مشاهدة النسخة كاملة : أبطال من صنع الخيال!!
ود الأصيل
26-05-2015, 10:53 PM
أبطالٌ من صنعِ الخيال!!!!
في مراتع صبانا كنا نسرح و نمرح
كأرتال الظباء بين نفافيج الملاهي و هي
تشق بنا كثبان التراب ما بين حيشان قريتنا
و لا كأنها خطوط تماسٍ على جانبي حائط برليني
شاهقٍ ، قائم على سهل ممتنع ؛ تحيط بها أحراشٌ و حواكيرُ
و زرائبُ هي أعظم في ناظرنا من سور الصين العظيم . هنالك ،
حيث يترامى رتل متراص من قرى محصنةٍ و فرقان صغيرة نائمة في
أحضان ترعة كشريط أخباري على شاشة بلورية. كل منها تروي فصلاً من
حكااية مغايرة ، أو تصور مشهداً ضمن لوحة بانورامية جامعة ، لتشكل معاً
مجتمعاً ريفياً آمناً مطمئناً. هنالك حيث تبرز شخصيات نمطية حية أو أسطورية
إما تكون عائشة بدمٍ و لحمٍ و شحمٍ بين ظهرانينا، أو هي مختزنة في ذاكرتنا
الشعبية. كنا ننسج حولها من أحاجيَ ، و نحيك من روايات، و صنع لها
من بطولات كرتونية ما أنزل الله بها من سلطان؛ أو ننسب إليها من مواقف
هزلية مستوحاة لتضفي زخخها بريقاً ، و على حياتنا أجواءً رطبةً معطرة
بزخات الفرح و مفعمةً بشحنات من الترويح و الأنس البريء ؛أو حتى
نتخذ من بعضها أمثلةً عليا جديرةً لأن يحتذى بها، أو تستمد
منها التجارب و تُستفاد الدروس و العبر، مثلما
تؤخذ الحكمة من أفواه المجانين.
**********************
ود الأصيل
27-05-2015, 01:22 AM
"]
الـــمشَّــــــاطـــــــة
(أبطالٌ من وحيٍ الخيال!! )
[/colo]
كانت ماشطات الشعر، مثلاً،
و لا تزلن نساءً عظميات البأس ،
فالواحدة من هؤلاء في الغالب امرأة كهنة
من العرب الرحل المرابطين بخيام منسوجة من
وبر الإبل أو مشيدة من القصب في أحسن أحوالها،
وهي تضرب أطنابها في جوار قرانا. كن نجمات صاعدات،
يتصدرن مجالس الغيبة و المشي بالنميم، و هن حوامات بامتباز ،
و بارعات بجدارة في تصيد الأخبار و نقل الشمارات من بيت لبيت صُرَراً
في أطراف هدومهن ، كما تنشط فراشات حائرات في حمل اللقاح غضاً طرياً
بين أكمام الأزاهر. و معروفات كذلك بأنهن مجامِلات من طراز بديع، بحيث لا تفوت
إحداهن أيه مناسبة في منشط أو مكره دون أن تسجل فيها حضوراً لافتاً.. و عموماً ،
لا تعتبر الحوامة و المساسقة و لو من أجل الشمشرة مهنة مهينة ممقوتة في كل الأحوال.
إذ إنَّ لها مناقبُ لا تخطئها إلا عين جاحدٍ أو مكابر.فهي على سبيل المثال لا الحصر تساعد على
تزويد من يتصفن بها بقِوى مغناطيسية جاذبة إلى (لمَّات طق الحنك) و شحنهن بجرعات زائدة من
خفة الدم و رشاقة البدن، و قدرات هائلة طاردة لذباب الجِلد و باعثة على حشر الأنف فيما قد يعنيهن
أو لا يعنيهن. نظراً لعظمة ما يقمن به من حراك اجتماعي خرافي و طول المشاوير التي تقطعنها،مما
قد يكسبهن مناعة مستدامة من أمراض التخمة من قاوت و روماتزم ، و يريحن من شيل همومهن
لشدة انشاغلهن بهموم الآخرين . و غالباً ما تُكافأ ماشطة شعور النساء و يُغدق عليها بسخاء
شديدٍ و كرم باذخ ، ليس حباً في سواد عينيها ، بقدرما هو خشية من بأس (خفة حنكها)
و (طول لسانها) و كذا من أجل ضمان حمايةٍ لازمةٍ لأسرار البيوت ، كي تظل دفينة
في غياهب (بئرها) و في جوف قفصها الصدري ، حبيسةً خلف شفتيها.
مثل هؤلاء النسوة كثيراً ما كان يرد ذكرهن و ، إلى عهد قريب،
في بعضأغنيات وأهازيج تراثنا الشعبي؛و قد يشكلن شخوصاً
محورية في بعض نصوص الشعر و الحَبَكات الدرامية،
مما قد يكشف للمتلقي بعداً آخر ثالثاُ لبيئة
قد لا يعرف عنها سوى النذر اليسير.
************************
ود الأصيل
27-05-2015, 08:39 PM
[/color[color="#b22222"]]
ســــــت الـــودع
(أبطالٌ من وحيٍ الخيال!! )
" يا ست الودع أرمي الودع .. شوفي اللي كان عايش منخدع"
و يلحق بجوقة الأبطال كذلك الوداعيات ،
قارئات بطون الكفوف و قعور الفناجين، جالبات البخت ،
و اللائي ، يستلهمن أو بالأحرى أنهن يدعين استلهام المستقبل
بهتانا و زوراً، و لعل أبرزهن و أخطرهن على الإطلاق النفاثات في العُقَد
ممن بعملن على ترصيع قوارع الطرقات بضفائر الورود لمن يريدون سلوكها.
كانت تعد قارئات الحظوظ مثلاً من نجمات المجتمع المرموقات ، ممن يُعتقد
بتمتعهن بملكات روحانية كهنوتية خارقة، لكي يمنحن كل من يأتيهن مطأطئاً
رأسه ، فيجلس إليهن، نصيب الأسد من غبار نور جميل ، كأن يكون موظفاً بسيطاً
يتشابى بشق الأنفس على سلم الترقى في مراتب عمله! أو تكون فتاةً(بارييكس)عزباء
عانساً فاتها القطار و على أهبة الاستعداد لدفع شقاء عمرها في سبيل لا شيء تريده من
عرض الدنيا سوى أن تظفر و لو بدلقون عريس تعيس، و من ثم تطلب منه الدنيا بحذافيرها!
أو قد يكون تلميذاً كسولاً فاشلاً لا يبذل أي مجهود في سبيل تحصيل دروسه, و لكنه يطمح لأن
يتخرج طبيباً بارعاً أو يصبح وزيراً لامعاً، و لم لا ؟! أو تكون حبوبة حيزبونة عجوزاً عجفاء تمضي
خطى بها أيام ترملها ثِقالاً ، بينما يطير بها قطار العمر بجناحين ، غير أنها لم تقطع العشم
بعد ليس في أن تحج أن تعتمر ثم تجاور بالبقيع ، كلا، بل لتظفر بكرتوب بعلٍ لتحتحت فوق
حطامه رماد شيبها قبل أن تسقط أسنانه في قعر لهاتها.و لعل البعض من كتبانا
الأفذاذ قد تعرضوا لشخصية ستات الودعبوحي من مثل تلك المشاهدات
في فترات عصورهن الذهبية. و لكن لا أعتقد أن زماننا هذا
يمكن يستوعبهن سوى باعتبارهن ضيفات ثقيلات
الظل على صفحات الفيسبوك و إنستغرام.
*****************************
ود الأصيل
30-05-2015, 10:28 PM
[color="#ff8c00"]ســايــق العظمة
سافر خلاني وين
يا ماشي لي باريس
جيب لي معاك عريس
و شرطاً يكون لِبِّيس
و من هيئة التدريــــس
و العظمة أو (البولمن) عربة موديل
عتيق ، إنجليزية الصنع إن لم تخنِّي الذاكرة ،
عاصرت أيام كومر البوليس (الفورد) . و يا ما كانت
لها صولات و جولات هنا عبر طرقات ود مدني سواء داخلياً:
من و إلى أحيائها القديمة في سنكات و جبرونا ، مروراً بناس ود أزرق
و القسم الأول ، أو غرباً بناس بانت و شندي فوق و إلى السوقين الكبير
و الصغير و خارجياً من و إلى المدن و البلدات القريبة. و حتى لعهد قريب كان هناك
خط لبولمات مدني/ المسلمية. و حتى كمظهر اجتماعي فرقٌ شاسع و شتان ما بين مستقلي
العظمات و ركاب الحناطير، أو أولئك الراجلين على نمرة 11. فبعد أن يفرغ الناس من جولات
تبضعهم من زناكي الملجة مما جمعيه : لحمة و خدار و سمك يلقون بأثقال قِفافهم على كاهل عتَّالي
بقرش صاغ لينطلق بها أمام صاحبها ، لا يلوي على شيء يمشي و يتلفت مشاققة بنواحي الحي
البريطاني و مروراً بمصلحة الاشغال قاصدين بنطون حنتوب حيث يربض قبطانه عمنا عبد الله
ود قسم الله (من قرية روينا العركيين) ،و تقبع هناك شُوَن و كيمان من البضائع ، و تتزاحم ريقان
من الماشية ، و حيث تصطفُّ لواري و بصات الشروق إلى حلفا و خشم القربة. كذلك حدث دونما
حرج عن رفَّاص عمك عبدو و على دفته الهدهد (علامة) و على متنه كواكب من طلاب
حنتوب يغدون و يروحون زرافات و وحدانا في رحلات مكوكية لا تنقطع حتى العاشرة
ليلاً قبل تشطيب فول أبو ظريفة و لقيمات السمك عند عمك حسن جاد الله
بداية دور السينما الثاني.كان ذاك حبل مودة و شريط من ماضي الذكريات
لا قد يصلح لاجترارها معنا الآن سوى حفنة رجال ربما قضى نفر منهم
نحبهم،و منهم من قد لا يزال ينتظر و قليل ما هم، أمثال أخونا و
أستاذنا الحبيب الغائب الحاضر/ النور محمد يوسف،رد الله
غيبته و أنسأ له في أجله و وسَّع له في رزقه.
***************************
[/
color]
ود الأصيل
31-05-2015, 09:08 PM
و هناك سايق الفيات
قوم بي و أخد سندة
بي الدرب .. التحت
تجاه .. ربوع (هندة)
شوف سايق الفيات الليلة كيفن هاش
الشدر الكبار بقى شوفنا ليه طشاش
قول لى دحين.. وين.. ماش
فارقت الطريق إتيامن الرماش
نزل يا سرور و شوف يد القدرة
و شوف حسن البداوة الما لمس بدرة
الكاتل الصفار.. أم نضرة الخضرة
ما نفرن !! تقول.. سابق الكلام إلفة
عطشان قلت ليهن.. و صحت البلفة
مافيش كاس قريب قالن لى دون كلفة:
تشرب بى كفوفنا .. و لما تروى تتكفَّى.
**************************
ود الأصيل
31-05-2015, 09:54 PM
و هنـــالك أيـــضــــاً
بواخر النقل النهري
التي أوحت للراحل سرور بملحمة حب عذري
قد لا ينجب أطفالاً ممثلة في أغنية(من الأسكِلا وحلَّا)
يوم أن رأى فاتنة مع أسرتها متجهة جنوباً من الاسكِلا
و هي مرسى البواخر النيلية الواقع جنوب هيلتون الحالي
و قد فُجِع سرور أيما فجيعة لألم فراقها فطلب من القبطان
تزويده بأسماء المدن سيمرون بيها.. ثم أخذها إلى شاعرنا/
ود الرضي لتجود بها قريحته نظماً من قصيد الشعر
حزيناً و يقطر ألما من تمرة فؤاد سرور
********************
من الأسكلة وحلَّا قام من البلد ولَّى
دمعي للثياب بلَّا بي داهي العذاب حلا
و بي تذكارو بتسلى عقلي الذاب و إختلا
وين بدر التمام هلا
***********
صفر ودع البابور راكبين قمرة اتنين دور
البابور مر (بالمجرور) شال ظبياً سكونو تلول
جبل أولياء حبيبي غشا وحصّل (للقطينة) عِشا
صاح قلبي الطفش وفشا الما ليته ينكفشا
*********************
حل زي الصقر خـوي بالبدر (الدويم) ضوّا
عاد لاحول لاقوة حبيبي حلاتو في الكوة)
**********************
صباح الخير على أم نفلين أحيي البيها محتفلين
بدر الحسن رب اللين شرف كوستي والجبلين
**********************
صب يا دمعي لاتكون جاف وياقلبي ليه البقيت رجاف
البدر الخفى الانجاف اليوم شرف الرجاف.
**************************
ود الأصيل
01-06-2015, 11:21 PM
أبطالٌ من صنعِ الخيال!!!!
يلحق بهؤلاء الأبطال كل طائر مرتحل
عبر البحر قاصد الأهل حملتو أشواقى الدفيقة¤
ليك يا حبيبى وللوطن ترابو وناسو¤ للدار الوريقة¤
لكن حنانك ليا أو حتى مشاعرك نحوي ما كانت حقيقة¤
كانت وهم .. كانت دموع.. مسفوحة بأحرف أنيقة
ألا رحم الله الحسينين عثمان و بازرعة
***********************
و لا ننسى كذلك طيراً آخر خرافياً
كغولٍ و عنقاءَ وخلٍ وفيِّ ، سمندلي الإهاب
عنفواني الشباب مهاجراً عبر اليباب
للوطن زمن الخريف يطير بسراع و ما يضيع زمن
و يواصل .. يحلق في الصباح تحت المطر وسط الرياح
و كان تعب منو الجناح فى السرعة يزيد فى بلادنا يرتاح
حيث ضل الدليب أريح سكن
******************
و بالله يا طير
قبل ما تشرب تمر
على بيت صغير
من بابومن شباكو
بيلمع الف نور
تلقى الحبيبة بتشتغل
منديل حرير لحبيب بعيد
تقيف لديها و تبوس إيديها
و تنقل إليها وفائي ليها
و حبى الأكيد.
ألا رحم الفرعون وردي
رحـــمةً واســـــعة
***************
ود الأصيل
02-06-2015, 08:20 PM
كل أولئك الذين تقدم ذكرهم و مضت سيرتهم
كانوا ولا يزالون جنودا مجندة:حلقاتِ للوصل و الوصال
الوجداني بين خلق الله في دنيا الخيال، قبل أن يكون فيزيائياً
في دنيا المصالح و التجارة و الأعمال. سواءً أكانت تلك زوامل تحمل الناس
مع أثقال متاعهم إلى بلد لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس؛ أو كانت حمائمَ سلام
زواجلَ ظلت تطير و ترفرف بأجنحة خفافِ مفعمةِ بنبض القلوب العوامر و برقيق المشاعر
و فيض الأشواق الزوائد و بريق الأماني و أنين (زاد الشجون)؛ تماماً كما تنضحُ سراباتٌ بالماء عذباً فراتاً
عبر سنابل الحنطة في الحقول؛ و كما تسرى بلازما الدم في العروق مشبعة بماء و ملح و معدن و هرمون،
و فوق كل هذا و ذاك بهواء الأكسجين(إكسير الوجود)كي تدب رعشة الروح بطعم العافية في وردان و شرايين الحياة.
و قد كان لسائقي وسائل النقل صيت كبير في حقب ماضية،و شكلوا شخصيات كانت لها رمزية أسطورية في زمانها
و كانت ترتبط في صميم أدبنا الشعبي الجم بأقصى و أنبل غايات الطموح لفتيان و فتيات الأحلام في ليالي العتمة
القروية ، حيث لا شيء سوى الثرثرة، سواء في فاضٍ و مليان، و نسج تيجان مرصعة بأحلام يقظة وردية ،و تشييد
قصورا شاهقات من رماد الأماني العسجدية. ما أريد الوصول إليه بنهاية المطاف هو أن سائقي لواري السفر بين
القرى الحضر كانوا أبطالاً بحق، و ليسو من ورق، بحيث لا تخلو قصة غرام آنذاك من ريفية رشيقة، حالمة و سائق
دونجواني(زير نساء) تغلب عليه الوسامة و روح الجرأة و حب المغامرة بمعايير و معطيات زمانه ، و حيث لا
تخلو حبكة درامية من بهارات و رتوش حول كيف يضع للطاقية ب(تشنيقة) معينة على أطراف جلحاته، ل
يصول و يجول و يسافر و يعود و يهجر و يصل كيفما يشا هكذا. و لو كانت ثقافة تواقيع الأتوغرافات
رائجة آنذاك لكان السائقون أحق بها و أهلها. هذا فضلاً عن راميات الودع، قارئات الفناجين ،
و النافثات في العقد ؛ و هؤلاء النسوة بالذات هن الأوفر حظوةً ، لاعتقاد العامة
فيهن و تخوفهم من مستقبل ، مجهول يريدونه زاهياً في كل وقت ،
ودائماً لا بد من طلسان، ممن يستطيع أو حتى يدَّعي قدرته
الخارقة على تلوين سيقان قوس قزح بأطياف
غامرة من غبار النور بفعل خفة يده.
************************
ابو علا
02-06-2015, 10:46 PM
عابر سبيل .. سلام وتحية
كلمات جميلة في لوحة رائعة
ود الأصيل
03-06-2015, 01:21 AM
]ابو علا[/SIZE][/B];737096]
عابر سبيل .. سلام وتحية
كلمات جميلة في لوحة رائعة
أسعد الله أوقاتك بكل خير
أخي الوريف / أبا علا ،،،،،،
و رفع درجات معنوياتك في علِّيِّين،،،
و ما أسعدني بزاهي حضورك ، إذ تدعوني
لأجيد القفو للإصغاء قليلاً لحبيبات الدر تنثرها
هنا ناصعة كما الندى ترصعه إكليلاً على وجنات الورود.
فلعلك تبشرني خيراً بأننا لانزال ننطوي ربما على أشياء لم
ندرك بعدٌ، أنها ذات قيمة إضافية أقيم مما كانت تعكس
لنا فتوهمنا بها مرآة ظنوننا. فما أحوجني شخصياً
كل يوم لأن أتعرف منك من أكون ؛ فشكراً
جميلاً لأريحية مرورك من هنا.
*******************
ابو علا
03-06-2015, 03:17 AM
أسعد الله أوقاتك بكل خير
أخي الوريف / أبا علا ،،،،،،
و رفع درجات معنوياتك في علِّيِّين،،،
و ما أسعدني بزاهي حضورك ، إذ تدعوني
لأجيد القفو للإصغاء قليلاً لحبيبات الدر تنثرها
هنا ناصعة كما الندى ترصعه إكليلاً على وجنات الورود.
فلعلك تبشرني خيراً بأننا لانزال ننطوي ربما على أشياء لم
ندرك بعدٌ، أنها ذات قيمة إضافية أقيم مما كانت تعكس
لنا فتوهمنا بها مرآة ظنوننا. فما أحوجني شخصياً
كل يوم لن أأتعرف منك من أكون ؛ فشكراً
جميلاً لأريحية مرورك من هنا.
*******************
تسلم عزيزي عابر سبيل على هذه اللوحة الرائعة
المنسوجة بكلمات قمة في الجمال .. دوما جميلا ...
لك ودي واحترامي ...
ود الأصيل
03-06-2015, 08:41 PM
تسلم عزيزي عابر سبيل على هذه اللوحة الرائعة
المنسوجة بكلمات قمة في الجمال .. دوما جميلا ...
لك ودي واحترامي ...
[center]
يا أبا عُلا المعري،،،
لله درُّرك من فتى أدغال،،،،
تظل تجاهد عبَثاً لتصنع ضرباً من محال،
و لتبعث فينا شوقا للجمال بريشة فنانٍ و إزميل مثَّال ،
و بعبارات رغم اقتضابها كفيلة بأن تفعل في نفوسنا الفعال،
فعال السحر في أجيالٍ هدها طول ترقب و انتظار بجوار نعش غريقٍ
لم يعد لنا فيه من عزاءٍ سوى أكفِّ ضراعاتٍ نافحاتٍ بدعاءٍ و ابتهالٍ!
آسف يا صديقي لأن أقابل عاطر ثنائك بكل هذه السوداوية. و لكن لا
أخفي عليك بأن شعوراً مزدوجاً بات ينازعني بأن أهل هذه الدار إما
يكونوا (حِردو) لينا الجمل بما حمل ، و إما يكونوا على أحسن
الفروض أودعوها أمانة في ذمتي، مع حفنة من الرفاق، وقد
ظللنا بدورنا ، و على قلتنا متباعدين، كلٌّ منا على حدة
(ننعق بما لا نسمع إلا دعاً و نداءً)
في جزيرة منقطعة، كحال راهب يواجه مصيره وحيداً
و يصارع سكرات الموت معزولاً في صومعته.
***************************
و لكني أبشرك يا أخي بأنني
قاطعٌ عهداً مغلظاً مع نفسي
و منذ مجيئي إلى هنا بأن أظل أكتب و أكتب،
إلى أن تنضب آخر نطفة من مدادي ، أو تجف آخر
ورقة توت تحت سن يراعي.. سوف أظل إن تحمل عليَّ أكتب
أو تتركني أكتب ، في شتى المحاور و المواضيع،و سأطيل و قوفي
على كل الأبواب حتى تنوء أمام عزمي المصاريع ، و سوف أظل أطرق
على الحديد بارداً حتى يحمى ، و سأنحت جلاميد الصخر صلداً حتى يطيع.
سأظل أفعل كل ذلك إلى أن يبلغ هذا الأمر مداه و غايته، أو أسقط دونه
شهيداً مضرجاً بدمائي ، و بين ذراعَيَّ سارية عالية يرفرف عليها بيرقٌ
أبيضُ و قدنُقِشَ على صفحته بأحرفٍ من غبار نور الأمل أن:
(ابتسم يا أخي، فأنت على مشارف حديقةٍ بابليةٍ معلقةٍ
فيحاءَ تُسمَّى/ أرض المحنة أرض الجزيرة ،
و في قلبها زنبقة حزينة هي/ عدن النيل
الأزرق و أم المدائن/ ود مدني السني)
************************
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir