ود الأصيل
10-09-2014, 09:19 PM
{وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}
في المنتقى من فتاوى الشيخ/ الفوزان ، الجزء : 2 ، ورد سؤال ذو شقين حول معنى قوله تعالى:
{فأما الذين في قلوبهم زيغ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}
وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ.} [سورة آل عمران: آية 7]:
هل علم التأويل مقتصر على الله وحده لا شريك له في ذلك{ وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، ثم قوله:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}
بداية كلام جديد مستقل؟. أم أن علم التأويل يحتمل أن يكون لله و أيضاً {وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، و أن الراسخين في العلم معطوفون على
لفظ الجلالة لاشتراكهم في الحكم هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف: ما إذا كان هو على لفظ الجلالة {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}
أم لا يتعين الوقف على لفظ الجلالة. و هذا يرجع إلى معنى التأويل نفسه ، فإن كان المراد بالتأويل هناالتفسير ومعرفة المعنى. فإنه يصح العطف
على لفظ الجلالة في نهاية صدر الأية، ثم تستأنف بقوله تعالى:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ، كلٌ من عند ربنا} بمعنى أن الراسخين في
العلم يعرفون معاني المتشابه ويفسرونه بأن يحملوه على المحكم و يردوه إلى المحكم. و أما إن أريد بالتأويل هنا مآل الشيء و كيفية ما ستنتهي
إلية مآلات الأمور مما أخبر المولى عز و جل من المغيبات فهذا لا يعلمه إلا الله و يتعين الوقف على لفظ الجلالة بحيث تقرأ الآية بوقف لازم
على اسم الجلالة, هكذا: {وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} و هذا يعني أن كنه الغيبيات و كذا كيفية وزمان تحققها كذاته سبحانه و أسمائه الحسنى و
صفاته العلا و كذا الروح و اليوم الآخر ما سيكون في الدار الآخرة من النعيم و العذاب و غير ذلك فكل هذا علمه حكر و حصر على الله. و
من هذا القبيل قوله تعالى:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}فالمراد بتأويله هنا عاقبة
أمره و زمان تحققه ، و ليس المقصود تفسيره و تقريب معناه. و منه أيضاً قوله تعالى على لسان نبي الله يوسف عليه السلام بعد أن
{رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}{ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} وكذلك قول المولى جل و علا،
على لسان الرجل الصالح لموسى عليه السلام : قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ، سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} و تفسير القرطبي
و تأويل الشيء مآله أي قال لموسى : إني أخبرك لم فعلت ما فعلت. و قيل في تفسير هذه الآيات التي وقعت لموسى إنها حجة عليه
و عجباً لأمره وذلك أنه لما أنكر أمر خرق السفينة نودي: يا موسى أين كان تدبيرك هذا و أنت رضيعٌ في التابوت مطروحاً في اليم.
ثم لمَّا أنكر قتل الغلام قيل له: أين إنكارك هذا من وكزك القبطي وقضائك عليه. فلما أنكر إقامة الجدار نودي : أين هذا من
رفعك حجر البئر لبنات شعيب دون أجر. هذا العلم عند الله . { وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}.
في المنتقى من فتاوى الشيخ/ الفوزان ، الجزء : 2 ، ورد سؤال ذو شقين حول معنى قوله تعالى:
{فأما الذين في قلوبهم زيغ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}
وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ.} [سورة آل عمران: آية 7]:
هل علم التأويل مقتصر على الله وحده لا شريك له في ذلك{ وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، ثم قوله:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}
بداية كلام جديد مستقل؟. أم أن علم التأويل يحتمل أن يكون لله و أيضاً {وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، و أن الراسخين في العلم معطوفون على
لفظ الجلالة لاشتراكهم في الحكم هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف: ما إذا كان هو على لفظ الجلالة {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}
أم لا يتعين الوقف على لفظ الجلالة. و هذا يرجع إلى معنى التأويل نفسه ، فإن كان المراد بالتأويل هناالتفسير ومعرفة المعنى. فإنه يصح العطف
على لفظ الجلالة في نهاية صدر الأية، ثم تستأنف بقوله تعالى:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ، كلٌ من عند ربنا} بمعنى أن الراسخين في
العلم يعرفون معاني المتشابه ويفسرونه بأن يحملوه على المحكم و يردوه إلى المحكم. و أما إن أريد بالتأويل هنا مآل الشيء و كيفية ما ستنتهي
إلية مآلات الأمور مما أخبر المولى عز و جل من المغيبات فهذا لا يعلمه إلا الله و يتعين الوقف على لفظ الجلالة بحيث تقرأ الآية بوقف لازم
على اسم الجلالة, هكذا: {وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} و هذا يعني أن كنه الغيبيات و كذا كيفية وزمان تحققها كذاته سبحانه و أسمائه الحسنى و
صفاته العلا و كذا الروح و اليوم الآخر ما سيكون في الدار الآخرة من النعيم و العذاب و غير ذلك فكل هذا علمه حكر و حصر على الله. و
من هذا القبيل قوله تعالى:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}فالمراد بتأويله هنا عاقبة
أمره و زمان تحققه ، و ليس المقصود تفسيره و تقريب معناه. و منه أيضاً قوله تعالى على لسان نبي الله يوسف عليه السلام بعد أن
{رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}{ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} وكذلك قول المولى جل و علا،
على لسان الرجل الصالح لموسى عليه السلام : قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ، سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} و تفسير القرطبي
و تأويل الشيء مآله أي قال لموسى : إني أخبرك لم فعلت ما فعلت. و قيل في تفسير هذه الآيات التي وقعت لموسى إنها حجة عليه
و عجباً لأمره وذلك أنه لما أنكر أمر خرق السفينة نودي: يا موسى أين كان تدبيرك هذا و أنت رضيعٌ في التابوت مطروحاً في اليم.
ثم لمَّا أنكر قتل الغلام قيل له: أين إنكارك هذا من وكزك القبطي وقضائك عليه. فلما أنكر إقامة الجدار نودي : أين هذا من
رفعك حجر البئر لبنات شعيب دون أجر. هذا العلم عند الله . { وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}.