المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}



ود الأصيل
10-11-2014, 10:16 PM
]
[SIZE=5]

{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
سلسلة وددنا نشرها بمشيئة الله و قصدنا لنتتبع فيها،
بشيء من الإمعان والروية الوقوف عند غيض من فيض محيط
بلا شطآن و الذي لا تنقضي عجائبه.و لكنني لما جئتُ لتوي أضيف
نقطة فوجئتً بأن البوست محذوفٌ برمته. وبصراحة لا أعرف جهة معنية
كي ألجأ إليها لأبثها شكواي. عموماً لم أجد حلاً سوى أن نعيد نشره، ثم نرى.
يقول الله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
يخبرنا عز وجل أنه ما خلق الخلق باطلاً ولا عبثاً، و إنما ليعبدوه و يوحّدوه ليجمعهم
ليوم الجمع لا ريب فيه فيثيب المؤمن و يعاقب من لا يرى بعثاً و لا معاداً و لا نشوراً.
{ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} و الله عزَّ و جلَّ
من عدله و حكمته ألَّا يساوي بين متقٍ و فاجر{ أم نجعل المتقين كالفجار}. هذا استفهام
استنكاري ، إذ لا يستوون عند اللّه . إذاً، فلا بد من عاقبة يُفْرَق فيها بين هذا و ذاك، وعقل
الفطرة السليمة لا بد أن يتدبر و يميز. فإنا نرى الظالم الباغي يزداد مالاً وولداً ثم يموت.
كذلك المطيع المظلوم يموت بكمده ، فلابد في حكمة الحكيم العليم العادل ، الذي لا يظلم
مثقال ذرة من إنصاف الفرقاء.و إذا لم يقع هذا في هذه الدار فتعين توطئة دار معادٍ آخرةٍ
لهذا الجزاء والمواساة، ولما كان القرآن يرشد إلى المقاصد الصحيحة و المآخذ العقلية
الصريحة قال تعالى: { كتاب أنزلناهإليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب}
جمع لب و هو العقل، قال الحسن البصري:و اللّه ما تدبره بحفظ حروفه،
و إضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله و
ما يُرى له القرآن في خلق و لا عمل" "
رواه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري.
*******************************

[/
color]ize]
[/s

ود الأصيل
10-11-2014, 10:26 PM
[center]]]


في قوله تعالى:
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ )هو القرآن،
والبركة الشيء هي أن يعطي من الخير
فوق ما يُتصوَّر منه. و البركة في القليل تكون
بالقناعة و الرضاثم يسلب المصارف فلا ينفق منها
إلاَّ في المفيد.قد يظن الكثيرون منا أنَّ الرزق هو المال،
و قدلا ندري أن سَلْبَ المصارف نوع من الرزق. إذاً، هناك رزقُ إيجابٍ
بأنْ يزيد الدَّخْل، ورزقُ سَلْب بأنْ تقلَّ المصارف.كرجل يعيش من الحلال،
وحين يمرض ولده مثلاً يكفيه كوبٌ من الشاي و قرص أسبرين، أما الذي يعيش
من الحرام ويكثُر المال في يده حين يمرض ولده لا بُدَّ أنْ يجلب له أجدعها طبيب
في البلد وينفق على شفائه بذخاً. وبركة آي القرآن في تربيته النفس على الاستقامة
التي لو نظرتَ إليها مادياً لتبين لك أنها لا تُكلِّفك شيئاً يذكر. نعم الاستقامة لا تكلفك،
أمَّا الانحراف فهو الذي يُكلِّف، فمثلاً كم تلكفك كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان
للرحمن ثقيلتان في الميزان مقارنة بوعاء خمر يخامرالعقل ويخرم الجيب.لقول النبي
(ص): "المؤمن يأكل في مِعَيً واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء".
نعم الكافر يأكل كثيراً ليشبع، أما المؤمن فتكفيه لُقيمات يُقمْنَ صُلْبه،
و" نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع "
فيا له من منهج فطري سليم يعرف أقصر الطرق
إلى قلوبنا عبر المعدة! فهو يراعينا اقتصادياً،
مادياً و معنويا و بدون تكلفة تذكر
****************************
[/[/color]
[/size]
center]

ود الأصيل
10-11-2014, 10:33 PM
ثم إن القرآن مُبَاركٌ
من ناحية أخرى (معنوية)،
فحين تتفاعل مع المنهج بقلبك يفتح المولى
عليك بأسرار عجيبة ، { يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا إِن
تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً}كحال موسى عليه السلام
و هو نبيّ الله مع عبد صالح من أتباعه و مع ذلك فقدذهب
وراءه ليتعلَّم منه، فلما اتبعه موسى بتوجه و إخلاص تعلُّم منه
الأعاجيب،و{ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِه.. }ألاَّ ننظر إلى الوسيلة نظرةً سطحية،
إنما ننظر للعاقبة بتفكُّر وتمعُّن للخلفيات واللوازم لنستنبط ما في الشيء
من العِبَر، لذلك لما خُرقت السفينة اعترض موسى؛لأنه نظر إلى سطحية
المسألة والمنطق. يقول: إن السفينة السليمة أفضل من المعيبة, إنما للعبد
الصالح مقياسٌ آخر، فهو لا يقارن بين سفينة سليمة وأخرى مخروقة، إنما
يُقارن بين سفينة مخروقةولا سفينة أصلاً أيهما أفضل؟ لأن الرجل الظالم
كان سيأخذ السفينة، وإنْ كانت سليمة فَخُرقها هو الذي نجَّاها من هذا
الظالم، وبقيتْ السفينةُ لأصحابها، هذا هو علم الملكوتيات
و الغيبيات التي يفيض الله بهاعلى مَنْ يشاء
من عباده الذين أخلصوا له سبحانه.
******************************

وداد محمد
10-11-2014, 10:51 PM
السلام عليكم اتحفنا وزيدنا نحن ننتظر بفارق الصبر ذلك الكلام الطيب واصل

ود الأصيل
10-11-2014, 10:54 PM
وقوله:{وَلِيَتَذَكَّرَأُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ}
أي:أصحاب العقول النيرة ، وتأمل هنا
أن الحق سبحانه يُنبِّه الذهن، و يُحرِّك الفهم
إلى تأمُّل ناموسه الكوني، و لله المثل الأعلى ، أنظر
بالمقابل:إلى رجل بينك و بينه صفقة بيع لسلعة جيدة تراه
يشرح لك مزاياها، و يدعوك إلى اختبارها، و التأكد من جودتها
و يُنبِّه عقلك و يحرص على لفتك إلى ما خَفِي عنك منها. لثقته بأنك
ستُقبل عليها.و إلا لكان راوغ أو دلَّسَ عليك، وليس كالذي يبيع لك سلعة
الرديئة فإنه يصرف نظرك عن عيوبها، و يشغل عقلك بأمور أخرى، حتى لا
تتنبه إلى عيوب سلعته، فمثلاً تدخل المحل لشراء حذاء مثلاً، فإنْ كان ضيقاً
يقول لك البائع: إنه يتسع بالمشي فيه ، و إنْ كان و اسعاً سبقك هو بقول: أنا
أرى أنه ضيق عليك قليلاً، المهم عنده أن (يلف)عقلك حتى تشتريه. فالحق
- سبحانه وتعالى - يدعونا إلى تأمُّل آياته و تدبُّرها والبحث فيها، لسابق
علمه سبحانه أنها أقصر السبل لهدايتنا إلى الحق و الصواب. و مع
أن كثيراً من المسائل نجدها فوق البحث و لا سبيل لإعمال
العقل فيها، لكن أمرنا بالتدبُّر و التفكّر و التأمّل في
الكون، فلا مانع أنْ نبحث.
*********************

ود الأصيل
11-11-2014, 02:24 AM
في قوله تعالى:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
قال جبريل عليه السلام: إن الله
قد أحسن الثناء عليك (يا محمد) وعلى
أمتك فسل تعط فسأل أن{لَاْ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
الوسع هو ما تسع القدرة فعله دونما مشقة أو عنت أو حرج،
بخلاف الطاقة التي هي ما يستغرق القدرة و يستنفد الهمة حتى
شق الأنفس. لذا جاء في صيام من ‏{ ‏يُطِيقُونَهُ}‏ أي يتحملونه بشق
الأنفس أو لا يَطِيقونه ،أن منحهم الشارع رخصة الإعفاء من أداء
فريضة الصوم مع الاكتفاء فقط بإخراج{‏فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏أي عن
كل يومٍ. و من رأفه الخالق بخلقه فقدجُعل مناط التكليف هو الوسع و
ليس الخروج عن حدود الطاقة. و هذا من لطفه تعالى و رأفته بنا و من
إحسانه إلينا. و هذه الآية ناسخة رافعة لما كان أشفق منه صحابة رسول
الله رضوان الله عليهم جميعاًفي قوله تعالى:{ و إن تبدوا ما في أنفسكم
أو تخفوه يحاسبكم به الله}أي: إن الله و إن حاسب و سأل، لكن لا
يعذب إلا بما يملك العبددفعه فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة
النفس و حديثها فهذا لا يكلف به الإنسان و لعل كراهية
الوسوسة السيئة من محض الإيمان.

أبا إيثار
11-11-2014, 09:17 AM
محبّتُك
و
أعشَم في المزيد
فبنفسي ظمأٌ لن يكفيهِ ما بينَ الثّقلين رُواءا

ود الأصيل
11-11-2014, 09:13 PM
محبّتُك
و
أعشَم في المزيد
فبنفسي ظمأٌ لن يكفيهِ ما بينَ الثّقلين رُواءا


أحبك الذي أحببتني فيه
أخي الكريم المفضال/ أبا إيثار
و زادني الله و إياك بسطة في العلم
و سعةَ تدبرٍ و فقهٍ و خشيةً في القلب
ف"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ":
إن حرف توكيد و نصب للاسم. و ما حرف
كف لعمل إن في النصب ، و أيضاً للحصر عادةً.
و لكنها هنا ليست للحصر ، كي لا نضيق واسعاً و هو
الخشية بمعنى الخوف مع التوقير الواجب لله عز و جل؛
و كذ لكي لا نوسع ضيقاً، و هو العلم بالله حقاً(بمعنى إيمان وقر
في الجَنان و نطق به اللسان و عملت فيه الجوارح بالاركان). و لكن
كم من عالم بعلوم الدنيا ، بل كم من فقيه بعلوم الشرع و العقيدة هم في
حقيقة أمرهم أئمة ليسوا إلا دعاةً على أبواب جهنم، و أئمةَ ضُلَّالة. و ما قدروا
الله حق قدره. و قد ورد أن ثاني ثلاثة هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، رجل
تعلم العلم وعلَّمه، و قرأ القرآن، فأُتيَ به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال:
تعلمت العلم وعلمته، و قرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت
القرآن ليقال هو قارئ ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. و رب
مبلَّغ أوعى من سامع و حاملِ فقه إِلَى من هُوَ أفقه. و لما كان القرآن أولى ما يُفَسَر ببعضه
بعضاً، فهناك آية ضرب الله بها مثلاً حياً في سورة الرعد إذ يقول عز من قائل في مطلعها:
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي
النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ
جُفَاءً وَ أَمَّا و مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ).فمعلوم
أن الغيث أول مايصيب الجبال فالهضاب ثم ينزل إلى السهول و الوديان، فتسيل
أودية بقدرها، ألخ. مما لو طبقناه على حالة العلماء ممن لا يعمل بعلمه يبين أنه
أسوأ حالاً من حال جاهل قد يعمل بلا علم أو ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ
عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى
وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾
******************************************

ود الأصيل
11-11-2014, 09:54 PM
في قوله تعالى:
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
قال جبريل عليه السلام: إن الله
قد أحسن الثناء عليك (يا محمد) وعلى
أمتك فسل تعط فسأل أن{لَاْ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
الوسع هو ما تسع القدرة فعله دونما مشقة أو عنت أو حرج،
بخلاف الطاقة التي هي ما يستغرق القدرة و يستنفد الهمة حتى
شق الأنفس. لذا جاء في صيام من ‏{ ‏يُطِيقُونَهُ}‏ أي يتحملونه بشق
الأنفس أو لا يَطِيقونه ،أن منحهم الشارع رخصة الإعفاء من أداء فريضة
الصوم مع الاكتفاء فقط بإخراج{‏فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏أي عن كل يومٍ. و من
رافه الخالق بخلقه فقدجُعل مناط التكليف هو انلوسع و ليس الخروج عنحدود
الطاقة. و هذا من لطفه تعالى بخلقهو رأفته بنا و إحسانه إلينا. و هذه الآية
ناسخة رافعة لما كان أشفق منه صحابة رسول الله رضوان الله عليهم جميعاً
في قوله تعالى:{ و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}
أي: إن الله و إن حاسب و سأل، لكن لا يعذب إلا بما يملك العبد
دفعه فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس و حديثها
فهذا لا يكلف به الإنسان و لعلكراهية الوسوسة
السيئة من محض الإيمان.






[CENTER][CENTER]
و أيضاً ، في قوله تعالى:
{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}
عطفاً على ما تقدم عاليه، يقول عز من قائل،
مرشداً لسنة نبيه صلوات ربي و سلامه عليه،
إلى الاستطراد في سؤاله و قد تكفل لهم بالإجابة
لسؤلهم أن:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} فقد علَّمهم
و أرشدهم كذلك لفضيلة الإقرار بقولهم بالخطأ و النسيان:
(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أوأخطأنا).و النسيان هنا بمعنى الترك
و التقاعس عن فعل طاعةٍ ما ضمن دائرة التكليف ، بناء على تأويل
باطل أي:إن تركنا فرضاً على جهة النسيان. بخلاف الخطأ الذي هو
بمعنى: إما بفعل منكرٍ ما ضمن دائرة التحريم. (أو أخطأنا) أي:
بمعني أنناأخفقنا وجانبنا الصواب في فعل طاعاتنا إما عجزاً
منا و إما جهلاً بكيفية إتيانه على و جهه الشرعي الأكمل.
يقول النبي الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة
و التسليم (إن الله وضع عن أمتي الخطأ
و النسيان و ما استكرهوا عليه)
**************************



center]

ود الأصيل
12-11-2014, 08:11 PM
سؤال ذو شقين حول معنى قوله تعالى‏:‏ ‏
{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}{وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا.} ‏
1) فهل علم التأويل حكر خالص لله وحده لا شريك له فيه. و( الراسخون) كلام مستقل؟
2) أم يحتمل أن يكون لله و أيضاً ‏الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏ معطوفون عليه مشتركون في الحكم؟
هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف: ما إذا كان هو على لفظ الجلالة ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏}
أم لا يتعين الوقف على لفظ الجلالة. و هذا يرجع إلى معنى التأويل نفسه ، فإن كان المراد بالتأويل هنا تفسير المعاني
فإنه يصح العطف على لفظ الجلالة في نهاية صدرالأية، ثم تستأنف بقوله تعالى:{‏وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏}
بمعنى أن الراسخين في العلم يعرفون معاني المتشابه و يفسرونه بأن يحملوه على المحكم و يردوه إليه‏. و أما إن أريد بالتأويل
مآل الشيء و كيفية ما ستُفضِي إليه مآلات الأمور حين حدوثه، مما أخبر المولى جل و علا من غيبيات فهذاعلمه لله وحده.
و يتعين الوقف على لفظ الجلالة بحيث تقرأ الآية بوقف لازم‏ على اسم الجلالة, هكذا:‏ ‏{‏وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏} وهذا يعني
أن كنه المغيبات و كذا كيفية وزمان تحققها كذاته سبحانه وأسمائه الحسنى و صفاته العلا و كذا الروح و اليوم الآخر ماسيكون
في الدار الآخرة من نعيم وعذاب و غير ذلك فكل هذا علمه لله حصرياً جل ثناؤه‏.و من هذا القبيل قوله تعالى‏ في محكم تنزيله:
‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ‏}.‏ فالمراد بتأويله هنا عاقبة أمره
و زمان تحققه، و ليس المقصود تفسيره و تقريب معناه‏. و منه أيضاً قوله تعالى على لسان نبي الله يوسف عليه السلام
بمصر و قد {رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} {وَ قَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}
و كذلك قول المولى جل و علا، على لسان الرجل الصالح لموسى عليه السلام: قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ، سَأُنَبِّئُكَ
بِتَأْوِيلِ مَالَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}.و تفسير القرطبي و تأويل الشيء مآله أي قال لموسى: إني أخبرك لِمَ فعلتُ
كل ما فعلتُ. و قيل في تفسير هذه الآيات إشارة لطيفة لأمور وقعت لموسى نفسه على أنها حجة عليه
وعجباً لأمره و ذلك أنه لما أنكر أمر خرق السفينة لكأنما قيل:يا موسى أين كان تدبيرك هذا و أنت
رضيعٌ في التابوت مطروحاً في اليم. ثم لمَّا أنكر قتل الغلام كأنما قيل له:أين إنكارك هذا من
حادثة وكزك القبطي و قضائك عليه. فلما أنكر إقامة الجدار كأنما قيل له ايضاً: أين ذاك
من موقفك يوم أن رفعت- دون أجر-صخرةً لبنات شعيب عند البئر ينوء بحملها
عشرة رجال عتاة . هذا و العلم عند الله . { وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}.

ود الأصيل
12-11-2014, 11:54 PM
في قوله تعالى:
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ
(1)
قال أبو الطيب المتنبي:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَ تأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
و َتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَ تَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
***************************
و الشاهد هنا: أنه بقدر
سمو الهدف بقدر ما تكون
قوة الدفع و سرعة الانطلاق
نحو خطوط النهايات، و بقدر ما
يُبذل من عرق سخين لبلوغ الغايات.
******************************
فمثلاً في سبيل الإجمال
في طلب الرزق يقول عز من قائل:
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا
فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}
{ فامشوا في مناكبها} هو أمر إباحة، وفيه إظهار
الامتنان. وقيل : هو خبر بلفظ الأمر؛ أي لكي تمشوا
في أطرافها ونواحيها وآكامها وجبالها.{ وكلوا من رزقه}
أي مما آتيته لكم. وقيل:مما أحله لكم؛ لكونها مقيدة بآية
سورة البقرة (168) { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي
الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}.
فقيد الاكل بالحلال و المشي
بتجنب خطوات ابليس
*******************

ود الأصيل
13-11-2014, 01:03 AM
[SIZE=5]
(2)
و في تلبية داعي الله
للصلاة وهي عماد الدين قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ
يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَيْعَ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ففي ذلك حثٌ لنا
من المولى عز و جل على السعي إلصلاة سعياً معنوياً
(لاليس مشياً متثاقلاً) بمعنى المبادرة بالخروج إليها باكراً
قدر المستطاع مع أهميةحرص المصلي على غسل بدنه وزينة
ثوبه لها، و جعلها على أهم شغلٍ شاغلٍ للمؤمن في يوم عيده
الأسبوعي دون بقية الأيام و. كذلك ليس المقصود السعي
الحسي بمعنى الركض أو الهرولة و العَدْوَ الذي
قد نُهي عنه عند المشي على الأرض
هوناً بالسكينة و الوقار.
************
[/
size]

ود الأصيل
13-11-2014, 01:13 AM
(3)
وفي قوله تعالى:
{سَابِقُوا**وَسَارِعُوا }
ففي طلب المغفرة المفضية إلى
دخول الجنة التي هي غاية كل مؤمن:
قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران:
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ
وَا لأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}. و قال سبحانه في سورة الحديد:
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ
لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)}.
ففي الآية الأولى: {وَسَارِعُوا}، وفي الثانية قال سبحانه : {سَابِقُوا}. وفي الآية الأولى:
{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}،وفي الثانية قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.
وفي الآية الأولى قال سبحانه: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وفي الثانية قال:{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}.
هذا الفرق بين الآيتين اقتضاه السياق الذي وردتا فيه، ذلك أن الآية الأولى تتعلّق بالمتقين، والثانية
بالمؤمنين. ولما كانت التقوى وهي ثمرة الإيمان أعظم درجاته و أرقى رتبه، كانت أفضل من مجرّد الإيمان؛ لأنّها
تتضمّنه و زيادة، والتقّي أفضل من المؤمن العادي. وقد بيّن الله واقع المتّقين الذين أعدّت لهم جنة عرضها السماوات
و الأرض:{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا
فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
فقد لزم إذن التفرقة بين المتّقين المؤمنين. و تتجلّى هذه التفرقة في الآيتين من ناحيتين: في الخطاب ، و في الثواب.
فخاطب المولى تعالى المتّقين بدعوتهم إلى المسارعة (وسارعوا)، بينما خاطب المؤمنين بدعوتهم إلى المسابقة (و سابقوا).
و الفرق بينهما هو: أن المتّقين في تنافس وسباق، لذلك لم يحثّهم عليه لحصوله منهم، إنما حثّهم على مزيد منه وحضّهم
على الأحسن منه، فحسن هنا أن يخاطبهم بالمسارعة. وعلى خلاف ذلك، فإنّ المؤمنين لم يحصل منهم التقدّم في الرتبة،
و الارتفاع بالمكانة، لذلك حثّهم على السباق ابتداء، فإذا حصل منهم شملهم الخطاب الداعي إلى الإسراع. أمّا الثواب،
فقد اختلف باختلاف الرتب. ففي خاطبه سبحانه المتّقين قال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ}، بينما خاطب
المؤمنين عامة بقوله: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}. و الفرق بينهما يكمن في كون الآية الأولى
المتعلّقة بالمتّقين لم ترد بصيغة التشبيه للدلالة على أنّ هذا الثواب الموعود لا يضاهى ولا يماثل و لا يشابه.
علاوة على هذا ففي الآية الأولى(عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ) وفي الثانية (عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ)
وهذا يتضمّن أيضاً الفرق بين الجنّتين من حيث السعة.
****************************
والحكمة في هذا والله أعلم تتعلّق
بأمرين: الأوّل، أنّ على قدر الأعمال يكون
الجزاء. فأعمال المتقين أعظم درجة من أعمال
المؤمنين،لذلك كان ثوابهم أعظم.و الثاني، أنّ ثواب
المؤمنين حاصل لدى المتّقين بما قدّموا، ولكن لما
حثّهم الحقّ سبحانه وتعالى على المزيد حسن
هنا أن يعطيهم المزيد، فكان الحثّ
على تقديم الأفضل مقترنا بالوعد
بالأفضل. والله أعلمحاشية إضافية:

و السرعة المشتق منها قوله:
(سارعوا) مجاز في الحرص و المنافسة
و الفور إلى عمل الطاعات التي هي سبب
المغفرة و الجنة ، و يجوز أن تكون السرعة حقيقة ،
و هي سرعةالخروج إلى الجهاد عند التنفير كقول النبي
صلى الله عليه و سلمفي الحديث ( و إذا استنفرتم فانفروا ).
و المسارعة على التقادير كلها تتعلق بأسباب المغفرة ، و أسباب
دخول الجنة ،فتعليقها بذات المغفرة و الجنة من تعليق الأحكام بالذوات
على إرادة أحوالهاعند ظهور عدم الفائدة في التعلق بالذات . و جيء بصيغة
المفاعلة ، مجردة عن معنى حصول الفعل من جانبين ، قصد المبالغة في
طلب الإسراع ، و العرب تأتي بما يدل في الوضع على تكررالفعل وهم
يريدون التأكيد والمبالغة دون التكرير ،ونظيره التثنية في قولهم :
(لبيك و سعديك )، و قوله تعالى ثم (ارجع البصر كرتين)
******************************
[/FONT]
[/size][/font]

ود الأصيل
13-11-2014, 01:36 AM
(4)
أخيراً قوله تعالى:
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ...}
لقد مر معنا الحديث عن مدى عزم
تأتي على قدره العزائم و قد تدرجنا معها
من مجرد (مشي) في الأرض طلباً لحلال الرزق،
ثم سعي إلى الذكر، ثم مسابقة فمسارعة إلى مغفرة و جنة
عرضها السماوات والأرض. و ها نحن بصدد الفرار إلى الله لما
تعلق الأمر بذاته العلية . يقول المولى عز و جل على لسان نبيه
الكريم ، في سورة الذاريات: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }
و في ظل هذه اللمسات قصيرة العبارة هائلة المدى : في أجواز السماء ,
وفي آماد الأرض, في أعماق الخلائق . يهتف بالبشر ليفروا إلى خالق السماء
و الأرض والخلائق , متجردين من كل ما يثقل أرواحهم و يقيدها ; موحدين الله
الذي خلق هذا الكون وحده بلا شريك . (ففروا إلى الله, إني لكم منه نذير مبين.
و لا تجعلوا مع الله إلها آخر , إني لكم منه نذير مبين). . و التعبير هنا بلفظ
الفرار عجيبحقاً. وهو يوحي بالأثقال والقيود والأغلال والأوهاق التي تشد النفس
البشرية إلى هذه الأرض و تثقلها عن الانطلاق , وتحاصرها و تأسرها بعقال.
و بخاصة أوهاق الرزق والحرص و الانشغال بالأسباب الظاهرة لحظموعود.
و من ثم يجيء الهتاف قوياً للانطلاق و التملص والفرار إلى اللهمن هذه
الأثقال و القيود ! الفرار إلى الله وحده منزها عن كل شريك. و تذكير
الناس بانقطاع الحجة وسقوط العذر: ( إني لكم منه نذير مبين).
و تكرار التنبيه في آيتين متجاورتين, زيادة في شدة التحذير!
فسبحان من لا تكون الخشية منه إلا دافعاً أقوى للفرار إليه،
و من لا منجى ولا ملجأ منه إلا إليه!!
********************
[/size]

ود الأصيل
18-11-2014, 11:47 PM
قوله تعالى:( لها ما كسبت)
أي: من كل خير هي مجبولة عليه
بفطرة الله التي فطر الناس عليها
(و عليها ما اكتسبت ) أي من شر
تسعى إليه بقدميها ومعاصيَ
تتكلف اجتراحهاوموبقات
تتنكب طريقها.
*******

ود الأصيل
20-11-2014, 02:45 AM
قول رب العزة جل جلاله
وعلا شأنه:﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَاوَاتِوَ الْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾
إنها أعظم و أخْطَر آيةٍ في حق الإنسان ، إذ حيرتأهل العلم فما
هي الأمانة المقصودة هنا؟!: قال مفسرون إنها أمانة الاختيارو التكليف.
و النُّقْطة الجوهرية فيها أنَّ الله خلق الخلْق لِيُسْعِدَهم، لكنَّ السَّعادة تَحْتاج إلى
أهْلِيَّة، إذ يدعو النبي صلى الله عليه وسلن فيقول:(اللَّهم إنَّا نسألك موجِبات رحْمتِك؟).
و بقية ناموس الكون ليس مخيراً كما لإنسان بل خاضع لقوانين جِبِلِّية فمثلاً نحن لم نرَ جبلاً
يبرح مكانه أو نجماً يجري ألى غير مستقره. إنما هي أمم امثالنا تسبح الله وكلٌ في فلك يسبحون.
و فسر آخرون الأمانة بالتكاليف الشرعية من أوامر ونواه، وقيل : بل هي أمانة العقل، فالمجنون
مثلاً لا يُحاسب! لأنه فاقد عقله. و العقل تشريف للإنسان مناط لتكليفه لكي يدله على النجدَين خيراً
أو شراً ليميز الخبيث من الطيب.أضف إليه فطرة الله التي فطر الناس عليها لتقدير الخالق حق قدره
فالميل إليه عند التأثر بصوت تلاوة القرآن تلاوة مثلاً (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْإِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي
بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) تُرى ألا عزلنا طفلاً فور ولاده في غابة بيعداً عن
خرافات من حوله ألا ويدرك وجود خالقه بحجة عقله ثم يلين له قلبه بوازع فطرته؟!. و لو
فحصنا كل خلية لدى الإنسان نجدها تحوي مزاجاً يألف بطبعه أشياء محببةللنفس
البشرية من ماء وخضرة و وجه حسن بينما يأنف من كل ما قبيح وكريه. الأبحاث
العلمية تؤكد ذلك بفحصهم لنظام مناعتناالطبيعي. لذا فكل إنسانفي هذا
الكون منذ آدم و حتى يرث الله الأرض ومن عليها أودع الله في خلايا
دماغه و في سويداء قلبه( قاعدة بيانات) دالةعلى بارئها، بمن
فيهم كل ملحد حتى يؤمن بربه أو يكابر. هذا ما أكده
البيان الإلهي، إذ يقول الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي
آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ
هَذَا غَافِلِينَ ؛ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا
ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ وَ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) آيات سورة الأعراف)

ود الأصيل
22-11-2014, 09:48 PM
[FONT=pt bold heading][SIZE=5]
﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾
(1)
أيْ أنَّ الكَلِمَ الطَّيبَ كَكلمة التوحيد و الإيمان(لا إلهَ إلا الله)
يصْعَدُ إلى مَحَلّ كَرَامَتِه وهُوَ السَّمَاءُ.أي المكان الذي هو مشرَّفٌّ عند الله،
لأنها مسكنُ الملائكةِ. و ليسَ في هذا أن الله له حيّزُ يتحيزُ فيه و يسكنُهُ.
هذا من المتشابه الذي يرده الراسخونفي افي إ لى للمحكم الذي ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ﴾.
و العَمَلُ الصَّالِحُ يرفَعُه أي الكلمُ الطيبُ يرفَعُ العملَ الصالحَ الذي يشمَلُ كلَّ ما يُتقرَّبُ به
إلى الله من عبادات بفروضها ونوافلها من صلوات و زكوات وصدقةِات و صلات أرحام.
فالمعنى أن كلَّ ذلك يصعدُ إلى الله أي يتقبَّلُهُ. هذا في مقابل تفصيله لغرور الشيطان متبوعاً
بعواقبه في الآخرة بقوله:{إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}فقدم ما هو مناسب
لآثار عزة الله في حزبه و جنده. و المقصود هنا أن أعمال المؤمنين هي التي تنفع ليعلم
الناس أن أعمال المشركين سعي باطل. والقربات كلها ترجع إلى أقوال وأعمال، فالأقوال
ما كان ثناء على الله تعالى واستغفار ودعاء، ودعوة إلى الخير. عن ابن مسعود قال:
إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله. إن العبد المسلم إذا قال:
سبحان الله و بحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله،
قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه، ثم يصعد بهن إلى السماء،
فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى
يجيء بهن وجه الرحمن، ثم قرأ الآية من قوله تعالى:
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.
عَلَى أَنَّ (الْكَلِم الطَّيِّب) هُوَ التَّوْحِيد , فَهُوَ الرَّافِع
لِلْعَمَلِ الصَّالِح ; لِأَنَّهُ لَا يُقْبَل الْعَمَل الصَّالِح إِلَّا
مَعَ الْإِيمَان وَالتَّوْحِيد . أَيْ وَالْعَمَل الصَّالِح يَرْفَعهُ
الْكَلِم الطَّيِّب. فَالْكِنَايَة تَعُودعَلَى الْعَمَل الصَّالِح.
****************************

ود الأصيل
22-11-2014, 09:56 PM
)
(2)
وتأويل ثانٍ: لقوله: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}،
فـ{الْعَمَلُ} مقابل: {الْكَلِمُ}، أي الأفعال التي ليست
من الكلام. و ضمير النصب المتصل من {يَرْفَعُهُ}عائد إلى
{الْعَمَلُ الصَّالِحُ}. و ضمير الرفع المستتر عائد إلى معاد الضمير
المجرور في قوله: {إِلَيْهِ} و هو اسم الجلالة من قوله:{فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}
أي: الله يرفع العمل الصالح. والصعود: المعراج في مكان عال. والرفع: نقل الشيء
من مكان إلى مكان أعلى منه، فالصعود مستعار للبلوغ إلى عظيم القدر وهو كناية عن القبول لديه.
ضُرِبَ صُعُوده مَثَلًا لِقَبُولِهِ ; لِأَنَّ مَوْضِع الثَّوَاب فَوْق, وَمَوْضِع الْعَذَاب أَسْفَل . وإنما جيء في جانب العمل
الصالح بالإخبار عنه بقوله:{يَرْفَعُهُ} بمعنى يرفع قدره بالبركة و النماء. وعن قتادة: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
قال: يرفع الله العمل الصالح لصاحبه. و هنا فائدان: أولاهما: أن الإيماء إلى أن نوع العمل الصالح أهم من نوع
الكلم الطيب على الجملة؛ لأن معظم العمل الصالح أوسع نفعاً من معظم الكلم الطيب عدا كلمة الشهادتين ، وما
ورد تفضيله من الأقوال في السنة كدعاء يوم عرفة، مما أُسنِد إلى الله رفعه بنفسه كقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«من تصدَّقَ بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيِّبٍ، ولا يصعدُ إلى اللهِ إلا الطِّيبُ، فإنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِه، ثم يُربِّيها لصاحبها كما
يُربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكونَ مثلَ الجبلِ»؛ وثانيهما: أن الكلم الطيب يتكيف في الهواء فإسناد الصعود إليه مناسب
لماهيته، وأما العمل الصالح فهو كيفيات عارضة لذوات فاعلة ومفعولة فلا يناسبه إسناد الصعود إليه. وإنما يحسن
أن يجعل متعلقا لرفع يقع عليه و يسخره إلى الارتفاع . فهي تَعُود عَلَى اللَّه جَلَّ وَعَزَّ ; أَيْ أَنَّ الْعَمَل
الصَّالِح يَرْفَعهُ اللَّه عَلَى الْكَلِم الطَّيِّب ; لِأَنَّ الْعَمَل تَحْقِيق الْكَلِم , وَالْعَامِل أَكْثَرُ تَعَبًا مِنْ الْقَائِل , وَهَذَا
هُوَ حَقِيقَة الْكَلَام ; لِأَنَّ اللَّه هُوَ الرَّافِع الْخَافِض . وَالثَّانِي وَالْأَوَّل مَجَاز , وَلَكِنَّهُ سَائِغ جَائِز
. قَالَ النَّحَّاس : الْقَوْل الْأَوَّل أَوْلَاهَا وَأَصَحُّهَا لِعُلُوِّ مَنْ قَالَ بِهِ , وَأَنَّهُ فِي الْعَرَبِيَّة أَوْلَى ;
لِأَنَّ الْقُرَّاء عَلَى رَفْع الْعَمَل . وَ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى : وَالْعَمَل الصَّالِح يَرْفَعهُ اللَّه ,
أَوْ الْعَمَل الصَّالِح يَرْفَعهُ الْكَلِم الطَّيِّب , لَكَانَ الِاخْتِيَار نِصْف الْعَمَل.
*****************************************

ود الأصيل
22-11-2014, 10:22 PM
[CENTER]
(3)
وتأويل ثالث: عن أبي هريرة
رضي الله عنه في قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}
قال: ذكر الله، {وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال: أداء الفرائض،
فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عمله ذكر الله فصعد به إلى الله،
و من ذكر الله ولم يؤد فرائضه فكلامه على عمله، و كان عمله أولى به.
و عن مجاهد: قال: العمل هو الذي يرفع الكلام الطيب. و عن الحسن في قوله:
العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله ، ويُعرَض القول على العمل، فإن وافقه رُفِع وإلا رُد.
و عن الحسن قال: ليس الإِيمان بالتمني و لا بالتخلي و لكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال.
من قال حسناً، و عمل غير صالح ، رده الله على قوله . ومن قال حسناً ، وعمل صالحاً ، رفعه العمل
وعن الضحاك قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب.وعن قتادة في قوله: لا يُقبَل قول إلا بعمل.قال شاعر:
لَا تَرْضَ منْ رَجُل حَلَاوَةَ قَوْلِهِ *حَتَّى يُزَيِّنَ مَا يَقُولُ فَعَال * فَإِذَا وَزَنْت فَعَاله بِمَقَالِهِ فَتَوَازَنَا فَإِخَاء ذَاكَ جَمَالُ.اِبْن الْمُقَفَّع
قال: قَوْل بِلَا عَمَل, كَثَرِيدٍ بِلَا دَسَم , وَسَحَاب بِلَا مَطَر, وَ قَوْس بِلَا وَتَر. فَعَلَيه الْعَمَل الصَّالِح يَرْفَع الْكَلِم الطَّيِّب إِلَى اللَّه.
وَ الْكِنَايَة فِي " يَرْفَعهُ " تَرْجِع إِلَى الْكَلِم الطَّيِّب. وَ هَذَا قَوْل اِبْن عَبَّاس وَ شَهْر بْن حَوْشَب وَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَ مُجَاهِد وَ قَتَادَة
وَأَبِي الْعَالِيَة وَالضَّحَّاك. قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْرهمَا:الْمَعْنَى وَ الْعَمَل الصَّالِح يَرْفَع الْكَلِم الطَّيِّب . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : "إِنَّ كَلَام
الْمَرْء بِذِكْرِ اللَّه إِنْ لَمْ يَقْتَرِن بِهِ عَمَل صَالِح لَمْ يَنْفَع ; لِأَنَّ مَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَهُوَ وَبَالٌ عَلَيْهِ . وَتَحْقِيق هَذَا: أَنَّ الْعَمَل إِذَا وَقَعَ شَرْطًا
فِي قَبُول الْقَوْل أَوْ مُرْتَبِطًا , فَإِنَّهُ لَا قَبُول لَهُ إِلَّا بِهِ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ شَرْطًا فِيهِ فَإِنَّ كَلِمه الطَّيِّب يُكْتَب لَهُ , وَعَمَله السَّيِّئ يُكْتَب عَلَيْهِ , وَتَقَع
الْمُوَازَنَة بَيْنهمَا, ثُمَّ يَحْكُم اللَّه بِالْفَوْزِ وَالرِّبْح وَالْخُسْرَان". قُلْت : مَا قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ تَحْقِيق . وَالظَّاهِرأَنَّ الْعَمَل الصَّالِح شَرْط فِي قَبُول الْقَوْل
الطَّيِّب . وَقَدْ جَاءَ فِي الْآثَار (أَنَّ الْعَبْد إِذَا قَالَ:لَا إِلَه إِلَّا اللَّه بِنِيَّةٍ صَادِقَة نَظَرَتْ الْمَلَائِكَة إِلَى عَمَله, فَإِنْ كَانَ الْعَمَل مُوَافِقًا لِقَوْلِهِ صَعِدَا
جَمِيعًا, وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا وُقِفَ قَوْله حَتَّى يَتُوب مِنْ عَمَله)وَ فِي الْحَدِيث ( لَا يَقْبَل اللَّه قَوْلًا إِلَّا بِعَمَلٍ , وَلَا يَقْبَل قَوْلًا وَعَمَلًا إِلَّا بِنِيَّةٍ, وَلَا
يَقْبَل قَوْلًا وَعَمَلًا وَنِيَّة إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّة ) . قَالَ اِبْن عَبَّاس: فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْد اللَّه وَقَالَ كَلَامًا طَيِّبًا وَأَدَّى فَرَائِضه , اِرْتَفَعَ قَوْله مَعَ عَمَله
وَإِذَا قَالَ وَلَمْ يُؤَدِّ فَرَائِضه رُدَّ قَوْله عَلَى عَمَله. قَالَ اِبْن عَطِيَّة:وَ هَذَا قَوْل يَرُدّهُ مُعْتَقَد أَهْل السُّنَّة وَلَا يَصِحّ عَنْ اِبْن عَبَّاس. وَالْحَقّ
أَنَّ الْعَاصِيَ التَّارِك لِلْفَرَائِضِ إِذَا ذَكَرَ اللَّه وَقَالَ كَلَامًا طَيِّبًا فَإِنَّهُ مَكْتُوب لَهُ مُتَقَبَّل مِنْهُ , وَلَهُ حَسَنَاته وَعَلَيْهِ سَيِّئَاته , وَاَللَّه
تَعَالَى يَتَقَبَّل مِنْ كُلّ مَنْ اِتَّقَى الشِّرْك . وَأَيْضًا فَإِنَّ الْكَلَام الطَّيِّبعَمَل صَالِح , وَإِنَّمَا يَسْتَقِيم قَوْل مَنْ يَقُول : إِنَّ الْعَمَل
هُوَ الرَّافِع لِلْكَلِمِ , بِأَنْ يُتَأَوَّل أَنَّهُ يَزِيدهُ فِي رَفْعه وَحُسْن مَوْقِعه إِذَا تَعَاضَدَ مَعَهُ . كَمَا أَنَّ صَاحِب الْأَعْمَال مِنْ
صَلَاة وَصِيَام وَغَيْر ذَلِكَ , إِذَا تَخَلَّلَ أَعْمَاله كَلِم طَيِّب وَذِكْراللَّه تَعَالَى كَانَتْ الْأَعْمَال أَشْرَفَ ; فَيَكُون قَوْل:
(وَالْعَمَل الصَّالِح يَرْفَعهُ) مَوْعِظَة وَ تَذْكِرَة وَحَضًّا عَلَى الْأَعْمَال.أَمَّا الْأَقْوَال الَّتِي هِيَ أَعْمَال فِي نُفُوسهَا;
كَالتَّوْحِيدِ وَالتَّسْبِيح فَمَقْبُولَة.وَلَا نَعْلَم أَحَدًا قَرَأَهُ مَنْصُوبًا إِلَّا شَيْئًا رُوِيَ عَنْ عِيسَى بْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ:
قَرَأَهُ أُنَاس "وَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ يَرْفَعهُ اللَّه " . وَ قِيلَ:وَ الْعَمَل الصَّالِح يَرْفَع صَاحِبه,
وَ هُوَ الَّذِي أَرَادَ الْعِزَّة وَ عَلِمَ أَنَّهَا تُطْلَب مِنْ اللَّه تَعَالَى
*********************************
[/
center]

ود الأصيل
25-11-2014, 01:38 AM
قوله تعالى :
﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾
قال ابن القيم في تفسيره" قوله اركعي مع الراكعين و لم يقل لها:
اسجدي مع الساجدين فإنما عبر بالسجود عن الصلاة و أراد صلاتها
في بيتها لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها مع قومها.ثم قال لها
اركعي مع الراكعين أي صلي مع المصلين في بيت المقدس ولم يرد أيضا الركوع
وحده دون أجزاء الصلاة ولكنه عبر بالركوع يريد الصلاة لا الركوع بمجرده. فصارت لها
صلاتان: وحدها و عبر عنها بالسجود لأن السجود أفضل حالات العبد. و صلاة المرأة
في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد مع المصلين و التي عبر عنها بالركوع فهو أقل فضلاً
ودون صلاتها وحدها في محرابها. ورد الإذن للنساء بالصلاة في المساجد. قال صلى الله عليه وسلم:
(لا تمنعوا إماء الله مساجد الله و بيوتهن خير لهن) فهي رخصة لها في أن تصلي في المسجد؛ كي تتعلم
فقه كيفية الصلاة؛ و لتحظى بالاقتداء وسماع القرآن و نحو ذلك، و لكنه أخبر بأن صلاتها في بيتها أفضل.
و ورد في بعض الأحاديث:أن صلاة المرأة في مسجد قومها أفضل من صلاتها في المسجد الجامع، وصلاتها
في رحبة بيتها أفضل من صلاتها في مسجد قومها، وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في رحبة البيت؛
يعني في ملحقات البيت وفي التوسعات التي في البيت. فكانت النساء يتحرين أظلم حجرة مكان في بيتوتهن
فيصلين فيها حرصاًعلى التستر، ولما أرخص لهنَّ بالصلاة في المساجد قال: وليخرجن تفلات؛ أي أنه:
إذا خرجت إحداهنَّ إلى المسجد خرجت في ثياب بَذِلة فلا تخرج في ثياب زينة فاتنة ، ولا تتجمل للغرباء
ولا تبدي شيئا من حُليِّها أو زينتها غلا ما ظهر منها يمعنى: استحال إخفاؤه كالثياب؛ ولا تتعطر بعطر
نفاذ ليجده من بقلبه مرضٌ. بل تخرج تفلة؛ أي شَعِثة في ثيابٍ لا تلفت نظراً ولا تسترعي انتباهاً.
و كذلك لا تكون مشهورة بجمال خلقةٍ أو نحوه مما يفتتن به الرجال؛ كل ذلك محافظة
على صيانتها وصيانة لكرامتها. فهذا لعمري نظم بديع رصين، و فقه دقيق بليغ
وهذه نُبَذٌ تسير بك إلى ما وراءها ترشدك و أنت صحيح
***********************************

ود الأصيل
25-11-2014, 11:16 PM
{و إذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمهن}
أي: علمه سنناً و حمَّله تشريعات فقام بها و أداها
على أكمل وجه، فلما علم الله منه عشقه للتكليف أتمها عليه. قيل:
ابتلاه الله بالمناسك و قيل:بالطهارة. و من سنن الفطرة خمسٌ في الرأس و أخرى
في الجسد ; في الرأس: حف الشارب ، إعفاء اللحية ،المضمضة ، الاستنشاق و السواك ،
و في الجسد : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ،و الختان ، ونتف الإبط ، الاستنجاء. و غسل البراجم.
ثم يأتي الاسترسال في الاختبار فيقول المولى علا شانه و جل جلاله: {إني جاعلك للناس إماماً}.
هنا تثور مسألة الإمامة في نفس إبراهيم، ويطمع أن تكون في ذريته من بعده فيقول تعلاى على لسانه:
{ومن ذريتي }لذلك يعدل الحق سبحانه فكرة إبراهيم عن الإمامة، ويضع المبدأ العام لها، فهي ليست ميراثاً،
بل إنها تكليف له شروط{قال لا ينال عهدي الظالمين }فالظالمون لا يصلحون لهذه المهمة. فوعى إبراهيم عليه
السلام هذا الدرس، وأخذ هذا المبدأ، ثم أراد أن يحتاط به في سؤاله لربه بعد ذلك، فلما دعا ربه بالخير للناس حيث وضع
بيته قال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات} فاحتاط لأن يكون في بلده ظالمون، فقال:
{ومن آمن منهم بالله واليوم الآخر} لكن جاء قياس إبراهيم هنا أيضاً في غير محله، فعدل الله له المسألة؛ لأنه هذه الحالة،
إنما يتكلم في أمر خاص بعطاء الربوبية الذي يشمل المؤمن والكافر، والطائع والعاصي، فقد ضمن الله الرزق للجميع فلا
داعي للاحتياط في عطاء الربوبية؛ لذلك استدرك عليه ربه قال تعلى:{قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى
عذاب النار وبئس المصير} إذن: فهناك فارق بين العطاءين:عطاء الربوبية وعطاء الألوهية، والإمامية في
منهج الله، فعطاء الربوبية رزق يساق للجميع وخاضع للأسباب، فمن أخذ بأسبابه نال منه ما يريد،
أما عطاء الألوهية فتكليف وطاعة وعبادة.يقول تعالى:{من كان يريد حرث الآخرة نزد له في
حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيبٍ}
********************************************

ود الأصيل
01-12-2014, 12:08 AM
[CENTER]
{وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}
وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّاً}
جاء في جواب أبي إبراهيم: { أراغب أنت عن آلهتي}؟ أي:
إن كنت رافضاً لها فانته عن سبها، و إلا{لأرجمنك} أي:اقتص منك
رجماً أما بالحجارة أو بالشتم واللعن.{ واهجرني ملياً} قيل دهراً و قيل:
سوياً سالماً، قبل أن تصيبك مني عقوبة لأنه والده بالنهاية. قال له إبراهيم:
{ سلام عليك} لقوله تعالى:{ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} ، وقال تعالى:
{سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين} ، ومعنى قول إبراهيم لأبيه { سلام عليك} يعني:
أما أنا فلن ينالك مني مكروه و لا أذى و ذلك لحرمة الأبوة. وقالوا أيضاً: حليمٌ خاطب سفيهاً.
و قال بعضهم في معنى تسليمه : هو تحية مفارق؛ و جوَّز به تحية الكافر ومبادرته بها لقوله تعالى:
{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ...}
{ سأستغفر لك ربي}، { إنه كان بي حفياً} أي لطيفاً إذ هداني لعبادته و عودني الإجابة. كما قال تعالى:
{ربنا اغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب}، و قد استغفر المسلمون لقراباتهم و أهليهم من المشركين
في فجر الإسلام، حتى نزل قوله:{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذا قالوا لقومهم إنا برآء منكم و
مما تعبدون من دون اللّه - إلى قوله - إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك و ما أملك لك من اللّه من شيء} يعني:
إلا في هذا القول، فلا تتأسوا به ، ثم بيَّن تعالى أن إبراهيم أقلع عن ذلك و رجع عنه، فقال تعالى:{وما كان استغفار
إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة و عدها إياه ، فلما تبين له أنه عدوُّ للّه تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم} ، و قوله:
{و أعتزلكم وما تدعون من دون اللّه و أدعو ربي}. العزلة المفارقة أي أجتنبكم و أتبرأ منكم و من آلهتكم
التي تعبدونها من دون اللّه{و أدعو ربي}: أعبده وحده لا شريك له،{عسى ألا أكون بدعاء ربي شقياً}
كما شقيتم بعبادة الأصنام . وعسى هذه في الله موجبة لا محالة. قيل: أراد بهذا الدعاء
أن يهب الله تعالى له أهلا وولدا يتقوى بهم حتى لا يستوحش بالاعتزال عن قومه.
*****************************************
و الاعتزال: ترك صحبة إلى خير منها
و لو ظناً بذلك، و هنا يلفتنا الحق سبحانه إلى
إن الإنسان حين يجادل في قضية، و يرى عند خَصْمه
لدداً و عناداً في الباطل، لا يطيل معه المراء حتى لا يُؤصِّل
فيه العناد، و يدعوه إلى كبرياء الغَلَبة و لو بالباطل. لذلك، فالحق
تبارك و تعالى يعلِّم أصحاب رسوله صلى الله عليه و سلم إنْ أرادوا
البحث في أمره صِدْقاً أو كذباً و العياذ بالله، أنْ يبحثوه مَثْنى أو فُرَادى،
وليس بَحْثاً جماهيرياً غوغائياً، لكون العمل الغوغائي مجانباً للموضوعية
يستتر فيه الواحد في الجماعة، و قد يحدث ما لا تُحمد عُقباه ولا يعرفه
أحد. والغوغائية لا يحكمها عقل و لا منطق، و الجمهور كما يقولون:
عقله في أذنيه. وسبق أن قيل : إن كليوباترا حين هُزِمت و حليفها
صَوّروا هزيمتهم على أنها نصر، كما حدث كثيراً عبر العصور
وفيها يقول الشاعر:
أسْمَعُ الشَّعْب دُيُونُ كيْفَ يُوحُونَ إليْه
مَلأَ الجوَّ هِتافاً بحياتيْ قاتِليْه
أثَّر البُهتانُ فيه وَ انْطلَي الزُّورُ عليْه
يَالَهُ مِنْ بَبَّغَاءٍ عقلُه في أُذُنيْه
إذن: فالجمهرة لا تُبدي رأياً، ولا تصل إلى صواب.
فالاعتزال أمر مطلوب إنْ وجد الإنسان البيئة غير
صالحة لنقاش الباطل مع الحق لا نُؤصِّل
الجدل و العناد في نفس الخَصْم
****************
يقول تعالى: { وَ ٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ }
أي: الأرض كل الأرض للأنام كل الأنام و هذا
من المبادىء التي جعلها الخالق سبحانه للإنسانية، فلما
استحدثَ الإنسانُ الحواجز و المتاريس، و أقام الأسوار و الأسلاك
الشائكة لمنع حركة عباد الله في أرض الله، ظهر الفساد براً و بحراً . فإنْ
ضاق بك موضع لا تجد بديلاً عنه في غيره ، و إنْ عِشْتَ في بيئة غيرمستقيمة
التكوين كتب عليك أنْ تشقى بها طوال حياتك . تلك الحدود وتلك الحواجز أفرزتْ
إما أرضاً بلا رجال، وإما رجالاً بلا أرض، و لو تكاملتْ هذه الطاقات لاستقامتْ الدنيا.
و مسألة الاعتزال هذه، أو الهجرة من أرض الباطل، أو من بيئة لا ينتصر فيها الحق وردتْ
في نصوص عِدَّة بالنسبة لسيدنا إبراهيم عليه السلام : فترك إبراهيم الأرض المارقة على منهج
الله و هاجر بدعوته إلى بيئة صالحة لها من أرض الشام . اعتزال إبراهيم عليه السلام للقوم ما
كان لطلب الرزق و سَعة العيش، بل اعتزل في سبيل الدعوة الله لأجل مبدأ إيماني يسعى إليه:
{وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ} و أول ما نلحظ أن في هذه النص عدولاً، حيث كان
سياق الحديث عن عبادة:{يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَ لاَ يُبْصِرُ} والقياس يقتضي أن يقول:
وأعتزلكم و ما تعبدون و أدعو ربي. أي: أعبده، إلا أنه عدل عن العبادة هنا فلماذا؟ قالوا:
لأن الإنسان لا ينصرف عن ربه وعن وحدانيته تعالى إلا حين يستغني ، فإنْ اضطرته
الظروف و ألجأتْهُ الأحداث و لا يجد ملجأ منه إلا إليه.إذن: فإن عبادته ستصل
قَطْعاً عبر مخها(الدعاء)، و ما دام سيضطر إلى الدعاء فليكُنْ ذلك منذ البداية
بأن تعبد الله في سرائك فإنْ حدثتْ لك شِدَّةٌ وضراء ألا تجد من تدعوه سواه.
إذن: الدعاء:{ تَدْعُونَ} بدل العبادة (تعبدون)؛ و قوله:{عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ
بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً}أي: عساي ألاَّ أشقى بسبب دعائي لربي الذي لا
يُشقي مَنْ عبده ودعاه كما تشقون بعباد أصنامكم فإنْ أردتَ
المقابل فَقُلْ:الشقيُّ مَنْ لا يعبد الله ولا يدعوه.
****************************

[/


center]

ود الأصيل
06-12-2014, 11:51 PM
[/COLOR][/COLOR][/COLOR][/[/CENTER][/color]
[/size]
[/font]center]
(6/200)
// ليدبروا آيلداته//
﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِليَةِ وَهُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبينٍ﴾ سؤال استنكاري بعد قوله تعالى(وَجَعَلوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءًا﴾ ﴿أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَأَصفاكُم بِالبَنينَ﴾ وقوله تعالى ﴿ وَإِذا بُشِّر َأَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحمٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَ هُوَ كَظيمٌ﴾

#أي: أتجترئون و تنسبون إلى االخالق مَن يُنشأُ في الحلية، أي: ناشئٌ بالزينة كعادة وديدن: كناية عن الإناث. و هن في الجدال:غير مبينات لحججهن؛ لرقتهن؟
#و نَشْأةُ الشيء في حالةٍ أن يكون ابتداءُ وجوده مقارناً لتلك الحالة فتكون للشيء كالظرف. و لذلك اجتلب حرف (في) الدّالة على الظرفية و إنما هي مستعارة لِمعنى المصاحبة و الملابسة و (من ينشؤا في الحلية): مَن تُجعل له الحلية من أول أوقات كونه و لا تفارقُه ، فإن البنت (تنعم بالديباج و الحلي والحلل) منذ نعومة أظفارها وتستصحب في سائر أطوارها، و حسبك أنه يُشقُ لها طرفا أذنيها لتُعلق فيهما الأقراط و من أزينهن( غيداء ، بعيدة مهو القرط كناية عن الجمال بطول العنق ). و ذلك بخلاف الصبي. و النَّشْءُ في الحلية كناية عن البعدعن الشدائد في مزاول الحياة.فيه : احتجاج رباني هادئ عن اتخاذ الله خلقاً بهذه الرقة حسبَ متعارفهم كي يحصل له بذلك زيادة عِزّة.و الخصام ظاهره المحاجّة مقارعة الحجة بالحجة.
# فيكون المعنى: خطاب قرآني بدبع ، فيه أولا، تنزل للخصم و أخذه على قدر عقله. و ثانيا و الأهم ،فيه تمليح للأنثى من حيث هي ، و تلطيف لشعورها ؛ و كأنها منبوذة بنظر قومها، مع استحالة نسبة بنوتها للخالق الذي لم و لابنبغي له ، بطببعة الحال، أن يتخذ صاحبة و لا ولدا .

#فالمرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. و عن قتادة : ما تكلمت امرأة و لها حجة إلا جعلتْها على نفسها، وعنه: من ينشأ في الحلية هنّ الجواري يسفِّههن بذلك، بمعنى أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى هن أرق و أعجز عماهوأشد من ذلك في الحرب ، أي فلا جدوى أوطائل من اتّخاذهن أولاداً. و يجوز حمل الخصامُ على التقاتل و المُدافعة باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب. قال تعالى:(هذان خصمان اختصموا في ربّهم) فُسِّر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر. غير مبين:غيرُ محقق للنصر. تقول العرب و قد بُشر احدهم بولادة بنت :« والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ بزُّها بكاء ونصرها سرقة».

#و المقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل و أنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقدهم و إلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة ألا يفردوه بنسبة الإناث له، وهم ينبذون قلة حيلتهن . فهن ليس بقوادر على الجدال المنطقي وقرع الحجة بأحسن منها أو مثلها. فإن قرع الحجة بالحجة يحتاج إلى تنشأة علمية فيها حوار ودراسة وتفكر و تقليب الأمور... وليس ترف وسرف وزينة وزخرف.

Aabersabeel/ ود الأصيل
******************************

ود الأصيل
07-12-2014, 12:48 AM
هذه نقطة مهمة لنا جميعاً
نساءً و رجالاً:لنسائنا كي يعرفن أن
ظاهرة الأسراف في تنشئتهن في حياة الترف
الباذخ و الزينة الصارخة و في غير محلها دون الاهتمام
بفسح الفرص لهن ، بل و إعانتهن كي يتزودن بفقه الحياة ،
إنما هي ظاهرة ليست جديرة بأن تخرج لنا نساءًرواجح عقلٍ كافٍ
ليزاحمن الرجال. ونحن في هذالعصر بحاجة إلى للتأسي بنساء من
عيار أمنا الحميراء/ عائشة في الفقه لنأخذ عنها نصف فقهنا في الدين؛
و مثل أمنا/خديجة في الرزانة : سيدة قومها في التجارة و أنموذجاً و لا
أنقى لسيدة سيدات الأعمال من بيات جلدتها ؛ و مثل هند بنت عتبة/
قومها في السياسة و كلمتها من الحنكة بألف رجل- رضوان الله عليهن
جميعاً. و مهمة هذه النقطة لرجالنا أيضاً لنعرف أن الخصام المبين سواء
بالمدافعة أو (أيقرع الحجة بالحجة و المنطق السديد) حيث و لا بأس
بالجمع بينهما. يعد من سمات الجادين فقط و يحتاج إلى
صلابة عزيمة و شدة شكيمة وإن آفته في السعة
و الدعة و راحة البالو خواؤه من كل همِّ
و خلو وفاضه وعوزه لكل همة.
********************

ود الأصيل
07-12-2014, 08:40 PM
هذا الحديث يقودنا ربما
إلى مسألة فقهية محسومة شرعاً
حول شهادة النساء، فضلاً عن انخراطهن
في سلك يقوم على أساس (تلقي الحجج)
و مقارعة الألسن ومدافعة الخصوم. ألا و هو:
و لايتهن للقضاء بشقية:الجالس ممثلاً في مناصب
كواكالات النيابة و الادعاء العام، أو الواقف كالمحاماة. فكم
يناسبذلك إنسانة{منشأة في الحلية وهو في الخصام غيرمبينة}؟!
وكيف لها أن توفق بينه و بين دور منزلي يريدها رقيقةً ممهما قويت مع
الآـخرين.إذاً، للقـوة مواقـف لا يليق فـيها الضعـف و العكس صحيح.إننا بصدد
مسألة عمرها الدهر ورغم أنها سهلة التعاطي، لكنها ممتنعة الحسم ما بين فرسي
رهان تؤأم يجران عربة واحدة ، فإما يكسبان معاً أو يخسران.علماً أن شقائق الرجال لم
يخلقن من قمم رؤسهم فيتعالين عليهم و لا من أخمص أقدامهم فيطؤون هم رقابهن و إنما
من خلقن من أضلعهم آدم اليسرى المعوجة: كي يفسحوا لهن براحاً ليتنفسن ، و المجاورة
أيضاً لقلوبهم كي يشعر الجانبان بدفء الاطمئنان فيسير الجميع في ركب واحد إلى برالأمان.
كل هذا قلناه وما لم نقله بعد هو:إن بين آدم و صنوه حواء ثنائية فطرية وتلقائية جداً.وما نخشاه
عليها أن تتأزم من حبة إلى قبة فتشتعل ناراً وقودها(الأنا و أنت). و قد ذكرنا أنه لما تجنى الكفار
على الخالق و جعلوا له من خلقه جزءاً و نسبوا إليه و لداً.. و من ولده (بنتاً)"، رغم أن أحدهم كان
إذا بشر بما ضرب للرحمن مثلاً، ظل وجهه مسوداً وهو كظيم". رد المولى كل تلك الأباطيل بمنهج
رباني هادئ فيه تسامح و تنزل للخصم. و لما علم الله ما قد يكون لذلك من و قع أليم على نفس
حواء المرهفة عاد ليطمئنها و يمتدحها بأروع الخصال (الحياء) قال تعالى{أو من ينشأ في الحلية
و هو في الخصام غير مبين}. و القصد أن المراة ليست معرة أبداً، بل هي لباس لأخيها الرجل
و هو لباس لها. و إذا كان صلب الأب هو المستقر لاسم ولده فرحم أمه هو المستودع
لتخليقه وحفظه ريثما يخرج بشراً سوياً، و الثدي لإرضاعه حتى يبني بدنه، و الحكر
ليقضي عليه "حوائجه الطبيعية الخاصة جداً" ، و الصدر الدافئ لضمة
و القلب الخفاق لبذل تحنانه و حبه له بلا حدود؛ و هي فوق هذا
و ذاك صاحبة نصيب الأسد فيه أمام الله تعالى و جعلت
"الجنة تحت أقدامها". و فضائلها سلسلة لا تنتهي.
********************************

ود الأصيل
14-12-2014, 09:10 PM
]]
]
]
(فإذا جاءت الصاخة،يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)
+
(يبصرونهم ، يوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)[/COLOR]
ما الحكمة من ترتيب القرابة هنا؟!مثلاً في الآية من سورة(عبس)
فر من الأبعد فما دون؛ و في آية (المعارج) افتدى بالأغلى ثم من يليه.
قال ابن جرير:في موضع الفرار من هول القيامة، أول ما يفر (المؤمن) من
أخيه الذي كان إذاحلت به كربة أو جائحة في الدنيا يفزع إليه ، فأمه و أبيه،
و صاحبته ثم بينه.يفزع يومئذٍ من أبعد أقربائه نسباً، حذر ما قد يكون لهم عليه
من مظالم؛ أو خشية مؤاخذته بجرائرهم فيكون الفزع منهم، لا إليهم. و أما في موضع
المفاداة: فجاء الترتيب كسياً ، حيث أول ما يدفع به (المجرم) أمام هول ذاك اليوم: أغلى
أحبائه (البنون) و أقربهم نسباً، فداء لنفسه-مايجَد إلى ذلك سبيلاً - عشماً واهياً في ضمان
الخلاص، رغم استعداده في الدنيا لبذل نفسه فداءً لأبنائه ، ثم الصاحبة ، مروراً بالأخ و انتهاءً
بالعشيرة. و يلاحظ أن القاسم المشترك في كلا الحالتين، فيه دليل على غلاوة النفس و حلاوة
الروح التي ما بعدها روح. و القرابة آصرة تكون لها في النفس معزة و إلفة حرية بأن تورث
حرصاً على ملازمة صاحبها وعلى سلامته و كرامته.و كلا هذين الوجدانين يصد صاحبه
عن المفارقة، فما ظنك بهول يغشى على هذين الوجدانين فلا يترك لهما مجالاً في النفس؟!
و كل من ذوي القرابة هنا إذا قدرته هو الفار كان من ذكر معه مفروراً منه إلا قوله:
(صاحبته). و إنما ذكرت بوصف الصاحبة الدال على القرب و الملازمة
دون وصفها كأي زوجة قد تكون ناشزة لزوجها، و لاحتمالية أن يفر
منها في الدنيا ، فلا يكون حدوث ذلك معها يوم الحشر
كناية عن شدة الهول فذكرت بوصف الصاحبة.
***************************
وقد اجتمع في قوله:
( يوم يفر المرء من أخيه)
إلى آخره أبلغ ما يفيد هول ذلك اليوم.
بحيث لم يترك هوله للمرء بقية من رشده،
فإن الفرار مسبة فيما تعارفوه لدلالته على هلع صاحبه.
و هم يتعايرون بالجبن و كونه يدفع الخائف لترك أعز الأعزة
عليه ففيه مسبة عظمى ما بعدها مسبة. و تقديم الخبر في قوله:
( لكل امرئ) على المبتدأ ليتأتى تنكير(شأن)الدال على التعظيم ; لأن
العرب لا يبتدئون بالنكرة في جملتها إلا بمسوغ منمسوغات عدها النحاة بضعة
عشر مسوغاً و هذه و احدة منها. و فرار المرءمن أقرب ذوي قرباه يقتضي من
بابأولى فراره من كل من سواهم.قال: لكل امرئ منهم يومئذ شأن(هَمٌّ) يغنيه أي:
يشغله بنفسه عن ذوي القربى والصحبةو من هم دونهم . و أصل الإغناء والغنى:
حصول الاكتفاء عن الغير. و قد استعمل هنا على وجه أبلغ ما يكون إيماء
إلى التهاء المؤمنين عن ذوي قرابتهم (المشركين) من فرط ما هم
فيه من نعيم مقيم في عليين كما دل عليه قوله عقبه:
(وجوه يومئذ مسفرة) في مقابل وجوه أخرى
(عليها قبرة ترهقها قترة)لأولئك الكفرة الفجرة.
*****************************
[/SIZE][/[/color]size]

ود الأصيل
16-12-2014, 09:10 PM
[CENTER]أرحنا بها يا بلال)
(أداء الصلاة و أثره في جلب الراحة، و أيةُ راحة؟!)
الحمد الله الذي أكرم قلوب المتقين بالتعرف إليه،
وشرف وجوه العابدين بالسجود بين يديه ، و الصلاة
و السلام على سيد الأنام، خير من صلى و قام،و على آله
و صحبه البررة الكرام ، و من تبعهم بإحسان ما تعاقب النور و الظلام
قال رجل من خزاعة:(ليتني صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك، فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يقول:(يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها).
كان اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالصلاة فيه راحة له عما سواها من شواغل
الدنيا،لما فيهامن مناجاة ربه . لهذا قال: (وجُعِلَت قُرّةُ عيني في الصلاة). مؤخراً،
قامت جامعة (توماس جفرسون،فيلادلفيا) بدراسة تثبت أثر ممارسة رياضة
اليوجاالكلاسيكية خفضهرمون الإجهاد(كورتيسول) في هرمون الأدرينالين
في جسم الإنسان.وهي تمارس للإبقاءعلى صحة الجسم عامة، أو
الاستشفاء من أمراض بعينها، أو لتصفية الذهن، أو موازنة
الجهاز العصبي وغيرها. ولحركاتها شبه وطيد بأداء
صلاتنا على وجهها الصحيح.
*****************[/


center]

ود الأصيل
16-12-2014, 09:22 PM
و قول النبي صلى الله عليه وسلم
(أرحنا بها يا بلال) ألا يحدث في نفس
المسلم أكثر مما تحدث اليوجا؟! بشرط تحقيق
الطمأنينة و الخشوع. دخل رجل المسجد فصلى،
ثم جاء فسلم على النبي عليه الصلاة و السلام فرد
عليه النبي السلام، وقال لله: (ارجع فَصَلِّ فإنك لم تُصَلِّ)،
فصلى، ثم جاء فسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، فرد عليه
و قال:(ارجع فصل فإنك لم تصل) ثلاثًا فقال:و الذي بعثك بالحق ما
أحسن غيره،فعلمني: قال صلى الله عليه وسلم:( إذا قُمتَ إلى الصلاة
فكبّر، ثم اقرأ ماتيسّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع
حتى تعتدلقائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)
أخرجه البخاري.فكل حركة تؤدَّى بخشوع و تجرد من الدنيا وارتقاء بالنفس
لمناجاة الله تعالى.وتحتاج الصلاة الخاشعة إلى مزيد من الأبحاث العلمية
على المصلين. لبيان فائدتها الدنيوية في تحقيق الراحة البدنية
و النفسية لهم. و أصل الخشوع: خشية من الله
في القلب تظهرهاالجوارح
****************

ود الأصيل
16-12-2014, 10:48 PM
[CENTER]هناك فيديو منتشر للشيخ/
عمر عبد الكافي، خبير الإعجاز العلمي
في القرآن العظيم. مفاده أن العلم أثبت بما لا يدع
مجالاً لجدال اثنين أو تناطح عنزين أن ما يعانيه كوكبنا
الصغير من تلوث إشعاعي نووي خطير ناتج عن أرتال ضخمة
موجات كهرومغناطيسية مبثوثة عبر الأثير ناتجة عن تزاحم إشارات
لاسلكية من شبكات عنكبوتية راحت تنتظم العالم بأسرة حتى أحالته من
ست قارات إلى قرية صغيرة؛ و في طريقها الأن لاختزاله في خلية بحجم علبة
لأعواد الثقاب، و كل ما يتصل بها من قنوات بث راديوي (إذاعي) ، تلفزة أرضية و
فضائية، رادارات تعيين ملاحي وخلافها، و أبراج تقوية اتصالات لأجهزة خلوية متنقلة
و ثابتة،فضلاً عن التلوث الإشعاعي المنبعث عن محطات طاقة نووية و عوادم محركات
لطائرت نفاثة ، بوارج ،غواصات، مصانع ، سيارات إلى ما هنالك. تغزو هذه الموجات تلقائياً
و دونما عناء جسم إنسان العصر حيثما كان بأوبئة وسرطانية ماحقة ما أنزل الله بها من سلطان،
بينما يقف الطب بأحدث وسائله التشخيصية و الجراحية متفرجاً عاجزاً تماماً عن منعها أو طردها.
و غفلنا عن أبسط وسيلة لتفريغ تلك الشحنات في مغنطيسها الأم .تتمثل في أن نهويب رؤوسنا
مباشرةً إلى أديم الأرض لنستقر ساجدين بسبعة أعظم (جبهة، كفين،ركبتين و مشطي القدمين)،
شريطة أن نفعل ذلك متجهاً بوضعيتنا تلك قِبَلَ المسجد الحرام و الكعبة المشرفة ( صرة الأرض)و مركز
تقلها. هذا علماً بأن أصحاب هذه الدراسات العلمية توصلوا لتلك النتائج و لم يقرأوا حرفاً من موطأ
الأمام مالك و لا صفة صلاة النبي للشيخ/ الألباني، و لا حتى رياض الصالحين للإمام / النووي.
و علماً أيضاً و هو الأهم ، أن نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه و قد أُعِطَي جوامع الكلم،
لم يكن في قرنه شيء من تكنولوجيا عصرنا التي يعد كل ما ذكرناه غيضاً من فيض عموم
بلواها. فلما قال:(أرحنا بها يا بلال) هل كان ينشد فقط خلاصاً من هموم قلبية؟ أم أن
هناك منغصات أخرى صحية و خلافها . ثم هل كان معنياً حصرياًبراحة نفسه أو
حتى من كانوا حوله من آلٍ و صحبٍ؟ أم أن نظرته شلملة و كافَّة ً للناس، و
رحمةً للعالمين و صالحة لعصرنا هذا بل لكل العصور و الأزمنة إلى قيام
الساعة{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} و {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
إذاً، كم نحن على حق مبين، فلنعض عليه بالنواجذ.
**********************************

[/
center]

ود الأصيل
24-12-2014, 02:18 AM
]
"]

]]"]

(كذلك كدنا ليوسف ، ما كان
ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله)
مكر الله تعالى و كيده على لا يخرج عن ضربين،
أحدهما و أغلبها:أن يفعل تعالى فعلاً خارجاً عن قدرة العبد
الذي كاد له; فيكون الكيد قدراً محضاً ليس من بابٍ لا يسوغ ,
كما كاد أعداء رسله بأخذهم بأنواع العذاب.وكذا كانت قصة يوسف.
أكثر ما أمكنه فعله أن ألقى الصواع في رحل أخيه ثم أذن مؤذن بسرقتهم.
فلما أنكروا قال: فما جزاؤه إن كنتم كاذبين أي جزاء السارق أو جزاء السرق:
أقروا بأن من وجد في رحله فهو جزاؤه أي جزاؤه نفسُ السارق ليتخذه المسروق منه
كسبية، كما في شريعة آل يعقوب . و لإعراب هذا الكلام وجهان ، أحدهما محمول على
استحقاق المسروق لرقبة السارق كإخبار عن معاقَب ، و بحكم حصري لا جزاء له غيره . و
القول الثاني مؤول على أن جزاؤه الأولى مبتدأ و خبره الجملة الشرطية . (من وجد في رحله)
المسروق هو عين الجزاء كقولنا: جزاء السرقة من سرق قطعت يده و جزاء الأعمال من كسب
حسنة فبعشر أو سيئة فبواحدة . و المقصود أن تجرية ذاك الجواب على ألسنة المتهمين كان
كيداً ربانياً بحتاً ليوسف وخارجاً عن طاقته ؛ إذ قد كان يمكنهم أن ينفوا وجود جزاءٍ عليه فيُعدُّ بريئاً
حتى تثبت إدانته ; فإن مجرد وجود شيءٍ في رحله لا يوجب ثبوت السرقة , و لكون يوسف عادلاً
بحيث لايأخذ الأمور جزافاً بدون حجة؛ كما كان يمكنهم أيضاً القول:يفعل به ما يفعل بالسارق في
دين مليككم بمصر: كأن يضرب السارق و يغرم قيمة المسروق مرتين , و لو قالوا ذلك لم يمكن
إلزامهم بما لا يُلزم به سواهم لهذا قال تعالى : ( كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في
دين الملك إلا أن يشاء الله) أي ما كان يمكنه أخذه في دين ملك مصر.إذ لم يكن في دينه
حُجِيَّة لأخذه , و على هذا فقوله تعالى : (إلا أن يشاء الله استثناء منقطع , أي : لكنإن
شاء الله أخذه بطريق آخر, أو يكون متصلاً أي:( إلا أن يشاء الله ذلك) فيهيئ له
سبباً من الأسباب التي يؤخذ بها في دين الملك . إذاً، فقد كان المراد من
الكيد فعلٌ من الله بأن يُقيِّضَ لعبده المؤمن مقصوده في الاقتصاص
ممن باء بظلمه، بحيث يكون ذلك ضمن دائرة الحيل الشرعية
لا من حيل باطلة قد يتكلفها العبد لنفسه .حتى
ينتقل من خانة مظلوم إلى ظالمٍ لنفسه.
**************************

لعل في ذلك تنبيه
على بطلان الحيل ، إن كان
لنفسه كيداًمحرماً ; فإن الله يجعل
كيده في نحره و يعامله بنقيض مقاصده
و من طينة عمله,و هذه سنة الله في أرباب
الحيل الباطلة أو المشبوهة أنه لايبارك لهم
ما نالوه بطرق ملتوية, بل و يسلط عليه
مكيداً على يد من يشاء من جنده
الذين لا يعلمهم إلا هو
وكما تدين تدان.
**********

[/
SIZE][/[/color]size][/
[/font]center]

ود الأصيل
27-12-2014, 11:54 PM
بداية الكيد في أن قال لهم
يوسف "ائتوني بأخ لكم من أبيكم"
لأخذه بالقانون لا عنوة و لصالح أخيه،
و ليس انتقاماً من البقية؛ و صالح أخيه يتمثل في
إبعاده عما كان يؤذيه منهم. بدأ يوسف برحالهم لدرء الريبة
عنهم حتى إذا انتهى إلى وعاء شقيقه بنيامين،قال: ما أظن هذا الفتى
رضي بهذا و لا أخذ شيئاً ، فقال له إخوته:و الله لا نبرح حتى تفتشه; فهو أطيب
لنفسك و لنفوسنا ; فأخرج السقاية من وعائه؛فسقط في أيدي إخوته و نكسوا رءوسهم،
و ظنوا الظنون . و أقبلوا عليه قالوا :( و يلك يا بنيامين! ما رأينا كاليوم قط ، ولدت أمك راحيل
أخوين لصين! قال لهم: و الله ما سرقته ، ولا علم لي بمن وضعه في متاعي. و يقال إن المفتش
كان يوسف نفسه؛ و كان إذا فرغ من رحل رجل استغفر الله تأثماً مما قذفهم به ، لعلمه أين الصواع
حتى فرغ منهم. قال بذلك قتادة و غيره و قيل كذلك إن تفتيشه كان يقتضي أن المؤذن جرمهم برأيه
فيقال:إن جميع ذلك كان أمراً من الله لقوله تعالى : كذلك كدنا ليوسف في ما معناه دبرنا، و أردنا
و فيه جواز التوصل إلى الأغراض بالحيل إذا لم تخالف شريعة أو تهدم أصلاً، خلافاً لأبي حنيفة
في تجويزه الحيل و إن خالفت الأصول، و حرمت التحليل . قال أبو جعفر : إن سألنا سائلٌ: كيف
جاز ليوسف أن يجعل السقاية في رحل أخيه ثم يُجرِّم قومًا أبرياء فيقال لهم:(أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ
لَسَارِقُونَ) قيل: إنما هو خبَرٌ من الله عن مؤذِّن أذَّن به, و ليس خبراً عن يوسف . و جائز أن
يكون المؤذِّن أذَّن بذلك إذ فَقَد الصُّواع ولا يعلم بصنيع نبي الله يوسف . و جائز أن يكون
قد أذّن المؤذن بذلك عن أمر يوسف لعلمه بسابقة سَرِقةً لهم في بعض الأحوال ,
فأمر المؤذن أن يناديهم بوصفهم بالسَّرقة، يعني سَّرقةً ما، لا سَرَقتهم الصُّواع
و قد قال بعض أهل التأويل: إن ذلك كان خطأ من فعل يوسف, فعوقب
بإجابة إخوته إيّاه:(إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ثم قال تعالى:
(نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ) (و فوق كل ذي علم عليم) حتى ينتهي
ذلك إلى الله .إنما يوسف أعلم إخوته , و إنّ فوقه من هو
أعلم منه حتى ينتهي كل العلم إلى علام الغبوب.
*******************************

[
center][/center]

ود الأصيل
05-01-2015, 12:40 AM
{وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم
بِالْغَدَاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ
عَن ذِكْرِنَا وَ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
***********************
احبسها وثبتها { مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى}
فى أول النهار و آخره والمراد الدوام اى مداومين على الدعاء بالغداة
لطلب التوفيق و التيسير و العشى لطلب عفو التقصير بذكرهم إياه بالفروض
و النوافل، يريدون بذلك وجهه، لا عرضاً من الدنيا. و الضمير المستكن فى يريدون
وجهه ، لكون الوجه محل عن الرضى و مجازه (وَ لا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ): عيناك فاعل و
المراد صاحبهما يعنى نهيه عليه الصلاة و السلام عن ازدراء ضعاف الناس لرثاية زيهم ،
طموحاً إلى جاه الشرفاء إذاً: ا فلتصبر على من صبر علينا بنفسه و قلبه و روحه و هم الذين
لا يفارقون حضرة ربهم بكرة و عشياً فمن لم يرغب حضرتنا أحق أن تصبر عليه فلا تفارقه و حق
لمن لا تعدو عيونهم عنى طرفة عين األا تشيح ببصرك عنهم ، و ذاك عاجل بشراهم. نزلت حين
تصنع رؤساء الكفار بطلبهم طردَ رهطٍ من فقراء المسلمين من مجالسه النبي كصهيب و عمار و
خباب . قالوا : اطرد هؤلاء الذين ريحهم ربح الصنان حتى نجالسك فان أسلمنا أسلم الناس، و ما
يصدنا من اتباعك إلا هؤلاء كونهم قوم أرذلين كقول قوم نوح من قبل:{ أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}
فلم يأذن الله فى طرد الفقراء لأجل أن يؤمن جمع من الكفار. فإن قيل يُرجَح طرد الفقراء و يسقط
حرمتهم و هو ضرر هام؛ و بقاؤهم يوجب بقاء الكفارعلى كفرهم و هو ضرر أهم ، لكن الله اختاره.
و قيل: لما نزلت الآية على رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في بعض أبياته، ثم فخرج
يلتمس، فوجد قوماً يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، و حافي القدمين، و جافّ الجلد،
و ذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: ( الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي
فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ).(تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا):
تنشد مجالسة الأشراف من أهل الدنيا. و فى إضافة الزنية
إلى الحياة الدنيا تحقيرٌ لشأنها و تنزهيدٌ فيها.
*****************************

ود الأصيل
05-01-2015, 12:47 AM
ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتاه فيما رُويَ عليةٌ قومٍ من عظماء أهل الشرك
من سادات قبائل العرب ممن لا بصيرة لهم بالإسلام،
فرأوه جالسا مع خباب وصهيب و بلال، فسألوه أن يقيمهم عنه
إذا حضر الكبراء فأنـزل الله عليه: وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ثم كان يقوم إذا أراد القيام، ويتركهم قعوداً، فنـزل عليه
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) الآيَةَ(. وقيل: جاء المؤلفة
قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عيينة بن حصن، و الأقرع بن حابس وذووهم،
فقالوا: يا نبيّ الله، إنك لو جلست في صدر المسجد، ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون
سلمان وأبا ذرّ وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصوف، ولم يكن عليهم غيرها - جلسنا إليك
وحادثناك، وأخذنا عنك فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْني حتى أمَرَنِي أنْ أصْبِرَ نَفْسِي مَعَ رِجالٍ منْ أُمَّتي،
مَعَكُمُ المَحْيا وَمَعَكُمُ المَماتُ".وقوله: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه
صلى الله عليه وسلم: ولا تطع يا محمد من وجدنا قلبه غافلاً عن ذكرنا، بالكفر وغلبة الشقاء عليه، و اتبع
هواه، فيما ترك اتباع أمر الله ونهيه، وآثر هوى نفسه على طاعة ربه وأما قوله: (و كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) فإن أهل
التأويل اختلفوا حوله، فقال بعضهم: معناه: و كان أمره ضياعاً. ، أو ندامة.و قيل: معناه: هلاكا. و قال آخرون:
بل معناه:مجافاةالحق.وأ ولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: معناه: ضياعاً و هلاكاً، من قولهم:
أفرط فلان في هذا الأمر إفراطا: إذا أسرف فيه و تجاوز قدره، و كذلك قوله (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) معناه:
و كان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في الرياء و الكبر، واحتقار أهل الإيمان، سرفاً قد
تجاوز حدّه، فَضَيَّع بذلك الحقّ و هلك.و قال أبو بكر رصي الله عنه:
كان عُيينة بن حصن يفخر بقول أنا وأنا.
*************************

ود الأصيل
05-01-2015, 01:13 AM
يستفاد من هذه الآية الكريمة
كم هو عظيم قدر الإيمان وشأن أهله
مهما صَغُروا في أعين الناس. مصداقاً
لقول الصادق المصدوق:(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى
صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ).فقد حدثنا محمد
بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن معاوية بن قرة
عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر
فقالوا و الله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها قال فقال أبو بكر
أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم . ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم
فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك
فأتاهم أبو بكر فقال يا إخوتاه أغضبتكم قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي هذا
الإتيان لأبي سفيان كان و هو كافرٌ في الهدنة بعد صلح الحديبية .
و في هذا مراعاة لمشاعر الضعفاء وإكرامهم وملاطفتهم .
سيما للو كان اهل أيمان و طاعة.
*********************
حــــــاشــــــــــــــية:
قوله: ( يا إخوتاه أغضبتكم ؟
قالوا : لا ، يغفر الله لك يا أخي) ضبطه
أهل التفاسير بوجهين:أما قولهم : ( يا أخي)
فضبطوه بضم الهمزة على تصغير تمليح و تحبيب
و تودد و ملاطفة فيما بينهم. وفي بعض النسخ
بفتحها.و قد رُوِيَ عن أبي بكر الصديق أنه نهى
عن مثل هذه الصيغة، و قال : قل: عافاك الله،
رحمك الله ، لا تزد . أي لا تقل قبل الدعاء لا،
فتصير صورته كنفي الدعاء.
*****************

ود الأصيل
13-01-2015, 01:49 AM
](
حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها)
و(حتى إذا جاؤؤها و فتحت أبوابها).
ما الحكمة في مجيء الواو بقوله تعالى في حق أهل الجنة
وغيابها في حق أهل لقوله فقط( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).
ذهب البعض للقول بأن الجنة دار إكرام و نعيم و سلعة الله الغالية
و ليست ك(وكالة بدون بواب). وقوله تعالى ( حتى إذا جاءوها و فتحت
أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) لم يذكر
الجوابها هنا و تقديره :حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الابواب
لهم إعزازاًو تعظيما و تلقتهمالملائكة الخزنة بالبشارة و الحفاوة و الترحاب،
فيما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب فتقديره إذا كان كل هذا
طاب ممشاهم و سعدوا بقدر كل ما يكون لهم فيه من نعيم و تكريم
و إذا حذف الجواب ها هنا ذهب الذهنكل مذهب في الرجاء و الأمل.
و أما من زعم أن الواو في قوله(و فتحت أبوابها ) واو الثمانية
و استدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد
أبعد النجعة و أغرق في النزع.
***************
[/color]

ود الأصيل
13-01-2015, 02:16 AM
و قيل إن زيادة الواو دليل على
أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم
على الله تعالى و التقدير حتى إذا جاءوها و أبوابها
مفتحة بدليل قوله (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) و حذفُ
الواو في قصة أهل النار لأنها فتحت بغتةً في وجوههم لدى وقوفهم
عليها إذلالا و ترويعاً لهم. دل بهذا على أنها كانت مغلقة.جاء في ملاك
التأويل : " أن (إذا) في مثل هذا الكلام جارية مجرى أدوات الشرط في احتياج
الفعل بعدها إلى الجواب.فوقع جوابها في الآيةالأولى منطوقاً به وهو قوله في أهل النار:
(فتحت أبوابها). و أما لأهل الجنة فجوابها محذوف مقدر. ثم قوله "و فتحت أبوابها" كلام
معطوف على ما قبله كما عطف عليه ما بعده ، و إلا فلو كان جواباً لكان مقتضاه أنها لا تفتح
إلا عند مجيئهم ، كالحال في أهل النار، و ليس كذلك ، و العلم عند الله، من قال في سورة ص:
(و إن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) فانتصاب مفتحة إنما هو على الحال،
و الحال قيد فيما قبلها . فقد تبين أن قوله تعالى (فتحت أبوابها) معطوف على قوله (جاؤوها)
وليس جواباً ، و مما يبيّن ما ذكرناه في معنى الآية ، يشهد له إخبار النبي صلى الله عليه
و سلم في الصحيح أنه أول من يفتح و أول من يقرع باب الجنة، فقد أوضح هذا أن
الداخلين تالون له و بعده فيجدونها مفتوحة الأبواب.. فإن قيل فما جواب إذا؟
قلنا: الجواب، و الله أعلم ، مقدر بعد ، يفسره المعنى ، كأن قد قيل:
حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم
طبتم فادخلوها خالدين فقد أمنو وسعدوا ؛ قال بهذا أيضاً
الخطيب الإسكافي في درة التنزيل(ص280).
***********************

ود الأصيل
13-01-2015, 02:48 AM
وقد وضح الدكتور فاضل السامرائي
-حفظه الله- لمحة بيانية أخرى لافتة فقال:
إن جواب الشرط في حال جهنم مذكور ، أما في حال
الجنة فلا يوجد جواب للشرط لأنه يضيق ذكر النعمة التي
سيجدها المؤمنون في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في
الجنة ، و الجواب يكون في الجنة نفسها . فسبحانه جلّ جلاله. أو أن
الكريم يعجل المثوبة و يؤخر العقوبة. و قد وهِم في هذه الواو بعض النحاة
مثل ابن خالويه و الحريري و تبعهما الثعلبي فكان لهم في «تفسيرها» مذاهب
شتى و شطحات بعيدة. و فيه تنبُّه لإعجاز هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائه،
و دليل على عجز و ضيق مواعين العرب بكلما أوتوا من فصاحة و بيان عن
استيعاب كل معانيه . ختاماً ، لما كان أقرب وابلغ ما يفسر به القرآن هو
نفسه ، ثم مثله الذي أوتي معه، فلنكتفي هنا بشهادته صلى الله عليه
وسلم: ( وأنا أول من يقرع باب الجنة) و كذا ، قوله صلى الله
عليه و سلم، من روياية مسلم:( آتى باب الجنة يوم القيامة
فاستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ قال: فأقول: محمد.
قال: يقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك).
***************************

ود الأصيل
21-01-2015, 01:34 AM
]]
]]
{وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ‬}
ضمير (فيه)عائد على مكة ككل أم على المسجد الحرام؟
هل الإلحاد بالكبائر أم ما توسوس به النفس من محقرات الذنوب؟ و هل
كان السلف يتحاشون إطالة المكوث بها خشية أن تسجل عليه خواطر النفس؟!
قال ابن القيم رحمه الله زاد المعاد في هدي خير العباد: المراد هنا الحرم المكي كُلُّهُ
و قال به أيضاً بن باز رحمه الله:من أن الوعيد المتعلق بالهم بالمعصية على ثلاث صور:
أ. أن يكون الهامُّ بالمعصية في أي مكان في الأرض ليفعلها في الحرم المكي، قال الضَّحَّاك
"إنَّ الرجل ليهِمُّ بالخطيئة بمكّة وهو بأرض أخرى فتكُتب عليه ولم يعملها"، و مثله لابن مسعود؛
ب. من همَّ بالمعصية في الحرم ولو فعلها خارج الحرم.ج. وأعظمها وقوع الهم وفعله معاً في الحرم.
بعض العلماء يفسر قوله تعالى:(يُرِد) أي: يعمل، و قيل: هو العزم المصمم، و قيل: بل حديث النفس.
و هو القول الأقرب للصواب. قال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى:{ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ}:إن فعل الإرادة
لا يتعدى بالباء ولكن ضُمِّنت معنى (يهم فيه)، و هو أبلغ من مجرد أرادة الإرادة، وأوجب لاستحقاق العذاب
و الإلحاد ميل عن الحق، و الظلم كل مخالفة لشرع الله، و يشمل الشركيات و البدع، و الذنوب كالقتل والسرقة.
وتدخل فيه كل مخالفة بترك واجب أو فعل محرم: تدخل في الظلم المذكور، و أما الجائز كعتاب الرجل زوجه أو
خادمه: فليس من الإلحاد ، و لا من الظلم . و الشاهد عند أهل العلم أن مجرد الهمَّ بعمل بسوء في الحرم علة
لإذاقة صاحبه العذاب الأليم ولو أن رجلاً أراد بإلحاد فيه بظلم وهو بِعَدَنٍ أَبْيَن ، بخلاف غير الحرم المكي من البقاع.
هذه الآية الكريمة مخصِّصة لعموم قوله صلى الله عليه و سلم: "ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كُتبت له حسنة" .
عليه ، فهذا التخصيص لشدة التغليظ في المخالفة في الحرم المكي حيث تضاعف الحسنات كما السيئات فتجلب
معصيةُ إثمين.و يحتمل أن يكون معنى الإرادة العزم المصمم على ارتكاب الذنب فيه ، و العزم المصمم
على الذنب ذنب يعاقب عليه في جميع بقاع الله مكة و غيرها. و الدليل على أن إرادة الذنب إذا
كانت عزماً مصمماً كمن ارتكبها هو حديث أبي بكرة رضي الله عنه الثابت في الصحيح:
(إذا الْتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار) قالوا: يا رسول الله ، قد عرفنا
القاتل فما بال المقتول؟ قال:(إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)؛ فسؤالهم: ما بال
المقتول؟ عن تشخيص عين الذنب الذي دخل بسببه النار مع أنه لم يقتل، فبيَّن
النَّبي صلى الله عليه و سلم بقوله إن جريرته التي أدخلته النار هي عزمه
المصمم على قتل أخيه المسلم. و مثالٌ آخر على المعاقبة على العزم
المصمم على ارتكاب المحظور فيه:ما وقع بأصحاب الفيل من
الإهلاك المستأصل بسبب طير أبابيل مرسلة من عند ربك
ل{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} لعزمهم على ارتكاب
منكر في الحرم، فأهلكهم الله بذلك العزم، و إن لم
يفعلوا ما عزموا عليه.والعلم عند الله تعالى.
****************************
[/SIZE]

[/color][/font][/center]

ود الأصيل
26-01-2015, 10:39 PM
]"]](وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً
قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )
إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئاً مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها،
و تركوك أيها النبي قائماً على المنبر تخطب، قل لهم، أيها النبي: ما عند الله
من الثواب والنعيم أنفع لكم من اللهو و من التجارة ، والله، وحده ، خير مَن رزق
و أعطى، فاطلبوا منه ، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.
ذكر الله تعالى في أول الآية ( وَ إِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً)و نهايتها ( قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ
اللَّهْوِ وَمِ نْ التِّجَارَةِ) حيث قُدذِمت التجارة على أولاً ، ثم قدِّم اللهو على التجارة ، إذاً، فما
سر أسبقية التجارة على اللهو هنا ، ثم أسبقيته عليها هناك؟!! قيل : لأن خروج أرباب المال
كان لمعاينة ما قَدِمت به القوافل من أنواع التجارة و هي المقصد الأهم في تقديرهم كبشر، و أهل
اللهو كانوالهم تبعاً و نافلة هو على ما ذكر ما استقبلوا به القوافل من ضرب الدفوف فرحا بمقدمها. أما
تقديم اللهو في أخر الأية فلأن اللهو في غالبه لا طائل منه بخلاف التجارة ففيها منافع للناس .لمسة
بيانية في قوله تعالى هذه الآية في أواخر سورة الجمعة في أنه ،بمنطق الأشياء،تكون خيرية ما عند الله
على اللهو أوجب،و على التجارة هو من باب أولى أنها نزلت بينما كان الرسول يخطب فيهم بعد صلاة
الجمعة ففصلت العير ببضاعة وكانت سنة شديدة فانفضّ الناس بسبب التجارة و ليس بسبب اللهو لأنه
كان هناك قحطٌ و غلاء فعندما نودي أن القافلة وصلت انفضّ الناس عن الرسول و لهذا قدّم التجارة في
أول الآية (و إذا رأوا تجارة). ثم في النهاية قدّم تعالى اللهو على التجارة لأنه ليس كل الناس ينشغلون
بالتجارة عن الصلاة فكثير ينشغلون باللهو و ما عند الله تعالى خيرٌ من اللهو، ثم من التجارة
لذا قدّم اللهو على التجارة. و لأن التجارة مظنّة الرزق فوضع التجارة بجانب قوله تعالى:
(و الله خير الرازقين) فليس لائقاً ولا منطقياً أن يقول تعالى (الله خير الرازقين) بجانب
اللهو وفي اللغة عادة تترقّى من الأدنى إلى الأعلى فذكر الأدنى (اللهو) فالأعلى
(التجارة). و هناك أمر آخر وهو تكرار (من) في قوله تعالى:(من اللهو
و من التجارة) لأنه لو قال (من اللهو والتجارة) لأفاد أن الخيرية لا
تتحقق إلا باجتماع مع اللهو و التجارة .هذا يفيد أن الخيرية من
اللهو على جهة الإستقلال و من التجارة على جهة
الإستقلال أيضاً فإن اجتمعا زاد الأمر سوءاً.
*************************
[/
COLOR][/

[/font]center]

ود الأصيل
02-02-2015, 10:08 PM
[CENTER]إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بأنفسهم)
يعني إن الله لا يصلح أحوال قوم إلا إذا أصلحوا ما بأنفسهم
الحمد لله نحمده، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر،و أشهد أن سيدنا
محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق و البشر، ما اتصلت عين بنظر
أو سمعت أذن بخبر. المحنة التي يمر المسلمون محنة كبيرة.و لكن السؤال: ما العمل ؟
العمل هو بكلمة واحدة، التغيير، إنطلاقاً من الأية الكريمة أعلاه من سورة الرعد و هذه الأنفال:
( بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ باقتراف الشرك و كبائر الإثم.
يعني التغيير سواء نحو الأحسن ، أو نحو الأسوأ يكون محوره نفسك التي بين جنبيك و من هناك يبدأ.
لا مجال و لا سبيلإلى التغيير في مجتمع كسول لا ينهض و يتمنى على الله الأماني و هي بضائع الحمقى.
من تلابيس إبليس، أن يقعدك عما تَطِيق و يدفعك لما تُطيق بشق الأنفس.فأين نحن من نقاب فتاة مسلمة كان بمثابة
دعوة بحسن السيرة وسبباً لأن يسلم على أثره ملحدٌ و يغدو من أكبر داعية في بلاد الغرب .أم أين نحن من طالب علم
يدرس يساكن عائلة أجنبية غض بصره عن فتيات البيت فكان سبب هداية لأفرادها من جور الأديان و اللاأديان إلى عدل
و نور الإسلام.بالمعيار الشرعي أيها الأخوة لا وجود في الأرض لحالة لا يملك الإنسان في أن يفعل شيئاً أبداً. علماً أن الله
لا يقبل أن تنكر بقلبك ما انت قادرٌ على نبذه بلسانك و لا أن تلعن بلسانك ما تستطيع درأه بيدك ، ( إذا عملت الخطيئة
في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها.مبدئياً من لا يستطيع أن يغير
خلقاً من أخلاقه السيئة، أو طبعاً من طباعه الشائنة، أو عادة من عوائده القبيحة، إنما ميؤوس من أن يحرك ساكناً.هناك مشروعات
كثيرة تطرح تترى لكي تبدأ بالتغيير من الخارج، و لا حاجة لذكر أمثلة عنها ، كلها فاشلة سواء كانت ضمن المرجعية الدينية أو
اللادينية ، و قد حشدت لها قوى عيمة ورصدت أموالٌ طائلة و ظلت كالمنتب، فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أراح. كلنا نطمع أن تقوى
شوكة المسلمون لتكونكلمتهم هي العليا، و يكون زمام أمرهم بأيديهم، وأن يحملوا هذه الرسالة التي شرفهم الله بها.
لكنها مطامحو آمال عراض بحاجة إلى حراك شامل لكي يصنع رتقاً لكل عوامل التقصير والتخلف. فقط ، على قدرأهل
العزم تأتي العزائم.كم نحن بحاجة إلى علم على بصيرة وعمل على وتيرة، و كم من عالم بعلمه لم يعملن معذب
من قبل عباد الوثن. كان نبي اللهو هو قمة البشرية، و هم منارة الهدى للعالمين، حينما يواجه عدواً ينظر في ما له
وما ع ليه.و قد دعا فيبدر حتى سقطرداءه لماذا كان يدعو بذاك الإلحاح؟ كان يخاف كما يشرح علماء السيرة
لئلا يفوته الفلاح من ثغرة يخشى أن يكون سقط منها ولو سهواً شيئاً مما عليه أداؤه من موجبات النصر.
و نحن لمجرد أننا مسلمون،لمجرد ننتمي لهذا الدين و نطمع أن ننتصر، بلا استقامة، و بلا توبة،
وبلا عمل تعاوني،و بلا بذل من أي نوع إطلاقاً، فقط تمنيات .
و من رافة الله بنا، أنه لم يكلفنا ما لا طاقة لنا به.
***********************************
[/

center]

ود الأصيل
02-02-2015, 11:23 PM
[CENTER]إذاً: واقعية هذا الدين أنه أمرنا أن نتحرك،
بمقدورنا وبحدود مش شرع لنا، فلا نحقر من الجهد
شيئا، . هناك منزلقان خطيران هما المصلحة ، و الاستطاعة،
ولكل منهما ضوابط شرعية من لم يتبعها فكأنما يتلاعب بدين الله.
و من اللعب بدين الله أن ترى في كل شيء يكلفك به الشرع عبئاً ثقيلاً عليك
علماً أن الشريعة مصلحة جامعة كلها، و عدل كلها، و رحمة وساعة كلها، و حكمة
بالغة كلها، فأية قضية خرجت من المصلحة إلى المفسدة، و من الحكمة إلى الضلال، و من
الرفق و اللين و العنت، و من اعتدال إلى إفراط أو تفريط، فليست من الشريعة في شيء و لو
سندناهابألف تأويل و تأويل. من واقعية الشرع أنه حال تعارض مصلحتين لزمنا المصلحة الأكبر،
و إن تعارضت مفسدتان تجنباً المفسدة الأكبر، و إن تعارض حكم شرعي مع مفسدة علمنا بمبدأ
تقديم درء المفاسد على جلب المصالح. و موازين الشرع دقيقة حساسة لمن أراد أن ليشمر
ليتفقه في دينه. و لنأخذ الدين (عن الذين استقامو ا، و لا تأخذ عن الذين قالوا)ألسنا
بأمس الحاجة إلى تغيير ما في أنفسنا؟! تصحيحاً للعقيدة ، إخلاصاً للنوايا،
أتقاناً للعمل بأن نعيد حساباتن ا، في كل تحريكة و تسكينة:
بدءاً بتمحيص دخولنا و إنفاقنا، تربية نشئنا، خروج بناتنا،
أن ندقق في و سائل لهونا، أحلال أم حرام؟!!
***********************
فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب و لنزن أعمالنا
قبل أن توزن علينا،علماً ن ملك الموت إذاتخطانا إلى غيرنا
فسوف يتخطى غيرنا و الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
و العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.إنك حين تفرغ من
قراءة كتاب سخيف تتثاءب ، بينما إذا قرأت كتاباً قيماً تنتهي من قراءته لتبدأ
معاناتك لتأثرك به.و الموت يأتي بغتةً، والقبر صندوق العمل، فلا حدَّ أدنى من أن
تفارق على حسن خاتمة مؤمناً،و كل خبر بعد الموت باطلٌ. ولا تعنيك منه، سوى
أن تُقبَضَ موحداً، مستقيماً، و لمن حولك محسناً. هذا فرض عين، لا كفاية،
و هو بيد، بل و في إمكان كل مسلم. إذاً، انطلاقاً من أشد حالات حبنا
ذواتنا و من فرط الأنانية ينبغي أن نستقيم على أمر الله كي
نتزحزحعن النار و نفوز بفردوس اعلى في الجنة
*************************[/

center]

ود الأصيل
14-02-2015, 08:32 PM
{فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ..}
الآية رقم 11 من سورة النساء قد نزلت
فى امرأة سعد بن الربيع و ابنتاها عندما أخذ عمهما التركة كلها
و عندما نقرأ الآية لا نجد ذكراً لحالتهن من قريب أو بعيد فعدد الولد بنتان
و الآية تتحدث عما فوق الأاثنتين، علماً أن الاثنين ليس كفوق الاثنين. و لكن لعل
الجواب على هذه الجزئية يأتنيا من خارج سياق الآية الكريمة و لعل هذه و احدة من لفتات
هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائه ، كما سنرى لاحقاً فإن ما ذُكر هنا من تقسيم التركة المذكورة
صحيح و هو محل اتفاق بين أهل العلم؛ كما هو مبين بالأدلة الشرعية من نصوص الوحي ، و موافق
عقلاً وثابتُ نقلاً كما فهمه صلفنا الصالح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لربما أشكل على البعض
لفظ الآية الكريمة {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ } وعلم المواريث يحتاج فهم وتدبر متعمق العميق ومدارسة و قياس
و بذل جهد. قال ابن العربي في الأحكام عند الحديث عن آية المواريث:إن هذه الآية ركن من أركان الدين , و عمدة
من عمد الأحكام, وأم من أمهات الفرائض، عظيمة القدر حتى أنها ثلث العلم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: العلم ثلاث:
آية محكمة ، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة. و نقل مالك عن ابن مسعود مستنكراً : من لم يتعلم الفرائض و الحج و الطلاق
فبم يفضل أهل البادية ؟ ثم قال: و لو لم يكن من فضل علم الفرائض و الكلام عليها إلا أنها تبهت منكري القياس و تخزي مبطلي
النظرفي إلحاق النظير بالنظير، فإن عامة مسائلها مبنية على ذلك إذ النصوص لم تستوف فيها ولا أحاطت بنوازلها. وأما قوله تعالى
{ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} فقد فرض للبنتين نصيب الثلثين و توضحه آخر آية آخر من سورة النساء في قوله تعالى بحق أخوات
الكلالة: { فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ} مِمَّا تَرَكَ فألحقت البنتان بالأختين هما أكثر منهما أحقية بالاشتراك في الثلثين فكان ذلك
من باب أولى، كما ألحقت الأخوات إذا زدن على اثنتين بالبنات في نفس الحكم فإن كان نصيب الأختين اللتين هما قرابة حاشية
هو الثلثان فلأن يكون نصيب البنتين اللتين هما قرابة فرع الثلثين أولى ، ومن المعلوم أن قرابة الفرع أقوى من قرابة الحاشية.
ولهذا قالوا : قال ابن العربي : لو كان الله تعالى مبينا حال البنتين ببيانه لحال الواحدة وما فوق البنتين لكان ذلك قاطعا،
ولكنه سبحانه وتعالى ساق الأمر مساق الإشكال لتتبين درجة العالِمين وترتفع منزلة المجتهدين في أي المرتبتين
في إلحاق البنتين أحق. و قال ابن كثير في التفسير: واستفيد كون الثلثين للبنتين من حكم الأختين
في الآية الأخيرة يعني آية النساء فإنه تعالى حكم فيها للأختين بالثلثين ، وإذا ورثت
الأختان الثلثين فلإن ترث البنتان الثلثين بالطريق الأولى.
*********************************
.

ود الأصيل
14-02-2015, 09:34 PM
]]
]
(و في السماء رزقكم وما توعدون)[/SIZE]
اختلف العلماء في المراد بكون رزق الخلق في السماء ،
فذهب بعض أهل العلم أن المراد أن جميع أرزاقهم منشؤها من
الغيث و هو نازل من السماء ، و يكثر في القرآن إطلاق اسم الرزق
على الغيث لهذا المعنى. وإنزاله تعالى الرزق من السماء بإنزال الغيث من
أعظم آياته الدالة على عظمته و أنه المعبود وحده ، ومن أعظم نعمه على خلقه
في الدنيا ، ولذلك كثر الامتنان به في القرآن على الخلق . و قال بعض أهل العلم:
معنى قوله تعالى ( و في السماء رزقكم) : إن أرزاقكم مقدرة مكتوبة،و كما قال تعالى:
(يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه الآية فقوله تعالى:و ما توعدون "ما" في
محل رفع ، عطف على قوله : رزقكم ، و المراد بما يوعدون، قال بعضهم: الجنة، لكون الجنة
بفروسها الأعلى إنما هي فوق السماوات، فالقول بكونها في السماء إطلاق عربي صحيح، لأن العرب
تطلق السماء على كل ما علاك كما قيل : و قد يسمى سماء كل مرتفع و إنما الفضل حيث الشمس
و القمر و لما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور،قال فيه: بلغنا السماء مجدناوسناؤنا و إنا لنرجو فوق
ذلك مظهراً قال له - صلى الله عليه وسلم :"إلى أين يا أبا ليلى. قال: إلى الجنة، قال: نعم إن شاء الله ".
و قال البعض: و ما توعدون من الخير و الشر كله مقدر في السماء.لعل هنا يصح معنى المطر في تأويل
قوله تعالى (و ما توعدون) في يساق الآية. و قد وردت قصص تدل على أنه هوالذي يتبادر إلى ذهن السامع.
من ذلك أيضا : ما نُقِل عن الأصمعي ، قال : أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له ، فقال: ممن
الرجل ؟ قلت : من بني أصمع ، قال : من أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن ، فقال: اتل
علي ، فتلوت : والذاريات ، فلما بلغت قوله تعالى : وفي السماء رزقكم قال: حسبك ، فقام إلى ناقته فنحرها
و وزعها على من أقبل وأدبر ، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى ، فلما حججت مع الرشيد طفقت
أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت ، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم علي و
استقرأ السورة ، فلما بلغت الآية صاح ، وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، ثم قال: و هل
غير هذا؟ فقرأت فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون، فصاح وقال:
يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ، لم يصدقوه بقوله
حتى ألجئوه إلى اليمين ، قائلا ثلاثا، و خرجت معها نفسه.
انــــــــــــــــــــتـــــــــــــهـــــــــــــ ــــــــى
[/color][/size]

ود الأصيل
16-02-2015, 01:57 AM
]]]
]
]
{وَ أُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَ رَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي
فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ
فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}، فهؤلاء
الثلاث محرمات بالصهر، لا بالنسب فقوله:{وَ أُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ}
يعني أنه يحرم على الرجل أم زوجته و إن علت بجداتها سواء من قبل
الأب أم من قبل الأم و تحرم عليه بمجرد العقد. فثسير من محارمها و إن لم
يدخل بها، فلو قدر أن البنت توفيت أو طلقها فإنه يظل محرماً لأمها. و لو قدر أنه
تأخر دخوله بزوجته فإنه يكون محرماً لأمها تكشف وجهها عنده و يسافر بها و يخلو بها
و لا حرج عليمها.أما جزئية قوله:{وَ رَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ}
فالمراد بذلك أيضاً تحريم بنات الزوجة و بنات أولادها و إن نزلوا. فمتى تزوج الإنسان امرأة فإن
بناتها من غيره حرام عليهو تعد من محارمه، و كذلك بنات أولادها من ذكور و إناث فبنت ابنها
و بنت بنتها كبنتها. لكن فقطمع فارق أن الله عز وجل اشترط هنا شرطين: فاشترط في تحريم
الربيبة أن تكون في حجر الإنسان.و اشترط شرطاً آخر أن يكون دخل بأمها أي جامعها.
أما الشرط الأول: فهو عند جمهور أهل العلمشرط أغلبيٌ لا مفهوم له قطياُ و لهذا قالوا:
إن بنت الزوجة المدخول بها حرام على زوجها الذي دخل بها وإن لم تكن في حجره.
وأما الشرط الثاني: وهو قوله تعالى: {اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} فهو شرط مقصود
و لهذا ذكر الله تعالى مفهومه في حين تعميم مفهوم قوله:
{اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم}، فدل هذا على :
أن لا يُتوقف عند حرفية مفهومة


[/SIZE].[/color][/size][/font].[/center]

ود الأصيل
16-02-2015, 10:34 PM
]
(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا
فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ
ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ
فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَ أَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) .
( أنزل ) يعني:المطر(فسالت ) منه ( أودية بقدرها) أي: في السعة(فاحتمل السيل)
( زبداً رابياً) الزبد: الخبث الذي يظهر على وجه الماء.رابياً،أي طافياً مرتفعا فوقسطح الماء.
فالماء الصافي الباقي هو الحق ، والذاهب الزائل الذي يتعلق بالأشجار وجوانب الأودية هو الباطل .
وقيل: هذا مثل للقرآن، و الأودية مثل للقلوب. ينزل القرآن فتحمل منه القلوب على قدرها من
تدبرو يقين، و جهل و شك ، والجهل. فهذا أحد المثلين ، والآخر في قوله تعالى:( ومما يوقدون عليه في النار) .
و الإيقاد : جعل النار تحت الشيء ليذوب كالذهب والفضة(ابتغاء حلية) للزينة(أو متاع ) مما ينتفع به من حديد
و نحاس و رصاص تذاب فيتخذ منها الأواني وغيرها مما ينتفع بها ( زبد مثله).(كذلك يضرب الله الحق والباطل)
أي : إذا أذيب فله أيضا زبد مثل زبد الماء، فالباقي الصافي من هذه الجواهر مثل الحق، والزبد الذي لا ينتفع به مثل
الباطل (فأما الزبد ) الذي علا السيل وسطح المعدن ( فيذهب جفاء) أي:هباءً ضائعاً باطلاً ، و الجفاء ما يقذف به
الوادي من زبد ، و تلفظه القِدر من حثالة إلى جنباتها . يقال : جفا الوادي و أجفأ : إذا ألقى غثاءه ، وأجفأت القدر
و جفأت : إذا غلت وألقت زبدها ، فإذا سكنت لم يبق فيها شيء. ومعناه:أن الباطل و إن طفا و علا إلى حين،
فإنه يضمحل. و قيل: "جُفاءً" أي: متفرقاً . يقال : جفأت الريح الغيم إذا فرقته و ذهبت به أدراجاً .
(وأما ما ينفع الناس) يعني:الماء والفلز من ذهب و فضة و النحاس(فيمكث في الأرض) أييثبت.
(كذلك يضرب الله الأمثال ) جعل الله تعالى هذا مثلاً لحق أبلج وباطل لجلج ، أي:
أن الباطل كالزبد يذهب ويضيع ، والحق كالماء والفلز يبقى في القلوب. و قيل:
هذا تسلية للمؤمنين ، يعني: أن أمر المشركين كالزبد يرى في الصورة
شيئا و ليس له حقيقة سوى الفناء ، و أما أ مر المؤمنين
فكالماء المستقر في مكانه له البقاء و الثبات.
***************************
اشتملت هذه الآية الكريمة أيضاً على فائدة أخرى
في تمثيل العقول و تفاوتها في الإدراك فمنها ما له بسطه
في الفهم و سعة في الفقه، و منها ما قد لا يتسع لشيء من ذلك.
(كذلك يضرب الله الحق والباطل ) أي : إذا اجتمعا لا ثبات للباطل
و لا دوام له ، كما أن الزبد لا يثبت مع الماء، و لا الخبث مع الذهب
بل يتفرق و يتمزق ويذهب في جانبي الوادي، ويعلق بالشجر و تذروه
الرياح .قال بعض السلف : كنت إذا قرأت مثلا من القرآن
فلم أفهمه بكيت على نفسي; لأن الله تعالى يقول:
( و يعقلها إلا العالمون )
[/size]

ود الأصيل
19-02-2015, 01:31 AM
]"]]]
(فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة
وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة)
الفاء لتفريع ما بعدها على التهويل الذي صدرت به السورة
من قوله الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة فعلم أنه تهويل لأمر
العذاب الذي هدد به الله المشركون من أمثال ما نال أمثالهم في الدنيا. و من
عذاب الآخرة الذي ينتظرهم ، فلما أتم تهديدهم بعذاب الدنيا فرع عليه إنذارهم بعذاب
الآخرة الذي يحل عند القارعة التي كذبوا بها كما كذبت بها ثمود وعاد، فحصل من هذا بيان
للقارعة بأنها ساعة البعث و هي الواقعة . و الصور: قرن ثور يقعر و يجعل في داخله سداد يسد
بعض فراغه حتى إذا نفخ فيه نافخٌ انضغط الهواء فصوت صوتاً قوياً ، و كانت الجنود تتخذه لنداء بعضهم
بعضاً عند شحد النفير أو الهجوم ، وتقدم عند قوله تعالى وله الملك يوم ينفخ في الصور في سورة الأنعام. و النفخ
في الصور: عبارة عن أمر التكوين بإحياء الأجساد للبعث مثل الإحياء بنداء سرايا الجند المكلفة بالأبواق لنداء بقية الجيش
حيث لا يتأخر جندي عن الحضور إلى موضع المناداة ، و قد يكون للملك الموكل موجود يصوت صوتا مؤثراً. و رفعت نفخةٌ
(بالضميتين): مصدر نفخ مقترن بتاء دالة على المرة ، أي الوحدة فهو في الأصل مفعول مطلق،ثم جُعِل نائباً لفاعل النفخ
الملك الموكل به و هو إسرافيل. و وصف ( نفخة ) ب (واحدة) تأكيد لإفادة الوحدة من صيغة الفعلة تنصيصاُ على الوحدة لإفادة
التعجيب من تأثر أجساد جميع الخلائق بنفخة واحدة دون تكرير دلالة على عظيم قدرة الله و نفوذ أمره؛ لأن سياق الوعيد منذ
البداية تعداد تهويل يوم القيامة تهويلاً مقصوداً، و لأجل القصد إليه هنا لم يذكر وصف ( واحدة ) في قوله تعالى( و من آياته
أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون في سورة الروم . فحصل من ذكر نفخة واحدة تأكيد
معنى النفخ و تأكيد معنى الوحدة ، و هذا يبين ما روي عن صاحب الكشاف في تقريره بلفظ مجمل نقله الطيبي ، فليس المراد
بوصفها ب ( واحدة ) أنها غير متبعة بثانية فقد جاء في آيات أخرى أنهما نفختان ، بل المراد أنها غير محتاج حصول
المراد منها إلى تكررها كناية عن سرعة وقوع الواقعة ، أي يوم الواقعة. وأما ذكر كلمة ( نفخة ) فليتأتى إجراء
وصف الوحدة عليها فذكر(نفخةٌ) تبع غير مسوق له الكلام فتكون هذه النفخةُ هي الأولى
و هي المؤذنة بانقراض الدنيا ثم تقع النفخة الثانية التي تكون عند بعث الأموات .

******************************************
و جملة وحملت الأرض والجبال إلخ في موضع الحال؛
لأن دك الأرض و الجبال قد يحصل قبل النفخ في الصور لأن به فناء الدنيا.
ومعنى (حملت) : أنها أزيلت من أماكنها بأن أزيحت الأرض بجبالها عن مدارها
المعتاد فارتطمت بأجرام أخرى في الفضاء فدكتا ، فشبهت هذه الحالة بحمل الحامل
شيئاً ليلقيه على الأرض ، مثل حمل الكرة بين اللاعبين ، و يجوز أن يكون تصرف
الملائكة الموكلين بنقض نظام العالم في الكرة الأرضية بإبعادها عن مدارها مشبها
ذلك بالحمل و كله عند اختلال الجاذبية التي جُعلت لحفظ نظام العالم إلى أمد
معلوملله تعالى. و الدك : دق شديد يكسر الشيء المدقوق ، أي فإذا فرقت
أجزاءالأرض و أجزاء جبالها. و بنيت أفعال (نفخ، و حملت، و دكتا)
للمجهول؛ لأن الغرض متعلق ببيان المفعول لا الفاعل، وفاعل
تلك الأفعال إما الملائكة أو ما أودعمن أسباب تلك
الأفعال، والكل بإذن الله وقدرته.
****************
تنويه إلى نكتة نحوية هنا:
• تعرب نفخةٌ مرفوعة بالضمتين على
أنها نائبٌ فاعل لفعل لازم و هو النافخ بعد حذفه
للعلم به فليس بعده سوى مصدر الفعل لينوب عنه.
• و تعرب دكةً: منصوبة بالفتحتين على أنها مفعولٌ
(ثانٍ) مطلقٌ لفعل متعدٍ إلى مفعولين و مبيناً لنوعه.
بينما صرف المفعولان الأولان (الأرض و الجبال)
على أنهما نائبين لفاعل الدك مرفوعين.
************************
[/
COLOR][/SIZE][/size][/font]

ود الأصيل
19-02-2015, 01:49 AM
]]"]
]

(وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً
أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون
الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون)
( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ) أي يهودياً ، قال الفراء : حذف الياء الزائدة و رجع إلى
الفعل من اليهودية ، وقال الأخفش : الهود : جمع هائد ، مثل عائد وعود ، وحائل و حول (أو نصارى)
و ذلك أن اليهود قالوا : لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً و لا دين إلا دين اليهودية ، و قالت النصارى لن
يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا و لا دين إلا دين النصرانية. وقيل: نزلت في وفد نجران وكانوا نصارى اجتمعوا
في مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم مع اليهود فكذب بعضهم بعضاً، قال الله تعالى ( تلك أمانيهم ) أي
شهواتهم الباطلة التي تمنوها على الله بغير الحق ( قل ) يا محمد ( هاتوا ) أصله آتوا (برهانكم) حجتكم على ما
زعمتم ( إن كنتم صادقين ) ثم قال ردا عليهم (بلى من أسلم وجهه) أي ليس الأمر كما قالوا ، بل الحكم للإسلام
و إنما يدخل الجنة من أسلم وجهه (لله) أي أخلص دينه لله وقيل : أخلص عبادته لله و قيل : خضع وتواضع لله،
و أصل الإسلام : الاستسلام والخضوع ، وخص الوجه لأنه إذا جاد بوجهه في السجود لم يبخل بسائر جوارحه
( وهو محسن ) في عمله ، وقيل : مؤمن وقيل : مخلص ( فله أجره عند ربه و لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
قيل: يهود المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبارمن
اليهود: فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقالت لهم اليهود ، ما أنتم على شيء من الدين ، وكفروا بعيسى والإنجيل،
و قالت لهم النصارى : ما أنتم على شيء من الدين ، وكفروا بموسى والتوراة فأنزل الله تعالى (وقالت النصارى
ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب ) [ و كلا الفريقين يقرءون الكتاب ، قيل : معناه ليس في كتبهم
هذا الاختلاف فدل تلاوتهم الكتاب ومخالفتهم ما فيه على كونهم على الباطل (كذلك قال الذين لا يعلمون)
يعني : آباءهم الذين مضوا ( مثل قولهم ) قال مجاهد : يعني : عوام النصارى ، وقال مقاتل:
يعني مشركي العرب ، كذلك قالوا في نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه : إنهم
ليسوا على شيء من الدين . و قال عطاء: أمم كانت قبل اليهود والنصارى مثل
قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام قالوا لنبيهم: إنه
ليس على شيء ( فالله يحكم بينهم يوم القيامة ) يقضي بين
المحق والمبطل ( فيما كانوا فيه يختلفون ) الدين .
[/[/FONT]color][/size][/font]

ود الأصيل
21-02-2015, 08:48 PM
[CENTER]
﴿ وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا
إِلاَّ خَطَئًا وَ مَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ
رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ
فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
مُّؤْمِنَةٍ وَ إِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ
مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُرَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْيَجِدْ
فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ
وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾
*****************
المراد بالنفي﴿وما كان﴾ نفي الاقتضاء
أي ليس لمؤمن بعد دخوله في حريم الإيمان
و حماه اقتضاءٌ لقتل مؤمن مثله إلا قتل الخطأ، والاستثناء
متصل فيعود معنى الكلام إلى أن المؤمن لا ينبغي له قصد قتل أخيه
مع العلم بأنه مؤمن والآية مسوقة كناية عن التكليف بالنهي التشريعي بمعنى
أن الله تعالى لم يبح قط ، و لا يبيح أبدا أن يقتل مؤمن مؤمنا وحرم ذلك إلا في
قتل الخطأ فإنه لما لم يقصد هناك قتل المؤمن إما لكون القتل غير مقصود أصلاُ
أو قصدو لكن على مظنة المقتول كافر أو زنديق جائز ضرب عنقه مثلاً فلا حرمةَ
في دمه. و قد أجمع المفسرون على أن الاستثناء في قوله ﴿إلا خطأ﴾ لا يكون
منقطعاً، إنما يحمل على حقيقة الاستثناء كراهة أن يؤدي ذلك إلى الأمر بقتل
الخطإ أو إباحته؛ فلا يضع قتل الخطإ موضع الحرمة أو المحذور
فيه بصفة قطعية. فالحق أن الاستثناء متصل.
*****************************
﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ﴾
التحرير جعل المملوك حرا! و الرقبة هي العنق شاع استعمالها
في النفس المملوكة مجازا! و الدية ما يعطى من المال عوضا عن النفس
أو العضو أو غيرهما، والمعنى: ومن قتل مؤمنا بقتل الخطأ وجب عليه أولاً
تحرير نفس مملوكة مؤمنة ، ثم إعطاء دية تسلمها عاقلة القاتل إلى أهل المقتول و
أولاياء دمه ما لم يتصدقوا و يعفوا عنها فلا تجب الدية. ﴿فإن كان من قوم عدو لكم﴾
الضمير يرجع إلى المؤمن المقتول، و القوم العدو هم الكفار المحاربون، والمعنى:إن كان
المقتول خطأ مؤمنا وأهله كفار محاربون لا يرثون وجب التحرير ولا دية إذ لا يرث الكافر
المحارب من المؤمن شيئا. ﴿ وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق﴾ الضمير في ﴿كان﴾
يعود إلى المؤمن المقتول أيضاً على ما يفيده السياق، و الميثاق مطلق العهد و أعم من
الذمة و المعنى: و إن كان المؤمن المقتول من قوم (معاهدين) بينكم وبينهم عهد
وجبت لهم الدية الولاً، ثم تحرير الرقبة، وقد قدم ذكر الدية تأكيداً في مراعاة
جانب الميثاق رغم حال كونهم لييس معنيين كثيراً بكفارة التحرير .
********************************************
﴿فمن لم يجد فصيام﴾ أي من لم يستطع التحرير،عليه صيام شهرين متتابعين.
﴿توبة من الله﴾ إلخ أي هذا الحكم وهو إيجاب الصيام توبة وعطف رحمة من الله لفاقد
الرقبة، وينطبق على التخفيف فالحكم تخفيف من الله في حق غير المستطيع، ويمكن أن يكون
قوله ﴿توبة﴾ قيدا راجعاً إلى جميع ما ذكر في الآية من الكفارة أعني قوله ﴿فتحرير رقبة﴾
إلخ و المعنى: أن جعل الكفارة للقاتل خطأ توبة وعناية من الله للقاتل فيما لحقه من درن هذا
الفعل قطعاُ. وليتحفظ على نفسه في عدم المحاباة في المبادرة إلى القتل نظير قوله تعالى
﴿ولكم في القصاص حياة﴾وكذا هو توبة من الله للمجتمع وعناية لهم حيث يزيد به
في أحرارهم واحد بعد ما فقدوا واحدا، ويرمم ما ورد على أهل المقتول من
الضرر المالي بالدية المسلمة.من هنا يظهر أن الإسلام يرى الحرية
حياة والاسترقاق نوعا من القتل، ويرى المتوسط من
منافع وجود الفرد هو الدية الكاملة.
********************
[/
center]

ود الأصيل
30-03-2015, 10:27 PM
﴿ وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾
الصبر أصل الدين، أودع الله فيك شهوات البطن و الفرج والمال كلها
محرمات عدا قناة واحدة نظيفة تسري خلالها كل شهوة فما هو الصبر؟
الصبر أن تحرك رغباتك وفق ما يرسمه منهج الله به وما يقتضيه بالغ حكمته:
حينماجعل الصبر وسيلة لفهم الحكمة من مشروعية الأشياء. فالفراش أكثر جذباً للإنسان
و أودع الله فيك طبعاً وكلفك تكليفاً و لحكمة بالغة يتناقض التكليف مع طبع يدعوك للتثاقل
إلى فراش وثير، بينما التهجد و بعده صلاة في وقتها الفجر تنزع جنبك نزعاًلمجافاة المضاجع؛
الإنسان طبعه أن يأخذ المال و التكليف أن ينفقه؛ و عينه زائغة تواقة لتشبع من مفاتن النساء، في حين
أن التكليف أن يغض البصر. إذاً الدين تصبر على الطاعة و عن المعصية، وعلى و ثالثة ليست سهلة
أي: على قضاء الله. دقق ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و إذا كشف لك الحكمة في المنع عاد
المنع عين العطاء، أحياناً تعاني ما تعاني هذه المعاناة دفعتك إلى باب الله، أقبلت عليه، رجوته، دعوته، استغفرته،
تبت إليه، سعدت بقربه، و هناك إنسان كل حاجاته مؤمنة، بعيد عن الله، بعيد عن مناجاته، عن الإقبال عليه،غليظ القلب
رغم عيشه في بحبوحة تفوق حدّ الخيال فهو في جفوة ما بعدها جفوة، و هذا الذي يعاني ما يعاني في قرب ما بعده قرب.
ربما أعطاك فمنعك و ربما منعك فأعطاك، الناس ألفوا أن يذموا سلبيات بلدهم، والله أيها الأخوة كلما سافرت إلى بلد تذكرت
خصائص هذه البلدة الطيبة، والله نحن في رمضان في عرس، إقبال الناس على المساجد عجيب، تعلقهم بالله عجيب،
لعل هذا من بعض المشكلات التي يعانون منها، ربما منعك فأعطاك، وفي بلاد فيها بذخ وفيها ترف يفوق الوصف،
مع هذا البذخ والترف لا يوجد إقبال على الدين إطلاقاً، أيهما أفضل أن يمنعك فيعطيك قربه أم أن يعطيك الدنيا
و تحرم من قربه ؟ ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع
عين العطاء، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ
لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾

ود الأصيل
04-04-2015, 11:13 PM
{
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ ۖ وَ كُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّاً}
أي: لما خذله قومه أبدله اللّه من هو خير منهم،
و وهب له إسحاق و يعقوب، آنس بهما وحشته. قيل المراد
بالنافلة هو يعقوب؛ لأن المولى أعطاه إسحاق بدعائه ، حيث قال:
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}، و زاده يعقوب، وهو ولد الولد، والنافلة.
فكأنما سأل و احدًا، فأُعطيَ اثنين. و قيل: النافلة بمعنى العطية من حيث هي،
و المراد بها: إِسحاق، و يعقوب كليهما. و أيا كان فإن الشاهد أن نافلة الكريم الحفي
تمنح ذرية من الأنبياء. فقد كان إبراهيم أمة(لوحده) بين أعداء لملته و على رأسهم أبوه ،
و الذي نفاه و لولا شعور الأبوة لم يمنعه شيء من حرقه بالنار. وإذا كان آدم عليه السلام
هو أبو البشر؛ و نوح أبو البشر الثاني ؛ فقد كان إبراهيم أبا الأنبياءو أحدأولي العزم منهم.
لم يذكر هنا إسماعيل ؛ لأن إسحق جاء جزاءً من الله لإبراهيمعلى صبره في مسألة ذبح
إسماعيل، و ما حدث من تفويضهما لأمر لله ، والتسليم لقضائه وقدره{وتله للجبين،
و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو
البلاء المبين وفديناه بذبح عظيمٍ .فليس الامتنان فقط بأن وهب له إسحاق
ومن بعده يعقوب نافلة، بل بأن جعلهم أنبياء، وهذه جاءت بشرى
لإبراهيم، وكان حظه أن يرعى دعوة الله حياً، ويطمع أن تكون
في ذريته من بعده، وكانت هذه فكرة زكريا ـ عليه السلام ـ
فكلهم يحرصون على الذرية لا للعزوة والتكاثر وميراث
رض الدنيا، بل لحمل منهج اللهوامتداد
الدعوة فيهم والقيام بواجبها.

ود الأصيل
06-04-2015, 09:27 PM
روى الأصمعي أنه أقبل عيله أعرابيٌ
جلف جافُّ الحديث على قعود له متقلداً سيفه
و رمحه و يتأبط قوساً و كنانة قنا( سهام) . ثم دنا
من مقعدي و سلم و قال: من أين أنت ؟ قلت: مقبل من مكان
يُتلى فيه كلام الرحمن ، قال:أ و للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟! فقلت:
نعم يا أخ العرب فقال:اُتْلُ عليَّ طرفاً منه فابتدأتُ بسورة:(و الذاريات ذرواً)
حتى أنتهيت إلى قوله جل وعلا(و في السماء رزقكم و ما توعدون). سألني الأعرابي
و قد انتفض من مكانه: أحقاً هذا كلام الرحمن؟! قلت:إي و الذي بعث نبيه محمداً إنه
أنزله عليه صلوات الله وسلامه عليه فقال لي : حسبك فهُرِع إلى راحلته فنحرها بحد سيفه
و قطعها إرباً بجلدها و سألني أن أعينه على تفرقتها على كل من أقبل علينا و أدبر و فعلنا ذلك
سوياً. ثم عاث تكسيراً في سيفه و رمحه و قوسه و و ما حوت جعبته من القنا! و جعلها تحت
كثيب من الرمل و ولى مدبراً و عائداً إلى حيث أتى و هو يردد ما سمع من كلام الله. فلما غاب عني،
أقبلت على نفسي مؤنباً ومعنفاً بشدة قلت: يا أصمعي ن لقد دأبت على كتاب الله تلاوةً و درساً و تدبراً
و قد مررت على هذه الآية الكريمة و أخواتها كثر ؛ فلم تحرك فيك ساكناً مثلما فعلت أفاعيلها مثلما فعلت
بذاك الأعرابي. ثم حججت لعامتاالٍ مع أمير المؤمنين/ هارون الرشيد ؛ فيينا أنا طائف تارة و متعلق تارة
اخرى بأستار الكعبة، إذا بهاتف يهتف ورائي بصوت رقيق عند الركن اليماني: يا أسمعي أقبِل فالتفت؛
فإذا أنا بالأعرابي ذاته و الذي أخذني بكلتا يَدَي و أجلسني خلف المقام، وقال: أُتلُ عليَّ مزيداً مما
كنت رويته لي من كلام الرحمن. فابتدأتُ مرة ثانية بالذاريات ، فلما انتهيت إلى قوله تعالى:
(وفي السماء رزقكم و ما توعدون) صاح الأعرابي قائلاً : قد وجدنا من! وعدنا ربنا حقاً،
ثم قال لي:يا أصمعي، أما للرحمن غير هذا من كلام لتتحفني بتشنف به اذني؟!
قلت بلى يا أعرابي!قال: إذن إليَّ به! قلت: يقول المولى عز و جل:
(فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون)صاح الأعرابي
غاضباً:من ذا كذَّب رب العزة وأغضبه حتى يقسم بملكوته؟!
من ذا الذي حمل ملاي على يمين مغلظ؟!م راح
يرددها و هو يتحسبن إلى أن فاضت
روحه الطاهرة إلى جوار بارئها

ود الأصيل
18-04-2015, 11:21 PM
]]"]]"]
"]
{وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً * مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ
فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً}؟
هذه الآيات من سورة النساء ، بيَّن الله تعالى فيها بعض ما يجب
الإيمان به من أمور القدر ، فإن قدر الله سبحانه وتعالى يجب
الإيمان به ركن إيماني ركين كما صح عن النبي صلى الله
عليه وسلم في حديث جبريل: "أن تؤمن بالله
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
والقدر خيره وشره".
************
والقدر: أربع مراتب.
المرتبة الأولى: علم الله
بجميع الأشياء إجمالاً وتفصيلاً ،
قبل خلقه لها.و المرتبة الثانية: كتابته
لكل ما هو كائن في الصحف التي عنده فوق
عرشه.والمرتبة الثالثة: توزيع ما هو كائن على الزمن
كما يحصل في ليلة القدر: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ *
أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا}، وكما يكتب مع الجنين في بطن أمه أي رزقه
و عمله وشقي أو سعيد. والمرتبة الرابعة: تنفيذ ذلك على و فق
علم الله السابق وهي القضاء. فهذه أربع مراتب: اثنتان قديمتان:
و هما علم الله ا لمطلق و الكتابة ، وهما المذكورتان في قول الله
تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
و المرحلتان اللاحقتان محدثتان أي أنهما
طارئتان و يجب الإيمان بالجميع.
********************
[/[/CENTER][/COLOR]CENTER][/color][/[/center]font]

ود الأصيل
18-04-2015, 11:29 PM
كما أن القدر أيضاً أربعة أنواع، قدرٌ خيرٌ حلوٌ
و هو ما ييسره الله لعبده المؤمن مما يوافق هواه ويعينه
على الطاعة والخير، ما يرزقه من الصحة الجسمية والعقلية،
و ما يرزقه من المال والأهل والأولاد ونحو ذلك، وما يرزقه من العلم
و الاستقامة كل هذا من القدر الحلو الخير، فهو خير له لأنه يقربه من الله،
وهو حلو لأنه موافق لهواه. النوع الثاني: القدر الخير المر، وهو ما يسلطه الله
على عبده المؤمن من أنواع البلاء الذي يكون تكفيراً لسيئاته ورفعاً لدرجاته، فهذا خير
له قطعاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن كل أمر المؤمن له خير،
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد
إلا للمؤمن" فهذا النوع ما يصاب به المؤمن من الأسقام والأمراض حتى الشوكة يشاكها هو
من قدر الله الذي هو خيرٌ له وإن كان مراً، لأنه لا يوافق هواه. والنوع الثالث: هو القدر الشر
الحلو، وهو ما يعجله الله لأعدائه من الكفار والمنافقين مما يعينهم على معصيته، كما يعجل
لهم من شؤون هذه الحياة الدنيا و ما يفتح لهم من التكنولوجيا و نحو ذلك فهذا مما يعينهم
على معصية الله هو شرٌ لهم لأنه يقربهم إلى النار ويبعدهم عن الله، وهو حلوٌ لأنه يوافق
هواهم.و النوع الرابع هو القدر الشر المر، وهو صناديد القدر عائذاً بالله، ما يعجله
الله لأعدائه من المصائب في الحياة الدنيا مما يعجلهم على النار كتحطم الطائرات
و السيارات و الكوارث ونحو ذلك يموتون بها فيعجلون على النار وهو مخالف
لهواهم، فهو قدر شر مر -نسأل الله السلامة والعافية-. وهذه الأقسام
الأربعة يجب الإيمان بها كما في حديث جبريل: "أن تؤمن بالله
وملائكته وكتبه وبالقدر خيره وشره" فالقدر خيره و شره
و كل واحد منهما قسمان حلوه و مره.
*****************

ود الأصيل
18-04-2015, 11:57 PM
ثم بعد هذا لابد أن نعلم أن القدر يدافع بعضه بعضاً،
أي أن القدر أنواع منوعة، فمنه ما يكتبه الله سبباً لبعض الأشياء،
فالمعصية سبب للعقوبة، والاستغفار سبب لرفع العقوبة، وكذلك الصدقة
سبب لرفع العقوبة، فهي تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وهكذا فهذا كله
من القدر، فما كتب على الإنسان من المعصية كان من قدر الله وقد كتب عليه، وما
كتب له من الطاعة والاستغفار والتوبة من قدر الله وقد كتب له، ولذلك فالقدران يتدافعان
كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الدعاء يصطرع في السماء مع البلاء
و لا يرد القدر إلا الدعاء"، ومثل هذا المرض و العلاج فكلاهما من قدر الله، فالمرض قدر و العلاج
قدر وهما يتعاركان فأيهما كتب الله بقاءه فهو الغالب على الآخر ، ومثل هذا النوع تزاحم الإرادتين
كما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: " و ما ترددت فيشيء
أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبد المؤمن يكره الموت وأكره مساءته و لابد له منه "فهذا من تجاذب
لإرادتين عند الله سبحانه و تعالى ، فلذلك قال الله تعالى في وصف هؤلاء المنافقين الذين لا يؤمنون
بقدر الله خيره وشره حلوه ومره قال: {وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} لأنهم يُظهروند
الإيمان الله و لكنهم يكرهون رسول الله صلى الله عليه و سلم و يتطيَّرون به: {وإن تصبهم سيئة يقولوا
هذه من عندك}أي بسبب تطيرنا بك كما كان المشركون يفعلون في كل زمان، ففرعون وجنوده تطيروا
بموسى ومن معه ، ولذلك رد الله عليهم فقال:{طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ}، وكذلك كل الأنبياء يتطير بهم أصحابهم
فيقولون: جئتمونا ونحن أهل اتفاق وكلمتنا واحدة فتفرقت كلمتنا واختلفت جماعتنا وحصلت بيننا
البغضاءو الشقاق، هم يظنون أن هذا من العيب و هذا هو الفرقان الذي يفرق الله به بين الحق
و الباطل، و هو الخير المحض الذي جاء به الأنبياء، فهذه تفرقة الأنبياء بين الحق والباطل
كما قال الله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ
مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}، فكان مجيء الأنبياء
تفريقاً بين الحق والباطل فهو مصلحة، هذا التفريق هو المصلحة لأن
الحق ما دام ملبوساً بالباطل لا يتمحض واحد منهما، فإذا
افترقا حينئذ يتضح الحق وحده لا غبار عليه.
*********************

ود الأصيل
19-04-2015, 01:33 AM
]]"]

]
{قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}
أي: إن الجميع ما أصابكم من الحسنات
أي:مما تحبونه، وما أصابكم من السيئات أي:
مما تكرهونه هو من عند الله أي من قدره، و لا ينافي ذلك
أن يكون ما أصابكم من السيئات فهو من عند أنفسكم أي بسبب
ذنوبكم، لأن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون، فالفرق
إذن بين ما كان من قدر الله من غير سبب كالحسنات أي ما يعجله للناس فهذا
من فضله ورحمته، و ما كان من قدر الله من السيئات أي من الأخذ الوبيل و الأمراض
والأعراض فذلك من قدر الله و لكنه بسبب ذنوب الناس، كما قال الله تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ
مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فالمصائب إذن من عند الله و من عند
الناس، من عند الله أي من قدره، ومن عند الناس أي بسبب ذنوبهم، و النعم من عند الله
لا من عند الناس،فهي من فضل الله فقط لا من عند الناس إذ لا يستجلبونها. فالحسنات
إنما ثوابها أخروي لا دنيوي، لذا قال{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}أي:من فضله
وجوده،{وَ مَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}أي:بسبب الذنوب و المصائب. لذلك قال:
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}،و الخطاب هنا
ليس للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو للسامع مطلقاً، ما أصابكأيها
السامع من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك، ثم
جاء الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم عوداً إلى بدء،
فقد كان الخطاب له فيما سبق، لذلك قال عز من اقائل:
{وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً} أي إبانة للحجة عليهم
ورداً لمزاعمهم ومنها إنكارهم للقدر.
*******************


[/B][/color][/size][/font]

ود الأصيل
19-04-2015, 10:19 PM
و في البخاري عن ابن عباس في قوله تعالى
(و من الناس من يعبد الله على حرف) كان الرجل يقدم المدينة
فإن ولدت امرأته غلاما و نتجت خيله قال : هذا دين صالح، و إن لم تلد
امرأته ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء ، وهذا يقتضي أن فعل ذلك من مهاجرة
العرب : يقولونه إذا أرادوا الارتداد وهم أهل جفاء و غلظة، فلعل فيهم من شافه الرسول
بمثل قولهم هذه من عندك . و معنى من عند الله في اعتقادهم أنه الذي ساقها إليهم وأتحفهم
بها لما هو معتاده من الإكرام لهم ، و خاصة إذا كان قائل ذلك اليهود. و معنى (من عندك) أي:
من شؤم قدومك، لأن الله لا يعاملهم إلا بالكرامة، و لكنه صار يتخولهم بالإساءة لقصد أذى المسلمين
فتلحق الإساءة اليهود من جراء المسلمين على حد( و اتقوا فتنة) الآية. و قد علمه الله أن يجيب بأن كلا
من عند الله ، لأنه لا معنى لكون شيء من عند الله إلا أنه الذي قدر ذلك وهيأ أسبابه ، إذ لا يدفعهم إلى
الحسنات مباشرة. و إن كان كذلك فكما أن الحسنة من عنده، فكذلك السيئة بهذا المعنى بقطع النظر عما
أراده بإحسانأو إساءةً ، والتفرقة بينهما من هذه الجهة لا تصدر إلا عن عقل غير منضبط التفكير، لأنهم
جعلوا الحوادث من الله و بعضها من غير الله. لذا قال فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا أي:
يكادون أن لا يفقهوا حديثاً ، أي: أن لا يفقهوا كلام من يكلمهم . و هذا مدلول فعل(كاد) إذا وقع
في سياق النفي، كما تقدم في قوله و ما كادوا يفعلون . و الإصابة : حصول حال، أو ذات
في ذات ، يقال:أصابته جائحة، و أصابته نعمة ، و أصابه سهم ، و هي مشتقة من
اسم الصوب الذي هو المطر، و لذلك كان ما يتصرف من الإصابة مشعراً بحصول
مفاجئ أو قاهر. و بعد أن أمر الله رسوله بما يجيب به هؤلاء الضالين علمه
حقيقة التفصيل في إصابة الحسنة و السيئة معاً ، من جهة تمحض النسبة
إلى الله تعالى أو اختلاطها بالانتساب إلى العبد، فقال ما أصابك من
حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك. و وجه الخطاب
للرسول لكونه المبلغ عن الله، ولأن هذا الجواب لإبطال ما نسبه
الضالون إليه من كونه مصدر السيئات التي تصيبهم.
**********************************
[/center]

ود الأصيل
20-04-2015, 02:13 AM
هذا علماً بأن للحوادث كلها مؤثراً، وسببا مقارناً ، و أدلة
تنبئ عنها و عن عواقبها ، فهذه ثلاثة أشياء لا تخلو عنها حادثة ما ،
سواء كانت غير اختيارية ، أم اختيارية كأفعال العباد . فالله قدر المنافع و المضار
بعلمه وقدره وخلق مؤثراتها وأسبابها ، فهذا الجزء لله وحده( قل كل من عند الله).
و الله أقام بالألطاف الموجودات ، فأوجدها ويسر لها أسباب البقاء والانتفاع بما أودع فيها
من العقول والإلهامات ، وحفها كلها في سائر أحوالها بألطاف كثيرة ، لولاها لما بقيت الأنواع ،
وساق إليها أصول الملاءمة ، ودفع عنها أسباب الآلام في الغالب ، فالله لطيف بعباده . فهذا الجزء
لله وحده لقوله قل كل من عند الله . و الله نصب الأدلة للناس على المنافع والمضار التي تكتسب بمختلف
الأدلة الضرورية ، والعقلية ، والعادية ، والشرعية ، وعلم طرائق الوصول إليها ، و طرائق الحيدة عنها ، و أرشد
إلى موانع التأثير لمن شاء أن يمانعها ، وبعث الرسل وشرع الشرائع فعلمنا بذلك كله أحوال الأشياء ومنافعها ومضارها،
و عواقب ذلك الظاهرة والخفية، في الدنيا والآخرة ، فأكمل المنة ، وأقام الحجة ، وقطع المعذرة ، فهدى بذلك وحذر إذ خلق
العقول و وسائل المعارف ، و نماها بالتفكيرات و الإلهامات ، وخلق البواعث على التعليم والتعلم ، فهذا الجزء أيضا لله وحده .
و أما الأسباب المقارنة للحوادث الحسنة والسيئة والجانية لجناها حين تصيب الإنسان من الاهتداء إلى وسائل مصادفة المنافع ،
و الجهل بتلك الوسائل ، والإغضاء عن موانع الوقوع فيها في الخير والشر ، فذلك بمقدار ما يحصله الإنسان من وسائل الرشاد ،
و باختياره الصالح لاجتناء الخير، و مقدار ضد ذلك: من غلبة الجهل، أو غلبة الهوى ، و من الارتماء في المهالك بدون تبصر.
و ذلك جزء صغير في جانب الأجزاء التي قدمناها، وهذا الجزء جعل الله للإنسان حظا فيه ، ملكه إياه ، فإذا جاءت الحسنة
أحداً فإن مجيئها إياه بخلق الله تعالى لا محالة مما لا صنعة للعبد فيه ، أو بما أرشد الله به العبد حتى علم طريق اجتناء
الحسنة، أي الشيءالملائم، و خلق له استعداده لاختيار الصالح فيما له فيه اختيار من الأفعال النافعة حسبما أرشده
الله تعالى ، فكانت المنة فيها لله وحده ، إذ لولا لطفه و إرشاده وهديه ، لكان الإنسان في حيرة ، فصح أن الحسنة
من الله ، لكون أعظم الأسباب أو كلها منه . أما السيئة فإنها وإن كانت تأتي بتأثير الله تعالى ، و لكن إصابة
معظمها الإنسان يأتي من جهله ، أو تفريطه ، أو سوء نظره في العواقب ، أو تغليب هواه على رشده ،
وهنالك سيئات الإنسان من غير تسببه مثل ما أصاب الأمم من خسف وأوبئة ، وذلك نادر بالنسبة
لأكثر السيئات ، على أن بعضا منه كان جزاء على سوء فعل، فلا جرم كان الحظ الأعظم
في إصابة السيئة الإنسان لتسببه مباشرة أو بواسطة ، فصح أن يسند تسببها إليه ،
لأن الجزء الذي هو لله وحده منها هو الأقل . وقد فسر هذا المعنى ما ورد
في الصحيح ، ففي حديث الترمذي: (لا يصيب عبداً نكبةٌ
فما فوقها أو ما دونها إلا بذنب وما يعفو الله أكثر.
********************************

ود الأصيل
20-04-2015, 08:33 PM
و شملت الحسنة و السيئة ما كان من الأعيان ،
كالمطر والصواعق ، والثمرة والجراد ، و ما كان من الأعراض
كالصحة ، وهبوب الصبا ، والربح في التجارة . وأضدادها كالمرض ،
والسموم المهلكة ، والخسارة . و في هذا النوع كان سبب نزول هذه الآية ،
و يلحق بذلك ما هو من أفعال العباد كالطاعات النافعة للطائع وغيره ، و المعاصي
الضارة به وبالناس ، وفي هذا الأمر جاء قوله تعالى قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي
وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي وهو على نحو هذه الآية وإن لم تكن نازلة فيه .
و لكون هذه القضية دقيقة الفهم نبه الله على قلة فهمهم للمعاني الخفية بقوله:( فمال هؤلاء القوم لا
يكادون يفقهون حديثا) . فقوله لا يكادون يجوز أن يكون جاريا على نظائره من اعتبار القلب ، أي يكادون
لا يفقهون ، كما تقدم عند قوله تعالى فذبحوها وما كادوا يفعلون فيكون فيه استبقاء عليهم في المذمة . و يجوز
أن يكون على أصل وضع التركيب ، أي لا يقاربون فهم الحديث الذي لا يعقله إلا الفطناء ، فيكون أشد في المذمة .
و الفقه فهم ما يحتاج إلى إعمال فكر . قال الراغب : هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد ، و هو أخص من العلم .
و عرفه غيره بأنه إدراك الأشياء الخفية . والخطاب في قوله ما أصابك خطاب للرسول ، وهذا هو الأليق بتناسق الضمائر،
ثم يسلم أن غيره مثله في ذلك . و قد شاع الاستدلال بهذه الآية على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى على طريقة الشيخ أبي
الحسن الأشعري لقوله:( قل كل من عند الله) كما شاع استدلال المعتزلة بها على أن الله لا يخلق المعصية والشر لقوله وما
أصابك من سيئة فمن نفسك. و قال أبو الحسن شبيب بن حيدرة المالكي في كتاب (حز الغلاصم): إن الاحتجاج بها في كلا
الأمرين جهل لابتنائه على توهم أن الحسنة و السيئة هي الطاعة و المعصية ، وليستا كذلك . و أنا أقول: إن أهل السنة ما
استدلوا بها إلا قولا بموجب استدلال المعتزلة بها على التفرقة بين اكتساب الخير والشر على أن عموم معنى الحسنة
و السيئة كما بينته آنفايجعل الآية صالحة للاستدلال ، وهو استدلال تقريبي لأن أصول الدين لا يستدل فيها
بالظواهر كالعموم . وجيء في حكاية قولهم يقولوا هذه من عند الله يقولوا هذه من عندك بكلمة "عند"
للدلالة على قوةنسبة الحسنة إلى الله ونسبة السيئة للنبيء عليه الصلاة والسلام أي: قالوا ما
يفيد جزمهم بذلك الانتساب . ولما أمر الله رسوله أن يجيبهم قال قل كل من عند الله
مشاكلة لقولهم ، وإعرابا عن التقدير الأزلي عند الله .
و أما قوله ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من
سيئةفمن نفسك فلم يؤت فيه بكلمة : " عند " إيماء إلى أن
ابتداء مجيء الحسنة من الله ، ومجيء السيئة من نفس المخاطب
ابتداء المتسبب لسبب الفعل ، وليس ابتداء المؤثر في الأثر . و قوله
و أرسلناك للناس رسولا عطف على قوله ما أصابك من حسنة فمن الله و ما
أصابك من سيئة فمن نفسك للرد على قولهم : السيئة من عند محمد ، أي: أنك
بعثت مبلغا شريعة و هاديا ، و لست مؤثراً في الحوادث ، و لا تدل مقارنة الحوادث
المؤلمة على عدم صدق الرسالة . فمعنى أرسلناك بعثناك كقوله وأرسلنا الرياح ونحوه .
و " للناس " متعلق بـ " أرسلناك " و قوله " رسولا " حال من " أرسلناك " ، و المراد
بالرسول هنا معناه الشرعي المعروف عند أهل الأديان : وهو النبيء المبلغ عن الله تعالى،
فهو لفظ لقبي دال على هذا المعنى ، وليس المراد به اسم المفعول بالمعنى اللغوي و لهذا
حسن مجيئه حالا مقيدة لـ " أرسلناك " ، لاختلاف المعنيين ، أي بعثناك مبلغا لا مؤثرا
في الحوادث ، ولا أمارة على وقوع الحوادث السيئة . وبهذا يزول إشكال مجيء هذه
الحال غير مفيدة إلا التأكيد ، حتى احتاجوا إلى جعل المجرور متعلقا بـ " رسولا"
و أنه قدم عليه دلالة على الحصر باعتبار العموم المستفاد من التعريف،
كما في الكشاف ، أي: لجميع الناس لا لبعضهم ، و هو
تكلف لا داعي إليه ، وليس المقام مقام هذا الحصر.
********************************

ود الأصيل
26-04-2015, 09:27 PM
](

]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ
إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ إِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ
الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ.قد سألها
قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين ( المائدة / 101 )
هذه الآية قد نهت المؤمنين عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم
عن أشياء سكت الله عنها في كتابه ، و عفا عنها ؛ و ربما أدى التنقير
و تشقيق السؤال عنهاإلى تحريمها ؛ فيشق ذلك عليهم؛ و نهتهم أيضاً عن
السؤال عن الأشياء التي هي خافية عليهم ولو بدت لهم ساءتهم ؛ كسؤالهم عن
صحة نسبهم إلى آبائهم . و قد روى البخاري ، و مسلم عن أنس بن مالك سألوا رسول
الله صلى الله عليه و سلم حتى أحفوه بالمسألة ، فغضب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَ سَلَّمَ وخَرَجَ
حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ فِيهَا أُمُورًا
عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ، فَلاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ
،مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا) فَأَكْثَرَ النَّاسُ فِي البُكَاءِ، وَأَكْثَرَأَنْ يَقُولَ:(سَلُونِي) فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ
السَّهْمِيُّ ،فَقَالَ:مَنْ أَبِي؟ ، قَالَ:( أَبُوكَ حُذَافَةُ ) ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ:(سَلُونِي) فَبَرَكَ عُمَرُعَلَى رُكْبَتَيْهِ،
ثم أنشأ يقول: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَ بِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، نعوذ بالله من الفتن، يا رسول الله
إنا حديثو عهد بجاهلية فاعف عنا يعف الله سبحانه و تعالى عنك فَسَكَتَ عنه الغضب، ثُمَّ قَالَ:
(عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ وَ النَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الحَائِطِ ، فَلَمْ أَرَ كَالخَيْرِ وَالشَّرِّ). قال الإمام
مسلم رحمه الله عقب إيراده هذا الحديث " قَالَ ابْنُ شِهَابٍ :أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِاللهِ
بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ :مَا سَمِعْتُ بِابْنٍ
قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ؟ أَأَمِنْتَ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ مَا تُقَارِفُ نِسَاءُ
أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
حُذَافَةَ: وَ اللهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدَ لَلَحِقْتُهُ " .
**************************

[


/color][/size]

ود الأصيل
26-04-2015, 09:49 PM
و روي عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال:
كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاء،
فيقول الرجل : من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته : أين ناقتي؟
فأنزل الله فيهم( ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)
أي : إن تظهر لكم تسؤكم . و روي عن علي رضي الله عنه قال: لما نزل قوله:
( و لله على الناس حج البيت) قال رجل : يا رسول الله أفي كل عام فأعرض عنه
حتى عاد مرتين أو ثلاثاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما يؤمنك أن أقول نعم؟
و الله لو قلت نعم لوجبت، و لو وجبت ما استطعتم ، فاتركوني ما تركتكم فإنما هلك من
كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم،
و إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه "أي : إن أمرتم بالعمل بها ، فإن من سأل عن الحج لم يأمن
أن يؤمر به في كل عام فيسوءه، ومن سأل عن نسبه لم يأمن من أن يلحقه بغيره فيفتضح.
و قال مجاهد نزلت حين سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البحيرة و السائبة و
الوصيلة و الحام ، ألا تراه ذكرها بعد ذلك؟ (و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم)
معناه صبرتم حتى ينزل القرآن بحكم من فرض أو نهي أو حكم ، و ليس في ظاهره
شرحما بكم إليه حاجة و مست حاجتكم إليه، فإذا سألتم عنها حينئذ تبدى لكم
(عفا الله عنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم) كما سألت ثمود
صالحا الناقة و سأل قوم عيسى المائدة ، (ثم أصبحوا بها كافرين)
فأهلكوا ، قال أبو ثعلبة الخشني :"إن الله فرض فرائض فلا
تضيعوها و نهى عن أشياء فلا تنتهكوها و حد حدوداً فلا
تعتدوها، وعفا عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها.
*******************************

ود الأصيل
26-04-2015, 11:42 PM
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره لآية المائدة
( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)
أي: لا تسألوا عن أشياء لا حاجة لكم بالسؤال عنها , و لا هي مما
يعنيكم في أمر دينكم , فقوله: ( إن تبد لكم تسؤكم ) في محل جرٍّ صفة
لأشياء , أي لا تسألوا عن أشياء متصفة بهذه الصفة ؛ من كونها إذا بدت لكم ؛
أي:ظهرت و كلفتم بها : ساءتكم ، نهاهم الله عن كثرة مساءلتهم لرسول الله صلى
الله عليه و سلم، فإن السؤال عما لا يعني و لا تدعو إليه حاجة، قد يكون سبباً لإيجابه
على السائل و على غيره , قوله: ( و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم ) هذه
الجملة من جملة صفة أشياء ، و المعنى: لا تسألوا عن أشياء، إن تسألوا عنها حين
ينزل القرآن ، وذلك مع وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم و
نزول الوحي عليه : تبد لكم , أي : تظهر لكم ، بما يجيب عليكم به النبي
صلى الله عليه و سلم ، أو ينزل به الوحي, فيكون ذلك سبباً للتكاليف
الشاقة, و إيجاب ما لم يكن واجبا ، وتحريم ما لم يكن محرما ،
بخلاف السؤال عنها بعد انقطاع الوحي بموت رسول الله
صلى الله عليه و سلم ، فإنه لا إيجاب و لا تحريم
ينتج عن السؤال فعُلم من هذا جملة أمور:
************************

ود الأصيل
27-04-2015, 12:32 AM
أولاً : أن النهي في هذهالآية
خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ،
و هو مقيد بوقت نزول الوحي , ون ما بعده
من الأزمنة ، فلا يكون هذا مانعاً من طلب العلم
الشرعي ، و تعلم الإنسان ما ينفعه ، أو يحتاج إليه في
أمر معاشه ومعاده . قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
"من المؤسف حقاً أن بعض الناس يقول لا تسأل فتٌخَبر عن شيء
يكون فيه مشقة عليك ، ثم يتأولون الآية الكريمة على غير وجههاً
في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ
تَسُؤْكُمْ ) فإن النهي عن ذلك إنما كان وقت نزول الوحي الذي
يمكن أن تتجدد الأحكام فيه أو قد تتغير ، أما بعد أن
توفي رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم
فالواجب أن يسأل الإنسان عن كل
ما يحتاجه في أمور دينه.
***************

ود الأصيل
27-04-2015, 12:38 AM
]
ثانياً أن الأشياء التي نُهُوا
عن السؤال عنها هي: 1- الأشياء
التي لا يترتب عليها عمل وهي مما لا
ينفع في أمر الدين . 2- الأشياء التي عنها الشرع ،
و سكت عن ذكرها ، رحمة بالناس ، غير نسيان ؛ فربما
أدى التنقير إلى تحريمها ، والإشقاق على الناس بها ؛ روى
البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ فِي
الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا: مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ،
فَحُرِّمَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ ). 3- الأشياء التي خفيت
عن السائلين ، ولو بدت لهم ساءتهم ، كما مر
معنا في حديث عبد الله بن حذافة .
**********************
[/size]

ود الأصيل
27-04-2015, 12:43 AM
]
ثالثاً:أن الأشياء التي يترتب عليها
بيان حكم شرعي , قد أمر الله سبحانه
بالسؤال عنها في قوله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )النحل / 43. يقول الشيخ
السعدي رحمه الله في تفسير آية المائدة " ينهى عباده
المؤمنين عن سؤال الأشياء التي إذا بينت لهم ساءتهم وأحزنتهم،
وذلك كسؤال بعض المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن
آبائهم ، وعن حالهم في الجنة أو النار، فهذا ربما أنه لو بين للسائل:
لم يكن له فيه خير ، وكسؤالهم للأمور غير الواقعة , وكالسؤال الذي
يترتب عليه تشديدات في الشرع ربما أحرجت الأمة، و كالسؤال
عما لا يعني، فهذه الأسئلة وما أشبهها هي المنهي عنها ،
و أما السؤال الذي لا يترتب عليه شيء من ذلك :
فهذا لا حرج فيه ، بل مأمور به، لقوله تعالى:
( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
***********************
[/color]

ود الأصيل
07-05-2015, 01:06 AM
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ
وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ
اللَّيْلَوَ النَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا
مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ وَ آخَرُونَ
يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِاللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَمِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَ
أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَ مَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ
تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَ اسْتَغْفِرُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
******************
(نصفه وثلثه) أي : تارة هكذا ،
و تارة هكذا. و لكن لا تقدرون على المواظبة
على قيام الليل كله ; لأنه يشق عليكم ; ولهذا قال :
( والله يقدر الليل والنهار ) أي : تارة يعتدلان ، و تارة يأخذ
هذا من هذا ، أو هذا من هذا . ( علم أن لن تحصوه ) أي :
الفرض الذي أوجبه عليكم ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) أي :
من غير تحديد بوقت ، أي : و لكن قوموا من الليل ما تيسر ، و لو
بخمس آيات فقط . و عبر عن الصلاة بالقراءة ، كما قال :( و لا تجهر
بصلاتك ) أي : بقراءتك (ولا تخافت بها )وقوله : (علم أن سيكون منكم
مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله و آخرون يقاتلون في
سبيل الله ) أي: علم أن سيكون من هذه الأمة ذوو أعذار في ترك قيام الليل ، من
مرضى لايستطيعون ذلك ، و مسافرين في الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب
و المتاجر، و آخرين مشغولين بما هو الأهم في حقهم من الغزو في سبيل الله ، و هذه
الآية - بل السورة كلها - مكية ، و لم يكن القتال شرع بعد ، فهي من أكبر دلائل النبوة.
( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) و هذا ظاهر من مذهب الحسن البصري : أنه كان يرى حقاً
واجباً على حملة القرآن أن يقوموا و لو بشيء منه في الليل . لهذا جاء في الحديث :أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل نام حتى أصبح ، فقال :"ذاك رجل بال الشيطان في أذنه".
فقيل معناه : نام عن المكتوبة . و قيل : عن قيام الليل . وقوله : ( وأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة ) أي:
أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم ، وآتوا الزكاة المفروضة . و هذا يدل لمن قال : إن فرض الزكاة نزل بمكة.
و قد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لذلك الرجل: "خمس صلوات في اليوم
و الليلة"قال : هل علي غيرها ؟ قال: " لا، إلا أن تطوع" .وقوله تعالى : ( و أقرضوا الله قرضا حسناً)
يعني :من الصدقات، فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء و أوفره ، كما قال:(من ذا الذي يقرض الله
قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة) وقوله:(و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا و
أعظم أجراً) أي: جميع ما تقدموه بين أيديكم فهو[خير] لكم حاصل ، و هو خير مما أبقيتموه لأنفسكم
في الدنيا .وقال الحافظأبو يعلى الموصلي:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيكم ماله أحب
إليه من مال و ارثه؟ ".قالوا : يا رسول الله ، ما منا منأحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه.
قال:"اعلموا ما تقولون". قالوا: ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله ؟ قال:"إنما مال أحدكم
ما قدم و مال وارثه ما أخر". ثم قال تعالى :( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )
أي : أكثروا من ذكرهواستغفاره في أموركم كلها ; فإنه غفور رحيم
لمن استغفره .آخر تفسير سورة " المزمل " ولله الحمد .
******************************

ود الأصيل
12-05-2015, 10:39 PM
]]
(
( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
و أيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين و إن كنتم
جنباً فاطّهروا) المائدة :16. هذه الآية قد ذكر الله فيها فروض الوضوء المتفق
عليها عند أهل العلم و هي: غسل الوجه و غسل اليدين إلى المرفقين و مسح الرأس
و غسل الرجلين إلى الكعبين . و من فروض الصلاة ترتيب الفرائض في الانتقال بين أعضاء
الوضوء فلا يُقدَم عضوٌ على عضوٍ ؛ بدليل تقديم أولوية الترتيب على مقتضى القاعدة النحوية في
قوله تعالى:(و امسحوا برؤوسِكم وأرجلَكم إلى الكعبين) . و ممن قال بوجوب الترتيب الإمامان الشافعي
و أحمد مستدلين على ذلك بأن الترتيب هو ظاهر الآية و هو ظاهر حديث عثمان المتفق عليه. و فيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفرالله
ما تقدم من ذنبه". و ممن قال بعدم وجوب الترتيب أبو حنيفة و مالك رحمهما الله مستدلين بحديث المقدام ابن
معدي كرب رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاثاً و غسل وجهه
ثلاثاً ثم غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً ثم مضمض واستنشق ثلاثاً ثلاثاً ثم مسح برأسه و أذنيه ظاهرهما و باطنهما.رواه أبوداود
وأحمد و زاد وغسل رجليه ثلاثاً . ففي الحديث تأخير المضمضة و الاستنشاق على غسل الوجه و اليدين، و الحديث سنده
صالح ، كما قال الشوكاني في نيل الأوطار. و فيه تصريح بعدم الترتيب و يجاب لهما بأن ما استدلّ به الحنابلة والشافعية
على وجوب الترتيب غيرمتجه ، فإن الفروض في الآية عطفت بالواو عطفَ جمعٍ مطلقٍ، و رأيُ النحاة أنها لا تقتضي
الترتيب، ولوأريد الترتيب لكان العطف بالفاء(للترتيب مع الفور التقعيب)أو حتى بثم (للترتيب مع ا لتراخي).
أما حديث النعمان فغاية ما فيه الإرشاد إلى أن هذه الهيئة هي أكمل هيئات الوضوء وليس فيه ما يدل على
وجوب الترتيب و هو محل النزاع .ومنها الموالاة : وذهب إلى وجوبها أحمد و مالك و من وافقهما ،
ودليلهم في ذلك ما رواه أحمد و أبو داود عن خالد بن معدان رحمه الله عن بعض أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة و السلام رأى رجلاً يصلي في ظهر قدمه لمعة
قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره رسول الله أن يعيد الوضوء ، و في رواية:
يعيد الوضوء و الصلاة، و الحديث قال عنه أحمد أن سنده جيد حينما
سأله الأثرم عنه كما في المنتقى .قد و قال بسنية الموالاة
الشافعي وأبو حنيفة ومن وافقهما. هذا و الله أعلم.
****************************
و هناك فروض مختلف فيها ، فمن أهل العلم من عدها من السنن:
فمنها : النية - و هي فرض على القول الصحيح لقوله عليه الصلاة والسلام :
"إنما الأعمال بالنيات" متفق عليه. ومنها التسمية: وذهب إلى كونها فرضاً الإمام أحمد
و الظاهرية ومن وافقهم مستدلين بالحديث من رواية أبي داود والترمذي و ابن ماجه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا صلاةَ لمن لا وضوء له و لا وضوءَ
لمن لا يذكر اسم الله عليه". و الحديث مختلف في صحته و لو صح لكان عمدةً قاطعاً للنزاع
و الجمهور ذهب إلى أن التسمية سنة ، و احتجوا على ذلك بما رواه أبو داود عن رفاعة ابن
رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أنه لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء
كما أمره الله عزوجل فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين و يمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين
"فقد أحال النبي صلى الله عليه و سلم- في الوضوء الذي لا تتم الصلاة إلا به - على الآية ،
و معلوم أنها لم يرد فيها ذكر تسمية ، و لو كانت التسمية فرضاً ما تم الوضوء بدونها.
و من الفروض المختلف فيها أيضاً:كذلك المضمضة و الاستنشاق و قد ذهب إلى
وجوبهما الإمام أحمد مستدلاً بحديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه الذي
رواه أبو داود و فيه :" و بالغ فيالاستنشاق إلا أن تكون صائماً "
والجمهور على السنية للحديث السابق وهو حديث
رفاعة ابن رافع رضي الله عنه وأرضاه ، إذ لم
يرد فيه ذكرللمضمضة و لا الاستنشاق .
************************
[/color][/size]

ود الأصيل
20-05-2015, 01:01 AM
يقول المولى في سورة الرعد:
أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها
فاحتمل السيل زبداً رابياً، و مما يوقدون عليه
في النار ابتغاء حلية أو متاع زبدٌ مثلُه؛ كذلك يضرب
الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً ، وأما ما ينفع
الناس فيمكث في الأرض؛ كذلك يضرب الله الأمثال)
********************************
(أنزل من السماء ماء) ( فسالت أودية) بسعتها من المطر
(فاحتمل السيل) زبداً ناتجاً منه ، و طافياً على سطحه، فالماء الصافي
الباقي هو بمثابة الحق ، و الخبث الزائل العالق بجوانب الأودية هو الباطل.
و قيل أيضاً: (أنزل من السماء) يعني بذلك القرآن،و الأودية مثل للقلوب لتحمل
منه عِبَراً و إ يمانياتٍ، كلٌ على قدر يقينهأو شكه ، و فقهه أو جهله. و في مثالٍ
آخر: ( و مما يوقدون عليه في النار )و معدن الذهب أو الفضة ، يراد صقله من شوائبه
( ابتغاء حلية) أي: لطلب زينة ،( أو متاع) من حديد، و نحاس، و رصاص ، و صفيح كلها
تذاب لكب يُتَخذُ منها: عتادٌ حربيٌ ، أو آلياتٌ و معداتٌ تشغيليةٌ ، أو لوازم حرفية، أو آنية
منزلية. و كل ذلك إنما يصار خبثه إلى (زبد مثله) زائلة ( كذلك يضرب الله الحق و الباطل)
أي: إذا أذيب المعدن فيكون له أيضا خَبَثٌ كزبد البحر ، فالراسب من صقل هذه الجواهر
مثل الحق،و ما لا ينتفع به. تماماً مثل الباطل . ( فأما الزبد ) الذي علا السيل و الفلز
( فيذهب جفاءً) أي :ضائعاً ، و الجفاءً ما يطرح الوادي من غثاء سيله ، و تلفظه
القدور إلى جنباتها. يقال:جفا الوادي وأجفأ : إذا ألقى غثاءه ،و أجفأت القدر
و جفأت: إذا غلتو ألقت زبدها ، كما تلقي بثفلها المرحاة عند زهير
بن أبي سلمى.و حاصله:أن الباطل و إن علا لوقت فإنه يضمحل.
وقيل : " جفاءً " أي: متشتتاً . يقال:جفأت الريح الغيم إذا فرقته
و ذهبت به . ( و أما ما ينفع الناس ، فيمكث في الأرض)
( كذلك يضرب الله الأمثال) بجعله الحقَ أبلجَ
والباطلَ لجلجاً، أي :زاقهاً كما الزبد، والحق أبلجَ
أي: ظاهراً كالماء الصافي و المعدن النفيس يبقى
ويمكث راسخاً في القلوب. و قيل:إن في ذلك تسلية
للمؤمنين، يعني: أن أمرالمشركين كالزبدإذ يُرى في
الصورة شيئاً فضفاضاً وليس له حقيقة،و أمر المؤمن
كالماء الصافي و المعدن الخالص : له البقاء ثابتاً.
حــــــــاشـــــــية :
يقــول البحتـري،
فيما قد يقارب هذه المعاني:
لا تنكري عطب الكريم من الغنى
فالسيل حرب للمكـان العـــالـي
لعلنا كلما خضنا في هذا الخضم ما زادنا
إلا شعوراً أعمقلم نر من الديك بعد إلا رأسه،،،،
و لربما يكون قارئ سطوري هذه أكثر مني فائدة مما
أكتب،لكونه يعي و يفقه ويحصي جيداً شتات شواردي
التي يبدو وكأنها تستغل غفلة انغماسي في السرد السريع،
لتتطايرمني كما فقاقيع الصابون من بين أصبع الصبية؛
أو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه.
وفي الأثر النبوي الشريف؛(رب مبلغ
أوعى من سامع وحامل فقه
إِلَى من هُوَ أفقه).
**********

ود الأصيل
24-05-2015, 11:34 PM
(
]

وَ لَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا، وَ لَٰكِنَّهُ
أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ.. فَمَثَلُهُ
كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث)
قوله تعالى ولو شئنا لرفعناه بها أي: لو شئنا لأمتناه قبل أن يعصي
فرفعناه إلى الجنة بالعمل لها . ولكنه أخلد إلى الأرض أي سكن و ركن إليها.
يقال: أخلد فلان إلى النوم. واتبع هواه أي ما زين له الشيطان. فمثل حاله في المعصية
كمثل حال الكلب في اللُّهاث على كل حال ،إن نهرته أو تركته يلهث. و الكلب منقطع الفؤاد
كالذي يترك الهدى لا فؤاد له. وكل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش ، إلا الكلب فإنه
يلهث في حال الكلال وحال الراحة وحال المرض و حال الصحة وحال الري وحال العطش . فضربه
الله مثلاً لمن كذب بآياته و انسلخ عنها. فإن وعظته ضل و إن تركته ضل وقوله تعالى إن تحمل عليه
يلهث لأنك إذا حملت على الكلب نبح و ولى هارباً، و إذا تركته شد عليك و نبحك ; فيتعب نفسه مقبلاً
عليك و مدبراً عنك فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إخراج اللسان . و إنما صار الكلب كذلك
لأنه لما نزل آدم عليه السلام إلى الأرض شمت به إبليس ، فذهب إلى السباع لتأليبها ضده و كان الكلب
من أشدها تحاملاً عليه. فنزل جبريل بالعصا التي صرفت إلى موسى بمدين و جعلها آية له إلى فرعون
و ملئه، وجعل فيها سلطاناً عظيماً و كانت من آس الجنة; فأعطاها آدم صلى الله عليه وسلم يومئذ
ليطرد بها السباع عن نفسه ، و أمره فيما روي أن يدنو من الكلب و يضع يده على رأسه، فمنذ
ذك ركن الكلب و مات الفؤاد منه لسلطان العصا؛ ثم ألف بآدم و بولده إلى يومنا هذا ، لوضع
يده على رأسه ، و صار حارساً أمينا لبني البشر. كما يتخذ أيضاً للصيد.(وما علمتم من
الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله) . و قيل: من طباع الكلبالوقوع بمن لا
يخشى بأسه ابتداءً بالمهارشة ، ثم تهدأ طائشته بنيل كل عِوَضٍخسيسٍ
كأن ترمي إليه عظمةً ، كما الكلب لا يملك لنفسه صرفاً و لا عدلاً ترك
اللهثان. ضربه الله مثلاً للذي يقبل الدنيئة
في دينه كالرشوة مثلاً فيموت ضميره.
*************************
.

*[/color]

ود الأصيل
25-05-2015, 08:35 PM
معـــجـــزة علـــميـــة
لقد شبَّه الله تعالى حال أولئك
الذين ارتدوا عن الإسلام بكلب يلهث،
وقد تساءل العلماء عن سر لهاث الكلب فوجدوا
أن الكلب لا يخزن الهواء في رئتيه بل يأخذ الهواء ويزفره
بشكل مستمر، والعجيب أن هذا اللهاث يبدأ مع الكلب منذ أن يكون
جنيناً في بطن أمه ولا يتوقف إلا مع موته، فسبحان الله!وهنا نرى لطيفة
من لطائف قوله تعالى:(كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)
ففي هذه الآية إشارة إلى أن الكلب مستمر في اللهاث قبل و بعد و لادته
و طيلة حياته.فالكلب يلهث من قلة الأكسجين لأنه لا يخزن أي كمية من
الأكسجين بخلاف الإنسان الذي تخزن رئتيه كمية محددة من الأكسجين
و هذا من رحمةالله تعالى بنا. فالذي ابتعد عن تعاليم الإسلام واتبع
الشيطان فإن حياته ستكون عبارة عن عذاب مستمر وتعب دائم،
و إن مثال الكلب هو أبلغ مثال للتعبير عن حقيقة حياة
الكفرة الفجرة و بخاصة أولئك المنسلخين عن علمٍ.
****************************
آية عظيمة كانت سبباً في إيمان ملحد!
في ألمانيا كانت نسبة الإلحاد تعتبر الأعلى وبخاصة
الشرقية منها، ومن بين هؤلاء أحد المعاندين المستكبرين الذين
أنكروا وجود الخالق وتحدوا رب العزة سبحانه و تعالى، وكان يقول
إذا كان الله موجوداً فأين هو؟ بل كان يسخر من الإسلام و من آيات
القرآن و يعتبرها أنها أساطير لا أكثر ولا أقل . و على الرغم من ذلك كان
يبحث عن الحقيقة بصدق . لقد شاء الله أن يرى هذا الملحد مناماً مرعباً حيث
رأى نفسه و كأنه في وسط البحر ثم تحطمت السفينة و بدأ يغرق . و في اللحظة
التي أدرك أنه سيموت مختنقاً وجد نفسه يصرخ ويقول: يا الله!! وإذا به يستيقظ و هو
يلهث من شدة الخوف، و بعد أن هدأ قال في نفسه: كيف أعترف بوجود الله و قد أنكرت
ذلك لسنوات طويلة... و لكن الحلم بقي في ذاكرته حتى شاء الله أن يقرأ كتاباً عن الإسلام،
فيدفعه الفضول لمعرفة ما في هذا القرآن. وعندما فتح ترجمة القرآن وقعت عينه على آية يقول
تبارك وتعالى فيها: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ
أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا) [الإسراء: 67]، وإذا بهذه الآية تصور له المشهد الذي رآه في
المنام و تصف له أدق المشاعر التي يحس بها الإنسان لحظة الغرق ، حيث ينسى كل شيء
ويضل عنه كل شيء و لا يبقى إلا الله ليلتجئ إليه! لقد أدرك أن هذا النداء: يا الله ! كان
موجوداً في أعماقه منذ ولادته، وأن هذا الكلام الذي سمعه في القرآن لا يمكن أن يكون
من عند بشر، لأنه لا يمكن لأحد وصف مشاعر من يشرف على الغرق إلا إذا كان
عليماً بخفايا الأنفس وهو أعلم ما تخفي الصدور، فأدرك أن هذا القرآن ليس
من عند بشر وأعلن إسلامه لأنه أيقن أن اسم (الله) موجود في داخل
كل واحد منا ولا سبيل للهروب أو الاعتراف بذلك، وكانت هذه
الآية سبباً في إيمان ملحد، بسبب بحثه عن الحقيقة.
رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ
**************************

ود الأصيل
04-06-2015, 01:33 AM
]
]
{و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون}
خلق الله تعالى آدم عليه السلام من أديم الأرض و حوت و ذلك قوله:
{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } ثم مزجت تربة الارض
بالماء فكانت طيناً وفي ذلك يقول رب العالمين : {هو الذي خلقكم من طين ثم قضى
أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون } و كان الطين لازباً أي: لزجٌ لازقٌ لاصقٌ ، قال تعالى:
{ إنا خلقناهم من طين لازب } . و يقال لَزِبَ الطينُ يَلْزُبُ لُزُوباً ، و لزُبَ : لَصِقَ و صَلُب َ، و فـي حديثه
علـيّ علـيه السلام: دخَـل بالبَلَّةِ حتـى لَزَبَتْ أَي لَصقتْ ول زمت ْ. ثم صار هذا الطين حمأً مسنوناً، أي:
منتناً : قال الرازي :الحَمَأُ : بفتحتين والحَمَأةُ بسكون الميم الطين الأسود مختار الصحاح 1/154و في " لسان العرب
"1/61 : حمأ : الـحَمْأَةُ ، و الـحَمَأُ الطين الأَسود الـمُنتن أَي متغير الرائحة ؛ و قال أَبو الهيثم : سُنَّ الـماءُ فهو مَسْنُون
أَي : تغيَّر. و في صورة البقرة{فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَ شَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ } معناه:لم يتغير من السنن أو السنى، فعل مضارع
مجذوم بحذف حرف العلة ، ثم استتعيض عنه بهاء مهموسة لضرورة الثقل. و حيث إن هذا الطين كان مخلوطاً بالرمل:
فذاك هو الصَّلْصالُ : الطين الحر خُلط بالرمل فصار يَتَصَلْصَلُ إذا جف ، فإذا طُبخ بالنار فهو الفخار. الصَّلْصالُ مِن الطِّين:
ما لـم يُجْعَل خَزَفاً ، سُمِّي به لَتَصَلْصُله ؛ و كلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِـيلاً، و طِينٌ صِلاَّل و مِصْلالٌ أَي:يُصَوِّت
كما يفعل الـخَزَفُ الـجديد . ثم شبه الصلصال بالفخار و ذلك قوله تعالى:{خلق الإنسان من صلصال كالفخار} وهذا كله
يصدقه حديثأبي موسى الأشعري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن الله عز وجل خلق آدم من
قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر و الأبيض والأسود و بين
ذلك و السهل والحزن و الخبيث والطيب. فهذا خلق آدم عليه السلام : من الأرض - من ترابها - ، ثم جُبل بالماء
فكان طيناً ثم صار طيناً أسود منتناً وكون ترابه من الأرض التي بعضها رمل لما جبل كان صلصالاً كالفخار.
و لذلك لما وصف الله خلق آدم في القرآن في كل مرة وصفه بأحد أطواره التي مرَّت بها طريقة خلقه و
تكوينة طينته فلا تعارض في آيات القرآن بين خلق بني آدم من أصل و ضيع و بين تكريمهم ورفهم
إلى مصاف أحسن تقويم ؛ ومن ثم ردهم من جديد إلى أسفل سافلين. ثم صار أبناء آدم
بعد ذلك يتكاثرون وقد كان خلقهم من الماء و هو المني الذي يخرج من الرجال
و النساء لقوله تعالى:{ ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين}
{و هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسبا وصهراً}.
*********************************
[/color]
[/size]

ود الأصيل
04-06-2015, 01:44 AM
يقول ابن القيم رحمه الله ، في هذا الصدد :
لما اقتضى كمال الرب تعالى جل جلاله وقدرته التامة
و علمه المحيط ومشيئته النافذة و حكمته البالغة تنويع خلقه
من المواد المتباينة وإ نشاءهم من الصور المختلفة و بالتباين العظيم
بينهم في المواد والصور والصفات والهيئات والأشكال والطبائع و القوى
فقد اقتضت حكمته أن أخذ من الأرض قبضة من التراب ثم ألقى عليها
الماء فصارت مثل الحمأ المسنون ثم أرسل عليها الريح فجففها حتى
صارت صلصالا كالفخار . ثم قدر لها الأعضاء و المنافذ و الأوصال
و الرطوبات و صورها فأبدع في تصويرها و أظهرها في أحسن
الأشكال وفصلها أحسن تفصيل مع اتصال أجزائها وهيأ
كل جزء منها لما يراد منه و قدَّره لما خلق له عن
أبلغ الوجوه ففصَّلها في توصيلها و أبدع في
تصويرها وتشكيلها. ثم ذكر تناسل الخلق
بالجماع و إنزال المني ..والله أعلم.
**********************

ود الأصيل
14-06-2015, 08:56 PM
[CENTER][COLOR="#B22222"][CENTER]الأنبيـــاء أشـــدُّ بـــلاءً
من أسباب المصائب : الذنوب ،
و لكنها ليست السبب الوحيد ، و إلا فكيف
تقع البلوى على أنبياء الله ، بل هم أشد الناس بلاءً
و هم المعصومون عن المعاصي. فقد عرضهم الخالق
و خاصةً أولي العزم منهم لابتلاءات ومحن عجيبة لا تحتمل،
و اتخذ من بعضهم أمثلةً قد لا تخطر على قلب بشر . وكذلك
لاغرو أن يبتلي الله تعالى بعض عباده الذين لم يذنبوا ، لينالوا
أجر الصابرين ، و ترتفع بذلك درجاتهم ، كما قد يبتلي الله
بعض الأطفال ، و هم لا ذنب لهم ، و لكن لعله لحكمة
بالغة لا يعلمها الله وحده. فلننظر لمعرفة
الحكمة من حصول الابتلاءات.
*******************
روى الترمذي عَنْ سَعْد بن أبي
و قاص رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ , ثُمَّ
الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ,فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ,
فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًاأشْتَدَّ بَلاؤُهُ , وَ إِنْ كَانَ فِي دِينِهِ
رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَىحسَبِ دِينِهِ , فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ
حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ.
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
**********************
center]

ود الأصيل
14-06-2015, 09:38 PM
الأنبيـــاء أشـــدُّ بـــلاءً
فهذه سبيل عنت للأولين و
الآخرين سبيلٌ ذاق فيها أبونا آدمو زوجه
الأمرين مع عدواله و عدوهما إذ أخرجهما من الجنة ،
و ناح لأجله أ بونا الثاني نوح ، و رُمي في النار أبو الأنبياء
الخليل إبراهيم،و أُضْجع للذبح إسماعيل ، و بيع يوسف بثمن بخس
دراهم معدودة كبيع النخاسة و كانوا فيه من الذاهدين ، ثم لبث في
سجن امراة العزيز بضع سنين ، و نُشر زكرياً بالمنشار ، و ذُبح معهابنه
السيد الحصور يحيى ، و قاسى أيوب الضُّرَّ في ماله و ولده و بدنه وعالج
الفقر و أنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم " انتهى .وأُخبر نبيُّنا
صَوات اللَّهُ وسلامه عَلَيْهِ بالابتلاء في أول يوم من النبوة :
***************************************
قال ورقة بن نوفل : ( يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا ,
لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ,
لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلا عُودِيَ ,
وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا)
رواه البخاري (4).
************************

ود الأصيل
14-06-2015, 09:52 PM
[CENTER]الأنبيـــاء أشـــدُّ بـــلاءً
وأما الحكمة في شدَّةِ ابتلاء الأنبياء ؛
فقد قال ابن القيم في "بدائع الفوائد:
"فإنه سبحانه كما يحمي الأنبياء ويصونهم ويحفظهم
ويتولاهم فيبتليهم بما شاء من أذى الكفار لهم :
1- ليستوجبوا كمال كرامته .2- وليتسلى بهم من
بعدهم من أممهم وخلفائهم إذا أوذوا من الناس فرأوا
ما جرى على الرسل و الأنبياء صبروا و رضوا و تأسوا بهم .
3- و لتمتلئ صاع الكفار فيستوجبون ما أعد لهم من النكال العاجل
و العقوبة الآجلة فيمحقهم بسبب بغيهم وعداوتهم فيعجل تطهير الأرض
منهم. فهذا من بعض حكمته تعالى في ابتلاء أنبيائه و رسله بإيذاء قومهم ،
و له الحكمة البالغة ، و النعمة السابغة ، لا إله غيره ، و لا رب سواه " انتهى .
و قال ابن القيمفي"مفتاح دار السعادة . و إذا تأملت حكمته سبحان فيما ابتلى
به عباده و صفوته بما ساقهم به إلى أجلِّ الغايات و أكمل النهايات التيلم يكونوا
يعبرون إليها إلا علىجسر من الابتلاء و الامتحان .. و كان ذلك الابتلاء
والامتحان عين الكرامة في حقهم ، فصورته صورة ابتلاء و امتحان،
و باطنه فيه الرحمة و النعمة ، فكم لله مِن نعمة جسيمة
ومنَّة عظيمة تُجنى من قطوف
الابتلاء والامتحان .
**********
[/


center]

ود الأصيل
27-06-2015, 10:55 PM
]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
لقد دهب علماء التفسير مذاهب في أن هذه الآية الكريمة
تنطوي على أمرين بارزين في غاية الأهمية: ألا و أولهما: أن فيها
بشرى و تسلية وتريح لهذه الأمة بكوننا لسنا الوحيدين لننفرد بتكبد عناء
و مشقة عبادة الصوم بالإمساك عن أعظم و أ حب شهوتين البطن والفرج والحرمان
من الأكل والشرب و غشيان النساء من الفجر إلى المغرب احتسابا لله ، وإعدادا للنفس وتهيئة
لها لتقوى الله بالمراقبة له وتربية الإرادة على كبح جماح الشهوات ، ليقوى صاحبها على تركالمحرمات،
لما فيه من تزكية من الأخلاط الرديئة و الأخلاق الرذيلة . فذكر أنه كما أوجبه علينا فقد أوجبه على من كان
قبلنا كافة الأمم المبعوثة منذ بدء الخليقة، فهم شركائنا، بل سبقونا إليها ، فلنا فيهم أسوة لنجتهدفي أداء هذه
الفريضة على وجه أكمل مما فعله أولئك. و الأمر الجوهري الثاني و هو الأهم هو تثبيت حقيقة وحدة الأديان السماوية
من حيث هدفها و غايتها النهائية متمثلة بالتالي في وحدانية الله المعبود بالحق جل جلاله، لقوله تعالى: وقد كتب على
أهل الملل السابقة فكان ركناً ركيناً من كل دين ; لأنه من أقوى العبادات وأعظم ذرائع التهذيب ، و في إعلام الله تعالى لنا
بأنه فرضه علينا كما فرضه على الذين من قبلنا إشعار بوحدة الدين أصوله و مقصده ، و تأكيد لأمر هذه الفرضية و ترغيب فيها .
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ. وقوله سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) و قوله صلى
الله عليه وسلم:(و الذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي و لا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان
من أهل النار) و إن كان ثمة فروق بين ما قد جاء به النبيون كافة (لا نفرق بين أحد منهم) فهو فقط من حيث الكم و الكيف ، بحكم سنة
التنوع و التباين في الظروف الزمانية والمكانية المحيطة و المصاحبة لبعثة كل نبي و نبي إلى قومه.(و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من
كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم من
الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) أي: إذا حضر أحد منهم بعثة محمد فلا يسعنَّه إلا أن يدع ما جاء به من رسالة إلى قومه و يتبع
دين محمد ، و الذي ليس هو إلا ترسيخٌ لملة ابي الأنبياء/ إبراهيم عله السلام. و كما قال( لكل جعلْنا منكم شرعةً ومنهاجاً و لو شاء الله لجعلكم أمة
واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات).لدرجة أن الأنبياء شُبِّهوا بأبناء علَّان، أي: لكأنهم متحدرون من صلب رجل واحد(هو الدين الواحد)،
و من أرحام أمهات شتى (هن) الشرائع السماوية لمختلف الأمم. فالصوم مشروع في جميع الملل حتى الوثنية ، فهو معروف عن قدماء المصريين في أيام
و ثنيتهم ، و انتقل منهم إلى اليونان فكانوا يفرضونه لا سيما على النساء ، وكذلك الرومانيون كانوا يعنون بالصيام ، و لا يزال وثنيو الهند يصومون.
ليس في أسفار التوراة الآن ما يدل على فرضية الصيام ، و إنما فيها مدحه ومدح الصائمين، و ثبت أن موسى عليه السلام صام أربعين يوماً،و يهود
هذا الزمان يصومون أسبوعا تذكاراً لخراب أورشليم وأخذها، ويصومون يوما من شهر آب.و يصومون اليوم العاشر من الشهر السابع بليلته،لعلهم
كانوا يسمونه عاشوراء. و أما النصارى و هم مكلفون بالصوم قبلنا، لكنهم لما وجدوا يحين إحياناً في الصيف و احياناً في الشتاءأو الربيع فقد لجأوا
كعادتهم إلى تحريف الكلم من بعد مواضعه فراحوا يتحايلون في مواقيته و كيفيته.و ليس في أناجيلهم المعروفة نص في فريضة الصوم، و إنما
فيها ذكره ومدحه واعتباره عبادة كالنهي عن الرياء وإظهار الكآبة فيه ، بل تأمر الصائم بدهن الرأس وغسل الوجه حتى لا تظهر عليه
أمارة الصيام فيكون مرائياً وأشهر صومهم و أقدمه الصوم الكبير الذي قبل عيد الفصح ، وهو الذي صامه موسى وكان يصومه
عيسىعليهما السلام والحواريون رضي الله عنهم، ثم وضع رؤساء الكنيسة ضروبا أخرى من الصيام وفيها خلاف بين
المذاهب والطوائف، ومنها صوم عن اللحم وصوم عن السمك وصوم عن البيض واللبن ، وكان الصوم المشروع
عند الأولين منهم يأكلون في اليومو الليلة مرة واحدة ، فغيروه و صاروا يصومون من نصف الليل إلى نصف
النهار، فهو تشبيه الفرضية بالفرضيةولا تدخل فيه صفته ولا عدة أيامه ، و في قصتي زكريا
ومريم - عليهما السلام - أنهم كانوا يصومون عن الكلام ; أي :
مع الصيام عن شهوات الزوجية والشراب و الطعام.
********************************
[/color]

ود الأصيل
02-07-2015, 01:33 AM
]]
(و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)
في هذه الآية الكريمة مذهبان : الأول: أن الصوم
كان في بداية الأمر تخيير لكل المكلَّفين بين الصوم و الإطعام،
ثم نُسخ بقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة/185.
و الثاني: أن معنى (يطيقونه): أي يتحمَّلون صيامه بمشقّة ، أو لا يتحملونه.
وهو الشيخ الكبير و أمثاله من مريض لا يُرجى برؤه أو امرأة متراوح حالها ما بين
حمل و نفاس و رضاعة، فهؤلاء يفطرون و يطعمون، وهذا المعنى متَّفَق عليه بين الفقهاء،
فالعاجز عن الصيام من أمثال أصحاب الأعذار هؤلاء ، جاز أن يفطر و يطعم مسكينًا بدل الصيام
كل يوم من أيام رمضان. فعلماء التفسير - رحمهم الله - فصلوا في ذلك و ذكروا أن الله - سبحانه -
لما شرع صيام شهر رمضان شرعه مخيراً بين الفطر و الإطعام و بين الصوم ، والصوم أفضل ، فمن أفطر وهو
قادر على الصيام فعليه إطعام مسكين ، و إن أطعم أكثر فهو خير له ، و ليس عليه قضاء، و إن صام فهو أفضل؛
لقوله - عز وجل - : (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون). فأما المريض و المسافر فلهما أن يفطرا و يقضيا ؛
لقوله - سبحانه - : (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر) . ثم نسخ الله ذلك ، وأوجب سبحانه
الصيام على المكلف الصحيح المقيم ، و رخص للمريض و المسافر في الإفطار وعليه القضاء، و ذلك بقوله سبحانه:
(و من كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة)
ومثل الشيخ الكبير و العجوز الكبير ، و المريض الذي لا يرجى شفاؤه و المريضة التي لا يرجى برؤها ، فإنهما
يطعمان عن كل يوم مسكيناً و لا قضاء عليهما ؛ كالشيخ الكبير. أما الحامل و المرضع فيلزمهما
الصيام ، إلا أن يشق عليهما فإنه يشرع لهما الإفطار ، و عليهما القضاء كالمريض و المسافر.
و قال جماعة من السلف : يطعمان و لا يقضيان ؛ كما العجوز الكبيرة . و الصحيح أنهما
كالمريض و المسافر ؛ تفطران و تقضيان ، و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم
من حديث أنس بن مالك الكعبي ما يدل على أنهما كالمريض و المسافر.
***********************************
حـــــــاشــــــية لغـــــوية:
لعل إباحة الإفطار( للذين يُطيقونه) جاءت
من كون هذا الفعل رباعيُّ بمعنى قَدِر بمشقة، أو أنه
لم يستطع أصلاً.و هو مشتق من الفعل الثلاثي (طاق ، بمعنى:
( قدر و استطاع). ذلك لأن كل زيادة في المبنى قد تقتضي زيادةٍ
في المعنى.فزيادة الألف في الفعل الثلاثي(طاق) جعلته رباعياً (أطاق)
بعكس المعنى تماماً أي:(لم يَطِقُ او طاق بمشقة).و مثل ذلك:قسط بمعنى
ظلم و كفر و القاسط هو الظالم أو الكافر. بينما: أقسط بمعنى عدل
و أنصف و المقسط العادل وعليه سنجد ذلك في قوله تعالى:
(أَن تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
و في قوله تعالى أكذلك (و أما القاسطون)
الذين كفروا ( فكانوا لجهنم حطباً)
هذا و العلم عند اـــلــله وحده.
**********************
[/color][/font]

ود الأصيل
05-07-2015, 02:27 AM
[SIZE=5]
فضل العشر الأواخر
جاء في الصحيحين ن عائشة
-رضيَ الله عنها- قالت: "كان النَّبيُّ
إذا دخل العشر شدَّ مئزره, وأحيا ليله, وأيقظ أهله".
ولعل في ذلك كناية عن أمور عدَّة ، منها: أنل الليل وقتٌ
للهجود أي : الركون إلى الراحة و الخلود إلى النوم.1) فمعلومٌ
أن النوم أخو الموت. فكان صلوات الله وسلامه عليه يحيه بهجر المضاجع
و التهجد في الطاعات من تلاوة للقرآن و تدبرٍ لآياته و مدارسةٍ لأحكامه.2)
لما في ذلك من استشعارٍ للهم و إيقاظٍ للهمم حيث كانت العرب تكنِّي عن ذلك
بشد المئزر ، فضلاً بطبيعة الحال عما فيه من إلماحةٍ لطيفة لاعتزال النساء.3) أن
إيقاظ الأهل يكون في رمضان وغيره ، و لكن في أواخره له خصوصية خاصة و
معلومٌ كذلك أن للقرآن علاقة بأناء الليل أخص منها بأطراف النهار لقوله في
غير ما موضع:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ ؛ {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ
نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (أَقِمِ الصَّلَاةَ
لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ
إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
**********************
لعل أبرز و أدق ما نُعِت به التقرآن أنه فرقانٌ لقوله تعالى:
(وَ قُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا).
قرأت بالتخفيف (فرقناه) أي: بيناه و فصلنا معانيه وقربناها.
وقرأت أيضاً بالتشديد(فرَّقناه) ، بمعنى: نزلناه مفرَّقاً. و معلوم أنه
تنزيل القرآن جاء على مرحلتين: 1) جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى
بيت العزة في السماء الدنيا و هو المقابل و مطابق تماماً لموضع الكعبة ،
حيث يطوف حوله كل يومٍ سبعون الف ملك ثم لا يعودون.2) و أما
المرحلة الثانية فقد نزل به الروح الأمين/ جبريل منم هناك منجماً
حيث نقله مشافهة إلى النبي على مدى إحدى و عشرين
أو ثلاث و عشرين سنة حي عمر نزول الوحي.
*****************************
size]

ود الأصيل
05-07-2015, 02:30 AM
[COLOR="#006400"]
و أما الحمكة من نزول آياته مفرقات
بحسب الوقائع و أسباب النزول و مناسباته ، كقصة
التي جاءت تجادل النبي في زوجها فلعل من ورائها فوائد جمةً
نجملها في ما يلي:1) لتسهل قراءته ثم تلقيه على الناس (على مكث)
2) لتثبيت قلب النبي صلوات الله و سلامه عليه أمام عناد كفار قريش و من و رائهم
مرجفون و مشككون من اليهود ، كانوا يحرضونهم على سؤاله عن غيبيات كالروح وعن الفتية
من أهل الكهف و عن ذي القرنين فجاء قوله تعالى( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) ضحداً لطنهم
يوم أن(قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً).3) و منها فائدة التدرج في الأحكام من أوامر
و نواهٍ كتحريم الخمر بدءاً بذمها بكونهاً سكراً في مقابل الرزق الحسن . قال تعالى ومن ثمرات النخيل
و الأعناب تتخذون منه سكراً و رزقا حسناَ)، ثم بالنهي عنها مع الصلاة( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة
و أنتم سكارى ومروراً بالتنفير منها لقوله تعالى:يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنَافِعُ
لِلنَّاسِ و إثمهما أكبر من نفعهما)ثم انتهاءً بتحريمها قطعياً{إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
والبغضاء في الخمر و الميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون وأطيعوا
الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين}.
4) و القرآن فرقان كذلك بين الحق و الباطل . وقد سُمِي به يوم موقعة بدر في
الكبرى ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و ما جري فيها { ليَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ
الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ
فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
color]

ود الأصيل
02-08-2015, 09:17 PM
أرجى آية في القرآن
إن الله جلَّ وعلا، جعل صلاح العُبودية
في قلوب عباده في تراوحٍ ما بين خوف و رجاء و حبِّ،
و هذا ما عَناه ابن القيم بقولِه القيِّم : إن العبدإذا تذكَّر ذنبه تَنَفَّس بالخوف ،
و إذا لمَح رحمةَ ربه ، وسَعة عفوه و مغفرته ،تَنَفَّس بالرجاء ، وإذا ذكَر جلاله و كماله و
جماله ، و إحسانه وإنعامه و فِضالَه ، تَنفَّس بالحبِّ، فليَزِن العبدُ إيمانه بهذه الأنفاس الثلاثة ؛
ليَعلَم ما في جوفه من الإيمان. و قد تَباينت أنظار المُحَقِّقِين من أهل العلم في بيان الأفضل منها،
فثُلَّة منهم انتخَبت الخوف، و ثُلَّة شايعت القائلين بالرجاء ، ومنهم من قال: لا يكون التفضيل إلا بالتفصيل:
إن الخوف مُفضَّل جملةً لا تفصيلاً في حال الحياة ؛ ليبلغ صاحبه النجاة ، بينما يُقَدِّم الرجاء عند الغرغرة، إحسانَاً
لظنه بربه ؛ فإن الرب عند حُسْن ظَنِّ عبدِه به، إن ظنَّ به خيرًا فله ، و إن ظنَّ به شرًّا فله! أما تفصيل الأفضليَّة في
الحياة ؛ فإن أقَبلَت المعصيةُ فالخوف أَفضَل ، أما إن هَلَّت الطاعة فالرجاء أولى وأكمَل. و لمَّا أمدنا ربُّنَا بمواسم فاضلة،
و أيامٍ زاهرة ؛ كنِعمة رمضان و العشر الأُوَل من ذي الحجة ، و خاصَّةً يوم عرفة، وكذا يوم عاشوراء ، و لحظات الثلث
الأخير من جنح الليل حيث التَّنزُّل الإلهي من السماء، و غيرها من النفحات و المِنَح الإلهية، و العطايا الربانية ، و التي
حاجتنا إليها أبلغ من حاجتنا إلى النَّفَس والماء والطعام، كان لا بدَّ من جُرعةرجاء ؛ لتَتوق الأنفسُ إلى رب السماء ؛ قولاً
حاضرًا،و عملاً زاهرًا باهرًا! وهذا ما أيَّده ابن القيم في كلام نفيس بقوله: و لولا رُوح الرجاء لعُطِّلت عبودية القلبو الجوارح،
وهُدِّمَت صوامع وبِيع وصلوات ومساجد يُذكَر فيها اسم الله كثيرًا، و لَما خشعت القلوب بالضَّراعة ، و الجوارح بالطاعة!!
ولولا ريحه الطيبة لما جرَت سفنُ الأعمال في بحر الإرادات، بل لتَلِف العبدُ، و ماسار في درب العبادة أحدٌ؛ فإن العبدَ
دائرٌ بين ذنبٍ يرجو غفرانه ، وعيبٍ يرجو صلاحه، وطاعةٍ يرجو قَبُولها، واستقامةٍ يرجو حصولها ودوامها، ومنزلةٍ عنده
يرجو الوصول إليها!!ثم إن الخوف وحده لا يُحرِّك العبد، وإنما يحرِّكه الحب، ويزعِجه الخوف، ويَحدوه الرجاء.
ومساهمةً منا في جلال ليل العابدين، وجمال قيام المتهجِّدين، وكمال تهجُّد القائمين؛ نسطِّر ألمع الآيات
التي عدَّها أصحابها أرجى آية في القرآن، تَصِلهم بالرحمن؛ حتى وصلت نفوسهم إلى باريها،
وطابت أيامهم ولياليهم بها؛ وما ذكرتُها إلا لنعيش في ظِلالها،
ونُكثِر العمل بعدها، حتى تصل قلوبنا إلى ربها.
*********&&&&&*********
لولا التَّعلُّق بالرجاء تَقطَّعتْ
نَفْس المُحبِّ تَحسُّرًا وتَمزُّقا
وكذاك لولا بَردُه بحرارة الْ
أكباد ذابتْ بالحجاب تَحرُّقا
لولا الرجا يَحدو المَطيَّ لما سَرتْ
بحُمولها لديارهم تَرجُو اللّقا

ود الأصيل
02-08-2015, 11:52 PM
قال أبو بكر الصِدِّيق، رضي الله عنه وأرضاه:
ولقد تلوتُ كتاب ربي من أَوَّلِه إلى آخره، فلم أجد
أرجى من هذه الآية: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَ قَابِلِ التَّوْبِ ﴾
فإن الله جلَّ وعلا ، قَدَّم غفران الذنب على قَبُول التوب ،
وهذه إشارةٌ جليَّة، وأمارةٌ بهية تشي بحب الله المغفرة لعبده ، و لا عجَب؛
فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة!! و قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
إنها آية الإسراء: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ﴾ .
فإذا عَمِل الكلُّ على شاكِلته؛ فعمَلُ العبدِ الطاعة والمعصية، وعمَل الرب العفوَ و المغفرة!!
ولهذا حُقَّ للمُتضرِّع في صلاته أن يقول: اللهم اغفر لي، واعفُ عنِّي؛ فإن كانت شاكِلتي العِصيان
و الإجرام ؛ فإن شاكلتك العفو والغفران والإكرام!! وقال علي وابن مسعود وابن عمر- رضي الله عنه:إنها
آية الزمر: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ ذلك أنها تمحو ذنْب الكافر الآيب . و ورَدَ أن عليًّا رضي الله عنه قال: إنَّا أهل البيت نقول:
إن أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى . ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت
هتَف قائلاً:(إذًا لا أرضى و واحدٌ من أمتي في النار). و قال أيضًا:(لكل نبيٍّ دعوةٌ مُستجَابة فتعجَّل كل نبيٍّ دعوته، و إني
اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة). و قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها آية الرعد: ﴿ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ
لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ أي:إذا أصَرُّواعلى الكُفر، أما إن بقوا على أصل الإيمان، فهؤلاء يَغفِر
لهم الرحمن، حتى يبلغوا الجِنان، بسلام واطمئنان وأمان!!وروي عنه أنه قال:إنها آية طه:﴿ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ
الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ ودِلالة الآية:إن المؤمن الذي لم يَكذِب و لم يتولَّ؛ فلا يَناله شيء من العذاب أبدًا.
يؤيِّد هذا أن الآية وردت في سياق المُسَاجلة بينَ السَّحَرة التائبين و فرعون، وقد جاء في فاتحتها أمرٌ رباني إلى
موسى وهارون: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾.فَذُهِل قتادة
كيفيكون القول اللين، و الخطاب الهين في حقِّرأس الكفر فرعون؟! حتى صدَح قائلاً: ما أحَلمَك
ربنا و ما أكرَمك! أإذا كان هذا حِلمك و مَنَّك بمن قال:أنا ربكم الأعلى؛ فكيف حِلمُك
و عفوكُ و لطفكُ بِعَبدٍ سجدَ بينَ يديك و قال:سبحان ربِّي الأعلَى؟!
******************&&&&&****************

ود الأصيل
20-09-2015, 08:32 PM
نـــوق تعشـــق المـــوت
(كما يَحرَصُ أكثرُ الناسِ على حياةٍ!!)
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم أن حج النبي صلي الله عليه وسلم
حجة وداعه و ساق معه هديه مائة من الإبل ،
فأخذ الحربة لينحرها . فيا للعجب العجاب و يا لروعة مشهد
النوق وقد أقبلت تتسابق لتدفع برقابها إليه فتسخرها رخيصة و هي
راضية مرضية: أيتها ينحر قبل صويحباتها ، هكذا تتدافع الأنعام على بوابة
تقديم أرواحها و هدياً بالغ الكعبة و قرباناً الله، عله اتشرف بأن ترى دمها يراق
ثخيناً إثر طعنة تظفر بها من كفه الشريف.فلا بد أنهن تيقن أنهن هوالك . إذاً ، فلتكن
أريح و أشرف ميتة و لسان حالها، دون مقالها يقول(لا يهم على أي جنب يكون في سبيل الله
مصرعي) و حتي الموت له طعم من شفرته صلي الله عليه و سلم . و هكذا راح ينحر منها ثلاثاً و ستين
بين بكرةٍ و قعودٍ ثم يتوقف و لم يكمل ، ثم يناول الحربة ابن عمه علياً بن ابي طالبٍ رضي الله عنه ليكمل
المائة.قال العلماء : نحر من النوق بعدد سنين عمره الثلاث والستين. يا سبحان الله، هذه صم بكم و تفعل
هذا.بينما تجدنا أحرص الناس على حياة . فئات منا يمدحون الرسول بالمزامير و المعازف و يقيمون حِلَقَ ما
يسمونه جزافاً (ذكـــراً) وما هو بذكرٍ. يحيون به الليالي المِلاح بالصياح و المدح ا المباح اللا مباح، و بمصاحبة
أوكسترات كاملات،و ينصبون سرادق الأفراح لمولده في كل عام مرة، و الرسول يدعوهم لا ليجدع أنوفهم
أو ليبتر أعناقهم ، بل ليرفعها و يعلي قدرها بنهجه هذا الصالح لكل زمان و مكان. هذا إن كنا بالفعل
(أمة بتحب النبي و محمود بحب الرسول) لكنَّ قلوبنا باتت ميتة و هممنا باردة، تأبى إلا أن تخلد
بنا إلى أفرشة التثاقل و الركون إلى حضيض أديم الأر. ونحن إذ نزهدُ في سنة نبينا صلي الله
عليه و سلم و هديه الشريف، إنما نرغبُ بأنفسنا عن نفسه ، فنجعلُ أصابعنا في آذاننا
حذرَ الموت و نستغشي ثيابنا، و نولي أدبارنا و ننكصُ على أعقابنا،
******************%%%%%********************
[/[/color]size]

ود الأصيل
20-09-2015, 10:45 PM
"]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ
وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ
يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ
أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ
عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} (المائدة/95)
***************######**************
أي:{لا تقتلوا الصيد}صيد البر دون صيد البحر وأنتم محرمون بحج أو عمرة .
وقوله : { و من قتله منكم متعمداً } أي: قاصداً عامداً . و في ذلك ثلاث مسائل :
1) المراد بالصيد قولان ، الأول لأبي حنيفة رحمه الله : أنه الذي توحش سواء كان مأكولاً
أو لم يكن ، فعلى هذا ، المحرم إذا قتل سبعاً لزمه الجزاء و الكفارة .و الثاني للشافعي رحمه الله:
أن الصيد هو ما يؤكل لحمه ، و عليه فلا جزاء و لا كفارة في قتل سبعٍ . وسلم أبو حنيفة رحمه الله
باستثناء الفواسق الخمس وفي قتل الذئب. حجة الشافعي رحمه الله في أن الذي يحرم أكله ليس بصيد، فالقرآن
و الخبر ، أما القرآن فلقوله تعالى بعد هذه الآية:(أحل لكم صيد البحر و طعامه متاعاً لكم و للسيارة وحرم عليكم
صيد البر ما دمتم حرماً ) فهذا يقتضي حل صيد البحر بالكلية وحل صيد البر خارج وقت الإحرام ، فثبت أن الصيد
ما يحل أكله والسبع لا يحل أكله ، فوجب أن لا يكون صيدا ، وإذا ثبت أنه ليس بصيد وجب أن لا يكون مضمونا ، لأن
الأصل عدم الضمان ، تركنا العمل به في ضمان الصيد بحكم هذه الآية ، فبقي فيما ليس بصيد على وفق الأصل. و أما
الخبر فهو الحديث المشهور وهو قوله عليه السلام : " خمس فواسق لا جناح على المحرم أن يقتلهن في الحل والحرم :
الغراب والحدأة والحية والعقرب و الكلب العقور " وفي رواية أخرى : و السبع الضاري ، و الاستدلال به من وجوه ، أحدها:
أن قوله : و السبع الضاري ، نص في المسألة . وثانيها : أنه عليه السلام وصفها بكونها فواسق ثم حكم بحل قتلها ،
و الحكم المذكور عقيب الوصف المناسب مشعرٌ بكون الحكم معللاً بذلك الوصف ، وهذا يدل على أن كونها فواسق
علة لحل قتلها ، ولا معنى لكونها فواسق إلا كونها مؤذية ، وصفة الإيذاء في السباع أقوى فوجب جواز قتلها .
وثالثها : أن الشارع خصها بإباحة القتل ، و إنما خصها بهذا الحكم لاختصاصها بمزيد الإيذاء ، وصفة
الإيذاء في السباع أتم ، فوجب القول بجواز قتلها ، وإذا ثبت جواز قتلها وجب أن لا تكون مضمونة
لما بيناه في الدليل الأول . وأما حجة أبي حنيفة رحمه الله : فكون السبع صيد فيدخل تحت
عموم قوله:(لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم ) و إنما قلنا إنه صيد لقول الشاعر :
ليث تربى ربية فاصطيدا ولقول الإمام علي عليه السلام :
صيد الملوك أرانب وثعالب وإذا ركبت فصيدي الأبطال
والجواب : قد بينا بدلالة الآية أن ما يحرم أكله ليس بصيد ، و ذلك
لا يعارضه شعر مجهول ، وأما شعر علي عليه السلام فغير وارد ، لأن
عندنا الثعلب حلال . المسألة الثانية : (حرم) جمع حرام ، وفيه ثلاثة أقوال، الأول:
قيل : حرم ؛ أي محرمون بالحج ، وقيل : وقد دخلتم الحرم ، وقيل : هما مرادان بالآية ،
و هل يدخل فيه المحرم بالعمرة ؟ فيه خلاف . المسألة الثالثة : قوله : ( لا تقتلوا ) يفيد
المنع من القتل ابتداء والمنع منه تسببا ، فليس له أن يتعرض إلى الصيد ما دام محرما
لا بالسلاح ولا بالجوارح من الكلاب والطيور ، سواء كان الصيد صيد الحل أو صيد
الحرم ، وأما الحلال فله أن يتصيد في الحل وليس له أن يتصيد في الحرم ،
وإذا قلنا : ( وأنتم حرم ) يتناول الأمرين ، أعني من كان محرما
ومن كان داخلا في الحرم ، كانت الآية دالة على كل هذه الأحكام.
****************######***************
[/size]

ود الأصيل
20-09-2015, 11:36 PM
قوله:{ فجزاءٌ مثلُ ما قتل } يعني بذلك :
جزاء الصيد المقتول ; يقول تعالى ذكره : فعلى قاتل الصيد
جزاء الصيد المقتول بمثل ما قتل من النعم. قرأته عامة قراء المدينة و بعض
البصريين.بإضافة الجزاء إلى المثل و خفض المثل . و قرأته عامة قراء الكوفيين بتنوين
الجزاء و رفع (المثل) وهو الأولى بتأويل: فعليه جزاءٌ مثل ما قتل . لأن( الجزاء) هو (المثل)؛
فلا وجه لإضافة الشيءإلى نفسه. فرأوا أن الواجب على قاتل الصيد أن يجزي المقتول نظيره من الانعام.
كما أوجبه الله تعالى. و لو كان (المثل) غير الجزاء لجاز في (المثل) النصب إذا نون الجزاء , كما نصب اليتيم
إذ كان غير الإطعام في قوله : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة } و كما نصب الأموات والأحياء و نون
الكفات في قوله: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا} إذ كان الكفات غير الأحياء والأموات. وكذلك الجزاء, لو كان غير
(المثل)لاتسعت القراءة في المثل بالنصب إذا نون الجزاء, و لكن ذلك ضاق فلم يقرأه أحد بتنوين الجزاء و نصب(المثل),
إذ كان (المثل)هو عين(الجزاء), و كان التأويل:و من قتله متعمداً, فعليه(جزاءٌ) ألا و هو مثلُ ما قتل من النعم .
ثم اختلف أهل العلم في صفة الجزاء , وكيف يجزي قاتل الصيد من المحرمين ما قتل بمثله من النعم .
فقال بعضهم: ينظر إلى أشبه الأشياء به شبها من النعم , فيجزيه به ويهديه إلى الكعبة . ذكر من قال ذلك ,قوله:
{ و من قتله منكم متعمداً فجزاءٌ مثلُ ما قتل من النعم }. فإن قتل نعامةً أو حماراً فعليه بدنةُ , و إن قتل بقرةً أو
أيلاً أو أروى فعليه بقرةٌ , أو قتل غزالاً أو أرنباً فعليه شاةٌ . و إن قتل ضباً أو حرباءً أو يربوعاً, فعليه سخلةٌ قد أكلت
العشب و رضعت اللبن .فما كان من صيد البر مما ليس له قرن الحمار و النعامة فعليه مثله من الإبل , و ما كان ذا
قرنٍ من صيد البر من وعلٍ أو أيلٍ فجزاؤه من البقر , و ما كان من ظبيٍ فمنالغنم مثله , و ما كان من أرنب ففيها
ثنيةٌ , وما كان من يربوعٍ و شبهه ففيه ٌ صغيٌ , و ما كان من جرادةٍأو نحوها ففيه قبضة من طعام , وما كان
من طير البر ففيه أن يقومو يتصدق بثمنه, و إن شاء صام لكل نصف صاع يوما . قال مجاهد: من قتله،
يعني:الصيد،ناسياً , أو أراد غيره فأخطأ به , فذلك هو العمد الموجب الجزاء والكفارة , فعليه مثله
هدياً بالغ الكعبة , فإن لم يجد ابتاع بثمنه طعاما, فإن لم يجد صام عن كل مد يوما. و قال
عطاء:فإن أصاب إنسان نعامة , كان له إن كان ذا يسار ما شاء , إن شاء
يهدي جزوراً أو عدلها طعاماً أو عدلها صياماً , أيهن شاء .
****************#####**************

ود الأصيل
21-09-2015, 12:10 AM
و أما القول في تأويل قوله تعالى :
{ يحكم به ذوا عدلٍ منكم هدياً بالغَ الكعبة } .
يعني : فقيهان عالمان من أهل العدل و الفضل . و لعل
من أطرف ما قد يقال في هذا :إن أعرابيين أبصرا ظبيًا و هما محرمان ,
فتراهنا , و جعل كل واحد منهما لمن سبق إليه . فسبق إليه أحدهما , فرماه
بعصاه فقتله . فلما قدما مكة , أتيا عمر رض الله عنه يختصمان إليه و كان عنده
عبد الرحمن بن عوف أو قيل: إن عمر جعل يتلفت كمن ينتظر أحداً قادماً ليشير عليه،
فيسعفه بالجواب.فذكرا له ذلك و ما كان منهما, فقال عمر: هذا قمار, و لا أجيزه! ثم نظر إلى
عبد الرحمن,فقال : ما ترى ؟ قال : شاة . فقال عمر : و أنا أرى ذلك . فلما قفَّا الرجلان من
عند عمر, قال أحدهما لصاحبه و كأنما يستخفان به: ما درَى عمرُ و هو أ مير المؤمنين ما يقول
في مسألة كهذه، حتى سأل صاحبه! فردهما عمر فقال: إن الله تعالى لم يرض بعمر وحده حَكَماً
عدلاً في مسألتكما. ثم تلا عليهما قولَ الله تعالى:{ يحكم به ذوا عدل منكم } و أنا عمر, و هذا
عبد الرحمن بن عوف. و هنا شاهد حريٌّ بنا الوقوف عنده لنقول لفقهائنا و لدعاتنا في هذا
الزمان: أرأيتم سماحة عمر في الفضل بقدر ما تكون شدته في العدل.و قال آخرون: بل
ينظر العدلان إلى الصيد المقتول فيقومانه قيمته دراهم , ثم يأمران القاتل أن
يشتري بذلك من النعم هدياً بالغ الكعبة. فالحاكمان في قول هؤلاء بالقيمة،
و إنما يحتاج إليهما لتقويم الصيد قيمته في الموضع الذي
أصابه فيه قاتله، هكذا اقتضت حمكة الشارع.
**********$$$$$$*********
و إنما شرط الله بلوغ الكعبة بالهدي في
قتل الصيد دون غيره من جزائه , فللجازي بغير
الهدي أن يجزيه بالإطعام و الصوم حيث شاء من الأرض.
فما كان من دمٍ فلا بد أن يكون بمكة. و ما كان من صدقة
أو صوم حيث شاء . و قد خالف ذلك مخالفون , فقالوا :
لا يجزئ الهدي و الإطعام إلا بمكة .أما الدم
و الطعام بمكة , و الصيام حيث شاء
*********######*********
*********######*********

ود الأصيل
21-09-2015, 01:08 AM
أخيراً تأويل قوله تعالى:{ أو كفَّارةٌ طعامُ مساكينَ}
قرئت بتنوين (الكفارة) و رفع (الطعام) , للعلة التي ذكرناها
في قوله :{ فجزاءٌ مثلُ ما قتل من النعم } وقد اختلف أهل التأويل
في معنى هذا القول: فقال بعضهم : معنى ذلك أن القاتل و هو محرمٌ صيداً
عن عمدٍ , لا يخلو من وجوب بعض هذه الأشياء الثلاثة التي ذكر الله تعالى من مثل
المقتول هديا بالغ الكعبة , أو طعام مسكين كفارة لما فعل , أو عدل ذلك صياماً; لأنه مخير
في أي ذلك شاء فعل . أنه بأيها كان كفَّر فقد أدى الواجب عليه ; و إنما ذلك إعلام من عند الله
تعالى عباده أن قاتل ذلك كما وصف لن يخرج حكمه من إحدى الخلال الثلاثة . قالوا: فحكمه إن كان
على المثل قادراً أن يحكم عليه بمثل المقتول من النعم , فلا يجزيه غير ذلك ما دام للمثل واجداً . إذ قالوا:
فإن لم يكن له واجداً , أو لم يكن للمقتول (مثلٌ) من النعم , فكفارته حينئذ تكون إطعام مساكين. فإذا أصاب
المُحرم بحجٍّ أو عمرةٍ شيئاً من صيد البر، فعليه جزاؤه من النعم , فإن لم يجد قوَّم الجزاء بعدله دنانير أو دراهم,
ثم قومت الدناير أو الدراهم بقيمتها طعاماً , ثم صامٌ لكل نصف صاعٍ يوماً.{ أو عدل ذلك صياما ليذوق }.
و لا يكون الصوم إلا على من لم يجد ثمن هدي فيحكم عليه الطعام . وأولى الأقوال بالصواب عندي في قوله .
{ أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما } أن يكون تخييرا , وأن يكون للقاتل الخيار في تكفيره
بقتله الصيد و هو محرم بأي هذه الكفارات الثلاث شاء ; لأن الله تعالى جعل ما أوجب في قت
ل الصيد من الجزاء والكفارة عقوبة لفعله , وتكفيرا لذنبه في إتلافه ما أتلف من الصيد
الذي كان حراما عليه إتلافه في حال إحرامه, و قد كان حلالا له قبل حال
إحرامه , كما جعل الفدية من صيام أو صدقة أو نسك في حلق
الشعر الذي حلقه المحرم في حال إحرامه.
*********&&&&&*********

ود الأصيل
07-11-2015, 09:03 PM
مسألة في قوله تعالى﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾
﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾
اختلف العلماء في المراد بكون رزق الناس فقط في السماء ، فذهبت
جماعة إلى أن المراد أن جميع أرزاقهم منشؤها من المطر و هو نازل من السماء،
﴿ وجَعَلْنَا مَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ و يكثر في القرآن إطلاق اسم الرزق على المطر
لهذا المعنى ، كقوله تعالى ﴿ وينّزل لكم من السماء رزقاً﴾ كأدل آية على عظمته تعالى. و قال آخرون
في معنى قوله :﴿ وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ دليلٌ على عظمة و سمو قدر الخالق جل جلاله و علا
سلطانه، أكثر منه دلالةٌ على كون مكان الرزق فقط في السماء لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء/أي المطر) وَ الأَرْضِ/ أي النبات و طعام البحر و ركاز المعادن﴾.
كيف لا ، و هو وحده من يقدر و يدبر أمر الكون باسره من علاه في السماء ، كما قال تعالى﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ و أما قوله تعالى : و ما توعدون المراد: الجنة ،
لكونها فوق السماوات ، فإطلاق كونها في السماء فلأن العرب( قد تسمِى سماءً كل مرتفع وإنما الفضل حيث
الشمس والقمر ولما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور، قال فيه: بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
و إ نا لنرجو فوق ذلك مظهرًا قال له صلى الله عليه وسل إلى الجنة، قال:نعم إن شاء الله.
و قيل: وما توعدون من الخير والشر كله مقدر في السماء.
**************^^^^^^^^*************

ود الأصيل
07-11-2015, 09:28 PM
و من ذلك: ما ذكره الزمخشري في تفسير هذه الآية ، قال:
وعن الأصمعي ، قال : أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي
على قعود له ، فقال : ممن الرجل ؟ قلت : من بني أصمع ، قال :
من أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن ، فقال : اتل علي ،
فتلوت : والذاريات ، فلما بلغت قوله تعالى : وفي السماء رزقكم قال : حسبك ، فقام
إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر ، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى ، فلما
حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت ، فإذا أنا بالأعرابي
قد نحل و اصفر فسلم علي واستقرأني الذاريات ، فلما بلغت(و في السماء رزقكم و ما توعدون) ،
صاح ، و قال:ألا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، ثم قال : وهل غير هذا ؟ فقرأت فورب السماء والأرض
إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون، فصاح و قال : يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ،
لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين ، قائلا ثلاثا ، وخرجت معها نفسه. هذه الحكاية عمادٌ في
إحسان الظن بالخالق الرازق ، و في حسن التوكل عليه و هما أمران مهمان. من استقرا في
روعه ذاق حلاوة اليقين، وطمأنينة القلب، و هدوء الجوارح، و راحة البال و استكانة النفس.
اللهم ارزقنا حُسن ظن بك كبير لا يقترب منه لا شك و لا سأم و لا ملل، واجعلنا من
المتوكلين عليك حق التوكل بيقين عظيم، وعلّق قلوبنا بك واجعلنا إليك أقرب.
وكيف أخاف الفقر و الله رازقي
و رازق هذا الخلق في العسر واليسر
تكفّل بالأرزاق للخلـق كلهم
و للضب في البيداء والحوت في البحر.
*********^^^^^*********

ود الأصيل
05-12-2015, 08:21 PM
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
حفظ الله كابه العزيز من أن يزيد فيه إبليسُ باطلاً أو ينقص منه حقاً.
لقوله تعالى فيقال في آية أخرى { لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}
و قيل:إنا حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه لقوله تعالى قال تعالىإِ {نَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }
و لقوله تعالى{وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}. (وَ لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
و يُحكى أن حاخاماً يهوديناً دخل على مجلس المأمون وكان خطيباً مفوهاص فتحدث و قد أجزل العبارة.
فلما أعجب المأمون بمنظقه طمعه به فدعاه إلى الإسلام. ولكنه تمنع و نأى بجانبه وقال: بل ديني و دين آبائي
الأولين. ثم عاماً تالياً و جاء نفس الرجل إلى مجلس المأمون و لما أذن له بالحديث كان فقيهاً لا يشق له غبارٌ.
فخطب فيهم بحديث العارف بفقه واسعٍ في أركان الإيمان و الإسلام الصلاة و الزكاة. وحذر من كبائر و موبقات،
إلخ.فسأله المأمون: ألست بصاحبنا(يعني الذي جئتنا قبلَ عامٍ). قال بلى. قال: و ما الذي هداك لدين الحق؟
قال:لأُصدقن القول بأنني: رحتُ منذ ذاك أبح و أنقب ثم أُقارب. فنسخت كلاً من العهدين: قديمهما( التوراة)
و جديدهما(الإنجيل). وقد زدتُ و نفصت فيهما ما بدا لي و كيفما اتفق. ثم عرضتهما على طائفة من كلٍ
من علماء بني إسرائيل و قساوسة الكنيسة. فلم يعيبو علىَّ شيئاُ من ذلك. بل إنهم إلا إن قبلوهما مني
وقد كالوا لي الثناء و أجزلوا لي التقدير. فلعمت أنهم تائهون بين العديدٍ من النصوص المحرفة من
توراة و أناجيل. ثم لجأت غلى القرآن و نسختُ منه نُسَخاً ثلاتاً . وقد زدت فيها و نقصت.
ثم عرضنهاعلى الوراقين(يعني باعة الكتب) وليس فقهاء أمة الإسلام. فما كان
من هؤلاء إلا أن ردوها في وجهي وقالوا: ما هذا بكلام الله.
وقد كان ذلك فقط سبباً كافياً لهداتي كما ترون.
************^^^^^************



[/center]

ود الأصيل
05-12-2015, 09:00 PM
انظر إلى حال هذا. ثم قارن بينه
و بين من يدعى أنه من ملتنا. لا ، بل هو واحدٌ
من قادة أمتنا و هو يخفي بواح كفره و زندقته وراء وجه أملسَ
كما رؤوسالأفاعي السامة . حينما قال :"إن لدينا نصوصاً قديمة"، و هو
يقصد(آيات الذكر الحكيم)،"بحاجةٍ ماسةٍ لأن نعيد فيها النظر" و هو لا شك
يضمر قوله" نطمسها و ننسخها و نبدلها بأن أن نحوّل آيات وعيدها وعداً، و آيات
حرامَاً حلالاً طيباً و هلم جرا". فلا بد أنه قال ذلك و هو يخاطب ظائفةً من أشباه
(علماء الأزهر) ممن يعملون حُدَّاماً و سدنةً لبلاط العسكر: فهل يا ترى، لو كان يخشى
بأساً أو حتى لومة لائمٍ من جانب مطبليه هل كان سوف يجرؤ على قوله ذاك؟!!
و لكنَّ في واقع الأمر أنه لم يأت بجديد في هذا عما قاله سلفٌ من مشركي
قريشَ. إذ يقول عزمن قائلٍ في حقهم{وَ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ،
قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ، قُلْ مَا يَكُونُ
لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ،
إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
**********^^^^^**********

ود الأصيل
15-12-2015, 08:16 PM
كان من معجزات نبي الله سليمان
أنه يكلم الطير والريح والحيوانات جميعها،
فجاء رجل إلى نبي الله سليمان فقال له يا نبي الله،
أريد أن تعلمني لغة، فقال له النبي سليمان لن تستطيع التحمل،
و لكنه أصر على النبي سليمان، فقال له: تريد أن تتعلم أي لغة.. فقال:
لغة القطط فإنها كثيرة في حينا، فنفخ في أذنه، وفعلا تعلم لغة القطط، و ذات يوم
سمع قطتين تتحدثان، وقالت واحدة للأخرى ألديكم طعام فإنني سأموت جوعا؟ فقالت القطة:
لا ، لا يوجد، ولكن في هذا البيت ديك وسيموت غدا وسنأكله، فقال والله لن أترككما تأكلان ديكي
و سوف أبيعه، و في الصباح الباكر باعه ، فجاءت القطة و سألت أختها هل مات الديك، فأجابتها:
كلا، فقد باعه صاحبنا. و لكن لا عليك، سوف ينفق لهم كبشٌ وسوف نأكله، فسمعهم صاحب الدار
و ذهب و باع الكبش.فجاءت القطة الجائعة وسألت هل مات الكبش؟ فقالت لها قد باعه صاحبنا،
و لكن صاحب البيت يوشك أن يلقى كتفه و سيصنعون طعاماً للمعزين و سنأكل، فسمعهم
صاحب البيت فصعق، و هرع يجري إلى نبي الله سليمان، وقال إن القطط تتنبؤ بوفاتي
اليوم، فأرجوك يا نبي الله ما ذا أصنع؟!، فقال له: فعلم ا لرجل أن الله قد فداه
بالديك و لكنه باعه ، ثم فداه بالكبش و باعه، أما الآن فليس أمامه
سوى أن يُعِدَّ الوصية والكفن ـ فالحكمة من القصة أن لله ألطافاً
خفية ونحن البشر لا نفقهها، فالله قادرٌ أن يدفع عنا
كافة البلايا و الرزايا فعلينا أن نسلم الأمر لله.
*******^^^^^*******
هذا مع التنويه من باب الأمانة العلمية أننا
لا نعلم أصلا لهذه القصة رغم طلاوتها، و قد ذكرت
في موقع الدرر السنية بإشراف الشيخ علوي السقاف، تحت
عنوان: الأحاديث المنتشرة في الإنترنت، وحكموا بأنها باطلة،
و لا شك في أن لله سبحانه ألطافاً خفية، كما جاء في سورة
يوسف(إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ولكن
ربما كانت هذه من الإسرائيليات والتي ذكر ابن كثير أنه
لا باس بالاستئناس ببعضها إذا كان ذلك من باب
استنباط العبر حسب موافقتها لروح الدين.
هذا ، و العلم عند الله وحده.
*******^^^*******

ود الأصيل
11-01-2016, 08:09 PM
الصـــــــــــبر شطـــــــــــــر الإيمـــــــــــــــــــان
﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أخرجنا من ظلمات و جهل و وهم إلى أنوار معرفة و علم، و حول شهواتنا إلى لقربات.
أما بعد، فقد جرت عادة القرآن الكريم و الذكر الحكيم على مخاطبة الناس عامةً بأصول
الدين.كقوله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ و العبادة أصل. و يخاطب عباده المؤمنين
خاصةً بفروعدينهم الذي ارتضى لهم. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ يعني يا من
آمنتم بي موجوداً و واحداً وكاملاً، يا من آمنتم بأسمائي الحسنى و صفاتي العلا الفضلى،يا من
آمنتم بكمالي،برحمتي، بعدلي، بقدرتي، بعلمي، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾
فيما يزجر الكفار يوم القيامة:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ﴾
****************^^^^^^*************
.

ود الأصيل
11-01-2016, 08:40 PM
الحقيقة أن أصل الدين و أساسه هو الصبرٌ.
لقد أودع الله فينا شهوات، بإمكان كل واحدٍ منا أن يتحرك بها
خبط عشواء. المرأة مليون علاقة محرمة ، عدا واحدة واحدةٍ حلالٌ هي النكاح.
و لكسب الرزق حٍيًللٌ و طرقٌ ملتويةٌ شتى، غير واحدٍ مشروعٍ، الا و هو الكسب الحلال.
فأية شهوةٍ أودعها الله فينا جعل لها قناةً نظيفةً محددةً تسري خلالها. فما هو الصبر إذاً ؟
أن تحرك شهواتك عبر تلك القنوات أي: وفق منهج الله ، و ضمن حدود ما أباحه شرعه.
فالمرء تارة يقع عليه ظلمٌ فيُقهر. و تاراتٍ يقويه الله عز و جل فينتقم. فالصبر أنك إذا أردت
أن تأخذ حقك دون زيادة: ﴿ وَ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾
فحينما يأتي الصبر كأحد أسباب النجاح معنى ذلك أنك تفقه حكمة الله من خلقه إياك،
كي تصبر على طاعته. فالفراش أكثر جذباً للإنسان من أن يستيقظ ليصلي، أودع الله
فيك طبعاً و كلفك تكليفاً ولحكمة بالغة الطبع يخالف التكليف ، إذ يدعوك للتثاقل
إلى النوم و الفراش وثيرٌ. و صلاة الفجر على المؤمنين كتابٌ موقوتٌ.فالطبع
هو النوم و الأمر التكليفي هو الاستيقاظ . و النفس البشرية شهوتها جمع
المال التكليف هو أن تنفقه. و كذا طبع الرجل أن يملأ عينه من
مفاتن لحسان و التكليف أن يغض البصر. فالدين كله صبرٌ:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ﴾.
************^^^^^***********

ود الأصيل
11-01-2016, 09:13 PM
الصبر أن تفعل شيئاً مكروهاً،
(حفتّ الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات):
﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ
خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
إذا كان الصبر على الطاعة، في ضبط لسان عن الخوض في عورات الناس فالتكليف
أن تستر، أن تصمت: ( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )
إذاً ، التكليف يتناقض مع الطبع، هذا التناقض هو ثمن الجنة، لذلك حفتّ الجنة
بالمكاره وحفّت النار بالشهوات، ومن أحبّ دنياه أضر بآخرته. والمؤمن الفطن
من صدق الله عز وجل و آمن بويمه الآخر و رضي بقضائه و قدره:
ما من شيء أحبّ إلى الله من شاب تائب يباهي به الملائكة:
إذاً أن تصبر على الطاعة و أن تصبر عن المعصية ، صبر على وصبر عن .
وأما والثالثة فليست سهلة: أن تصبر على قضاء الله وقدره، يعني الله عز وجل ما سمح
لك أن تنجب جعلك عقيماً، العقيم المؤمن راض عن الله يا رب لك الحمد هذا اختيارك وأنا أقبل به،
الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، هذا عنده بعض الأمراض، هذا عنده دخل محدود، هذا
علاقاته برب عمله عمله ليست على ما يرام، لا يوجد شخص ليس عنده مشكلة، الآن أن تصبر
على قضاء الله و قدره. فصبرٌ جميلٌ على الطاعة و صبر عن المعصية و صبر عند البلاء
على قضاء الله و قدره ، يعني أن المؤمن ممن رضي الله عنهم رضوا عنه بأذنه تعالى.
******************^^^^^^^******************
و لعلنا نختم بحديث لطبيب قال: جاءنا مريض معه ورم خبيث
منتشر في أحشائه و آلام هذا المرض شديدة إلى درجةٍ تكاد تطاق أو تحتمل.
قال: كلما دخل عليه إنسان يقول له: أشهدك أنني راض عن الله، يا رب لك الحمد،
قال لي عجيب، حينما يقرع الجرس يتهافت الأطباء على تلبية طلبه. قال لم تمض بضعة
أيام حتى توفي لكن غرفته بالتعبير الدارج منورة، روحانيته عالية جداً، وكلما زاره إنسان يذكره
برضاه عن الله وتقبله لقضائه و قدره بروحٍ طيبةٍ ، يا رب لك الحمد. قال الطبيب لحكمة بالغة
الله عز وجل أراد أن يعطي هذه المستشفى بأطبائها وممرضيها درساً لا ينسى. ثم جاءنا
مريضٌآخر بالمرض نفسه، و بالغرفة نفسها ما في نبي ما سبه، يسب الذات الإلهية،
يسب الأنبياء، إذا قرع الجرس لا أحد يجيبه، تدخل إلى غرفته في انقباض
لا يحتمل، سوداوية، سبحانك يا رب المرض نفسه، الألم نفسه، شخص
تلقى هذا القضاء والقدر بالرضا و شخص تلقاه بالسخط و التزمر.
************^^^^^^************

ود الأصيل
18-01-2016, 08:48 PM
(لا تـركـنــنَّ إلــي الدنـيـا و مـا فـيــهــا)
قدم أعرابيٌّ إلى أمير المؤمنين / عليِّ بن أبي طالبٍ ،
رضي الله عنه ، وقال: يا مولاي ، لقد أشتريت داراً و إني لأرجو
أن تكتب لي صك شرائها بيدك. فنظر إليه الإمام عليٌّ ملياً بنظرة الحكمة،
فوجد أن الدنيا قد تربعت على عرش قلبه، و سكنت أبراج عقله، و ملكت عليه زمام
أمره و أغشت عليه بصائر نفسه. فأراد أن يذكره بأن ثمةَ دارٌ هي أبقى من دارْ فانية و أن
رحيله منها دانٍ و لامحالة، إن عاجلاً أم آجلاً. فكتب بعد أن حمد الله و أثنى علىه: أما بعدُ، فقد
أشترى ميِّتٌ من ميِّتٍ داراً في بلد المذنبين و سكة الغافلين ، لها أربعة حدودٍ أما حدها الأول ،
فينتهي إلى الموت؛ و أما حدها الثاني فنهايته إلى روضة من رياض الجنة أو إلى حفرةٍ من حفر
النار يوم{وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ* إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}؛ و أما الحد الرثالث فحاشره للحساب؛
و أما الحد الرابع و المثوى الأخير، فمصيره إما إلى{جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
و إما إلى نارٍ{تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}.فجعل
الرجل يبكي بكاء مرَّاً و علمأن أمير المؤمنين أردا أن يكشف له غشاوةً عن قلبه الغافل. فقال: يا
أمير المؤمنين، إني أُشهد الله أني قد تصدقت بداري هذه على أبناء ا لسبيل.فأنشد الأمام:
النفس تبكي علي الدنيا و قد عـلـمـت ***** إن الـسـعادة فـيهـا تـرك مــا فـيـهـا
لا دار للمـرء بعـد الموت يـســكـنه ***** إلا التي كان قبـل الـمـوت بـا نـيـهـا
فان بـنـاها بــخــيـرٍ طــاب مســــكــنـه *** و إن بـنـاهـا بـشـــرٍّ خـاب بـانـيـهـا
أمـوالـنـا لـذوي المـيـــراث نـجــمـعــها *** و دورنـا لـخـراب الـدهــر نـبـنـيـهـا
ايـن المــلـوك التـي كانـت مســلطــنـةً *** حتـي سـقاها بكأس المـوت سـاقيهـا
فـكــم مدائــنُ فـي الآفـاق قـد بـُنـيـــت *** أمســت خراباً و أفني الموت أهليهـا
لا تـركـنــنَّ إلــي الدنـيـا و مـا فـيــهــا *** فالمـوت لا شــكَّ يفـنـيـنـا و يـفـنـيـهـا
لـكـل نـفــسٍ و إن كانـت عــلـي وجــلٍ *** مـــن الـمـنـيــة آمــــالٌ تـقــويـــهـا
الـمـرء يبســطها و الدهــر يـقـبـضـهـا ****** و النفس تنشرها و الموت يطويها
انــمـا الـمــكـــارم أخــلاقٌ مــطــهـــرةٌ ** الـديــن أولـهــا و الـعـقــل ثـانـيـهـا
و الـعــلـم ثــالـثـهـا و الحـــلـم رابـعـهــا***و الجود خامسها و الفضل سادسها
و الـبـر ســـابـعـهـا و الشـــكـر ثـامـنهـا *** و الصــبر تاســعها و اللـين باقـيهـا
الـنـفــس تـعــلـم أنــي لا أصــــادقـهـا ***و لســت أرشـد إلا حيـن أعـصـيـهـا
و أعــمـل لـدارٍ غـدا رضــوان خـازنهـا *** و الـجـار أحـمـد و الرحـمـن ناشـيـهـا
قــصــورها ذهـب و المســك طـيـنـثـهـا *** و الـزعـفـران حشـيـش نـابـت فـيهـا
أنـهـارهـا لبـن مـحـض و مـن عســــل ***** و الخـمـر يـجري رحيقاً في مجاريها
و الطـير تجـري علي الأغصـان عاكفـةً *** تـســبـح الله جـهــرا فــي مـغــانـيـهـا
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ** بـركـعـة فــي ظـلام الــليـل يـحيــيـها

ود الأصيل
22-01-2016, 02:53 AM
ﻻ يفتى و مالك في المدينة!!
لماذا ﻗﻴﻞ : ﻻ ﻳﻔﺘﻰ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟؟
ﻛﻠﻨﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﻲﺀ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻐﺴﻠﺔ ﻟﺘﻐﺴﻠﻬﺎ
ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﻟﻴﻐﺴﻞ ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺻﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪ
ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺫﻛﺮﺗﻬﺎ ﺑﺴﻮﺀ , ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺯﻧﺖ ﻓﺎﻟﺘﺼﻘﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﺑﺠﺴﻢ
ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ
ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺗﻜﻔﻴﻦ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻬﺎ :
ﺃﻧﺤﻀﺮ ﺍﻟﻜﻔﻦ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﻢ: ﻣﻬﻼ ، ﻭﻛﺮﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﻬﻼ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺮﺃﺕ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ ...ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻧﻘﻄﻊ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻟﻨﺪﻓﻦ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻷﻥ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﻣﺮ
ﻭﺍﺟﺐ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻞ ﻧﻘﻄﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻟﻨﺨﻠﺺ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ
ﻭﺍﺣﺘﺪﻡ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﻴﻠﺖ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ...ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ عليه ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
(ﺇﻥ ﻗﺬﻑ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺔ ﻳﻬﺪﻡ ﻋﻤﻞ ﻣﺌﺔ ﺳﻨﺔ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ... ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻭﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ... ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺑﺎﺏ ، ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ: ﻳﺎ ﺇﻣﺎﻡ ﺭﻣﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻭﺗﺠﻠﺪﻫﺎ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺟﻠﺪﺓ ﻣﺼﺪﺍﻗﺎ... ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ)
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻓﺎﺟﻠﺪﻭﻫﻢ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺟﻠﺪﺓ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ
ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ (. ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺟﻠﺪﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺫﻓﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﻴﻞ ﻻ ﻳﻔﺘﻲ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ
ﻭﺃﺧﺬ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻷن ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻮﻟﻰ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺭﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺗﺮﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻴﺖ
ﺗﻐﺘﺎﺑﻪ ﺗﻘﺬﻓﻪ ﺑﺄﺑﺸﻊ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ. ﺃﻟﻴﺴﺖ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﺍﻵﻥ
ﺗﺠﺎﻩ ﺇﺧﻮﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺣﺪ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺃﻛﻞ
ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮ ؟؟. ﻭﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ؟؟
ﻗﺼﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﺆﺛﺮﺓ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮﺓ منقوله من
الشيخ عبدالرحمن الطاسان
حفـــــــــظه الله
****^^^****

ود الأصيل
06-02-2016, 08:38 PM
عوداً على ما بدأناه من حقيقة أن:
( الصـــــبر شطــــر الإيمـــــان)
فهناك قاعدة قرآنية عظيمة مؤسسةٌ عليها.ألا و هي:
(إِنَّــهُ مَنْ يَتَّــقِ وَ يَصْبِــرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيــعُ أَجْــرَ الْمُحْسِنِيــن)
وهذه القاعدة وردت في قصة يوسف عليه الصلاة و السلام ، وذلك
حين دخل عليه إخوته فقالوا: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنَا
بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
قَالَ:هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا:
أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِيقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ
مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
***********@@@@@**********

ود الأصيل
06-02-2016, 09:47 PM
r]

فما أكثر ما نحفظ من تعاريف للتقوى ،
و من كيفياتٍ و تقسيمات للصبر، ثم يخفق أكثرنا،
إلا من رحم الله في أول امتحانٍ لتطبيق هذه المعاني الشرعية
عند أول وأبسط محكٍ لمتقتضاها، إذا جد الجد. كلنا يعي بداهةً أن التقوى
هي فعل أوامر الله ، و اجتناب نواهيه بكل بساط . و كلنا يدرك أن ذلك يلزمه صبرٌ
و مصابرة، و حبس للنفس على مراد الله و رسوله، و لكن الشأن في النجاح في تحقيق هذين
المعنيين العظيمين في أوانهما. و لنا أن نتساءل هنا عن سر الجمع بين التقوى و الصبر في هذه
الحكمة القرآنية البالغة{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}؟ و الجواب:لأن أثر
التقوى في فعل المأمور، و أما الصبر فأثره في الأغلب في ترك المنهي . فنبي الله يوسف عليهالسلام ،
تعرض لنوعين من الأذى فقابلهما بالتقوى والصبر. فقد ابْتُليَ أولاً بمحنة إخوته ، من حرموه من تنسم
عبق الحرية و دفعوا به إلى نير الرق و العبودية . ثم ابتلي ثانياً بظُلِمَ بامرأر ذات حسن و سلطانٍ و جاه ،
إذ تتهيأ له و تدعوه إلى الفاحشة ،و تراوده عليها، بل و يستعين عليه بمن يعينها على تفيفذ أمرها فيه.
و لكنه استعصم و اختار السجن على تحقيق هواها، و إنفاذ غرضِها الفاسد، و آثر عذاب الدنيا على سخط
الله ، فكان مظلوماً تارة من جهة أبغضه، و أخرى من جهه من أحبه. على أن محك صبره على الأذى
الذي لحقه من امرأة العزيز كان أشد و أعظم من صبره على ما لحقه من أذى إخوته؛ جبث
لم يكن أمامه بدٌّ مما ليس منه بدٌ. أي: من باب المحن التي لا يكاد ينجو منها مخلوقٌ.
فيما اقترن صبره على امرأة العزيز بالتقوى، و كان أهون عليه المطاوعة.
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
***********@@@@@***********

ود الأصيل
06-02-2016, 11:24 PM
و هكذا إذا ما ابتلي المؤمن في دينه و إيمانه،
و طلب منه الكفر أو الفسوق أو العصيان ـ و إن لم يفعل تعرض
للفتن ، فتخير العقاب بالأذى إما الحبس و إما التهجير من مسقط رأسه و قرة
عينه، مثلما جرى للنبي صلى الله عليه و للمه اجرين حين شروا هجر ديارهم و فقد
أموالهم ليشتروا بذلك دينهم. إنما كان ذلك صبراً اختيارياً، و أعظم من صبر يوسف عليه السلام ؛
لأن يوسف إنما طلب منه الفاحشة، و عوقب لالحبس، إذ لم يفعل.والنبي صلى الله عليه و سلم و صحبه
أمروا بالكفر، و إذ لم يفعلوا ، تعرضوا للقتل و النفي. فآثروا الهجرة سمعاً و طاعة لأمر الله ، و تحقيقاً عملياً
للحكمة القراآنية المستوحاة قاعدة{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} و لعل من التطبيقات
العصرية لذات المبدأ تكون تربيةُ النفس و تروضها على التقوى و الصبر أمام ما تكاد تعم به بلوى زماننا هذا
من فتن (هيت لك)،إذ تلوح للفتى ظاهرةً و باطنة كقطع الليل الأسود، لتحاصره من كل حدَبٍ و صوبٍ، سواء
بلحمها و دمها،أو بتاصوير عظمت الفتنة باحتراف تصويرها، و التفنن في تقينات منتجتها و بث
سمومها في الأسافير و تَيّسرسبل جعلها في متناول و على قفا من يشيل ، و الما يشتري يتفرج.
فعلىالمؤمن أن يكون كيساً فطناُ بما يكفي لكي ينصح لنفسه الأمارة بالسوء و ليتقِ فيها ربه،
كبح جماحها، فلجمها عن تقليب نظره في مراتع السوء؛ موقنناً يقذفه الله في قلبه
من نور الإيمان و الطمأنينة بذكر الله.لهو أعظم مما يجده من نزوةٍ عابرةٍ .
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
***********@@@@@************

ود الأصيل
13-02-2016, 08:15 PM
في قوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا
أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
لقد ذهب بعض المتأخرين إلى أن الربا لا يكون حراماً
إلا إذا كان أضعافاً مضاعفة ، أما إذا كان بنسبة معقولة مثلاً،
فإن هذا ليس بربا ، و لا يكون حراماً، و جعلوا كونه (أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً)
شرطاً مقيداً و علة في التحريم و هذا فهم يدل على انحراف في التفكير
و سوء قصد. فقوله تعالى(أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً)، إنما هو وصف لواقعٍ جاهليٍّ كان
سائداً ، إذ ينفر السامع ذو الفطرة السليمة و العقيدة الراسخة من التعامل به.
فقد كان الناس في الجاهلية يقولون إذا حل الدين : إما أن تقضي و إما أن تربي ،
فإن قضاه و إلا زاده الآخر في المال،و هكذا كل عام ، حتى يصبح أصل المال مضاعفاً.
فأمرهم الله بالتقوى، و بين لهم أن ترك التعامل بالربا من أسباب الفلاح
والفوز الذي لا يتحقق إلا بالجمع بين النجاة من الشرو تحصيل الخير،
(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)
و قد جاء تحريم الربا على إطلاقه في سورة البقرة ،
و بينت ذلك السنة الصحيحة.
*******@@@*******

ود الأصيل
13-02-2016, 09:44 PM
و إن للشيخ العلامة/
محمد بن صالح العثيمين تعقيباتٌ بديعةٌ
حول مذاهب بعض المتأخرين حول تقييد حرمة
الربا بعلة أكله أضعافاً مضاعفة و قال في هذا، رحمه الله :
إن الخطاب القرآني هنا مطلقٌ على حال الغالب الأعم. و أما قوله تعالى
(أضعافاً مضاعفةً) فهو قيد لا مفهوم له سوى كونه تقليظاً في حرمة أكل الربا.
و بالتالي فهو ليس شرطاً لتُعلَّق عليه حرمة أكل الربا، قليله أو كثيره. لكون الأصل في
تحريم أكل الربا أن يكون أضاعفاً مضاعفةً. و ساق مثالاً لنحو ذلك من الشروط غير المقيدة،
بقوله تعالى(وَ رَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ). فالربيبة حتى إذا لم
تكن في حجر زوج أمها، بحيث إذا دخل بالمرأة تحرم عليه ابنتها سواء كانت في تربيته أو لم تكن ،
إذ عُلِّق رفع الجناح بمجرد عدم الدخول، و هذا يقتضي أن المقتضي لحصول الجناح هو مجرد الدخول.
لكون الأعم الأغلب أن بنت الزوجة أن تتربى في كنفه ، في غالب الأحوال ، لا لأن هذا القيد شرطٌ في
حصول تحريمها على زوج أمها، و التي ذهب البعض إلى أن الدخول بها اسم لمطلق الوطء سواء كان
الوطء نكاحاً أوسفاحاً ، فدل هذا على أن الزنا بالأم يوجب تحريم بنتها . و إن كان استدلالٌ كهذا
في غاية الضعف. و نحو ذلك أيضاً قوله تعالى [وَ لَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا]
فإن إكراه الفتاة على الرذيلة محرمٌ على و ليها إطلاقه، في كل الأحوال ، و بصرف
النظر عن اشتراط إرادتها التحصن من عدمه، أو عما إذا تمنعت عن إتيان
الفاحشة، لغرض ما ـفي نفسها كأن تأنف فعلها مع شريكٍ بعينه،
لدمامة خلقته مثلاً، فيما تستسيغ فعلها مع غيره.
**********@@@@@**********
[/font][/center]

ود الأصيل
21-02-2016, 11:59 AM
حُــــــفرة المــــــوت
يُحكَى أنَّ أهلَ قريةٍ كانوا يعيشون في سفحِ جبلٍ ،
وكان بجانبِهم حفرةٌ ضخمةٌ على حوافِها حجارةٌ ، ويتدلَّى منها
حبالٌ بالية، و عروقُ أشجارٍ شبه متحلِّلةٍ ، ومن سقط فيها ، لا يمكِنُه الخروجُ،
ولا أحد أن يستطيعَ إخراجَه ، وقد أسمَوْها "حفرة الموت"... و بينما هم في صباحِ يومٍ
مشتغلين بمكاسب عَيشِهم ، إذْ بهم يسمعون صِياحاً وإستغاثةً : أنقِذُونا... أنجِدونا..وما زالت
هذه العبارةُ تتكرَّرُ وترتفع ، حتى سمِعَها كلُّ أهلِ القرية ، فما كان لهم بدٌّ من السَّعي إلى نجدة
المستنجدين ، فتفاجأوا أنَّ هذه الأصواتَ إنما هي لرجُلينِ مسافرين سقطَا من ليلة البارحة في تلك الحفرة ِ،
وكانا جاهدَيْنِ يحاولان الصُّعودَ لعدة ساعاتٍ...،أقبل عليهما النَّاس ، فلمَّا أبْصَروهما يحاولان التسلقَ عبر تلك الحبالِ،
و لَم يستطعِ الناسُ أن يفعلوا لهما شيئاً ، بل على العكسِ من ذلك ، كان مجيءُ الناسِ إعلاناً لهما بوقف سبُلِ النَّجاة،
و أخذوا يهتفون بهما بأعلى أصواتِهم : لا تفكروا في النَّجاة ؛ أنظروا إلى ما حولكما من العظامِ ؛ إنها لأناسٍ سقطوا فيها من
سنتين ، إعذِرونا لا نستطيع إنقاذَكما ؛ الحفرةُ عميقة ، لا تحاولا الخروجَ ؛ فجهودُكما سوف تضيع...،و كلَّما إزدادت محاولاتُ الرَّجُلينِ،
صرَخوا بهما وأشاروا إليهما بأيديهم وبأعلى أصواتِهم : أن يكفوا عن محاولاتِهما اليائسة ، فما كان من أحدِ الرجلين إلا أن سقط على
ظهرِهمن الإعياءِ ، ومن فِقدان الأملِ بعد كلام الناس، حتى مات...و أما الآخَرُ ، فما زالت محاولاتُه مستمرةً ؛كلَّما صعد خمسَ خطواتأ
و ستَّ خطواتٍ، سقط ، والنَّاسُ يصيحون به: لا تحاوِل، أنظر إلى صاحبِك لَم يستطِعْ...،و لكنه ما زال يحاول و يتمسَّك بتلك الحجارة والعِروق،
ويغيِّرُ مواطئ قدميه، فيسقطُ ، والنَّاسُ يتعجبون من صمودِه وقوَّةِ عزيمتِه التي لَم تفتُرْ، فما زال يحاولُ حتى شارف على الخروج، ثم وثب
قبل أن تزلَّ قدمُه، فإذا هو بينهم جاثياً على ركبتيه ، وقد أخذ منه التَّعبُ كلَّ مأخذٍ ، والناسُ في شدة الذُّهول وهم يهنِّئونه مع تعجبهم
الشديد، ثم سألوه : ألم تكن تسمعُ صياحَنا وكلامنا لك...؟!يعيدون عليه ذلك السُّؤالَ و هو غير ملتفتٍ إليهم ، حتى أخبرهم أحدُ
الحاضرين أنَّ الرجلَ الآن لا يستطيع الكلامَ من التعب الشديد...فأتوا بورقةٍ وكتبوا له هذا السُّؤالَ : كيف إستطعت أن تخرجَ من
حفرة الموت ، ونحن نصرخُ بك - رحمةً وشفقةً عليك - أن تكفَّ عن محاولاتِك اليائسة...؟!فكتب لهم : أنا رجل أصمُّ ،
ولا أسمعُ شيئاً ، وكنت أراكم ترفعون أيديَكم ، وأنتم تتكلَّمونو أرى أيديَكم ترتفعُ ، فقلتُ ـ لنفسي ـ : إنَّ هؤلاء
يشجِّعونني ، ويبدو أنني قد تقدَّمت في محاولاتي ، فتقوّت عزيمتي حتى إستطعتُ الخروجَ بحمد الله.
إذًا ليس عليك إلا أن تُصِمّ أذنيك عن كلامِ الناس المحطِّمينو المثبِّطين ، وأن تجعل تثبيطَهم
تصفيقاً حاراً ، وهُتافاتٍ مدويةً ، و لا تزيدُنَّك إلا حماساًلتمضي قدماً
كن أنت . كن كما تريد يا صديقي.فلا تيأس و الله معك
**************₩₩₩₩***************
نعم يا أخي، طلع الصمم نعمة و دا بيفسر لينا قوله تعالى
(و إن تعدوا نعمة الله ﻻ تحصوها). و ليس المقصود إحصاؤها عددا،
بقدرما هو إدراك خقيقة النعم.فمثلاً المال و البنون في ظاهرهما من
أجل نعم الله؛ وهما زينة الحياة الدنيا. و لكن ﻻ ننسى قوله: (إن في
أموالكم و أوﻻدكم فتنة، فاحذروهم). بينما الصمم و العمى مثلاً
في ظاهرهما نقم و لكن قد تكونان سبباً في كسبك
لمرضاة الخالق؛ بكف أذاك عن خلقه.
*******@@@@@*******

ود الأصيل
16-03-2016, 08:46 PM
يقول تعالى في سورة المائدة:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}
فلماذا عبّر سبحان عن الدِّين بالكمال ، و عبّر عن النِعمة بالتمام ؟ وما الفرق بين التمام و الكمال؟
أكمل الأمْرَ : أي أنهاهُ على مراحل مُتقطّعةٍ بينها فواصلُ زمنيّة.. فالذي عندهُ أيّامٌ إفطارٍ في رمضان
وعليه صيامها فيما بعد لديه فرصة 11 شهراً لقضائها و لو على فتراتٍ متقطّعةٍ لذلك قال تعالى :
(و لتُكْملوا العِدّة)..أما أتمّ الأمر : يجب أنْ لا ينقطع العمل حتّى ينتهي فلا يجوز مثلاً
الإفطار عند النهار في يوم الصيام و لو لفترة قصيرة جدّا ًلذلك يقول الله تعالى :
(ثُمّ أتِمّوا الصيام إلى الليل ) و لم يقل [ أكملوا ].. و كذلك لا يجوز
للإنسان أن يتحلّل مِنَ الإحرام في الحجّ حتى ينتهي من شعائره
لذلك يقول الله تعالى : ( وأتمّوا الحجّ و العُمرة للّه )
و ليس أكملوا الحجّ.. فلماذا الدين [ اُكْمل ]
بينما النعمة [ أُتِمّت ]؟ `; لأنَّ الدين نزل على
فتراتٍ متقطّعةٍ على مدى ثلاثةٍ و عشرين عاماً.. و لكن
المُلفت و الجميل أن نعمة الله لم تنقطع أبداً فقال (و أتممتُ عليكُم نعمتي)
فنِعْمةُ اللّه لمْ تَنقطع و لا حتى ثانيةً واحدةً على هذه الأمّة فما أروع كرم الله تعالى.
و لعل ثمةَ فرقٌ آخرُ لطيفٌ جداً. فقد جاء التعبير عن الدِّين بالكمال ، و عن النِعمة بالتمام؛
لأن الكمال لا نقص فيه و كذا الدين كتنزيل من رب العالمين بعقيدةٍ خالصة و تشريع جامعٍ شاملٍ
لا يشوبه نقصانٌ و لا يأتيه باطلٌ من بين يديه و لا من خلفه. بينما تمام النعمة يكون قابِلاً للنقص.
و للزوال كما قيل : إذا تم أمْر بَدا نقصه .. و قيل(تَرَقّب زَوالاً إذا قيل تَمّ) قال ابن كثير: لَمَّا أكْمَل الدِّين
(لهم) تَمّت النعمة (عليهم) أي: لكأن المولى عز و جل تكرم علينا بدينه وقد جعله حقاً ( لنا) كاملاً غير
منقوصٍ ﴿ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ و إذ يقول عز من قائل كذلك في موضع آخر:
( وَ مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ). و لكأن النعمة و آثارها ماثلة بين أيدينا قد صارت دّيْنّاً(علينا)
و تكليفاً في رقابنا لنقوم بحقها من الشكر قولاً و فعلاً. و هناك كُتُب عُنيت ببيان الفروق اليسيرة
و أسباب الاختلاف بين أساليب القرآن، و بيان المواضع التي ورَد فيها زيادة حرف أو أحرف
أو استبدال كلمة بأخرى في موضع عن موضع ، ومن بينها:"درّة التَّنْزِيل وغرّة التأويل "
تأليف : الخطيب الإسكافي .و" البرهان في مُتَشَابه القرآن " ، تأليف:محمود
الكِرماني .و " كَشْف الْمَعَاني في الْمُتَشَابِه و الْمَثَاني "لابن جماعة .
و"التعبير القرآني" ، تأليف : د. فاضِل السَّامُرائي
.و" نظرات لغوية في القرآن الكريم "
، تأليف : د . صالح العايد .
*****@@@*****

ود الأصيل
18-03-2016, 06:28 PM
{مكانسُ كونيةٌ تكنس السماء وتنظفها!}
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كما وردت. في القران الكريم
والله كلام اول مرة اسمعه سبحانك يا الله !!!
اكتشفت وكالة الفضاء الامريكية ناسا شيئا عجيبا
في الفضاء . فهناك من ينظف الكون من الغبار الكوني و الدخان
الناتج عن انفجارات النجوم!! نعم أنها بالضبط إنها مكانس بكل ما تحتمله
هذه العبارة من معنى، فهي تشفط هذا الدخان والغبار الكوني تماما كالمكنسة.
أطلقت عليها وكالة ناسا اسما لم تأت في بديد "الثقوب السوداء/ "The Black Holes"
نظراً لأنها لا ترى فهي تماماً كثقب يشفط أي غبار او دخان في الكون. و فى حقيقة الأمر،
إن شئت، هي ليست سوى نوع من أنواع النجوم وهى تجرى في السماء و تنظفها. و لكن ثمةَ
ملاحظةٌ: أنه لم يكن في الأمر مفاجأة لدهشنا بها ناسا كما تعودت أن تفعل، إذ لم تفعل أيَ
شيءٍ في هذه المرة سوى أنها فقط التقطت صوراً لشيء تكلم عنه خالقه الواحد الاحد فى القران
الكريم فقد أتى ذكر هذه النجوم في و له تعالى: إذ أقسم الخالق سبحانه، و له أن يقسم ما يشاء
{{{{{{{{{{{{{{{{ فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس}}}}}}}}}}}}}}}}}
إذ وصفها وصفاً حياً دقيقاً: فهي لا تكاد تُرَى بعينٍ مجردةٍ و لا حتى مجردةٍ : فهي (خُنَّسٌ) أي غواصةٌ
إذ تتوارى في خضم ناموس هذا الكون الفسيح.. و هي تجرى : فهي (جوارٍ) و (كُنَّسٌ) أي: كالمكانس،
و تفعل كفعلها تماماً. و مع ذلك فالجوار الكنس هذه تفوق بعشرين مرة حجم الشمس. فنحن أذاً،
بصدد مكانس كونيةٍ عملاقةٍ من جبلَّتها أن تفعل ذلك . و بمقدورها تبتلع الأرض بما و من عليها.
فهى لها جاذبيةٌ خارقةٌ ة تجذب أي شيء يمر أمامها. فصدق الحق{{سنريهم آياتنا في الآفاق و
فى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }} اذا أعجبك هدا الاعجاز فقل سبحان الله و انشره
لعل سواك من يستفيد منه فتنا لأجر ذلك سبحان الله إعجاز الخالق الذي تضاهى
معجزاته و لا تنقضي عجائبه سبحانك ما قدرناك حق قدرك سبحانك
ما عبدناك حق عبادتك انشروها فكم من مسبح
و مكبر لله في ناموس كونه العظيم و ﻻ نراهم.
**************######*************

ود الأصيل
04-04-2016, 10:10 PM
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ
أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُوْنَ)
____________________
قيل: لما نزلت شق ذلك على الناس وقالوا:
يا رسول الله ، فأينا لا يظلم نفسه؟قال: " إنه ليس الذي تعنون!
قال: إنما هو الشرك) (...آمنواو لم يلبسوا إيمانهم بظلم ) أي بشرك).
ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
و حقيقة " يلبسوا " يخلطوا ، كخلط الأجسام كما في قوله " ولا تلبسوا الحق بالباطل ".
و الظلم: أخذ الشيء عنوةً أو خلسةً من مكانه أن وضعه في غير مقامه، بغية الاعتداء على
حق صاحب حق ، و المراد به هنا إشراك الله بغيره، إن في الاعتقاد أو في العبادة ، قال تعالى إن
الشرك لظلم عظيم لأنه أكبر الاعتداء ، إذ هو اعتداء على المستحق المطلق العظيم، لأن من حقه على
خلقه أن يفرد بالعبادة اعتقاداً و قولاً و عملاً . فلا يشركوا به شيئا. ذلك أن الشرك خلطٌ بين صرف الألوهية
و الربوبية لغيره. وحمله على هذا المعنى هو الملائم لاستعارة اسم الخلط لهذا المعنى لأن شأن المتماثلات
أن يكون اختلاطها أشد. و إن التشابه أقوى أحوال التشبيه عند أهل البيان . وحمل الزمخشري الظلم
على ما يشمل المعاصي ، لأن المعصية ظلمٌ للنفس( فلا تظلموا فيهن أنفسكم).عليه فإن الظلم
ظلمان، بل ظلماتٌ يوم القيامة. إذ يدخل فيه الكفر البواح(وَ الْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)،
ومنه شركان أكبر و أصغر كالرياءو منه المعاصي كظلم النفس سواء بموبقات
الذنوب كالزنا وشرب المسكر و ايضاً بصغائرها. و منه بطر الحق
و غمط الناس و ظلمهم في دمائهم وأموالهم، وظلم العبد
نفسه بالمعاصي ونحوها، نعوذ بالله من ذلك.
*********@@@@@**********

ود الأصيل
11-04-2016, 10:05 PM
معاذ الله من (هَيْتَ لـَك)
تقول امرأة العزيز ليوسف عليه السلام :
أي تهيَّأت لك(قال معَاذَ، الله إنَّه ربِّي أحْسَنَ مثْوَاي)
و هيت لك فيها من الغنج والجذب ما بجلها رأس فتنة لكل إغراء
و ما يقود النفس الأمارة في مهب ريح من السوء والفحشاء ، و لكن عسى
الله أن يسلم و يلطف بعباده فيجعل رأس الحمية والعصمة منها في قولنا (معاذ الله).
و يا لمقام يوسف عليه السلام ، و قوته وصلابة عزيمته وجلالة نفسه يوم هزم هذا الإغراء الجارف
بتلكم الكلمة الطاهرة الخالدة ،و إن الفتنة التي تعرض لها يوسف لهي كبرى ، وإن الإغراء الذي لقيه لخطيرٌ،
فهو عليه السلام شاب غريب في الخلوة و في أمن الناس لأنها زوجة الملك ، ثم هي مترفة متزينة ذات منصب
وجمال و شرف ومال وهي التي غلقت الأبواب ثم دعته إلى نفسها فاستعصم ، و رأي برهان ربه ونادي أن(معاذ الله).
فكان الانتصار على شهوة النفس و مغالبة الهوي ، فصار يوسف مثلاً لكل عبد غلب هواه ، خاف ربه ، و حفظ كرامته ،
و صان عرضه. ونحن في هذا الزمان ما أحوجنا إلى مبدأ : معاذ الله و ياليت كل مسلم إذا ماجت أمامه الفتن و
عرضت له المغرايات المهلكات أن يفزع في كل وقت و حين إلى حرز ( معاذ الله)من كل شر و ملاذه إلى كل خير،
فالدنيا تجلب عليه تبخيلها ورجلها و تنداح بزخرفتها و زينتها، و السلطان بصولجانه، و المنصب بجاهه،
و المال بهالته و بريقه و طلائه، و المرأة الحسناء خضراء الدمن بدلالها و سحرها كل هؤلاء إنما
يصيحون في أذنيك بصوتس واحدٍ (هيت لك) فمن ليس عنده معاذ الله ماذا يصنع ؟
أمام مرأةٍ سافرةٍ ، وشاشةٍ هابطةٍ ، و مجلةٍ الخليعةٍ ، و أغنيةٍ ماجنةٍ و جليس أسوأ
من نافخ كيرٍ ، وصاحبٍ شريرٍ ، و داعية زورٍ، و شاعر غِرِّيرٍ. فهؤلاء كلهم
و العياذ بالله ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فإن وفق
الله و حصلت العناية ، و حلت الرعاية هُدِىَ القلب الرباني
الوحداني فصاح فيهم صيحة واحدة أن( معاذ الله).
************&&&&&**********

ود الأصيل
13-04-2016, 09:13 PM
(اذهب أنت و أخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري) .."
- اذهب ..
تحارب السلبية و تناصر الإيجابية ..
- أنت وأخوك ..
تهزم الفردانية و تؤازر الجماعية ..
- بآياتي ..
تهدم أركان الجهل و العشوائية و تبني صروح العلم و المنهجية ..
- ولا تنيا ..
تنبذ التثاقل إلى الأرض و تبعث روح الهمة و الهاشمية
- في ذكري ..
تحطم المادية و تبني الربانية ..
إذاً، فما بالنا بإيجابية و عمل جماعي منظم و بمنهجية،
و بلا خلود إلى أفرشة الكسل، مع استحضار ٍ دائمٍ
لذكر الله و إخلاص النيه في التوجه إليه بمنهج
تربوي لحياة أمة بأسرها و هو قائم إلى قيام
الساعة. كل ذلك يكفله لنا كلمٌ جامعٌ
لآية واحدة من كتاب الله تعالى!!؟
فيا سبحانك ربي!..
***#####***

ود الأصيل
07-05-2016, 08:29 PM
يقول المولى جل و علا:
فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ }
{ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ}،أي: تسليماً
قلبياًباطناً{وَ يُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}، أي تسليماً عملياً ظهاراً.
**********&&&&&*********
و لقد ضرب لنا صحابة رسلو الله أمثلةً مدهشة
في مدى امتثالهم للحكم بما أنزل الله في كتابه و سنة نبيه
من أحكام. ورعاً و خشيةً للوقوع في مظنه اتخاذهم القرآن مهجوراً.
يقول الصحابي الجليل معقل بن يسار: لقد زوجت أختي لرجل من المسليمن.
و كانت معه ما كانت (أي: مكثت). ثم طلقها حتى بان بها بينونةً صغرىز حتى إذا رأي
خطابها يتدافعون جاءني يطرق بابي و يخطب ودها مع الخاطبين. فلربما أخذتني حينها حميةٌ
و عزةً بالإثم و قلت لخ يا لكع(أي: سفيه) لطالما أكرمت بها و نكحت إياها، فلما قضيت منها وطراً،إذا
بك تدير إليها ظهرك! فوالله لن تراجعك أبدأً، و آخر ما لديك(أي: أعلى ما في خيلك اركبه). ولكن لعله
يكون قد فات على معقل في غمرة غضبه، أن الفتاة من هؤلاء مهما تكون قد عاشت ما عاشت في بيت أبيها،
ثم إذا خرجت منه إلى بيت زوجها لمدة مهما تطول او تقصر ، و هو كما قيل أملك بزمام أمرها بها من أبيها
و أمها. لذا، فإن عودتها القهرقرى ثانية سوف تشعرها بانهاضيفةٌ حريُّ بها أن يستثقل ظلها و يضاق بها ذرعاً.
فغالباً ما يكون شعورها بالندم فادحاً و تلهفها إلى أيوبةٍ عاجلة إلى أحضان شها.و أما في قصه أخت معقل
بن يسار، فلماعلم الله أوها هويت بعلاها الأول ، مثلما هويها،فقد أنزل قولهتعالى{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء
فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ
مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَ اللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ
لاَ تَعْلَمُونَ} و ما أن تليت على معقل بن يسارحتى سارع للجنثبيمينه
التيحلفها، ثم كفر عنها ، و هرع إلى زوج أخته،
ليردها عليه، امتثالاً كاملاً لأمر ربه.
*******$$$$$********

ود الأصيل
04-06-2016, 08:10 PM
@ صَلاةً الأصالةِ.. و مُا يُدْرِيكَ ما هِيَ؟!!@
سُؤالٌ مفتوحٌ للسَّيدِ/
أحمد مصطفى دالي و أركانِ حَربِه
(ظلَّ فاغراً فاه و تائهاً مِنذُ أربعين سنةً.
لدرجةِ أن باتَ عشمُنا في جوابٍ له منقطعاً كعشمِ
إبليسَ في الجنَّةِ). فعطفاً على حلقةِ نقاشٍ دارَ بينَنا البارحةَ
القريبةَ ، مطولاً حول محور الأصالةِ عاليَهُ، فمن أينَ لكَمْ بأمرٍ أو تفويضٍ،
إلاهيٍّ سواءٌ من كتابٍ أو سنةٍ بما يخولكم لمفارقةِ صلاةِ الجَماعةِ في المسجد،
و خلف أئمةٍ علم الله و رسوله سلفاً أنهم موظَّفُونَ مأجُورونَ سواءٌ عَلَى الإمامة أو الأذان.
فقطْ نريدُ منكم جوباً شافياً و بعيداً عن الفضفضةِ, في ظل فهمنا و إياكم المتواضعِ والمشترك
(إنْ وُجِدَ طَبْعَاً)، لنص القرآن في الآيات التالي ذكرها:إذ يقولُ عزَّ من قائلٍ في محكمِ تنزيلهِ
قرآناً عربياً يُتلى آلاءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ{ثُمَّ أَوْرَثْنَاالْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ
ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} و قوله
تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
و وقله تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ}
ود الأصيل/
Aabersabeel

ود الأصيل
19-06-2016, 11:02 AM
🌟💎قمة في الإبداع مما قرأت 🌟💎
تقول القصة بأن رجلا قرأ ( الفاتحة ) قبل ذبْح ( البقرة ) ، وليقتدي بـ ( آل عمران ) تزوج خير ( النساء ) ، وبينما هو مع أهله في ( المائدة ) ضحّى ببعض ( الأَنْعَام ) مراعيا بعض ( الأعراف ) ، وأوكل أمر ( الأنفال ) إلى الله ورسولِه معلنًا ( التوبة ) إلى الله أسوة بـ ( يونس ) و ( هود ) و ( يوسف ) - عليهم السلام - ، ومع صوت ( الرعد ) قرأ قصة ( إبراهيم ) و ( حِجْر ) ابنه إسماعيل - عليهما السلام - ، وكانت له خلِيّة ( نحْلٍ ) اشتراها في ذكرى ( الإسراء ) والمعراج ، ووضعها في ( كهف ) له ، ثم أمر ابنتَه ( مريم ) وابنَه ( طه ) أن يقوما عليها ؛ ليقتديا بـ ( الأنبياء ) في العمل والجِد ، ولما جاء موسم ( الحج ) انطلقوا مع ( المؤمنين ) متجهين إلى حيثُ ( النور ) يتلألأ ، وحيثُ كان يوم ( الفرقان ) - وكم كتب في ذلك الشعراء ) - ، وكانوا في حجهم كـ ( النمل ) نظامًا ، فسطّروا أروعَ ( قصصِ ) الاتحاد ؛ لئلا يصيبهم الوهن كحال بيت ( العنكبوت ) ، وجلس إليهم يقص عليهم غلبة ( الروم ) ناصحا لهم - كـ ( لقمان ) مع ابنه - أن يسجدوا ( سجدة ) شكر لله ، أن هزم ( الأحزاب ) ، وألا يجحدوا مثل ( سبأ ) نِعَمَ ( فاطرِ ) السماوات والأرض ، وصلى بهم تاليًا سورة ( يسٓ ) مستوِين كـ ( الصافّاتِ ) من الملائكة ، وما ( صاد ) صَيْدًا ؛ إذ لا زال مع ( الزُّمرِ ) في الحرَم داعيًا ( غافر ) الذنبِ الذي ( فُصِّلت ) آياتُ كتابه أن يغفر له وللمؤمنين ، ثم بدأت ( الشورى ) بينهم عن موعد العودة ، مع الحذر من تأثُّرهم بـ ( زخرفِ ) الدنيا الفانية كـ ( الدُّخان ) ؛ خوفًا من يومٍ تأتي فيه الأممُ ( جاثيةً ) ، فمَرُّوا على ( الأحقافِ ) في حضرموت ؛ لذِكْرِ ( محمد ) - عليه الصلاة والسلام - لها ولأَمنِها ، وهناك كان ( الفتح ) في التجارة ، مما جعلهم يبنون لهم ( حُجُراتٍ ) ، وأسّسوا محالّا أسموها محالّ ( قافْ ) للتجارة ، فكانت ( ذارياتٍ ) للخير ذروًا ، وكان قبل هذا ( الطّور ) من أطوار حياته كـ ( النّجم ) ، فصار كـ ( القمَر ) يشار إليه بالبنان بفضل ( الرحمن ) ، ووقعتْ بعدها ( واقعة ) جعلت حالهم - كما يقال - على ( الحديد ) ، فصبرت زوجته ولم تكن ( مجادلة ) ؛ لعلمها أن الله يعوضهم يوم ( الحشر ) إليه ، وأن الدنيا ( ممتحنَة ) ، فكانوا كـ ( الصّف ) يوم ( الجمعة ) تجاهَ هذا البلاء مجتنبين صفات ( المنافقين ) ؛ لأن الغُبن الحقيقي غبن يوم ( التغابن ) ، فكاد ( الطلاق ) يأخذ حُكْمَ ( التحريم ) بينهم ؛ لعمق المودة بينهم ، فـ ( تبارك ) الذي ألّفَ بينهم كما ألّفَ بين يونس والـ ( ـنُّون ) ، وتذكروا كذلك يومَ ( الحاقّة ) في لقاء الله ذي ( المعارج ) ، فنذروا أنفسهم للدعوة إليه ، واقتدَوا بصبر أيوب و ( نوحٍ ) - عليهما السلام - ، وتأسّوا بجَلَدِ وحلم المصطفى ؛ حيث وصلت دعوتُه إلى سائر الإنس و ( الجنّ ) ، بعد أن كان ( المزّمّل ) و ( المدّثّر ) ، وهكذا سيشهدُ مقامَهُ يوم ( القيامة ) كلُّ ( إنسان ) ، إذ تفوقُ مكانتُه عند ربه مكانةَ الملائكة ( المرسَلات ) ، فعَنِ ( النّّبإِ ) العظيم يختلفون ، حتى إذا نزعت ( النازعات ) أرواحَهم ( عبَسَـ ) ـت الوجوه ، وفزعت الخلائق لهول ( التكوير ) و ( الانفطار ) ، فأين يهرب المكذبون من الكافرين و ( المطففين ) عند ( انشِقاق ) السَّمَاءِ ذاتِ ( البروجِ ) وذات ( الطّارق ) من ربهم ( الأعلى ) إذ تغشاهم ( الغاشية ) ؟؟
هناك يستبشر المشاؤون في الظلام لصلاة ( الفجر ) وأهلُ ( البلد ) نيامٌ حتى طلوع ( الشمس ) ، وينعم أهل قيام ( الليل ) وصلاةِ ( الضّحى ) ، فهنيئًا لهم ( انشراح ) صدورِهم !
ووالذي أقسمَ بـ ( التّين ) ، وخلق الإنسان من ( علق ) إن أهل ( القَدْر ) يومئذٍ من كانوا على ( بيّنةٍ ) من ربهم ، فأطاعوه قبل ( زلزلة ) الأَرْضِ ، وضمّروا ( العاديات ) في سَبِيلِ الله قَبْلَ أن تحل ( القارِعة ) ، ولم يُلْهِهِم ( التكاثُر ) ، فكانوا في كلِّ ( عَصْر ) هداةً مهديين ، لا يلفتون إلى ( الهمزة) اللمزة موكلين الأمر إلى الله - كما فعل عبد المطلب عند اعتداء أصحاب ( الفيل ) على الكعبة ، وكان سيدًا في ( قُرَيْش ) - ، وما منعوا ( الماعون ) عن أحدٍ ؛ رجاءَ أن يرويهم من نهر ( الكوثر ) يوم يعطش الظالمون و ( الكافرون ) ، وتلك حقيقة ( النّصر ) الإلهي للنبي المصطفى وأمتِه ، في حين يهلك شانؤوه ، ويعقد في جِيدِ مَن آذَتْهُ حبلٌ من ( مسَد ) ، فاللهم تقبل منا وارزقنا ( الإخلاص ) في القول والعمل يا ربَّ ( الفلَقِ ) وربَّ ( الناس ) .
ود الأصيل/aabersabeel

نقلاعن
Elnil Hamad..

ود الأصيل
24-06-2016, 06:10 AM
[/COLOR][/COLOR][/COLOR][/[/CENTER][/color]
[/size]
[/font]center]
(6/200)
// ليدبروا آيلداته//
﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِليَةِ وَهُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبينٍ﴾ سؤال استنكاري بعد قوله تعالى(وَجَعَلوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءًا﴾ ﴿أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَأَصفاكُم بِالبَنينَ﴾ وقوله تعالى ﴿ وَإِذا بُشِّر َأَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحمٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَ هُوَ كَظيمٌ﴾

#أي: أتجترئون و تنسبون إلى االخالق مَن يُنشأُ في الحلية، أي: ناشئٌ بالزينة كعادة وديدن: كناية عن الإناث. و هن في الجدال:غير مبينات لحججهن؛ لرقتهن؟
#و نَشْأةُ الشيء في حالةٍ أن يكون ابتداءُ وجوده مقارناً لتلك الحالة فتكون للشيء كالظرف. و لذلك اجتلب حرف (في) الدّالة على الظرفية و إنما هي مستعارة لِمعنى المصاحبة و الملابسة و (من ينشؤا في الحلية): مَن تُجعل له الحلية من أول أوقات كونه و لا تفارقُه ، فإن البنت (تنعم بالديباج و الحلي والحلل) منذ نعومة أظفارها وتستصحب في سائر أطوارها، و حسبك أنه يُشقُ لها طرفا أذنيها لتُعلق فيهما الأقراط و من أزينهن( غيداء ، بعيدة مهو القرط كناية عن الجمال بطول العنق ). و ذلك بخلاف الصبي. و النَّشْءُ في الحلية كناية عن البعدعن الشدائد في مزاول الحياة.فيه : احتجاج رباني هادئ عن اتخاذ الله خلقاً بهذه الرقة حسبَ متعارفهم كي يحصل له بذلك زيادة عِزّة.و الخصام ظاهره المحاجّة مقارعة الحجة بالحجة.
# فيكون المعنى: خطاب قرآني بدبع ، فيه أولا، تنزل للخصم و أخذه على قدر عقله. و ثانيا و الأهم ،فيه تمليح للأنثى من حيث هي ، و تلطيف لشعورها ؛ و كأنها منبوذة بنظر قومها، مع استحالة نسبة بنوتها للخالق الذي لم و لابنبغي له ، بطببعة الحال، أن يتخذ صاحبة و لا ولدا .

#فالمرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. و عن قتادة : ما تكلمت امرأة و لها حجة إلا جعلتْها على نفسها، وعنه: من ينشأ في الحلية هنّ الجواري يسفِّههن بذلك، بمعنى أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى هن أرق و أعجز عماهوأشد من ذلك في الحرب ، أي فلا جدوى أوطائل من اتّخاذهن أولاداً. و يجوز حمل الخصامُ على التقاتل و المُدافعة باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب. قال تعالى:(هذان خصمان اختصموا في ربّهم) فُسِّر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر. غير مبين:غيرُ محقق للنصر. تقول العرب و قد بُشر احدهم بولادة بنت :« والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ بزُّها بكاء ونصرها سرقة».

#و المقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل و أنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقدهم و إلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة ألا يفردوه بنسبة الإناث له، وهم ينبذون قلة حيلتهن . فهن ليس بقوادر على الجدال المنطقي وقرع الحجة بأحسن منها أو مثلها. فإن قرع الحجة بالحجة يحتاج إلى تنشأة علمية فيها حوار ودراسة وتفكر و تقليب الأمور... وليس ترف وسرف وزينة وزخرف.

Aabersabeel/ ود الأصيل
******************************

// ليدبروا آياته// (7/200)
(... في الخصام غير مبين) //
و الشاهد أن حرائر النساء تجدهن حتى في غير الخصام، غير مبينات. و ليس هذا ذم لهن ، بل مدح بما يشبه.
فهن إذا سمعن منك شيئا قد يحملنه على ربما أعمق و أبلغ. كذلك مهما فضفضن فأرغين و أزبدن، فقد لا يقلن كل شيء، إنما يستبقين أشياء شتى من بقايا حتى. لكون للبوح حدود.

#و هنا وقفات تأمل، نرويها على ذمة راويها/ الشيخ الشعراوي حول قوله تعالى عن إحدى ابنتي نبي الله شعيب (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين).فكأنما قالت شيئا ، و لكن أبوها فهم معنى آخر. إذ تحول بخطابه (خاطبا) لسيدنا موسى على كليهما السلام. قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) و كأنما تأول طلبها بشيء أخر لم يكن لينقدح في ذهنه، و لم تشأ هي أن تصرح، أو حتى تلمح به، إذما فُرِضَ أنَّه خَطَرَ بِبَالها أصْلاً .ألا و هو أن يستأجر رجلاً غريباً و ليس بمحرمٍ لحريمة.

#كذلك لما رآهما موسى تزودان( تحوشان الغنم) فسألهن ماخطبكن) قالتا: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء) ثم أردفن بالعلة (و أبونا شيخ كببر).
- أي: حملن سؤاله على محمل أبعد، لما يمكن أن يتبادر لذهن من يجد نسوة يزاحمن الرجال. فسرعان ما جاوبنه أولا، بما يبدد الظنون ، فيطمئن على احتشام سلوكهن في مثل ذاك الموقف ؛ حتى قبل شرح سبب تواجدهن هناك.
ود الأصيل/aabersabeel

ود الأصيل
24-06-2016, 04:41 PM
// ليدبروا آياته// (7/200)
(... في الخصام غير مبين) //
و الشاهد أن حرائر النساء تجدهن حتى في غير الخصام، غير مبينات. و ليس هذا ذم لهن ، بل مدح بما يشبه.
فهن إذا سمعن منك شيئا قد يحملنه على ربما أعمق و أبلغ. كذلك مهما فضفضن فأرغين و أزبدن، فقد لا يقلن كل شيء، إنما يستبقين أشياء شتى من بقايا حتى. لكون للبوح حدود.

#و هنا وقفات تأمل، نرويها على ذمة راويها/ الشيخ الشعراوي حول قوله تعالى عن إحدى ابنتي نبي الله شعيب (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين).فكأنما قالت شيئا ، و لكن أبوها فهم معنى آخر. إذ تحول بخطابه (خاطبا) لسيدنا موسى على كليهما السلام. قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) و كأنما تأول طلبها بشيء أخر لم يكن لينقدح في ذهنه، و لم تشأ هي أن تصرح، أو حتى تلمح به، إذما فُرِضَ أنَّه خَطَرَ بِبَالها أصْلاً .ألا و هو أن يستأجر رجلاً غريباً و ليس بمحرمٍ لحريمة.

#كذلك لما رآهما موسى تزودان( تحوشان الغنم) فسألهن ماخطبكن) قالتا: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء) ثم أردفن بالعلة (و أبونا شيخ كببر).
- أي: حملن سؤاله على محمل أبعد، لما يمكن أن يتبادر لذهن من يجد نسوة يزاحمن الرجال. فسرعان ما جاوبنه أولا، بما يبدد الظنون ، فيطمئن على احتشام سلوكهن في مثل ذاك الموقف ؛ حتى قبل شرح سبب تواجدهن هناك.
ود الأصيل//aabersabeel
بشير أبو همام النعيم:
درس للابوة ودرس للشباب ودرس فى ادبهن .....عدة اشارات ترينا كيفية التصرف فتيات كنا او فتيان او كاموا اباءا ...جزيت خيرا..وقوله وسقى لهما وتولى اى للم يبلحق فيهن بل تولى بكامله ولم يسرق الطرف بلا التفات وادبها حينما خاطبته باسحياء ....كم اود ان اجد شرحا يبلغ ما اصبوا اليه ....
+++++++
لله درك ابا همام و أنت تفتح لنا نافذة تلو نافذة؛ و تشد أشرعتنا لنمخر عىاب بحر ، بلا شطآن. علنا نغوص أكثر فأكثر بين دفتي سفر لا تنقضي عجائبه، إذ لا يعلم تأويله إلا الله.

#و أما كون سيدنا موسى تولى عائدا إلى ظله، فذاك خلق نبي و كليم لربه الذي أدبه فأحسن تأديبه. ألم تر لما سأله:"ما تلك بيمينك يا موسى؟! ". راح يطنب و يسهب في جواب بدهي: " هي عصاي أتوكؤ عليها؛ و أهبش( أي: العلف) علي غنمي ؛ و لي فيها مآرب أخرى". قيل كان يريد ففط إطالة أمد اللقاء مع ربه.

#و أما كونه لم يلتفت إليهنا ، لما جاءتا تمشين خلفه للقاء أبيهما، فذلك لأن إحداهن كفته عناء مهنة الالتفات. و راحت تلقي الحصيات أمامه لتدله بالإشارة فقط ، على بيت ذويهما.
هذا و العلم عند الله

ود الأصيل/ aabersabeel
+++++++
يا سلام ...كان يريد الاطالة امد االلقاء لمسات رائعة ربى ينورك ...منك نتعلم يا حبيب كما تعلم هو منه ولم يستطع ويستطيع ويستطع معه صبرا....
بشير أبو همام النعيم

ود الأصيل
25-06-2016, 11:04 PM
بشير أبو همام النعيم:
درس للابوة ودرس للشباب ودرس فى ادبهن .....عدة اشارات ترينا كيفية التصرف فتيات كنا او فتيان او كاموا اباءا ...جزيت خيرا..وقوله وسقى لهما وتولى اى للم يبلحق فيهن بل تولى بكامله ولم يسرق الطرف بلا التفات وادبها حينما خاطبته باسحياء ....كم اود ان اجد شرحا يبلغ ما اصبوا اليه ....
+++++++
لله درك ابا همام و أنت تفتح لنا نافذة تلو نافذة؛ و تشد أشرعتنا لنمخر عىاب بحر ، بلا شطآن. علنا نغوص أكثر فأكثر بين دفتي سفر لا تنقضي عجائبه، إذ لا يعلم تأويله إلا الله.

#و أما كون سيدنا موسى تولى عائدا إلى ظله، فذاك خلق نبي و كليم لربه الذي أدبه فأحسن تأديبه. ألم تر لما سأله:"ما تلك بيمينك يا موسى؟! ". راح يطنب و يسهب في جواب بدهي: " هي عصاي أتوكؤ عليها؛ و أهبش( أي: العلف) علي غنمي ؛ و لي فيها مآرب أخرى". قيل كان يريد ففط إطالة أمد اللقاء مع ربه.

#و أما كونه لم يلتفت إليهنا ، لما جاءتا تمشين خلفه للقاء أبيهما، فذلك لأن إحداهن كفته عناء مهنة الالتفات. و راحت تلقي الحصيات أمامه لتدله بالإشارة فقط ، على بيت ذويهما.
هذا و العلم عند الله

ود الأصيل/ aabersabeel
+++++++
يا سلام ...كان يريد الاطالة امد االلقاء لمسات رائعة ربى ينورك ...منك نتعلم يا حبيب كما تعلم هو منه ولم يستطع ويستطيع ويستطع معه صبرا....
بشير أبو همام النعيم

هذه نقطة مهمة لنا جميعاً
نساءً و رجالاً:لنسائنا كي يعرفن أن
ظاهرة الأسراف في تنشئتهن في حياة الترف
الباذخ و الزينة الصارخة و في غير محلها دون الاهتمام
بفسح الفرص لهن ، بل و إعانتهن كي يتزودن بفقه الحياة ،
إنما هي ظاهرة ليست جديرة بأن تخرج لنا نساءًرواجح عقلٍ كافٍ
ليزاحمن الرجال. ونحن في هذالعصر بحاجة إلى للتأسي بنساء من
عيار أمنا الحميراء/ عائشة في الفقه لنأخذ عنها نصف فقهنا في الدين؛
و مثل أمنا/خديجة في الرزانة : سيدة قومها في التجارة و أنموذجاً و لا
أنقى لسيدة سيدات الأعمال من بيات جلدتها ؛ و مثل هند بنت عتبة/
قومها في السياسة و كلمتها من الحنكة بألف رجل- رضوان الله عليهن
جميعاً. و مهمة هذه النقطة لرجالنا أيضاً لنعرف أن الخصام المبين سواء
بالمدافعة أو (أيقرع الحجة بالحجة و المنطق السديد) حيث و لا بأس
بالجمع بينهما. يعد من سمات الجادين فقط و يحتاج إلى
صلابة عزيمة و شدة شكيمة وإن آفته في السعة
و الدعة و راحة البالو خواؤه من كل همِّ
و خلو وفاضه وعوزه لكل همة.
********************
ود الأصيل/ aabersabeel

ود الأصيل
25-06-2016, 11:10 PM
هذه نقطة مهمة لنا جميعاً
نساءً و رجالاً:لنسائنا كي يعرفن أن
ظاهرة الأسراف في تنشئتهن في حياة الترف
الباذخ و الزينة الصارخة و في غير محلها دون الاهتمام
بفسح الفرص لهن ، بل و إعانتهن كي يتزودن بفقه الحياة ،
إنما هي ظاهرة ليست جديرة بأن تخرج لنا نساءًرواجح عقلٍ كافٍ
ليزاحمن الرجال. ونحن في هذالعصر بحاجة إلى للتأسي بنساء من
عيار أمنا الحميراء/ عائشة في الفقه لنأخذ عنها نصف فقهنا في الدين؛
و مثل أمنا/خديجة في الرزانة : سيدة قومها في التجارة و أنموذجاً و لا
أنقى لسيدة سيدات الأعمال من بيات جلدتها ؛ و مثل هند بنت عتبة/
قومها في السياسة و كلمتها من الحنكة بألف رجل- رضوان الله عليهن
جميعاً. و مهمة هذه النقطة لرجالنا أيضاً لنعرف أن الخصام المبين سواء
بالمدافعة أو (أيقرع الحجة بالحجة و المنطق السديد) حيث و لا بأس
بالجمع بينهما. يعد من سمات الجادين فقط و يحتاج إلى
صلابة عزيمة و شدة شكيمة وإن آفته في السعة
و الدعة و راحة البالو خواؤه من كل همِّ
و خلو وفاضه وعوزه لكل همة.
********************
ود الأصيل/ aabersabeel

هذا الحديث يقودنا ربما
إلى مسألة فقهية محسومة شرعاً
حول شهادة النساء، فضلاً عن انخراطهن
في سلك يقوم على أساس (تلقي الحجج)
و مقارعة الالسن ومدافعة الخصوم. ألا و هو:
و لايتهن للقضاء بشقية:الجالس ممثلاً في مناصب
كواكالات النيابة و الادعاء العام، أو الواقف كالمحاماة. فكم
يناسبذلك إنسانة{منشأة في الحلية وهو في الخصام غيرمبينة}؟!
وكيف لها أن توفق بينه و بين دور منزلي يريدها رقيقةً ممهما قويت مع
الآـخرين.إذاً، للقـوة مواقـف لا يليق فـيها الضعـف و العكس صحيح.إننا بصدد
مسألة عمرها الدهر ورغم أنها سهلة التعاطي، لكنها ممتنعة الحسم ما بين فرسي
رهان توأم (حصان و بغلة)يجران عربة واحدة ، فإما يكسبان معاً أو يخسران.علماً أن شقائق
الرجال لميخلقن من قمم رؤسهم فيتعالين عليهم و لا من أخمص أقدامهم فيطؤون هم رقابهن
و إنمامن خلقن من أضلعهم آدم اليسرى المعوجة: كي يفسحوا لهن براحاً ليتنفسن ، و المجاورة
أيضاً لقلوبهم كي يشعر الجانبان بدفء الاطمئنان فيسير الجميع في ركب واحد إلى برالأمان.
كل هذا قلناه وما لم نقله بعد هو:إن بين آدم و صنوه حواء ثنائية فطرية وتلقائية جداً.وما نخشاه
عليها أن تتأزم من حبة إلى قبة فتشتعل ناراً وقودها (الأنا و أنت). و قد ذكرنا أنه لما تجنى الكفار
على الخالق و جعلوا له من خلقه جزءاً و نسبوا إليه و لداً.. و من ولده (بنتاً)"، رغم أن أحدهم كان
إذا بشر بما ضرب للرحمن مثلاً، ظل وجهه مسوداً وهو كظيم". رد المولى كل تلك الأباطيل بمنهج
رباني هادئ فيه تسامح و تنزل للخصم. و لما علم الله ما قد يكون لذلك من و قع أليم على نفس
حواء المرهفة عاد ليطمئنها و يمتدحها بأروع الخصال (الحياء) قال تعالى{أو من ينشأ في الحلية
و هو في الخصام غير مبين}. و القصد أن المراة ليست معرة أبداً، بل هي لباس لأخيها الرجل
و هو لباس لها. و إذا كان صلب الأب هو المستقر لاسم ولده فرحم أمه هو المستودع
لتخليقه وحفظه ريثما يخرج بشراً سوياً، و الثدي لإرضاعه حتى يبني بدنه، و الحكر
ليقضي عليه "حوائجه الطبيعية الخاصة جداً" ، و الصدر الدافئ لضمة
و القلب الخفاق لبذل تحنانه و حبه له بلا حدود؛ و هي فوق هذا
و ذاك صاحبة نصيب الأسد فيه أمام الله تعالى و جعلت
"الجنة تحت أقدامها". و فضائلها سلسلة لا تنتهي.
ود الأصيل /
aabersabeel*******((((())))))**********

ود الأصيل
26-06-2016, 07:58 AM
هذا الحديث يقودنا ربما
إلى مسألة فقهية محسومة شرعاً
حول شهادة النساء، فضلاً عن انخراطهن
في سلك يقوم على أساس (تلقي الحجج)
و مقارعة الالسن ومدافعة الخصوم. ألا و هو:
و لايتهن للقضاء بشقية:الجالس ممثلاً في مناصب
كواكالات النيابة و الادعاء العام، أو الواقف كالمحاماة. فكم
يناسبذلك إنسانة{منشأة في الحلية وهو في الخصام غيرمبينة}؟!
وكيف لها أن توفق بينه و بين دور منزلي يريدها رقيقةً ممهما قويت مع
الآـخرين.إذاً، للقـوة مواقـف لا يليق فـيها الضعـف و العكس صحيح.إننا بصدد
مسألة عمرها الدهر ورغم أنها سهلة التعاطي، لكنها ممتنعة الحسم ما بين فرسي
رهان توأم (حصان و بغلة)يجران عربة واحدة ، فإما يكسبان معاً أو يخسران.علماً أن شقائق
الرجال لميخلقن من قمم رؤسهم فيتعالين عليهم و لا من أخمص أقدامهم فيطؤون هم رقابهن
و إنمامن خلقن من أضلعهم آدم اليسرى المعوجة: كي يفسحوا لهن براحاً ليتنفسن ، و المجاورة
أيضاً لقلوبهم كي يشعر الجانبان بدفء الاطمئنان فيسير الجميع في ركب واحد إلى برالأمان.
كل هذا قلناه وما لم نقله بعد هو:إن بين آدم و صنوه حواء ثنائية فطرية وتلقائية جداً.وما نخشاه
عليها أن تتأزم من حبة إلى قبة فتشتعل ناراً وقودها (الأنا و أنت). و قد ذكرنا أنه لما تجنى الكفار
على الخالق و جعلوا له من خلقه جزءاً و نسبوا إليه و لداً.. و من ولده (بنتاً)"، رغم أن أحدهم كان
إذا بشر بما ضرب للرحمن مثلاً، ظل وجهه مسوداً وهو كظيم". رد المولى كل تلك الأباطيل بمنهج
رباني هادئ فيه تسامح و تنزل للخصم. و لما علم الله ما قد يكون لذلك من و قع أليم على نفس
حواء المرهفة عاد ليطمئنها و يمتدحها بأروع الخصال (الحياء) قال تعالى{أو من ينشأ في الحلية
و هو في الخصام غير مبين}. و القصد أن المراة ليست معرة أبداً، بل هي لباس لأخيها الرجل
و هو لباس لها. و إذا كان صلب الأب هو المستقر لاسم ولده فرحم أمه هو المستودع
لتخليقه وحفظه ريثما يخرج بشراً سوياً، و الثدي لإرضاعه حتى يبني بدنه، و الحكر
ليقضي عليه "حوائجه الطبيعية الخاصة جداً" ، و الصدر الدافئ لضمة
و القلب الخفاق لبذل تحنانه و حبه له بلا حدود؛ و هي فوق هذا
و ذاك صاحبة نصيب الأسد فيه أمام الله تعالى و جعلت
"الجنة تحت أقدامها". و فضائلها سلسلة لا تنتهي.
ود الأصيل[/CENTER*******((((())))))**********
***(((((((Hريج:())))))))***
نجد في مجتمعنا الكثيييير من
( اولاد ادم) ينقصون من حق حواء منهم
من يستصغرها و يقلل من اهميتها كثيرا حتى
اصبحت في مجتمع ذكوري اضعف مما يجب ان تكون
تجد ادم يا سيدي الفاضل في مجتمعنا يقترف شتى انواع
المحرمات كبيرها و صغيرها و بالمقابل تجده متفقه في ما يخص
حقه على المرأة ، ان للمرأة انت تنتزع حقها بيدها ان كانت واعيه ،
لو ارادها الله تابعه لما جبلها على التفكير انا مع كل امرأة عانت من
هذا المجتمع الذي يحلل الكبائر للرجال و يضطهد المرأه لان صوت
المرأه عورة ، اما عن الدين و القوامه فحدثني عنهما عندما
يطبق علي ابناء ادم فيجلد عربيدكم و تقطع يد
سارقكم و يقتل مغتصب الاطفال منكم .
. الدين لا يتجزأ يا سادة.
++++(((((())))))++++
ما طرحناه عاليه، أفتكر كان
واضحا جدا و شاملا لكافة المحاور
والبؤر الساخنة بحق آدم و حواء ..
ود الأصيل/aabersabeel
+++((()))+++
ما طرح عاليا كحال كثير
من الاطروحات غير شامل بل
و يركز على حواء و ما يجب عليها
ليدعم شخصيه ادم ، و من النادر ان
تجد اطروحه تركز على واجبات ادم (دينيا)
كان المجتمع اتخذ من اوامر و نواهي
الدين اسلوبا لدفع حواء للتنازل عن
حقها و تجاهل تلك الاوامر عند
خطابه لادم .. و لكن الحق
يقال لا يخفى رقي
الاسلوب في الطرح.
أريج،،،،
+++((((()))))+++
إذن ، لم يبق أمامنا، إلا أن نحيل
عناية من يهمه الأمر، لعله يجد ضالته
ضمن منشور لنا مدفون هنا بعنوان"تاءات تأنيث
متحركة". و هو جزء من بوست قديم لنا أيضا بنفس
العنوان في منتديات ود مدني (سنوافيكم بالرابط أدناه).
نرى أنه كامل الدسم. و لعل فيه شفاء لغليل كل من
يبحث عن منصف حقاني لبنات حواء ، دونما
غمط لحوق أبناء آدم ؛ باعتبار الجنسين
ليسا سوى (فرسي رهان) ملجمين
بلجام قدر واحد. فإذا جازف أحدهما
بقفزة في الظلام خلف العربة،
فيومئذ تكون قد،،( وقعت
الواقعة) على كليهما.
+++++((((())))+++++
ود الأصيل/ aabersabeel
++++((())))+++++
كل التحايا والإحترام ...
(((((***أريج،،،)))))))[/

ود الأصيل
27-06-2016, 12:41 AM
"]]......ليدبروا آياته........
( إني ليحزنني أن تذهبوا به )
،// حدث عن بني إسرائيل و لا حرج//
(((+++(11/200)))+++
يقول تعالى مخبرا عن نبيه يعقوب
أنه قال لبنيه في جواب ما سألوا من
إرسال يوسف معهم إلى الرعي في الصحراء :
( إني ليحزنني أن تذهبوا به ) أي : يشق علي مفارقته
مدة ذهابكم به إلى أن يرجع ، و ذلك لفرط محبته له ، لما يتوسم
فيه من الخير العظيم ، و شمائل النبوة و الكمال في الخلق و الخلق ،
صلوات الله و سلامه عليهم جميعا. يلاحظ هنا ، كما سنرى، أن الأسباط
و كأنما تظاهروا بتجاهلهم لسماع تلك العبارة. رغم أنه حز في نفوسهم وجل
أبيهم على يوسف. مما أثار حفائظهم و حنقهم عليه ، و أشعل ألسنة غيرتهم منه؛
فأضمروا له نية منه النيل انتقاما. و قيل: جاء في بعض الإسرائيليات أنهم أبرحوا أخاهم
يوسف ضربا ، ثم جعلوه في غيابت الجب. و لكي يطمئنوا من هلاكه صاحوا ينادونه باسمه.
فظن أن قلوبهم ربما رقت له؛ فرد عليهم. و لكنهم بدلا من ذلك، إنما رموا فوقه صخرة ،علها
تجهز عليه. و لكن ربما في تلك اللحظة بالذات ، قد بث في روعه أنها ما ضاقت به ، استحكمت
حلقاتها ، إلا لتفرج. ( و أوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا ، وهم لا يشعرون) . أما قوله. (و أخاف أن
يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون )، لخشيته من اشتغالهم عنه برميكم و رعيتكم و تركهم إياه فريسة
للذئب، فيأكله و هم لا يشعرون. فكان ذلك بماثبة(البلاء الموكول بالمنطق). فتلقفوا من فمه هذه
الكلمة ، وجعلوها عذرهم فيما فعلوه ، وقالوا مجيبين عنها في الساعة الراهنة: (لئن أكله الذئب
و نحن عصبة إنا إذالخاسرون ) يقولون : لئن عدا عليه الذئب فأكله من بيننا، ونحن جماعة ،
إنا إذا لهالكون و لا فائدة من وجودنا حوله.#هذا علما بأن أبناء يقعوب كلهم أنبياء.
و لا مجال للقدح فيونقاء معادنهم، كما يتنطع البعض . و لكنها ، تلك طبيعة
النفس البشرية. خاصة حينما تعتريها أحوال و
عوارض قد تذبذبها ما بين مطمئنة راضية
مرضية إلى ربما أمارة بالسوء.
ود الأصيل/aabersabee
+++++((((()))))+++++
لله درك أخي أزهري سوار (بثوبك)
الجديد. و أنت تفتق أذهاننا على خاطرة
تلو خاطرة و تجازف بشد أشرعتنا لنمخر
عباب محيط بلا شطآن، و نفيس الدر في
أحشائه قابع. فتحفزنا حفزا لنغوص بين
دفتي سفر عظيم لا تنقضي عجائبه،
إذ لا يعلم تأويله يقينا إلا الله.
و (الراسخون في العلم
يقولون كل من عند ربنا)
#فربما كان حدس سيدنا يعقوب
يقول له شيئا كما تفضلت، من قبيل
ما كانت نفوس أبنائه تحدثهم به من
سوء تجاه أخيهم يوسف. علما أنه
نبي و رؤيته إنما وحي يوحى.
ود الأصيل[/COLOR]
[/FONT]/aabersabeel

ود الأصيل
27-06-2016, 11:37 PM
(12/200)- ليدبروا.....
//حَدِّثْ عَنْ بَني إسٍرائيلَ و لا حَرَجَ//
// العين ما تعلاش على الحاجب//
قيلَ: إنَّهُ وردَ في قَصَصِ بَني إسرائيلَ أن سيِّدَنا
موسى لما أًوحِيَ إليْهِ بأن (اترُك البحرَ رَهْواً) لينجوَ
و من معه بأنفُسِهم من بطْشِ فِرعونَ؛ و الذي قيلَ: إنَّهُ
لمَّا دنا من الماءِ و (كان كالطَّودٍ العظيمٍ)، لجَّ و قدْ همَّ بالتراجعٍ،
لاستشعارِه الخطرَ بِقُرْبِ نهايتِهِ المشْؤومةِ؛ لو لا أن راحلته كانتْ
بَغْلاً (ذكراً) و سَارَ بِهِ خلف بَغْلةٍ أنثَى(حائلاُ) إذ شٍمَّ رائِحَتَها؛ و كان
يَمْتَطِيها سَيِّدُنا موسى و قد بلغ بها برَّ الأمانِ. فيما تعسَّرَ أمرُ فرعونَ
و ملئِهِ، ليدركهم الهلاكُ غَرَقاً، تاركين وراءَهم أراملَ من عِلْية القَوْمِ.
فلَمْ يجدنَ حولَهُن سوى بضعةِ رجرجةٍ و دهماءَ بسطاءَ و سُّخْرِةِ و
فَلاحينَ من أقباطِ مِصْرَ. إذ اضْطُرِرْنَ لاتخاذهم بُدَلاءَ (سدَّ طلبٍ)
لبعولتِهنَّ، (زي عرسان غفلة و حيرة) و كدا. اللهم إلا لمجرد
(قضاء الوطر ، في مُقابلِ رفع ِالخسيسةِ). ما قد يُفسر
ظاهرةِ غِيابِ عُنْصُرِ الكَفاءَةِ، و بالتَّالي اهتزازِ العِصْمةِ
و القِوامةِ، لدى رجَالِ مِصْرَ، أمام زوجاتِهِم ،
ربما إلى يومِنا هذا. فلا تكادُ تجد منهُمْ
( رَجُلَاً رَشِيداً ) لتَعْلُوَ عَيْنُهُ
بالله فَوْقَ حَوَِجِبِ حَرِيْمِهِ.
شايف أصلي كييييف؟!
ود الأصيل/ aabersabeel
++++((())))++++
مصطفى الطيب الأمين الكباشي:
اظن ان العبره اكثر في ما يعنيه قوله تعالى
" وجعلنا لكل شئ سببا " فلولا البغله لما غرق
فرعون ... افلا يتفكرون .. شكرا اخي دافولا.
+++((()))+++
منور بيتنا و شارع بيتنا أخي
الغالي ود الكباشي، لإشراقاتكم
الضافية؛ و زادكم الله بسطة في
العلم و المال والجسم.
#فقط مع رجاء أن تسمح لي
بتصويب بسيط: أنه "جعلنا لكل
شيء سببا" هذه ليست من قوله تعالى.
و إلا لكان جل شأنه، محكوما بالأسباب. و لكن
كلا ، إنما هو من بجري الأسباب مجراها، و عكس
مجراها. و لكن ربما حدث لديكم خلط، كما
يحدث لكثيرين مع قوله تعالى" و جعىنا
من الماء كل شيء حي".
هذا و العلم عند الله.
+++(((())))+++
و الله ما معروف زاتو
أولاد فوزية و لا (بمبة).
عمومن ي و الينا حكاية إنها
( أم الدنيا) زاتا ليها تفسير تاريخي
ظريف، إنو مافي فحل عاجباه روحو، و إلا
غشيها ( من كل بلد سوالا ولاد). ياخ دي ما
مخلية فرعون لا نابليون ، لا هولاكو التتري ، و
لاجنكيز خان( بالذات المغول البتان ديل قالك
يا زول خطيرين جدن)، لا كافور الأخشيدي
( المملوكي أبو دراريش)، لا محمد علي
باشا. لحدت ما (الصعايدة وصلو)
، ثم إلخ ، إلخ إلخ.
ود الأصيل/aabersabeel

ود الأصيل
29-06-2016, 07:17 PM
المحكم و المتشابه من آيات القرآن الكريم
قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) آل عمران/

المحكم هو البيّن الواضح الذي لا يلتبس أمره ، وهذا هو الغالب في القرآن{ هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ }. و{ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ }{ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب ، لا من حيث المراد. وهو مما يشتبه أمره على بعض الناس دون بعض ، فيعلمه العلماء ولا يعلمها الجهال ، ومنه (َمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا). وأهل الحق (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)؛ فيردون ما تشابه منه إلى المحكم. فَأَمَّا أهل الضلال ( الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ.
{ أي: إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم تحريف لفظه وتصريفه إلى ما قد يحتمل من مقاصدهم الفاسدة فينزلوه عليها. ليجعلوه مثاراً للشك والتشكيك فيَضلون، ويُضلون ويتوهمون بهذا المتشابه مالا يليق بالله عز وجل ولا بكتابه ولا برسوله. وقد عمد إلى ذلك قوم من أهل الزيغ والزندقة قديماً وحديثاً أما المحكم فلا نصيب لهم فيه ؛ لأنه دامغ لهم وحجة عليهم لا لهم. لأنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن. كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم ، وتركوا الاحتجاج بقوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله ، وعبد ، ورسول من رسل الله

ود الأصيل
29-06-2016, 11:59 PM
المحكم و المتشابه من آيات القرآن الكريم
قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ
مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا
بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) آل عمران/
المحكم هو البيّن الواضح الذي لا يلتبس أمره ،
وهذا هو الغالب في القرآن{ هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ
آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ }. و{ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ }{ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ }
أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب ،
لا من حيث المراد. وهو مما يشتبه أمره على بعض الناس دون بعض ، فيعلمه العلماء
و لا يعلمها الجهال ، ومنه (َمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا). وأهل الحق (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)؛ فيردون ما تشابه منه إلى المحكم. فَأَمَّا أهل الضلال ( الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ.
{ أي: إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم تحريف لفظه و تصريفه
إلى ما قد يحتمل من مقاصدهم الفاسدة فينزلوه عليها. ليجعلوه مثاراً للشك
و التشكيك فيَضلون، ويُضلون ويتوهمون بهذا المتشابه مالا يليق بالله عز و جلو لا
بكتابه ولا برسوله. وقد عمد إلى ذلك قوم من أهل الزيغ والزندقة قديماًو حديثاً . أما
المحكم فلا نصيب لهم فيه ؛ لأنه دامغ لهم وحجة عليهم لا لهم. لأنهم يحتجون على
بدعتهم بالقرآن. كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى هو روح الله
و كلمته ألقاها إلى مريم ، وتركوا الاحتجاج بقوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ }
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله ،
وعبد ، ورسول من رسل الله
المتشابهات كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،
مثل بعض الآيات المجملة التي ليس فيها تفصيل ، فتفصلها
السنة مثل قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فإن إقامة الصلاة غير معلومة ،
و المعلوم من هذه الآية وجوب إقامة الصلاة فقط ، لكن كيف الإقامة ، هذا يعرف
من دليل آخر ، والحكمة من أن القرآن نزل على هذين الوجهين الابتلاء والامتحان ؛
لأن من في قلبه زيغ يتبع المتشابه ، فيبقى في حيرةٍ من أمره ، وأما الراسخ في العلم
إنما يؤمن بمحكمه ومتشابهه على حد سواء ، على أن كله من عند الله وألا تناقض فيه .
ومن أمثلة المتشابه : قول الله تبارك وتعالى (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا
مُشْرِكِينَ) مع قوله ( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ
حَدِيثاً ) فيأتي متنطع ليقول : هذا متناقض كيف يقولون (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَاكُنَّا مُشْرِكِينَ) ثم يقال عنهم
إنهم (لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً) فيضرب الآيات بعضها ببعض ؛ ليوقع الناس في حيرة من أمرهم.
هذا علماً أن يوم القيامة يومٌ مقداره خمسون ألف سنة ، فتتغير الأحوال وتتبدل ،
فتُنزّل هذه على حال و تلك على حال " مثال آخر : قوله تعالى:
( إنا نحن نحيي الموتى ). وقوله: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
و نحوهما مما أضاف الله فيه الشيء إلى نفسه بصفة الجمع، فاتبعت النصاري
هذا المتشابه وادعوا تعدد الآلهة وقالوا : إن الله ثالث ثلاثة تاركين لمحكم الدال صراحةً
على وجدانية الخالق.. هذا بدل أن يحملوا الجمع على التعظيم لتعدد صفات الله وعظمها،
ويردوا هذا المتشابه إلى المحكم. وبدعواهم الباطلة تلك وقع لهم من الاشتباه ما كفّرهم الله
بها فيقوله تعالى:" وكذبك فيها فاستمع إلى قوله تعالى لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما
من إله إلا إله واحد".ومثال ثالث : قوله تعالى: لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( إنك لا تهدي من أحببت )
وقوله: ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) ففي الآيتين موهم تعارض ، فيتبعه من في قلبه زيغ و يظن
بينهما تناقضاً وهو النفي في الأولى ، والإثبات في الثانية. فيقول: في القرآن تناقض.وأما الراسخون في
العلم فيقولون: لا تناقض في الآيتين فالمراد بالهداية في الآية الأولى هداية التوفيق ، وهذه لا يملكها
إلا الله وحده فلا يملكها الرسول و لا غيره . والمراد بها في الآية الثانية هداية الدلالة وهذه تكون من
الله تعالى، و من غيره فتكون من الرسل وورثتهم من العلماء الربانيين.). كل هذه أمثلة للمتشابه
النسبي الذي يخفى على بعض الناس ، ويعلمه الراسخون في العلم ، وأما المتشابه الذي لا
يعلمه إلا الله فمثل حقيقة وكيفية صفات الله تعالى ، وحقيقة ما يكون عند الله تعالى من
نعيم لأهل الجنة ، وعذاب لمن عصاه ؛ فهذا كله لا يعلمه إلا الله .هذا ، و من التبس
عليه أمر شيء من المتشابه ، فليرده إلى المحكم ، إن كان من أهل العلم
القادرين على الاستدلال والاستنباط ، وإلا فليسأل أهل العلم ، كما
قال تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
وليقل في كل حال : ( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)
هذا و العلم كله عند الله وحده.

ود الأصيل
01-07-2016, 01:46 AM
(15/200)-
//زكاة الفطر ، فريضة أم نافلة؟!//
بل فرضها، مثل زكاة المال تماما، من قال: " أوتيت الكتاب و مثله ، أو قال صنوه معه". إذن ، فطاعته، صلى الله عليه وسلم، من طاعة الله. قال تعالى:" و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول ، و أولي الأمر منكم". إذ أفرد طاعة نبيه بتكرار فعل(أطيعوا) لوجوبها؛ فيما جعلت طاعة ولي الأمر تابعة، من طاعة الله و رسوله و معلقة بشرط أن تكون في معروف، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

#و لما سمع أحد الصحابة قول النبي :" من أطاع أميري فقد أطاعني" ذهب ليأمر مأموريه، و قد وجد عليهم في نفسه، أن يجمعوا حطبا ليضرموا فيه النيران ، ثم ليقعوا فيها. إذ همت طائفة منهم بطاعته في ذلك، لو لا أنهم استفتوا النبي؛ فقال لهم لو دخلتموها، ما خرجتم منها أبدا. فكيف و قد لاذوا و احتموا بجناب الله لعتق رقابهم من حمو وطيسها؟!

#كذلك ، لما لعن ابن عباس رضي الله عنه النامصة و المتنمصة و المتفلجة للحسن ذكرته إحداهن بسوء وقالت: " لقد قرأت كتاب الله ما بين لوحيه (دفتيه)" فقال لها: لو كنت قرأتيه لوجدتيه، ألم تقرأئي قوله تعالى" ما آتاكم الرسول فخذوه ؛ و ما نهاكم عنه فاتتهوا"

#و قد نبأ النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا الصنف من أهل الزيغ و الضلال؛ من إذا احتججته بسنة النبي نبذها و طالبك بدليل من الكتاب ( ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله). هذا و العلم عند الله
ود الأصيل/aabersabeel

ود الأصيل
01-07-2016, 03:06 AM
-// فضل آخر ليلة من رمضان//
(16/200)
# عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه و سلم - أنه قال صلى الله عليه و سلم: " يغفر لأمتي " في آخر ليلة في رمضان " و المراد مغفرته الكاملة و رحمته الشاملة لكل صائم. فلا ينافي ذلك ما سبق من أن (أوسطه مغغرة) قيل : " يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال:" لا ، " إنما يوفى العامل" أي يعطى وافيا أجره (بالنصب على أنه مفعول ثان) " إذا قضى عمله " أي فرغ من انجازه على أحكم وجه.
#و لعل في ذلك استدراك لسؤالهم عن سبب المغفرة كأنهم ظنوا أن الليلة الأخيرة هي ليلة القدر و سبب المغفرة ، فبين - صلى الله عليه وسلم - أن سببها هو إفراغ العبد عن العمل. علما أن ليلة القدر نفسها ليست سببا بل هي زمان للعبادة التي سبب المغفرة. و لا يبعد أن يراد بآخر ليلة من رمضان ليلة عيد الفطر .

#و هي مناسبة لتذكير العباد، ممن اجتهدوا أوائل الشهر و أواسطه ، على صياهم و قيامه إيمانا واحتسابا ، ألا تنخ عزائمهم ، فينيخوا زواملهم على مشارف خط النهاية لمضمار الرهان. هذا و الله المستعان. بل ليشدوا المآزر و لتتجافي جنوبهم عن المضاجع ، و ليوقظوا أهاليهم ، و ليحيوا لياليهم ، سعيا لبلوغ الفرحة بنيل الجائزة الكبرى.

(هذا و العلم عند الله)

ود الأصيل/aabersabeel

ود الأصيل
11-07-2016, 05:20 PM
(18/200)
// اختلاف لهجات العرب//

إنا انطيناك الكوثر ..

قبل فترة دخلت مسجد قباء متأخرا فصليت مع جماعة من الزوار من خارج المملكة .. وبعد الفاتحة قرأ
الإمام سورة الكوثر بلفظ { إنا أنطيناك الكوثر } فرد عليه رجل من ‘ ربعنا ’ { إنا أعطيناك الكوثر } فعاد الإمام
وقرأها { إنا أنطيناك الكوثر } فرد عليه الرجل مرتين وثلاثاً بدون أن يتزحزح الإمام عن موقفه ..
وبعد انتهاء الصلاة ألقى ‘ المأموم ’ محاضرة على ‘ الزائرين ’ ناصحا إياهم بتعديل لسانهم المعوج ومذكرا
فيها بأن القرآن نزل بلسان عربي مبين ( ولم يعلم سيادته أنه نزل أيضا على سبعة أحرف ) !!
وكنت قد سمعت قصة مشابهة من أحد الأصدقاء حيث قرأ الإمام الفاتحة {أهدنا الزراط المستقيم } فرد
عليه الناس { الصراط المستقيم } فعاد وقال { الزراط المستقيم ) فردوا عليه مرتين وثلاثاً { الصراط المستقيم }
ولكنه أصر على موقفه الأمر الذي جعل أحد المصلين يقول بصوت مرتفع : الصراط المستقيم أو اترك الإمامة لغيرك …
وما يحدث في مثل هذه المواقف أن الإمام يقرأ غالبا على ‘حرف ‘ يناسب لهجته المحلية في حين لا يعرف

المأمومون جواز قراءة القرآن على هذا الحرف أو ذاك ..

ومواقف كهذه ظهرت منذ عهد النبوة حيث خفي حتى على بعض الصحابة الوجوه المتعددة لقراءة القرآن الكريم

( مثل عمر بن الخطاب الذي سمع هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على حروف لم يسمعها من قبل )

وجميعها انتهت بإجازتها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ..

ورغم اختلاف العلماء في معنى ‘ سبعة أحرف ‘ إلا أن أشهرها قولهم إنها سبع لهجات كانت شائعة

لدى قبائل العرب في ذلك الوقت .. وبهذا الشأن يقول الزركشي : نزل القرآن بعضه بلغة قريش ، وبعضه
بلغه هذيل ، وبعضه بلغة تميم ، وبعضه بلغة أزد وربيعه ، وبعضه بلغة هوازن وسعد وهكذا … وهذه اللهجات
( رغم أنها عربية ) إلا أن مخارجها وألفاظها توافق مخارج وألفاظ الحروف في اللغات الأجنبية كالفارسية

والحبشية والهندية والتركية ( ومن هنا ظهر علم القراءات وأصبح لكل بلد قراءته التي يشتهر بها ) !!

ومن النماذج المشهورة لاختلاف مخارج الحروف بين القبائل العربية :

1- ما يعرف ‘ باستبطاء قبيلة هذيل ’ حيث تقلب العين نونا وبالتالي تُقرأ { إنا أعطيناك} {إنا أنطيناك } وهو قلب يُسمع

حتى اليوم في بعض دول الخليج !

2- أما قبائل قيس وتميم وأسد فاشتهرت ب ’ العنعنة ’ حيث تقلب الهمزة عيناً بحيث يقرأ بعضهم { سعل ساعل }

بمعنى { سأل سائل } !

3- أما قبيلتا ربيعة ومضر فكانتا تقلبان الكاف شينا وكانتا تنطقان كلمتي ‘ بيتك ’ و ’ لبيك الله ’ - ‘ بيتش ’ و ’ لبيش الله ’ وهو

ما يدعى الشنشنة ( ويلاحظ حتى اليوم في اليمن وجنوب المملكة ) !

4- أما قبائل حمير فكانت تقلب ‘ ال ’ التعريف إلى ‘ أم ’ وبهذا اللفظ تناقلت حديث ( ليس من البر الصيام في السفر )

بلفظ ( ليس من أمبر أمصيام في أمسفر ) !!

5- أيضا هناك التختخة ، واللخلخة ، والكشكشة ، واليأيأة ، والخأخأة ؛ التي ميزت قبائل بعينها ولها حتى اليوم

ما يطابقها في مخارج الحروف العالمية !

ورغم أنني لست ضليعا في علم القراءات – ولا لهجات العرب ومخارج الحروف – ولكنني أرى في هذا العلم مغزيين

عظيمين يجب على الجميع استيعابهما :
الأول : احترام ثقافات ولهجات الآخرين …

والثاني : أن لا تتخذ أي جهة من نفسها مرجعا للغة والدين !!

ود الأصيل
11-07-2016, 05:23 PM
(18/200)

//

اختلاف لهجات العرب//

إنا انطيناك الكوثر ..

قبل فترة دخلت مسجد قباء متأخرا فصليت مع جماعة من الزوار من خارج المملكة .. وبعد الفاتحة قرأ
الإمام سورة الكوثر بلفظ { إنا أنطيناك الكوثر } فرد عليه رجل من ‘ ربعنا ’ { إنا أعطيناك الكوثر } فعاد الإمام
وقرأها { إنا أنطيناك الكوثر } فرد عليه الرجل مرتين وثلاثاً بدون أن يتزحزح الإمام عن موقفه ..
وبعد انتهاء الصلاة ألقى ‘ المأموم ’ محاضرة على ‘ الزائرين ’ ناصحا إياهم بتعديل لسانهم المعوج ومذكرا
فيها بأن القرآن نزل بلسان عربي مبين ( ولم يعلم سيادته أنه نزل أيضا على سبعة أحرف ) !!
وكنت قد سمعت قصة مشابهة من أحد الأصدقاء حيث قرأ الإمام الفاتحة {أهدنا الزراط المستقيم } فرد
عليه الناس { الصراط المستقيم } فعاد وقال { الزراط المستقيم ) فردوا عليه مرتين وثلاثاً { الصراط المستقيم }
ولكنه أصر على موقفه الأمر الذي جعل أحد المصلين يقول بصوت مرتفع : الصراط المستقيم أو اترك الإمامة لغيرك …
وما يحدث في مثل هذه المواقف أن الإمام يقرأ غالبا على ‘حرف ‘ يناسب لهجته المحلية في حين لا يعرف

المأمومون جواز قراءة القرآن على هذا الحرف أو ذاك ..

ومواقف كهذه ظهرت منذ عهد النبوة حيث خفي حتى على بعض الصحابة الوجوه المتعددة لقراءة القرآن الكريم

( مثل عمر بن الخطاب الذي سمع هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على حروف لم يسمعها من قبل )

وجميعها انتهت بإجازتها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ..

ورغم اختلاف العلماء في معنى ‘ سبعة أحرف ‘ إلا أن أشهرها قولهم إنها سبع لهجات كانت شائعة

لدى قبائل العرب في ذلك الوقت .. وبهذا الشأن يقول الزركشي : نزل القرآن بعضه بلغة قريش ، وبعضه
بلغه هذيل ، وبعضه بلغة تميم ، وبعضه بلغة أزد وربيعه ، وبعضه بلغة هوازن وسعد وهكذا … وهذه اللهجات
( رغم أنها عربية ) إلا أن مخارجها وألفاظها توافق مخارج وألفاظ الحروف في اللغات الأجنبية كالفارسية

والحبشية والهندية والتركية ( ومن هنا ظهر علم القراءات وأصبح لكل بلد قراءته التي يشتهر بها ) !!

ومن النماذج المشهورة لاختلاف مخارج الحروف بين القبائل العربية :

1- ما يعرف ‘ باستبطاء قبيلة هذيل ’ حيث تقلب العين نونا وبالتالي تُقرأ { إنا أعطيناك} {إنا أنطيناك } وهو قلب يُسمع

حتى اليوم في بعض دول الخليج !

2- أما قبائل قيس وتميم وأسد فاشتهرت ب ’ العنعنة ’ حيث تقلب الهمزة عيناً بحيث يقرأ بعضهم { سعل ساعل }

بمعنى { سأل سائل } !

3- أما قبيلتا ربيعة ومضر فكانتا تقلبان الكاف شينا وكانتا تنطقان كلمتي ‘ بيتك ’ و ’ لبيك الله ’ - ‘ بيتش ’ و ’ لبيش الله ’ وهو

ما يدعى الشنشنة ( ويلاحظ حتى اليوم في اليمن وجنوب المملكة ) !

4- أما قبائل حمير فكانت تقلب ‘ ال ’ التعريف إلى ‘ أم ’ وبهذا اللفظ تناقلت حديث ( ليس من البر الصيام في السفر )

بلفظ ( ليس من أمبر أمصيام في أمسفر ) !!

5- أيضا هناك التختخة ، واللخلخة ، والكشكشة ، واليأيأة ، والخأخأة ؛ التي ميزت قبائل بعينها ولها حتى اليوم

ما يطابقها في مخارج الحروف العالمية !

ورغم أنني لست ضليعا في علم القراءات – ولا لهجات العرب ومخارج الحروف – ولكنني أرى في هذا العلم مغزيين

عظيمين يجب على الجميع استيعابهما :
الأول : احترام ثقافات ولهجات الآخرين …

والثاني : أن لا تتخذ أي جهة من نفسها مرجعا حصرياً للغة والدين !!



(19/200)
ي أخ دسوقي ،
ليس ثمة ما يمنعك أن تصل إلينا ،
أو توصلنا إلى مراميك. فحديثنا بلسان عربي مبين.
و إن كان على سبعة أحرف. ثم إنك لم تجدني أحمل مكبراً
للصوت، استطلع آراء المارة، حول محور للنقاش. كل ما هنالك أنني ،
كطالب علم ، عرضت مسألة في علم القراءات. و عليك ، إن شئت،
أن تستوثق منها؛ بدل الاكتفاء بأن تلهب ظهري بقشطتين من
كرىاج إرهاب فكري و تنسحب . كمن يقرأ بقوله تعالى
" لا تقربوا الصلاة" مبتورا عن بعضه؛ و يسكت.
+++((()))+++
و أما إن أردت مزيد أدلةٍ فليست عن فلةٍ ،
إذاً، إليك قوله تعالى:" و إذا أردْنا أن نُّهْلِكَ قَرْيةً
أمَرْنَا مُتْرَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيْها القَوْلُ فَدَمَّرناها تَدْميراً ".
قُرِئَتْ على حرفين: بميمٍ مُفْرَدَةٍ مُخَفَّفَةٍ ، و أيضا بمُثَقَّلَةٍ. ففي
الأولى المعنى:أنهم أمروا بالطاعة ففسقوا أى خالفوا أمر
السماء ؛ فكان عاقبتُهم جزاءً وبيلاً. و في الثانية أنهم
جُعِلُوا أمراءَ؛ فصاروا أسوةً سوء و شرٍّ لأقوامهم.
كفرعونَ و ملئِهِ وهامانَ(يقدم قومه يوم القيامة
فأوردَهم النارَ؛ و بئسَ الوِردُ المورودُ)
و كقارون،(فخسفنا به و بدارِه الأرضَ)
و قبلهم، گإبليس ( يدعو حزبَه
ليكونوا من أصحاب السعير).
+++((()))+++
(20/200)
ثم اضف إلى ذلك دليلا آخر أخي/
محمد فواز، أن مؤذن الرسول، سيدنا و جدنا
بلالا كان يتشهد بأذانه في الناس ب(سين) مهملة.
و مع ذلك ، لم يعده النبي صلى الله عليه و سلمه لاحنا؛
بل أقره عليها ، كونها (شينا) معجمة عند الله.
# لعمري ؛ لهذا أنصع دليل على أن نزول القرآن
على أحرف متعددة. لم يأت عبثا و لا استعراضا،
و حاش لله. بقدر ما فيه من مراعاة لمقتضى
الحال لألسن العباد ؛ من حيث تباينها ما
بين فصاحة و عجمة.

ود الأصيل
14-07-2016, 01:50 AM
// ولا يعلم تأويله إلا الله//

🔷أحياناً نفهم بعض الكلمات القرآنية حسب لهجتنا الدارجة، وليس حسب اللغة العربية الفصحى الذي أنزل الله بها القرآن الكريم.

🔷إليكم بعض المعاني الفصيحة لكلمات من القرآن الكريم :

١- "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد":
(جابوا) بمعنى (قطعوا)، وليس (احضروا).

٢- "وأما إذا ما ابتلاه فَقَدر عليه رزقه":
(قدر)، أي ضيق عليه، وليس من (القدرة واﻻستطاعة).

٣-" أجر غير ممنون":
(غير ممنون)، أي غير مقطوع، وليس ( بغير المن ).

٤- "فجاءها بأسنا بياتاً أو هم قائلون":
(قائلون) من القيلولة، وليس من (القول).

٥- "فأمُّه هاوية":
(أمه): أي رأسه هاوية بالنار، وليس المقصود (الأ‌م الحقيقية التي ولدته).

٦-"ويستحيون نساءكم":
(يستحيون): أي يتركونهن على قيد الحياة ليستخدموهن ويمتهنوهن، وليست بمعنى (يقتلونهن).

٧-"إن تحمل عليه يلهث":
(تحمل عليه): أي تطرده وتزجره، وليس من (حمل الأشياء والأثقال )؛ لأ‌ن الكلا‌ب لا‌ تحمل على ظهورها.

٨- "فلما رآها تهتز كأنها جان'' : (الجان): نوع من الثعابين سريعة الحركة، و(ليس الجنّ).

٩-"‌ً إذا قومك منه يصِدُّون" : (يصدون) بكسر الصاد: يضحكون، وليس من (الصدود والعزوف عن الامر).

١٠-"الذين يظنون أنهم ملا‌قو ربهم وأنهم إليه راجعون":
(الظن) يعني اليقين، وليس (الرجحان أو الشك).

١١- "وقاتلوهم حتى لا‌ تكون فتنة":
(الفتنة): الكفر، وليس (النزاع والخصومة).

١٢- "إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم": (الذكر) التذكر والتفكر، وليس (ذكر الله على اللسان) ومنه قوله: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا).

١٣- "وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين":
(قاسمهما): من القسَم بمعنى الحلف،
وليس من (القسمة).

١٤- "كأن لم يغنوا فيها":
(يغنوا): أي لم يقيموا فيها،
وليس من (الغنى وكثرة المال).

١٥- "ويتلوه شاهدٌ منه":
(يتلوه): أي يتبعه، وليس من (التلا‌وة).

١٦- "أو اطرحوه أرضاً":
(اطرحوه): أي ألقوه في أرض بعيدة،
وليس إيقاعه على الأ‌رض.

١٧-"أيمسكه على هون":
(هون): أي على هوان وذل، وليس على (مهل).

١٨- "فإذا وجبت جنوبها": (وجبت) أي سقطت جوانب الإبل بعد نحرها، و ليس بمعنى (الإ‌لزام). و يقال أيصا :"وجبت الشمس" إذا نزلت من مغربها.

١٩- "وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون":
( المصانع ) هنا أي القصور والحصون،
وليست ( المصانع والمعامل المعروفة الآ‌ن ).

٢٠-"ولقد وصَّلنا لهم القول":
( وصَّلنا ): أي بيّنا وفصلنا القرآن،
وليس (المراد توصيله إليهم).

٢١- "و يزوجهم ذكراناً وإناثا":
( يزوجهم ) أي يعطيهم ويزيدهم ذرية منوعين بين إناث و ذكور، و ليس معناه ( يُنكحهم ).

٢٢- "وأذِنت لربها وحقت":
(أذنت): أي انقادت وخضعت،
وليس معناها ( السماح ).

٢٣- "لوَّاحة للبشر":
( لواحة ): أي محرقة للجلد أي نار جهنم،
وليس ( تلوح للناس باليد ).

٢٤- "وسبحه ليلا‌ً طويلا‌": (سبحه) المقصود الصلا‌ة، وليس (ذكر اللسان بالتسبيح). مجاز مريل علاقته الجزئية ( إطلاق الجزء و إردة الكل)

٢٥- "خلق الإ‌نسان من صلصال": (الصلصال): الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة، وليس (الصلصال المعروف).

٢٦- "وله الجوار المنشآت في البحر كالأ‌علا‌م":
( الأعلام ) هي الجبال، وليست ( الرايات ) .

...أفادنا الله وإياكم.🌺
٢٧- " قد خاب من دساها" ، أي دنسها ؛ و ليس خبأها.
هذا و العلم عند الله.
🌴🌷🌴🌷🌴🌷🌴🌷🌴

ود الأصيل
16-07-2016, 06:06 PM
(23/200)
// العريجاء إلى مراحها //
لا غرو و لا غضاضة في أن يظل الحب ، بل الزواج نفسه عذريا؛ فلا ينجب أطفالا. ذلك أن خالق الزوجية لم ( يبن عشها) على شرط إنجاب حتمي للذرية. إذ يقول عز من قائل : " أو يزوجهم ذكرانا و إناثا ؛ و يجعل من يشاء عقيما". و إن كان ذلك هدفا جوهريا من أهداف النكاح. و جاء د في السنة المشرفة( تزاوجوا تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم) .
#و أما الذي كفله الخالق، بل جعله آية من آياته فإنما هي السكينة و المودة و الرحمة و (الملابسة). يقول المولى عز وجل:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ؛ و جعل بينكم مودة و رحمة". و قال تعالى أيضا: "هن لباس لكم و أنتم لبس لهن". و لعل الشاهد في كون (التلابس) هذا يقتضي أن كليهما عورة جعلت سترته حصريا عند نصفه الحلو .
جدنا الشيخ فرح ود تكتوك ، على بساطة زمانه ، كان فيلسوفا شعبيا نابغة. فيوم أن جاءته ابنه له باكية تشكو ضيق و قصر ذات يد بعلها ، ربما مع طول لسانه و فظاظة قلبه. لكن لكأن أبونا الشيخ تجاهل دعواها و استأذنها بالذهاب إلى بيت الخلاء ؛ حيث تعمد تحطيم ركوته( إبريق من الصلصال). ثم عاد إليها وهو يتنهف ، متظاهرا بالبكاء لفقده عزيزا لديه. فقالت له ابنته: " يابا أنا جاياك فزعة تبقى لي وجعة . مالك شن ببكيك أنت كمان؛ داير تكطع مصاريني و تفقع لي مرارتي". قال ليها: أسو شنو يا بتي هسي فقدت لي( أعز عزيز) و ما بتعوض. قالت" منو دا يابوي؟!. قال:" إنها ركوتي. و أوعي تقومي تسخري من كلامي؛ لأنها دي الشافت عورتي و ساترلها لي زمن. فما كان مز ابنة شيخنا الحكيم إلا أن فطنت لقلة عقلها و سعة أفق أبيها ، و ما كان يرمي من عبرة أخذتها؛ ثم ضربت بلامتا و قامت ماسكة دربا راسا عدديييل راجعة شايلة بيت راجلا .

ود الأصيل
11-03-2017, 04:16 AM
\\{34/200}
الآيات 30 - 33 ، من يورة {] ص [}

﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَـنَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِىِّ الصَّـفِنَـتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّىّ أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّى حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَىَّ فَطَفِقَ مَسْحَا بِالسُّوقِ وَالاَْعْنَاقِ (33)﴾

® التّفسير
© سليمان (ع) يستعرض قوّاته القتالية:
هذه الآيات تواصل البحث السابق بشأن داود(ع). فالآية الاُولى تزفّ البشرى لداود في أنّه سيرزق بولد صالح هو سليمان، وسيتولّى الحكم وأعباء الرسالة من بعده، وتقول: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنّه أوّاب).

∆ هذه الجملة تبيّن عظمة مقام سليمان، و يحتمل كونها ردّاً على الإتّهامات القبيحة و العارية من الصحّة الواردة في التوراة المحرّفة عن ولادة سليمان من زوجة أوريا، و التي كانت شائعة في المجتمع قبل نزول القرآن.

¶ فعبارة (وهبنا) من جهة و (نعم العبد) من جهة اُخرى، و للتعليل (إنّه أوّاب) أي (الشخص المطيع لله والممتثل لأوامره، والذي يتوب إلى الباري عزّ و جلّ إثر أبسط غفلة أو زلّة) من جهة ثالثة، كلّها تدلّ على عظمة مقام هذا النّبي الكبير.

¶ وعبارة (إنّه أوّاب) هي نفس العبارة التي جاءت بحقّ والده داود في الآية (17) من نفس السورة، و رغم أنّ كلمة (أوّاب) صيغة مبالغة وتعني كثير الرجوع وغير محدودة، فإنّها هنا تعني العودة لطاعة الأمر الإلهي، العودة إلى الحقّ والعدالة، العودة من الغفلة وترك العمل بالأولى.

ود الأصيل
11-03-2017, 04:19 AM
{ 35/200}
® الآية التالية تبدأ بقصّة خيل سليمان، التي فسّرت بأشكال مختلفة، حيث أنّ البعض فسّرها بصورة سيّئة و معارضة لموازين العقل، حتّى أنّه لا يمكن إيرادها بشأن إنسان عادي، فكيف ترد بحقّ نبي عظيم كسليمان (ع).

© و لكن المحقّقين بعد بحثهم في الدلائل العقليّة والنقلية أغلقوا الطريق أمام أمثال هذه التّفسيرات، و قبل أن نخوض في الإحتمالات المختلفة الواردة، نفسّر الآيات وفق ظاهرها أو (وفق أقوى إحتمال ظاهري لها) لكي نوضّح أنّ القرآن الكريم خال من مثل هذه الإدّعاءات المزيّفة التي فُرضت على القرآن من قبل الآخرين.إذ يقول القرآن: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد).

∆ و "صافنات" جمع (صافنة) و قال معظم اللغويين والمفسّرين: إنّها تطلق على الجياد التي تقوم على ثلاث قوائم وترفع أحد قوائمها الإمامية قليلا ليمسّ الأرض على طرف الحافر، وهذه الحالة تخصّ الخيول الأصيلة التي هي على أهبّة الإستعداد للحركة في أيّة لحظة(1).

¶ "الجياد" جمع (جواد) وتعني الخيول السريعة السير، وكلمة "جياد" مشتقّة في الأصل من (جود)، والجود عند الإنسان يعني بذل المال، وعند الخيول يعني سرعة سيرها. وبهذا الشكل فإنّ الخيول المذكورة تبدو كأنّها على أهبّة الإستعداد للحركة أثناء حالة توقّفها، وإنّها سريعة السير أثناء عدوها.

ود الأصيل
11-03-2017, 04:23 AM
{36 /200}

® و يستشف من الآية مع القرائن المختلفة المحيطة بها، أنّه في أحد الأيّام وعند العصر إستعرض سليمان (ع) خيوله الأصيلة التي كان قد أعدّها لجهاد أعدائه، إذ مرّت تلك الخيول مع فرسانها أمام سليمان (ع) في إستعراض منسّق ومرتّب. وبما أنّ الملك العادل وصاحب النفوذ عليه أن يمتلك جيشاً قويّاً، والخيول السريعة إحدى الوسائل المهمّة التي يجب أن تتوفّر لدى ذلك الجيش، فقد جاء هذا الوصف في القرآن بعد ذكر مقام سليمان بإعتباره نموذجاً من أعماله.

© و لكي يطرد سليمان التصوّر عن أذهان الآخرين في أنّ حبّه لهذه الخيول القويّة ناتج من حبّه للدنيا، جاء في قوله تعالى: (فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي) انّي اُحبّ هذه الخيل من أجل الله وتنفيذ أمره، واُريد الإستفادة منها في جهاد الأعداء.

∆ لقد ورد أنّ العرب تسمّي "الخيل" خيراً، وفي حديث عن رسول الله (ص)قال فيه: "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة"(2).

¶ وإستمرّ سليمان (ع) ينظر إلى خيله الأصيلة المستعدّة لجهاد أعداء الله، و هو يعيش حالة من السرور، حتّى توارت عن أنظاره (حتّى توارت بالحجاب).

كان هذا المشهد جميلا و لطيفاً لقائد كبير مثل سليمان، بحيث أمر بإعادة عرض الخيل مرّة اُخرى (ردّوها عليّ). و عندما نفّذت أوامره بإعادة الخيل، عمد سليمان (ع) إلى مسح سوقها وأعناقها (فطفق مسحاً بالسوق والأعناق).

¶ و بهذا الشكل أشاد بجهود مروضي تلك الخيول، و أعرب لهم عن تقديره لها، لأنّ من الطبيعي لمن أراد أن يعرب عن تقديره للجواد أن يمسح رأس ذلك الجواد ووجهه و رقبته و شعر رقبته، أو يمسح على ساقه. و أبرز في نفس الوقت تعلّقه الشديد بخيله التي تساعده في تحقيق أهدافه العليا السامية، و تعلّق سليمان الشديد بخيله ليس بأمر يبعث على العجب.

ود الأصيل
11-03-2017, 04:24 AM
{37/200}
® طفق" بإصطلاح النحويين من أفعال المقاربة، وتأتي بمعنى "شرع".

© "سوق" هي جمع (ساق) و (أعناق) جمع (عنق) ومعنى الآية هو أنّ سليمان شرع بمسح سوق الجياد وأعناقها.

∆ ما ذكرناه بشأن تفسير هذه الآية يتطابق مع ما ذهب إليه بعض المفسّرين كالفخر الرازي. فقد ذهبو ا إلى نفي و استنكار الإدّعاءات الباطلة والمحرّمة التي ينسبها بعض المفسّرين و رواة الحديث إلى سليمان (إنّ الله تعالى ابتدأ الآية بمدحه والثناء عليه فقال: (نعم العبد إنّه أوّاب) فلا يمكن أن يثني عليه بهذا الثناء ثمّ يتبعه من غير فصل بإضافة القبيح إليه، وأنّه يتلّهى بعرض الخيل عن فعل المفروض عليه من الصلاة، والذي يقتضيه الظاهر أنّ حبّه للخيل وشغفه بها كان عن إذن ربّه و بأمره و بتذكيره إيّاه، لأنّ الله تعالى قد أمرنا بإرباط الخيل و إعدادها لمحاربة الأعداء، فلا ينكر أن يكون سليمان (ع) مأموراً بمثل ذلك)(3).

¶ على أيّة حال- وفق هذا التّفسير- لم يصدر من سليمان أي ذنب، ولم يحدث أي خلل في ترتيب الآيات، ولا تبدو أيّة مشكلة حتّى نعمد إلى توضيحها(5).

ود الأصيل
11-03-2017, 04:26 AM
{38/200}

® و الآن نستعرض تفاسير اُخرى لمجموعة
من المفسّرين بشأن هذه الآيات وأشهرها، ذلك التّفسير الذي يعود بالضمير في جملتي(توارت) و (ردّوها) إلى (الشمس) التي لم ترد في تلك الآيات، ولكنّهم استدلّوا عليها من كلمة (العشي) (التي تعني آخر النهار بعد الزوال) الموجودة في آيات بحثنا.

© و بهذا الشكل فإنّ الآيات تعطي المفهوم التالي، إنّ سليمان كان غارقاً في مشاهدة الخيل و الشمس قد وجبت للغروب و استترت خلف حجاب الاُفق، فغضب سليمان كثيراً لأنّه لم يكن قد صلّى صلاة العصر، فنادى ملائكة الله، و دعاها إلى ردّ الشمس، فاستجابت له الملائكة و ردّتها إليه، أي رجعت فوق الاُفق، فتوضّأ سليمان (المراد بمسح السوق و الأعناق هو أداء الوضوء الذي كان حينذاك يعمل به وفق سنّة سليمان، و بالطبع فإنّ كلمة (المسح) تأتي أحياناً في لغة العرب بمعنى الغسل) ثمّ صلّى.

∆ البعض ممّن ليس لديهم الإطلاع الكافي تحدّثوا بأكثر من هذا، ونسبوا اُموراً سيّئة و محرّمة اُخرى إلى هذا النّبي الكبير، عندما قالوا: إنّ المقصود من جملة (طفق مسحاً بالسوق والأعناق) هو أنّه أمر بضرب سوق وأعناق الخيل بالسيف، أو أنّه نفّذ هذا الأمر بشخصه، لأنّها شغلته عن ذكر الله والصلاة.

¶ طبيعي أنّ بطلان التّفسير الأخير لا يخفى على أحد، لأنّ الخيول لا ذنب لها كي يقتلها سليمان بحدّ السيف، فإن كان هناك ذنب فقد إرتكبه هو، لأنّه كان غارقاً في مشاهدة خيله، ونسي صلاته.

¶ و أخيراً فإنّ قتل الخيل إسراف إضافةً إلى كونه جريمة، فكيف يمكن أن يصدر مثل هذا العمل المحرّم من نبي، أمّا الروايات التي وردت من المصادر الإسلامية بشأن هذه الآية فإنّها تنفي- بشدّة- هذه التهمة الموجّهة إلى سليمان (ع).

¶ أمّا التفاسير السابقة التي قالت بنسيان سليمان وغفلته عن أداء صلاة العصر، فهي موضع السؤال التالي، هل يمكن لنبي معصوم أن ينسى واجباً مكلّفاً به؟ رغم أنّ إستعراضه للخيول كان واجباً آخر مكلّفاً به، إلاّ إذا كانت الصلاة- كما قال البعض- صلاة مندوبة أو مستحبّة، ونسيانها لا يسبّب أيّة مشاكل، ولكن إن كانت صلاة نافلة فلا ضرورة إذن لردّ الشمس.

ود الأصيل
11-03-2017, 04:29 AM
{39/200}
® إذا إنتهينا من هذا، فهناك إشكالات اُخرى وردت بشأن هذا التّفسير.

1- كلمة (الشمس) لم تأت بصورة صريحة في الآيات، في حين أنّ الخيل (الصافنات الجياد) جاء ذكرها صريحاً، ونرى من المناسب أن نعود بالضمير على شيء صرّحت به الآيات.

2- عبارة (عن ذكر ربّي) ظاهرها يعني أنّ حبّ هذه الخيل إنّما هو ناشيء من ذكر وطاعة أمر الله، في حين- طبقاً للتفسير الأخير- تعطي كلمة (عن) معنى (على) ويكون معنى العبارة، إنّي آثرت حبّ الخيل على حبّ ربّي، وهذا المعنى مخالف لظاهر الآية.

3- الأعجب من كلّ ذلك هي عبارة (ردّوها عليّ) التي تحمل صفة الأمر، فهل يمكن أن يخاطب سليمان الباري عزّوجلّ أو ملائكته بصيغة الأمر، أن ردّوا عليّ الشمس، كما يخاطب عبيده أو خدمه.

4- قضيّة ردّ الشمس، رغم أنّها في مقابل قدرة الباري عزّوجلّ تعدّ أمراً يسيراً، إلاّ أنّها تواجه بعض الإشكالات بحيث جعلتها أمراً لا يمكن قبوله من دون توفّر أدلّة واضحة عليها.

5- الآيات المذكورة أعلاه تبدأ بمدح وتمجيد سليمان، في حين أنّ التّفسير الأخير لها يعطي معنى الذمّ والتحقير.

6- إذا كانت الصلاة المتروكة واجبة، فتعليلها يعدّ أمراً صعباً، أمّا إذا كانت نافلة فلا داعي لردّ الشمس.

∆ السؤال الوحيد المتبقّي هنا، هو أنّ هذا التّفسير ورد في عدّة روايات في مصادر الحديث، وإذا دقّقنا جيّداً في إسناد هذه الأحاديث، يتّضح لنا أنّها جميعاً تفتقد السند الموثوق المعتبر، وأنّ أكثر هذه الروايات موضوعة.

¶ أليس من الأفضل صرف النظر عن تلك الروايات غير الموثوقة، وإرجاع علمها إلى أصحابها، وتقبّل كلّ ما يبيّنه ظاهر الآيات بذهنية صافية ومتفتّحة، لنريح أنفسنا من عناء الإشكالات الفارغة

ود الأصيل
17-03-2017, 01:35 AM
[/COLOR][/COLOR][/COLOR][/[/CENTER][/color]
[/size]
[/font]center]
(6/200)
// ليدبروا آيلداته//
﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِليَةِ وَهُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبينٍ﴾ سؤال استنكاري بعد قوله تعالى(وَجَعَلوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءًا﴾ ﴿أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَأَصفاكُم بِالبَنينَ﴾ وقوله تعالى ﴿ وَإِذا بُشِّر َأَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحمٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَ هُوَ كَظيمٌ﴾

#أي: أتجترئون و تنسبون إلى االخالق مَن يُنشأُ في الحلية، أي: ناشئٌ بالزينة كعادة وديدن: كناية عن الإناث. و هن في الجدال:غير مبينات لحججهن؛ لرقتهن؟
#و نَشْأةُ الشيء في حالةٍ أن يكون ابتداءُ وجوده مقارناً لتلك الحالة فتكون للشيء كالظرف. و لذلك اجتلب حرف (في) الدّالة على الظرفية و إنما هي مستعارة لِمعنى المصاحبة و الملابسة و (من ينشؤا في الحلية): مَن تُجعل له الحلية من أول أوقات كونه و لا تفارقُه ، فإن البنت (تنعم بالديباج و الحلي والحلل) منذ نعومة أظفارها وتستصحب في سائر أطوارها، و حسبك أنه يُشقُ لها طرفا أذنيها لتُعلق فيهما الأقراط و من أزينهن( غيداء ، بعيدة مهو القرط كناية عن الجمال بطول العنق ). و ذلك بخلاف الصبي. و النَّشْءُ في الحلية كناية عن البعدعن الشدائد في مزاول الحياة.فيه : احتجاج رباني هادئ عن اتخاذ الله خلقاً بهذه الرقة حسبَ متعارفهم كي يحصل له بذلك زيادة عِزّة.و الخصام ظاهره المحاجّة مقارعة الحجة بالحجة.
# فيكون المعنى: خطاب قرآني بدبع ، فيه أولا، تنزل للخصم و أخذه على قدر عقله. و ثانيا و الأهم ،فيه تمليح للأنثى من حيث هي ، و تلطيف لشعورها ؛ و كأنها منبوذة بنظر قومها، مع استحالة نسبة بنوتها للخالق الذي لم و لابنبغي له ، بطببعة الحال، أن يتخذ صاحبة و لا ولدا .

#فالمرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. و عن قتادة : ما تكلمت امرأة و لها حجة إلا جعلتْها على نفسها، وعنه: من ينشأ في الحلية هنّ الجواري يسفِّههن بذلك، بمعنى أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى هن أرق و أعجز عماهوأشد من ذلك في الحرب ، أي فلا جدوى أوطائل من اتّخاذهن أولاداً. و يجوز حمل الخصامُ على التقاتل و المُدافعة باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب. قال تعالى:(هذان خصمان اختصموا في ربّهم) فُسِّر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر. غير مبين:غيرُ محقق للنصر. تقول العرب و قد بُشر احدهم بولادة بنت :« والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ بزُّها بكاء ونصرها سرقة».

#و المقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل و أنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقدهم و إلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة ألا يفردوه بنسبة الإناث له، وهم ينبذون قلة حيلتهن . فهن ليس بقوادر على الجدال المنطقي وقرع الحجة بأحسن منها أو مثلها. فإن قرع الحجة بالحجة يحتاج إلى تنشأة علمية فيها حوار ودراسة وتفكر و تقليب الأمور... وليس ترف وسرف وزينة وزخرف.

Aabersabeel/ ود الأصيل
******************************
// ليدبروا آياته// (14/200)
(... في الخصا م غير مبين) //

® و الشاهد أن حرائر النساء تجدهن حتى في غير الخصام، غير مبينات. و ليس هذا ذم لهن ، بل مدح بما يشبه الذم (و هو باب في علم البلاغة).

© فهن إذا سمعن منك شيئا قد يحملنه على ربما أعمق و أبلغ. كذلك مهما فضفضن فأرغين و أزبدن، فقد لا يقلن كل شيء، إنما يستبقين أشياء شتى من بقايا حتى. لكون للبوح حدود.

∆ هنا وقفات تأمل، نرويها على ذمة راويها/ الشيخ الشعراوي حول قوله تعالى عن إحدى ابنتي نبي الله شعيب (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين).فكأنما قالت شيئا ، و لكن أبوها فهم معنى آخر. إذ تحول بخطابه (خاطبا) لسيدنا موسى على كليهما السلام. قال:( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) و كأنما تأول طلبها بشيء لم بكن لينقدح في ذهنه ؛ أو يبث في روعه لولاها. و لم تكن لتشاء لتصرح ، أو حتى تلمح به؛ حتى في حال لو فرض أنه خطر ببالها أصلا. ألا و هو أن يستأجر رجلا غريبا و ليس بذي محرم لحريمه. مما حدى به ليعرض عليه خطبة إحدى ابنتيه.

¶ گذلك لما رآهما موسى تزودان ( تحوشان الغنم) فسألهن:) ماخطبكن) قالتا: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء) ثم أردفن بالعلة (و أبونا شيخ كببر).
- أي: حملن سؤاله على محمل أبعد، لما يمكن أن يتبادر لذهن من يجد نسوة يزاحمن الرجال. فسرعان ما جاوبنه أولا، بما يبدد الظنون ، فيطمئن على احتشام سلوكهن في مثل ذاك الموقف ؛ حتى قبل شرح سبب تواجدهن هناك.
ود الأصيل/aabersabeel