المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شايلة كلفَّت يمشْ و يتلفَّتْ!!



ود الأصيل
20-04-2014, 10:54 PM
سؤال هام : الرأس والكرش و الكرعين مين سايق مين؟!
هناك حكمة مندثرة لعلها مأخوذة من أفواه البسطاء الجعانين. و لو أنها نسبت إلى أبونا الشيخ / فرح و د تكتوك
لكان ذاع صيتها وانتشر خبرهابين الآفاق .. ولكن الراجح أنها طالعة من رجل أغبر أشعث و بائع متجول من أهلنا
التكارنة بتاعين السكسك.. قالها و لم يلق لها بالاً أثناء تطوافه عشوائياً ببضاعته بين الحلال و القرى والنجوع النائية ،
و على ظهره بقجة من مصنوعاته الحرفية (من عاجات و غوايش فالصو و عقود سوميت مع بعض البخور و العطور
البلدية كالسيد على و بت السودان ... إلخ ) .و ذات خرجة له محملاً بأشيائه العجيبة عبر فلاة مترامية بين بلدتين
، إذ به يداهمه مغص معوي حاد مع عصرة و لواية و مشي بطن سمه ما شئت . ولكنه ألم فظيع كادت تطير معه أبراج
عقله ، و تسمرت رجلاه عن الحراك و جعل يتمرصع كالمصروع و يتلوى كالملسوع بسمأب درقة. و كان بالجد ح يروح فيها
لو لا أنه إذ أوى إلى ظل شجرة في العراء ، أفرغ تحتها محتويات كرشة من أكلة كريهة لمان تفطس من القرف ظاطو !!
حتى عاد المسكين إلى رشده بعد تعرق شديد و حالة يرثى لها .فخرج منها بهذه المقولة، أن :
يا أيها الناس ، اسمعو و اعو " إنو البطن دا هو شايل كرعين و إنو العكس أبداً مو سحيح "

ود الأصيل
21-04-2014, 10:58 PM
.. إذاً، دعونا أولاً نؤمن على مقولة عمنا التكروني بأنها عين الحق و أصابت كبد الحقيقة .
و نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم لما تناول الشق المعنوي من الإنسان ذهب مباشرة إلى
مو طن الأماني و مرتع العواطف و رب العقائد و قال: "إلا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد "
و لكن لما تعلق الأمر بشقنا البنيوي العضوي الذي أصله من تراب و ومثواه الأخير غلى يباب هنا كان لا بد
من ذكر المعدة على أنها بيت الداء.. وأن و الحمية(الريجيم) رأس الدواء.. وكيف لا تكون بيتاً للداء و هي
"خمارة للغذاء" من مآكل و مشارب شتى .. وما التقلب ولا الكبد والكلاوي إلا أدوات معينة لها فقط في مهمة
هضم و من ثم تصنيع فتمثيل العبئ الثقيل إلى أحماض أمينية ومن ثم ضخ الصالح منه في عروق الجسم دماً
نقياً قابلاً لنقل الحياة ، ثم طرح الطالح منهه فرثاً وسماداً طبيعياً صالحاً لتجديد خصوبة التربة و البتالي فإن المعدة هي
المتهمة البريئة الأولى في كثير من العلل الهضمية والأمراض العضوية و العصبية الناتجة عن اختلال الدورة الدموية ،
فكلها ناشئة عن شهوة بطنية ، و لا يدانيها في هذا الجرم الخفي الشنيع سوى شهوة أخرى هي شهوة "فرجية" جامحة.
خالجتني هذه الخواطر و غيرها وأنا طريح الفراش تحت تخدير الجراحة جراء علة أوشكت على ألا تمهلني طويلاً لو لا عناية
ربانية و أجل مسمى لم يأت بعد و قد خشيت أن تكون هذه آخر سطورِ لي في حضرة منتداكم العامر بأهله.و هأنا ذا أضع
مبضعي على عصارة تجربتي لمن يلقي السمع ، فلعله يأخذ ال عبرة من افواه المجربين.