المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القومة ليك يا مدني!!



ود الأصيل
07-07-2013, 08:00 PM
القومة ليك لا فوق ، يا بلد أثناء مرورك على مخيلتي دوماً على عجل،
وعشمي أن توقف موكبك برهة لنتجاذبطرفي الحديث!! افعلها و لن تندم؟
لأن لدي في جعبتي الكثير من أجلك! لكنك توشك تكسر عنقي حين تطوقني بوشاح الخيلاء،
و ترتقي بي مرتقى صعباً إلى مصاف الأدباء في مسقط رأسي بين أعز الندماء.
نظراتك على غموضها أجدها غاصةً بالمقاصد البعيدة فيزمان ،
في زمان عز فيه على الحرف أن يستنطق الألسن لتبوح بما تطويه السرائر..
خاصة و أننا نخوض كثيراً في قضايا النكد دون أن نتصيد الطحالب في مياهها الآسنة العكرة ،
ومن يجرؤ على ذلك تجده محاطاً بجمهرة من الأعداء. و حتى إن صادقه نفر فلا تجده يظفر منهم بسوى أولئك الألداء.
عليك إن كان لك ذهن حاد و علم واسع و قلم جاد، أن تكون مشاكساً تقول تلكم الكلمة الغالية القاسية القاتلة " لا" !!
التي من حرفين فقط . وحذار أن تبترها لتقول نصفها و تدع النصف.
ذلك لكونها عصية على البتر و لا تتحمل التجزئة أو تقبل القسمة على أثنين و هي تأبى إلا أن تقال كاملة و إلا ف" لا"
ولكن حذار أيضاً أن تحسبها لجة من سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى جاءه فكشف عن ساقيه ليخوض فيه، لم يجده شيئاً،
و وجد الحقيقة عنده ناصعة بيضاء كما الشمس في رابعة النهار، و وجد الباطل لجلج ، ينازعه حق أبلج ،
لينطق به ملء شدقيه دون أن يخشى فيها لومة لائم؛ لاعتقاد منه وإصرار بأنها غير مقطوعة ،
و لا ممنوعة فيمشي ورائها حتى تتردى به إلى المزالق و المهالك.

ود الأصيل
07-07-2013, 08:08 PM
من وحي غفوتك الأنيقة في خاصرة نيل ثائر توشح صدر مياهه الزرقاء بضفاف خضر وادعة،
ثم بحق الذي خلق، دعوناك ، بل نطيل الوقوف حين دعائك حتى نلم الشوق عن أجفانك ،
فهلا دنوت منا يا بلد ، فشملتنا بفيض حنانك، لتبقى أنفاسك الدافئة من عبق الغابة و الصحراء .
كأنك تتقاصر لي عمداً ثم تدعوني طوعاً أو كرهاًلأجالسك القرفصاء لنشرب من نطف المداد،
و نبحث عن بيادر أفسح لارتياد الكلام المباح. فلعلني لم أعد ذاك الفتى لأستحق أن تنكس البيارق لغيبتي أو تدق الطبول لمقدمي.
و أنا لا أعدو كوني رجلاً فقدت ظلي ثم ظللت أهيم على وجهي كنعش محمول بين ضفتي نهر و روحي غائبة لعلها في حنايا حويصلات طير خضر,
و لا أحلم بفردوس أعلى مفقود؛ و لا أتطلع لأكثر من حياة بسيطةلا تكلف أكثر من لقمة عيش نضيفة ممرغة في سلقة ملح،
نتذوقها في ضل راكوبة حاحاية, فقط بهامة رفيعة لا تعرف الهوان. هذا شيء ربما يغفل عنه رعاة قومي،
من نفر لا ينظرون لأبعد من أرانب أنوفهم , و لا يخططون إلا لإسكات كل من قال "بغم" و لمد الجزرة إرضاءً لكل من رفع العصا.
كم هو مر هجرانك يا بلدي، لا نكاد نسيغه كجرعة حنظل، و نلوذ به كمستجير من الرمضاء بالنار. و لا يغرنك تقلب الذين اغتربوا في البلاد.
متاع قليل ثم مردنا جميعاً إلى أشد اللهاث و ويلات الضياع، و كل عام ترذلون؛
و عاقل من اتعظ بغيره و جاهل من ينتظر ليعتبر بنفسه و أشد جهلاً من لا يجدي وعظه نفعاً أصلاً.

ود الأصيل
07-07-2013, 08:32 PM
ما أسعدني بعد اليوم بحنايا تؤوي رأسي لأجيد الإصغاء لحبيبات الدر تنثرها ناصعة كما الطل على وجنات الورود،
و تعلمني بأننا ننطوي على أشياء لم ندرك قيمتها و ما أحوجني كل يوم لأن أتعرف منها جنبي من أكون ؛ من تشحنني!
من تحفزني لأجدد ملامح وجهي . يا من تزرع بذور العطاء في زعفران تربة حقلي!
لكن ربما أتثاقل عمداً أو سهواً أن أتعادها بشامل حفظي.. بينما تقول لي دقات قلبي إن الحياة دقائق و ثوان..
و أغلى لحظاتها مشاركة و تفانٍ.. و أن علينا أن نعيشها دونما فقدانٍ لأي اتزانٍ!
تسوقني قدمي إلى عثرات الكرام على الطريق إلى غياهب النسيان؛ و لاتحذرني من الإبحار فيه دون أمانٍ!
عرفت جيداً كيف أرسم الابتسام على ملامح البشر.لكنني عاجز تماماً عن مسح دموعي كي أبتسم! أدمنت نكأ جراحي،
و جهلت كيف أداويها لتلتئم! و لا كيف أرش الملح عليها لكي تقاوم العفن!
تماماً مثلما أرضعتني أمي قيمة كرفض الكوابل والقيود؛ و لم تحثني لتحطيمها كي أنطلق حراً من زنزانة العبيد!
أباحت لي أمي كل شيء ما أمكن. و نسيت تنبيهي أنه ليس كل ما يفهم يجب أن يقال علناً! علمتني كيف أتنشق حروف كل اللغات!
ولم تخبرني أن ثمانية و عشرين حرفاً فقط قد تُرهق كاهل قلمي أمام عنفوانٍ صاخب.. لجنوني العنيد!
علموني كلهم أني طالما أفكر، إذاً فأنا موجود، كأي كائن حي يرزق. و لم يقل لي أحد أنه علي أحياناً ألا أكون!
لكون لكل شيء حدودٌ و للكون حدودٌ! و لكن تعلمت بفطرتي أن قلبي زهرة قطن بيضاء،
رغم امتناعي عن تهويدها أو تمجسيها بالكتابة عليه بالسواد..فبقي فؤادي كأم موسى ، فارغاً على سجيته من كل حقد !
ألهمتني الخطوب والمحن أنها أصداف في أحشائها منح، ثم نبهتني لأن فرساً جامحاً يسكنني!
لكنها ضنت عليّ بكيف يكون الترويض على أيدي الأيام! ثم رأيت بأم عيني أن ثمة بغلة تطل برأسها من رقراق الإبريق.
لكن سبابتي عجزت أن تشير لمجرد وجودها هناك لكونها حقيقة عصية على التصديق،
لكون البغلة أضخم من عنق أكبر إبريق. وها هو ذا يتأهب حدسي و حواسي الست لمتى يستأذن فجر غربتنا للرحيل..
رغم أن أحداً لم يتهيأ لمفاجآت ليل يسري في جوفه نسام عليل،
ولا متى يئين لليلنا أن ينجلي بصبح ؛ و إن كان الإصباح ليس منه بأمثل!
ثم علمتني سقطاتي معانقة الهذيان ؛
لكنني أظل أرفض دوماً التهاون في بيع الأوطان في أسواق النخاسة بزهيد الأثمان.

ود الأصيل
07-07-2013, 08:39 PM
ثم أخيراً، دعني أجد حسن عزائي في كلمات شافية شاحذة للهمة وباعثة لكل رجاء للقمة.
عزائي أن لا ننسى أن الزبد جاء، و أن الباطل لا محالة زاهق..وأن الحق فنارشاهق..
إذاً، أبشر، و لتتحسس ملياً حولك ، فلا تغرس مسماراً في الحائط.. فغداً أنت العائد. ولا تتعلم لغة أخرىً!
و ماذا تصنع باللغة الأخرى؟ ! فلن تبقى أبداً في المهجر. وغدا ستعود إلى أرض المحشر.
عزائي أن سوف يظل قلَمـي بيرق حُكْمـي ..و بِلادي خرطة درب في جيبي ..
و جماهيري حشود حروفٍ مارقـةْ عن طوعي . و حُـدودي مُطْلَقَـهْ في جوف عنان الأفق!لكن قيودي محكمة الطوق!
عزائي أن ها أنا ذا أسْتَنشِقُ الكَوْنَ دعاشاً.و لبِستُ الأرضَ نعْالاً وتلفتحت بسّمائي الدنيا إزراً ورداءً.
.ووضعْتُ الشّمسَ في عُروةِ ثوبي زَنْبَقَـة سوداء!
عزائي أَنَي أنا السُلْطانُ على نفسي وهم الخدام لمملكتي ؛ فهلموا لتستجدواخطبة ودي؛
فلن تجدوا صفحا ً سمحاً من عندي و لتلثموا أصغر أنملة في قدمي يا كم من عرش قد سقطت في حفرة وأدي
و تحطمت جحافلها على صخرة جَلَدي!
و لا نامت أعين الجبناء.