المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحل مانديلا رمز الحرية والديمقراطية والإنسانية



نجيب عبدالرحيم
06-12-2013, 05:10 AM
رحل مانديلا رمز الحرية والديمقراطية والإنسانية

رحل الزعيم المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا الذي كرس حياته لكفاح شعبه وحارب العنصرية في دولة الألوان والأعراق، وإستطاع وضع صيغة ميثاق الحرية للمؤتمر الوطني الأفريقي والذي أعلن فيه أن جنوب أفريقيا ملك لكل الذين يعيشون فيها الزنوج والبيض معاً ويضمن حقوق السود ولا يتناقض مع حقوق البيض.

مانديلا كان زعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وجناحه المسلح اومكونتو سيزوي كان مناهضاً لنظام التميز العنصري، وتم إدانته بجرائم تخريب ارتكبها عندما قاد النضال ضد التميز العنصري من قبل الأقلية البيضاء في بلاده وحكم عليه بالسجن المؤبد وإرساله إلى جزيرة روبن ونقله لاحقاً إلى سجن بولسمور ثم إلى سجن فيكتور فيرستر حيث أمضى سبعة وعشرين عاماً في السجن، والكثير منها حبس إنفرادي في زنزانة في جزيرة روبن وقضى الفترة الأخيرة في سجن بولسمور حتى أطلق سراحة عام 1990م.

رغم سنين الحرمان الطويلة التي قضاها قابعاً في السجن لم تستطع أي جهة أو دولة كسر نيلسون مانديلا أو تغييره موقفه الرافض لكل إشكال العنصرية، ظل صامداً وشامخاً، وسيبقى إلى زمن طويل مصدر وحي لشعوب العالم، وشغل كل وسائل الإعلام العالمية في مراحل نضاله السياسي وكل المراحل.

نصب نيلسون مانديلا عام 1994م كأول رئيس أسود منتخب لجمهورية جنوب أفريقيا، لفترة خمس سنوات ورغم فوزره بأغلبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية إلا أنه رفض الترشح لولاية ثانية عام 1999م وكان بإمكانه الفوز بها ولكنه لم يقبل بأن يبقى رئيساً لأكثر من فترة واحدة وأراد أن يعطي المثال لسياسيي جنوب أفريقيا وللسياسيين في جميع أنحاء أفريقيا والعالم العربي، حيث عادة فالرؤساء في هذه الدول يبقون مدى الحياة، بكل الوسائل والأدوات من أجل الجلوس على سدة الحكم ودائماً يقولون أنهم يؤمنون بالديمقراطية، في واقع الأمر هم يتحولون إلى طغاة ويحولون الحكم إلى إرث ويسرقون ويجوعون شعوبهم ويقتلونهم ولا أعلم بأي شريعة ودين يحكموا الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

لدي الكثير مما أقول عن الزعيم الإفريقي الراحل مانديلا الذي حصد أكثر من مائتان وخمسون جائزة ولكني سأكتفي بهذه السطور فتاريخه المشرف والمضيء معروف للجميع حيث أجبر كل رؤساء العالم والمفكرين والباحثين وكل وسائل الإعلام أن تركض وراءه وألفت عنه دور النشر كثير من الكتب وصورت الأفلام الوثائقية والسينمائية التي تحكي عن مسيرته النضالية والإنسانية حتى الاتحادات الرياضية القارية والعالمية أطلقت إسمه على منافساتها.

وختاماً لا يسعني إلا أن أقول سيبقى الرئيس الجنوب الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا رمزاً للنضال والبطولة والوطنية والحرية والديمقراطية والإنسانية والعدالة والنزاهة التي تفتقدها كل دول العالم.

لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

najeebwm@hotmail.com (najeebwm@hotmail.com)