ياسر ود النعمة
18-10-2013, 12:48 AM
احترام المواعيد خطوة ضرورية نحو التقدم والرقي !
مدني / ياسر ود النعمة
· ذات مرةٍ دار حديثاً شيّقاً بيني وبين التشكيلي العالمي دكتور/ راشد دياب وكان الحديث يدور في الثقافة .. وكان د. راشد جاء لتّوه من الغربة الطويلة التي قضى سنينها بأوربا وبالتحديد في دولة أسبانيا التي تفوقنا في الرقي والحضارة بآلاف السنين .. راشد دياب جاء من هناك بِحرةِ جوفٍ شديدةٍ يريد أن يحيلنا إلى شعبٍ راقٍ ومتحضرٍ في وقتٍ وجيزٍ كنّا نعتقد بأنه لا يكفي .. لأسبابٍ كثيرةٍ مقارنة بالأسبان الذين عاش وسطهم (راشد) ردحاً من الزمان فتعلّم منهم الكثير في مقدمة ذلك إحترام الزمن وإحترام الإنسان والإنسانية وإحترام الأوطان .. هذا الأمر إن كان صديقي الدكتور راشد دياب يراه ضرورةً واجبةً فنحن أيضاً نراه كذلك ، لكن شعبنا السوداني يحتاج لفترةٍ زمنيةٍ مقدّرةٍ حتى يستوعب ما ذهب إليه الدكتور .. هناك مشاهد بالشارع العام دعت الدكتور لهذه الهيجة نحو الثقافة المطلوبة .. ومن تلك المشاهد والظواهر السالبة والتي لازالت تُمارس بصفةٍ لحظيةٍ إن لم تكن كل ثانيةٍ تمرُ من حياتنا .. د/ راشد يستنكر مثل هذه الظواهر الكريهة في مقدمتها (التبوّل) في قارعة الطريق دون إحترامٍ للمارة من نساء وبنات وأطفال وكبار وعرسان وأجانب وربما وزراء .. هي في الحقيقة ظاهرة غير مقبولة وقد تكون الدولة هي السبب الأول في إنتشارها وعدم محاربتها .. فكيف نحارب مثل هذه الظاهرة وحكومة البلاد لم تفكر في إنشاء دورات مياه للجنسين دون مقابل لقضاء حاجتهم فيها بدلاً من ممارستها على قارعة الطريق .. هناك ظواهر كثيرة جداً بدأت تستفحل في المجتمع وكلما سكتنا عنها تمادوا في ممارستها وصعب الحد منها وذلك على أقل تقدير ... هناك أعداد هائلة من الشماسة وشمامي السلسيون قبّحوا منظر المدن ودعونا كلنا لعدم التردد لأماكن الأكل والشرب بالمطاعم المعروفة إن لم يكن أغلبنا قد أقلع عن الذهاب لهذه المحلات التي تكتظ بالشماسة بمناظرهم القبيحة ووزارات الشئون الإجتماعية بالولايات تقف موقف المفضوح !! وهي التي يقع على عاتقها هذا الشيء وعندنا بولاية الجزيرة وزارةً للشئون الإجتماعية همّها الأول والأخير (الحج والعمرة وأمراء الأفواج والريالات السعودية التي توزّع لهم ما بين هنا وهناك) هؤلاء الذين إشتروا الضلالة بالهدى حسابهم الكبير عند الله عزّ وجّل فهو يعلم بكل الأمور .. لكن من الذي يستطيع أن يحاسبهم هنا على إمارتهم وكأنهم الأمثل والأجدر لقيادة بعثات الحج ولسنينٍ قد فاقت العشر وأكثر لا بديل لهم ولا فرصةً لغيرهم فقد أنجبتهم حواء ليقودوا بعثات الحجاج .. تصدقوا إن هذه البعثات تقودها لجنة عليا تسبقهم للأراضي المقدسة لتمّهد لهم سكنهم وتسهيل أداء مناسكهم وتعود بعد الحج قبل الحجاج ووالي الجزيرة الذي نعوّل عليه كثيراً والذي حدثناه كثيراً يتفرج معنا دون أن يترجّل بقرارٍ صائبٍ نصفّق له فيه كثيراً للحد من مثل هذه الفوضى التي ضربت بأطنابها ولازالت .. ولا ندري حتى متى يتخذ الوالي قراراً شجاعاً وقوياً يزيحهم من هذا التلاعب ليرضي أمةٍ إرتضته والياً وحاكماً نزيهاً تكفيه (تمرة وحبة مويه) ولازالت حاضرة الجزيرة وأريافها تصفه بالإنسان المعتدل الذي لا يعرف في الحق لومة لائم هذا ما يحدث بالجزيرة لبعثات الحج بأمرائها وببعثاتها .. لكنني أردت أن أقول للذين تعلّقوا بتلك الإمارة إن حجكم مثل حج الذي يقف في الأراضي المقدسة (بوادي عُرنة) وهو وادٍ مكروهٍ .. وعرفة كلها مواقف عدا هذا الوادي (وادي عُرنه) فمن وقف فيه لا حج له ... فبعثة ولاية الجزيرة أظنها واقفة هناك تنتصف الوادي !!
· نعود لموضوعنا الرئيسي الذي كتبنا من أجله ألا وهو إحترامنا للمواعيد
حتى متى نبدأ خطوات الثقافة الأولى لنسلك طريق التقدم والرقي ... إذا فالنبدأ بإحترام المواعيد .. وأذكر إن مجلس الوزراء البريطاني كانت له جلسةً محددةً بزمنٍ مضروبٍ لبداية الجلسة فتأخرت (مارغريت تاتشر) لمدة دقيقتين فقامت الدنيا ولم تقعد وفجأةً دخلت السيدة/ مارغريت تاتشر للقاعة ورمت عليهم التحية ثم بدأت تعتذر عن تأخيرها لدقيقتين لمدة ثلاث دقائق تقريباً ثم بدأت الجلسة .. ثم أين نحن من الأستاذ الراحل هاشم ضيف الله الذي لا يرحمك في تأخير دقيقة مهما كان عذرك .. ثم أين نحن من الأستاذ /هلال زاهر السادات The Black English Man - وهناك نماذج من السودانيين تعلموا إحترام المواعيد في الزمن المحدد من الإنجليز وصار هذا نهجهم إلى يومنا هذا .
· إخوتي القراء إن تطور البلدان المتقدمة بدأ بثقافة الإنسان فهناك نشرات تثقيفية لازالت توزّع للمواطنين بالرغم من إنهم تقدمونا بكثير فكيف لنا أن نبدأ الخطوة الأولى ؟ هل نبدأها بأن نحترم المواعيد المضروبة سواء في العمل أو مع الأصدقاء أم نبدأها بالإقلاع عن الظواهر السالبة التي إجتاحت مجتمعنا أم ماذا ترونه ؟ فنحن لابد لنا من أن نبدأ لنتعلم لنرتقي لنتقدم خطوات إيجابية إلى الأمام ونقلع عن الكذب والنفاق الذي تعلمناه من جهاز الموبايل (المكروه) !!
· نحن لابد لنا من أن نتخذ طريقةً حضاريةً عبر نشرات تثقيفية توزّع على المواطنين عبر اللجان الشعبية أو عبر متطوعين بالأسواق وبأماكن التجمعات بالمسارح بالسينمات أو بالمنتديات أو بيوت الأفراح أو بيوت المآتم وفي المدارس والجامعات نحثهم بأن رمى الأوساخ وأعقاب السجاير والتمباك بالشوارع مظهر غير كريم وغير حضاري فلا بد للولاة بأن يأمروا وزارات التخطيط وإدارات تجميل المدن بوضع سلاّت مهملات على أعمدة الكهرباء وفي الأماكن التي تسهّل على المواطنين رميها بلا عناء لنعّدها ضربةً للبداية ثم تفعّل وزارة الثقافة دورها في إعداد نشرات تثقيفية تعني بها الإنسان وتحدثّه عبرها بأن الظاهرة الفلانية (عيب) وتحدّثه بأن رمي الأوساخ في غير مكانها يُشكل أكبر وأقبح منظر للمدن وعلى الدولة ممثلةً في المحليات مساعدة المواطن بعربات النفايات وباللوحات الإرشادية على أرجاء المدن وهذه نعدّها بداية لابد منها .. فكيف نرتقي ونحن لم نبدأ بأول خطوة .. هذا الموضوع يهم كل سوداني ويجب علينا كلنا أن لا نستسلم لحكاية هذه المدينة لن تتقدم ولن ترتقي .. فإذا كان هذا حديثنا فستظل في هذا القبح وسنظل في مربع مكثنا فيه عدة سنين ونحن كلنا نقول :(والله البلد دي ما تتقدم ليوم القيامة) !! والسؤال من الذي سيقدّم هذه البلد والأوطان يبنيها بنوها ولا سواهم فأتمنى أن يقلع كل سوداني عن مثل تلك الأقوال : (دي بلد علي الطلاق ما تتقدم لما تقوم الساعة) !! وآخر يقول لأصدقائه : نمشي نشوف لينا دولة محترمة ونظيفة وراقية بدل هذا (العفن) !! طيب من الذي سيزيل لك هذا (العفن) ومن الذي يرتقي لك بوطنك ؟؟ وهل تعتبر تلك الدولة الراقية التي تنوي السفر والإقامة بها ستقبلك وتحتضنك مثل وطنك .. هذا إن لم يخطرونك ذات يومٍ بأنهم قد استغنوا عن خدماتك ولا لازمةً لوجودك بتلك الدولة وما عليك إلاً وأن تلملم أمتعتك تأهباً للعودة للوطن الذي وصفته بكل ما هو قبيح .. نحن الآن نكتب وندعو الكُتاب والزملاء والإذاعات وكل القنوات الفضائية واللجان الشعبية ووزارات التربية والتعليم والثقافة والشئون الإجتماعية التي يقع على عاتقها الدور الأكبر لمعالجة الظواهر السالبة أن يبدأون في نشر ثقافة الإنسان ولن ترتقي البلدان دون ثقافة الإنسان .. فأتمنى أن يتمرّن كل أهل الوطن على الإهتمام بالنظافة والنظام والإنضباط في المواعيد إحتراماً للزمن وأن يقلعوا عن كل الظواهر الكريهة حتى نتقدم ولو خطوة واحدة للأمام وذلك أفضل من الحديث الذي لا يفيد .. ونتمنى أن نضع الوطن أولاً بعد الله عزّ وجلّ وأن نُعيد في نفوسنا التربية الوطنية فقد تعلّمنا منها الكثير .
هذه رسالة أقولها بكل أمانةٍ مطلقةٍ بأننا لا بد لنا من أن نبدأ بالخطوة الأولى إحترام الزمن والتعلق بالتربية الوطنية ثم ننطلق نحو التقدم والرقي مثل ما بلغت تلك الدول الراقية هذا المبلغ من النظام والنظافة والرقي فهم يحترمون الزمن والإنسان .
مدني / ياسر ود النعمة
· ذات مرةٍ دار حديثاً شيّقاً بيني وبين التشكيلي العالمي دكتور/ راشد دياب وكان الحديث يدور في الثقافة .. وكان د. راشد جاء لتّوه من الغربة الطويلة التي قضى سنينها بأوربا وبالتحديد في دولة أسبانيا التي تفوقنا في الرقي والحضارة بآلاف السنين .. راشد دياب جاء من هناك بِحرةِ جوفٍ شديدةٍ يريد أن يحيلنا إلى شعبٍ راقٍ ومتحضرٍ في وقتٍ وجيزٍ كنّا نعتقد بأنه لا يكفي .. لأسبابٍ كثيرةٍ مقارنة بالأسبان الذين عاش وسطهم (راشد) ردحاً من الزمان فتعلّم منهم الكثير في مقدمة ذلك إحترام الزمن وإحترام الإنسان والإنسانية وإحترام الأوطان .. هذا الأمر إن كان صديقي الدكتور راشد دياب يراه ضرورةً واجبةً فنحن أيضاً نراه كذلك ، لكن شعبنا السوداني يحتاج لفترةٍ زمنيةٍ مقدّرةٍ حتى يستوعب ما ذهب إليه الدكتور .. هناك مشاهد بالشارع العام دعت الدكتور لهذه الهيجة نحو الثقافة المطلوبة .. ومن تلك المشاهد والظواهر السالبة والتي لازالت تُمارس بصفةٍ لحظيةٍ إن لم تكن كل ثانيةٍ تمرُ من حياتنا .. د/ راشد يستنكر مثل هذه الظواهر الكريهة في مقدمتها (التبوّل) في قارعة الطريق دون إحترامٍ للمارة من نساء وبنات وأطفال وكبار وعرسان وأجانب وربما وزراء .. هي في الحقيقة ظاهرة غير مقبولة وقد تكون الدولة هي السبب الأول في إنتشارها وعدم محاربتها .. فكيف نحارب مثل هذه الظاهرة وحكومة البلاد لم تفكر في إنشاء دورات مياه للجنسين دون مقابل لقضاء حاجتهم فيها بدلاً من ممارستها على قارعة الطريق .. هناك ظواهر كثيرة جداً بدأت تستفحل في المجتمع وكلما سكتنا عنها تمادوا في ممارستها وصعب الحد منها وذلك على أقل تقدير ... هناك أعداد هائلة من الشماسة وشمامي السلسيون قبّحوا منظر المدن ودعونا كلنا لعدم التردد لأماكن الأكل والشرب بالمطاعم المعروفة إن لم يكن أغلبنا قد أقلع عن الذهاب لهذه المحلات التي تكتظ بالشماسة بمناظرهم القبيحة ووزارات الشئون الإجتماعية بالولايات تقف موقف المفضوح !! وهي التي يقع على عاتقها هذا الشيء وعندنا بولاية الجزيرة وزارةً للشئون الإجتماعية همّها الأول والأخير (الحج والعمرة وأمراء الأفواج والريالات السعودية التي توزّع لهم ما بين هنا وهناك) هؤلاء الذين إشتروا الضلالة بالهدى حسابهم الكبير عند الله عزّ وجّل فهو يعلم بكل الأمور .. لكن من الذي يستطيع أن يحاسبهم هنا على إمارتهم وكأنهم الأمثل والأجدر لقيادة بعثات الحج ولسنينٍ قد فاقت العشر وأكثر لا بديل لهم ولا فرصةً لغيرهم فقد أنجبتهم حواء ليقودوا بعثات الحجاج .. تصدقوا إن هذه البعثات تقودها لجنة عليا تسبقهم للأراضي المقدسة لتمّهد لهم سكنهم وتسهيل أداء مناسكهم وتعود بعد الحج قبل الحجاج ووالي الجزيرة الذي نعوّل عليه كثيراً والذي حدثناه كثيراً يتفرج معنا دون أن يترجّل بقرارٍ صائبٍ نصفّق له فيه كثيراً للحد من مثل هذه الفوضى التي ضربت بأطنابها ولازالت .. ولا ندري حتى متى يتخذ الوالي قراراً شجاعاً وقوياً يزيحهم من هذا التلاعب ليرضي أمةٍ إرتضته والياً وحاكماً نزيهاً تكفيه (تمرة وحبة مويه) ولازالت حاضرة الجزيرة وأريافها تصفه بالإنسان المعتدل الذي لا يعرف في الحق لومة لائم هذا ما يحدث بالجزيرة لبعثات الحج بأمرائها وببعثاتها .. لكنني أردت أن أقول للذين تعلّقوا بتلك الإمارة إن حجكم مثل حج الذي يقف في الأراضي المقدسة (بوادي عُرنة) وهو وادٍ مكروهٍ .. وعرفة كلها مواقف عدا هذا الوادي (وادي عُرنه) فمن وقف فيه لا حج له ... فبعثة ولاية الجزيرة أظنها واقفة هناك تنتصف الوادي !!
· نعود لموضوعنا الرئيسي الذي كتبنا من أجله ألا وهو إحترامنا للمواعيد
حتى متى نبدأ خطوات الثقافة الأولى لنسلك طريق التقدم والرقي ... إذا فالنبدأ بإحترام المواعيد .. وأذكر إن مجلس الوزراء البريطاني كانت له جلسةً محددةً بزمنٍ مضروبٍ لبداية الجلسة فتأخرت (مارغريت تاتشر) لمدة دقيقتين فقامت الدنيا ولم تقعد وفجأةً دخلت السيدة/ مارغريت تاتشر للقاعة ورمت عليهم التحية ثم بدأت تعتذر عن تأخيرها لدقيقتين لمدة ثلاث دقائق تقريباً ثم بدأت الجلسة .. ثم أين نحن من الأستاذ الراحل هاشم ضيف الله الذي لا يرحمك في تأخير دقيقة مهما كان عذرك .. ثم أين نحن من الأستاذ /هلال زاهر السادات The Black English Man - وهناك نماذج من السودانيين تعلموا إحترام المواعيد في الزمن المحدد من الإنجليز وصار هذا نهجهم إلى يومنا هذا .
· إخوتي القراء إن تطور البلدان المتقدمة بدأ بثقافة الإنسان فهناك نشرات تثقيفية لازالت توزّع للمواطنين بالرغم من إنهم تقدمونا بكثير فكيف لنا أن نبدأ الخطوة الأولى ؟ هل نبدأها بأن نحترم المواعيد المضروبة سواء في العمل أو مع الأصدقاء أم نبدأها بالإقلاع عن الظواهر السالبة التي إجتاحت مجتمعنا أم ماذا ترونه ؟ فنحن لابد لنا من أن نبدأ لنتعلم لنرتقي لنتقدم خطوات إيجابية إلى الأمام ونقلع عن الكذب والنفاق الذي تعلمناه من جهاز الموبايل (المكروه) !!
· نحن لابد لنا من أن نتخذ طريقةً حضاريةً عبر نشرات تثقيفية توزّع على المواطنين عبر اللجان الشعبية أو عبر متطوعين بالأسواق وبأماكن التجمعات بالمسارح بالسينمات أو بالمنتديات أو بيوت الأفراح أو بيوت المآتم وفي المدارس والجامعات نحثهم بأن رمى الأوساخ وأعقاب السجاير والتمباك بالشوارع مظهر غير كريم وغير حضاري فلا بد للولاة بأن يأمروا وزارات التخطيط وإدارات تجميل المدن بوضع سلاّت مهملات على أعمدة الكهرباء وفي الأماكن التي تسهّل على المواطنين رميها بلا عناء لنعّدها ضربةً للبداية ثم تفعّل وزارة الثقافة دورها في إعداد نشرات تثقيفية تعني بها الإنسان وتحدثّه عبرها بأن الظاهرة الفلانية (عيب) وتحدّثه بأن رمي الأوساخ في غير مكانها يُشكل أكبر وأقبح منظر للمدن وعلى الدولة ممثلةً في المحليات مساعدة المواطن بعربات النفايات وباللوحات الإرشادية على أرجاء المدن وهذه نعدّها بداية لابد منها .. فكيف نرتقي ونحن لم نبدأ بأول خطوة .. هذا الموضوع يهم كل سوداني ويجب علينا كلنا أن لا نستسلم لحكاية هذه المدينة لن تتقدم ولن ترتقي .. فإذا كان هذا حديثنا فستظل في هذا القبح وسنظل في مربع مكثنا فيه عدة سنين ونحن كلنا نقول :(والله البلد دي ما تتقدم ليوم القيامة) !! والسؤال من الذي سيقدّم هذه البلد والأوطان يبنيها بنوها ولا سواهم فأتمنى أن يقلع كل سوداني عن مثل تلك الأقوال : (دي بلد علي الطلاق ما تتقدم لما تقوم الساعة) !! وآخر يقول لأصدقائه : نمشي نشوف لينا دولة محترمة ونظيفة وراقية بدل هذا (العفن) !! طيب من الذي سيزيل لك هذا (العفن) ومن الذي يرتقي لك بوطنك ؟؟ وهل تعتبر تلك الدولة الراقية التي تنوي السفر والإقامة بها ستقبلك وتحتضنك مثل وطنك .. هذا إن لم يخطرونك ذات يومٍ بأنهم قد استغنوا عن خدماتك ولا لازمةً لوجودك بتلك الدولة وما عليك إلاً وأن تلملم أمتعتك تأهباً للعودة للوطن الذي وصفته بكل ما هو قبيح .. نحن الآن نكتب وندعو الكُتاب والزملاء والإذاعات وكل القنوات الفضائية واللجان الشعبية ووزارات التربية والتعليم والثقافة والشئون الإجتماعية التي يقع على عاتقها الدور الأكبر لمعالجة الظواهر السالبة أن يبدأون في نشر ثقافة الإنسان ولن ترتقي البلدان دون ثقافة الإنسان .. فأتمنى أن يتمرّن كل أهل الوطن على الإهتمام بالنظافة والنظام والإنضباط في المواعيد إحتراماً للزمن وأن يقلعوا عن كل الظواهر الكريهة حتى نتقدم ولو خطوة واحدة للأمام وذلك أفضل من الحديث الذي لا يفيد .. ونتمنى أن نضع الوطن أولاً بعد الله عزّ وجلّ وأن نُعيد في نفوسنا التربية الوطنية فقد تعلّمنا منها الكثير .
هذه رسالة أقولها بكل أمانةٍ مطلقةٍ بأننا لا بد لنا من أن نبدأ بالخطوة الأولى إحترام الزمن والتعلق بالتربية الوطنية ثم ننطلق نحو التقدم والرقي مثل ما بلغت تلك الدول الراقية هذا المبلغ من النظام والنظافة والرقي فهم يحترمون الزمن والإنسان .