مشاهدة النسخة كاملة : هترشات زميل : قصة من القصص
isamzaki1978
06-03-2013, 12:51 PM
هترشات زميل مع زول وهم قصة واخرة لسه
حلقة رقم (1)
عاد الى حيث يعمل فى تلك البيئة التى لا تصلح لعمل ما. بدءاً من خروجه من بيته وهو يعانى وختاماً بما يجده من مضايقات فى ذلك العمل ، اجتمعت تلك المعاناة مع تلك المضايقات لتغير من وصف عمله من ما هو مكتوب فى عقد عمله الى وصف عمل جديد هو عدم الاهتمام بالعملاء وتحويل اوقات الدوام الى فسحة لشراب الشاى وقراءة الصحف.
وحسب قوله ان تلك القراءة هى الشئ الوحيد الذى يتمتع به فى ذلك العمل الذى لا تصح فيه القراءة ، قراءة لا يستفاد منها كعلم لا ينفع وجهل لا يضر ، لكنه ما زال يقرأ فى تلك الصحف ، يقرأ فيها اخبار لا تبشر بخير ولا ترقى الى النشر، الى ان دخل عليه مديره وهو يقرأ فى تلك الصحيفة " ان وحدتك فريده من نوعها ، تتمتع بها ولكن ، سياتى يوما ترى لها شكلا اخر غير جميل". فيضحك بأعلى صوته ثم رفع راسه ليرى مديره واقفا امام مكتبه ، لكنه بدلا من ان يخفض ضحكاته او يوقفها ، يستمر فيها مع ارتفاع صوته لتتحول الى قهقهه مزعجة وهو يردد ويشير باصبعه الى مديره غير مبالى بما يتمتع به من سلطة : " سيأتى يوماً ترى لها شكلاً اخر غير جميل" . ويواصل ضحكاته ليقطعها قول مديره اتبعنى الى مكتبى ويأمر بان يؤتى بملفه من شؤون العاملين ، ملف من كثرة اوراقة تظهر ملامح التعب على من يحمله ، يتصفحه المدير بدهشة لما به من الجوائز ، جائزة التمييز الوظيفى فى العمل لسنة 1956م ثم الكثير من الجوائز للسنوات التى تليها ، الى ان تبدأ ظهور الاوراق الصفراء والحمراء التى بها لفت نظر ، انذار اول ، انذار ثانى وانذار اخير. فينظر اليه ويقول : هذا اهمال واستهتار بالعمل واوقات الدوام الرسمية ، انت السبب فى تدهور الخدمة المدنية بالمؤسسة ، انت بهذا السلوك لا تصلح معنا . فيرد عليه بقوله : وانتم بهذا السلوك لا تصلحون معى ، انتم السبب فى تدهور البلاد . فيصيح فيه : انت مرفود " مفصول عن العمل" فيضحك كعادته قائلاً : اجل ، انا مرفود منذ اعوام مع وقف التنفيذ ، الآن قد حان الوقت لتجربة عمل جديد ، عمل ليس فيه خداع ولا مكر ولا كذب ، عمل استمتع بان اعمله ، ثم ينظر الى مديره بسخرية ليس من طبعه ويردد مره اخرى " سيأتى يوما ترى لها شكلاً اخر غير جميل" الى اللقاء فى الهترشة القادمة ان شاء الله
mahagoub
06-03-2013, 07:49 PM
حبيبنا هترشه
مالك الليله بتهترش من الصباح
واصل فى هترشاتك
البلد كلها عاوزه تترفد
isamzaki1978
07-03-2013, 07:19 AM
حبيبنا هترشه
مالك الليله بتهترش من الصباح
واصل فى هترشاتك
البلد كلها عاوزه تترفد
عمنا العزيز
الهترش من الصباح قالوا ثمحة
بنت الرفاعي
07-03-2013, 09:11 AM
:):):)
أهلاً بعودة الهترشات:cool:.:)
:):):)
isamzaki1978
07-03-2013, 09:30 AM
حلقة رقم (2)
عاد الى دراه بنفس المعاناة التى أتى بها ، قديماً كانت معاناته فى انتظار المواصلات لقلتها اما الآن فتتمثل فى كثرتها وازدحام الطرق بها ، فهذا هو الانسان معاناته الجديدة تنسيه القديمة فيحن اليها ويظل فى التذمر والسخط ، دعته تلك المعاناة ليتذكر معاناته القديمة فيسير الى داره راجلاً ، فقد قال لى ان السير خير له من الركوب وان المشى هو الرياضة الوحيدة التى مازال يمارسها ، يمشى فى الطريق يسلم على هذا ويضحك مع هذا ويضحك من الطريق ، اجل يضحك من هذا الطريق وعندما تعثر وهو ينظر الى الاعلى ولم يتمثل بما يحفظه من قول الشاعر :
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها
فمن علا زلقا عن غرة زلجا
ضحك بشدة ، كان ذلك طبعه كلما زادت معاناته زاد ضحكه ، قام وهو يزيل الغبار عن ملابسه ويقول مخاطباً تلك الكمرات التى تراقبه وكانت سبباً فى تعثره : " الفلهمة العورا شيل البطارية فى القمرة ". ثم يركل الارض مكان وقوعه فى تلك الحفرة ويصيح قائلاً : " صلحوها اول بعدين صورونا ".
اجبرته تلك العثرة ليأخذ قسط من الراحة عند وصوله لداره ليقوم وينعش جسده بغسله ثم يتجه الى طاولته وهو يغنى بصوت رقيق
" واعود اعود لطاولتى
لا شئ معى إلا كلمات
كلمات تقلب تاريخى"
يغنيها بصوت رقيق رقة تلك الكلمات ليس بصراخ
" واعود اعود لطاولتى
لا شئ معى إلا كلمات "
والى لقاء ان شاء الله فى الهترشة القادمة
mahagoub
08-03-2013, 10:26 PM
الزول السمح فى هترشته
قلت لى دق الدلجه وسف التراب
آلاء عبد الرحمن
09-03-2013, 12:36 AM
ما شاء الله
بث ورينا حاثي بشنو؟؟
mahagoub
11-03-2013, 09:01 PM
ما شاء الله
بث ورينا حاثي بشنو؟؟
يعنى لازم تحرجيه قدام الحنان
خاتى سفه
isamzaki1978
15-03-2013, 12:37 PM
:):):)
أهلاً بعودة الهترشات:cool:.:)
:):):)
اهلاً بيك يا بت الرفاعى
شكرا على المرور
isamzaki1978
15-03-2013, 12:40 PM
الزول السمح فى هترشته
قلت لى دق الدلجه وسف التراب
والله يا عمى دق الدلجة لما حنيت ليو
يا ربى يمكن يقوم تانى " نتمنى ذلك "
شكلنا ها نقعد نغنى ليهو بس
" القوما لى يا وطنى "
isamzaki1978
15-03-2013, 12:43 PM
ما شاء الله
بث ورينا حاثي بشنو؟؟
الله ما ضراك
حاثى بى نفسى عاوز اشخبط شخبيط زى بتاعتك ديك بس ما قادر
isamzaki1978
15-03-2013, 12:45 PM
يعنى لازم تحرجيه قدام الحنان
خاتى سفه
طيب مدام وريت الحنان بالسفة
جيب الكيس ما تعملوا بتاعك
isamzaki1978
15-03-2013, 12:46 PM
اها نحاول نتم الخصة واخرة لسه دى
isamzaki1978
15-03-2013, 12:47 PM
حلقة رقم (3)
جلس على تلك الطاولة يزيل الغبار عن تلك الكتب (الصفحات) ينظفها ثم يتصفح بعض منها حتى وقع فى يده كتاب نادر يسمى "منسى" اجل " منسى : انسان نادر على طريقته !" لكاتبه الزول النادر رحمه الله ( الطيب صالح) ،بدأ فى قراءة بعض صفحات منه .
http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=49215
يقرأ لحظات ثم يجول بخاطره لحظات اخرى فى تلك الذكريات . الذكريات التى لا يدرى طعمها ولا معناها ، ذكريات تقود الى الشقى واخرى الى السعادة ، يقول بعضهم عنها " فمن كانت له ذاكرة قوية وذكريات مؤلمة فهو اشقى الناس" لن تلك الذكريات تبقى معه مثل الشتائم ، فالشتائم المؤلمة تبقى طويلاً وفى قول اهلنا " الفضيحة والسترة متباريات " – اى انها تتبع فاعلها- ، لذلك فان الزول يصمت أو يضرب كما قال الطيب صالح " فذلك فى طبعنا ومزاج شعبنا ان نقاوم الغطرسة والتسلط بالاحتقار والصمت . ثم اذا فاض الكيل وعيل الصبر ،نهب فجأة ،كما يفيض نهر النيل وتهب الاعاصير فى صحراء العتمور" ، الزول لا يسب مثل ابناء عمر رضى الله عنهم .
لسنا مثل الذين يسبون الناس ويقولون فى مشاجراتهم " نحن بنتشاكل بتمد يدك ليه"
لاننا نعرف قول الشاعر
جراحات السنان لها التام
ويبقى الدهر ما جرح اللسان
فنلوذ بالصمت لنزيد غيظه ، كما علمتنى امى بمقولة المثل " الداير تهريه اسكت خلى".
اما قول البعض الاخر فى جلبها السعادة لأننا عندما نفقد الاحباب نعيش بسعادة فى ذكرياتهم ، تلك هى صفاتهم يجلبون لنا السعادة وهم معنا وبعد فراقهم .
كانت لحظات ثم لحظات ثم اخرى ، لا يدرى بطولها لقصرها لن تلك هى حقيقة " ان اجمل اللحظات تمضى سريعاً " .
سمع طرقاً بالباب فنظر الى ساعته وقال من هذا الذى ياتينا الثانية فجراً.
والى لقاء ان شاء الله فى الهترشة القادمة
mahagoub
16-03-2013, 11:10 PM
طيب مدام وريت الحنان بالسفة
جيب الكيس ما تعملوا بتاعك
شحاد وعينك قوية
mahagoub
16-03-2013, 11:15 PM
حلقة رقم (3)
جلس على تلك الطاولة يزيل الغبار عن تلك الكتب (الصفحات) ينظفها ثم يتصفح بعض منها حتى وقع فى يده كتاب نادر يسمى "منسى" اجل " منسى : انسان نادر على طريقته !" لكاتبه الزول النادر رحمه الله ( الطيب صالح) ،بدأ فى قراءة بعض صفحات منه .
http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=49215
يقرأ لحظات ثم يجول بخاطره لحظات اخرى فى تلك الذكريات . الذكريات التى لا يدرى طعمها ولا معناها ، ذكريات تقود الى الشقى واخرى الى السعادة ، يقول بعضهم عنها " فمن كانت له ذاكرة قوية وذكريات مؤلمة فهو اشقى الناس" لن تلك الذكريات تبقى معه مثل الشتائم ، فالشتائم المؤلمة تبقى طويلاً وفى قول اهلنا " الفضيحة والسترة متباريات " – اى انها تتبع فاعلها- ، لذلك فان الزول يصمت أو يضرب كما قال الطيب صالح " فذلك فى طبعنا ومزاج شعبنا ان نقاوم الغطرسة والتسلط بالاحتقار والصمت . ثم اذا فاض الكيل وعيل الصبر ،نهب فجأة ،كما يفيض نهر النيل وتهب الاعاصير فى صحراء العتمور" ، الزول لا يسب مثل ابناء عمر رضى الله عنهم .
لسنا مثل الذين يسبون الناس ويقولون فى مشاجراتهم " نحن بنتشاكل بتمد يدك ليه"
لاننا نعرف قول الشاعر
جراحات السنان لها التام
ويبقى الدهر ما جرح اللسان
فنلوذ بالصمت لنزيد غيظه ، كما علمتنى امى بمقولة المثل " الداير تهريه اسكت خلى".
اما قول البعض الاخر فى جلبها السعادة لأننا عندما نفقد الاحباب نعيش بسعادة فى ذكرياتهم ، تلك هى صفاتهم يجلبون لنا السعادة وهم معنا وبعد فراقهم .
كانت لحظات ثم لحظات ثم اخرى ، لا يدرى بطولها لقصرها لن تلك هى حقيقة " ان اجمل اللحظات تمضى سريعاً " .
سمع طرقاً بالباب فنظر الى ساعته وقال من هذا الذى ياتينا الثانية فجراً.
والى لقاء ان شاء الله فى الهترشة القادمة
هترشة بالنحوى
هسه فى داعى واحد يدق الباب
ويفصلنا من التواصل
isamzaki1978
20-03-2013, 04:55 AM
حلقة رقم (4)
السلام عليكم
صوت من خلف الباب
فتح الباب ثم ضحك بصوت مرتفع ايقظ عم محجوب من نومه وقام لينظر لماذا يضحك فلما رأى زول واقفا بالباب لم يدخل بعد والاخر ملقى على الارض من كثرة الضحك ضحك هو ايضاً ، كان زول يرتدى جلباباً ابيضاً وعمامة بيضاء وشالاً ابيضاً ايضا وحذاء صنع من جلد النمر ، يرتدى البياض ولونه اسمر ويأتى دائماً فى احلك الظلم ، هذا هو الجمال لمن لا يعرفه ، الجمال اما تناسق او ضارب تناسق فى الاحجام تصارب فى الالوان ، كان هذا ثوب الزول الرسمى ، كان جلبابه ابيضاً ليس كما شوهه الآن بالوان التى لا ندرى ما لونها ، كان ناصع البياض يظهر ما بداخله من صفاء ونقاء ، وعمامته رمز شجاعته فى زمن كثر فيه الجبناء لانها تستخدم ككفن له اذا مات ، يقولون لا تشاجر شخص ليس له ما يفقده واقول لا تشاجر زول يحمل كفنه فوق رأسه ، اما شاله فيستخدمه لاغاثة الملهوف ومسح دمعته بسرعة النمر الذى صنع من جلده حذاء له عندما يطارد غزالاً فيفترسه .
هذا مظهره اما جوهره فيخبر عنه اسماعيل حسن رحمه الله :
http://wadmadani.com/vb/showthread.php?t=49245
هذا الزول هذا من بلدى هذا من اهلى ، حكى لى احدهم ان ابن عبد اللطيف العوض القارئ المعروف " ان صحت الرواية" كان بالاذاعة السودانية ثم انتقل الى الاذاعة البريطانية وعند اول عمل له على الهواء قال هنا ام درمان بدلا من قوله هنا لندن لكنه استدرك الموقف بفطنته وقال معقباً معذرة سادتى هنا لندن
وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى اليه فى الخلد نفسى
فكانت سبباً فى مكافأته .
والى لقاء ان شاء الله فى الهترشة القادمة
isamzaki1978
02-04-2013, 05:36 PM
حلقة رقم ( الاخيرة)
دخل زول ثم جلس على تلك الكنبة ومازال عم محجوب وزميل يضحكان، اما انا فقد ضحكت ايضاً ، ضحكت مرات عديدة منها
مرة : ضحكت معهم لما ضحكوا ، كنت اضحك ولم ادرى لِما ضحكوا هذا النوع من الضحك فى بلدى يسمى قلة ادب لقول اهلنا " الضحك من غير سبب قلة ادب" لكنى لم اكن كذلك بالفعل ولكنى كنت اشعرهم بانى اخفى احزان عنهم بضحكى .لاعتقادهم بقول
"عندما ترى شخص
لا يبكى
فاعلم انه
ضعيف
عندما ترى شخص
يبتسم بشكل متكرر
فاعلم انه
مقهور
عندما ترى شخص
لم يهتم بأحد
فاعلم انه
خذل من كثير
عندما ترى شخص
يأكل بشكل غير طبيعى
فاعلم انه
متوتر
عندما ترى شخص
يتذكر ويسأل عنك رغم انشغاله
فاعلم انه
صادق
عندما ترى شخص
ينام كثير اكثر من نصف يومه
فاعلم انه مجروح
عندما ترى شخص
يضحك كثير على اسباب تافهة
فاعلم انه
حزين "
مرة : لما رأيت من معى قد ضحكوا لما حدثتهم بخرافاتى وهترشاتى . لا ادرى ضحكت لانى اضحكتهم ام لانى ضحكت عليهم لانهم ظنوا انى واسع الخيال والافق وانا اتصنع ذلك وما اعرفه عن نفسى انى خيالى ، زول لا يعيش واقعه يحسب ان وطنه افضل الاوطان لانه ولد فيه ، وان كل شئ يسير وفق ما خطط له ولا يدرى شيئاً عن اخطاء التنفيذ يسمى مثلى فى وطنى "زول وهم".
مرة: لما علمت لِما ضحك عم محجوب وزميل فقد شاهدوا زول بالباب وعندما دخل انحنى فقد اعطاءه الله بسطة وقوة فى الجسد وقلباً رقيقاً ولما جلس اتجهه اليه زميل وهو يقول له : يازول تجى فى وكت "وقت" زى الديك الما بعرف الوكت.
كانوا من اعز الاصدقاء ،لبعضهم البعض مِن مَن رأيتهم فى هذه الحياة ، رفعا التكلف بينهما ، فى بعض الاحيان يتحدثون بصوت مرتفع وصراخ وغضب مفرط فتظن انهما لا يجتمعا مرة اخرى فما تمر إلاّ لحظات ثم تراهم يضحكون ويمرحون كأن شئ لم يحدث ثم يتحول حديثهم بعد ذلك الى همسات ." ما تجى د.همسات نفسيات تودينا عيادته الطولت مقفله.".
اجاب زول :
رايت الاضواء فعلمت انك لم تنم بعد فأتيتك لأنك صديقى " والصديق وقت الضيق" والسبب الأهم لأنى جعان فقد قال الله عز وجل: "... أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ..." ، جزء من الاية 61 من سورة النور.
صديقكم دى انت نسيتا ، منو القال ليك صاحبنى.
عندما جلسا للأكل لم يكن زميل يريد الأكل ولكن من عادة اكرام الضيف عندهم ان تأكل معه وان لا تقوم قبله وعلى الرغم من ان زول لم يكن ضيفاً لم يدعه يأكل وحده لقول اهله " البيأكل براه بخنق". لكن عند اول لقمة تحول زول الى خشبة مسنده الى حائط لا يتحرك وبدأت عليه علامات الحزن والحرج على الضحك الذى ضحكه عندما رأى زول واقفاً بالباب.
isamzaki1978
02-04-2013, 05:37 PM
فقد خلع زول تلك النظارة التى كان يرتديها وكانت كبيرة الحجم وداكنة السواد تعرف باسم نظارة شمسية (sunglasses) لتظهر عيونه كأنهما جمرتان من نار علم زميل حينها ان زول قد بكى كثيراً وان ارتداءه نظارة شمسية فى الظلام كان حكمة قضتها ظروفه رغم انه حسبها جنوناً. فبكى وسقطت دموعه وتمنى ان كانت له ايضاً sunglasses
Sun بمعنى شمس و glass بمعنى نظارة ،زجاج ،كوب كلمة لها عدة معانى فهذه كانت من الاشياء التى تغيظنى فى الانجليزية وشئ اخر مثل هذه الجملة sun of beach واختها فى النطق son of bitch لكن معناهما يختلف عن الاخر ،هذه اللغة الانجليزية فيها عدم الوضوح تتشكل وتتلون وانا لا احب اللف والدوران تعلمتها من باب من عرف لغة قوم امن شرهم.
قال زول يخاطب زميل: ما سبب استيقاظك الى هذا الوقت من الليل فأنا اعلم انك لاتحب السهر
رد عليه : دعك منه الآن ساحدثك به لاحقا ان مد الله فى العمر واخبرنى ما احضرك الىّ فى هذا الوقت من الليل.
كانت بينهما اسرار لا تتعداهم الى سواهم كانوا يتمثلون بقول الشاعر
كل علم ليس في القرطاس ضاع .. وكل سر جاوز الاثنين شاع
نوافقهم فى شطره الثانى ونخالفهم فى اوله (صدر البيت) هناك علم لا يحتاج الى قرطاس علم فى الصدور قال تعالى :" بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)" العنكبوت.
فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ
وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنه
بتوبيخ : علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا
وليس بأن يقال لقد رأستا
كانوا يتمثلون بكثير من تلك الامثال والاقوال ويجعلونها مبادئ لهم وشرائع ولكنى اجدها دائماً خليط بين الصواب والخطأ كقول لبيد
الا كل شي ما خلا الله باطل وكل نعيم لامحالة زائل
قيل لما سمع عمربن الخطاب رضى الله عنه صدر البيت قال صدق الشاعر ولما سمع باقيه قال كذب الشاعر الا ان نعيم الجنة لا يزول واهلى يعرفون بانهم مالكية علمونا قول الامام مالك رضى الله عنه:" ليس احد بعد النبى صلى الله عليه وسلم الا ويؤخذ من قوله ويترك الا النبى صلى الله عليه وسلم ".
isamzaki1978
02-04-2013, 05:38 PM
كان زول يتحدث وزميل ينصت ولا يدرى ما يفعل فنظر اليه فوجده يحدثه وهو يبكى فقاطعه بقوله
نزف البكاء دموع عينك فاستعر عينا لعينك دمعها مدرار
ثم قال له يا زول خلى البكى واطلب اى حاجة اعملها ليك كان داير عيونى اعطيك ليها ، ثم سكت ثم قال لا لا انا غيرت رأى ما بديك عيونى تبكى بيها
من ذا يعيرك عينه تبكى بها ارايت عينا للبكاء تعار
كان بينهما من الاسرار والود ما لا استطيع وصفه وقد كنت كثيرا اجلس بينهما وهما يتحدثان بلغة عربية لا افهمها فاقول لهما قال صلى الله عليه وسلم :" إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ ".صحيح مسلم ، يكون حديثهما الذى يحزننى مثل ما حكي أن القاضي الفاضل كان صديق خصيص به وكان صديقه هذا قريبا من الملك الناصر صلاح الدين وكان فيه فضيلة تامة فوقع بينه وبين الملك أمر فغضب عليه وهم بقتله فتسحب إلى بلاد التتر وتوصل إلى أن صار وزيرا عندهم وصار يعرف التتر كيف يتوصل إلى الملك الناصر بما يؤذيه فلما بلغه ذلك نفر منه وقال للفاضل اكتب إليه كتابا عرفه فيه انني ارضي عليه واستعطفه غاية الاستعطاف إلى أن يحضر فإذا حضر قتلته واسترحت منه فتحير الفاضل بين الاثنين صديقه يعز عليه والملك لا يمكنه مخالفته فكتب إليه كتابا واستعطفه غاية الاستعطاف ووعده بكل خير من الملك فلما انتهى الكتاب ختمه بالحمدلة والصلاة والسلام على النبي وكتب إن شاء الله تعالى كما جرت به العادة في الكتب فشدد إن ثم أوقف الملك على الكتاب قبل ختمه فقرأه في غاية الكمال وما فهم إن وكان قصد الفاضل أن الملأ ياتمرون بك ليقتلوك فلما وصل الكتاب إلى الرجل فهمه وكتب جوابه بأنه سيحضر عاجلا فلما أراد أن ينهي الكتاب ويكتب إن شاء تعالى مد النون وجعل في آخرها ألفا وأراد بذلك أنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فلما وصل الكتاب إلى الفاضل فهم الاشارة ثم أوقف الملك على الجواب بخطه ففرح بذلك.
حقيقة كان حديثهم لغزاً محيراً لى كما قال زميل ونحن بالجامعة ندرس الرياضيات باللغة الانجليزية " ديل مجانين ولا شنو نحن رياضيات بالعربى ما فهمناها نفهمه بالانجليزى" .
كان من ضمن ما قال زول لزميل تعرف حبيبتى صفاء فقد افترقنا وأنا اطلب منك ان تبلغها عنى ..
فبكى زميل واجهش بالبكاء لعلمه بان زول سيرحل ويفارقه فقد درسا السيرة معاً وتذكر بكاء الصديق رضى الله عنه.
وانشد
ومضى كل الى غايته
لا تقل شئنا ان الله شاء
"لم يقل كما تغنى ام كلثوم شئنا ان الحظ شاء". اجل اعرف كيف تصعب عليك واجد لك العذر فى هذا البكاء ، فأنا ايضاً انحن اليها واذكر عندما كنت تقول لى لا تدخن وان كان لا بد فلا تدخن امامها لكى لا تقول ان اصدقائى يدخنون فكنت اقول لك " من احبك احب معك كلبك" وانا ادخن كما قال مصطفى سعيد " نحرق فلوس الحكومة " وادخن امامها فتقول لى صفاء : " ابعد النار عن وجهك لكى لا تحرق " كان لها اسلوب متفرد ومع ذلك كنت ادع كلامها يطير مع الدخان ليس تجاهلا لها ولكن لحبى لحديثها.
فيقول زول :
لا لا تعرف كيف تصعب علىّ هذه الاشياء لا يعرفها الا من جربها انت لا تعلم كم كنت استمتع بحديثها حتى صمتها كنت استمتع به حتى عندما تخالفنى الرأى استمتع واذكر قول شوقى فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم "حديثك الشهد عند الذائق الفهم " ، فاليوم سأحاول ان انساها .
اجاب زميل :
نعم نعم انا لا اعرف ما معنى فقد حبيب ولكنى اعرف ما معنى فقد صديق فالصداقة هى التى اجابت الحب حينما سألها ما قيمة وجودك فى الدنيا ما دمت انا موجود فقالت خلقت لاصنع الابتسامة حينما تترك انت الدموع والألم .
فما تريد ان ابلغها ؟
فاجاب زول : اريدك ان تودعها لانك تعلم انى لا احب الوداع وتقول لها اننى احببتها والحب قدر وابتلاء.
رحل وهو يقول " كلما تجردنا كلما صرنا اقوياء"
isamzaki1978
02-04-2013, 05:38 PM
عم المكان بالبكاء من يبكى لفقد حبيب ومن يبكى لفقد صديق .
كانت هذه قصة زول قوى لكنه رقيق كانت قوته ناتجة من عدم تمسكه بالاشياء ورقته من طبعه هبة من الله ، اما الآن وقد رحل بكل احزانه اقول انه كان واهما ، لان القوة نابعه من التمسك بالاشياء فان من يفقد شئ يريده سيظل طول عمره يبحث عنه وفى رحلة البحث هذه سيعانى امراضاً ووساوس تذكره بما فقده قاصداً وسيكون ما تبقى من عمره ارضاً خصبة لنمو الاحزان واليأس لا يجد شيئاً يسليه ويخفف ما به إلا اخبار من هم مثله فيقرأ التاريخ فيبعث فيه الامل من جديد ويتعلم انه انسان مطبوع على الخطأ والنقصان لكنه لغباءه يكابر ويدعى الذكاء مثل رئيس تلك الصحيفة حينما قال " ان هذه الصحيفة بها اخطاء لغوية وفكرية تركناها عمداً لاننا نعلم ان بعض الناس هوايتهم النقد وتصيد الاخطاء وايماناً منا برضاء الجميع تركناها لهم لايجادها.". وتخطر بباله ان الحياة لعب ولهو يعيشها مرة واحده فلا بد ان نعيشها بالطريق التى ترضيه وليست التى ترضى غيره وان الاحزان تقتل الحياة . ثم يضحك ويقول :
لا بد ان استمر ...........
ظننته سيقول لا بد ان استمر فى الحياة
لكنه قال : لا بد ان استمر فى القراءة.
دمتم فى حفظ الله ورعايته.
mahagoub
02-04-2013, 08:22 PM
هترشات من بيت الكلاوى
بس مالك كترته البكاء
فلا تجعل حياتك كلها حزن
ادى مساحة للفرح
بنت الرفاعي
04-04-2013, 06:06 AM
:):):)
لكَ التحية أخي عصام.:)
ما بها الهترشات هذه المرة وكما قال عمنا محجوب
كلها بكاء (حزينة جداً)؟!
أكيد دائماً هناك العديد من محطات السعادة، والتي يجب
أن لا نفوِّتها وإن فاتت واحدة نحاول اللحاق بالتي تليها،
ربما نجد في وقت ما محطة لا نتوقعها فتنسينا كل ما مر بنا من أحزان،
كثيراً ما نقول أن الكثير مِن ما يفوتنا لخير بإذن الله، ولكن هناك أشياء تفوتنا بالفعل،
ليس بالضرورة أن لا تكون بها خير لنا.......، ولكن تظل هي الأقدار......،
وبالتأكيد الجميع لا يحبون الوداع ولكن كثيراً ما يكون (التلاقي من جديد)
هو الأمل الذي (قد) يُقوي القلوب.:)
الجميل في ما تُسميه بـ (الهترشات) أنها دائماً ما تحمل
في داخلها الكثير والكثير (ما شاء الله)، وبطريقتك تُطلعنا على (وإن القليل) من ما تقرأ،
وبالتأكيد سنظل نقرأ ما تخطه هنا إن شاء الله، وفي إنتظار الجديد بإذنه.:)
مع كل التقدير والإحترام لك.:)
:):):)
isamzaki1978
10-05-2013, 02:33 AM
شكرا على المرور
وكلماتكم الجميلة
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir