المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين القطاع الخاص من الكراسي العلمية الرياضية ؟



نجيب عبدالرحيم
22-10-2013, 02:33 PM
إن فوكس

أين القطاع الخاص من الكراسي العلمية الرياضية ؟

الرياضة لم تعد اليوم مكاناً للركل بالقدم، بل أضحت سياسة وإستثمار وحضارة ومنبر وعلم يدرس في المعاهد والأكاديميات والجامعات وسلوك وصياغة للإنسان.

الأبحاث العلمية الرياضية أصبحت من الأدوات المهمة وركناً أساسياً في رسم الخطط التطويرية والبرامج المستقبلية التي تكفل الارتقاء بكافة أركان المنظومة الرياضية بالمفهوم الشمولي للرياضة فكراً وممارسةً.

لا شك أن البحث العلمي له دور كبير في معالجة المشاكل والتخطيط الاستراتيجي لتنمية رياضية شاملة وفوائد كثيرة تعود على الرياضة والشباب بالنفع وترفع راية السودان خفاقة في المحافل الدولية.

إذا أردنا أن ننهض برياضتنا في ظل غياب العلم الرياضي من المنظومة الرياضية التي نحن في أمس الحاجة إليها بمكوناتها في ظل ضعف البنية الفكرية التي تفتقدها الإدارات الرياضية إلي آفاق أوسع لتواكب العصر التقني الحديث نطالب بتدريس العلوم الرياضية لتضخ دماء جديدة في جسد إدارات الأندية الرياضية والاتحادات المتهالكة لتتماشي مع العمل إلا دارى الاحترافي.

بدلاً من الارتجالية والعشوائية، عكازا العمل التقليدي الذي يعتمد علي المعرفة الانطباعية وعلوم الفراسة وتهميش العلم الرياضي في تسيير الأمور بطريقة روتينية إرتجالية والعلمية الرياضية هي التي تدير (وليس تدبر)

ومن هنا نناشد رئيسي الهلال والمريخ والشركات والمؤسسات الكبيرة ورجال الأعمال بتمويل الكراسي البحثية لتجسيد التواصل الحضاري بين المجتمع ومنبر من منابر التنوير والمعرفة والكراسي والمراكز التي شملت العديد من العلوم والتخصصات ابتداء من الطب والهندسة ومروراً بالاقتصاد والمالية والإسكان والمياه وانتهاء بالعلوم الإنسانية والشرعية.

المنظومة الرياضية لدينا تحتاج إلي الكثير من البحث العلمي والتطبيقي لمعاجلة العديد من الثغرات ولتفسير مجموعة من الظواهر ولتطوير الأساليب والانجازات فالتدريب علي سبيل المثال يحتاج إلي مجموعة من البحوث والدراسات التجريبية لتضييق الفجوة بين المختبرات والميدان كذلك التحكيم بمشكلاته وأزماته المتكررة التي تحول الميدان إلي بركان نحتاج إلي دراسات تفسيرية لمعرفة أسباب التعسر وعلاقة هذا التعسر بالإعلام والمجتمع.

علوم الرياضة المتفرعة من العلوم الأساسية مثل الطب الرياضي والاستثمار والقانون والاحتراف الرياضي والتدريب والتسويق الرياضي والإعلام الرياضي وعلم النفس الرياضي جميعها مجالات خصبة للبحث والدراسة خصوصا في السودان.

رجال الأعمال المهتمين بالرياضة كثيرين ومن الممكن إستقطابهم وإغرائهم من خلال البروز الإعلامي لتمويل كراسي البحث بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات والمصانع في الداخل والخارج التي تعمل في مجال الصناعات الرياضية والطبية وغيرها من الصناعات فيما يخدم نشاطها سواء كان هذا النشاط إعلاميا أو رعويا بإطلاق اسمهما علي كراسي بحثية في مجال علوم الرياضة في الجامعات.

ولكن ذلك لن يتم إلا من خلال تسليط الضوء علي هذا المشاريع البحثية المنطقية وتطبيقها في مجال علوم الرياضة لتتوافق مع تطلعات وتوجهات واهتمامات رجال الأعمال والشركات والمؤسسات وتساهم في تطوير الرياضة وفق الأسس العلمية.

معظم الدول حرصت على الأخذ بأساليب البحث العلمي في مختلف ضروب الحياة الثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية ومن بينها قطاع الرياضة والشباب فلماذا لا يتم إدخال الرياضة ضمن مواد الدستور، كما قال القيصر وأسطورة الكرة الألمانية والعالمية فرانز بيكنباور والرياضيين الألمان، بعد الأهمية الكبيرة التي حظيت بها الرياضة في المجتمع خلال الأعوام الأخيرة ، تعبيراً عن الرغبة في
حصول الرياضة على مكانتها التي تليق بها أيضا في دستور البلاد.

لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك.

najeebwm@hotmail.com