المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ستاد ودمدني بين النجيل الطبيعي والنجيل الصناعي



elfatih
17-08-2014, 05:51 AM
ستاد ودمدني بين النجيل الطبيعي والنجيل الصناعي

في اوائل التسعينات ذهبت متطوعا لاجل هذه المدينة العشق واستلمت الاشراف علي ملعب الاستاد بمباركة من الرجل المبارك الخلوق الخليفة ابن ودمدني والنادي الاهلي مبارك قسم الله والشهير بي مبارك الديبة له الرحمة والمغفرة ومعه من الاخوة السكرتير وابن نادي الدفاع وحي المزاد احمد حسن اتيت متطوعا بعد ان انجزت وانا اعمل متطوعا ملعب الكرة بالنادي الاهلي والذي وجد الاشادة من الجميع في تلك الفترة ايام رئاسة الوزير الحالي عثمان عمر الشريف استلمت من ادارة النادي في تلك الفترة ولمدة عمل امتدت زهاء الثلاثة سنوات مبلغ خمسة الف جنية بالقديم صرفتها على عمال اليومية والذين ساعدوني في بداية العمل .
بداية عملي في دار الرياضة كان كما يقول المثل جواء يساعدوه في دفن ابيه دسا منهم المحافير هذا ماحصل لي من اخوة بسطاء كانت دار الرياضة تمثل لهم المأكل والمسكن حيث يعملون برواتب شهرية ويبيعون الشاي اثناء المباريات ويسكنون في تلك الاستراحة والتي ظلت ولمدة طويلة تحت التشييد انهم مسئولي الميدان في تلك الفترة واكيد الكثير منكم قد شاهدهم وهم يبعون الشاي بتلك الكفتيرة الشهيرة وخاصة في مباريات العصر انهم الاعمام صالح وابو دقن – كانوا يقفلون عني محابس الماء نكاية واستطعت بعد فترة ان اقنعهم بانني حضرت لمساعدتهم وليس من اجل ان اقطع عيشهم .
اعتمدت في عملي علي عمال اليومية في التأهيل وبتكلفة بسيطة مستفيدا من عامل كان يسكن في دار الرياضة اسمه موسى من ابناء جنوب الدمازين استطعت في فترة وجيزة ان اعلمه كيفية العمل على ماكينة قص النجيل والتى املكها وكيفية تسوية الارض - في ذلك الزمن الجميل ساعدني الاخ مبارك الديبة بتوفير الدرداقة الضخمة من البلدية والتي كان يعمل فيها مراقبا ماليا وبي علاقتنا بمشروع الجزيرة استطعت توفير السماد وبكميات كبيرة .
المشكلة الكبيرة والتي واجهتني هي عدم توفر المياه بكميات كافية وظلت هي الهاجس الكبير واظن حتى اليوم رغم مطالباتنا بحفر بئر للمياه تكون مستلقة لدار الرباضة وقد تم حفر البئر في فترة تالية ولكن تمديدات واجهزة رش المياه كانت بصورة غير صحيحة ومن الاجهزة الرخيصة الثمن والتي تعطلت بعد فترة قصيرة من تركيبها .
عملنا متطوعين ولكي نتحصل على اجرة عمال اليومية كنا نعاني في سبيل توفير تلك المبالغ البسيطة ادارة اتحاد الكرة لاموارد لها والبسيط من ايجار الدكاكين حول الاستاد لايكفي لرواتب العاملين وسداد فاتورة الكهرباء – الدخل لايكفي وفي كثير من الاحيان يحقق عجزا ولايكفي لدفع مكافئات رجال الشرطة ومصاريف المباراة الاخري مثل حوافز الحكام والمراقب .
صيانة ملعب الكرة يحتاج الي متابعة يومية ومصاريف يعجز اتحاد الكرة في توفيرها وخاصة عند التعاقد مع شركة خاصة زراعية لتأهيل الاستاد قد تتكفل حكومة الولاية او الوالي بدفع المبلغ عند التعاقد مع الشركة وهذا المبلغ قد يكون بالملايين وتسلم الشركة الاستاد الي اتحاد الكرة وهو كل جمال ونجيل اخضر يسر الناظرين ولكن بعد شهر يتدهور المعب ويرجع الي سيرته الاولي حواشة قمح بعد حصادها وبعد كل هذا لايسلم اتحاد الكرة والقائمين عليه من السنة الناس زراعة النجلية بي ملايين هكذا يقولون ويتهامسون .
اذا لم تحافظ علي الملعب بالصيانة اليومية والمتابعة وخاصة في ظل كل هذا الضغط من المباريات – الدرجة الممتازة والدرجة الاولي – والدرجة الثانية – بالاضافة الي مهرجانات التخرج والتي تقام علي ارض الاستاد .
اذا اريد ان تكون ارضية الملعب من النجيل الطبيعى يجب التعاقد مع شركة زراعية وبمبالغ قد تصل الي عشرات الملايين من الجنيهات شهريا اذا وفرتها حكومة الولاية لشهر فقد لاتوفرها لشهر اخر وموارد الاتحاد لاتكفي ما العمل .
قد تدفع الولاية مبلغ تركيب النجيل الصناعي وهو مبلغ يدفع مرة واحدة والنجيل الصناعي لايحتاج الى صيانة وهذا الصرف الكبير والذي يحتاج اليه النجيل الطبيعي وزي مايقولوا يسد اتحاد الكرة اذنيه واحدة بي عجينة والثانية بي طينة من قريرة البحر والراحة من الكلام الكثير الميدان تعبان والارضية سيئة واكتساب راحة البال وقفل هذا الملف نهائيا والتجربة ماثله بي استادي بورتسودان وعطبرة .
النجيل الطبيعي افضل وودمدني فلب الجزيرة والارض الخضراء ولكن هذا النجيل يحتاج سهريا الي الملايين من الجنيهات موارد اتحاد الكرة شحيحة وهي لاتكفي لتسيير النشاط عفوا انتهي عهد المتطوعين والتطوع لهذه المدينة الحبية وصار عهد البيزنس والشركات الخاصة وللاسف لايوجد مال احبائي عشاق الرياضة لامفر من النجيل الصناعي .
هذه شهادة من خبير ومعايش لدار الرياضة ولاينحاز لفئة على الاخري في هذه الحرب الضروسة والتي لاتشبه ودمدني ولا ابناء ودمدني وعارف كل الخبايا عن ملعب الكرة وللتوضيح لكل من يتهامس او يلمز بان هل زراعة النجيلة تكلف كل هذه الملايين .
في خلال الدورة المدرسية 1996 – 1997 عملت علي تأهيل الملعب بمبلغ يبلغ في ذلك الزمان ثمانمائة الف جنيه طلبت من كان يعمل معي عمنا برناوي كبير الجناينية بمشتل بركات ان يذهب الي امين المال الاخ مبارك الديبة ويتسلمها منه بعد نهاية العمل وقد كان ووزعها بعد استلامها على العمال والذين كانوا يعملون معنا ولم انال غير مكافئة معنوية عبارة عن بطاقة دخول لدار الرياضة بصفتي المهنية المشرف على الميدان .
رجعت بعد خمسة سنوات من الاغتراب واول زيارة لي كانت لدار الرياضة وللملعب والذي رايت فيه العجب شركة زراعية من اياهم اسند لها العمل بتركيب نظام للري حديث يقال له - وبدون مياه كافية بالاستاد ويا للهول التعاقد كان مبلغ سبعة عشر مليون من الجنيهات التزمت بدفعها حكومة الولاية ايام الفريق المدهش سر الختم وكالعادة شهر وعاد الميدان الي سابق عهده عدم متابعة واجهزة رش تجارية مضروبة وهكذا تدور الساقية ولا وجيع .
الشي المؤلم والذي حز في نفسي منظر الاستاد في افتتاح مجموعة ودمدني للبطولة الافريقية للمحليين وذلك المنظر القبيح والذي اصابني بالاحباط وتذكرت ايامي بدار الرياضة وتأسفت علي الاخلاق التي ذهبت .

هيثم عبدالعال
17-08-2014, 01:49 PM
الأخ العزيز الفاتح لك التحية و التجله
إختصر لك رأيي في المعركة المحتدمة في شأن أمر النجيل الصناعي بالإشارة لما رشح من أن تكلفة النجيل (الصناعي) تبلغ أربعمائة ألف دولار ـ تخيل ـ أي ما يعادل ثلاثة مليار و سبعمائة و ستون مليون جنيه طبعاً بسعر السوق الموازي كما يسمى ، و أظن أن من المعلوم للكافة أن هذا النجيل له عمر أفتراضي ، هب أنه يقدر بعشرين سنه وذلك يعني أن تكلفة السنة الواحده مائة وثمانية و ثمانون مليون فهل يكلف النجيل الطبيعي مثل ذلك ؟ هذا بغض النظر عن مساوئ الأول و مع إستبعاد أن كل المقومات لزراعة النجيل الطبيعي متوفرة بما فيها البئر التي توفرت في عهد اتحاد سابق .
أمر أستاد مدني بل أمر كرة مدني أو بالأحرى رياضتها إستعصى على الحلول و قنع أهل أرض الإبداع بأن زمانها قد فات و غنايها قد مات .

elfatih
17-08-2014, 11:09 PM
والله كلنا عاوزين النجيل الطبيعي وعاوزين ذلك المنظر الجميل الاخضر ولكن نقول شنو ماباليد حيلة مافي جهة بتدفع ليك كل شهر تكلفة الصيانة اليومية ومافي جهة بتقول ليك هاك دا ثمن النجيل الصناعي انتى اعمل نجيل طبيعي وخت القروش دي في البنك واصرف منها شهريا علي الصيانة والله دا مستحيل والموضوع كله بيكون منحة من الاتحاد الدولي في الغالب الاعم بتكون منحة عينية متفق فيها مع الشركة والتي تقوم بتركيب النجيل الصناعي غالبا وزي الكثير من الدول والتي تقدم منح او معونات للدول النامية تكون هذه المنح عينية ونادرا ماتكون في شكل نقدي للاستفادة من المنحة وللغرض الذي من اجله منحت اصلا - الوضع المالي في اتحاد الكرة الحال ماشي بالعافية نصيب الاتحاد من دخل المباريات لايكفي لسداد مصاريف المبارة - لايوجد دخل اصلا عزف الجمهور في ودمدني من ارتياد دار الرياضة انتهي عصر ذلك الهدير والصياح والذي تسمعه وانت جالس في احياء مختلفة من ودمدني - دخل الدكاكين الشهري ضعيف واتحاد الكرة لايستطيع زيادة الاجرة الشهرية في ظل الكساد الاقتصادي والتي تعيشه المدينة واصحاب المهن المختلفة في هذه الدكاكين يشكون لطوب الارض من الحال الواقف _ انا بصفة خاصة يؤلمني التحول الي النجيل الصناعي ولعشقي للخضرة والزينة والزهور ولو كنت في ودمدني لعرضتا خدمة الاشراف على الملعب بالمجان مع تكلفة بسيطة للعمالة ولكن ما باليد حيلة والان لايوجد من يعمل بالمجان انتهي عصر التضحيات .