المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تشابه بين ضدين نقيضين!!



ود الأصيل
01-04-2013, 11:45 PM
تشابه بين ضدين نقيضين


مع وجود الفارق الشاسع جداً بين حالة و حالة أخرى مغايرة و نقيضة حد التنافر، يمكننا أن نقارب بين أوضاعنا البائسة كشعوب مغلوبة على أمرها أمام جبروت حكامها الظلمة من ناحية ، و من ناحية أخرى حال قبيلة الجن ممن عاشوا في ظل عرش نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا السلام؛ والذي كان يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين ، والشهر والشهرين ، وحينما وافته المنية واقفاُ يصلي في المحراب ظل بعدها متماسكاً وهو متكئ بجسده الطاهرعلى عصاه و لم يسقط أبداً؛ إلى أن قضت حكمة ربك بأن وضع سره في أضعف خلقه، فسخر دابة من الأرض و هي الأرضة (ما يعرف بحشرة النمل الأبيض) لتأتي و تجعل تنخر في العصا حتى أتت عليها ؛ حينئذٍ أدركت الجن مدى قلة حيلتهم و قد كانوا يدعون للأنس علمهم بأشياء من الغيب ، لكنهم ظلوا يعملون له أعمالاً شاقة كما لو كان لم يزل حياً ، و ينظرون إليه و هم يخشون بأسه ، و لا ينكرون احتباسه عن الخروج إلى الناس لطول قيامه في الصلاة، فمكثوا يدأبون له بعد موته حيناً من الدهر حتى أكلت الأرضة عصا سيدنا سليمان ، فخر ليعلموا حينها فقط بنبأ موته. يقول المولى عز وجل:{ فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين }
و لعل الشيء بضده يذكر عندما ننظر إلى حالنا مع طواغيت حكامنا وبطانات سوئهم، سواء منهم من سقط حتى الآن أم من ينتظر؛ و ذلك من وجه شبه واحد فقط، ألا وهو الخوف في غير محله..فلو أخذنا علي سبيل المثال لا الحصر طاغية مصر المخلوع و الذي ما إن سقط حتى صار عرشه أثراً بعد عين و تحول إلى بقاياأنفاس زاهقة في حطام إنسان، ليتم نقله مباشرة من قصره المنيف إلى غرفة للعناية فائقة التركيز بشرم الشيخ و هو يعاني فوق السرطان من شلل من النوع الرعاشي و نوبات من الحساسية و هم الهرش الهستيري تنتابه كلما فتح عينه ليجدهم مصبوبين على رأسه ، جمهرة من بلاطجة العسس و المخبرين يقفون على رأسه و هم يفتحون عليه طاقة حفرة من نار و محاضر لا قبل له بها للتحقيق في ملفات لا أول لها ولا آخر. فيا لبعد المشرقين بين بارحته و يومه..{ و تلك الأيام نداولها بين الناس}. ولعل أول الغيث لرحيله أن يجد أصدقاؤه الصهاينة نفسهم في ورطة حقيقية وقد انقطع شريان الغاز الذي يتدفق نحوهم وقد شروه بثمن بخس لا يسمن و لا يغني من جوع بينما قيض لنا من يصل ما انقطع بين حماس وفتح.. و فتحت المعابر على مصاريعها الثمانية بين شطري وطن يفترض أن يكون واحداً.
حقاً إنها واحدة فقط من من صور عديدة بغيضة لا تنفك تطرق أذهاننا فتملأ دنيانا قبحا وألماً. و سوف يتوالى سقوط الطغاة و انحدارهم إلى حضيض محتوم و قدر معلوم، ألا وهو غياهب النسيان والانكباب في مزبلة التاريخ الذي سوف يعمل دوما و أبداً على ايتنهاض همم شعوب بأسرها كي تصحو لانتزاع حرييها، ثم لاتعاقب بمثل عوقبت به أؤلئك الذين كبلوها في الأغلال، و كبتوا حريتها في قامقم أضيق من سم الخياط و مرغوا أنف كرامتها، ولم يصونوا آدمية رعاياهم و تهيل عليهم تراب الذل، و يصب الناس عليهم جام اللعن ، لماعانوا منهم.
ويبقي تساؤل.. هل تنتهي صور الطغيان؟
والاجابة.. سيظل الطغيان ما دامت السماوات و الأرض طالما أنه لا أحد يعي دروس وعظات الأيام.