ود الأصيل
02-05-2015, 09:13 PM
]
ود الواثق يقذع في هجاء ود مدني !!!يقال ( إن القلب مرجلٌ و مغرافه اللسان)
و إن شئت في رواية أخرى قلت: ( إن كلَّ إناءٍ بما فيه ينضحُ).
الشاعر محمد الواثق المتوفى قريباً و المتحدر من قرية (النَّيَّة) أو (النَّيِّئَة)
إذاما عرَّبناها و هي قرية نائية مرمية بأقاصي الريف الجنوبي لمدينة بحري. هو رجل
ذميم و نفسه بغير جمال و كأنما لم يرَ في الوجود شيئاً جميلاً. و قد نال شهرته من باب:
(خالف تذكر) ؛ إذ اشتُهِر بالهجاء، حتى حاز على لقب (حطيئة زمانه) بلا منازع؛لدرجة أن عينه
لم تكد تقع على أي مظهر للحسن و الجمال و إلا قَبَّحة بشعر ركيك قالباً و مضموناً ينضح قدحاً و تشهيراً
فهو قد هجا العديد من المدن السودانية بتلاطيش قصائد مقززة بعد أن أفرد ديواناً أسماه (أم درمان تحتضر)
للتطاول على (العاصمة الوطنية) و ذكرها فيه بكل سوء. و حتى سليل الفراديس/ النيل الخالد لم يسلم من زفارة
لسانه ، إذ يقول عنه: و النيلُ أدْكنُ في سِلسالهِ كدَرٌ*** مِمَّا تبولُ عليه الناسُ والغنَمُ. في مقالة له تحت عنوان:
(زبد بحر و لكن ما ينفع الناس، محمد الواثق:مسرد مآثر) يقول الدكتور/أحمد محمد البدوي:"ليست للمدن قدسية .
الله تعالى وصف مكة بالبلد الظالم أهله و أنها وادٍ غير ذي زرع ؛ و حق لأي كائن أن يضيق بأي مكان في أرض الله
الواسعة بل طولب البشر بالمهاجرة من البلدان التي يجدون أنفسهم فيها مستضامين. و بدورنا حق أن نتساءل:
و من أين لفاقد ثقة في كل شبر من أرجاء وطنه أن يجد لها أثراً حيثما رحل. و لعل من سوء طالعه أن توافي منيته
أحداثاً جساماً لم تدع مجالاً لسماع نبأئه؛ ليس بأقلها فاجعة رحيل شاعر أفريقيا و ابنها الثائر البار/ محمد الفيتوري،
ذاك الذي صدح بلحنه الفرعون/وردي في:(أصبح الصبح و لا السحن و السجان باقٍ).فشتان بين ما طودٍ عظيمٍ
و بين واثق أقل ما يقال عنه أن ذباب جلده ظل ضائقاً به ذرعاً و قد امتشق قلماً لاذعا المداد ، و ارتدى نظارةً
حداد كالحة السواد، و تقمص نفساً عاشت عمرها تتوخى قبل الرحيل الرحيلا.و من عيون هجائه في مدن
أخرى كان الرحيل من حلفا و الاسم الأجنبي في كوستي و طوفان النيل الذي سيدمر توتي! كلها
شتائم ذيلها بديوان له تناول بالرثاء شقيقه و والده استغاث فيه الواثق بالموت حينما قال:
(يا قطار العمر متى السفر). و اليوم جاء دور الجزيرة الخضراء و واسطة عقدها في
أم المدائن/ (مدني) بتنال قسطها ذماً و تجريحاً على لسان ذاك
الساخط الذي لو نظر في مرآته لما نجت خلقته من لسانه.
***************&&&&&&&&&****************
[i] هجائية الواثق، التي ذم بها أرض المحنة و أهلها و مدنها و قُطْنها:
لولا العُلا لم تَجُبْ بي ما أجوبُ بها **وجْناءُ حَرْفٌ،ولا بصَّاتُ ودْمدني
أقولُ للحصَاحيصـا إذْ مررتُ بها *** آويتِ من طُـرِدَتْ يا بؤرةَ العفَنِ
غادرتُها، وطريقُ الْمـوتِ تحفُفُـه *** قُرى الملاريا حِذاء الجدْولِ العَطِنِ
حتى توجَّهْـتُ ، و الأقـدارُ ماثِلـةٌ *** لِمعشَرٍ زعَمُوهـم سلَّـةَ الوطنِ
قومٌ إذا استنْبحَ الأضيـافُ كلبَهُمُ*** قالـوا لأمِّهِـمو بولي على القُطُنِ
شَحَّتْ ببولتِها، وهْوَ السَّمـادُ لهمْ **بئس السمادُ وبئس القطنُ يا مدني
******************@@@@@@@@*****************
[/CENTER][/CENTER][/size][/FONT]
ود الواثق يقذع في هجاء ود مدني !!!يقال ( إن القلب مرجلٌ و مغرافه اللسان)
و إن شئت في رواية أخرى قلت: ( إن كلَّ إناءٍ بما فيه ينضحُ).
الشاعر محمد الواثق المتوفى قريباً و المتحدر من قرية (النَّيَّة) أو (النَّيِّئَة)
إذاما عرَّبناها و هي قرية نائية مرمية بأقاصي الريف الجنوبي لمدينة بحري. هو رجل
ذميم و نفسه بغير جمال و كأنما لم يرَ في الوجود شيئاً جميلاً. و قد نال شهرته من باب:
(خالف تذكر) ؛ إذ اشتُهِر بالهجاء، حتى حاز على لقب (حطيئة زمانه) بلا منازع؛لدرجة أن عينه
لم تكد تقع على أي مظهر للحسن و الجمال و إلا قَبَّحة بشعر ركيك قالباً و مضموناً ينضح قدحاً و تشهيراً
فهو قد هجا العديد من المدن السودانية بتلاطيش قصائد مقززة بعد أن أفرد ديواناً أسماه (أم درمان تحتضر)
للتطاول على (العاصمة الوطنية) و ذكرها فيه بكل سوء. و حتى سليل الفراديس/ النيل الخالد لم يسلم من زفارة
لسانه ، إذ يقول عنه: و النيلُ أدْكنُ في سِلسالهِ كدَرٌ*** مِمَّا تبولُ عليه الناسُ والغنَمُ. في مقالة له تحت عنوان:
(زبد بحر و لكن ما ينفع الناس، محمد الواثق:مسرد مآثر) يقول الدكتور/أحمد محمد البدوي:"ليست للمدن قدسية .
الله تعالى وصف مكة بالبلد الظالم أهله و أنها وادٍ غير ذي زرع ؛ و حق لأي كائن أن يضيق بأي مكان في أرض الله
الواسعة بل طولب البشر بالمهاجرة من البلدان التي يجدون أنفسهم فيها مستضامين. و بدورنا حق أن نتساءل:
و من أين لفاقد ثقة في كل شبر من أرجاء وطنه أن يجد لها أثراً حيثما رحل. و لعل من سوء طالعه أن توافي منيته
أحداثاً جساماً لم تدع مجالاً لسماع نبأئه؛ ليس بأقلها فاجعة رحيل شاعر أفريقيا و ابنها الثائر البار/ محمد الفيتوري،
ذاك الذي صدح بلحنه الفرعون/وردي في:(أصبح الصبح و لا السحن و السجان باقٍ).فشتان بين ما طودٍ عظيمٍ
و بين واثق أقل ما يقال عنه أن ذباب جلده ظل ضائقاً به ذرعاً و قد امتشق قلماً لاذعا المداد ، و ارتدى نظارةً
حداد كالحة السواد، و تقمص نفساً عاشت عمرها تتوخى قبل الرحيل الرحيلا.و من عيون هجائه في مدن
أخرى كان الرحيل من حلفا و الاسم الأجنبي في كوستي و طوفان النيل الذي سيدمر توتي! كلها
شتائم ذيلها بديوان له تناول بالرثاء شقيقه و والده استغاث فيه الواثق بالموت حينما قال:
(يا قطار العمر متى السفر). و اليوم جاء دور الجزيرة الخضراء و واسطة عقدها في
أم المدائن/ (مدني) بتنال قسطها ذماً و تجريحاً على لسان ذاك
الساخط الذي لو نظر في مرآته لما نجت خلقته من لسانه.
***************&&&&&&&&&****************
[i] هجائية الواثق، التي ذم بها أرض المحنة و أهلها و مدنها و قُطْنها:
لولا العُلا لم تَجُبْ بي ما أجوبُ بها **وجْناءُ حَرْفٌ،ولا بصَّاتُ ودْمدني
أقولُ للحصَاحيصـا إذْ مررتُ بها *** آويتِ من طُـرِدَتْ يا بؤرةَ العفَنِ
غادرتُها، وطريقُ الْمـوتِ تحفُفُـه *** قُرى الملاريا حِذاء الجدْولِ العَطِنِ
حتى توجَّهْـتُ ، و الأقـدارُ ماثِلـةٌ *** لِمعشَرٍ زعَمُوهـم سلَّـةَ الوطنِ
قومٌ إذا استنْبحَ الأضيـافُ كلبَهُمُ*** قالـوا لأمِّهِـمو بولي على القُطُنِ
شَحَّتْ ببولتِها، وهْوَ السَّمـادُ لهمْ **بئس السمادُ وبئس القطنُ يا مدني
******************@@@@@@@@*****************
[/CENTER][/CENTER][/size][/FONT]