن أعداد(الخمس ضكر) تفوق الإرهابيين. لكن هؤلاء يحتجون بأنهم لا يرعبون أحداً و لا يدمرون. هم فقط متحولون: صفة لم ينتحولها ولكنه قدرهم وقد تقبلوه برضا ، بخيرة و شره. تصف التقارير الطبية الحالة كنوع من اضطراب الهوية والعيش في حيرة و نزاع بين نارهونار إرهاب المجتمع, و بخاصة رجل الأمن حينما يلقي القبض على أحدهم فيودعه السجن و يعذبه بحلاقة الشعر وكفى بها عقوبة لأن هذا أغلى ما يملك أمثال هؤلاء. بعض الدول تعاقب المثليين بموجب المادة المستمدة من الشرع بتحريم ولعنة المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. غير أن منتقدي القانون يطعنون بدستوريته على أن لا علاقة للأمر بالتشبه و لا بالشذوذ.
و هناك منحى علمي و نظرية تقول ب" تعرض الجنين في رحم أمه لتكريز فوق الطبيعي من الهرمونات الذكورية أو الأنثوية". و يعول بعض النفسانيين على الوسط البيئيوالتنشئة فيما مؤداه أن السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل لها دور خطير في بناء شخصيته و تشكيل التوجييهات الجنسية لديه مستقبلاً. ذلك من خلال تعلق الطفل بأحد والديه خاصةالأم.. إذاً, يبدو أنه (لا دخان بلا نار). ولم يعد هنالك مجال لمجتمعات بأسرها أن تظل مخفية رؤوسها تحت الرمال!!!
احد ضباط الامن والمخابرات يحكى هذا الحديث الذى سبق وذكرتة ( محالولة اضافية):-
عن طريق الصدفه المحضة جلست الى الضابط المتحري في البلاغ وذاد من التفاصيل ما لايروى...الى اين نحن سائرون....ومما اضافه صديقي انه وفي ذات اليوم تم القبض على مجموعه من الطلاب الجامعين بذات المواصفات الـ"رجوليه"وهم في طريقهم الى مدينة شندي ويحملون في حقائبهم ذات الادوات الانثوية..مما يعني ان الامر قد تعدى مرحلة الظاهرة الى مرحلة الامر الواقع...وما يؤكد ذلك القاء السلطات في مؤسسة جماهيرية ضخمة على شاب"شابه"طري الملمس..اكحل العينين وهو يرتدي اسكيرت وبروزة وتفوح منه رائحة الخمره النسائية ....ياجماعه الحكايه شنو...يقول استاذي دائماً ان المعرفة في كثير من الاحيان قد تكون نقمه
زواج المثلين جنسيا وصلنا ..!!!!!!!
-------------------------------------
في حادثة غريبة من نوعها اوقفت شرطة قسم الصافية بحري " 9 " متهمين بينهم مطرب شهير اثناء اقامتهم لحفل حناء للمطرب المذكور بغرض تزويجه من احد الشباب في ظاهرة لزواج المثليين " الشواذ "
وكانت قد توافرت معلومات لدى شرطة قسم الصافية بان مجموعة من الشباب الشواذ يقيمون حفلا مزعجا بالمنطقة وبمداهمة المنزل المذكور عثرت الشرطة على المتهمين التسع حيث كان المطرب الشهير يجلس متوسطا القعدة وهو يرتدي زيا نسائيا خليعا وفاضحا حيث كان يرتدي اسكيرت قصير قالت المصادر انه لايستر ساقيه وكان يرتدي فانيلة " بودي " ضيقة كالتي ترتديها الفتيات ومكحل العينين وكان بقية المتهمين يحيطون به
و كانت المعروضات التي حرزتها الشرطة ووضعتها في البلاغ عبارة عن حنة جاهزة وشيشة وقهوة ودلوكة وكانوا جميعا يرددون اغنيات البنات وبتفتيش المنزل عثر على هواتف نقالة تخص المتهمين وبعضها يحتوي على افلام فاضحة وصور خليعة وتم القبض على المتهمين وتدوين بلاغ في مواجهتهم تحت المادة 77 / 152 الازعاج والاعمال الفاضحة كما دون بلاغ منفصل لخمسة منهم تحت المادة 153 ق ج
*
*
*
ود الأصيل
06-05-2013, 12:40 AM
لله درك اخينا عابر سبيل ، هذا الموضوع ظل يشغلني منذ فتره بعد ظهرت في مدينتنا الصغيره الهادئه أصناف منالبشر لا حصر لها ولا عدد وتعددت الجرائم بصوره مخيفه بسبب التعدين الشعبي عن الذهبالذي جلب لنا (الجنس الثالث - السرقات النهاريه والليليه - المخدرات بانوعها - العماله الاجنيبه - بائعات الشاي والهوي - المتسولين - جرائم القتل - جرائم المال - وهلم جرا) ولاندري ان كان هناك جواسيس وخلافه لاننا اكتفينا بالنظرفقط والامر اصبحلايطاق واحييك مجدداواعد ان اكون حريص جدا علي الاطلاع هذا الموضوع لمزيد منالثقافه والعلم ودمتم في امان الله
مرحباً بك سعادة العقيد شخصياُ؟! في بوستنا هذا المتواضع الذي لطالما ظل يشكو من قلة فئرانه و ظل كاتبه تعيس الحظ يؤذن و كأنه فيمالطا. وما كنت أتوقع أن لسنارة بيد جندي نفر مثلي أن تغمز فتأتي بصيد سمين برتبة/عقيد أركانحرب مرة واحدة.. هنا وجب علينا أن نرفع لك القبعة و جاز لنا القول بأنه لا يؤذن ومالك في المدينة أو أنه متى حضر الماء بطل التيمم. خاصة وأنك تلفت نظرنا لنقاط تحول خطيرة وعلامات تعجب فارقة يشهدها شمالنا الحبيب مع ظهور مناجم الملك سليمان الشهيرة هناك. ولعك كل الذي تفضلت ونوهت إليه من ظواهر مصاحبة تعد أموراً عادية، و بل من نافلة القول، من أذرع للجريمة المنظمة بأشكالها نراها ضاربة أطنابها بطول و عرض تراب الوطن.
و لكن الذي استوقفني هو ظهور ( جنسالخمس ضكر) وهو أغرب حتى من بائعات الهوى في الهواء الطلق هناك رغم علمي بأن المنطقة عراء و بيداء قاحلة تربأ بها تضاريسها القاسية كما طباع أهلها الأبية بتفشي مثل هذه الأفعال المائعة. عموماًب حثي كان معداً سلفاً لمعالجة فرضيات أمنية معممة بعض الشيء و لكن لا بد لي من إعادة انتاجه بمساعدة منك أخي ومعنا سعادة الرفيق/ محمد الحسن الطيب عبر تناوله بجدية أكثر من حيث تطبيقيه على ما يمكن تسميته مجتمع(الباحثين عن الكنز المفقود ) و إلى ذلك الحين دعونا نواصل حلقات بحثنا في شطره االأمني البحت.
محمدالحسن الطيب
06-05-2013, 05:49 AM
ظاهرة المثلية الجنسية الاسباب والمعالجات :-تعد ظاهرة الشذوذ الجنسي من الظواهر القديمة جدا بحيث لا يعلم احد التاريخ الذي ابتدا الانسان بممارستها. العوامل التي تساعد على انتشار الظاهرة عديدة اهمها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. فهي تنتشر بالمناطق الفقيرة بشكل اكبر من نظيراتها الغنية , لعدم قدرة معظم الشابات و الشباب من الزواج المبكر بسبب تكاليفه الباهضة ومغالاتات العوائل بالنسبة للمهور و ارتفاع كلف المستلزمات اللازمة لتحقيق الزواج .
اما الجانب الاجتماعي فهو يتعلق بدرجة كبيرة في الفصل الكامل بين الجنسين مما يمنعهم من تفريغ جزء كبير من طاقلتهم بالوسائل البريئة , وهي تنتشر في مجتمعاتنا بين الذكور بشكل اكبر من انتشارها بين الاناث لطبيعتها الذكورية .
بينما يولد العزل نوعا من الخوف من الجنس الاخر كما تساعد الاجواء المغلقة على انتشارها لذلك فانها كانت منتشرة بشكل كبير بين افراد الجيش الانكشاري , اي جيش الدولة العثمانية الذي يعتمد في تجنيده للافراد من الاطفال المخطوفين من الدول التي تقوم الدولة بفتحها .
ان هذه الممارسة مرفوضة بسبب مخالفتها لسنن الطبيعة , لان ممارسة الجنس بقدر ما توفره من متعة لممارسيها لكنها في ذات الوقت تعتبر الوسيلة الاساسية للحفاظ على النوع البشري من الانقراض كما انها مهمة لنقل الصفات الوراثية من الاباء الى الابناء و بشكل خاص الصفاة الجيدة منها . لذلك تلجا الكائنات الحية الدنيا كالبكتيريا , على سبيل المثال , التي تتكاثر بالانشطار البسيط لكنها تلجا الى التكاثر الجنسي بين فترة واخرى لاكتساب صفات وراثية تمكنها من مقاومة الضروف البيئية الصعبة .
هناك طرق عديدة للحد من هذه الظاهرة تتمثل في اباحة الاختلاط البريء بين الجنسين مع توفير النوادي الرياضية والاجتماعية و الثقافية التي تساعد الشابات و الشباب من تغريغ طاقاتهم في المجالات المفيدة لهم .
كما ان الدولة مطالبة بالقيام بواجبها للحد منها عن طريق مساعدة الشباب و تمكينهم من الزواج المبكر بتوفير المنح و القروض الميسرة لتمكينهم من تحقيق هذه الرغبة مع القيام بتوفير السكن الملائم و الرخيص كي تساعدهم على تحقيق استقلاليتهم , مع توعية العوائل بضرورة التخلي عن ظاهرة المغالاة بالمهور خصوصا وان العراق يعاني من زيادة ملحوضة في اعداد الاناث بالنسبة للذكور بسبب الحروب العبثية للنظام السابق و ما قامت به الجماعات المسلحة من قتل بعد الغزو الامريكي للعراق في العام 2003 ..
اما بالنسبة للعقوبات الجسدية فانها لن تتمكن من انهاء الشذوذ الجنسي وان حدت منها ,لانها تزيد من الرغبة في ممارستها لان كل ممنوع مرغوب , كما ان الجماعات الاسلاموية تلجا الى الوسائل القسرية بحجة الحفاظ على عفة المجتمع ولكنها في الحقيقة تمارس هذه الاعمال لنشر الارهاب في المجتمع كي تتمكن من السيطرة علية و قمع اي معارضة لسياساتهم.
محمدالحسن الطيب
06-05-2013, 06:37 AM
انتشار الشذوذ الجنسى بين الشباب السودانى :-هى مشكلة تنتشر بين شبابنا بصورة كبيرة وخصوصا فى الفترة الاخيرة فترة التطوير والانفتاح العالمى وهى مشكلة كما نعرف لها عدة اسباب
الراى العلمى:
كلمة homosexual مستمدة من الأصل اليونانى homo أى مثل أى أنه الجنسية المثلية، لكن هذا التعبير لم يستخدم على نطاق واسع إلا فى أواخر القرن التاسع عشر وقصد به الرجال أو السيدات الذين أو اللاتى يفضلون أو يفضلن ممارسة الجنس مع شريك من نفس الجنس على مدى مدة معقولة من الزمن، وليس من شروط هذا التعريف كراهية الجنس الآخر بالضرورة.
على النقيض تم صك تعبير جديد هو الـ bisexual أو المزدوج إذا صح التعبير وهم الرجال أوالسيدات المنجذبين والمنجذبات جنسياً لنفس الجنس أو الجنس الآخر، وقد أشار الباحث "كولمان" 1987 إلى أن الـ bisexuality لا بد أن يقاس بعدة أبعاد مختلفة، مدخلاً فى إعتباره السلوك الجنسى ومحتوى الفانتازيا الجنسية والإرتباط العاطفى وليس فقط المعاشرة الجنسية أو الجماع، ولذلك فهذه الإزدواجية الجنسية مصطلح معقد يشمل الحالة الذهنية والسلوك الفعلى، ومن هنا نستطيع أن نقول أننا نتعامل مع ثلاث مصطلحات بالنسبة للعلاقات الجنسية:
· heterosexual يفضل الجنس الآخر
· homosexual يفضل نفس الجنس
· bisexual مع النوعين أو مزدوج
هذا التصنيف البسيط لم يحظى بإعجاب وموافقة علماء الصحة الجنسية فإضطروا إلى تقسيم جديد، أو تقسيم داخل التقسيم، صنفهم العالم كينزى إلى سبعة أصناف هى:
· لايمارس الجنس إلا مع الجنس الآخر فقط exclusively heterosexual.
· يفضل الجنس الآخر (مارس مرة عارضة مع نفس الجنس).
· يفضل الجنس الآخر (الممارسة مع نفس الجنس أكثر من عارضة).
· الإثنان متساويان فى الأفضلية (ليس هناك فرق بين أن يمارس مع نفس الجنس أو الجنس الآخر).
· يفضل نفس الجنس (مرات مع الجنس الآخر أكثر من عارضة).
· يفضل نفس الجنس (الممارسة مع الجنس الآخر أكثر من عارضة).
· لايمارس إلا مع نفس الجنس فقط exclusively homosexual.
على ضوء هذا التقسيم وجد كينزى أن 10% من الرجال الأمريكيين البيض كانت ممارساتهم الجنسية مقصورة على نفس الجنس لمدة ثلاث سنوات على الأقل فيما بين 16 و 55 سنة، و 4% منهم كانت الممارسة مقصورة على نفس الجنس مدى الحياة، و 73% من كل سكان أمريكا قد جربوا الشذوذ مرة واحدة على الأقل أثناء حياتهم، وفى هذه المرة كانت الممارسة قد أدت إلى الأورجازم.
بالنسبة للسيدات وجدت الدراسة أن 19% من السيدات حتى سن الأربعين مارسن الشذوذ لفترة، وأن 3% منهن مارسن الشذوذ طيلة حياتهن.
هرباً من لفظ homosexual الذى نبحث عن تعريفه لجأ الكثير فى الغرب إلى إستبداله بلفظ gay وهو لفظ يعكس البهجة والمرح ويهرب من ثقل ووطأة وسوء سمعة التعبير الأول
الناحية التربوية :
وهى تنتج من سوء تربية الوالدين (معاملة الذكر على انه انثى او معاملة الانثى على انها ذكر )
مشاكل الزواج:
فتكاليف الزواج اصبحت مرتفعة جدا لذلك يرى الشباب انه فى غنى عن كل تلك التكاليف وايضا ظروف البلد الاقتصادية التى تفرض على الشاب تاخر سن الزواج لعدم تمكنه من تكوين قدر كافئ من المال يتناسب مع متطلبات الزواج كل تلك العوامل المادية تؤدى الى اتجاه السباب نحو الشذوذ
الاعتداءات الجنسية:
التى يتعرض لها الاطفال وهم فى حداثة سنهم وهذا العامل من اكثر العوامل تاثيرا فالطفل تعرض لحدث لم يعهده من قبل ويترتب على ذلك اثار نفسية تظل معه حتى يصبح راشدا فتتحول مشكلته النفسية الى شذوذ جنسى نتيجة لما تولد داخله من قهر نفسى وبدنى ونلحظ انتشار الاعتداءات فى مناطق الحروب او النزاعات اكثر لان الحقوق فى هذه المناطق تكون مسلوبة ويكون كل شئ مباح لمن يملك السلطة
الكبت لدى الفتيات:
الكبت ايضا يمكن ان يكون سببا فالفتاة تحس بكبت وضغط نتيجة لتواجدها فى بيئة مغلقة ومقتصرة على بنات جنسها فقط وعدم ايجاد اى وسيلة تواصل مع الجنس الاخر مما يجعلها تحس بميل نحو مثيلاتها
(مع ملاحظة ان هذا السبب ليس شائعا فى السودان بشكل كبير ولكنه يمثل سببا هاما فى بعض المجتمعات المغلقة الاخرى )
ضعف الوازع الدينى:
عدم تمسك مرتكبى مثل هذه الافعال بدينهم وانشغالهم بامور تلهيهم عن ذكر الله وعدم تفكيرهم فى العقاب الذى سوف يلاقونه فى النار
اصدقاء السوء :
وهم الذين يساعدونك على فعل مثل هذه الاشياء بان يجعلوها فى نظرك اشياء جميلة وما يطلعونك عليه من صور وافلام خليعة
هناك اسباب شتى تدفع الشباب الى ممارسة مثل هذه الافعال المشينة طرحت هنا القليل منها وفى انتظار مشاركاتكم
منقوووووول ...
__________________
محمدالحسن الطيب
06-05-2013, 06:42 AM
ومن المؤسف وأ شد الاسف ان لهم ملتقى على الانتر نت والمحلات الترفيهية
ود الأصيل
06-05-2013, 08:21 PM
ومن المؤسف وأ شد الاسف ان لهم ملتقى على الانتر نت والمحلات الترفيهية
عجيب أمرك والله يا أخي محمد يا حسن يا راجل يا طيب وابن حلال ، و هذا أكبر دليل على طيب أصلك و نصيح معدنك ،
لكنك تذكرني بمن قيل له تور، ثم قال : احلبوه .. ياخي الجماعة ديل ماخلو حاجة في الدنيا ما سووها ،
فمعقولة يجي يغلبهم ملتقى على الانترنت ومقاهي التروف؟!
في آخر بوست بعنوان (خمس ضكر) كتبت ما يلي نصه:
( وأنا مصر أنني طفل يحبو على أعتاب الثرثرة في المليان بما نظل أنه ينفع الناس. و مصر أيضاً على إبقاء نقاشنا حول الشواذ في مضماره الموضوعي المهني الصرف . و إن كان لا بد لي من أضافة فهي أن الشذوذ من مظاهر الدعة و الحياة البازخة و أوسع تفشيه في أوساط البرجوازية الصغيرة. هذه ليست فرية نطلقها على عواهنها؛ إنما أمر واقع تسرده الوقائع و تدمغه الدلائل. و إلا فقل لي: أين هم الفقراء و الرجرجة الدهماء، أين المساكين و الغبش أبان مسوحاً ماء ! أين موقع هؤلاء على خارطة الشاليهات والبلاجات الشاطئية والمنتجعات الصيفية حيث علب الليل( Boite de nuit) قاعات سفلية(Down town)، تعج بحفلات صاخبة،أضواء خافته، مشروبات روحية، بودي قاردات مفتولي العضلات، بقايا شباب و شابات معدلون وراثياً ومعدلات. ملبوسات أرق وأشف من الهواء و أوهن من خيوط العنكبوت ، أبواب مؤصده في عمد ممددة، كؤوس مترعة، عقول خاوية و وجوه عليها غبرة ترهقها قترة، أولاد شبه البنات و بنات شبه الأولاد وأنماط من تفكك أسري ما أنزل الله به من سلطان . قبلات سكرى، أحضان دافئة، ذكور مع ذكور وإناث مع إناث و( كل حزب لما لديهم مشتهون) ؛ في ظل غياب مفضوح لأحضان الأمهات و إهمال مريب من أرباب الذوات ،أحضان تطفئ حقارتها ورمادها الحيواني في أتربة الدناءة و النذالة التي سيطرت على عقول ركبت أمواج الهوى و المال و الأعمال والجاه و السلطان، غرقت على أثرها الأمهات في و حل الساقطين،فتلاشى فلذات الأكباد في مزالق الهالكين ، فماعاد راع مسؤولاً عن رعيته . و النتيجة ما نلاحظه يفشو كما النار بالهشيم في بلاد الله لا فرق فيها بين عربي ولا أعجمي إلا بما رحم ربي. وا لسواد الأعظم من هؤلاء متحدرون من أصلاب بني ذوات وأصحاب طبقات علا، لكنها متهتكة. تقرأ و تسمع و ترى و كأنك بصدد فصل من روايةً إباحيةً للايطالي/ البرتو موروفيا،لا يغري بها الزوج زوجه؛ بل يغري بها الذكر أخاه الذكر والمرأة بنت جلدتها الأنثي؛ أو كأنك تشاهد فصلاً مائعاً من فلم (عمارة يعقوبيان) لعادل إمام ، بتفاصيل علاقات لوطية بين الجيران. والواقع أنك إنما تعيش واقعاً خليعاً من صنع و تصميم وإنتاج وإخراج و بطولة أبناء شخصيات عامة حملت على عاتقها حمالة إصلاح البلاد والعباد، متناسين أن أنفسهم و أبناءهم وبناتهم هم أعوز الناس إلى "حياء" وأفقرهم لإصلاح ، ثم ( من أين لفاقد الشيء أن يعطيه)؟؟؟؟!!!!!!!
محمدالحسن الطيب
07-05-2013, 08:54 AM
عجيب أمرك والله يا أخي محمد يا حسن يا راجل يا طيب وابن حلال ، و هذا أكبر دليل على طيب أصلك و نصيح معدنك ،
لكنك تذكرني بمن قيل له تور، ثم قال : احلبوه .. ياخي الجماعة ديل ماخلو حاجة في الدنيا ما سووها ،
فمعقولة يجي يغلبهم ملتقى على الانترنت ومقاهي التروف؟!
شكرا لك انت اخى عابر سبيل ( فكلك انسان )
ازيد:- قاليهم: فى الخفاء جينو لى كلب قال ليهم (اضبهوة) قبل ما اجو الجماعة وخلينا ناكلو للمواطنيين ديل فى ( الاقشى)
محمدالحسن الطيب
07-05-2013, 09:29 AM
ما هي أسباب المثلية الجنسية ؟؟؟
يعيش اغلب المثليين و المثليات هده الأسباب في الطفولة المبكرة و أيضا في مراهقتهم و تكون هده الأسباب قادرة علي التشويش و خلق اضطراب في هويتهم الجنسية .
التأثير البيولوجي
ثاتير العلاقات الاجتماعية و الإنسانية
العنف الأبوي أو العائلي
عدم التوحد بالوالد من نفس الجنس
الإيذاء النفسي
الحساسية المفرطة
الإساءة الجنسية
التحرش الجنسي أو الاغتصاب
عدم تطور الشخصية الذكورية عند الاولاد
او الشخصية الانثوية عند البنات
الفشل في الانتماء للذكور بالنسبة للولد أو بالإناث بالنسبة للبنت .
الإحساس بالحرمان العاطفي و بالجوع للحب من نفس الجنس .
التعرف للسخرية من الأقران أو للعنف المدرسي
عدم الوعي الجنسي ...الخ
محمدالحسن الطيب
07-05-2013, 09:32 AM
الفرق بين الميول المثلية والممارسات المثلية:-
الميول المثلية هي أن يكون لدى الشخص انجذاب نفسى وعاطفى وجنسى تجاه أفراد من نفس جنسه.و يوجد الكثير ممن يملكون هذه الميول والمشاعر بصورة طبيعية. وتوجد بعض الدراسات والأبحاث التي تقول أن 4% من سكان العالم هم أصحاب الميول المثلي.
و يجدر التنبيه إلى أن الكثير ممن لديهم هذه الميول لا يقومون بأي ممارسة جنسية مثلية والعكس صحيح، إذ أن الكثير ممن يمارسون الجنس المثلى ليست لديهم ميول مثلية.
ايضاً اضافة للأسباب :
- مشكلات في العلاقات مثل غياب الوالد المتواصل، أو عنفه وقسوته، أو سوء العلاقة بين الوالدين
- الاعتداء الجنسي أحداث تتعلق بماضي " الانتهاك "
- الاعتداء الجنسي ويشمل أي اتصال أو تفاعل يتم من خلاله أن شخصاً، أكبر أو أقوى أو له تأثيراً كبيراً،
- عدم تشجيع تعبير الطفل عن ذكورته (أو أنوثتها) بل ينتقد ويستغل أو يتجاهل تلك الذكورة فيه، فإن هذا يخصب التربة التي يمكن أن تنمو فيها الميول المثلية.
- علاقة الصداقة بين من هم من نفس الجنس تلعب دورا هاما في عملية بناء الهوية الجنسية
ود الأصيل
07-05-2013, 08:34 PM
شكرا لك انت اخى عابر سبيل ( فكلك انسان )
ازيد:- قاليهم: فى الخفاء جينو لى كلب قال ليهم (اضبهوة) قبل ما اجو الجماعة وخلينا ناكلو للمواطنيين ديل فى ( الاقشى)
لله درك يا أمير ووالله ما سبق لأحح أن وصفني بأبلغ و لا أوقع مما تفضلت ووصفتني به، أن جعلتني (كلي إنسان). دحين قلت لي(الأقشي) أتاريك بتعرف تفرفش وأنا التموجس من صورتك الصارمة بعض الشيء، قلت دا اللواء/ عمرمحمد الطيب!!
رغم أنه ليس لدي ما أخشى عليه و لا على وجهي لثاماً لأميطه أصلاً لأحد، بل أنا واحد من سواد الناس و ابن امرأةتأكل القديد؛علمتني إطلاق النضم على غير عواهنه وكنت أرعى الغنم على قراريط لأهل قريتي الضاربة سحيقاُ في عتامير الضهاري والوعر. لك مني صباحات رابحات و بكل خير نافحات. بل أنا من وجب علي تهنئة نفسي بأن وجدتني و للأمانة ، أمام رجل عارف بطبائع الأشياء و حاذق لفن وضع الأمور في نصابها، أيا مذنباً بازغاً وجدته يلوح في سمائي و يحمل في قطبيه بشرى بميلاد قلم رصين يعرف كيف وأين يتخير لنطف مداده . كم تشدني حنكتك في تصيد المواضيع الساخنة ثم تنبري لإدارة دفتها بطروح فيمنتهي الرقي و تسبر بنا عميقاُ في مغاصاتك و الدر النفيس في أحشائك قابع. عادةً ما تبحث في مضابط حوارك الرزين و تمعن في مقاصدك الرامية بعيداً عن أرانب أنوف قرود فطساء و بشر عاديين مثلي. هذا ليس إغداقاً مني لعطر ثنائك الذي هو زخات تعبق من ثيابك والمجد محارب قديم يمشي في ركابك، و إنما ذلك من باب أقراري لحقيقة شهدتها تسعى بين يدي على قدمين؛و فيه يضاً شحذ لهمتك العالية كي تثري تواصلنا بحديث منك شائق؛ عله يهيل حفنات من غبار ناعم جراء خفق نعليك في ردهات جنة خلدنا. فكيف لا ونحن نسمع وقع حوافر قلمك الجموح و هي تعلو بنا فوق حواجب الاندهاش ..أسرني حد الانبهار فهمك المتطور وملتزم في آن واحدل(أيتيكيت) التواصل بين الناس. .لدرجة أنني لم أوفق هذه المرة لإضافة نقطة بعد فاصلتك في بوستنا الذي كدنا ننغمس عميقاً عن هوامشه، قاصدين السبر في أغوار (المثلية الجنسية)، ولتكن لنا عودة وقبل أن تذهب بعيداً ، فهذه قبعتي أرفعها لك مع الانحناء إجلالاً وأنا منك بمنزلة الشارب من الحالب وكلاهما في الفضل سواء.
فلتعلم سديي الكريم أنني لست أهلاً لمعشار ما مدحتني به ، لكنني فقط أبوح لك بشعوري بشرف الانتماء و احداً من ندمائك الخلص عبر هذا المنبر (المدناوي) الأنيق الذي طالما بحثت عنه ليقلني على صهوات رجاله فأتجول بين أروقته لأتعلم "تاتيبة" الثرثرة من فوق جدران صمتنا الرهيب . فما أن عثرت عليكم حتى شهقت روحي فرحاً و "تأتأ" لساني يبحث عن نبرة مبحوحة تناسب هيبة اللقاء. فكان حالي أشبه بحال تلك الشهرزاد و هي تهم بالارتماء في أحضان مليكها شهريار، قبل أن تشرع فتستطرد في حكيها إدبار النجوم و إسفار الصباح، بأشياء لا تباح عن شهبندر التجار . فمن ذا أنا حتى تقرع الطبول لمقدمي أو تنكس البيارق لغيبتي. فهل تريد مني أفصاحاُ أكثر من هذا؟ أرجو أن تعفيني من المزيد، على الأقل في هذه المرحلة لإن عباراتي التي تليق بأمثالك من رقتها إنما تخشى الظهور تحت دائرة الضوء؛ و تؤثر الاختباء وراء عتمات الأفق البعيد؛ كونها مخملية بحيث يزعجها النسيم، في حين كونها عصية جريئة بحيث يستحي منها الغزل. هذا مع رجائي بأن لا تتعجل الحكم علي بأنني شخص منكفيء على ذاتي أو أنني مفصل خرقة من ظلي الناحل على مقاس رقعة جلدي . لكنني أفضل دوماً البقاء هكذا طي الكتمان، ليراني من يراني عن بعد فقط كنعش(جثمان) غريق يحمله رهط من أشباح بين ضفتي نهر. فأنا لا أعدو أن أكون مجرد "عابر سبيل" عشت هائما على و جهي و باحثاً عن حطام نفسي. كحال شحيح ضاع في الزحام خاتمه. فلما اشتدت بي و طأة الهجير أويت إلى ظل هذه النخلة والرفة أو"الحاحاية" الشامخة التي أدهشتني بصمود عجيب في وجه الرياح ، مستعصية على جملة إلحاحات ما فتئت تدعوها لتموت واقفة ، فتسقط خاوية على عروشها. فلما نظرت أسفل قدمي إذا بي أري وجهي الضائع و هو ينداح منعكساً على لجة "موية سرف" نظيفة جارية في عروق دمي ودم أمثاليمن ذوي السحنات الغبشاء البسيطة ..
لكنك إن لم تلمسني دماً و لحماً وشحماً أو تخاطبني كفاحاً فيكفي أن نتلامس عبر الأثير كمشاعر جياشة تشاطرك الإحساس بالغربة في هذه الحياة الدنيا و تلخيصها بين لازمتين فقط 1) مم خلق2) لا محاليةالارتحال . فلنفترض مثلاً أنني أو أن أحدكم كان بطبعه إنساناً فناناً يعيش في غربة؛ فماذا سيكون شعورك؟ من جانبي سأقول لك: بأن عليك أن تقوم برسم لوحة زيتية بخطوط كفافية لنفسك في سنة أولى غربة. ح تلقاك بشعر مسبسب و عيون واسعة ناعسة و جضوم نديانة مربربة و قوام ممشوق و كدا. ثم ارجع لترسم نفسك في سنة تانية غربة. ستجد أن تغييراً ما بدا يطرأ عليك؛ كأن يتحات بعض الشعر من رأسك أو يغطيه "بياض الثلج".. بعدين تعال في سنة تالتة و رابعة .. وسابعة و و و و إلخ، لترسم شخصك ذاته . سوف ترى أموراً آخذة في التدهور الشديد و أن جلحات بسيطة تسرح و تشغل حيزاً كبيراً من فاخورتك فتحيلها إلى "بيت نمل"، و بعض ما تبقى من سبيب في سنتك التاسعة يتدلى من أذنيك لتعبث به الريح فيما يشبه "بوخ اللقمة".. أما إن عشت لعام عاشر فلا تستعجب إن رسمت فوجدت أمامك بقايا إنسان أشبه ما تكون مجرد بقايا عشق يحتضر في حطام أنسان كعجوز البنغال . صورة حالكة! و لكن. معليش أظن أنها الحقيقة. و ليست مجرد هرطقة فلاسفة. و هو كلام قريب مما قاله نبي الله نوح عليه االسلام حين شبه الدنيا ببيت له بابان. ما لبث أن دخل من أحدهما حتى وجد نفسه خارجاً من الآخر؛ رغم أنه فعل ذلك خلال رحلة قطعها في ألف سنة عدا خمسين عاماً..
تخريمة:
ذكرت هذا الكلام مراراً وتكراراً وقصدت منه ايصال رسالة بسيطة مفادها أننا أناس بسطاء حد المسكنة لا نعشم من متاع هذه الدنيا بسوى رغيف خبز يسد الرمق فقط ، و لا أقول يشبعنا من جوع، و كبرياء نفس يحفظ ماء وجهنا فقط، و لا أقول يؤمننا من خوف.
محمدالحسن الطيب
10-05-2013, 03:55 AM
المواطن العربي بين الحرية والأمن ! (http://www.wadmadani.com/vb/showthread.php?469624-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%21)
الكثير من الأنظمة العربية وضعت شعوبها بين خيارين لا ثالث لهما ألا وهما الحرية والأمن فعلى المواطن في هذه الدول أن يختار إما أن يكون آمنا” أو حرا” !
والكثير من مواطني تلك الدول إختاروا أن يعيشوا آمنين و تخلوا عن حريتهم في وقت ما والتي هي بالأساس حق لهم لا جدال فيه في حين فضّل قلة منهم العيش أحرارا” فما كان من تلك الأنظمة إلا أن أذاقتهم وأهليهم الذل والهوان لأثبات نظريتها السابقة في الحرية والأمن وحتى لا تتبلور هذه الحرية لجماعات سياسية قد تطيح بتلك الأنظمة عن عروشها التي بنيت على أجساد الشعوب و حريتها .
ومن المؤكد أن الكثير من الحكومات العربية أفرطت في إستخدام و تطبيق تلك النظرية فأذلت شعوبها وأهانتها وذهب الكثير من أبناء الوطن العربي دون ذنب تحت أقدام أجهزة الأمن التي تنزع أي إعتراف تريد في أي وقت تريد حتى من الصخر الأصم في غرف تحقيقها السوداء كقلوب الجلادين ولتكون هذه النظرية هي المفتاح بتحرر الشعوب وينقلب السحر على الساحر حين آمنت تلك الشعوب أن بالحرية يأتي الأمن وكلاهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض وليزهر ربيع الحرية بعد عقود عجاف من الظلم والإستبداد .
ومع بداية الربيع العربي حاولت الكثير من الأنظمة العربية بث الذعر في قلوب مواطنيها من خلال زرع الخوف والقتل في كل مكان حتى يتراجع الثوار عن مطالبهم أو ينفض كل المؤيدين لهم من حولهم وتموت الثورة في مهدها بحجة أنها ستجلب الخراب للوطن فمن تلك الأنظمة من أخرجت المجرمين من سجونها وسلّطتهم على المحتجين فلعبت بذلك دور زعيم العصابة ومنهم من إخترع خرافات الجماعات المسلحة أو غير ذلك من إستخدام للبلطجة أو المرتزقة بشكل منظّم حتى تظل الشعوب العربية تعيش حالة خوف من الحرية وتكتفي بالأمن المنقوص والذي قد ينهيه أي عنصر أمن في أي لحظة.
لا أحد ينكر أن الوطن العربي بحاجة للأمن حتى يتم التقدم والتنمية المطلوبين ولكن ليس على حساب حرية الفرد فيه والتي تساهم في ترسيخ الأمن بشكل فعلي دون خوف من محاسبة هذا المسؤول أو ذاك إن كان مخطئا” , فمن دون الحرية سنبقى عقودا” أخرى في مكاننا كما بقينا طوال العقود الماضية نكابد ويلات الإستبداد .
ما تقدمه الشعوب الآن من تضحيات هو ثمن السكوت على الماضي وهو ثمن طبيعي للتحرر من الطغيان دفعته وسيدفعه كل شعب أراد ويريد الحرية من قيود طغاته و بعد أن أيقنت تلك الشعوب أن كلا” من الحرية والأمن حق لهم لا يمكن أن ينفصلان عن بعضهما ولا يمكن إستبدالها ببعضهما وكما قال أحدهم : من يستبدل الحرية بالأمن لا يستحق كلاهما !
——————————
ود الأصيل
12-05-2013, 08:51 PM
جرائم جنوح الأحداث: (أبرزها السرقة و أقلها تزييف العملات)
بعض النظريات تعزو تحول طفل وديعمجرماً إلىالاستعداد الوراثي (المجرم يولد مجرماً).وبعضها يرى أنالإنسان وليد بيئته التيتكسبه سمات مفيدة أو ضارة.
و لسنوات الطفولة الباكرة دور خطير في تشكيل الشخصية. أول دافع للإجرام لدى القاصرهو الفضول وحب الإثارة؛ فهو يبدأ بسرقة أشياء صغيرة كالحلويات أو تخريب السيارات.
الطفل دون 15 إلى 18 سنة مسؤول عن أفعاله بنسبة 30% فقط و 7% لتأثير العوامل الخارجية. ولعل من أغرب غرائب الأسباب لإنحراف الطفل السلوك العدواني لبعض الآباء،
كإجباره لممارسة التسول في الشارع والدفع به إلى أسواقالعمل؛ فضلاَ عن العنف الجسدي كتشويه الرضع بالحرق والبتر لاستخدامهم في أغراض التسول.
أضف إلى ذلك أن العولمة وأذرعها الخارجية توشكأن تغير معالم مجتمعناالمحافظ؛ وموادها المطروحة كألعاب للفيديو محرضة على العنف وإظهار المجرم بصورة مثل أعلى؛
مما أحدث ربكة في المفاهيم فتغيرت النظرة للجريمة من حيث ما يجوز وما لايجوز. لذا باتت هنالك حاجة ماسة لتأسيس محاكم خاصة للأحداث،
بحيث تنظر لجنوح الطفل لا بنظرة عقابية تستوجب القمع بل إصلاحية تستدعي الرعاية والوقاية بنظرة عقابية تستوجب القمع بل إصلاحية تستدعي الرعاية. والوقاية..
محمدالحسن الطيب
13-05-2013, 06:49 AM
الجاسوسية المقننة وجمع المعلومات في عصر العولمة:-
الكاتب : الهيثم زعفان
(http://www.midad.com/node/23/38443)
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد جمع المعلومات الأساس الذي تبنى عليه أجهزة المخابرات في كافة أنحاء العالم، وفي ضوء تلك المعلومات يتم اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية، فهذا ستانفيلد تيرنر - المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية - يصرح بأن 'الحصول على المعلومات بالنسبة لبلد مثل أمريكا مهم للغاية، فالولايات المتحدة دولة ذات نشاط عالمي، فهي تحاول التواجد في كل بقعة من العالم' - ولم تعد الجاسويسة التقليدية كافية لتحقيق هذا الهدف الذي تتسع مطامح صاحبه يوماً عن يوم، فتم استحداث ما يمكننا أن نطلق عليه الجاسوسية المقننة، حيث يتم استخدام التمويل الأجنبي من أجل الإنفاق على أجندات ومشروعات تحددها الجهات المانحة، وتعمل على تحقيق هدف جمع المعلومات، وذلك بقصد أو غير قصد من المتلقي، ويفسر أحد الباحثين الغربيين أسباب لجوء الدول الرأسمالية لسياسة التمويل الأجنبي في جمع المعلومات حيث يقول: إن ' الدول العظمى والمنظمات الدولية المانحة للمساعدات أصبحت تعتمد على المنظمات غير الربحية نتيجة لما تملكه تلك المنظمات من معلومات وإحصائيات مهمة ودقيقة وحديثة عن الأوضاع في الدول التي تعمل فيها، والتي يصعب على الدول والمنظمات المانحة الحصول عليها بطرقها وقنواتها الرسمية والدبلوماسية المباشرة من الدول والمجتمعات المحتاجة والمتلقية للدعم من الهبات والقروض للبرامج المختلفة، نتيجة لعدم وجودها أصلاً، أو لصعوبة الحصول عليها لعدم تنظيمها بطريقة منظمة، أو لسريتها كما هو في كثير من دول العالم الثالث'، وهذا يفسر الاهتمام غير العادي من الجهات المانحة من إجراء أكبر كم من الأبحاث الميدانية في المجتمعات العربية بكافة طبقاتها، والإنفاق السخي على تلك الأبحاث التي يلمس المطلع عليها خطرها على الأمن القومي العربي، فضلاً عن مخالفتها لكافة الأعراف العلمية والقانونية المرتبطة بجمع البيانات، وإجراء الأبحاث، وفي هذا الصدد يقول 'محمد حسين هيكل: "أنا غير راض أساساً على التمويل الخارجي للأبحاث فالمثل الإنجليزي يقول: "الرجل الذي يدفع للزمار هو الذي يقرر النغمة التي يعزفها الزمار"، ويضيف هيكل: "عندما لا يكون لنا رأي في توجيه هذا التمويل للأبحاث، ولا نعلم لمن تقدم نتائج هذه الأبحاث، وفي غياب مفهوم شامل يعطيني كل الصورة وبدون رقابة أو توجيه يدخل التمويل للسيطرة على عقل المجتمع ووجدانه، فعندما يكون أحد الأبحاث يمول من 'السي آي إيه '، أو 'المركز الأكاديمي الإسرائيلي' فهل يعقل أن يكون ذلك طبيعياً؟ وهل يمكن أن نفصل بين موضوع البحث ومن سيستفيد منه؟ فعندما نجد أن 100 مليون دولار من المعونة الأمريكية مرصودة للأبحاث، فلابد أن أسأل ما هو المطلوب؟؟ '.
واندماج الهدف الاستراتيجي 'جمع المعلومات' مع التمويل الأجنبي يسير وفق سياسة ترابطية محددة وليس مجرد لقاءً عابراً كما يحلوا للبعض وصفه فهو يسير وفق ما يطلق عليه [الطبيعة الانتشارية للتمويل] بمعنى أن يغطي التمويل غالبية أرجاء الدولة من ناحية وغالبية القطاعات والهيئات والمؤسسات من ناحية أخرى وذلك بهدف توفير الركيزة الأساسية ' لسياسة جمع المعلومات ' والتي يصفها الباحثون بأنها 'سياسة لها وزنها الاستراتيجي في التوجه الخارجي الأمريكي بصفة عامة، والأمن القومي بصفة خاصة '. ولا يقتصر الأمر على جمع المعلومات فقط بل يمتد أحياناً لاستقدام خبراء محليين إلى الدولة المانحة ليقوموا بتقديم تحليلات وتفسيرات للمعلومات التي تم جمعها، فضلاً عن تقديم تقارير مباشرة عن الأوضاع الداخلية للبلاد، والمانح في ذلك يشترى بالدولارات القليلة التي يدفعها تفسير المعلومة بلسان قومها وبالخلفية المرجعية للخبراء التي تتقاطع مع الخلفيات المرجعية للمبحوثين، ولعل ما قدمه الباحث 'منصف السليمي' يوضح تلك الجزئية، وذلك عندما أشار إلى أن ' المؤسسات السياسية تتوخى أسلوب دعوة الخبراء والأساتذة الجامعيين لتقديم تقارير وآراء بشأن المشاكل والقضايا المطروحة قبل اتخاذ القرارات. وخلال السنوات العشر الأخيرة ركزت أجهزة: [وزارة الدفاع - الخارجية - وكالة المخابرات - لجنة الشئون الخارجية والخاصة بأوروبا والشرق الأوسط بالكونغرس] على تكليف مئات الباحثين لإنجاز دراسات وأبحاث حول إحدى الظواهر في منطقة الشرق الأوسط. ويشكل معظم الأكاديميون العرب المقيمون بالولايات المتحدة وقادة الأبحاث والدراسات في الجامعات العربية مجالاً أساسياً للتوظيف وبالتعاون في هذا الموضوع نظراً لارتباطهم الاجتماعي والثقافي والحضاري بمثل هذه الظواهر'. ولا يقتصر الأمر في هذا الصدد على المنظمات غير الحكومية فقط وإنما يتم استخدام ما يطلق عليه 'شركات الأبحاث التسويقية' والتي أخذت في الانتشار في الآونة الأخيرة في بعض الدول العربية و تعمل في حقل الأبحاث التسويقية لبعض المنتجات الاستهلاكية حيث يخيل لغير المطلع أن المسألة في ظاهرها إجراء بحوث ذات طابع تسويقي تجاري إلا أن حقيقتها هي جمع معلومات تعطي تفصيلات دقيقة عن الأسرة العربية وبصفة خاصة المرأة العربية داخل محيط المنزل مع دراسة الحياة الخاصة لفئة محددة من فئات المجتمع عملاً بقاعدة 'الوصول للخصوصية من خلال العمومية '. و95% من الأبحاث التي تقوم بها مثل هذه الشركات تحمل نموذجاً داخل استمارة البحث يطلق عليه [Lsm] وهذا النموذج يمثل 80% من الاستمارة وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة الشخصية التي ليست لها علاقة بالمنتج المراد تسويقه والـ 5% الباقية عبارة عن أبحاث تسويقية لا تضم النموذج السابق. وتحاول بعض تلك الشركات الانسلاخ من خلال ثغرة قانونية تعفيها من مسؤولية الاستمارة وذلك بأن تكون استمارة البحث غير مدون عليها اسم الشركة، ولكن الباحث مكلف بذكر الاسم شفاهه. ليتم بعد انتهاء الاستقصاء إدخال النتائج إلى ورش العمل والتي يتم فيها تجميع المعلومات الصغيرة الناتجة عن تلك الأبحاث ليتكون النسيج الكبير المعروف بـ 'التراكم المعرفي' والذي يعطي مؤشرات أوضح لأهداف محددة. والخطورة تكمن في أن معرفة المعلومات شديدة الخصوصية بالمرأة - خاصة إذا كانت زوجة شخص ذي وضع متميز - معرفة ذلك بالطرائق التقليدية للجاسوسية يتكلف مبالغ طائلة وربما لا تأتي بالنتائج الإيجابية المأمولة مثلما يحدث في الأبحاث الميدانية، كما أن الخطورة في الأبحاث الميدانية لا تقف عند جمع المعلومات فقط لكنها تمتد لصناعة أزمات أخلاقية, فالأبحاث في معظم الحالات تتم بين شاب في بداية العشرينيات وغالبا غير متزوج وبين امرأة في الغالب بمفردها في المنزل في فترة إجراء البحث والتي يتعمد إجراؤها صباحاً أثناء غياب الرجال في أعمالهم, وهذا الشاب هو شخص أجنبي عليها والحديث المتبادل المتطرق للخصوصيات والتي وصلت في بعض الحالات إلى السؤال عن عدد مرات الاستحمام وكيفيته حديث يحمل في طياته حبائل الشيطان. وهناك نوع آخر من الأبحاث التي يطلق عليها 'تسويقية 'والتي تقوم بها إحدى شركات الأبحاث التسويقية والتي تزعم أنها تساعد وسائل الإعلام على معرفة عادات الناس في تعاملهم مع ما يقدمه التلفاز والمواعيد والبرامج التي تناسبهم, وهذه الأبحاث طويلة المدى وتعتمد على نظام العينة وهو مشروع يغطي معظم أنحاء الدولة 'ونلفت الانتباه في هذا المقام إلى أن القنوات التلفزيونية عندما تعتزم إجراء أي بحث استقصائي فإنها تتبع الإجراءات القانونية الرسمية وتعلن عن ذلك في الإعلام وتكون مدة المقابلة الاستفهامية في حدود الخمس دقائق, وتدور حول جودة البرامج وتقييم الجماهير للأعمال المعروضة والمذاعة ومقترحاتهم نحو تطويرها وليست الدراسة المتعمقة لعادات المشاهدين وحياتهم الخاصة' - ويطلق على البحث الإعلامي الذي تجريه شركة الأبحاث التسويقية اسم ' بحث مشاهدة التليفزيون' وهذه الدراسة المتعمقة لعادات الناس تعطي صورة تفصيلية للشعوب العربية ومن ثم القياس المسبق لردود الأفعال حيال أية قضية مطلوب طرحها وغير ذلك كثير من الأهداف التي تحملها تلك الأبحاث. نوع آخر من الأبحاث التي تجريها شركات الأبحاث التسويقية وهي الاستقصاء الموجه لأصحاب المتاجر، وما يثير الدهشة أن المحلات والأكشاك التي ستجرى عليها تلك الأبحاث محددة مسبقاً في صورة خرائط تفصيلية بيانية غاية في الدقة تبدو وكأنها ملتقطة بواسطة قمر صناعي، وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك خطاً مفتوحاً بين شركة الأبحاث التسويقية وبين أحد الأقمار الصناعية...... ومعلوم أن التنسيق بين أية جهة والأقمار الصناعية يخضع لشروط دولية قهرية ويتكلف مبالغ طائلة...... فما هو عائد ذلك المشروع الذي يستدعي هذا التنسيق؟ تلك الخرائط لا يتعامل معها الباحث مباشرة لتحديد النطاق الجغرافي للبحث لكنها تمر على مجموعة من الشباب الوطنيين خريجي كليات الهندسة مهمتهم إعادة رسم الخريطة يدوياً, أي تحويلها من صور فضائية ملتقطة بالأقمار الصناعية إلى خرائط يدوية تعطي انطباع بأن حصر المحلات تم بصورة بشرية ميدانية في أرض الواقع, وبذلك تمحى أية إشارات للقمر الصناعي بعد أن أدى دوره المنوط به. إن هناك الكثير من الأبحاث الميدانية التي أجريت في بلداننا العربية والتي تجري والتي ستجرى وكلها يدعمها دولارا دندن على حاجة شاب من الشباب تم تغييبه ليؤدي هذا العمل بتفاني وإخلاص وكأنه يبني نهضة بلده, في حين أنه يخلخلها دون أن يدري ومن يدري ترتفع له البنديرة الدولارية تحي لا يفكر في أن يدري، وإذا فكر فهناك الكثير من الوسائل التي يمكن استخدامها في هذه الحالة.
محمدالحسن الطيب
13-05-2013, 06:55 AM
المنطمات الاجنبية وخطرها على الامن القومى:-
(السودان ضرب مثل)
عرف السودان وجود المنظمات الأجنبية منذ فترة خضوع البلاد للاحتلال البريطاني، حيث فتح الباب على مصراعيه أمام أنشطة المنظمات الكنسية التي هدفت إلى نشر المسيحية والمفاهيم الأوروبية وسط الشعب السوداني، ونشطت الإرساليات في تقديم خدمات الغذاء والتعليم والصحة، حيث تركز نشاطها في جنوب السودان، جبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق في إطار السياسات البريطانية لتعميق الهوة بين أبناء الوطن الواحد، ومن نتاج تلك السياسة (قانون المناطق المقفولة 1922م) الذي تسبب في نشوء التمرد وانفصال الجنوب لاحقاً. ومبكراً جداً أدرك الرئيس الفريق ابراهيم عبود خطورة الدور الذي تقوم به المنظمات الكنسية في تأجيج الحرب وزرع الفتن ، فأصدر في العام 1962م قراراً بطرد المبشرين من البلاد، ولكن ظل للمنظمات الأجنبية وجود ولكنه كان محدوداً للغاية في شمال السودان.
وفي المقابل لوحظ ازدياد نشاط المنظمات الإغاثية في جنوب السودان حيث تدور الحرب الأهلية، وعملت هذه المنظمات تحت ستار إنساني على تعزيز تواجدها في مناطق الجنوب حتى غدت القناة الوحيدة لتقديم الخدمات الضرورية للاجئين والنازحين في الجنوب وفي المعسكرات في ولايات الشمال وكذلك دول الجوار.
ومع احتدام ضراوة المعارك في الجنوب تعززت أدوار المنظمات الأجنبية، وأخذت تقدم المساعدات إلى المدنيين والمتمردين المقاتلين على حد سواء.
وركزت المنظمات الأجنبية مع مرور الأيام، على برامج ومشاريع متنوعة شملت الإغاثة المباشرة في حالات الطوارئ والخدمات الضرورية كالتعليم والصحة والغذاء والإسكان في المعسكرات. بالإضافة إلى مكافحة الفقر ومكافةالتصحرودعم التنمية الريفية والإنعاش الاقتصادي، وإعادة الإدماج في دورة الإنتاج. تقاطر المنظمات:
ولم تكن الحرب الأهلية وما نجم من حراك سكاني وتزايد الاحتياجات الإنسانية هي السبب الوحيد لتواجد المنظمات الإغاثية في السودان، ففي العام 1984م ضربت المجاعات مناطق عدة في البلاد مما دفع الحكومة إلى توجيه نداء إلى دول العالم للمساعدة في التغلب على نقص الغذاء في ظل إزدياد حجم الهجرة إلى المدن نتيجة المجاعة والجفاف.
ومنحت الحكومة منظمات الغوث تسهيلات كبيرة طمعاً في اجتذابها حيث شملت الإعفاءات الضريبية. ومنح التأشيرات، وتخفيف القيود وحرية الحركة، وقد اصبح وجودها أكثر انتظاماً وتحورت أهدافها إلى غير الجوانب الإنسانية بشكل واضح.
ولم تفق البلاد من كارثة المجاعة – التي تقاطرت على أثرها المنظمات الأجنبية على البلاد – حتى اندلع التمرد مجدداً عام 1983م بقيادة جوب قرنق وكانت الحرب هذ المرة أوسع نطاقاً إذ شملت لأول مرة منذ إندلاع التمرد العام 1955م، مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وأدى ازدياد أعداد المنظمات إلى تأسيس الحركة الشعبية ذراعاً إنسانيا (الجمعية السودانية للإغاثة والتعمير) والتي صارت شريكاً مع المنظمات الدولية في تنسيق وتنفيذ السياسات الإنسانية.
وبحسب إحصائيات الجهات الرسمية ازدادت المنظمات الأجنبية بشكل مضطرد، من 9% في الفترة بين 1983-1984م إلى 65% بين أعوام 1985-1986م مما دفع بالسلطات الرسمية إلى تكوين لجنة فنية لتنظيم عمل المنظمات التطوعية عام 1985م وحتى ذلك الحين، توفرت الأسباب الموضوعية للقبول بأنشطة هذه المنظمات إذ ظلت تتسم بالحيادية والشفافية إلى حدٍ ما.
وفي العام 1988م واجه السودان فيضانات عارمة، تضرر على إثرها المواطنون في أنحاء البلاد، وساهمت المنظمات الأجنبية العاملة آنذاك في تخفيف أثارها بتقديم العون للمحتاجين، وكان لضعف الآليات الوطنية لتنظيم ومراقبة العمل التطوعي أن سرت الشائعات والاتهامات متبادلة بين قادة الأحزاب حول بيع مواد الإغاثة. أدوار دولية:
وقد اورد كتاب صدر حديثاً عن (مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا 2012م) بعنوان (المنظمات الأجنبية في السودان.. التوجه الخفي وحقيقة الأهداف) ضمن سلسلة (أوراق سودانية رقم (9) تعريفاً للعالم (ماريو بادرون) للمنظمات التطوعية جاء فيه أنها (المنظمات غير الحكومية هي التي تقوم بتصميم ودراسة أو تنفيذ برامج ومشروعات التنمية في بلدان العالم الثالث) بمساعدة التعاون التنموي الدولية وبمشاركة القطاعات الشعبية).
وعرفت المنظمات الدور العالمي لها مبكراً منذ موجة الاستعمار الغربي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حيث عملت هذه المنظمات ضمن الإدارة الاستعمارية في البلدان التي خضعت للاستعمار الغربي.
على أن الأدوار الدولية للمنظمات الإغاثية تعاظمت عقب نهاية الحرب العالمية الثانية ، فبعد هزيمة دول المحور (ألمانيا، اليابان، إيطاليا،) أضطلعت المنظمات الدولية بأدوار كبيرة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب ولعل أبرز تلك المشروعات ما عرف بـ(مشروع مارشال) والذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة إعمار أوربا واعتبر الأضخم منذ ذلك التاريخ وحتى الان.
وأعقبت نهاية الحرب العالمية حالة من الإزدهار والرفاه الاقتصاديين، وبعد أن تخلصت أوربا من هاجس الحرب التي تندلع على أراضيها اتجهت انظار الأوربيين إلى الحروب التي تنشب في العالم الثالث والأهوال التي تخلفها، فنشأت المنظمات الإنسانية، والتي صارت تتلقى الهبات والمنح والقروض لتنفيذ مشروعتها الإنسانية، وتضخمت حتى صارت تمتلك ميزانيات أكبر من ميزانيات بعض الدول التي تعمل فيها.
ويورد كتاب (المنظمات الأجنبية في السودان...) أيضاً أن مجالات عمل المنظمات كثيرة منها: مجالات التنمية الاجتماعية لتطوير القطاعات وتطوير المهارات والتنمية الاقتصادية من أجل رفع الدخل ومستوى المعيشة، إلى جانب مجالات الصحة العامة والصحة الأولية والإغاثة.
وفي ديسمبر 2006م أصدرت الإدارة الأمريكية بياناًً بعنوان ( مبادئ مرشدة بشأن المنظمات غير الحكومية). وخلاصة البيان، أنه يجب ألا تعرف الحكومات الوطنية عمل هذه المنظمات سواء أن كان تلقي الدعم المالي الخارجي أو إصدار البيانات والتقارير، وعدم التدخل في عملها أو علاقاتها مع نظيراتها في الخارج. وفي حال انتهاك هذه التوصيات يجب على الدول التي توصف بالديمقراطية أن تهب للدفاع عن هذه المنظمات غير الحكومية. اتفاقات قطرية:
وإزاء تشعب أنشطة المنظمات غير الحكومية، ونظراً للتاريخ الطويل من عدم الثقة بين السودان وهذه المنظمات، لا سيما التي تنشط في مجالات الغوث الإنساني، عمدت الدولة إلى وضع اتفاقيات قطرية تحقق الأهداف المشتركة لها وللمنظمات العالمية. وذلك لبناء قدرات المنظمات الوطنية وزيادة فعالية وظائف المنظمات غير الحكومية العالمية وعقد التوأمات والشراكات بين الطرفين (وتشمل أيضاً شراكات بين الولايات والحكومة المركزية لتحمل المسئولية الوطنية لتوفير المساعدات الإنسانية).
كما تهدف الاتفاقيات القطرية أيضاً إلى مراعاة البعد الجغرافي والخبرة القطاعية وتحديد الأدوار والمسئوليات وتنمية الموارد البشرية وإلزام المنظمات الأجنبية بذلك.
وقد صارت (مفوضية العون الإنساني) هي الالية التي تؤول إليها مهمة تنسيق وتنظيم العمل الإنساني في البلاد وتقدير الاحتياجات الفعلية وتقديمها للمنظمات الدولية والوطنية على حد سواء، وعكست اتفاقية (الآلية الثلاثية لتوزيع المساعدات الإنسانية على المتضررين بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق) التي تم التوصل إليها بين السودان والأمم المتحدة والجامعة العربية الخبرة الوطنية السودانية في التعامل مع المنظمات الدولية، وحتماً ستكون تجربة تدرس من لدن الدول التي تضررت من الأنشطة غير الإنسانية لهذه المنظمات وإستغلالها من الدول الكبرى كواجهات لأغراض سياسية محضة. اتفاقية فنية:
ونظرت حكومة السودان إلى عمل المنظمات الأجنبية – في حال إلتزام مبادئ الحياد والشفافية والاستقلالية على أنه مكمل لجهودها إن لم يكن سابق عليها في بعض الجوانب نظراً لتوفر القدرات الفنية واللوجستية العالية لهذه المنظمات، سيما في حالات الطوارئ. وحرصت الحكومة على التوصل إلى اتفاقات فنية معها لتسهيل وتنظيم العمل والمساعدة في حل النوحي المختلفة وفي محاولة لتنزيه عمل هذه المنظمات من الشبهات والتأكيد على ضرورة إلتزام هذه المنظمات الأجنبية بالقوانين وضوابط حكومة السودان وكذا العاملين فيها وذلك بالتشديد على أن أنشطتها هي إنسانية وليس لها جوانب أمنية أو سياسية والابتعاد عن الاشتراطات السياسية للمانجين.
وترمي الاتفاقية الفنية بين حكومة السودان والمنظمات الإنسانية إلى ربط أنشطة وعمل الأخيرة بالشاور والتعاون مع حكومة السودان الشركاء غير الحكوميين وذلك بإعداد وثيقة المشروع المعني وتقديمها إلى الوزارات الفنية المختصة أو مفوضية العون الإنسانى وأن تقوم حكومة السودان بتقييم أداء المنظمات طبقاً للشروط الواردة في الاتفاقية وإعطاءها تأشيرة وأذونات السفر عبر المفوضية.
والهدف من الاتفاقيات الفنية والقطرية التي تعقدها الحكومة السودانية مع المنظمات الإنسانية الأجنبية هو توفير آليات الوقاية والإشراف بتسجيل المنظمات ثم تمكين الحكومة من سلطات تقديرية واسعة في السماح للمنظمات بالعمل وفق خططها التنموية والاحتياجات الفعلية وسد النقص في الخدمات. أجندة صهيونية:
برع الصهاينة في استخدام المنظمات وتاسيس لوبي قوي ومؤثر خاصة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولعل أكبر وأشهر اللوبيات الصهيونية (الإيباك). وكان السودان ومايزال يمثل ركنا أساسياً في نظرية الأمن القومي الإسرائيلي، حيث تبنى ديفيد بن غوريون أول رئيس لوزراء الكيان الصهيوني سياسة (شد الأطراف) بمعنى تحريك الاقليات الأثنية والعرقية والذهنية والدينية داخل الوطن العربي، والتحالف مع دول جوار الوطن العربي كإيران وأثيبويا وتركيا ولكن ظلّ اثر هذه السياسة محدوداً. وفي العام 2008م صرح آفي ديختر مسئول الاستخبارات الأسبق للكيان الصهيوني بان تمزيق وتفتيت السودان من أجل إضعافه هو هدف إسرائيلي في حد ذاته.
وكان اندلاع التمرد بدرافور في العام 2003م فرصة سانحة للوبي الصهيوني لكي يخفف من الضغوط التي تمارس على الكيان الصهيوني من قبل الفلسطنيين الذين صمدوا امام أسوأ استعمار إستيطاني عرفته البشرية لأكثر من (50) عاماً ولا تزال قضاياهم العادلة مطروحة بشدة في اي تسوية قادمة.
ولإزالة الشبهات التي علقت في مخيلة العالم عن الكيان الصهيوني وجد الصهاينة في إندلاع أزمة دارفور فرصة قدمت إليهم على طبق من ذهب، حيث روّجت المنظمات الصهيونية للأزمة مثل (متحف الهولوكوست) والنصب التذكاري (يادفاشيم) و(شبكة التدخل ضد الإبادة) و(اللجنة الأمريكية اليهودية) و(التحالف اليهودي). وجرى تصوير الصراع على أنه صراع عرقي بين العرب (الجنجويد) والأفارقة أهل الأرض الأصليين، وليس بين دولة تحاول أن تفرض القانون والنظام ومتمردين مسلحين.
وحرص الصهاينة على الأبعاد الإنسانية شديدة التأثير على الضمير الغربي، واستطاعوا انتزاع اعتراف من الكونغرس الأمريكي بتصوير ما يجري هناك بأنه تطهير عرقي وإبادة جماعية ليتم ربط كل ذلك بإبادة اليهود على أيدي النازيين في ألمانيا وتلك قضية تثير عقدة الذنب والتعاطف في أوساط الغربيين، وعلى أثر ذلك نشأ أكبر تحالف في تاريخ اللوبيات في الولايات المتحدة الأمركية وهو (تحالف أنقذوا دارفور) والذي ضم نحو (180) منظمة وشاركت شخصيات صهيونية الهوى في دعم نشاط وتحركات هذا التحالف. أطماع دولية:
وما وراء سكب الدموع على الضحايا المزعومين في دارفور تخفى الولايات المتحدة أهدافها الحقيقية إذ تشهد القارة الأفريقية حرباً خفية على النفوذ بين القوى الاستعمارية التقليدية (فرنسا- بريطانية) والقوة المهيمنة حالياً (الولايات المتحدة) وتلك الصاعدة (الهند، الصين ، روسيا، البرازيل، تركيا) ويتركز الصراع حول الموارد بشكل رئيسى، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م دعا المخططون الإستراتيجيون إلى تقليل الاعتماد على نفط الشرق الأوسط الذي يتهدده نظام القاعدة والإسلام السياسي الصاعد بقوة هناك، وتحدثت بعض الأوساط أن هناك خطة مستقبلية أمريكية تسعى إلى تخفيض وارادات نفط الشرق الأوسط بنسبة 75% بحلول العام 2024م، على أن يتم التركيز على بدائل أخرى ، مثل نفط بحر قزوين، ونفط أفريقيا.
ويعتبر السودان من البلدان الواعدة في مجال الاستكشافات والاحتياجات المتوقعة، حتى بعد انفصال جنوب السودان الذي كان ينتج 75% من إنتاج البلاد (500) ألف برميل يومياً وتركزت أنظار الولايات المتحدة بالإضافة إلى السودان على كلٍ من نيجريا وغانا.
ويعتبر نقل النفط السوداني أكثر آماناً مقارنة بالمخاطر التي تحيط ببترول بحر قزوين أو الشرق الأوسط يمكن مد خطوط النقل عبر تشاد إلى ليبيا فإلى الغرب وأمريكيا عبر المحيط الأطلسي.
نشاط استخباري:
أقدمت السلطات السودانية في العام 2004م على طرد (13) منظمة أجنبية كانت تعمل بدرافرو بعد تورطها في تقيدم معلومات إلى المحكمة الجنائية الدولية، بما يخالفها التفويض المممنوح لها والاتفاقيات الموقعة بينها وبني الحكومة فيما يتصل بالنشاط الإنساني.
أ/ لجنة الاتنقاذ الدولية:
وقد تورطت هذه المنظمة في عدة مخالفات منها: توقيع مذكرة مع المحكمة الجنائية الدولية عام 2005م بمدها بالشهود والوثائق من داخل المعسكرات واستقدمت (4) صحفيين هولنديين لفبركة تقارير ملفقة عن الاغتصاب والتعذيب وسوء الأوضاع بدارفور كما أنتجت فيلماً يجافي الحقيقة، إلى جانب تصريحات مسئولي المنظمة غير الموضوعية، وفي بعض الحالات أقرت المنظمة بالمخالفات التي أرتكبتها أمام مسئولي مفوضية العون الإنساني.
كما تعرف (لجنة الانقاذ الدولية) على نطاق واسع على إنها أحدى واجهات وكالة الاستخبارات الأمركية. ب/ كير العالمية:
وهي منظمة أمريكية اصدرت تقارير أمنية عبارة عن رصد أمني عسكري وأتهمت الحكومة بالقيام بعمليات قصف جوي على القرى وإعداد تقرير عن التركيبة العرقية لسكان منطقة قريضة مما يعرض السلام الاجتماعي والعلاقات بين المكونات الاجتماعية إلى الخطر وإدعاءات عن هجمات حكومية على المعسكرات والدعوة صراحة للتدخل العسكري في السودان. ج/ منظمة (العمل ضد الجوع):
وهي منظمة فرنسية، وأصدرت تصريحات أدعت فيها تعرض منطقة (أم الخيرات) إلى إعتداء من قبل (الجنجويد) تمّ فتح بلاغ جنائي في مواجهتها وقدمت اعتذارا عن ذلك، كما قدمت أحدى مسئولاتً المنظمة محاضرة بأحد المراكز البحثية الفرنسية زعمت فيها أن الحكومة السودانية اسخدمت الجوع كسلاح ضد العرقيات المناوئة لها وأنها تمارس إبادة جماعية وحرق واختطاف للمدنيين. د/ التضامن الفرنسية:
وفرت هذه المنظمة أشكالاً مختلفة من الدعم للمتمردين منها توفير الوقود وكروت الشحن وترويج مزاعم عن ارتكاب الحكومة لإبادة جماعية.
كما تورطت مؤسسة التمويل والتعاون الأمريكية بتمثيل مشاهد تصور عمليات اغتصاب ... وتدريب المتمردين على أساليب وأنشطة الدفاع عن حقوق الإنسان كما اشتركت (أطباء بلا حدود) الفرنسية والهولندية بترويج أكاذيب عن الاغتصاب والعنف الجنسي والقتل الجماعي، واستيراد أجهزة اتصالات متطورة بطرق غير مشروعة. أدلة دامغة:
وقد اصدرت السلطات السودانية المختصة وثائق أصلية صادرة عن المنظمات الـ(13) التي تم طردها من البلاد في أعقاب صدور مذكرة المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهروية في مارس 20009م حيث تورطت هذه المنظمات في توفير أدلة وشهود وتدبيج بيانات كاذبة استند عليها مدعي عام المحكمة الجنائية مما عرض مصالح البلاد العليا وأمنها القومي إلى الخطر، إلى جانب تقديم الدعم اللوجستي للمتمردين وتشويه صورة البلاد في الخارج والعمل كواجهات استخباراتية وتعبئة وتحريض قاطني المعسركات ضد الدولة، وتعتبر أنشطة هذه المنظمات أكبر معرقل لجهود الحل السلمي، إذ تقاوم هذ المنظمات عمليات العودة الطوعية للاجئين والنازحين رغم توفر الأمن والاستقرار على نطاق واسع في دارفور بشهادة بعثة (اليوناميد) والمبعوثين الدوليين إلى دارفور.
على أن أكبر الانتهاكات للاتفاقات الوطنية المنظمة للعمل الإنساني والموقعة مع المنظمات الأجنبية تورط فيها (مجلس اللاجئين النرويجي)، منها: عدم الالتزام ببنود تبادل المعلومات والتقارير مع مفوضية (العون الإنساني)، وتقديم خدمات قانونيه خارج نطاق التوفيض المتفق عليه. ودعوة مجلس الأمن الدولي لممارسة الضغوط على الحكومة، وإعداد تقارير تتحدث عن تدهور الأوضاع الأمنية وانتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان والحديث عن ضعف الحكومة السودانية وعجزها عن توفير الأمن للمدنيين بمعنى آخر الدعوة للتدخل العسكري الدولي بحجة حماية المدنين من الانتهاكات وتجنيد عناصر لجمع معلومات حساسة وإرسال رسائل سالبة عن الأمن الوطني، وتضخيم اعداد القتلى والنازحين والاجئيين ودعوة المجتمع الدولي إلى تقديم المسئولين عن الانتهاكات إلى العدالة كما أعد (المجلس النرويجي لللاجئين) دراسة معتمة حول القونين السودانية ومدى مطابقتها للمعايير الدولية.
وتورطت منظمات وطنية ذات صلات قوية مع المنظمات الأجنبية مثل (منظمة سودو للتنمية الاجتماعية)، و(مركز الأمل للعلاج وإعادة التأهيل) ومركز الخرطوم لحقوق الإنسان ،فى نفس المخالفات التي وقعت فيها المنظمات الأجنبية.
وفي محاولة لاستثارة الدول الغربية المعادية للسودان وتقديم صوت من الداخل وشهادة قوية مثلاً أعدت منظمة (سودو) تقريراُ عن تبني الدولة السودانية للأصولية وكيف أنها تهديد لاستقرار الدول المجاورة ونشاط للقاعدة وأن الجماعات الإسلامية تؤثر على الجماعات اليسارية والعلمانية كما روّجت المنظمة مزاعم عن استخدام الأطفال كجنود والاعتقال التعسفي والاختطاف القسري والاختطاف والتعذيب والقصف الجوي ودعم مليشيات الجنجويد وإيقاف الصحف... إلخ.
ولم تكن جميع هذه المزاعم دقيقة أو حقيقة ولكنها كونها تأتي من منظمة وطنية يتم الترويج لها على إنها شهادة دامغة تدين النظام وتعطي المنظمات والدول المعادية للسودان والمتنفذة في مجلس الأمن والأمم المتحدة مبررات لفرض قرارات وعقوبات تؤثر على مصالح البلاد السياسية والاقتصادية.
محمدالحسن الطيب
16-05-2013, 08:36 AM
الأمن (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86&redirect=no):-
الأمن يجب أن يقارن مع مفاهيم مرتبطة به: السلامة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%81% D8%B1%D8%AF) والاستمرارية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9% 85%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1) والاعتمادية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9% 85%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1) أو الموثوقية. إن الفارق الرئيسي بين الأمن والموثوقية هو أن الأمن يجب أن يأخذ في الاعتبار أفعال الناس الذين يحاولون إحداث دمار.
ولقد تم تعريف الامن كمطلب قومي في دراسة للأمم المتحدة في عام 1986، وذلك ليكون لديهم القدرة للنمو والتطور بحرية.
وفيما يختص بالسرية، يتم تعريف الامن على انه الحالة التي تمنع الاشخاص غير المخولين من الوصول إلى معلومات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA) رسمية محفوظة في مصلحة الأمن القومي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%82% D9%88%D9%85%D9%8A).
التدابير المتخذة من قبل وحدة عسكرية، وهو نشاط أو منشأة لحماية نفسها ضد كل الأعمال المصممة لها
محمدالحسن الطيب
16-05-2013, 08:38 AM
تصنيف الامن
هناك مراجع هائلة في تحليل وتصنيف الأمن. جزء من السبب في ذلك هو أن "أضعف حلقة في السلسلة" هو الأكثر أهمية في معظم النظم الأمنية. الوضع غير متماثل بسبب ان المدافع يجب أن يغطي جميع نقاط الهجوم، في حين يحتاج المهاجم إلى تحديد نقطة واحدة فقط ضعيفة ليركز عليها.
===الأنواع===امن
عالم تقنية المعلومات
أمن التطبيقات (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA&action=edit&redlink=1)
أمن الحوسبة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %AD%D9%88%D8%B3%D8%A8%D8%A9&action=edit&redlink=1)
أمن البيانات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7% D9%86%D8%A7%D8%AA)
أمن المعلومات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84% D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA)
أمن الشبكات (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %B4%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%AA&action=edit&redlink=1)
العالم المادي
أمن المطارات (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA&action=edit&redlink=1)
أمن الموانئ (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%A6&action=edit&redlink=1)/أمن سلاسل التوريد (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%B3%D9%84%D8 %A7%D8%B3%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9% 8A%D8%AF&action=edit&redlink=1)
الامن الغذائي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A&action=edit&redlink=1)
أمن المنزل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D9%86%D8%B2%D9%84&action=edit&redlink=1)
أمن المستشفيات (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA&action=edit&redlink=1)
أمن المكان (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D9%83%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1)
أمن المدرسة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9&action=edit&redlink=1)
امن المحال التجارية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %85%D8%AD%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8% A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1)
أمن البنى التحتية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %A8%D9%86%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9% 8A%D8%A9&action=edit&redlink=1)
سياسي
أمن الوطن (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9 %88%D8%B7%D9%86&action=edit&redlink=1)
أمن البشرية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1)
الامن الدولي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1)
الامن القومي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%82% D9%88%D9%85%D9%8A)
الامن العام (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85&action=edit&redlink=1)
النقدي
الامن المالي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1)
أمن الطيران (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %B7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86&action=edit&redlink=1) هو مزيج من التدابير والموارد المادية والبشرية تهدف إلى مواجهة التدخل غير المشروع في أمن الطيران.
أمن العمليات (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA&action=edit&redlink=1) مكمل لغيره من تدابير الامن الأخرى والذي يقيم المنظمة من وجهة نظر الخصومة
محمدالحسن الطيب
17-05-2013, 11:36 AM
أمن المعلومات والأمن القومي
مع المضي قدما في بناء مجتمع المعلومات وتكثيف الاعتماد علي أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف مناحي الحياة, علينا إدراك أن طبيعة المعلومات المطلوب تأمينها وصيانتها وتداولها داخل المجتمع تتغير بشدة لأنها تنتقل من حالتها الورقية والشفهية ووسائل نقلها وتداولها يدويا إلي حالة رقمية تسمح بتداولها وإدارتها إلكترونيا عبر شبكات المعلومات والاتصالات التي ترابطت محليا ووطنيا وإقليميا وعالميا حتي حققت نوعا من العدالة في توزيع الخطر علي الجميع .
وإذا كنا ننادي بالتعامل مع أمن المعلومات باعتباره ركيزة الأمن القومي, ويحتاج سياسة وطنية تنطلق من التركيز علي ثقافة أمن المعلومات قبل معدات وأدوات تأمين المعلومات فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هي تحديدا المعلومات المطلوب تأمينها وحمايتها وفق سياسة أمن وطنية وما هو التغيير الذي طرأ عليها في ظل ثورة المعلومات .
لو بدأنا بالسؤال الخاص بالمعلومات المطلوب تأمينها وحمايتها, فيمكننا القول أنه منذ بدء الخليقة اعتمد الإنسان في حياته علي توليد وتداول وتوظيف المعلومات بشكل أو بآخر, فكل قراراته ـ بدءا بقرار تحديد موعد استيقاظه في الصباح إلي تحديد موعد نومه ليلا ـ تتغذي علي المعلومات سواء كان يعي ذلك أم لا.
فهو حينما يقرر الاستيقاظ في السادسة مثلا لابد أن تكون لديه معلومة تبرر له الاستيقاظ بهذا التوقيت كارتباطه بوسيلة مواصلات تنقله للعمل, وحينما يقرر الذهاب للنوم لابد أن يكون لديه معلومة تؤكد أنه لم يعد لديه ما يجعله مستيقظا.. وهكذا الحال في بقية تفاصيل حياته وترتبط فاعلية وصواب هذه القرارات وتأثيرها علي حياته سلبا وإيجابا ارتباطا وثيقا بجودة ما يستخدمه فيها من معلومات ووعيه بكيفية توظيفها والحفاظ علي سلامتها, ومن هنا فإن الإنسان الفرد يعيش علي مدار اليوم وسط تيار من المعلومات يحدد له كل تصرفاته .
وفي المجتمع الكبير لا يختلف الأمر كثيرا, فالمجتمع يضم مجموعات من الأفراد وبالتالي فجميع قراراته وكل تفاصيل الحياة فيه تتغذي علي تيارات متدفقة متنوعة من المعلومات تسري في أوصاله طوال الوقت بلا انقطاع بوسائل وقنوات مختلفة, فتتوازي أحيانا وتتقاطع أحيانا, وتتجمع أحيانا ثالثة لتنشئ محتوي معلوماتي مجتمعي مشترك يضم التفاصيل الكاملة لحياة الأفراد والجماعات .
وعمليا لا يتجمع المحتوي المعلوماتي المجتمعي المشترك في نقطة واحدة بل يتفرع في اتجاهات شتي مكونا محتويات معلوماتية فرعية منوعة كل منها يتعلق بقطاع أو فئة من فئات المجتمع أو نشاط من أنشطته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وغيرها, وفي النهاية فإن المحتوي المعلوماتي المجتمعي المشترك هو المادة الخام الأساسية التي يعتمد عليها عقل المجمتع في إدارة وحماية مصالحه العليا والدنيا والحفاظ عليها سواء علي المدي القصير أو البعيد, ومن ثم يحتاج هذا المحتوي دوما إلي تأمين .
ووفقا لهذا المنظور يمكن تحديد المحتويات المعلوماتية المجتمعية الرئيسية المطلوب حمايتها وفق سياسة تأمين وطنية كالتالي :-
* المحتوي المعلوماتي العسكري الأمني: ويضم المعلومات الخاصة بالجيوش وتنظيمها وهيكلها الداخلي وعدد أفرادها ومؤهلاتهم التدريبية والعملية ومستوي روحهم المعنوية ونوعية ما لديها من أسلحة وعتاد وأوضاعها وتوزيعاتها علي الارض, كما يضم المعلومات المتعلقة بالأمن الداخلي للمجتمع لدي الشرطة والمباحث والمخابرات وغيرها من الأجهزة الأمنية .
* المحتوي المعلوماتي الاجتماعي: ويضم المعلومات الخاصة ببنية المجتمع وتركيبه الاجتماعي والطبقي واتجاهاته المختلفة ومستويات التعليم والفقر والأوضاع الصحية وأوضاع الأقليات الدينية والإثنية والقضايا ذات الحساسية المجتمعية التي من شأنها إذكاء الصراعات فيما بين فئاته المختلفة, وقد يتصور البعض أن هذه النوعية من المحتوي المعلوماتي لا تدخل في نطاق ما يستحق الحماية لكونها معروفة ومكشوفة للجميع, لكن الواقع الفعلي ـ حتي من خبرة المجتمع المصري نفسه ـ يؤكد أن هذا المحتوي المعلوماتي كان مسرحا لاهتمامات قوي وأطراف رأت أن هذا المحتوي غير موجود, فسعت حثيثا إلي توليده عبر دراسات عريضة النطاق بالغة العمق تتم ببطء, ولعل الجدل الشديد الذي أثير حول قضية البحوث الاجتماعية المشتركة مع جهات أجنبية, يقدم لنا دليلا حيا علي ذلك .
* المحتوي المعلوماتي الفكري والسياسي : ويضم المعلومات الخاصة بالنخب السياسية والفكرية المؤثرة في المجتمع كالقيادة السياسية وكبار العاملين في الحكومة من الوزراء ومساعديهم وقادة وأعضاء الأحزاب والحركات السياسية المختلفة سواء في الحكم أو المعارضة بخلاف الكتاب والمفكرين والإعلاميين.
* ومرة أخري قد يتصور البعض أن هذه النوعية من المحتوي المعلوماتي منشورة ومعروفة, ولا يجب أن نقلق بشأن حمايتها, وهذا تصور خاطيء ولنتذكر نضرب مثالا واحدا حول الزعيم السياسي الذي قام خصومه بالحصول علي كل المعلومات المتعلقة بحالته النفسية والسلوكية وكيف استخدموها بمكر في مفاوضاته معهم, ولننظر كيف استخدم الأمريكيون أخيرا معلومات منهجية موثقة وعميقة عن اتجاهات النخب السياسية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق لخدمة مصالحهم فضغطوا لتغيير بعض النظم وحافظوا علي بعضها .
* المحتوي المعلوماتي الاقتصادي والخدمي : ويضم المعلومات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والخدمية من زراعة وتجارة وتصنيع وتعليم وصحة وبنوك, ومنها علي سبيل المثال لا الحصر معلومات الجمارك وهي مصدر للحركة التجارية علي مستوي الدولة والمعلومات المالية بسوق المال والبورصة والبنوك ووزارة المالية والمعلومات التجارية بالمصالح الحكومية والوزارات وشركات قطاع الأعمال العام .
* المحتوي المعلوماتي العلمي والبحثي : ويضم المعلومات المتعلقة بالبحوث الأكاديمية وأنشطة التطوير والابتكار والاختراع في شتي القطاعات والمجالات وما تضمه من نظريات و أفكار وتكنولوجيات وأساليب وأدوات جديدة في العمل والإنتاج والتفكير, وأيضا الكوادر البشرية من الباحثين والعلماء وأوضاعهم العلمية والمعيشية وطموحاتهم واتجاهاتهم, وعادة ما تعكس هذه النوعية من المحتوي المعلوماتي جانبا كبيرا من النوايا والخطط المستقبلية للمجتمع وحيويته العقلية وقدرته علي التجديد ومواجهة التحديات الحالية والمتوقعة .
* والآن نأتي للسؤال الثاني: ما التغيير الذي حدث في طبيعة هذه المعلومات ويستلزم الدعوة للتعامل معها وفق سياسة وطنية موحدة يتولاها الاستراتيجيون لا التقنيون ؟؟ .
* قد يجادل البعض بأنه بالإمكان رسم سياسات جزئية مشتتة مستقلة لتأمين كل محتوي معلوماتي من المحتويات السابقة علي حدة بل ربما يرون عدم التفكير في تأمين البعض منها لأنه لا يستحق الحماية أصلا والحقيقة أن مثل هذه الأفكار والآراء أصبحت خاطئة وخطيرة, ولا تدرك حجم التغيير الذي طرأ علي طبيعة المعلومات وأساليب تداولها وعمق الاعتماد عليها, فالكم الأكبر من المعلومات المتدفقة من حولنا بات يتحول سريعا من المرحلة الشفهية والمكتوبة علي الورق إلي شكل إلكتروني يخزن في قواعد بيانات ويتداول عبر شبكات معلومات, ويجري التعامل معه عبر نظم وبرمجيات بالغة التعقيد والتطور
* لذلك فمهما كانت المعلومات بسيطة مفتتة, وتبدو لا قيمة لها فسرعان ما تتكامل لتؤثر تأثيرا حيويا علي اليومية للفرد والمجموعة والمؤسسة والمجتمع ككل وتحيله إلي شكل من أشكال الحياة الرقمية التي تعتمد علي معلومات يتم استقاؤها من حركة الأحداث والظواهر والحقائق, ثم توظيفها علي الفور, وأمثلة ذلك المعاملات الإلكترونية بين الموظفين داخل شركة أو منشأة أو بين منشأة وأخري أو بين مجموعة منشآت وبعضها البعض فيما يعرف بالأعمال الإلكترونية, أو بين الطلاب والمدرسين في التعليم الإلكتروني, وبين الأطباء والمرضي عبر الطب الإلكتروني, وبين المواطنين وأجهزة الدولة المختلفة كهيئة للأحوال المدنية أو الإدارة محلية أو مصلحة ضرائب أو الجمارك غيرها, ليدفع مثلا فاتورة كهرباء أو مياه أو يحصل علي تذكرة قطار أو ينهي إجراءات معاش أو يدلي بصوت في الانتخابات فيما يعرف بالحكومة الإلكترونية والديمقراطية الرقمية .
* يساعد علي ذلك أن التكنولوجيات المرتبطة بالمعلومات قد رفعت المعدل الذي تعالج وتنقل به البيانات من شكلها الخام إلي مرحلة المعلومات ذات المعني والقيمة, مما ضاعف من تأثير المعلومات علي كل المجالات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعلميا وعسكريا وعمليا, وفي غضون ذلك لم تكن الحروب العسكرية والنزاعات والمنافسات الاقتصادية والحضارية بين المجتمعات المختلفة بعيدة عن ذلك, بل كانت قائدة له, فقبل أن تدخل المعلومات وتقنياتها إلي حياة مليارات البشر الذين يعانون الفقر والجهل والمرض في بقاع شتي من العالم, كانت قد تغلغلت في مجال الحروب والصراعات المختلفة حتي النخاع وجري توظيفها في أدوات الفتك وتدمير الأعداء والمنافسين بشكل فاق بمراحل عديدة توظيفها في التنمية والبناء .
وهكذا.. فإنه في ظل المعلومات الرقمية أصبح تتبع حركة البريد الإلكتروني وتيارات المعلومات المتدفقة عبر شبكات المعلومات المختلفة داخل المجتمع كافيا لرصد الواقع الاجتماعي في العمق, وأصبح اختراق قاعدة بيانات المصرف المركزي عبر خبير في صيانة أمن المعلومات أو مبرمج صغير أمرا كافيا لكي تقع البيانات الاقتصادية الحساسة لكل البلاد في قبضة منافس أو متربص, وأصبح ضرب نظم معلومات الإدارة والتحكم والسيطرة في محطات الكهرباء المدنية بقنابل خاصة كافيا لشل حركة جيش في الميدان وحسم المعارك العسكرية بكسر شوكة النظم الحاكمة وهزيمتها, وهو سيناريو نفذه الناتو إبان الحرب في إقليم كوسوفا .
والخلاصة أن المعلومات المطلوب حمايتها وإن كانت تحتوي في داخلها علي تنويعات وتفاوتات واضحة في درجة وطبيعة الحماية المطلوبة لها, فهي في النهاية تشكل مزيجا مترابطا يتداخل فيه المدني مع العسكري والاقتصادي مع الاجتماعي والسياسي مع التقني, ومن ثم باتت تواجه أخطارا وتحديات جديدة تحتاج سياسات تأمين مختلفة عما كان معهودا ومطبقا في السابق .
ود الأصيل
06-06-2013, 01:23 AM
قضايا فساد الذمم (الكسب غير المشروع و محاربته):
جرائم الكسب غيرالمشروع لها آثارسلبيه و خيمة على الاقتصاد االوطني. لعل أكثرها شيوعاً السرقة والنهب و السطو على الممتلكات. لكن ماخفي أعظم, كالإعتداء على المال العام الذي يأخذ أشكالاً وأنماط اَمختلفة من حيث مرتكبوها أو تداعياتها. فالجاني عادة مثقف و خبير بما تمكنه منالفعل و إخفاء معالمه, كما أن ضحيتها المباشرة هو المال العام ممايعد ضرباً فيمقتل لاقتصاديات الأمم , و الظاهرة بحاجة لجهود المجتمع المدني وتعاونه مع الجهاتالرقابية المختصة.
جرائم الرشوة والاختلاس: من أبغض الجرائم بحق المال العام ، ففيها إتجارغير مشروع بالوظيفة العامة ، ومساس خطيربنزاهة الموظف العام .وهي محرمة شرعاً. روى ثوبان أن رسـول الله صلى الله عليهوسلم لعن الراشى والمرتشى والرائش (الوسيط الذى يمشى بينهما) . خط المواجهة الأوللمحاربة الاختلاس يتمثل فى الجهات الرقابية المختصة وهي بحاجة لعون كل الشرفاء. ثمسن قوانين رادعة لكل فاسد متاجر بمنصبه مستغلاً له, فضلاً عن استحداث تدابيرمواكبة ناجعة لمواجهه ما يستجد من ظواهر اقتصاديـة سلبية لدرء مخاطرها المحتملة. وذلك من باب فهم صائب وعميق لقول نبينا الكريم (صلواتالله و سلامه عليه): : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولايبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولايخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم.
ود الأصيل
10-06-2013, 07:22 PM
غسل الأموالl
إكتساب أموال أو حيازتها
أو التصرففيها أو إدارتها
أو حفظها أو إستبدالها
أو إستثمارها أو أو نقلها
أو التلاعب فى قيمتهاإذا كانت
متحصلة من تجارة المخدرات
،إختطاف وسائل النقل ،
وإحتجاز الرهائن
و تمويل الإرهاب ،
والنصب و التدليس ،
و والفجور والدعارة ،
والجرائم الواقعة على الأثار
و المسكوكات المغشوشة وغيرها.
ود الأصيل
10-06-2013, 07:30 PM
آثار وخيمة لغسيل الأموال:-
اقتصادياً:
إنهاك الناتج المحلي بإيجاد منافسة غير شريفة للمشروعاتالقائمة على الأموال المغسولة و المهربة من و إلى الخارج وخسارة الإقتصاد لعائد قيمتها المضافة.
مما يضغط على موارد الدولة من النقد الأجنبى ويوجد علاقات غير متكافة ولا عادلة لأسعار الصرف ، فضلاً مفاقمة معدلات التضخم .
سياسياً :
يشتبه بتوجيه الأموال المغسولة إلى تمويل التنظيمات الإرهابية, زعزعة الأمن والإستقرار والثقة فى أجهزة الدولة
وإستخدام الإعلام لقلب الحقائق وتشويهصورة النظام. وقد ينال أصحاب رؤوس الأموال القذرة التمثيل نيابياً
بما لهم من باع للإنفاق على الدعاية وشراء الذمم, وصولاً لدوائر صنع القرار و للتمتع بالحصانة.
اجتماعياً:
زيادة الفجوة بين أغنياء وفقراء المجتمع , ثم تفشي البطالة و الجريمة وانعدام الولاء للوطن
ود الأصيل
10-06-2013, 07:43 PM
كيف نحارب غسيل الأموال:-
إن المكـافحة الفعـالة لتلك الجريـمة لا تقـتصر على التشـريع القانوني فقط ،
بل لابد أن يشترك فى مواجهتها كافة المؤسسات المالية كالمصارف والبنوك ومكاتب الصـرافة وشركـات التأمين،
فضلاً عن مكاتب البريد وشركات التمويل العقاري والتأجير التمويلى وشركات تحويلالأموال بل إن تلك المؤسسات تعتبر خط المواجهة الأول، وذلك عبر:-
· اعتماد نظم مالية تتعاون مع السلطات الرقابية لضبط العمليات المشبوهة و تضبط بالمعايير المتعارفة دولياً لمواجهته كتطبيق ( مبدأ أعرف عميلك)
· إنشاء جهاز أمني مختص بمكافحة تبييض الأموال: يضم خبراء متخصصين فى شتى المجالات المالية للتحري في الإشتباهات الواردة من المؤسسات المالية.
· قيام تعاوندولي لمكافحة جريمة غسل الأموال: عبر تجمع دولى يشارك فيةوحدات غسيل الأموال بدول العالم حتى يمكن تبادل المعلومات اللازمة.
وتنسيق الجهود لمحاربة التحويلات المشبوهة التي باتت تتم في ثوان معدودة.
· توخي الحذر من مجهولين يزعمون القيام بأعمال خيرية لأغراض خفية كالسطو على حسابات و أموال الغشماء وضرب الاقتصاد الوطني في مقتل.
محمدالحسن الطيب
27-06-2013, 10:50 AM
دراسة : التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة سبب انتشار الجرائم
أكدت دراسة بحثية أن تحقيق التوحيد والعبودية لله تعالى وحده لا شريك له ومتابعة سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعدم الابتداع سبب لتحقيق الأمن في الدنيا والآخرة، وأن جريمة التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة تعني خلق فكرة الاعتداء على أمن، وسياسة الدولة في ذهن الغير عبر الوسائل الإلكترونية، والحث والتشجيع على ذلك عبر الحواسيب، أو أجهزة أخرى قارئة أو مزودة ببرامج حاسوبية، بإعطائها تعليمات (أوامر) خاصة، لغرض غير مشروع يخل بأمن الدولة.
جاء ذلك في الدراسة التي قام بها الشيخ راشد بن رمزان آل طامي الهاجري بعنوان: (جريمة التحريض الإلكتروني المخلة بأمن الدولة) وبينت الدراسة أن وسائل التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة تتضمن: الشبكات الاجتماعية، وهي عبارة عن مواقع على الإنترنت يتواصل من خلالها ملايين البشر الذين تجمعهم اهتمامات أو تخصصات معينة، ويتاح للأعضاء هذه الشبكات مشاركة الملفات والصور وتبادل مقاطع الفيديو، وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل، وإجراء المحادثات الفورية، مشيراً إلى استغلال الخوارج والإرهابيين وجود هذه الوسائل لنشر وبث أفكارهم عبر هذه الوسائل لسهولة استخدامها وسرعة انتشارها وقوة تأثيرها، ولوصولها لجميع طبقات المجتمع. ولفت إلى سرعة انتشار التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة، وقوة تأثيره في الملتقى، وأن هناك فروقاً مهمة بين التحريض الإلكتروني والتحريض التقليدي، مما يبين خطورة التحريض الإلكتروني وبالغ أثره في المتلقي، وتحقيق نتائجه الوخيمة والإخلال بأمن الدولة، وأن جريمة التحريض الإلكتروني المخلة بأمن الدولة تعد من الجرائم الشكلية، والتي لا يشترط فيها نتيجة ضارة معينة، وإنما هي من جرائم الخطر الذي يهدد القيم المحمية نظاماً
وقال الشيخ راشد الهاجري: إن النتيجة الضارة من جريمة التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة تتمثل في عدم السمع والطاعة لولاة الأمر وعدم الرجوع للعلماء الربانيين لاهتزاز ثقة الناس بهم بسبب ما يثار حولهم من الشبهات والكذب عليهم والافتراء من الخوارج أهل الزيغ والضلال وأصحاب الفتنة، ثم الخروج عليهم بالتكفير والتفجير وأعمال الخوارج وزعزعة الأمن، إن عقوبة جريمة التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة في الشرع هي نفس عقوبة الخوارج إذا ثبت ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام: "ستكون هنات وهنات، ألا ومن خرج على أمتي وهم جميع فاضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان".
وفي التوصيات التي خلص إليها الباحث في نهاية دراسته ـ التأكيد على ضرورة ترسيخ العقيدة والتوحيد والسنة لأن ذلك سبب جلب كل خير ودفع كل شر في الدنيا والآخرة، وسبب للأمن والاطمئنان وحماية للفرد والمجتمع من دخول هذه الأفكار وانتشارها والتأثر بها، وذلك عبر الدروس والمحاضرات والمؤتمرات والندوات من أهل العلم الربانيين مثل هيئة كبار العلماء، ونشرها في وسائل الاتصال الحديثة، لتصل إلى كل طبقات المجتمع.
وأكد أهمية حث وتوعية الجمهور بشتى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ومن خلال دعوة العلماء والمختصين، والمؤسسات الدينية والوزارات المسئولة عن التربية والتعليم والثقافة والأعلام، بأخطار التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة وعلى أعمال الخوارج والإرهاب، ودعوتهم لضرورة الامتناع عن زرع الفتن ، وإثارة الحماس الدافع إلى الخروج وأعمال الإرهاب، والأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم ولزوم غرز العلماء الربانيين، لدرء الفتن والمضار المترتبة على الخروج والعمليات الإرهابية، وذلك لاستئصال الإرهاب من جذوره، والقضاء على التطرف والتعصب القومي والديني والمذهبي والعرقي بين المسلمين، وأهمية إبراز جهود المملكة العربية السعودية في سبيل مكافحة جريمة التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة. وطالب بسرعة مكافحة من يثبت بحقه التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة لتخفيف الردع الهادف لمكافحة هذه الجريمة الخطيرة، لأن هؤلاء هم سبب تورط كثير من الشباب في أفكار الخوارج والانخراط في الخلايا الإرهابية، مع أهمية إعلان العقوبات الصادر بحقه، وإشهارها، حتى يكون ذلك الأمر رادعاً له، ولكل من تسول لهم أنفسهم للوقوع في تلك الجرائم، مؤكداً ضرورة تجديد العقاب على المساهمين في الجريمة الإرهابية لما للمساهمة التبعية من دور كبير في تسهيل ارتكاب الجرائم الإرهابية.
وقال: بما أن التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة هو بث أفكار الخوارج في المجتمع، فلا بد من واجهة هذا الفكر بالفكر الصحيح المتمثل في العمل بالكتاب والسنة بفهم الصحابة وسلف الأمة الذي صارت عليه هذه البلاد - حرسها الله - وتمكين أهله في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، مما سيكون له الأثر الكبير في حماية المجتمع.
وشدد على ضرورة تفعيل قنوات الحوار مع كافة الجماعات التي تسلك منهجاً متطرفاً، وعمل حملات إعلامية مكثفة توضح خطورة المساهمة التبعية على الفرد والمجتمع وضرورة، إلزام أصحاب مقاهي الإنترنت باتخاذ إجراءات أمنية، وذلك بإلزام كل من يدخل تلك المقاهي بأن يكشف عن هويته والساعة التي شغلها المستخدم، حتى يمكن الوصول إليه متى ما وقعت الجريمة.
وأوصى بسرعة إصدار لائحة لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، لضمان دقة تنفيذه وعدم التوسع في تفسيره، وإصدار نظام تحدد فيه الجرائم التعزيرية الماسة بأمن الدولة وعقوبتها، لكي لا يفلت المجرم من العقاب، ولا يتوسع في تجريم الأفعال المباحة والعقوبة عليها، وبإدخال مادة دراسية في الكليات وخاصة كليات الشريعة والأنظمة والمعهد العالي للقضاء في المملكة العربية السعودية تعنى بالجرائم المعلوماتية وعقوبتها، وأمن المعلومات، حتى تكون لديهم المعرفة التامة بها والقدرة على التعامل مع الجرائم الإلكترونية، وسن الأنظمة المناسبة لها.
ودعا الباحث ـ في ختام توصياته ـ إلى تكثيف الدراسات والبحوث المتعلقة بالجرائم الإلكترونية وبحفظ الأمن الإلكتروني وتطوير الأنظمة التشريعية لها، وتأسيس إدارة خاصة تتولى مكافحة الجرائم الإلكترونية وتدعيمها بالوسائل الضرورية لعملها ،وتشمل اختصاصاتها جميع النواحي الإدارية والفنية المتعلقة بالجريمة الإلكترونية.
محمدالحسن الطيب
27-06-2013, 11:00 AM
الأمن والسلام في الإسلام
السيد حسين طالب
أهمية الأمن على الصعيد الفردي (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9%2 0%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%20%D8%B9%D9%84%D9% 89%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7 %D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF%D9%8A)
تقسيمات الأمن (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#%D8%AA%D9%82%D8%B3%D9%8A%D9%85%D 8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86)
معنى الأمن (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89%20%D8%A 7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86)
الأمن والسلام في عصر الإمام المهدي(ع) (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%2 0%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D9% 81%D9%8A%20%D8%B9%D8%B5%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A5 %D9%85%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A F%D9%8A%28%D8%B9%29)
استتباب الأمن (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D 8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86)
على الصعيد الاجتماعي (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%8 4%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8% AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A)
معنى الأمن
http://annabaa.org/nba49/images/24.gif
الأمن هو (اطمئنان النفس وزوال الخوف) ومنه قوله تعالى: (وآمنهم من خوف) قريش5 ومنه الإيمان، والأمانة، وضده (الخوف) وقد وصف المؤمن في القرآن الكريم في 22 مرّة ووقع وصفاً له تعالى في مورد واحد وهو قوله: (الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) الحشر23.
والمراد من وصفه تعالى بالمؤمن أنه هو (معطي الامان) لعباده حين يؤمنهم من العذاب في الدنيا والآخرة.
وقد منح الله تعالى هذا الاسم لعباده الذين صدّقوا به وبرسله وكتبه فسمّاهم (المؤمنين).
فعن رسول الله(ص) أنه قال: (نزل عليّ جبرئيل فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول: اشتققت للمؤمن اسماً من اسمائي فسمّيته مؤمناً فالمؤمن مني وأنا منه).
تقسيمات الأمن
وينقسم الأمن إلى قسمين:
أمن في الدنيا
وهو يتحقق على الصعيد الفردي والاجتماعي بمختلف الأشكال الحياتية، فهو أمن سياسي، وأمن عسكري، وأمن اقتصادي، وأمن اجتماعي.
أمن في الآخرة
وهو الاطمئنان بعدم العذاب في جهنم وهو خاص بالمؤمنين الذين عملوا الصالحات. قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون) الأنعام 82.
وموضوعنا في هذه المقالة يتناول الأمن في الحياة الدنيا بمختلف اقسامه.
أهمية الأمن على الصعيد الفردي
ذكر علماء النفس والاجتماع دوافع الإنسان وحصروها بأربعة:
منها: الأمن، فما من حركة أو عمل يقوم به الإنسان إلا وهو يعتقد بأنه يعود عليه بالأمن عاجلاً أم آجلاً، فإذا أمن على نفسه في بلد معين سعى إلى العيش فيه، وإذا أمن على ماله في تجارة ما سعى إلى وضعه فيها وهكذا.
وهذا الأمن يؤدّي إلى تفريغ طاقاته وأمواله في مجتمعه. وإلا فإن الخوف يؤدي إلى حالتين سلبيتين: إما الانعزال عن المجتمع وإما الهجرة من الوطن.
عن الإمام علي(ع): (حلاوة الأمن تنكّدها مرارة الخوف والحذر) وقد ذكروا أيضا: إن الخوف من العوامل التي تدفع الإنسان إلى تحقيق الأمن فالخوف من العقرب يدفع لقتلها كي يحرز الأمن وهكذا عن الإمام علي(ع): (نعم مطية الأمن الخوف).
ولأهمية الأمن في حركة الإنسان في الحياة نجد أن الله تعالى قد أنزل النعاس على أصحاب بدر في معركة بدر الكبرى ليكون لهم أمناً من خوف الهزيمة والانكسار. قال تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه... وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام) الانفال11.
ولضرورة الحصول على الأمن النفسي عند كل فرد من أفراد المجتمع نجد أنه يسعى للانضمام إلى الجماعات والتنظيمات والاحزاب لانه بذلك يشبع حالة الخوف من الفردية مما يعني أن (أمن الفرد تابع لأمن الجماعة).
عن الإمام علي(ع): (الخائف لا عيش له).
على الصعيد الاجتماعي
يعتبر الأمن من أهم أسس ومقومات المجتمع الإسلامي، ولذا نجد أن الله تعالى يذكر هذه النعمة التي أولاها لقريش ويفرّع على ذلك الأمر بعبادته. قال تعالى: (فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف) قريش5.
عن الإمام الصادق(ع): (ثلاثة أشياء يحتاج إليها جميع الناس الأمن والعدل والخصب) فبالأمن تطمئن النفوس وتستقر البلاد وبالعدل تصان الحقوق، وبالخصب يقضى على الفقر والعوز.
وعنه(ع): (خمس من لم تكن فيه لم يتهن بالعيش: الصحة، والأمن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق).
وفي دعاء الإمام السجاد(ع): (اللهم اعطني السعة في الرزق، والأمن في الوطن، وقرة العين في الأهل والمال والولد، والصحة في الجسم، والقوة في البدن).
وعن الإمام علي(ع): (شر البلاد بلدٌ لا أمن فيه ولا خصب).
(نعمتان مجهولتان الصحة والأمان).
ثم أنه إذا انتشر الأمن بين الناس زادت الحركة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع فعن الإمام علي(ع): (رفاهية العيش في الأمن).
عن الإمام الصادق(ع) أنه قال لأحد أصحابه: (عليك بصدق الحديث وأداء الامانة تشرك الناس في أموالهم).
استتباب الأمن
ولكي يتحقق الأمن في المجتمع فقد نهى الإسلام عن الأعمال السلبية التي تنشر الخوف والذعر بين الناس كالإيذاء، والتجسس، وشهر السلاح، وسوء الظن، والقتل...
عن رسول الله(ص): (المؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم).
وعنه(ص): (المسلم من سلم الناس من يده ولسانه).
وعنه(ص): (المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله).
وعنه(ص): (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
عن الإمام علي(ع): (لا يحلّ لمسلم أن يروّع مسلماً).
عن الإمام علي(ع): (من حمل علينا السلاح فليس منّا).
عن الإمام الصادق(ع): (من نظر إلى مؤمن ليخيفه بها اخافه الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه).
وعنه(ع): (من روّع مؤمناً بسلطان ليصيب به مكروهاً فاصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار).
مقابل ذلك فقد حثّ الإسلام على الأعمال الإيجابية التي تؤدي إلى نشر الأمن واستتبابه.
عن رسول الله(ص): (السلام تحية لملتنا وأمان لذمتنا).
وورد: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليؤمن جاره بوائقه).
وقد عمل النبي(ص) على اشاعة الأمن في المجتمع من خلال تطبيقه لتعاليم الإسلام العالية حتى أنه(ص) كان يعرف بـ(الأمين) فعندما فتح مكة المكرّمة بعد اكثر من عشرين سنة (وهي البلد التي حاربته وكذّبته وطردته) أعلن بين الناس أنه (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن).
ولما أخذ مفاتيح الكعبة من سدنتها ليحطّم الأصنام ارجعها إلى اصحابها امتثالاً لقوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها) النساء58.
الأمن والسلام في عصر الإمام المهدي(ع)
إن نهاية الصراع بين الحق والباطل، والعدل والظلم، تقتضي بأن يحكم أهل الحق والعدل على الكرة الارضية، وبذلك يقضون على كل مظاهر الفساد والظلم، والتي منها الخوف وعدم الأمان.
ولا يتحقق ذلك إلا في دولة آخر الزمان وعلى يد الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر(ع)، فهناك يكون الأمن السياسي، والأمن الاجتماعي، والأمن العسكري، والأمن الاقتصادي، والأمن من الحقد والحسد والعداوة والسرقة والقتل والسجن وكل الويلات الاجتماعية، كما يتحقق الأمن من الأمراض الجسدية، بل يشمل علاقة الإنسان بالحيوان حيث يأمن الإنسان من الحيوانات، بل ويأمن الحيوان من الحيوان والخلاصة: إن الأمن الذي سيتحقق في عصر الإمام المهدي(ع) هو أمن كوني عام وليس أمناً جزئياً خاصاً.
واليك بعض النصوص:
قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدّلهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) النور56.
وعن الإمام الصادق(ع) في تفسير قوله تعالى: (سيروا فيها ليالي واياماً آمنين) أنه قال: (مع قائمنا أهل البيت).
وفي قوله تعالى: (ومن دخله كان آمناً) من بايعه ودخل معه ومسح على يده في عقدة أصحابه كان آمناً(1) (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#1).
عن الإمام علي(ع): (لو قام قائمنا أذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى أن المرأة تمشي من العراق إلى الشام لا يهيبها سبع ولا تخافه)(2) (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#2).
وعنه(ع): (... وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، ويلعب الصبيان بالحيات والعقارب، لا يضرّهم شيء، ويذهب الشر ويبقى الخير)(3) (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#3).
وفي صحف ادريس عن الله تعالى: (وألقي في ذلك الزمان الأمان على الأرض فلا يضر شيء شيئاً، ولا يخاف شيء من شيء، ثم تكون الهوام بين الناس والمواشي لا يؤذي بعضها بعضاً، وانتزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها واذهب سمّ ما يلدغ)(4) (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#4).
وفي حديث نزول المسيح في آخر الزمان (وتقع الأمنة في الأرض).
قد يقال: كيف يمكن تحقق الأمن في عصر الظهور؟
الجواب: يتم ذلك من خلال القضاء على أسباب الخوف في آخر الزمان والتي يمكن ارجاعها إلى الكفر، والفقر، وعلى حد تعبير الإمام علي(ع): (كاد الفقر أن يكون كفراً).
فإذا تحقق الإيمان بالله الواحد انتهى الكفر والصراع العقائدي بين الشعوب والأمم. قال تعالى: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) الصف9 وإذا ساد الإيمان طبّق العدل والانصاف في كل المجالات الحياتية وأهمها الاقتصادية وعلى حد تعبير الإمام الباقر(ع): (... يسوّي بين الناس حتى لا ترى محتاجاً إلى الزكاة)(5) (http://annabaa.org/nba49/alamnwalsalam.htm#5).
هذا بالإضافة إلى أن الناس يصلون إلى أعلى مراتب الكمال وعلو النفس، بحيث يترفعون عن ارتكاب أي عمل يؤدي إلى ارباك الأمن واشاعة الذعر والخوف بين الناس.
محمدالحسن الطيب
27-06-2013, 11:09 AM
مفهوم الأمن النفسي:
يعد مفهوم الأمن النفسي من المفاهيم المركبة في علم النفس، و يتداخل في مؤشراته مع مفاهيم أخرى مثل الطمأنينة الانفعالية، الأمن الذاتي، التكيف الذاتي، الرضا عن الذات، مفهوم الذات الإيجابي، التوازن الانفعالي.
ويقال للأمن النفسي أيضاً "الأمن الانفعالي" و "الأمن الشخصي" و "الأمن الخاص" ويعد مفهوم الأمن النفسي من المفاهيم الأساسية في مجال الصحة النفسية.
أن الأمن النفسي هو مفهوم معقد نظراً لتأثره بالتغيرات التكنولوجية و الاجتماعية و الاقتصادية السريعة و المتلاحقة في حياة الإنسان خاصة في الفترة المعاصرة، لذلك فدرجة شعور المرء بالأمن النفسي ترتبط بحالته الصحية و علاقاته الاجتماعية ومدى إشباعه لدوافعه الأولية و الثانوية، لذا فإن الأمن النفسي يتكون من شقين:
الأول: داخلي يتمثل في عملية التوافق النفسي مع الذات أي قدرة المرء على حل
الصراعات التي تواجهه و تحمل الأزمات و الحرمان.
الثاني: خارجي و يتمثل في عملية التكيف الاجتماعي، بمعنى قدرة المرء على
التلاؤم مع البيئة الخارجية و التوفيق بين المطالب الغريزية و العالم الخارجي و الأنا الأعلى.
أن الأمن النفسي يعد ظاهرة تحتاج إلى قدر معين من الطاقة النفسية والتي ت
1- معرفية فلسفية: ويقصد بها أن الأمن النفسي يتحدد بالقيمة المعرفية للأشياء والموضوعات المهددة للذات.
2- اجتماعية: أي تتأثر بالظروف الاجتماعية، والنسيج الاجتماعي، وبعملية التنشئة -
الاجتماعية.
3- كمية: بمعنى أن الأمن النفسي هو ظاهرة قابلة للقياس. -
4- إنسانية: إن الأمن النفسي سمة إنسانية يشترك فيها جميع أبناء البشر بشتى مراحلهم العمرية ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية والمعرفية .
هو الطمأنينة النفسية أو الانفعالية وهو الأمن الشخصي أو أمن كل فرد على حدة، وهو حالة يكون فيها إشباع الحاجات مضموناً وغير معرض للخطر وهو محرك الفرد لتحقيق أمنه وترتبط الحاجة إلى الأمن ارتباطا وثيقاً بغريزة المحافظة على البقاء.
ويعرف أنه سكون النفس وطمأنينتها عند تعرضها لأزمة تحمل في ثناياها خطراً من الأخطار، كذلك شعور الفرد بالحماية من التعرض للأخطار الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية المحيطة به.
ويعرف ماسلو الأمن النفسي "بأنه "شعور الفرد بأنه محبوب متقبل من الآخرين له مكانه بينهم، يدرك أن بيئته صديقة ودودة غير محبطة يشعر فيها بندرة الخطر و التهديد و القلق".
* العوامل المؤثرة في الأمن النفسي:
1- الوراثة مقابل البيئة
لقد أوضح (كاتل ) أن هناك تأثيراً للوراثة على بعض السمات من خلال بعض
الدراسات التي قام بإجرائها، في حين ترجع سمات أخرى لعامل البيئة أكثرمن الوراثة.أفادت كل من دراسات (أيزيك، سلاتر) إلى أن للظروف البيئية السيئة الدور الرئيسي في تنمية سمة القلق العالي، كما أشار كاتل نتيجة لدراساته المعتمدة على التحليل العاملي أن القلق وهو أحد محكات الأمن النفسي يرجع الأثر الأكبر المسبب له إلى البيئة الغير سارة. كما أشار كاتل إلى أن عاملي الوراثة والبيئة يعملان معاً على تقوية أو إضعاف بعض السمات، وفي نفس الوقت قد يتعارض دور البيئة مع دور الوراثة في التأثير على أن هناك عوامل متعددة تساعد على ظهور القلق : والذي يعتبر أحد محكات الأمن النفسي"، منها ما يتعلق بالوراثة و تركيب الشخصية النفسي والبيولوجي، و منها ما يتعلق بالظروف البيئية المحيطة للفرد. لا يمكن الحديث عن الوراثة في إطار الاضطرابات الانفعالية دون استخدام كلمات أو مفاهيم تشير إلى عدم توافر الثقة الكاملة في النتائج التي تم الإطلاع عليها في أدبيات الوراثة، و اكتفى بالإشارة إلى أن الوثوق في وراثة المظاهر الانفعالية مازال في ضوء التجريب، وهذا يدل على أن تأثير البيئة في الشعور بالأمن النفسي لها الأثر الأكبر. وهناك العديد من العوامل البيئية المادية والعضوية المختلفة والتي تتمثل في بعض الظواهر الطبيعية والمناخية كالعواصف والبراكين والأعاصير والزلازل..الخ، التي تهدد حياة الإنسان وبقاءه، و كذلك بعض عناصر البيئة الاقتصادية والسياسية تشكل أيضاً مثل هذا التهديد كما هو الحال في الحروب وعدم الاستقرار الاقتصادي وتزايد احتمالات التعرض للأخطار والحوادث وموجات الإجرام والفوضى و الأزمات والانهيار الاجتماعي التي قد تتعرض لها بعض المجتمعات في بعض الظروف.
2- التنشئة الاجتماعية
أن مهمة توفير الأمن النفسي للفرد والذي يعتبر من المتطلبات الأساسية للصحة النفسية والتي يحتاج إليها الفرد كي يتمتع بشخصية إيجابية متزنة منتجة تقع على عاتق الأسرة، أن إدراك الطفل اتجاهات والديه نحوه يعتبر من العوامل المهمة في تكيفه ونموه وشعوره بالأمن النفسي، وأن الطريقة التي يدرك بها الطفل هذه الاتجاهات هي التي تؤثر فعلياً في تكيفه. أن أول ما يحتاجه الأطفال من الناحية النفسية هو الشعور بالأمن العاطفي؛ بمعنى أنهم يحتاجون إلى الشعور بأنهم محبوبون كأفراد، و مرغوب فيهم لذاتهم، وأنهم موضع حب و اعتزاز حيث تظهر هذه الحاجة متكررة في نشأتها و أن خير من يقوم على إشباعها خير قيام هما الوالدان. على أن لخبرات الطفولة دوراً هاماً في نمو الشعور بالأمن لدى الفرد؛ و ذلك استناداً لما أشار إليه فريق من العلماء، و من البحوث التي أكدت أثر خبرات الطفولة على تنمية مشاعر الأمن، ما قام به (ميوشن) وآخرون حيث اتضح أن الذين لم يحصلوا على عطف أسري كاف كانوا أقل أمناً، و أقل ثقة بالنفس، وأكثر قلقاً، و أقل توافقاً من أولئك الذين يحصلون على عطف أسري ، كما ان أساليب التنشئة الاجتماعية، و العلاقات الأسرية القائمة على الاحترام المتبادل، و أساليب التعامل القائمة على تفهم الطفل و تقبله و إشعاره أنه مرغوب فيه، و أساليب الرعاية المتزنة دون إهمال أو نقص تعد شروطاً أساسية للطمأنينة الانفعالية عند الأطفال.وقد أكدت الدراسات أن قيام الوالدين بتنشئة أبناءهم بإسلوب ديموقراطي متسامح يؤدي إلى تنمية الشعور بالأمن لدى الأبناء بصورة أكثر من استخدام الأساليب المتسلطة.
الأمن النفسي و بعض المفاهيم النفسية
1- الأمن النفسي و القلق
أن القلق الذي يسبب للفرد اضطرابات نفسية متعددة يعد مصدراً هاماً من مصادر عدم الشعور بالأمن النفسي، ويتوقف على مدى استجابة الفرد للخطر الذي يهدده. فالاستجابة للخطر بطريقة من الطرق كالهروب الدفاعي، أو الهجوم الإيجابي قد لا يسبب القلق النفسي للفرد، ولكن إذا عجزالفرد عن الاستجابة للخطر بسلوك غير منتظم فإنه قد يصاب بالقلق النفسي الذي قد يستفحل ليصل إلى درجة كبيرة لا يستطيع الفرد أن يقاومه، ويصبح ملازماً له في حياته. ويبين الطبيب النفسي نورمان كاميرون، أن تعلم الأطفال للقلق؛ من خلال قيام آباءهم بالتعامل معهم بطريقة توحي بأن هؤلاء الأطفال أهل للثقة، ويمكن الاعتماد عليهم لذلك فإنهم يتعرضون لصعوبات الراشدين قبل النضج اللازم وأن افتقارهم للخبرة الكافية، و عدم بلوغهم مستوى النضج اللازم لتلك الأعباء يؤدي إلى عدم شعورهم بالأمن النفسي.
2- الأمن النفسي و التوتر
أن التوتر هو عبارة عن ظاهرة نفسية ناجمة عن المواقف الضاغطة و المؤثرة والتي تهدد حاجات الفرد ووجوده وتتطلب منه نوعاً من إعادة التوافق عبر تغيرات جسمية ونفسية و سلوكية. أن التوتر هو "الأساس الدينامي الذي يكمن وراء الشعور بتهديد الطمأنينة أو بتهديد أي اتزان قائم بالنسبة للشخص ككل أو لجانب من جوانبه و ما يترتب على ذلك من تحفز للقضاء على هذا التهديد. وهذا يعني أن هناك علاقة وثيقة بين الأمن النفسي و التوتر حيث يتضح مما سبق أن التوتر الذي يصيب الفرد ينشأ عن ضغوط نفسية مهددة لحاجات الأفراد و من ضمن تلك الحاجات الحاجة إلى الأمن، كما يتضح أن أساس شعور الفرد بعدم الأمن و الطمأنينة ينشأ من خلال اختلال التوازن في الجهاز النفسي لديه.
3- الأمن النفسي و التوافق
التوافق النفسي هو عملية دينامية مستمرة تتناول السلوك والبيئة بالتغير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد و بيئته وأنواع التوافق هنا هي:
1- التوافق الشخصي: ويتضمن السعادة مع النفس والرضا عن الذات وإشباع الدوافع الداخلية الأولية والفطرية والثانوية والمكتسبة ويعبر عن سلم داخلي حيث لا صراع داخلي و يتضمن كذلك التوافق لمطالب النمو في مراحله المتتابعة.
2- التوافق الاجتماعي: والذي يتضمن السعادة مع الآخرين و الالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة معاييره الاجتماعية والامتثال لقواعد الضبط الاجتماعي وتقبل التغير الاجتماعي السليم والعمل لخير الجماعة والسعادة الزوجية مما يؤدي إلى تحقيق الصحة الاجتماعية.
3- التوافق المهني: ويتضمن الاختبار المناسب للمهنة والاستقرار علماً وتدريباً لها والدخول فيها والإنجاز والكفاءة والإنتاج والشعور بالرضا والنجاح
فالتوافق بأنواعه الشخصي والاجتماعي والمهني يعد محور شعور الفرد بالأمن النفسي.
3- الأمن النفسي و التوازن الانفعالي
هناك علاقة وطيدة بين الأمن النفسي والاتزان الانفعالي، أن الاتزان الانفعالي هو عبارة عن "الاطمئنان والاستقرار للفرد والتوازن النفسي يظهر من خلال تنمية الشخصية السوية، ان الطريقة التي تساعد الفرد على خفض التوتر وإشباع الدافع والعودة إلى الحالة التي تتوازن فيها مشاعره مع المنبهات الخارجية التي يدركها ويكون تفكيره وشعوره وسلوكه غالباً منسقاً في انسجام مع مفهومه لذاته ودافعيته لإنجاز بعض المهمات الأخرى وباتجاهه نحو المواقف الصعبة التي يقدم عليها.
4- الأمن النفسي والثقة بالنفس
ترتبط الثقة بالنفس ارتباطاً وثيقاً بالشعور بالأمن والطمأنينة النفسية فهي ترتبط بإحساس الفرد بالسعادة، والسعادة هي حالة نفسية من الارتياح ترتكز بصفة أساسية على الإحساس بالطمأنينة النفسية والثقة بالنفس وليس من الممكن أن يحس شخص بالطمأنينة إلا إذا توفرت لديه الثقة بالنفس وأكثر من هذا فإن الثقة بالنفس هي الدرع الواقي للطمأنينة، فمن يفتقر إلى الثقة بالنفس يكون عرضة في أية لحظة للاضطراب والشعور بأن كل شيء يتربص به و يتآمر عليه و يتوعده. أن الأمن يتضمن الثقة بالنفس والهدوء والطمأنينة النفسية نتيجة للشعور بعدم الخوف من أي خطر أو ضرر.
5- الأمن النفسي و مفهوم الذات
أن درجة الشعور بالأمن والطمأنينة النفسية تزداد عند الأفراد كلما كانت المفاهيم عن الذات أكثر إيجابية وتزداد مشاعر الخطر والتهديد والقلق عند الأفراد الذين يعانون من مفاهيم سلبية عن ذواتهم، كما أوضحت بعض الدراسات أن هناك فرقاً في درجة الأمن النفسي بين مجموعات مفهوم الذات. وأن ذوي الدرجات المرتفعة في مفهوم الذات والتي تعبر عن مفهوم إيجابي عن الذات يكونون أكثر شعوراًُ بالأمن النفسي من ذوي الدرجات المتوسطة و المنخفضة.
6- الأمن النفسي والصحة النفسية
أن بناء الصحة النفسية ترتكز على دعامتين أساسيتين هما :-الاطمئنان النفسي والمحبة وهي مسيرة الحياة الطبيعية عند علماء النفس والتي تبدأ من الطفولة و تنتهي بالشيخوخة، بمعنى أن الاطمئنان و المحبة يسيران مسيرتهما في النفس البشرية بين شاطئين، شاطئ الاطمئنان في الطفولة وشاطئ الأمن و الأمان في الشيخوخة و هذه المرحلة تستغرق العمر كله.
على أن إشباع الحاجة إلى الأمن ضروري للنمو النفسي السوي والتمتع بالصحة النفسية في جميع مراحل الحياة فقد تبين من دراسات عديدة أن الأشخاص الآمنين متفائلون سعداء متوافقون مع مجتمعهم مبدعون في أعمالهم ناجحون في حياتهم، في حين كان الأشخاص الغير آمنين قلقين متشائمين، معرضين للانحرافات النفسية والأمراض السيكوسوماتية.
ود الأصيل
29-06-2013, 07:44 PM
تزويرالمستندات المالية و تزييف العملات:
انتشرت خلال الآونة الأخيرة ظاهرة وقوع شركات تجارية و أفراد ضحايا لجرائم الأحتيال
بإستخدام شيكات وخطابات ضمان ومستندات مزورة والإستيلاء على سلع و ممتلكات الآخرين .
يقوم عناصر التشكيل بتزوير بطاقات شخصي ةبأسماء و صفات منتحلة،
ثم إستئجار عقار مفروش و إستغلاله كمقر لشركة وهمية بعد عمل سجل تجارى مزور بالاسم المنتحل لأحدهم
و فتح حساب بنكي بذات الاسم و طلب دفتر شيكات لهذا الحساب.
يبدأ أفراد التشكيل بأصطياد ضحاياهم من الشركات والتجار و العامة
بالتوجه إليهم مباشرة أو تليفونياً أو لتقديم أو طلب عروض أسعار لسلع وأجهزة معلن عنها وهمية أو مضروبة.
بموجب شيكات بنكية بمبالغ كبيرة ليست لها أرصدة أو ممهورة بأختام مقلدة
و بعد الاستيلاء على تلك السلع والأجهزة أو الأموال المدفوعة وتكرار ذلك مع عدة ضحايا في فترة زمنية متقاربة،
يعجل أفراد التشكيل بمغادرة مقر الشركة الوهمي والاختفاء في ظروف غامضة.
ما يجب عمله لدى كافة التعاملات التجارية
:-الاستعلام من البنوك المسحوب عليها الشيكات أو مصدرة خطابات الضمان,
مع فحص المستندات و العملات الورقية المستلمة بأجهزة خاصة قبل تسليم البضاعة المبيعة .
الإستعلام عن الشركات المزمع البيع لها من إدارة التسجيل التجاري و من ثم تدقيق البيانات
للتحقق من صحة طلبها تلك البضائع أو إصدارها لأمر التوريد المقدم؛
مع تجنب الصفقات التى تتم عقب الدوام الرسمي للبنوك أو إثناء العطلات.
عدم شراء سلع مجهولة المصدر ، وخاصة إذا كان سعرها أقل من سعر المثل بالسوق؛
مع التحقق من هوية البائع والمشتري و التقاط أرقام سيارات التحميل مثلاً.
محمدالحسن الطيب
02-07-2013, 10:57 AM
الأمن البحري السوداني ومهددات المياه والسواحل والمتطلبات
بقلم :عمرخليل علي موسي/ كاتب في الدراسات البحرية والامنية
1. المعنى والتعريف بالساحل والمياه السودانية .
أ . الامن البحري في معناه العام هو منظومة متكاملة من عدة عوامل متداخلة تتفاعل مع بعضها لِتُكِون اسس وإجراءات تحقق الامن للدولة فيما يخص الواجهة والحدود البحرية ، بما يشمل الساحل والموانئ والممرات الملاحية وكذلك كافة المياه الاقليمية والاقتصادية والجزر أمام هذه السواحل والثروات بهذه المناطق وحماية خطوط المواصلات البحرية في اقليم الدولة البحري .
ب . الأمن البحري نوع من الامن التخصصي المرتبط بالبحر كوسط مائي الا انه ايضا يرتبط بامن اراضي الدولة الداخلية وأمن أجواءها ارتباطا وثيقا خاصة في نواحي التخطيط والاعداد والتحليل والعمل المشترك الخاص بالاهداف النهائية المتعلقة بامن الدولة ككل والتي تشمل النواحي العسكرية والأمنية والإقتصادية والاجتماعية والسياسية ، فهو يزيد عن بقية النواحي الأمنية الأخري كونه ذو صفة عسكرية لها جانبها التنفيذي من قبل القوات البحرية وخفر السواحل (كادوات لتحقيقه وفرضه) ويرتبط بمنظومة الدفاع الجوي عن الدولة ومنظومة الانذار المبكر عن اي اهداف بحرية او جوية معادية في المياه الاقليمية والاقتصادية ، ولست هنا بصدد الإشارة الي مسئولية تنفيذ او تبعية مثل هذا العمل الممتد المتداخل ، فهو عمل امني بحري يجب ان لا يترك ثغرات ولا مواقع في مياه الدولة الاقليمية والاقتصادية دون حماية او مراقبة ودون تغطية over lapping ويتحقق ايضا بالتعاون الوثيق مع دول الجوار الاقليمي المطلة علي نفس البحر(مسئولية تضامنية) . .
ج . للتحدث عن الامن البحري السوداني وحتي تتضح الصورة لا بد من التطرق و التوضيح للواجهة البحرية السودانية (الحدود البحرية) والقاء الضوء علي مواصفاتها ليكون الامر واضحا عند التطرق للتهديدات التي تتعرض لها هذه الواجهة البحرية وسبل تحقيق الأمن المنشود لها (في الجزء الثاني من هذا الموضوع) .
د . الساحل البحري السوداني علي البحر الاحمر يعتبر من السواحل المتوسطة الطول ، فهو ساحل مقفر عموما ذو كثافة سكانية قليله تتركز الحياة المدنية فيه بالمدن القليلة : بورسودان ، سواكن ، عقيق وحلايب وبعض القرى المتباعدة مثل ،محمد قول وأركياي وقري خور نوارات . يبلغ طول الساحل السوداني بتعرجاته نحو 422 ميل بحري(780 كم ) من (بئر الشلاتين) علي الحدود المصرية الي ( رأس كسار) علي الحدود الاريترية ، ويبلغ طول ساحل المنطقة المتنازع عليها مع مصر (ساحل حلايب) نحو 100 م/بحري (185 كلم).
هـ . للسودان كبقية دول البحر الأحمر مياها اقليمية بعرض 12 ميل بحري نحو 22 كم بطول الساحل تقاس من خط الساحل (خط القاعدة) الي داخل البحر وتتسع في مناطق حسب القانون الدولي للبحار الذي يحدد المياه الاقليمية في المناطق التي بها جزر داخل المياه الاقليميه بان تقاس منها 12 ميل بحري اخري وهكذا... كما هو الحال في منطقة (الشُبك) قبالة ميناء سواكن حيث تتسع المياه الاقليمية لنحو (50 ميل بحري) بفضل مجموعة جزر (تلا تلا وبارموسي) . كما ان للسودان نحو 24 ميل بحري مياها إقتصادية في (المنطقة الاقتصادية الخالصة المتاخمة EEZ ) للاستفادة من ثروات البحر وما تحت القاع .
و . لابد لنا ان نتطرق للجزر التابعة للسيادة السودانية وهي جزر جرداء رملية خالية من السكان صغيرة الحجم ويتركز معظمها في الجزء الجنوبي من المياه الاقليمية جنوب غرب ميناء سواكن مثل جزيرتي بار موسي اللتان تبعدان عن الساحل نحو ( 24 م.بحري/45 كم ) ، وجزيرتي تلاتلا ، وعدد من الجزر الرملية الصغيرة الغير مسماة ، اما في شمال بورسودان توجد جزيرة (مقرسم وتسمي محليا مكور) ذات الطبيعة الجبلية وهي متوسطة الحجم وهي الجزيرة الوحيدة التي يوجد بها عدد قليل من السكان وآبار عذبة ويفصل بينها وساحل محمد قول نحو (6 م.بحري/11 كم ) .
ز . من هنا تتضح الاهمية الاستراتيجية للبحر الاحمر وأهمية الحدود البحرية التي تتطلب قدرا كبيرا من الحماية والتأمين تجاه عدد كبير من التهديدات التي تأتي من هذا الاتجاه البحري مستخدمة البحر كوسيلة وصول لتنفيذ اهدافها او مستخدمة الأجواء فوق البحر للدخول للساحل السوداني ومن ثم الي عمق الاراضي السودانية .
2 .أمن الموانئ والممرات البحرية والسفن والارواح في البحر. يعتبر امن الموانئ والممرات البحرية وكذلك امن السفن واطقمها من اهم متطلبات الأمن البحري لاي دولة ساحلية ومن ضمنها السودان فالموانئ كالمطارات بل تمتاز عليها بقدرات كبيرة في تجارة الصادر والوارد والتعامل مع سفن وناقلات وزوارق تحمل اعلام وهويات دول اخري او محليه وجميعها تخضع لقوانين ومدونات ونشرات المنظمةالبحرية الدولية (IMO) والتي من اهمها النشرات التي تتعلق بكل ما يخص الامن البحري خاصة مدونة امن السفن والمرافئ (ISPS Code ) وكذلك اهتمام المنظمة البحرية الدولية باتفاقية سلامة الارواح في البحار (SOLAS ) ‘ بما ان هذه الإتفاقيات والمدونات يقع عبء تحقيقها علي سلطات الموانئ (وهي جانب مدني) بالدول ومن بينها السودان الا انها تعتبر الضلع الثالث المكمل لمنظومة الامن البحري تلك المرتبطة بالعمل العسكري الأمني البحري ممثلا في القوات البحرية ومنظومات الإنذار المبكر والدفاع الجوي عن السواحل والأجواء فوقها وكذلك الجهات الامنية الاخري ذات الإرتباط كالشرطة البحرية وأمن الموانئ وأمن الدولة.
أ. أمن الموانئ والسفن . ( ISPS) وفقا لآخر مؤتمر للأمن البحري اُلِزمت كافة الدول البحرية بتطبيق بنود المدونة الخاصة بامن الموانئ والسفن والمراسي ( ISPS Code ) والتي يهدف نظامها الي :
(1) منع أعمال السطو المسلح والقرصنة ضد السفن التجارية ومكافحة التهريب بكافة اشكاله ومنع التسلل للسفن والموانئ. منع أي عمل إرهابي على السفن بانواعها وكذلك علي الموانئ..كما نصت علي اهمية مراجعة وتقييم امن موانئ الدولة والسفن الزائرة لها مع اهمية وجود خطط لمواجهة التهديدات بانواعها بالموانئ والسفن.
(2) تقييم الخطر (التهديد ) لكافة الموانئ والسفن وفقا لمستويات التهديد الثلاث التي حددتها المدونة ، ومراجعة التجهيزات الامنية المعدة لمواجهة اي تهديد ، بالإضافة لما ذكر يشمل التقييم ايضا امن ارصفة الرسو والمياه الداخلية للموانئ ومنطقة أمان حولها خاصة ممر الدخول والخروج (البوغاز/ثغر الميناء) وكذلك منطقة الرسو الخارجية (Anchorage Area) وكذلك امن الممرات البحرية المؤدية للموانئ، وفوق كل ذلك حددت المنظمة الدولية اهمية وجود خطة أمنية لأمن الميناء معمول بها ومستمرة وجاهزة لاي احتمالات واخطار امنية محتملة بالعمل مع امن الموانئ والشرطة البحرية وأمن الدولة والقوات البحرية .
ب .سلامة الأرواح في البحار(SOLAS ) : نصت المنظمة الدولية علي اهمية حماية ارواح البحارة والركاب في البحر (SOLAS ) من الأخطار العديدة والتهديدات التي تهدد البحارة والسفن بالبحر وفي ظل تزايد مخاطر القرصنة البحرية الزمت المنظمة كافة الدول بتزويد جميع السفن بجهازالتعارف عن طريق الأقمار الإصطناعية (AIS Automatic Identification System) ، ضمن شبكة ربط بحرية ترتبط بالأقمار الإصطناعية حيث يقوم هذا الجهاز بعملية الرصد عن بُعد لجميع بيانات السفن التي في خط ابحار السفينة وفي دائرة ابحارحول السفينة (قطرها نحو 200 م. بحري) كشبكة ربط ملاحية دولية لتبادُل المعلومات, يرتبط هذا النظام مباشرة مع محطات الرصد الأرضية وعن طريقه يمكن معرفة الاخطار التي تتعرض لها السفن كما انه يكشف اي سفينة او زورق لا تحمل الجهاز ولا تُعَرِف بنفسها وتعتبر في هذه الحالة سفينة مشبوهة وخطرة علي الملاحة البحرية ويتم التصدي لها او مراقبتها.
3 . التهديدات الأمنية للمياه والسواحل السودانية . هناك العديد من التهديدات البحرية الاخري من اتجاه البحر (بجانب ما ذكر بالجزء الاول من هذه الدراسة الخاص بالموانئ والسفن والارواح بالبحر)، هذا النوع من التهديدات يشكل خطرا وتهديدا مباشرا علي الامن البحري السوداني ،ولا يدخل ضمن ذلك (بالطبع) الحروب البحرية التقليدية ضد جانب آخر فهى خارج موضوعنا هذا .
أ . تهريب الاسلحة والبشر . الاضطرابات الامنية في غرب البلاد وفي الشرق فرضت نوعا جديدا من التجارة الخطيرة التي تتمثل في الاسلحة الخفيفة با نواعها التي تاخذ طريقها من الساحل بعد انزالها الي داخل البلاد ومن ثم الي بؤر الصراع ، كما ان الأجزاء البعيدة من الساحل السوداني والخالية من السكان ومن الوجود الأمني أصبحت نقاط انزال لبعض انواع الاسلحة المرسلة عبر البحر الأحمر الي بعض حركات المقاومة في المنطقة وهذه تنقل بعد انزالها عبر طرق برية ومن ثم عبر الحدود المصرية الي مقاصدها (حادث قصف المركبات داخل الاراضي السودانية بواسطة اسرائيل قبل اشهر مثال لذلك) ، كذلك افادت عدة مصادر ان هناك عمليات نقل وتهريب للبشر عبرالبحر الاحمر تستغل فيها بعض الجزر النائية قبالة الساحل السوداني كنقاط تجمع وانطلاق الي سيناء بمصروقد استُخدِم الساحل السوداني من قبل لنقل اليهود الفلاشا الي اسرائيل .
ب.القرصنة البحرية: تفشت ظاهرة القرصنة البحرية لعدة اسباب في مدخل البحر الحمر عند باب المندب ،بل امتدت الي داخل البحر الاحمر بسبب الفقر ومغريات الغني السريع عند المطالبة بفدية والحصول عليها ، وقد تلجأ جماعات مسلحة لاستغلال مناطق من الساحل السوداني خاصة عند الممرات الملاحية وطرق النقل البحري واستخدام الجزر النائية كنقاط مراقبة وانقضاض علي السفن والزوارق ومن ثم المطالبة بفدية او فرض شروط ومساومات اخري وعموما اصبحت القرصنة البحرية تهديدا خطيرا علي امن المواصلات البحرية والتجارة الدولية التي تستخدم البحر الاحمر للعبور من المناطق الغنية بالطاقة الى الدول المستوردة لها ، وبعد دخول السودان الي ساحة تصدير النفط بحرا فان القرصنة البحرية يمكن ان تصبح مهددا بارزا وخطيرا للناقلات من امام ميناء بشاير وعبر الممر الملاحي للبحر المفتوح .
ج.دفن وطرح النفايات الخطرة : يشجع الساحل السوداني خاصة تلك الاجزاء منه الشبه مهجورة علي دفن النفايات والمواد المشعة والنفايات الصحية الخطيرة داخل الاراضي قرب الساحل وكذلك طرح المواد المشعة والزيوت في المياه الاقليميه مما يسبب اضرارا بالغة بالأمن البحري للدولة فيما يخص السكان والبيئة البحرية المتمثلة في الاحياء البحرية والشعب المرجانية .
د.الصيد البحري الجائر وسرقة الثروات : هذه الممارسات تعد من مهددات الامن الاقتصادي البحري خاصه عمليات (جرف) الأسماك التي تحرم البلاد من ثروتها السمكية وتغير من طبيعة وتكاثر هذه الثروة حيث لا يُفرِق الصيد الجائر ببن صغار الاسماك وغيرها المسموح بهويضر بمواسم التكاثر، كما ان عمليات التجريف تضر بنمو الشعب المرجانية ، بجانب ان هناك عمليات لسرقة الشعب المرجانية والقواقع والاتجار بها في مناطق اخري من العالم .
هـ. التهديد البحري والجوي الإسرائيلي (عمليات نوعية) :لاسرائيل تواجد قوي ومستمر وفعال في البحر الحمر وذلك منذ سبعينيات القرن الماضي وهي تعتبر السودان من الدول العربية ذات العداء المستمر لها وقد حدث ان اخترقت المياه الاقليمية السودانية بحرا في العديد من المرات وهي تعلم بضعف إمكانات المراقبة والدفاع والتصدي البحري السوداني ، ووجود ثغرات خالية من المراقبة الرادارية والبصرية تمكن اسرائيل وغيرها من الإقتراب البحري والتوغل والانسحاب دون اي علم أو اعتراض منا ، وقد حدث ذلك خلال فترة الثمانينات خلال عملية (موسي) الشهيرة كما سياتي ذكره لاحقا ، وقد يحدث مرارا ما لم تعالج الاسباب التي تسمح بمثل هذه الخروقات الخطيرة التي تضر بامن وسيادة الدولة.تعتبر اسرائيل حاليا اكبر التهديدات الامنية للساحل والمياه الاقليمية السودانية.
و.المخدرات والممنوعات : يستخدم البحر الاحمر كممر للمخدرات والخمور والممنوعات الأخرى من مناطق انتاج المخدرات في وسط آسيا الي مناطق الاستهلاك في دول البحر الاحمر (السعودية ، السودان ، اريتريا ،مصر ،اسرائيل ، والاردن) ‘ علما بان طول الساحل السوداني وتعدد الثغرات الامنية به تعطي افضل الظروف المواتية لهذه التجارة التي تهدد وتدمر شريحة الشباب بهذه البلدان وهي حرب جديدة تقودها اسرائيل ضد اجيال هذه الأمة . كما ان السودان يعتبر معبرا لبعض انواع المخدرات من وسط افريقيا عبر البحر الي بعض الدول الخليجية .
ز . الارهاب البحري وتهديد المصالح الاقتصادية . يمكن للارهاب القادم عن طريق البحر المتثل في جماعات قد تختلف فكريا او سياسيا مع نظام الحكم في الدوله ان تتخذ البحر سبيلا لتصل الي اهداف منتقاة بالساحل والبحر وكذلك مواقع تصدير النفط والمصافي ومحطات توليد الطاقة وانابيب النفط والغاز ، و تهديد حركة ناقلات النفط من والي ميناء التصدير وكذلك السفن التجارية الاخري و الممرات الملاحية الخ ..ان مثل هذه الاعمال الإرهابية يمكن حدوثها من قبل مجموعات معادية دولية او محلية وهي من اخطر مهددات الامن البحري التي يجب ان يعمل لها الف حساب حيث ان لها تاثيرات في حالة حدوثها او مجرد الاعلان عنها والتهديد بها ان تؤثر اقتصاديا علي حركة النقل البحري وترفع قيمة التامين علي السفن والنولون البحري وينعكس ذلك سلبا علي حركة الصادر والوارد وعلي الاسعار. بجانب امكانية استغلال الارهاب باشكاله المختلفة لهذا الإتجاه للدخول الي داخل البلاد في شكل جماعات او افراد يضرون بالأمن القومي للبلاد.
ح . الجزر البحرية السودانية النائية . تشكل الجزر البحرية البعيدة والغير مأهولة بالسكان تهديدا خطيرا فهي غير مراقبة وبعيدة وتشجع دولا معادية كاسرائيل علي استخدامها كمواقع للمراقبة والإضرار بالحركة الملاحية وبامن البحر الاحمر والدول المطلة عليه ، كما يمكن ان تستغل في دفن النفايات المضرة وكذلك في عمليات تهريب الأسلحة والبشر كنقاط ارتكاز وتجمع ومن ثم إخلاءهم باستخدام الزوارق السريعة والسنابيك الي سواحلنا او اي جهة اخري، كما ان هذه الجزرقد تحتل من قبل دولة اخري وتستخدم في نشاطات مضرة بامن البلاد واقتصادها .
4 .هل المياه البحرية السودانية وألأجواء فوقها والساحل آمنة ؟ يعتبر الساحل البحري السوداني بالمقاييس البحرية الدولية وقياسا لما ذكر من السواحل المكشوفة الغير محمية جيدا تجاه الاخطار البحرية والتهديدات التي تأتي من هذا الإتجاه ، وقد ظل هذا الامر مهملا خلال العقود التي مضت وحتي الآن وإن تفاوتت درجات إهتمام الحكومات المتعاقبة منذ الإستقلال ، انعكس ذلك علي نوعية القطع البحرية ذات التسليح الضعيف وقلة قطع الغيار وضعف المراقبة الساحلية وتجهيزاتها التقنية الخ.
ويعزي هذا الإهمال لانشغال الحكومات بالوضع العملياتي في جنوب البلاد وتركيز الإهتمام اكثر علي هذا الإتجاه الذي يهتم بتقوية القوات البرية (عقيدة برية) وكذلك القوة الجوية وتأتي القوات البحرية والاهتمام البحري عموما والدفاع الجوي عن هذه الواجهة في مؤخرة إهتمامات حكوماتنا الوطنية واستراتيجياتها الدفاعية.، وساعد علي ذلك ان الإتجاه البحري كان في منأى عن التهديدات الحالية التي تزايدت منذ سبعينيات القرن الماضي وتعددت أشكالها وكان ابرز الإختراقات الأمنية وأخطرها من تجاه البحر هي :
أ . بتواجد القوات البحرية الإسرائيلية بالبحر الأحمر منذ حرب 1967 بدأت اسرائيل في استغلال الجزر المهجورة بجنوب البحر الأحمر خاصة تلك التي امام سواحل اريتريا (اثيوبيا سابقا) لعمليات المراقبة البحرية للسفن العابرة من والي قناة السويس ، وعمدت اسرائيل علي وضع اجهزة للتنصت والرادارات في بعض الجزر الاريترية (جزيرة دهلك) وغيرها ..وعند تنفيذها لعملية (موسي لترحيل الفلاشا عبر الاراضي السودانية) اخترقت الساحل السوداني جنوب جزيرة( مقرسم/ مكور) السودانية الي قرية عروس وكذلك طائراتها التي حملت اليهود الفلاشا من مطار (كرساقو) قرب اركويت الي اسرائيل ،وقد ذكر مؤلف كتاب عملية موسي (Operation Moses ) ان الساحل السوداني كان مستباحا لهم مستغلين ضعف المراقبة الساحلية وضعف قدرات القوات البحرية والدفاع الجوي عن الساحل ، بل تمادي الكاتب في كشف ان الساحل السوداني كان موقعا ممتازا لهم في دفن نفاياتهم .
ب . كشفت عملية ضرب مصنع الشفاء السوداني بالخرطوم بحري باستخدام صواريخ (توماهوك) الجوالة من مدمرات امريكية كانت تتمركز بالبحر الاحمر جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية وخط طيران هذه الصواريخ بارتفاع منخفض فوق البحر الاحمر ثم إختراقها للساحل ووصولها لاهدفها في قلب العاصمة ، كشف ذلك عن غياب كامل لقدرات الإنذار المبكر والدفاع الجوي عن هذا الإتجاه بل عن العاصمة القومية .
ج . وكانت العملية الثالثة ضرب قافلة المركبات الأخيرة علي الطريق الساحلي بين بورسودان والحدود المصرية بواسطة الطيران الإسرائيلي الذي إخترق أجواء الساحل وضرب القافلة ودمرها ورجع دون علم السلطات السودانية ويعزى ذلك لغياب المراقبة البحرية والنذار المبكر وانعدام قدرات الدفاع الجوي.
د . واكب الحدث الاخير إفرازات الحرب علي غزة والتعاون الامريكي الاسرائيلي الفرنسي والإتفاق بمنع دخول الاسلحة للمقاومة ، ونفذت بموجب ذلك عدة عمليات تمت في البحر الاحمر قبالة الساحل السوداني ضد زوارق يقال انها كانت تحمل اسلحة ومتسللين الي شمال البحر الاحمر ومن ثم الي سينا ،
هـ . كل هذه الاحداث تؤكد علي ضعف القدرات البحرية وقدرات الانذار المبكر والدفاع الجوي التي تمكنا من تحقيق الأمن البحري المنشود لهذه الحدود البحرية الممتده والتي تتطلب قدرا كبيرا من مراجعة التهديدات والمتطلبات والأولويات التي تحقق الغاية وهي تأمين الساحل والمياه السودانية ضد كافة الأخطار القادمة من هذا الإتجاه .
5 .المتطلبات التي تحقق الأمن البحري للمياه السودانية والساحل تجاه التهديدات المختلفة .
أ . الإهتمام بالقدرات البحرية من حيث تطوير القوات البحرية ودعمها بالقطع البحرية السريعة ذات التسليح الصاروخي سطح /سطح (زوارق الهجوم السريع) بمديات بحرية متوسطة للصواريخ لا تقل عن 70 ميل بحري وباعداد كافية تحقق تغطية الساحل طوليا وتغطي المياه الاقليمية والاقتصادية وذلك من ثلاث قواعد بحرية علي الأقل بجانب القاعدة الرئيسة في بورتسودان (وفقا لحسابات التغطية لا يقل عدد هذه الزوارق عن 12 زورق هجوم سريع صاروخي) . بجانب امتلاك مثل هذه القطع لصواريخ سطح /جو للحماية الذاتية وبقية المتطلبات البحرية اللوجستية لهذه القوة بالقواعد .
ب . اهمية تغطية الساحل والمياه الاقليمية بمنظومة دفاع جوي حديثة ضد الطيران المعادي المنخفض والعالي تساندها منظومة إنذار جوي مبكر بمديات بعيدة تخدم الدفاع الجوي والقوات الاخري بمنطقة الساحل .
ج .امتلاك القوات البحرية لصواريخ ساحلية فعالة ضد الاهداف السطحية كالصواريخ الصينية مثالا لا حصرا (سيلك وورم والتي تسمي ايضا C-802 ) تنصب في عدة مواقع ساحلية ثابتة تغطي الساحل وبمديات تصل الي حدود المياه الاقتصادية وعمق البحر المفتوح ، اصبحت الدفاعات الساحلية ضرورة واولوية حيث تعمل بالتنسيق مع قوة الردع الهجومي الصاروخية (زوارق الهجوم السريع الصاروخي) في احكام السيطرة وتامين الساحل ضد الخطر البحري .
د. البدء في انشاء قوة طيران بحري اساسها الطائرات العامودية المزودة بالصواريخ للواجبات السريعة والتصدي للاختراقات البحرية البعيده واسناد الزوارق والسفن في البحر ،وتشمل قوة الطيران البحري علي عدد من طائرات الاستطلاع البحري (عامودية وثابتة الجناح) ذات المهام التي لا غني عنها في تامين الساحل وتوفير المعلمات الضرورية لعمل القوات البحرية في تامين الساحل .
هـ . اهمية المراقبة الساحلية المتطورة المزودة بكافة سبل الكشف البحري والجوي من رادارات ومتحسسات اخري بمديات بعيدة تحقق تغطية كافة الساحل والجزر والممرات الملاحية باستمرار .
و . الاهتمام بامن الموانئ والسفن والممرات الملاحية الطولية و(تلك التي بين الممرات الطولية والموانئ) وتطبيق كافة متطلبات المنظمة الدولية البحرية ( IMO) بتعاون سلطات هيئة الموانئ البحرية مع الجهات البحري الامنية الأخري .وتأمين الساحل حتي يأمن البحر من هذا الإتجاه .
ز . الإهتمام بالجزر البحرية النائية بإيجاد وخلق تواجد بها لإظهار السيطرة الدائمة عليها خاصة الجزر الكبري (بار موسي وتلاتلا ومقرسم) والاستفادة منها في اعمال المراقبة البحرية العميقة ،
ح. مراقبة الزوارق الصغيرة والسنابيك منعا لعمليات التسلل وعمليات الإرهاب القادم عن طريق البحر ، واهمية فرض رقابة صارمة وفعالة بما يضمن حماية الثروات البحرية كالنفط والاسماك والشعب المرجانية والتجارة البينية .
ط . اهمية وجود هيئة / لجنةاو ادارة بحرية مختصة لادارة الازمات البحرية بانواعها تشكل من الخبراء البحريين وتضم في عضويتها القوات البحرية ، الدفاع الجوي ، الشرطة البحرية ، امن الدولة بولاية البحر الاحمر ، امن الموانئ (يمثل هيئة الموانئ) تنسق هذه الهيئة بين الجهات المذكورة ويكون اهم واجباتها تحقيق الأمن البحري السوداني لمياهنا وسواحلنا والاجواء فوقهما .
ط . فوق كل هذا وذاك هناك ضرورة لتنمية الساحل لجذب التجمعات السكانيه اليه خاصة بعد وصول خدمات الماء والكهرباء المرتقبة الي ولاية البحر الاحمر , حيث ان التواجد السكاني يخلق حركة تجارية وبحرية وبالتالي تواجد امني مستمر لخدمة السكان ، هذا التواجد السكاني والأمني يمكن ان يمنع الاخطار المتعلقة بالاختراقات المعادية والتسلل وغيرها .
ود الأصيل
03-07-2013, 02:44 AM
هل في حوادث الطرق من خطرعلى الأمن العام؟:
لا تخرج السواقة المتهورة عنالتعريف الإطاري للجريمة الجنائية و سببها رعونة بعض السائقين,
ممن لايلتزمبالسرعة المقررة علي الطرق ويقطع إشارة المرورعند التقاطات والدوارات, وكلها أخطاءأقرب ما تكون للشروع في القتل العمد إن لم تكن قاتلة.
أخطر ما تكونالسياقة تحتتأثير مسكر أو مخدر, حيث يقل مديالرؤية الأفقية والقدرة على تمييز الشواخص و تقديرالمسافات وضبط السرعة.
يأتي بعد ذلك دور المشاة والركاب لعدم مبالاة البعضبقواعدالسير ووجود الركاب في أماكنغيرآمنة,
كجلوس الاطفال في المقاعد الامامية. ثم يأتيعدم صلاحية المركبة كتعطل المكابح, أنظمة التوجيه و ضبط السرعة والإطارات فيالمركبة؛
مع إهمال المعاييرالقياسية للسلامة المرورية في المركبات المستوردة. ذلكفضلاً عن عيوب طرق السير, م
تمثلة في إهمال صيانة الطريق, إبطاء تنفيذالحفريات, قلةالأرصفة والممرات المخصصةللمشاة, مع ضعف الإضاءة الليلية.
و مامن شك في أنالطرق و الممرات في بعض البلدانالمتقدمة ممهدة للقيادة لكن القضية تكمن في العنصرالبشري بالدرجة الأولى.
وهناك برامج توعوية متواصلة وورش عمل تركزعلىدورجمهورمستخدمي الطريق والوسائل
والمطبات المجبرة على تهدئة السرعة عند مواقعالازدحام كالمدارس والتقاطعات بصفة أساسية.
ود الأصيل
21-07-2013, 11:37 PM
مستويات الجريمة
قضايا أمن الدولة والخيانة العظمى
مامعنى و مدى خطورة نشاط منظم يستهدف أمن الدولة والإنسانعلى أرضها؟. علينا أننعيد قراءة جملة مفاهيم تتصل بالجاني والمجنيعليه،والمُتحدَّث بحقهما؛ سواء ادعاءً , اتهاماً, تخويناً أو دفاعاً؛ لكي نحكم لكلذي حق بحقه.محكمة أمن الدولة هي سلطة عسكرية تحال إليها قضايا الأمن الوطنيوالجرائمالاقتصادية, والإساءة للمعتقد الديني بأشكاله. يدخل في اختصاصها كل ما منشأنه المساسبثوابت الأمة كالجاسوسية, وإفشاء أسرارالدولة أو محاولة الانقلاب علىالنظامالشرع, الانتقاص من رمزالسيادة , حرق أو تدنيس علم البلاد؛ و كذا تفشي تجارةالأعضاء,المخدرات والسلاح لنشر الحرابات.
جرائم دولية . مع التقدمالتقني تشهد الجريمة تطورا شكل تحدياً دولياً, خاصةعندما تخرج عن نطاقها التقليدي لترتكب بحرفية فائقة, على أيدي عناصر من أكثرفئاتالمجتمع ثقافة وتخصصاً. وعلى قدر عال من الدراية والعلم بتقنيات الحاسوبوالبرمجيات,فالجريمة المنظمة كالقرصنة المصرفية، وغسيل الأموال، والاتجار بالبشروبالأعضاءالبشرية تجاوزت الشرائح والفئات الإجرامية التقليدية. و قد ظهرت منذ مطلعالقرنالماضي ما يعرف بجرائم أصحاب اللياقات البيضاء, من رجالات الدولة والساسةوكبارالاقتصاديينوأقطاب المافيا العالمية.
للجريمة الدولية محوران, هما:-üسلطوي:بأن تستخدمالسلطةقوتها لقمع خصومها من الأقليات, بدوافع عنصرية أو قومية.على سبيل المثال:جرائم الحرب, جرائم ضد الانسانية و إبادة الجنس البشري و الفصل العنصري.
üشعبي:بأن يقع الجرم من قبل الجمهور بصفتهم الشخصية ضد مصالح تهدد الأمنوالسلم الدوليينبصورةما كالإرهاب.
مزايا القانون الدولي (إن وجدت من يطبقها):-
بما أنالضحيةالمباشرة للجريمة الدولية هو المجتمع الإنساني و الأسرة الدولية في بنطاقهاالواسع, فقدامتازالقانون الجنائي الدولي بأن أقر نظام ملاحقة و تسليم الجناةالدوليين،فيما يعد مفخرة في مجال التعاون الدولي لحرمان هؤلاء من أن يجدوا نظاماًسياسياًيتستر على جرائمهم و يمنحهم الحصانة.المزية الثانيةهي انتفاء مبدأ سقوطالتهمبالتقادم عن أية جريمة دولية, لتبقى المسؤولية الجزائية عنها قائمة ما بقيالدهر(قرارالجمعيةالعامة للأمم المتحدة رقم: 2391 في 26 توفمبر 1968).
يحمدللقانونالدولي الجنائي أيضاً أنه لم يعتد بالصفة الرسمية التي يحملها المتهم كسببمعفي منالعقاب أو مخفف للعقوبة ، سواء أكان المتهم رئيساً لدولة أم عضواً نيابياًأم ممثلاًلحكومة، كما لايجوز التحجج بأي نوع من الحصانة للتنصل من المسؤوليةالجنائية عنالجرائم الدولية. و بالنظر إلى هذه المادة وغيرها، فلا نستغرَب لوجوددول تديرظهرها و تتنكر لكافة البروتوكولات و معاهدات التعاون الدولي المبرمة لخدمةمثل هذاالغرض؛ وذلك خيشة أن توفّر لضحايا اعتداءات تلك الدول المنفلتة فرصالمطالبةبالنظر في جرائم من صنع قادتها ورعاياها ، تمهيداً لمحاكمتهم بصفة شخصيةأو رسمية.[/
ود الأصيل
21-07-2013, 11:41 PM
جرائم المعلمواتية
(المنظور النفسي والاجتماعي. و طرق المكافحة):-
تعني خصوصية المعلومات حق الفرد والجمهور في تحديدسمة, كيفية ومدى التواصل معالآخرين.تمثل الشبكة العنكبويتة قوة خارقة للمسافت, الحدود. فهي بيئة مملوكة لكل من هب و دب.و دورها خطير في تشكيل و بناءالعلاقاتالإنسانية. تصنف جرائمالمعلوماتية بأنها ماسة بقيمة معطيات الحاسوب و بالمعطيات الشخصية. من أنشط حقولها البريد الالكتروني، بنوك المعلومات، والمصنفات الرقمية كالبرمجيات وقواعد بيانات الخدمات المصرفية الالكترونية والحكومةالالكترونية. يدخلالنت الآن كذراع نشط للجريمةالمنظمة من أعمال نصب و قرصنة في حقول التجارة الرقميةو وسائل الملكية الفكرية. أضف إلى ذلك مخاطر إدمان الألعابالالكترونية المحفزة علىالانحراف وغسل الأدمغة و الإرهابو جرائم مستحدثة تتعلق بالجوال وكاميراالفيديو.هنالك,إذاً, حاجة ماسة لسن قوانين و تشريعات خاصة مع إنشاءأجهزة أمنوادعاء عام و قضاء متخصصة لذاتالهدف, و مزودة بكوادر ماهرة و مدربة الكترونياً ومواكبة لما يستجد في أوساط مراتدي مقاهي النت من مراهقين و مراهقات،ممن يشكلون الفئة الأكثرعرضة لأفكار منحرفة،و أنماط من المواد الإباحية تنافي الدين والمروءةالآدمية. كما يعول كثيراً أيضاً على الجهد الشعبي ممثلاً في دورالأسرة و منظمات المجتمع المدني و جمهور العامة؛وذلك عبر زيادة الوعي, مواكبة التقنية المعلوماتية و تسخيرها ضد تحديات العولمة. علماً بأنه من شبه المستحيل وضع تشريعاتقاطعة لحماية المعلومات أثناء إبحارها عبرالأثير؛ و لكن جهد المقل خير من عدمه و القحة و لا صمةالخشم.
ود الأصيل
21-07-2013, 11:45 PM
جريمة الموسم (عابرة للحدود)
يعد مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قبل سنوات يمكن القول بأننا صرنا بصدد نُقلة نوعية نحو أنماط من الجريمة تعد أنموذجيبة بكل المعايير، فهي جريمة ترف (بلا هدف) و معقدة الفصول؛ وهي دولية بامتياز,عبرت عناصرهالبنان مسقط رأس المجني عليها،ومصر مسقط رأس المتهمين، ودبي مسرح الجريمة، فضلاً عنبريطانيا التي شهدت محاولات لارتكابها. كما أن دوافع ارتكابها غاية فيالغرابة،فالمتهم الأول لا صلة له بالمجني عليها، سوى صور لها زوده بها الشريك للتعرف فقط! ومع ذلك نحرها نحراً بدم بارد وكأنه يكن لها حقد السنين، ولكن ليس لشيءسوى ليحصل منالمحرض على مليوني دولار كانأغراه بتسلمها نقداً و عداً عقب التنفيذ فوراً. إذأً,هو قاتل مأجور، لكن ليس نمطياً كالقاتل بدوافع التكسب. وفوق هذا كانالقاتل الأجيرينتمي غلى الطبقة فوق الوسطىوأقرب للنقنقة منه إلى العوز ، حيث إنه ضابط في مباحثأمن الدولة و ناهيك عن كونه منوط به صون أمن مواطنيه ووطنه؛ وهو أيضاًميسور وقدعمل في عدة دول جمع منها ثروة لابأس بها، لذا بدا إقدامه أمراً شاذاً، و لكنه مفهوم. أما المتهم الثاني (المحرض) فهو شخصية مهيبة حباه الله بنعمكثيرة وأغناه منثروة وبنين وشهرة، فهو ملياردير،عضو في مجلس الشورى ومتنفذ في لجنة السياسات بالحزب الوطني إبان حكم الرئيس المصري المخلوع. لكن مرافعة النيابة العامة كشفت أنه شغف بحب تلك المرأة و التي قيل إنها لم تشغف به و لم تحبه. وهكذا تبين أنه لا القاتل كان معوزاً ؛ ولا المحرض(المقتول له) كان بحاجة امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها، فكلا الفاعلين لم ينالا خيراً مما اكتسبا. ولو لا التواطؤ مع تدخل التشفاعت من جهات عليا،لكان جزاءهما من جنس العمل أي الإعدام شنقاً بالمقصلة ولكن ما ظنكم بقوم كان إذا أجرم فيهم الشريف عفوه و إذا جنح فهيم الفقير مجرد جنحة ٍ أقاموا عليه الحد؟؟؟
ود الأصيل
23-07-2013, 02:04 AM
الإرهــــــاب (أم كبائرالآفات الأمنية)مفهوم الإرهاب (مدخل وتعريف):-
في العقدين الأخيرين قفزت إلى الواجهة مجدداً مصطلحات من موروث الأمس و بلباس عصري،
كنتيجة حتمية لتبدل توازن القوى في الساحة الدولية،, أبرزها مفهوم الإرهاب الذي شكل ظاهرة استثنائية،
تختزل كل فعل لا ينسجم مع توجه الآخر، فيعمل على إقصائه. مما جعله أناءً مفتوحاً ومؤشراً ينحى باتجاهات متعددة يصعب حصرها,
ناهيك عن ضرورة التصدى لها في إطارالمعالجة القانونية والأمنية كحالة حياتية ماثلة. في ظل غياب الاتفاق على مفهوم ثابت له .
عرف الإرهاب بأنه (كل نشاط إجرامي لفرد أو جماعة منظمة استهدف شخصيةًأصليةً أومعنويةً (اعتباريةً)،
أومجموعةً أو كياناً رسمي أو غير رسمي و أوقع أضراراًبالأنفس أوالممتلكات العامة و الخاصة تحقيقاً لغاية إرهابية,
كنشرالرعب و إثارة الفوضى العامة وزعزعة أمن واستقرار الوطن ووحدته) إذاً, نحن بصدد ثلاثة محاور تتمثل في:-
1) فعل إجرامي؛
2), قد يحدث نتيجة جرمية ؛
3) بدوافع معينة لتحقيق غايات لا إنسانية وراءها من يكون وراءها.
الضابط الأقوى لخصوصية الجريمة الإرهابية في كونها لاتنهض كجريمة بحد ذاتها،
و إنما تقترن وجودا وانتفاءً بأهداف وغايات (سياسية- اجتماعياً – أيديولوجية, إلخ)
هي غير الأهداف المتعارفة للجرائم النمطية؛ ناهيك عن كون الجرم ذاته معقد ومركب من سلسلة نشاطات متشابكة, متقاطعة ومتلاحقة.
تكمن خطورةالظاهرة في أن ما تثيره من ذعر و فوضى خلاقة وغير خلاقة ليست سوى حلقه في فلاة شاسعة من عمل عدواني منظم ،
و هو ذو طبيعة متذبذبة وله مرام بعيدة ونطاقات غير محدودة؛ ولمنفذيه ومن يقف خلفهم ارتباطات غامضة ولهم منهجية ،
و له فقهاء عقلاني يبررلهم كل ما يجري بمخالفة كل النظم و الأعراف الإنسانية المحلية والدولية.
ود الأصيل
23-07-2013, 02:18 AM
أنواع الإرهـــــــــاب:
-يمكن تقسيم الإرهاب إلىأصناف وأنماط عدة، فمن ناحيةالتوقيت يمكن الحديث عن إرهاب يقع زمن السلم، وآخريصاحب النزاعات المسلحة.
بالمعيار الجغرافي يمكن تصنيفه إلى إرهابداخلي و آخردولي. أما من حيث الجهة الراعيةوالتمويل فإلى إرهاب سلطوي وغير سلطوي:-
- إرهاب زمن السلم : مؤشر على أن الوضع الأمني في المجتمع الذي يعاني منهيمر بفترةهشاشة قد تزول أو تستفحل بحسبظرفية التعامل معها.
- إرهاب زمن النزاعاتالمسلحة: خرق للمواثيق الدوليةالتي تنص على حماية المنشآتوالبنىالمدنية و مراكز الطاقة.
- إرهاب داخلي: قديمارس من قبل الدولة ضد مواطنيهاأو تمارسه جمهرة مواطني الدولة ضد النظام الشرعيالقائم.
- إرهاب دولي: "كل نشاط إجراميموجه إلى دولة معينة مستهدفاً إنشاءحالة من الذعرالعام.
- إرهاب سلطوي: عندما تقوم دولة ما بقمع معارضيها أو ضربدول أخرى بفرض الحصا و التجويعلأغراض سياسسة محددة؛
أو تقوم برعايته عن طريق إيواءوتأليب عناصر إرهابية موالية ضد خصومها, كما تفعل دولة إسرائيل.
- إرهاب غيرسلطوي أو غير مؤسسي (إرهاب العاجزين) صادرعن موقف فردي أو جماهيري مناهض للسلطةالشرعية.
إذاً, الإرهاب اخطبوط أعمى لا يرى إلا الدمار والتخريب والترويع،ولا يشم إلا رائحة الدماء ،
و لايكاد يقف عند منهجية و لا و سيلة بعينها لينفذ بهاعملياته.
ومن بين وسائله على سبيل المثال:-
الوسائل المادية (Bombing ) منأخطر وسائل الإرهاب نظراً لجسامة ما تحدثه من خسائر و إثارة للرأيالعام ،
فتتحققغاية الترويع والتأثير السلبي فيموقف السلطة السياسية.
- اختطاف الطائرات واحتجاز الرهائن و الشخصيات (Kidnapping + high jacking ),
كورقة ضغط لفك أسر عناصرمن الرفاق من السجون. (كما حدثلوزراء بترول الأوبك في فيينا القرن الماضي).
- الابتزاز (Blackmail) ومصادرة الأموال كملاذ أخير وضرورة قصوى تستدعيها الحاجةلتمويل الإرهاب.
- الاغتيالات السياسية لأهداف انتقامية ولتصفية الخصوم، مثلاغتيال السادات و بنظير بوتو.
- ضرب البنى التحتية و المنشآت الاستراتيجيةوالحيوية و مراكز المعلومات والوثائق.
- استخدام الأسلحة التقليدية و غيرالتقليدية. و العتاد الحربي بأنواعه, و إشعال الحرائق.
الوسائل المعنوية:-
* وسائل الاتصال الجماهيري والإعلام: لدوره االخطير في تشكيل العقليةوالنفسيةالبشرية,
فوسائط الإعلام خاصةالمرئي منه و المقروء لها فعل السحر في نقل صووة الأحداث
وعبر القطات الحية للهجمات و الوثائقيات والاعترافات المنتزعةمن الرهائن،
والمقابلات المسجلة وبياناتالولاء من مرتكبي العنف، مما يعطي زخماً قوياً للجماعاتالإرهابية.
و من أذرع الإرهاب الإعلامي أيضاً التهديد بمعلومات كاذبة بهدف
إنهاك السلطة القائمة أو جس النبض لقياس الثغرات في المنظومة الأمنية.
* الشبكةالدولية للمعلومات: يعد البريدالإلكتروني أسهل وآمن خدمة تواصل تقدمها شبكة الاتصالات الدولية (انترنت),
حيث لا ترتبط الرسالة الإلكترونية بمكانمعين؛
ويستخدم في تبادل المعلومات بين القائمينبالعمليات الإرهابية والمخططين لها.
و الترويج لها بين المتعاطفين. هذا فضلاً عن التنصت لاختراق البريد الإلكترونيللآخرين.
ود الأصيل
23-07-2013, 02:28 AM
أنماط الجريمة الإرهابية وارتباطاتها:-
نظراً لعدم وجود تعريف قطعي للإرهاب فإن آثاره الخطيرة أدتللخلط بينه وبين نشاطات أخرىعديدة و ذات علاقة:-
*الإرهاب والعنف السياسي:-
يختلف المفهومان في كون العمليات الإرهابية غالباً ما تهدف إلى شدالأنظار إلى قضيةما,
أو التلويح بعصا الضغطلتركيع الخصوم, بينما يتسم العنف السياسي بنوع منالبراغماتية (هدف مباشر).
*الإرهاب والعدوان: -
يختلفان في كون العدوان وسيلة منوسائل الإرهاب أو لا يكون, ثم إندوافع العدوان تكون محل استهجان من القاعدةالعريضة,
بينما تكون دوافع الإرهاب مقبولة لدى بعض الأطراف المغرر بها.
* الإرهاب والحرب: -
الحرب صراع مسلح بين دولتين أو أكثر لفرض إرادة الطرفالمنتصر علىالمغلوب،
أما الإرهاب فجماعةمنظمة تضرب في الزمان والمكان المختارين ولا تتوقعغالباً رداً مباشراً.
*الإرهاب وحرب العصابات:-
يلتبسان في كون كلاهما عنف منظميحمل معه أهدافاً سياسية؛ لكنهمايختلفان من حيث مسرح العمليات (بين حضر و أحراش),
وفي الهدف باعتبار سعي العصابات لاستنزاف العدو وتحرير الأرض عسكرياً,وكذا من حيث ،
اعتماد رجال العصابات على سندوتمويل شعبي. بخلاف الإرهاب ذي التمويل المبشوهأحياناً.
*الإرهاب والجريمة المنظمة:-
يلتقيان في طبيعة تتسم بالعنف والتنظيموالقيادة مع سرعة ودقة الهجوم؛إنما يتميز الإرهابي بدوافعه،
المتمثلة في قناعته بقضية مشروعة من وجهة نظره, بينما تقف وراء المجرم دوافع ذاتية ضيقة.
*الإرهاب وحركات التحرر:-
تقوم وسائلالأعلام الغربية بالتشويه وزرع اللبس المتعمد بين الإرهاب ونشاط حركات سياسية ثورية تحمل سلاحها علناً ،
وتناضل لتحريرشعوبها و ونيل استقلال أوطانها (لنزع صبغةالشرعية من الأخيرة). و من بين أبرز مناضلي الحرية:
تشي جيفارا من أمريكا اللاتينية و لومومبا من إلى جانب نيلسون مانديلا منأفريقيا.
*الإرهاب والجريمة السياسية:-
إن الجمع االأبرز بينهما هو عدم وجودتعريف قطعيلأيهما. و وجه الاختلاف هو أن الجريمة السياسية
تستهدف النظام السياسي والحكومات وأما الإرهاب فلا يكاد ينجو منه أحد و لاشيء.
ود الأصيل
23-07-2013, 02:34 AM
سمات وعقلية الإرهابي
- اتخاذ العنف أو التهديدكمنهجية عمل و كنتيجة وغايةب حد ذاته مع استهداف ضحايا غير مقصودين بالضرورة.
- انتقاء أماكن, ضحايا ومنشآتمقصودة بعناية فائقة، واختيار أكثرها أهمية لهزالرأيالعام وأشدها إحراجا للنظام القائم.
- استخدام عنصر المباغتة ضد الأجراءات الأمنية و الوقائية المحكمةالتشديد حول الأهداف المروسة.
- لا مبالاة بسقوط ضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء, بل قد يكون ذلك مقصودا بهدف هزالرأيالعاموإحراج السلطة السياسية
و إظهارها بموقف العاجز عن تأمين الاستقرار لرعاياها و تركآثار العمليات الإرهابية فيالأذهان لتظل ذكرى سوداء،
وذات دلالات ومغاز للمنظومةالأمنية والرأي العامالعالمي (تفجيرات11 سبتمبر الشهيرة خير مثال).
- ولاءالإرهابيين المكلفين بتنفيذالجرائم الإرهابية للتنظيمات السياسية أو الطائفيةالمتطرفة .
- استخدام أحدث الأسلحة وأكثرها فتكا وتدميرا؛ وكذا وسائط الاتصالالجماهيري مع توظيف تكنولوجيا العصر في نشاطات التنظيم:
كالأجهزة اللاسلكية المشفرة, أجهزة ملاحية لتحديد المواقع و الشبكة العنكبوتبة الدولية.
- نزعة إلى تدويل الجرائم الإرهابية: تتعدى حفنة المنفذين القلائل إلى الأحزاب الداعمةوالدول الراعية.
-حرص على إعلان مبادئ التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابيةعلى الملأ, كمسوغات ودواف عنبيلة في نظرهم.
ود الأصيل
23-07-2013, 02:40 AM
خـــلاصـــــة القول إن فقه القانون الجنائي والدولي يواجه حيرة في صياغةم فهوم قطعي واضح لمحنة الإرهاب.
أسفر هذا عن إيجاد صور واسقاطات لا محدودة تحت مصطلح الجريمة الإرهابية.
إن ما يمكن فعله هوأن نمازج بين شتات التعريفات والسمات المميزة لمفهوم الظاهرة؛
لنخلص إلى أن الإرهاب لا يصنع فعلاً إجرامياً قائماً بحد ذاته بقدرما هو ظرف معقد ومشدد،
لذلك الفعل عندما يقترنبه فيضفي عليه صفة العنف و وصمة الترويع.
لعل هذا أصلح ما يكون تعريفاً لتلك الجريمةالمعقدة, النافذة والمقترنة ببث الذعر
و تهديد الأمن والسلم و زعزعة الاستقرار الداخلي والعالمي ,
وهي حالة منبوذة في ظل كافة القوانين والأعراف الوطنية,الإقليمية و الدولية) .
جدير بالتنويه والإشادة أن رؤية القطر المعلنة عبر منابرالندوات وورش العمل في كافةالمحافل الدولية تقوم على نبذ الإرهاب بكافة صوره
,أشكاله و مستوياته؛ وتحقق الدعم والخبرة اللازمة لرجال تنفيذ القانونوتعمق الوعيبالجرائم الإرهابية وآلياتمكافحتها،
كما أنها تدعم كافة الجهود الأقليمية والدوليةالرامية لمواجهة تحديات الإرهاب النووى وانتشار أسلحة الدمار الشامل
ومنعها منالسقوط في أيد كيانات و جماعاتغير مسؤولة و تحترف أو ترعى الإرهاب.
خــــــــاتــــمـــة
محمدالحسن الطيب
27-07-2013, 03:28 PM
جهاز الامن و المخابرات السوداني
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/188979_152320271494680_3376055_n.jpg
منذ عودة الحكم البريطاني إلى السودان (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/9347C007-8B82-489E-A911-4D1A81AD914C.htm) بعد عام 1898 اهتمت الحكومة بالنشاط الاستخباري والأمني لمواجهة هواجس عودة المهدية المناهضة للاستعمار مما دفع بالسكرتير الإداري الإنجليزي لإنشاء جهاز للأمن تحت إدارته، وأطلق عليه اسم القسم المخصوص لمتابعة ما يسمى الأنشطة الهدامة بما في ذلك متابعة النشاط الشيوعي والنقابي.
وعقب ذلك أنشأت الإدارة البريطانية وحدتين صغيرتين بكل من القاهرة ولندن لمتابعة هذا النشاط المصري المغذي للثوار في السودان ليستمر القسم المخصوص بعد الاستقلال تابعاً لوزارة الداخلية السودانية.
بعد تغيير الحكم يوم 25 مايو/ أيار 1969، تولى الرائد فاروق عثمان حمد الله وزارة الداخلية، وتم تعيين زيادة ساتى رئيساً للجهاز يعاونه كل من محمد أحمد سليمان وعبد العظيم محمد عبد الحفيظ وكانا مسؤولين عن العمل الميداني والعمليات.
وبعد الانقلاب الفاشل يوم 19 يوليو/ تموز 1971، تم فصل الأمن الداخلي عن وزارة الداخلية تحت اسم الأمن العام الذي ترأسه عبد الوهاب إبراهيم بدرجة وزير، وأجرى تعديلات في أسلوب العمل مستخدماً هيكلاً بسيطاً يتكون من إدارة العمليات والسجلات بإشراف إدارة العمليات على كل النشاط الميداني.
الأمن القومي
أما جهاز الأمن القومي فقد نشأ أواخر عام 1969 تحت إشراف عضو مجلس ثورة مايو آنذاك وضابط المخابرات العسكرية الرائد مأمون عوض أبو زيد بمسميين أحدهما الأمن القومي والثاني الأمن العام قبل أن يدمجا عام 1978 تحت مسمى جهاز أمن الدولة.
وتقول الوثائق إنه وكتنظيم جديد أنشأت بداخله عدة إدارات وأقسام مثل القسم السياسي وقسم المخابرات الخارجية والقسم الدبلوماسي والقسم الاقتصادي والقسم الفني وقسم المراقبة والتحري وقسم السجلات وقسم المعلومات والمستشار القانوني والشؤون الإدارية والمالية.
وتعرض جهاز أمن الدولة إلي الحل عام 1985م إثر انتفاضة السادس من أبريل/ نيسان التي أطاحت بحكومة الرئيس جعفر نميري (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A1C98A91-CB7A-469D-94B1-D7357FA21037.htm) بعدما أصدرت القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة في بيان حمل الرقم خمسة بحل جهاز أمن الدولة، وتولى قوات الشعب المسلحة حراسة وحصر ما به من أسلحة وأجهزة اتصال داخلية وخارجية ومعدات ووثائق في كافة أنحاء القطر.
إعادة تكوين
عام 2004 تم إنشاء جهاز الأمن والمخابرات الوطني بصورته الحالية بعد تجارب سابقة وصفت بأنها الأسوأ في تاريخ السودان بعدما اتهمت الحكومة بممارسة تعذيب المعارضين عبر مجموعات أمنية في مواقع مختلفة أطلق عليها اسم بيوت الاشباح.
وبناء على الفكرة الجديدة، تم توحيد جهاز الأمن الوطني الذي كان مكلفا بالأمن الداخلي، والمخابرات السودانية الذي كان مكلفاً بالأمن الخارجي في جهاز واحد وتحت إدارة مدير عام واحد تحت مسمى جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
وكلف صلاح عبد الله قوش -الذي كان برتبة لواء ثم رقي لاحقا إلى فريق- بمهام المدير العام للجهاز حيث ظل في منصبه كمدير للجهاز حتى 13 أغسطس/ آب 2009 عندما عين الفريق أمن مهندس محمد عطا المولى عباس مديراً عاماً خلفا له.
الفريق / صلاح عبدالله قوش - المدير السابق للجهاز
http://www.africaalyom.com/web/images/15929salah_goosh.jpg
الفريق اول / محمد عطا - المدير الحالي للجهاز
http://smc.sd/media/images/c401fe5d-8c88-4c46.jpg
محمدالحسن الطيب
15-12-2014, 09:26 AM
لا اريد يا اخى عابر سبيل ان ينتهى المد الفرى للجربمة والامن
بعد هذا التوقف الطويل ( واريد ان نتواصل فية كما بداناء سويا )
باشادة كبيرة من الناس وبعد العضاء خارج الاسفير
لا اريد ان اطيل فقط اريد المشاركة
محمدالحسن الطيب
15-12-2014, 09:43 AM
الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته
مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{102})(آل عمران)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{1})(النساء)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا{70}يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{71})(الأحزاب).
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فإن استقامة الحياة الدنيا وسعادتها لا تحصل إلا إذا كان الإنسان آمنًا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس؛ لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق.
وبناءً على ذلك فإن على المسلم أن يكون دائمًا يقظ القلب، دائم البحث والنظر، سريع الحركة، عالي الهمة، موظفًا كل قدراته، باذ نفسه وطاقته، مسخرًا قلمه وفكره في سبيل الحفاظ على مقاصد دينه، وتعزيز كيانه، والحفاظ على أمنه من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء.
ولا شك في أن من أولى ما صُرِفت إليه الجهود، وعُنيت به العقول، واشتغل به أولو العلم والقلم، هو موضوع الأمن الفكري؛ لعظم أهميته، وحسن عاقبته عند توفره، وشدة خطر فقدانه أو الإخلال به.
إن أهمية الأمن الفكري تنبع من ارتباطه بدين الأمة، وأساس ذكرها وعلوها، وسبب مجدها وعزها، ومن غايته المتمثلة في سلامة العقيدة، واستقامة السلوك، وإثبات الولاء للأمة، وتصحيح الانتماء لها.
كما ترجع أهمية الأمن الفكري إلى ارتباطه بأنواع الأمن الأخرى، وأنه الأساس لها، والركن الأهم في نظم بنائها.
وانطلاقًا من هذا المبدأ أحببت الكتابة في موضوع يسهم في الحفاظ على الأمن الفكري، ويساعد في تجلية حقيقته. وقد جعلته بعنوان «الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته »، وسرت في كتابته على النحو التالي:
الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنَّة المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكتب التفسير، وشروح الحديث، والمصادر والمراجع العلمية الأخرى من أجل تحديد مفهوم الأمن الفكري، ومعرفة أهميته، وتحديد مجالاته.
عزو الآيات إلى سورها، والأحاديث إلى مخرِّجيها.
وطريقتي في تخريج الأحاديث، أني أعزو الحديث إلى مصدر واحد من المصادر التي وُجِد بها، وأذكر كلام أهل العلم فيه من حيث الصحة، والضعف، ما لم يكن في أحد الصحيحين.
العناية ببيان الآثار المترتبة على الالتزام بضوابط الأمن الفكري وآثار الانحراف عنها.
وقد سرت في بحث هذا الموضوع وفق خطة؛ قوامها: مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة.
فالمقدمة: ذكرت فيها اسم البحث ومنهجه وخطته، وألمحت فيها إلى أهمية الموضوع.
والمبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري:
وقسمت الكلام فيه على مطلبين:
المطلب الأول: في التعريف بمصطلح الأمن.
والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.
المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.
المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري:
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: وجوب تحقق الأمن الفكري عند التأمل وتردد النظر، وفيه فرعان:
الفرع الأول: وجوب صيانة العقل من الانحراف حال نظره وتأمله.
الفرع الثاني: فوائد حجز العقل عن الخوض فيما لا يدرك أو ما لا فائدة فيه.
المطلب الثاني: حماية منتجات العقل ومبدَعاته من الانحراف، وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الأول: حماية الفكر من الغلو، وفيه خمس مسائل:
المسألة الأولى: مفهوم الغلو في اللغة والاصطلاح.
المسألة الثانية: حكم الغلو في الدين.
المسألة الثالثة: ما يقع فيه الغلو.
المسألة الرابعة: أسباب الغلو.
المسألة الخامسة: الآثار السيئة للغلو.
الفرع الثاني: حماية الفكر من الإرجاء، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: تعريف الإرجاء لغةً، واصطلاحًا.
المسألة الثانية: الآثار السيئة لفكر الإرجاء.
الفرع الثالث: حماية الفكر من تتبع الرخص الفقهية بالتشهي، وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: المراد بتتبع الرخص الفقهية.
المسألة الثانية: حكم تتبع الرخص.
المسألة الثالثة: الآثار المترتبة على الأخذ بالرخص.
وإني لأرجو أن ينفع الله بما كتبت، واسأله تعالى ألا يحرمني أجره، وأن يتجاوز عمَّا كان فيه من خطأ ونسيان. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته
الكلام عن الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته يقتضي منَّا أن نقسم الكلام على ذلك في ثلاثة مباحث على النحو التالي:
المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري.
المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.
المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري.
المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري
الأمن الفكري مركب من كلمتين هما: الأمن، والفكر، وقبل التعريف بمفهوم الأمن الفكري، يجب بيان جزئي المركب، وعلى هذا سأعرف بمصطلح الأمن، والفكر في مطلبين:
المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.
المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح
أ – الأمن في اللغة: سكون القلب واطمئنانه.
قال ابن فارس: «الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان:
أحدهما: الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب.
والآخر: التصديق.
والمعنيان -كما قلنا- متدانيان.
قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن. والأمان إعطاء الأَمَنَة. والأمانة ضدُّ الخيانة.
يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْنًا وأَمَنَةً وأَمانًا، وآمنني يُؤْمنني إيمانًا. والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أمينًا(1).
وعلى هذا، فالأمن في اللغة: هو سكون القلب واطمئنانه بعدم وجود مكروه وتوقعه.
قال الراغب: «أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف.
والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر. ويجعل الأمان تارة اسمًا للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسمًا لما يُؤْمَنُ عليه الإنسان »(2).
ب – الأمن في الاصطلاح:
تعددت التعريفات الاصطلاحية للأمن باختلاف المنظور الذي ينظر إليه الباحثون عند تعريفهم للأمن(3)، ومن تلك التعريفات:
تعريف الجرجاني، حيث عرَّفه بأنه: «عدم توقع مكروه في الزمانالآتي »(4).
ويمكن تعريف الأمن بالنظر إلى مقاصد الشرع بأنه: الحال التي يكون فيها الإنسان مطمئنًا في نفسه، مستقرًا في وطنه، سالمًا من كل ما ينتقص دينه، أو عقله، أو عرضه، أو ماله.
فقولي: الحال؛ ليشمل الأمن ظاهرًا وباطنًا، فهو أعمَّ من التعبيربالشعور أو الإحساس.
وقولي: مطمئنًا في نفسه؛ لأنه يعبر عن سكون القلب وراحته، فهو مشعر بالوثوق من توفر الأمن في الزمن الحاضر، وعدم توقع المكروه في الزمن المستقبل.
وهو كذلك يشير إلى الأمن النفسي، وإلى مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو حفظ النفس.
وقولي: مستقرًا في وطنه؛ ليشمل جميع أنواع الأمن الداخلي، والسلامة من الاعتداء الخارجي.
وقولي: سالمًا من كل ما ينتقص دينه أو عقله، أو عرضه، أو ماله، إشارة إلى مقاصد الشريعة الإسلامية الأخرى.
فالتعريف بهذه التقييدات قد أبان عن أن الأمن لا يتحقق ما لم يكن هناك حفظ للضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها.
والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري
ود الأصيل
15-12-2014, 08:32 PM
لا اريد يا اخى عابر سبيل ان ينتهى المد الفرى للجربمة والامن
بعد هذا التوقف الطويل ( واريد ان نتواصل فية كما بداناء سويا )
باشادة كبيرة من الناس وبعد العضاء خارج الاسفير
لا اريد ان اطيل فقط اريد المشاركة
مرحباً بعودتك صاحب
القلم الجريء و الوجه الوضيء
البرئ، الذي كلما ساورتني رغبة لنبش
هوامشي القديمة لا أجد سلواي و راحتي في
سوى أن أفز أليك لأثبت قدر شأنك لديَّ مع
ضيق ذات يدي امام حفاوة مددك لي من معين
لا ينضب. و كأني بك قد جئت اخيراً تحتفي معي
(دكاكيني)على طريقتنا الخاصة بإيقاد ثاني عشرة
شمعة لهاالصرح العتيق. و كم أنا في غمرة
سعد لا يوصف بحضورك الباهي
كالمزن أينماهطل يسري برداً
أمناً و سلاماً و يمري نفعاً
**************
ود الأصيل
15-12-2014, 08:34 PM
لا اريد يا اخى عابر سبيل ان ينتهى المد الفرى للجربمة والامن
بعد هذا التوقف الطويل ( واريد ان نتواصل فية كما بداناء سويا )
باشادة كبيرة من الناس وبعد العضاء خارج الاسفير
لا اريد ان اطيل فقط اريد المشاركة
[center]مرحباً بعودتك صاحب
القلم الجريء و الوجه الوضيء
البرئ، الذي كلما ساورتني رغبة لنبش
هوامشي القديمة لا أجد سلواي وراحتي في
سوى أن أفز اليك لأثبت قدر شأنك لديَّ مع
ضيق ذات يدي امام حفاوة مددك لي من معين
لا ينضب. و كأني بك قد جئت اخيراً تحتفي معي
(دكاكيني)على طريقتنا الخاصة بإيقاد ثاني عشرة
شمعة لها الصرح العتيق. و كم أنا في غمرة
سعد لا يوصف بحضورك الباهي
كالمزن أينماهطل يسري برداً
أمناً و سلاماً و يمري نفعاً
****************
[/
center]
ود الأصيل
15-12-2014, 10:37 PM
الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته
مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{102})(آل عمران)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{1})(النساء)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا{70}يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{71})(الأحزاب).
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد:
فإن استقامة الحياة الدنيا وسعادتها لا تحصل إلا إذا كان الإنسان آمنًا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس؛ لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق.
وبناءً على ذلك فإن على المسلم أن يكون دائمًا يقظ القلب، دائم البحث والنظر، سريع الحركة، عالي الهمة، موظفًا كل قدراته، باذ نفسه وطاقته، مسخرًا قلمه وفكره في سبيل الحفاظ على مقاصد دينه، وتعزيز كيانه، والحفاظ على أمنه من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء.
ولا شك في أن من أولى ما صُرِفت إليه الجهود، وعُنيت به العقول، واشتغل به أولو العلم والقلم، هو موضوع الأمن الفكري؛ لعظم أهميته، وحسن عاقبته عند توفره، وشدة خطر فقدانه أو الإخلال به.
إن أهمية الأمن الفكري تنبع من ارتباطه بدين الأمة، وأساس ذكرها وعلوها، وسبب مجدها وعزها، ومن غايته المتمثلة في سلامة العقيدة، واستقامة السلوك، وإثبات الولاء للأمة، وتصحيح الانتماء لها.
كما ترجع أهمية الأمن الفكري إلى ارتباطه بأنواع الأمن الأخرى، وأنه الأساس لها، والركن الأهم في نظم بنائها.
وانطلاقًا من هذا المبدأ أحببت الكتابة في موضوع يسهم في الحفاظ على الأمن الفكري، ويساعد في تجلية حقيقته. وقد جعلته بعنوان «الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته »، وسرت في كتابته على النحو التالي:
الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنَّة المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكتب التفسير، وشروح الحديث، والمصادر والمراجع العلمية الأخرى من أجل تحديد مفهوم الأمن الفكري، ومعرفة أهميته، وتحديد مجالاته.
عزو الآيات إلى سورها، والأحاديث إلى مخرِّجيها.
وطريقتي في تخريج الأحاديث، أني أعزو الحديث إلى مصدر واحد من المصادر التي وُجِد بها، وأذكر كلام أهل العلم فيه من حيث الصحة، والضعف، ما لم يكن في أحد الصحيحين.
العناية ببيان الآثار المترتبة على الالتزام بضوابط الأمن الفكري وآثار الانحراف عنها.
وقد سرت في بحث هذا الموضوع وفق خطة؛ قوامها: مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة.
فالمقدمة: ذكرت فيها اسم البحث ومنهجه وخطته، وألمحت فيها إلى أهمية الموضوع.
والمبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري:
وقسمت الكلام فيه على مطلبين:
المطلب الأول: في التعريف بمصطلح الأمن.
والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.
المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.
المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري:
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: وجوب تحقق الأمن الفكري عند التأمل وتردد النظر، وفيه فرعان:
الفرع الأول: وجوب صيانة العقل من الانحراف حال نظره وتأمله.
الفرع الثاني: فوائد حجز العقل عن الخوض فيما لا يدرك أو ما لا فائدة فيه.
المطلب الثاني: حماية منتجات العقل ومبدَعاته من الانحراف، وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الأول: حماية الفكر من الغلو، وفيه خمس مسائل:
المسألة الأولى: مفهوم الغلو في اللغة والاصطلاح.
المسألة الثانية: حكم الغلو في الدين.
المسألة الثالثة: ما يقع فيه الغلو.
المسألة الرابعة: أسباب الغلو.
المسألة الخامسة: الآثار السيئة للغلو.
الفرع الثاني: حماية الفكر من الإرجاء، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: تعريف الإرجاء لغةً، واصطلاحًا.
المسألة الثانية: الآثار السيئة لفكر الإرجاء.
الفرع الثالث: حماية الفكر من تتبع الرخص الفقهية بالتشهي، وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: المراد بتتبع الرخص الفقهية.
المسألة الثانية: حكم تتبع الرخص.
المسألة الثالثة: الآثار المترتبة على الأخذ بالرخص.
وإني لأرجو أن ينفع الله بما كتبت، واسأله تعالى ألا يحرمني أجره، وأن يتجاوز عمَّا كان فيه من خطأ ونسيان. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته
الكلام عن الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته يقتضي منَّا أن نقسم الكلام على ذلك في ثلاثة مباحث على النحو التالي:
المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري.
المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.
المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري.
المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري
الأمن الفكري مركب من كلمتين هما: الأمن، والفكر، وقبل التعريف بمفهوم الأمن الفكري، يجب بيان جزئي المركب، وعلى هذا سأعرف بمصطلح الأمن، والفكر في مطلبين:
المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.
المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح
أ – الأمن في اللغة: سكون القلب واطمئنانه.
قال ابن فارس: «الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان:
أحدهما: الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب.
والآخر: التصديق.
والمعنيان -كما قلنا- متدانيان.
قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن. والأمان إعطاء الأَمَنَة. والأمانة ضدُّ الخيانة.
يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْنًا وأَمَنَةً وأَمانًا، وآمنني يُؤْمنني إيمانًا. والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أمينًا(1).
وعلى هذا، فالأمن في اللغة: هو سكون القلب واطمئنانه بعدم وجود مكروه وتوقعه.
قال الراغب: «أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف.
والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر. ويجعل الأمان تارة اسمًا للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسمًا لما يُؤْمَنُ عليه الإنسان »(2).
ب – الأمن في الاصطلاح:
تعددت التعريفات الاصطلاحية للأمن باختلاف المنظور الذي ينظر إليه الباحثون عند تعريفهم للأمن(3)، ومن تلك التعريفات:
تعريف الجرجاني، حيث عرَّفه بأنه: «عدم توقع مكروه في الزمانالآتي »(4).
ويمكن تعريف الأمن بالنظر إلى مقاصد الشرع بأنه: الحال التي يكون فيها الإنسان مطمئنًا في نفسه، مستقرًا في وطنه، سالمًا من كل ما ينتقص دينه، أو عقله، أو عرضه، أو ماله.
فقولي: الحال؛ ليشمل الأمن ظاهرًا وباطنًا، فهو أعمَّ من التعبيربالشعور أو الإحساس.
وقولي: مطمئنًا في نفسه؛ لأنه يعبر عن سكون القلب وراحته، فهو مشعر بالوثوق من توفر الأمن في الزمن الحاضر، وعدم توقع المكروه في الزمن المستقبل.
وهو كذلك يشير إلى الأمن النفسي، وإلى مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو حفظ النفس.
وقولي: مستقرًا في وطنه؛ ليشمل جميع أنواع الأمن الداخلي، والسلامة من الاعتداء الخارجي.
وقولي: سالمًا من كل ما ينتقص دينه أو عقله، أو عرضه، أو ماله، إشارة إلى مقاصد الشريعة الإسلامية الأخرى.
فالتعريف بهذه التقييدات قد أبان عن أن الأمن لا يتحقق ما لم يكن هناك حفظ للضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها.
والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري
دعنا ننطلق أخي محمد
من التعريف اللغوي للأمن بأنه
طمأنينة النفس و زوال هواجس الخوف
من وقوع مكروه أو الأمان من مجرد توقعه.
و بعد أ ن تستفيض لنا من (مباحثك) حول مفهوم
الأمن ا لفكري بضروراته و مجالاته، سوف يكون لنا
شأن آخر مع فروع و جوانب أمنية أخرى لا تقل أهمية
كالأمن النفسي و الروحي و الجسدي و الغذائي. قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى
فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ
لَهُ الدُّنْيَا ، يَا ابْنَ جُعْشُمٍ يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدّجَوْعَتَكَ،
وَ مَا وَارَى عَوْرَتَكَ ، وَإِنْ كَانَ بَيْتًا يُوَارِيكَ فَذَاكَ،
وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً تَرْكَبُهَا فَبَخٍ ,فلقُ الْخُبْزِ
وَمَاءُ الْجَرِّ ، وَمَافَوْقَ الإِزَارِ
فَحِسَابٌ عَلَيْكَ .
**********
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 05:49 AM
مرحباً بعودتك صاحب
القلم الجريء و الوجه الوضيء
البرئ، الذي كلما ساورتني رغدة لنبش
هوامشي القديمة لا أجد سلواي وراحتي في
سوى أن أفز اليك لأثبت قدر شأنك لديَّ مع
ضيق ذات يدي امام حفاوة مددك لي من معين
لا ينضب. و كأني بك قد جئت اخيراً تحتفي معي
(دكاكيني)على طريقتنا الخاصة بإيقاد ثاني عشرة
شمعة لها الصرح العتيق. و كم أنا في غمرة
سعد لا يوصف بحضورك الباهي
كالمزن أينماهطل يسري برداً
أمناً و سلاماً و يمري نفعاً
****************
[/
center]
[CENTER]لك منى كل الود والاحترام
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 05:50 AM
دور المدرسة والمعلمين
في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب
مفهوم الأمن بشكل عام :
الأمن يعني السكينة والاستقرار النفسي والاطمئنان القلبي ، واختفاء مشاعر الخوف من النفس البشرية .
وللتعرف أكثر على مفهوم الأمن بشكل عام من خلال الموسوعات الفكرية المتخصصة نشير إلى ما ورد في الموسوعة البريطانية للمعارف «حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية». وعرفه بعضهم بأنه " التطور والتنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية او السياسية في ظل حماية مضمونة»، وأضاف «إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها، لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر او المستقبل».
أنواع الأمن :
هناك أنواع عديدة للأمن منها : الأمن النفسي والأمن الثقافي والفكري والأمن الاقتصادي والأمن المائي والأمن الوطني والأمن الوقائي ، والأمن الغذائي وغيرها من أنواع الأمن الأخرى
أهمية الأمن :
الأمن : مطلب حيوي لا يستغني عنه إنسان ولا ذي روح من الكائنات ، ولأهميته دعا به إبراهيم عليه السلام لمكة أفضل البقاع :
قال تعالى :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ إبراهيم:35.
ولما للأمن من أثر في الحياة تعيّن على الأمة برمتها أن تتضامن في حراسته .
وهو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء، ويشتد الأمر خاصة في المجتمعات المسلمة، التي إذا آمنت أمنت، وإذا أمنت نمت؛ فانبثق عنها أمن وإيمان، إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمانات واقعية ضد ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية .
للأمن معوقات كثيرة ، تقف قي أغلب الأحيان حائلا دون تحقيق الحياة الهانئة والمستقرة للشعوب ، ومن ابرز تلك المعوقات التي تحد من الدور الأمني الشامل لمؤسسات المجتمع المختلفة عدم الاهتمام الكافي بحماية الأمن الفكري .
مفهوم الأمن من منظور إسلامي :
لعل أكبر دلالة على مفهوم الأمن في الإسلام ما ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى :
( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) 3 قريش .
ونتيجة لذلك فإن الأمن هو مواجهة الخوف ، والمقصود به هنا ما يهدد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا .. وبشكل عام فإن مفهوم الأمن هو الوصول إلى أعلى درجات الاطمئنان والشعور بالسلام .
وقوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ) 125 البقرة وقوله تعالى : ( وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) 3 التين . أي أن الأمِين يعني مكة وهو من الأمن .
وقد بين الرسول أن الأمن أعظم مطلب للمسلم في هذه الحياة ، وأنه بحصوله كأن المسلم ظفر بما في الدنيا من ملذات ومشتهيات ، وكل ما يريده في دائرة الحلال ؛ فعن سلمه بن عبد الله بن مِحْصن الخَطْمي عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله غليه وسلم : " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا " .
وحرم الله مكة والبيت الحرام إلى يوم القيامة فإليها تشد الرحال وتضاعف فيها الصلاة وأهلها في أمن وأمان لدعوة إبراهيم عليه السلام لهذه البقعة المباركة قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) 35 إبراهيم .
ولقد اهتم الإسلام بتنمية الوعي الأمني بأمره بأخذ الحيطة والحذر وهو أكبر مفهوم للسلامة ومن ذلك الأخذ على يد الظالم، قال صلى الله عليه وسلم : « إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه » ، ويعد تفادي الخطر والبعد عن المهالك من الواجبات الأساسية التي يحض عليها ديننا الإسلامي ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار » .
وجاء الإسلام ليحفظ على الناس مقاصد الشريعة الخمس وهي حرمة الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، وأول هذه المقاصد وأهمها الدين فكل اعتداء على الدين قولاً أو فعلاً فإن الشريعة الإسلامية تحرمه وتمنع ذلك الاعتداء على عقائد الناس ومحاولة تغييرها والإخلال بأمنهم الفكري ، والسعي في انحرافهم ، لذلك جُعل مصدر التلقي في العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين موحداً .
مفهوم الأمن الفكري :
لقد تعددت مفاهيم الأمن الفكري ، ولكنها في النهاية تصب في معين واحد : فهو عند المسلمين أن يعيشَ أهل الإسلام في مجتمَعِهم آمنين مطمئنِّين على مكوِّنات شخصيّتِهم وتميُّز ثقافتِهم ومنظومَتِهم الفكريّة المنبثقةِ من الكتاب والسنة .
ويعني الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة ، او الاجنبية المشبوهة ، فهو يصب في صالح الدعوة لتقوية هذا البعد من أبعاد الأمن الوطني . وهو بهذا يعني حماية وصيانة الهوية الثقافية من الاختراق او الاحتواء من الخارج ، ويعني أيضا الحفاظ على العقل من الاحتواء الخارجي وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف .
وهو اطمئنان الناس على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية ،
ويعني السكينة والاستقرار والاطمئنان القلبي واختفاء مشاعر الخوف على مستوى الفرد والجماعة في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والاقتصادية .
ويعني صيانة عقول أفراد المجتمع ضد أية انحرافات فكرية أو عقدية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف أو أنظمة المجتمع وتقاليده
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 05:53 AM
أهمية الأمن الفكري :
يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية الأمن الفكري مكانه مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة ، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي .
يقول د . عبد الرحمن السديس في إحدى خطبه " ومع أنَّ الأمنَ بمفهومِه الشامل مطلَبٌ رئيس لكلِّ أمّة إذ هو ركيزَة استقرارِها وأساسُ أمانها واطمئنانها إلاَّ أنَّ هناك نوعًا يُعدَ أهمَّ أنواعِه وأخطرَها ، فهو بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية ، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى ، ذلكم هو الأمنُ الفكريّ. فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه " .
فالأمن الفكري يأتي في الدرجة الأولى من حيث الأهمية والخطورة ، وتصرفات الناس تنطلق من قناعاتهم التي تستند إلى أرصدتهم الفكرية والاعتقادية ، وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الإنسان ويظهر في سلوكه من خير أو شر مركوزاً في كيانه الفكري والاعتقادي ومستكناً في داخل النفس وأعماقها .
أهداف الأمن الفكري :
يمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها وتعد الرابط الذي يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه في الأمم الأخرى .
وهو يهدف فيما يهدف أيضا إلى حماية العقول من الغزو الفكري ، والانحراف الثقافي ، والتطرف الديني ، بل الأمن الفكري يتعدى ذلك كله ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني .
دوافع الأمن الفكري :
لقد أشار د . عبد الرحمن السديس إلى إنّ الحاجة ماسّة إلى التذكير بقضيّة الأمنِ الفكريّ، لاسيما في هذا العصرِ الذي هبَّت فيه رياحُ الجنوحِ عن منهجِ الوسطيّة والاعتدال وتعدَّدت فيه أسبابُ الانحراف ووسائلُ الانحلال ، خاصّةً في تلك الحقبةِ العصيبة والمنعَطف الخطير الذي تمرّ به مجتمعاتُنا وأمّتُنا ويُكادُ فيه لأجيالِنا ناشئتِنا وشبابنا، مما يحتِّم المسؤوليةَ العظمى على جميع شرائحِ المجتمع وأطيافِ الأمّة في الحفاظِ على أمنِ الأمة الفكرِي .
ومن دوافع الأمن الفكري ذلك الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ ممن يبثون سمومهم القاتلة في عقول الناشئة ولا سيما من ذوي الاستِلابِ الثّقافيّ وضحايا الغزوِ الفكريّ من بني جِلدةِ المسلمين ومَن يتكلَّمون بألسنتهم .
لقد أوجَدَ الغزوُ الثقافيّ مناخًا يتَّسِم بالصراع الفكريّ الذي يجرّ إلى نتائجَ خطيرةٍ وعواقبَ وخيمة على مقوِّمات الأمّة وحضارتها، وكان من نتيجةِ ذلك أن تُسمَع أصوات تتَعالى عبرَ منابرَ إعلاميّةٍ متعدّدة تدعو وبكلِّ بجاحةٍ إلى التخلّي عن كثيرٍ من الأمور الشرعية والثوابِتِ المرعيّة والمعلومَةِ من دين الإسلامِ بالضّرورة ، خاصّةً في قضايا المرأة .
أسباب ضعف الأمن الفكري :
إنَّ المتأمّلَ في واقعِ الأمن الفكريِّ في الأمّة يُصاب بالذّهول وهو يرَى كثرةَ الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بنيانِه وزعزَعة أركانِه ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ :
1 ـ التقصير في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .
2 ـ ترك المرجعية الدينية في مجال الفتوى : فأصبحت نسبة لا يستهان بها من الشباب عازفة عن مشائخ البلاد الكبار زاهدة فيما عندهم ووجدت أو أوجدت فجوة بينهم وبين علمائهم في مخالفة مؤذنة بالخطر .
3 ـ البث الفضائي المرئي والمسموع وظهور شبكة الإنترنت : بما فيها من السلبيات والإيجابيات مما جعل مصادر التلقي في مجال الفكر والتربية متعددة ومتنوعة ولم تعد محصورة في المدرسة والمسجد والأسرة ، إضافة إلى تسويق الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي جعلت تيار الوسط يفقد كثيراً من سالكيه لصالح تيار الجفاء والتفريط في ثوابت الفكر والخلق في أكثر الأحيان .
4 ـ محاولة البعض تغيير الخطاب الديني : فبعد أن كان التوازن هو سمته الظاهرة سعى البعض إلى تغليب جانب الشحن العاطفي على حساب الجانب العلمي العقلي من الخطاب الديني وتم التركيز على أفضل ما في الماضي وأسوأ ما في الحاضر مما أشاع جواًّ من اليأس والإحباط والرغبة في إحداث التغيير بطرق بائسة يائسة .
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 05:55 AM
أهمية الأمن الفكري :
يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية الأمن الفكري مكانه مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة ، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي .
يقول د . عبد الرحمن السديس في إحدى خطبه " ومع أنَّ الأمنَ بمفهومِه الشامل مطلَبٌ رئيس لكلِّ أمّة إذ هو ركيزَة استقرارِها وأساسُ أمانها واطمئنانها إلاَّ أنَّ هناك نوعًا يُعدَ أهمَّ أنواعِه وأخطرَها ، فهو بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية ، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى ، ذلكم هو الأمنُ الفكريّ. فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه " .
فالأمن الفكري يأتي في الدرجة الأولى من حيث الأهمية والخطورة ، وتصرفات الناس تنطلق من قناعاتهم التي تستند إلى أرصدتهم الفكرية والاعتقادية ، وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الإنسان ويظهر في سلوكه من خير أو شر مركوزاً في كيانه الفكري والاعتقادي ومستكناً في داخل النفس وأعماقها .
أهداف الأمن الفكري :
يمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها وتعد الرابط الذي يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه في الأمم الأخرى .
وهو يهدف فيما يهدف أيضا إلى حماية العقول من الغزو الفكري ، والانحراف الثقافي ، والتطرف الديني ، بل الأمن الفكري يتعدى ذلك كله ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني .
دوافع الأمن الفكري :
لقد أشار د . عبد الرحمن السديس إلى إنّ الحاجة ماسّة إلى التذكير بقضيّة الأمنِ الفكريّ، لاسيما في هذا العصرِ الذي هبَّت فيه رياحُ الجنوحِ عن منهجِ الوسطيّة والاعتدال وتعدَّدت فيه أسبابُ الانحراف ووسائلُ الانحلال ، خاصّةً في تلك الحقبةِ العصيبة والمنعَطف الخطير الذي تمرّ به مجتمعاتُنا وأمّتُنا ويُكادُ فيه لأجيالِنا ناشئتِنا وشبابنا، مما يحتِّم المسؤوليةَ العظمى على جميع شرائحِ المجتمع وأطيافِ الأمّة في الحفاظِ على أمنِ الأمة الفكرِي .
ومن دوافع الأمن الفكري ذلك الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ ممن يبثون سمومهم القاتلة في عقول الناشئة ولا سيما من ذوي الاستِلابِ الثّقافيّ وضحايا الغزوِ الفكريّ من بني جِلدةِ المسلمين ومَن يتكلَّمون بألسنتهم .
لقد أوجَدَ الغزوُ الثقافيّ مناخًا يتَّسِم بالصراع الفكريّ الذي يجرّ إلى نتائجَ خطيرةٍ وعواقبَ وخيمة على مقوِّمات الأمّة وحضارتها، وكان من نتيجةِ ذلك أن تُسمَع أصوات تتَعالى عبرَ منابرَ إعلاميّةٍ متعدّدة تدعو وبكلِّ بجاحةٍ إلى التخلّي عن كثيرٍ من الأمور الشرعية والثوابِتِ المرعيّة والمعلومَةِ من دين الإسلامِ بالضّرورة ، خاصّةً في قضايا المرأة .
أسباب ضعف الأمن الفكري :
إنَّ المتأمّلَ في واقعِ الأمن الفكريِّ في الأمّة يُصاب بالذّهول وهو يرَى كثرةَ الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بنيانِه وزعزَعة أركانِه ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ :
1 ـ التقصير في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .
2 ـ ترك المرجعية الدينية في مجال الفتوى : فأصبحت نسبة لا يستهان بها من الشباب عازفة عن مشائخ البلاد الكبار زاهدة فيما عندهم ووجدت أو أوجدت فجوة بينهم وبين علمائهم في مخالفة مؤذنة بالخطر .
3 ـ البث الفضائي المرئي والمسموع وظهور شبكة الإنترنت : بما فيها من السلبيات والإيجابيات مما جعل مصادر التلقي في مجال الفكر والتربية متعددة ومتنوعة ولم تعد محصورة في المدرسة والمسجد والأسرة ، إضافة إلى تسويق الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي جعلت تيار الوسط يفقد كثيراً من سالكيه لصالح تيار الجفاء والتفريط في ثوابت الفكر والخلق في أكثر الأحيان .
4 ـ محاولة البعض تغيير الخطاب الديني : فبعد أن كان التوازن هو سمته الظاهرة سعى البعض إلى تغليب جانب الشحن العاطفي على حساب الجانب العلمي العقلي من الخطاب الديني وتم التركيز على أفضل ما في الماضي وأسوأ ما في الحاضر مما أشاع جواًّ من اليأس والإحباط والرغبة في إحداث التغيير بطرق بائسة يائسة .
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 05:57 AM
مصادر تهديد الأمن الفكري :
لقد تعددت مصادر تهديد الأمن الفكري واختلفت باختلاف مروجيها
فتأتي أحيانا كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري ، ومثيري الفتن ودعاة الفرقة. ولما كانت الرقابة الأمنية او الضوابط والقيود على ما تقوم بعرضه وبثه تلك الجماعات من خلال البث الإعلامي والانترنت وغيرهما من الوسائل من الصعوبة بمكان نظرا لما يسمى بالعولمة وعصر تدفق المعلومات بكثافة ، فقد أصبح اللجوء إلى استراتيجية اجتماعية متكاملة أمرا ملحا للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكري وتحصينهم ثقافيا من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي .
الربط بين الأمن الوطني والأمن الفكري :
ولما كان الأمن الوطني في مفهومه الشامل يعني تأمين الدولة والحفاظ على مصادر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد الاستراتيجيات والخطط الشاملة التي تكفل تحقيق ذلك ، يبرز هنا البعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني الذي يهدف الى حفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة . هذا البعد من وجهة نظرنا يمثل بعدا استراتيجيا للأمن الوطني لأنه مرتبط بهوية الأمة واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلبا على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لان الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات وعادات ، وهذا ما يحرص الأعداء على مهاجمته لتحقيق أهدافهم العدوانية والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب، والتشويش على أفكارهم ودعوتهم للتطرف، كما يشير إلى ذلك الدكتور صالح المالك في دراسة حول دور الأمن الفكري في الحماية من الغزو الفكري .
تحقيق الأمن الفكري :
يتحقق الأمن الفكري عندما يتم التوافق بين ما تؤمن به الجماعة ، وما تطالـب بتأديته .
ويتحقق عندما لا تكون شرعية وجود أي مجموعة ، من خلال المنظومة الفكرية والقيمية التي تؤمن بها مهددة بممارسات مفروضة لا تستطيـع مدافعتها .
ويتحقق الأمن الفكري عندما تنسجم السياسات التنموية مع الثوابت ، وعندما لا تكون تلك السياسات التنموية ، بحكم كونها طريقة تفكير ، وأسلوب حياة ، موضع قلق للشرعية التي يستمد منها الكيان الاجتماعي أو السياسي .
كما يتحقق الأمن الفكري عندما يطمئن المجتمع على مبادِئِه وقِيَمه وفِكرِه المستنير وثقافتِه الأصيلة ويأمن على ذلك من لوثاتِ المبادئ الوافدَة وغوائلِ الانحرافات الفكريّة المستورَدَة .
وسائل حماية الأمن الفكري :
تتطلب حماية الأمن الفكري وجود وسائل وقائية ، وأخرى علاجية وهي على النحو التالي :
أولا ً ـ بعض الوسائل الوقائية:
1 ـ إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه ، وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية .
2 ـ معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها : فلا بد من تعريفهم بهذه الأفكار وأخطائها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها ؛ لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداًّ ولا مجال لحجبه عن الناس .
3 ـ إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع الواحد : وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع ؛ لأن البديل هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة ولا رشيدة مما يؤدي في النهاية إلى الإخلال بأمن المجتمع
4 ـ الاهتمام بالتربية : في المدارس والمساجد والبيوت ، وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى .
5 ـ هناك نسبة لا بأس بها من المنحرفين هم من الطلاب ، لذا يجب أن يحصل تفاعل بين المؤسسات التعليمية ومحيطها ، بحيث يجعل منها مؤسسات مفتوحة رائدة في تعميم التربية والمعرفة ، مما يسهل لها متابعة رسالتها السامية في إيجاد المواطن الصالح ، بحيث يتهيأ ذهنياً ونفسياً للتوافق مع متطلبات الحياة الاجتماعية .
6 ـ إن من أهم ما ينبغي أن تقوم به المؤسسات التعليمية أن تضمن برامجها فصولاً عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري ، وذلك عن طريق نشر المبادئ الفكرية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق .
7 ـ من الأهمية بمكان أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة ، وأمنه بصفة خاصة، من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع .
8 ـ ينبغي ألا نغفل أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الانحرافي الفكري أو الأخلاقي منذ بدايتها، ودراستها دراسة دقيقة ومعالجتها عبر الإرشاد الطلابي بالمدرسة ، والاتصال بولي أمر الطالب لتنظيم التعاون مع الإدارة المدرسية قبل استفحال المشكلة ، وعلاجها قبل أن تصبح سلوكاً اعتيادياً .
ثانياً ـ بعض الوسائل العلاجية:
1 ـ دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه : وبيان الحق بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيات فقد تكون صادقة ، ولكن هذا لا يغني عن صاحبها شيئاً
2 ـ تجنب الأساليب غير المجدية : فالمصاب بهذا المرض لا يعالج بالتركيز على الوعظ والتخويف من عقاب الله ، لأن هذا الأسلوب في الغالب لا يجدي معهم نفعا ، فأمثال هؤلاء يرون أنهم على صواب ودين فكيف تعظ إنساناً يظن أنه على الدين الحق قبل أن تبين له خطأه الفكري فيما يراه حقاًّ . 3 ـ وجوب الأخذ على أيديهم : ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع ولو أدى ذلك إلى إجبارهم على عدم مخالطة الآخرين لاتقاء شرهم .
4 ـ النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري : الذين يريدون خرق سفينة المجتمع وإغراق أهلها بخوضهم في آيات الله وتجرئهم على الفُتيا بغير علم .
5 ـ ضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل ، وبين من أخل بفعله بالأمن في مجتمعه : فمن ظهر منه عمل تخريبي وثبت عليه شرعاً فيجب محاسبته على ما بدر منه كائناً من كان ، وعقابه بما يستحقه شرعاً حتى ولو كان ظاهره الصلاح والاستقامة .
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 05:58 AM
أسباب الغزو الفكري :
1 ـ لقد تعددت الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بناء الأمن الفكري وزعزَعة أركانِه ، ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ القصورُ في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .
2 ـ وثَمّةَ سببٌ مهِمّ في الخلَل الفكريّ، وهو القصورُ في جوانبِ التربية والتعليم، ووجودُ الخلَلِ في الأسرة ومناهج التعليم، وتضييق النطاقِ على العلومِ الشرعيّة .
3 ـ الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ والذي يروج له ممن يحسبون على جماعة المسلمين ، ويسلكُون مسالكَ متعدِّدة في الخضوعِ للغزوِ الثقافيّ ، بل ويحاولون إخضاع المجتمَع المسلم المحافِظ لرغبتِهم وجنوحِهم المنحرِف بدعاوَى فجّة تحت سِتار حرّيّة الرأي وحرّيّة التفكير .
وسائل الغزو الفكري :
أولا ـ إن من أخطر وسائل الغزو الفكري أولئك الذين اتبعوا منهج التكفير واستباحوا دماء المسلمين وأعراضَهم وأموالهَم يقودهم إلى ذلك الجهلُ بالنصوص الشرعية الواردةُ في كتاب الله والسنة النبوية .
ثانيا ـ القنوات الفضائية وما تبثه من مواد إعلامية لأبناء المجتمع العربي السعودي ، وما تروجُ له من أكاذيبَ وادعاءات باطلة ، الهدفُ منها النيلُ من الثوابتِ الوطنية وزعزعةِ الأمن والاستقرار ، والرغبةً في الإضرار بالاقتصاد والقضاء على المؤسسات التنموية.
ثالثا ـ شبكات الإنترنت : وهذه قاصمة الظهر التي أخذت تشوش على أفكار الناشئة ، وتدعوهم إلى التطرف ، لأنه من السهل جداً أن يروج أيُّ حاقد لما يريده من خلال هذه الشبكات .
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 06:00 AM
دور المناهج في تعزيز الأمن الفكري :
لقد تحدثنا عن دور المؤسسات التربوية بشكل عام في تعزيز الأمن الفكري ، وهنا يبرز دزر المناهج في تحقيق هذا الأمن ، لذا يجب على تلك المؤسسات وضع الخطط المدروسة التي تحقق الوعي الأمني من خلال بثه في مفردات المناهج ، ومما لاشك فيه أن الاهتمام بتلك المبادئ يعد من الأسس المهمة لحماية المجتمع من الانحراف والغزو الثقافي ، وتوفير الأمن الفكري .
إن مناهج التعليم الحافلة بما يربي الطالب على التوازن والوسطية واتباع الدليل ، وترك الافتراق والأهواء والبدع المحدثة ، لهي كفيلة أن تنمي في أعماق الشباب روح الوطنية الحقيقة ، وتساعدهم على تمييز الثقافة الفكرية المسمومة ، التي تبثها وسائل الإعلام المشبوهة سواء عن طريق البث الفضائي والشبكة العنكبوتية ، أو الصحف والمجلات المشبوهة الوافدة من الخارج .
ومن خلال ما سبق يتحمل الطالب جزءا ليس هينا من المسؤولية نحو تحقيق الأمن الفكري لذلك تكمن أهمية تعليمه كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة ، وأمنه بصفة خاصة ، من خلال تهيئة نفسيا واجتماعيا للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع الذي ينشد السلوكيات المثالية الجماعية التي تحقق الأمن والأمان .
دور المدرسة والمعلمين في تعزيز الآمن الفكري :
إن المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات ، وإن استثمار عقول الشباب واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع .
ويخطئ مَن يعتقد أن مهمة المؤسسات التعليمية تقتصر على تعليم القراءة والكتابة وإعطاء مفاتيح العلوم للطلاب دون العمل على تعليم الناس ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية ، وترجمة هذه العلوم إلى سلوك وواقع ملموس . وأهم شيء يحتاجونه ولا حياة لهم بدونه هو الأمن في الأوطان ، وأستطيع القول بأن الأمن هو مسؤولية الجميع، ولكنه في حق المؤسسات التعليمية أهم ؛ لأن هذه المؤسسات تجمع كل فئات المجتمع على اختلاف أعمارهم بدايةً من السن المبكرة التي تتمثل في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ، وفيها يستطيع المعلم والمربي أن يشكل الطالب بالكيفية التي يريدها ، فإذا لقي الطالب مَن يوجهه التوجيه السليم نشأ نشأة طيبة يجني ثمارها المجتمع الذي يعيش فيه ، وإن كان الحاصل غير ذلك فالعكس هو النتيجة الحتمية ، خاصة أن الذين يقومون على هذه المؤسسات هم خلاصة مفكِّري الأمة ومَعْقِد رأيها، وفيهم يجب أن تجتمع الصفات الحميدة المؤهلة لإدراك أهمية الأمر ، والشعور بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم ، وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم الطلاب في جميع تصرفاتهم وأعمالهم وأقوالهم.
ويجب أن تبدأ معالجة الانحرافات الفكرية بمعالجة الأسباب والعوامل المؤدية لها والوقاية منها . فللمدرسة دور بالغ الأهمية في تنشئة شخصية الطالب من خلال استكمال دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى بتطويع سلوكه وتوجيهه وإكسابه القيم والمفاهيم الصحيحة. وهذا سوف يحصن الفرد ضد المؤثرات الفكرية السلبية مهما كان مصدرها .
أما دور المعلم فهو عظيم ومهم ، وتحمل الجزء الأكبر في تعزيز الأمن الفكري ، فهو القدوة والمربي ، والموجه والمحرك لفئة الشباب داخل الحرم المدرسي وخارجه ، وكلمته مسموعة عندهم ، بل يقلدونه في كثير من مناحي حياتهم ، وسلوكهم ويعتبرونه المثل الأعلى لهم ، لذا فإن مسؤولياته كبيرة ، وتوجيهاته ضرورية وملحة ، لذا مراعاة التالي :
1 ـ يجب على المعلم أن يكون قدوة لعمل الخير والإصلاح والتوبة وتبني ما يسعد البشرية وخصوصاً ما يجب على هذا المعلم تجاه وطنه ومجتمعه فضلاً على أنه معلم الخير ويحمل مسؤولية جسيمة
2 ـ ولكي يقوم المعلمون بدورهم في التوعية والوقاية من الانحراف ، فلابدّ لهم أن يقوموا بتنشئة الطلبة تنشئة إسلامية صحيحة .
3 ـ ومن الواجب على المعلمين أن يؤكّدوا على تمثّل الطلبة القدوة الحسنة في سلوكياتهم وتصرفاتهم ، وفي الانسجام مع قيم المجتمع وقوانينه .
4 ـ ترسيخ مبدأ الحوار الهادف والاستماع للآخرين واحترام آرائهم بقصد الوصول إلى الحق ومساعدة الطلاب على استخدام التفكير بطريقة صحيحة ليكونوا قادرين على تمييز الحق من الباطل والنافع من الضار وتنمية الإحساس بالمسؤولية لدى الطلاب .
5 ـ الاهتمام بالتربية الاجتماعية .
6 ـ الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة .
7 ـ تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة .
8 ـ توجيه الشباب لطرق البحث عن المعلومات الصحيحة وتشجيعهم على ذلك .
9 ـ تفهم طبيعة تفكيرهم ليسهل عليك الاتصال بهم .
10 ـ مساعدة الطلاب على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل ، والبعيدة عن الأفكار المنحرفة والمتطرفة .
المعلمون والفكر المنحرف :
ويذكر د . المطرود انه قد وجد بعض المعلمين في الساحة يحملون هذا الفكر المنحرف ويحثون الشباب على حمله ، والدولة بأجهزتها المعنية جادة في استئصال هذا المرض الفكري الخطير والدخيل على المجتمع وإيقاف أمثال هؤلاء مرهبي الفكر البشري .
وأردف قائلاً : إن المعلم باستطاعته توجيه جيل وطنه إلى البناء والخير والفضيلة وفي نفس الوقت باستطاعته توجيههم للخراب والدمار وتبني الأفكار الإجرامية والتكفيرية والإرهابية وشتان ما بين هذين الطريقين وهذين الفكرين .
تم بحمد الله
محمدالحسن الطيب
20-12-2014, 06:08 AM
زمان كنا بنقول الخطر القادم من اسرائيل والامن مسولية الجميع
بحجم الكمية الهائلة من السودايين الموجودين هناك وعند عودتهم الى البلد
والان اصبح لخطر على الفكر بحجم الصراعات التى نعيشها الان من انشقاقات اسلامية وفكرية يلا يصدقها العقل
واساس ديننا الشمولية والعالمية والفهم وليس التفرقة والشتات الفكرى
لذا كان الاهتمام بالامن الفكرى من النشاءة حتى لانصاب بالدول التى تتمزق بالشتات الفكرى
يتبع الامن الفكرى
ود الأصيل
21-12-2014, 01:05 AM
لك منى كل الود والاحترام
نفس الشعور
المتبادل .. و كما
أسفلت لك ، سوف أتراجع
لآخذ مقعدالقرفصاء بين الصفوف
حتى لا أفسد على نفسي متعة
المتابعة ، إلى حين فراغكم سيدي/
من سرد جوانب الأمن الفكري كافة ، و
من قتله بحثاً و تحليلاً فتحصي فروعه
و موجباته و تبعاته تقول فيه
ما لم يقله مالك في أم
الكبائر. فلتتفضل
************
!
محمدالحسن الطيب
27-12-2014, 07:41 AM
الأمن الفكري وحماية الوطن ....بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي
واجه الوطن العربي أزمة ذات طابع مركب، لكونها أزمة فكر وواقع معاً شملت مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية، ومثّل الفكر أهمية خاصة ضمن هذا الطابع نظراً لدوره المحوري فيها سواء على صعيد خلق الأزمة، أو صياغة الخروج منها، وقد حفظ الإسلام للبشرية عامة وللمسلمين خاصة أمنهم الفكري، إلا أن التاريخ شهد منذ القدم على الكثير من العقول البشرية التي لا تدرك الحقيقة، إما بسبب القصور في الفهم والوعي، أو لعدم الإيمان بالمسؤولية المجتمعية الوقائية، فكان الاضطراب والتفجيرات والقتل والتدمير، الذي أحدث خللاً بالأمن الحسي الذي ستظل آثاره منطبعة في الذاكرة لأمد طويل.
يعتبر الفكر البشري ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها، وتمثل قضية الأمن الفكري مكانة مهمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة، وسيظل العقل البشري عرضة للانزلاق في براثن الوهم والخطأ ما لم يصاحبه تقنية وتنقية فكرية رشيدة ومستمرة وخاصة في هذه المرحلة التي تشهد تصاعداً للهجمة الشرسة على الإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب به، وبذلك تكون الحاجة الى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي.
هنا يمكننا القول بأن الأمن الفكري لكل مجتمع يسعى الى الحفاظ على هويته وحماية العقول من الغزو الفكري والانحراف الثقافي والتطرف الديني، بل الأمن الفكري يتعدى كل ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي الى الإخلال بالأمن الوطني.
من التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم العربي هو الغزو الثقافي الذي أوجد مناخاً يتسم بالصراع الفكري الذي يجر الى نتائج وعواقب خطيرة على مقومات الأمة وحضارتها، وظهور رأي دخيل على المجتمعات العربية، ثم تشتت المفكرين بين مؤيد للتفتح على الثقافات العالمية مع مراعاة المحافظة على الثقافة الأصيلة، وبين منغلق متعصب يرى في هذا التفتح خطراً يقضي على الموروث الأم ويجهز على مقوماته ويفتح الباب على مصرعيه لظهور أفكار غريبة من قيم المجتمع ومكوناته، التي تؤدي الى تدفق الثقافات الأجنبية عبر قنوات الاتصال المتنوعة، وهذا يؤدي بدوره وعلى المدى البعيد الى إعاقة نمو الثقافة الوطنية والقومية بسبب ذيوع الأنماط والأساليب الغربية الموحدة للثقافة، الأمر الذي يجعل الثقافة القومية الآمنة في كفة، والكم الهائل من الوارد من ألوان المنتجات والثقافات في كفة أخرى، فتتلاشى الثقافة القومية شيئاً فشيئاً مع عامل الزمن، وتندثر ليحل محلها الوافد الجديد.
لقد ظهر موضوع الغزو الثقافي بعد إنهزام الدول المستعمرة وانتهاء احتلالها العسكري في معظم الدول العربية، حيث عملت هذه الدول الى استخدام أساليب متعددة، منها الهيمنة الفكرية لتحقيق ديمومتها واستمرارها في مستعمراتها القديمة للمحافظة على إحكام السيطرة عليها، فجنّدت لذلك الموارد المادية والبشرية التي أصبحت تهدد بها كيان هذه الدول، حيث تعددت وانتشرت الأيديولوجيات التي لا تتلاءم مع الاستمرارية التاريخية الفكرية للدول العربية، ومن هنا أصبح الحديث عن الأمن الفكري في الدول العربية من أهم الأزمات التي ظهرت على سطح الأحداث الراهنة في مجتمعاتنا العربية.
لقد اقتحمت العولمة البنى الثقافية والحضارية لبلداننا العربية، فلم تقف العولمة عند التدخل في الاقتصاد بل تعدته الى مجالات الحياة الثقافية، فأصبحت الأوطان سوقاً مفتوحة أمام المنتجات الثقافية وأنماط التفكير والأذواق وأسلوب الحياة الغربية ما شكل مساساً بهوية الوطن، وما الأحداث المؤسفة التي حلت بمجتمعنا العربي إلا مخرجات الفكر المنحرف الذي مس الهوية الثقافية للوطن والذي كان للعولمة بوسائلها وأدواتها دور مهم في تشكيله.
عمل المستعمر منذ القدم على خلخلة الثقافة القومية، بما يبثه من أباطيل وأكاذيب تمثلت أحياناً بإحياء النعرات الطائفية، أو ترويج الثقافة الغربية، أو تزييف الحقائق التاريخية أو تأليب الشعوب على حكوماتها، حيث اعتبرت مؤسسة فرانكلين التي بدأت عملها في العالم العربي عام 1953م، والتي سيطرت على قطاع النشر في مصر، بأنها كانت أحد الأسباب الرئيسة وراء تردي الوضع السياسي في مصر في تلك الفترة.
كما أدت الثقافة الغربية الى بروز الفردية والأنانية لدى أفراد المجتمع حتى فقد الفرد غريزة الانتماء الى أمته ومجتمعه، وأصبح يتردد بلا هوية، وانعكس أثر ذلك على الأدب، حيث شاع في مجتمعنا العربي أدب اللامعقول الذي يعكس مدى الغربة والوحشية التي يعيشها الإنسان العربي جراء صخب المدينة المتواصل الذي أفقد المجتمع ضرورة العلاقات الاجتماعية وإنكار الذات، كما تسللت الى ثقافتنا ألفاظ دخيلة غريبة واستطاعت أن تتغلغل في المؤسسات العلمية، و من التعبيرات التي شاعت في مجتمعنا العربي تعبير الشرق الأوسط وهو أحد تعبيرات الغزو الفكري، ويراد به إيجاد مكان لإسرائيل في المنطقة وبهذا يكون المستعمر قد نجح في زعزعة المفاهيم وغرس ما يريد من أفكار من خلال تكرار مصطلح الشرق الأوسط عبر وسائل الإعلام الذي يطبع في ذهن الناشئة هذا المصطلح ويذهب مقابله مصطلح الأمة الإسلامية.
لذلك بذلت مجتمعاتنا العربية جهوداً جبّارة في تأمين فكرها وتأمين الأمن له، فأنشأت لذلك مؤسسات رائدة، واتبعت سياسات واضحة المعالم لحماية الأمن الفكري للشباب لتأمينهم ضد مخاطر التيارات الفكرية المنحرفة مهما كانت المغريات أو الدوافع، من خلال ترسيخ مبدأ وسطية الإسلام وتحديد بؤر الانحراف الفكري والمشاركة الشعبية ومعالجة ظاهرة الإرهاب وما يرتبط بها من إنحراف فكري من خلال مناهج البحث العلمي وتفعيل دور الإعلام الأمني، وهنا يجب أن يتم التعامل مع ظاهرة الانحراف الفكري باعتبارها واقع معاصر فرض علينا ولا مفّر منه، وإن تعدد التحديات الفكرية وما صاحبه من قصور قد زاد من عمق المشكلة، لذلك نرى أن استقرار الأمن الفكري في ظل المتغيرات المعاصرة يعتمد على بناء استراتيجية تمثل مشروعاً وطنياً تشارك فيه كل أطياف المجتمع، للحد من العوامل السلبية ذات الصلة بالأمن الفكري وتنمية مجموعة المدخلات الثقافية العامة التي تطور اهتمامات العقل في عصر الاتصالات والتأثيرات السلبية لحرب الفضائيات على كافة الأصعدة، حيث تهدف العوامل التربوية والسياسات المعتمدة الى إعداد الأجيال وبناء شخصيتهم للدخول الى معترك الحياة المستقبلية على أساس من التوازن النفسي والمعرفي، من خلال الاهتمام بالتربية في المدارس والمساجد والبيوت وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى
وينبغي هنا ألا نغفل أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الإنحرافي الفكري أو الأخلاقي في تحقيق هذا الأمن، لذا يجب على تلك المؤسسات وضع الخطط المدروسة التي تحقق الوعي الأمني لحماية المجتمع من الانحراف والغزو الثقافي وتوفير الأمن الفكري، حيث اعتبرت مناهج التعليم كفيلة بأن تنمي في أعماق الشباب روح الوطنية الحقيقية، وتساعدهم على تمييز الثقافة الفكرية المسموعة التي تبثها وسائل الاعلام المشبوهة سواء عن طريق البث الفضائي أو الصحف أو المجلات الوافدة من الخارج، كما يبرز دور المعلم في تعزيز الأمن الفكري كونه الموجه لفئة الشباب داخل الحرم المدرسي وخارجه، وهو الذي يستطيع توجيه جيل وطنه الى البناء والخير والفضيلة..
وفي إطار ذلك تعتبر المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات، وفي غيابها يبدأ انحلال عقد الأمن الفكري للفرد، ويتقهقر المجتمع، وتضمحل منجزاته الحضارية، إن استثمار عقول الشباب واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع.
والواقع أن سورية عملت على تعزيز المقومات الرئيسية لاستقرار الأمن الفكري التي تكمن في ترسيخ المبادئ الأخلاقية وبذر التعاليم الشرعية الصحيحة، وتعميق القيم الاجتماعية وفق المقومات الإسلامية لدى الناشئة، والتطلع نحو مستقبل أكثر أمناً وبناء الهوية والاصالة بشكل يمكّن من استيعاب التراث والحضارة ويهيئ الانفتاح الآمن على الثقافات الأخرى مع التمسك بالعقيدة الصحيحة، بالإضافة الى طرح رؤية مستقبلية لتطوير وتعميق مفهوم الأمن الفكري الوطني ومجموعة القيم الأسرية والاجتماعية والحضارية العليا في المناهج التربوية والبرامج الإعلامية بأبعادها المختلفة.
وأخيراً يمكن القول إن الأمن الفكري يبقى الهاجس الوحيد الذي يشغل مجتمعاتنا العربية، كما يظل ورقة مربحة بيد الدول الاستعمارية تستخدمها في أي وقت تشاء لخلط الأوراق عندها والتلاعب بمصائر شعوبها، لذلك لا بد من تفعيل دور التخطيط الاستراتيجي لأنه الأقرب في معاينة وقراءة المستقبل للوطن من حيث الأخطار التي تواجهه من ناحية الانحراف والعنف الفكري وتكالب القوى الخارجية لتحقيق أهدافها في زعزعة الاستقرار الفكري للمجتمع.
وأختم مقالتي بالقول إن الأمن بمفهومه الشامل مطلب رئيسي لكل مجتمع فهو ركيزة استقرارها وأساس أمانها واطمئنانها، والأمن الفكري يعد من أهم أنواعه وأخطرها فهو يمثل الرأس من الجسد بما له من صلة وثيقة بهوية الأمة وشخصيتها الحضارية، وستظل هويتنا الإسلامية مرتكزاً لجميع الإنجازات التنموية والحضارية في إطار المنظومة الأمنية استناداً الى الحقيقة الماثلة في عقولنا والتي تفضي بأن الأمن والتنمية هما وحهان لعملة واحدة يقويهما ويرشد مسارهما ويرعاهما هوية راسخة تدور معها وبهما في شتى مجالات الحياة.
محمدالحسن الطيب
27-12-2014, 07:47 AM
الأمن الفكري والإعلام: الأبعاد الإستراتيجية
د. سفران بن سفر المقاطي
لقد كان الأمن ولازال الهاجس الكبير الذي يبحث الإنسان عن سبل تحقيقه وتتنافس الدول على توفيره لشعوبها, وبتعدُّد مصادر تهديد هذا الأمن تعدّدت تخصصات الأمن وفروعه، وأصبح الأمن علماً منفرداً بذاته تخصص لها الميزانيات والبحوث والقوى البشرية والمادية والمعنوية.
من ضمن هذه التهديدات التي تحاصر المجتمع. كان هناك تهديد فكر المجتمع ويكون ذلك بتهديد ثقافة المجتمع وسلوكياته وأعرافه، وذلك بتسليط أفكار أو معتقدات دخيلة على هذه المجتمعات بغية تدميره وانحلاله فكرياً وسلوكياً. ولذلك برزت أهمية حماية الأمن الفكري للمجتمع، وذلك بتحصينه من أي أفكار أو سلوكيات هدامة أو مضللة، ووضع هذا الفكر وما يمثله من سلوك نفسي وظاهري في دائرة الأمان. مما لا شك فيه أنّ مفهوم الأمن بشكل عام يلعب دوراً مهماً في حياة الشعوب والدول، فهو يمثل الحماية والنظام وهيبة الدولة في الداخل والخارج, ويوحي بالحياة الرغيدة وبالتنمية والتطور.
والأمن في مفهومه الواسع ومن منظور الدولة هو (أي تصرفات يسعى إليها المجتمع للتعرف على مصادر التهديد ومواجهتها لتوفير الحماية للتطور والتنمية في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية). ولمّا كان الأمن الوطني بمفهومه الواسع هو توفير الحماية للتطور والتنمية بكافة أنواعها, فإنّ الأمن يتخصص في توفير الحماية لمجال من مجالات التنمية, وبحسب ذلك فإنّ الأمن الفكري يوفر الحماية للفكر بمواجهة مصادر التهديد المحيطة بالفكر. وبحسب ما تقدم، فإننا يمكن أن نعرف الأمن الفكري بأنه (إجراءات أو تصرفات سابقة أو لاحقة يسعى إليها المجتمع للتعرف على مصادر تهديد الفكر المختلفة للإعداد لها ومواجهتها وتوفير الحماية لكل ما يتعلق به الفكر من سلوك وأفكار وتوجيهه الوجهة الصحيحة والآمنة).
وتتحقق هذه الحماية بالتعرف على مصادر تهديد الفكر ومواجهتها والقضاء عليها بتوفير حماية مسبقة ضد هذه المصادر والتهديدات. وتتنوّع هذه التهديدات بتنوُّع مصدرها، فمنها الغزو الثقافي أو الغزو الفكري والمتمثل في العديد من الأشياء من وسائل البث المباشر كالفضائيات، وما تبثه من مواد إعلامية من أفلام وبرامج تهدف إلى السيطرة على خاصية من خصائص المجتمع وزعزعتها وإضعافها.
ومن مصادر تهديد الأمن الفكري, الأفكار المتشددة المنحرفة التي ينتهجها فئة ضالة تهدف إلى السيطرة على عقول قليلي الحيلة ممن لم يتحصنوا بالأفكار والمعلومات الصحيحة لنبذ أفكارهم ومعتقداتهم. ومن الملاحظ أيضاً أنّ هذه التهديدات الفكرية المنحرفة لا تستهدف سمة مجتمعية فحسب, بل تستهدف فئة عمرية بحد ذاتها وهم الشباب وصغار السن.
يحظى مفهوم الأمن الفكري بأهمية بالغة، وقد شاع استخدامه حديثاً في علوم مثل السياسة والإعلام والتربية، لارتباطه بمصطلح الأمن بمعناه الشامل. ولعلّ أكبر دلالة على مفهوم الأمن ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}. ونتيجة لذلك فإنّ الأمن هو مواجهة الخوف، والمقصود به هنا ما يهدد المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وفكرياً وإعلامياً .. وبشكل عام فإنّ مفهوم الأمن الفكري يشمل توصيف المهددات والأخطار والمصادر والأسباب التي تؤدي؛ أو يمكن أن تؤدي إلى هز القناعات الفكرية أو الثوابت العقدية والمقوم الأخلاقي والاجتماعي والديني للأمن الوطني، والسياسات العامة والإجراءات والنشاطات المطلوبة لحماية المنظومة العقدية والأخلاقية والقيمية من كل فكر شاذ أو منحرف أو متطرف أو معتقد خاطئ، ومواجهة ذلك بكل السبل والوسائل.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أو من نبّه لأهمية الأمن الفكري وحذّر من خطورة الفكر المنحرف في اجتماعات وزراء الداخلية العرب. ودعا سموه في مناسبات كثيرة إلى وضع الخطط لحفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة. وهذه الدعوة تمثل بعداً إستراتيجياً للأمن الفكري إلذي يعتبر أحد أساسيات الأمن الوطني، لأنه مرتبط بهوية الأمة واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلباً على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأنّ الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات وعادات، وهذا ما يحرص الأعداء على مهاجمته لتحقيق أهدافهم العدوانية والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب، والتشويش على أفكارهم ودعوتهم للتطرف.
والأمن الفكري بمفهومه المعاصر يتعدّى ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن، والذي سينعكس حتماً على الجوانب الأمنية الأخرى خاصة الجنائية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. أنّ الوقوف بقوة في وجه مصادر الغزو الفكري المنحرف والمتطرف يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الفكري .. فقد ذكر مقولة الملك الفرنسي لويس التاسع، الشهيرة عندما أطلق سراحه مقابل الفدية في مصر، (تكسرت الرماح والسيوف، فلنبدأ حرب الكلمة). وقول صاحب السمو الملكي الأمير نايف إنّ (الفكر لا يواجه إلاّ بفكر).
إنّ الأمن الفكري مسألة معقّدة وشائكة لارتباطه بعوامل ومتغيّرات كثيرة قد يصعب السيطرة عليها، والإعلام أحد أهم هذه المتغيرات لأنه يعتبر السلاح الأقوى في معركة الأفكار لكسب الرأي العام. والإعلام كما يعرف بأنه التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت.
لهذا يعتبر دور الإعلام في الأمن الفكري كبيراً وحيوياً، فالإعلام أصبح يسيطر على الساحة إعلامياً وهو الذي ينقل الأفكار ويئدها في ذات الوقت، وإذا كان الإعلام ينقل الأفكار الحسنة فلا مشكلة في ذلك، ولكن المشكلة تكمن في نقل الأفكار المدمرة بأي شكل من الأشكال سواء كان تدميراً فكرياً أو سلوكياً، مشيراً إلى أنّ الدور الذي ينبغي أن تقوم به المؤسسات الإعلامية في الأمن الفكري هو التعريف بالفكر الصحيح الذي يوجه الشباب التوجيه السليم الذي يخدم بلادهم وفضح الفكر المتطرف الذي يتوغل إلى نفوس الناشئة، وخاصة إذ لبس هذا الفكر لبوس الدين وجعلهم ينحرفون عن المسار السليم وعن الفكر الديني الصحيح إلى الفكر المنحرف.
ف(الفكر المتطرف والمنحرف لا يكون واضحاً لكل أحد، وفي كل وقت، إذ لا يملك ذلك إلا المؤهلون القادرون على ذلك. إذن لا بد من رسم إستراتيجية واضحة وقوية لتنمية ودعم الأمن الفكري لتتحقق طموحات الدولة في توفير الأمن، والمسارعة في وضع الإجراءات الوقائية، ومتابعة المتغيرات والصراعات الخارجية إقليمياً وعالمياً مصحوبة بالجاهزية والاستعداد لعلاج المشاكل والأزمات التي تهدد الأمن الوطني. ولذلك فإنّ الحاجة للأمن الفكري تزداد وتستوجب الاهتمام لهذا كان الاهتمام من سموه بدعم الدراسات والبحوث الخاصة بالأمن الفكري والتي توّجت بإنشاء كرسي سموه للأمن الفكري بجامعة الملك سعود. هذا الكرسي أصبح قاعدة علمية لدعم بحوث ودراسات الأمن الفكري وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات، والتي بدأت بالمؤتمر الأول للأمن الفكري (المفاهيم والتحديات) الذي ينظمه كرسي سموه لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود في الفترة 22-25 جمادى الآخرة 1430ه. وهذا المؤتمر الذي حضره عدد من الباحثين من مختلف دول العالم من كندا ومصر والأردن وماليزيا والمملكة وغيرها تم الإعلان عن عدد من المبادئ أكدت على أنّ المجتمعات المعاصرة تعاني دون استثناء من ظواهر الغلو والتطرف والإرهاب، كما تضمّنت المبادئ أنّ الإسلام دين السلامة والاستقامة، وأنّ التطرف والغلو يهدد الضرورات الخمس، كما أجمع المشاركون على مبدأ أنّ السعي لنشر مفهوم الأمن الفكري وترسيخه لا يتنافى مع حق الإنسان في التفكير، وأنّ الجهد الأمني ليس كافياً وحده للحد من ظواهر الانحراف في الفكر، وأنّ إشاعة الفكر الآمن عامل أساسي لتعزيز الوحدة الوطنية. وفي نهاية المؤتمر اتفق المشاركون على عدد من البرامج والإستراتيجيات أهمها:
أولاً: التوسع في دراسة نظرية الأمن الفكري في الإسلام والعمل على إيجاد وصف منهجي دقيق لمفهوم شامل للأمن الفكري يحد من سوء الفهم.
ثانياً: أن يتبنّي (كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري) مشروعاً لبناء المفاهيم في ضوء الإسلام، باعتبار أن ضبط المفاهيم والمصطلحات وتحديدها طريق لتحقيق الأمن الفكري، وذلك عبر حصر المفاهيم الرئيسة والألفاظ الشرعية والمصطلحات العلمية ذات الصلة بالفكر من مثل (الوسطية والحرية) أو الألفاظ الشرعية ممن مثل (الجهاد، الولاء والبراء) أو المصطلحات العلمية من مثل: (دار الكفر، ودار الإسلام) وجمع الدراسات المتعلقة بالمفاهيم على اختلاف توجهات أصحابها لمعرفة أوجه تأثيرها على الفكر، ودراستها في ضوء تطورها التاريخي وأصولها الدينية والفلسفية والفكرية، والبناء العلمي الرشيد لتلك المفاهيم والتحديد لمعاني الألفاظ الشرعية المصطلحات العلمية تحديداً علمياً يسد أبواب سوء الفهم.
ثالثاً: تشجيع ودعم البحوث والدراسات في مجال الأمن الفكري وترسيخ مقومات الفكر الأمن على أن يتم ذلك في ضوء معايير وضوابط تأخذ في الاعتبار التأكيد على البحث عن العوامل الجوهرية المعززة والمهددة للأمن الفكري بمراعاة العوامل الثقافية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والسياسية وتحديد مقومات ومتطلبات الفكر الآمن وعوامل ترسيخه ونشره بين شرائح المجتمع، والتعرف على مصادر ومناهج الفكر المنحرف: أسباب الانتشار والانجذاب والعزوف والانحسار - المحاذير والمخاطر - سبل الحد من جاذبتيه - التحصين والحصانة للإيجابي والسلبي من الأفكار، والبحث في توفير مداخل نظرية لفهم ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف لمفهومه الشامل والإرهاب كانحرافات فكرية يتم مراعاتها كركائز أساسية لصياغة أي إستراتيجية.
رابعاً: السعي لنشر فقه الائتلاف وفقه الاختلاف والتبصير به كسنة اجتماعية في حياة الأمم والشعوب عبر تطبيق الآليات التالية: عقد حلقات نقاش وورش عمل تدريبية خاصة بالطلاب والطالبات في مستويات التعليم المختلفة، وإعداد وتنفيذ محاضرات وندوات وتفعيل دور المذياع والتلفاز والوسائط الإلكترونية.
خامساً: التوظيف الأمثل لوسائل الإعلام واستثمار وسائل الإعلام الجديدة لنشر الفكر الآمن، والتحذير من الفكر المنحرف على أن تأخذ في الاعتبار مراعاة ضوابط العمل الإعلامي ووسائله وتقنياته بما يخدم سلامة النشأة الفكرية لأبناء البلاد وحمايتهم من التأثيرات السلبية للفكر المنحرف بمختلف أشكاله. وضبط وتقنين الإعلام الترفيهي ليسهم في بناء عقل سليم لا تسطيح فيه ولا تهميش. والتأكيد على تبني آليات فعالة في التأصيل لثقافة الحوار البنّاء والجدل بالحسنى وإيجابيات ومتطلّبات الانفتاح، والتفاعل الرشيد مع الثقافات المختلفة. والاستفادة من وسائل الإعلام الجديدة في نشر فكر الاعتدال وتأسيس مواقع تفاعلية في الجامعات والمؤسسات التربوية يقوم عليها مختصون تخاطب الشباب وتبني أفكارهم على أسس سليمة وتعالج ما يطرأ من أفكار خاطئة. سادساً: تشجيع ودعم تنفيذ دراسات تطبيقية لاستكشاف كافة المجالات المحتملة لسد كل الذرائع المفضية للتورط في الانحراف على مستوى الفكر أو السلوك، مع الأخذ في الاعتبار العناية بفتح المجال للتعبير المتزن عن الأفكار وحرية التعبير في ضوء أحكام الشرع وضوابطه، والاهتمام بقضاء حاجات الناس، وتوفير الحلول المناسبة والعاجلة لمشاكلهم، وتطوير وسائل الكشف عن أوجه القصور في المرافق والمؤسسات العامة ومحاسبة المتسببين في ذلك، وتحسين الأوضاع الأسرية والتربوية والاقتصادية والإعلامية والترفيهية.
سابعاً: ضرورة التنسيق بين جهود كافة هيئات ومصالح ومؤسسات المجتمع المدني في مجال الأمن الفكري مع الأخذ بعين الاعتبار: تولي كرسي الأمير نايف لدراسة الأمن الفكري مهمة التنسيق للمناشط ذات الصلة برؤية الكرسي ورسالته وأهدافه، وإشراك الكرسي في تنظيم لقاءات دورية لمناقشة الجهود الفكرية وتنسيق المناشط في المرحلة الحالية لضمان اتساق الجهود الفكرية وفق الرؤية والإستراتيجية الوطنية.
ثامناً: التوكيد على ضرورة استمرار كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في جهوده العلمية لبناء إستراتيجية لتحقيق الأمن الفكري وفق المناهج العلمية.
تاسعاً: تشجيع تنفيذ دراسات وأبحاث تهدف بناء أدوات لتشخيص وقياس لظواهر الغلو والتكفير والإرهاب على أن تأخذ في الاعتبار: ملاءمة أدوات التشخيص والقياس للشرائح المستهدفة، والكشف المبكر عن مظاهر وأسباب الغلو والتشدد.
عاشراً: تعزيز الاتجاهات الإيجابية وإكساب المهارات اللازمة في مجال الأمن الفكري على أن يتضمن ذلك تحديد أفضل الوسائل والطرق لتعزيز الاتجاهات الإيجابية وإكساب المهارات لترسيخ مقومات الأمن الفكري لدى المعلمين والمربين، وتحديد أفضل الوسائل والطرق لتنمية الوعي وإكساب المهارات اللازمة لتحسين تعاطي رجال الأمن مع مسائل ووقائع الأمن الفكري.
حادي عشر: الدعوة لبناء مرصد علمي متكامل يرصد ما يتعرّض للأمن الفكري بالإخلال، ويستطلع الظواهر الفكرية: طبيعتها وتأثيراتها وذلك من خلال الآليات التالي: رصد الشبهات المطروحة وجمعها، ووضع الإجراءات العلمية الكفيلة بالرد عليها، ودراسة الظواهر الفكرية الشاذة والغريبة على المجتمع أياً كانت طبيعتها، وأياً كان مصدرها، دراسة تراكمية تبتدئ من أول نشوء تلك الظواهر، ورصد المداخل العلمية والمنهجية والإعلامية التي يلج الانحراف الفكري من خلالها وصولاً إلى المقترحات حيالها، وتأسيس قاعدة معلومات مختلف مصادر المعلومات حول التعامل مع الفكر بالفكر، ووضع آلية للتواصل بين الجامعات ومراكز التدريب والمؤسسات الفكرية والعلمية، ومواقع الشبكة العالمية، ودراسة الارتباط بين التحولات والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وظواهر الانحراف، ودراسة مظاهر التعاطف مع الأفكار الضالة وأسباب ذلك. ووضع برامج لاستطلاع الرأي، ومقاييس علمية توضح التأثر والتأثير في المجتمع حيال الأفكار الضالة.
ثاني عشر - التأكيد على دور وأهمية الأمن الفكري ضمن منظومة الأمن الشامل للحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع وتنمية الوطن.
لا شك أن لا شكل، أو وجهة محددة، للأفكار المتطرفة والهدامة يمكن أن يحملها أفراد أو جماعات تروّج للأكاذيب والادعاءات الباطلة للنّيل من ثوابت الوطن، وزعزعة الأمن والاستقرار، والإضرار بالاقتصاد والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية. وأنّ مصادر تهديد الأمن الفكري متعددة وتأتي أحياناً كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري، ومثيري الفتن ودعاة الفرقة التي تمول من خارج الوطن لتحقيق أهداف سياسية معادية للمملكة، لهذا أصدر المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري البرامج والإستراتيجيات السابق ذكرها والتي ينبغي تفعيلها.
ولما كانت الرقابة الأمنية أو الضوابط والقيود على ما تقوم بعرضه وبثه تلك الجماعات من خلال البث الإعلامي والإنترنت وغيرهما من الوسائل من الصعوبة بمكان نظراً لما يسمّى بالعولمة وعصر تدفق المعلومات بكثافة، فقد أصبح اللجوء إلى إستراتيجية اجتماعية متكاملة أمراً ملحاً للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكري وتحصينهم ثقافياً من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي، وذلك لإبعادهم عن الوقوع في الجريمة والخروج على الأنظمة والقيم والعادات والتعاليم الدينية السليمة. الأمن الفكري ليس فقط مسؤولية السلطات المعنية بالأمن الوطني إنما أيضاً المؤسسات الاجتماعية والتربوية بكل أنواعها، سواء التعليمية أو الثقافية أو الدينية التي سيكون لها، من المؤكد، دور فعّال وحيوي في المساهمة في تحقيق أعلى مستويات الأمن الفكري. وبشكل أدق نشير هنا إلى دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد، يضاف إلى ذلك وسائل الإعلام بكل أنواعها والتي تنطلق من المجتمع. ويتمثل هذا الدور بالدرجة الأولى في نشر الوعي الأمني الفكري، وتنمية العلاقات بين رجال الأمن والمواطنين، ورفع معنويات رجال الأمن مما يعمق الشعور بالانتماء لهذا الوطن، وتبصير الجميع بالنتائج الوخيمة للجريمة وخطرها على المجتمع.
إنّ العملية التعليمية والتوجيه الأسري، بالإضافة إلى دور المسجد مع وسائل الإعلام، كل هذه العناصر تسير في خط متواز لدفع الأفراد إلى اتجاهات فكرية سليمة ورشيدة وصحية تنتج سلوكاً سوياً يؤدي إلى إقامة علاقات إيجابية تعينهم على مواجهة الأفكار الهدامة والعيش بأمان وسلام. ولأنّ الأمن الفكري هو إحساس المجتمع بأنّ منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقات بين أفراده داخل المجتمع ليسا في موضع تهديد من فكر متطرف وافد. وأن من الخطأ الاعتقاد بأنّ دور المؤسسات التعليمية على سبيل المثال يتوقف فقط عند التعليم بمعناه التقليدي (القراءة والكتابة) كما يشير البعض. بل إنّ دور هذه المؤسسات يزداد أهمية في كل المراحل خاصة المتوسطة والثانوية نظراً للتطور العمري الذي يمر به الطالب وتحديداً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب من أجل تحصين الفكر والعقل ضد حملات التشوية المتعمدة من أطراف خارجية لها أجندتها الخاصة والمعروفة بعدائها وحقدها على الإسلام والمسلمين بصفه عامة والمملكة بصفه خاصة. والحمد لله وضعت دولتنا الرشيدة (بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله) الخطط الإستراتيجية للارتقاء بالأمن الفكري للمواطنين من خلال دعم الجهود والإجراءات والبرامج الوقائية لحفظ فكر أبنائنا وعقولهم من كل فكر دخيل ومتطرف ومنغلق.
محمدالحسن الطيب
14-01-2015, 01:50 AM
مصطلح الأمن الفكري مصطلح حديث معاصر تخلو منه معاجم اللغة العربية، (وهذا التعبير على حداثة مبناه إلا أنه قديم المدلول)؛ فلو نظرنا إلى مصطلحات لها بُعد تاريخي قديم كالغلو والتنطع وجدت أنها ناتجة ابتداء من انحراف في التفكير وسوء في توظيف العقل بما يتوافق مع الشرع ، وبعد عن الوسطية التي أمر بها ديننا العظيم ، قال تعالى ({وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً }البقرة143.
ومصطلح الأمن الفكري مركَّب من كلمتين هما: الأمن، والفكري (نسبة إلى الفكر).
لقد اكتسب مفهوم الأمن الفكري مكانته لارتباطه بالأمن والفكر، وهما الكلمتان التي رُكّب منهما هذا المصطلح.
فالأمن مطلب ضروري من مطالب الإنسان، وهو جزءٌ عظيم أيضاً، لا يتجزّأ من الإسلام، فالأمنُ من تمام الدين، ولا يتحقَّق الإسلام إلاّ بالأمن، ولا يُعمل بشعائر الدين إلا في ظلِّ الأمن، ولهذا كان من موعود الله لعباده المؤمنين، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(النور 55)، وقد امتنّ الله تعالى بالأمن على أهل حَرَمه فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}(العنكبوت 67). ثم إن الله أيضاً أمتنّ على قريش بهذه النعمة الكبيرة، فقال سبحانه : {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } )قريش 4).
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره: (فرغد الرزق والأمن من الخوف من أكبر النعم الدنيوية الموجبة لشكر الله تعالى).
أما عن (الفكر) فهو مرتبط بالعقل، الذي به اهتمّ الإسلام، ورفع من قيمته (وأعلى من شأنه، وجعل التعقل والتفكير من طرق المعرفة الإسلامية، يلزم كل مسلم أن يؤديها حقها، وجعل العقل هو مناط التكليف ووسيلة الفهم والتفكُّر)، وهو من الضروريات الخمس التي أمر الإسلام بحفظها، وذكره ربنا سبحانه في القرآن في أكثر من موضع، ومن ذلك بيانه سبحانه أنه سخر للإنسان ما في السماوات والأرض وأمره بالتفكر في هذا الأمر العظيم، فقال سبحانه : {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(الجاثية 13)؛ لأن هذا التسخير يوجب على الناس أن يبذلوا غاية جهدهم في شكر نعمته، وأن تتغلغل أفكارهم في تدبر آياته وحكمه؛ ولهذا قال: {... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
إن ربط الفكر بالأمن في مفهوم (الأمن الفكري) يجعلنا أمام مصطلح من المصطلحات المهمة في هذا العصر خاصة مع ما يشهده العالم من تطور وتقدم، كان له الأثر الإيجابي والسلبي في بناء العلاقات والتواصل مع الأفكار والمعارف المختلفة.
إذن فالأمن الفكري تعبير دقيق يصوّر لنا غاية الاهتمام بفكر الإنسان، وحمايته من منهجي الإفراط والتفريط، أو قُل الغلو والانحراف، فالأمن الفكري كفيل بإذن الله بحفظ فكر الفرد المسلم وحمايته، وجعله في جادة الوسطية والاعتدال.
وفي المقابل فالخلل في الأمنِ الفكريّ طريقٌ إلى الخللِ في الجانب السلوكيّ والاجتماعيّ، وما سلكَت فئامٌ في الأمّة مسالِكَ العنفِ والإرهاب والقتلِ والإرعاب والتدمير والتفجير إلاَّ تشبَّعت أفكارُها وغسِلَت أدمِغتها بما يسوِّغ لها تنفيذَ قناعاتها وتحسينَ تصرّفاتها، وذلك راجعٌ إلى رصيدٍ فكريّ ومخزون ثقافيّ أفرَزَ عملاً إجراميًّا وسلوكًا عدوانيًّا.
إن من وسائل تحقيق الأمن الفكري الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكان من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قوله (فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد) صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما أصلا منهج التلقي، والتمسك والاعتصام بهما كفيلان - بإذن الله - بحماية الفرد والمجتمع في أمنه وفكره. ثم إنه لن يكون أعلم بهذين المصدرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتابعيهم، ثم أهل العلم الراسخين الذين استقوا علمهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم من هدي السلف الصالح رحمهم الله؛ فهم أعلم الناس وخاصة في أوقات الفتن وكثرة الشبهات والمدلهمات، فالرجوع إلى رأيهم وعدم مخالفتهم حصن حصين بإذن الله في كل وقت وحين. لقد استفاد لصوص العقول وناشرو الفكر المنحرف الضال من حديثي السن أو حديثي التدين أو قليلي العلم فصوروا لهم المنكر معروفاً، والباطل حقاً، وزينوا لهم الشبهات فانطلت عليهم الحيل فوقعوا في أوحال الغلو والتطرُّف.إنَّ الوسطية في كل شيء ومع كل شيء وصفت به هذه الأمة، وإن من فخرنا أن نكون كما وصفنا ربنا {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، هذا هو المنهاج الوسط الذي لا إفراط فيه، ولا تفريط، ولا غلو، ولا تقصير.ثم ونحن نتحدث عن الأمن الفكري نؤكد أن طاعة ولاة أمر المسلمين ولزوم الجماعة من المسائل العقدية المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة، يؤكدون عليها، ويقررونها؛ لبالغ أهميتها، وعظم شأنها، حيث لا تنظم مصالح العباد في دينهم ودنياهم إلا بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمرهم، فيما ليس فيه معصية لله عز وجل.
وهذان الأمران، أعني - طاعة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة - لهما تأثيرهما الكبير على الفرد والمجتمع، والإخلال بهما، أو بأحدهما يؤدي إلى عدم استقرار الأمن بجميع صوره.
إنّ مسؤولية الأمن الفكري، والحفاظ عليه، مسؤولية مشتركة بين كافة مؤسسات المجتمع وأفراده، فالأسرة، والمدرسة، والجامعة، والمسجد، وغيرها، كلٌ له جهده المطالب به، والمسؤول عنه، والموفق من وفقه الله.
فالأسرة مثلاً هي الخليّة الأولى في بناء المجتمع، والمحضن الأول للإنسان، ففيها ينشأ ويترعرع ويكتسب المثل والقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، وهي جزء لا يتجزأ من بناء شخصية الفرد داخله، فعلى الوالدين العناية بهذا الأمر وتربية الأبناء التربية الصالحة التي تنطلق من منهج الوسطية المأمور به.ويحسن بهم الحرص على معرفة أصدقاء أبنائهم وقرنائهم، وتوجيههم متى ما وجدوا ملحوظة على هذا الصديق.
كما ينبغي الحرص أيضاً على مراقبة الأبناء وتوجيههم في تعاملهم مع التقنيات الحديثة وخاصة ما يسمى بالإنترنت؛ فهو بوابة كبيرة لتبادل المعلومات والاطلاع على الثقافات وفيه الصالح والطالح، والحسن والقبيح، فعلى الشاب أولاً - المتعامل مع الإنترنت - أن يحرص غاية الحرص، على ألا يجعل لأرباب الفكر الضال على عقله باباً، بالاطلاع على مواقعهم أو كتابتهم حتى من باب الفضول؛ فقد تقع الشبهة ويصعب تداركها، ويحسن بالآباء مراعاة ذلك والتذكير به. إن موضوع الأمن الفكري موضوع كبير متشعب، لكن لعل في الإشارات التي ذكرنا تنبيهاً للاهتمام بهذا الموضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يحفظ شبابنا من كل مكروه، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن يرد ضالهم إلى طريق الهداية والرشاد.
محمدالحسن الطيب
14-01-2015, 01:57 AM
محاربة الإرهاب تتطلب تعزيز الأمن الفكري وبث الوعي في الأمة
أكـد عـدد من الشرعيين والسياسيين والمثقفين، أن «الأمن الفكري» مطلـب ضـروري وملح في زمن تتصارع فيه الآراء والأهواء وتعلو فيه الفتن والقلاقل، وأجمعوا على أهمية بث الوعي الفكري المستنير في الأمة، وإعداد الخطط الاستراتيجية لمحاربة الفكر المنحرف ونتائجه الوخيمة، مشيريـن إلى أن وسائل حماية الأمن الفكري تتطلب وجود وسائل وقائية وأخرى علاجية.
وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيـز السديس، على أهمية بث الوعي الفكري في الأمة، وإضافة مفـردة دراسة الإرهاب في مناهج التعليم المختلفة لتحصين الشباب، وإنشاء كراسي بحث متخصصة لدراسة وعلاج الظاهرة، وتفعيل مراكز الحوار ولجان المناصحة، ودعم مراكز الأحياء في المجتمع، وربطها بالجهات المعنية في كل منطقة، وتربية الشباب على الوسطية والاعتدال، وأخذ العلم من مصادره الموثوقة، ومزيـد العناية بقضاياهم، وتهيئة الفرص الوظيفية لهم، وشغل أوقات فراغهم بالبرامج النافعة المتنوعة، وتجلية الشبهات حول الغلو والتطرف، وعلاج ظواهر الانحراف التي تكون سببا للاستفـزاز وردود الأفعال، كدعاوى التغريـب المشبوهة، وتجفيف منابع الإرهاب، واجتثاث الوسائل المغذيـة له، والتصدي لجميـع ألوان الغزو الفكري.
وأوضح الدكتور السديس أن أهمية ضبط الفتاوى، والتوارد على ميثاق شرف عالمي للفتوى، وربط فتاوى النوازل بالهيئات العلمية العليا، والمجامع الفقهية الكبرى، مؤكدا على تكثيف العناية بالبيت والأسرة، وتنشئة الأجيال الصالحة، وقيام الوالدين بدورهما التربـوي، والعمل على إحياء رسالة المسجد، والعناية بحسن اختيار الأئمة والخطباء، وإقامة الدورات المكثفة للـرفع من مستواهم وتأهيلهم والتركيـز على خطبة الجمعة إعدادا ومضمونا وأسلوبا ؛ لمعالجة ظواهـر الإرهاب بكفاءة واقتدار، والتركيز على ربط الأجيال بمبادئهم الإسلامية الصحيحة وعقيدتهم الإيمانية ومنهجهم الوسطي المعتدل، فلا إفراط ولا تفريـط، ولا غلو ولا جفاء، وتكثيف دور المدرسة التربـوي والعناية بحسن اختيار المعلم المؤهل عقيدة وفكرا ومنهجا وسلوكا، والتركيـز على المراحل التعليمية كافتها، وإعداد الخطط الاستراتيجية لمحاربـة الفكر المنحرف ونتائجه الوخيمة، استثمار وسائل الإعلام لما لها من أهمية كبرى في هذا العصر، عصر ثورة المعلومات وقفزة التقانات والتركيـز على الفضائيات وشبكة المعلومات «الإنترنت»، والعمل على وضع ميثاق شرف إعلامي
لها؛ للحفاظ على أمن الأمة، ونبذ أسباب الفتنة، والعمل على حفظ ثقافتنا الأصيلة وعناية المثقفين وحملة الفكر بذلك، ووضع ضوابط للنشر والطباعة، بما يتمشى مع الحفاظ على الأمن الفكري، وفتح باب الحوار بضوابطه وآدابه حرصا على مصلحة المجتمع والأمة، وقيام مراكز البحوث والدراسات بإعداد الدراسات والأبحاث وعقد الندوات والمؤتمرات التي تـرصد كل ما يهدد أمن الأمة الفكري، تشخيصا للداء ووصفا للدواء.
ودعا الدكتور السديس من بوأه الله للولاية واتخاذ القـرار في الأمة، الاضطلاع بمسؤولياتهم في التصدي لظاهرة الإرهاب، مؤكدا على دور العلماء والدعاة في العمل لعلاج الظاهرة، وتفعيل دور المفكرين والتربويـين وحملة الأقلام في التصدي لها، وقيام الجهات الأمنية بدور فاعل في حماية الأمن الفكري للمجتمع باعتباره من أهم الحصون في محاربة الإرهاب، والمبادرة في تنفيذ المركز العالمي للتصدي للإرهاب ليكون واقعا ملموسا.
واقترح الدكتور السديس عدة حلول لمكافحة الإرهاب، أهمها: النهل من العلم الشرعي، والرجوع إلى العلماء، نهوض الموجهين والمرشدين من العلماء بالبيان وتوجيه الشباب، التـزام الرفق والوسط ومجافاة الغلو والشطط، انضباط الفتوى وحصرها في الأكفاء، الاهتمام بمقاصد الشريعة، فهم العلم على منهج سلف الأمة، العناية بالأمن الفكري، التجديـد الشرعي لما طالته أيدي الغالين، فتح باب الحوار وتفعيل لجان المناصحة، والتعاون على البـر والتقوى.
من جانبه، أكد مديـر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، أن «الأمن الفكري» أصبح مطلبا ضروريـا وملحا في زمن تتصارع فيه الآراء وتبتلج فيه الأهواء وتعلو فيه الفتن والقلاقل والشرور والفساد، ولابد من استلهام الدروس والعبر والاستفادة منها، وأن نحيي في النفوس العقيدة الصحيحة والمنهج السليم.
وقال أبا الخيل: «إن الواجب عظيم، والمهمة التي كلف بها الجميع شريفة ودقيقة وحساسة، يجب أن يوجهوا فيها الأبناء ويعلموهم الفضائل، وأن الأمن نعمة يرفل بها كل الأفراد والمجتمع، ويسعد بها كل موجود».
رؤيـة ورسالـة
ويـرى الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكريـة ومكافحة الإرهاب الدكتور محمد بن حمود الهدلاء، أن الأمن الفكري في رؤيته ورسالته، يستهدف اختراق الخطوط الخلفية لزمـر الإرهاب وقواعدهم الفكريـة، التي تسوق للعنف، وتضع له التبريـرات الشرعية والسياسية، في استقطاب واضح للبنى المجتمعية، على أمل اصطفافها مع هذه التوجهات والأفكار المنحرفة، ومن ثم فإن العناية الفائقة بجانب المعالجة الفكرية تعتبر مما يساعد بدرجة كبيرة على تجفيف مستنقعهم الفكري، وتفريـغ محتواه علميا ومنهجيا.
أما الباحث الدكتور مسعد محمد زيـاد، فأكد أن وسائل حماية الأمن الفكري تتطلب وجود وسائل وقائية وأخـرى علاجيـة؛ فمن الوقائية: إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنـه وترسيخ الانتماء إلى الإسلام وتعميقه في نفوس الشباب وحثهم على الاهتمام بالإسلام الوسطي والاعتـزاز به، معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها، إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحـر الرشيد داخل المجتمع الواحد وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع، الاهتمام بالتربية في المدارس والمساجد والبيوت وكل مؤسسات المجتمع الأخرى، التفاعل بين المؤسسات التعليمية ومحيطها، أن تضمن المؤسسات التعليمية فصولا عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري، أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة وأمنه بصفة خاصة، وعدم إغفال أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الانحرافي والفكري أو الأخلاقي..
أما الوسائل العلاجية في حماية الأمن الفكري، فأوضح الباحث زياد أنها تتمثل في: دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه وبيان الحق له بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيـات، تجنب الأساليب غيـر المجديـة، وجوب الأخذ على أيديهم ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع، النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري، وضـرورة التفريـق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل وبين من أخل بفعلـه بالأمن في مجتمعه.
إلى ذلك، أكد الدكتور صدقة فاضل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس الشورى قال: «المملكة لم تتردد لحظة في التعاون مع المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب ايمانا منها بأن التعاون الدولي كفيل بالقضاء على هذه الظاهرة، وهذا ما بدا واضحا في مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها ليلة العيد».
وأضاف: المملكة كانت أكثر الدول معاناة من الإرهاب، مشيرا إلى أن المملكة حاربت هذه الظاهرة حربا لا هوادة فيها وسنت الأنظمة المختلفة التي تسهم في القضاء عليها أو تقليص تواجدها لأقصى حد ممكن وعملت أجهزتها الأمنية على تعقب مرتكبي هذه الأفعال الإرهابية والمحرضين عليها وتقديمهم للعدالة.
لافتا إلى أن الجهود الوطنية لمكافحة الإرهاب مهما بلغت فعاليتها لن تتمكن من اجتثاث هذه الظاهرة ما لم يكن هناك تعاون دولي وثيق لمكافحتها وأي مكافحة للإرهاب سواء على المستوى المحلي أو الدولي لن تنجح ما لم تتعامل مع أسباب هذه الظاهرة التي من أوضح أسبابها الاحتلال وسياسات الظلم والقهر وسلب الحقوق.
أما عدنان صعيدي مدير إذاعة جدة المكلف فقال: «نحمد الله سبحانه وتعالى أنه في مثل هذه الأيام التي يكون فيها الكل مشغول بفرحة العيد، يبقى رجال الأمن في المملكة ساهرين من أجل حماية هذا الوطن الغالي.
وفي ذات السياق قال السفير عبدالله المعلمي مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة: إن مكافحة الإرهاب ليست مجرد معركة أمنية، ولكن أيضا مواجهة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى العنف المتطرف، لافتا إلى أنه بينما يتعين على كل دولة وضع استراتيجيتها الخاصة فهناك الكثير يمكن تعلمه من تبادل أفضل الممارسات من برامج إعادة التأهيل.
بدوره طالب الخبير الاقتصادي الأستاذ الدكتور فاروق الخطيب التشديد على القادمين لأجل الحج والعمرة وذلك لأن 187 دولة يأتي مقيموها إلى المملكة باستمرار.
وأوضح الخطيب أن وزارة الداخلية مشكورة عملت ما عليها بكل جد وإخلاص وظهرت جهودها واضحة للناس على ما عملته طيلة السنوات الماضية.
ود الأصيل
14-01-2015, 09:36 PM
محاربة الإرهاب تتطلب تعزيز الأمن الفكري وبث الوعي في الأمة
أكـد عـدد من الشرعيين والسياسيين والمثقفين، أن «الأمن الفكري» مطلـب ضـروري وملح في زمن تتصارع فيه الآراء والأهواء وتعلو فيه الفتن والقلاقل، وأجمعوا على أهمية بث الوعي الفكري المستنير في الأمة، وإعداد الخطط الاستراتيجية لمحاربة الفكر المنحرف ونتائجه الوخيمة، مشيريـن إلى أن وسائل حماية الأمن الفكري تتطلب وجود وسائل وقائية وأخرى علاجية.
وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيـز السديس، على أهمية بث الوعي الفكري في الأمة، وإضافة مفـردة دراسة الإرهاب في مناهج التعليم المختلفة لتحصين الشباب، وإنشاء كراسي بحث متخصصة لدراسة وعلاج الظاهرة، وتفعيل مراكز الحوار ولجان المناصحة، ودعم مراكز الأحياء في المجتمع، وربطها بالجهات المعنية في كل منطقة، وتربية الشباب على الوسطية والاعتدال، وأخذ العلم من مصادره الموثوقة، ومزيـد العناية بقضاياهم، وتهيئة الفرص الوظيفية لهم، وشغل أوقات فراغهم بالبرامج النافعة المتنوعة، وتجلية الشبهات حول الغلو والتطرف، وعلاج ظواهر الانحراف التي تكون سببا للاستفـزاز وردود الأفعال، كدعاوى التغريـب المشبوهة، وتجفيف منابع الإرهاب، واجتثاث الوسائل المغذيـة له، والتصدي لجميـع ألوان الغزو الفكري.
وأوضح الدكتور السديس أن أهمية ضبط الفتاوى، والتوارد على ميثاق شرف عالمي للفتوى، وربط فتاوى النوازل بالهيئات العلمية العليا، والمجامع الفقهية الكبرى، مؤكدا على تكثيف العناية بالبيت والأسرة، وتنشئة الأجيال الصالحة، وقيام الوالدين بدورهما التربـوي، والعمل على إحياء رسالة المسجد، والعناية بحسن اختيار الأئمة والخطباء، وإقامة الدورات المكثفة للـرفع من مستواهم وتأهيلهم والتركيـز على خطبة الجمعة إعدادا ومضمونا وأسلوبا ؛ لمعالجة ظواهـر الإرهاب بكفاءة واقتدار، والتركيز على ربط الأجيال بمبادئهم الإسلامية الصحيحة وعقيدتهم الإيمانية ومنهجهم الوسطي المعتدل، فلا إفراط ولا تفريـط، ولا غلو ولا جفاء، وتكثيف دور المدرسة التربـوي والعناية بحسن اختيار المعلم المؤهل عقيدة وفكرا ومنهجا وسلوكا، والتركيـز على المراحل التعليمية كافتها، وإعداد الخطط الاستراتيجية لمحاربـة الفكر المنحرف ونتائجه الوخيمة، استثمار وسائل الإعلام لما لها من أهمية كبرى في هذا العصر، عصر ثورة المعلومات وقفزة التقانات والتركيـز على الفضائيات وشبكة المعلومات «الإنترنت»، والعمل على وضع ميثاق شرف إعلامي
لها؛ للحفاظ على أمن الأمة، ونبذ أسباب الفتنة، والعمل على حفظ ثقافتنا الأصيلة وعناية المثقفين وحملة الفكر بذلك، ووضع ضوابط للنشر والطباعة، بما يتمشى مع الحفاظ على الأمن الفكري، وفتح باب الحوار بضوابطه وآدابه حرصا على مصلحة المجتمع والأمة، وقيام مراكز البحوث والدراسات بإعداد الدراسات والأبحاث وعقد الندوات والمؤتمرات التي تـرصد كل ما يهدد أمن الأمة الفكري، تشخيصا للداء ووصفا للدواء.
ودعا الدكتور السديس من بوأه الله للولاية واتخاذ القـرار في الأمة، الاضطلاع بمسؤولياتهم في التصدي لظاهرة الإرهاب، مؤكدا على دور العلماء والدعاة في العمل لعلاج الظاهرة، وتفعيل دور المفكرين والتربويـين وحملة الأقلام في التصدي لها، وقيام الجهات الأمنية بدور فاعل في حماية الأمن الفكري للمجتمع باعتباره من أهم الحصون في محاربة الإرهاب، والمبادرة في تنفيذ المركز العالمي للتصدي للإرهاب ليكون واقعا ملموسا.
واقترح الدكتور السديس عدة حلول لمكافحة الإرهاب، أهمها: النهل من العلم الشرعي، والرجوع إلى العلماء، نهوض الموجهين والمرشدين من العلماء بالبيان وتوجيه الشباب، التـزام الرفق والوسط ومجافاة الغلو والشطط، انضباط الفتوى وحصرها في الأكفاء، الاهتمام بمقاصد الشريعة، فهم العلم على منهج سلف الأمة، العناية بالأمن الفكري، التجديـد الشرعي لما طالته أيدي الغالين، فتح باب الحوار وتفعيل لجان المناصحة، والتعاون على البـر والتقوى.
من جانبه، أكد مديـر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل، أن «الأمن الفكري» أصبح مطلبا ضروريـا وملحا في زمن تتصارع فيه الآراء وتبتلج فيه الأهواء وتعلو فيه الفتن والقلاقل والشرور والفساد، ولابد من استلهام الدروس والعبر والاستفادة منها، وأن نحيي في النفوس العقيدة الصحيحة والمنهج السليم.
وقال أبا الخيل: «إن الواجب عظيم، والمهمة التي كلف بها الجميع شريفة ودقيقة وحساسة، يجب أن يوجهوا فيها الأبناء ويعلموهم الفضائل، وأن الأمن نعمة يرفل بها كل الأفراد والمجتمع، ويسعد بها كل موجود».
رؤيـة ورسالـة
ويـرى الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكريـة ومكافحة الإرهاب الدكتور محمد بن حمود الهدلاء، أن الأمن الفكري في رؤيته ورسالته، يستهدف اختراق الخطوط الخلفية لزمـر الإرهاب وقواعدهم الفكريـة، التي تسوق للعنف، وتضع له التبريـرات الشرعية والسياسية، في استقطاب واضح للبنى المجتمعية، على أمل اصطفافها مع هذه التوجهات والأفكار المنحرفة، ومن ثم فإن العناية الفائقة بجانب المعالجة الفكرية تعتبر مما يساعد بدرجة كبيرة على تجفيف مستنقعهم الفكري، وتفريـغ محتواه علميا ومنهجيا.
أما الباحث الدكتور مسعد محمد زيـاد، فأكد أن وسائل حماية الأمن الفكري تتطلب وجود وسائل وقائية وأخـرى علاجيـة؛ فمن الوقائية: إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنـه وترسيخ الانتماء إلى الإسلام وتعميقه في نفوس الشباب وحثهم على الاهتمام بالإسلام الوسطي والاعتـزاز به، معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها، إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحـر الرشيد داخل المجتمع الواحد وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع، الاهتمام بالتربية في المدارس والمساجد والبيوت وكل مؤسسات المجتمع الأخرى، التفاعل بين المؤسسات التعليمية ومحيطها، أن تضمن المؤسسات التعليمية فصولا عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري، أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة وأمنه بصفة خاصة، وعدم إغفال أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الانحرافي والفكري أو الأخلاقي..
أما الوسائل العلاجية في حماية الأمن الفكري، فأوضح الباحث زياد أنها تتمثل في: دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه وبيان الحق له بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيـات، تجنب الأساليب غيـر المجديـة، وجوب الأخذ على أيديهم ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع، النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري، وضـرورة التفريـق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل وبين من أخل بفعلـه بالأمن في مجتمعه.
إلى ذلك، أكد الدكتور صدقة فاضل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس الشورى قال: «المملكة لم تتردد لحظة في التعاون مع المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب ايمانا منها بأن التعاون الدولي كفيل بالقضاء على هذه الظاهرة، وهذا ما بدا واضحا في مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها ليلة العيد».
وأضاف: المملكة كانت أكثر الدول معاناة من الإرهاب، مشيرا إلى أن المملكة حاربت هذه الظاهرة حربا لا هوادة فيها وسنت الأنظمة المختلفة التي تسهم في القضاء عليها أو تقليص تواجدها لأقصى حد ممكن وعملت أجهزتها الأمنية على تعقب مرتكبي هذه الأفعال الإرهابية والمحرضين عليها وتقديمهم للعدالة.
لافتا إلى أن الجهود الوطنية لمكافحة الإرهاب مهما بلغت فعاليتها لن تتمكن من اجتثاث هذه الظاهرة ما لم يكن هناك تعاون دولي وثيق لمكافحتها وأي مكافحة للإرهاب سواء على المستوى المحلي أو الدولي لن تنجح ما لم تتعامل مع أسباب هذه الظاهرة التي من أوضح أسبابها الاحتلال وسياسات الظلم والقهر وسلب الحقوق.
أما عدنان صعيدي مدير إذاعة جدة المكلف فقال: «نحمد الله سبحانه وتعالى أنه في مثل هذه الأيام التي يكون فيها الكل مشغول بفرحة العيد، يبقى رجال الأمن في المملكة ساهرين من أجل حماية هذا الوطن الغالي.
وفي ذات السياق قال السفير عبدالله المعلمي مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة: إن مكافحة الإرهاب ليست مجرد معركة أمنية، ولكن أيضا مواجهة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى العنف المتطرف، لافتا إلى أنه بينما يتعين على كل دولة وضع استراتيجيتها الخاصة فهناك الكثير يمكن تعلمه من تبادل أفضل الممارسات من برامج إعادة التأهيل.
بدوره طالب الخبير الاقتصادي الأستاذ الدكتور فاروق الخطيب التشديد على القادمين لأجل الحج والعمرة وذلك لأن 187 دولة يأتي مقيموها إلى المملكة باستمرار.
وأوضح الخطيب أن وزارة الداخلية مشكورة عملت ما عليها بكل جد وإخلاص وظهرت جهودها واضحة للناس على ما عملته طيلة السنوات الماضية.
كم أنا ممتن لك
أخي الوريف جنابو/ و أنك بحقٍ
لاسمٌ على مسمى(محمد و حسن و طيب).
أقول قولي هذا و أنا أحتل مقعدي بناصية قصية
من هذا الركن الهادئ الغاص بفيض علمكم الغزير. لذا،
فلتسمح لي باستفتائك ، حيث لا يُفتى و مالك في المدينة،
أقول:أين يمكن أن نضع ما يحدث الآن على خارطة الأمن و ضده
الإرهاب الفكري ، أعني أن تتخذ حرية التعبير في منابر إعلامية
كيَّالة بمكاييل خاسرة، شماعةً للسب و اللعن بحق رجلٍ بُعِث
رحمة للعالمين وكافة للناسن بما فيهم شاتميه ، ضاربين
عرض الحائط بمشاعر زهاء مليار و نصفه المليار من
أمته ، فيما يخشون لومة بني صهيون، تجنباً
لوصمة ما هو سائد في عرفهم
بمناهضة السامية!؟
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir