المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تغضب !



ود الأصيل
23-08-2014, 08:38 PM
"]حكى أحد المشايخ إنه التقى عفريتان من الجن
-أعوذ بالله من الشيطان و شركه- أحدهما مارد بدا
سميناً أميناً مزهوا بسعة رزقه و رفاه عيشه و عظيم هيبته
و رقة هندامه. بينما الآخر أشعث أغبر و هذيل كملان من لحم الدنيا
عاريا يلتحف هواء السَّمُوم و حافياً ينتعل بطحاء الرمال. جاء يشكو لذاك
المرطب من رقة حاله و ضيق ذ ات يده . فراح يقصص عليه متباهاً قال له:
- أنا مسلط قريناً لرجل غافل تماماً و قد سلمني قياده و أوكلني زمام أمره
فما أن يأتي باب بيته، فلا يدعو بدعاء الدخول إلا و سبقته إليه، و ما أن يقدم
إليه طعامه ،فلا يسمي الله عليه و لا يأكل بيمينه إلا و تداعنا أنا و قبيلي من
حيث لا يرانا إلى قصعته فأتينا عليها جميعاً حتى شبعنا منها؛ و ما أن يأوي إلى
فراشه و يضع ثيابه يهم بإتيان زوجته إلا سبقته لأذوق عسيلتها و قضيت منها
وطري قبله!! و أما أنت يا صاحب فبائنٌ من حالك الذي يغني عن سؤالك
أنك واقع في شر أعمالك في رفقة إنسان تقي حاضرٌ مطمئنٌ قلبه و رطب
لسانه بذكر ربه حيثما كان .. فلم يدع لك موطئاً لقدم في ، مسكنه و
لا فرصة لتنال مزعة خبز من طعامه ؛ و لا مجالاً لتنازعه السكون
في عشه إلى إحضان أهله. و يبدو أن هذا هو قدرك و نصيبك
من الدنيا. فإذا بصاحبه يسيل لعابه و ينظر إليه بعينين
ذابلتين و مغروقتين بدموع الحسد قال:
- إذن ، دلني يا صاحبي
على وصفة لا يخر منها الماء
لعلي إما أن استعين بها للتغلب
على هذا المطوع اللي ذبحني بالأنيميا
و إما أن تخلصني منه مرة و إلى غير رجعة.فقال
له كبير الأبالسة: ليست أمامك سوى فرصة
واحدة ، عليك به إذا غضب أن تدخل معه
على الخط لعلك تنفخ أوداجه لتخرج
منه أكبر قدر من الهواء الساخن
و ستنال منه ما تريد.]