المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضِ ثَقَافِيةٍ



ود الأصيل
04-12-2014, 12:33 AM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
التــَّشَــابــُكُ الثَّقَــــافِيُ
كان مما تعلمناه في بواكير الصبا
أن هدف إنشاء كليات آدابنا هو النهوض بثقافتنا،
و السعي قدمًا نحو ترقية لسان حالنا ومقالنا على حد سواء.
و قد كان الرُّواد من أساتذتنا النوابغ في مجال الآداب على وعي تام بهذا.
فنشأت أكاديميات متخصصة في تعليم لغات أجنبية لا يشق لها غبار. وإن جاز
لمخرجات تلك المدارس أن يرضوا بكونهم(رعايا) لثقافات لاتينية معلبة، فمن باب أولى
حقَّ لخريجينا في شُعَب اللغة العربية أن يفخروا و يتباهوا بكونهم أسياد (بلد). أقول هذا
و أنا مؤمن بقيمة الثقافة العربية ، ولي شرف انتماء لا أدعيه كواحدٍ من الحادبين العاملين
بجهد المقل على صون لسانها وتخليد هويتها. و مؤمن كذلك بأهمية التلاقح لأية ثقافة حية
تريد البقاء. و لكن ليس لدرجة انسلاخ تام من قشورنا و اقتلاع نهائي من جذورنا، فانطماس
كامل لهويتنا أمام تنامي ميول اندماجية(Integrative) أو تذويبية(Assimilative)
و توق عجيب لحلم وردي بعيش رغِد ناعم في مجتمعات أجنبة كرؤوس للأفاعي الأجنبية،
و لن نرضى عنَّا بحالٍ من الأحوال حتى نتبع ملتها، و لن يطيقوا رؤيتنا نتسكع
طلقاء و طليقات في طرقاتهم قباباً متحركة، فنزاحمهم في سبل عيشهم كما
لو كنا في(بلدنا الحبوب):بجلابية و توب، و عمة و سديري،
و سروال و مركوب بل عراةً غرلاً كما ولدتنا أمهاتنا.
*********************************

ود الأصيل
04-12-2014, 01:51 AM
[CENTER]


شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
لنأخذ مثالاً:صورة المهاجرين العرب
في إعلام الغرب. فهي لا تخرج بأية حالٍ عن مشاهد
نمطية تدور في فلك:عسر انصهارهم في بوتقة ثقافية مغايرة،
انفصام هوية تائهة بين مطرقة و سندان:قسوة أوطان و مرارات
عنصرية، صراع طبقي و كره غرباء في المنافي، نظرة ريبة وتوجس
و رهاب لمسائل كاالذبح الحلال و فسيفساء أمور شرعية تبدوعسيرة
الهضم على مجتمعات متخمة علمانياً، نهايات مأساوية لحلم غربي
يتبخر كسراب.هذا فضلاً عن تفشي لغة سوقية(Vulgan) ذات ألغاز
لا تزيد شقة التهميش إلا عمقاً.و تعرف في مصطلحات علم اللسانيات
الاجتماعية(Socio-linguistics) بلسان حال ساكني أكواخ الصفيح
و(HLM) بالضواحي وطرف المدائن،في قهر نفسي وغبن اجتماعي
و عوز اقتصادي؛بما يطعن في نزاهة تلك المجتمعات المسماة
راقية والحاضنةلأولئك الناطقين برطانات لها
دلالات موغلة في الغموض والتخفي.
*********************[/
CENTER]

ود الأصيل
04-12-2014, 02:59 AM
[CENTER]

شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
يتلخص المشهد كله في بانوراما
فاضحة لملامح كروكية عربية بائسة مقولبة
و معششة بالتواتر في الذهنية الجمعية لصانعيها،
و نابعة من روح انتقامية حاقدة و غير خافية تعود بنا
لما قام به نابليون و كل من حذى حذوه في غزاة المشرق.
و معطوف عليها بوجهٍ خاصٍ مهاجر متحدرٍ من صلب عربي،
و عن هؤلاء حدث و لا حرج و ما يحيطهم من معضلات جمة في بلاد
المهجر: كصعوبة الاندماج، و توظيفها هناك كمحك أساسي لأزمة الهوية
وسط أمةٍ يفترض أن ترتقي بعقولهم بدلاً من استلابهم ثقافياً و اضطهادهم
عرقياً. خلق الغرب من الأمر مرضاً نفسياً طفيلياً عضالاً يعانية الغرباء، و عقبة
حائلة دون أي مسعى لتذوبيهم في مجتمع تتعمق هوة التنافرفيه يوماً بعد يوم
بين قطيبه. كما في أفلامٍ مثل (غيّر حياتي) ، (ما وراء جبل طارق و فلم آخر:
يصور اغتيال رجل فرنسي على يد شاب جزائري مهاجر لتعلقه بأخت له يرفض
زواجها من نصراني، على أن ذلك وأدٌ لحريتها الشخسية)و فلم( انكسارالحلم):
حيث يرى العربي في الغرب (جنة الله في الأرض)مما ينتهي لاستلابه
حضارياً وهو الأمر الذي يصل بالمهاجرين إلى الاعتراف
الذي يلخصه التعبير الموجع (إن مكاننا ليس هنا).
***************************
لا يفوِّت الغرب أية فرصة لالتقاط
بعض الأدبيات الشرقية النشاز ليضخم استثمارها
سلباً ك(ألف ليلة وليله) و(حريم السلطان)،علماً أن تلك
النصوص جاءت عاكسة لحقب انهيار حضاري في الداخل
العربي والإسلامي. وليس خافياً ما وراء ذلك من نية خبث لإبداء
التشفي بسقوط الخلافة العثمانية ، و التبشير بخلاص (أتاتوركي)
وكذلك هبة علمانية لتحرير المرأة المسلمة المستكينة، من قبضةعنف
ذكوري ، و إعادة هيكلة للذاتية الشرقية المختلة. لم تصور السينما
الغربية المهمَّشين في الأرض ذات يومٍ من باب نصرة قضاياهم،
بفضح المسكوت عنه من اجحاف بحقهم، بقدما كان ما فعلته
فقط من باب الفضول و كنوع من ذرًّا للرماد في العيون؛
ليبقى التواطؤ هو سيد الموقف، و يبقى مقت الغرباء
هو عنوان شعورا الغرب ضد أهل المشرق.
**********************
[/

center]

ود الأصيل
06-12-2014, 08:16 PM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
[/COLOR]
[COLOR="#6633cc"]
ضمن إجابة لنا مسترسلة كعادتنا السيئة
على أسئلة مفخخة كان قد طرحها أخونا الوجيه
الغارق في شؤون الثقافة إلى شوشته و العارف بالله/
أمين أدريس أو(Amin Idries) كما يحلو له بالفرنساوي،
حيث سأل و قال أتدرون من هو المثقف: وقد تاه وتوهنا معه بين
Cultured or polished or informative or educative
بمعنى:أيٌ من هذه الصفات يمكن نترجم بها ترجمة وافية و شافية لضجيج (مثقف)!؟
ثم أردف بسؤال عويص جداً:هل النخب السودانية تعتبر نموذجاً طيباً يحتذى لمثقفي العالم؟!
فقلنا:أولاً تعظيم سلام للمتوهج والحاضر الغائب/ أمين إدريس، تذكرني بسؤالك طرحاً للعميد/
طه حسين، كانحول معنى (الأدب) ضمن مجلده الضخم (الأدب الجاهلي). و زعم أنها مفردة
شاردة و ليست واردة، بل دخيلة على حظيرة بنت عدنان، و قال إنها ربما اشتقت من (دأب)
بمعنى العادة و الديدن و جمعها (أدآب). ثم جرى تحريفها بعملية إعلال و إبدال
لتصبح (آداب)على شاكلة (آبار) جمع (بئر) و أصلها (أبآر) على
وزن أفعال. و لا علاقة لذلك بمعنى الأدب و التهذيب
والتثقيف في شيء من قريب أو بعيد.
*************************

ود الأصيل
06-12-2014, 08:36 PM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
كذلك (ثقافة) و(مثقف) لم يكن العرب
يعرفونها في جاهليتهم و لا في صدر الإسلام
و لا حتى في العصرين العباسي و الأموي . و ليس
في كتابات المتقدمين ما يشير إلى وجودها بمعناها الذائع حالياً.
و لأهل الصرف شأنهم بكلمة (مثقف) و اشتقاقاتها من(ثقف الشفرة)
أي شذب حدها. و ما يعنينا في الأمر هنا هو المعنى الاصطلاحي الذي
صار شائعاً لمثقف و وزارة للثقافة تعنى برعاية قرض الشعر ونظم القصيد
و سجع النثر و حبك الرواية و سرد القصص ، ومعنية كذلك بمتابعة حركة
الفنون السبعة و أبوها المسرح. و ثمة تساؤل:من أين تبدأ الثقافة و أين تقف؟
و كم تتراوح بين أكاديمية و شفاهية؟ و هل تشمل الأميين والحرفيين أم تراها
حكراً على كل نخبوي مثالي دارس لحزمة من العلوم الإنسانية؟. إن الثقافة
أمرٌ فضفاض إذا قمنا نفصل لها تعريفاً جامداً و وصفاً جامعاً مانعاً،
فكأنما نضيق واسعاً ، شأنها شأن بقية المطلقات كالدين و الأفق
و العدم و الفن والفلسفة. وإذا شئنا أن نوجز القلنا: إن
الثقافة هي فعل حضاري و معرفي راقٍ متوجٌ بفعل
إنساني رفيع و لا يصح لنا الزعم بوجود ثقافة
بلا سلوك معين ينم عن مدى ثقافة صاحبه:
فإما أن يكون حامل مسك أو نافخ كير
************************

ود الأصيل
06-12-2014, 09:13 PM
[FONT=pt bold heading]
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
ثم ما علاقة الإبداع بالثقافة.
يرى الناقد الانكليزي/ ت.س إليوت
والذي كثيراً ما حذرنا البروف العلامة/
عبد الله الطيب من أنه مستشرق سارق بارع،
يرى بأن الكمال في أي نشاط بشري واحد لا يجدر
بأن يسبغ صفة الثقافة على أحد, لكون التحضر بدون فكر
أو حساسية للفنون يجنح بالمرء الى عفوية و سذاجة, وإن علماً
بدون تهذيب إنما هو حرث على ظهر قطعة زئبق, و أن الحذلقة الفكرية
المجردة صفات إنسانية لا تتستدر إعجاباً إلا بمقدار ما ينتزعه ذكاء طفلة
معجزة في لعبة الشطرنج أو (الكار و الدملوج) , كما أن موهبة بلا إطار تربوي
و بلا رعاية أخلاقية، إنما تعد زيفاً و ذراً للرماد في عيون العُميان . فلو عجزنا أن
نجد الثقافة ماثلة في أي واحدة من هذه الكمالات بمفردها فمن باب أبعد كيف نتوخاها
في أي فرد واحد أن يكون كامل الأوصاف فيها جميعاً, إذاً، نخلص لكون الفرد كامل الثقافة
هو محض خيال و أضغاث أحلام؛ و نظراً لاستحالة وجود شخص جامع لمزايا الكمال في شيء،
جاز لنا إسباغ الثقافة على مجتمع بأسره و ليس على فرد بعينه. و حتى لا ندعي استقامةَ ظلٍ وعوده أعوجُ،
وكي يقوم المثقف بدوره المنوط ، وجب تحليه بصفات وسجايا خاصة منها الكثير، و يأتي على ذروة سنامها يقظة
في الضمير و موضوعية في التقدير و استشعار للمسؤولية في كل الأمور, وذلك ببسالة موقف و استقلالية رأي
و برؤية نقدية ثاقبة و مواكبة للواقع، مع إيمان راسخ بقيم الحرية و العدالة الاجتماعية و ليس بالضرورة المساواة،
و التي هي في نظري شخصياً تعتبر الوجه المشوه للعدل: إذ لا يستوي، مثلاً، الذين يعلمون و الذين لا يعلمون.
و لا يمكن تصور أي مثقف لا يتفاعل مع قضايا عصره و لا يغرد وسط أطيار سربه و لا يقلقه مصير أمته،
و لا تتوهج أفكاره تحت رماد ثالوث القهر و الجهل و التخلف الذي يضرب أطنابه في أركان بلاده؛
شريطة أن نتكئ على جدار ماضينا، فلا نفسح له فرجةً بين محازي أقدامنا تكون أوسع مما
يمكننا للاستئناس بتجاربه، دون أن ندعه يسرق منا زخم حاضرنا.لا بأس أن نأخذ ممن
سبقنا بقدرما يمكننا من اللحاق به دون أن ندعه يستلب عقولنا فيستبيح ترابنا؛
أو أن نسلم مفاتيح فضليات مدننا لجهال المغول التتار!
************************************
[/
FONT]

ود الأصيل
06-12-2014, 09:34 PM
[CENTER]شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!![COLOR="#6600cc"]
بهذه المناسبة،نحذرمن أصناف ثلاثة:_
أولهم (مثقفاتية) مهوسون ، ممن يقفزون بالزان
من (الطهارة إلى الخمارة) و هؤلاء يجعلون الثقافة منبر
من لا (بنبر) له و يتخذون منها مهنة من لا مهنة له! فلا
خلاق لهم ولاحرث لديهم في حقل من حقول المعرفة ، فقط هم
عارفون بكيف تؤكل الكتف من حيث لا تؤكل! بارعون في تضليل
و خداع الرأي العام بمعسول كلام أفرغ من فؤاد أم موسى و أجوف من
حشفٍ و ألعن من سوء كيل!و صنف ثان، يقال لهم ساسة وهم (مسوسون)
فعلاً ، و يتبعهم محللون سياسيون و(مفكرون إسلامويون) و مروجون سطحيون،
فقط يقصون و يلصقون و هم أقرب ما يكونون لحُمُرٍ أهليةٍ تحمل على كتوفها أسفاراً.
ثم صنف ثالث يضم جماهير غفيرة من كتاب الأنترنيت ، هم الأجهل حتى بأبجديات قواعد
الإملاء،ناهيك عن علوم نحو و صرف و معان و بديع و بلاغة و فصاحة وعروض،و و إلخ.. فلم
يعد الأمر متعلقاً قطُّ بما تقرأ أو تعرف ، و لا بسعة مواعينك لاستيعاب ما تقرأه و تستهلكه من
مواد ثقافية، بل يتعلق الأمر بأن تجد لنفسك متبوءاً فى فضاءات العصف المعرفي، في ظل وجود
انفصام على الذات و إخصاء ذهني مريع. و لكن لا تقلق إن لم يكن لديك شيء لتقوله ، فلا
أحد على وضوءٍ جاهز ليجعله يصغى إليك على أية حال. و أصبح أسهل من ذي قبل أن
تخرج للناس ثعلباً في ثياب المثقفين. و لم يعد لزاماً أبداً حمل مواسيع و مجلدات
و كتب صفراء بعد أن تبدلت تماماً قواعد اللعبة ، طالما صار في المتناول جداً
انضمام كل من هب ودب عضواً فاعلاً بين النخب، و دونما حاجة
لقراءة شكسبير أو دوستوفيسكى أو نيتشة ، أو حتى إميل زولا.
وصار بوسع الكل أن يدير حلقات (Talk show)
عبر هواتف خلوية حول أسخن القضايا في عصر
(الرويبضة) و عبر الفضاء المفتوح.
**********************
[/
COLOR][/
CENTER]

ود الأصيل
07-12-2014, 09:37 PM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
منطق .. اللغة... و لغة..المنطق
( و ما مدى دور العرب في كل ذلك)
المنطق الحديث منطقان: رياضي و آخر فلسفي
كثيراً ما يقع خلط بينه و بين منطق اللغة عند النحاة العرب
كما هو عند غيرهم من . و إذا كان المنطق علم وضع أصوله
فلاسفةأغاريق بلفغة يونانية لها رسومها و صفاتها واصطلاحاتها،
فمَن إذًا، يُلزِم سواهممن ترك و هنود و فرس و عرب أن ينظروا فيه،
و يتخذوا فيه حكمًا لهم وعليهمو قاضيًا بينهم ، ما شهد لهم به سلموا به،
و ما أنكره عليهم رفضوه؟! لذا فلا بد للمنطق أن يختلف باختلاف اللغات و
قواعد نحوها التي تشبه إلى حد كبير قواعد الحساب و الرياضيات، إذ بينهما
أوجه تشابه شكلي(رمزي) ومضموني جديلي(Dialectic). لأن في علوم
المنطق بحثٌ دؤوبً عن الأغراض المعقولة و المعاني المدرَكة، وتصفح
الخواطر السانحة و السوانح الهاجسة. و الناس في المعقولات سواء،
ألا ترى أن واحداً زائداً واحدٍ تساوي اثنتين عند كافة الأمم؟.
مع العلم أن علاقة المنطق بالرياضيات لا تزال
تشكل مثارَ جدلٍ و اختلاف و نقد.
**********************

ود الأصيل
07-12-2014, 11:08 PM
]


شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
عُرِفَ العرب منذ قديم بأنهم مناطقةٌ عظامٌ
باعتراف قلة من مؤرِّخي المنطق الذين اطَّلعوا
على التراث العربي . وقد ظهرت حديثًا دراسات
لغوية ألسُنية هي من صلب علم المنطق.و عادةً ما يكون
اطلاعنا عفويًّا على تراثنا وحديثناً على حد سواء و التي تشكو
المكتبات العربية من مراجعه وموسوعاته. وللاسف لا يري عطشنا
للعلم مطالعات عابرة ل (شذرات من حياض الثقافة) نقرؤها إن هي وقعت
في عيوننا ، قراءة سطحية أو بالكاد توثيقية. وليتنا نكتشف إلىأي مدى كان شأن
العرب عظيماً و قدرهم مدهشًا . فكم كانت لهم إسهامات تذهب إلى أبعد من عهد
أرسطو لتطال آفاقًا لم يَطَلْها أهل الغرب إلا في القرنين الماضيين من تاريخ العلم الحديث.
و كثيراً ما تتبرع موسوعات ( ويكيبيديا) غربية بنشر تلك الأمجاد ، فيما يجهلها حفدة من
صنعوها و خَلَّفوها.إنها لآلئ معفَّرة بوعثاء الزمن تظل قابعة بانتظارنا لننفض عنها تراب
الأنزواء سحيقاً عن أعين الناس، و بالتالي صَقَلها و تنقيحها و إضافتها تيجان فوق رؤوس
العلوم الحديثة. فمتى يؤون أواننا لنوقظ هذا التراث من بياتٍ شتوى و نبعثه من مواتٍ
سرمدي ، لنقف به ومعه على أرجلنا، و نطاول بأعناقنا عمالقة العصر و لذلك فأنا
أهيب بكلِّ طالب علم عربي المعارف الحديثة أن يعود إلى كتب التراث ليجد فيها
درراً دفينة، وكنوزاً خزينةً. وما أغنى بلادنا بآثارٍ تليدة و ما أثرى كتبنا بأفكار
عذراء تتوق توقاً من يكمل رسالتها فيعيدها سيرتها الأولى عربية أصيلة!
من هنا يتبادرسؤال:هل هناك منطق عربي أو سواه!؟ و هل يعني
الحديث عن منطق مجنس كعربي أو أعجمي أن المنطق يمكن
أن يلحق نسَبُه إلى قوم بعينهم ، حتى يُنعت بجنسهم؟
أم أننا بصدد علم إنساني عام و خضم بلا شطآن؟!
******************************


[/size]

ود الأصيل
08-12-2014, 01:54 AM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
فرقٌ بين منطق غربي مادي ككيان جامد و
منطق عربي ككائن حي يرزق و يتعايش مع بقية
العلوم الإنسانية الأخرى و يتلاقح معها. إذا لم يجد أرسطو
منطقة وسطى ما بين الجنة و النار و لا لونَ طيفٍ ما بين الأبيض
و الأسود على سطح قوس قزح ، فتلك مسلمةٌ لا يقرها منطق شرقي
يتأمل نواميس الحياة بنظرة شمولية كونية فيراها باستفهامات لا تنقضي
فينفذبقوة البصيرة إلى قناعات استغرق الغرب سنين ضوئية لفحصها تحت
عدسات المجهر. كثيرة هي تلك حقائق و مسلَّمات المتعلقة بفيزياء و طبيعة الأشياء
المجردةالتي اصطدمت بحوائط معتقدات ما وراء طبيعية/ميتافيزيقية(Meta-physic)
إذ تُظهِر التجارب دائمًا تناقُضَ ما سَبَقَها.هنا تبرز روحانية الشرقي المعروف بميله لقبول
الأمور بظواهرها و احتوائها كما هي، بدون فصامات جدلية. فيما يمكن القول إن الغرب
لم يتفوق بالعلم، بقدرما فعل بالتكنولوجيا؛. فتكاد ألا توجد حقيقة علمية مطلقة أكيدة،.
حتى مبدأ الذرية ( Atomism) الذي درسناه عرضاً ، فالهنود هم أول من
وضعه، وتبعهم الإغريق؛ و هو مبدأ لم يؤيَّد قطعيًّا إلى اليوم، كما رأينا.
ودونك نظرية النسبية لأنشتاين و التي يقال إن هنيديا جنبوب
أفريقي فندها قريباً والله يضع سره في أضعف خلقه.
**********************************

ود الأصيل
08-12-2014, 02:19 AM
[CENTER]شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
لكن هذا لا يعني أن الحضارة الغربية لم
تستفد من ديالكتيكية التناقض التي وقعت فيها؛
فاستطاع الغربيون إنتاج القنبلة الذرية، على الرغم
من عدم استطاعتهم التحقق من صحة قاعدة الذرية نفسها؛
كما استطاعوا استخدام الرياضيات ذلك العلم الموسعوي الخطير
في شتى الميادين لخدمة البشرية، على الرغم من عدم استطاعتهم
أن يبرهنوا أنه لا يوجد برهان أن 1 + 1 ≠ 2 بالفعل. بل لقد برهنوا
على عدم وجود برهان بحد ذاته ، إنما يدحض ذلك التناقض. مختصر القول
إن هناك منطقًا جامدًا محليًّا وحيد البعد، و هناك روح المنطق أو (منطق المنطق)،
أو بكلمة علمية ما وراء المنطق/ ميتامنط( Meta-logic ) و هذا ما انفرد به الشرقيون
عموماً و العرب/ المسلمون خصوصاً عن غيرهم من الأمم. وهذا الاختلاف هو الاختلاف بين
منطق ( العقل المحض) و (منطق الروح)؛ و هو مايصنع الفرق بين عقلانية الغرب وروحانية
الشرق. و العرب، بحكم وسطية وضعهم الجغرافي، جمعوا بين المنطقين (عقلاني و روحاني)
و إن كان الأخير لم ييبلغ العليمة بعد؛ وما ذلك إلا لأسباب زمنية فقط ، وهو في الواقع
منطق المستقبل،؛ حيث كشف العلم أن للدماغ البشري نصفين: استنباطي استنتاجي و
آخر حدسي استقرائي. و الحدس هو ما يربط الواقع بالروح. قد نكتفي بأن الخلاف
بين المنطقين هو خلاف بين نظرة اختزالية تحليلية للعلوم، كلٍّ منها على حدة،
و بين نظرة شمولية ناموسية إلى كافة العلوم الإنسانية ككل لا يتجزأ
و هيكك تركيبي؛ أو قد نفصل أكثر لنقول: إننا بصدد تنوع
في المنهجية العلميةالتي هي، بدورها، فرع من فروع
المنطق؛ بل لقد خلطها أرسطو بالمنطق ذاته.
****************************
[/
CENTER]

ود الأصيل
08-12-2014, 02:20 AM
[CENTER]شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
لكن هذا لا يعني أن الحضارة الغربية لم
تستفد من ديالكتيكية التناقض التي وقعت فيها؛
فاستطاع الغربيون إنتاج القنبلة الذرية، على الرغم
من عدم استطاعتهم التحقق من صحة قاعدة الذرية نفسها؛
كما استطاعوا استخدام الرياضيات ذلك العلم الموسعوي الخطير
في شتى الميادين لخدمة البشرية، على الرغم من عدم استطاعتهم
أن يبرهنوا أنه لا يوجد برهان أن 1 + 1 ≠ 2 بالفعل. بل لقد برهنوا
على عدم وجود برهان بحد ذاته ، إنما يدحض ذلك التناقض. مختصر القول
إن هناك منطقًا جامدًا محليًّا وحيد البعد، و هناك روح المنطق أو (منطق المنطق)،
أو بكلمة علمية ما وراء المنطق/ ميتامنط( Meta-logic ) و هذا ما انفرد به الشرقيون
عموماً و العرب/ المسلمون خصوصاً عن غيرهم من الأمم. وهذا الاختلاف هو الاختلاف بين
منطق ( العقل المحض) و (منطق الروح)؛ و هو مايصنع الفرق بين عقلانية الغرب وروحانية
الشرق. و العرب، بحكم وسطية وضعهم الجغرافي، جمعوا بين المنطقين (عقلاني و روحاني)
و إن كان الأخير لم ييبلغ العليمة بعد؛ وما ذلك إلا لأسباب زمنية فقط ، وهو في الواقع
منطق المستقبل،؛ حيث كشف العلم أن للدماغ البشري نصفين: استنباطي استنتاجي و
آخر حدسي استقرائي. و الحدس هو ما يربط الواقع بالروح. قد نكتفي بأن الخلاف
بين المنطقين هو خلاف بين نظرة اختزالية تحليلية للعلوم، كلٍّ منها على حدة،
و بين نظرة شمولية ناموسية إلى كافة العلوم الإنسانية ككل لا يتجزأ
و هيكك تركيبي؛ أو قد نفصل أكثر لنقول: إننا بصدد تنوع
في المنهجية العلميةالتي هي، بدورها، فرع من فروع
المنطق؛ بل لقد خلطها أرسطو بالمنطق ذاته.
***************************
[/
CENTER]

ود الأصيل
08-12-2014, 10:16 PM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
هكذا، بينما سقطتْ عقلانيةُ الغرب
المحضة بعلمائه في وحل عجزهم البشري،
كذلك طاش بأهل الشرق هيامهم الباطني في لجج التيه.
و كلاهما قاصران أمام غور حكمة الله البالغة وسعة علمه اللامتناهي
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضَ وَ لا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
لكن العرب باستيعابهم لكلا المبدأين ، في إمكانهم متابعة التفكر في مكوت الله،
و التأمل في صفاته العلا من الكمال، فلا يقعوا في مغالطة كُهَّان الكنيسة إبان العصور
الوسطى من حيث نبذهم العام الفذ غاليليو و قوله بكروية الأرض فقط، نظراً لعوج في فهمهم
القاصر لدين الله . فيكيف لنا أن نفصل محدودية مدركاتنا الأرضية المتناقضة على سرمدية قدر
الله الخالق الحي القيوم و القاهر فوق عباده في أرجاء الكون . لقد عكف قدماء الشرق على التبصر
في ظواهر هذا الناموس الفسيح ؛ ثم تبعهم الغرببيون بحذق التجارب و براعة التحاليل. فقد كان الشرق
مهبطاً لكلَّ الديانات بينما انكب أهل الغرب بالتجريب العلمي المحض.و لا تغرَّنك حزلقة التعقيد و حبك
الصياغات، إذ لا علاقة لذلك بصحة المعتَقَد. ربما شتان بين صياغة كتابي (الوجود و الزمن/ لهيدغِّر)
و(الوجود و العدم/ لسارتر) مثلاً، و بين بعض نوادر (كليلة و دمنة) لمؤلفه الهندي/ بيدبا و المترجم من
البهلوية إلى العربية على يد/عبد الله ابن المقفع ، فقد لا يسعنا إلا الافتتان بالعبقرية التحليلية لدى فلاسفة
الغرب. و لكن يظل جهدهم كحرث في عرض البحار، أو كبناء لقصور من عتامير الرمال؛ بينما حكمة
ناطقة على لسان أرنب صغير أنيق في بساطته، قد تفوق بحقيقتها المطلقة أعظم الأعمال لعباقرة المنطق.
الحكمة و هي ضالة المؤمن ، لا تحتاج إلى جيش من الحجج ليحميها و هيكل من التجارب ليحملها؛
و قد تتفوق البساطة والحدس الثاقب بالقدرة للوصول إلى حقيقة الوجود على كلِّ ما ذهب إليه
جان بول سارتر و رفاقه . و يكفي أن هذا الفيلسوف الفرنسي العظيم قد تنصل عن
كل ما ذهب إليه معترفا بذلك على فراش موته لعشيقته/ سيمون ديبوفوار.
**************************************************

ود الأصيل
08-12-2014, 11:19 PM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
لنختم هذه المقاربة بين منطقين: رياضي
تجريبي و تهويم فلسفي ،بأن العرب، على الرغم
من فراسة حدسهم و سعة بصائرهم لم يكونوا سذجاً
جهلةً بمواهب الاستنباط ، العقلنة و التحليل العلمي. ذلك
بدليل وجود عبقري كابن الهيثم في كتابه (في حلِّ شكوك إقليدس).
حيث لم يكتفِ بنقض و تسفيه مسلَّمة عبيطة لإقليدس حول تعريف الخطين
المتوازيين ، بأنهما الخطان اللذان لا يلتقيان أبداً حتى قيام الساعة بل فندها و
كمَّل عجزها. و لما لم يَرُق لعالِمَنا ابنُ الهيثم مثل ذاك التعريف العبثي اللاعلمي،
استرسل في دراسات علمية جادة ، حيث قام بتصَويب التعريف و ترويضه بأن جعله
(ذا روح رياضية) أكثر. إذ أدخل عليه مفهوم علاقة الحركة بالحيوز المكانية والأمداء
الزمانية و خلافها كالاستمرارية و البساطة التي سَبَقَ بها مفاهيم هندسة تفاضل و
التكامل و التي شكلت أساس الفيزياء الحديثة. و أخضع ابن الهيثم اللانهاية لمنطق
مزيج بين الفلسفي والرياضي هو مبدأ التركيبية Constructivism. و تحدث
أيضاًعن حقيقة الوجود الرياضي بمعناه الحديث ، مستخدماً كذلك مبدأ
الخوارزميات في إنشاء اللانهاية. فاللانهاية عند ابن الهيثم هي نظام
صيرورة ديناميي، بخلاف نظام الخطوط المتناهية الساكن.
و لعل هذه الجزئية بالذات هي من أهم و أنجع
أساليب المنطق الرياضي الحديث.
**********************

ود الأصيل
10-12-2014, 01:57 AM
الحب و الخيانة
(ضـــدان متزاحــــمان)
البعض يخون لكي ينسى
و البعض ينسى لكي يخون! عندما
يخونون نملك كل الحق في أن نجردهم من
صفة الوفاء. و لكن ترى لِمَ لا يِحُق لنا تجريدهم
من حرية (ممارسة) الحب؟! فالبعض، و برغم الحب يخون!
و بعض آخر و برغم الخيانة ، لا يجد حرجاً بالتماثل للحب! فما هذا
الهراء و الجدل البيزنطي؟! لماذا فقد الحب جذوته فلم يعد ذلك الشعور النقي
و الدرع الواقي من صدمات الخيانة !؟ ثم ما أعظم الخيانة حين تُتَخذ ذريعةً لرأب
صدع نشأ في الأعماق أو لتعويض خواء عاطفي حادٍ. و هي في قرارة نفسها ليست إلا
واحداً من مآزق التخبط يلجأ إليها البعض بقوة دفع رباعي لمزيد من ضياع كل شيء.
إذن، لماذا يعود البعض من صولة خيانة قارعاً لسن الندم و متجرداً ، إلا من ضمير الحب؟
نعم، هناك حب عذريً لا تموت جذوره أبداً ، مهما هجرناه لتعصف به ريح الخيانة فلن
يموج أو يضطرب ؛ و مهما طغى عليه طوفان الغدر و خارت قمم الأشواق ؛ لكونه روح
دابة في أوصال البدن لا يغادرها إلا على آلة حدباء محمولاً ؛ فالحب قادر أن يصرع
الخيانة و يحول الأعماق المهجورة إلى رياضٍ غناء و يشيع الفرح في قلوب جريحة
و يرمم كل انكسارات الدواخل . إذ يظل معها متل كَمَّادة الملح ليبقيها
محنطة، منعاً للغرقرينة و كي تقاوم العفن. و لكن،ليس وارداً أن
تُورث الخيانة حباً. فلا وجه لأي مقارنة بين رعشة ريد و جريمة
غدرٍ و خيانة و لا أن نبحث عن فروق خمسة بينهما؛ و لا
داعي لنلتمس بدل العذر سبعين عذراً لواحد خائن.
نريد فقط:جواباً ل(لماذاً لا تحول فضائل الحب من
خيانة؟!) و لا تمنع رذائلَ الخيانة من حب؟!
***************************

ود الأصيل
10-12-2014, 02:41 AM
[CENTER]تسمع كثيراً عمن يحب
و يصر على إبقاء أعصاب (آخر حبه و أوله)
في تلاجة ،بعيدةً تماماً عن أية أسباب احتكاك
أو تعرية أو تلف و (في عبه بطيخة صيفي).في حين
أن مثاليته لا تشفع لديه أو تردعه من انغماسه في أجواءٍ
يفوح منها بخور الغدر و الخيانة . و عذره الواهي و الأقبح من
خلقته و أشنع من خطيئته . هو أن صاحب الشأن يتوسد ريش
نعام ناعم( بأنه آخر من يعلم إذن فهي لا تتألم . و هذه شبيهة بمن
يتذرع بالقول : (أنا أفكر إذاً فأنا موجود/ Je pense donc je suis).و هي
فلسفة(تعاشرية)لديكارت، بناها على فرضية اتخاذه مجرد التمتع بنعمة
التفكير كبوليصة تأمين ضامنة لاستمرارية و جوده ،و لو خارج الشبكة
و لكن كيف للاستغراق نوماً في عسيلة الحب أن يكون ذريعةً ، لا رادعاً
أو كابحاً لديمومة ماهو ضده (الخيانة). و كأنه ليس فقط بأضَّادها تعرف،
لا بل تكون و تُستمرؤ الأشياءُ. عموماً: من كان محباً صادقاً، و لا
يخون فهو إنسان نقي فليحافظ على نقاوة حبه. و من كان
مترنحاً بين حب و خيانة، فعليه أن يختار الحب قبل
أن تصرعه فترديه قتيلاً سهام الغدر ثائرة
منه لكرامة الغيرة ممن أخلص له.
**********************

ود الأصيل
10-12-2014, 11:44 PM
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
(جدلية في أزمة الأدب و الهوية)
إذا سلمنا بمقولة:إن لكل سجين قصة
فما هي قصة الأدب مع الهوية؟ هل هما صنوان
لدودان أم ضدان حميمان؟ الجواب ربما نصف"نعم"
و نصف"لا" فالهوية قالب انغلاق ملموس, و الأدب يوتوبيا
انعتاق محسوس بامتياز, و متلبس يمس الهوية. و(شاعر) جياش
خلاف (متلمس) حساس . و شتان بين حُلْم و حقيقة . لكن قرين
الشعر و أخواته من عيون الأدب ، لا ينبغي له أن يترسخ أو يتفرد إلا
على خلفية توتره الشديد و تمرده ضد إكراهات الهوية بحلقاتها المستحكمة ضمن
حواكيرَ مُرَسَّمة و أحكامٍ مسبقة على أفراد و جماعات، تخط لهم مساراتهم و تملي
مصائر كُثْرٍ منهم. الهوية إذاً, هي برنامج سياسي ملتهب. فهي عندما تشغل حيزا
من الأدب فإنها تجازف بأن تكدر عليه صفوه , و تحشر روحه في قماقم (الأنا و أنت)،
و تجهض مخاضه للفسوق من قشرة الذات هائماً في مدن فاضلة مأهولة أبداً بأحلام
غير منجزة, بعيداً عن أرق الهوية و إمكاناتها المرئية. هنالك فنون و آدابٌ و ألوان شتى
من الإبداع الإنساني, منها ما هو بالغ فيض التشبع بشوفينيات تفاقم كاذبة وطبقيات
عرقية و لونية لسنا معنيين بها ضمن حديثنا هنا. و منه كذلك أدب رفيع وشعر
رصين متجرد، جانح للسلم و راكن لأشرعة الخيال ليشق عباب شفافية
الروح الراحلة إلى أبعد من سجالات أقوام ، و حدود
ملكيات إلى ما فوق سحائب المثالية.
**********************

ود الأصيل
10-12-2014, 11:55 PM
[CENTER]
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
لعل الاستثناء الأوحد للهوية
تتسلل إلى ناموس الأدب هو:
حالة أن تكون فصلاً من مشروع نضال
و طني لنيل حرية أو صرخة نداء أستغاثة
بحق ملسوب . و هو استثناء لا يعني بحال أن
يتنازل أديب للهوية عن كبريائه فيمنحها قبولاً أبدياً.
و لكن ربما فقط تماهياً عفوياً لالتقاء عرضي عابر أو زواج
عرفي ، لكنه متحوط جداً ضد ثقافة البقاء على أية حال
من الأحوال.فلو ترك الأمر للهوية كي تعبث بمعاني الوجود
الإنساني هكذا بلا رقيب أو حسيب للوثت على العباقرة
عقلوهم و لعبثت بعذريته البريئة، و لضحكت على
ذقن سذاجته بهتاففضفاض تاراات وتارات من
أبواب عديدة كالسياسة و الاقتصاد
وعلوم الأرض والأجناس.
****************

[/


center]

ود الأصيل
11-12-2014, 01:34 AM
[center]
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
تُرى، أين هي الواقعية من أدب الهويات؟!
من أي قمقم يخرج لنا قرين الشعر و من أية قبيلة
تتحدر جحافل الأدباء؟! أليسوا هم من بيئات تسوسها أروقة
سياسة بالنهاية؟ و يشكلها اقتصاد و يحكمها دين و تسودها قوانين،
و تحركها مصالح و تربطها أواصر دم و علاقات إنسانية كلها في حالة
مد و جزر دائم مع الآخر أو ضده؟! و لعل أهم ثمرة لكل ذلك هويات أو
أنصاف هويات وصنوفأعراق و شظايا مللٍ و أهواء . لا شك أن محاولة الترفع
بشأن الأدب لحد ذاك الغلو ليس إلا مثالية تدنو من الهذيان. إذا سلمنا بأن الهوية
و الأدب صنوان و ضدان في آن. فأين يلتقيان إذا, ثم أين يفترقان؟ إذ إن الهوية قراراً
لا مفر منه ، و حالة ذايتة من ال(أنا)، و ضدها(أنت) بلون و طعم إما أن (تكون)
أو (لا تكون). و أما الشعر فهو فرار لا مقر له و حالة تجريدية مثالية من ال(لا أن)
و(لا أنت) بألوان مبرقعة كجلباب درويش. فحينما تلغ الهوية في إناء الإبداع الأدبي
العريض لتبعثر صحو كلماته المنسية بلارقيب و لا حسيب ، حتى يجب غسله
سبغ غسلات أحداهن بالتراب ؛ أو حينم ايلج االأدب في مآزق تمايز
الهويات ليعتنق طقوسها المهووسة ، فيلطخ يديه بدم خليط من
عروق سواه. حينئذ تشوه الأمور لتختلط الأنساب و تتماسخ
الأشياء, لكون الهوية شيء و الشعر أشياء.
*****************************
[/color][/
center]

ود الأصيل
11-12-2014, 02:21 AM
[CENTER]
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
من ديدن الأديب قاصَّاً بارعاً كان أم ناثراً حاذقاً
أو شاعراً خصب القريحة مرهف الأعصاب كعمر الدوش،
مثلاً أو بدر شاكر السياب، أنه سرعان ما يمل رتابة أوضاعه
فيضيق ذرعاً ببشاعة مجموعته و يلفظ و اقعاً مريراً فيدأب على
الخلاص من نير الهوية الضيقة، منطلقاً بجناحي انتمائه للبشرة
جمعاء ؛ لكنه رغم تمرده يبقى لسان حالها الناقد و مجساً فردانياً
يلامس نبض سربها الذي، رغم جنوحه و تفلته كثيراً للخروج عنه، غير
أنه يظل مضطراً للمكوث على مقربة منه ليغرد بجواره و يحوم حول حماه.
لعمري إنها علاقةتنطوي على مفارقة و سخرية ، تلك التي تتجاوز التلاحم
بين ذي رأي و قومه، و تبدو أعقد من مجرد تبعية آلية نمطية. فكأن صوت
الشعر نأي مبحوح و تعبير إيحائي صامت عن فشل جماعته في الانتقال
إلى حالة أمثل من أمرهم القائم. حالة علها تكمن فقط في و جدان
و جوده الداخلي، تتأبط لفافات من مجهول.و هي تدنو في
بكائيتها من حال جنازة قتيل محمولة على أكتاف
رهط متشاكسين على ضفتي نهر
***********************

[/
center]

ود الأصيل
11-12-2014, 02:46 AM
[CENTER]
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
مع كل ماتقدم سدره، فلا
أصدق و لا أبلغ مما قيل في
حق الأدباء و بخاصةمنهم الشعراء:
إنه يتبعهم الغاوون. أولا تراهم في كل وادٍ
يهيمون ، و كثيراً ما يقولون مالا يفعلون.فلو أن
الدنيا حيزت بحذافيرها لشاعر لوجدته تواقاً يندب حظه
و يهمهم باكياًعلى أطلال فردوس آخر مفقود. لعل ليس من
نافلة القول إنه لا يجوز ذكر الشعر و الأدباء ولا يذكر المتنبيء،
ذاك المتربع على عرش أمارة شعر من صنع خياله. وهو القائل:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم!!
ترى من قصد ب(أنا) و أي أدب يريد ذاك الذي أورده قرين
شعره مهالك التنبؤ؟ ربما لسبب كهذا ربما آثرت الهوية
على الشعر، إذ آنست في نفسي أ باستاعتي
أن أظل (هاوياً) لا أن أغدو
(شاعراً) في ذات يوم!
***************
[/
center]

ود الأصيل
13-12-2014, 11:49 PM
[CENTER]شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
قبل أن نذهب بعيداً عن (محور
منطق اللغة) بشقيه:المعياري و السماعي،
ننوه لوجود تقاطعات جمة بين قواعد النحو و أقيسته
مع الفصحى و لا سيما نص كلام الله. مكمن في وجود:
1) خلط واسع بين المنطق العقلي و واقع الاستعمال اللغوي .
2) مسألة اعتماد القياسات السماعية كأنموذج لغوي يحتذى به.
و ثمة فارق بين الواقع الأمر و المنطق العقلي المحض، نلحظه في
كثير من النظريات. فالعرب كانوا أهل فصاحة و بيان. ذلك إن الله تحدّاهم
بأن يأتوا بمثل القرآن او بسورة مثله ، و لا يصح التحدي ، منطقياً ، إلا إذا كانوا
أهلاً له مبرزين فيما تُحدّوا به. لكن الواقع و التحقيق العلمي أثبت أن مواعين لغتهم
أضيق بكثير من أن تستوعب تماماً كل سياقات آي القرآن العظيم، و هو سر الأعجاز.
إذا عرفنا ذلك فهمنا مواقف بعض المذاهب من قصور القياس المنطقي و ذم الفلسفة.
فديننا الحنيف دستور شامل يختلف عن الفلسفة اليونانية و منطق أرسطو المبني على العقل
المجرد.ينطبق هذا على اللغة العربية و قواعدها وثيقة الترابط مع نسق بناء النص القرآني والذي
يتقاطع مع المنطق العقلي بشواهد كثيرة . و سياق القرآن شبيه بنسق الناموس الكوني ، و هذا
دليل على أن خالق الأكوان هو نفسه قائل القرآن الكريم و مُحْكِمُ تنزيلَه و هو أحدى صفاته العلا:
(وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيْلَاً). و معاذ الله أن ندّعي أن جميع اللغة تُستدرك بالأدلة القياسية. لكن
أهم أحكام المقيس عليه:ألاّ يكون شاذاً في الاستعمال مطرّداً في القياس فإن كان كذلك، نعتمد
منه ما تواترت على اسعماله العرب: بحيث نجيز منه ما أجازوا و نبطل ما أبطلوا و هو رأي
سيبويه . فالمنطق العقلي يفترض نحوياً استعمال عبارات كثيرة ، غير أن الأذن العربية لا
تسيغها. فالقياس اللغوي يجيز مثل قولهم:(أعطاكني و أعطاهوني) ، إلا أنه مستقبح
أن تتكلم به العرب.لذلك هجره النحاة لكراهة المتكلم أن يبدأ بالأبعد قبل الأقرب
فاللغة ليست هيكلاً هندسياً جامداً. و لو كانت كذلك لتوقفت عن الحياة
و خَلَت من الإبداع. مناط الفصاحة على رصانة الاستعمال اللغوي
المتواتر و ليس المنطق الرياضي. فهو أدق و أكثر اطراداً
و أشمل و أقرب لفهم روح النص القرآني.
**************************

[/
center]

ود الأصيل
13-12-2014, 11:51 PM
[CENTER]شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
حول مسألة: القياس السماعي
تحوم الشكوك في كثير من المادة
اللغوية التي جمعها رواة اللغة، فضلاً عن
اختلاطها في مستويات لغوية متباينة كالشعر و النثر
و اللهجات و القراءات لا يمكن للباحث الاطمئنان إليها من غير
تحقيق و دراسة واسعة. فقد كان ذلك سبب بارزاً في انحراف النحو
و اضطراب القياس فضلاً عن خلط شقيه العقلي و اللغوي . و قد ذكرت
أدلة كثيرة على مدى قصور( كلام العرب)عن (كلام الله) في محكم تنزيله.
إن كثرة الألفاظ الجديدة و التراكيب التي جاء بها النصّ القرآني والسنة النبوية
لأكبر دليل على اكتساب العربية روحاً جديدية نُفِخت فيه بنزول القرآن الكريم،
ناهيك عن الألفاظ و التراكيب التي تغيّرت دلالتها في ضوء الاستعمال القرآني
الذي لم يسبق إليها كـ(الغاسق)و (الفلق) وهو القمر. على أن النص الوحيد
العربي الموثوق به هو النصّ القرآني. أما غيره فعلى الدارس التثبت منه
قبل بناء الأحكام عليه. لذلك أول ما يفسر به النصّ القرآني هو ذات
نصّه، ثم السنة المشرفة لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)؛ و ذلك على ضوء
السياق العام لمصدري الوحي و التشريع، و هما
وثيقا الارتباط بنظام العربية
*******************
[/
center]

ود الأصيل
14-12-2014, 11:15 PM
][CENTER]

شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
يعتري منطقنا اللغوي المعاصر
خللٌ و عيبٌ فاضحان و يشوبه اضطراب
يتجاوز الفكر النقدي عند المتثاقة العرب الذين،
إن برعوا بالكلام و أبدعوا فيه، كان في الغالب الأعم:
إمأو تقليدا كوقع الحافر على الحافر، أو قصاً ولزقاً بحذافيره
عن بنات أفكار غير شريعة، بل منقولة معلبة، عبر ترجمات مباشرة.
فإن هم تلقوه من منتجيه و مبدعيه كانوا كحاطب ليل، إذ يتلقفونه بالسنتهم
و أقلامهم ؛ فلم يعيروا سلامة منطقه أي اهتمام أو يخضعوه لعقل أو سليقة لغوية.
هذه الظاهرة المتفشية في محيطنا العربي بحكم الترجمة والاستيراد الفكري بقوالبه اللغوية
الأصيلة يظهر مدى نقص الوعي عند مفكرين و أدباء و كتاب و إعلاميين و ترجمان عرب
(و لا أقول مبدعين إطلاقاً) ، بل مستلبين في معظم حالاتهم خلال القرنين الحالي و المنصرم.
بالمقارنة ، لا نكاد نجد مبدعاً لاتيني اللسان، يلجأ إلى أطر فكرية خارجة عن بيئته ليعبر عن ذاته
و وجدانه و فكره. فإن عرض له ما يخالف منطقه اللغوي من خلال قراءات مترجمة لا تستوفي
شروطها البيانية و أنماطها البلاغية، قام بإخضاعه لرقابته الذاتية اللغوية و المرشح الحضاري لديه
لكي يكيفه و يطبعه بما ينسجم مع سليقته و فطرته و منظوره الثقافي. فعلى سبيل المثال، عقب قمة
للقادة العرب في شرم الشيخ في أكتوبر/2000 ، صرح عمرو موسى، وزير خارجية مصر آنذاك،
قائلاً : (إن موقف دولنا من إسرائيل واضح) فقام ترجماننا بنقل كلامه للانجليزية حرفياً كالآتي:
" The attitude of the Arab countries towards Israel is clear."
وعند نقل الخبر إلى المشاهد الغربي ، قام مراسل (CNN) ، بتصحيح العبارة بشكل عفوي قال:
(The Arab countries’ position towards Israel is clear-cut)
إذ حكمته سليقة منطقه اللغوي بأن يميز بين مصطلحي(attitude) و(position).
أما نحن ، فمن الواضح أن المنطق يخوننا في نواحي كثيرة من استعمالات لغتنا الأم،
و بخاصة عندما نترجم؛ رغم أننا كثيراً ما نهلل لكل أجنبي يتفوه بمفردات عربية
مكسرة، وكأن تعلم الرطانات أضحى فرض عين على كل ناطق بالضاد،فيما
يظل إتقانُ الأعاجم للعربية عصياً كمستحيلة رابعة للغول العنقاء والخل
الوفي، ظاهرة تفغر لها ثغور شهود العيان، و يسيل لعابهم لرؤية
من يتحدث العربية بشيء من التمكن و البراعة والطلاقة.
*************************************
[/

[/SIZE]
CENTER]

ود الأصيل
15-12-2014, 12:36 AM
ما أهون أن نتلقف كل ما يخالف
منطقنا اللغوي ، ركوباً لموجة الحداثة و العولمة
اللغوية، سواء في العلم و الاقتصاد السياسة أم في الأداب
و الفنون. كم يتباهى بعضنا بغرابة التعبير المستلف واستهلاك المادة
اللغوية الأصلية المحلية و اجترارها، في غياب الإبداع الفعلي فيها، فتلقى
تلك المادة المستحدثة صدى عند المسامع التي باتت تأنف من عباراتنا المبتذلة
و قوالبنا التعبيرية المصبوبة المتحجرة التي توشك تفقد وقعها و تفرغ من مضامينها
مع تقادم العصور و تداخل البيئات و المواعين الثقافية و الحضارية. و تكون الحداثة
بالاستلاف أشد وقعاً إذا كان من مصادر لغوية أجنبية. إن كان من بعض حسنات الأوضاع
المتردية أنها دفعت كثيراً من أبنائنا للهجرة في بلاد الله الواسعة، فمن سوءاتها أن سرقت لسان هؤلاء
ليتراطنونا حتى صرنا لو لو سار فيها سليمان بيننا لسار بترجمان، بتعابير مستلفة نقلوها كما وجدوها
من مصادرها بقوالب جامدة، أو ترجموهاحرفياً، دونماإخضاع لمنطقنا اللغوي الذي في طريقه إلى أن يُحكَم
عليه بالزوال ، فيُهمل حتى يُسقط من ثقب جراب الثقافة. و من أمثلة استلافتنا العمياء من معاجم أجنبية،
ما ينم عن عجز فاضح لدى العرب مستغربينا: تعبير كقولهم(قبـــول الآخــر). و هو عنوان كتاب لمفكر عربي
نال بفضله منذ سنوات جائزة دولية (نوبلية) تعمل على مبدأ الحصص القومية و الفتات الموسمي. وما هو
سوى نقل حرفي للفظ (tolerance). فعلى حد قول مفكرنا الكبير، لم يجد في طول و عرض و عمق
بنت عدنان بكل أصولها الفصحى وكافة لهجاتها العامية ، كلمة واحدة لتعبر عن مفهوم إنساني عام
يبدو وكأن قاموس الفكر العربي سمعه لأول مرة في عهد خلافة (داعش والغبراء) فلا عبارات
ك(الرحابة و لا السماحة و لا سعة الصدر) صادفها أو خطرت بباله أصلاً ، لكي تفي ذاك
تلك الفكرة حقها و حوت مضامينها. فراح يبحث في بطون المعاجم الأجنبية و يعصر
ما بقي من المادة الرمادية، ليجد ضالته في تعريف إنجليزي للفظ في بيئته
اللغوية الأصلية. أفلا يستحق جائزة (نوبل) ود عجبان بن ضهبان
على هذا الجهد الرائع والبحث العلمي الباهر؟!
*******************************

ود الأصيل
15-12-2014, 11:58 PM
خلاص لحدت هنا
نقفل باب المنطق دا باستراحة
خفيفة تحكي عن أستاذ جامعي عاقب
أحد طلابه الكسولين بترسيبه في مادة تخصصه.
لكن هذا الأخير تحداه بمسألة في علم المنطق، و اشترط
عليه إن هو عجز عن إيجاد حلها أن يعدل له عن رسوبه فيبدله
لعلامة تقدير بامتياز. قبل البروف بالتحدي وذهب ليمضي يومه و ليلته
واقفاً حائراً أمام غلويتة تلميذه المشاغب حول:(مسألة قانوينة و لكنها ليست
منطقية، و أخرى منطقية و غير قانونية ، ثم ثالثة لا هي بهذه و لا بتلك) فاضطر
لشطب كعكة رسوبه و مكافأته ب(ممتاز) كبير. ثم في صباحه ا لباكر ذهب يستعين
على حل اللغز العويص بواحد من أنجب طلابه و الذي يبدو أنه ﻻ يقل خبثا و كتنت لديه
خلفيةكافية عن المقلب فكان حله منطقياً كالآتي إذ قال له: أولاً الحاجة القانونية و أبدأ ما
منطقية يا أستاذ و أنت كهل تناهز السبعين ربيعاً من عمرك و معرس ليك صبية
شويفعة من طالباتك و هي زهرة في ريعان عمرأحفادك ؛ و أما المنطقي و موش
قانوني و لا حتى أخلاقي، فهو إنو زولتك مبارية ليها ولد سعيليق كدا من
طلابك عايشة معاه حياتها بالطول والعرض ومالي ليها كل فراغاتك و جابر
حساباتك الباقية معها كلها كسور؛ و أما كمان ثالثة الأثافي اليلا ها
قانونية ، ولا منطقيةو لا شافت المنطق بي عينها:
أنك يا سعادتك إن الزول دا بعدما راسب
تقوم تستبدلو ليه بعلامة ممتاز .
*********************
و هذه دكتورة أسنان
ذهبت تشكو أمرها و تبث حزنها
لدى قاض الغرام من بعلها قالت: راجلي قاعد
يلعب بي ضنبو. فراح سيادة القاضي مخاطبها ليك
بمصطلحات لغة كارها و أدبيات مجالها المهني، من باب
الترويح عنها و احتراما لعقليتها فقام مخيرها ليك بين أمرين
أحلامها مر. قال لها: إما أن (نخلعه) منك أو نحده لك رجماً
بتركه غاتساً ثم ضرب رأسه بالشواكيش حتى يتهشم ، كونه رجل
ثيب.لكنها آثرت منطقياً خياراً ثالثاً رأته وسطاً، فالت: طالما
الأمر كدا و الكورة رجعت لملعبي ، كدي خليني براي
بعمل ليه تلبيسة حشوة و نشوف لحدت ما
ربنا يهدٍّي سرُّو ، و يروق من اللخلخة!!
*************************

ود الأصيل
16-12-2014, 11:46 PM
]]([center]
"]
(سيولة نقدية)

[COLOR="#8B4513"]نحن أمام حالة كهذه ،
ليس بالمعنى الصيرفي(الإيجابي)
للمصطلح ، بقدرما هو للأسف مدلول
(سلبي) لضحالة ثقافية و ركاكة لفظية،
ليس الناقد فيها على طهارة أدبية أو عفة لسانية
كافية لتضعه مزماراً على لهاة كل متجنٍّ على ٍبنتِ
عدنانَ و عابث بعذرية مواعين آدابنا و فنوننا من
شعرو نثر ونقد.حتى غدونا قاب قوسين أو
أدنى من السقوط، إن لم نكن سقطنا
بالفعل ما وراء شموس أمم
و شعوب تريد البقاء
*********** **
[/[/I]COLOR]
فهاهو ذا شاعر يُنْشِد قائلأ:
(في بلادي، و هي الفقيرة مثل أجنحة القطا)
فتصفق له الجموع و تميد القاعة بالصراخ، و كأنما
ألقى عليهم ساحرٌ أساور من أيوان كسرى، لما غشيهم من
فصاحة لسان و بديع تصوير فأخذتهم نشوة عارمة جراء سماع
(خردة أو نشارة) ألفاظ مشتتة لا تشي إلا بهراء، إذا ما صهرت بنار
التحليل النقدي و التدقيق اللغوي. ثم يسارع المراسلون والصحفيون، ويتهافت
المتهافتون،و يتملق المتملقون ، ويداهن المداهنون ، ويدافع المتدافعون إلى الإخبار
عن ردود الأفعال ، وهو في الواقع فعل واحد بسيط يفتقر إلى المنطق السوي. و لا شك
أن للشاعر ما ليس لغيره من الحقوق والجوازات ووثائق السفر التي يخرق بها قوانين اللغة
و يعبث بعذرية سليقة اللسان و ينط حواجز البيان ، حين يقول" وطني حقيبة، و طائرة، و
زورق و أغنية سليبة ، و عصفور كسيح ، وسيجارةٌ عاشقةٌ بلا عقب، و لاجئ بلا هوية،
وفندق في البندقية، و فنجان قهوة في حانة بالأزبكية ، وطني حقيبة و شمسية، و جواز
سفر إلى ما هنالك من صفاقة بلاغيةو استجداء عاطفي، عله يحدث أثراً في نفس
القارئ ، وذلك من خلال استخدام التشبيه والاستعارة والمجاز و غيرها من
الأساليب البيانية و البديعية. ولكن هل سأل أحدنا كيف تكون أجنحة
القطا فقيرة قبل أن ينتشي في سكرته ويغيب في غيبوبته؟
وكيف تكون البلاد فقيرة مثلها؟ ثم كيف يستقيم
التشبيه بين البلاد الفقيرة والأجنحة الفقيرة
*****************************
[/

[/size]
[/font]center]

ود الأصيل
17-12-2014, 01:48 AM
[center]من بلاغة التشبيه
أن ينقل القارئ ذهنياً من مشبه
إلى صورة بارعة بوجه شبه منطقي أو
علاقة سببية أو خلافها. فكلما كان الانتقال
خيالياً كان التشبيه أوقع في النفس، و أدعى إلى إعجابٍ به،
لما هو متأصل في الطبع البشري من أن الشيء إذا نيل بعد عناء
طلب و تشوق كان نيله أحلى ، ووقعه في النفس أجلَّ. فتتجلى براعة
البليغ فيعقد مشابهة بين حالتين يكون وجه الشبه فيهما غير ظاهر بداهةً،
و لكنه يفهم بعد إعمال الفكر فيه ، فإن أدركه بعد إمساك كان أبلغ و أفصح.
وأبلغ التشبيه في بيانٍ بعد إبهامٍ. و إن بعد جهد و لأي. وإلا فما فائدة التشبيه
إذا ما استغلق على المتلقي و تجاوز إدراك السامع لافتقاره إلى علاقة و وجه شبه؛
اللهم إلاّ إذا كان لا يريد للقارئ أن يسبر غور بلاغته و فصاحته و غرابة رموزه. فما
وجه الشبه بين بيادر قحطاء و جناح قطاة ؟ علماً بأن القطا نوعٌ من يمام صحراوي
يطيرأسراباً و أفواجاً ، لأمداء سحيقة. حيث يغدو خماصاً و يروح بطاناً، و مضرب
للمثل في الهداية، نحو قولهم أهدى من قطاة.فلو حملنا إيثار حياة الصحراء
وجهاً للتشبيه لواجهتنا مشكلة أخرى في الدلالة. فشاعرنا لم يقل:في بلادي
و هي الفقيرة مثل القطا، بل أجنحةالقطا. هنا يتبادر إلى الذهن سؤال:
هل هو فقر في الألوان؟ فإذا كان الأمر كذلك، فكيف تكون بلادي
فقيرة وهي الغنية بصخب الحياة و ألوانها، بل بدماء شهدائها
وأشلائهم وأرواحهم؟ فإن حملنا الفقر على أنه زهد في
الدنيا وتنسك لم نجد وجه الشبه بين البلاد الفقيرة
و الأجنحة الفقيرة. فكيف تكون الأجنحة الفقيرة
زاهدة في الدنيا وقد لبس القطا ثوب
العيش و لم يُستشر؟
*************
[/

center]

ود الأصيل
17-12-2014, 02:19 AM
و شاعرة أخرى تتغول في
كلمات أغنية رخيصة مبتذلة إذ تقول:
(كم جميلٌ لو بقينا أصدقاءً ..إن كل امرأة
تحتاج إلى صديق..كن صديقي.. هواياتي صغيرة،
و اهتماماتي صغيرة.. و طموحي أن أمشي ساعات
معكتحت المطر..عندما يذكرني الحزن..ويبكيني الوتر.
فلماذا تهتم بشكلي و لا تدرك عقلي) ثم تستطرد قائلة:
(أنا محتاجة جداً لميناء سلام..أنا متعبة من قصص
العشق وأخبار الغرام ..فتكلم! لماذا تنسى حين
تلقاني نصف الكلام..ليس في الأمر انتقاص
للرجولة..غير أن الشرقي..لا يرضى
بدور غير أدوار البطولة"!
**************
فبصرف النظر عن المغزى
الاجتماعي للقصيدة السابقة لعصر
الفضائيات والبرامج الساقطة، و الرموز
الإباحية السافرة ومراميها الضاربة بأطنابها
في أكباد إخصاء عاطفي و عهر أخلاقي. فالسير
تحت المطر وليس فيه ، وإن أمطرت في الخليج أوحلت
فكيف يكون السير في المطر أنشودة العاشقين، فهناك اضطراب
و اضح في الأوزان حيث أجبر الملحن على تغيير اللحن بشكل درامي،
فإن في مطلعها خللاً نحوياً ومنطقياً في ناحيتين: الأولى في اسم الاستفهام
المرفوع (كم جميلٌ)، و الثانية صيغة الجمع في (أصدقاء). فمن المعروف أن
كمْ اسمٌ مبني على السكون يُعَبَّر به عن عدد مُبْهَم القَدْر و الجنس و لذلك يحتاج إلى
اسم يميزه (كم هو....). و تكون ناصبة للاسم الذي يأتي بعدها، إذا كانت استفهامية
للسؤال عن العدد، ويكون مميزها مفرداً منصوباً ؛ نحو: كَمْ كتاباً قَرأتَ؟ و خافضةً له إذا
كانت تعجبية تدل على عدد كثير و يكون مميزها مجروراً بالإضافة أو بمن مفرداً أو جمعاً،
نحو : كم من شهيدٍ قضى في سبيل الوطن . ربما اعتمدت الشاعرة كذلك صيغة الجمع بدلاً
من صيغة المثنى.. لضرورات شعرية تأرجحت بين العامية و الاقتباس المستهتر من اللاتينية.
المستغربين العرب و ينهلون من معاجم أجنبية للرطانة بمفردات عربية مكسرة في خطابهم.
تأملْ تلك النخب وا ستمع إلى ركاكة أحاديثهم يستعصي عليك فرز ما هو عربي عن رطانة
تتكرر كلازمة و هذا ( wishful thinking and talk show ) كما يردد الآن عبر فضائيات ناس
(ألبسيه و اشلحيه) فتضفي على صاحبها نشوزاً وإعراضاً ثقافياً وتعقيداً وراثياً. لطالما
ظننت أن هذه الظاهرة منحصرة في المجتمعات الاغترابية بحكم البيئة اللغوية
و عوامل اجتماعية وا قتصادية و مهنية مؤثرة ، تجبر المقيم في تلك المجتمعات
على تبني لغة البلدان المضيفة شيئاً فشيئاً فتتأثر لغة أمه و لسان أبيه ويشوب
كلامه ألفاظ وتعابير أجنبية بألفاظها الأصلية أو بتكلفها متنكباً تضاريسها
و خطوطها الكفافية. و اسأل مجرباً عاش قسطاًمن عمره مع الفرنجة.
و لكن يبدو أن بلاد العرب أوطاني أضحَت فجاجاً لو سار فيها
سليمان لسار بترجمان.إذ بات لساننا أشد اعوجاجاً و تقمصاً
لجلود الأفاعي و صرنا أكثر حرصاً على التخاطب
بلغات فيما بيننا الضفادع ونخعخة القعونج .
****************************
ثم

ود الأصيل
17-12-2014, 02:39 AM
قد يحتجك محتجٌ بقوله لك:
لا أرى عيباً في ذلك من وجهة نظري
( To my own measures,
nothing is wrong with that)
فمن الجائز أن الشاعرة استلهمت مطلع القصيدة
من العبارة الإنجليزية (How nice if we could
stay or remain friends) التي قد تكون جارتها كوقع الحافر
على الحافر من جو أوحى لها بتلك الخرمجة.هذه بالطبع آلية
القرين الشعري و غيره. و هكذا ، نجد أن تعبير الشاعرة بقولها:
(كم جميلٌ لو بقينا أصدقاء) مخالف لقاعدتين أصليتين في لغة الضاد.
و ذلك كما أسلفنا بحكم التبعية اللغوية للمعاجم التي استفلت منها
تلك الإيحاءات، و يخالف أساليب العرب في التمني و التعجب و الرجاء ،
نحو:(ما أجمل أن نبقى صديقين).المؤسف أن القصيدة بكل اختلات
أوزانها العروضية و نشوزها المنطقي صارت أغنية يرددها الناشئة
من جوقة التطبيع و التطويع . نذكر هنا كم كان عمنا الموسيقار/
محمد عبد الوهاب يغير و يبدل بل و يعيد هندسة القصائد إذا
كان ثمة خلل أو عيب أو شائبة في جرسها. فعندما
لحن قصيدةً للشاعر/ إيليا أبو ماضي بعنوان:
(جئت) و التي جاء مطلعها كالآتي:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
و وجـدت طـريقاً قـدامي فمشيت.
أبدل عبد الوهاب قدامي بأمامي فجاءت
الأغنية سلسة متناغمة قريبة إلى نفس السامع.
و يُظهر هذا المثل لنا حيوية الفنان ووعيه بل قدرته
على التعامل بإبداع مع المادة الفنية. و فَعَلَ الشيءَ
ذاته في إخراجه لترجمة الشاعر أحمد رامي لرباعيات
عمر الخيام.
سمعت صوتًا هاتفًا في السحر
نادى من ألحانِ غفاة البشر هبُّوا
املأوا كأس الطلا قبل أن تُفْعِم كأس العمر
كفُّ القدر! فأبدل لفظ ألحان بالغيب والطلا
بالمنى وتُفْعِم بتملأ، فصارت كلمات الأغنية:
سمعت صوتًا هاتفًافي السحر
نادى من الغيبِ .. غفاة البشر
هُبُّوا املأوا كأس المنى قبل أن
تملأةكأسَ العمر كفُّ القدر!
هذا و لنا عودة!!
*************

ود الأصيل
20-12-2014, 11:28 PM


[CENTER]
شَذَرَاتٌ نَدِيَّةٌ
مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيَّةٍ
(مفكروووووووون عرب)
هنالك صنف من المتفاكرين العربان
(ممن قد تخطئ إذا جئت في استفهامهم بمن)،
نهضوا ذات صباح متثاقلين ليتخذوا من التفكير
مهنةَ و لقباً لمن لا مهنة و لا لقب له ، و من بعض
الفضائيات منابر لمن لا (بنبر) له.حيث يلعلعون فيه ليلَ
نهار . فهم أناسٌ مفكرون ومن سواهم متحجر، يؤسسون لهذا
( laying the foundation for) ) المفهومو تلك المنهجية.و ما يؤسسون
إلا خراباً لغويا وخللاً منطقياً وبلبلة فكرية،بل جعجعة ثقافية بلا طحين و لا إبداع.
ثم يوظفون (employing) هذه النظرية لذاكالنهج و هو اصطلاح شاع في أوساط
النخب، بمن فيهم فقهاء اللغة، علماً بأن التوظيف لغةً و اصطلاحاً هو إسناد العمل إلى
عامله. ثم اتسع ليعني الاستثمارفي كل الأمور و شتى المجالات و لكل من هب و دب.
و لا شك أن التجديد سنةمن سنن الفطرة و ظاهرة صحية في التفاعل مع مسيرة الحياة
و مواكبتها بوسائل تعبيرية مبتكرة . و لكن العيب في الابتكار الذي يستمد حداثته
و رونقه من قوالب لغوية أجنبية، تتبلور بدعها من خلال تفاعلات مع نصوص
دخيلة لا تمت إلى واقع العروبة و ماعونها الحضاري بأية صلة و لا تتأتى
بأشكالها المختلفة إلا بمقدار قدرة أولئك المتفاكرين على الترجمة.
و ما على وسائل الإعلام سوى أن تكررها كما الأبواق حتى
تصبح معياراً و قالب اً صلباً لتسكب ثم تسبك عليه
ذخائر العوام من متلقين و طلاب علم، فيكثر
اللغو و اللغط ثم يكبر الغلط.
****************
[/

CENTER]

ود الأصيل
20-12-2014, 11:45 PM
[center]ذاك مفكر نشمي
جاء يطبق مفهوم الشمولية،
فيصدح بكلام عقيم عن المشاهد
و المشاهدة والمواطن والمواطنة، و يكثر من
التأتأة و الترنح اللغوي ، بما يكفي لصرف أذن السامع
سحيقاً عن فحوى الكلام و مغزاه ، تيمناً بطريقة أولئك الفرنجة
الاعاجم في التحدث. و قد نعذر في ذلك (مفكراً) مفارقاً لجماعته
ومريضاً بعقدة (انبراشه) ثقافياً و استلابه حضارياً ، فعذره الأبشع من
الذنب أنه عائش أربعين سنة هائماً على وجهه في بلاد أجنبية لو سارفيها
عدنان لسار بترجمان. أما أن نُبْتلَى بذلك في عقر ديارنا، ومن صناع
قرارنا من جهابزة الأدب و الترجمة و الإعلام والقيمين على شؤون
بنت عدنان في مجامعها ، حتى يتشبهوا بالأساليب الإنشائية
اللاتينية، فهذا أمر مخجل ومعيب جداً و لا عذر فيه
و لا معذرة، و لا مبرر له و لا تبرير ، ناهيك عن
خرقه لمبدأ الإيجاز الذي تقوم عليه اللغات
الحية كافة. كحد أدنى للرصانة.
*****************
[/

center]

ود الأصيل
20-12-2014, 11:59 PM
[CENTER]
لعل هذا مما أفسح فرجة بين
محازي مناكبنا و أقدامنا كافية لباحثة
مستشرقةسويدية لأن تتجنى مؤخراً على أساليب
إنشائنا العربية الفصحى في معرض تقويمها لأعمال الروائي/
نجيب محفوظ ، مدعية أن الكتاب العرب يعتمدون عطف التكافؤ في
التداعي السردي للأفكار و ربط الجمل و إحكامها . و قامت بتحليل لغتنا
من منظور أجنبي و من خلال ترجمات حرفية عوراء و تهجمات لغوية مقيسة
على ألسن أعجمية (غلفاء)؛ فكأنها أخذت علينا الميل إلى الإكثار من حروف
العطف، فلم تدرك طبيعة التعاطف الإنشائي في اللغة العربية ، و طرائق ربط
الجمل و تماسكها ، و أن لتلك الحروف خواصَّ وظائفية لا تنحصر في ما يسمى
باللاتينية (Coordination). والتزام المترجمين من العربية إلى اللغاتالأخرى بحرفية
الأدوات ، دون وعي أو مراعاة لمدلولات تلك الأدوات يعطى القارئ-كما فعل بتلك
المتجنية- انطباعاً بأن لغتنا متخلفة بمقاييس الإنشاء اللاتيني تحديداً. فراح كتّاب
و باحثون عرب يتهافتون لتبني و تطبيق نظرية أجنبية لم تر من العربية لا أذن
البعير،و لا حتى ذيله . و خطأ فادح أن نطبق قواعد ضبط الإنشاء اللاتينية
على اللغة العربية ، لاسيما قاعدة الابتداء بـ (and). ومن الطريف أن
تلك البرامج تظهر آيات القرآن وغيرها من النصوص المقدسة
و التراث الأدبي بأنها خطأ لغوي. فهنيئاً لقوم استرسلوا
في الاستيراد والاتجار بلسان أمهاتهم. فلقد
ضنّوا على أنفسهم و تجنوا حتى على
هويتهم و لم يطالوا ذيل التقدم .
********************

[/


CENTER]

ود الأصيل
21-12-2014, 12:45 AM
[CENTER][CENTER]عندما صدح ذاك الشاعر:
بقوله: "ذهب عميقاً في دمي" استيقظ،
إنما الحس الوطني و الحمية القومية و السليقة
اللغوية عند العرب جميعهم من المحيط إلى الخليج،
فتقبلوا ذاك التعبير الركيك الذي يخلو من أبسط أبجدية
لمنطق لغوي، ناهيك عن رصانة ، ففصاحة أو بلاغة و أخذوه عن
صاحب(ريتا) دون اعتراض. و لم يجرؤ أحد في بلاد صاغرة ذليلة
مستلبة و قد (هانت زلابيتها) حتى رتع الذباب في فتاتها، أن يقف عند ذاك
التعبير ليحلله بشيء من الفطرة اللغوية السليمة. و صارت القصيدة أغنيةً
و نشيداً له رذمه و إيقاعه. و في الواقع فإن هذه الصورة ليست سوى ترجمة
حرفية كوقع الحافر على الحافر لتعبير إنجليزي مماثل ومتداول في أوساط أهله:
(Go or run deep in my blood) قد لا يدركه إلا من يعرف مصادر الكلم.
بل تلك القصيدة كان الشيء يتوغل في الدم و يتأصل في النَّفْسِ،
و يخرج في كل نَفَس.ثم صار يذهب عميقاً في لزوجة الدم..
فيغرق فيه و لا يجد أساً أو أساساً لغوياً لذلك
فيذهب دَرَجَ الرياح ، و دون رجعة ، أو يكاد!
***************************
[/
CENTER]

ود الأصيل
23-12-2014, 02:28 AM
شَذَرَاتٌ نَدِيَّةٌ
مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيَّةٍ
(تراجم شتراء لرطانة ببغاء)
نحن هنا لسنا لنشق غباراً لشاعر فحل
أو ناثر فذ ، فهو حر فيما يكتب و يهرطق.
بقدرما نتساءل عن حال السامع أو القارئ الذي يتلقى
الكلام كما الخردة من الأسافين و البراغي ، و هي تدق في
نعشه قبل أن يتفاعل معها تحت وطأةٍ شديدة من الخدر الدماغي،
دون أن يسأل نفسه لماذا؟! و هنا تقع الطامة الكبرى. فلطالما سمعنا في
مجالات شتى تعابير شنعاء تفتقر لأي منطق يرددها المرددون و يتنطع
متنطعون بحشرها هنا و هناك حتف أنوفها و حشفاً و سوءَ كيلٍ. فيحسبها
الجاهل و كأن نفيس الدر يخرج من أفواههم و هو قابع في أحشائهم. منها ردودُ
أفعالٍ عوراء رعناء، بحيث تجافي منطق اللغة و لغة المنطق. إذ يفترض أن لكل فعل
ردَّ فعلٍ أو ردودَ أفعالٍ مزاحمة له في الزخم و مناوئة له في التجاه . فإن ذهبنا نطبق
هذه الفرضية أمور شتى من الحياة لوجدنا أن هناك رد فعل و ردود أفعال ، نحو قولهم:
" كان للعرب ردودُ أفعالٍ متشاكسة و متخاذلة تجاه إعدام الرئيسِ العراقي الراحل/ صدام
حسين. فنلاحظ أن الإعدام كان فعلاً واحداً، بينما مواقفُ العامة منه المتعددةُ هي ردود
عليه. و قد يختلط الأمر فتشابه البقر على معظمهم ؛كما لو كانت ردة الفعل هي فٍعلَة
الرد نفسها (أي تكرار لفعل عين الفعلِ) و هذا بالطبع خلط عفوي غير مقصود
و خطأٌ شائع ربما خير صواب مغمور. بل هو كما عرضنا في غير موضع آخر،
ترجمة سيئة مغلوطة للفظة لاتينية: (Reactions) لعدم دراية مترجم
ملقوف بشروط الاشتقاق على لسان أعجمي ،و ما يقابلها من مزايا
في لغة الضاد . و إلا فلو كان في قادتنا النشامى نخوة كافية
لينبروا بردَّات أفعال عنيفة ، بحيث تكون (قول و فعل)، لكُنَّا
(نقيف واسط البلد ..و نهتف و نقول):( رأس العلج/
بوش.. مطلب شعبي)! شفت كيف؟!!
************************

[/COLOR]

ود الأصيل
23-12-2014, 11:54 PM
[CENTER]شَذَرَاتٌ نَدِيَّةٌ
مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيَّةٍ
(تراجم شتراء لرطانة ببغاء)كذلك، شاع مؤخرأ استخدام تعابير إخبارية
غير موفقة كقولهم:(عدد الضحايا مرشح للارتفاع).
و هي تجري بسلاسة لا يحسدون عليها على ألسن أجعص
رجالات الصحافة والإعلام و نفر من جهابزة الساسة المسوسين.
و لو نظرنا إلى معنى (رَشَّح) لوجدنا الآتي:رَشَّحَ يُرَشِّحُ تَرْشِيحاً ليفيد
الخبر. نحو رَشَّح الوالدُ :أَهَّلَه له و أعدَّه لشق طريقه في الحياة. وكذا
رشّحت الأمُ و ليدَها:رعرعته حتى اشتد عوده للمشيَ ؛ و رشّحَ المعملي
السَّائلَ، إذا فَصلَ الأجسامَ العالقةَ فيه باستخدام مادة مسامِّية تسمح للسائل
بالنفاذ خلالها محتجزة الأجسام الصلبة و هكذا. و حتى قولهم: رشَّحت
فلاناً لمهمة أو وظيفةٍ ما:بمعنى زكَّيته لتوليها. فكيف يمكن لعدد ضحايا
أن يكون مُرَشَّحاً للارتفاع؟! فلكأن ذاك المراسل اختطف لفظة"انتخب"
فترجمها فورياً بمعنى(Short-listing)، دون مراعاة لمضامينه
الإيجابية. و لعل الأمر اختلط على أول من استعمله بي(مرشح)
و(مرجح) في حالة تعرف بفزلقة أو عترة من لسان
(Malapropism) من حاطب ليل.
ثم طارت في الآفاق مثلاً يحتذى به.
**********************
[/

CENTER]

ود الأصيل
24-12-2014, 10:39 PM
[CENTER]

كذلك شاع عندنا
مؤخراً ما عرف حديثاً بمصطلح
(اللغة الكونية).لعلها ترجمـة فاشلة
لما يقصدونه ب(Universal language)،
من وحي تحديهم بعولمة (الأنجلوأمركانية) و تخطيطهم
لجعلها لساناً لحال أم كل من حبا و دبا على تراب كوكبنا بحلول
العام 2015 أي بعد أقل من أسبوع من كتابة سطوري هذه. نحن
نعرف أن الإسبرانتو(Esperanto) لغة مصطنعة و ضعت في عام 1887
كوسيط عالمي للتخاطب، مشتق من جذور أمهات اللغات الأوروبية. شأنها
في ذلك شأن لغة الأردو الشائعة في شبة القارة الهندية و هي مزيج كلام
سنسكريتي فارسي ، عربي ، تركيو بشتوني فرضه المغول التتار كحلقة
تفاهم بين عناصر جيوش حشدوها من بلاد شتى لمناهضة العثمانيين.
الشاهدأن ناقل ذاك المصطلح لم يتساءلما إذا كانت لغته الكونية صاحلة
لنتخاطب بها على ظهر كوكبنا فقط أم في مجرّات أخر؟!بل رحنا بكل
زهو، ودومنا خشية للومة لائم عبر مؤسسات إعلامية على قدري
من الإدعاء برفعة حواجبها إلىمستوى مسؤولية تثقيف
الناس وتسييسهم و تنويمنا دماغياً.
*********************
[/
CENTER]

ود الأصيل
24-12-2014, 11:02 PM
فهل يعقل أن تكون هناك فعلاً
لغة كونية على إطلاقها هكذا؟! فمثلاً لو
أخذنا رطانات(lingua-franca) كالسواحيلية
أو عربي جوبا نجدها وسائل أممية غايتها تقريب سبل
التفاهم بين مجاميعَ و أقوامٍ من معشر الأنس على ظهر
كوكبنا فقط. و ليست مخصصة لأولاد أم بِعِللُّو و بنات إبليس
من قبيل عفاريت الجن أو أية مخلوقات أخرى عبر ناموس الكون
الفسيح . ولطالما كان شعار و مشروع أولئك المروجين لتلك اللغة
الموضوعة المصطنعة يهدف ل(عولمة الأنجلوأمركانية) فلتبس على
المتلقي أن القصد هو الكون وليس العالم. و من هذا القبيل القرية
الكونية نقلاً مغلوطاً و مشوهاً لتعبير ما يعرف ب(global village).
و ينسحب على ذلك نفس ما قلناه آنفاً بأن لفظة(global) مشتقة
من (globe)و هو الكرة الأرضية، لا الكونية. و سواء أكان القصد من
كونية هو ما ينسب إلى الكون،و بوجه خاص في مايتصل بتركيبه
الفلكي ، والناموس الكَوْني هو الكَوْنُ، أم كانت النية هي ما
ينسب إلى الكينونة ، فإن مصطلح القرية الكونية
وكذا اللغة الكونية عيب منطقي
و تشوه خلقي عجيب.
*************

ود الأصيل
27-12-2014, 08:21 PM
[COLOR="#6600ff"][SIZE=5]
كذلك من أمثلة العك
في منطقنا الأعور مصطلح
جديد شائع كقولهم مثلاً "عقيدة أوباماللعولمة
ل(Obama's Doctrine of Globalization)
فصرنا كحًطَّابِ ليل لنمرر دوما وعي أو تمييز كل ما يلقننا إياه
(عمك غوغل) من ترجمات معلية جاهزة لنخمهما بترابها(أريتا تملأ
جرابها) فكأننا اخترنا لفظ (عقيدة)بديلاً لـ (مبدأ).حيث إن العقيدة هي
ما يُستوثق به من حكم ثابت و دائم لا يَقبل المعتقِدُ فيه الشكَّ أن تحوم
حوله مثقال حبة من خردل من شبهة ، أو ياتيه الشك من بين يديه و لا
من خلفه و لا يحيد عنه صاحبه، لكونه مما يَقِر في الجَنان ، و يصدح
به اللسان، و تخضع له الجوارح عملاً بالأركان. بينما المبدأ شيء آخر
مختلف، فهو نظرية ، أو فيأحسن الفروض هوقاعدة قانونُ و ضابط،
و هو بالتالي أمر قابل للتغيير و الجرح و التعديل و الحذف و
الإبدال و الإهمال و الإسقاط إلى ما هنالك حسب المقتضيات
و المتغيرات.علماً أن مبارك حسين أوباما ليس ملهماً
و لا ينبغي له أن يهبط عليه وحى ليملي عليه
عقيدةً ليعتنقها وراءه العالم بأسره.
***********************
[[/
COLOR]/SIZE]

ود الأصيل
28-12-2014, 09:17 PM
[CENTER]و من أمثلة الركاكة كذلك
تعبير ممجوج يتردد اليوم كثيراً لدى
رجالات السياسة و الإعلامين و التراجمة، وهو
قولهم:(التقدم إلى الأمام) ، تلاحظ أنها ترجمة نشاز
لتعبير لاتيني(Move forward) حيث يكمن الخلل المنطقي
في هذه الترجمة الضعيفة في تعقيدها المعنوي و إطنابها اللفظي
القبيح، حيث إن التقدم لا يكون بداهةً إلا باتجاه واحد و هو الأمام.اللهم
إلا عبارة ذات مغزى كنت قرأتها في صباي لكاتبنا المخضرم/ يوسف بشارة
ضمن سردية رائعة له بعنوان(كوبا الجزيرة التي أحببت)، هذا إن لم تخنِّي
ذاكرتي المفقودة الخربة؛ إذ تقول: (تقدميون إلى الخلف). أما خلاف ذلك
فأنه حشو غير مفيد و تنطع في إيضاح ماهو بدهي؟ ثم سق على ذلك
من الأمثلة الكثيرة ما يصيبك حتما بكدمة نفسية، مع تليف في كبد
طبلة أذينك الأيسر، و مغص حاد و جبن(عُوَّارة ) تحت السرة.
فكلما صمت هؤلاء دهراً ثم نطق أحدهم بمثل تلك الترهات،
كلما ثبت لنا قطعاً أن هناك تشوهاً عقلياً مزمناً
لا يقبل الجدل في لغتنا المعاصرة
*******************
[/

CENTER]

ود الأصيل
29-12-2014, 10:41 PM
ربما يُعزى كل ما نعانيه من ضحالة
في النشاط المعرفي، إلى أمرين متداخلين و متشابكين
لا يمكن فصلهما إلا بتدخل جراحي مضمون الفشل، الأول: هو
نظم تصنيف المفاهيم عند الفرد و المجتمع، في معاجم ثنائية فكرية،
أي في ذاكرة الشعوب و صدور الرجال، و تلك التي في السطور، أي: في
بطون أمهات المعاجم الورقية أو الالكترونية المنسوخة على محركات أقراص.
مضغوطة و خلافها من الوسائل المدركة بالحس . فلما يتعلم ا لواحد منا لغة
أجنبية تجده يقوم تبويب المفاهيم في ذهنه يحسب مصادرها اللغوية الأجنبية،
ثم يقابل و يطابق تبعاً لذلك. و ينحصر الأمر جله في المعاني المعجمية المزدوجة
التي يستعين بها المرءللتحقق من معاني المفردات، و بالتالي لعملية المجاراة
بوقع الحافر على الحافر ؛ بحيث يتم صب المعاني صباً في قوالب جامدة ، ثم
تطبع على شريط ذاكرة كربونية، كأطفال الخواجات تماماً. حتى أنه لما يبدأ
بالتأتأة لممارسة حقه في مهارة التحدث تجده يبرطم بخطاب ببغائي كما
لو كان نسخاً مسجلاً على شريط كاسيت . هذا الأمر يصيب نظم
التصنيف بفيروس خلل و اضطراب ذهني لا تحسد عليه . فلو
أننا عدنا مثلاً إلى المصطلح (universal) لوجدنا المشاترة
بادية في مطابقته بناموس الأكوان، لعدم اتساع رقعته
للفضاء الخارجي.و هذا عيب خلقي مستفحل و علة
عضال كأحد أسباب التخلف المعرفي و الفكري
و الحضاري و التقني عند الشعوب المتخلفة،
على حد سواء النامية منها أو المستنمية
أو تلك الزاحفة على دروب التنمية)
**********************

ود الأصيل
31-12-2014, 01:39 AM
[CENTER]و الأمر الثاني والأدهى
هو علل الترجمات و هي بطبيعة الحال
خشم بيوت و قد صارت الترجمة كرفيقتيها الصحافة
و الأعلام مهنةً مشاعة لكل من لا مهنةَ له ،كما أن قنواتنا
منابرٌ مهشمة لمن لا (بنبر) له ؛ عندما اتخذ كثير من المتثاقفة
من حلقات اللت و العجن (Hollow-Talk-Show) أطراً
و براويز فكرية براقة و مصادر عقيمة لهبوط الإبداع و ضحالة المادة
المستقاة . فقلما تجد من يلقي حجراً في واقع بيئته المحيطة.فهناك
طائفة متحجرة تستقي مناهجها الفكرية و رموزها اللغوية من تراث قديم
لتبدو كما لو لم تزل في قرونها الحجرية ؛ و طائفة تتلقف المعارف بحرفية
لغاتها الأجنبية من ملازم مقصوصة فملزوقة،أو من خلال مطالعات فردية
متعجلة لبحوث مبتورة.الأغرب في ذلك نفوذ حملات مسعورة لتحديث المناهج
و إمعان في تغريبها كتركة متوارثة عن (الاستدمار) الأجنبي لا سيما مناهج منذ
مطلع قرن مضى،و هي مصممة بالدرجةالأولى لتمكين أولاد المصارين البيض
من ذاوت و أثرياء و نخب سياسية و طغم اقطاعية من السيطرة على مقدرات
أمة خصما على شرف الانتماء لوطنٍ بلا مواطنةٍ ، و هويةٍ محمولةٍ جواً.
فتجدنا نترجم ما تلقناه فأودعناه بواطن الذاكرة بتلقائية تتجلى في
كتابات مختلسةو في تعابير مقتبسة من مصادر نائية. هذا
نفصام فكري ذو تبعات إخصائيةمشوشة عند كثيرين
تسبب في نقل تراكيب مجافية لمنطق اللغة و لغة
المنطق، دونما وعي أو أدراك لأبعادهاا
الحضارية و انعكاساتها السلبية.
*****************

[/
CENTER]

ود الأصيل
31-12-2014, 08:56 PM
[COLOR="#6633ff"]عميل مزدوج
و في معرض حملة هوجاء
لتحسين لغة الضاد، و حفظ ما بقي
لها من ماء وجه؛ و ترميم ما أفسده الدهر، فألحقه
بقواعد صرفها و نحوها و بلاغتها و عروضها و التي لم يكن
ياتيها اللحن من بين يديها و لامن خلفها حتى ظهور المحدثين من
الهجناء المولدين منذ عهد بشار بن برد، فقد انبرى أحد الباحثين و علماء
اللغة في لبنان مشكوكٌ أصلاً في جريان دم عربي خالص في عروقه و قد لا
يستبعد أبداً أن يكون(عميلتً مزدوجاً) مدسوس لنا من جهة الموساد، أقول أنه
سارع ذاك الدعي و انبرىللنيل من لغة أهل الجنة ناعتاً إياها بأنها لغة قوم رعاع
و همج سمتها الضرب والعنف و القتل ، و الأغرب من ذلك أنه مستشهد على
افترائءاته تلك بعدد من روئع تعابير الكنايات المتواترة لدينا ، تعد من عيون ما
قالت العرب وسمعت، نحو قولن اللشيء إذا ما تجاهلناه أو قللنا من شأنه:
(ضربتُ به عرض الحائط) ؛ كذلك نحو قول عز من قائل في محكم تنزيله:
(ضرب الله مثلاً ما بعوضة فما فوقها...). في حين أنك لا تجد قط ناطقاً
واحداً بأية رطانة لاتينية يعيب على لغة لسان حال قومه شيئاً
من تعابيرهم الركيكة واللامنطقية كقولهم
على سبيل المثال لا الحصر:
Hit the jackpot
Hit the books
Hit the bottle
Hit the road
Hit the roof
Hit the sack
Hit the spot
Hit thehay
Hit it big
Hit it off
Strike a balance
Strike a match
Strike it lucky
Strike a deal
Strike hands
Strike it rich
Strike down
Strike out
Strike up
][/COLOR

ود الأصيل
03-01-2015, 08:18 PM
و يتضح لنا عند التحليل و التدقيق
كيف يسارع العرب إلى التملص من هويتهم،
بالتخلي و التنصل عن لسان أمهاتهم ، وتظهر لنا
النفسية المتخاذلة و الضائعة و التائهة عند أغلبهم و التي،
لا تؤسس، بل تبني على معرفة مجتزئة و قواعد واهية و تطلعات
و اهمة . و لا ريبة أن ثمة تصلباً و تحجراً في الآراء و المواقف سببه
حالة انفصام على النفس و إخصاء فكري تعيشها نخبنا للأسف، و تحاملاً
على لغتنا نتبرع به بحجة التجديد و التحديث و العولمة. وما هو في الواقع
سوى غطاء صغير لستر العجز النفسي و المنطقي الكبير، فكأنه (يوشك إن
أخفي الصدر يفضح ما تحت السرة و العكس صحيح) و على ضوء ما تقدم
فإن الترجمة بين العربية المعاصرة و اللاتينيات من الأمور التي لا تشكل
في الواقع عائقاً كبيراً ، إذا كان المترجم على دراية بمصادر الكلام. فما
يُكتَب و ما يُسمَع هنا أو هناك فيُترجَم، لا ينبغي أن يتجاهل
خصوصية التراكيب و التعابير الأصلية لكل لغة منقول
منها أو إليها ، اذ نفرد كل منها رأينا بقواعدها و
منطقها الخاص و قد يكون هذا (تجَسيراً للهوة
الحضارية) ، كما يحلو لبعض المتفائلين أن
يترجموا عبارة(Gap bridging)،
لكنها تبقى فاغرة فاهاولا يسمع منها
إلا ثغاءً كثغاء شاة أو رغاءً كرغاء بعير
**********************

ود الأصيل
04-01-2015, 08:48 PM
[CENTER][I]
حــــواشـــــــي:
[COLOR="#660099"]عبارة (شاهد عِيَان) :
تكون بكسر العين لا فتحها ،
و بتخفيف الياء لا تشديدها كما يشيع
في إعلامنا العربي المعاصر(بالسين)، و متعثر
كثيراًكسلحفاء في حلبة سباق للأرانب. في مثل هذه الحالات،
يُعزى العيب في النطق أحياناً إلى عدم تمكن المرء من قواعد اللغة
وتخذله التعابير في لحظت حرجة ، فلا تأتيه طوع خاطره . لذا يلجأ بحيلة
من لا حيلة له، إلى مط الكلام ليعطي نفسه فرصة لا ستدراك الحالة الصرفية
وأعقد منها النحوية؛ فيما إذا كان الإعراب رفعاً بضمة أم نصباً بفتحة أم جراً بكسرة ،
أم تسكيناً بجزمةٍ (لزوم السلامة). و قد يكون سببه المفهوم المغلوط بأن على المذيع أن يظهر
مخارج أواخر الكلام لغرض الإيضاح بلا تكلف ، تبعاً لمدارس الآلة الإعلامية الأجنبية. و لكن كثيراً
ما تلتبس على بعض هؤلاء فروق شديدة الضآلة (كشعرة في عجين أو كورتابة بين سماءٍ و سحابة)
ما بين إبانةٍ واجبة و بين تفخيم ممجوج بإظهار مط و غمط فاستطالة، إلخ . فيخلطون ما بين إظهار
و إخفاء و إدغام و إقلاب، و هلم جرا.علماً أن مهمة المذيع كما سمعت أمسٍ من فطاحلة بي بي سي
العربية بمناسبة مرور 77 عاماً على انطلاقها عبر الأثير ، أشبه بمهمة طَيَّار و كلاهما واقعً في
شر أعماله على الهواء سواء مباشرةً، من حيث مطلوب من كليهما التصرف بجزء من الثانية لأنقاذ
موقف ما من مأزق لا يحسدان عليه. يحكى أن أعرابياً صلى الجمعة خلف إمام أعجمي مفوَّه.
فتقدم نحوه يثني على خطبته . لكنه اتخد من ذلك ذريعة و تمهيداً لكي يتجرأ للفت نظره
إلى أنه ضخَّم و فخَّم فاستعلى باللام في لفظ الجلالة (بعد الجر) ، فيما استفل بالطاء
في الشيطان حتى كاد يقبلها (تاءً)، في قوله:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
فزجره ذاك الخطيب و قد نحا بمقصده منحىً آخر، قائلاً له : آنتمو أيها
الأربو من تفاخمون الشيتان و تخافيفون "ألآآآه. و لكن لو رجعنا إلى
أنفسنا لوجدنا أن بعض أهل بنت عدنان أيضاً لا يتورعون أبداً في
تجنيهم عليها حتى يوشكون أن يجعلوها لغة (ظاد) بدل( ضاد)
و ليس بعيداً عن الأذهان قصة أحد النشامى، ذاك الذي عض
أنف زوجة له ناشزاً، مفتياً نفسه بنفسه، و مستشهداً
بآية كريمة قول:(وَ اللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ
وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ)
************************
[/

center]

ود الأصيل
05-01-2015, 09:28 PM
ختاماً لهذه الجزئية،
من الشذرات الندية من حوض
منطق اللغة و لغة المنطق، ليبقى هذا
جهد مُقِلٍ و متواضعٌ و ليس هو سوى :إما قفزة
متهورة جداً في جنح ظلامٍ دامسٍ، و إما هي مبادرة خجولة
للنبش في قضايا صار طرهاضرباً من نوافل القول و ترفاً يشتهى، على
مائدة تنقصها الشهية، نظراً لظروف زمنية و معيشية مشددة من هنا
ولندرة المناهل التي قد ستسعفنا أثناء طرق مثل هذه الأبواب من هناك.
خاصة و أننا في مضمار عويص، إن لم يكن مستحيلاً أحياناً ألا وهو فن الترجمة
التي حينما نتحدث عن تقنياتها فنحن أمام لغتين مختلفتين، إن لم تكونا على
طرفي نقيض و ليست ثمة صلات للقربى بينهما على أي صعيد سواء أكان بنيوياً،
صرفياً أو نحوياً أو بلاغياً وما إلى غير ذلك.هذا فضلاً عن كون للمفردة من اللغة الواحدة
لها تصاريف عديدة و معاني متباعدة حد التناقض أحياناً، إذ تتراوح ما بين مجاز و حقيقة.
و للاختلاف البنيوي كلمته في موضوعنا قيد الدرس، إذ إن اللغة العربية ذات صرف سلسلي
أو بالأحرى سلاليٍ(dynastique) ، باعتبار أن للفظة الواحدة عديدٌ من الاشتقاقات تعود به
إلى سلالة أو(عشيرة) واحدة. هذا علاوة بطبيعة الحال على كونها لغة سامية يمكن وصفها بأن
لها قدح مُعَلَّى بين سائر اللغات، أنها ودود ولود من ذوات الدم الحار و بالتالي فهي دوماً حبلى
بالجديد ، و اللغة الفرنسية ، من اللغات ذات الصرف غير السلسلي، إلى جانب انتمائها إلى
اللغات الحامية ناهيك عن تباين الخلفية الثقافية. و لكل هذا شأن عظيم في جعل التمكن
من إجراء استعارة مكنية مهمة أشق على النفس من صعود الهملايا. و لعل من خفايا
خصوصيات بنت عدنان أنها و هي من أقدم ما نطق به بشر أن تكنولوجيا العصر
الحديثة أثبتت علمياً أنها تكاد الوحيدة، بخلاف سواها، التي يقبل الحاسوب
- تلك الآلة الصماء- استيعاب المفردة منها لتؤدي بتلقائية تامة، وبكل
بدلالاتها تماماً كما يراد لها، من حيث البناء و الإعراب و كذلك
التثنية و الأفراد و الجمع والتعريف و التنكير وما إلى ذلك.
و ذاك متشعب طويل دونه العرق، و باب واسع
لعل مجالاً آخر يتسع لقتله بحثاً.
محبتي الخالصة
**********

ود الأصيل
07-01-2015, 11:20 PM
[i]
لغتي عليا اللغاتِ*قد سمتْ كالكوكبِ
جرسها بين اللغاتِ * * * كرنين الذهبِ
قد غدت أخت الخلودِ * * * بالكلام الطيّبِ
[COLOR="#6633ff"]كأننا ما قفلنا نافذة منطلق اللغة ، إلا لنطل من شرفة أوسع ،
و ما عرجنا من تلك الزاوية الحرجة إلا لنلج من زاوية أكثر انفراجاً
فاللغة فكر ناطق، و التفكير لغة صامتة. و اللغة هي معجزة الفكر الكبرى.
إن للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة فإنها الأداة التي تحمل الأفكار، و تنقل
المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة ، و بها يتم التقارب و التشابه
و الانسجام بينهم. إن القوالب اللغوية التي توضع فيها الأفكار، و الصور الكلامية التي تصاغ
بها المشاعر والعواطف لا تنفصل مطلقاً عن مضمونها الفكري والعاطفي .إن اللغة هي الترسانة الثقافية
التي تبني الأمة و تحمي كيانها، كما(الطابية المقابلة النيل و العافية التشد الحيل) و قد قال فيلسوف الألمان
فيخته:(اللغة تجعل من الأمة الناطقة بها كلاً متراصاً خاضعاً لقوانين . إنهاالرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام
و عالم الأذهان). و يقول الراهب الفرنسي غريغوار:(مبدأ المساواة الذي أقرته الثورة يقضي بفتح أبواب التوظف
أمام جميع المواطنين، ولكن تسليم زمام الإدارة إلى أشخاص لا يجيدون اللغة القومية يؤدي إلى محاذير كبيرة ،
و أما ترك هؤلاء خارج ميادين الحكم و الإدارة فيخالف مبدأ المساواة، فيترتب على الثورة، و الحالة هذه أن
تعالج هذه المشكلة معالجة جدية؛ وذلك بمحاربة اللهجات المحلية ، و نشر اللغة الفرنسية الفصيحة
بين جميع المواطنين).و يقول فوسل:(اللغة القومية وطن معنوي يؤوي من حرم تراب وطنه).
و يقول مصطفى صادق الرافعي:(اللغة من أهم مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة.
كيفما قلّبت أمر اللغة من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها،
فوجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول و لا حتى بانطماس الهوية
و انسلاخ الأمة من تاريخها) فبالله عليك لو كان ذلك
شأن كل واي لغة فما بالنا بلغة كلام الله
و لسان حال أهن الجنة؟؟!!
*****************

ود الأصيل
12-01-2015, 02:18 AM
لقد حمل العرب الإسلام
إلى بلاد العالم ، و اصطحبوا معه
معجزة الله الكبرى في محكم تنزيله العزيز.
و لقد استعربت أعاجمُ في آسيا و إفريقيا بفضل
اعتناق الإسلام. فهجروا ديناً إلى دين، و تركوا ألسن
أمهاتهم للسان حال أهل الجنة. فكان لهم لهم حمل بعير
من العبء لشرح قواعد نحوها، صرفها، و بيان بديعها وعروضها
و عبر عصور غابرة سادت فيها العربية كلغة للأشعاع الحضاري في
العالم.و هي تنعم بصفات كمالٍ لفظية و تعبيرية ثابتة ومتجددة تجعل
منها أمّاً لباقة من لغات نشأت في كنفها بشبه جزيرة العرب: من حميرية و
بابلية و آرامية و عبرية و حبشية (الساميات) كما في الاصطلاح الغربي و
هو لفظ عزل عنصري نسبة إلى أبناء نوح الثلاثة: سام وحام و يافث. و هو
مجافٍ لمنطقالأشياء، و إلا فكيف ينشأ ثلاثة أخوة في بيت واحدو يتمايزون
كلٌ بلغته. يكفيها شرفاً أن القرآنَ كتاب أنزلت آياته بلسان عربي مبين،
و تدثرت فيه لغتنا بثوب و قار الإعجاز، و قد ظلت بفضله
عبر القرون تشد إليها أشتاتاً من أجناس و أقوام و مللٍ
و نِحلٍ يدخلون في دين الله ذرافات و وحداناً
ليدَّبروا آياته و يعبدون ربهم بلسانه،
آناء الليل و أطراف النهار.
****************

ود الأصيل
12-01-2015, 11:49 PM
[CENTER]خصائص اللغة العربية:
للعربية خصائص كثيرة يضيق المجال
عن حصرها في قصصاصة نلقيها على عجالة،
لذا سنقتصر على بعضها تاركين، لمن أراد التوسع،
الرجوع إلى بطون أمهات الكتب المتخصصة في هذا المجال .
1 – الخصائص الصوتيـة : حيث إن اللغة العربية تملك أوسع مدرج
صوتي عرفته اللغات، حيث تتوزع مخارج الحروف بين الشفتين إلى أقصى
الحلق. و قد تجد في لغات أخرى غير العربية حروف أكثر عدداً و لكنَّ مخارجها
محصورة في نطاق أضيق و مدرج أقصر، كأن تكون مجتمعة متكاثرة بين الشفتين و
ما يليهما من الفم أو الخيشوم(الأنف) في لغات بها غنن أو نخنخة ك(الفرنسية مثلاً)؛
أو تجدها متزاحمة من جهة اللهاة و مشارف الحلقوم. وتتوزع مخارج العربية الفصحى في
مدارجها توزعاً ذكياً يؤدي إلى توازنها و الانسجام بين أصواتها. و يراعي العرب في اجتماع
الحروف في الكلمة الواحدة و توزعها و ترتيبها فيها حدوث التآلف الصوتي و التناغم الموسيقي.
فمثلاً لا تجتمع الزاي مع الظاء و السين و الضاد و الذال. كما لا تتلاقى جيم مع اف و ظاء و طاء و
غين و صاد، و لا حاء مع هاء، و لا تاتي هاء قبل عين، و لا خاء قبل هاء. أصوات الفصحى ثابتة على
جرسها عبر القرون. و هو ثباتٌ لم يُعرف مثله لأيٍ لغة من لغات العالم . إن التشويه الذي طرأ على
لفظ الحروف العربية في اللهجات العامية قليل محدود الأثر. هذه التغيرات مفرقة في البلاد العربية
لا تجتمع كلها في بلد واحد. و هذا الثبات، على عكس اللغات الأجنبية ، يعود إلى أمرين: القرآن
و نزعة المحافظة عند العرب. و للأصوات في اللغةالعربية وظيفة بيانية وقيمة تعبيرية، فالغين
تفيد عادةً معاني الاستتار ، الغَيْبة و الخفاء كما نلاحظ في: غاب، غار، غاص، غام. بينما
الجيم مثلاً تفيد معنى الجمع : جمع ، جمل ، جمد ، جسر. و هكذا. و هي سمة
تكاد تنفرد بيها لغة الضاد ، فاللغات اللاتينيةمثلاً ليست بين أنواع حروفها مثل
هذه الفروق، فلو أن كلمتين اشتركتا في جميع الحروف لما كان ذلك دليلاً
على أي اشتراك في المعنى. فعندنا الكلمات التالية في الفرنسية
مشتركة في أغلب حروفها و أصواتها و لكن تجد بين معانيها بعد
المشرقين حيثIvre)=سكران،(oeuvre)=مُؤَلف،(ouvre)
= يفتح، ( livre)=، كتاب و (lèvre)= شفة.
*************************

[/
CENTER]

ود الأصيل
14-01-2015, 02:28 AM
2)
خصائص صرفية(الاشـتـقـاق) :
مفردات العربية لا تعيش فرادى
أو منعزلات، بل مجتمعات مشتركات ،
تماماً كديدن أهلها، في قبائل و فخائذ و بطون.
و إن للكلمة جسم و روح، كما لها حسب و نسب
و مزاوجة و مصاهرة ، إذ تلتقي مع صوحباتها من مرادفات
و مثيلات لها في مادتها ومعناها: فمثلاً ( كتب - كاتب - مكتوب
-كتابة - كتاب) كلها مشتقات من نفسواحدة. فتشترك هذه الكلمات
في مقدار من حروفها و جزء من أصواتها. و تشترك الألفاظ المنتسبة
إلىأصل واحد في قدر منالمعنى وهو معنى المادة الأصلية.أما اللغات
الأجنبية فتغلب عليها الفردية . فمادة ( ب ن و ) في العربية يقابلها
فيالإنكليزية: son ابن و daughter بنت.أما في الفرنسية
فتأتي مادة ( ك ت ب )على الشكل التالي: كتاب=
livre مكتبةعامة =bibliothèque متجر كتب=
librairie يكتب ècrire = مكتب bureau.
و ثبات أصول الألفاظ و محافظتها
على روابطها الاشتقاقية يقابل استمرار
الكروكية العربية عبر العصور، فالحفاظ على الأصل
و اتصال الشخصية واستمرارها صفة يتصف بها العرب كما
تتصف بها لغتهم، إذ تمكن الخاصة الاشتقاقية منتمييز الدخيل
الغريب من الأصيل . إن اشتراك الألفاظ ، المنتمية إلى أصل واحد
في أصل المعنى وفي قدر عام منه يسري في جميع مشتقات الأصل
الواحد مهما اختلف العصر أو البيئة، يقابله توارث العرب لمكارم الأخلاق
و المثل الخلقية و القيم المعنوية جيلاً بعد جيل. إن وسيلة الارتباط بين
أجيال العرب هي الحروف الثابتة , المعنى العام . و الروابط الاشتقاقية نوع
من التصنيف للمعاني في كلياتها وعمومياتها، وهي تعلم المنطق وتربط
أسماء الأشياء المرتبطة في أصلها وطبيعتها برباط واحد، وهذا يحفظ
جهد المتعلم ويوفر وقته .إن خاصةالروابط الاشتقاقية في لغة
العرب تهدينا إلى معرفة كثير من مفاهيم و نظرات عربية
قديمة،وتوحي بفكرة الجماعة وتعاونها وتضامنها
في النفوس عن طريق اللغة.
******************

ود الأصيل
14-01-2015, 11:50 PM
3-خصائص بنيوية من حيث:
(هيئة البناء والصيغة أوالوزن)، لكون صيغ
الكلام عند العرب بمثابة قوالب للمعاني تُصبُّ فيها
الألفاظ بحسب الوظائف التي تؤديها. فالناظر و المنظور
و المنظر تختلف في مدلولها مع اتفاقها في أصل مفهومها العام
و هو النظر.الكلمة الأولى فيها معنى الفاعلية و الثانية المفعولية ، أما
الثالثة فللظرف مكاناً أ و زماناً باعتباره مفعولاً فيه . وللأبنية و القوالب بعد
منطقي عقلاني. لقد اتخذ العرب في لغتهم لمعاني مقولاتهم أبنية و اوزاناً خاصة:
الفاعلية - المفعولية - المكان - الزمان - السببية - الحرفة - الأصوات-المشاركة -
الآلة - التفضيل - الحدث.إن الأبنية في العربية تعلم تصنيف المعاني وربط المتشابه
منها برباط واحد، و يرضع أبناء العرب سمة التفكير المنطقي مع حليب أمهاتهم بطريقة
ضمنية طبيعية فطرية . و للأبنية أيضاً لمسات فنية، فقوالب الألفاظ وصيغ الكلام العربي
أوزان موسيقية، أي أن كل قالب من هذه القوالب وكل بناء من هذه الأبنية ذو جرس رنان و
نغمة موسيقي مدوزنة ثابت. فالقالب الدال على الفاعلية من الأفعال الثلاثية مثلاً هو دوماً
على وزن فاعل و الدال على المفعولية منها يكون على وزن مفعول . و إن بين أوزان الألفاظ
في العربية ودلالاتها تناسباً وتوافقاً، فصيغة (فعّال) لمبالغة اسم الفاعل تدل بما فيها من تشديد
لعين فعلها على الشدة أو الكثرة، و بألف المد التي فيها على الامتداد و الفاعلية.
والكلام العربي نثراً كان أم شعراً هو مجموع من الأوزان و لا يخرج عن كونه
تركيباً معيناً للوازم موسيقية. وقد استثمر الشعراء و الكتاب العرب
هذه الخاصة الموسيقية فقابلوا بين نغمة الكلام وموضوعه
فمثلاً يقول النابغة الذبياني في بيت له :
(ميلوا إلى الـدارمـن ليلى نحييهـــا نـعــم ونسألهـا عن بعــض أهليـها)
حيث ينقلك إلى جو عاشق يهيم ويتأمل وتهفو نفسه برقة وحنان إلى آثار
الحبيب بما فييه من سلاسة النظم وكثرة المدود وحسن توزعها وحذق تركيبها .
ويقول ابن الرومي في وصفه خبازاً خفيف اليد
إن أنسى، لا أنسَى خبازاً مررتُ به
يدحو الرُّقاقة َ وشكَ اللمحِ بالبصرِ
ما بين رؤيتها في كفه كرة ً
وب ين رؤيتها قوراءَ كالقمر
إلا بمقدارِ ما تنداح دائرة ٌ
في لُجَّة الماء يُرمَى فيه بالحجر .
و تتأرجح الصيغ بين الثبات والتطور،
و الثبات غالب و لا يسبب جموداً للعربية،
فإن لها على حالتها الحاضرة من الصيغ والأبنية غنى
لا تضارعها فيه لغة أخرى من اللغات الراقية لتفي بحاجات
إنسان هذا العصر.إن الإخلال بهذه الأبنية و إفسادها إفسادٌ مخلٌ
لنظام اللغة، فلذلك كان العرب إذا أستلفوا كلمة أعجمية احتاجوا إليها
صاغوها على نماذج ألفاظهم و بنوها على أحد أبنيتهم و جعلوها على أحد
أوزانهم. و بين العربية و الطبيعة عروة وثقى، فالأجسام في الطبيعة على كثرتها
ترجع إلى عناصر بسيطة معدودة تتشابه و تختلف بحسب تشابه تركيب مادتها
و اختلافه. وكذلك اللغة العربية ترجع كلماتها التي لا تكاد تحصى إلى عناصر محدودة
ثابتة هي الحروف. و في الطبيعة تشابه و نمطية و تكرار، فللشجرة مهما كان نوعها
أوراق و أغصان و جذع و ثمر. و في اللغة أيضاًتشابه بين أبنية الفاعلين و المفعول
بهم و المفعول فيهم مكانياً أو زمانياً. و لكل فرد من أفراد الجنس الواحد في
الطبيعة ذاتيته مع مشابهته لسائر أفراد الجنس. و كذلك للفظ ذاتيته
رغماًعن مشابهته لسائر الألفاظ المشتركة معه في الأصل أو
البناءو الصيغة. و في الطبيعة تسلسل و توارث يقابله
تسلسل و توارث في اللغة. و في الطبيعة
محافظة و تجديد، و كذلك في لغتنا
محافظة في غير عقم بل،تجديد.
*******************

ود الأصيل
21-01-2015, 10:36 PM
4 – خصائص التعـريـب :
مثلما يرتبط أفراد المجتمع العربي
بقبائله و فخائذه و بطونه بصلات قربى ونسب
و تضامن و تعاون، كذلك ترتبط ألفاظها في نسق خاص
في حروفها وأصواتها، ومادتها وتركيبها ، وهيئتها وبنائها.و حينما
يأتي دخيل على مجتمع عربي فلا بد لـه لكي يصبح عضواً فيه من أن يلتزم
بتقاليده و طقوسه كافة، و كذلك اللفظة الأعجمية إذا دخلت علينا نفرض عليها
أوزاننا و صيغنا وتراكيبنا لكي تنعم بكامل العضوية ضمن نسيج عائلة لغة الضاد.
و يُستعمل في العربية مصطلح التعريب بينما في اللغة الأجنبية استعارة emprunt.
و التعريب أحد مظاهر التقاء العربية بغيرها من اللغات على مستوى استلاف المفردات.
وكانت الألفاظ الدخيلة في العصر الجاهلي قليلة محدودة تتصل بأشياء لم يكن يعرفها
العربفي حياتهم. وهي محصورة في ألفاظ تدل على أشياء مادية لا معنوية مثل: كوب،
مسك، مرجان، درهم..ألخ. و تعود قلة الدخيل إلى سببين : انغلاقهم على أنفسهم
و اعتدادهم بأنفسهم و برصنة لغتهم.أما بعد الإسلام فقد اتصلت العربية بلغات
أخرى فانتقلت إليها ألفاظ جديدة تتعلق معظمها بالمحسوسات و الماديات
مثل أسماء الألبسة و الأطعمة والنباتات والحيوان وشؤون المعيشة أو
الإدارة. وقد انعدم التأثيرفي الأصوات و الصيغ و التراكيب.نادراً
أن يبقى الداخل على حاله بل صيغ في قالب عربي،
و كانت طريقة العرب في نقل الألفاظ الأجنبية
أو ما يعرف باتعريبتقوم على أمرين :
إما تغيير حروف اللفظ الدخيل، وذلك بنقص
بعض الحروف أو زيادتها تغيير الوزن و البناء حتى
يوافق أوزان العربية و يناسب أبنيتها ومدودها وحركاتها،
ويراعون بذلك سنن العربية الصوتية كمنع الابتداء بساكن،
ومنع الوقوف على متحرك ، و منع توالي ساكنين وهكذا.
و أما دليلهم إلى معرفة الدخيل فهو إحدى ثلاث طرق:أ)
كفقدان الصلة بينه و بين إحدى مواد الألفاظ العربية:
(بستان)، فليس في العربية مادة بست؛ب)أن يجتمع
فيه حروف لا يجمعها لفظ عربي:(ج ق جوسق–
ج ص جَصّ – ج ط)؛ ج ) أن أن يكون
على وزن ليس في العربية نحو:
(إِبْرَيْسَم: إفعيلل–آجر: فاعُلّ).
******************

ود الأصيل
28-01-2015, 11:21 PM
5 ]]
5– خصائص معانـي الألفـاظ العربيـة:
يقوم وضع الألفاظ و المسميات على أمور منها :
- ربط المسمى بصفة أو وظيفة دالة على اشتقاق اسمه
- إيجاد علة منطقية لتسمية المسمى بخلاف غيرها من اللغات
- الإشارة إلى أخص صفات المسمى لاظاهره أو شكله الخارجي؛
فمثلاً تسمية الدراجة في العربية تشير إلى وظيفتها و عملها و حركتها.
بخلاف لفظ bicyclette في الفرنسية حيث تريب شكلها (ذات الدولابين)
و يظهر تفكير العرب وحياتهم واضحين جليين في مفردات لغتهم، فكلمة العامل،
مثلاً في الإسلام، أخذت معنى الوالي و الحاكم ، و هذا يدل على أن الولاية عملٌ
على خدمة العية و ليست استبداداً، و أن الحكم تكليف وليس تشريفاً.ولفظ (المرأ)
للمذكر و (المرأة) للمؤنث يدل على تساوي الرجل و المرأة عندهم في الأصل.
و المروءة هي الصفات المستحسنة المأخوذة من أخلاق الإنسان ذكراً كان أم
أنثى . و للغة العربية طريقة مدهشة في تصنيف الموجودات تصنيفاً شاملاً
دقيقاً منطقياً إلى حسيات ، معنوياتو مجردات ، مما يدل على مستوى
فكري قلما وصلت إليه الأمم في مثل ذاك المبكر من تاريخها.
هناك ألفاظ تدل على الموجودات كالجماد والنباتمن بشر،
وحوش كواسر و طيور جوارحَ وحشراتِ و هوامَّ وسوائم و بغاث.
و هناك أخلاق وطباع من مكارم و مثالب؛ و عواطف و مشاعر من خوفٍ
و رجاءٍ وخلافه طباع. لقد جمع العرب في لغتهم بين الواقعية الحسية المعنوية،
فالمادية دليل الاتصال بالواقع ، و التجريد دليل ارتقاء العقل . ولهم باع في دقة التعبير
و سعة و غزارة و تمييز و تعميم و تخصيص . فإذا رجعنا إلى معاجم المعاني وجدنا
عجباً عجا باً. فتحت المشي الذي هو المعنى العام أنواع عديدة من المشي كقولهم: سار
درج حَبَا دبا حجل خطر دلف هدج رسف اختال تبختر تخلج أهطع هرول رمل تهادى تأود.
و من ضروب الدقة ما يظهر في اقتران الألفاظ بعضها ببعض، فقد خصص العرب ألفاظاً
لألفاظٍ ، وقرنوا كلمات بأخرى ، دون غيرها ولو كان المعنى واحداً. فقد قالوا في وصف
شدة الشيء : ريح عاصف - برد قارس حر لافح .وفي وصف اللين : فراش وثير
- ثوب من حرير - بشرة ناعمة - غصن لدن.وكذلك في الوصف برقة الخطابة
و دقة الصنعة والحذق و المهارة.تخصص في تراكيب النعت والإضافة
والإسناد مما يوحي إلى السامع الصورة المرتبطة ذهنيا بمدلول النص.
ليكون أصدق تصويراً و أدق تعبيراً و أقدر على حصر المنقول و
تحديد المقصود بين كليات وعموميات مجردة ومفاهيم شتى.
.[/COLOR][/SIZE]

ود الأصيل
02-02-2015, 01:49 AM
الإيجـاز
الإيجاز صفة عربية لازمة .
كيفا لا ، و قد أوتي نبينا الكريم جوامع الكلم.
و في أدبياتها تقول العرب:( خير الكلام ما قلّ ودلّ).
وفي علم المعاني إيجاز قصرو إيجاز حذف و إيجاز حرف:
حيث تكتب الحركات في العربية عند نقط الأعجام لدرء اللبس فوق
الحرف أو تحته. بينما في اللغات الأجنبية تأخذ حجماً يساوي حجم الحرف
أو يزيد عليه. وقد نحتاج في اللغة الأجنبية إلى حرفين مقابل حرف واحد في العربية
لأداء صوت معين كالخاء (Kh) مثلاً ولا نكتب من الحروف العربية إلاما نحتاج إليه،
أي ما نتلفظ به، وقد نحذف في الكتابة بعض ما نلفظ : لكن - هكذا -أولئك. بينما في
الفرنسية نكتب علامة الجمع ولا نلفظها وأحياناً نهمل نصف حروف الكلمة.و نكتب في
الإنكليزية حروفاً لا يمر اللسان عليها في النطق ، كما في كلمة (Right) مثلاً التي نسقط
عند النطق بها حرفين من حروفها (Gh) نثبتهما في كتابتها . وفي العربية علامة شدة،
نضعها فوق الحرف لندل على أنالحرف مكرر أو مثقَّل، أي أنه في النطق حرفان، و بذلك
نستغني عن كتابته مكرراً، على حين أن الحرف المكرر في النطق في اللغة الأجنبية مكرر
أيضاً في الكتابة على نحو قولهم:(Frapper) و (Recommondation). و في العربية
قد نستغني كذلكب الإدغام عن كتابة حروف بكاملها، وقد نلجأ إلى حذف حروف. فنقول ونكتب ( عَمَّ )
عوضاً عن( عن ما)و( مِمَّ ) عوضاً عن ( من ما ) و (بِمَ) عوضاً عن ( بما ) ومثلها ( لِمَ ) عوضاً عن
( لِما ) . الإيجاز في الكلمات: و بمقارنة كتابة بعض الكلمات بين العربية و لغة لاتينيةنجد الفرق واضحاً :
العربية وحروفها الفرنسية و عدد حروفهاالإنكليزية و عدد حروفها
أم 2 Mère 4 Mother 6
أب 2 Père 4 Fatther 6
أخ 2 Frère 5 5 Brother
وليست العربية كاللغات التي تهمل حالة التثنية لتنتقل من المفرد
إلى الجمع،و هي ثانياً لا تحتاج للدلالة على هذه الحالة إلى أكثر من إضافة
حرفين إلى المفرد ليصبح مثنى، على حين أنه لا بد في الفرنسية من ذكر العدد مع ذكر
الكلمة و ذكر علامة الجمع بعد الكلمة: باب = بابان les deux portes the two doors
الإيجاز في التراكيب : والإيجاز أيضاً في التراكيب ، فالجملة والتركيب في العربية قائمان أصلاً
على الدمج أو الإيجاز . ففي الإضافة يكفي أن تضيف الضمير إلى الكلمة وكأنه جزء منها مثلاً:كتابه=
son livr كتابهم= Leur livre و أما إضافة الشيء إلى غيره فيكفي عربياً أن نضيف حركة إعرابية أي صوتاً
بسيطاً إلى آخر المضاف إليه فنقول كتاب التلميذ. في حين يضيفون أدوات لاتينية لذلك فنقال:Le livre de l’élève
، L’école des élèves . وأما في الإسناد فيكفي ي العربية أن تذكر المسند والمسند إليه وتترك لعلاقة الإسناد العقلية
المنطقية أن تصل بينهما بلا رابطة ملفوظةأو مكتوبة، فنقول مثلاً (أنا سعيد) على حين أن ذلك لا يتحقق في اللغة الفرنسية
أو الإنكليزية، و لا بدلك فيهما مما يساعد على الربط فتقول:(Je suis heureux) ( I am happy ) . و تستعمل
هاتان اللغتـان لذلك طائفـة من الأفعـالالمساعدة مثل (Avoir , étre) في الفرنسـية و (to have , to be) في الإنكليزية.
كماأن الفعل نفسه يمتاز في العربية باستتار الفاعل فيه أحياناً، فنقول (أكتب) مقدرين الفاعل المستتر، بينما نحتاج
إلى البدء به منفصلاً دوماً مقدماً على الفعل كما هو الأمر في الفرنسية (Je, Tu…) و في الإنكليزية (I , You).و كذلك
عند بناء الفعل للمجهول يكفي في العربية أن تغيرحركة بعض حروفه فتقول: كُتب. في حين بالفرنسية(il a été écrit)
و في الإنكليزية ( It was written ) . وفي العربية إيجاز يجعل الجملة قائمة على حرف: فِ من (وفى يفي)، و ع
من( و عى يعي)، و قِ من( وقى يقي)، فكل من هذه الحروف إنما يشكل في الحقيقة جملة تامة لأنه فعل و قد
استُتِرَفيه فاعله وجوباً. وفي العربية ألفاظ يصعب التعبيرعن معانيها بلغة أخرى بمثل عددها من الألفاظ
كأسماء الأفعال: كقولنا:(هيهات) وقولهم (It is too far) ونقول:( شتان) ويقولون( There is a great difference )
وحرف الاستقبال مثل: ( سأذهب ) ( I shall go ) و النفي أسلوب في العربية يدل على الإيجاز :العربية :
( لم أقابله)، الإنكليزية:(I did not meet him) الفرنسية:(Je ne l’ai pas rencontré)عربياً:
(لن أقابله) و لاتينياً: (I will never meet him )أو(Je ne le rencontrerai jamais)
الإيجاز في اللغـة المكتوبـة :فمثلاً سورة ( الفاتحة ) المؤلفة في القرآن من 31 كلمة
استغرقت ترجمتها إلى الإنكليزية 70 كلمة . و يقول الدكتور يعقوب بكر في كتاب
(العربية لغة عالمية): نشر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة 1966 ):
(إذا ترجمنا إلى العربية كلاماً مكتوباًُ بإحدى اللغات الأوروبية كانت
الترجمة العربية أقل من الأصل بنحو الخمس أو أكثر)
***********@@@@@@************
[/SIZE]

ود الأصيل
03-02-2015, 09:41 PM
[CENTER]تحديات تواجه بنت عدنان
إن آثار العربية في الفارسية والتركية
و السريانية و القبطية و البربرية و الأوردية
و المالاوية و حتى اللاتينيات أكثر من أن تحصى.
و حسبها من أسباب التمكين أنها لسان القرآن، وتذخر بمادة
ثرة و ببناء محكم صلب و أدى اعتناق أمم إلى ثوبان حضارات
كالفرعونية والآشورية و الكنعانية في مصر و الشام و بلاد الرافدين.
, وأدى كذالك إلى انزواء بعضها كالبربرية و انحسار بعضها الآخر
كالفارسية.لدرجة أن لغات الترك والفرس والملايو والأوردو تكتب
جميعها بالحروف العربية . وكان للعربية أوفر وأعظم أثر
في لهجات كالصومالية والزنجبارية بشرق لصلة
القرن الأفريقي بجزيرة العرب منذ قديم.
**********************
لكن لمحاولات النيل من شأن العروبة أشكالاً و مظاهر شتى,
فهي تلبس تارة ثوب الطعن في الأدب القديم وصحته, و تظهر تارة
بمظهر تشجيع اللهجات المحلية لتفتيت اللغة الواحدة وتمزيق الناطقين بها.
و تارة تتشدق بصوت الثورة و التمرد على القديم و الدعوة إلى التجديد. فمن قائل
بضيق ماعون العربية وقصر باعها عن مواكبة الحضارة , و من مناد بمشروع للقضاء على
الحرف العربي و هجره إلى الحرف اللاتيني, ومن داع إلى نسف قواعدها نحواً و صرفاً و بياناً
و عروضاً و بلغ الأمرببعض من تأسى بفعلة مصطفى كمال أتاتورك أنه لا يرى سبباً لهزيمة العرب
إلا لغتهم الفصحى, و ربما كان العكس صحيحاً. مما دفع حدا بالمتربصين ألا يجد حرجاً في القول
علناً:( إن من حق إسرائيل أن تحيي العبرية الميْتة, ومن واجبنا أن نميت العربية الحية). لقد درج
كثيرمن دولنا لابتعاق طلابهم إلى الغرب لدراسة لغاته، إيماناً بأن اللغة هي ذراع لالفكر وأن من
يجيد لغة قوم لا بد أن يعجب بتاريخهم و فكرهم ويصير له انتماء من نوع ما إلى تلك الأمم.
و في بلاد مغربنا العربي عمد الفرنسيون لخوض معركةً ضارية خلال مائة عام
كاملة في سبيل ف منابع العربية حرفاً و صرفاً. وإذا أردنا حصر
التحديات التي واجهتها اللغة العربية فإننا نلخصها بالتالي :
محاولات إحلال اللهجات العامية محلالفصحى .
 تطويع قواعد الفصحى حتى تقترب من العامية .
 استبدال لى الحروف العربية بحروف اللاتينية .
 إسقاط أهمية النحو و الإعراب في الكتابة والنطق .
 الدعوة إلى إغراق العربية في سيل من الألفاظ الأجنبية .
 محاولة تطبيق مناهج اللغات الأوروبية على اللغة العربية
لقد اختفت الفروق اللغوية وأصبحت الألفاظ المتقاربة مترادفة.
ولم يبق الترادف مزية من مزايا العربية بل مرضاً من أمراضها الوافدة
وغلب على الناس استعمال الألفاظ في معانيها العامة فضاعت من اللغة بل
من التفكير مزية الدقة التي عرفت بها العربية في عصورها السالفة، وأدى ذلك
إلى تداخل معاني الألفاظ حين فَقَدت الدقة واتصفت بالعموم، وفقد الفكر العربي الوضوح
حين فقدته اللغة نفسها، واتصفت بالغموض ، وانفصلت الألفاظ عن معانيها في الحياة وأصب
كثيرٌمن دعاة العروبة لا يحسنون لغتهم. وهذا ما دفع أحد المفكرين إلى القول بأن هناك إهانة
توجه إلى العربية؛ تتجلى هذه الإهانة في ثلاثة أمور :1– السيل من الأفلام والمسلسلات
والتمثيليات والمسرحيات والأغاني باللغة العامية .2 – بعض الزعماء يخلط العربية
بالعامية، وهم مولعون بخفض المرفوع وجر المنصوب هكذا عنوةً و اقتدراراً
3 – سير المغلوب وراء الغالب كوقع الحافر على الحفر
***********************************
[/

center]

ود الأصيل
14-02-2015, 11:26 PM
اللغة بين منطق معياري و سماعي
لا يخفى على نحوي متخصص التقاطع البيِّن
بين قواعد النحو واقيسته والكلام العربي الفصيح ولا سيما
القران الكريم. وخلاصة المشكل في رأينا: - مبني على أساسين:
1)مزج المنطق بواقع الاستعمال اللغوي2)قضية السماع (أنموذج لغوي).
فثمة فارق بين الواقع والمنطق العقلي، نلحظ هذا في كثير من مناحي الحياة،
فالمنطق مثلاً يرى العرب أهل فصاحة و بيان و أن لغتهممطابقة لنصوص القرآن.
ذلك بأن الله تحدّاهم أن يأتوا بمثله أو بمثل بسورة أو حتى آية منه ، و لا يصح التحدي
– منطقياً- إلا إذا كانوا مبرزين فيما تُحُدُّوا به. لكن الواقع و التحقيق العلمي أثبت غير ذلك
كما سنرى من مواقف بعض مذاهبنا ببطلان القياس على فلسفة أرسطو ومنطقه العقلاني المجرد.
و لغوياً الشاهد على ذلك كون نظام لغة القرآن ناموس كوني كدليل على ان خالق الكون هو منزل
القرآن.فيما اللغة ليست نظاماً هندسياً محكماً ولو كانت كذلك لتوقفت عن الحياة وخَلَعت رداء الإبداع.
فالمنطق يبيح عبارات لغوية كثيرة غير مستعملة ولا يبيحها الاستعمال اللغوي، قال سيبويه، إن القياس
يجيز مثل: أعطاكني واعطاهوني، "إلا انه قبيح لا تتكلم به العرب و لكن النحاة قاسوه، لكراهة المتكلم
أن يبدأ بالأبعد قبل الأقرب وقد أشار النحاة إلى ذلك في أبواب نحوية مثل (القياس المتروك اوالمهجور)
و من ذلك قوله تعالى: (واسْتَعينِوُا بالصَّبرِ و الصّلاةِ وإنّها لَكَبيَرةٌ) لحمله الكلام على الصلاة، و من
الكلام ما يُحمل على صدره ومنه ما يحمل على عجزه، نحو:(و الله و رَسُوله أحقُ أنْ يرضَونْ)
عائد إلى أوله و جيء بالنون لوقاية آخرالفعل من الجر. فالقياس اللغوي هو استعمال و ليس
منطق عقلي رياضي مبني على نظام العربية فهو أدق وأكثر اطراداً وأشمل
وأنسب في تفسير العدول الكثير الوارد في النصّ القرآني.
*************************************
ثانياً: قضية السماع تحوم الشكوك كثيراًحول أصل المادة اللغوية التي
جمعها رواة اللغة،فضلاً عن اختلاطها في مستويات لغوية متباينة شعراً ونثراً
ولهجات و قراءات لا يمكن للباحث الاطمئنان إليها من غير تحقيق موسع. كان ذلك
سبباً لانحراف النحو و اضطراب القياس فضلاً عن خلط بين القياس العقلي و اللغوي).
وقد ذكرت أدلة كثيرة لاختلاف (كلام العرب) عن (كلام الله) في النصّ القرآني في بحث
(العربية قبل الإسلام) إبان نزول القرآن. علمنا أن كثرة الألفاظ الجديدة والتراكيب التي ادخلها
الإسلام المتمثلة بالنصّ القرآني والحديث الشريف أكبر دليل على اختلاف العربية اختلافاً كبيراً
بعد نزول القرآن الكريم ، ناهيك عن الألفاظ و التراكيب التي تغيّر تدلالتها في ضوء الاستعمال
القرآني حيث المرجعية العلمية للدراسات اللغوية و القرآنية، لتكون حجة لله عليهم أكبر و لئلا
يقولوا، إنما عجزناعن الإتيان بمثله لأنه بغير لغتنا وبغير السنن التي يسلكونها في أشعارهم
ومخاطباتهم، ليكون عجزهم عنالإتيان بمثله و المجازات التي ذكروها كلها تحاكي أساليب
القرآن التي مخالفة القياس النحوي كمخاطبة الواحد بالجم و الاثنين و عكس ذلك،
مما طعن به المتهجمون على الإسلام.علماً أن النص الوحيد العربيالموثوق
به هو النصّ القرآني، أما غيره فعلى الدارس التثبت منه قبل بناء
الأحكام عليه. وهذا ما ندعوا إليه لتستقيم لنا الدراسة و
النتائج. و أن ندرس النصّ القرآني في ضوء نصّه
نفسه ونظامه المرتبط بلسان العرب.

ود الأصيل
16-11-2015, 09:31 PM
[CENTER]في غيابت النسيان
بما أنها شذرات فإننا لم نجد داعياً
لنراعي فيها منهجية الانضباط في البحث العلمي
بأن نرص محاورنا على نسق مصفوفة قضايا ،كوقع الحافر
على الحافر، ضمن خطوطٍ كنتور منحنيةٍ و منعرجات و بزوايا
حادةٍ أو منفرجات، بقدرما آثرنا السبر غوراً في أبعادٍ ثلاثيةٍ
و أحيايناً خماسيةٍ لا تحدها حدودٌ معيعنة، سوى كونها
شذرات ثقافية تنضح من كل حوضٍ بقدحة فكرةٍ؛
و من كل بستانٍ بفوحة زهرةٍ .
******^^^******
ظلالٌ من مشهد اللامرسى
في محاولةٍ بائسة يائسةٍ للإدلاء بشهادة زورٍ
على عصرٍ حيث في زمن الفجائع و في حضن المنافي
يطيب الجلوس للتشدق بنوافل الحديث عن التاريخ , و نحن نبيتُ
كل ليلةٍ أضيق فهماً لكوننا أكبر وهماً. في غمرات الهيام من عتمة الروح
إلى دياجي مغبة النسيان.كلما هبطتُّ مصراً قادماً من جهة حيث لا أدري
و إلى وجهة حيث لا أدري تحديداً، كلما وجدت أطيافاً من الدهشة تحوم حول
تخوم نفسي من مآلٍ آخرَ مجهولٍ . إذن، فها قد عدنا و قد اتينا طائعين . و ليت
وطأة العود تكون أهون، فلم نعد يا صاح نقوى على إيجاد منفى ملائم ليلم شعث
رفاتنا فيحثو عليها حفنة ترابٍ. كان لدينا خياران لا ثالث لها، فإما مرافئ الغربة
خلفنا و إما زنازنالروح أمامناـ و ها قد أفلحنا أخيراً بفضل جهود بعض رفقاء سوء
المنافي في الصمود حتى نعود. لنكتشفبعد طول غياب أنجيلنا لم يسقط بعدُ
سهواًمن خرم الذاكرة في طي النسيان. ذلك لأن من جاء خلفنا
لم يتقدم قيد أنملة عما كان عليه حالنا و لا حال نن سبقنا.
*********^^^^^^^**********
[/
center]

ود الأصيل
17-11-2015, 12:59 AM
فـــي غيــــابت النسيـــان
لقد درجت على تسمية جيلنا ب(جيل جحا)
إذن، لماذا؟! لأن فضلاً عن كونه (جيلَ التضحيات)،
فهو كذلك جيلُ الحزانى. و لماذا نحن حزانى؟! لأنو (اللي خَلَّفونا)
و سبقونا لم يتركوا لنا أثراً للوقع أقدامهم على الطريق؛ و أيضاً لأن من(خلفونا)
وجاءوا بعدنا، لما أتوا لم يسألونا عن أية خارطة لقارعة الطريق. فكم أحزن بقدر ما
تنتابني رعشة فرحٍ مشوبةٌ بمساحة حزنٍ كبيرة ، لأن جيلنا استطاع على أية حالٍ أن يترك
بعض بصماته واضحةً على مشهدنا الثقافي قد تمد بصلة رحمٍ ما إلى (خميرة سودنة). فكم حزنت
كلما تبينت أن النسيان ثابتٌ هامٌ في خضم متغيراتٍ متسارعةٍ حيث لا تدع لنا و قتاً كافياً للاندهاش.
إذن ، لماذا ينسى الإنسان أخاه الأنسان. بل لماذا ينسى لا بل لِمَ يهجر الناس أحبَّ (مكان وطني السودان)
مع إنو (حسانو أعز حسان.. نيل و نخيل و روض وجنان) و فيه النيل الخالد و فيه الخال و العم و الوالد)؟!
هنالك قناعة لدى بعض المتشائمين و أخشى أن أتوصل إليها شخصياً. مفادها أن أية مقاربة جادة
لمشهدنا الثقافي و السياسي برمته ، سواءٌ في ماضيه أ و معاصره، بما في ذلك حقبة جيلنا
بطلبيعة الحال، لا يمكن أن تكون تقوم لها قائمةٌ على صلبها، بدون أن تتبني
في صميمها مفهوم (النسيان)كمحورٍ أساسي
************^^^^^^^***********

ود الأصيل
17-11-2015, 01:15 AM
فـي غيـابت النسيان
قد يبدأ ذلك المفهوم الغامض تخلقه
في رحم عتمة الروح، لينبثق فيأخذ طريق سيره إلى
غيابت جب النسيان بقوته الماحقة و دورها في محو مشهدنا الثقافي
من شريط الذكريات. و سأحاول في هذا الصدد التجرد قدر المستطاع حيال
تجربة جيلنا ضمن تاريخ و حاضر مشهدنا السياسي والثقافي، في محاولة جادة هذه
المرة لتقديم شهادة و لو مجروحة، بغية التأريخ لبعض تجارب جيلنا، حتى رحيلي من هنا
إلى بلاد الله الواسعة في 20/5/1986م. كما أود ـكذلك التنويه إلى وجود مطبات و محاذير أخلاقيةٍ
هامةٍ و ذات ارتباط بمدى نزاهةٍ الشهادة، تتراوح ما بين عنجهية (المو عاجبو العجب و لا الصيام في رجب)
و بين (تواضع العارف عزو و مستريح) مما قد يؤدي إلى ضررة إعادة النظر بارتياب ،إن لم يكن الطعن في نزاهة
(شهادة عصرٍ) باسه من أساسها. لكننا سنغض الطرف عن كل ذلك . كما أعترف بدوري بـأن شهادتي ليست
شهادة منزهة ، و لكن لنعتبرها (دلقون شهادة) و خلاص ـ لكونها محاطةً هي الأخرى بجدار عازل من
النسيان الذي نحاول التأسيس لثقافته. خاصةً و أن خزي المهاجر و المنافي الاختيارية و الإجبارية معاً
تظل رائحة(بوخه)تعبق من ثيابنا و تلاحقنا كلعنة فرعونية،و وقع حوافر الهزائم، و خياناتالرفاق،
كل ذلك يظل يفقد ذاكرتنا قدرة النهوض لتعود بنا القهقرى إلى زمانٍ نصرُّ نسميه
جزافاً ب(الجميل). لذلك أرجو ممن عاصروني فيه، كلما رأوا شطحاتي
أن يصلحوا ما أفسده دهر النسيان بذاكرتي من فقدانٍ وخرابٍ.
***************@@@@@***************

ود الأصيل
17-11-2015, 09:14 PM
فـــي غيــــابت النسيـــان
الهجر و النسيان بوصفهما لازمتين
لوجودنا كسلالة ٍ من (المنسيين في الأرض)
فالنسيان والسودان صنوان كانا في الأصل رتقاً ففتقتا؛ أو هو بالأحرى
السياق الذي اشتق منه اسم وطننا الغامق(الداكن) كما أشتق الرحمن للرَّحِم اسماً من
اسمه، و إن لله المثل الأعلى. فنحن قابعون هنا في أجهل مجهل من مجاهل أفريقيا كَمَّاً مهملاً و نسياً منسياً.
و ذلك أمر مرتبط ارتباطاً منطقياً بمعنى اللا جدوى و انعدام الفعالية. و قد تستنبط من ذلك صور نمطية مغلوطة
و متناقضة عن ذلك الإسم. يمكننا أن نلحظ ذلك في (جدلية الهوى و الهوية) الثقافية التي تعكس حيرة أهل الشأن أنفسهم
و الآخرين حول اسمٍ منسيٍّ أقل ما يقال عنه أنه حمَّالٌ لأوجه كل الكنايات الممكنة. يرى الدكتور/تيسير محمد أحمد، مؤلف كتاب
(زراعة الجوع/Cultivation of Hunger)، علي عن أن السودان قطر احتار المراقبون في أمر توصيف اسمه. و إن كانت الأسماء لا تعلل
بالضرورة. و لكن تلك حيرةُ قد تلقي بظلالٍ من التشكيك حتى حول وضعه (الجيوبوليتيكي).كما يذهب كاتب آخر في نفس المنحى
بالحديث عن حيرةٍ فيما يتعلق بترسيم حدود رقعة التراب التي تشكل هذا البلد القارة المترامي الأطراف. ناهيك عن هويات أهله
المتبايني السحنات المتعددي الأجناس. كما أن الاسم يُعدُّ بحد ذاته موضع تساؤل من حيث شعور السودانيين بوقوعهم ضحية
صورٍ كروكيةٍ زائفة ظل يرسمها الآخرون عنهم، و خاصة جيراننا في شمال وادي النيل، و ذلك لأغراضٍ في نفوسهم يريدون
قضائها. شعورٌ عبَّر عنه الروائي/ حمزة الملك طمبل إلى تلك الصور منذ عشرينات القرن الماضي ، حينما كتب قائلاً:
(يشعرني بشيء من الأسف هذا الذي أراه في مصر من جهل الناس بأحوالنا و ارتسام صورٍ ذهنية جمعية
مشوهة عنَّا. و لعل أهون و أخطر ما في هذا أن يروج بعض هؤلاء ظنهم بأن السودانيين أعاجم من
ذوي (اللسان الأغلف). و هكذا لم يجد سوداننا المعاصر بداً من الوقوف حائراً في مشهد التوهان،
عوضَ كونه جسراً حضارياً بين قارتين. و نتج عن كل تخلفنا و انزوائنا بعيداً عن دوائر
الضوء وعدم إيصال صوتنا للآخرين. مما أوقعنا في دركٍ أسفلَ سحيقاً
من الانزواء؛ إلى درجة جعلت لنا نسباً مع (ذبابة التسي تسي
و المسببة للغطيط دهراً طويلاً في سباتٍ عميقٍ).
***********^^^^^^************

ود الأصيل
22-11-2015, 12:10 AM
فـــي غيــــابت النسيـــان
كرد فعلٍ عفوي تلقائي على حالة النسيان،
فيما يشبه رعشة طير مذبوحٍ من شدة الألم ، فقد
سرت فينا رغبةٌ لا شعوريةٍ عارمةٌ لإنتاج إحساسٍ متضخمٍ
بذواتنا يتسم بروح الإحساس الزائد بالعظمة و النفخة الكضابة الفي
غير مكانها و لا زمانها، و أسطرة تلك الذات للدفاع عن(خميرة سودنة)منسية.
و لذلك قام عمنا إسماعيل ود حسن يطمبر و يقول للناس:"تقولي شنو و تقولي منو"
و كانت تلك في نظري، مجرد محاولة منه يائسة للفت نظر(الآخر) لوجودنا كمناورات
طفلٍ بائسٍ مضطهدٍ لأحداث أية جلبةٍ أو ضوءضاءٍ لدى حضور(العين الزائدة) .
ثم كانت هذه المحصلة المتضخمة؛ من قبيل قولنا:
"تخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني"
و قبل ذلك كانت الأغنية الشهيرة؛
"ياخوانا الجمال موجود في كل مكان
لكن الجمـــال الأصــلي في السودان"
و لا غضاضةَ في أنَّ من حقنا كما بقية
ملل و شعوب الأرض، أن نفاخر بأصلنا و فصلنا. و لكنَّ بناء
أساطيرَ واهية كقصور الرمال من أنفسنا، كان مجرد ردة فعلٍ
لتجاهل الأقربين و الأبعيدن إيانا. و تمدد ردَّات الفعل تلك لتصل إلى
نزعاتٍ رسالية جامحةٍ لتتبنى مشاريعَ حضاريةٍ لا قبل لنا بها ؛ لا بل،
و لتمهد للسيطرة على العالم بأسره انطلاقاً من قرية منسية ليست
هي مهبط لأي وحي و لا تقوم على ترابها كعبةٌ مشرفةٌ و لا بيت
مقدسٍ و لا حتى أزهرٌ شريفٌ؛ فم البديهي ، |أنه لا يمكن
لمثل تلك النظرة الضبابية شعوراً لدينا بمشهد
نسيانٍ ظل يطوقنا من كل جدبٍ و صوبٍ.
***********^^^^^***********
color][/COLOR]

ود الأصيل
29-11-2015, 11:52 PM
فـــي غيــــابت النسيـــان
التفسير الجغرافي باعتبارنا هامش الهامش
لا يبدو مقنعاً لتبرير وقوعنا في وحل النسيان. ذلك لأن صدر
مصطلح (جيو) كونه بادئة بمعنى (أرض)؛ و عجزه (غرافي) لاحقة بمعني
وصفٍ لإحدياثيات موقع و تضاريس أرضنا التي نعيش على ترابها. فرغم أهمية
العامل الجغرافي ، إلا أنه ليس سبباً كافياً ، كوننا نحتل موقعاً استراتيجياً بمثابة واسطة
العقد في قلب الشرق الأوسط و كجسر عبور و تواصل ثقافي بين الوطن العربي و مجاهل أفريقيا.
إذن فلا بد لشبهة و صفنا بهامش الهامش من تفسير آخر ـ هو توصيف لبنية "التخلف" بأضلاعها
الثلاثة، ممثلةً في الفقر و الجهل و المرض. الأمر الذي أقعد جهودنا جانباً و حجب دورنا في إيصال صوتنا
إلى الآخر، بدل أن يتلهف الآخرون مذعنين لسماع صوتنا. بنية (ثالوث التخلف) هي التي خلقت منا
هامشاً ثقافياً، في علاقتنا الضيقة أو شبه المعدومة مع أي كيان ثقافي آخر سواءٌ على أي صعيد عربي
أو أفريقي؛ بحكم عدم نقائنا عرقياً. وهذه بحد ذاتها عقدةٌ فرَّخنا منها أزمة ازدواج هويةٍ عويصةٍ، كان
ممكناً جداً أن نصنع منها عاملاً إيجابياً لنقطف به من كل بستان زهرةً، لا أن يجعل لنا في بحر
كل نسيانٍ غمرةً. حتى إبداعنا السوداني و رغم براعته ، لما نشأ و ترعرع ضمن هذا الوضع
المنسي أي على بنية اقتصادية و اجتماعية موسومة بـالتخلف. فمن أين لنا بأدواتٍ
و وسائل تعبيرية قادرة لتفتح له آفاقاً نحو العالمية؟! حتى روائينا المعروف/
الطيب صالح لم يجد طريقه إلى قلوب شعوب الدنيا إلا بعد خروجه
عن قشرة سمته السوداني الرزين و قام يهابش
و يقردن في حتات (ما تحت السرة و جنب المثانة).
*******************^^^^^******************

ود الأصيل
04-02-2016, 01:29 AM
فـــي غيــــابت النسيـــان
ليس سهلاً فهم دايناميكية الإبداع المعاصر في بلادي
إلا في سياق تشابكها و تمفصلها مع حركةٍ بنيويةٍ تطرقنا سلفاً
لتوصيفيها، كنمطيةٍ متحجرةٍ لفعلٍ إنسانيٍّ متحمورٍ ضمن حيزٍ جغرافيٍّ
محكورٍ، حيث تقبع ثلةٌ ممن يُسمَون لدينا بروادٍ للفن الأصيل، في(الزمن الجميل)،
في استكانةٍ تامةٍ مع بياتنا السرمدي. و قليلٌ من هؤلاء من حالفه حسن الطالع ، و إن
بدرجاتٍ متباعدة لكي( يفلت)من حِلق الضيق في قواقع النسيان، إلى سعة الطريق تحت دوائر
الضوء(الكاشفة) على مدارج اللمعان. و أقل منهم حظاً من أمكنهم أن ينالوا بريقاً من شهرةٍ زائفةٍ
و أن يجنوا حظوة لا بأس بها من أموالٍ زائلةٍ. لكن الغالب الأعم في مصائر مبدعينا هو التململ في طوابور
إهمالٍ طائلةٍ ، عشماً في لحظات تأبينٍ خاطفةٍ ، يوم أن يقضي نحبه ، ليعود منسياً مرةً ، و إلى الأبد. و هناك
أجناسٌ من الإبداع تعاني من أنيميا الخذلان. ذلك لأن تعاطيها يعد ترفاً يُشتهَى، إذ يقتضي إمكاناتٍ باهظةً
لا قبل لسياقنا الحضاري باستيعابها أصلاً، مثل السينما و النحت، و التصوير و بقية أشكال الخطاب التشكيلي.
و فقاً لتلك التوليفة، يمكننا تصنيف رواد الكتابة كفرقةٍ شبة ناجيةٍ من قساوة الحرمان. رغم أن بعض انتاجها
يظل يرزح في أرفف الأرشفة تحت غبار الهجران، فلا ينجو من قوارض الجرذان. فلكتابة و صنوها القراءة
تشكلان في الأصل ساقين عرجاوين ل(مهنةٍ مكتوبٌ على من يتعلمها أن يتركها فينساها).
و ذلك باعتبار مواعين ثقافتنا شفاهية المزاج بامتياز، لدى أمةٍ تمتهن قدر الاطلاع
كوسيلةٍ للتثاقف. و حتى مقولة: إن الخرطوم درجت على أن تقرأ ما تكتب
القاهرة و تطبع بيروت، لم تعد صاحلة لعصر (التيك أوي)،
هذا الذي نعيشه الآن على هوامش عالمٍ خرفٍ.
***********@@@@@***********

ود الأصيل
08-02-2016, 01:34 AM
فــي غيــابت النسيــان
لقد نشأ المثقف السوداني أصلاً ليعيش و يترعرع
كماً مهملاً و نسياً منسياً.ارتبط هذا بأنموذج حداثي هجين:
بين طابع تقليدي محافظ سائدٍ و غالبٍ على طباع السودانيين عبر
معظم عهودنا القديمة و المعاصرة ، و قد امتزج بعنصر مفروض من الخارج ،
بحكم ظهور أول طبقةٍ مثقفةٍ من خريجي كلية غرودون باشا التذكارية ، متأثرة بالفرنجة.
و لا يمكن معاينة دور المثقف السوداني إلا ضمن انصهاره في بوقتة مشهدٍ اقتصاديٍ اجتماعيٍ
يتسم في ساقة العام بحركة تراوح مكانها، أو تبدو منزلقة بانتظام بخط انحراف نحو الوراء أكثر منه للأمام.
في ضوء مفهومٍ كهذا، فلا مجال لبحث واجباتٍ للمثقف، بدون حسم مطالبه المحسوبة عادةً في حكم المتغاضى عنه.
إلحاق الحق بالواجب سوف يقتضي فهماً عصرياً حديثاً لمنزلة المبدع كأي عنصرٍ فاعلٍ في مجتمعه و المتأثر بمتغيرات
أبرزها القيم الثقافية و التربوية ، المستوى التعليمي، حقوق الملكية الفكرية و الحرفية ، فضلاً عن مصادر دخل الفرد ضمن
نشاطٍ اقتصادي قومي معافىً. لماذا نفرض مثلاً، واجباتٍ أدبية على كاتبٍ صفر اليدين من أية حقوقٍ اجتماعيةٍ مدفونةٍ
تحت انقاض بنيات تحتية منهارة للتأليف و النشر، و في غياب أجواءٍ ثقافيةٍ محفزةٍ لترف الكتابة؛ مما يدفع مبدعينا
لوضع الريشة و القلم و الانزواء بعيداً في عتمة النسيان لاهثين وراء لقمة عيشٍ لسد الرمق. يتفاقم ذلك، في ظل
أوضاع ٍسياسيةٍ مزريةٍ قائمةٍ على ظهر رمالٍ متحركةٍ ، و لم تفسح لأدبائنا موطء قدمٍ لائقٍ أدبياً. هذا يعزى
إلى عقلية اجتماعية (Social Mentalilty) درجت على وصم لعبة السياسة بالقذارة (Dirty Game)،
مقترنٌ تعاطيها بمرادفاتٍ أقرب للمكر و الدهاء و الفزلقة
و التمترس خلف ألفاظٍ جوفاءٍ ، باعتبار ذلك قائماً على مبادئ
الهضم و الإقصاء و التمركز و التهميش ، كما يراها أبيل ألير ضمن فهم
مشكلة جنوب السودان. و ما دمنا كذلك ، فلسنا بحاجةٍ لكاتبٍ رساليٍّ ليشيع
نور المعارف بفكرٍ نقديٍّ بناءٍ. إنما فقط لكل مفوهٍ لبقٍ مرواغٍ مداهنِ مخادع ،
زلق اللسان، خرب الضمير ، منزوع المروءة و منسلخ الذاكرة. يشهد بذلك
شاهد من ساستها حينما تطرق منصور خالد لافتقار أمهات
أحزابنا السياسية، و دور نشرنا رغم عراقتها
إلى مراكز للدراسات و الأبحاث
*******@@@*******.

ود الأصيل
15-02-2016, 02:45 AM
فــي غيــابت النسيــان
يبدو من الغرائب انزواء المثقف طوعاً،
أو دفعه للابتعاد عن مضامير السياسة كرهاً،
فالأمر سيان. خصوصاً ،إذا أدركنا أن لفيفاً من نخبنا
السياسية التي يشار إليها بالبنان، هم أيضاً مثقفون كتّاب
و مؤلفون، كلٌ في الخضم الذي يجيد التجديف فيه، سواء أكان
مع أو ضد التيار، فتلك مسألة أخرى. و نذكر منهم على اختلاف مشاربهم
الزعيم الجمهوري/ـ محمود محمد طه ، المحامي و الأديب/ محمد أحمد المحجوب،
الزعيم الثوري اليساري/ عبد الخالق محجوب ، المنظراتي الأصولي/حسن عبد الله الترابي،
المفكر العلماني المخضرم/ الصادق المهدي، محمد إبراهيم نقد ، الخبير الأممي المرموق /
فرانسيس دينق، و أخيراً ليس بآخر الرجل المتحرر/ منصور خالد وغيرهم . و لا يعني كل ذ لك
أن الأحزاب السياسية أقصت حملة القرطاس و القلم نهائياً من برجها العاجي، فقد أبدى كلٌ من
اليمين و اليسار السودانيين على طرفي نقيضٍ ـو بخاصة الأخوان و الشيوعيين اعترافاً بأهمية بدور
الكاتب و المثففين في دفع عجلة التغيير الاجتماعي ، حتى و إن يكن على مستوى التنظير من خلال
صياغة أدبيات الخطاب الحزبي، مع ترطيف أجوائه الجافة لكن الأمر على أرض الواقع ـ يبدو مختلفاُ.
فالكاتب لا ينظر إليه سوى بوصفه فارساً بلا جواد في مضمار السياسة. و لا يتطلع بأحلامه
المتفائلة إلى أقصى من انتظار إما الفرج على يد غيره. و لا يعول على مجاذفته بتضحيات
جسامٍ أخطر من الفصل من الخدمة الموت جوعاً أو تعذيباً على أنه خليةٌ نائمةٌ
محتملةٌ. هذا الواقع ربما ما دعا نفراً منهم لغسل أيديهم و الانسلاخ من
حزبية عقيمة معلنين توبةً نصوحاً من رتابة عمل سياسي ممل لا
طاقة و لا قبل لهم به إزاء هذا النسيان المعتم،الذي يلف
عالم المتثقفة، ظل هؤلاء يسعون للقيام بمبادرات
خجولةٍ لا يجدر التعويل عليها. كثيراً
*******@@@@@********

ود الأصيل
17-02-2016, 08:25 PM
فــي غيــابت النسيــان
النظام التعليمي في أفريقيا يؤدي
إلي مفارقات مذهلة في استيعاب مخرجاته.
فالمتفوقون الاذكياء من صفوة النخب الأول يجدون طريقهم
مفروشاً بالورد إلى كلياتٍ تطبيقيةٍ كالطب و الهندسة و العلوم ،
ثم الذين يلونهم تستوعبهم كليات الأنسانيات من اقتصاد و قانون و إدارة
و آداب ؛ ليصيروا بعد تخرجهم قيمين على شؤون أولئك الصفوة . و أما أولئك الأقل
حظاً و افراً من التعليم الأكاديمي، فهؤلاء قد يكتفون بنصف تعليم أو تتفرق بهم السبل
في مدرسة الحياة ليتخرجوا ساسةً مسوسين، يسيسون مجتمات بلادهم، بصفوتها و عامتها
على حدٍ سواءٍ . و أما سقط المتاع من أفشل الفاشلين، ممن فاتهم قطار التربيةو التعليم
بسنين ضوئية ، فهؤلاء يساقون زُمَرَاً إلى معسكرات التدريب في القوات النظامية، ثم يتحركون
من ثكناتهم مباشرةً إلى قصور الرئاسة ؛ ليتحكموا في زمام أمور السياسة، و ما أيسر و أكثر
ما يعتلون عروش أنظمة الحكم، حتى يتخذوا من يشاؤون من صفوات الصفوة سُخْرَةً للسير
حفاةً عراةً غرلاً في ركابهم، أو يطيحون بمن شاؤوا أو ينفوهم من الأرض أو يقتلونهم، متى
يريدون. و أما الأدهش حقاً و أمر من كل ذلك، فهو أن حثالة القوم ضمن بنود العطالة
المقنعة الفاقد التعليمي و التربوي، و هم جهلةً أصلاً، فعن هؤلاء حدث و لا حرج.
إذ يتظاهرون بالانقطاع في صوامعهم و دور رهبنتهم، ليشتغلوا بأمور
الدجل و الشعوذةحتى يخضع الناس لقواهم الباطنية
(الخارقة) و ليأتمر الحكام بأمرهم.!!!
*********@@@@@*********
"African Education System has Surprising Outcomes"
The smartest students pass with 1st Class
and get admissions to medical and engineering schools.
The 2nd Class students get MBAs and LLB’s to manage the First Class students.
The 3rd Class students enter politics, and rule both 1st and 2nd Class students.
The Failures join the army and control politicians who,
if they are not happy with, they kick or kill them.
Best of all.....those who did not attend any school,
become shaikh, and everybody follows them."
You find this reality in Sudan.
********&&&&&&*********

ود الأصيل
18-02-2016, 01:58 AM
فــي غيــابت النسيــان
الفاصلة التي أوردناه أعلاه حول
"مفارقات نظام التربية و ا لتعليم في أفريقيا"
و نحن عضوٌ عليلٌ ضمن هيكل القارة السمراء،
لم تأتِ صوتاً نشازاً خلال عزفنا المنفرد في معرض
الحديث عن أزمة الهوية الثقافية التي نعيشها
في (غيابت النسيان) في مجاهل
الغـــابة و الصحـــراء.
*****^^^*****
و إنما جئنا بها كمقدمة (فلاش باك)
ضمن سياق استطرادنا عن روح (العصامية) لدى نخبة
من أهل الإبداع الفكري و الثقافي من ابناء جيلي (جيل العم جحا).
حيث شكلت وقوداً حيوياً لمعظم مبادراتهم كي ترى النور ثم تظل على قيد الحياة.
فقد ورد في مقدمة (كتابات سودانية) ما معناه أنه رغم شظف العيش و شح الموارد و الضمور
و الخواء في كل شيء ، إلا أن رحم حواء الإبداع في بلادي لم يكن يوماً عقيماً، فياما أنجب لنا أزاهيرَ
يانعةً و طرح لنا قطوفاً دانيةً من خلف الأشواك. فقد ظهرت أقلامٌ جريئةٌ و أناملُ حريريةٌ بديعةٌ ، و لمعت
في سماواتنا أنجمٌ حميراءُ بازغةٌ. كان مبذولاً وراءها جهدٌ جهيدٌ و تنقيب عنيدٌ و نحتٌ شديدٌ في صخور الإبداع
الفكري الرصين ، من نفرٍ عصاميين كانوا من وحي إيمانهم بأن الحكمة ضالة المؤمن أينما و حيثما وجدها
فهو أحق بها و أهلها. كانوا يساومون عليها بارتهان ملابسهم و متعلقاتهم الشخصية جداً حقيقةً لا مجازاً.
يتحسسون كل رعشة قلبٍ محبٍّ و يتلمسون كل مسحة مظهرٍ للجمال في كومات من العبث ، لا بل وسط
كثبانٍ و تلالٍ شاهقةٍ من قبحٍ اخطبوطيٍّ عقيمٍ، طالما ظل يفشو و يتمدد في الآفاق فيكل ناحية.
فأقام هؤلاء ورش عملهم و معارض تشكيلهم و نصبوا مسارحهم في الهواء الطلق
مكان كل سرادق مضروبٍ للعزاء على روح ثقافةٍ ظلت تنوح كما تنتحب الفتاةُ؛
و لسان حالها يندب حال حظه:" كيف لا أبكي و أهلى دون خلق الله ماتوا".
فعلوا كل ذلك و حققوه بإمكانياتٍ ضئيلةً مادياً ، تكاد لا تذكر؛
غير أنها عصامية و طليعيةٌ بقلبها و قالبها.
*********&&&&&**********

ود الأصيل
21-02-2016, 10:39 PM
فــي غيــابت النسيــان
سبق و أطلقت على جيلنا سمة (جيل جحا).
ذلك لكون حالنا من حال العم جحا، و الذي عبر عن عدم رضائه
عمَّن سبقوه من آبائه و أسلافه، إذ لم يضعوه في صورة : كيف كانت تسير
الأمور.ذلك فضلاً عن عدم رضائه أيضاً عمَّن جاءوا بعده، من أبنائه و أحفاده إذ ليس
لديهم همةٌ و لا وقتٌ كافٍ لسؤاله: كيف تسير الأمور في زمانه. و لا أعتقد بأننا إذا عمدنا إلى
أسلوب التقريظ و الإشادة بعصامية جيلنا،أن في ذلك مأخذاُ ليوقعنا في مظنة النرجسية و التباهي
بما كان لدينا، بعبارة أخرى ، من باب تضخيم ذواتنا (بما كان عليه أبي) خصماً على ما أكون(ها أنا ذا).
بل أرى أن الحنين إلى زمننا ( الجميل) في غير تعصبٍ، إنما يعدًّ واجباً أخلاقيّاً، و لا جدال في أن هذا النمط
من صراعات البقاء في ما بين الإجيال الثقافية ـ يمكن و ليس حتمياًـ أن يتمخض ليفرز لنا تلاقحـــاً إبداعــياً.
و إن كنت لا أجزم أبداً بالضرورة بأن جيلنا ـ فقط هو ذاك الذي (خرم التعريفة و خمج البحر طحينة) مما قد يوهم
بأننا تفردنا بتلك العصامية لنصنع المعجزات. فكل جيل عاجباه عصاميته ال(صارها) ليطيب له التشدق بها و بكل
تفاصيلها و حاجاتها و لكل عصامية اثمانها الباهظة: فإما الموت سواء بيد صاحبهاكمداً أو بيد عمر بطشاً و تنكيلاً.
و قد لخص ذلك شاعرنا محمد محي الدين في رثائيته للراحل / إدريس جماع،"التجوال بين ألسنة المزامير و اللون
في حديقة الذهول". قد تكون عصامية جيلهم هذا الذي نعيش ضيوفاً على حافته"من نوع جديد" و ذلك
إنطلاقاُ من قانون"التطور الهابط"الذي يبدو أنه ربما جاء يلقي بظله على بقاء العصامية نفسها. هذا
بخلاف جيل قدامى المحاربين ، ممن كانوا و كنا معهم مدقعين تماماً (مادياً) و محاصرين
من السلطات السياسية الثقافية الرسمية في عهودٍ ظلاميةٍ و سنين عجافٍ.
و لكننا استطعنا رغم كل تعتيم و تكميم، أن ننحت من بين
فرثٍ و دمٍ إبداعاً ثقافياً خالصاً سائغاً للشاربين.
*********$$$$$**********

ود الأصيل
29-02-2016, 01:32 AM
في غــيابت النسيــان
لا بأس و لا غضاضة في إن نشيد و نعلي
من شأن العصامية التي تعدُّ من صميم سمتنا و خصالنا
كأمة سودانية ذات كروكية تعد نسيج و حدها. قبل أن نتحدث عن
مثقفين و مبدعين. و لكن لا ينبغي أن نغفو لتسرقنا سِكِّينة التغني إطناباً و إسهاباً
في مدح نظرية بناء الذات بالذات في مقابل التهوين من شأن عامل المقومات المادية للنجاح
في أي نشاطٍ إنسانيٍّ كان. إذ لا يكفيك فقط أن تكون موهبةً عبرقياً خارقاً للعادة، حتى تفجر طاقات
الانتاج الفكري فيك لتفرز فعلاً مؤثراً تضع به علامات فارقة على خارطة الخلق و الإبداع . بقدر حاجتك
لتتغلب على مصاعب بيئية محيطة من حولك ، و منها عيشتك اليومية. و ما يحدث على الأرض تجارب هزيلة،
إنما يعكس واقعاً مريراً و مريعاً . فكثير من الكتاب يتبخرون شذراً في فضاء الكتابة، و يتوارون وراء كواليس الرمزية،
و كثير من هؤلاء ربما يستجيرون من رمضاء الشفاهية إلى نار اللواذ بصمت مطبقٍ رهيبٍ. إن الإحساس بلا جدوى فن
الكتابة، و إنسداد الآفاق أمام النشر، حتى صرنا كتاباً بلا قُرَّاء ، فضلاً عن إزدراء المجتمع للإبداع نفسه ،كل ذلك جعل من
مبدعينا قطيع دايناصوراتِ قابلةٍ للانقراض خلال أقصر عمرٍ افتراضيٍّ ممكنٍّ. صحيح أن البعض ممن سنحت لهم الفرص
و استعانوا على قضاء حوائجهم ببعض سعة ذات اليد لكي ينشروا انتاجهم(ممن جزلانهم الخاص) و لكن حتى هؤلاء
أحجموا عن ذلك ، لإحساس الغبن لديهم بعبثية النشر، و النظرة الهذلية لكتبٍ تجدها منثورة في ممشى أبي ميدان
الأمم المتحدة بجوار أبي جنزير، تشكو رقة حالها للغاشي و الماشي و الما يقرأ، إن شاء الله بس يلقي نظرة
يتفرج و هي ترزح تحت أقدام مجتمع لم يعد لديه متَّسعٌ ليفتح عينه على لافتة ، ناهيك عن إطالة النظر
بين دفتي خير جليسٍ في الزمان(كتابٌ) هذا موقف ربما كان سلبياً في نظري ، لكنني أعتقد أن لزهد
أصحابه مبرراتٌ وجيهة و معقولة. و حتى لو عدلوا عن موقفهم ذاك ، فلا أعتقد أن ذلك
سيكون بمثابة حل ناجع لأزمة النشر والكتابةفي سبيل إبقاء تقابة الخلق و الأبداع
مشتعلة و بصمات ذوي العقول النيرة بيارق على رأس منارةٍّ قائمةٍّ
على أصولها حتى يرث الله الأرض و من عليها.
**********&&&&&**********

ود الأصيل
08-03-2016, 09:33 PM
في غــيابت النسيــان
...و يبدو أن الحل لمعضلة بغضنا للقراءة
قد يمكن في مكان آخر. يوم ننفض عن ثيابنا
غبار الخمول والتثاقل إلى أفرشة الاتكاء لسرد الأحاجي و الخلود
إلى قواقع (كان يا ما كان) و هناك مبادارت بائسة خجولة يقوم بها
بين فينة و فينة مركز الدراسات السودانية لاستقصاء حلولٍ عبر رفعه شعار
اتمن قبيل قولنا: "بالكتابة نهزم عقلية الركون لدندنة المشافهات". و إن كنت
أحمد لمثل هذا التوجه إثارته لجدليات خصبة حول هوية الكاتب السوداني، بمدى جدوى
الكتابة من أساساها. و لكنني لا أعتقد أن ما نحن بحاجته اليوم مرحلياً أن يجلس النحاة
القصاصون و الرواة ، ليكتبوا و ليفرغوا لنا ما بجعبتهم، و لو على التراب مثلما كان يفعلها
الراحل/عمر الطيب الدوش. بل أن ليُنشر للأحياء و هم يكتبون ، و قبلهم للموتى ممن
قضوانحبهبم لننقذمخطوطاتهم من علىشفا جرفٍ هارٍ من الاندثار، و إذا أمكننا إنجاز
جهد مقلٍ كهذا،يمكنأن نتفرغ بعدئذٍ لجذبو إقناع أبناء جيل نجوم اليوم و الغد
بجدوى فك الخط للكتابة و القراءة. إن هذا الحل المرحلي مهم حتى
نحافظ على "نوع" الكاتب السوداني، ونحمي سلالته من
الإنقراض والإختفاء من على ظهر بسيطة الخلق و الإبداع.
***********######**************

ود الأصيل
14-03-2016, 09:06 PM
(في غيابت النسيان)
نخشى من مغبة استغراقنا في
تبجيلنا لروح العصامية في مقابل إزدراء العناصر
المادية للحياة في أبسط صورها ناهيك عن(صيوانات الثقافة)،
نخشى من ذلك أن يدفعنا لمزيد من الانطواء تحت جلد نرجسي ناعم نسميه/
الاعتداد بالنفس من وحي نظرية (العارف عزو مستريح)، مما يوشك أن يعمي علينا
نصف أو ربما كل الحقيقة، فيجعلنا نمعن في السقوط سحيقاً ، بفخ النسيان.لكي ندرك أكثر فداحة
أمرنا و ما سيوردنا إياه من موارد اندساسنا وراء طواقي التخفي و تدثرنا بجلابيب المرقع و طرابيش
الدراويش لندرك سخافة كل ذلك ، سنورد نصاً للروائي الفرنسي/ إميل زولا ضمن مقالة له شهيرة بصحيفة/
الفجر، و كان بعنوان ( إني أتهم/ j'accuse )، و في معرض دفاعه أمام مغالطات و عنجهيات للجنرال/دي بليوأثارت
حنقه و حفيظته، ليصيح صيحةً مدويةً رفع بها المثقف إلى مصاف متميزة مرموقة بحيث لا تتراجع قيد أنملةٍ عن أقدام
المساواة مع الساسة (المسوسين) و العسكر (المدودين)، فأصبح المثقف بطلاً قومياً مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على
الشوارع و الميادين العامة و محطات مترو الأنفاق ، كفولتير ، جان جاك روسو و فيكتور هيجو. و بعد كل ذلك هل ستبقى
للعصامية من مشروعية؟! اللهم إلا على المستوى الأخلاقي. إذ يقول إميل زولا (1840- 1902): «ان ثمة طرقاً شتى
لخدمة فرنسا ، و يمكن خدمتها بالسيف و لكن كذلك بالقرطاس و القلم. و ما لا شك فيه أن السيد الجنرال دي بليو
حقق انتصاراتٍ وأمجاداً و مبهرةً ، و لكنني أيضاً حققت انتصاراتي.إذ بفضل أعمالي وصلت اللغة الفرنسية
الى العالم كله. اجل انا ايضاً حققت انتصاراتي. لذلك سأترك للناس من بعدي اسم الجنرال/ دي
بليو، و اسم إميل زولا، وعليهم أن يختاروا بانفسهم و لكأن إميل زولا صاحب القدح المعلى
في حبك الروايات من مدرسة الواقعية و الطبيعية العظمى التي هيمنت على الحياة
الأدبية الفرنسية و أسست تيارات، و ابتكرت مئات الشخصيات و المواقف،
شاء ان «يرد»مواربةً على شاعرنا أبي تمام القائل:
« السيف أصــــدق إنبـــــاءً من الكتـــــب/
في حده الحد بين الجد واللعب».
********$$$$$********


*

ود الأصيل
22-03-2016, 09:38 PM
(في غيابت النسيان)
و طالما جاء طرف الحديث عن
إميل زولا و هو أحد أركان الثقافة في
بلاد تعد منارة للنهضة في العصر الحديث
فلا يليق بنا أن نمر عليه هكذا كراماً.كزعيم للحركة الناشطة
باسم الكابتن دريفوس عبر صحيفة L'Aurore، تعمد زولا نشر تلك
القصة المثيرة جدل الرأي العام في شكل خطاب مفتوح موجه للرئيس فيليكس فاورى.
"إنى أتهم " اتهمت أعلى المراتب في الجيش الفرنسي بعرقلة سير العدالة و معاداة السامية
عن طريق أدانة يهودى بالخطأ و هو قبطان المدفعية "ألفريد دريفوس" الذي حكم عليه بالسجن مدى
الحياة في جزيرة الشيطان في غينيا الفرنسية. أعلن زولا أن الحكم على دريفوس ونقله لسجن بجزيرة بعيدة
تم بعد اتهامه التهمة الباطلة بالتجسس فكان ذلك إجهاضاً للعدالة.في القضية المعروفة باسم قضية دريفوس،
انقسمت فرنسا انقساما كبيراً بين حزب رجعية الجيش و الكنيسة و الحزب الأكثر تحرراً و مادية في المجتمع. و تم
تقديم زولا بدوره للمحاكمة الجنائية بتهمة التشهير فى 7 فبراير 1898، وأدين في 23 فبراير، وحكم عليه و تم
سحب وسام الشرف منه و لكن بدلاً من الذهاب إلى السجن فر زولا إلى إنجلترا. لم يكن هناك وقت لزولا لحزم
حقائبه. رغم أنه في عام 1906، تمت تبرئة دريفوس تماماً من قبل المحكمة العليا ظل زولا يعلن أن:
"الحقيقة في المسيرة، و ليس هناك ما يمكن أن يوقفها."و أصبح لسلسلة مقالاته المنشورة تباعاً
على صلة بتلك القضية أثرٌ كبيرٌ في تشكيل الرأي العام و التأثير علي وسائل الإعلام
و الدولة. سلطة المثقفين استمرت فترة طويلة حتى الثمانينات و إن كانت وصلت
الذروة في الستينات في عهد جان بول سارتر وألبير كامي الملحدين.
************$$$$$***************

ود الأصيل
22-03-2016, 09:56 PM
(في غيابت النسيان)
نجح زولا في تحريك المياه الراكدة حول:
«مسؤولية المثقف» في «عالم يعج بظلمٍ ﻻ يحتمل السكوت،
«كما الدود يأكل يضعه». في مثل هذا العالم ثمة تساؤلٌ: من يكون
أجدر من المثقف برفع الصوت عالياً، مستخدماً سلطته المعنوية و مكانته
لدى القراء ، و الجمهور عموماً، من أجل الدفاع عن العدالة، و دفع المظالم؟؟؟،
إذا كان صحيحاً أن العدد الأكبر من رواياته حمل طابعاً اجتماعياً- أخلاقياً، لا شك
فيه. و بعضه اعتبر أقرب إلى أن يكون بياناً في العدالة و مناهضة الغبن الاجتماعي،
أكثر منه عملاً أدبياً خالصاً ، فإن نص زولا، الذي يعيده إلى الواجهة، ليس نصاً روائياً،
بل كان بالتحديد مقالاً سياسياً مسهباً، تم نشره في صحيفة «الفجر» أواخر القرن
التاسع عشر بعنوان(J'ccuse» (إني أتهم)، وهو المقال الذي نشر و ترجم
عشرات المرات و إلى شتى اللغات، و استخدم دائماً كتعبير عن
صرخة المثقف الغاضبة حين يلاحظ الظلم
ضارباً بأطنابه و مستشرياً من حوله.
********#####********

ود الأصيل
29-03-2016, 08:38 PM
(في غيابت النسيان)
في رسالته المفتوحة تلك بعنوان/
«إني اتهم» لم يعف زولا أحداً ممن رأى فيهم
خصوماً ألداء للحرية في شحصه بدءاً برئيس الجمهوريــــة
الفرنسية آنذاك/ فليكس فور،و من شايعوه من صقور عسكر و ساسةٍ
اليمين و قضاة مرتشين، على جمهرة من مثقفين كنسيين ناصبوه أشد
العداء على حدة مواقفه.كان في ذلك يكفي لعزل زولا و محاكمته ظلماً و جوراً
و مراراًو تكراراً إلى أن تم نفيه إلى «جزيرة الشيطان» بعد حرمانه من شرف
الأهلية للأكاديمية الفرنسية ، ثم راح مقص الرقابة يلاحق كتبه، و حتى في
لندن لوحق ناشروه، و تنصل عنه حتى بعض أقرب أصدقائه .و لكن لئن
كان زولا قدمات طريداً مقهوراً، ثمناً لجرأته في الحق: كان بطلاً قومياً
بجدارة و استحقاق نتيجه تدخله ، عبر رسالتهالنارية ، تلك التي
سرعان ما تفشى خبرها ، و صارت وشاح عزٍّعلى صدره
و عصابة مفخرة على جبين قبيلة المثقفين.
*******@@@@@*******

ود الأصيل
11-04-2016, 01:55 AM
( المثقف و لغة التضاد)
قي ضوء (ما لم تقله الرصاصة للقتيل....)
حيث تعد العصامية في حياة متثاقفينا بحد ذاتها
مكمناً لأزمات العزلة في صوامع الرهبنة في أديرة و لا أقول
صويانات الثقافية (كما تحلو لصديقنا ود الجزولي) ، ربما أكثر منها
مدعاةً حقيقة للاعتداد بالنفس. هكذا البعض من مثقفينا حينما يقررون الولوج
في سم الخياط من نافذة روح التجلي الإبداعي ، كأنما يقيمون مع العالم الخارجي علاقةً
صدامية بلا أدنى مبرر.فالخرطوم مثلاً لم و سوف لن ترق أبداً في نظربعضهم إلى مصاف بلدةً،
ناهيك عن مدينةٍ أو عاصمةٍ كانت لها في ذات يومٍ لاءاتٌ ثلاثٌ ؛ و إنما هي مجرد قريةٍ نائيةٍ ،
بل هي مكب نفاياتٍ ريفي، لتفد إليه كل ذات صباحٍ و من كل حدبٍو صوب وفودٌ من باعة
الألبان و البيض و الخضر الطازَجة ، إذ تغدو إليه بطاناً بكل ما ثقل حمله و بخس ثمنه من
سقط متاعهم،و تروح منها خماصاً ، و بطونهم خالية الوفاض، اللهم عدا من بضع
حفناتٍ من مثيراتٍ لنوبات العطاس من( ويكة مجففة) و توابلو غبار التبغ
(تمباك) في أسواق التشاشة. و لم يعد كذلك الريف في عين البعض،
أرضاً للمعاد إلى أحضان الطبيعة و نفحات الرحمة في أعلى
فردوسٍ مفقودٍ، بل هو كابوس الرعب الذي
نظل نعيشه تحت تهديد الظلام.
*********$$$$$*********
color]

ود الأصيل
11-04-2016, 02:21 AM
فتلك كلها تجاربُ حياتيةٌ مريرةٌ ساهمت
بقسوة في تفريخ مواهب إبداعية بالغة الفظاظة في لهجة
تعبيرها عن جحيمٍ لا يطاق. لكن، أوليس هكذا ينبغي أن يكون نهج
و ديدن المبدعين الحادبين ، ألا يؤمنوا بالخطوط الحمر. فلا يمكنهم أن يوهموا
الناس بواقعية نصوصهم بينما يمارسون هم التقول على شخوصهم ببعض الأقاويل
بأن يزلقوا على لسان حالهم ما لا يقولون، و أن تتميز أدواتهم للتعبير من قلم و ريشة و إزميل
في تشريح عيوب واقع حالٍ لا يسر عدواً و لا صليحاً، بجرأةٍ فائقةٍ لا يقف أمام اندياحها حائلٌ خشيةٍ
من لومة لائمٍ أو سلطة قامعٍ. نكتب عن النكد وننبش حلات الغبن الاجتماعي في أوساط طبقاتٍ مغيبة
نعتقد ، بل و نتباهى بأننا منحدرون من أصلابها. فنحن حينما نقرر القدوم من رحم ظلام الضواحي و طرف
المدائن، لنقرر العيش في قلب العواصم فلا نجد مكاناً ملهماً لقرائح إبداعنا سوى قارعة طريق جانبية في كنابي
صفيحٍ تعج بالمقاهي الموغلة في الشعبية، هي أقرب إلى نفوسنا من حبل وريد الملاهي الليلية على أسطح الفنادق،
حيث تفوح منها رائحة السكر و التهتك و الجريمة، كما تفوح عرصات الموت من فوهات البنادق. و أدب الجريمة
نفسه ليس طارئاً على مشهد حياة الخليقة على وجه الأرض، بل إن الخطيئة نشأت و لم تزل نتاجاً بشرياً خالصاُ
و بامتياز منذ قتل قابيل شقيقه هابيل؛ ثم جاء من بعدهما طوفان الخطايا بحيث بات لا يلتقي اثنان إلا
لقتل آخر هو ثالثهما، أو لوأد فكرة ما في مهدها ، أو لإسكات صوت ما في حلقه. وبأحدث تقنيات
الاستبداد؛ حتى أنه لم يعد كثيرٌ من أدبائنا يعون بشاعة ما يكتبون، في غمرة أنهم
لا يكادون يجدون صدى لما يكتبون ، إلا ب(الهبوط) به إضطرارياُ إلى ملاين
المنطقة السفلى ما يكنى عنه مجازاً ب(حتة ما تحت الحبل السري).
كما فعل الطيب صالح في بعض رواياته الماجنة.
********&&&&&********

ود الأصيل
29-05-2016, 09:48 PM
مزاليج على أبوب دور الثقافة
يُنْسَبُ إلى الْقَائِدِ/ تشيرشل وهُوَ مَنْ هُوَ،
قَوْلَةٌ مَأْثًورَةٌ، حِينَمَا طُلِبَ مِنْهُ خَفْضُ مِيزَانِيَّةِ
الصَّرْفِ على بنود الثَّقَاَفةِ، بِسِبِبِ تَدَهْوُرِ اقْتِصَادِ
امْبِرَاطُورِيَّتِهِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ تَغِيبُ عَنْهَا الشَّمْسُ،
بِفِعْلِ المَجْهُودِ الْحَرْبِي. فَقَالَ: إِذَاً، وَ لِمَ
نُحَارِبُ أَصْلَاً.بالله شايفين
أصلي كييييف؟!
*****$$$$$*****
و أَمَّا فِي جُمْهُورِيَّاتِ الْمَوْزِ الْكَاذِبِ،
فَحَدِّثْ وَلَا حَرَجٍ عَنْ قَادَةٍ مُلْهَمِينَ ، بِحَيْثُ:
كُلَّمَا ضَاقَ ذَاتُ الْيَدِ وشَظُفَ الْعَيْشُ بِأَبْنَاءِ رَعِيَّتِهِمْ،
لَجَؤُوْا ِإلَى الْحَلْقَةِ الْوَاهِنَةِ و (الطَوفَةِ الْهَبِيْطَةِ), مُمَثَّلَةً
بِجَدَارةٍ فِي مُوَازَنَاتِ بُنُودِ الصَّرْفِ وَ الْأِنْفَاِق عَلَى مَوَاعِيْنِ
الثَّقَافَةِ، مُتَرْبِسيْنَ بِذَلِكَ كُلَّ دَارٍ لِلثَّقَافَةِ بِمَزَالِيْجَ وَ مَقَامِعَ مِنْ
حَدِيدٍ؛ وَ مٌبًرْشِمِيْنَ بِلِحَامٍ نَارِيٍّ، فُاهَ كُلِّ أَرْنَبٍ يَنْبُثُ بِبِنْتِ
شَفَةٍ أَوْ يَنْطِقُ بِحَرْفِ نِدَاءٍ وَاحِدٍ بِأَيَّةِ حُرِّيَّةِ تَعْبِيرٍ
أَوْ أيَّةِ سَبِيْلٍ للْعَيْشِ بِكَرَامَةٍ!!!
******&&&&&******