المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذا كنت قاضي كيف تحكم علي رجل قتل ابنته في مدني



صالح ابوشوارب
31-03-2005, 06:49 PM
مرافعــة من الذاكرة

المحكمة الكبرى بود مدني

محاكمة م.م/ 1967
المادة - 251-ع

المحامي حسين عثمان وني





السادة رئيس وأعضاء

المحكمة الكبرى بود مدني

سادتي الأجلاء :

ليس غريباً أن تنعقد المحاكم- من وقت لآخر- لمحاكمة فرد أو أفراد اتهموا باجتراح الجناية العظمى... فلقد ظل الإنسان – منذ خلق الله الإنسان- يسفك الدم لهذا السبب أو ذاك ... تحت هذه الظروف أو تلك.

ولكن الشاذ النادر أن تنعقد محكمة لمحاكمة والد يقتل ابنته.. وفلذة كبده , ذلك أن الطبيعة في حكمتها التي توخت بها بقاء النوع واستمراره- قد قدرت أن السبيل الأمثل لتحقيق ذلك هو أن تعمق في نفس الوالد – حيواناً كان أم إنساناً- غريزة العطف على مولوده وتأصل في وجدانه مشاعر الحنو والرحمة والشفقة حتى ليؤثر وليده على نفسه.. حتى ليضحي بحياته في سبيل الذود عنه وصونه والذود عن حماه.

ولو كان المتهم الماثل أمام المحكمة قد اقترف جريمة قتل صداً لأذى يوشك أن يلحق ببنته أو درءاً لخطر يتهدد هناءها وسعادتها لما أثار ذلك فينا كثيراً من العجب والاستغراب .. ولما وقفنا طويلاً نستنطق الوقائع ونحلل العلل والأسباب ونهتك الحجب والأسرار.

ولكن يصطدم تقديرنا لطبائع الأشياء وفهمنا لعلائق البشر ومعرفتنا بقوانين الحياة وغرائز الأحياء أن نرى شيخاً في عمر المتهم وورعه ومركزه يقف متهما بجريمة قتل ابنته .

لو وقفنا عند السطح فلم نلامس الفور .. وقنعنا بالنتائج ولم نعن بالمقدمات فلن نرى في هذه المأساة الإنسانية أكثر مما رآه الطبيب الذي أجرى العملية للقتيلة:

تمزقا وجروحاً ونزيفاً لحقت ببطن القتيلة وأدت إلى وفاتها.

ولو كرسنا اهتمامنا بالظاهر وتمسكنا به ولم نرسل بصرنا بعيداً عميقاً يستبطن الظروف والملابسات والعلل والمعلومات والآثار والمسببات.. فلن نرى من هذه الفاجعة الأليمة أبعد مما رآه الضابط المتحري. قاتل يفد إلى مركز الشرطة .. ويديه تقطر دما ولسانه يعترف بما اجترحت يداه.

أنا إذن لا أتحدث حديثاً إنشائياً عاطفياً عندما أهيب بالمحكمة الموقرة ألا تقف من هذه القضية موقف الطبيب الذي لم يرى إلا "أسباب الوفاة "أو موقف ضابط الشرطة الذي لم ير إلا "المعروضات والاعتراف اللساني"

من حق العدالة على المحكمة أن ترى أبعد من ذلك وأكثر من ذلك. من حقها عليها أن ترى في المتهم الماثل أمامها البيئة التي خرجته والمثل والقيم والمفاهيم التي وعاها والتي شكلته فتأثر بها وعاش لها وبها. فهي في عصمة أمينة إذا وهنت وشائج الزوجية فلن تهن أواصر القربى.

ولقد سارت الأمور في البداية هوناً ويسراً ورخاء كما تمنى الشيخ وقدر.. فعاشت القتيلة مع زوجها وابن عمها في وفاق ووئام كما تعيش مثيلاتها من الريفيات.. ورزقت منه البنين والبنات. ويطمئن إليها الزوج فيهب منزله لها ويسجله باسمها. وتصل أنباء الزوجين وما هما فيه من وئام وصفاء بين الفينة والفينة إلى الشيخ في قريته.. فيحمد الله على ما أصابه من توفيق وما أوتي من سداد.

وبينما الشيخ في حياته تلك الورعة المستقرة .. معززاً مكرماً بين ظهراني أهله وعشيرته.. يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته في صدق وإخلاص واستقامة إذا بكل ذلك ينقلب رأساً على عقب.

كانت القتيلة تحيا حياتها المستقيمة .. إلى أن لاح في أفقها الشيطان.. ممثلاً في موظف وسيم حقير شاء القدر أن يجاورهم في الحي.. فيتصل ذلك الموظف أبن المدينة وربيبها بحكم الجوار وبما نشأ بين أخته وأمه من صلات الزيارة والمعاشرة.. يتصل بالقتيلة بنت القرية والريف فلا يرى فيها سوى جسم يفور وجسد يترجرج فيوسوس لها.. يغويها ويضلها.. ويزين لها الفسق ويدعوها إلى الفجور.. ويمنيها الأماني ويحرضها على زوجها.. ويشجعها على التمرد على سلطان الزوجية والمروق من ضوابط التقاليد .

ولا نعلم على وجه القطع مدى الإعراض والصد ومدى المقاومة والنفور ثم التردد والرضوخ والإذعان لا نعرف كيف دارت معركة الشرف والغواية والوسائل والأساليب والأسلحة التي استعملت... ولكن المؤكد أن القتيلة قد انحرفت ثم انجرفت.. إذا بها تتنكب الجادة وتهجر الطريق المستقيم.

تبدأ فتنكر زوجها وتقرف من معيشتها ولاترى فيه وهي تقارنه بوسامة ذلك الشيطان وتمدنه إلا شخصاً زرياً تمجه وتعافه وتزدريه. ويسقط في يد الزوج وهو يرى زوجته تنبذه تجفاه فيسعى إلى الشيخ في قريته ويقص عليه طرفا من تنكر زوجته وتغير طباعها.

ويحسب الشيخ أن الأمر لا يعدو ما يطرأ عادة في الحياة الزوجية الرتيبة من نفرة وشقاق وسرعان ما تنقشع سحائبه وتصفو سماؤه عندما يمشي وسطاء الخير المصلحون بين الزوجين... يرأبون الصدع ويزيلون أسباب الخلاف.

ويخف الشيخ إلى مدني ويقابل أبنته فيعظها وينصحها ويرشدها إلى ما ينبغي على الزوجة الصالحة على زوجها من سمع وطاعة وعناية ورعاية وتتظاهر بالاقتناع.

ويعود الشيخ إلى قريته حاسبا أن المياه قد عادت إلى المجاري والأمور إلى النصاب. إلا أن الخلاف يشتد ويتفاقم والنزاع يتصاعد ويتأزم ويعوج سلوك الزوجة أكثر فأكثر.

ويهرع الزوج مرة أخرى إلى والدها.. فيعقد لها مجلسا عائلياً ويقدر أن الفتاة الريفية وقد عاشت في المدينة ردحا من الزمن وتشربت روحها بما في المدينة من بهرج ومتاع قد هفت إلى الكماليات فيفرض لها على نفسه مبلغا شهريا يقطعونه من نفقتهم يؤدونها لها كل شهر...وتوافق الزوجة في الظاهر وهي لا تضمر سوى الانتفاع بالمبلغ.

كثيرات هن اللائي يعشن في الظاهر حياة زوجية مستقيمة.. ويهدرن في الخفاء حرمات الزوجية ومقدساتها ، ويبدو أن القتيلة لم تسطيع – بحكم نشأتها الريفية- وما تأصل فيها من صراحة ووضوح وبساطة أن تجاري اللاتي يتقن التمثيل فتخادع وتداجي .. وتحيا حياة مزدوجة ظاهرها الشرف وباطنها الخيانة . لقد ملك عليها الشيطان أمرها وسد عليها أقطار قلبها ، وأنساها اعتبارات الأسرة ومعاني الشرف ، فجاهرت بالمعصية وأعلنت في غير حياء أو حرج أنها تبغي أن تكون حرة حرية لا تحدها قيود ولا تنظمها روابط أو حدود.

هنالك لم يجد الشيخ وقد اخفقت الهوادة واللين والسماحة سوى أن يلجأ إلى الشدة لوأد الطيش وصرف الغواية وقهر الفتنة . لجأ إلى ما لجأ إليه الآباء والأجداد من أساليب لتقويم الحرة وردعها وترويض الشهوة واذلال الجسد الفائر . . فقرر أخذ ابنته بعيداً عن ود مدني – مصدر الغواية والفتنة – وحبسها بمنزله بالجريف وحلق لها شعرها وقيد رجليها وأقامت القتيلة ثلاثة أشهر تظاهرت فيها بالرشاد وأعلنت أنها قد تابت وأنابت وثاب إليها ما عزب عقلها.

وانخدع الشيخ الذي كان يطمع في أن يهديها الله السبيل فخفف من القيود والرقابة ، وتنتهز القتيلة الفرصة ذات مساء فتفر إلى مدني وتطرد زوجها من منزله مستغلة حجية تسجيله باسمها ، وتكيد له فتفتح ضده اكثر من بلاغ كما تفتح بلاغاً ضد والدها وإخوتها بتهمة الخطف والتعذيب.

ولا تقف عند هذا الحد بل تلجأ إلى المحاكم الشرعية تقيم الدعوى إثر الدعوى مطالبة بالطلاق لتفصم المظهر القانوني للزوجية بعد أن فصمته فعلاً وواقعاً . ولا تتحرج حتى عن الرشوة والتحريض على شهادة الزور لتحقيق ذلك.

ولا ييأس الشيخ من إرجاعها إلى حظيرة الأسرة ولا يتركها نهباً لذئاب البشر . ولا يرضى لها ما ارتضته لنفسها من انطلاق وجموح ، فيستكتب زوجها توكيلاً شرعياً يخول له مخاصمتها ، وينازلها في الميدان الذي اختارته محتكماً إلى الشرع مطالباً باسم الزوج بردها إلى الطاعة وإجبارها على منزل الزوجية.

وأثار هذا التصرف من الشيخ خنق القتيلة وحقدها وأجج نيران موجدتها إضعافا مضاعفة . ورأت في الشيخ وفي تصميمه على ردها إلى الطريق المستقيم العقبة الصلدة التي تقف بينها وبين ما وطنت نفسها عليه من حرية وفجور . ولعلها قدرت بأن زوجها ما كان سيصمد ويقاوم لولا مؤازرة والدها وعونه وتصميمه واعماها الحقد فلم تر في هذا الشيخ الذي أثقلت كاهله الأعباء والسنون والذي أهمل عمله وأسرته من أجلها لم تر فيه إلا عدواً بغيضاً يجب أن تقهره وتستذله وتنتقم منه افظع انتقام.

كانت إذا التقت به في دور المحاكم أو الطرقات تعرضت له في فحش وتصدت له في بذاءة وإقذاع وقالت له ما تتحرج البغايا الداعرات عن التفوه به على مسمع من السابلة وعلى مشهد من الجموع.

وتلزع الشيخ الإهانة وتلسعه الفضيحة ويكتسي جبينه خزياً وعاراً .. ويود لو تنشق الأرض وتبتلعه ولا يسمع ما تتفوه به بنته عنه وعن نفسها من مسبة وشغار.

ولا نشك في أن صراعاً هائلاً كان يثور ويحتدم في نفس الشيخ وهو يشاهد المنحدر السحيق والحمأة المثبتة التي تتمرغ فيها بنته .. ولا نعرف بأية قوة خارقة كان الشيخ يقهر غضبه ويكبت انفعالاته ويربط جأشه في موقف يطيش فيه الصواب وينفر منه الرشاد ويفر عنده الحلم.

ولكن الذي نعلمه .. إن الشيخ كان كمثل أولى العزم يتجلد ويكبح لا غضب نفسه وإنما غضب مرافقيه من الأهل والعشيرة ويحول بينهم وبين القتيلة.

وكان من الطبيعي أن تترك مثل هذه المعارك والصراعات النفسية آثارها واضحة قوية على صحته وحياته .. فينكمش داخل نفسه وينعزل عن المجتمع وتعتريه حالات من الذهول ، فيزهد الحياة ، ويعاف العيش ويعزم على الهجرة إلى الأراضي المقدسة فراراً من العار ونجاة من الفتنة.

ولكن الشيخ يعود فيرى في ذلك تنصلاً من المسئولية وتحميل ثقلها إلى من هم ليسوا أولى منه بها.

ولا ترحمه ابنته .. فيزداد تحرشها به ويتعاظم استفزازها له وسخريتها من حلمه فتعلن له في قحة.. وصفاقة .. وتهتك ومجانة أنها حبلى من سفاح وأنه في تقديرها أهون من أن يحرك نحوها ساكناً أو يرفع عليها يداً.

ولا ريب أن الشيخ قد ذهل . ولكن شعاعاً من أمل يراوده .. أن تكون ابنته قد جنت واختل عقلها واضطرب عصبها والتاث فكرها .. ربما كانت فريسة الأوهام وضحية الرؤى والأطياف تخادعها وتمكر بها وتوهمها أن والدها عدوها الأوحد وإن رسالتها في الحياة هي جرح كرامته وخدش عزته وهتك سمعته وتمريغها بالرغام.

ويرتاح الشيخ إلى هذا الخاطر نوعاً ما .. فيسعى لدى المحكمة الشرعية ويبثها ظنونه وهواجسه ويلتمس منها إحالة بنته لفحص حالتها وتشخيص علتها ، عند طبيب الأمراض العقلية.

ولا ريب أن الشيخ قد مرت به لحظات شك وارتاب في أن بنته قد تكون صادقة ، وأنها فرطت في شرفها وعفتها وأنها اختارت إلى غير رجعة طريق الغواية والضلال ، ولكن الشيخ كان كما بدا من تصرفاته يرفض تصديق ما يسمع ويرى ويحيا على الوهم وخداع الذات لأنه ما كان يجرؤ على قبول ما تأكد للآخرين ، كان يفزع من الاقتناع ويعز عليه ويعسر أن يرى في بنته المرأة الخليعة المتهتكة التي قد آلت إليها0 كان ينظر فلا يرى .. وإذا رأى أول ما رأى .. ويعزى نفسه بأن ما تقوله بنته لا يعدو أن يكون نكاية وسفها وتجريحاً .. وأنها تفتري على نفسها الكذب لتؤلمه وتهينه .. وخيل إليه أن المنطق يظاهره ، فالمنطق أن تخفي الزانية عارها لا أن تجهر به ، وتستر سفاحها لا أن تباهي به وتعلن عنه. هي إذن كاذبة أو مجنونة ، إذ لو كان حقاً ما تقول لما تبجحت به وبرزته بل لانتبذت مكاناً قصياً تتوارى به وتدفن فيه خزيها وعارها.

وكأن القتيلة قد أحست بما تعرفه من خلق والدها أن عقله يصعب عليه تصور أنها أصبحت زانية وأنها مصرة على السير في الشوط حتى نهايته . وكأنها خلصت إلى أن الشيخ مادام لم يفهم ذلك فلن تفتر همته ولن تهن عزيمته في ملاحقتها لردها إلى حظيرة الأسرة أو بيت الطاعة.

عند ذلك أخذت القتيلة تلح في تأكيد هذه الحقيقة في ابتذال وإسفاف فتكشف عن بطنها وتمعن في الصراخ بأنها قد حملت سفاحاً وحراماً ، وكانت كلما ازدادت إلحاحا وإمعانا كلما ازداد شكاً وتكذيباً في صدقها ويقيناً واقتناعاً بإثبات عقلها.

ولا نعلم على وجه القطع كيف "صفح" الشيخ عقله وحصن نفسه. ولكن المؤكد أنه رفض أخذها بغير بينة واضحة أو دليل مبين . هي مختلة العقل فلا يعول على إقرارها ، وما يبين عليها من تهتك واستهتار قد يكون من أعراض الاختلال لا من دلائل الفجور.

وأغلب الظن أن الشيخ قد تأثر بما قرأ ووعي من الذكر الحكيم " إن بعض الظن إثم" "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ " "والذين يقذفون المؤمنات" ..الخ.

وبينا الشيخ بين الشك واليقين إذ يأتيه ذات يوم خبر في شكل خطاب أو إنسان يقول له إن بنته قد ولدت سفاحاً ، يا للهول ، أيصدق الخبر أم يكذبه أيحفل به أم يهمله ، وينقضي أسبوع كامل والشيخ في قريته يصدق ثم يكذب ويكذب ثم يصدق وتفترسه الحيرة وتتوزعه الشكوك لا بد له أن يعرف أن يتأكد فليس من رأى كمن سمع . ولا سبيل إلى ذلك إلا بالشخوص إلى مدني ويجد الشيخ نفسه ذات صباح يجلس مع المسافرين إلى مدني بالبص السريع ، يشهد شخوصهم ولا يتبينها ويسمع نقاشهم ولا يعيه ولعل ضجيج البص وضوضاء الركاب قد انقلبت في أذنيه إلى صوتين : صحيح . كذب ، كذب صحيح ، صحيح كذب.

وينتهي البص إلى مدني وينزل الشيخ ويسير حتى يصل منزل بنته ويجد الباب مفتوحاً فيلج وفي قلبه يأس وفي يأسه أمل ، وتقع عينه على عود بفناء الدار فيحمله .. لماذا؟ قد يتمخض الأمر عن لا شئ أو عن "علقة ساخنة" إذا انجلى الأمر عن مجرد إشاعة وقابلته البنت ببذاءتها وقلة حيائها. ويدلف إلى غرفتها فتهب واقفة فيبادرها سائلاً عما يقلقه " أصحيح الخبر الذي بلغنا ؟ وكأنه كان يأمل أن تجيبه ، وما الذي بلغكم أو أن تنهال عليه كدأبها بلسانها السليط فتوسعه سباً وشتماً وفحشاً وهجراً ولعله لو سمع شيئاً من ذلك لطرب .. فهو على أي حال شر أهون من الشر الذي كان يخشاه.

ولكن بنته على غير عادتها قد وجمت وانعقد لسانها ويهبط قلب الشيخ بين ضلوعه وينظر فإذا غير بعيد عنها يرقد المولود الجديد .. ثمرة الرذيلة ونتاج السفاح . لقد إنجاب الشك وانجلى الارتياب ..

وانتهى عهد خداع الذات هاهو ينبض بالحركة ويموج بالحياة شاهداً ما بعده محل لشك أو تكذيب أو أمل.

هناك يندك جبل الصبر الشامخ ..ويفور بركان الغضب المكبوت . وإذا بالشيخ وقد خانه ورعه وفر منه تقاه . وينظر فلا يرى في المرأة الماثلة أمامه البنت التي كفلها ورعاها وأحبها .. وقبل خدها وجبينها وحملها على ذراعيه ووضعها على حجره وربت على شعرها .. وإنما يرى فيها الدنس والقذارة.. العهر والفجور .. الفاحشة والرذيلة فينهال عليها ضرباً بالعود الذي يحمله.

ويبرح الضرب بالقتيلة فتصرخ ثم يشتد عليها فتهرب .. تهرب ؟ إلى اين ؟ وكلمح البصر يومض في ذهن الشيخ ووجدانه هروبها السابق ، لقد أيقن من قبل .. تركها تهرب من بين يديه..فماذا كانت النتيجة؟ استهانت به وبشرفها وبشرف الأسرة والقبيلة .. دنست كل ذلك ولوثته وداسته بالأقدام ، لقد فرط فيها ففرطت في عرضها .. عرضها ؟ في عرضه فعرضها من عرضه . كم جنينا آخر ستحمل به سفاحاً وتضمه إلى هذا الوليد الذي يضطرب بالحركة والحياة لو تيسر لها ما تيسر لها من قبل من هروب وفرار.

لقد استعان عليها بكل شئ .. واستنفد كل شئ .. الوعد والوعيد .. الإغراء والترهيب ، الرشوة والتعذيب . القانون والشريعة ، فما أجدى معها شئ ولا أجداه منها شئ.

ويرتفع صراخها فيذكره بما أسمعته له ولأبنائه وأخوته من سب وإهانة .. ومن هزىء وسخرية .. ومن خزي وعار . ولعل صراخها يختلط بصياح المولود الذي أيقظته الجلبة.. ويسمع الشيخ وينظر الشيخ . ها هي توشك أن تهرب مرة أخرى .. تهرب من جديد لتمارس مرة أخرى عهرها وفسادها وتشبع ساديتها بإذلاله وامتهانه في الشوارع والطرقات .. أمام الحشود والجموع.

يسمع الشيخ كل ذلك .. ويرى الشيخ كل ذلك فيغلي الدم في عروقه وتثور الحمية في رأسه وإذا بالمدية التي كانت وادعة في جفيرها "بذراعه" إذا بها مسلولة في يده يغمدها ثم يغمدها في بطنها فلا يلبث حتى تسقط على الأرض مضرجة بدمائها.

ويسير الشيخ إلى مركز الشرطة وكأنه يسير في حلم أو كابوس يسلم مديته ويدلي وهو في حالته النفسية تلك – بأقوال الزاهد في الحياة الراغب في الموت.

هذه يا سيدي الرئيس في إيجاز قصة الرجل الذي تحاكمونه أو بالأحرى مأساته تحتاج إلى بيان أروع وقلم أبرع وتفهم أوسع وعطف أشمل لإبراز أبعادها واستشراف آمادها وتصوير أعماقها وعزائي إذا خانني التعبير أنه لن يعوزكم الفهم ولن يعز عليكم التقدير.

لقد بسطت قضية المتهم .. لم اختلق واقعة .. ولم اعتسف تفسيراً. جمعت خيوطها مما رواه الشهود أو أومأت إليه البينات ، ومما يسيغه المنطق وتقره طبائع الأشياء والأحياء.

ولسوف تسلك المحكمة النهج الذي رسمته لها المنشورات والقانون .. وسوف تستعرض الوقائع وتطرح على نفسها الأسئلة التقليدية . وتستنطق الأدلة وتستلهم ثقافتها وخبرتها وتجاربها وتغوص إلى الأغوار مسترشدة لا بالقانون والسوابق فحسب وإنما بعلم المنطق وعلم النفس وبكل ما في ذخيرتها من مكنون وما في آفاقها من سعة ورحابة.

ويقيني بوجه خاص من بين الأسئلة التي سوف تطرحها المحكمة على نفسها السؤال الذي يتناول حالة المتهم النفسية عندما بعج بطنها بمديته وما إذا كان في الحالة التي تسري عليها أحكام الاستثناء الأول للمادة 249 ع.

هل تسببت القتيلة بقولها أو بسلوكها أو بكليهما في إثارة المتهم واستفزازه واهتياج عصبه والهاب غضبه؟

لا أحسب المرء يحتاج لأن يكون أباً أو لأن تفسد بنته وتسلك معه ومع نفسها وتقول عنه وعن نفسها ما سلكته القتيلة وقالته ليقرر أن ما فعلته وتفوهت به القتيلة يستفز أي أب ويستشير غضبه وانفعاله.

هل نوع ذلك الاستفزاز وتلك الإثارة ودرجته ومداه مما يخرج الرجل العادي عن طوره ويفقده اتزانه؟ إن رجل البوليس الذي اعتاد بحكم مهنته على مشاهدة وسماع المعوج من السلوك والنابي من القول قد أذهلته ولزعته تصرفات وأقوال القتيلة إزاء والدها. وهو بعد لم يشاهد أو يسمع سوى حادثة واحدة ليست بأي حال من الأحوال أسوأها أو أنكاها.

إن المتهم لم يستفز مرة واحدة وإنما كان في حالة استفزاز واستثارة دائمين بما كان يشاهده ويسمعه بنفسه من سلوك القتيلة وأقوالها وبما كان يصل إليه من أخبارها.

ولقد بلغ ذلك الاستفزاز وتلك الإثارة ذروتها عندما وصله أنباء وضعها مولوداً من السفاح وانفجر الرجل غضبه بشكل شديد مفاجئ عندما رأى بعيني رأسه بنته تحتضن ابن السفاح فافقده ذلك السيطرة على نفسه.

لقد كان كل ما سمعه منها أو عنها يحتمل الصدق والكذب أو التأويل اما مشاهدة ذلك عندما رأى الطفل بجانبها فلم يكن غير اليقين التام بأنها لم تحبل سفاحاً فحسب وإنما هي مصرة على إبقاء الوليد عندها وتربيته في بيتها وإظهارها على الملأ شاهداً حياً على عهرها وفسقها . قد تحبل الحرة سفاحاً وقد تلد الجنين حياً ولكنها تضعه في الستر والخفاء وتحرص على اخفاء واقعة الولادة كما تسعى للتنازل عن الجنين.

أما هذا الإصرار على الإثم .. هذه المجاهرة بالفضيحة هذا الرفض الوقح للتوجيه الحكيم " وإذا بليتم فاستتروا" هذا السلوك الفاضح يمثل عنصراً جديداً ويضيف وقوداً جديداً ، يفجر الغضب المخزون ويثير الانفعال المكبوت.

هذا العنصر الإضافي كان مفاجئاً بقدر ما كان شديداً ، كان أكثر من القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير .. كان نقطة التحول.. الدرجة الحرارية الأخيرة التي تحيل الماء إلى بخار.

لقد أكدت محكمة الاستئناف في قضية حكومة السودان ضد جادين رجب على المجلة القضائية لعام 1962م صفحة 126 أن الرأي القائل بأن الشخص إذا توفر له الزمن للرؤية لا ينتفع من الاستثناء الأول للمادة 249(1) ليس صحيحاً على إطلاقه .. وإن الموضوع موضوع درجات وإن الشخص قد يتألم من استفزاز شديد لدرجة تجعله يجتره ويعانيه .. ولكنه يكبح نفسه من الاستجابة له ثم يتعرض مرة أخرى إلى استفزاز قد يفقده السيطرة على اتزانه فقداناً تاماً ، ووقائع القضية المذكورة تماثل في كثير من جوانبها قضية المتهم . قد يقال : ولكن المتهم أقر للبوليس واعترف للقضاء بأنه قد قدم إلى ود مدني مصمماً على قتل ابنته والفتك بها بعد أن بلغه من أمر وضوعها ما بلغه.

ونقول : إن المتهم قد سحب هذا الجانب من اعترافه وقرر بأنه كان مشوش الفكر مضطرب الوجدان عندما أدلى بأقواله واعترافه.

والاعتراف المسحوب في مثل الحالة النفسية التي كان يعانيها المتهم أمر يثير الشك المعقول والشك المعقول يفسر قانوناً لصالح المتهم.

لقد كان المتهم في حالة نفسية غير عادية . فرغ توه من الفتك ببنته وفلذة قلبه .. بعج بطنها .. ومزق أمعاءها ، تجربة غير عادية ، ومشاعر وانفعالات عنيفة وزهد في الحياة . أكثر علينا أن نصدقه إذا قال أنه كان مشوش الفكر ... مضطرب الوجدان ؟ وأي دليل عندنا على أنه كان – في داخل نفسه – على غير ذلك ، لا نملك دليلاً واحداً على تكذيبه.

ولكننا نملك أكثر من دليل وقرينة على أنه لم يكن مصمماً على قتل ابنته ولم يكن متأكداً في واقعة وضوعها .. حمله للعود .. أو بالأصح للعصا أو البسطونة واستعماله لها في البداية وعدم مبادرته بالطعن سؤاله للمرحومة " أصحيح الخبر الذي بلغنا ؟" واندهاشه ووضع يديه على رأسه كل ذلك يشير إلى المفاجأة وغياب التحضير والاستعداد.

ومع ذلك فإن العنصر الحاسم كان في رؤيته للوليد وفي محاولة القتيلة الهروب.

بالرحمة في قضية كل ما فيها يدعو إلى الرحمة بالقاتل واللعنة على القتيلة.

سدد الله خطى المحكمة ألهمها التوفيق والسداد¤

-----------------------------------------------------
منقولة من موقع المحاميين السوريين لعلاقتها بمدنى
-----------------------------------------------------


هل تعرفتم على هذا المحامي ؟ هل هو من مــــدنى ؟

ماهو رأيكم في هذه المرافعة ؟

واذا كنتم ضمن القضاة في هذه المحكمة كيف تحكمون

هل يعدم القاتل ؟ ولماذا

يسجن لمدة معينة ؟ ولماذا ؟

يطلق سراحه ؟ ولماذا ؟

ضياء الدين احمد
31-03-2005, 11:30 PM
تشكر اولا يا ابو شوارب علي هذه المرافعه وان كانت حزينه تجعل يومنا كاملا مشوشا بعض الشئ الا
فرغم ان قتل النفس محرم شرعا والقانون يجرم ذلك الفعل الا اننا ولو كنا في مكان هذا الاب فلا نشك ابدا في اننا قد نقدم علي ما اقدم عليه
اما اذا كنت قاضيا فلاشك انني كنت سأحكم علي الاب بعشره سنوات
وآسف ان تهجمت علي القانون او حد من الحدود ولكن هذا ردا علي السؤال
ولك الود ابو شوارب

خالد هاشم علي
02-04-2005, 01:39 AM
أخي أبو شوارب....
لو كنت مكان القاضي لحكمت عليه بالبراءة وقلدته وسام وصفقت له من داخل قلبي.

114
03-04-2005, 06:48 AM
هل هذه قصة خيالية ام قضية واقعية؟


مرافعــة من الذاكرة


المحكمة الكبرى بود مدني


محاكمة م.م/ 1967


المادة - 251-ع

لو لم تكتب هذه المقدمة الحقيقية لقلت ان الموضوع مجرد قصة قصيرة!!!

لا تعليق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

صالح ابوشوارب
03-04-2005, 10:07 PM
الاخ ضياء الدين والاخ خالد هاشم

شكرا لتعليقكم وطبعا حكم القاضي مافيه اي تعليق

وشكرا لتفاعلكم مع القضية

-----------------------------------------------

ابو شوارب

صالح ابوشوارب
03-04-2005, 11:35 PM
.
الاخ 114

شكرا لك ولكن كنا عايزين تعليق حتي لو ما مصدق

هذه المرافعة موجودة علي موقع المحاميين السوريين

وهي نموزج للمرافعات الخاصة بالقتل العمد والتي وضعها

في هذه القضية المتحري كقتل عمد وكان المحامي عثمان وني وهو

من المحاميين المشهورين في ذلك الوقت يدافع عن المتهم ويريد

ان يبعد القضية عن القتل العمد ولروعتها تم وضعها في موقع

المحاميين للاستفادة منها وهي مثال للتدريس

-----------------------------------------------

ابو شوارب

صالح ابوشوارب
26-03-2006, 08:43 AM
الاخوة الاعضاء

نستأنف هذه القضية وذلك لحضور محاميين وقضاة جدد

أبوبكرحامد
27-03-2006, 11:59 PM
لك الشكر والتحية شواربو .............
الاستاذ حسين عثمان ونى من محامى الخرطوم ومكتبه بعمارة التأمينات شارع الجمهورية ، وابنه عثمان محامى بمكتب والده وهو خريج حقوق الزقازيق وكنا بالسنة الاولى حين كان عثمان بالسنة الرابعة .
لاشك أن المتهم تعرض لإستفزاز شديد مفاجىء وبالتالى يستفيد من الإستثناء الذى تقرره مواد قانون الجنايات ، غير أنه مذنب بلاشك باقترافه لجريمة القتل ومايستتبعها من ازهاق لروح الضحية ، فالقتل ثابت باقراره ولاتجدى المبررات الإنشائية التى ساقها محامى الدفاع فى نفيها ، وانما تسهم فى توفير ظرف موضوعى يفيد كما اسلفنا من الإستثناء وتكون العقوبة هى السجن لمدة تخضع لتقدير القاضى المحكوم بالضرورة بالعقوبة المقررة قانوناً .
" تغير قانون العقوبات الذى تحاكم على ضوئه المتهم وصارت مادة القتل العمد بالرقم 130 - ربما تغير القانون عقب خروجى من السودان ".
نقطة أخيرة أود الإشارة لها تتمثل فى حق الدولة فى معاقبة القاتل بصفتها تمثل المجتمع وتحميه من تغول البعض على حق مصان كالحق فى الحياة ، وعليه لاسبيل للعفو عن المتهم او تبرئة ساحته اطلاقاً .
تخريمة : إجازى محنك ياصالح رجعتنا تانى لى كتابة المرافعات وشغل المحاماه .

فوزيه
28-03-2006, 12:10 AM
الاخ صالح ابوشوارب

قريت كلامك فوق اكتر من مره

وقبل ما اكمل القصه كم سطر منها عرفت باقي الكلام حيكون شنو

دائما اي جريمه قتل من طرف الاب او الاخ

بيكون وراها شرف العائله

بس ما اقدر احكم هنا .... بس

كلام الجرايد دائما البقراهو بيدوه حكم مخفف ما اعدام يعني

بيكون تابيده .... علي ما اعتقد...

عزيز عيسى
29-03-2006, 08:35 AM
الاخ صالح،

قرأت المرافعة من أولها الى آخرها منذ أيام..
لكنني فضلت الإنتظار للإداء برأيي حول هذه القضية المحزنة الى حين ظهور أهل الخبرة
في مجال المحاماة للأداء برأيهم من أمثال الرجل المتألق دوما المحامي أبوبكر حامد ودالمأذون
الذي أوضح لنا النظرة العامة من الناحية القانونية حول ملابسات هذه القضية مع احترامي لآراء الأخوة الآخرين.
المحامي الأستاذ حسين عثمان وني أجاد في المرافعة وقد تكون سببا أساسيا في تخفيف الحكم على
الجاني.. لكن هذا لايبرر أيضا موقف القانون من أن (القاتل يقتل)..
وبالطبع لن يكون هنالك إستئناف من قبل أشخاص مستفيدين من القضية
لذلك سيصدر الحكم ولن تكون هنالك مرافعات إضافية.
ففي رأي بأن القتيلة كانت تعاني من حالة نفسية حادة وشاذة في نفس الوقت
أثرت تأثيرا مباشرا على عقلها الباطني وجعلتها تتصرف بصورة غير طبيعة..
وطالما أن السلطات الحكومية في ذلك الوقت كانت على دراية بما يجرى
لماذا لم تعرض المجني عليها قبل وقوع الجريمة على طبيب نفساني
لتحليل حالتها وعما اذا كانت في كامل قواها العقلية أم لا.

ولو كنت أحد القضاة في هذه القضية لحكمت على الجاني بعشرة أعوام سجن
لأن اللجوء الى القتل ليس حلا لإنهاء الخلافات بين الناس.

شكرا أبومنار على الموضوع.

الجندي المجهول
22-04-2006, 03:26 AM
والله القضية جد مثيرة وعلاقتي بالقانون ضعيفة ولكن الشي الذي اعرفه عن قانون الاحوال في هذه الاشياء وساضرب مثل بسيط وهي مثلا اذا كان في يدك سلاح وا اي اداة تساعد علي القتل وفي ذات اللحظة تعرضت لسب او قذف اورتكبت الجريمة فليس هناك اعدام وعكسها تماماً اذا تعرضت الي سب او قذف او اي اهانة واستدرت وذهبت وبحثت عن اداة او اي شي لتضرب به المجني عليه هذا يدخل في باب القتل العمد لان هنا القانون سيسالك اولم تفكر حينما ادرت ظهرك لتحضر هذه الاداة وكان لديك متسع من الزمن لذلك انا لي راي الخاص وهو اذا دخل الوالد وفي يده هذه الاداة القاتلة وتفاجا بالمولد اي العار امام ناظريه واخذ يضرب فيها بقوة فهذه لا محالة قد تنجيه من حبل الاعدام ولكن اذا استار ظهره وذهب يبحث عن اداة ليضرب بها ابنته فهذا يدخل في دائرة القتل العمد والله اعلم اتمني ان اكون قد وفقت ولو في جزء قليل من هذه القضية وياريت ناس الدراما عندنا يشاهدوها لانها تصلح لاحداث مسلس كامل وقد يصصح عندنا بعض ما افسده الدهر من قيم ولا رايكم شنو وحتي تكون هناك عظة وعبرة لمن يعتبر ونسال الله السلامة .... ودمتم

صالح ابوشوارب
09-10-2006, 02:15 AM
لاخوة والاخوات الاعضاء

نستأنف هذه القضية للمرة الثانية وذلك لحضور محاميين وقضاة وضباط شرطه ‍

الزبير محمد عبدالفضيل
10-10-2006, 11:15 PM
ألاستاذ ابو شوارب لك التحيه علي هذه المرافعه ولو انها طويله بس تحكي عن قضيه حزينه . بعد التصفح ادلي برائي


عن هذه القضيه وتكون الحكم فيها اذا كان القتل من اجل الشرف السجن واذا كان القتل اجرامي فقط فالقصاص

القصاص القصاص يكون من نصيبه


ومشكور ابوشوارب علي هذه الطروحه التي شارك فيها الجميع

وليد عمر سعيد
17-10-2006, 09:38 AM
مدني يااجمل خبر
لاااااااااااااا تعليق

مرتضى ساتى
17-10-2006, 09:01 PM
البراءة مافى شك فى ذلك

ابوالنور
01-11-2006, 04:05 AM
لو صلح الساس لما خرب البنيان

abomazeen
01-04-2012, 09:50 PM
ونستأنف هذه القضية لمرة أخرى وذلك
تخليداً لذكري الراحل المقـيم عمنا
الصالح صالح أبوشوارب ...
رحمه الله وغفر له ...