ياسر ود النعمة
13-08-2014, 11:48 AM
(كشك .. وارتجّ المكان!)
ودعته مدينة ود مدني لمثواه الأخير وسط حشود كبيرة
مدني/ ياسر ود النعمة
•من الذين مجدّوا هذه المدينة وأعطوها حقها ووزنها وحواشيها وقوافيها (أولاد كشك) الذين بلغت شهرتهم أرجاء الجزيرة لو لم تك قد بلغت أرجاء الوطن السوداني العزيز.
•وعندما ترد سيرة أولاد كشك (مدني وإبراهيم وغفاري) وأولادهم وبناتهم وأحفادهم تعود بنا الذاكرة لمؤسس هذه (المقاطعة) وسط السوق الكبير بود مدني الراحل (محمد حسن كشك) عليه رحمة الله ورضوانه والذي جاء لمدينة ود مدني في العشرينات على وجه التقريب، وقد طاب به المقام في هذا الموقع الذي أصبح مقرّهم الأخير .. ثم مضت مسيرتهم ناصعة وسيرتهم عطرة وعلاقاتهم كالبحر الذي بلا ساحل يتواصلون مع رعايا حاضرة الجزيرة وكأنّهم أخوة من الرضاعة، هكذا انصهر كشك الكبير وأولاده وبناته وأحفاده مع مجتمع المدينة.
•عندما يكون الحديث عن (كِشك) بتاع الفول .. بتاع مدني .. تأتي الكلمات منسابةً وكأنّها عرفت هذا الإسم من وادي الجن والسحرة .. ذاك الوادي الذي يرتاده الشعراء وغيرهم من الذين إصطفاهم ربُ العزة والجلالة وجعل لهم قبولاً وإشراقاً عند الآخرين .. تأتي الكلمات ملّحنةً وسهلةً كلما ورد هذا الاسم الذي نال شهرةً تُعد الأوسع في تاريخ العمل التجاري بود مدني، لذا الكلمات التي نمجّده بها ليست من نسج خيالاتنا أو خيالات غيرنا وإنما دينٌ علينا رعايا مدني القديمة ومدني الكبرى كلنا.
•صحيحٌ أن هذه الدنيا رحلةٌ يبرطع فيها الإنسان كيفما أراد ذلك لكنه لن يأخذ منها مثقال خردلة حتى وإن كانت له عُشرَة طيبة وأعمال جليلة وخيرية مع كافة الناس الذين من حوله .. (إبراهيم كشك) وشقيقه (مدني كشك) من هذه الشاكلة ولهم أرصدة في ميزان حسناتهما أودعوها بجمائلهما وتعاملهما وعلاقاتهما وتكافلهما مع رعايا المدينة بقفشاتهما ومداعباتهم لروّاد مطاعمهما إلى أن رحلا عن هذه الدنيا فتركا جروحاً لا زالت تنزف، لم ولن تندمل!! والله على ما أقول شهيد لم تندمل الجروح بعد رحيلهما لإسبابٍ يطول شرحها للذين لا يعرفون الراحلين (إبراهم ومدني) أولاد كشك.
•أنا لا أريد أن أمجدهما بهذه المجدة لكنها طريقتهما المتخذة في حياتهما بالمدينة .. لذا رحيلهما هزّ ود مدني ومجامع الروح كما الزلزال.
•وقد قال الراوي في بكائيةٍ شهيرةً:
(أرمي الدمع فوق الدمعتين يا عين) وبعد الليلة حابساها الدموع لـ(مين)
بعد نزلت سكاكين القدر مسلولة ديل فوق ديل وشربت من بواكير المعتق حالتو يالداسنو من السيل .. ويا المخزون
حُرابنا متكيّات قدّام ..
وفوقو مشنكتات الخيل ..
ويا الداخرنو من زمن التساب
شُفعنا رابطين الحجر بالتيل وفجأة يجينا من طرف السماء مريسيل
ينعت فوق جزيرتنا ويبقى رحيل
رحيل كل القيوم الهامعة متواترات
رحيل كل السهول العامرة بالخيرات
رحيل الفولة من قدّام كشك يومات
رحيلك ما رحيل أفوال..
رحيل أجيال ..
•عندما نعي الناعي وأعلنوا رحيل (مدني كشك) تلفّحت مدني ثوب السوّاد!! فأعلنا الحداد وأعلنا أيضاً لجميع الناس أن الموت حق وأعلنا لمجتمع المدينة بأن والد الجميع وأخ الأخوان وضوء القبيلة وجمل الشيل وشيخ الكرم قد سلّم الوديعة لصاحب الودائع جلّ شأنه ومضى لعالمٍ آخر عِلمه عند الله عزّ وجل فترحمّنا عليه وسألنا الله أن يجعل قبره كرياض الجنّة ويرحمه ويغفر له ولا يعاقبه على ذنوبه إن كانت له ذنوب بقدر براءته التي يعرفها عنه أهل المدينة ورعاياها من أدناها لأقصاها .. صحيحٌ أن الموت حق وصحيحٌ أن الدنيا زائلة وزائفة وصحيحٌ أن (مدني كشك) كان فاكهة السوق الكبير وكان شقيقه (إبراهيم كشك) الراعي الأول للحيارى بود مدني لكننا ولحبنا الشديد لهما لم تبرح صورتهما خيالاتنا بل لم نصدّق أنهما فعلاً قد رحلا عن دنيانا التي لا خير فيها برحيل أولاد مدني الذين تساقطوا مثل أوراق الشجر في فصل الشتاء يتسابقون على القبور وكأنّ هناك (سراً) مدفوناً يريدون فك طلاسمه!!.
•اللهم أرحم (مدني وإبراهيم كشك) بقدر ما قدّماه لرعايا هذه المدينة من جلائل الأعمال ومن النكات والقفشات والطرائف والمفارقات .. اللهم أرحمهما وأغفر لهما وأجعل الفردوس الأعلى منزلتهما.
•اللهم أرحم (مدني كشك) الذي لا زالت صورته في قلوبنا وفي دواخلنا وفي ورق الجرائد وفي خيالات روّاد مطاعم كشك الذي يأبى أن يكون بعيداً عنها على الإطلاق إلى أن حان الرحيل، فودّعهم بذات الإبتسامة.
ونقول لأولاد كشك .. حتماً سنلتقيكما .. لكن أين ومتى لا ندري
والتحية لابنه (الدي) الذي دعانا لكتابة هذه المادة
للتواصل مع أسرة كشك 0911621373
http://i58.tinypic.com/2lw2mi9.jpg
ودعته مدينة ود مدني لمثواه الأخير وسط حشود كبيرة
مدني/ ياسر ود النعمة
•من الذين مجدّوا هذه المدينة وأعطوها حقها ووزنها وحواشيها وقوافيها (أولاد كشك) الذين بلغت شهرتهم أرجاء الجزيرة لو لم تك قد بلغت أرجاء الوطن السوداني العزيز.
•وعندما ترد سيرة أولاد كشك (مدني وإبراهيم وغفاري) وأولادهم وبناتهم وأحفادهم تعود بنا الذاكرة لمؤسس هذه (المقاطعة) وسط السوق الكبير بود مدني الراحل (محمد حسن كشك) عليه رحمة الله ورضوانه والذي جاء لمدينة ود مدني في العشرينات على وجه التقريب، وقد طاب به المقام في هذا الموقع الذي أصبح مقرّهم الأخير .. ثم مضت مسيرتهم ناصعة وسيرتهم عطرة وعلاقاتهم كالبحر الذي بلا ساحل يتواصلون مع رعايا حاضرة الجزيرة وكأنّهم أخوة من الرضاعة، هكذا انصهر كشك الكبير وأولاده وبناته وأحفاده مع مجتمع المدينة.
•عندما يكون الحديث عن (كِشك) بتاع الفول .. بتاع مدني .. تأتي الكلمات منسابةً وكأنّها عرفت هذا الإسم من وادي الجن والسحرة .. ذاك الوادي الذي يرتاده الشعراء وغيرهم من الذين إصطفاهم ربُ العزة والجلالة وجعل لهم قبولاً وإشراقاً عند الآخرين .. تأتي الكلمات ملّحنةً وسهلةً كلما ورد هذا الاسم الذي نال شهرةً تُعد الأوسع في تاريخ العمل التجاري بود مدني، لذا الكلمات التي نمجّده بها ليست من نسج خيالاتنا أو خيالات غيرنا وإنما دينٌ علينا رعايا مدني القديمة ومدني الكبرى كلنا.
•صحيحٌ أن هذه الدنيا رحلةٌ يبرطع فيها الإنسان كيفما أراد ذلك لكنه لن يأخذ منها مثقال خردلة حتى وإن كانت له عُشرَة طيبة وأعمال جليلة وخيرية مع كافة الناس الذين من حوله .. (إبراهيم كشك) وشقيقه (مدني كشك) من هذه الشاكلة ولهم أرصدة في ميزان حسناتهما أودعوها بجمائلهما وتعاملهما وعلاقاتهما وتكافلهما مع رعايا المدينة بقفشاتهما ومداعباتهم لروّاد مطاعمهما إلى أن رحلا عن هذه الدنيا فتركا جروحاً لا زالت تنزف، لم ولن تندمل!! والله على ما أقول شهيد لم تندمل الجروح بعد رحيلهما لإسبابٍ يطول شرحها للذين لا يعرفون الراحلين (إبراهم ومدني) أولاد كشك.
•أنا لا أريد أن أمجدهما بهذه المجدة لكنها طريقتهما المتخذة في حياتهما بالمدينة .. لذا رحيلهما هزّ ود مدني ومجامع الروح كما الزلزال.
•وقد قال الراوي في بكائيةٍ شهيرةً:
(أرمي الدمع فوق الدمعتين يا عين) وبعد الليلة حابساها الدموع لـ(مين)
بعد نزلت سكاكين القدر مسلولة ديل فوق ديل وشربت من بواكير المعتق حالتو يالداسنو من السيل .. ويا المخزون
حُرابنا متكيّات قدّام ..
وفوقو مشنكتات الخيل ..
ويا الداخرنو من زمن التساب
شُفعنا رابطين الحجر بالتيل وفجأة يجينا من طرف السماء مريسيل
ينعت فوق جزيرتنا ويبقى رحيل
رحيل كل القيوم الهامعة متواترات
رحيل كل السهول العامرة بالخيرات
رحيل الفولة من قدّام كشك يومات
رحيلك ما رحيل أفوال..
رحيل أجيال ..
•عندما نعي الناعي وأعلنوا رحيل (مدني كشك) تلفّحت مدني ثوب السوّاد!! فأعلنا الحداد وأعلنا أيضاً لجميع الناس أن الموت حق وأعلنا لمجتمع المدينة بأن والد الجميع وأخ الأخوان وضوء القبيلة وجمل الشيل وشيخ الكرم قد سلّم الوديعة لصاحب الودائع جلّ شأنه ومضى لعالمٍ آخر عِلمه عند الله عزّ وجل فترحمّنا عليه وسألنا الله أن يجعل قبره كرياض الجنّة ويرحمه ويغفر له ولا يعاقبه على ذنوبه إن كانت له ذنوب بقدر براءته التي يعرفها عنه أهل المدينة ورعاياها من أدناها لأقصاها .. صحيحٌ أن الموت حق وصحيحٌ أن الدنيا زائلة وزائفة وصحيحٌ أن (مدني كشك) كان فاكهة السوق الكبير وكان شقيقه (إبراهيم كشك) الراعي الأول للحيارى بود مدني لكننا ولحبنا الشديد لهما لم تبرح صورتهما خيالاتنا بل لم نصدّق أنهما فعلاً قد رحلا عن دنيانا التي لا خير فيها برحيل أولاد مدني الذين تساقطوا مثل أوراق الشجر في فصل الشتاء يتسابقون على القبور وكأنّ هناك (سراً) مدفوناً يريدون فك طلاسمه!!.
•اللهم أرحم (مدني وإبراهيم كشك) بقدر ما قدّماه لرعايا هذه المدينة من جلائل الأعمال ومن النكات والقفشات والطرائف والمفارقات .. اللهم أرحمهما وأغفر لهما وأجعل الفردوس الأعلى منزلتهما.
•اللهم أرحم (مدني كشك) الذي لا زالت صورته في قلوبنا وفي دواخلنا وفي ورق الجرائد وفي خيالات روّاد مطاعم كشك الذي يأبى أن يكون بعيداً عنها على الإطلاق إلى أن حان الرحيل، فودّعهم بذات الإبتسامة.
ونقول لأولاد كشك .. حتماً سنلتقيكما .. لكن أين ومتى لا ندري
والتحية لابنه (الدي) الذي دعانا لكتابة هذه المادة
للتواصل مع أسرة كشك 0911621373
http://i58.tinypic.com/2lw2mi9.jpg