المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ودمدني كانت ايام جميلة قفة الملاح في نهاية الستينات وبداية السبعينات في ودمدني



elfatih
18-09-2014, 06:11 AM
ودمدني كانت ايام جميلة

قفة الملاح في نهاية الستينات وبداية السبعينات في ودمدني

سكنت مع جدتي لامي بمنزلهم بالقسم الاول بالقرب من جامع الحكومة كان دخل جدتي مبلغ شهري من ابنائها يبلغ خمسة وعشرون جنيها كان برنامجي اليومي في الاجازة يبداء كالتالي:-
احمل القفة المصنوعة من السعف واتجه من منزلنا شرقا مارا بمنزل جارنا عيسى بتاع المكتبة ومن ثم منزل اولاد الامين الحريف محمد واخوانه عبدالله وعوض وعمر دنميت وعادل دجاجة ومن ثم اشاغل المديك واسمع منه نبذه نبذتين وانا ماشي امر بمنزل ال كرار علي اليمين اراه جالسا علي الكرسي امام منزله في النجيلة واري بالقرب منه وبالمنزل المجاور صلاح وبدر ود خضرة واطفال صغار منهم الزوحي وعادل قنيط وانا في اتجاهي نحو السوق وعلي يساري اجد عمنا يوسف ابولبدة جالسا علي سرير في ظل منزلهم ومعه ابوزرد ابنه وصديقه عتمان جبريل في ذلك الزمان لم يكن هنالك كشك فارس ولم يسافر فارس الي يوغسلافيا بعد.
علي اليمين وفي النجيلة المقابلة المح ابراهيم بدوي واخيه عنتر وصاحبه ابوري وامام منزل الجاك القزاز حضر عوض بعشوم لتناول وجبة الافطار.
توقفت فترة بعد منزل القزاز وانا انظر في الزقاق خرج عمك حسين التمرجي والد كل من حارس مرمي النادي الاهلي الرشيد حسين واخيه عابدين يتبع عمك حسين مجموعة من الكلاب وقفت حتى تمر من امامي لاني كنت اخاف من الكلاب خوفا اشد من خوف الفلاته .
وانا في طريقي نحو السوق امر بكشك عمك عطية ابوعاقلة كان هذا الكشك موضوع امام المنزل وكان بالمنزل اخوانا ومن دورنا علي عطية وحسان وسعد وفي المنزل المقابل اسرع رجل يمشي في ودمدني على رجليه في ذلك الزمان لم يكن هنالك سباق اولمبي للمشي لو كان موجودا لنال عمنا بدوي الميدالية الذهبية عمنا بدوي كان رائد الكشافة في ودمدني .
امر وعلي يميني منزل الداية فاطمة سربل الشهيرة بي بت كوشنه وارى هنالك عبده الجاك ومامون ونبيل فطيسه والباز وصديق وبعويه وكانت معها بالمنزل ابنتها الداية الانيقة اسيا قبل ان ترحل وتستقر بمنزلها بجوار نادي الاتحاد .
في الدكان المجاور لهذا المنزل كنت اري العم فهمي البوشي وهو يركب موتر من نوع باجاج وهويلبس فنيله كت تظهر عضلاته كان في ذلك الزمان شاب ولم يشارك بعد في حفر المقابر .
في الجهة المقابلة علي اليمين وانا متجه شرق نحو السوق الكبير منزل ال الخانجي ارتبط هذا المنزل بنادي الشاطي كمقر ولعيبة من ابنائه بعده منزل الخالة بركة بت الليثي اراه امام المنزل ورغم تقدم العمر بها لمحة من الجمال لاتخطئها العين كانت امراة قوية وكان منزلها او جزء من في فترة من الفترات مقر لنادي الشاطي .
اقطع الشارع النازل من الكنيسة ومتجه نحو الاساس اقابل على اليمين منزل الناظر هجو وبالمنزل المجاور عديله يوسف سعدابي وبعده منزل الخلفاء قاسم كان له مخبز بالقرب من ابوشمس وعلي اليمين منزل عمك بادي واول منغولي اشاهده في ودمدني اسمه الطيب بعدهم يقابلك بصيحته الشهيرة وييين ياتونتنه بالقرب منه صديق عبد الله ياسين عبدو بانجيوا علي اليمين منزل اقباط اشتراه بشري صالح وسكنت فيه عائلته من بعده النجيلة علي اليمين جزء من عائلة حمدين والنجيلة الثانية كوافير ميرا لصاحبتها سهير وزوجها جورج بالقرب منهم وفي فترة لاحقة بقالة ابو داقوسا وانت متجه شرقا على اليمين منزل هنود في النجيلة وبعده في فترة لاحقة منزل الداية اسايا بت كوشنة والدة الاخ طلال وفي المنزل ثلاجة فواكه شهيرة اسمها سيكافا في مقابلة هذا المنزل الزقاق الشهير بزقاق الهنود كانت فيه المدرسة الهندية بعد الزقاق اشهر مخبز كنا نعرفه في السوق مخبز الجزيرة والرغيف كنا نطلق عليه الرغيف الترتار هذا المخبز لنا فيه زكريات مع الخبيز والصواني وايام رمضان الاخيرة قبل العيد علي اليسار بيت الخواجة والذي تمت مصادرته واعطاه النميري لنادي الاتحاد – على اليمين دكان الشيخ الشهير اول بقالة حديثة في ودمدني روادها كانو من كبار رجال الدولة في ودمدني تعرضت للحريق في ثورة اكتوبر بسبب برقية ارسلها الشيخ الي حكومة عبود فحواها اضربوا بيد من حديد على الخونة فصارت البقالة اثر بعد عين – شاهدت الشيخ صاحب البقالة بعد فترة يعمل في البلدية محصل للعوائد والعتب وكان له موتر شهير يؤدي به عمله .
نقطع شارع الحرية وعلي اليمين مطعم اتذكر لوحة داخله مكتوب فيها بكرة الاكل مجانا والظاهر انو بكرة هذه لم تاتي حتى الان – لابد ان نقف بعد المطعم ورغيف علي عبدالغني اجود انواع الخبز في ودمدني في فترة ما والصف قبل صلاة الصبح وصف القوات النظامية وبداية بيع الرغيف في السوق السوداء من قبل بعض الاشخاص والذين اصبحت هذه مهنتهم الرئيسية _
مطبعة النيل الازرق احمد ابراهيم حمد وعمران الذي كان يسكن بالقرب من بيت عزت ابو العلا والذي كان يعمل فني بها ودائما كنا نراه كاويا .
في الخارج يجلس اثنان من الطرش واد ابيض اللون قليلا من سكان المزاد والاخر لونه اغمق شوية ابنائه يسكنون في دردق بالقرب من منزل الريس احمد فضل –
علي اليمين مكتبة الفجر وعمنا محمد سيد احمد مكتبة الاشتراكية العالمية يجلس في خارج المكتبة احرف من كان يصنع كدارات الكورة الكولودو التوم النمر والرجل كان يعشق الكلام الجميل ترى دائما تلك الكتابات معلقة على الحائط بالقرب منه – الدنيا مدرسة و....... واستاذها الظروف كانت هذه الكتابات تشدنا ونقف نقراء فيها وعمنا التوم منهمك في خياطة كدارة وهو يلف راسه بذلك الشال الشهير .
علي اليمين مطبعة بحيري وبعهده بار ودكان الحلاقة والشهير حيدر الشهاوي وبعده دكان المقاول عبد الرحيم احمد علي الشمال ومن بعد نادي الاتحاد ميدان الملك او الحرية –
نقطع شارع الجمهورية مكتبة جارنا في الفريق الحيطة في الحيطة عيسى عبدالله صاحب مكتبة الجرائد المكتبة الوطنية وعبدالمنعم فكمي وفضل الله وحسين ود المصرية وجلدة ود عتمان بفضل هولاء كانت كل الجرائد والمجلات متوفرة عندنا من صباح الخير المصرية والى الموعد ومالكها محمد بديع سربيه يعني كل مجله او جريدة او كتاب نجده متوفر زمن القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم اسف اقصد ودمدني ونحن نقراء ببلاش ذخيرة ضخمة من المعرفة تم تخزينها في ادمغتنا في ذلك الزمن الاكثر من جميل .
حسن الامام والدكان الروعة الانيق تذكرته وانا في مصر في محلات عمر افندي كل نوع من الملبوسات والاواني المنزلية والستائر له قسم مخصص صار اسم صاحب المتجر على كل لسان حتى ان الغنايات قطعن فيه قصائد كلام ياحسن الامام وتلك الموديلات من الدمي والتى كنا نقف امامها كثيرا ونحن نضحك عندنا بعض الناس الساخرين كانوا يشبهون بعض الفتيات بي بنات حسن الامام قاصدين هذه الموديلات او الدمي .
محل ماكينات سنجر وبه دور علوي يطلع له عن طريق سلم حلزوني هذه السلالم كثيرة في السوق الكبير وخاصة في العمارات والتي بها مكاتب للمحامين بعده مكتبة مضوي والتخصص في الكتب الدينية وعمنا سيد مضوي وانت متجه شرقا لابد لك ان تقيف واجباري لكي تتفرج على الصور المعروضة في ستديو الحرية لصاحبه عبد الرحمن منزول دي صورة طفل ودي صورة اولاد طهور ودي صورة عريس وعروس وديل اصحاب ذهبوا خصيصا للتصوير في الاستوديو –
علي يدك اليمين سور الازبيكة المدناوي باعة الكتب والذين يفترشون زي ماكنا بنقول زمان تحت الشجر .


قفة الملاح في نهاية الستينات وبداية السبعينات في ودمدني ( 2 )

أول محطة لي في السوق هو زنكي الرغيف نعم زنكي الرغيف كان زمان هنالك زنكي للرغيف يتمتع بالنظافة ويوضع الرغيف في صناديق خشب ويغطى بالمشمعات يعني اكل نظيف وليس رغيف يعرض على قارعة الطريق عرضة للاتربة والاوساخ كما يحصل الان .
لابد من وقفة اجبارية مع صحة البئة في ذلك الزمان اهتمام ونشاط وزيارة وتفتيش حتى على البيوت على الازيار( ونقاط الازيار ) العلب والجرادل التى توضع تحت الازيار هل الازيار بها اغطية هل يوجد توالد للناموس في هذه المنطقة كذلك كانت هنالك ضابطات للصحة للكشف داخل المنازل عن الاوساخ وهل يوجد تراكم لها بالمنازل وكان يوجد في ناصية كل مربع بالفريق برميل للكوشة وليس ادل على النظافة في تلك الفترة ظهور اول شعر حلمنتيشي على نطاق السودان على يد ملاحظ الصحة واخ للابطال ذو الاصابع الستة او ماكن نسميه بالبطل كانو ضخام الجسم وفي يد ورجل كل واحد منهم ستة اصابع وكان اخيهم ود العليفون طبيعيا وذو حجم عادي من اشعاره في تلك الفترة والتي تهتم بالنظافة ( حبيبتي قابلتها في الكوشة حيتني بي برطوشها – وحبيتي قابلتها في التكل قالت لي اقعد ملح اكل ) مكان سكن ناس البطل بالقرب من جامع ابوزيد .
في زنكي الرغيف ابدا في صرف مبلغ الخمسين قرش عند محمد الفلاتي والد كل من الخير وعبد السلام كانوا يسكنون في منزل للايجار بالقرب من دكان الرضي اشتري رغيف بي اربعة قروش واضعه في القفة واتجه الى ابن فريقي الجزار صلاح كامل النور واطلب منه نصف كيلو لحم ضان بمبلغ ثلاثة عشر قرشا وربع كيلو بقري مفروم بي ستة قروش كان اخونا صلاح لايتعامل في هذه الاصناف ولكن بحكم انني ابن فريقه وصاحبه يأتيني بها من زملائه الجزارين اكون بذلك قد انتهيت من موضوع اللحمة .
اقيف لاشتري البصل من زوج خالة ابي الشيخ ود البحر ادفع له سبعة قروش مقابل كوم بصل كبير وبالقرب منه تلك السيدة ذات الصوت المبحوح والتي تلبس ملابس الرجال ومتخصصة في بيع الورقيات الخضرة والورق والشمار وكان يساعدها شاب من دردق اظن اسمه متوكل استطاعت تلك السيدة العظيمة ان تجد لها موضع قدم في ذلك السوق وفي هذا المجتمع الذكوري اعطيها خمسة قروش للورق وقرش واحد للشمار ارى هنالك الفاتح الطاهر وهو جالس امام الخضار الذي يبيعه وبالقرب منه صديقه فرح بخيت فرح اشتري منهم كوم سلطه مكون من عجورة كبيرة وكوم طماطم وجرجير وبصا اخضر وزيادة ليمونه واحدة اتجه نحو اكشاك الفواكه وبالقرب منها اشتري كوم ليمون من الليمون الممتاز الكبير الحجم وارد جنائن جزيرة الفيل وادفع فيه ثلاثة قروش .
بذلك تكون القفة قد اكتملت بمبلغ 43 قرش والباقي سبعة قروش زيادة في الفنكهة انادي وانا اضع القفة على الارض شيالة ماهي الا ثواني ويتجمع حولي جيش من اولاد الفلاته يمنون نفسهم بأخذ هذا المشوار والحصول على القرش قيمة الاجرة اتفق مع احدهم ويضع مايشبه وقاية الجبنة على راسه ويرفع القفة ويضعها على راسه وامشي انا وهو من خلفي يتبعني كما يتبع الخادم سيده هذا الموقف يتكرر ويتوقف على الباقي من مبلغ الخمسين قرش اذا كان الباقي يشتري الجريدة والمجلة فمرحبا بالشيالة واذا كان يقل عن ذلك اتكل على الله واحمل القفة بنفسي .
اول محطة للتوقف هي المكتبة الوطنية لشراء الجرائد انتظر انا والشياله وصول الجرائد من موقف البصات ماهي الا لحظات ويحضر التاكسي وبداخله كل من عبدالمنعم فكمي وفضل الله وربط الجرائد مغلفة بالورق الابيض وهي موضوعه على سبت التاكسي وانا اقراء ماهو مكتوب عليها ( المكتبة الوطنية ودمدني عيسي عبدالله الصحافة وكذلك على ربطة اخرى الايام توزع اعداد قليلة علي الجمهور المتواجد اما القسم الاكبر فيوضع داخل المكتبه للمعارف والاحباب ولولا اننا من اولاد الفريق والجيران ويوجد اثنان من الاقرباء يعملان في هذه المكتبة لما تحصلنا على جريدة او مجلة الاخوة محمد عتمان الشهير بي جلدة وحسين ود المصرية .
اشتري جريدة واحدة الايام او الصحافة وذلك حسب دسامة المواضيع الرياضية بكل واحدة منهما كنت اهتم بصفحة الرياضة وخاصة في جريدة الصحافة ومايكتبه الصحفي الرياضي من الركن حسن مختار ومن بعده ابن الكوارته احمد محمد الحسن وفي جريدة الايام محمود شمس الدين وعمر عبدالتام ومن بعدهم ميرغني ابو شنب وحسن عزالدين في تلك الفترة لم يتجاوز عمري الثانية عشر عاما شوف الاهتمام وتفتح المدارك رغم صغر العمر .
العشق الثاني مجلة سمير او ميكي حسب المتوفر منها اخذ الجرائد والمجلة متجها صوب المنزل اذا كان باقي في جيبي قرش لابد من التوقف عند دكان اليماني العزاني وشرب زجاجة من الليمون البارد بروح الموز وذلك بالقرب من دكان الشيخ القريب من نادي الاتحاد .
اصل الى المنزل في الرحلة العكسية وانزل القفة وادخلها الى الداخل وانا اري رابحة الفلاتية وهي تستعد لعواسة الكسري جدتي فاطمة كانت متعاقدة مع رابحة الفلاتية لعواسة الكسرى بالشهر .
الساعة الثانية ظهرا جهزت صينية الغداء اولا الكسرى دائر مايدور حول الصسنية وفوق الكسري يوضع الرغيف وصحن الملاح والسلطة وصحن كفتة او محشي او مكرونة باللحمة المفرومة بالتناوب كل يوم بعد الغداء صحن تحلية حلو القمردين وصحن الارز وبعد ذلك كباية الشاي بالنعناع .
لاتوجد ملاريا ولايوجد راجمات ولا كينيين اذا ارسلوك الى الاجزخانة فغالبا لشراء مس لوجع العيون بمبلغ خمسة قروش من اجزخانة النيل الازرق ودكتور فتحي والذي كان يقوم مقام الدكتور توصف له اعراض المرض ويعطيك الدواء وتدفع القروش لتلك الشابة الابنوسية والتي تلبس الثوب الابيض وتلمح من خلال الثوب تلك الباروكة السوداء .