المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغاربة وصلوا



نجيب عبدالرحيم
24-12-2013, 03:53 AM
إن فوكس

المغاربة وصلوا

يتساءل الكثيرون عن سر تألق الأندية والمنتخبات الإفريقية ووصولها إلى المسرح العالمي في المونديال والأولمبياد وبطولة القارات وبطولة أندية العالم وغيرها من المناسبات الرياضية؟ الإجابة لأنها تعمل بفكر متقدم في إنشاء المدارس والأكاديميات وإنتاج المواهب الشابة ليس فقط مجرد شباب, بل مواهب أصبحت نجوم وأثبتت نفسها بسرعة وبقوة حتى وصلت إلى الإحتراف الخارجي منهم من يلعب محترفاً في الدول العربية ومنهم من يلعب في كبرى الأندية الأوروبية فالتطور الذي يحدث في القارة السمراء لا يحدث من فراغ فالتطور الحالي في الكرة الإفريقية كان نتيجة عمل ممنهج وفكر وتنظيم وتخطيط وإبداع في التنفيذ فالإدارة فن ومهارة وعلم وأمانه وكل ما من شأنه الارتقاء بها إلى أعلى المستويات.

إنجازات منتخبات وأندية القارة السمراء على الصعيد العالمي (النسور الخضراء) منتخب نيجيريا أحرز ذهبية أولمبياد أتلانتا في أمريكا كأول منتخب إفريقي يحظى بهذا اللقب بعد أن أطاح بملوك اللعبة المنتخب البرازيلي في الدور قبل النهائي وفي النهائي تغلب على راقصي التانجو منتخب الأرجنتين بالإضافة إلى حصولهم على بطولة العالم للناشئين أربع مرات عام 1985 و1993 و2007. و2013 وتعد مشاركتها في مونديال البرازيل المرة الخامسة (الأسود الكميرونية) منتخب الكميرون أحرز ذهبية أولمبياد سيدني في إستراليا عام 2000م وتشارك للمرة السادسة في المونديال القادم (النجوم السوداء) منتخب غانا يشارك للمرة الثالثة في مونديال البرازيل القادم وأحرز منتخبها للشباب بطولة العالم للشباب عام 2009م بالقاهرة بعد أن فاز على منتخب البرازيل في المباراة النهائية وكورت ديفوار تشارك للمرة الثالثة (محاربو الصحراء) منتخب الجزائر يشارك للمرة الرابعة وتونس شاركت أربع مرات والمغرب أربع مرات واستطاعت كأول فريق عربي وإفريقي يحصل على بطولة العالم للأندية عن طريق فريق الرجاء البيضاوي وأنجولا مرة وتوجو مرة بالإضافة إلى البطولات الإفريقية التي حصلوا عليها أين نحن ؟؟؟؟؟!

لقد شاهدنا فريق الرجاء البيضاوي المغربي في بطولة العالم للأندية التي أقيمت في المغرب يقدّم كرة حيوية وهجومية وبأسلوب وتقنية عالية وقدرة تكتيكية كبيرة وأمام من أمام الماكينات الألمانية وبطل ألمانيا وأوروبا والعالم أنه فريق الباير بايرن ميونيخ قاهر الفرق الأوروبية الكبيرة وإستطاع الفريق البيضاوي الوصول إلى النهائي :الو نادي عربي بعد أن ضرب راقصي السامبا بوجود الساحر رونالدينهو بثلاثة أهداف مقابل هدف وخسروا بشرف أمام فريق البايرن بعد أداء قوي ولم يستطع العملاق الألماني أن يفوز بأكثر من هدفين رغم خط هجومه الضارب ولم يتراجعوا أو يتخندقوا بل لعبوا بثقة كبيرة وهدوء وتبادلوا التمرير بلا وكثروا من الطلعات وتغلبوا على الفريق المدجج بالنجوم في العديد من المواجهات الفردية دفاعا وهجوما وضاعت لهم أكثر من فرصة كان للحظ والحارس والقائم دوراً كبيراً في إبطالها.

العمل في قطاع البراعم الشباب والناشئين أصبح نموذجاً وفلسفة فريدة من نوعها تضمن تعليماً متكاملاً لكل لاعب شاب وتحلق به إلى عالم النجومية .


في سودانا الحبيب فلوسنا ضائعة في تسجيل لاعبين محليين وأجانب عاطلين فنياً ودائماً تكون فترة التسجيلات تصحبها إثارة وصراع وخطف ومطاردات ولكن هذه المرة غاب عن الأكشن وكانت الإثارة حاضرة في الأرقام الفلكية التي دفعها نادي المريخ لتسجيل لاعب الخرطوم عنكبة ونادي الهلال لتسجيل صلاح الجزولي لاعب الخرطوم هداف سيكافا حيث كان لإعلامنا الرياضي الذي يفتقد إلى الهوية المهنية دوراً كبيراً في حراك هذا المزاد في وقت يعجز فيه المواطن السوداني عن سد رمقه.

السؤال المهم جداً هل سيسهم هذا الضخ المالي الرهيب في تطوير الكرة السودانية وتحقيق بطولات خارجية على صعيد الأندية والمنتخبات ؟ لا وألف فنجوم أنديتنا يبدعون في دوري متأسف فنياً وبطولة سيكافا للمنتخبات البعيدة عن الضوء الإعلامي لا تقل تأسفاً عن دورينا الكسيح ( بإتفاق الشيخين)

علة الكرة السودان لها أسباب عديدة بدءً من الآلية التي تقود اللعبة والعمل الإداري في أنديتننا الكبيرة لا يستند على فكر يؤدي إلى بوابة التطوير ولا معايير تحدد أسعار وقيمة اللاعبين والمدربين الأجانب الذين تختارهم ويصبح المعيار الوحيد الجهة التي تدفع المال فرداً أو مجموعة هي التي تقوم بعملية تسجيل اللاعبين وتخزين وشطب بعض اللاعبين الذين تم تسجيلهم بمبالغ كبيرة قبل أن يلامسوا الكرة لكم أن تتخيلوا المبالغ الكبيرة التي يقبضها اللاعب بأضعاف ما يستحق حتى لو كان مميزاً ويستطع أن يحدث الفارق ويقلب الموازين رغم أته لا يوجد لاعب في السودان لديه هذه الصفات والخطأ الأكبر إن أنديتنا توقع عقوداً لمدة ثلاث سنوات بشرط جزائي فاللاعب هو الرابح الأول في حالة إلغاء عقده من قبل إدارة النادي وهذا أمر متوقع.


لو صرفت هذه المبالغ الكبيرة على تطوير البنية التحتية وتأسيس أكاديميات ومدارس للبراعم والناشئين والشباب في الأندية لكان هذا أجدى لكن ما يحدث هو تبذير للأموال بغير وجه حق وغير فائدة للكرة السودانية التي فقدت البوصلة ولم نلحظ أي عمل يقدم وجهد يبذل في تطوير اللعبة حتى الآن ولم نتوصل إلى معادلة تنير لنا الطريق إلى تحديد اتجاهات الرياضة.

لكي نصل إلى منصات التتويج نحتاج للبناء أكثر من حاجة البحث عن لاعبين حتى لو كانوا في مستوى الثلاثي العالمي ليونيل ميسي ، فرانك ريبيري ، كريستيانو رونالدو

لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

najeebwm@hotmail.com