المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : Cry my Africa!! ( أبكي على أفريقيا )



ود الأصيل
03-07-2013, 02:14 AM
Cry myAfrica!!(أبكي على أفريقيا)
ظلت جذوة الثورة الأفريقية مخمدة منذ بدايات القرون الوسطى بسبب الرق و في ظل رواج النخاسة.
حيث مكثنا نرزح تحت نير العبودية و الاستعمار ردحاً من الزمان امتد لأربعة قرون ونصف القرن.
لكننا نرى اليوم ثورة ثقافية تتفجر في أرجاء قارتنا. وهي تنبيء عن نفسها عبر طرق و وسائل شتى،
مشبعة بروح العزم على التحرر من ذلك العبء الذي أثقل كواهلنا طوال سبعة قرون خلت.إذاً، فنحن بصدد ميلاد لأفريقيا،؛
بمعاييرالعصرالراهن،فهو بمثابة ميلاد ثان و بعث جديد لنا؛ إنها النهضة الأفريقية. أعتقد بصدقية من يتحدثون عنها تماماً،
كي تبلور نظرتنا إلى النهضة على أنها فكرة مبدئية تعنى بإبراز طموحاتنا الكبرى.
إذاً، فماذا عن حاجتنا الماسة لانتشال القارة من غياهب النسيان العالمي،
وكذلك لطرح حقائق جوهرية من شأنها أن تعيننا على النهوض مجدداً،
لنسير على جادة الازدهار وا للحاق بركب الإنسانية المتحضرة .
أقف هنا أمام تمثال شاهق لرجل و أمرأة و صبي، يأتي كتجسيد لفكرة أصيلة قديمة ، شاء صاحبها أن يضمنها كتاباً قام بتأليفه.
حيث أطلق العنان لخياله الخصب ليتصور لنا ما قد يدور في خلد هذا العملاق و كأني به، بركان ثائر خرج من قمقم في باطن الأرض كرمز لنهضة القارة السمراء.
وأما هذه المراة و صغيرها، وقد انتصبا هكذا ينظران إلى الأمام. بينما يشيران بأصبعيهما ناحيةالغرب، حيث إن المؤلف ربما اعتقد-
ولعله كان محقاً في ما ذهب إليه- بأن ثمة طريق شائك لا بد و أن يسلك من أجل إرساء أسس التنمية. قال لي أحد الظرفاء معلقاً، بأن
هذا التمثال يبدو وكأنما صنع من عجينة الشوكولا. يا له من تعريف خفيف الظل، وقد أعجبني كثيراً. لو كانت تلك الشخصيات- أعني
العملاق والمرأة والغلام- نبعت من خيال رجل مهموم وجادت بها قريحة اسنتثنائية، فإنني أتصورمن وجهة نظر سيريالية
وكأنما يريد صاحبهم التعبيرعن قصته الذاتية كما فعل دافنشي مع الموناليزا من قبل. هذا يعني أنه فضلاً عن الأفارقة فهو يمثل كافة الشعوب من ذوي السحنة السمراء،
من أبناء الشتات المنتشرين في أرجاءالدنيا ، بل وكل من تربطه وشيجة دم بالزنوج على ظهر المعمورة. هذا الرجل العملاق وإلى جانبه تلك المرأة كأنما يعقدان العزم مرة و إلى
الأبد على المضي قدماً و أن لايمكثا قابعين في المؤخرة بعد اليوم. وأيضاً هذا الفتى وقد بدا مفعماً بالوسامة والقوة. إنما يشرئب ثلاثتهم إلى الغرب ، مع إشارة بالسبابة ذات مغزى .
ثم إذا ماوقف أحدنا يتأمل في هكذا عمالقة من أمثاله ومن طينته وشاكلته، سيتبين له من خلال نظراتهم الشاردة وصدورهم نصف العارية
أنهم إلى أي مدى نحجوا في عكس المظهر النمطي المألوف لكروكية الشخصية الأفريقية..

ود الأصيل
03-07-2013, 02:19 AM
هل من شيء أميز من أن يقام على ترابنا معلم تذكاري هو الأكبر في العالم ، ليتخذ مصدراً إلهام للشعوب على نطاق القارة بأسرها؟!
إذا، لماذا هذه الاستكانة لروح أن نظل دوماً محدودي الأفق؟ بكل بساطة،أرى أن طموحات شعوبنا في القارة السمراء لا تقل حجماً عن قامة هذا التمثال الشاهق..
فتلك إذاً، هي المحصلة:أنه في هذه البلاد لا تنقصنا الخامات الجيدة من المؤرخين ورجالات الفن الرفيع، ممن يتمتعون بعبقرية خلاقة و بكفاءات لا يشق لها غبار.
ربما، بلغة التاريخ، قد لا نملك إرثاً حضارياً ضخماً بالمعنى المادي. لكن لدينا وسائلنا التعبيرية لنقل تراثنا الموغلة جذوره في الأصالة.لأن لأفريقيا ثقافة و تاريخ شفويان بالدرجة الأولى.
كون السرد القصصي والأدب الشعبي هما لسان الحال الوحي لماضينا العفوي بامتياز. و لكن دون وجود موروثات مادية ملموسة على أية حال، ثمة كاتب أفريقي شهير كانت له مقولة مأثورة قديمة مفادها:
إنه: "ما دامت الأسود لم تنجب من يؤرخ لها، فسوف يظل تارخيها محتجباً وراء أمجاد مصطاديها، حتى إشعا رآخر". لكن النهضة تعني فيما تعني بنظري ، بل وتتطلب أن ثمة فعل لا بد له أن ينجز،
ورحال لا بد أن تشد ، لا مجرد جعجعة بالشعارات.حتى نظل مكان سر، كرجل العالم الكسيح ، نجرجر أذيالنا في مؤخرة الأمم الصاعدة اقثتصادياً. فهل هنالك من مظاهر للتنمية ماثلة للعيان؟
بهذا المعنى يجب القول إنه ما من معلم ولا نصب يمكن له أن يسمو فوق هامة الانجازات التنموية الناجحة. يقول فيلسوف فرنسي: لأن يجرى حوار ، حتى و إن لم يفضإلى حلٍ بعينه،
خير من إيجاد الحلول دون أن يفسح مجال للحوار. تنقصنا الحصافة حينما يتعلق الأمر بطلب العون من الآخرين . لأننهم إن جادو اعليك بدرهم فبشرط قبولك بأن يخرجوا منك بأضعافه دناير.
وذلك بفعل تواطؤ الأنظمة المستبدة المتربعة على عروش السلطة في بلدان أفريقيا من أولها إلى آخرها .

ود الأصيل
03-07-2013, 02:21 AM
رسالتي هذه موجهة في المقام الأول إلى النشء من أبناء أفريقيا الصامدين. . ناصحاً إياهم بأن يلتفتوا قليلاً إلى الماضي، للتأمل في أخطاء اغترفها أسلافهم. ثم لننظر إلى إلى مانحن فيه اليوم . ما من سبب الآن ليبث في أنفسنا اليأس إزاء الأوضاع في بلادنا. لذلك،أناشد أبنائي هؤلاء بأن:عليكم أن تستشرفوا الغد بكل ما له وما عليه. فقد بتنا قاب قوسين أو أدنى من إحداث نهضتنا الأفريقية. نحن نرقد على مخزون من الثروات الكامنة في باطن أراضينا.إلا أن أعظم كنز تملكه القارة يكمن في أبنائها وبناتها بعقولهم وسواعدهم. وهم في منتهى الذكاء. لذلك بات لزاماً علينا أن نستغل كل هذه الفرص كأمثل ما يكون الاستغلال. مستخدمين في ذلك كل ما أوتينا من شجاعة و حنكة و صبر. ليس أمامنا سوى أن نخوض حرباً ضارية و بنفس طويل. إن هذه أيقونة ترمز، و بكل بساطة، إلى السلبية .إنه رمز الإقرار بتلك الحقيقة المرة التي ليس بمقدورنا إنكارها.هذه الحقيقة هي غدنا القادم، بل إنها قدرنا و مصيرنا المحتوم. فقد كنا مستعبدين و خاضعين للاستعمار من قبل الآخرين، ممن جاءوا لغزونا مدججين بالسلاح كي يسوقونا سوقاً كرقيق. غير أننا الآن لا نضمر شيئاً من حقد أو كراهية لأحد. ورغماً عن كل ذلك ، فقد قررنا أن نفعل ما في وسعنا أن نفعله، لكي نترك هذه الحقائق محفورة في ذاكرة أبنائنا من جيل شباب االيوم، وكذلك أجيال المستقبل، سواء منهم من كان أفريقيا أو غير ذلك، على أن الهاجس الذي سنظل نطاردهم به، هو أن في بلدانهم المتقدمة ستكون مزروعة هنالك رموزاً وتماثيل ونصباً ومعالم تذكارية ؛علها تعيد إلى أذهانهم في كل حين تلك الصورة النمطية الشنيعة والمخزية لما كان يعرف باستعباد الإنسلان واستخرابه لأخيه الإنسان. وبعبارة أخرى :فنحن مستعدون للتسامح ولكن لسنا قادرين على النسيان تماماً. إن أفريقيا تبكي ، تبكي من أجل أبنائها، أولئك الجوعي، من لا يبربطون بطونهم على الحجارة. لكنهم سوف لن ييأسوا من غد آت، ستتبدل فيهالأحول؛ ليصيروا ملاكاً أحراراً لقدراتهم و مواردهم الذاتية، متحدين كما الإخوة تماماً، نابذين لويلات الحروب. ليودعوا مرة وإلى الأبد مكانهم الثابت في ذيل القوائم و خلف الصفوف. وليجدوا في طلب العلم ، يصبحوا سادة لا عبيد.أعود لأذكر بأن أفريقيا تنتحب. مما يسود فيها من موجات العنف، الفساد ، وتفشي الأوبئة و سوء التغذية؛هذا فضلاً عن الانقلابات العسكرية سيئة السمعة والتي تتهدد كافة بلدانن ابلا استثناء، حيث لا أحد يعيش بكرامته كإنسان. كذلك تفشي الدعارة و وازدياد مخاطر الهجرةغير المشروعة؛ وغير المنظمة لمن يفعلون ذلك، أملاً في تغيير حياتهم إلى أحسن. لطالما بكت أفريقيا. وهاهي ذي تواصل النواح و تندب حظ أبنائها، ممن تخلفوا بعيداً عن بقية الأمم. كان ذلك بسبب خطئية عظمى .بل جريمة نكراء ارتكبها بحقهم أوغاد أشرار، ممن كانوا يتخذونهم سخرة . كان أسلافنا يخرجون من ديارهم أطفالاً و نساءً ، فضلاً عن الرجال. ثم يحشرون في صفوف ممتدة كما القطعان وقد صفدت أيديهم و كبلت أرجلهم وهم يسعون على ضوء المشاعل . ليصاربهم إلى الشحن على متن سفن شراعية لتمخر بهم وتصارع هوج الرياح. كل ذلك لا لذنب اقترفه أحد من هؤلاء ، اللهم إلا لاختلاف في لون بشرتهم كم كانت تداس كرامتهم وتمتهن إنسانيتهم. يؤدون أعمالاً شاقة بشق الأنفس وبدون أجرأو حافز و لا يعرفون طعماً للراحة.عيني على أفريقيا ولسان حالي يتساءل: علام تنتحب الفتاة؟ ولسان حالها يجيب:
كيف لا أفعل ، و أهلي دون خلق الله ماتوا.