المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهوة الخفية و ما أدراك ما هي ........؟!!



ود الأصيل
01-07-2014, 10:12 PM
الشهوة الخفية و ما أدراك ما هي........؟!!

من عجائب أخبار السلف الصالح ما روى أهل السير عن أحمدَ بنِ مسكين أحدِ علماءِ القرن الثالث الهجري في البصرة، قال:
"امتحِنت بالفقر سنة تسع عشرة ومائتين، فلم يكن عندنا شيء، ولي امرأة وطفلها، وقد طوينا على جوع يخسف بالجوف خسفا،
فجمعت نيتي على بيع الدار والتحوّل عنها، فخرجت أتسبب لبيعها فلقيني أبو نصر، فأخبرته بنيتي لبيع الدار فدفع إلي رُقاقتين
من الخبز بينهما حلوى، و قال: أطعمها أهلك!
ومضيت إلى داري فلما كنت في الطريق لقيتني امرأة معها صبي، فنظَرَت إلى الرقاقتين وقالت: يا سيدي، هذا طفل يتيم جائع، و لا
صبر له على الجوع، فأطعمه شيئًا يرحمك الله، ونظر إليّ الطفل نظرة لا أنساها، وخيّل إليّ حينئذ أن الجنة نزلت إلى الأرض تعرض نفسها
على من يشبِع هذا الطفل وأمه، فدفعت ما في يدي للمرأة، وقلت لها: خذي وأطعمي ابنك.
و الله ما أملك بيضاء ولا صفراء، وإن في داري لمن هو أحوج إلى هذا الطعام، فدمعت عيناها، وأشرق وجه الصبي فرحا، ومشيت وأنا مهموم!!!
وجلست إلى حائط أفكر في بيع الدار وإذ أنا كذلك إذ مرّ أبو نصر وكأنه يطير فرحًا، فقال: يا أبا محمد، ما يجلسك ها هنا وفي دارك الخير والغنى؟! قلت:
سبحان الله! ومن أين يا أبا نصر؟! قال: جاء رجل من خراسان يسأل الناس عن أبيك أو أحدٍ من أهله، ومعه أثقال وأحمال من الخير والأموال، فقلت: و
ما خبره؟ قال: إنه تاجر من البصرة، وقد كان أبوك أودَعه مالاً من ثلاثين سنة، فأفلس وانكسر المال، ثم ترك البصرة إلى خراسان، فصلح أمره على التجارة
هناك، وأيسَر بعد المحنة، وأقبل بالثراء والغنى، فعاد إلى البصرة وأراد أن يتحلّل، فجاءك بالمال وعليه ما كان يربحه في ثلاثين سنة.
يقول أحمد بن مسكين: حمدت الله وشكرته، وبحثت عن المرأة المحتاجة وابنها، فكفيتهما وأجرَيت عليهما رزقا، ثم اتجرت في المال، وجعلت أربه بالمعروف و
الصنيعة والإحسان وهو مقبل يزداد ولا ينقص، وكأني قد أعجبني نفسي وسرني أني قد مُلِأَت سجلاتُ الملائكة بحسناتي، ورجوت أن أكون قد كُتبت عند الله
في الصالحين، فنمت ليلة فرأيتُني في يوم القيامة، والخلق يموج بعضهم في بعض، ورأيت الناس وقد وُسِّعَتْ أبدانُهم، فهم يحملون أوزارهم على ظهورهم
مخلوقة مجسّمة، حتى لكأن الفاسق على ظهره مدينة كلها مخزيات، ثم وضعت الموازين، وجيء بي لوزن أعمالي، فجعلت سيئاتي في كفة ثم ألقيت سجلات
حسناتي في الأخرى، فطاشت السجلات، ورجحت السيئات، ثم جعلوا يلقون الحسنة بعد الحسنة مما كنت أصنعه، فإذا تحت كل حسنةٍ شهوةٌ خفيةٌ من شهوات
النفس، كالرياءِ والغرورِ وحبِ المحمدة عند الناس، فلم يسلمُ لي شيء، وهلكتُ عن حجتي ....
فسمعتُ صوتًا: ألم يبق له شيء؟ فقيل: بقي هذا فنظرت لأرى ما هذا الذي بقي، فإذا الرقاقتان اللتان أحسنت بهما على المرأة وابنها، فأيقنت أني هالك، فلقد
كنت أُحسِنُ بمائةِ دينارٍ ضربةً واحدة فما أغنَت عني، فانخذلت انخذالاً شديدًا ، فوُضِعَت الرقاقتان في الميزان، فإذا بكفة الحسنات تنزل قليلاً ورجحت بعضَ الرجحان....
ثم وُضعت دموع المرأة المسكينة التي بكت من أثر المعروف في نفسها، ومن إيثاري إياها وابنها على أهلي، وإذا بالكفة ترجُح، ولا تزال ترجُح حتى سمعت صوتًا يقول:
قد نجا.قد نجا.قد نجا.صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (اتقوا النار ولو بشق تمرة).

بنت الرفاعي
18-07-2014, 10:01 PM
:):):)

اللهمّ اجعلنا من المتقين لنارك المعتقين منها.

جزاك الله خيراً أخي عابر سبيل وبارك فيك.:)

:):):)

ود الأصيل
21-07-2014, 11:14 PM
http://ar1cdn.islamonlinenet.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2013/09/ma3rafa-300x225.jpg (http://ar1cdn.islamonlinenet.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2013/09/ma3rafa.jpg)

لعل ذلك داخل في باب أن " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، و صدقة السر تطفئ غضب الرب".
من رواية أنس و تخريج السيوطي و تحقيق الشيخ/ الألباني و ذكر فيه أهل العلم أن حضرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
كان يفكر و يخطط لأمر عظيم طال انتظاره و هو فتح مكة .. و لهذا تكتم على الأمر و ضرب عليه سريةً تامة ، و أخفاه حتى عن أقرب الناس إليه
كأبي بكر الصديق و زوجه عائشة رضي الله عنهما .. و رغم أنه صلى الله عليه و سلم لم يقم بإخبار أحد عن نيته بقصد منع انتقال الخبر إلى قريش
إلا أن واحداً من الصحابة و هو حاطب بن أبي بلتعة من بعد أن أخبر حضرة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أصحابه بالأمر ، بعث كتاباً إلى قريش
يريد أن يخبرهم باستعداده صلى الله عليه وسلم لغزو مكة. عرف النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الوشاية عن طريق الوحي، فبعث الزبير و علياً و المقداد
ليلحقوا بامرأة تولت حمل رسالة حاطب إلى قريش، فأمسكوا بها و أرجعوها إلى المدينة، ثم جيء بحاطب الذي أدرك أنه هالك لا محالة لكنه اعترف صراحة بأنه
لم يقدم على فعلته ارتداداً عن دينه و لا حباً في قريش، و إنما خشية أن تنقلب الموازين و ينتصر المشركون، فيقوم المسلمون الأقوياء بحماية عائلاتهم في مكة، حيث
لا ظهر له و لا حول قوة يحمي بها أهله، فأراد أن يكون ذلك نوعاً من الصنيع الجميل لعل قريشاً تحفظه له إذا ما وقع ذاك الافتراض السيء. لكن النبي بكرمه و رحمته
بصحابته قال لهم و هم يشهدون اعتراف حاطب: «أما إنَّه قد صدقكم ». لكن هذا لم يعجب عمر فاستأذن أن يضرب عنقه لأنه خان الله ورسوله، فما كان من النبي صلى
الله عليه وسلم إلا أن قال: إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعلّ الله اطّلع على من شهد بدراً، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم . ولا شك أن العمل الذي قام به حاطب
بحسب مفاهيم هذا العصر يُعَدُّ خيانة عسكرية و جرم كفيل بأن تطير له الرقاب ، و ليس لأحد أن يشفع أو يطالب بتخفيف عقوبة مقترفه ، خاصة أن الخيانة و قعت وقت
حرب و ليس و قت سلم، حتى يمكن النظر في تخفيف العقوبة. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد بقولته تلك أن يعلم الأمة أمراً مهماً هو عدم تضييق النظرة للأمور
و التركيز على الجزء و نسيان الكل ، و إنما الأصل أن يتم النظر إلى الأمور بشكل كالم شامل لكافة الجوانب. و حاطب هذا ممن شهدوا بدراً و هي معركة ليست كأي معركة،
ومن َثَبُت يومذاك ، كان دليل صدقه مع الله و لم ليكن ليثبت غير الصادقين الراغبين فيما عند الله، و بهم أعز الله الإسلام و أخزى الكافرين و ماز بين الحق و الباطل،
و لهذا استحق أولئك الرجال تلك الدرجة العالية. الرفيعة. ولولا ذاك العمل العظيم والجميل لحاطب، ما كان يسلم من سيف عمر، وما كان النبي
صلى الله عليه وسلم ليعارض عمر في رأيه السديد ذلك.. و لكن هكذا من صنائع المعروف التي تقي صاحبها مصارع السوء و الله أعلم.

أبو غفران قصي محمد
23-07-2014, 01:30 PM
الشهوة الخفية و ما أدراك ما هي........؟!!
من عجائب أخبار السلف الصالح ما روى أهل السير عن أحمدَ بنِ مسكين أحدِ علماءِ القرن الثالث الهجري في البصرة، قال:"امتحِنت بالفقر سنة تسع عشرة ومائتين، فلم يكن عندنا شيء، ولي امرأة وطفلها، وقد طوينا على جوع يخسف بالجوف خسفا، فجمعت نيتي على بيع الدار والتحوّل عنها، فخرجت أتسبب لبيعها فلقيني أبو نصر، فأخبرته بنيتي لبيع الدار فدفع إلي رُقاقتين من الخبز بينهما حلوى، و قال: أطعمها أهلك!ومضيت إلى داري فلما كنت في الطريق لقيتني امرأة معها صبي، فنظَرَت إلى الرقاقتين وقالت: يا سيدي، هذا طفل يتيم جائع، و لا صبر له على الجوع، فأطعمه شيئًا يرحمك الله، ونظر إليّ الطفل نظرة لا أنساها، وخيّل إليّ حينئذ أن الجنة نزلت إلى الأرض تعرض نفسها على من يشبِع هذا الطفل وأمه، فدفعت ما في يدي للمرأة، وقلت لها: خذي وأطعمي ابنك. و الله ما أملك بيضاء ولا صفراء، وإن في داري لمن هو أحوج إلى هذا الطعام، فدمعت عيناها، وأشرق وجه الصبي فرحا، ومشيت وأنا مهموم!!!وجلست إلى حائط أفكر في بيع الدار وإذ أنا كذلك إذ مرّ أبو نصر وكأنه يطير فرحًا، فقال: يا أبا محمد، ما يجلسك ها هنا وفي دارك الخير والغنى؟! قلت: سبحان الله! ومن أين يا أبا نصر؟! قال: جاء رجل من خراسان يسأل الناس عن أبيك أو أحدٍ من أهله، ومعه أثقال وأحمال من الخير والأموال، فقلت: وما خبره؟ قال: إنه تاجر من البصرة، وقد كان أبوك أودَعه مالاً من ثلاثين سنة، فأفلس وانكسر المال، ثم ترك البصرة إلى خراسان، فصلح أمره على التجارة هناك، وأيسَر بعد المحنة، وأقبل بالثراء والغنى، فعاد إلى البصرة وأراد أن يتحلّل، فجاءك بالمال وعليه ما كان يربحه في ثلاثين سنة.يقول أحمد بن مسكين: حمدت الله وشكرته، وبحثت عن المرأة المحتاجة وابنها، فكفيتهما وأجرَيت عليهما رزقا، ثم اتجرت في المال، وجعلت أربه بالمعروف و الصنيعة والإحسان وهو مقبل يزداد ولا ينقص، وكأني قد أعجبني نفسي وسرني أني قد مُلِأَت سجلاتُ الملائكة بحسناتي، ورجوت أن أكون قد كُتبت عند الله في الصالحين، فنمت ليلة فرأيتُني في يوم القيامة، والخلق يموج بعضهم في بعض، ورأيت الناس وقد وُسِّعَتْ أبدانُهم، فهم يحملون أوزارهم على ظهورهم مخلوقة مجسّمة، حتى لكأن الفاسق على ظهره مدينة كلها مخزيات، ثم وضعت الموازين، وجيء بي لوزن أعمالي، فجعلت سيئاتي في كفة ثم ألقيت سجلات حسناتي في الأخرى، فطاشت السجلات، ورجحت السيئات، ثم جعلوا يلقون الحسنة بعد الحسنة مما كنت أصنعه، فإذا تحت كل حسنةٍ شهوةٌ خفيةٌ من شهوات النفس، كالرياءِ والغرورِ وحبِ المحمدة عند الناس، فلم يسلمُ لي شيء، وهلكتُ عن حجتي ....فسمعتُ صوتًا: ألم يبق له شيء؟ فقيل: بقي هذا فنظرت لأرى ما هذا الذي بقي، فإذا الرقاقتان اللتان أحسنت بهما على المرأة وابنها، فأيقنت أني هالك، فلقد كنت أُحسِنُ بمائةِ دينارٍ ضربةً واحدة فما أغنَت عني، فانخذلت انخذالاً شديدًا ، فوُضِعَت الرقاقتان في الميزان، فإذا بكفة الحسنات تنزل قليلاً ورجحت بعضَ الرجحان....ثم وُضعت دموع المرأة المسكينة التي بكت من أثر المعروف في نفسها، ومن إيثاري إياها وابنها على أهلي، وإذا بالكفة ترجُح، ولا تزال ترجُح حتى سمعت صوتًا يقول: قد نجا.قد نجا.قد نجا.صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (اتقوا النار ولو بشق تمرة).سلام أخي ورمضان كريم على الجميع،يقول تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)لا شئ أفضل من النية الخالصة لوجه الله، المتبعة بالعمل الصالح.ونسأل الله أن يعيذنا من تلك الشهوات الخفية.تقبل الله صيامنا وقيامنا.تحياتي وتقديري