صلاح سر الختم علي
16-05-2013, 09:11 PM
من يقرأ رواية تخوم الرماد للروائي السوداني منصور الصويم ينتابه إحساس مسيطر بأنه يسير في وسط حقل الغام من الصفحة الأولي حتي الأخيرة.فالرواية التي تدور أحداثها كلها في اقليم دارفور المضطرب هي بالفعل حقل من الألغام يمشي فيه مؤلفها بحذر شديد كمن يمشي علي الحبال، يحاول عبثا تفادي الألغام، لكنه في كل مرة يدوس علي لغم كامن فتشتعل السماء وتتطاير اجزاء بشرية مزقاً جهة اليمين وجهة اليسار، هي رواية ترصد عذابات بشرية لاتنتهي ودماء مسفوحة بلا عقاب ولاسبب في أرض دارفور، تدق التفرقة بين الجلاد والضحية في الرواية كما هو الحال في أرض الواقع إذ يرتدي اللص ثوب المقاتل وتنسب للضحية صفة المهاجم ويلف غموض فاجر في سفوره كل شئ ولكنه لايستر عري الحقيقة.هل هي الصدفة التي جعلت من ابطال الرواية كلهم نماذج سلبية أياديها ملطخة بدماء الأبرياء؟ هل هم أبطال في الحقيقة أم انهم ابطال الرواية الحقيقية التي تجري علي أرض الواقع أولئك الذين نصبوا أنفسهم آلهة وحكموا علي الاخرين بالموت أو العيش في الحدود التي يرسمونها للحياة.
الرواية من منشورات مكتبة الشريف الاكاديمية وتقع في ستة وستين صفحة من القطع الصغير. القصة تروي بواسطة عدة رواة، الراوي الأول النقيب (حسين الطاهر) وهو رجل يتبع لجهاز أمني مكلف بحراسة مسؤول سابق بات قيد الإقامة الجبرية في قصره، يسمي الراوي نفسه سيد الظلام(الظلام لي ، أدور فيه، أمزقه،أهشمه واجعله شظايا ثم أرتقه وأعيد الترتيب فيه.انا سيد المدينة، سيد الرجال، سيد الظلام والأوهام.)
ثم يعطينا لمحة عن الشخصية المكلف بحراستها(بين نومه وصحوه وجد نفسه حبيسا بين ذات الجدران العالية.القصر الفخيم قصر هنائه ولياليه الخالدة، تحول الي سجن.ذات الرجال من كانوا يحرسونه ضد لسعات الباعوض ويحمونه من صرخات الصغار، صاروا حرسا عليه عيونهم تترصده من أعلي الابراج العالية، يحسبون خطواته ويضبطون لفتاته)
هكذا يبدو الرجل تجسيدا لسلطة أفلت شمسها، لكن السلطة الراهنة تخشاه لسبب ما وتجعله قيد المراقبة الدائمة واللصيقة.هكذا من السطور الاولي يبين موضوع الرواية في كونها ترصد صراع النفوذ والثروة والسلطة في السودان وفي دارفور تحديدا. وليجعل الأمر واضحا في كونه صراع المركز والهامش يورد علي لسان الراوي ضابط الأمن مايلي( بعربتي الفارهة اشق حواري المدينة البعيدة تلك الطرفية، البيوت من حولي هامدة وقشها يصفر مع ريح الصباح،اهبط البيوت الخيران، اصعد البيوت التلال.اقترب بعربتي من طلمبات المياه اليدوية أوقف عربتي، تموت الطلمبات تهمد الأيدي وتتركز العيون علي أنا الغريب، الأنيق، المريب) ص3
هذا المقطع من الرواية يورد فيه الكاتب بذكاء ملامح صراع الهامش والمركز في السودان،فالعربة الفارهة تقابلها البيوت الهامدة التي يصفر قشها مع الريح،المركز يقود العربات الفارهة التي تنتمي للقرن الحادي والعشرين بينما أهل الهامش يعيشون في قطاطي من القش تنتمي للعصور القديمة، وتعبيرالمدينة الطرفية البعيدة هو تجسيد آخر لنفس المعني،وليس المقصود البعد الجغرافي بل التأكيد علي مفهوم الهامش ، والوصف هو لمدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور،وهناك تجسيد آخر من خلال وصف الطلمبات اليدوية التي تعرف بالكرجاكة وهي منتشرة في دارفور ونيالا وهي اشارة الي ازمة المياه التي عجزت الحكومات عن حلها بصورة تليق بالانسان. اما توقف الايدي عن ضخ المياه من الكرجاكة او طلمبة المياه عند قدوم ممثل سلطة المركز فهو تصوير لموقف الانسان البسيط من السلطة، موقف الخوف والشك والإرتياب الذي جعل ممثل السلطة يشعر بانه غريب ومريب . انه تصوير جيد وجميل لمسألة الانسان والسلطة في كل مكان وليس في السودان فحسب.
ثم يقوم الراوي بتقديم صورة أولية عن المسئول السابق في لقطات وصفية سريعة له ولقصره(البوابة الضخمة الملئية بالنقوش الدقيقة ورسومات الطير والغزلان ينفتح وسطها باب يفضي الي الداخل.اشجار الجوافة والليمون والمانجو والبرتقال تنبثق بغتة، كتلة خضراء تنتشر بلا نظام، الغزلان الصغيرة تمرق بقربك متقافزة ثم يبدأ الضجيج، عشرات الطيور المزقزقة المرفرفة فوق رأسك) ص 4 ,هكذا يبدو الرجل أسدا عجوزا يعيش في غابة مصغرة ولكن كونه بات أسدا بلا انياب فأن الغزلان تتقافز في طمأنينة في غابته وهذا مظهر دائم من مظاهر الطغاة صغار أو كبارا وهو انه حين تزول هالة السلطة الغاشمة عنهم ويعودون بلا أنياب فأن الخوف منهم يزول ويتجرأ عليهم كل من لم يكن يجروء علي المرور بشارع من المحتمل عبورهم فيه.
ثم نكتشف ان الرجل يعاقر الخمر(استند بيده علي التراب وبعيون مخمورة أخذ يتفحصني.) ص 4
وفيما بعد يشاركه الراوي شرب الخمر لنكتشف شيئا مشتركا بينهما وهو شرب الخمر وفي المستقبل نكتشف وجوه شبه أكثر فالراوي في الحقيقة وامتداد لشخصية من يحرسه في الزمان والمكان( حين تركته كنا قد قضينا علي زجاجة العرقي واكلنا اللحم المشوي وتركنا زجاجة الويسكي لحين إيابي) ص 1.
النهوض من الحضيض الي المجد الزائف:
ينسج الصويم أسطورة الرجل الذي نهض من الحضيض، كان جنديا صغيرا في الشرطةمفتونا بزيه العسكري فتم نقله الي منطقة بعيدة تسمي العشوش ليعسكر هناك برفقة اثنين من زملائه ، يصف العشوش فيقول(وكانت العشوش قطاطي بلا حيشان منثورة ،عدة اغنام وحمير وشمس مهلكة، وطين ووحل وناموس) يشعر الجندي بانه ضحية مؤامرة (اعتبرت كل ذلك مؤامرة دنئية ضدي، طوال ستة اشهر لم اتوقف عن التفكير في السبب الذي لاجله ارسلونا لذلك المكان القصي)ثم بدأ يكتشف سحر السلطة ويمارسها في ذلك المكان ومارس سلطته مرة ضد رجل سرق دجاجة ومرة ضد رجل يسمي تورين أراد الاستيلاء علي زوجته التي اعجبته ، فقام باعتقاله واجباره علي تطليق زوجته تحت التعذيب بدعوي انها طلبت الطلاق منه، ثم يبدأ نجمه في الصعود حين يقود قوة من الشرطة للقضاء علي عصابة نهب كان افرادها نائمون حين هاجمتهم القوة، وخلال تلك العملية يتعرف الرجل علي قائد عصابة النهب وهو تاجر عطور في المدينة ويتعارك معه ثم يسمح له بالفرار نظير ان يقدم له الاخير خدمات في المستقبل تجعله يرقي سلم المجد، بتلك العملية يصير الجندي ضابطا برتبة الملازم (وفرزوا له قوة خاصة تحت أمرته، رجال اشداء يتلقون تدريبات خاصة، قادرين علي تحمل الجوع والعطش والتهام الضفادع،عربتان معدتان جيدا خصصتا له، مجموعة من الجمال الشرسة والخيول المدربة . وصار المسؤول عن كل ملفات النهب) ص 15
ثم بدأت لعبته الخطرة مع الرجل العطار زعيم عصابة من عصابات النهب فيغمض اعينه عمدا عن نشاط مجموعة الرجل العطار ويزوده الرجل بمعلومات عن مجموعة أخري يقدمها له كبش فداء ( يموتون برصاص رجاله الدمويين، يموتون معلقين علي حبال مشانق المدينة ويقتسم هو الثروات مع الرجل العطار ويتلألأ بطلا في سماء المدينة) ص 15
وحين يوشك أمره ان ينكشف بفعل مجهودات ضابط نزيه يتخلص من الضابط باستخدام نفوذه ويتخلص من شريكه العطار بعملية عكسية ويقضي عليه قضاء مبرما ويسطع نجمه أكثر، بات الرجل الأسطورة الذي يخطب الناس وده. وفي هذه الظروف تعرف علي سليم امبدي وهو من الزعامات القبلية الشابة وكان واقعا في ورطة نجمت عن ابتزاز رجل قواد له بصور فاضحة صورها له بعد ان استدرجه بزوجة حسناء.وهنا قدم الرجل الاسطورة خدماته لسليم بنجاح ساحق خلصه من جميع كوابيسه وكان مصير المبتز السجن ثم الموت. وبدا الرجل الاسطورة مجدا جديدا مع سليم امبدي غير فيه جلده بالتحول الي ادارة المرور ابتداء، ثم ولج عالم السياسة والناس المهمين عبر بوابة سليم وتعلم دروب التصاديق والرشاوي واكل المال العام بذرائع مختلفة، توالت النجوم علي الكتف حتي باتت صقورا ومقصات، يصور الصويم الأمر بشكل بديع يبين كيف تكون ذاكرة الشعب وقادة في رصدها للتحولات الاجتماعية فيجعل الرجل الأسطورة يكشف كيف تلاعبوا بكل شئ وفي كل شئ(أسافرالي العاصمة وأدور علي الرجال المهمين واخرج بالتصاديق الخطرة السهلة،عشرة الف برميل بنزين لبكاسي ام عشوش،نصيب الاقليم من التموين عشرات الاطنان من السكر والدقيق احملها تصاديق بجيبي وابيعها ورقا،المدينة تحتاج لسرب عربات جديد بوليس المدينة يحتاج لشرابات جديدة،الغابات في شرق المدينة تصد الهواء وتأوي عصابات النهب فتبدأ مناشير سليم في ذبح الاشجار) ص 30.
ثم يصبح مسؤولا عن التنمية، ثم يتم اختياره لمنصب امني حساس ويتزايد نفوذه وتتزايد ثروته، ويتزايد نفوذ سليم وتحكمه في مصائر الناس.يصف الرجل المنسي سليم وصفا دقيقا(سليم امبدي نوع غريب من الرجال يمتلك المئات من الابقار والالاف من الافدنة الزراعية ويقاتل لاجل عنزة.يترك زوجته تموت ببطء بالسرطان ويخطط هو للزواج بامرأة تضمن له حظوة وسند في الديار البعيدة) ص 46 . وليست تلك هي عيوب سليم الوحيدة فهو عنصري ومشعل حروب(سليم أول من اشعل الفتنة كان يتكلم بغموض عن النقاء والاراضي الشاسعة_كان يقول :سنجد انفسنا محاصرون بوحدة اللون .سليم اول من اشتري لرعاته اسلحة متقدمة واخذ يقهقه حين اخبروه بان الرعاة يتدربون علي اجساد القرويين العراة.) ص .46.
ولكن الرجل الاسطورة لعب بالنارمع سليم الذي اخذه من الحضيض الي القمة فقام الرجل وهو يشغل منصبا سياسيا وامنيا رفيعا بمد احد الخصوم لصديقه وهو من الزعامات القبلية المنافسة بالسلاح سرا حتي بات ذلك الرجل (سلطان منطقة ام عضام) بعبعا مخيفا وادرك الرجل الاسطورة خطورة الموقف بعد ان تلقي تهديدات مباشرة من السلطان الذي زاده السلاح غرورا، فقام الرجل بتجهيز حملة ابادة وهاجم قرية ام عضام واصدر اوامره الصريحة(بعد ساعة من الان لا اريد دجاجة حائمة بتراب ام عضام) وتمت المجزرة وقتل سلطان ام عضام وجنده. بعد تلك المجزرة ضحي سليم بصديقه القديم ووضعته السطات تحت الاقامة الجبرية وحملته وزر الجريمةوحده، ووواصل سليم رحلة نجوميته.ان سليم يصعد السلم صوب نهايته وسينحدر الي الحضيض يوما كما انحدر كل الطغاة من قبل.انها مسألة وقت ، لذلك يبدو شعور ضابط الامن الراوي بالغثيان في نهاية الرواية مفهوما بعد جولته مع سليم امبدي وهو يستعيد في ذاكرته حكايات الطاغية الصغير السابق الرجل الأسطورة جندي الشرطة السابق الذي تسلق السلم حتي نهايته ثم انحدر من جديد الي الحضيض، ان رجل الامن الشاب يرفض ان يكون نسخة ثالثة من سليم والرجل الأسطورة، لذلك يقرر الفرار بجلده قبل بلوغ أعلي سلم الحضيض. وهكذا تنتهي رواية كان يمكن ان تكون افضل كثيرا مما كانت لو منح كاتبها نفسه فرصة كتابتها مرات ومرات علي مهل واعادة القراءة من جديد ثم اعادة الكتابة، فالرواية التي نشرت علي جمالها وقوة موضوعها تعطي كل قارئ لها ذلك الأحساس بانها تخطيط أولي لرواية عظيمة لم تتم بعد ولم يتم اغناؤها بالتفاصيل الكثيرة المرتبطة بها. هي رواية لامست عصب الحياة المعاصرة في السودان وفي دارفور
ولامست جذور الصراع الدائر هنا وهناك وحاولت التعرف علي مسبباته وتأثيراته في حياة الناس، لكنها وقفت عند الابواب المغلقة ولم تبحث عن طريقة لاقتحامها وفض اسراراها، ولو فعلت لكانت النتيجة مذهلة، هي رواية قابلة لاعادة كتابتها وقابلة لاعادة انتاجها.فثمة كثير مما ينبغي ان يقال لم يقل وما ينبغي ان يلامس لم تتم ملامسته. ومع ذلك كله تبقي متعة القراءة حاضرة وروعة السرد حاضرة والأسئلة التي تثيرها الرواية واضحة وتشابه بعض الشخصيات مع شخصيات عامة شغلت الناس كثيرا واضحة جدا بخاصة شخصية سليم امبدي التي تكاد تقول هأنذا .ذلك التشابه قد يجعل البعض يظن الكاتب يكتب تاريخا لكن الحقيقة انه يكتب رواية لا يغير تشابه بعض شخوصها وأحداثها مع الواقع من كونها رواية من نسج الخيال شيئا.
من الناحية الفنية اعتمدت الرواية اسلوب التناوب السردي حيث يبدأ الراوي (حسين) ضابط الامن ثم يستلم الرجل الأسطورة المسؤول السابق دفة السرد، ثم يعاود حسين استلام دفة السرد ، ثم يمسك سليم امبدي دفة السرد وهكذا يظل السرد متناوبا. فليس هناك صوت واحد وليس هناك راو عليم.الشخصيات في الرواية ليست كثيرة ، بل هي شخصيات قليلة جدا ، وقلةالشخصيات من سمات القصة لا الرواية لكن ذلك لايمنع امكانية وجود رواية قليلة الشخصيات أو محورها حياة شخص واحد، الشخصيات الثلاث الرئيسة هي ضابط الامن والرجل الاسطورة أو المهم المسؤول السابق وسليم امبدي الزعيم القبلي والسياسي المؤثر كلها شخصيات سلطوية بحتة تمثل ثلاثة اجيال سلطوية الرجل الاسطورة يمثل الماضي أو السلطة الآفلة وسليم امبدي السلطة المهيمنة الحاضرة وضابط الأمن وهو يمثل السلطة الصاعدة المستقبلية الشاهدة علي الماضي والحاضر. وهناك شخصيات حاضرة في الرواية حضورا هامشيا باهتا هي خديجة المرأة التي كانت موضوعا لشهوة الرجل المهم وزوجها تورين الذي كان ضحية لشهوتي الجنس والسلطة عند الرجل المهم فجاء اسمه (تورين) متطابقا مع كونه الضحية لشهوتين. وهناك الرجل العطار قائد عصابات النهب الذي لعب مع السلطة لعبة خطرة انتهت بتخلص السلطة منه عند تعارض مصالحها مع وجوده واستمرار علاقته بالرجل المهم. ونفس الشئ حدث مع سلطان ام عضام الذي حاول ان يلعب ذات اللعبة مع السلطة علي خلفية اجندة عرقية وشخصية فكانت النتيجة دفنه هو واحلامه واهله في مجزرة اهيل عليها النسيان. وحتي الرجل المهم حين تعارضت طموحاته الشخصية مع مصالح السلطة ورجالها تم ابعاده من مسرح الاحداث ووضع تحت الاقامة الجبرية. بقدر هيمنة السلطة ورجالها علي المصائر وعلي مجريات الاحداث جاءت هيمنة الشخصيات الثلاثة الممثلة للسلطة علي السرد شبه مطلقة وصوت الاخرين خافتا لايكاد يسمع. ان القالب الفني جاء معبرا عما يجري في واقع الحياة، فالمسحوقين لاصوت لهم ولا منابر اعلامية لهم ولايسمح لهم بالاستغاثة ورفع الصوت، لذلك يبقون في جوانب المشهد جنودا يرسلون الي الحروب وحشودا يحشدها سليم وامثاله للاحتفاء بسلطة تذيقهم الويل سرا ويستقبلونها بلافتات الترحاب علنا دون ان يدروا ان ذلك الجرح من تلك الاظافر الطويلة والمخالب.أو نساء يكن موضوعا لشهوات مريضة لممثلي السلطة، ففي الرواية يضاجع ممثلي السلطة الثلاثة نساء مقهورات ليس لاي منهن حق الاقتراب منهن،فالرجل المهم جلد تورين واجبره علي تطليق امرأته واخذها لنفسه، وسليم غارق في العلاقات الآثمة حتي أذنيه حتي تم ابتزازه باحدي علاقاته، وضابط الامن يضاجع أمراة فقيرة مثلهم. المكان ظاهر في الرواية بشكل مبهريدل علي معرفة عميقة بدارفور مسرح احداث الرواية فالمساكن الموصوفة في الرواية مساكن دارفورية بحتة وكذلك الطبيعة والاماكن والاشياء ( الجمامات وهي منابع المياه القريبة في الوادي) بائعات الشاي ( الحجبات والتعاويذ والتمائم)( مشاهد الاحتفال بالقبض علي افراد عصابات النهب) (الحكامات أي المغنيات الشعبيات اللائي يمجدن البطولات)( عربات الشحن الصفراء) عصابات النهب والمعارك معهاؤر والصراعات القبلية والطموحات لدي الزعماء المحليين....كل شئ في الرواية يشير الي ان دارفور هي مسرح الاحداث وبشكل خاص جنوب دارفور.انها رواية تهز الساكن وتوقظ النائمين من غفوتهم وثباتهم الطويل. هي رواية ساحرة علي قصرها وعدم اكتمالها كما ذكرنا.
صلاح الدين سر الختم علي
مروي
16 مايو 2013
الرواية من منشورات مكتبة الشريف الاكاديمية وتقع في ستة وستين صفحة من القطع الصغير. القصة تروي بواسطة عدة رواة، الراوي الأول النقيب (حسين الطاهر) وهو رجل يتبع لجهاز أمني مكلف بحراسة مسؤول سابق بات قيد الإقامة الجبرية في قصره، يسمي الراوي نفسه سيد الظلام(الظلام لي ، أدور فيه، أمزقه،أهشمه واجعله شظايا ثم أرتقه وأعيد الترتيب فيه.انا سيد المدينة، سيد الرجال، سيد الظلام والأوهام.)
ثم يعطينا لمحة عن الشخصية المكلف بحراستها(بين نومه وصحوه وجد نفسه حبيسا بين ذات الجدران العالية.القصر الفخيم قصر هنائه ولياليه الخالدة، تحول الي سجن.ذات الرجال من كانوا يحرسونه ضد لسعات الباعوض ويحمونه من صرخات الصغار، صاروا حرسا عليه عيونهم تترصده من أعلي الابراج العالية، يحسبون خطواته ويضبطون لفتاته)
هكذا يبدو الرجل تجسيدا لسلطة أفلت شمسها، لكن السلطة الراهنة تخشاه لسبب ما وتجعله قيد المراقبة الدائمة واللصيقة.هكذا من السطور الاولي يبين موضوع الرواية في كونها ترصد صراع النفوذ والثروة والسلطة في السودان وفي دارفور تحديدا. وليجعل الأمر واضحا في كونه صراع المركز والهامش يورد علي لسان الراوي ضابط الأمن مايلي( بعربتي الفارهة اشق حواري المدينة البعيدة تلك الطرفية، البيوت من حولي هامدة وقشها يصفر مع ريح الصباح،اهبط البيوت الخيران، اصعد البيوت التلال.اقترب بعربتي من طلمبات المياه اليدوية أوقف عربتي، تموت الطلمبات تهمد الأيدي وتتركز العيون علي أنا الغريب، الأنيق، المريب) ص3
هذا المقطع من الرواية يورد فيه الكاتب بذكاء ملامح صراع الهامش والمركز في السودان،فالعربة الفارهة تقابلها البيوت الهامدة التي يصفر قشها مع الريح،المركز يقود العربات الفارهة التي تنتمي للقرن الحادي والعشرين بينما أهل الهامش يعيشون في قطاطي من القش تنتمي للعصور القديمة، وتعبيرالمدينة الطرفية البعيدة هو تجسيد آخر لنفس المعني،وليس المقصود البعد الجغرافي بل التأكيد علي مفهوم الهامش ، والوصف هو لمدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور،وهناك تجسيد آخر من خلال وصف الطلمبات اليدوية التي تعرف بالكرجاكة وهي منتشرة في دارفور ونيالا وهي اشارة الي ازمة المياه التي عجزت الحكومات عن حلها بصورة تليق بالانسان. اما توقف الايدي عن ضخ المياه من الكرجاكة او طلمبة المياه عند قدوم ممثل سلطة المركز فهو تصوير لموقف الانسان البسيط من السلطة، موقف الخوف والشك والإرتياب الذي جعل ممثل السلطة يشعر بانه غريب ومريب . انه تصوير جيد وجميل لمسألة الانسان والسلطة في كل مكان وليس في السودان فحسب.
ثم يقوم الراوي بتقديم صورة أولية عن المسئول السابق في لقطات وصفية سريعة له ولقصره(البوابة الضخمة الملئية بالنقوش الدقيقة ورسومات الطير والغزلان ينفتح وسطها باب يفضي الي الداخل.اشجار الجوافة والليمون والمانجو والبرتقال تنبثق بغتة، كتلة خضراء تنتشر بلا نظام، الغزلان الصغيرة تمرق بقربك متقافزة ثم يبدأ الضجيج، عشرات الطيور المزقزقة المرفرفة فوق رأسك) ص 4 ,هكذا يبدو الرجل أسدا عجوزا يعيش في غابة مصغرة ولكن كونه بات أسدا بلا انياب فأن الغزلان تتقافز في طمأنينة في غابته وهذا مظهر دائم من مظاهر الطغاة صغار أو كبارا وهو انه حين تزول هالة السلطة الغاشمة عنهم ويعودون بلا أنياب فأن الخوف منهم يزول ويتجرأ عليهم كل من لم يكن يجروء علي المرور بشارع من المحتمل عبورهم فيه.
ثم نكتشف ان الرجل يعاقر الخمر(استند بيده علي التراب وبعيون مخمورة أخذ يتفحصني.) ص 4
وفيما بعد يشاركه الراوي شرب الخمر لنكتشف شيئا مشتركا بينهما وهو شرب الخمر وفي المستقبل نكتشف وجوه شبه أكثر فالراوي في الحقيقة وامتداد لشخصية من يحرسه في الزمان والمكان( حين تركته كنا قد قضينا علي زجاجة العرقي واكلنا اللحم المشوي وتركنا زجاجة الويسكي لحين إيابي) ص 1.
النهوض من الحضيض الي المجد الزائف:
ينسج الصويم أسطورة الرجل الذي نهض من الحضيض، كان جنديا صغيرا في الشرطةمفتونا بزيه العسكري فتم نقله الي منطقة بعيدة تسمي العشوش ليعسكر هناك برفقة اثنين من زملائه ، يصف العشوش فيقول(وكانت العشوش قطاطي بلا حيشان منثورة ،عدة اغنام وحمير وشمس مهلكة، وطين ووحل وناموس) يشعر الجندي بانه ضحية مؤامرة (اعتبرت كل ذلك مؤامرة دنئية ضدي، طوال ستة اشهر لم اتوقف عن التفكير في السبب الذي لاجله ارسلونا لذلك المكان القصي)ثم بدأ يكتشف سحر السلطة ويمارسها في ذلك المكان ومارس سلطته مرة ضد رجل سرق دجاجة ومرة ضد رجل يسمي تورين أراد الاستيلاء علي زوجته التي اعجبته ، فقام باعتقاله واجباره علي تطليق زوجته تحت التعذيب بدعوي انها طلبت الطلاق منه، ثم يبدأ نجمه في الصعود حين يقود قوة من الشرطة للقضاء علي عصابة نهب كان افرادها نائمون حين هاجمتهم القوة، وخلال تلك العملية يتعرف الرجل علي قائد عصابة النهب وهو تاجر عطور في المدينة ويتعارك معه ثم يسمح له بالفرار نظير ان يقدم له الاخير خدمات في المستقبل تجعله يرقي سلم المجد، بتلك العملية يصير الجندي ضابطا برتبة الملازم (وفرزوا له قوة خاصة تحت أمرته، رجال اشداء يتلقون تدريبات خاصة، قادرين علي تحمل الجوع والعطش والتهام الضفادع،عربتان معدتان جيدا خصصتا له، مجموعة من الجمال الشرسة والخيول المدربة . وصار المسؤول عن كل ملفات النهب) ص 15
ثم بدأت لعبته الخطرة مع الرجل العطار زعيم عصابة من عصابات النهب فيغمض اعينه عمدا عن نشاط مجموعة الرجل العطار ويزوده الرجل بمعلومات عن مجموعة أخري يقدمها له كبش فداء ( يموتون برصاص رجاله الدمويين، يموتون معلقين علي حبال مشانق المدينة ويقتسم هو الثروات مع الرجل العطار ويتلألأ بطلا في سماء المدينة) ص 15
وحين يوشك أمره ان ينكشف بفعل مجهودات ضابط نزيه يتخلص من الضابط باستخدام نفوذه ويتخلص من شريكه العطار بعملية عكسية ويقضي عليه قضاء مبرما ويسطع نجمه أكثر، بات الرجل الأسطورة الذي يخطب الناس وده. وفي هذه الظروف تعرف علي سليم امبدي وهو من الزعامات القبلية الشابة وكان واقعا في ورطة نجمت عن ابتزاز رجل قواد له بصور فاضحة صورها له بعد ان استدرجه بزوجة حسناء.وهنا قدم الرجل الاسطورة خدماته لسليم بنجاح ساحق خلصه من جميع كوابيسه وكان مصير المبتز السجن ثم الموت. وبدا الرجل الاسطورة مجدا جديدا مع سليم امبدي غير فيه جلده بالتحول الي ادارة المرور ابتداء، ثم ولج عالم السياسة والناس المهمين عبر بوابة سليم وتعلم دروب التصاديق والرشاوي واكل المال العام بذرائع مختلفة، توالت النجوم علي الكتف حتي باتت صقورا ومقصات، يصور الصويم الأمر بشكل بديع يبين كيف تكون ذاكرة الشعب وقادة في رصدها للتحولات الاجتماعية فيجعل الرجل الأسطورة يكشف كيف تلاعبوا بكل شئ وفي كل شئ(أسافرالي العاصمة وأدور علي الرجال المهمين واخرج بالتصاديق الخطرة السهلة،عشرة الف برميل بنزين لبكاسي ام عشوش،نصيب الاقليم من التموين عشرات الاطنان من السكر والدقيق احملها تصاديق بجيبي وابيعها ورقا،المدينة تحتاج لسرب عربات جديد بوليس المدينة يحتاج لشرابات جديدة،الغابات في شرق المدينة تصد الهواء وتأوي عصابات النهب فتبدأ مناشير سليم في ذبح الاشجار) ص 30.
ثم يصبح مسؤولا عن التنمية، ثم يتم اختياره لمنصب امني حساس ويتزايد نفوذه وتتزايد ثروته، ويتزايد نفوذ سليم وتحكمه في مصائر الناس.يصف الرجل المنسي سليم وصفا دقيقا(سليم امبدي نوع غريب من الرجال يمتلك المئات من الابقار والالاف من الافدنة الزراعية ويقاتل لاجل عنزة.يترك زوجته تموت ببطء بالسرطان ويخطط هو للزواج بامرأة تضمن له حظوة وسند في الديار البعيدة) ص 46 . وليست تلك هي عيوب سليم الوحيدة فهو عنصري ومشعل حروب(سليم أول من اشعل الفتنة كان يتكلم بغموض عن النقاء والاراضي الشاسعة_كان يقول :سنجد انفسنا محاصرون بوحدة اللون .سليم اول من اشتري لرعاته اسلحة متقدمة واخذ يقهقه حين اخبروه بان الرعاة يتدربون علي اجساد القرويين العراة.) ص .46.
ولكن الرجل الاسطورة لعب بالنارمع سليم الذي اخذه من الحضيض الي القمة فقام الرجل وهو يشغل منصبا سياسيا وامنيا رفيعا بمد احد الخصوم لصديقه وهو من الزعامات القبلية المنافسة بالسلاح سرا حتي بات ذلك الرجل (سلطان منطقة ام عضام) بعبعا مخيفا وادرك الرجل الاسطورة خطورة الموقف بعد ان تلقي تهديدات مباشرة من السلطان الذي زاده السلاح غرورا، فقام الرجل بتجهيز حملة ابادة وهاجم قرية ام عضام واصدر اوامره الصريحة(بعد ساعة من الان لا اريد دجاجة حائمة بتراب ام عضام) وتمت المجزرة وقتل سلطان ام عضام وجنده. بعد تلك المجزرة ضحي سليم بصديقه القديم ووضعته السطات تحت الاقامة الجبرية وحملته وزر الجريمةوحده، ووواصل سليم رحلة نجوميته.ان سليم يصعد السلم صوب نهايته وسينحدر الي الحضيض يوما كما انحدر كل الطغاة من قبل.انها مسألة وقت ، لذلك يبدو شعور ضابط الامن الراوي بالغثيان في نهاية الرواية مفهوما بعد جولته مع سليم امبدي وهو يستعيد في ذاكرته حكايات الطاغية الصغير السابق الرجل الأسطورة جندي الشرطة السابق الذي تسلق السلم حتي نهايته ثم انحدر من جديد الي الحضيض، ان رجل الامن الشاب يرفض ان يكون نسخة ثالثة من سليم والرجل الأسطورة، لذلك يقرر الفرار بجلده قبل بلوغ أعلي سلم الحضيض. وهكذا تنتهي رواية كان يمكن ان تكون افضل كثيرا مما كانت لو منح كاتبها نفسه فرصة كتابتها مرات ومرات علي مهل واعادة القراءة من جديد ثم اعادة الكتابة، فالرواية التي نشرت علي جمالها وقوة موضوعها تعطي كل قارئ لها ذلك الأحساس بانها تخطيط أولي لرواية عظيمة لم تتم بعد ولم يتم اغناؤها بالتفاصيل الكثيرة المرتبطة بها. هي رواية لامست عصب الحياة المعاصرة في السودان وفي دارفور
ولامست جذور الصراع الدائر هنا وهناك وحاولت التعرف علي مسبباته وتأثيراته في حياة الناس، لكنها وقفت عند الابواب المغلقة ولم تبحث عن طريقة لاقتحامها وفض اسراراها، ولو فعلت لكانت النتيجة مذهلة، هي رواية قابلة لاعادة كتابتها وقابلة لاعادة انتاجها.فثمة كثير مما ينبغي ان يقال لم يقل وما ينبغي ان يلامس لم تتم ملامسته. ومع ذلك كله تبقي متعة القراءة حاضرة وروعة السرد حاضرة والأسئلة التي تثيرها الرواية واضحة وتشابه بعض الشخصيات مع شخصيات عامة شغلت الناس كثيرا واضحة جدا بخاصة شخصية سليم امبدي التي تكاد تقول هأنذا .ذلك التشابه قد يجعل البعض يظن الكاتب يكتب تاريخا لكن الحقيقة انه يكتب رواية لا يغير تشابه بعض شخوصها وأحداثها مع الواقع من كونها رواية من نسج الخيال شيئا.
من الناحية الفنية اعتمدت الرواية اسلوب التناوب السردي حيث يبدأ الراوي (حسين) ضابط الامن ثم يستلم الرجل الأسطورة المسؤول السابق دفة السرد، ثم يعاود حسين استلام دفة السرد ، ثم يمسك سليم امبدي دفة السرد وهكذا يظل السرد متناوبا. فليس هناك صوت واحد وليس هناك راو عليم.الشخصيات في الرواية ليست كثيرة ، بل هي شخصيات قليلة جدا ، وقلةالشخصيات من سمات القصة لا الرواية لكن ذلك لايمنع امكانية وجود رواية قليلة الشخصيات أو محورها حياة شخص واحد، الشخصيات الثلاث الرئيسة هي ضابط الامن والرجل الاسطورة أو المهم المسؤول السابق وسليم امبدي الزعيم القبلي والسياسي المؤثر كلها شخصيات سلطوية بحتة تمثل ثلاثة اجيال سلطوية الرجل الاسطورة يمثل الماضي أو السلطة الآفلة وسليم امبدي السلطة المهيمنة الحاضرة وضابط الأمن وهو يمثل السلطة الصاعدة المستقبلية الشاهدة علي الماضي والحاضر. وهناك شخصيات حاضرة في الرواية حضورا هامشيا باهتا هي خديجة المرأة التي كانت موضوعا لشهوة الرجل المهم وزوجها تورين الذي كان ضحية لشهوتي الجنس والسلطة عند الرجل المهم فجاء اسمه (تورين) متطابقا مع كونه الضحية لشهوتين. وهناك الرجل العطار قائد عصابات النهب الذي لعب مع السلطة لعبة خطرة انتهت بتخلص السلطة منه عند تعارض مصالحها مع وجوده واستمرار علاقته بالرجل المهم. ونفس الشئ حدث مع سلطان ام عضام الذي حاول ان يلعب ذات اللعبة مع السلطة علي خلفية اجندة عرقية وشخصية فكانت النتيجة دفنه هو واحلامه واهله في مجزرة اهيل عليها النسيان. وحتي الرجل المهم حين تعارضت طموحاته الشخصية مع مصالح السلطة ورجالها تم ابعاده من مسرح الاحداث ووضع تحت الاقامة الجبرية. بقدر هيمنة السلطة ورجالها علي المصائر وعلي مجريات الاحداث جاءت هيمنة الشخصيات الثلاثة الممثلة للسلطة علي السرد شبه مطلقة وصوت الاخرين خافتا لايكاد يسمع. ان القالب الفني جاء معبرا عما يجري في واقع الحياة، فالمسحوقين لاصوت لهم ولا منابر اعلامية لهم ولايسمح لهم بالاستغاثة ورفع الصوت، لذلك يبقون في جوانب المشهد جنودا يرسلون الي الحروب وحشودا يحشدها سليم وامثاله للاحتفاء بسلطة تذيقهم الويل سرا ويستقبلونها بلافتات الترحاب علنا دون ان يدروا ان ذلك الجرح من تلك الاظافر الطويلة والمخالب.أو نساء يكن موضوعا لشهوات مريضة لممثلي السلطة، ففي الرواية يضاجع ممثلي السلطة الثلاثة نساء مقهورات ليس لاي منهن حق الاقتراب منهن،فالرجل المهم جلد تورين واجبره علي تطليق امرأته واخذها لنفسه، وسليم غارق في العلاقات الآثمة حتي أذنيه حتي تم ابتزازه باحدي علاقاته، وضابط الامن يضاجع أمراة فقيرة مثلهم. المكان ظاهر في الرواية بشكل مبهريدل علي معرفة عميقة بدارفور مسرح احداث الرواية فالمساكن الموصوفة في الرواية مساكن دارفورية بحتة وكذلك الطبيعة والاماكن والاشياء ( الجمامات وهي منابع المياه القريبة في الوادي) بائعات الشاي ( الحجبات والتعاويذ والتمائم)( مشاهد الاحتفال بالقبض علي افراد عصابات النهب) (الحكامات أي المغنيات الشعبيات اللائي يمجدن البطولات)( عربات الشحن الصفراء) عصابات النهب والمعارك معهاؤر والصراعات القبلية والطموحات لدي الزعماء المحليين....كل شئ في الرواية يشير الي ان دارفور هي مسرح الاحداث وبشكل خاص جنوب دارفور.انها رواية تهز الساكن وتوقظ النائمين من غفوتهم وثباتهم الطويل. هي رواية ساحرة علي قصرها وعدم اكتمالها كما ذكرنا.
صلاح الدين سر الختم علي
مروي
16 مايو 2013