المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأساة أعمى و أصم ، و بينهما كسيح!!!(قصة قصيرة)



ود الأصيل
09-06-2015, 07:54 PM
مأساة أعمى و أصم ،
و بينهما كسيح!!!
(قصة قصيرة مسلسلة)
في ساعة متأخرة من ليلة باردة ظلماء،
خرج أعمي يشق سكون العتمة بعصا خيزران ،
ليلتقي قدراً، بمجهولين اثنين، و سرعان ما دخل الكل
من حيثهم و فورهم في حوار صامت بين طرشان و عميان:
الأعمى، و قد بدأ يحدث نفسه: ترى إلى أين تقودني ساقاي
في جنح الظلام ،و من يؤنس وحشتي في هذا الطريق ، ثم
إذا سألني سائل عن وجهتي، ماذا تراني قائل له و أنا سائر
على غير هدى،و في أثناء بحثه عن إجابة افتراضية، نظر
إلى حيث صاحبيه و ابتسم ابتسامة خاطفة و بادر
بالتحية: مساء الخير، يا جماعة الخير،
يا أهل الله اللي هناك!.
**************

ود الأصيل
09-06-2015, 09:51 PM
مأساة أعمى وأصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
(قصة قصيرة ...مسلسلة)
جعل الأعمى يردف تحيته مراراً
و تكراراً لاعتقادٍ منه مشوبٍ بالشك: أن صوته
لم ربما يعانق أذني محدثيه بعدُ ، و لكن هيهات ، فلا
حياة هناك لمن يناغم و يناجي . فقد كان أحد صاحبيه كسيحاً
كسير الجناح، و لا يقدر على شيءٍ و قد تسمر في مكانه و هو كَلٌّ
محمولٌ على كتفي رجلٍ أطرش و أصمَّ أخرسَ يرى فقط ، و ﻻيتكلم،
و قد آثر السكون (لعله لشيءٍ في نفس يعقوب)، و أما الأبكم ، و قد كَلَّ متنُه
من ثقل ذاك العضيرة على كتفيه، فقد ظل هو الآخر صامتاً بطبيعة حالهى؛ لم يشأ،
أو الأحرى لم يقدر أصلاً ليبادله مفاتحة بسلام و لا كلام ، فلم يرد عليه التحية لا بمثلها ،
و لا حتى بأسوأ منها . ثم راح الأعمى كعادته يتخبط خبط عشواءَ وراء بعض سوء ظنونه
و أفكاره السوداء.و بدأ يمارس هوايته و حقه في إطلاق جحافل أسئلة على عواهنها
في جوف فراغ مظلم. لماذا بقي هؤلاء صامتين ؟! لا بد أنني معروف لدى
الكل من ذي قبل ، و صار حديثي ممجوجاً من أول وهلة! و لكن كلا،
فلو كان الأمر كذلك لما تطوّع أحد في كل مرة للأخذ بيدي
لقطع إشارات المرور. طيب ، إذن ، لماذا بقي الصمت
مطبقاً هكذا ، و حتى حينه ،
كما لو كنا في القبور؟!
*************

ود الأصيل
10-06-2015, 08:42 PM
مأساة أعمى و أصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
(قصة قصيرة ...مسلسلة)
بدأت عيناه المنطفئتان تحملقان من خلف جدار عازل
تضربه نظارة قاتمة السواد تكاد، مع لحيته الكثة تطمسان
ملامح وجهه المتحفز دوماً للانقضاض على شيء ما.. بعد مرور لحظات
تطاولت كما الدهر سرمداً. و لا يزال الوجوم ضارباً اطنابه ، كذلك السكون الذي
يسود قبيل هبوب العاصفة .. حاول الرجل الضرير يتمالك ذاته ، و يتبسم تبسماً
مصطنعاً كصاحب ضالةٍ متفائلٍ بالعثور عليها بدأ فجأةً يطرح أسارير وجهه.. قال لنفسه:
لا بد أنني بصدد أنثى دلُّوعةٌ هذه المرة ، نعم أنثى أو ربما أنثيين كمان ، أي نعم ، و لِمَ لا؟!
أوليس للذكر يحل مثنى و ثُلاثٌ و رُباع من هؤلاء الإناث؟! هذا فضلاً ، بالطبع، عن ملك اليمين!
إذن،دعنا نبداً بواحدة الليلة. و لعلها جاءتني الآن تمشي الهوينا على استحياءٍ و ترددٍ .و إلا فلماذا
تتمنع عن مجاذبتي طرفي الحديث؟! ربما أنها ودَّت فقط التفضل بمساعدتي ، دونما رغبة منها
في الدخول معي في حسابات دردشة قد لا تُسمن و لا تغني من جوع . عندئذٍ ، جعل يتحامل
بجسده الناحل و يدير دفة فضوله نحو مصدر تلك الأنفاس الدافئة بهمهمة كما القط الأليف ،
فلربما تعانق أرنبتي أنفه و تدغدغ أذنيه ببوح لطيف لعلها توجه مؤشر بوصلته إلى
شاطئ راحة على بر للأمن و الأمان . بالله عليك شفت ليك جنس شلاقة عِمِي
آخر زمن؟! يذكرني بواحد قريبي ضرير برضو عكليت كدا، كان معزوم لبه
عضة على جدادة، فأول ما شمَّ ليك ريحة كُشنة الأكل جابوه و قبال
الجماعة ما يقربو قام أخونا خامش ليك الجدادة دي خاتفا كوولها
من كريعاتا و قعد يندب حظهو يهمهم يقول: يا الله عاد
للاعمى، هديل الناس كولهم جدادتين جدادتين،
علا كان العبد لله الفرد واحدة بس!!
********************

ود الأصيل
11-06-2015, 01:12 AM
مأساة أعمى و أصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
(قصة قصيرة ...مسلسلة)
ياااااااه يا لها من حتة دفء أنساني جاء
في زمانه ومكانه تماماً . عاد أخونا الأعمى
بشريط الذكريات إلى أيام الست/ أمه الرؤوم ، حينما
كانت تجمع الحطب ليلاً و تسرج النار حتى الهزيع الأخير.
كم أحن إلى حضنك يا أماه الآن و أنا رهين المحبسين!! أعني:
(فقدان بصري و عتمة الظلام).. و كم أحتاج إلى كوب من يديك
(شايٌ بلبن مقنن على الجمر) من سيرشف أولاً كانت تلك متعةٌ لا
تدانيها متعة ، كنت دائماً تؤثرينني على نفسك بالنخب الأول ، فما
أعظمك ياغالية.أية خبيرة أنت بعلم النفْسٍ! يا أمية ، و لم تكوني
تقرئين حرفاً عن نظريات تربوية ، لكنك نجحت بإدارة دولاب حياتي
بحِرفية خرافية جعلت منك أسطورة في كل شيء، خاصة بعد أن
أدار المرحوم/ والدي ظهرة لمتاع هذه الدنيا، و ترك لك
فراغاً عريضاً ظللتِ تكدحين لسده و تدأبين لتغطية
حاجاتناو أنت قابعة ليل نهار خلف
مكنة سنجر(أبو فراشة).
****************

**************

ود الأصيل
14-06-2015, 10:05 PM
[CENTER]في الأثناء تسمر صحابنا الأخرس
على مقربة من هناك . و قد جالت بباله
كذلك ألف خاطرة و خاطرة. تذكر هو الآخر أمه:
تلك المثابرة التي طافت بي الدنيا ، تبحث لي عن علاج
لصممي المزمن . و هي مؤمنة بأنه ما من داءٍ إلا جعل الخالق
له دواءً ، علمه من علمه و جهله من جهله ، و هي على يقين بأنها
سوف تهتدي إليه ذات يوم ، بالنية. راحت تهرول بي من عيادة طبيب
إلى كوخ بصير، و تطرق باب خلوة كل مشوعذ ، مغدقةً عليهم بكل سخاء.
ظناً منها أن علّتي نفسانية أو (توحدية) ، فشربتني كل ما طالته يدها
من أعشاب و محاية و دواية ، و علقت لي كل ما عثرت عليه من تمائم
و حجبات ، و لكن دون جدوى ، و عندما شببت عن طوقي ، تبين
أنني لست متوحداً ولله الحمد و المنة ، و إنما كانت عقدتي
في لساني ، بمعنى أنني نشأت أصم أبكم، لأظل بقية
عمري هكذا لوجود تشوه خلقي في طبلة أذنى
الوسطى، و أن حالتي ميؤوس من علاجها .
**************************
[/

center]

ود الأصيل
15-06-2015, 08:40 PM
]]"]
[COLOR="#800080"]
إلى هنا و الأعمى لا يزال يتململ
وهو و يزحف متحاملاً بجسده،عله يلتصق
أكثر فأكثر بذاك اللحاف البشري المتوهم لديه ، و لكن
سلطان الصمت بقي مطبقاً و سيداً للموقف،و المشهد يبعث
على مزيدمن الريبة و القلق ، تُرى ما سر هذا الترقب الحذر و
السكون القاتل، لعله سابق لعاصفة أسئلته التي عادت لدوّامتها
المملة،فما تلبث أن تنقطع إلا لتتصل مجدداً و تستكحم حلقاتها. ثم
جعل يهرطق قائلاً لنفسه حيث لم يمل من الأخذ و الرد معها في حالة
عزف منفرد: (خلينا نتوسم خيراً بإنو السكوت علامة القبول و الرضا)؛
و يبدو أن سنّارتي العمياء قد غمزت أخيراً لتصطاد(عجلةً حنيذةً)
هذه المرة. لكنه عاد لظنونه و قال في سرّه : أم يا ترى أن
الأمر لا يعدو كونه أكثر من مجرد مزحة سمجة،
افتعلتها إحدى الخبيثات، تريد اللعب
بأعصاب رجل ضرير تعيس مثلي.
*******************
[/

[/FONT]color][/size][/font]

ود الأصيل
17-06-2015, 10:50 PM
مأساة أعمى و أصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
(قصة قصيرة ...مسلسلة)
ظل أخونا المكسح يراقب الموقف عن كثب ،
و بدهاء شديد ، و هو يغالب فلتان ضحكات الخبا ثة ،
بينما حماره الأخرس على نياته وحسن ظنه فقال: لندع هذا الأعمى
المسكين يلتصق بنا و هو ينشد الدفء من شدة البرد: ترى ما الذي
يخرجه في هذا الوقت المتأخر، ربما وجد نفسه وحيداً بين سندان الوحشة
و مطرقة العتمة، ثم ضحك سراً: و هل يحسّ العِميان بعتمة الليل أصلاً،
ليلهم ونهارهم سواء، فيا له من ليل سرمدي لا ينجلي ، إلا بصبح أتعس،
و ما انبلاج الصبح منه بأمثل. إذن ، فلِمَ نوبة القشعريرة هذه التي
ترتعد منها كل فرائصه ، أَحس الأطرش بيده تمتد لا إرادياً
لتربت على كتف رفيقه الأعمى ليهدئ من روعه ،
أو هكذا يبدو أن قد أراد أن يفعل.
********************

ود الأصيل
20-06-2015, 11:24 PM
مأساة أعمى و أصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
(قصة قصيرة ...مسلسلة)
كاد الأعمى يلامس بنبوة تهويماته
الطائشةتلك خطوط سرواله (الحمراء). ثم بصلف
و غرورٍ ما بعدهما صلف و لا غرور، راح يحدث نفسه: لكأني
بصدد واحدة من بنات الليل ، خرجت لتوها باحثةً لها عن ضالة
تبيعها الهوى في الهواء الطلق ،فاصطادتني فريسة سلهة، إن نعومتها
تتراءى لي بعين بصيرتي، كصورة مائية؛ و لكن يا لك من أحمق، ففيم
يفيدك ذلك ، اللهم يكفيني أنها أنثى ، نعيش ليلة من ألف ليلة و ليلة،
تسامرني و تضع لي لقمة من الدسم مشبعة بريقها بين شفاهي، و لكن
ما الذي يُسكتها مني ، لم تنبس لي ببنت شفة، حتى حينه ؟! أتراها
تمارس معي غنج الغيد الحسان؟!، ولكن كلا، فأنا لست مهتماً
أبداً ببهاء طلعتها ، ثم ماذا يضيرني غنجها، طالما بقيت
معي ، تلفّ خاصرتي بمعصميها الرقيقين.
**************************

[/center].

ود الأصيل
22-06-2015, 11:22 PM
مأساة أعمى و أصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
( قصة قصيرة.. ... مسلسلة )
أما عن الأصم فراح يهمهم بينه
و بين نفسه بلغة الأشارة و يقول لها في
صمت و قد طارت شعاعاً: ماذا تراه يبرطم و
يقول : هذا الضرير الأحمق ، لم يتوقف قطُّ عن الثرثرة.
ثم التفت إلى صاحبه الكسيح الذي يعتلي ظهره و لسان
حاله يقول: انظر إلى شلاضيم هذا المسكين لا تنفك
تبتلع عتمة الليل بلا هوادة ، لو أنني أستطيع
أن ألتهم قنبلة نووية لأفجر هذا الصمت الذي
يسكنني فتندلق معه أشلائي أنهاراً
من أذان الطرشان في مالطة.
*******************

ود الأصيل
30-06-2015, 01:50 AM
-
[FONT=pt bold heading]مأساة أعمى و أصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
(قصة قصيرة.. ... مسلسلة )
الأعمى(حيث لا يزال يتشمشم لاحتمال
انتعاش جو المكان بحركة أنثى و يتحرف لقتال مع
غريمٍ وهميٍّ مفترضٍّ):سوف انتزعها و آخذها إلى داري
كي نكمل سهرتنا هناك بعيداًعن أعين العزال، نتقاسم هجوع الليل
وردياً..نفترش الأرض و نلتحف السماء ، ملتصقين كجمرتين توأمتين تتلاشيان
على سطح مسرجة يفوح منها بوخ العشق هياماً في غمرات العناق على الهــــوى حتى
تخيلتني و وقد ترفق ساعدى فطــواها و تأودت أعطاف بانها فى يـدى و احمرَّ من خفريهما
خـــداها و دخلت فى ليلين فرعها و الدجى و لثمت كالصبح المنور فاها و تعطلت لغة الكلام
و خاطـــبت عينى فى لغة الهوى عـــيناها لا أمس من عمر الزمان و لا غــد جمع الزمان فكان يوم
رضــاها..تتمايل معي بردائها المخملي كما العرجون القديم.تراقصني رقصة البجع على نغم حزائني
صاخب. ثم عاد ثانية يهرطق و يثرثر كسندباد بحري عن مغامرات صولاته و جولاته. و لكن ما يزال
قانون الصمت مفروضاً و ستار السكون مسدلاً. إلى هذا الحد تسلمني هذه الفريسة أمرها و تنقاد لي
بخيط عنكبوت إلى حيث أريدها ، يا لها من جاذبية جاءتني حبواً على طبق من ذهب على حين
غفلة من هذا الليل البهيم، مسيرة نصف ليلةوهي لم تنطق بكلمة واحدة ، حدّثتها عن كل شيء.
لا بد أن هندامي الأنيق ونظارتي السوداء كنظارات المافيا هي أدوات سحري الناجعة لصيد
النساء و لا بد أن فيها سر تعلّقهن بشخصي و تعقبهن لي حيثما كنت، هذا فضلاً ،
بطيعة الحال، عن همس حديثي الشيّق المعطون في برمة عسل،
هذا رغم أني لم أقل شيئاً بعدعن حقيقة أمري الزائفة.
إلا أنني أحس تماماً، بآخر لذة و أنا أقدّر في السرد
عن نفسي على طريقة الدونجوانات الخاصة .
*************&&&************
[/
FONT]

ود الأصيل
07-07-2015, 10:36 PM
مأساة أعمى و أصم
و بينهما رجلٌ كسيح!!!
(قصة قصيرة.. ... مسلسلة )
واصل الأطرش سيره إلى بيت صاحبه الضرير
و ابتسامة رضا عريضة تعلو محياه و احمرار خجلٍ
يغمر و جنتيه و رغم، ثقل حمل الكسيح على كتفيه ، ظل آخذاً
بيد رفيقه الأعمى دافعاً إياه داخلاً. و هو لا يفقه إذ لا يسمع شيئاً أصلاً
مما يهرطق و يقول ذاك المخدوع الذي لا يزال يناجي نفسه بنشوة المنتصر
و يقول لها: الليلة سوف يكتب لي عيد ميلاد سعيد و عهد تليد، من أول و جديد
هنا، وقف الأصم على أعتاب الدار يهم بالمضي قدماً لحال سبيله، بينما سقط في
يد أخينا الأعمى .. و قد جعل يتلفت بسرعة هستيرية و قد أحس بجو العزلة و الانفراد
عاد ليخيم على المكان مجدداً و يقضي على بارقة أي بصيص لديه لتصور طعم السعادة،
و هو غير مستوعب لشيء مما يحدث له ، وما يجري من حوله ، و قد انزوى و هو طريح
التراب، و راح يبحث عن عصاه ليتوكأ عليها و يهش بها على ذباب جلده: تلك التي يتلمس
بها عثرات الطريق، و كلما يحدوه الأمل في أن أن يسترد نعمة بصره ليرى النور من جديد،
كلما كان يتوعدها بأن يشعل النار فيها كي ينير بضوئها ليالي أفراحه الملاح ، ابتهاجاً
باستعادته مجدداً لنعمة الإبصار.كأبشع صورة لنكران الجميل. بينما صاحبهالأصم
أسرعت به الخطى بعيداً و هو ينوء بكتفيه تحت حمل صديقه الكسيح ،
و الذي راح يطلق قهقهات شماتة متقطعة راحت تتلاشى
، فتتبدد شئياً فشيئاً في جوف عتمة اليليل و حشة
ظلام دامس إذا أخرج يده فيه لم يكد يراها.
*************&&&************