المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصلتان لرمضان



ود الأصيل
18-06-2013, 11:56 PM
خصلتان لرمضان
بسم الله الرحمن الرحيم

لعل سر عظمة رمضان تكمن في أنه يكاد ينفرد بمزيتين باديتين للعيان جليلتين عند الرحمن ولا يختلف حولهما اثنان و لا يتناطح عليهما عنزان..
تجعلانه كالشامة بين كافة أشهر الله المستباحة منهاوالحرم..كما أن للصوم فيه هيبة خاصة بينسائر العبادات و لا يجد المسلمين في مشارق الأرض
و مغاربها يحتفون بقدوم زائر فيحياتهم مثلما يفعلون مع شهر الخير و القرآنحين يظلهم.. فما الذي يميز رمضان عنغيره؟ دعونانتأمل!!!

أولاً إن الصوم بمعناه الأصطلاحي الشرعيهو الشعيرة الوحيدة المنزهة تماماً عن مظنة الشرك بالله عز وجل.. فهو إما أن يكون خالصاً لوجه الله الكريم،أولا يكون بتاتاً..
ذلك أنك ما تجد من عبادة يتعبد بها عابد بها معبودهفي أي دينسماوي و لا و ضعي ثبت أن فيها إمساك عن شهوتي الفرج و البطن من الليلإلى الليل أوبأية كيفية أخرى
بنية نيل مرضاة المعبود...هذا بخلاف بقية الشعائر الآخرىكالصلاةمثلاً بشقيها سواء العرفي اللغوي (بمعنى الدعاء) أو بأركانها المعروفة شرعاً تجد مني ؤديها لله أو لغير الله على عين الناس ،
يعني كما يقولون (فيها السر و الجهر). وكذلك الزكاة قد يوجد من يخرجها في مخارجها الثمانية المشروعة أو في واحدمنها و لكن هناكأيضاً من يدفعها هبة أو قرباناً لغير الله أو رئاء الناس..
و كذا بيت الله الحرامالذي يؤمه الناس من كل فج رجالاً و على كل ضامر في أيام معلومات قدنجد بعضاً من ضعاف النفوس من يندس في جموع الحجيج و يلتزم الحجر الأسود و قد يكون لصاً
عينه على فريسة يتصيدهاهناك.. و لك أن تقيس على ذلك أموراً أخرى كالنطق باالشهادة فهناك ممنيشهد مثلاًبأنه "لا دين والحياة مادة" والحلف و خلافه..كلها وارد فيها الإخلاص و وارد عدمه
اللهم ما عدا الصوم فهو سردفين العبد و ربه لا ينازعه فيه منازع و قد جاء في الحديثوقد صح عن النبي صلواتالله و سلامه عليه قوله:"كل عمل بن آدم له، إلا الصيام فهولي وأنا أجزي به"

و أما الخصلة الثانية فتتمثل في أن الصوم ينازع كافرالجن في عقر داره و يحد نشاطه فيجبط كيده.. فهو يزاحمه في مجرى الدم الذي يجري فيه من العبد المسلم .. و معلوم اأن الدم أكسير الحياة
لبني آدم و غيره ففي الأمساك ع نالمباحات و منها الطعام إفراغ للبطن من زوائدها و إنهاك للجسم خصماً على قوى النفس الأمارة بالسوء و كبح لجماح نوازع الخفة و السفه فيها و كسر لأنف الشيطان..
هذا بطبيعة ا لحال فضلاً عن كون شهر الصوم موسم مبارك تصفد فيه المردة من شياطين الجن فلم يبق للعبد سوى نفسه التي بين جنبيه، عله يقدرعلى لجمها..
اللهم إني ألوذ بجنابك ،، وأطرح نفسي عبداً صاغراً ذليلاً
لا أساوي جناح بعوضة بين يديك ؛
أتبرؤ من كل حولي و قوتي مقراً بحاجتي أبداً إلى حولك و قوتك..
إنني أرجو رحمتك وأخشى عذابك
فيا آمراً بالدعاء و وحاضراً بالإجابة اللهم استجب لدعائي..