المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا اهل العلم والمعرفة بالله



الصوفي
15-03-2013, 08:28 PM
سئل الامام النووي رضي الله عنه مرة وهو في دمشق

هل الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم اعظم ثوابا ام الصلاة الفرض الذي قرره الله سبحانه وتعالي ؟

فسكت الامام النووي لحظة ثم قال الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال السائل كيف تقول ؟

فان الله فرض فرضه علي العباد كيف يفضله فرض اخر ؟

فقال الامام النووي

نعم فرض عليك خمس صلوات في اليوم وفرض عليك الصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

( ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

هذا ايضا فرض فانت اذا بين فرضين فرض الصلاة وفرض الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

فسكت الرجل قليلا ثم قال اذا انت بين فرضين فرض الصلاة وفرض الصلاة والسلام علي رسول الله "

فسكت الرجل قليلا ثم قال اذا فهم يتساويان ؟

فقال الامام النووي لا ؟

لا يتساوي فرض طلبه الله منك مع فرض يوديه الله معك وملائكته

فان الفرض الذي يودية الله وملائكته والعباد اعظم من الفرض الذي انت توديه بمفردك .

الصوفي
15-03-2013, 08:59 PM
لايخفي عليك ان كثرة الصلاة والسلام علي النبي صلي الله عليه وسلم

هي شراب الابرار وانس المقربين الاخيار قضي الله ان لايرد صلاة علي حبيبه ومروءة الحبيب وحسن خصاله

تشفع لمن صلي عليه وهي توجد الحب والحب يهدي الي البر والبر يهدي الي الجنة

وهي وسيلة من لاوسيلة له وهي لذة للراسخين ووقاية للعارفين وامان للمذنبين وعون للتائبين

ووثيقة بين العبد وربه في قبول دعائة فان كل دعاء ابتداء واختتم بالصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم يرجي قبوله

وقد امرنا الله بها في كتابة العزيز( ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

ومن ذا الذي لايستحي فلا يصلي علي من اوصل الله علي يديه هذه النعم التي يتمتع بها في الدنيا والاخرة

فهو صلي الله عليه وسلم بحر المغترف من انوار الله تعالي ومعدن النفاسة الذاكية لصون اسرار الله

فهو انس الناظرين في مملكته وامام المحسنين من العابدين في حضرته وخزائن فضل الله لمن اراده برحمته ولسان الصدق لبيان حجته وطريق الصواب لسلوك شريعته

يسقي علوم التوحيد وصار فيها العلم المفرد الوحيد انسان عين الوجود والسبب في كل موجود المتقدم من نور الله ليدل علي الله

روي عن عبدالله بن مسعود انه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم اولي الناس بي يوم القيامة اكثرهم صلاة

وعنه ايضا ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام

وكما نعلم كثرة الصلوات والصيغ علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكثرتها تدل علي الكمال الذي لانهاية لكماله

وكل صيغة من الصلوات عبادة ولكل صلاة بحر من نور خاص يروي المغترف بحسب ما تاهل له ومايناسب معدنة وكل عابد محتاج لها جميعا

فمتي اشتاقت نفسه لاحدي هذه الصلوات فليفعل فان وقت الرضاء والقبول وعمله مخبوء ولاينظر في الافضل فيضيع ما انشرح له صدره اليه وما هو افضل

وكلها صلوات زكية تروح الروح وترضي الرحمن

كما ان الشيطان يسوق علي العبد غايته في فعل الخير وفعله بالنصح في العبادة ليجرة الي ميادين الغفلة

وكما ان للجسم طعاما متنوعا حتي لا يسام وحتي تتم تغذيته من العناصر اللازمة له لانه لايصبر علي اكل اللحم بدون الخبز ولا علي الخبز بدون سواه

وهو دائما محتاج للماء والهواء كذلك الروح لاتصبر علي احد هذه الاقسام الاربعة في العبادة ولوكانا فضل وهي محتاجة في كل نفس الي الذكر احتياج الجسد للهواء

ولذلك كان علي العابد ما استطاع ان يقراء القران ويداوم الذكر والدعاء والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم كما هو شان الكمل من الرجال مع ان الله امرنا بها جميعا حتي لايحرم جهات الخير

ولا اجل ذلك وما هنالك تسابقت الهمم لمعرفة النبي صلي الله عليه وسلم ومعرفة قدرة عند الله سبحانه وتعالي والتقرب اليه بكل السبل التي توصل لمحبته

والقرب منه فكان الاجماع من كافة الاطياف والمشارب

الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم هي من انجح الاعمال قبولا واعظمها اجرا وفوائدها لاتحصي ولاتعد من تكفير الذنوب والشفاعة والخ

مما لايخفي علي احد فيكفي قوله انا جليس من صلي علي وكل المشائخ لم يصلوا الي معرفة الله سبحانه وتعالي الا بالصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم

ولذلك تعددت المشارب والاذواق وان كانت كلها كابواب الكعبة من ايهم دخلت وصلت ولا يخفي عليكم اختلاف اوراد المشائخ فكلها مشارب مختلفة

توصل للمقصود ولا يخفي علينا مقصودهم ومقصودنا هي معرفة النبي صلي الله عليه وسلم والاجتماع به مناما ويقظة

وهي الغاية القصوي التي هي اول مراتب المعرفة بالله سبحانه وتعالي

ثم اخيرا روية النبي صلي الله عليه وسلم هي هبة الهية ومنحة ربانية فضل الله يوتيه من يشاء ولا تتوقف علي صلاح العبد من عدمه حتي لايدعيها الزهاد والعباد