المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قَـــرْعُ نَعْلَيْن لعـــابِرٍ فِي أروقةِ القَصْـــر!!



ود الأصيل
17-06-2015, 12:28 AM
قَـــرْعُ نَعْلَيْنِ
لعـــابِرِ سبيلٍ فِي أروقةِ القَصْـــر!!
(تـــمهيــــداتٌ)
بســـم الله الرحـــمن الرحـــيم[color="#8b4513"]
يقول المولى عز و جل :
{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
و لقد صدق من قال: إن (باب النجار مخلَّع)،
مقولة منطبقة على حالتي تماماً كما قد صادف شننٌ طبقةً.
فرغم جرأتي المعتادة على الخوض في كل حديث مباحٍ و غير مباحٍ ،
و نبشي في كل تِبْنٍ مسكوتٍ عما تحته ، و تململي ضمن حيز أي قمقمٍ لا أطيق
الانغلاق بداخله ؛ و رغم دأبي و إصراري على وخذ الناس بإبر سنانها الإحساس الحي
بضمير الحنو إلى غابر اللحظات النبيلة ؛ إبر ثقوبها بحجم واحات غناء نضرة تتسع ليحيا
على صعيدها الجميع أخواناً على سررٍ متقابلين ؛ و رغم إثارتي ل(كتَّاحات الهوى) مصحوبة
بزوابع الحصى و الحجارة التي كثيراً ما حذفت بها الآخرين ، غافلاً أو متغافلاً عن بيتي المشيد
من زجاج ، و تحريكي لكثير من لجج لمياه آسنة في عديدٍ من برك و مستنقعات راكدة ، لا لتعكير
صفوها ، بل لجعلها مشرعة وأصلح لأن يرتادها الخلق جميعاً بلا تمييز و لا استثناء. و على الرغم
من خوضي في كل هذا و ذاك مما تقدم ، إلا أنني و لأول مرة أقف عاجزاً دون السبر عميقاً في سيرة
ذاتي ، و لعل هذا كان سر بقائي مستتراً في طي كتماني ، كشخصٍ متحوصلٍ في محيط سريرتي ،
و منكفيءٍ على بطني، و مفصلٍ خرقة لظلِّي على مقاس رقعة جلدي لكي يراني من يراني من
على مبعدة فقط كنعش( جثمان) غريقٍ يتنازعني رهط أشباحٍ متشاكسين بين ضفتي نهر.
إذ لا أعدو كوني"عابر سبيل" عشت هائماً على و جهي.. كحال شحيح ضيع خاتمه في
زحامات مولدٍ. و باحثاً عن إمارة لبسط نفوذي، دونها عناء العثور على هوية لذاتي ،
كتلك التي توهمها المتنبئ طيلة عمره ، أو ك(هب النسيمٍ الماش) بحيث لا
يستهويني الظهور في دوائر الضوء الساطعة ؛ و يأسرني حب التواري خلف
عتمات ليلٍ بهيم دامس ، و مخملي بحيث يؤرقني همس العيون خلف
الرموش. غير أني جريء بحيث يستحيي مني الغزل. فقد ظللت
دهراً عصياً على جملة إلحاحات ما فتئت وطآت أنينها
تشتد بي و تدفعني دفعاً لأموت واقفاً.
**********************

ود الأصيل
17-06-2015, 01:35 AM
قَـــرْعُ نَعْلَيْنِ لعـــابِرِ سبيلٍ
فِي أروقةِ القَصْـــر!!
(تـــمهيــــداتٌ)
كنت قرأت جانباً من حوارٍ حضاريٍّ مثمرٍ كان مطروحاً
هنا بين الأخ/ أبي رجاء و آخرين ، أورد فيه الأخ رأياً سديداً
و محسوماً بسند شرعي غير قابلٍ بتاتاً لأي أخذ و رد أو لتٍّ و عجنٍ،
كيفما نشاء ، ناهيك عن مماحكات و جدليات و استفتاءات لا تودي و لا تجيب.
بل كان قولاً فصلاً حول مسألة تَخَفِّي بعض الذكور و الإناث خلف مسميات لا تليق
أصلاً بنوعهم البشري. و لكن للأمانة ، فقد أستوقفني بالمقابل رأيٌ آخر مغايرٌ و صائبٌ
كذلك ، لأخت تسمي نفسها (روبي)، من أن: حدوث نقلةٍ نوعيةٍ في التعارف من خلال المنتديات،
من مجرد علاقات أسفيرية إلى صلات شخصية حميمة و ربما عائلية وطيدة و إن كان مطلوباً ،
بل محبوباً ضمن أطرٍ محسوبةٍ و أصولٍ أخلاقيةٍ متنزهةٍ ، إلا أنه ليس شرطاً جزائياً لازماً بحد ذاته
في كل الحالات، و تحت كافة الظروف؛ بقدرما تكون الأولوية لأهمية ملاقحة الأفكار بالأفكار، و مبادلة
الآراء بآراءٍ أخرى ، و منازلة الحجج و مقارعتها بحججٍ تكون مثلها أو حتى أحسن منها؛ وصولاً بنهاية الأمر
إلى إثراء مواعين الثقافة بشذراتٍ من حياضٍ لا تعرف النضوب أبداً. و ربما ذهبت أنا إلى أبعد من ذلك
لأبدي تفهمي تماماً لمبرراتٍ قد يسوقها البعض لتسمية أنفسهم و لو بأسماء أجنبية أو حتى لو
بأسماء (كلاب حراسة)، إذا ما اقتضت ذلك الضرورات لدرء محذورات أمنية بعينها مثلاً، و تحوطاتٍ
لازمةٍ لحماية النفس من مخالب وحوش كاسرة، أو ذئاب بشرية باتعة و ربما متلبسة بجلود
حملانٍ وادعةٍ ؛ و بخاصةٍ في المنتديات الهابطة و غرف التشات المؤصدة ، بعيد عنكم؛
و في عالم بات يخشى فيه أحدنا إذا ما مد يده لأخيه مسلماً ،
فقد لا يأمن عودة أصابعها الخمسة إلى راحتها سالمة.
*********************************

ود الأصيل
17-06-2015, 02:03 AM
قَـــرْعُ نَعْلَيْنِ لعـــابِرِ سبيلٍ
فِي أروقةِ القَصْـــر!!
(تـــمهيــــداتٌ)
عموماً هذه قصاصاتٌ من (مذكرات أغبش) ،
أضعها بين يدي الناس ، ليس على نحو أجاباتٍ شافيةٍ لأسئلة
موجهةٍ ، مثلما حدث لي مع أخي و صديقي مشرف المنتدى العام، الوجيه/
أحمد عمر (Moody) يوم أن نصب لي مشكوراً ،كرسياً مفخخاً ساخناً كان بعنوان:
( عابر سبيل ناااام في القلوب و ارتاح) . و للأمانة و التاريخ لم أكن متمنعاً عن إبراز بطاقة
هويتي أنذاك عن أي شعور لدي بأي نوع من الأنفة، بقدر ما كنتُ مكرهاً أخاك لا بطل،و لأسبابٍ
لعله لم يحن الظرف بعدُ لكشف ملابساتها و ربما كأن أيضاً نأياً بنفسي عن كتابة نبذة و لو من سطرين
فقط (أوتو بيوغرافي)مباشرة. كان أحريا بأحدنا إن كانت له آثار فليدعها لتدل عليه {وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى
اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.
إذاً، فها أنا ذا أدلي بما لدي كمرآة ظن عاكسة لما كان يدور في حِقبٍ عشتها ، و ربما محطاتٍ
للتزود قُدٍّر لها ولي أن جمعتني على مرافئ الحياة برموزٍ أصبح لها شأن إن شئنا أمأبينا،
حتى صارت أسماءً في حياتي ، و هي أقرب ما تكونإلى شهادات عصرٍ على أحداثٍ
جسامٍ كان لها شأنٌ عظيمٌ و دورٌ كبير ٌ أو صغير في صنع أو تسيير أو تغيير
عجلة التاريخ في هذه البقعة من العالم والمسماةُ سوداناً.
****************^^^^^*****************

ود الأصيل
17-06-2015, 09:10 PM
قَـــــــرْعُ نَعْلَيْــــنِ
لعـــابِرِ سبيلٍ فِي أروقةِ القَصْـــر!!
دأئماً ما نقرع سن الندامة على لبنٍ مراقٍ و
نردد قولتنا المشهورة مع هبة ريح كل تغيير: و نقول:
(حليل أيام الزمن الجميل)، و إن لم يكن، و ليتنا تركنا كل رأس
على جتته و كل حب في سنبله ، فلم نقطع منه شيئاً ليخلفه
من بعده،و أحيانا ننتشي في زمانٍ ليس بزمانٍ للانتشاء
****************^^^^^^****************
و عبثاً نحاول و قسراً نذاكر ما يخالج الصدر
وَ قَالَتْ لِيَ الأَرْضُ لَمَّا سَأَلْتُها:أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَرْ؟
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَ مَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
و أَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَ يَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَرْ
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَ يَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُرْ
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَ لا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــرْ
وَ لَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَمْتُ موتاي بتِلْكَ الحُفَـرْ
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ نصفين مِنْ لَعْنَةِ عفنء مُنْتَظـرْ!"
عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــابر

ود الأصيل
17-06-2015, 09:43 PM
[FONT=pt bold heading]
قَـــرْعُ نَعْلَيْنِ
لعابِرِ سبيلٍ فِي أروقةِ القَصْـر!!
(تـــمهيــــداتٌ)
مذكراتُ قرويِّ في حواري باريس!!
من هنا كنت على موعد هام مع خطًى بديت
أمشيها(تاتيبة) و أ عيشها فصلاً فصلاً مع تصاريف القدر.
ففي خريف العام 1983، أيام كان ربع رطل الزيت يملأ القزازة يدفسا،
و مصران السخيلة أطول من عمامة ترباس. كان ابتعثتنا الجامعة مجموعة صبيانٍ
و صبايا للدراسة في إطار برنامجٍ للتبادل الثقافي مع جامعة بغرب فرنسا تسمى( بواتيه) .
و في ترجمتها تحريف لما عرف ب (بلاط الشهداء) ، تيمناً بتلك الموقعة الشهيرة بين الفرنجة و والي
الأندلس آنذاك الناصر/ عبد الرحمن الغافقي. و للعجب وجدنا فيها بقايا آثارٍ بعد عين لمواطئ أقدامٍ إسلامية
هناك، كونها آخر معاقل الفتح الإسلامي في مجاهل شمالي غرب قارة أوروبا العجوز. بالجد كانت تلك صدمة حضارية
بكل ما تحمل العبارة من دلالة . بس داير أوريكم بقى رزانة السودانيين و سمتهم العالي و السمعة الدبلانبين الشعوب،
و كيف كانت (الفينا مشهودة و بنصون الأمانة السيدا أمنَّا و الحارة بنخودا). فأول حاجة قررنا منذ أن وصلنا مطار شارل ديغول
أو أورلي لا أذكر ، قررنا نتماسك كما البنيان الواحد و ننصِّب على أنفسنا أمريرين اتنين ممن يكبروننا سنَّاً. تاني حاجة طلبنا من
أخواتنا البنات نقوم و نقعد سوا في السمحة و الشينة و نتناصح في الهينة و القاسية. و التزمناكلنا بالزي القومي هنداماً كاملاً.
و الله حتى جلابية أنا شخصياً ماكانت عندي قمت استلفت من أخوي الكبير .لأنو البلد ديك للي ما شافا، من الزمن داك خطيرة
بالجد. يعني حتى الأسواق دي لمان أخواتنا يدورنَّها لازم نختهن ليك في وسطنا و نضرب عليهن سياج و نمشي بيهن في شكل
(كركون) حراسات متحركة (Escort). لمان واحد زمبل من جمهورية فولتا العليا اللي هي(بوركينا فاسو حالياً) في غرب أفريقيا,
كانمستغرب علَّق على منظرنا قال لي ما معناه: بناتكم ديل إلا كان الواحد يبقى زرافة حتى يقدر يتاوق يملأ شوفو في واحدة
منهن؛ الحكاية شنو ياخ؟!.وهن فعلاً كانن نعم الأخوات يرضن الواحدة لو غلطانة، لو أخوها حشر فيها أم كف ما ترفع عينها.
و الحمد لله ربنا وفقنا بعد داك عمرنا مسجد في أيام كان فرنسا من أقصاها لأقصاها ما فيها أكثر من ثلاثة مساجدَ.
و رفعنا الأذان هناك لأول مرة يمكن منذ خروج أسلافنا من الأندلس. الحكاية دي جعلت مننا حديث المدينة ؛
بقو الفرنسيين في الشارع يهتفو علينا بعبارات الثناء و الإعجاب. و الله كم مرة أسر فرنسية بدافع
الفضول تجي تأسل عن القروب السوداني. حفلاتنا كانت بريئة و آخر حشمة،
خالية من أية مظاهر مخلة بالمروءة و(كرستالنا) كان عبارةً عن فواكه
طبيعيةٍ من المزرعة ، و إلى ى المائدة مباشرةً!!
************^^^^^^^^************
[/FONT

ود الأصيل
17-06-2015, 10:17 PM
قَـــــــــــرْعُ نَعْلَيْــــــــــــنِ
لعـــابِرِ سبيلٍ فِي أروقةِ القَصْـــر
(تـــمهيــــداتٌ)!!
دي قصة مروية سلفاً و لكنها تدخل ضمن مقدمةٍ لا بد
منها و محطةٍ تزودٍ بصراحة ذاتي برتاح لإطالة الوقوف و الانتظار
فيها ، كونها شكلت نقطةً فارقةً و ترساً هاماً في دولاب عجلة مسيرتي.
أذكر ذات مرةٍ كنا في باريس جينا أسبوع رفاهيةٍ و إحنا في استراحة زي بيوتٍ
للشباب (فندق الطلبة) يا دوب بنستلم المفاتيح شفنا لينا بنيةً ممشطةً و عاملةً طقم
سكسك تمشياً مع موضة الثمانينات. قمنا نخمن، يا ربي تكون موريتانية دي و لا حبشية؟ لكن
هي زولتك من شافتنا ليك جات جارية ما فاضل ليها إلا تتعلق في رقابنا. فمن قصتها سريعاً عرفنا
أنها جات فرنسا كنوعٍ من التكريم في شكل جائزةٍ تحفيزيةٍ مقدمةٍ لها من بلادٍ تحترم ثقافتها و تبذل بسخاء
من لا يخشى الفقر في سبيلها و لأجل نشرها في الآفاق ، فقام جابو الشويفعة دي لتفوقها في اللغة الفرنسية
بالشهادة السودانية . و الجايزة كانت مناصفةً ليها مع شابٍّ آخر من جهة الدويم . و كمان الدليل السياحي المعين
لمرافقتهما و الاعتناء بشؤونهما هناك كان طلعنا بنعرفو ،المسيو لوشيان/ الملحق الثقافي لسفارة فرنسا بالخرطوم و هو
عالم آثارٍ كبيرٌ و مكلفٌ بمهمةٍ بحثيةٍ في مناطق مروي و البجراوية و المصورات و جبل البركل و عارف مضارب الحتات ديك
و حافظا ليك حجر حجر. المهم البنية سردت لينا حكايتها و شرحت وضعها هناك ، قالت أنو من يوم حضرت كان ءأمن و أهون
وضع ٍ تلقى نفسها فيه إنها ترقد مع ذاك الشاب (تماماً كما البيضة و الحجر)، منفردين في غرفةٍ واحدةٍ. و هو للمفارقة المذهلة
كان (عنقالي) ساكت و يمكن (بتاع سنة و قزازة كرستالو جنب كراع سريرو متل إبريق الجمار و الوضو).لكن البنية براها أقسمت
لينا بالله يمناً مغلظاً على إنو دا إياهو زاتو الجنا البعجبك ، أخو البنات و عشا البايتات البدرج العاطلة؛ قالت: كانت معاملتو معاها
تماماً كالعذراء في خدرها، يعني عاملها متل شقيقتو بت أمو و أبوه بالظبط. و الله أنا بستمع ليها لمان دمعتي كرررررر سالت
و شعرة زاتو جلدي كلبت و علقت في نفسي قلت: ياسبحان الله ، على رأي حبوبتي:(صحيح أرجا سفيه و لاترجا باطل).
مقعولة بس؟! سكرجي و لا يغفل عن صون عرضه؟! لعمري ما أشبه هذا البطل السوداني بسيدنا أبي محجن، ذاك
الذي أرهق عمر بن الخطاب و لما نفاه إلى والي العراق سعدٍ بن أبي وقاصٍ. و هناك لما نشبت معركة
القادسية تآمر أبو محجن مع زوجة سعدٍ لتفك وثاقه و يمتطي مهرة سعدٍ الذي لما رآه من على
شرفة منزله ، يقاتل و ينازل الأعداء و هو يشج الرؤوس و يجدع الأنوف يمنةً و يسرةً،
حينها تعجب سعد و جعل يردد: "والله لكأن الصهل صهل البلقاء(بغلته)
و إن الضرب لضرب أبي محجن و لكن كيف ذلك؟!.
************^^^^^^^*************
برضو كان المطعم منظم بالتذاكر فلما نمشي كان في
طلبةٌ شبه مشردين للأسف عرب من شمال أفريقيا كانو
عايشين على(الكرتة) بعدما الزول يخلص يجو ياخدو الفضلة.فنبهونا
الأمراء نخرج لهولاء نصيبهم قبل أن نشرع في تناول الطعام كي نجنبهم
ذل السؤال, بل كان الأمير بنفسه يذهب ليلاً ، يبحث تحت الضباب الشديد
في أنفاق قطار المترو و يأتينا بهم و يقول للواحد فينا: ياخي شوف أي طريقة
تبيت أخوك دا معاك و هو يردد:(من كان له فضل زادٍ فليعد به على من لا زادَ
له, و من كان له فضل ظهرٍ فليعد به على من لا ظهرَ له). و كنا فعلاً نرقد
بالمرتبة في الواطة السرير واللحاف للضيف الغريب.دي كانت نماذج
بس. كانت تلك خميرة من خمائر سودنة عديدة . تميز بها
هذا الشعب العظيم حتى صار شامةً بين الشعوب!!
***************^^^^^**************
لقد كانت تلك في نظر صديقي الحميم في الراكوبة/
بشير ود التهامي ، من أبناء كمير العوضية ناحية كبوشية، كانت بمثابة
منمنمةٍ أدبية أو تحفةٍ أثريةٍ لا ألوم أحداً إن كانت أخطأتها عين الكثيرين هنا فذلك
ربما لتزاحم الروائع (فالتـبر كالترب ملقى في أماكنه*و العود في أرضـه نـوع من الحطـب) .
فأغدق عليً ود التهامي بدوره سلسبيلاً و لا أقول قيضاً من فيض تشبعه بنجاعة الحبك و السبك
الدرامي الذي زعم لي أنه لن تشبع منه نفس قارئ نهم مثلي كما لا تشبع عينٌ من نظرٍ ، و لا أذنٌ
من خبرٍ ، و لا بستانٌ من مطرٍ. و حتى لا أطيل، فقد كانت تلك خواطر عابرة (لقروي في حواري باريس):
كتبتها ضمن مسلسلٍ مطولٍ بعنوان (خميرة سودنة) و ضمنته جانباً من أيام دراستي في بلاد الفرنجة
و عنونته حينذاك ب(رحلة فرنسا) و الذي ربما لم يسترع انتباه أي ممن مروا به مرور الكرام. عدا قلةٌ،
منهم صديقي اللدود/ بشير التهامي الذي، و إن عاب عليَّ عدم تخيري عنواناً جاذباً لحبكة رأى
فيها نوارة العنقود برمته حتى أنه علق عليها ممازحاً بقوله حينها: (ح أبني برج في قلب
الخرطوم ليناطح برج الشيخ/مصطفى الأمين و ح أسميه برج (الثور و العذراء)
فرديت عليه قلتلو: و لكن حذار يا أخا العرب( فما خَلَا ثورٌ بعذراءَ في
زريبةٍ واحدةٍ، و إلا كان هناي الوسواس الخنَّاس داك ثالثهما)
***************^^^^^^^^***************

ود الأصيل
18-06-2015, 01:09 AM
قَـــرْعُ نَعْلَيْنِ
لعـــابِرِ سبيلٍ
فِي أروقةِ القَصْـــر!!
(تـــمهيــــداتٌ)

لا بد من نبذةٍ تمهيديةٍ ، أو بالأحرى توضيحيةٍ لعلاقة
رحلتنا الدراسية لفرنسا بمجيئي إلى بلاط القصر الجمهوري، ما يعرف
برئاسة الجمهورية أو قصر الشعب، و الشعب ظل محروماً من الاقتراب منه
أو التصوير و بريئاً براءة الذئب مما يحاك و يجري داخل أروقته و ردهاته أو من على
مقربةٍ منه منذ أن شهد مصرع و دفن غردون باشاً حاكمٍ عام السودن إبان حقبة الحكم الثنائي
التركي المصري ، على أيدي ثوار المهدية. و أما خلفية العلاقة هي أننا شاهدنا من مقر سكننا الجامعي
في (بواتييه) و على القناة الرابعة لتلفزيون فرنسا الدولي، شاهدنا عربات المجروس العملاقة و هي تدهس
خمارات المرايس و عبوات الكرستال بأحجام شتى، و تريق محتوياتها في نهر النيل الخالد لتمتزج خُمرة لونها
بحمرة الدميرة و هي على وشك الانحسار عذبة فراتاً في أواخر خريف ذلك العام الميمون. و قد تلقينا ذلك النبأ
العظيم بأن قائدنا الملهم جعفر نميري قد تمت مبايعته أميراً للمؤمنين في تلك البقعة المباركة و ذاك الركن
الركين من ديار الإسلام. و أنه توج كل ذلك بإعلانه تطبيق شرع الله متمثلاً في ماعرف آنذاك بقوانين ستبمر
لعدالتهالناجزة ، حيث كان يؤتَى بالزانية و الزاني أو السارقة و السارق يُهادى بين الرجلين ليمد إحدى
أو كلتا يديه فيحشرها في جٌحر ضبٍّ داخل حائطٍ مظلم لترتد إليه فيخرجها (بيضاء من غير سوءٍ)
و قد بُتِرتْ كفها من رسغها مع الأصابع ؛ و سرعان ما تُعطن في مرجل به زيت يغلي،
لزوم كي العرق و تسييح دمه كي يتماثل الجرح لشفاء عاجلٍ.
*****************^^^^^******************
[COLOR="#A52A2A"]و ربما ثمةَ علاقة حميمة أخرى خاصة،
هي:أن واحدةً من أهم حواضني أكاديمياً حيث
تعلمتُ حرفاً ، و ثقافياً حيث اتخذتُ من الثرثرة صنعةً
يوميةُ كانت هي جامعة الخرطوم و التي كانت نواتها كلية
غردون التذكارية بالخرطوم ، أنشأت كمدرسة للطب
و سميت باسم ذاك (العلج) تخليداً لذكراه.
************^^^^^**********
[/
color]

ود الأصيل
21-06-2015, 01:05 AM
قَـــرْعُ نَعْلَيْـــنِ لعـــابِرِ
سبيــــلٍ فِي أروقــــةِ القَصْـــر!!
[color="#b22222"](لقاءٌ هامٌّ مع سفير دولة الكويت)
كان لي صديق قديم من أصل لبناني، يعمل
مسؤول علاقاتٍ عامةٍ كبيراً بفندق قصر الصداقة ببحري.
و لما علم بعودتي من فرنسا و تواجدي مؤقتاً بناحية حلة حمد ،
و على مقربةٍ من هناك على شارع البلدية و المؤدي إلى بوابة الفندق،
أرسل في طلبي صديقنا/ كمال كنان لأمرٍ يهمني و هو استدعائي لشغل وظيفة مجزية ، بل
مرموقة على حد تقديره، و قد جعلها لي مفاجأة ، حيث اصطحبني بسيارة بيجو ستيشن مظللة
عبر شارع كورنيش النيل إلى أن مسكنا شارع أفريقيا حيث نزلنا داخل سفارة دولة الكويت. هناك أشار
إلى سكرتيرة سودانية محننة و آخر (حشمة) لتبلغ سعادة السفير/ عبد الله السريع رحمه الله عليه ، بوصوله،
ومعه الشاب الموعود .حيث أفسحوا الطريق لدخلونا عليه مباشرةً. و قد لقينا سعادته بحفاوة ترحاب و دفء إنساني
موبالغة ،أقرب ما يكون إلى السودنة منه إلى الطابع الخليجي مع فارق إنو بدل المقالدة عندهم حكاية (السلام بالنخرين دي).
و كيف لا و هو كان يمثل ابن الكويت البار، و أشدَّ بِراً بالسودان . حيث قضى الرجل طيلة عمره سائحاً أقرب منه سفيراً لبلاده
و عاشقاً للترحال في ربوع جنوبنا الحبيب و فردوسنا المفقود ، مع صيد الغزلان و قطف ثمار الباباي و الأناناس العملاقة.و قد نمى
إلى علمي لاحقاً أنه كان جلب منها نخباً أولاً و بأحجام خرافية لفخامة السيد الرئيس/ جعفر نميري و كأن لسان حاله يعاتبنا
متتسائلاً:(و في أنفسكم، أفلا تبصرون؟!). عرض علي سعادته منصباً مرموقاً و بصراحة كان أكبر من عمري آنذاك ، كخريج يا دوب
لسة فرش، أي : مديراً لشؤون العالمين بالسفارة من أطقم دبلوماسية كويتية، و أيدٍ إدارية سودانية معاونة. كانت ماهيتي 205
جنيهاً سودانياً و من فوق ليها طرادة ، كانت كافية لتمكن قابضها من فتح بيت بالحلال ؛ خاصة و أنهم خصصوا لي سكناَ مريحاً
و مجهزاً مما جميه ، في ركنٍ هاديء بمباني مقر السفارة و مرسيدس كحلية فارهة. لكنني طلبت من سعادته، و لدهشته،
أن يمهلني ليومينكاملين للرد على عرضه ، ريثما أخضعه لتقييمي الشخصي و لمشاورات سأجريها مع أهل العوض. لكنهم
خذلوني و بصموا جميعهم بالعشرة (عشمانين في السفر أعماهم شايل المكسر إن شاء الله حتى كان رواعية) ، فيما
عدا خالاً لي كان متفهماً و يهمه أمري كان رئيساً لقسم الإعلام الخارجي بوكالة السودان للأنباء (سونا)هو الأستاذ/
شريف عمر / و الذي انفرد بنصحي للتريُّس بانتظار نتيجة معاية كنت منافساً فيها لما يقارب ال 57 مرشحاً على
شاغر وظيفةٍ واحدةٍ بلجنة الاختيار و مخصصةٍ على عجلٍ لصالح رئاسة الجمهورية، علماً أنها لم تكن متاحة أصلاً
لكائن من كان من أمثالي ( الغبش أبان مسوحن موية) ؛ هذا فضلاً عن معاينة أخرى لاستعابي
كمعيد أو مساعد تدريس بشعبة البنات للغة الفرنسية بكلية الآداب في جامعة أمدرمان
الإسلامية. كان بعد نظر خالي يرمي إلى فرصة أكثر مرونة لتمكنني في
الوقت ذاته ، من التوظيف من استئناف دراستي فوق الجامعية.
مما يعكس لك إلى مدى كان زمانناً جميلاً و فرص
التعيين للخريجين على قفا من يشيل
**********^^^^^*********

ود الأصيل
21-06-2015, 11:59 PM
قَـــرْعُ نَعْلَيْـــنِ
لعــــــابِرِ سبيــــلٍ
فِي أروقـــــــةِ القَـــصْـــر!!
(لجنةُ الاختيارِ للخدمةِ العامَّةِ
و ما أدراكَ مـــا هِــــــي) ،
إن لم تخنِّي الذاكرة في تركيب اسمها الرسمي؛
هي جهةٌ قوميةٌ مفروض إنها معنيةٌ بتعيين الطلاب حديثي
و قديمي التخرج في وظائف يفترض نظرياً أنها مهيأةٌ بوفرةٍ لرفد سوق
العمل و لتحريك تروس دولاب التنمية و الذي مفترض أنه بمثابة الدلتا التي تصب فيها
كافة مخرجات التعليم العام و العالي و بشطريه: التقني و الإنساني. و لكن بدا، بل ثبت بالتجارب
عبر الزمان أن كل تلك تظل مجرد فرضيات لسيت إلا ، كأضغاث أحلام ظلوط و كأحبارٍ على ورقٍ. و تظل
معها لجنة الاختيار هي الملاذ لكل مستجير من الرمضاء بالنار، و السراب لكل باسطِ كفيه إلى الماء ليبلغ فاه
و ما هو ببالغه . فهي قلعة الأمل الفضفاض في ولوج مستقبلٍ ضائعٍ و لا محالةٍ،من أضيق أبوابه. و تظل هي قبلة
الخريجين من جيلي و من سبقهم يأتونها من كل حدَبٍ و صوبٍ ، رجالاً و على كل ضامرٍ ياتون من بند عطالةٍ عنيدٍ.
لكنها ظلت حصناً حصيناً و ركناً ركيناً لا مجال لأن يأتيه البؤساء من بين يديه و لا من خلفه. يوم كان يتكدس عند عتباتها
ما يفوق عشرة ألاف عاطلٍ من خريجي كليات الزراعة في بلدٍ مرشحٍ ليصبح ذات يومٍ سلةً لغذاء العالم. كانت تلك اللجنة
تمثل برجاً سامياً يتربع عليه إمبراطور بيده صولجان و له حاشية و جوقة شرفٍ من غلمان. يقال له العم/ صلاح بن قرشي:
كان واحداً من أبرز قطط مايو السمينة و أذرع فسادها المتنفذة. مكث فيها حقباً تقارب ما مكثه الثعلب العجوز/ جوزيف بلاتر
على قمة قلعة الفيفا ، إلى أن رفسها مؤخراً ب(ركلة جزاء) جاءت بمحض إرادته لكي يتفرغ لمخمخة ما كنزه منها على مدى
أربع و لايات متتالية. أما لجنة صلاح قرشي فكانت تمثل بالنسبة لنا عنق الزجاجة الفارغة التي لا يجوز لأغبش مثلي النفاذ
منها إلى أية فرصة عملٍ محتملةٍ، حتى يلج الجمل في سم الخياط . و لم يكن مرورنا منها كراماً أصلاً، إلا كمرور الزبد يحمل
غثاء السيل ليذهب به جُفاءً ، لكي يمكث في الأرض من يعجب الناس من فئاتٍ مختارةٍ سلفاً لاعتلاء وظائفَ محكورةٍ لهم
بنظام التوريث، و مفصلةٍ على مقاسهم من ذوي الحظوة و المصارين البيض. و تلك الوظائف عادةً ما تكون
مناصب عليا و بمخصصات فلكية في مؤسسات و وزرات سيادية مثل رئاسة الجمهورية
و الخارجية. و البنوك المركزية و الاقتصاد و المالية و ما شابه.
****************^^^^^^^****************

ود الأصيل
22-06-2015, 01:37 AM
]
قَــــــرْعُ نَعْلَيْــــــنِ
لعـــــــــابِرِ سبيـــــــلٍ
فِي أروقــــــــــةِ القَــــــصْــــــر!!
(معمعةٌ في مدارسِ الشعبِ ببحري)
في تلك الأثناء ، و في غمرة حراكنا الدؤوب
و جرينا جري الوحوش بحثاً عن أي دلقان و ظيفةٍ نمشي بيه حالنا
و ناكل منو كسرة بلدي ، و زي ما قالوا : (سيد الرايحة فتح خشم البقرة).
فقد لجأنا فيما لجأنا إلى مدارس الشعب المملوكة لآل السَّراج في بحري. حيث عثرت
على ضالتي بكل سهولةٍ و يسرٍ بادئ الرأي ، ممثلةً في وظيفة مدرسٍ لثلاث لغاتٍ دفعةً واحدةً ،
و رتبوا لي جدولاً مزدحماً بمعدل 21 حصةً في الأسبوع. و أذكر أنني صادفتُ زميلاً يعمل لديهم مدرساً
لمادة الكيمياء، وجدته مستاءً لدرجة الغثيان. و شكى لي حالاً مائلاً و لا يسر عدواً و لا صليحاً ، و أنه لو لا المعايش
جبارة ساكت، لما لبث عندهم يوماً أو بعض يومٍ. بل حاول جاهداً إحباطي و ثنيِي عن المضي قدماً في قبول صفقتهم
و نصحني بالانسحاب من حيثي و فوري. و لكن لما لم أطاوعه و فشل في ذلك، لا بل و ربما قرأ في عينَيَّ مظنة اتهامي إياه
بالسعي لتطفيشي حسداً على لقمة عيش ساقها الله إلىَّ ،سكت عني مكتفياً فقط بمراقبة موقفي عن كثب بالطوالة ساي؛
إلى أن حان وقتٌ ظهر فيه شاهدٌ من أهلها ليبرهن لي بياناً بالعمل: أن النفاد بجلدي سيكون أسلم طريقة. فقد خرج علينا طالبُ
بلطجيٌّ شَبٍّيحٌ أقرب لملاكم مفتول العضل عريض المنكبين، قادمٌ أو الأحرى أنه كان مطروداً عدييل من مدرسة الوابورات بحري القريبة
من هناك. و قد تنامى لعلمي إنو السيد/ ناظرنا أو لعله وكيلنا كان تجوعل و تهور فحلف ستين يمين ألا يقبله إلا بشرط أن يعود أدراجه
من حيث أتى ، ليوافيهم بما يفيدأن لديه أية علاقة بما يسمى عملية تعليمية ، ناهيك عن (تربوية برا بطيخ). و ها هو ذا قد دبَّر الدليل،
أو لنقل: إنه انتزعه عنوةً و اقتداراً ممن حدفوه علينا، و عاد به ليقذف به في وجه محدثي و زميلي الكيميائي المسكين . بعد أن نجح في
تعفيصه و جعله في شكل تويجٍ أو زورقٍ ورقيٍّ مصغرٍ . بينما حضرةُ الزميل و رغم هزال صحته و ضعف بنيته و قلة حيلته و قميصه
الذي كان يتسع لاثنين من نفس حجمه بكل ارتياح،حاول استجماع كل ما لديه من بقية قوةٍ و من رباط خيلٍ ، و من رباطة
جأشٍ، ليبدو على الأقل متماسكاً أمام ذاك الوابور العامل لينا فيها و لا (حيدر قطامة) ظاطو .لكنه وقف أمامه بالكاد
كعرجونٍ قديم ٍ، أو متل (ورتابة طايرة بين السما و السحابة). و هو يرمقني مرتجفاً بعين لا تخلو من نظرة
معاتبٍ يبحث عن نشوة انتصار عليَّ لصالح موقفه ضدي : من أن ذلك كان مشهداً درامياً كافياً
لإقناعي بالتفكير جدياً و عملياً في العدول عن تلك الوظيفة المهببو و الورطة العويصة
و الخروج من هناك إلى غير رجعةٍ ، باحثاً لي عن مصدر آخر
لعله يكون أكثر أمناً و سلاماً، لطلب الرزق الحلال.
************#######************
[SIZE=7]تخـــريـــمـــة
[SIZE=5]و لكن ظروفي لم تكن لتتيح لي خياراتٍ أو بدائلَ
أخرى . خصوصاً رمضان كان على الأبواب و كل مؤنتي المعاي
كانت عبارة عن كريتبنة فيها طريقات آبري حلو مر و باقة عصير روزا
مركز خاتهن مع عزابة في حلة حمد ، مقوي عينيمنعصر معاهم في وكرٍ
مهجورٍ . فبعدما شفت شيل التمساح في زمبلي بتاع الكيمياء داك العامل زي
(جبل الرجاف الما بنشاف) قلت لنفسي:(دا متل الكان سوتو كريت قبيل في القرض،
جات الليلة تلقاه و تضوقو في جلدها)؛ لأني كنت زاتي أكبر مهرجل و مثير للشغب في أيام
حنتوب. فبعد ت تفكير مسافةٍ كدا قمت مشيت ليك على الصف المخصص لي أدرسهم معظم
حصصي في الجدول قلت أتشمشم؛ أظهنم كانو زي سنة تانية متوسطة ، يعني عمر الزهور
عمر المنى في المشاغبة و الفوضى . ففي نهاية اليوم كدا لقيت منهم شلة كم واحدٍ كدا
متسكعين لسة ما فاتو بيوتهم.فناديتهم يدخلو الصف و عرفتهم بنفسي كأبو صف ليهم
جديد . و يلا قعدت أعبر ليك ليهم و أحنِّس فيهم و أكسِّر ليك في التلج: إنو طبعاً
يا شباب ، نحن أخوان في الله والدين و الوطن فكل أملنا فيكم إنكم تبطلوا
الفوضى و تختو بالكم في مستقبلكم عشان بعدين تنفعو أهاليكم ديلك
الراجينكم . فكانت ردة فعلهم إنهم خلوني ليك واقف مدحش
و هم يتسللون مني لواذا، و مارقين واحد وراء التاني ،
يحدرو لي شذرا و عيونم تولع شرار شرار!!
************£££££************

[/font]

ود الأصيل
22-06-2015, 11:03 PM
قَــــــرْعُ نَعْلَيْــــــنِ
لعـــــــــابِرِ سبيـــــــلٍ
فِي أروقــــــــــةِ القَــــــصْــــــر!!
(لجنةُ الاختيارِ للخدمةِ العامَّةِ
و ما أدراكَ مـــا هِــــــي)
بالعودة إلى لجنة اختيار عمك/ صلاح قرشي
مشينا نتسكع بهناك كعادتنا شلةٌ من الخريجين الحديثين المفلسين،
و شلةٌ من الأولين و قدامى المحاربين الملطوعين منذ سنين و دنين. أو دعنا نقول:
إن أقدارنا ساقتنا هذه المرة إلى هناك حيث فوجئنا بوجود ملصقٍ إعلانيٍّ محشورٍ بطريقةٍ
تكتفنها الريبة و يلفها الغموض على الصفحة الخلفية من لوحة الإعلانات ، ما يدل أن في الأمر
ليست(إنَّ) فقط، و إنما لكنً و عسى و لعل وكل أخواتها . يتحدث الإعلان عن وجود شاغرٍ وظيفيٍّ لعدد(1)
واحد فقط لا غير/ لمفتش رصد إعلامي مطلوب معايتنه على جناح السرعة لإلحاقه على حين غفلة، بمكتب
السكرتير الصحفي لفخامة السيد رئيس الجمهورية أبعاج أخوي/جعفر محمد نميري. و كان سكرتيره الصحفي آنذاك
هو/ محمد محجوب سليمان، علمٌ فوق هامته تشةُ نارٍ. و قد نال شهرته الواسعة الانتشار ، على الأقل على مستوى بلاط
القصر الرئاسي أو دهاليز بؤرة الفساد المسماة(اتحاد اشتراكي)، أولاً نظراً لارتباط الرجل بصدور كتاب ثوري بعنوان (الرجل و
التحدي) و آخرين صحويين هما:(النهج الإسلامي لماذا؟) و(النهج الإسلامي كيف؟)، لمؤلفها قائدنا الملهم و أمير المؤنين الجدد
ألا و هو / أبو جعفر المنصور محمد نميري. و بصراحة ربنا كدا، لا أحد يدري لماذا كبد نفسه كل ذلك العناء لتأليف كتابٍ. ربما كان
ذلك بدافع المكابرة أو عدوى انتقلت إليه فأصابته في مقتل من غريمه التاريخي و صاحب الكتاب الأخضر/ العقيد المهووس/معمر
القذافي.و لعل سبباً آخر لشهرة السيد/ سليمان كانت سلاطة لسانه المتبرئ منه تماماً، نسبةً لأصوله المزدوجة بلحمين
و دمين معاً: سوداني أزرق خشن و مصري (أبيض متوسط) رخو..على أية حالٍ كان مقر مكتبه في قاعة الصداقة تحديداً
مكان ملزوق مجسَّمٌ عملاقٌ لصقر الجديان، و حيث لا يزال إلى يومنا هذا. بطبيعة الحال ، لا أحد من شلتننا أخذ أمر
ذاك الإعلان على أي محملٍ للجد. بل ظنناه جازمين عبارةً عن كذبةٍ إبريليةٍ أو مزحةٍ سخيفةٍ أكيد أنهم أرادوا
بها تخدير أعصابٍ و تنويماً مغناطيسياً لمشاعر السذج من بين تلك الجموع المتكدسة من طالبي اللجوء
إلى أية جهة لتتكرم بتوظيفنا من حملة الشهادات الجامعية و فوق الجامعية؛ أو ربما كان في الأمر
أيضاً حبكة مؤامرة كاد لها سدنة مايو و طبخوها بليل لتطفيشنا من فرص آخرى ثمينة
و معلبة جاهزة لورثتهم الغر الميامين، في مكانٍما آخر. و لكننا مع كل ذلك قلنا
لأنفسنا إننا سوف لن نخسر شيئاً لو أننا تابعنا أيما بصيصٍ لغبار نور الأمل
أينما بزغ، و حيثما لاح لنا و لو في نهاية نفقٍ مظلمٍ. فسارعنا بتقديم
أوراقنا و انصرفنا راشدين،على موعد انتظارٍ لحضور تلك المعاينة
المزعومة على جمرٍ تهبو الريح، قيل: ليوم اثنينٍ قادم.
***************^^^^^^^************

ود الأصيل
24-06-2015, 01:18 AM
قَــــــرْعُ نَعْلَيْــــــنِ
لعـــــــــابِرِ سبيـــــــلٍ
فِــي أروقــــــــــةِ القَــــــصْــــــر!!
(لجنةُ الاختيارِ للخدمةِ العامَّةِ
و ما أدراكَ مـــا هِــــــي)
لم نكن نهتم أصلاً بماهية وجود مبرراتٍ
منطقيةٍ أو غير منطقيةٍ لخلق وظيفة مفتش للرصد الإعلامي
بمكتب السكرتير الصحفي للسيد/ رئيس الجمهورية . و ذلك راجع
لكوننا شباباً أغراراً غضي الإهاب و لم نكن نُعنى كثيراً بما يجري حولنا حتى
ننظر لأبعد من أرانب أنوفنا، ناهيك عن دهاليز السياسة المظلمة القذرة، و مطباتها
الوعرة. من أن خطراً محدقاً كان يتربص الدوائر ببلدٍ على رقعة قارةٍ طالماً تعهد قائدنا الملهم
و أمير المؤمنين/ جعفر المنصور نميري بأن يظل يرفع راياته عالية خفاقة أو يسقط شهيداً دونها.
خصوصاً بعد خروج المنشق جون قرنق إلى الغابة و قدحه لنار الحرب بإعلانه حركة تمردٍ جديدةٍ تمثل أنانية (2)،
خلفاً لأنانية (1) التي سبق و سالمت النظام بموجب اتفاقيةٍ أبرمها الطرفان في أديس أبابا سنة 1972 و تم على إثرها
تدجين زعيميها الفريق/جوزيف لاقو و صديقه مولانا/أبيل ألير و ضمهما إلى جوقة بلاط القصر و إسكاتهما بفتات كعكة بائتة
كانت عبارة عن منحهما حقيبتين أفرغ من خفي حنين، كنائبٍ لرئيس الجمهورية أو مستشار له. و بعد أول حادث اعتداءٍ
تتبناه الحركة الشعبية لتحرير السودان، و هذا هو اسمها المعتمد،في أول هجوم لها على موقع لشركة مقاولات أجنبية
كانت مكلفة بحفر قناة جونقلي، و راح ضحيته عددٌ من أفراد طاقمها من المصريين و بينهم اثنان من الرعايا الفرنسيين
و التي ثارت حفيظتها و هي متململةٌ أصلاً من وجود شوكة مدمية في خاصرة منطقةٍ اقتصاديةٍ تَعُدُّها فرنسا خالصةً
لها متمثلةً في مثلت تشاد ، أفريقيا الوسطى و زائير (الكونغو الديمقراطية حالياً لما بعد لورانس كابيلا). فراح
الفرنجةيشنون حملة تحرشٍ شعواء ضدنا، حشدوا لها ما استطاعوا من قوى الشر و ألَّبوا مجلس الكنائس
العالمي و جندوا لها أقلاماً و أبواقاً إعلامية محترفة و بارعة في قرع طبول الفتنة و صب الزيت على نار
العداوة و البغضاء ضد رجلٍ متهورٍ و متحمس للرجوع بقومه القهقرى إلى عهود البعية و الخلافة.
لعله من هنا كما تبين لنا لاحقاً، برزت الحاجة لإنشاء خليةٍ تابعةٍ لمتكب السكرتير
الصحفي ليتم تكليفها بمهمة مقص الرقيب على كافةالصحف و المجلات
و الدوريات الفرنسية التي تتسرب إلى البلاد، و لا سيما
يوميتا (لو موند) و (لو فيغارو) و اسعتا الانتشار.
*************^^^^^^^^**************

ود الأصيل
24-06-2015, 10:43 PM
قَـــــــــرْعُ نَعْـــلَيْــــــــنِ
لعــــــــــــابِرِ سبـــيــــــــــلٍ
فِــي أروقــــــــةِ القَــــــصْـــــــــر!!
(انجازات العدالة الناجزة)
الحقيقة قبال ما نخش في الغريق لا جوة
داير نقيف ناخد سندة في الحتة الفاتت فوق دي ؛
نظراً لارتباطها بجزيرتنا دي ، بلد ناس العليش البقلبو القطن (عيش).
فبمثابتي و اعتباري مراقباً لصيقاً ، و قد نصبت نفسي شاهد عصرٍ من أهلها،
ثم بحكم قربي الشديد من أكتر منطقةٍ حساسةٍ من دوائر الأحداث و قلاع صنع القرار في بلادي ،
كما سيتبين لاحقاً. فإن ما سميت جزافاً بقوانين سبتمبر التي فُرِضَتْ في أواخر عهد مايو، و على الرغم مما قد
يكون اتسم به عرابوها من نوايا لعلها حسنةٌ و أغراضٍ و غاياتٍ في نفوسهم يريدون قضاءها من خلف الكواليس؛ و أيضاً رُغمَ
ما قاله عنها المغرضون من منتقديها ، بل و ورافضيها، و منهم السيد/الصادق المهدي من أنها لم تكن تسوىَ مداد الحبر الذي طبعت به؛
و كذلك رغم ما شاب حيثيات تطبيقها من (كلفتةٍ)، حيث كانت تقطع يد نشالٍ ضعيفٍ حين يدسها خلسةً في جيب أخيه في سوقٍ أو ملجةٍ
أو معلقاً على شماعة أبو رجيلة، و تستثني الشريف حراً ليبرطع و يسرق على عينك يا تاجر ما خف حمله و غلا ثمنه من جزلان الدولة. فرغماً عن
كل ذلك فهده شهادةٌ مني لوجه الله ثم للتاريخ، بأن تلك كانت محاولة جادة ممن فرضها آنذاك لتحكيم شرع الله في خلقه و على أرضه، هكذا
نحسبه و الله حسيبه. و يكفيها و شرفاً أنها تميزت بخصلتين محمودتين لا تخطئهما إلا عين مكابرٍ و حقيقتين لا يغالطهما إلا منافقٌ بيِّن النفاق أو
عظيم الكفر البواح . ألا و هما:أنه قد اختفت على إثرها مظاهر لاأخلاقيةٍ و لاحضاريةٍ كانت تسود مجتمعنا و هو بريء منها و لا تشبه رزانه خصاله
الالسمحة و تخصم كثيراً من سجل سمته الرفيع و رزانته و المطبوعة؛ و تحط من قدر مروءته المشهودة، متمثلةً و، للمفارقة، من واحدة من تلك
السلع التي لم تكن نادرة بل على قفا من يشيل: لكن صفوف طلابها من الداعرين كانت هي الأطول بلا منازع.إنها صفوف الرجال و هم يقفون
بالساعات الطوال على أبواب بائعات الهوى و هم يتحرقون "شبقاً" و (يُسمع لهم ضراط) ؛و يتحركون زحفاً لدخول بيوت (الأحرار) (فمنهم من
قضى وطره و منهم من ينتظر). بالجد كان منظراً قبيحاً مخزياً كهذا شبهه مالوفٍ في كافة فضليان المدن على امتداد ربوع بلادي من نمولي
إلى حلفا.و لم تكن و لم تكن بدعةً انفرددت بها(الحلة الجديدة) هنا و التي يبدو(أنها سقطت سهواً) من السادة الموثقين لود مدني
العريقة الرائدة(في كل شيء) ( والشينة منكورة). فلعل عهد الرئيس نميري لو لم تكن له و لا مأثرةٌ واحدةٌ تُذكر فيكفيه نخوةً
أنه أوقف ذلك العبث اللاأخلاقي بفرمانٍ رئاسيٍّ؛ و طبظ الشيطان ففقأ إنسان عينه حينما فرض شريعةً صارمةً و بعدالةٍ
ناجزةٍ فمنع على إثرها تجارة الدعارة بعدما سادت كمصدرٍ للرزق تتكسب منه النساء من بين أوراكهن و تعتمده
الدولة كأحد و أهم الموارد لخزينتها و أكبر ركيزةٍس داعمة لناتجها القومي. كذلك عندما قضى على آفةٍ
خطيرةٍ ثانيةٍ و مشهدٍ آخر مكمل لنفس صورة الخزي و لعار متمثلاً في حانات أم الكبائر تنتظم
حارات الحضر و بيارق الأنادي تهبهب علايةً خفاقةً و تنتشر في ربوع الأرياف
عبر القرى و النجوع .أغلقها تماماً حيثما كانت منتشرةً بحيث تجد
بين كل بار و بار هناك بار إلى أن جاء ابن السودان ال(بار)/
جعفر نميري ليريق كناتيش المرايس و خمارات الجعة،
ثم ليريحنا من كل تلك المظاهر مرةً و إلى الأبد
************$$$$$***********

ود الأصيل
24-06-2015, 11:23 PM
قَـــــــــرْعُ نَعْـــلَيْــــــــنِ
لعــــــــــــابِرِ سبـــيــــــــــلٍ
فِــي أروقــــــــةِ القَــــــصْـــــــــر!!أ
(إعدام المرتد/ محمود محمد طه)
ما المحمدة الثانية و الأهم في نظري
فقد كان حدثاً استثنائياً و مدوياً بكل المقاييس
متمثلاً في استتابة المرتد في حق زعيم الفكر الجمهوري/
محمود محمد طه. و على الرغم مما ثار حوله من لغطٍ و شدٍّ و جذبٍ
للحبل من طرفيه في كل اتجاه، إلا أنه مثَّل موقفاً شجاعاً يحسب لرجل ولَّى
نفسه أميراً للمؤمنين و أراد أن يثبت صدقه مع نفسه و مع رعيته . لقد حضرنا و قائع
تلك الاستتابة مبثوثة على الهواء مباشرةً على مدى ثلاثة أيامٍ حسوماً ، من على نجيلة خضراء
تحت لبخةٍ ظليلةٍ أمام داخلية كسلا بالبركس و نحن لسة طلبةٌ في سنة خامسة آداب. و لما انتهت
المحاكمة إلى طريقٍ مسدودٍ أمام عناد رجلٍ كالح الوجه مقطب التجاعيد و قد أخذته العزة بالأثم ،لم
تجد هيئة المحلفين بداً من رفع أمره للسيد مفتي الديار ليحكم بإعدامه شنقاً ، و من ثم حمله على
متن طائرة لدفنه في جهة غير معلومة لكائن من كان حتى يومنا هذا. و بذا أسدل الستار على آخر
مشهد لزبعةٍ أثارها في قعر فنجانٍ، و قد طويتْ آخر صفحةٍ ل(رسالته الثانية). أذكر في تلك الأمسية
أن تلميذه و حبره المقرَّب و صهره لاحقاً ابن الحديبة الهارب/ أحمد مصطفى دالي لم يكن مصدقاً أن
الموت سوف يغيب شيخهم و كبيرهم الذي تولَّ كبره و قد علمهم السحر حتى اتقدوا أن الصلاة
التي كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ، قد رفعت عنه و استبدلت له ب(صلاة الأصالة).فجاء
دالي متسللاً إلى البركس تحت جنح الظلام على رأس رهطٍ مصغرٍ مكوَّنٍ منه و ابنة
المشنوق/أسماء محمود محمد طه و القراي، ترافهم جوقة من مداديح(الطريقة)
الجمهورية و هم يتخافتون تارةً و و يتهاتفون تارةً أخرى بقولهم افتراءً على
الله تعالى كذباً :(وَ مَا قَتَلُوهُ وَ مَا صَلَبُوهُ وَ لَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ).
تصور بس..الغلو وصل بيهم لحدت وينّ؟
*********^^^^^^**********

ود الأصيل
25-06-2015, 01:08 AM
[CENTER]قَـــــــــرْعُ نَـــعْــــــلَيْــــــــنِ
لـــعــــــــــــابِرِ سبــــــيــــــــــلٍ
فِــي أروقـــــــــةِ الــــقَــــــــصْـــــــر!!
(سجالات مع أذناب الفكر الجمهوري)
و للأمانة و التاريخ كذلك أذكر أنه سبق لي أن
خضت و لا أزال أخوض بين الفينة و الفينة سجالاتٍ حامية
الوطيس ضد أذنابٍ و بقايا من اتباع محمود محمد طه من حملة فكره الجمهوري
المندثر و الموغل للنخاع في فلسفةٍ باطنية لاواعيةٍ . أفعل ذلك كلما سنحت الظروف
و جمعتني في الدوحة برأس الحية/ أحمد مصطفى دالي و زوجه المصون/ سلوى محمود محمد طه
و التي يتباهى و أنه تزوجها في جوٍ بسيط و خالٍ من أية مراسم للفرح. أقرب ما يكون إلى حداد على روح أبيها.
و هما يشبهانه للمفارقة بنوع من زواج الزهراء. اقترنا ربما بعد عودته من أمريكا موظفاً بقاعدة العديد العسكرية، في
ضاحية غربي الدوحة حيث يستقر حالياً هناك بعد رحلة عناء طويل بدأت بخروجه متخفياً على ظهر قلاب تراب بمساعدة
منظمة لغوث اللاجئين كانت ناشطةً في (قرية حنان الكويتية) بمنطقة أب رخم الواقعة شرقي مدينة الفاو هنا . و من بعض
رفاقه البروف بجامعة قطر/خالد محمد الحسن (من أبناء رفاعة)، و موسيقار فرقة أطفال (ألوان الطيف)/عبد الحميد إبراهيم
محمد الشبلي (بديري دهمشي من الغريبة) و عبد الغني كرم الله (من أبناء العسيلات) و آخرون. و كانت آخر مناظرةٍ لي
مع دالي منذ ما يزيد على سنة حيث استمعت إليه و هو يسفسط و يهيم بفكره اللاهوتي و يدخل ببنا في حتات أضيق
من جحر ضبٍ و ما أنزل الله بها من سلطان و يخرج ع لينا بشطحات عجيبة بما فيها حديثٌ مفترًى عن كثائفَ و لطائفَ
لدرجة أنه برأ إبليس أمامي مستميتاً في المرافعة عنه بأنه إنما كان لعنة الله عليه ، ضحيةً لثباته على مبادئه
الراسخة،و أنه سوف لن يخلد في النار و التي يدَّعي المتزندق المهووس دالي: إنها ليست أصلاً داراً للعذاب
بقدر ما هي بوتقةٌ لصهر و تهذيب النفوس من أدرانٍ قد علقت بها في حياتها الدنيا؛ مثلما يًصقَل عليها
الذهب ليذهب خّبّثه و تُنْفَضُ شوائبه؛ و أن ليس لإبليس خلودٌ فيها إلا ريثما (يتحلل) من ذنوبه، ثم
يخرج من كثائفها إلى لطائف الجنة . ثم أنهيت تلك المقابلة بقولي لدالي لو كان هنالك
من ينظر في القضية و يعدل بالسوية و يخرج في السرية لكان الأحرى و أجدر بهم
أن يستتيبوك فيشنقوك أنت قبل محمود) فرد على ساخراً كعادته قال:
دا لو كان لسة في راجل متل أبعاج نميري ، و مع ذلك فأنا و من
باب الاحتياط، ما زلت غائباً من السودان منذ أن طفشت
قبل ما يزيد على ثلث قرن ، و إلى غير مسمى)
***********&&&&&&************
[/

center]

ود الأصيل
28-06-2015, 01:09 AM
]
قَــــــرْعُ نَـــعْـــــلَيْــــــنِ
لـــــعــــــــابِرِ سبـــــيــــــــلٍ
فِـي أروقـــــــــةِ الــــقَــــــصْـــــر
دخــول المعــاينة و الخــروج منها!!
(تابعُ لجنةُ الاختيارِ للخدمةِ العامَّةِ
و ما أدراكَ مـــا هِــــــي)
بما أن الوظيفة مخصصة لمكتب السكرتير
الصحفي بقاعة الصداقة ، و بما أنها ربما كانت مقنطرةً
لواحدةٍ أو واحدٍ من إياهم ، و خوفاً من طول لسان السكرتير/
محمد محجوب سليمان ، كان لا بد لهم من ترتيب كل شيءٍ من وراء ظهره.
فانتهزوا فرصة غيابه مرافقاً للرئيس في زيارته الشهيرة لدكتاتور رومانيا/ شاوسيسكو.
و قد كلفوا مترجماً حلفاوياً من طواقم قاعة الصداقة يقال له/ طلال بالذهاب إلى مقر لجنة الاختيار
للتواطؤ مع عمك صلاح قرشي لإجراء معاينةٍ صوريةٍ فقط ل(كورجةٍ) من المتقدمين و منهم العبد الفقير إلى
الله ، لكي يستلُّوا من بيننا كما الشعرة من العجين شويفعةً مروسةً جاهزةً، أظنها لا خريجةً حتى و لا ناقةَ لها و لا
(جملَ) برصد إعلامي و لا ترجمة فرنساوي و لا هم يحزنون . كل ما كان لديها أنها كانت من محاسيب سعادتو / مدير
البيرسونيل في بلاط القصر آنذاك السيد/ الطيب أحمد قاسم ؛ و لكنها تبخرت في التصفيات . إذ يبدو أنهم مكروا و مكر الله
و ( كره الله انبعاثهم). فقد تم تكليف طلال هذا بمهمةٍ خارجيةٍ طارئةٍ.فاضْطُرُّوا تلافياً للموقف، لتكليف بديلين عنه كانا هما/ الأخت
الكريمة و و الزميلة لاحقاً / وداد مصطفى الهادي (متخصصةٌ ترجمةً فوريةً) و السيد/ عبد الله الشيخ نور الدين و اللَّذَان اشترطا لقبول
مأمورية تكليفهما أن لا تمارس عليهما أية ضغوطٍ من كائنٍ من كان، بل تمنح لهما كامل الصلاحية لأجراء معاينةٍ حرةٍ و نزيهةٍ لضمان اختيار
فقط من يمليه عليهما ضميرهما المهني. دي كانت الثغرة الوحيدة الممكن ننحشر بيها. ذلك نظراً لأن هذين المذكورين الاثنين بالإضافة إلى
ثالثٍ هو عمنا/الشيخ طويل(رغم قصر قامته و هو حالياً مغترب بوزارة الخارجية القطرية) و رابعٍ هو شخصي الفقير إلى الله، كنا تقريباً الغبش
الوحيدين وسط أرتالٍ من الحناكيش الجايين منزلقين بتحت الطربيزة على نطاق دوائر و إدارات رئاستي الجمهورية و مجلس الوزراء . المهم أن
المعاينة كُتِب لها أن تنعقد في موعدها و بنفس الطاقم البديل تفادياً لخطورة أن تفوح رائحة طبختها فينكشف أمر مدبريها . و بالفعل تم
إجلاسنا بالعشرات لأمتحانين تحريريين لترجمة نصوصٍ صحفيةٍ من اللغة العربية إلى الفرنسية و أخرى عبارة عن مقتطفات من صحفيتي
(لو موند)و لو فيغارو) الفرنسيتين ؛ ثم جاء في اليوم التالي دورالترجمة الفورية مع معاينة المظهرالعام لكل مرشحٍ. علماً أن نصيبنا فيها
كان أضعف من حظ (العشمان في ودكةٍ من ورك نملةٍ عجفاء في ليلةٍ ظلماءَ، حيث حرمت عليه الرشوشة). و لكن عناية ربانية
فقط هي التي شالت ليك الكعكة الفرد واحدة دي و رمتها في عب واحدٍ أشعثَ أغبرَ مثل حلاتي: مدفوع بالأبواب،
و لعلي رُبَّما( لو أقسمتُ على الله لأبرَّني). كما أذكر من نظرائي ممن تم استيعابهم معي في معاينة
متزامنة لسكرتيرين ثوالث بوزارة الخارجية كان زميلي منذ حنتوب/ عبد الغني النعيم
(من البشاقرة شرق و اقتصاد الخرطوم) + على بن أبي طالب (الجندي)/
أول دفعة إنجليزي لسنة 1985 + عادل بانقا (تربية الخرطوم فرنساي)
+ على الصادق (من تندلتي و بتاع إنجليزي / آداب خرطوم).
****************$$$$$$****************
[/color]

ود الأصيل
29-06-2015, 12:47 AM
قَــــــرْعُ نَـــعْـــــلَيْــــــنِ
لـــــعــــــــابِرِ سبـــــيــــــــلٍ
فِـي أروقـــــــــةِ الــــقَــــــصْـــــر!!
(نتيجةُ معايناتث لجنةُ الاختيارِ للخدمةِ العامَّةِ)
حضرنا باكراً ذات يوم أثنين لمراجعة آخر قوائم التصفيات
لتلك الفرصة النادرة لنجد مفاجأةً صاعقةً بأن الله جعلها من نصيبي.
لدرجة طلبت من أحدهم أن يقرصني شدددييييد أو يفرك لي عيني أو يدعك
لي في نِخْريني بصلة كلاب، (على قولة حبيبنا أبو النور) حتى أفيق ثم أصدق ، و
قد تحلّق الناس حولي الحاسد منهم شايل البغران تحت قبة لجنة الاختيار . و وجدت
من حملني إلى حيث سلموني بموجب ذلك مظروفاً كاكياً مختوماً بالشمع الأحمر ،
و بداخله كما قيل لي خطابٌ رسميٌ بتعييني رسمياً و شعبياً مساعد رصدٍ صحفيٍّ و
إعلاميٍّ بمكتب سعادة/ السكرتير الصحفي لفخامة السيد رئيس الجمهورية، و معنوناً
إلى مقر الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية بقصر الشعب. بعد ذلك طلعت من هنا متوجهاً
إلى هناك لا أقول : تحملني قدماي ، بل كأنما تحتويني حويصلات طيرٍ خضرٍ أو ترفرف
بي أجنحة الفرح على متون و صهوات الحمائم الزواجل. و تشيِّعُني جمهرةٌ. لا، بل
هي مظاهرةٌ هادرةٌ ، ليست من أولئك المنافسين الذين انتزعت من بين
مخالبهم مزعة لحمٍ كانوا قد طبخوها و بهَّروها لمن كانوا يريدون، بل
ويظنون بأنه أحق بها و أهلها و لكن خالقي و رازقي فعَّالٌ
لمايريد، و قد خالف ظنهم و جعلها لي ،إذ ساقها لقمةً
سائغة من بين فرث و دم خالصة لمن يريد.
*****************************

ود الأصيل
29-06-2015, 01:23 AM
موكــب زَفَّة العديل والزبن
إلى بلاط القصــر الرئاســي!!
إنما كان يَزُفُّنِيْ إلى حدائق القصر رهطٌ صغيرٌ و قد تعالت
زغاريده من حناجرَ تقافذت صور صويحباتها إلى ذهني عند أبواب
الخاطرة و تزاحمت وجوههن لتمتطي معي شريط الذاكرة. رهطٌ من أمهاتٍ عدةٍ:
حيث إنني و رغم تحدري من صلب أبٍ واحد و أمٍّ واحدةٍ، لكنني نشأت مترعرعاً في أحضان
مرضعاتٍ شتى، بعد رحيل أمي التي أودعتني أمانةً في أعناقهن، ثم غيبها الموت مباشرةً
بُعَيْدَ ولادتي. إثر علة حمُّىً صفراء لم تمهلها طويلاً. فَرُحْت (أفتِّش ليها في اللوحات..مَحَل الخاطر
الما عاد..في شهقَة لون و تكيَة خط و في أحزان عيون الناس و في الضُّل الوقَف ما زاد..بناديهَـا و بناديها
لحدت ما ألاقيها). جاءت تتقدم صفوف هؤلاء حبوبتي و مربيتي، تلك المسنة العمياء التي اعتصرت لي خلاصاتٍ
من نخب حنانها كما لو كنت مولوداً من مصارين بطنها و فلذةً من كبدها، و هي تلقنني كلماتٍ تقول:(قلبي علي جناي
..و قلب جناي علي حجرٍ)؛ يرافقها وجه أبي الراحل هو الآخر ، كصورة مائية. ربما حضر ليذكرني بجدلية كل ما يدور:
(بين سنبلةٍ و حبةٍ) من حتمية للفناء مع البقاء، و أن ثنائية الأبوة و البنوة إنما تمثلان (باءين لا يجتمعان طويلاً).
فها أنا ذا أتدرج على سلم الوظيفة و إذا بمن كان سبباً في وجودي و عشت في كنفه عمراً يمارس معي فن المستحيل
لأشب عن طودي قوياً، إذا به يستأذن ليدير لي ظهره و أنا عاجزٌ عن ممارسة حتى فن الممكن لكي أبقيه
بجانبي، و لكن هيهات. ثم لاحت لي من خلفهم فتاة أحﻻمي ، تتوارى كما (ضل الضحى: دخل القش
و ما قال كش) و تمشي الهوينة على استحياء، و تتسلل كنسمة صيف باردة؛ تلك التي نسجت
من خيوط مناديلها أسطورة (بقايا حب ظل صامداً في حطام إنسان..و عاش جباراً عنيداً
في وجه أعاصيرَ صراصرَ عاتيةٍ، و ضغوطٍ ملحاحةٍ كانت تدفعه دفعاً ليموت واقفاً)،
كما أوحت لي نظراتها بحكاية(حب في زنزانة و زفاف خلف القضبان). ثم انضم
إلى هؤلاء زمرة من رفاق دربي و أتراب فصول دراستي ،أولئك الذين
كنت استلهمتُ من وحي تداعي خواطري معهم كشكولاً
سميته: (مذكرات قرويٍّ في حواري باريس)!!
*********^^^^^^***********
[/font]

ود الأصيل
29-06-2015, 11:23 PM
وصولي إلى بوابة القصــر الرئاســي!!
خرج معي كل هؤلاء في زخمٍ و هيلمانةٍ غير مسبوقةٍ
و يمكن القول: إنها كانت في مأمن تماماً من ملاحقات قوات مكافحة
الشغب و رجال الاحتياطي المركزي ، لسبب منطقي و بسيط جداً: هو كون
فعالياتها و عناصر رهطها مكونة من مجرد زوالات كلهم من صنع خيالي و من أبناء
وبنات أفكاري.كانوا جميعهم غير مرئيين للعين المجردة. حالهم قريبٌ من أولئك (السادة الزوار)
الذين يحلون ضيوفاً كراماً على موائد أقسام و نفافيج هذا المنتدى على مدار الساعة في حالة غيابٍ
تامٍ للسادة/ أرباب المنزلِ، سواءٌ من أعضاء أصليين و مشرفيه و إداريين مكلفين . ما علينا ، المهم أنني وجماعتي
سلكنا أو أنني سكلت دربي من بوابة لجنة الاختيار الواقعة ناحية الشرق قليلاً الحتات الفيها بنك باركليز و مطعم سان
جيمس رحت أجوب شوارع سيتي بانك المتعارض ما بين شارعي الجمهورية و الجامعة ، وهما متقاطعان بدروهما مع المك
نمر. ثم عبرت متجهاَ شمالاً حتى وصلت مدخل البوابة الجنوبية لما يعرف مجازاً ب(قصر الشعب)، كنوعٍ من ذر الرماد في العيون،
ليس إلا. و البوابة دي مشرفةٌ على حدائق القصر و مطلةٌ أيضاً على مباني وزارة الخارجية و محلات المفروشات المصرية على
ما أذكر و متاخمةٌ من جوة لكنيسة غردون باشاً، ربما هي التي ذُبح فيها العلج و دفن تحت أنقاضها على يد أنصار جهادية
المهدي و التي كانت تتخذ منها مراسم الدولة مكتبةً عامرةً و قسماً كبيراً لتجهيز و تغليف الهداياً الرئاسية الصادرة من
سن الفيل و جلود (الشاموا)، و حفظ تلك الواردة. و أنا لشيء في نفسي لجأت للدخول خلسةًمن هذه البوابة
بالذات(منذ أول وهلة و حتى مغادرتي للقصر و للبلاد برمتها إلى غير رجعة). كان ذلك تفادياً للاقتراب من
بوابتين أخريين إحداهما مطلةٌ على ضفاف النيل الأزرق و الثانية فاتحة غرباً باتجاه رئاسة البوستة
و وزارة المالية و. جربتهن الاتنين و لكني بصراحة كدا مما قربت منهن حسيت ليك بشعرت
جلدي كلبت و من يوم داك كَزَّيْت منهن و أو جست منهن خيفةُ عدييل، لأنو موقفين
على كل ركيزة حارس ببندقية طوييل (طول النخلة!) و مصبوب تماماً
كالحجرالأسود، لدرجة حتى و لا عينو دي كان طبظتها ما بترمش
و غازين فوق راسو ريشتين نعام من نوع منقرض!!
*************^^^^^*************

ود الأصيل
30-06-2015, 11:54 PM
]
استقبالاتي في القصر الجمهوري
ما كنت داير أتوقف طويلاً عند المحطة دي تجنباً للدخول
في تفاصيل و شكلياتٍ يمكن تكون مملةً، لكنها لا تخلو من لقطاتٍ طريفةٍ.
ففيي بوابة القصر الجنوبية. لقيت حراس الأمن مصبوبين, و كأن على رؤوسهم الطير،
فلا يرمشون و لا حتى يناحون الذباب عن جلودهم .سألني كبيرهم (واحد مكرش شكلو مرفود جيش،
شبه حُراس كافور الأخشيدي، و من قال فيهم المتنبي لصدقه أبي يوسف يوم اعترضهما ساعة خروجهما
بخفي حنين من مصر:أفاضل الناس أغراضٌ لذا الزمن* يخلو من الهم أخلاهم من الفطن* وحولي بكل مكان منهمُ
خلقٌ .. تخطئ إذا جئت في استفهامهم بمن) . ما علينا ، فالمهم أن ذاك العملاق انتهرني و قال: قف! إلى أين؟ فمددت
له خطاب تعييني بالطبع بيدين راجفتين. قفز الرجل إلى آخر الورقة فالتوقيع ، دون أن يفقه شيئاً (فما هو بقارئ أصلاً).لكن يبدو أنه
فهم بحاسة المؤمن السادسة أنني جاي سالط و بعين قوية. فنظر لي بحدة ثم عبس في وجهيو بسر و قال:من الآخركدا، واستطك منو
ياخوي؟!! رددت عليه بإشارة إلى السماء. فهمني بسرعة مذهلة، ثم انتفض فجاة ليضرب لي تعظيم سلام و أمرني بأن أتبعه داخلاً بناحية
كنيسة غردون باشا (آلت إلى خرابةٍ أثريةٍ و مخزنٍ مهجورٍ لهدايا كبار زوار الدولة).و من هناك إلى مكاتب البيرسونيل حيث قال للجميع: قوموا على
حيلكم،جاكم موظفٌ (جعبةٌ تخينةٌ) و واستطهٌ فوق في السماء. و لدهشتي، قام الكل و اصطفوا لتحيتي كقيامهم لأجدع معلمٍ يوفُّونه التبجيلا. مع
إني كنت شاباً شديد النحافة عظيم "التفة"و شبه متلاشي ما بين المنكبين (بس قشة كبريتٍ على رأسا زيتونةٌ) . من ديك مكثنا شهراً أنا و هم في
ريبةٍ و غموضٍ. كلانا يتهيب الآخر .المهم أن عربةً مرسيدس بيضاء و أحيانا سوداء كانت تقلني كل صباح من و إلى أوسخ أزقةٍ في بحري (قايلين القبة
تحتها الشيخ حمد ود أم مريوم، و لا خوجلي أبو الجاز)، و هناك في القصر يحيطونني بحفاوة تتناسب و الواسطة المهيبة المفترضة كما فهموها من
هترشة ذاك الحارس و لكن الظاهر سوء فهمهم جاء في صالحي برضو. و يلا هاك يا جرايد عربي وأفرنجي و عصاير فيمتو و فطاير من أراك هوتيل.
فسرعان ما نطن لي كضيماتٌ يا زول(و أهلي الحنان بهناك الكريعات مغبشاتٌ للساق من المسوح بالليل و السرحة نهاراً) .الشاهد إنو علمتُ
لاحقاً أن دوامي مفروض في قاعة الصداقة.ذهبتُ إليها مصدوماً (حضارياً) حيث سلمني السيد مأمون/ مدير مكتب السكرتير الصحفي
مقاليد وظيفتي بكل حفاوة و أتحفني بأناتيكَ و نسخٍ فاخرةٍ من كتبٍ مثلَ (الرجلُ و التحدي) ,(النهجُ الإسلاميُّ لماذ؟ا) و (النهجُ
الإسلاميُّ كيفَ؟)؛و كلها من مؤلفات ( أبعاج أخوي يا دراج المحن) و الذي تدرج بين ليلةٍ وضحاها،من قائدٍ ثوريٍّ إلى أميرٍ
للمؤمنين مبايَع، إلى مؤلف ملهم لا يُشق له غبارٌ؛ و بعضها ينسب جزافاً لبنات أفكار مطبليه. كنت شاباً شديد النحافة
عظيم "التفة" و شبه متلاشي ما بين المنكبين كغيري من بقية مساحيق بلادي ممن صرفت عليهم الدولة
دم قلب الترابلة(دا كان منتهى الأنانية، لنعترف بذلك!).فقد بدأت آثار المجدة و السعة و الدعة ترتسم
على خلقتي و كساني لحمٌ و شحم ٌ موبــــالغة. لدرجة أنني فوجئت بمن يصادفني من المارة
من كورنجية مريخاب ، سرعان ما يتجمهرون و يشيعونني بالهتاف على أنني اللاعب
الخلوق الراحل/ سامي عزالدين ، طبعاً دا كان على الدهمة ساااه , و إلا
فشتان ما بين ( قرداً يونسك و غزالاً جافل) و الفارق طبعاً كان شاسعاً
كبعد ما بين المشرقين و المغربين، لمن يمعن النظر..
حتي أهلي يظهر إنهم ودروا شكلي نهائي!!
*********^^^^^^^^************
[/color]

ود الأصيل
01-07-2015, 11:20 PM
قَــــــرْعُ نَـــعْـــــلَيْــــــنِ
لـــــعــــــــابِرِ سبـــــيــــــــلٍ
فِـي أروقـــــــــةِ الــــقَــــــصْـــــر!!
(حكــــاية وزيـــــــــرْ بلا حـــقيبة!!!)
شهرين كاملين أو يزيد لقد أمضيتهما في حالة
انعدام وزنٍ و توهان أعوص و أطول من رحلة مصطفى
محمود من غياهب شكه إلى يقين أيمانه ، و قد عاش فيها مراحل
من عمره مع (كذبات أمه الثمانية). لكنها بالنسبة لي و على المستوى
الشخصي كانت لحظات حلمٍ ورديٍ عشتها على أمتع ما يكون الأمتاع ، كنقلةٍ
نوعيةٍ دراماتيكيةٍ عنيفةٍ ، لا بل كانت طفرةً حضاريةً هائلةً ، من حال إنسانٍ قرويٍّ بسيطٍ
فقيرٍ لمان غلت و كملان من لحم الدنيا لدرجة كنت قاعد أضع كالشاة ، إلى آخر منجهاتٍ و
خدماتٍ فندقيةٍ (5 نجوم) نبتت لي على أثرها كتيفاتٌ و عملت لي كمان تلاجة كريشةٍ ناطةٍ
ضقت بها ذرعاً و ضاق منها قميصٌ لي(تحرمني منك) الوحيد الكنت قاشر بيه طوالي ، حتى انطفت
معها حبوب الشباب و زالت نموش المراهقة المعذبة من جضومي. و أما على مستوى الجو المحيط
فكانت بالجد متاهة صعبة و اصطدام بخليط أحاسيس مضطربةممن حولي مابين دهشةٍ و ذهولٍ
محفوفٍ بتحفظٍ و فتورٍ، و بين حفاوةٍ مصطنعةٍ مشوبةٍ بالريبة و الحذر م، :(من أكون) أو الأحرى:
من تكون الواسطة الافتراضية المزعومة التي تقف وراء (رويعي غنم مثلي). كي تفتح لي
أبواب السعد على مصارعيها حتى أرتقي مرتقاً صعباً فأقتحم برجاً عاجياً بتلك
المنزلة، لأشغل أذهان الكل ، فأربك أوضاع كافة أولئك المقيمين
فيه و القائمين عليه من أسماهم إلى أدناهم.
**********#########**********

ود الأصيل
02-07-2015, 12:02 AM
(حكــــايةُ وزيـــــــــرٍ بلا حـــقيبةٍ!!!)
طاقم القاعة المؤلف من السيد/ مامون/
مدير مكتب السكرتير الصحفي، و من السيدة/
منيرة قسم الله سكرتيرته الخاصة جداً( و هذه بالذات كان
حصل لي معاها فلم طويل عريض، برجع أحكيه بعدين في وقته المناسب).
فبدت هي و من معها محتارين في هذه البلية المتلتلة الجات محدوفةً عليهم
من السماء، فما كان منهم إلا أن اكتفوا بتحميلي بكتب و أناتيك تذكارية ، ثم ما لبثوا
أن أرسلوني عائداً ادراجي بخفَيْ حنين إلى حيث أتيتهم من ناس العم/ كامل محمود في
إدارة شؤون الموظفين و الذي انتظري لأجده مغلوباً على أمره و محتاراً في أمري هو الآخر. هذا
على الرغم من اعتراف الجميع هنا و هناك بكوني موظفاً جديداً حقيقياً و بماهيةٍ محترمةٍ ، صحيح
أنها بدأت متواضعة بمبلغ و قدره/108 جنيهات فقط لا غير/ و لكنها سرعان ما قفزت إلى حسبة/358 جنيهاً /
بالإضافة طبعاً إلى مخصصات أخرى كبدل لبس , و حرباشات تانية عبارةٌ عن نثرياتٍ بمبلغ و قدره/115 دولار/ كانت
تجيني(تميرات فوق راس فكي) بالعملة الصعبة من بنك السودان المركزي عن كل يوم أقضية في أية مهمة خارجية كوفد
مقدمةٍ رئاسي أو كمرافقٍ للرئيس ، لأغراض الترجمة والرصد الإعلامي في أي من خرجاته. كما أرسلوني كذلك مزوداً بخطاب
تكليفٍ رسميٍ لعناية السيد/ مهدي شريف الترزي المعتمد لدى مؤسستي الرئاسة و مجلس الوزراء, و ذلك بمقره الكائن بعمارة
محمد حسين بأمدرمان ، أو بمحل آخر له بالخرطوم /2 (يمكن ناحية منزل الراحل / حسن عطية)؛ لكي يعتني ب(تدبيجي) بكذا
طقم بِدَلٍ(فولسوت) كاملة و سفاريات مظبطة مما جميعه، طبعاً لزوم تظبيط الهندام الذي لا بد أن يتناسب و هيبة المنصب الجعيص
المخصص لي كبقية خلق الله هناك. و لكن ، أين سيكون المقر المحدد للوظيفة؟!فتلك كانت هي المعضلة العويصة و الورطة الحقيقة
العجيبة اللي كان الكل يبحث لنفسه عن مخرج طوارئ منها . إلى أن هداهم الله و هداني معهم لأن أطلب منهم إيصالي الجهة
التي أجرت معي المعاينة في لجنة الاختيار فكان السيد/عبد الله الشيخ نور الدين بمثابة حبل (الإنقاذ) و طوق النجاة للجميع
حيث قام بنقلي إلى قسمه بالسكرتارية و الترجمة التابع مباشرةً للمكتب السري للسيد رئيس الجمهورية. ثم قام
الراجل بعد ذلك بإطلاعي على كامل فصول تلك الدراما الهزلية المتمثلة في اختلاق كادرٍ وظيفيٍّ مفبركٍ تماماً
من ألفه إلى يائه لتوظيف شخصٍ أو (شخصة) بعينها محسوبة لشخصية من إياهم. و لكن الذي حصل أن
الأمر تحول بقدرة قادر إلى واقع صار مكتوباً له أن يعاش بحذافيره و بسيناريو مغايرٍ أتت رياحه بخلاف
ما كانت تشتهي سُفُنُهم. ذلك أن دايناصوراً من عالمٍ آخرَ قد هبط أو (حطه السيل) من على
ظهر طبقٍ طائرٍ هنا، ثم بدأ قرع نعليه يُسمعُ جيئةً و ذهاباً ليس ك(عابر سبيلٍ)
هذه المرة ، و إنما ليبقى جاثماً هنا على صدر من شاء
أو أبى في قمة هرم السلطة في بلادي.
*********^^^^^^^**********

ود الأصيل
06-07-2015, 01:38 AM
[/LIST]
=pt bold heading]

منذ تشييد قصر غردون باشا في عام 1832
من جالوصٍ و طوبٍ جُلب من بقايا آثار مدينة سوبا
(بعد خرابها)كعاصمة لمملكة علوةٍ القديمة. و قد أُطلِق
عليه وقتها اسمُ « سرايا الحكمدار» ، ثم «سرايا الحاكم العام»،
ثم عُرِف بـاسم«القصر الجمهوري» بعد استقلال السودان. و في
1972 أطلق عليه الرئيس النميري «قصر الشعب» عقب فشل
انقلاب الرائد/ هاشم العطا، ثم عاد له اسم القصر الجمهوري إثر
اتتفاضة أبريل1985 الشعبية على أنقاض معالمه القديمة ،
متمثلةً في : سارية القصر ثلاثية الأبعاد، و سلالم
«الدرج» الذي قتل و دفن تحته غوردن باشا.
************&&&&************
[COLOR="#6633ff"]و منذ بداية تلك الحِقَب المتعاقبة و حتى حينه،
لم تطأ بلاط هذا الصرح العظيم قدما ابن من الكادحين ،أعني
الجايين بالطريقة الصاح (على قولة ود المطامير) ، ماعدا ثلاثة أنفارٍ فقط ،
سبق لي ذكرهم هم: السيد/ عبد الله الشيخ نور الدين، (بديري دهمشي من أبناء الغابة ،
تقلد مناصبَ عديدةً كرئيسٍ لقسم السكرتارية و الترجمة ، الذي تم سحبي إليه تجنباً لزفارة لسان
عمنا الحلفاوي/ محمد محجوب سليمان) ، ثم ترأس الشيخ مراسم الدولة ، ثم سفيراً معيَّناً لسودان الإنقاذ
لدى دولة تشاد. و شهادةٌ الله، أنه كان مثالاً لدماثة الخلق ونضافة اليد. و ثانيهما الشيخ طويل (الذي هاجر مبكراً
إلى سلطنة عمان قبل أن ينتهي به المطاف إلى دولة قطر حيث عمل مترجماً بجريدة الشرق، ثم حالياً بوزارة الخارجية القطرية) .
ثالثهم هو شخصي الضعيف و الذي لا أعرف له حتى الآن مستقراً و لا مستودعاً (متل مركب على الله محل ما ترسى تمسى.عابراً:
بلا سنٍّ و لا مهنةٍ محددةٍ.و ليست لدي أية ثبوتيَّات هويةٍ لتربطني حتى تلزمني بالانتماء إلى رقعةو طنٍ له حدودٌ في بلادالله الواسعة.
حيث يظل يرسلني مطار إلى مطاراتٍ و مرافئ. و تتقاذفني محاضن الغربات عبر الملاجئ و المنافي. و قبل ما أنسىفربما هناك رابعٌ هو
السيد/ عوض جاد الرب (تم تعيينه وزيراً لحقيبةٍ بلا صلاحياتٍ سموها وزارة دفع ، أو ( رفع) المظالم، كما كان يحلو له تسميتها بلهجة ﻻ
تخلو من سخرية و قلة أدب عل خفيف. و لو أنها لم تفتح ملفاً واحداً لمواطن واحد من مظاليم مايو) و كان من ضمن مرؤسيه فيها: العم/
وديدي، الأخوان /الصادق أشقر، محجوب مرغني(من عوائل طباخي البلاط الجمهوري)، و من النواعم/ رشيدة حسن سعيد (بنت أخت للسيد
نائب رئيس الجمهورية د/ بهاء الدين محمد إدريس) ، ليلى المك (مذيعة ربط في التلفزيون برضو كان مشغلنها معانا) ؛ ومطعمنهم باتنين كدا
من سجل العام للكتبة لزوم كف العين هما/(العمة خديحة حسين و عائشة عبد الصمت). فكنا هايمين على و جوهنا في جوٍ ترفيٍّ لا يتناسب أبداَ
و مسامات جلودنا ، كما الحملان الوديعة فيوكرٍ للذئاب. ناسٌ كلها ليها ضهرٌ قويٌّ و تعرف جيداً من أين تؤكل الكتوف و متى تُربَّى أو تُحْلقُ
الدقون، و كيف تُمسح الأجواخ. ياخ أساميٌّ ظاطو ما أنزل الله بها من سلطان. شيء أقباط و شيء بواقي شركس و مواليد سلاجقةأتراك.
التقول بالله نحن في عزبة الخديوي إسماعيل ، و لا في(حرملك) السلطان سليمان القانوني: كان هناك نديم عدوي، نبيل مراد، عز الدين
خاطر ، كمال مغربي، و نجوى شفيق شوقي، و إخلاص بيومي (من أملاك بحري) و كمان كانفي واحدة كدا صارمة جداً كأنها راجل
أسمها/ ليلى إبراهيم إسرائيل! و لا وجود طبعاَ البتة لأي من أسامين اس أهل العوض ، تلك التي تملأ الخشم لمان يدفٍّق.
(ناس بلة و تاي الله و العيشة على الله) هناك ، حيث كانت تُوزَّع الحقائب الوزارية، و تُقلَّد أعلى المناصب
الحكومية و من هناك كانت تخصَّصُ أراضي كافوري و المنشية ؛ و هناك تُجلَب أشهى الوجبات
من هلتون و أراك و تلعلع الحلاقيم مترعةً بالقهقهات تسمعها مجلجلة لآخر و أبيخ نكتة
تنقال في شخص سيادتو/ أبعاج أخوي يا دراج المحن/ رئيس الجمهورية.
*****************&&&&&&&&****************
][SIZE=5][SIZE=6]حاشية و تخريمة:
بهذا يمكنني أن أدلي بشهادةٍ للزمان و الزين
و على ذمتي، و للأمانة و التاريخ ، بأنني و السيد/
الريس جعفر نميري يمكن نكون الوحيدين الممكن تقول عينا :
(مرقنا ملوص) من مولد الأراضي السكنية الكان بيوزعوها على كل
من هبَّ و دبَّ من منسوبي و سدنة بلاط القصر الرئاسي و على بقية
محاسيبهم. أما السيد/ الريس فلأن وزير إسكانه السيد/ مبارك سنادة
كان يرى أنه ليس مؤهلاً أصلاً لأن تُخصص له أية قطعة أرض . و ذلك فضلاً
نضافة يده (القوية الأمينة)، فأيضاً لكونه عقيماً و كلالة لا وراه و لا قدامو .
و أما شخصي الفقير إلى الله فلأنني رأيت و ﻻ زلت أرى أنه ﻻ أحد كان
يستحق شبراً و احداً من حق لأي امتيازٍ قد حُرِمتْ منه ملايين
الجموع من مساحيق بلادي من أمثالي حيثما كانوا!!
************&&&&&*************
/SIZE]
[/COLOR*

ود الأصيل
06-07-2015, 11:34 PM
]

([COLOR="#006400"]جــــو ..هـــنـــدي)

(خلف كواليس البلاط الرئاسي)
فترةٌ قصيرةٌ جداً أمضيتها في حالة توهانٍ و انعدام
وزنٍ. و بالذات بداياتها مرررت (لحظات و كمان ساعات)
كأنها سنين ضوئية. طبعاً ليس لأنها مملَّةٌ!!لا بالعكس تماماً.
دي كانت زي كحلمةٍ ورديةٍ جميلةٍ ، و لكن لصعوبة تأقلمي الشديدة مع وسطي
الجديد في محاولاتٍ بأئسةٍ و يائسةٍ كتلك التي يعكف عليها الأخ/كبسور و رفاقه على
مدى ثلات رمضانات لانتزاعنا عبثاً من ثوبنا السوداني ليضعونا كل مرة في أجواء غير مألوفة،
هذه المرة ( كان جو اً هندياً) و قبله مضى جوٌ خليجيُّ، و قبل ما قبله جوُّ أمريكيُّ. و أنا مُوش فاهم أبداً
ما هي الرسالة بالظبط من وراء كل هذا المال و الوقت و الجهد المضني المهدر سدىً. ما علينا . ما كان يهمني
أنني وجدت نفسي فجأة في ورطةٍ حقيقيةٍ أعوص من حال فأر مسكين و جائع وضعوا له قطعة جبن رومي بين فكي مصيدة.
أول محنةٍ صادفتني حين وضعوني رابعاً لثلاث أو خامساً لأربع أو ربما سابعاً لست(ستات) والأحرى معظمهن آنسات هن زميلاتي.
كانت على رؤوسهن وداد مصطفى الهادي (دي الكان عملت لي المعاينة في لجنة الاختيار) فتحية عثمان صالح (بنت عمة للريس أبعاج)،
رحمة صالح العبيد( أبوها رأس ماليةٍ وطنيةٍ)، نجوى شفيق شوقي (و دي كمان بنت مدير قاعة الصداقة)، و نوالمبارك سنادة (من نسايب
ناس نميري: ابوها وزير إسكانه، و أخوها سامي كان مصوره الخاص).أضف إلى ذلك ثالثة الأثافي ممثلةً في معاناتي مع جماعة حامية القصر
و الحرس الجمهوري في البوابتين الشمالية و الغربية المفروض عليَّ الدخول منهما رغم توجسي من نظراتهم ليشذراً، لدرجة لمان أجي
بجنبهم لمان شعرة جلدي تَكَلِّب), لحدت ما نشأت بيني و بينهم زي عقدة كراهيةٍ مَرَضِيَّةٍ (زينوفوبيا). فكان بعضهم يستوقفني من
دون خلق الله كل صباحٍ و أنا جاي داخل للتحقق من هويتي، و لا يخلصني منهم إلا مسؤولي المباشر السيد/ عبد اللهالشيخ
بعد ما يعرفني ليهم تلفونياً بأنني واحدٌ صحفيٌ زائرٌ جاي ليهم ألقط لي شوية أخبار. حتى يفسحوا لي سونكيات بنادقهم
حتين أقدر أمر بين أيديهم بسلامٍ . ثم أخيراً شكوت حاليهذا لأساتذتي بالجامعة.و بالفعل حضر رئيس شعبة الفرنساوي
البروف/قسم السيدآدم بلة و برفقته أستاذي و المشرف على رسالة بحثي لتمهيدي الماجستير البروف/ ألان سبور.
جاءاهذا مع عودتي إلى الجامعة لمواصلة دراساتي العليا.على أن يتم تقسيم وقتي بين من هنا: دوامٍ صباحيٍّ :
بمدرجات (شعبة الفرنساوي بكلية الآداب، و الداون تاون و ركن الثقافة الفرنسية (C.D.U.S.T) ؛ و من هناك
مسائي:حين يتجه كل زملائي الطلاب إلى البركس و لتناول الغداء بالصفرة ال(Main)،تلقاني الوحيد
ألهث متل كلب الحر طائر فللي بنمرة (11) لا ألوي على شيءٍ في رحلاتٍ مكوكيةٍ
عبر شارع الجامعة، قاصداً قصر الشعب لأبدأ مشوار عملي غاتساً في
كيمان الملفات المردومةلي فوق طربيزة مكتتي، بينما طرابيز
(صويحباتي) الحنكوشات فاضياتٌ تماماً لمان يصوصن!!
**************######*************
*
[/
color][/size]

ود الأصيل
08-07-2015, 11:12 PM
بعودتي إلى أسوار الحرم الجامعي تم تسجيلي
طالباً لتحضير درجة الماجستير بكلية الدراسات العليا المتاخمة لدار النشر،
في ما يعرف حركياً، بمجمع (داون تاون)الواقع جنوب النشاط. على أيام عميدالكلية البروف/
عبد الرحمن الأقرع و ذراعه اليمنى د/ سعاد حيمورة. و هنا لا بد من وقفةٍ لأدين بالفضل و التجلة لعمالقةٍ
في مجالات اللغة والأدب و فطاحلةٍ في الترجمة و التعريب و التأليف و النشر، هم أساتذتي الأجلاء أمثال: د/ يوسف الياس
(من نجباء ود مدني هذه الودود الولود) و أناس أغنياءٌ عن التعريف أمثال البروف/ محمد عمر بشير ، و هو خبيرٌ ضالعٌ جداً في فقه اللغة
الاجتماعي(Sociolinguistique)و مساعده في اللسانيات/عشاري، فضلاً عن اثنين من ألمع أبناء و رواد (غابة الأبنوس و عتامير الصحاري)
هما د/ على المك،و صديقه الأديب الأريب/ محمد عبد الحي (برضو واحدR من فلتات عدن النيل الأزرق) . كانت أطروحة رسالتي بعنوان "حركة الأدب
الزنجي الناطق بالفرنسية"بصفة خاصة. و لما كانت لها كورسات تمهيدية مصاحبة، لهذا الغرض فقد تم إرسالي داخلاً للانضمام إلى نفس دفعتي بالسنة
الخامسة في شعبة اللغة الفرنسية كلية الآداب. حيث كان مجيئي إلى هناك مجدداً ليس:(كما ترجع عرجاء إلى مراحها)، و (كما يعودكلبٌ في قيئه )، و إنما
(لكأن و موسى قد أعيد لأمه و قميص يوسف قد أتى يعقوبا) . هناك حيث أستاذي المأسوف على شبابه و الأنيق في كل شيءٍ: خِلقةً أو خُلُقاً، أو قلباً و قالباً، أو
شكلاً و مضموناً ، المغفور له بإذن الله الدكتور/ خالد عبد المجيد مرسي ، و الذي تلقنَّا على يديه روائع سردٍ و لا أمتع عن مسيرة رواد الحركة الزنجية بصفة عامة
التي من أبرز عرابيها في الشتات سواء في مجاهل أفريقيا السمراء أو في حوض نهر الكاريبي كأمثال الكاريبيين/ إيمي زيزير و أﻻن داماس، السنغاليين / ليبول
سيدار سينغور و سامبين عثمان ، و الرئيس التنزاني/ يوليوس نايريري، و النيجيري/ شيخ حميدو كين و قبله مواطنه/ تشنوا أتشيبي ، مؤلف ملحمة درامية
اجتماعية: Things Fall Apart(الأشياء تتداعى جانباً). كنت تاسعاً لثمانية زملاءً و زميلاتٍ في دفعتي تلك؛ منهم ثلاثة خُشُنٌ هم : أحمد الجعلي ، الريح عبد
القادر، و محمد المهدي محمد هاشم ؛ و خمسُ نواعمٍ هن:نهى عثمان، أمال عثمان ، هويدا أبو بكرو القبطية/ سلفيا نجيب( كنت صادفتها ذات يوم حيث
تعمل مسؤولة بأحدى الخطوط الجويةأو و كالة للسفر و السياحة) . و خاتمة المسك ، ست البنات لي حدهن حشمة و رزانة / شادية إبراهيم الخواض
(كانت تمثل واسطة العقد بينهن . و قد نظم فيها أحد مجانين ليلي قصيدةً عصماءَ بعنوان/ نار إبرهيم . وقال فيها إ،ن ذلك مع فغارق أن نار سيدنا
إبراهيم كانت برداً سلاماً عليه).كنت أشدهم إصغاءً لهذا الخالد العبد المجيد لدرجة ألا أذكر أنني احتجت يوماً لمذاكرة أي نصأو مفردة سمعتها
منه ، بل لدرجة أن أمينة المكتبةعندنا و في ركن الثقافة الفرنسية (C.D.U.S.T) أختنا / سوسن عبد المجيد كانت تتهمني بين ممازحةٍ
و جادَّةٍ ؛ أو بين حاسدٍ و بغرانةٍ لا أدري، بأنني كنت أتقمص شخصية الرجل و أقلده في هندام لبسي و في تسريحة شعري و حتى في
خطو مشيتي كوقع الحافر على الحافر ، حيث لم تدع مجالاً لإنكار ذلك فأتخارج منها بقولي: (اعتبريه ياخ في مقام و الدي,و طبعاً من
شابه أباه فما ظلم).كذلك من بين من علموني حرفاً هنالك كانت أيضاً (أبلتي) في الترجمة؛كانت صديقة لدودةهي د/ سعدية
الأمين؛ و فيمجال النقد الأدبي ; كان زوجها الساخط/ باكر علي ديومة ؛ و في اللسانيات د/ سليمان على بلدو ؛ و في
علم الصوتيات (Phnetique)عبد الرازق. ;كما لا ننسى كذلك،دور عمنا د/ يونس الامينواحد من أعيان جزيرة
توتي و لديه اهتمامات و صاحب أعمدة رياضية.في الصحف اليومية السيارة و هو الآن على
ما أظن.يتقلد منصباً تشريفياً رفيعاً على قمة الرابطة الفرانكفونية في أفريقيا.
*********************&&&&&&*********************

ود الأصيل
11-07-2015, 10:12 PM
[SIZE=5]حاشية لا بد منها :
لمن يتبادر له سؤالي :
أين كنت من كل ما كان يدور
خلف أسوار و كواليس القصر؟؟؟!!!
أقول له: إن هذه شهادةٌ للأمانة و للتاريخ ، أنني
كنت أدخل ضيفاً و أخرج كأي أجيرٍ . كنت أنتظر كل آخر شهرٍ
لأتقاضى أجري ، بعد أن يجف عرقي . كنت أترك كل النغنغات الحاصلة،
لأعبر الشارع غرباً إلى مبنى وزارة المالية أو البوسطة المجاورين، لأضرب ليك طلب
كسرة بلدي يومياً بملاح شرموط أبيض(خالدي) ، لدرجة أنني من كثرة تكراره مرات أتخيل
نفسي أمام حَلَّة قوز عملاقة بحجم (مصفاة الجيلي) ، و يغرفون لي منها كل مرة شوية بما يساوي
مبلغاً و قدره طرادة (25 قرشاً) ؛ و ألم باقي المويهية (صرةً في خيت) و أقوم أوديها لناس أبوي المسن،
ليعيش بيها (كوم لحم) شُفّع تحته من زوحته الرابعة. بالنسبة للعطايا و المنح و المناوﻻت و التمريرات من
تحت الطربيزة ،فهذه شهادة لوجه الله، و أتحدى بها من أحياء القصر و أمواته كائناً من كان يدعي أنه رآني
سجلت نفسي ذات مرةٍ ، و لو بقلم رصاصٍ ، في أيٍ من دفاتر تلك المخصصات و التوزيعات المشبوهة
و الممرغة بغبار الملح من عرق الغلابة أمثالي و الكادحين من أهلي الحنان. بالجد دي كانت طريقة
تفكير جيلنا بكامله . علماً بإنو أراضي الفئويين لمان صارت حقاُ مشاعاً لكل خريج لقتني غادرت
تاركاً البلد بقضها و قضيضها إلى غير رجعة ، و مرقنا منها (ملوص ، أباطنا و النحم).
و من هنا، بتحدى بذلك كل من يقدر يجادلني أو يخاصمني حول
أية إفادة مما أوردته هنا . كما أعتذر بشدة لكل من سقط
اسمه مني سهواً.، و بالتأكبد ليس عمداً.
************&&&&&************
size]

ود الأصيل
13-07-2015, 11:57 PM
[COLOR="#B22222"]نبــــض الشـــــارع
[I[I
[COLOR="#B22222"](خلف أسوار الحرم الجامعي)
في عـــهـــد صبـــانا حيث:
(التقى جيل البطولات بجيل التضحيات)،
كما يحلو لنا أن ندعيه، شهدنا ظروفا حرجة و فترات عصيبة
من المخاضات السياسية العسيرة و التحولات الأيديولوجية الكبرى،
عصفت برياح تغيير عاتية على الوطن في كافة أركانه ، و ألقت بظلالها عاتمةً
بصفةٍ خاصةٍ على الحراك الطلابي و على سير الحياة الأكاديمية داخل أسوار الحرم
الجامعي على مدى عقود من الزمان و لا تزال إفرازاتها و تداعياتها ماثلةً للعيان. و الشاهد هنا
أن المد السياسي في أوساط الطلاب كان متأثراً إلى حدودٍ بعيدةٍ بخصوماتٍ تاريخيةٍ بين معسكرين
تقليديين ذات اليمين و ذات اليسار و ما بينهما من خطوط متشابكات تلعب بها حركاتٌ دؤوبٌ للمد و الجزر
الثوريين ،و صراعات لقضم الأصابع من هنا و من هناك. يمكن أن نشير إلى بعض الأمثلة على ذلك في إسقاطات سريعة
كحادثة اغتيال الكوز/ الغالي عبد الحكم عند بوابة مستشفى الخرطوم ، و ا لمزعوم على يد الشيوعيين في خريف سنة 1979.
صحيحٌ أننا لم نشهدها، و لكننا عشنا عقابيل و أحداثاً متلاحقة أفرزتها و ارتبطت بها طويلاً ، على طريقة ما يشبه حدوث الانزلاقات الأرضية
تاليةً و متأثرةً عادةً بوقوع الهزات و الزلازل على مقربةٍ . بدءاً بتلك المناوشات التي كان يفتعلها بين فينةٍ و أخرى، صديقنا الحنتوبي المخضرم/
إبراهيم خبرة للتحرش بتلك الناصرية الشرسة المدعوة / عيشة حسن ، و المسؤولة بعمادة الطلاب، و لأسبابٍ كانت تبدو أحياناً واهية، كضآلة
حجوم الرغيف المخصص للإعشاة بالبركس مثلاً ؛ و مروراً بأغرب و أطرف حادثة عراك بالرجلين شنته فتاة حاصلة علي حزام أسود في فن الكراتيه،
قيل:إنها ابنة من أمٍ ألمانيةٍ ، للروائي المعروف و صاحب (صحو الكلمات المنسية) و ابن الغابة / النور عثمان أبكر ، و كان فريستها بلطجي الكيزان
و وحشهم الكاسر/ عمار أحمد آدم و الذي شاهدناه واقفاً مشدوهاً , بلا حراك و في منتهى السلبية ، كما يقف (حمار الشيخ في العقبة). هذه البطلة
المزعومة أظنها أو أختها تعمل منذ مدة طبيبة أسنان بمستشفى للشرطة بدولة قطر .و ليس انتهاءً بوفاة أو اغتيال طالبي الفرع/بلل و الأقرع
متأثرين بجراحهما من طعنات زُعم أنه سددها إليهما كما ورد في التحقيقات اليساري المنشق/ ياسر عرمان. هذا علماً بأنني تلقيت شخصياً ،و عبر
(الراكوبة) إفادةً خطية و خطيرة من الأخ/عادل عبد العاطي و الملقب بأبي ريم (العطبراوي)خلطت أوراق القضية من ألف إلى ياء. و من باب
الأمانةالعلمية، سأورد في ذيل عرض هذه الفقرة ، و لمن يريد التحقق، نص تلك الإفادة كاملة بحذافيرها،حتى بأخطائها الإملائية و المطبعية؛
كي لا أضيف أو أحذف شيئاً . المهم كان طابع السجال بين الفريقين عدائياً و على أشده، بل كان آخذاً في الاحتدام فيما يمكن تلخيصه
في عبارة شاملة ، مفادها: أن( أشد عداوةُ للذين (تكوزنوا) هم جماعة الجمهوري/ محمود محمد طه، ثم الذين تضامنوا تحت
عباءة علمانية فضفاضة حوت بداخلها كل من زعم و نادى بأن يكون ما لقيصر لقيصر ، و ما لله لله). و لا يعني ذلك بالضرورة
أن الكيزان كانوا بأحسن حالٍ منهم كثيراً. فرغم وقوف هؤلاء كما يزعمون، سداً منيعاً و مصداً راكزاً ﻻ يتزحزح في
وجه أية دعاوى (شيطانية) لفصل الدين عن الدولة ،إلا أنهم عملياً ، كانوا كمن ينهي عن خلقٍ و يأتي مثله،
بل أقبح منه. فكان حالهم ، كما هو حال غيرهم (فالكل في الهواء سواء) ، يدعو الناظر
إلى ساحة الحراك السياسي عموماً ليقول متفرجاً في الجميع:
(أسمع كلامك أصدقك، و لمان أشوف فعايلك أستعجب!!)
*************&&&&&***************
color]

ود الأصيل
14-07-2015, 01:31 AM
و ليس انتهاءً بوفاة أو اغتيال
طالبي الفرع / بلل و الأقرع متأثرين
بجراحهما من طعنات زُعم أنه سددها إليهما
كما ورد في التحقيقات اليساري المنشق/ ياسر عرمان.
هذا علماً بأنني تلقيت شخصياً،و عبر (الراكوبة) إفادةً خطية و
خطيرة من الأخ/عادل عبد العاطي و الملقب بأبي ريم(العطبراوي)
خلطت أوراق القضية من ألف إلى ياء. و من باب الأمانة العلمية،
سأورد في ذيل عرضهذه الفقرة ، و لمن يريد التحقق،نص تلك
الإفادة كاملة بحذافيرها، حتى بأخطائها الأملائية
و المطبعية؛ كي لا أضيف أو أحذف شيئاً.
*****&&&&&****
color]



إذ يقول السيد/ عادل عبيد العاطي ما نصه الآتي:
"]
]"]
"وحق لي هنا؛ أن أجيب مرة واحدة والى الأبد؛ على كل التساؤلات
عن دور ياسر عرمان في احداث العنف بجامعة القاهرة الفرع؛ في فبراير 1986؛
والتي قُتل فيها المرحومين بلل والأقرع؛ وخصوصا أن أعداء ياسر عرمان ما فتؤا يتهمون الرجل
بكونه ذو ضلع في مقتلهما؛ وهو إرجاف قلنا ان المقصود منه ارهاب ياسر عرمان وابتزازه؛ كلما دعى الداعي.
واشهد الآن - كما شهدت مراراً من قبل- ان ياسر عرمان لم يكن متواجدا ساعة الحدث بالجامعة؛ بل كان في مكان
آخر تماما؛ وان يداه برئيتان من دم هذين الضحيتين ؛ وأن كل محاولة لالصاق دم بلل او الأقرع به؛ آنما هي كذب حقير
وتزييف عضير؛ لا يقوى عليه إلا الوالغون في السقوط؛ الخائضون في الانحطاط؛ والصغار في نفوسهم وعقولهم؛ ممن لا يمكن
ان يصلوا الى أمانة عرمان ومبدئيته وخلقه ولو عاشوا مئات السنين. وكان شخصي الضعيف؛ هو المتهم الوحيد في تلك الاحداث؛
حيث اتهمني الإتجاه الإسلامي بقتل كل من بلل والأقرع ؛ وقد سلمت نفسي طائعا مختارا للشرطة ؛ وكان ياسر عرمان في معيتي
عندماذهبت لقسم الشرطة ؛ وقد قضيت عامين ونيف محتجزا في سجن كوبر على ذمة التحقيق والمحاكمة؛ وقد برأتنى المحكمة من
كلا التهمتين؛و أوضحت بما لا يقبل الجدل؛ كذب شهود الإتهام وطابع القضية التلفيقي؛ وخرجت ولم يستؤنف حكم المحكمة بعدها؛
و لم يتطرق أحد الى سيرة ياسر عرمان؛ طوال ذلك الوقت ؛ و لم توجه له اصابع الإتهام الكاذب الا في اوائل التسعينات ؛ عندما
أرتفع نجمه في الحركة الشعبية؛ ثم كانت الإتهامات له تظهر وتختفي؛ حسب الحاجة السياسية؛ ورغبة في ارهاب الرجل والضغط
عليه؛ بعد أن قال القضاء كلمته؛ وحين كان المتهم غيره؛ و قد شهدت القيادية بالحركة الاسلامية لبابة الفضل ان كل الاتهامات
ضد ياسر انما كانت نوعا من الكذبو التزوي؛ و محاولات للابتزاز لا غير."و خلافا لما يشيعه البعض؛ فان ياسر عرمان لم
يوجه اليه اى اتهام في تلك الأحداث؛ و لم يُحقق معه ؛ و لم يكن مطلوبا من قبل الشرطة او النيابة؛ كما هو قد قضى
اكثر من العام بعد تلك الأحداث في الخرطوم؛ يتنقل في عرصاتها حرا طليقا؛ حتى خرج بعدها للانضمام للحركة
الشعبية. ولم يكن الرجل في خروجه هاربا او مُطاردا؛ بل خرج من مطار الخرطوم وكان يعلم بقرار خروجه
الكثيرون. و قد أرسل لي ياسر عرمان وقتها خطابا – لم يصل اليّ لظروف كثيرة- يشرح فيها
حيثيات استقالته من الحزبالشيوعي؛ و قراره بالانضمام للحركة الشعبية؛ وهو موقف اعلم
انه قد أوضحه للكثير مناصدقائه ورفاقه في ذلك الوقت؛ مما يوضح معدن الرجل
وانه واضح في خياراته؛ مهتم برأى اصدقائه؛ حريص على تنويرهم
واعلامهم على رؤاه وقراراته على الأقل؛ اذا تعذر الاقناع."
إلى هنا و انتهى كلام الاستاذ/ عادل عبدالعاطي.
************&&&&&***********
[/[/I]i]

ود الأصيل
27-07-2015, 09:32 PM
]

(مخاضات سياسية داخل الجامعة)
لا يكاد الحراك الآيديولوجي و المسيَّس
في كثير من الأحيان يهدأ قليلاً ، إلا ليلتقط
أنفاسه ريثما يستريح محاربوه ، ثم يشد فرصه
و يتأبط كنانة سهامه ؛ و لا تكاد فتنةٌ طائفيةٌ نائمةٌ
أو نعرةٌ أو حساسيةٌ من أي نوعٍ تنطفئُ تحت الرماد
هنا إلا ليُويقظها ملعونٌ لسببٍ ما أو لآخر، من
هناك فتُطل برأسها مجدداً، ليشتد أوارُها
و يحمو وطيسها في كل مرة.
*******&&&*********
ففي سنة الانتفاضة الشعبية ضد نظام مايو 1985،
انتزعت قِوَى تضامن اليسار ممثلةً في جبهةٍ ديمقراطيةٍ +
مؤتمرجيةٍ + طلابٍ مستقلين+جبهةٍ وطنيةٍ أفريقيةٍ/ inf)، من براثن عدوٍ
لدودٍ هو كتلة اليمين و المتمثل ثقلها في الكيزان مع مساعٍ بائسةٍ لهم ظلت تراوح مكانها
بلا جدوى لمغازلة جماعة أنصار المهدي و حزب الأمة، آملين في خطبة ودهم. و تم تنصيب الشاب/
عمر يوسف الدقير( أصله من حفيرة هنا قبل الخياري) سكرتيراً للاتحاد. يساري على السكين؛ و كان خطيباً
مفوهاً و متحدثاً في منتهى اللباقة و سياسياً محنكاً في غاية النباهة، متفوقاً بخطبه الجماهيرية العصماء أمام جموع
مناصريه حتى على جهابذة الكلمة في الجامعة و رؤسائها آنذاك البروف / عمر بليل ، ثم خلفه أ.د/ يوسف فضل حسن، مؤلف
موسوعة (الشلوخ في السودان)(التقول يعني هي براها ناقصة شلوخ ). لدرجة أن الكيزان تآمروا ذات ليلةٍ ظلماء على إسكات
تلك(السافوتة)بأن كلفوا واحدة من أشرس فرقهم الخاصة للتدخل السريع لدهمه في فراشنومه بداخلية مروي و هم مدججون
بقضبان من (سيخ الأسعد و أبنوب) ملفوفة بقماش فوط و عمم أو ما شابه ، و مزودون أيضاً بزجاجات معبأة بخاخ من الشطة
(القبانيت) .فكانت محاولةً اغتيالٍ بشعةً لتصفية عمر الدقير بدمٍ بارد ؛ و قد وقفنا بأنفسنا على سيل دمائها في الهزيع
الأخير من تلك الليلة الصيفية الحمراء كما لو كانوا قد أناخوا بعيراً ، ثم نحروه لتوه و أراقوا دمه أمام غرفة المجني
عليه.و لكن للمفارقة العجيبة أن عملية كشف الجناة و قائدهم و منفذ تلك الجريمة جاء على يد آخر من نكون
نتوقعه خصماً لدوداً لجماعته، ألا و هو / محمد طه محمد أحمد، صاحب حائطية (الوفاق) و هو محسوب
من ناحية جهوية على ما كان يعرف بجماعة الإخوان أو الاتجاه الإسلامي.حيث إنه عوضاً عن تكتمه
عليهم ، قام بفضح كبيرهم الذي علمهم السحر علق صورته في صبيحة نفس الليلة على
بوردات الركن المخصص لجريدته في النشاط. و كانت المفاجأة بجلاجل لي شخصياً لمَّا
علمنا أن الذي تولَّى كبره و خطط و نفذ يومذاك كان واحداً من جلسائنا و ندمائنا
تحت الشجرة و في أثوابه (همباتيٌ)خطيرٌ، كان متنكراً في رداء حملٍ
وديعٍ و هادئ الطبع (كان جل ضحكه تبسماً) في الونسات تحت
ظل لبخة الإخوانية الجبهجية المتكوزنة إلى أن
عينوه ﻻحقاً رئيساً لمنظَّمة الشهيد.
********&&&&&&********

[/[/FONT]COLOR]

ود الأصيل
28-07-2015, 09:48 PM
]"]]]
"]]\
(دالي يحاضر في الجامعة الإسلامية)
كنا نكنِّي جامعة الخرطوم ب(الجميلةِ و مستحيلةٍ)، قبل
أن تتلاحق الدقون ؛ و جامعة/ فرع القاهرة كانت بطبيعة الحال، هي
(الحنينة السكرة) ، بل يذهب بعض الحانقين عليها إلى اعتبارها نادياً ليلياً صاخباً،
أو على أهون تقدير (ديفيليه) يومي لآخر صيحات الموضة من عروض الأزياء و العطورات
و البخورات الباريسية المقدمة من بيوتات ناس (كرستيان ديور و إيف سان لوران و ماشابه).
و أما جامعة أمدررمان الإسلامية فكانت تحتل بكل جدارةٍ خانة (بلدي يا حبوب) و بلا منازع . هذا
على الرغم من أن بناتها كان و للمفارقة سوقُهن حار اً جداً و مولعاً. إذ كن صويحبات الحظ الأوفر من حيث
اصطياد عرسان الغفلة من جوة الحوش و حتي من بقية دكاترة و خريجي جامعات بلادي و معاهدها العليا،
خاصة على أيام عهدها الذهبي ، تحت إمرة حمامتها الزاجلة في ثوب امرأة حديديةٍ بمعنى الكلمة، هي د/ سعاد
الفاتح البدوي؛ و بريادة صقور جديانها الجوارح أمثال الراحلين/ كامل الباقر و الذي كان صابحب القدح المعلى في جلب
دعومات خارجيةٍ سعوديّةٍ سخيٍّةٍ مغدقةٍ و متواصلة لجامتعه بحكم علاقاتٍ متينةٍ كانت تربطه بأمين عام رابطة
العالم الأسلامى ، الدكتور/ عبيد الله النصيف. و ذلك بمعاونة ساعده الأيمن بدورٍ لا يستهان به في وضع اللبنة الأولى
لجامعة القرآن الكريم ، الدكتور / يوسف العالم. و الشاهد الطريف أن هذا الأخير بالذات كانت لديه توجساتٌ متطرفةٌ تجاه
طلاب و طالبات شعبة الفرنسية بكلية الآداب و الذين كانت تبتعثهم الجامعة لتلقي التدريب في نظيراتها الفرنسيات ضمن
برنامجٍ طموحٍ و معتمدٍ للتبادل البيني الثقافي. لدرجة أنه كان يطالب باشتراط عودت هؤلاء مقابل إرسالهم إلى أرض
الحجاز لأداء مناسك حجةٍ أو عمرةٍ على الأقل، كإجراءٍ احترازيٍّ لغسلهم من اية أدرانٍ محتملة قد يكونوا اقترفوها
حيثما كانوا. و كان البعض يتخذ من ذلك ذريعةً لعمرة و زوغة و بمثابة ضارةٍ نافعٍ ) . الشاهد أن الرجلين كانا
يقودان تياراً مناهضاً بلا هوادةٍ و يشكل مصداً منيعاً و مغلاق خيرٍ في وجه نذير شرٍ كان يمثله حراكٌ
علمانيٌّ متلمللٌ تحت رماد نزعة تصعبٍ دينيٍّ كان سائداً آنذاك في حرم جامعي كان يعدُّ آخر معقلٍ
للمد الإسلامي هنا. و كان رأس الرمح لتلك العلمنة هو دكتور العقيدة و الفلسفة/ حسن الفاتح
غريب الله و الذي فطن له الفرنسيون فعمدوا إلى إغرائه بمنحةً دراسية مجانية للتحضير لديهم .
و لكنه لما عاد من هناك، قيل أنه خذلهم و كسر الدش في أيدهيم و قد تملكته حالة
من التجلي زهِد على إثرها في الجمل بما حمل ، إذ ترك كرسي رئاسة الجامعة
لتفرغ لحل محل أبيه الشيخ/ غريب الله في ككر (الخلافة).
*****************&&&&&***************
على صعيدٍ آخر و لكنه ذو صلةٍ، فقدكان الفكر الجمهوري
ينتهج أسلوباً دعوياً ذا طابع استفزاري يضعهم في خانةٍ أقرب لليسار و كما
الشحمة و النار مع الترابيين . و في المرة شبه الوحيدة التي تسلق فيها اليساريون سدة
الحل و العقد على قمة اتحاد الطلبة ، كان أول انجاز ٍ سياسيٍّ لهم هو: أن دعوا اللي ما يتسماش/
أحمد مصطفى دالي و ابنة أستاذه السيدة/ أسماء محمود محمد طه لإلقاء محاضرة محفوفة بالخطر عن تحرر
المرأة في عقر دار الكيزان الكائن بدار نشاط الاتحاد، و الواقع آنذاك بأمدرمان حي الموردة بجوار المجلس الثقافي البريطاني.
و هو معقلٌ أخير و حرم مقدس حرام على المختلطين و المختلطات البتة أن يأتوه من بين يديهو لا من خلفه. كانت المناسبة بحد
ذاتها حدثاً مدوياً و جديرة تماماً أن يشد الناس الرحال إليها و بالذات الشمشارة ليؤموها من كل حدب و صوب .و لما شعرالكيزان بمدي
خطورة الموقف جراءَ تمدد هؤلاء اليساريين داخل خطوطهم الحمر ، و هم خارج لعبة السيطرة على مسار الأحداث داخلاً سوار الحرم الجامعي
بحكم خسرانهم لقيادة اتحاد الطلبة آنذاك ، فقد لجأوا إلى أساليب الخداع و الدسائس و هي مشروعة ، بطبيعة الحال و حسيب منطق الأشياء،
ضمن قانون لعبة السياسة القذرة ،كونها فنُّ الممكن ، و حمالة بالتالي لأوجه كل الكنايات الممكنة . فسارعوا فينهار نفس اليوم لاستنفار كافة القوى
و العناصر التي من شأنها فعل المستحيل لتحول دون انعقاد تلك الندوة الكارثية . فاستعانوا كمخرجٍ أخيرٍ للطوارئ بجماعةٍ صغيرةٍ أو بالأحرى
جيب منبثق أو منشق عنهم كان أكثر تشدداً و دمويةً ، و سمي نفسه (فرقة الإخوان المؤمنون) بقيادة فتى يقال له/ ياسر عثمان جاد الله من
أبناء العيلفون . فقد استطاعوا أن يحرضوه على اقتحام الندوة، إن هي قامت لها قائمة، و طربقتها على رؤوس منظميها فور اعتلاء متحدثها
الرئيسي للمنصة و قبل أن ينبس أحدهم و لو ببنت شفةٍ. ثم ذهبوا بوفد إلى رئيس الجامعة آنذاك البروفيسور/ محمد أحمد الحاج ليثنوه
عن قراره طوعاً أو كرهاً بحمله على استصدار فرمانٍ مضادٍ و ناسخٍ ، ليقضي بإلغاء قيام الندوة ؛ مما وضع هذا الأخير في موقفٍ مربكٍ
و حرجٍ للغاية لا يحسد عليه و جعله يستغيث بالاحتياطي المركزي لقوات الشغب لتتولى فض الاشتباك وشيك الحدوث . و أمام
إصرار قيادة الاتحاد على قيام الندوة بدأ ياسر حشد عناصره من(الخوارج) مدججين بعصي الخيزران و زرعهم خلف السياج
المحيط من شجيرات التمر هندي حول دار الاتحاد. و كان تحت إمرته قائدان ميدانيان معروفان بعصبيتهما المفرطة في
سبيل حماية الدين و العقيدة , ممن يكاد ينفطر الفؤاد و ترتعد الفرائص و تنهد الحصون هداً ، لمجرد ذكر اسمائهم.
هما الكوزان المهووسان/ محمد فضل و مصباح الشيخ الهلالي. و ما أن صعد دالي و أسماء و قبل الشروع
بإلقاء التحية و البسملة كانت الدار قد هاجت و ماجت و اندلعت موجة من الهرج و المرج و سادت حالة
الذعر في صفوف الطلاب و الطالبات المجتمعين للندوة. و لم تنته إلا بتدخل الاحتياطي المركزي
ليتولى شحن أعدادٍ غفيرةٍ من المشتبه بتسببهم في الفوضى و اقتيادهم إلى ما وراء
مغرب الشمس و خلف القضبان في غياهب زنازن السجون.
*****************&&&&&****************
[/size][/font][/center[/SIZE]]

ود الأصيل
29-07-2015, 12:18 AM
في صبحية يوم الندوة ، قامت مكرفونات قيادات
الاتحاد تلعلع متصاعدةً إلى عنان السماء ، رافضةً و شاجبةً
و منددةً بشدةٍ لكل ما حدث في أمسية البارحة من مظاهر للفوضىالعارمة،
خصوصاً ما تبعه من تداعياتٍ متسارعةٍ اضطُرُّت على إثرها إدارة الجامعة الإخوانية بامتياز
لاتخاذ قرارها غير المحسوب بحل الاتحاد. و هذا يعد بحد ذاته تطوراً دراماتيكياً في غاية الخطورة
و مهدداً مباشراً لأسس و مبادئ الممارسة الديمقراطية في أضيق حيزٍ لها داخل أسوار الحرم الجامعي؛
إذ ينذر بذهابها في مهب الرياح؛ باعتبار أن وجود اتحادٍ منتخبٍ لرعاية شئون الطلاب أكاديمياً و اجتماعياً و إنسانياً،
و بعيداً حتى عن أغراض لعبة السياسة القذرة ، يمثل شرطاً أولياً و حداً أدنى، لا بل، و خطاً أحمرَ في حده الحد بين الجد
و اللعب، أي: (بين أن تكون أو لا تكون). فخرجت حشود الطلاب و الطالبات غاضبةً زحفاً على الأقدام لا يلوون على شيء، و لأول مرة
في تاريخ الجامعة الأسلامية التي أظهرت استعداداً غير مسبوقٍ في صبيحة ذلك اليوم المشهود لرمي توب حشمتها، في سبيل واحدة
من أعتى زلات قدميها في خضم معارك ضاريةٍ ضمن صراعٍ للبقاء ما بين صرحٍ أكايمي عريقٍ بات مهدداً في هويته و بين اتحادٍ طلابي صار
مطعوناً في مجرد شرعيته. فلم يكن بعضنا يبالي حينها كثيراً حتى بأبجديات (زح البيضة من الحجر ، في غمرة سعيهم لفصل الدين عن الدولة).
كنا حضوراً بين صفوفهم، يتقدمنا شرذمةٌ قليلون من قادة الاتحاد و قد حمَّلونا جوالين من البنزين سرنا بها و نحن نهم بإشعال النيران في مباني
إدارة الجامعة الواقعة ناحية الشطر الجنوبي لمنطقة الأسواق، ما بين المحطة الوسطى أمدرمان و السينما الوطنية و صينية الضو ً حجوج . أذكر أن
عناصر مخابراتهم تبنهت لوجود كوز من أبناء دارفور مندس بين صفوف وقفتنا الاحتجاجة هو المدعو/ محمد خليل (جقاجق) ، اسم ٍحركيٍ لجريدةٍ
حائطية كان يصدرها لحسابه على وزن (حقائق) ضبطوه متبلساً لدى قيامه بتحركاتٍ مشبوهةٍ، إذ جاء محملاً بحقيبةٍ مليئةٍ بمناشير مناوئةٍ
و فيها عبارات مثبطة لهمم المتظاهرين . بعثوه فتصدت له مجموعة متحمسة أوسعوه ضرباً لمان أكل أصابعينو و مزقوا أوراقه و هدومه.
لا، بل و شيَّلوه جالون جاز و ولاعة ثم جعلوه يهتف (مرغماً أخاك لا بطل) في الصفوف الأولى لل(الدبابين) المكلفين بإشعال فتيل
المواجهة. في الأثناء و نحن بداخل مباني الجامعة ، أذكر أننا كلفنا أحدنا و كان فوراوياً فارع الطول يدعى/ أحمد أسحق كورينا
ليصعد على أكتافنا كي ينظز من فوق السور فيأتينا بخبر القوم من جند الأحتياطي المركزي ، فإذا به تسوح ركبتاه
و يسقط مشغياً عليه من رائحة الموت ، لهول ما رأى من سلاحٍ ناريٍّ بيد أولئك الجند القساةبعيونهم الناظرة
شذراً و المتطايرة شرراً. فأدركنا حينها أننا في مأزق حقيقي لم نخرج منه إلا على منظر رئيسالجامعة
مُقعداً على كرسيٍ متحركٍ نتيجةً لشلل نصفي أصابه يومذاك جراء ما لقيه من هزاتٍو ضغوطات
نفسية و هو يتلو قراراً ثالثاً بتراجعه غير المشروط عن حله لهيئة اتحاد الطلبة.
لنعود بعد ذلك،و بعد لئي لنتنفس غبار الصعداء بنكهة شرعية اتحادنا
و التي قد جرى انتزاعها فبادت ، ثم عادت لتسود من جديد.
***************&&&&&&&&&***************

ود الأصيل
29-07-2015, 08:10 PM
[I]
([COLOR="#B22222"]مآخذي على صديق قديم)
لدينا هنا وقفات عرفانٍ و ترحمٍ على روح
صديقٍ قديمٍ كان لي عليه مآخذُ ، ظللتُ أسجلها
ضده مراراً ، إلى أن تفرقت بنا سبل المقادير ، ثم وافته
المنية. و كنت ( ونَّستُ) بها العم / محجوب في بوست
سابق هنا. و لكنني أعيد سردها لكونها نقاطٌ هامة
وعلامات طريق فارقةٌ ضمن فواصل توثيقي الممل
لهذه السيرة و المسيرة المشعبة الطويلة.
***********&&&&&**********
يمكنني القول بكل صراحةٍ ,
إنه لا حاجة للرجل الذي أنا بصدده بتعريف مني , و ليس
في كنانتي ما يفي من القنا بالحديث في حقه, أنا أسميه صديقي
تجاوزاًفقط ، و على نحو غير دقيق تماماً لأننا من جيلين تقريباً. عرفته و أنا كنت
يا دوب شافع برلوم في سنة خامسة بجامعة الخرطوم بينما هو في سنته الكم و طاشر
تقريباً بعد التخرج ، لكنه مكث بها و لم يبارحها آنذاك كونه لا يقوى (كما كان يقول) على فراق
البركس. يعشقها و يدب في شعابها و يموت في سطوح نادي الفلاسفة .. و يهيم على وجهه فيها
(كشحيح ضاع في الشوك خاتمه) عبر أروقة النشاط الذي كان يشكل مع ناس دالي و القراي و جماعة
حلمنتيش و مجانين الجامعة إحدى بلابل دوحها المغردة و قماريها النائحة .وك ي لا يذهب ذهن الناس
بعيداً و يُفهم خطأً أنه كان عالة على الدولة أذكر بأننا عندما ننزل يومياً من داخلية كسلا قاصدين السفرة
ال(Main) كان "صديقي "فقيد القلم ، الراحل/ محمد طه محمد أحمد يصادفنا في اتجاه معاكس من داخلية مروي
قاصداً مطعم مستشفى العيون المجاور ليتغدى أو يتعشى يومياً ب(صحن بلدي) منفقاً عليه من حر ماله . هذا علماً
بأن سفرة الجامعة الشهيرة كانت حينذاك قبلة حتى لأبناء السبيل و المشردين. كان يغدو إليها المعدمون خماصاً
و يروحون منها بطاناً. سائقو التاكسي الواحد تلقاه يطرح طيلة نهاره و ليله و ساعة القيلولة أو العشاء جي يبركن
بعيد و يتأبط صينيته و طوالي يروح راكب الصف يملاً يعبئ مما لذ له و طاب. و من الطرائف ذات مرة عمك
السفرجي الحلفاوي سأل واحد تكاسي كثير التردد: (ياهي أنت متين بتتهرج؟)؛ داك عربي عسيلاتي
شفت و مدردح واقع من السماء بسنونو رد: و منو ياخوي القال ليك أنا اوي أت ليكم
هسي بي قُرُب؟! أنا يا دوب برلوم!! وهكذا دواليك. وعلى راي الشاع
ر(وحتى الطير يجيها جيعان تلقاه من طرف تقيها شِبِع).
**************$$$$$$****************

ود الأصيل
29-07-2015, 08:40 PM
لن أبالغ بوضع أخينا محمد طه بمنزلة فقيد
(الوطن الواحد) مع الدكتور الراحل/ جون قرنق مثلاً ، كي لا
أضطر بعدها للرجوع في كلامي لأقول( ساء و بئس و تعس أولئل رفيقاً) ،
و إن كنت أحسبه، و الله حسيبه ، هِلِهْلِيَّاً و في أثوابه بطلٌ هصور، أو أقول إن فيه
مشروع شهيدٍ جديرٍ برفعه إلى مصاف السادة من شباب أهل الجنة. فهو كان طينة غريبة،
كأنه فريد ذاته و نسيج وحده . لا يقرب شجرة (سفرة) العميدة الناصرية/ عيشة حسن ؛ رغم أنه
شبه ساكن مسجد عبيد ختم المفترى عليه بأنه (ملتقي لأحبة الكيزان و الكوزات) آنذاك ، كما وصمه أحد
المنسلخين في غمرة المزايدات السياسية و التنافس على اتحاد الطلبة. بعد الغداء ينام محمد طه قريراً في المسجد
و قد تأبط قصاصات من جريدته الحائطية ( الوفاق) قبل النشر, ريثما يصلي العصر ثم ينهض و يُهرَع إلى نشاطات المساء. و لولا
ضرورة الترفق بمحاسن موتانا لادعيت بأني عرفته واحداً من سواد الناس.. أغبر أشعث ( كأهل الكهف).نعاله شدة( زنوبة), الشق ظاهرٌ
في قدميه كجحر ضب ,نظارته قعر كباية و لبسته الأنيقة بعض الشيء بلون رمادي باهت، وكأنها وحيدةٌ ، لم يفارقها حتى افترقنا أيدي سبأٍ
في سبل الحياة قبل أن يفارق هو الدنيا. أضف كذلك أنه كان محاطاً بجمهرة من الأعداء.. و حتى إن صادق بعضهم فلا تجده يظفر منهم سوى
بالألِدَّاء. كان ذا ذهن حاد وعلم واسع و قلمٌ جادٌ. مشاكسٌ يقول تلك الكلمة الغالية القاسية القاتلة " لا ". و يا ما كم نصحوه بأن يبترها فيقول
نصفها و يدع النصف الآخر لمن سواه لكنها استعصمت هي و أبت إلا أن تُقالَ بحذافيرها كاملةً و إلا ف" لا". ذلك لكونها من حرفين و لا تتحمل
البتر و لا تقبل التجزئة أو القسمة على اثنتين.فحسبها صاحبنا لجة ، ثم خاض فيها و نطق بها ملءَ شدقيه و لم يخش فيها لومة لائم؛ لاعتقادٍ
منه و بإصرارٍ عجيبٍ بأنها غير مقطوعةٍ و لا ممنوعةٍ ، فمشى ورائها لينزلق بها زنقات ضيقة و عويصة جداً حتى أردته قتيلاً . قيل لي لاحقاً
أنه رحل متشيعاً (و هذه لم تثبت عند حتى حينه . لذا فلم أشأ لأتعامل معها كرجمٍ بالغيب. و بالتالي فيظل الرجل بريئاً في نظري حتى
تثبت إدانته ببرهانٍ قاطعٍ و من ثم استتابة).غسل محمد طه كلتا يديه.من هذه الفانية و بان بها بينونةً كبرى. و على علمي لو أنه
كان يبغي ركوب صهوات المال و الأعمال و الإعلام لفعل ذلك و لوجد لنفسه منفذاً لولوج نعيم النجومية من أبوابه الثمانية الخلفية
لكون لكل فولةٍ مسوسة كيالٌ اعور) .و لكنه كان فقط أصلب عوداً و أصعب مراساً و أنضف يداً وأثقل ظلاً على كاهل
المتنفذين، ممن كانوا أضيق به ذرعاً. فقط كان لايهتم كثيراً بروحه الزاهقة المحمولة على كفيه و لا جتته النحيلة
المصلوبة على نعش ما بين ضفتي نهر؛ و لا بكفنه المصرور بين أبطيه ..وكأني به قد رأى في منامه
أنه لا حاجة لكفن من أساسه فهو سوف يُقطع إرباً و يُحمل إلى أهله أشلاءً . علماً بأن
تسريباتٍ رشحت أياميها هنا و هناك ، و تحدثت عن روحٍ ثأريةٍ مجهولةٍ، لعلها
سمعت من طه ما لم يرضها ، فخططت و دبرت لتصفيته، و قد تملكتها
شهوةٌ ساديةٌ في أن يأتوها برأس(الأفعى) مفصو لاً عن جتتها!!
***************$$$$$$****************
*

ود الأصيل
29-07-2015, 09:02 PM
[CENTER]كان شأن طه في كل ذلك شأن ذاك المزين تعيس الحظ
مزين البلاط الملكي , ذاك التعيس الذي اكتشف بحكم حرفته الحساسة
أن لسيده السلطان أذني حمارٍ، يخفيهما تحت تاجه العظيم؛ فقطع هذا الأخير
للمزين لسانه . لئلا يدعه يتفوه أو ينبس ببنت شفةٍ مما رأت أم عينيه.. فجعل الرجل يصارع
الحقيقة كغصةٍ مزمنةٍ ؛ حتى إذا بلغت منه الحلقوم في ذات يومٍ , خرج بها إلى العراء. و هناك حفر
حفرة غائرة و جعل يصرخ بداخلها ليفرغ في باطنها سره كاملاً بأن (يا ناس الحِلُّووووو إضنين الملك دا حُوماووور!!) ؛
تم مات الرجل و استراح بعد أن لفظها و لفظ معها آخر أنفاسه و قد وضع معها بذرة و دفنها , عساها تنبت ذات يوم ٍ. و بالفعل:
انفلقت البذرة و بزغ منها برعمٌ صغير (أضان فار) فاستوت على ساقها ، حتى تفرعت و صارت شجيرةً و نمت منها فسائلُ في كل سنبلةٍ
مئةُ حبةٍ. ثم هاجت حتى إذا اصفرَّت لتكون حُطاماً تدرسه الهوامُّ و هباءً تذروه الرياح و بعد حين حضر إلى المكان راعيُ أغنام ٍيسوق قطيعه،.
فوجد قصبةً ملقاة , أخذها و صنع منها نأياً (زمبارةً) ثم جعل ينفخ فيها فإذا بالناي يصدر ذات اللحن الجنائزي الحزين (أذني الملك حماووووور!!)
يصدح و يسري في الآفاق لينفضح الأمر و يعرف الناس, كل الناس. أن من يتولى أمرهم (لم يكن سوى واحدٍ جحشٍ (مكادي)من سلالة حُمُرٍ
أهليةٍ مستنفرةٍ، فرَّت من قسوورةٍ)!! فأقول بهذه المناسبة لأهلي الحُنان يا أخوانَّا ما الذي دهانا. و ما الذي يجري لبلادنا كنا خير أمة أخرجت
للناس؛ رموزاًللتسامح و طيب الشمائل. حسدكم المتربصون وأوجدوا بين صفوفنا و فتحوا بين نحاذي مناكبنا و أقدامنا ثغرة فشغلوها. فلنعترف
أننا بتنا بحاجة ماسة وعاجلة لتصفية نفوسنا لا حساباتنا و لا اجسادنا.ملعون أبو السياسة ، بل ملعون أبو أهل الدنيا بأسرها و ملعونة
دنانيرها و معادنها إن لم نجتمع فيها على قلب رجل واحد وكلمة سوااء. لم لا و نحن شعب متدين و متعلم و متنوع و متمرس على
الحياة . فمن أعز منا ومن هوالأعرق منا. إن الناس قد جمعت لنا فلننتبه. فيا للمفارقة, من هنا قيل أننا صرنا خطراً على الأمن
والسلم الدوليين و من هناك فتحوا أبوابهم لأبنائنا مشرعةً و لقيهم العدو على أعتاب حدوده بكؤوس الوهم مترعةً .
فرد له بعضنا صاع الجميل صاعين و قالوا لهم : بعد أن نحقق النصر و نرسي دعائم (العدل و المساواة) ,
نعدكم بأننا سوف نفتح لكم في كل وادٍ غير ذي زرعٍ في كل ولايةٍ و كل قرية أو ضيعةٍ قنصلية؟
فما هكذا تورد الأبل يا أبناء دينار و لا هكذا تدق الطبول يا بنات مهيرة بت عبود و بنونة بت المك!
*****************************$$$$$$*************** *************
[/

center]

ود الأصيل
29-07-2015, 09:50 PM
[CENTER]
فلو أمعنا التأمل و تمادينا في سرد أسطورة
ذاك الرجل ال(سيزيف) لما وسعتنا ذاكرتنا الخربة المفقودة
بكل مآثره لنترع بها هذه الصفحات و لتطاولت بنا السبل و غارت
بأرجلنا المسابير إلى أغوار ذلك المحيط الهايء والدايناصور الذي مات
و اقفاً كحرازةٍ جافاها المطر و لا تزال تطرح للناس أطايب الثمر. و أنا أعرف جيداً
أنه رغم أيمانه بقدسية روح الجماعة إلا أنه عندما يتعلق الأمر بشؤونه الخاصة تجده عفيف
اللسان ، نظيف اليدين ، نحيفاً شبه متلاشي ما بين المنكبين . لدرجة كنا نشبهه بحال أبي ذر الغفاري
ذاك الصحابي الجليل ، إذ كان يتدبر أمره وحده. بل و يتصدي لقضايا الناس وحده و يتحمل حمالاته وحده إلى
أن يلقى حتفة و حيداً.. نعم أقول ذلك و درايتي بمحمد طه كانت بمكانة من عايشه و عاشره ردحاً . أذكر أننا كنا
نسكن البركس كشلة تجمعنا روابط المنطقة نجلس كل عصرية نستظل بظل لبخة وارفة مترامية الأفرع أسفل داخلية
كسلا و كان بين طهرانينا زميل لي قديم فرقتنا القراية أم دق في مراحل الصبا لتجمعنا حينذاك مرةً ثانيةً في حنتوب ؛
و ثم ثالثةً في البركس. و نحن نلهو لهواً بريئاً و نتسامر ؛ ما عدا ذاك الأخ الكوز و العنصر المزدوج (و الذي تبوأ ، لاحقاً من
دولة الكيزان منصباً و من متاع دنياهم جاهاً و منزلةً) كان وحشاً إرهابيّاً كاسراً و قد تنكر في أثواب أرنبٍ أليفٍ كان أسكت
من طوبةٍ و ساهيَ البال طوال الوقت و كان جل ضحكه تبسماً ؛ و لم نكن ندر أنه كان يطوي ضلوعه على خططٍ و أمورٍ
تكاد تميد بها الأرض و تخر الجبال هداً. و في ذات صباح صحونا باكراً لنجد أن مفرزة من عناصر جبهة الكيزان مدججين
بالسيخ الملفوف بالعمم، و ببخاخات الشطة (القبانيت)و قد اعتدوا في قِطْعٍ من ليلة االبارحة على سكرتير اتحاد
الطلبة المستقلين آنذاك/ عمر يوسف الدقير و الذي كان يسارياً جسوراً و خطيباً مفوهاً يضاهي جهابذة الكلم؛
فهُرِعنا جميعاً نتشمشم الخبر . فإذا به منشوراً بالمانشيت على صدر جريدة "الوفاق" الحائطية لصاحبها/
محمد طه محمد أحمد و قد حدد الناشر أسماء الجناة و هي مشفوعةًٌ بصورهم و سيرهم الذاتية
كدليلٍ دامغٍ على شناعة فعلتهم. هذا علماً بأن محمد طه نفسه كان كوزاً محسوباً
على الجبهة و كان حرياً به في قاموس السياسة و منطقها الأعور أن يتغاضى
عن حادثةكتلك و لا يخذل قومهكما فعلت تلك المخزومية التي سرقت.
*********************$$$$$********************
[/

center]

ود الأصيل
29-07-2015, 10:39 PM
هذا و من مآثر الرجل الكثيرة
بحيث لا تحصى.. و لا تحويها دفتا بويستٍ متواضعٍ كهذا.
فمنها على سبيل المثال أنه ذات مرة حضر مأدبة عشاءٍ كان
أقامها قطبٌ من الكيزان (رأس مالية وطينة) هو السيد/ الطيب النص بفناء
داره العامرة بالعيلفون على شرف الرموز القيادية بالتنظيم مع بطاناتهم بالدولة.
و كان مدعواً ضمن لفيفٍ من الحضور الكريم و الحفل الفخيم ذاك الصحفي المخضرم/ محمد
طه محمد أحمد ،كان ذلك من باب لزوم التوثيق (للقعدة)، و الذي يبدو أنه ذُهِل و هاله ما
شهد و راعه فصدمه ما رآه من بذخ و تبذير و مظاهر فخفخة و ما سمعه من قهقهات تنطلق لتلعلع
بهاالجناجر و تُفْتَقَدَ معها هيبة و لياقة (رجال الدين و الدولة) ؛ و لا تتناغم مع شعارات تلك المرحلة
التيعقدنا العزم فيها على أن(لا نأكل قط إلا مما نزرع و لا نلبس أبداً إلا مما تغزل لنا(متارير حبوباتنا)
و لا ننسج إلا مما تحلج محالجنا في مارجنان و حصاحيصا . فما كان من طه إلا أن نفض يده من
كلما حشد أمامه من الأطعمة ما تشتهيه الأنفس و تلذه الأعين و ما لم و لن يخطر على قلب
بشرٍ جائعٍ محتاجٍ ، بصنوفه المليون. هنا طه كفكف أكمام قميصه و شَمَّر عن ساعديه ثم صعد
المنبر، أو أنه اعتلى طربيزة السفرة الوسطانية و المخصصة لعلية القوم و وجهائهم من
صفوة الصفوة حيث جعل يصيح فيهمو يرغي و يزبد : تباً لكم يا قوم ، و لعن الله
وليمتكم هذه و قد دُعِيَ إليها الشرفاء الاغنياء منكم ، بينما حرمت جموع
الجياع من أولئك الفقراء البؤساء و ( أهل الصفة ) من الضعفاء البسطاء
من الرجرجة الدهماء و الناس(الغبش أبان مسوحاً ماء)
*************######***************

ود الأصيل
29-07-2015, 11:15 PM
سبق و قلنا: إنه عندما يدعي أحدهم أمامك بأنه
من المبعدين عن السياسة.. فاعلم أنه قد كذبك و هو صدوق.
و لعل عدم شراء بعضنا جريدةً ذات صباحٍ في حياته هو من صميم السياسة..
فعلينا أن نتنبه جيداً لكلامنا المطلوق على عواهنه و القطر دائماً فيه عسكري و آخر البليلة حصى!
شخصياً، لا أعرف من الذي قال لعن الله السياسة. و لكنني أعي جيداً أنه لا بد منها، لأن السياسة هي فن الممكن
في إدارة شؤون الشعوب و تدعيم علاقاتهم درءً مشكاتهم و تحقيقاً لمصالحهم (هذا ، بطبيعة الحال، عند الأمم المتحضرة)
و أما عندنا نحن فحدث و لا حرج ..فهي مشتقة ممن ساس يسوس الخيول (يريد ترويضها) و ما دامت هناك سياسة فهناك ساسة.
و هناك سياسيون (مسوِّسون) و مشتغلون بالسياسة للنخاع و غارقون فيها لأذنيهم. هناك سلطة و هناك صيغ فكرية و اجتماعية واقتصادية
شتى لفعل كل ذلك في دول العالم أجمع، و السياسة علمٌ له قواعدُ و أصولٌ و هي فن له أدواته و آلياته يجري تطبيقها على علاقة الإنسان بأخوانه
البشر على ظهر هذا الكوكب . فمن السياسة مثلاً أن تقول ما لا تحب و لا ترضى ، و ايضاً أن تحب ما لا تقول.. و في السياسة. كذلك أن تقول:لا، حينما
تنوي قول"نعم" و أن تقول: نعم لبيك سيدي، قسراً و أنت تبطن قول (نصف لا ونصف نعم) ، أو أي شيء آخر.و كثيراً ما نجد وجوهاً ضاحكةً مستبشرةً ؛
و لكن لكأنها موثوقة بأذناب حُمُرٍمستنفرة فرت من قسورة . و دونك صورٌ لزعماء على أغلفة المجلات و الصحف العالمية و عبر الشاشات البلورية. و الله
وحده يعلم علام يطوون ضلوعهم و ماذا يكنون في نفوسهم . فمن السياسة أن تكون ناعماً أألساً كحد السيف و أن تكون خشناً كظهر رغيفٍ بلديٍّ؛
و أنَّ علينا أن نحتمل ما لا طاقة لنا به ..و لا قبِلَ لجبال راسياتٍ بحمله، بينما نبدو للعيان و نحن نفر البسمة على شفاه الحزانى و نطرح الهم من
و جوه العابسين. و (الإنسان حيوان إما سياسيٌّ بالطبع أو مسيَّسٌ بالتطبع) هذه عبارة أطلقها من 25 قرناً أبو الفلاسفة أرسطو، و هو يقصد أن
الفرق بين و حَيْوانٍو إنسانٍ هو: أن هذا الأخير بمقدوره أن يتحكم في رغباته و يظهرها ما يظهر منها و يخفي ما يخفي بقدر ما أوتي من بلوغ
حكمةٍ و من رجاحة عقلٍ؛ و أن احدنا ليس له أن يتحرك إلا وفقَ نظام ٍ محكم و ضمن منظومةٍ كمجرة درب التبانة.و أما قهقهات الزعماء
تلك المصطنعة و سعادتهم الزائفة الغامرة التي نراها في تلك الصور ليست إلا للحظة واحدةٍ عابرةٍ هي لحظة مواجهة الكاميرا أي:
واجهة مئات الملايين من شعوب العالم من وراء هذه الكاميرا العبيطة أي مئات الملايينمن البسطاء المغرر بهم والذين عُلِّقت
آمال البشرية عليهم لعل و عسى، أي لعل أن يكون هناك حل أو حتى نصف حل للقضايا الشائكة و العالقة ،
وعسى أن يعم الرخاء الأمن و السلم الدوليين.و هكذا.و لكن انظرإلى هؤلاء الزعماء و قد جلسوا كل
واحدٍ بمفرده أو انفرد بوفده المرافق الرسمي ثم التقطت لهم صورة جماعية دون أن يدري
بك أحدهم : سوف ترى بأنه وكأن جبل أحدٍسقط سهواً فوق رأس أي حاكم
مسؤول عن مصير شعب ومرهون بذمته قدر أمة ألا لعن الله
السياسة و لكنها فن الحياة: و الحياة شر لا بد منه!
**************@@@@@*************

ود الأصيل
04-08-2015, 01:21 AM
]
لنختتم مشاهد الحراك السياسي
خلف أسوار الحرم الجامعي بواحدة من
أشد المعمعات التي كان لها دورٌ عظيمٌ في
وضع نهاية لحقبة ممتدة ، لطالما تشدق خلالها (إخوان) لنا
بأنهم ليسوا طلابَ جاهٍ و لا ولاةَ إمارةٍ ، بل مجرد دعاةٍ للفضيلة، بعيداً عن
الولغ في آنية الدنيا (مجرد ادعاءٍ كاذبٍ ثبت بطلانه بواقع الحال على مدى طويلٍ، ليبد
أ بعد ذلك عهدٌ جديدٌ و مرحلة مواجهةٍ حاسمةٍ وجهاً لوجه مع الحقائق و محاصصات محاكم التاريخ
الذي لم يكتف فقط بإعادة فعله و ردات فعله في نسخ متغيرة و عديدة، و لكن كثيراً ما ضحك من نفسه، ليسقط
معها زيف كافة الأقنعة. كانت تلك فتنة الكوز المنسلخ/ عماد، الطالب بكلية الطب، و الذي جازف بعمره لمَّا نشر غسيل
جماعته و تبجح عليهم. لدرجة أنه لم يسلم من همزه و لمزه و لطع لسانه حتى مسجد الدَبَّاب والشهيد لاحقاً/ عبيد ختم ،
بأنه كان (ملتقىً للأحبة) ، في إشارةٍ قذرةٍ لاذعةٍ إلى أنه كان ، و العياذة بالله ، وكراً مهجوراً و منتجعاً قصياً لاختلاء فاختلاط
الكيزان بماجداتهم (الكوزات). بطبيعة الحال، لم يصدق أبناء نُقُد ـأنفسهم بعثورهم على عجلٍ حنيذٍ و صيدٍ ثمينٍ بذاك العيار،و فد
وقع لهم في عبهم من السماء. فأول ما تسلموا منه منشوراً بخط يده بإفاداته النارية تلك، لنشرها على الملأ بحبر ٍأحمرَ على صفحات
حائطيتهم (أظنها الميدان) بنشاط الآداب.فبادروا بأرساله إلى أهله في سنار، ليس خوفاً عليه من مغبةإهدار دمه بسيوف غرمائهم الأزليين،
بقدرما كان إمعاناً منهم في شهوة التصيُّد في مياه أولئك و هي آسنة عكرةٌ . و لم يكد الصمغ الذي ألصقوا به ذلك المنشور أن يجف حتى
سارع جماعةٌ من (أخوان فاطنة) بتمزيق الجريدة و تحطيم ألواحها الخشبية و رميها خاوية على عروشها على التراب. ربما وقف اليسار مكتوف
اليدين ، ذلك لإدراكه جيداً قدر تفسه و قلة حيلته أمام آلة بطش (متفذة) تفوقُه عديداً و عتاداً. لكنه لم يقف متحجر العقل، و إنما شغَّله بطاقة
حصانية في تأليب بقية الأطياف المناوئة أصلاً.و للإخوان ، بل استطاع أن يوجد له تغرة بين محاذي مناكب و أقدام جماعة الأنصار المهادنة
نسبياً آنذاك مع غريمه اليميني.ثم جعل يزِنُّ على أذان هؤلاء بقدسية حرية التعبير، و لم يدعهم حتى تمكن من إقناعهم بضرورة
نشر نفس المقال (المفخخ)على جريدتهم الحائطية. هنا لجأ الكيزان إلى حيلة المناورة لتهدئة اللعب. فدخلوا بدورهم في مفاوضات
حثيثة و مساعٍ مكوكية جادة مع كتلةالأنصار عبر (القرطاس و القلم ) ، نوع من إبداء حسن النوايا، بغية تحييدهم خارج حلبة
الصراع، هذا من ناحية ؛ بينما منناحية موازية ، كان لهم رأي آخر ، ليعبر عنه (السيف و الرمح) و فوهات البنادق،
و تمثَّل ذلك عملياً في أن قاموا من حيثهم و فورهم بحشد بلاطجتهم من حليقي الرؤوس في الميدان
الشرقي، ممن انخرطوا في تدريبات(كاديت) نوعية و شاقةفي ساحات الوغى في الميدان
الشرقي ، ثم راحوا يقرعون طبول التعبئة استعداداً ل(أم المعارك) المحتمل
اندلاعها واشتداد أوارها لتأكل الأخضر و اليابس ، و ذلك في حال
فشل المساعي السلمية وإنها ممكن تجوط في أية لحظة
**************£££££****************
[/color]

ود الأصيل
04-08-2015, 02:41 AM
]
مع دنو ساعة الصفر لنشوب موقعة
(الأحزاب)، و التي تخندقت لها مختلف الكتل و الحساسيات
في خندقٍ واحدٍ ، في مواجهة عدوٍ عنيدٍ مشتركٍ ، تمثَّل في كيانٍ أوحدَ
صار ممقوتاً لدى الكل و بلا استثناءٍ أو تحفظ ؛ و كثيراً ما بدل جلده و اتخذ أسماءً
عديدة ما أنزل الله بها من سلطان: بدءاً بجبهة الميثاق، ثم الاتجاه الإسلامي،فالجبهة القومية
الإسلامية ،أخيراً و الخارجة من تحت عباءات سابقاتها ثم بدت و كأنها (كديسة خلا) متوحشة، طردت
( كدايس البيت كلهن) ثم قبلت على عيالها تأكلهم واحداً تلو الآخر تارةً أحياءً، و أمواتاً تارة أخرى .على أية حالٍ
كان ذلك يوماً عسيراً : التقى فيه الجمعان ، و التحمت الفئتان من صفوف المحاربين من معسكري (موالاة و ممانعة)،
و من حذا حذوهم ؛ تتقدمهم، بشكلٍ كان لافتاً ، فتياتٌ متحمساتٌ من كتلة اليسار ، و هنمسلحاتٌ ليس بالحياء و الحشمة
و المقناع ، أو بالعلم الإيمان ، بل بعصي و هراوات الخيزران ، يضربن بها و بأرجلهن يمنةًو يسرةً، غير عابئاتٍ و لا آبهاتٍ بما قد
يعلم مما خُفِيَ من مفاتن زينتهن. بينما طرفٌ ثالثُ و وحيد رأيناهم يوم التقى الجمعان و (تصارع الثوران و تناطحت العنزان) بأن
تحاربتفئتان: فئة تقاتل في سبيل الله ، ةاخرى في سبيل الطاغوت..الشاهد إننا رأينا (بني جمهور) يجرجرون أذيالهم و يولُّون الدبر
و ينكصون على أعقابهم ؛ﻻ يلوون على شيء و لم يعقبوا،ألا و هم/ ( بنو جمهور )، يتقدمهمرأس الفتنة و النفاق و المسفسط الأكبر/
أحمد مصطفى دالي، تسابقه الريح مع رفيقيه/ القرَّاي و أسماء محمود محمد طه.كانُوا(كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَ رِئَاءَ النَّاسِ وَ
يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِوَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، إِذْ زَيَّنَوا للناس أَعْمَالَهُمْ وَ قَالَوا كماقال إبليس (لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جَارٌ
لَّكُمْ، فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَالَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).و لعل من
طرائف لك الموقعة أنها أظهرت معادن بعض النساء قبل الرجال في حذق فنون القتال و الطعان. ذلك أن فرقة مشاة من شباب
كتلة اليسار حملوا (قفة) مليانة بزجاجات المولوتوف الحارقة و صعدوا بها إلى سطوح نادي الفلاسفة لم يكادوا يلقوا منها
قنينة أو اثنتين على رؤوس جمهرةٍمستهدفةٍمن رائدات الكوزنة تجمعن بجوار شك التلفون قرب النشاط،حتى
تنبهت مفرزة ندخل سريع مدربة من(أخوان فاطنة) لوجودهم هناك ، فتسوروا متسللين للحقاق بهم
خفافاً عبر منافذالسلالم التي نسي العدو أو أهمل إحكام تأمينها،ثم ما زالوا بعناصره حتى
أسقطوهم على أعناقهم من فوق الطابق العلوي الثاني لبناية نادي الفلاسفة،
ما بين قتيل قضى نحبه في الحال ، و بين جريحٍ ظل ينتظر.
*****************£££££****************

[/color]

ود الأصيل
05-08-2015, 08:49 PM
[]]]]

الـــســـودان
(عبر قرون التيه السياسي)
(زيجات متعة بين عسكر و حرامية)
في دغشية 25/ 5/ 1969 اقتحمت ثورة (مايو) أسوار
قصر الشعب على ظهر دبابةٍ سوفياتيةٍ حمراء صارخٌ لونُها،
و قد حملت بين عناصرها المشير/ جعفر محمد نميري على فرضية
كونه آنذاك، أنسبَ واحدٍ غبيٍّ نافع كسد طلب إلى حين تتضح الأمور. لكن الرجل
ما كاد يفرغ من تلاوة بيانه الأول، حتى انقلب بسحره على رفاقة السحرة و كشر عن أنياب
شره و أعلن أنه الأب الشرعي لثورة مايو المجيدة الظافرة الفتية ، و التي ظل يُقسم طلاقاً بالتلاتة
أن(تظل راياتها ترفرف عالية خفاقة أو يسقط شهيداً دونها) . و سرعان ما تغدى برفاق سلاحه، ناس/
هاشم العطا و الشفيع أحمد الشيخ و فاروق حمد الله و عبد الخالق محجوب ( الذي رُويَ عنه ، و الذمة على
الراوين ، أنه كان يكني نفسه ب/ عبد الخالق الذي لا يعرف الخالق).تغدى بهم عن بكرة أبيهم في خطوةٍ استباقيةٍ
ماكرةٍ ، و قبل أن يتعشوا به في 19 / يوليو / 1970. نفس السيناريو تقريباً شهدناه يتكرر قبل مايو و بعدها، بل و كلما
يفشل شعبنا المعلم في ترجمة انتفضاته إلى ديمقراطية راشدة لتمكنه من حكم نفسه بنفسه. لحدت ما تقرب المركب
تغرق و يقرب واحد من رعاة أحزابنا المترهلة زي / أبو هاشم يسلم الجمل بما حمل لجون قرنق. حتى يكون وكت حوبة تمام
عشان يجونا ليك زي أخوان فاطنة ناطين من فوق أسوار نفس القصر ، بحجة و غرض (إنقاذ) ما يمكن إنقاذه من بقايا شعب
اللي هو نحن ديل في حطام دولة هدها طول السفر على ظهر طوطحانية ديل رايحين و ديل جايين متل (حجوة أم ضبيبينة).
جاءوا ذات ليلة على متن حرباءة خضراء فاقع لونها ، لعلها تسر الناظرين.و بين ظهرانيهم أيادي متمرسة على العمل العام
و تتقن فنون السياسة العصربة أهمها طبيعة الحال، إجادة اللعب على كل الحبال ، فكلهم ساسة و ما السياسة إلا حلبة
لممارسة الممكن منمثل هذه الفنون). و كذلك سرعان ما انسلخت (الحربوية) من جلدها و راحت تبدل ألوانها و مواقفها
بين متشددة حد السيف و بين منبطحة للنخاع، تتلاطمها أمواج عاتية ، و تسوقها أهواءٌ متقلبة و رياحٌ هوجً، تارات
جنوبية غربية حارة جافة مسببة للمحن و الكوارث و تارات آخرى، شمالية شرقية مثيرة للكتاتيح و الزوابع. لكن
الشاهد و الجدير بالملاحظة هنا ، هو أن سعادتو / أبعاج أخوي كان أبا لثورته الظافرة المزعمومة ولكنه
كان مقطوعاً من شدرة و بدون ذرية. و هذا كان شيئاً مهماً للغاية، ألا و هو أنه كان أباً شرعياً
أوحدَ لثورة مايو مع أنه كان عقيماً محروم من الجنا. و (وَ يَجْعَلُ مَنْ يشَاُء عَقِيْمَاً).
و لعله لو لم يكن لديه سوى هذه الميزة بالذات(جزاه الله خيراً حيا و ميتا)
لكان كفى، كونها جنبتنا فيه مغبَّة توريثه للحكم.
*************&&&&& *************
[/FONT]
[/color][/font][/SIZE]

ود الأصيل
05-08-2015, 10:05 PM
بمناسبة الأبوة الشرعية للثورات دي، تحضرني هنا
حادثة طالوش ل(أب عاج أخوي يا دراج المحن).حيث حكي لنا
الصحفي المخضرم عمنا/ عبد الرحمن مختار أنه بُعَيد انقلاب 25/ مايو كان الرئيس
جعفر نميري عائداً من رحلة بالطائرة من مصر مصطحباً معه زعيم الهزائم/جمال عبدالناصر
جاء ضيفاً على رأس وفد رفيع مهنئاَ و مناصراً لأول تفريخة من ثورة 23/يوليو المصرية يرافقه مستشاره/
محمد حسنين هيكل الذي تغدق قناة الجزيرة جزاها الله خير عليه بطائل الأموال و تفرد له السهرات ليتفسح
فينا بمعسول الكلام المباح و غير المباح و تنظير فاضي لا يودي لا يجيب (كمن لا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح). الشاهد
أن ذاك المخرف كان يجلس خلف مقعدي الزعيمين المتلاصقين (لزوم حشر الأنف في كل كبيرة و صغيرة)؛ ففي واحدةٍ من
مداخلاته غير الموفقة, انبرى هيكل بسؤالٍ مزعجٍ للرئيس نميري: لو سمحت لي يا سيادة الريس بسؤالٍ و لو إنو يعني فيها
غلاسة!فيا تَرَى , مع عدم المؤاخذة يعني , الانقلاب اللي حضرتك و الجماعة بتوعك دول عملتوه دا...هنا قاطعه أبعاج محتداً:
أولاً هو موش انقلاب. دي ثورة فتية أبية، ووو...إلخ ..لا بقي أرجوك، تسمح لي بقا يا سيادة الريس ، دا باين أوي إني هو كان
انقلاب آه! هنا عمك أبعاج اتنفخ و أصلو ما كترو مع ذاك الدعي البجح الخسيس و قرر عِلا يبلعو لسانه في حينه. فاستدار نحوه
بنظرة من عينين كاويتين لهما دخان أسود. و سدد إلى وجهه لكمة واحدة لم يزدها. سقط هيكل بعدها طريحاً مغشياً عليه على
أرضية الطائرة يصارع الموت. حتى أن عبد الناصر و هو الطود العظيم الذي لا تهزه ريح بدا و كأنه صعق من دراماتيكيية
الموقف لدرجة خرج عن طوره و صرخ بوجه نميري بحدةٍ: لا بقا، عيب كدا يا قعفر و ما يصحش أبداً بعني إنك تمد إيدك
عليه و في قدامي كمان؟!ياخ دا كان ها يروح فيها. استرجع أب عاج ثم قبل أن يعتذر لصديقه ناصر ،أصر على قول
هذه العبارة بندِّية شديدة لاكين هي ثورة و إحنا أبهاتها و لدناها من صلبنا نقوم نسميها إحنا؟ و لا كمان يجي
واحد زي (الخول المعفن) دا يسميها لينا. دا كان نموذخاً من صميم (خميرة السودنة) اللي لمن تفور لو
في غير محلها بتعجبني شخصياً.حتى و لو كانت من رجل في قمة سدة الحكم و مدبج بسندس
و إستبرق و مدرع بالصولجانات و النياشين.لأننا ما بنرضى بالحقارة و لا نقبل الدنية في
ديننا و لا في دنيانا. أما لمن نجي لي حكاية خطأ أو صواب و صاح و لا غلط دي
فخليها لينا على جنبة. و بصراحة كدا، هناك مواقف مستفزة شديد،
لدرجة تفقع المرارة وما يعالجها إلا متل طالوش أبعاج أخوي دا.
*************&&&&&*****************
[color="#b22222"] يعيدني ذلك بالذاكرة
على سبيل المقاربة فقط ، إلى موقف
يوم كان لأسد الله و سيد الشهداء سيدنا حمزة
ابن عبد المطلب عم رسول الله (ص) و أشد من
أحزنه استشهاده (في عام الحزن) كانت قصة دخوله
الإسلا م بسسب شكلة لخ ليك فيها أبا دا جهل دا
صفعة واحدة لمان شج رأسه؛ و ذاك موضوع
آخر لعل مجالاً آجر يتسع له.
*******&&&*******
[/
color]

ود الأصيل
08-08-2015, 09:03 PM
(حاشية لا بد منها)
لمن يتبادر له سؤالي :
أين كنت من كل ما كان يدور
خلف أسوار و كواليس القصر؟؟؟!!!
أقول له: إن هذه شهادةٌ للأمانة و للتاريخ ، أنني
كنت أدخل ضيفاً و أخرج كأي أجير . كنت أنتظر كل آخر شهرٍ
لأتقاضى أجري ، بعد أن يجف عرقي . كنت أترك كل النغنغات الحاصلة،
لأعبر الشارع غرباً إلى مبنى وزارة المالية أو البوسطة المجاورين، لأضرب ليك طلب
كسرة بلدي يومياً بملاح شرموط أبيض( خالدي) ، لدرجة أنني من كثرة تكراره مرات أتخيل
نفسي أمام حَلَّة قوز عملاقة بحجم (مصفاة الجيلي) و يغرفون لي منها كل مرة شوية بما يساوي
مبلغاً و قدره طرادة (25 قرشاً) ؛و ألم باقي المويهية (صرة في خيت) و أقوم أوديها لناس أبوي المسن،
ليعيش بيها (كوم لحم) شُفّع تحته من زوحته الرابعة. بالنسبة للعطايا و المنح و المناوﻻت و التمريرات
من تحت الطربيزة ،فهذه شهادة لوجه الله، و أتحدى بها من أحياء البلاط الرئاسي و أمواتهم كائناً من كان
رآني أو سمع بي سجلت نفسي ذات مرةٍ ، و لو بقلم رصاص، في أيٍ من دفاتر تلك المخصصات و التوزيعات
المشبوهةو الممرغة بغبار الملح من عرق الغﻻبة أمثالي و الكادحين من أهلي الحنان. بالجد دي كانت
طريقة تفكيرنا. علماً بإنو أراضي الفئويين لمان صارت حقاُ مشاعاً لكل خريج لقتني غادرت
تاركاً البلد بقضهاو قضيضها إلى غير رجعة ، و مرقنا منها (ملوص ، أباطنا و النحم).
و من هنا، بتحدى بذلك كل من يقدر يجادلني أو يخاصمني حول
أية إفادة مما أوردته هنا . كما أعتذر بشدة لكل من سقط
اسمه مني سهواً.، و بالتأكبد ليس عمداً.
**********&&&&&*********



[SIZE=5]و لمن قد يتبادر له سؤالٌ أيضاً
حول: من أين جاء أصلاً ، هذا الذي يقرع بنعليه ،
و يبرطع كيف يشاء في(بلاط) القصر؟! لأقول له ، و بكل بساطة:
إن القصر الجمهوري ليس إيوان كسرى ، بحيث لا ينبغي أن يأتيه البؤساء
من بين يديه و لا من خلفه. و إنما هو مُلكٌ للشعب، و يفترض أن يكون قبلةً مفتحةً
على مصراعيها ليؤمها الناس ضعيفهم قبل شريفهم. هذا علماً بأنني أتيته عابراً إلى حال
سبيلي، كحال راكبٍ طريقُهٌ طويلةٌ، و غايته بعيدةٌ، فنزل يستظل بظل شجرةٍ ، ثم ما لبث أن راح
و تركها. كان هذا هو ديدن حياتي منذ رأيت نور الدنيا. فلو كان هناك(سوَّاااحٌ) فما بالك برجلٍ حملته
أمه كرهاً في بلدةٍ ما.. و وضعته كرها في ناحيةٍ أخرى.. ثم لم تلبث أن رحلت عنه ، مودعة أمره لله،
ثم لمرضعاتٍ كُثْرٍ سواها. لدرجة أنني لما شببت عن طوقي و بلغت أشدِّي و بلغتٌ أربعين سنةً، و رحتُ
أنشد بنتَ حلالٍ لأنكحها فتكون له عوناً على نوائب الدهر، فإذا بي أجد بنات حواء من حولي كلهن أخواتٍ
لي من الرضاعة؟!و إن كان هنالك(عاشقٌ ترحالٍ) فليك أ ن تعجب من أمري وأنا (طفلٌ معجزة)إذ نشأتُ
و ترعرع منذ نعومة أظفاري ضيفاً في بيت أبي، بين أربع ضَرَّاتٍ للراحلة المرحومة/ أمي؟ أو ليس
حالي أشبه بحال أَبُي جَهْمٍ، الذي: لَم يكن ليَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، أو كحال مُعَاوِيَةُ بْنٍ أبي سُفْيانَ
(رضي الله عنه) و قد كان صُعْلُوكاً لَا مَالَ دينار لديه و لا درهم ، عاش متنقلاً بين الحضر
و البادية،يطوف بدور العلم بشتى مراحلها بدءً بالابتدائية التي درستها في أكثر
من مكان. و انتهاءً بالمرحلة الجامعية وما فوقها و التي أكملتها ب ثلاث
جامعات داخل و خارج حدود رقعة ما يعرف مجازاً و اصطلاحاً
بالوطن ، رحت أتأبطها و ظلت تسكنني أكثر مما أسكنها.
التوقيـع بالبنــــط العريـــض
*******@@@********
عـــابـــر ســـبـــيـــل
]
[/size

ود الأصيل
11-08-2015, 09:56 PM
[COLOR="#6633ff"]
بالعودة إلى مربع صفقة زواج المتعة، ذاك
الذي عُقِد قرانه (عرفياً) ما بين جماعة الجبهة القومية
الإسلامية ، و بين عسكر ثورة مايو، بعد أن بردت عضلات هذه
الأخيرة و همدت فتونتُها و غدت عجوزاً شمطاء تلفظ آخر أنفاسها عند
حافَّة قبرها؛ و قد جرت مراسم ذلك الزواج غير الميمون بطريقة (مكلفتة) سريعاً،
و جلبوا له المأذونين من ذوي الطرابيش الحُمر من خُدَّام الجامع الأزهر، نجد أنه كان حدثاً
أقرب ما يكون إلى كلمة حقٍ قد أُرادوا بها باطلاً . أي ، بمعنى أنها طبخة (القطر قام) سبكها كهنة
فرعون هنا بغرض التعجيل في سبتمبر 1983م ، بسن قوانينَ ذات صياغةٍ فطيرةٍ و (سيئة السمعة). طبعاً
هذه ليست من عندي . بل هكذا كان يتجرأ على نعتها، و بسخريته اللاذعة المعهودة السيد الإمام/ الصادق
المهدي ، و هو غريم لكلا طرفي المعادلة ، و الذي ظل يناكف و يناهض طيلة سنين ولايته الثانية بكل ما أوتيَ من
قوة و من رباط الخيل لوأدها في مهدها و طمس آثار(عدالتها الناجزة) حتى أنه ذات أمسية كان يحاضر في قاعة الصداقة
عمَّا سمَّاها ([COLOR="#B22222"]شريعة البتر و الصلب) و كان بجواره الشيخ/سالم عزام و الذي تمعر وجهه فقاطعه زاجراً بأنه لا يجوز
إطلاقاً التجني على شرع الله و وصمه بمثل تلك التفاهات). لكن الشاهد إن تلك الزيجة العرفيةبامتياز لم يكن شهر عسيلتها
ليدوم بطبيعة الحال سوى لبضعة (أيامٍ معدوداتٍ) بحسابات التاريخ: فسرعان ما انقلب السحر على سحرة فرعون . إذ اختلف
اللصوص ليظهر من بينهم السارق. و سرعان ما ألقِيَ القبض على قراصنة السلطة و سيق الذين لم يتقوا منهم زمراً،ليمكثوا
خلف القضبان (عدةً من أيامٍ أخرَ، حيث تم التحفظ عليه هناك ريثما اندلع تأحداث انتفاضة 6 إبريل 1985م. و قامت جماهيرها
هادرةً حول أسوار القصر تنادي برأس نميري الذي بات آنذاك (مطلباً شعبياً).و بالفعل راح فيها المسكين كأي كبش فداءٍ .
بعدهاخرج الترابيون من سجون كوبر و فتاشة يتقدمهم عجوز الثعالب في ثياب الواعظين ،ذاك الذي فكر و دبر ثم قدَّر
ثم قتل كيف قدَّر تولى كبره و علمهم السحر، محمولاً كما الأبطال و الغزاة الفاتحين على أكتاف جموع من الغُشماء
و المضحوك على ذقونهم من الرجرجة و الدهماء ،كما لو كان (مانديلا أو المهاتما غاندي، أو حتى مهاتير محمد)؛
و راح يباشر إعداد عُدته لخوض(أية انتخابات حرة و نزيهة) في ديمقراية قادمة مزيفة و مضروبة مية
فشنك من دوائر مزعومة للخريجين في( الصحافات). جنباً إلى جنب مع أمثاله من بقية
(الأربعين حرامي) و لا تزال الساقية ( طاحونة الأنين) لسة مدورة.
*****************&&&&& ********************

هنا مجرد علامة استفهام أخيرة و مهملة:
إذا سلَّمنا بأن زيجات المتعة تلك ، كانت وصمات عارٍ،
لا أنواط جدارة واستحقاق أو أوسمة شرف ليسلأحد أن يدعيه،
بقدر ما هي تهمة ليس لأحدٍ أن يتبرأ منها أو ينفيها ، من علمانيين
هم أضل سبيلاً . جاءوا أيضاً(مرتزقين) من ليبيا معمر قدافي، و على
ظهر دباباته كتفاً بكتفٍ مع عساكر/ محمد نور سعد و حسن حسين ،
فبالله عليك لو ما نحن شعبغلبان و متعوس الرجاء و محروق دمه
في الفاضي ، و مضحوك على ذقونه، هو وين ظاطو الإسلام
الإصلاحي دا المحتاج يتخرجو ليهمن جامعات و
محاضن غربية متل ناس من السوربون
و ناس من أوكسفورد؟!
**********&&&**********

ود الأصيل
12-08-2015, 11:13 PM
bold heading]
[SIZE=5]
بوقوع ذاك الطلاق البائن بينونة كبرى ما بين
جعفر نميري و بين جماعة الترابي، و جدت هذه الأخيرة
نفسها في وضع لا تحسد عليه من شماتة الشامتين من غرماء كثرٍ
ممن لا يكرهون غرز أنيابهم في لحمها ميتةً. و أول الشامتين بها كان هو/
أحمد مصطفى دالي الجمهوري الأشهر و الناطق بلسان جماعته في النشاط الطلابي.
كان سريع البديهة و سليط اللسان. أصلو ما ينقهر في الكلام إلا تركبو عكاز ساااه. كان
هو و رفاقه ﻻ يألون جهداً في بطح الكيزان أرضا لكشف سوءاتهم و أكلهم حنك . غلبو
فيهمحيلة و لا يحلو الركن إلا إذا جمع دالي و فصحاء الكيزان و بلاطجتهم ، ناس/ إبرهيم
خبرة و عمار أحمد آدم. نحن كنا طبع(فلوترز)، شلة خشامة لا عاجبنا عجب و لا صيام
في رجب . بس بنحب الشمارات و الضحك و القرقراب بس, نشجع اللعبة الحلوة
و نسوي(المديدة حرقتني). و لا يهمنا لا لينا في ترابي و لا فرق لدينا
بين محمود محمد طه أو لاعب معروف آنذاك ب(محمود القضارف).
****************&&&&*******************
هذا يعيدني بالذاكرة أسخن مناقرة جرت في النشاط ذات يوم بين
أحمد مصطفى دالي و بين كوز علم في رأسو تشة نار هو الدكتور/ جعفر شيخ إدريس.
فمرة قام الكيزان لما تب غلبت حميرهم كلها رسلو للدكتور/جعفر شيخ إدريس من قدامى المحاربين
و أحد أشهر شيوخهم المهاجرين في أمريكا الجنوبية يجي يشوف ليهم صرفة مع ذاك النبت السرطاني
الجمهوري الآخذ في الاستشراء كما النار في الهشيم.كانت تلك فعلاً أم المناظرات و قد جُمِع لها الناس ضحى
و المكرفونات لعلعت في سماء الجامعة . أعطيت الفرصة الأولى للضيف الكبير ، عمنا الدكتور/جعفر شيخ إدريس.
مسك ليك المايك وتنحتح تقول مية مرة و هو يعلم جيداً أنه بصدد أبالسة مصرمين واقعين من السماء سبعين مرة
و متحدثين لبقين و خطباء مفوهين لا يشق لهم غبار في مضاميرهم و طبعاً السفسطة دي شغلتهم و بنجضوها كويس. بدأت
هتافات الكيزان تتعالي من النشاط وحتى البركس. مروراً بمسجد عبيد ختم (اللي كان سماه كوز منسلخ بملتقى الأحبة طعناً في
الكيزان من الجنسين).المهم عمنا الدكتور/ جعفر مسك المايك و تنحنح . ثم بعد أن حمد ا لله و أثنى عليه، بادر الجمهريين بالهجوم
المباشر كخير وسيلة للدفاع و هو أصلاً كان متحيزاً غلى فئةٍ ، و متحرفاص لقتالٍ، خشية أن يقع في شر أعماله و أقواله.. نعم تماماً لأن
أية زلة لسان مع هولاء سوف تكون كارثة على الترابي نفسه. قال شيخ جعفر: هذا المدعي محمود محمد طه لم يأت بجديد, إنما قرأ لزنادقة
الغرب فقط ثم راح يقلدهم بوقع الحافر على الحافر و ينعق وراءهم كالببغاء.نط ليه القراي:يا شيخنا ما تخاف ربك!؟ ماذا تعني بأن الشيخ لم
يأت بجديد؟ هدي كتبنا مالية الشوراع ؛ أصلك يوم ما دنقرت ليك على كتاب واحد شلتو قريتو؟! رد عليه شيخ: و هل تسمي هذه كتبأً يا بُني؟
دا مجرد كلام شخارم بخارم ملئت بأراجيف و أباطيل من(علم الكلام), خسارة فيها ثمن المداد الذي كتبت به. هنا بدأ النفس يرتفع فاضطر دالي
للتدخل سريعاً و قال:يا شيخ أعدل لينا كلامك, أنت برضو راجل ليك و زنك واجب علينا نحترمك. بس ما ترمي لينا كلام هردبيس ساي(دي كانت
طريقتهم في استدراج الخصم في محاولة لتحييده).فكدي أنت أول حاجة بدل ما تدخل فينا شمال كدا، و رينا كم كتاب قريتا للأستاذ/ محمود؟!عشان
نشوف باني حكمك على كم؟. هنا بدأت أوداج عمنا جعفر تنتفخ و أخد ليه تلعثمة شوية و جر نفسوو خاف الجنا دا يوقعو في مطب يقوم يضحِّك
الناس عليه يقولو (قر). فاستتدرك قائلاً: أنا قريت بعض الكتب منها الرسالة الثانية. قالو ليه::(طبعاً بديهي دا أي زول قراه و معروف، كأنو
ترباس و على رأسهه (عمامة) و طيب شنو يعني فهمت من الرسالة الثانية؟ ثم هل كتاب واحد كان كافي يفهمك كل ما تفتقت عنه عبقرية
الأستاذ عن فكرنا الجمهوري؟ يا شخينا ما تقعد تخرمج ساي.شيخ جعفر قال ليه:يعني عايزني أكبِّس في خزعبلات الأستاذ بتاعك دي
أعكف على مذاكرتها كولها عشان أفهم؟ ثم أنتو ناسيبن إنو أنا راجل مفكر ذاتي، ثم بعدين ياخي الجواب يكفيك عنوان! طبعاً ما يقراها
كلها، دي فرصة فرصة لم يكن دالي ليفوِّتها لجرجرة الضحية نحو الغريق ثم إرباكه حتى يُجهز عليه بالضربة القاضية. فقال ليه:
لا يا شيخ جعفر حاشاك، إحنا ماقلنا كدا، و أنت فعلاً سيد العارفين. و لكن(الرسالة الثانية) لا تمثل العنوان الوحيد و لا حتى
الرئيسي لفكرنا الذي تنوء بحمله كتب و مجلدات ! قام عمنا جعفر ضرب ليه مثل مضحك ليشد انتباه الحضور كمحاولة
تكتيكية لإفحام دالي و أيضاً لتقريب الصورة الذهنية قال: يا ولدي هسة أنت لو كنت واقف ليك جو غرفة و قام
جاك دحش مد ليك راسو بالشباك, أها ح تطلب منو يرفع ليك كدارينو الأربعة و لا (يهنق) ليك ، عشان
تعرف أنو حمار؟ و لا بتكتفي بالشفتو؟!! قام داك رد عليه طبعاً لازم يرفع كرعيه ورا و قدام, لأنو كمان
البعيد شنو ، ما يمكن يكون زول واقف بهناك و رافع ليه رأس حمار. يلا هنا النشاط دا
من الضحك لمان في واحدين لا مؤاخذة أظن بالو في هدومهم.
و بقينا ذاتنا ما عارفين رأس الدحيش من إضنينو!!!.
**************$$$$$**************
[/[/COLOR]SIZE]

ود الأصيل
19-08-2015, 01:57 AM
"]]]]]"]
(زيجات متعة بين عسكر و حرامية?!)
(أم لعلها هي دوامة لما يصطلح عليه بأحزاب الكنبة؟!)
بحكم تجاربه الديمقراطية (الفطيرة) على تعدٌدٍها، ليس السودان بدعاً
بين جيرانه، سواءٌ في أفريقيا أو في بلاد العرب أوطاني. إذ لا مجال منقطياً،
للحديث عن ديمقراطية بلا ديمقراطيين. فذلك ضربً من دق (الأوتادٍ في زرائب بلا أبقار).
فبتكراراً انقلاباتهم، درج العساكر، على تدجين شعوبهم، فخلت نفوسها من حبة خردل من ثقة
فيهم و في من هم سواهم من(مسوٍسين) أو مشتغلين بالسياسة قد خلا وفاضهم من أية حنكةٌ و
ماتت ضمائرهم من حياة للنهوض بالبلاد من كبواتها.فآثر بعض أولئك الآخرين الانكفاء حتى تبخروا ،
و انزوى بعض آخر بعيداً عن دائرة الضوء ، و لاذوا بالصمت في مقاعد المؤخرة ل(حزب الكنبة). بينما
صنف ثالث (ﻻيوق) من شيوخ الغفر، جعلوا (يتاوقون بالطوالة) يتحينون الفرص للرعي و (الرمرمة)
حول الحِمَى، يوشكون أن يقعوا فيه) و برغبة شهوانية و عزم و إصرار خرافيين على الرضا
من كعكة مولد السلطة و لو يفضلات الفتات مما قد يجود به شح نفس(سيد البلد)
حتى يرميه ل(كلاب حراسته)،أو باللجوء إلى حيل أخرى غالباً ما تأتي عواقبها
(مطربقة) فوق رؤوسهم و على عكس (ما تشتهي سفنُهم) .
فتكون النتيجة:أنه (على أهلها دائما ما تجني براقش) !!!
***************$$$$$******************
[[/
[/SIZE]FONT]/color][/size][/font][/center]

ود الأصيل
19-08-2015, 02:15 AM
]

فمثلاً تجد أن الرئيس/ جعفر نميري
بعد فرضه لقوانين سبتمبر ، وقع فريسة سهلةً لأن
يلتف حوله نفرٌ من متربصي الدوائر و تجار الدين ، و جوقةٌ من
ماسحي الجوخ ، أمثال بعض المشعوذين فأدخلوه في حالة انغماس
حد الغرق في لوثة دروشة و نجذاب صوفي أقرب إلى الهوس الديني .لدرجة
أننا كنا نشاهده في صالون ضيافة القصر الجمهروي يأتي كل صباحٍ (فتاح يا عليم،
رزاق يا كريم) ليبدأ يوم دوامه الرسمي بمصافحة الهواء على كل كراسي الجلوس و هي
خالية و خاويةٌ على عروشها من أي أنس. قيل: كان ذلك ﻻعتقاد منه بأنه إنما يصافح ثلةً
من الملائكة و الروح فيها. كذلك كثير الترداد لزيارة أهلنا (أهل السلسلة) عندنا قريب هنا في
أبي حراز و طيبة الشيخ عبد الباقي حيث كان يخضع لجلسات(دوا ء فقراء). كنت شخصياً شديد
المناكفة لقريبنا الشيخ/ أبو عاقلة ود الشيخ الريح، حفيد و خليفة (ككر) للشيخ / عبد الباقي أزرق
طيبة.فكان لمان يتضايق مني خلاس ، ينهرني يقول: هوي يا جنا أب تفةً عاجباك دا، شايف
السباتة الإنت متوطيها بي نعلاتك دي، قاعدين يجوني يبركو فيها عند كرعيني هنا رؤساك
المشغلنك و طالع و نازل معاهم ديل من أكبر رأس في البلد (قاصد جعفر نميري طبعاً)
و لعند حاكم إقليمك الأوسط هنا؛ أكان كرار أحمد كرار، و لا عبد الرحيم محمود،،
و حتى جماعتو و سعد عوض وعيسى جفون و غيرهم ، كلهم في
الهواء سواء. و الظاهر الناس فعلاً علي دين ملوكهم.
*************€€€€€***************
[/color]

ود الأصيل
19-08-2015, 02:49 AM
[
center]
الشـــــــاهـــــــــــــد:
يبدو إنو الأخوان بفعل إعمالهم لحاسة شمٍ سادسةٍ
و ملكة ذكاءٍ خارقةٍ للعادة و (ميكيافلِّية النزعة)، و بفضل تسلحهم
بأساليب لولبيةٍ، و تزود شيخهم بتحديداً بقرنَيْ استشعارٍ مبكر تدفععانه دفعاً بقوة
دفعٍ حصانيةٍ رباعيةٍ نحو طموحٍ لديه كان شاطحا جدآ لبعث ثم تحريك عالمٍ إسلاميٍ جديد ٍ
من عاصمة هامشية كالخرطوم ، إذ ليس فيها كعبةٌ مشرفةٌ، و ﻻ مسجدٌ اقصًى ، و ﻻ حتى جامعٌ أزهرٌ
شريفٌ ؛ ناهيك عن أن هذا الأخير ما بناه الفاطميون إلا ليكون مسجداً ضراراً لبيت الله الحرام . لذا، و من منطلق
هكذا طموح، فقد فطن الترابيون و منذ أول وهلة، لوجود ثغرة خلخلةٍ أمامهم هناك بين محاذي مناكب و أقدام كلاب
حراسة ثورة مايو ، خصوصاً بعد إنقراض معظم صناعها الحقيقيين و أبهاتها الشرعيين . فجعل الأخوان يزاحمون و (يتتاررون)
إلى أن لقو ملكتهم في من حسبوه (عبيطاً نافعاً) ل(يزلقوا) له الطعم . إذ يبدو لي أنو عمنا أبعاج و في لحظات اتشائه بصوت البلابل/
بنات طلسم و تمايله معهن طرباً على أنغام (أبعاج أخوي يا دراج المحن) ، يبدو إنو فعلاً (بلع العضم بي مُخًّو). و لكنه لم يهنأ به طويلاً .
حيث كان للأخوان ما يخططون له سلفاً من التقرب منه زلفى؛ حتى تمكنو من دس السم له في الدسم.بعد أن بدأ الرجل يثق بهم كبادرةٍ
حسنةٍ لنية الانصهار في بوتقة ما توج آنذاك بمساعٍ حميدةٍ و جادةٍ للمصالحةالوطنية ، و التي تم بموجبها تعيين رأسهم الكبيرة في منصب
استشاريٍ للسيد/رئيس الجمهورية لشؤون الخارجية. و كان مكتبه تحتنا طوالي . رغم أنه لم تكن توكل إليه أية استشارات، مكتفياً بالتلذذ طوال
نهاره باحتساء الجبنة و عصيرات الفيتمو من مأمون البرير . مع وجبات سريعة من طراز ال 5 نجوم من فندقأراك المجاور. و التسلية بقراية الجرايد.
بينما كان ثعلب آخر من كهنة البلاط يعمل مستأثراً فعلياً و قايم بالجمل و ما حمل . كان يذكرنيبرواية طريفة كنا درسناهافي حنتوب للإسكوتلندي/
روبرت لويس سيتفنسن بعنوان : Dr Jekyll and Mr Hyde(دكتور جاكل و مستر هايد ). و هو عاكف حينذاك على طبخة تستوي على نار خضراء
هادئةلعملية تنويم مغناطيسي موازية و جراحة غسيل دماغ كاملة كانت تجري على قدمٍ و ساقٍ لسيادة الرئيس/جعفر نميري شخصياً ، توطئة
لإنهاء مشهده و التخلص منه ثم رمية (عضماً يابساً)؛ و ذلك بتنسيقٍ تامٍ مع الأمريكان . بذكر كان برضو جابو لينا كوز تاني وزيراً أو أميناً عاماً
لشؤون الرئاسة يقال له/ عمر ياسين . دا كان كلو طبعاً قبل ما تجي فكرة ما بعد السكرة و ينكشف أملعوبٌ خطير ٌجداً بأنو (أب ضنب) كان
قاعد يبحت ليكيل(ترابه) على هامة(أب شنب)لدفنه حياً.لكن القدر أبي إلا أن قال ليه:(يا حافرحفر السوء، وسع مراقدك فيهن) فبعد
سقوط أبعاج لاحقاً صرح عمك الشيخ الما يستحي لجريدة المصور المصرية بأنهم صنعوا من المشير/ نميري قائداً ملهماً بايعوه أبا جعفرٍ
منصوراً ،ليس حباًفي زراق عينيه، بقدرما كان نظام (دردقة)منهم ترمي إلى دفعه لتطيبق مسخٍ مشوهٍ و سيء السمعة لحزمة
تلك (الخرمجة)المسماة جزافاً (عدالةً ناجزةً). و ليس ذلك سعياً منهم لتحكيم شرع الله كما كانوا دوماً يدعون و يتشدقون،
بقدرما كان فخاًنصبوه للراجل ، بغية تفجير احتقانات الشارع ضده و تأليب الرأي العام العالمي عليه.
فكان نتيجة ذلك طلاقاً بأئناً بينوتة كبر بين الراجل و جبهة منسمَّاهم( الأخوان الشياطين).
و لكن،بعد أيه؟! للأسف ، بعد ما الفأس وقع في الرأس ، و كان الكان؟ !.
*******************$$$$$********************
[/color]
[/center]

ود الأصيل
19-08-2015, 10:39 PM
[SIZE=5]
في صبيحة يوم 25/ ينار/ 1985 و الذي
صادف احتفال مايو بعيدها السادس عشر و الأخير.جاءنا
في صالون ضيافة القصر، إن لم يكن تشابه علي البقر إما المرحوم/
حسن ساتي أو لعله الصحفي المخضرم، ابن هذه المدينة الحُبلى دوماً بقطوف إبداعها/
فضل الله محمد. يرافقه على ما أذكر كوز متخفي في جلد حملٍ وديعٍ و متربعٌ حالياً على ربوةٍ ذات قرارٍ مكينٍ،
و هو مكينٌ في نقابة أو رقابة الصحافة و المطبوعات لا أدري تحديداً هو/ ﻻ داعي لذكر اسمه، كونه قد ﻻ يقدم وﻻ يؤخر .
و كان معهم مرافقٌ ثالثٌ، مان قريباً أو متقرباً من دوائر الأحداث وصنع القرار، يقال له/ عبد الحفيظ عبدالله رجب. و لا ناقة
لهذا الأخيرو لا جمل من قريبٍ و لابعيدٍ بمهنة المتاعب، هذه، اللهم إلا يكون بالوراثة فقط ، عن أبيه الراحل و الذي كان علماً
في رأسه(تشة نار) لشهره عموده (يوميات أو مذكرات غبش). و لعل لديه مدخلاً آخرَ ل(مصاقرتنا) يوماتي (وجع وش) لكونه زوجاً
لابنة خال السيد الرئيس/ جعفر نميرى، شخصياً ،أختنا المهذبة و زميلتنا الحشمة السيدة/ فتحية عثمان صالح . الشاهد: مرقنا من
مشهد كل هذا المولد بلقاءٍ صحفيٍّ مطولٍ و مشوِّقٍ أجرته الصحيفة المعنية مع السيد/ رئيس الجمهورية كان تقريباً بمثابة شبه آخر
لقاء (مشاكفةٍ ) بين الراعي و رعيته. فضفض فيه عمك أبعاج بكل ما عنده و رمى بآخر ورقة توتٍ من يده على طربيزة اللعب. بما
في ذلك كل ما كان له و ما كان عليه. لتطالعنا الجرائد في صبيحة غد السادس و العشرين من مايو 1985 و قد تزينت صفحتها
الأولى بصورة كبيرة و معبرة لجعفر نميري ظهر فيها مرتدياً جاكيتةزرقاء تحتها فانيلة بيضاء خانقة لعنقه و كأنما ينعي مايو
و يشير ضمناً لأنه خلع بزته العسكرية ذات النياشين و نفض يده إلى غير رجعة من غبار متاع دنيتا هذه الغدارة الكان
مسميها (دار الغش أم بنانياً قش). و علي يمينه (المانشيت)يحمل بالبنط العريض تصريحاته النارية الفاضحة، و التي
لفظها بحرقةٍ شديدةٍ و صبَّ معها جامَ غضبه علي من نعتهم ب(الأخوان الشياطين) . ثم صُرفتْ بعدها التلعيمات
إلى زبانية أمن دولته للتحرك فوراً لتفتيش الجحور بحثاُ عن(أي أثر للجقور) بدءاً بحضرة السيد/ المستشار(الحفَّار)
ذاك الذي ألقوا القبض عليه ثم اقتادوه و جماعته من القصر إلى سجون كوبر و فتاشة. ثم لم يمض على ذلك
شهران ، حتى اندلعت انتفاضة 6 أبريل الشعبية في 1985 تنادي ب(رأس نميري مطلب شعبي)
و التي انطلقت طلائُعها من حرم جامعة أمدرمان الاسلامية و شرعت من حيثها في تحطيم
الواجهات بمصانع الريحة المجاورة لأستاد نادي الهلال. و بذلك المشهد الدرامي كان
الاعتقال بمثابة طوق نجاةٍ للبعض ، تخارجوا به من مخالب غضبة
حِــلْم الجـماهيــر (كما تنملص صوفــةٌ من عجينــها)!!!
فيـــــا لــــرب ضـــــــارةٍ نــــــــــافــــــــــعةٍ!!!
**و كم هو جاهلٌ***من ظن يوماً**
***أن .. للثعالب.. ذرة .. دينا***
**********$$$$$********
[/
size]

ود الأصيل
23-08-2015, 10:32 PM
[color="#b22222"]
جــــــدلية عهد مـــايـــو
ما بين فدائية الثورة و فاشية الانقلاب!)
(و من ماركسيةٍ عاجزةٍ إلى عدالةٍ سماويةٍ ناجزةٍ!!)
و نحن نوثق لتلك الفترات والحقب على يقين بأن الكلمة
أمانة. ما أن نلقيها على عواهنهـا فنودعها الأثير هكذا،
فمن الصعب إن لم يكن مستحيلاً إرجاعها إلى حلقنا.
تماماً كما يستحيل اللحاق بفقاقيع رغوة الصابون
بعد نثرها في الهواء الطلق. سائلين المولى
ألا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
*******&&&&*******
فمن باب خرقنا للعادة في فن الإخراج
و المنتجة السينمائية ، و كسراً لرتابة الروتين في سرد
الأحداث، سوف نعمد هذه المرة إلى بدء وقفة مراجعاتنا لحقبة حكم ثورة مايو،
ليس من حيث كان مسقط رأس مفجِّرها و قائدها المشير/ جعفر نميري بود نوياوي في
2 أبريل لسنة 1930م ؛ و ليس حتى من حيث انتهى عهدها في 6 أبريل 1985. و إنما من يوم
رحيل ذاك الزعيم الثائر في مايو 2009م حيث أسدلت رموش عينيه على آخر مشهد من حياته، تلك
المثيرة الصاخبة الملأى بأشياء و أضادها. فالشاهد في يوم خرج هذا الشعب الشهم الأبي السمح المتسامح
عن بكرة أبيه لا يلوي على شيء نحو مدافن أحمد شرفي مودعاً إياه إلى آخر مثواه في صمت مطبق كأيٍّ من
أبنائه البررة. نفس جموع المنتفضين ضده ذات يومٍ هتافاً بأن( رأس نميري مطلب شعبي) تدفقوا ذات يومٍ آخر
نحو المطار مستقبلين و محتفين بقدوم الرجل عائداً من منفاه بمصر. و هي عين حشود المشيعين يعلنون عاماً
للحزن أمام مرأى و مسمع الدنيا بأسرها. و قد ازدحمت جنبات الطرق بالمواسين إلي السلاح الطبي يطمئنون
على صحته و يشرعون أكف الضراعة لاهجين له بالثناء . ثم ذهب أب عاج و تقاطر المعزون بأعدادٍ غفيرةٍ تسد
عين الشمس صوب دار ذويه حتى لم تقوَ حوراي أمدرمان على إيوائهم . باتت ربوع السودان يومها بيت
مأتم واحدٍ كبيرٍ ضم كل أطياف البشر خصوماً و موالين في ثوب شعب طيب لا يضمر سوءاً و لا ينوي
انتقاماً. فيا لها من محن في طياتها منحٌ. و لحظات أحزانٍ تغدو كرنفالاتٍ للفرح في سرادق
للعزاءٍ ، بنفوس كاظمة للغيظ ، عافيةٍ عن الناس و بقلوبٍ صابرة مؤمنة بأنه
ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً.وقد كان للرجلعلى
علاته بصماتً خيرٍ لا تخطؤها عين منصفٍ. ألا رحم الله الفقيد
و تجاوز عن هفواته و أسكنه فسيح جناته.
**********$$$$$***********
[/
color]

ود الأصيل
24-08-2015, 10:04 PM
[
CENTER][center]

[FONT=pt bold heading][COLOR="#0000FF"]
[COLOR="#800000"][SIZE=6]جدلية شخص نميري
بوتيرة تنقُّله كفراشٍ حائر بين
ميسرة و ميمنة من أقصى إلى أقصى
حيث تتضارب الآراء و المفاهيم حول العقلية التي أدار بها نظام مايو
شؤون البلاد بقيادة مجلس ثورته المختزل تقريباً بكامله في كاريزمة شخص العقيد
المترقي بين ليلةٍ و ضحاها، إلى مشير مرة واحدة و قفذاً بأطول زانة في تاريخ الدكتاتوريات.
و لكن الحقيقة التي أصبحت واقعاً أن نظام مايو بسلبياته و إيجابياته كان يشكل بحد ذاته جزءاً لا يتجزاً
من جدلية سياسية عظمى ظلت تكتنف نظام الحكم بصفة عامة في السودان و في معظم جيرانه. و منها جدلية
حالة اللاحرب و لا سلم التي تكاد بلداننا تتنفسها مع هواء الأسجين ، إكسير الحياة. فبنفس الصيغة الهشة التي
نال بموجبها متمردو أنانيا(1)في الجنوب قسطاً من استراحة محارب بهدنة أديس أببا عام 1972،فقد أدت أخطاء نظام
مايو مجدداً إلى إشعال و تأجيج حرب أهلية طاحنة على يد أنيانيا(2) منذ 1983إثر إصدار النميري فرماناً رئاسياً تعسفياً،
إذ قضى بتقسيم الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم وإقصاء قدامى المتمردين عن السلطة. كما شرَّع النظام قوانين في مجالات
التعليم و الصحة و الخدمات. بينما نظام الحزب الواحد الذي انتهجه نظام مايو شكّل أكبر(طَمَلَة) و عقبةً كؤوداً ظلت الحكومةالوريثة
المنتخبة ديمقراطياً بعد انتفاضة 6 أبريل 1985 تتوحَّل و تتعثر فيها حتى مجيء الإنقاذ. لا شك أن حقبة مايو شكلت مثاراً لجدلٍ دائمٍ
بسبب التقلبات المزاجية لشخصية جعفر نميري ، التي جعلته ينتقل بين نظام اشتراكي الملكية المطلقة فيه للدولة ، و نظام رأسمالي
غربي يعتمد حرية التملك و نظام السوق الحر،رغم التناقض الكبير بين النظامين في إدارة الحكم. إلى أن خرج علينا أبعاج ذات في عباءة
سوداء بزيق مطرز بخيوط مذهبة . و بدون مقدمات طوى نميري الصفحات بين هذا و ذاك بإعلانه تطبيقاً متعجلاً لقوانين سبتمر 1983
و المسماة شريعة إسلامية وذات عدالة ناجزة ، و التي اختلف المجتمع السوداني مثلما فعل الرأي العام العالمي حول مدى جدلية،
و ربما غرابة الطريقة التي نُفِّذت بها الأحكام الحدية التعزيرية في ذلك الوقت. فنظام نميري رغم الجدل الدائر حوله إلا أنه يبقى واحداً
من و الأمثلة المحتذاة لنظم إدارة الدولة في السودان. كذلك أدخلت نظام مايو تعديلات جوهرية في نظم الإدارة الأهلية ولم تشطبها
بجرة قلم . بل سعت لطويرها إلى نظام المحلي الذي كان يهدف إلى كمش الظل الإداري. فصارت سنة لكل الحكومات التي أعقبت
نظام مايو و التي عدّلت بدورها في قوانين الحكم المحلي، لكنها لم تستطع إلغاء الحكم المحلي. كذلك لم يأت نميري بجديدٍ في
نظام الفصل التعسفي من العمل بقردما أنه كرَّسله أصولاً و أرسى له قواعد،كتمهيدٍ وتوطشةٍ ل(قرصنة) الخدمة المدنية
بذريعة تنقيحها من أية شوائب لترهل و ظيفي محتمل أو حتى مفترض, مبرراً لذلك بنظرية ما عرف اصطلاحاً بمقتضيات
(الصالح العام )، في سابقة ربما سبقته إلىها كما حذت حذوه فيها كافة السلطات المتعاقبة لتصفية معارضيها. كانت
مدينة الحديد والنار/ عطيرة و مشروع الجزيرة الضحايا النموذجية لتلك السنة السيئة على مر عهود الحكم
المتعاقبة مدنيهاعلى عسكريها كلها على حدٍ سواءٍ . و قد شرعتها حكومةأزهري ففرعتها بضحايا
(مجزرة مشؤوع جودة) التي جرت فصوها على مقربة سبعةٍ و عشرين يوماً
فقط لا غير بعيد نيل البلاد استقلالها من قبضة المحتل الأنجليزي.
*****************#######****************
إنما كل ذلك غيض من فيض ما عمت به
بلوى هذا الشعب الطيب مما يعمق معاناته و
يزيد جراحه غوراً و كأني بها لم يزدها نيلنا استقلالنا
إلا نكأً. ثم ألا ترى معي أن المناحات كلها شديدة التناسخ مع مرثيته
ملحمية خالدة نظمها شاعرنا الثائر/ صلاح أحمد إبراهيم ؟!، تلك التي
أطلقهالتجيء مدوية بصوت مناحةٍ و بكاء على أرواح ضحايا (كَتْلَةْ) عنبر جودة
على أيدي سلطات الاستقلالبُعَيْدَ نيلنا إياه في شتاء 1956 و گاني به ينعي
لنا ضمناً مجازر دامية أخرى ، نذر بؤس و فواتح شر لمآسي ظلت تتلاحق
تترا، و ضحاياها تتقاطر أرتالاً من عامة بني شعبه على فترات من
سلطات القصر. فمن لم يمت منهم بسيف العنف مات كمداً،
و لم تزل أرواحٌ تزهق جوعاً أو مرضاً أو جهلاً أو
تهميشاً أو بيعاً و شراءً بثمن بخس.
*********$$$$$$*********
و في المساء بينما الحكام في القصر و السكر،
و في انهماك بين غانيات البيض
ينعمون بالسمر..كانت هناك عشرون
دستة من البشر، تموت بالارهاق تموت باختناق،
عشرون دستة لو أنهم حزمة جرجير يعد كي يباع،
لخدم الأفرنج في المدينة الكبيرة، ماسلخت بشرتهم أشعة الظهيرة
و بان فيها الاصفرار و الذبول بل وضعوا بحذر في الظل في حصيرة و بللت
شفاههم رشاشة صغيرةوقبلت خدودهم رطوبة الأنداء و البهجة النضيرة
لو أنهم.. فراخ تصنع من أوراكها الحساءلنزلاء (الفندق الكبير) لوضعوا بقفص
لا يمنع الهواء وقدم الحب لهم والماء لو أنهم...ماتركوا ظماء ماتركوا يصادمون
بعضهم لنفس الهواء و هم يجرجرون فوق جثث الصحاب الخطوة العشواء،
والعرق المنتن والصراخ والاعياء ماتركوا جياع.. لو أنهم..لكنهم رعاع
من(الرزيقات) من (الحسينات) من (المساليت) نعم.. رعاع
من الحثالات التي في القاع!
*******@@@@@*******
[[/[/I]COLOR]/CENTER]

ود الأصيل
24-08-2015, 10:49 PM
عقب تلاوة بيانه الأول في 25 مايو 1969،
ظهر العقيد/ جعفر نميري في حيوية و ثقة أمام كاميرات التلفزة
و هو يبشر الناس بالقيم الاشتراكية لانقلابه الأحمر من خلال شرحه السطحي
المستفيض حول مصطلحي الاشتراكية و نضالات و كفاحات( قوى الشعب العاملة)
في مواجهة قِوَى ذات ميولٍ رجعية ، ولها أذرعٌ و ذيولٌ(إقطاعية طائفية) ضاربةٍ بأطنابها
هنا في صلب الأمة السودانية. (و هي لا تزال رغم الانزواء ناراً تحت الرماد). و تلك مفرداتٌ كانت
لهاعلى أية حالٍ، شناتٌ و رناتٌ في أذني المثقف السوداني أياميها. حيث ارتبط مفهوم الاشتراكية
لدى الكثيرين بالشعوب المناضلة لنيل حريتها من الاستعمار الرأسمالي آنذاك. و لكن الانقلاب التصحيحي الذي
وقع على يد الحزب الشيوعي ضد نميري بقيادة عضو مجلس قيادة ثورته الرائد/هاشم العطا في 19 يوليو 1971
ونجح في عزل و تحييد الرفيق نميري لعدة أيام قبل أن يتمكن من العودة للسلطة مرة أخرى بانحياز القوات المسلحة
إلى صفه ، ليقوم بإعدام مدبريه رمياً بالرصاص في ظل أجواءٍ مشحونة إثر مجزرة(بيت الضيافة)التي راح ضحيتها
ثلةٌ من خيرة الضباط الأبرياء.كان ذلك دافعاً قوياً لانقلاب الساحر على طقوس و مفاهيم اشتراكيته المتوهمة حيث قرر
تناول غداءه برفاق سلاحه في منظومة الحزب الشيوعي و القضاء على أبرز رموزه قبل أن يتعشوا به ، ثم تحول
بزاوية منفرجة 180، نحو النقيض تماماً، برتمائه في أحضان النظام الرأسمالي الغربي بقيادة الولايات
المتحدة التي قدمت له ليس مقابل انفصاله عن المعسكر الاشتراكي بقدرما كانت نكايةً في غريمها
الاستراتيجي آنذاك السوفيتي الذي تفكك في عام 1989 عبر نظام «البروسترويكا»
على يد أحد عرابيها/ ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفيتي،
و أول خائنٍ لمباديء الماركسية ممثلة في سلفه ستالين و لينين.
****************&&&&&***************

ود الأصيل
24-08-2015, 11:24 PM
تمرد العقيد / جون قرنق:
بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا عام 1972
التي أنهت أطول صراعٍ أهلي في القارة السمراء ممثلاً في
تمرد أنيانيا 1 بقيادة / جوزيف لاغو ، و الذي طال أمدها لما يقارب20
عاماً. و بذلك تعتبر فترة حكم مايو قد شهدت أطول هدنة بين الحكومة المركزية و متمردي
جنوب السودان استمرت أحد عشر عاماً، اندلعت بعدها الحرب مرة أخرى في عام 1983 بسبب
تقديرات خاطئة تهور بها قائدنا الملهم/ جعفر نميري الذي ساعى لاعتقال و محاكمة الرائد كاربينو
كوانج دينق قائد الكتيبة «105» الذي دخل الغابة مجدداً ملاحقاً بتهمة اختلاس ٍللمال العام. فقام
المشير بإرسال العقيد د/ جون قرنق والذي كان يحظى بثقة كاملة لديه، على رأس مددٍ إلى الجنوب. كانت
مهمته بادي الراي لمفاوضة الرائد كاربينو و إرغامه على العدول عن تمرده؛ و لكن ربما كان ذلك لحاجةٍ
أخرى في نفس نميري يريدقضاءها، ألا و هي ربما جعل التيسين يتناطحان للتخلص من كليهما أو أحدهما.
لكن الرائد جون قرنق قرر أن ينقلب هو الآخر و يضع يده في يد أخيه على ابن عمه و الغريب،بأن تولى بنفسه
قيادة التمرد ال)قائم هناك، حيث أسس حركته الشعبية لتحرير السودان وجناحها العسكري الجيش
الشعبي لتحرير السودان ليقود حربا ضرويا و بلا هوادة خلالض أكثر من عشرين عاماً أخرى،
و نجح في فصل جنوب السودان عن الشمال من خلال استفتاء أهل الجنوب و الذي
جرى في يناير 2011 بناء على اتفاقية السلام الشامل المبرمة بين حكومة الانقاذ
والحركة الشعبية لتحرير السودان في نيفاشا بكينيا عام 2005 ،
و التي تضمنت لأبناء جنوب السودان الحق مطلقاً في
تقرير المصير لانتمائهم و تحديد مسارات هويتهم.
***********&&&&&*************

ود الأصيل
25-08-2015, 01:59 AM
[CENTER]إن شخصية جعفر نميري مزاجية النزعة
و عقليته برامغماتيكية التفكير صنعنا منه طرزاناً سياسياً
لا يهدأ له بالٌ و لا يستقر على غصنٍ. بل راح يتنقل بين عديدٍ من الأيديوليجيات
و التنظيرات لنظمً الحكم بحيث كان يلبس منها و يخلع، و يحل و يربط ما تيسر له منها،
تماماً كما يفعل بشراك زوج نعليه.من نظام اشتراكي مروراً بعلماني ؛ ثم انتهاءً بتحكيم شرع الله
الذي أعلن بموجبه فرض و تطبيق قوانين عدالته الناجزة. فلم يعد جعفراً نميرياً، بل صار (أبا جعفر المنصور)
بشناته و رناته .و من ثم بايعوه أميراً مؤتمراً بأمره للمؤمنين و أماماً متبعاً للمسلمين . فإن أركان الحكم طيلة عمر مايو
كانت تقوم على كتفي قائدها الملهم الذي أنشأ الاتحاد الاشتراكي كمعقل أخير له ، فطبيعة التكوين النفسي سلطوي اهوى
للنميري كان خيَّالاً جموحاً يسعى لوضع نفسه في خانةٍ لا تقبل أبداً بأقل من صهوة الريادة على أية حالٍ . لذلك يتقلب بين الشيء
و ضده حسب مواتاة الظروف.لقد اعتمد المشير إلى حدٍ كبير على حاشية من منظريه على فترات: بدءاً بناطق لبقٍ باسم مايو و خطيبها
المفوه ، اللواء/ عمر الحاج موسى؛ و مروراً بوزير خارجيته المتأنق و الأشهر د/ منصور خالد(المسؤول الأول عن جلب موضة الشارلستون
لشبابنا) ؛ و ليس انتهاءً بعبقرية الثورة د/ جعفر محمد علي بخيت ( مهندس نظريات حكم الشعب المحلي و الذبابة الناقلة لفيروس عدوى
الاتحاد الاشتراكي عن مصر ناصر و السادات؛إنما الأحرى، انتهاءً بعالم الذرات في مجال الأحياء الدقيقة / بهاء الدين محمد إدريس؛ و الذي
دافع أثناء محاكمته بأنه حامل دكتوارة نادرة في أهداب(جناح ناموسة أو بعوضة, لا أذكر تماماً). و لكن بنانات الاتهام تشير لكونه (خبازاً)
ماهراً و معول هدمٍ لأركان مايو على عروشها أكثر منه معاوناً لحادي ركبها. كان أولئك النفر يلهمون قائدهم ببناتٍ أفكارٍ هدفها الجوهري
هو إبقائه في سدة الحكم ممسكاً ب(ضنب التور) لأطول(دقسة) ممكنة. و لعله لم تكن لدى أحدٍ منهم أية نواياً أو أو مآرب أو غايات
لتصب في دلتا المصلحة العامة. لكن كانت هناك منافع تجمع المنتفعين من بطانة السوء ضمن سدنة القصر، الأمر الذي جعل النظام
لا يستقر على بينة محددة لإدارة شؤون البلاد، بل صار نهباً لأهواءٍ تتقاذفه بين نظرياتٍ فلسفيةٍ شتى؛ بما في ذلك ربما
حتى مسوح توجههه الإسلامي التي عمد الريس متأخراً إلى ارتداه كعباءةً واعظٍ ، يبدو أن ضغوطاً خارجية قد مورست
عليه بشدةٍ للذهاب لخلعها على عتبات البيت الأبيض ، كشرطٍ ضروري و كمخرج آمنٍ أخيرٍ للطوارئ . بدا كل ذلك
جلياً من نبرات صوته الراجفة و نفسه القايم و هو يلقي آخر ( لقاء مكاشفة) له بين راعٍ ورعيته و حضرناه
له بقاعة الصداقة و بجواره كانت حرمه المصون/ بثينة خليل في سمتها الرزين و بحشمتها المعهودة
في توب سويسريٍّ مطرزٍ لما رأي نميرى نظرات لاسعةً تبحلق به من كل حدب و صوب ،
أخذته العزة بالإثم ، فطالب الشعب بكف أعين الحسد، ناصحاً إيانا لنكتفي بشراب
(عكارة الموص) حال انعدام الرغيف (على رأي عقيلة لويس الرابع عشر /
و دلوعته/ ماري أنطوانيت حينما طابت شعبها بأكل الجاتوه لانعدام الخبز ).
على إثر ذلك و قبيل صعود الريس لطائرة المغادرة اندلعت انتفاضةٌ شعبية
عارمة أطاحت به و جعلته يعيش في المنفى لعدة سنوات قبل أن يعود
كما تعود(عرجاءُ إلى مِراحها) و كما يرجع كلبٌ في قيئه أو ينتكس
مجرمٌ إلى مسرح جريمته لِعلَّةٍ صحيةٍ لم تُمهله إلا قليلاً.
*************&&&&&***************
**[/

center]

ود الأصيل
25-08-2015, 03:32 AM
خلاصة القول: إن حقبة ثورة مايو في سدةالحكم
و التي امتدت لستة عشر عاماً كانت مليئة بالتناقضات
والتقلبات السياسية التي أثرت على استقرار البلاد. فقيام الاتحاد الاشتراكي
الذي هيمن على مفاصل الدولة كان متهماص بقضائه إلى حدٍ بعيد على هياكل
إدارة الخدمة المدنية و قد حدث خلط كبيرٌ بين إدارة الاتحاد الاشتراكي الذي اهدرت فيه
نفقات بأموالٌ باهظة من الخزانة العامة، و بين ضرورة الالتفات إلى إدارة دولاب العمل بمؤسسات
الدولة عموماً و التي تتطلب بيناء هيكلة قومية شاملة لكافة القطاعات المهنية. أدى ذلك كنتيجة تلقائية
إلى اانهار النظام الإداري و الاقتصادي للدولة بصورة شبه كاملة. كما يعتقد البعض، و لعلهم محقون، في أن من
الأخطاء التي وقع فيها نميري بفعل قراراته الاندفاعية الطائشة في بداية عهده بحجة تطهير الخدمة المدنية من آثار
«الرجعية» ممثلةً في الذين يرفضون النظام الاشتراكي بصفة عامة ، تسبب بقصد أو دون قصد في تدمير سلك الخدمة
المدنية. حيث فقدت البلاد موجاتٍ متقاطرةً من خيرة كفاءاتها في منظومة السلك المدني بفعل هروب سيلٍ من
العقول نحو الهجرة التي انتظمت البلاد من بوابات خروجها الثمانية ، منذ ذلك الوقت ، و هي لا تزال آخذةٌ في
التسلل خارجاً حتى يومنا هذا في بلدنا المنكوب هذا. ياخ لدرجة قال ليك: لمان ظرفاء المدينة بقو يتندَّرو بأنو:صالات
(الخطى الضائعة) قبيل مغادرة الوطن عبر المطارات و الموانئ بقت أحلى متنفسٍ بالنسبة لأي(طيرٍ مهاجرٍ)
(عبر البحر، مفارق الأهل)؛ و على قولة صلاح أحمد إبراهيم(ضل الدليب أريح سكن).لكن، جدير بالملاحظة أن تطبيق
قوانين سبتمبر ذات الصبغة الإسلامية في عام 1983 من أبرز و أفيد انجازات عهد الرئيس نميري، رغم
الأخطاء التي شابت عملية التطبيق ، فالشريعة أعادت للدولة هيبتهاإغلاق حانات تعاطي الخمور.
كذلك ينسيب لنظام مايو الفضل في اهتمامه اللافت بالتعليم ، حيث تبنى المزيد من دور
العلم و الدعم السخي لمجانية التعليم ، برفع الموازنات لرواتب المعلمين
و الكوادر المدربة في هذا المجال بشقيه الأكاديمي و الحرفي.
هكذا كان حكم العسكر إبان مايو قد شهد فترات استقرارٍ
لا تخطؤها عينٌ في قطاعي التعليم و الصحة.
***********&&&&&**********

ود الأصيل
26-08-2015, 09:35 PM
شطحات أبعاج أخوي
(جــــعـــفـــر النميـــري)
شاكرن لحسن الإصغاء و مد حبال الصبر على
المتابعة ، ففي الجزئية التالية ستكون لنا وقفات توثيقية لنستعرض
من خلالها خباياً ما يكان يدور في كواليس واحد من ألمع و أعنف حكام جهوريات
الموز الكاذب ضمن حقبةٍ من سنين التيه في عالمنا الثلث الواقع ما وراء شمس الحضارات
هذا الرجل بدا عهده اشتراكياً ثائراً في وجه الرجعية يذكرك بالمناضلين لومومبا و جيفاراً حينما
يدافع بجسارةً عن شرعيته الثورية (متشعبطاً) علي قمرات القطارات و متسلقاً لأسطح المباني و جذوع
الأشجار أمام جمهراتٍ من جموع ال(بلوليتاريا) ، مفتونين ببنية بدنه الممشوق و منبهرين بعضله المفتول
و تلتهب حماستهم لنبرات خطبه الرنانة. و لكن على رأي المثل(الماك شايفو في بيوت أهلك بيخلعك).
فمع الأيام بدأت تعتري ذاك الفتى الرشيق العدوى بداء العظمة كغيره من نظرائه في الجوار و حتي بعض
حكام أوربا الشرقية بالذات فراح يتمادى في تضخيم ذاته . حيث بدت عليه آثار السعة و الدعة و جعل
يتذوق مباهج السلطة وسط نغنغة العيشة و نعومة الديباج في أجواءٍ آخر أبهةٍ. فصار (يبخبخ) نوعية
خاصة (سيكار زنبويا) الكوبي بلونها الكاكاوي و نكهته الفاخرة، و تخصص له طائرات و حتى قطارات
رئاسية بها جناحبرجوازي لا يأتيه زائر من البسطاء لا من بين يديه ولا من خلفه و مكون
منصالونات و مطابخ مطاعم و مقاهٍ ملاهٍ من ذوات النجوم الخمس له و للسيدة
المصون/ حرمه بثينة و أخرى لنوابه و مساعديه و لذويه و لأقرب أقربيه
و بقية وزرائه و جوقة من بطانة سوئه و ماسحي جوخه!!
*************&&&&&*****************

ود الأصيل
26-08-2015, 11:14 PM
شطحات أبعاج أخوي
لقد قلنا إنه بعد مضي فترة ليست قصيرة
من التمكن و (التمكين) بالقصر الجمهوري، وقع السيد/
جعفر النميري فريسة سهلة لأدوية العصر و بدأ يترخرخ صلبه
و يلين عوده و تسوح عضالته و تترهل بطنه حتى كرَّش و لإن لم يثبت
أنه قرَّش فمن الثابتٌ أن من كانوا حواليه من حاشيةٍ و بطانة سوءٍ راحوا يأكلون
التراث أكلاً لمَّا و يحبون المال حباً جمَّا؛ ممن كان يتلقى الصفعة على خده و طالوش
البنية تهوي به يدالريس الغليظة مدويةً على رأسه و كان يتقبلها متبسماً بكل استسلامٍ
و رضاً تامَّين،كما يتقبل حفنةٌ زبيب من يد اعز حبيبٍ ؛ و لا يجرؤ على أية ردة فعلٍ سوى أن
يمسحها و يتساءل: في حاجة تانية يا سيادة الريس؟و منهم من ترك ما كان الطبيعي المرموق
بين قاعات المحاضرة في أروقة الجامعات ؛ حيث كان (عالم ذراتٍ) في مجال الأحياء الدقيقة،بل أظرط
و أدق من ذلك أنه كان حاملاً لإجازة دكتوراة علمية في تحليل الأحماض الأمينية أو النووية بما
في رحم (ناموسة أو بعوضة فما دونها)، و جاء إلى قصر الشعب ليعمل نائباً و ساعداً أيمن للسيد/
رئيس الجمهورية بلا شغل و لا مشغلة تُذكر، و بلا رتبةٍ سوى مجرد مشرفٍ على طواقمالتشريفات
و مرمطونات و نوادل الضيافة لدى تقديم الأطعمة و المشاريب . ياخ لدرجة أن أبعاج ذات مرةٍ كان
ساهماً بفكره بعيداً بحيث ترك طفوة سيجارته (زنوبيا) الكوبية تنحتُّ هبوداً هامداُ على وركه
فسرعان ما هرع ذلك النائب السادن إلى نفضه من على ورك سيده. و ظني أنه لم يكن
ليبالي لو أن الأمر دعاه إلى ليلحس ذلك الرماد بلسانه. كان أمثال هؤلاء يفعلون ما
يؤمرون و ما لا يؤمرون. ما خفي كان أعظم و هم يتربصون الدوائر
بكائنٍ من كانت تسول له نفسه الأمارة بسوءٍ الاقتراب و لو
قيد أنملة من دائرة صنع القرار المفرغة.
**********&&&&&*********

ود الأصيل
26-08-2015, 11:39 PM
[color="#b22222"]فضيحة ترحيل الفلاشا

شطحات أبعاج أخوي
و قلنا كذلك إن زيارةً خاطفةً
لنائب الرئيس ريغان آنذاك/ بوش الأب
كانت بماثبة نُذُر شرٍ لأبعاج أخوي إذ تركت له
رسالة محددة بقرب لملمة(عدده) مما يشي بشيء أكيدٍ واحدٍ ،
ألا و هو أن البيت الأبيض بدأ يضيق ذرعاً بوجود جعفر نميري في سلطته
منذ أن أعلن تطبيقه لقوانين سبتمبر ذات الصبغة الشرعية و إن رحيله لم يعد
يشكل سوى مسألة و قت سوف لن يستغرق أكثر سوى ما يتطلبه الانتظار ريثما تستوي
طبخة لتهجير ألوفٍ مالفة من يهود الفلاشا إلى إسرائيل عبر عمليتي موسى(1984) ، و
سليمان(1991)، و كذا عملية سبأ (1985). لقد تم كل شيء أمام ناظري سيادة/ الريس و
تحت أمرته ، و بتسهيلات أمنية و لوجستية قدمت تحت جنح الظلام بأشراف مباشر
من نائبه / عمر محمد الطيب و بواسطة أبرز ضباطه / الفاح عروة ، و عبر جسور
شحنٍ جويٍّ بين أديس أبابا وتل لأبيب مروراً بمطار " العزازة" شرق السودان.
و كان ذلك بتنسيق كامل وعلى عينك يا تاجر مع جورج بوش الأب .
كان يتم على نارخضراء هادئة..و كان صبرهم علينا حتى
ذلك الحين ينفد على نار حمراء تحت الرماد.
**********&&&&&***********
color]

ود الأصيل
30-08-2015, 02:33 AM
]
]]

شطحات أبعاج أخوي
(و هل جزاء الإحسان كجزاء سنمار؟!)
في ذات يومٍ من أيام ثالوث الأزمات:
(رغيف- بصل- ويقود بشقيه(بنزين و فحم) حيث تفرخت
منها مجتمعةً أزمة أخلاقٍ عامةٌ و طاحنةٌ. خرجت مظاهرةٌ من العاملين
بالهيئة القومية للكهرباء و توفير المياه على ما أظن. خرجوا كغيرهم من المساقيح
يعبِّرون عن غضبة حِلمهم بعدما ضاقت بهم الحالة و استحكمت حلقاتها و قد بلغ السيل
الزبى . و لكن أضراب هؤلاء بالذات عادةً ما يكون ذا ضررٍ حيويٍّ مباشرٍ وخيمٍ و أشد وطاةً على
حياة البؤساء من خلق الله ، لما فيه من قطعٍ شامل و تجفيفٍ تامٍ لأسلاك و عمدان التمديد المغزغزة
بين المباني متل (عيدان الفسو) من أية بقايا لتيار . المهم أنه في عز تلك المعمعة يبدو أن أحد الغيورين
من فنييِّ محطة التوليد الحرارية في بري شعر بوخذةٍ من ضميره تؤنبه على الخروج و المشاركة من أساسها،
لاحتمال وجود أحدهم مثلاً في تلك الأثناء تحت تاثير البنج لعملية لبتر ساقه، أو وجود أحداهنَّ في حالة وضوع
بقيصرية، أو ما شابه،. فقرر من حيثه الانسحاب من صفوف زملائه المتظاهربن و عاد أدراجه إلى موقع شغله
ليبادربعمل أية تصريفة لأعادة التيار إلى عروقه و المياه إلى مجاريها أمام دهشة الكل و على رأسهم
بطبيعة الحال، السيد/ رئيس الجمهورية ، و الذي كلف محافظ الخرطوم أياميها السيد/ مهدي
مصطفى الهادي بتقصِّي الأمر، لمعرفة من كان وارء تلك البادرة المفترض أنها حسنةٌ
و غير متوقعةٍ في ظل أجواء مشحونة كتلك فلما عثروا عليه ،فبدلاً من مكافأته
على غيرته ، فعلى العكس عامله أبعاج معالمة الخَوَنة، بأن أصدر فرماناً
بعزله من وظيفته، متعللاً بحجة ظنه أن الذي يشق صف جماعته
ليغرد منفرداً خارج سربها و لو كانت على خط أ، فلا
خير يرجة منه لبلده. فكان جزاء إحسانه
ليس إحساناً بل كجزاء سنمار.
*******&&&&&*******
[/
[/COLOR]SIZE][/color]

ود الأصيل
30-08-2015, 10:22 PM
شطحات أبعاج أخوي
ليـــفـــر بـــول و البتـــرول
كنا في طريق عودة لنا جواً من بوخارست ،
عقب زيارة إلى طاغية رومانيا/ شاوسيسكو . و كان الرئيس/
جعفر نميري في حالة يرثى لها من القلق لدرجة الهوس، نظراً لعجزه تماماً
و (قولته الروب عدييل) من إمكانية انتشال البلاد من كبوة سياسية و ضائقة اقتصادية
طاحنة آخذة بالتفاقم آنذاك، و قد بلغت ذروة سنامها بحدوث مجاعة المويلح في صيف 1984.
و كانت عينه على مخرجٍ أخير للطوارئ متمثلٍ في استخراج البترول من أي بقعة إن شاء الله من حفرة النحاس.
فراح يهيم على وجهه شرقاً و غرباً حتى كانت خيبة الأمل مجلجلة، إثر مقلبٍ كبير كان شربتنا إياه شركة شيفرون
العالمية التي لمَّا نقَّبت فعثرت على مخزون نفطي هائل و باحتياطات فلكية سارعت إلى إغلاق الحقول بمواقع محتملة
لاستخراجه و تكميم أفواهها بكتل إسمنتية راكزة كجبل أحدٍ ، ثم رحلت إلى حين إشعارٍ آخرَ و إلى أجلٍ غير مسمى.
فالشاهد أن أحد إعلامييِّ وكالة أنبائنا الرسمية (سونا) المرافقين كان شالق كدا و محرحر ليه شمار حار عن البترول،
عايز قال يطلع منو بتصريح رئاسي يفجر بيه خبطة سبقٍ صحفيٍّ مدويةٍ. فقام يتزحزح إلى أن تمكن و قرَّب يتلصق
جنب أبعاج فسأله: يا سيادة الريس، طمنَّا على أخبار البترول: فقام داك لافح الكلام و يلا قعد يهترش ليك:
ليفربول دا ما أصلو جانا في بلدنا و لعب مع فريقنا القومي و درن معاه , و لعب مع الهلال و طقَّشو ليك
بكل ارتياح , لكن طبعاً ما قدر على المريخ (شفت روح التعصب؟!، لأنو عمك أبعاج معروف مريخابي
مهووس لدرجة لغى كل الفرق و جاب لينا رياضة جماهيرية مفروضة عفص نخرة كدا بس،
بسبب علقة ساخنة كان ح يأكلها المريخ من غريمه التاريخي/ صاحب الموج الأزرق).
فقام أخونا الصحفي قال: ليه يا سيادة الريس السؤال كان عن:البتروووول،
و ليس ليفر بول:فقام أبعاج رد ليه قال: ياخ ما كلو واحد!!.
أها بالله شفت ليك جنس قوة راس زي دي ؟!!
************&&&&&************

محمد الجزولى
30-08-2015, 11:40 PM
شطحات أبعاج أخوي
ليـــفـــر بـــول و البتـــرول
الصحفي قال: ليه يا سيادة الريس السؤال كان عن:البتروووول،
و ليس ليفر بول:فقام أبعاج رد ليه قال: ياخ ما كلو واحد!!.
أها بالله شفت ليك جنس قوة الراس زي دي ؟!!
************&&&&&************



الجميل عابر سبيل
كيفنك ياخ وكيف أيامك

جمال أسلوبك ( وحرفنة ) سردك الممتع لسيرة تشكل تاريخا مهما وحقبة من الزمان تستحق التوثيق لها وتفرد لها الكتب والمجلدات سيما وأنت كنت فاعلا ومتفاعلا في تلك الاحداث وانت
( تقرع بنعليك ) حواري عقولنا لتهدينا هذا السفر الذي أحسبه سيكون مرجعا مهما لكثير من المؤرخين

تعرف يا عابر وانا ( أسوح ) وإلتهم هذا البوست بنهم صغير جائع, كان يشاركني القراءة صديق لي كنت أرى متعة ما يقرأ من حركاته وخلجاته إلتفت لي ضاحكا وهو يقول ( والله صاحبك عابر سبيل ده مسّلط سلط )

وأنا أسوح معك وبين حروفك وجدت نفسي أدندن رائعة الراحل المقيم يس عبد العظيم
ذرّت أمانينا الرياح خلت عقاب حظي النحس
في دنيا ما تفرحني يوم فيك تاني ترجع وتتعكس
ارجاها بالحلم الضحوك تظهر لي بالوجه العبس
سدس السعادة تقسما وتحسدني في باقي السدس
ووجدت نفسي اصيح ( ياخي ود ابنعوف ده مسّلط سلط )
وانت وهو كلاكما مبدع ( ومسّلط ) ابداع
وهادي قعده يا عابر اخوي

محمد الجزولى
31-08-2015, 10:45 PM
]

(مخاضات سياسية داخل الجامعة)
*******&&&*********
ففي سنة الانتفاضة الشعبية ضد نظام مايو 1985،
انتزعت قِوَى تضامن اليسار ممثلةً في جبهة ديمقراطية +
مؤتمر[جية + طلاب مستقلين+جبهة وطنية أفريقية/ inf)، من براثن
عدوٍ لدودٍ هو كتلة اليمين و المتمثل ثقلها في الكيزان مع مساعٍ بائسةٍ لهم ظلت تراوح
مكانها بلا جدوى لمغازلة جماعة الأنصار و حزب الأمة أملاً في خطبة ودهم. و تم تنصيب/
عمر يوسف الدقير( أصله من حفيرة هنا قبل الخياري) سكرتيراً للاتحاد. يساري على السكين؛
و كان خطيباً مفوهاً و متحدثاً في منتهى اللباقة و سياسياً محنكاً في غاية النباهة متفوقاً بخطبه
الجماهيرية العصماء أمام جموع مناصريه حتى على جهابذة الكلمة في الجامعة و رؤسائها آنذاك البروف/
عمر بليل ، ثم خلفه أ.د/ يوسف فضل، صاحب "الشلوخ في السودان" (التقول يعني هي براها ناقصة شلوخ).
*******************&&&&&&******************

[/[/FONT]COLOR]

تحياتي الغالي عابر سبيل
يا حبذا لو ( اسهبت ) لينا شوية عن فترة الانتفاضة دي
مع ودي

ود الأصيل
01-09-2015, 01:28 AM
الجميل عابر سبيل
كيفنك ياخ وكيف أيامك
جمال أسلوبك ( وحرفنة ) سردك الممتع
لسيرة تشكل تاريخا مهما وحقبة من الزمان تستحق
التوثيق لها وتفرد لها الكتب والمجلدات سيما وأنت كنت
فاعلا ومتفاعلا في تلك الاحداث وانت( تقرع بنعليك ) حواري
عقولنا لتهدينا هذا السفر الذي أحسبه سيكون مرجعا مهما لكثير
من المؤرخين تعرف يا عابر وانا ( أسوح ) وإلتهم هذا البوست بنهم
صغير جائع, كان يشاركني القراءة صديق لي كنت أرى متعة ما يقرأ
من حركاته وخلجاته إلتفت لي ضاحكا و هو يقول ( والله صاحبك
عابر سبيل ده مسّلط سلط ) وأنا أسوح معك وبين حروفك وجدت
نفسي أدندن رائعة الراحل المقيم يس عبد العظيم
ذرّت أمانينا الرياح خلت عقاب حظي النحس
في دنيا ما تفرحني يوم فيك تاني ترجع وتتعكس
ارجاها بالحلم الضحوك تظهر لي بالوجه العبس
سدس السعادة تقسما وتحسدني في باقي السدس
ووجدت نفسي اصيح ( ياخي ود ابنعوف ده مسّلط سلط )
وانت وهو كلاكما مبدع ( ومسّلط ) ابداع
وهادي قعده يا عابر اخوي


و الله لأنت و صاحبك الأجملان أخي الحبيب/
ود الجزولي إذ تمارسان سياحة التسكع على هوامش متصفحاتي
هذه خالية الوفاض بأريحيةٍ ذواقة تواقةٍ شفيفة كلما عادت لتبث في روعي
روحاً وثابةً لتغريني بالوصال. بل و تسميان (تاريخاً) ما لا يعدو كونه خطرفات صندوقٍ
أسودَ عُثِر عليه من حطام طائرة سقطت منذ ثلث قرنٍ و يزيد، في غياهب مثلث برمودة. و لكن ،
مع ذلك لو أنني لمحت طيفكما يمر من هنا، إذاً لظللت أحكي و أسرد ، إلى أن تنضب آخر نطفة
من مداد يراعي، أو تجف آخر ورقة توتٍ من حمل متاعي. سوف أظل إن تحمل عليَّ أكتب، أو
تتركني أكتب ، في شتى المحاور و المواضيع ، و سأطيل و قوفي على باب كل غائبٍ حتى تنوء
أمام عزمي المصاريع، و سأظل أطرق على الحديد بارداً حتى يحمى، و سأنحت جلاميد الصخر
صلداً حتى يطيع. سوف أظل أفعل كل ذلك بدون كللٍ أو مللٍ إلى أن يبلغ هذا الأمر مداه ،
و يدرك غايته ، أو أسقط دونه شهيداً مضرجاً بدمائي، و بين ذراعَيَّ سارية عالية،
يرفرف عليها بيرقٌ مزركشٌ فضفاضٌ(منسوج بلون الطيف) و قد نُقِشَ على
صفحته بأحرفٍ من غبار نور الأمل أن(ابتسم يا أخي، فأنت على
مشارف حديقةٍ بابليةٍ معلقةٍ فيحاءَ غناء تُسمَّى/ أرض
المحنة و في قلب الجزيرة ، و في قلبها زنبقة
حزينة هي/ منتديات عدن النيل الأزرق
♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥
فو الله ياكا تب زولي ، و تلقاني دايماً واقف منتظر
دخلاتك الخاطفة الرشيقة، على طريقة عمر الطيب الدوش
في مناجاته للحياة في قبرٍ مندثر.. متمتماً بطلاسم فيها شططٌ
و عطفٌ على سابق مجهول بأننا (زمان كُنّا بنَشيل الوُّد و نَدِّى الوُّد
و فى عينينا كان يكْبَر حناناً زاد و فات الحدَ).يااااه !!يا لها من ريشة
على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا شاعرٌ أو كاهنٌ أو مجنونٌ!!
♥♥♥♥♥♥♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥♥♥♥♥♥
إذن فما رأيكما أن تصحباني
في رحـلة طويلة معايا،
نمخر عتامير الخلا النداية
يا إسعاف حواملنا البجيب الداية
يا صبار على هبوب الريح المشت و الجاية
ناكل أردب و أردبين .. و فوق ليها كم مخلاية.
♥♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥♥
ثم إنكما تشبهانني فرد شبحةً واحدة ، بود أبنعوف/
داك الولد الحمش!! الجنا الحفيان فوق النار بمش؟!!
الجنا السدَّاي ل(مسادير النصايح)؟!و التكَّاي لرقاب الضبايح!!
و عاد وين أكون أنا من فارسن مجازفْ! و رافض تب أصلو ما
يفرط( يساوم) و حالفْ، قال: حالف يجيبلو قانوناً يحكم بالعدول
و النصايفْ ، حيثِ: الحر بالحر و العبد بالعبد و الذكر بالذكر،
لا بمثل حظ الأنثيين.. و العين بالعين و السن بالسن
و الجورح قصاص..اللي ﻟو لازم دم ..فقال داير دم!!
♥♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥♥

ود الأصيل
01-09-2015, 03:14 AM
كما تعلم أخي أن التواصل الإنساني عجينةٌ
خُبزت منها وجداني و شريانٌ حياةٍ لا ترتوي منه روحي و كياني.
ربما لم يمنحني القدر صديقاً حميماً و لا قريناً يطاعْ . معي فقط كتبٌ رثةٌ
و ريشة مشروخة و يراعْ، و قلبٌ متيمٌ ملتاعْ، و عينان نضاحتان بدمعات حزنٍ لا تنضب
تظلان تسكبانها ألماً فوق ذراعَي وطنٍ محمول جواً إلى غير وجهة في عتامير غربةٍ وضياعْ.
تأبى دموعي أبداً أن تجف.كثيراً ما تخذلني فتنزلق مني، خارجةً عن طوع إرادتي وسلطان وعيي.
قطرة واحدة منها تكفي لتفضحني و تبوح بكل ما أُكنُّ في صدري. مهما حبستها تتسلل؛ مهما كبتها
تترجمني فورياً بلغة طفولية منصاعة من دواخلي لتغري بي كل قاصٍ و دانٍ. آه من تلك الدموع خلف الرموش
مكبوتة بي حسرة و ضياع .. جابو القدر في سكتي) كيف أعاقبها، أسايس طبعها، أهادن عنفوان طيشها لأنهي
عصيانهافأخمد عناد تمردها.إذا ضحكتُ فانطرحت أسارير وجهي تناورني بصبغ حمرةٍ تحت أجفاني و تتحين غضبة
حلمي و انفلات جماحي لتُزحلق جسدها المائي فتترع مناديلي وتضعني بين شاخصين محل تساؤل و فضول.آآآه
منها ما أنا فاعل بها و ما هي صانعة بي؟!حتى دمي الحامي بات أشد منها رأفة بحالي. فعندما يُخدَش فؤادي
تراه ينزف سراً من عميقٍ إلى سويداء أعمق. أما هي فلا تهدأ أو يقر لها متكاٌ إذ تراني ضاحكاً مستبشراً؛
و لا تأبه أوتلقي بالاً لطقمي اللؤلؤي وهو يبرق متبسماً؛ ربما تزعجها الغيرة منه و يغريها حزني
بالسعادة.و دوماً تهددني بأنها سوفتخرج فجأة لتبلل قصاصاتي قبل أن يقرأها أحد.
ثم أتساءك محتاراً بالنهاية:أليست هي نعمة مدينٌ أنا لها بالامتنان،
كونها متنفس طبيعي يجعل مني إنساناً سهل المراس؟!
♥♥♥♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥♥♥

محمد الجزولى
01-09-2015, 05:49 AM
كما تعلم أخي أن التواصل الإنساني عجينةٌ
خُبزت منها وجداني و شريانٌ حياةٍ لا ترتوي منه روحي و كياني.
ربما لم يمنحني القدر صديقاً حميماً و لا قريناً يطاعْ. معي فقط كتبٌ رثةٌ
و ريشة مشروخة و يراعْ، و قلبٌ متيمٌ ملتاعْ، و عينان نضاحتان بدمعات حزنٍ لا ينضب
تظلان تسكبانها بحُزْنٍ فوق ذراعَي وطنٍ محمول جواً إلى غيروجهة إلى عتامير غربةٍ وضياعْ.
تأبى دموعي أن تجف أبداً تجف.كثيراً ما تخذلني فتنزلق مني، خارجةً عن طوع إرادتي وسلطان عقلي.
قطرة واحدة منها تكفي لتفضحني وتبوح بكل ما أُكنُّ. مهما حبستها تتسلل؛ مهما كبتها تترجمني فورياً
بلغة طفولية منصاعة من دواخلي لتغري بي كل قاصٍ و دانٍ. آه من تلك الدموع خلف الرموش مكبوتة بي
حسرة و ضياع .. جابو القدر في سكتي) كيف أعاقبها، أسايس طبعها، أهادن عنفوان طيشها لأنهي عصيانها
فأخمد عناد تمردها.إذا ضحكتُ فطرحت أسارير وجهي تناورني بصبغ حمرةٍ تحت أجفاني و تتحين غضبتي
و انفلات جماحي لتُزحلق جسدها المائي فتترع مناديلي وتضعني بين شاخصين محل تساؤل و فضول.آآآه
منها ما أنا فاعل بها و ما هي صانعة بي؟!! حتى دمي الحامي أشد منها رأفة بحالي. فعندما يُخدَش
فؤادي ينزف سراً من عمقٍ إلى سويداء أعمق أما هي فلا تهدأ أو يقر لها متكاٌ إذ تراني
ضاحكاً مستبشراً؛ و لا تأبه أوتلقي بالاً لطقمي اللؤلؤي وهو يبرق متبسماً؛ ربما
تزعجها الغيرة منه و يغريها حزني بالسعادة.و دوماً تهددني بأنها سوف
تخرج فجأة لتبلل قصاصاتي قبل أن يقرأها أحد.و طالما أتساءك
في حيرةٍ: أليست هي نعمة مدينٌ أنا لها بالامتنان، كونها
متنفس طبيعي يجعل مني إنساناً سهل المراس؟!
♥♥♥♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥♥♥





أأأخ يا عابر يا أخوي
كأني أقرأك دمعا رقراقا
وأنت تفتتح مقصورات الحزن فينا
وتقص شريطا ما برح يعاند ارتالا من الغزاة الفاتحين
وهو يمد لسانه مهرولا على سكك الاحزان دون توقف
فتتساقط دموعك كما المطر
في شتاء المدن الضاجة بلون الغروب
لتغسل نفوسنا فتخرج خضراء
كما يمنيك التي تسقينا الرحيق
آآآآآآه يا عاشق عندما يكون لسان حالنا كذلك الفتى المتمرد ( ابن دنقل )

لا تسكتي ..
فقد سكت سنة فسنة لكي أنال فضلة الأمان
قيل لي اخرس
فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
أجتز صوفها
أرد نوقها
أنام في حظائر النسيان
طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
وها أنا في ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شأن
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعي الى الموت ولم أدعَ الى المجالسة

ومجالستك صديقي عابر سبيل وأنت تقيم فينا نبضا وحرفا و ( ألما )
تمنحنا مزيجا من
( منك إبتدت ( الحروف) لا بيك إنتهت الأمانى المترفة)
وأي ترف إيها الجميل عابر قارات قلوبنا وعقولنا
ونحن ( نصحى ونقوم) ما بين إشتهاء حرفك ( ودقات ) قلوبنا
كلما ولجنا الى عالمك الممتع بعد غياب وكلما أتيناك في لحظة طهر ونقاء
نجدك أنت بذات بهائك ومتعة حرفك الجزل
وحزنك الذي يشبهنا تماما
ورحم الله صاحبي الذي ما برح يهمس في اذني
ياخ والله عابر سبيل ده زول مسلط ابداع عديل كده
وهادي قعده يا زول على ناصية حروفك

ود الأصيل
01-09-2015, 09:47 PM
[
QUOTE=محمد الجزولى;737435]

أأأخ يا عابر يا أخوي
كأني أقرأك دمعا رقراقا
وأنت تفتتح مقصورات الحزن فينا
وتقص شريطا ما برح يعاند ارتالا من الغزاة الفاتحين
وهو يمد لسانه مهرولا على سكك الاحزان دون توقف
فتتساقط دموعك كما المطر
في شتاء المدن الضاجة بلون الغروب
لتغسل نفوسنا فتخرج خضراء
كما يمنيك التي تسقينا الرحيق
آآآآآآه يا عاشق عندما يكون لسان حالنا كذلك الفتى المتمرد ( ابن دنقل )

لا تسكتي ..
فقد سكت سنة فسنة لكي أنال فضلة الأمان
قيل لي اخرس
فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
أجتز صوفها
أرد نوقها
أنام في حظائر النسيان
طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
وها أنا في ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شأن
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعي الى الموت ولم أدعَ الى المجالسة

ومجالستك صديقي عابر سبيل وأنت تقيم فينا نبضا وحرفا و ( ألما )
تمنحنا مزيجا من
( منك إبتدت ( الحروف) لا بيك إنتهت الأمانى المترفة)
وأي ترف إيها الجميل عابر قارات قلوبنا وعقولنا
ونحن ( نصحى ونقوم) ما بين إشتهاء حرفك ( ودقات ) قلوبنا
كلما ولجنا الى عالمك الممتع بعد غياب وكلما أتيناك في لحظة طهر ونقاء
نجدك أنت بذات بهائك ومتعة حرفك الجزل
وحزنك الذي يشبهنا تماما
ورحم الله صاحبي الذي ما برح يهمس في اذني
ياخ والله عابر سبيل ده زول مسلط ابداع عديل كده
وهادي قعده يا زول على ناصية حروفك
[/QUOTE]

ود الجزولي يا أمير ، ما هذا البذخ؟!!!
و الله العظيم إنك قاعد تديني أكتر مما أستحق.
و كنت ح أسهب و(أطنب) ليك عن أيام انتفاضتنا في
6/إبريل/1985. تلك التي كانت أشبه ما تكون بفيل تمخض عسيراً
حتى ولد (جقراً) ميتاً، مع الإعتذار لكريم مسامعكم. و لكنني عنيت ما أقول:
كونها أنهت حكم دكتاور طاغية و أية حاجة. و لكنها ما مرقتنا برضو من دوامة لعبة
سخيفة بين( شلة عسكر مع شوية حرامية). فلم تكن بذلك أفضل حالاً من ثورات الياسمين
اللي شفناها أيام هيصة مولد سمَّوها ربيعاً عربياً ، طار مستصغر شررها من سيد بو زيد بتونس.
بحريق الشاب الخدرجي/محمد البو عزييزي. لتفرخ لنا حتى حينه: قائداً (سبسياٌ) دوبليراً لابن علي؛و
آخر مائعاً (سيسياً)خلفاً لشلةسوزان مبارك؛ و ثالثاً متشيعاً(حوثياُ)حليفاً لواحد(فايتو القطار) و راميه جمل.
و لكن مع كل ذلك، فانتفاضتنا في أبريل لها علينا واجب التوثيق و الأرشفة بكل جدارة و استحقاق خصوصاًإنو:
(البكا قالو بحرروه أهلو). و لكن قبل ذلك كنت محضر ليك شطيحة كدا مدنكلة من شطحات عمنا ذاك البطل
و الراجل الأصيل، في زمانه الكان الجميل على علاته و على رأي المثل يوماً تبكي منو و يوماً تجي تبكي عليه.
برضك لو ملاحظ قدام شوية أنا منزل الجزئية دي مما تفضلت و سميته (سفراً) تحت عنوان جانبي هو:
(السودان عبر قرون التيه السياسي) ، أقتبسته من سلسلةمقالات تحليل اقتصادي لعلي عبد القادر
علي، حول طراز تعاملات صندوق النقد الدوليكانت بعنوان (Sudan Economy In Disarray).
و من باب الانصاف بلدنا ليس بدعاً أو منفرداً ب(تيهه)فأهلنا في(غابة الأبنوس)كلهم طاشين
شبكة. و أما في(صحراء الربع الخالي) فالنشامى الأعراب أشد تيهاً و كفراً و نفاقاً
و هم كالأنعام بل هم أضل. و مشكلتنا دامياً تلقاها في (الفنيشنغ) .
هو الخارب زينة لعبنا:بس نقعد نحاور.. نحاور و نجرجر لمن
ننفرد ليك ب(الجك) و ما فاضل لينا علا (التمانيات)
يلا نقوم فووو نشوـتـــا ليك ضـــفـــاري في المدرجات.
.****************######*************

ود الأصيل
01-09-2015, 11:43 PM
يلا من هنا خليني أذيع عليك سراً بأن قناة الجزيرة
كلفتني و صديقي أمين قُلة ذات مرةٍ، بترجمة سيناريوهات لسلسلة أفلامٍ وثائقيةٍ
يدور أحدها حول نصب تذكاري بنته السنغال ليقف شاهداً على ضياع قارة سمراء بأسرها
في ضبابات العدم(وسميته: أبكي على حبيبتي أفريقيا/(Cry My beloved Africa)، منذ كنا نرزح تحت نير
الاضطهاد و النخاسة ردحاً من أربعة قرون و نصفها. لكننا سوف لن نقنط من روح ثورة وعيٍ تتفجر في أرحام بلادنا،
مشبعة بروح عزمٍ ﻻ يفتر على البقاء..بمثابة ميلاد ثانٍ و بعثٍ جديد أعتقد جازماً بصدقية من يتأملونها كفرضية مبدئية تظل
تتبلور لتُعْنَى بإبراز(حلمنا الأفريقي) الكبير. إذاً ، فماذا عن مساس حاجتنا لانتشال نفوسنا من غياهب الإهمال و كذلك لطرح
حقائقَ جوهريةٍ من شأنها أن تنعش طموحنا للنهوض من كبوتنا، فاللحاق بركب أممٍ تريد العيش بكرامة. فيبدو و كأنني نسيت
مأموريتي و شُغِلتُ بمناظر الطريق ، لِأقفَ هناك أمام تمثالٍ شاهقٍ لرجل أسمر و امرأته مع صبيٌ لهما، يأتي كتجسيد لفكرةٍ سرياليةٍ
غائرةٍ في وجدان كل مخيلة خربة و ذاكرة مفقودة. حيث أطلقت العنان لتهويماتي عما قد يدور في خلد ذاك العملاق و كأني ببركانٍ ثائرٍ
خرج لتوِّه من قمقم في باطن الأرض كرمزٍ لرغبة كسيحٍ يجاهد النهوض على قدميه. تلاصقه امراةٌ و صغيرها، و قد انتصبوا هكذا إلى
الأمام بنظرات شرودة و صدورٍ نصف عاريةٍ مشرئبةٍ ، مع إشارةٍ ذات مغزى بالإبهام ناحية وجهةٍ مبهمةٍ . لعل ذلك يشي بأن ثمة
طريق شائكة لا بد و أن تُسلك في سبيل إرساء أسس الحرية و الكرامة. قلت لنفسي معلقاً، بأن شموخ ذلك المارد و المرأة و الغلام
بجانبه يبدو و كأنما نُحِت من عجينة الشوكولاتة. فيا له من توصيف] هزليٍّ مستوحًى من قريحة إنسانٍ مثلي، مسكون
بهموم (بلادٍ و إن جارت عليَّ فهي عزيزةٌ و أهلٌ و إن ضنُّو عليً فهمُ الكرامُ) لكنني تصورت من وجهة نظر فلسفية
و كأنما يريد ناحِتهم التعبير عن قصته الذاتية ، مثلما فعل دافنشي مع الموناليزا من قبل.هذا يعني أنه
فضلاً عني و عنك فهو يمثل كافة المسحوقين في الأرض من شتات أبناء(الجنقو مسامير الأرض )، بل
و كل من تربطه وشيجة دم بأمثالهم على ظهر البسيطة فهؤلاء الثالوث المفعم قوةً و وسامةً
كأنما يعقدون عزمهم مرة و إلى الأبد على المضي قدماً بأنه لم يعد هناك موطئ
قدم لقابعين في المؤخرة . على عكس المظهر النمطي المألوف لخميرة ذواتنا
المستكينة. أو ليس في ذلك مصدرُ إلهامٍ لنا، لننفض عنا غبار الاستكانة
لروح أن نظل دوماً محدودي الأفق؟ بكل بساطة، أرى أن طموحاتنا يجب
ألا تقل حجماًعن قامة هذا التمثال المتشابي إلى العلياء.
♥♥♥♥♥♥♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥♥♥♥♥♥

ا.

ود الأصيل
02-09-2015, 12:46 AM
تلك إذاً، هي المحصلة النهائية ، من حيث:
إنه لا تنقصنا الخامات الجيدة من مؤرخين و رجال فن رفيع ،
ممن يتمتعون بعبقرية خلَّاقة و بكفاءاتٍ علمية لا يُفتى و هم في المدينة.
فمن باب ثقافة ([COLOR="#B22222"]كان أبي)، قد لا نملك إرثاً حضارياً ضخماً بالمعنى المادي. لكن لدينا
و سائلنا التعبيرية الشفوية بامتياز لنقل تراثنا الموغلة جذوره في الأصالة. كون السرد القصصي
و الأدب الشعبي هما لسان الحال الوحيد لماضينا العفوي بامتياز. و لكن بدون وجود لموروثات مادية
ملموسة على أية حال . و ثمة مقولة مأثورة لكاتب أفريقي،مفادها:إنه: (ما دامت الأُسْدُ في الغابات لم تنجب
من أصلابها من يدون لها تاريخاً، فسوف يظل حقها مهضوماً( تأكلُهُ الكلابُ) و أمجادهاً محتجبة بغشاوةٍ رهن النواياً
الخبيثة لمصطاديها، حتى إشعارٍ آخر. و لكن من باب ثقافة (ها أنا ذا)، فإن كرامة المرء تعني فيما تعني بنظري، بل تتطلب
أن ثمة فعلاً لا بد له أن ينجز، و رِحالاً لا بد و أن تشد لتُضربَ بها أكبادُ الإبل ، لا مجرد نشيج محابر و لعلعة منابر و جعجعاتٍ
بلا طحينٍ. فكل تلك شعاراتُ فضفاضةُ في حكم(حُبٍّ كحُبِّ ليلى و ابن الملوح : لا يرجى منه أن ينجب أطفالاً) حتى نظل مكانك سر،
في ذيل الأمم . و ذلك بفعل خطايا جسامٍ ارتكبها أوغاد أنظمةٍ شريرةٍ و مستبدةٍ تظل تستعبدنا و قد ولدتنا أمهاتنا أحراراً
رسالتي هذه موجهة في المقام الأول إلى النشء من أبنائنا لنرابط بصمودٍ و صمتٍ ، كلٌ في الثغرة التي تليه. ثم لننظر
إلى ما نحن فيه اليوم . فما من سببٍ واحدٍ الآن ليبث في أنفسنا اليأس إزاء الأوضاع في بلادنا. وحريٌّ بنا أن نعود لنذكِّر
دوماً بأن:(الساقية طاحونة الأنين) ستظل تبكي تنتحب مما يسود فينا من موجات عنف و فساد، و تفشي أوبئة و سوء
تغذية و دعارة، نزوحات و هجرات غير مشروعة و سرقات منظمة و رسمية على عينك على تاجر .فلا أحد عائش
بكرامته كإنسان و لا هو من في سربه و لا ضامن لقوت يومه. و لطالما بكت أفريقيا و ها هي ذي تصل الليل بانهار
نواحاً و تندب حظ أبنائها كما ندبت قديماً حال أسلافهم ، ممن غابو بعيداً خلف شمس الحضارات و ممن كانوا
يُتَخذون سخرةً يساقون سَوقاً من ديارهم رجالاً و نساءً و ولداناً. ثم يحشرون أرتالاً ممتدة و قطعاناً يسعون
زرافاتٍ و وحداناً ، مقرينين في الأصفاد على ضوء المشاعل ليصارَ بهم إلى الشحن علىمتون سفنٍ
شراعيةٍ مواخرَ ذات ألواحٍ و دُسُر لتصارع بهم هوج الرياح .كل ذلك لا لذنب اقترفه أحد من هؤلاء،
اللهم إلا لاختلاف في لون بشرتهم كم كانت تداس كرامتهم و تمتهن إنسانيتهم
إذ يؤدون أعمالاً شاقة بشق الأنفس و بلا أجرٍ أو حافز و لا يعرفون طعماً للراحة.
عيني على أفريقيا و لسان مقالي يتساءل: علام تنتحب الفتاة؟ و لسان
حالها يجيب: كيف لا أفعل، و أهلي دون خلق الله (فاتو)
♥♥♥♥♥♥♥♥●•0•عــــــــــــــابـــر 0♥●•♥♥♥♥♥♥♥
[/
color]

ود الأصيل
05-09-2015, 10:21 PM
تحياتي الغالي عابر سبيل
يا حبذا لو ( اسهبت ) لينا شوية عن فترة الانتفاضة دي
مع ودي
[center]
(الزهور صاحية و أنت نايم؟!!))
كنت وعدت حبيبنا الغالي/ ود الجزولي بآخر شطحة
من شطحات أبعاج أخوي دراج المحن. و لعلها لن تكون الأخيرة،
طوال مسيرة رجلٍ كان ( سيد البلد) طول بعرض، و اللي تقدر تقول:
كان تمساح الدميرة اللي لمان غاب جات تقدل في (الورالة). لحدت ما قربت تروح
في شربة موية. لحدت ما تاني جات شلة العسكر ينقذوها من كبوتها . وعشان نفضل
نحنإن شاء الله معلقين في نفس الطوطحانية ، حتى إشعارٍ آخر أو إلى أن يرث الله الأرض و من
عليها. الشاهد أنه ذات يومٍ كان راعينا / أبعاج منهمكاً في قراءة خطابه الشهري لمكاشفة رعيته.
لدرجة أنه نسي نفسه هو ظاطو وين و راح مولِّع ليك سيجارته (زنُّوبيا) الكوبية جوة الأستوديو. لحدت
ما الدخان عبك و ضارى وشو بقى ينشاف دهمة ساي متل عفريتة الفلم. فقام مخرج التلفزة بانفعال غير
مقصود يكورك قال ليه: لا لا يا سيادتك التدخين هنا ممنوع و نحن قاعدين نصور على الهواء الطلق مباشرة!!
فرد عليه الريس بطريقته العفوية المألوفة في( العك و التلبيخ) خصوصاً، لمن عينو تفارق ورقة النص المكتوب و
يقعد يجبِّدفي شلاضيمو(متل ديجانقو و ترنتي الجبار)و يبدا يبرطع خبط عشواء ، و قد تنبيه في تلك الأثناء لوجود
طفاية سجاير موضوعه أمامه على الطاولة فقام زجر للمخرج قال ليه:طيب وكتين مانعين التدخين هسي خاتين
لي الطفاية دي قدامي لي شنو؟!المخرج شلكو رباطابي زهجان، فرد ليه بآخر نفس:و طيب لو ملاحظ سيادتك
هديك برضو في باقةزهور اصطناعية في حداك على نفس الطربيزة. فهل تفتكر دا بيعني إنو خاتنها
ليك عشان تشمها؟!و لا دي كولَّها مجرد رتوش لتكملة ديكور الأستوديو عشان نقدر نخارج
ليك خطاب مكاشفتكم دا بصورة تليق و تريح شوية عسى و لعلها تفتح نفس
الشعب الصابر و قرفان ماسكو طمام بطن مزمن لو جمعو ليه
ليمون جناين الباوقة مع أبو جبيهة ما يروحو منو؟!
*************$$$$$******************

ود الأصيل
08-09-2015, 08:47 PM
شطــحات أبعاج أخوي/
جعفر نميري و حجة مع كتشنر,
و بعض شطحاته لا تخلو من طرائف غير مقصودة أو متكلفة.
فقد حكى لنا قدامي الخُدَّام العاملين في بلاط القصر الرئاسي إنو أيام حكم الفريق/
إبراهيم عبود, زار البلاد ضيفٌ من زعماء دولعدم الانحياز؛ لمع نجمه آنذاك في سماء مؤتمر باندونق
وسط ناس جواهر لال نهرو و ناصر؛ و أحمد سوكارنو. و غنى لهم كابلي(غابات الملايو).كان ضيفنا الزعيم/
اليوغسلافي (تيتو).وقد احتفي بقدومه عبود أيما حفاوة ووجه إدارات المراسم والضيافة بضبط الأمور و منع أي نوعٍ من(الخمج).
في حضوره و كانوا قد نظموا للضيف الكبير رحلةً بالقطار إلى مدن غرب دار فور (رد الله غربتها) أيام كانت مفخرةً و قبلة للسياح.
تم تكليف كبير رجالات الضيافة بالقصر؛ عمك دنقلاوي لئيم جداً ، يدعى (سبيتي). و كان بالجد فظاً غليظ القلب (كديس لكوندة بس)
و ينفع في المواقف التي تتطلب حزماً و حمرة عين و مساخة .وطبعًا معروف خمج السودانين كان الأمور جاطت . قبل بدء الرحلة وقف سبيتي
مخاطباً كافة المرافقين و يأمر الكل بأن نلتزم حدود اللياقة خاصةً قدام العين الزايدة ، فليس لأحد أن يتجراً و يطلب "شراباً" روحياً,عدا الضيوف فقط!
ثم لو طشمنا كلنا مين الها ياخد بالو من ضيوفنا؟. الشاهد أن ملازماً ثانياً كان ب(بدبُّورة واحدة أو حتى أسبليطة) كان عنيداً و مشاكساً آنذاك هو المدعو/
جعفر محمد نميري (رحمة الله عليه) كان استدعوه من حامية في الجنوب(حيث كأنوا في من يجز أكبر كمية من روسين (الجنقو مسامير الأرض )من الجنوبيين
يحتونها حتاً بالشوالات).استدعوه إلى جبيت ليمضي بها مأمورية سريعة،ثم تم إلحاقه بحامية القصر الجمهوري. فكان حاضراً في الرحلة و لم تَرُقْ له ابداً أو تركب
له في دماغه الناشفة كلمة واحدة مما قاله عمك/ سبيتي. فمجرد ما بدأوا السيرفس قام نط أبعاج و طلب من الجرسون كأساً واحدة ليعدل بها رأسه. لكن تمنع هذا
الأخير وهدد بأن يستدعي عمك الفرعون/ سبيتي. المهم باءت كافة المحاولات بالفشل و لمَّا وصل القطار محطة مدني بركات نزل أبعاج جري و يسوط في شوارع المدينة
الصاخبة تلك التي كان أدرى بشعابها(طبعاً حافظها بار بار منذ أيام حنتوب)فجاب ليه كرتونة شري, قال أنساهم و أشبرق نفسي. فقط كان ينقصة كباية فاضية معاها
شوية مزة. طلب ذلك من الجرسون الذي لم يتردد هذه المرة في تنفيذ تهديده و وعيده بمناداة سبيتي للملازم الرافع نخرتو. جاء سبيتي مرغياً مزبداً و لقنو ليك
درس تعلمجية في الأخلاق سوف لن ينساه. و هدد بمنعه من مواصلة الرحلة إنهو عادللمشاكسة. كاد أبعاج يفتك بالنادل الفتان . و لكنه آثر أن يحقطها في نفسه
و يلم الموضوع. إلى هنا و انتهت الرحلة بسلام.و مري يا سنيين و دنين و تعال يا العقيد/ جعفر نميري نط في السلطة(متل الديك في العدة) و أبقى لينا رئيساً
لمجلس قيادة ثورة مايو و للسودان بكامله.أول حاجة بعد تلاوة البيان رقم(1)لقيام ثورة مايو الظافرة قال ينادو ليه ناس الضيافة في القصروسال تحديداً
عن واحد هنا سموه سبيتي, نادوه جيبوه لي لو كان حياً أو ميتاً. فجابو عمك سبيتي عجوز مكركب وعادم اسم السن و الظاهر أمو كانت اليوم
داك ما داعية ليه ، بل عليه. الشاهد إنوأن أبعاج فش فيه غبينة سنين شيء نهير و شتائم و ربما لحَّقو شلوت أو طالوش بنية من يده
الغليظة وأمر بطرده من البلاط نهائياً. و بعد تشفعات الأجاويد قبل على مضض أن يبقيه حياً في القصر؛ لكن ليس على رأس
عمله بالضيافة ..قال يغور من وشي طفشوه أي حتا.قامو جماعة المواردالبشرية بدل ما يكطعو عيشو، ختوه في حدائق
القصر الجملية.. وعمك كان برضو فنان بحق في تنسيق الزهور.قام نميري بعد أن نفض غبار الشيوعية عن نظامه
و قطع روسين خصومه ثم نفي مننفى و عفا من عفا. قام قال ليك نديها حجة لي بيت الله دا. فلما
عرضوا عليه كشفاً بالوفدالمرافق كان قد سقط بداخله سهوا اسم الما يتسماش "سبيتي"
فانتفض اب عاج و قالمين خت ال(...) دا ؛ أنا ما قلت مش عايز أشوف خلقتو هنا ,
و كمان تختوه معاي في أول حجةدايرين تفسدوها علينا ولا شنو يعني.
يا خ دا حج مع عبود و حج مع الحاكم العام (كتشنر)و الله
أصلوا ما يضوقها معاي وراح شاطبو ليك من الكشف.
***************&&&&&**************

ود الأصيل
08-09-2015, 11:29 PM
و أما هذه التي نحن بصددها فلعلها تكون أسخف شطحاته
على الإطلاق. و هي تعكس الوجه الأبشع لحكم السلطة في دولة(السونكي)
و الكرباج. ففي معرض دفاعه خلال سلسلة لقاءات تلفزيون أبو ظبي مع الرئيس الأسبق/
جعفر النميريقبل و فاته بعنوان من قبيل (تجربة مايو تحت المجهر) و ضمنها إفادات لمن كانوا
حوله من شخصيات دارت في فلكه بشكل أو بآخر أمثال الزعيم الجبهجي د/ حسن عبد الله الترابي
والسيدة/ فاطمة أحمد إبراهم ، أرملة الشفيع أحمد الشيخ. تحدث العاج يومذاك متندراً و ريما ساخراً
من أناس قطعت أياديهم حداً ضمن تطبيقه لقوانين سبتمبرعلى أن ذلك كان أكبر دليلٍ و أدمغ برهانٍ
على فاعلية(عدالته الناجزة ) حيث سرعان ما كان يؤتى بالسارقة و السارقمثلاً يهادى بين الرجلين،
ليمد يده لتُحشر في كوةٍ صغيرة ليستردها مبتورة الأصابع فتُغمس في مرجل أو قدر مليان زيتاً
حاراً يغلي.لضمان سرعة قطع العروق و كيِّها لتنشيف دمها. يعني كأنو مستكتر عليهم
حتى شويتين (زيت في طش و مولع بفحم) في ظل وجود أزمة طالحنة في
هاتين السلعتين بالذات طيلة عهده و هما مدفوعتان من جزلان
أولئك المساحيق المحكوم عليهم البتر في عز الفقر.
********@@@@@********
دافع الطاغية كذلك دفاع المستميت بكل صلق و غرور
عن إقامته محاكم تفتيشٍ لخصومه المدنيين من حزبٍ شيوعيٍّ هو
منجاء به إلى سدة حكم فاشل. فقد اعتبر ذلك شرفاً لهم لا يدانيه شرفٌ.
هذاعلماً أن المحكوم عليه بإعدامٍ ، حينما تفيض رحوح إلى بارئها، مغادرةً جسداً
هامداً له خوارٌ و عظاماً نخرةً ، فلا يهم على أي جنبٍ أو بأية أداة يكون مصرعها،
سواءٌ أكان رمياً برصاص ، أو شنقاً بحبل عاشميق أو خنقاًبعظم سخيل. و سوف لن
يضيرهاأو ينفعها شيئٌ كما لا يضر الشاة بعد الذبح سلخُها. و حينها يصبح أمرها
كله سيان إذ لن يضع من شـأنها شيئاً إن هم كفنوها في خرقةٍباليةٍ. كما لن يرفع
من خسسيها شيئاً إن هم وضعوا على كتفيها نيشان، أو جعلوا في يدها صولجان؛
و سوف لن تبكي عليها السماء رذاذاً مدراراً ؛ و لن يهتز لها عرش الرحمن
أو تشيعها سبعون ألف ملك ، اللهم إلا بما لديها من تقوى.
********&&&&&*********
على أن أبرز ما استوقفني وحز ف ينفسي لدى
متباعاتي لسير تلك المقابلات كانت سييرة الشفيع أحمد الشيخ
وقد ركز مذيع قناة أبو ظبي بوجه خاص على مأساة إعدامه وهو مدنيٌّ
إثرَ محاكمات عسكرية متعجلة لم تستغرق أكثر من بضعة سويعات. جرت حيثياتها في الشجرة
بدون أيةمرافعات أو أي حقٍ في اتخاذ محامٍ للدفاع عن النفس. بدا أبعاج حينها بروح انتقامية كأسد جريح
شبه فاقد لتوازنه كما لوكان مخموراً و هو متعطش تماماً لرائحة الدماء و هو يزأر و ينتر يو يصرف تعليماته يمنةً و
يسرةً لعناصره الرماة لتفريغ مجموعات جبخانتهم الحية في صدرين عاريين كان يشهرهما لهم أولئك الثائران الجسوران/
عبد الاخالق محجوب و رفيقه الشفيع. و قيل أن هذا الأخير لم تشفع له توسلات رفاقه السوفييت لديى نميري للعفو عنه عبر
و التي نقلها إليه تلفونياً صديقه أنور السادات و الذي يبدو أنه لم يكن أميناً في نقلها، بل حرّف صيغة الشفرة فبدلاً من طلب
العفو قيل أنه قال لنميري: بالحرف الواحد: (اقطع رأس الأفعى). ويقال إن ألعاج عند سماعه هذه العبارة ضحك حتى برزت
نواجزه و قال لمن حوله منه أن هذا الرجل و يقصد السادات( الراجل دا داهية و مصيبة). هذه الجزئية مروية على ذمة مريم
روبين/ الصحفية بجردية أخبار اليوم و اليي بعثتها الدار مع رئيس تحريها آنذاك / موسى صبري لتغطية الحدث. إذ تروي
و تقول:" في ذلك اليوم سمعت النميري و هو يتحدث في الهاتف و أنا كنت بجانبه ، و كان الشفيع واقفاً في الخارج أثناء
المحاكمة ، و ظل النميري يقول في المكالمة "يا فندم أنا ما أقدر أرفض لك طلب و لكن الحكم اتنفذ و قضي الأمر"
و أنا بعتبر اللي أنا عملته ده تجاوز و أنا مالي أنا واحدة قاعدة بتفرج و بسجل كل حاجة . و رئيس التحرير
قال فيما معناه: دي هتبوظ الدنيا "كان يقصدني بحديثه"، و واصل النميري المكالمة "
يا ريت لكن انتهى الموضوع". و قيل كذلك إن المحجوب وضع في قفص
على متن عربة مكشوفة لتطوف به شوارع و ااحياء مسقط
رأسه أمدرمان ل(يكون لمن خلفه آية)
********$$$$$$*********

ود الأصيل
09-09-2015, 10:22 PM
[CENTER]شطــحات أبعاج أخوي
مع : موظف جمارك العادي ، لكنه حمش
و كان حفيان فوق النار بمش!!
و بعض مواقف هذا الرجل أحياناً لا تخلو أيضاً من مواقف
إنسانية فيها شهامة و مرجلة منقطعة النظير و هي جديرة
لتضعه بارتياح علماً في رأسه(تشة) نار بين مصاف (أبناء السودان البررة)
و ها قد عدنا لنواصل الرسد نبشاً في دفاترنا القديمة كما يرجع كلبٌ في قيئه،
و ينتكس مجرم إلى أوكار و مسارح جرائمه و تعود عرجاءٌ إلى مراحها و نحكي ليكم يا
مظاليم الهوى و يا عاشقين لخماير السودنة التي لم يبق منها شيئُ إلاغبار الذكرى فقد حكي
لي زميلٌ موثوق به أن خالاً له كان موظفاً عادياً في مصلحة الجمارك على أيام عهد مايو. و في ذات مرة وجد
من يقف أمامه؟ السيد/محافظ (رامبو) العاصمة القومية آنذاك (أظنه سعادة الفريق أول/ مزمل سليمانغندور) قادماً
منإحدي خرجاته المتكررة إلى بلاد(البترو دولار ) في الهينة و القاسية و في الفاضية و المليانة ، المحمولة جواً على متن
الناقل الوطني و المتكلفة مالاً حراً من جزلان الغبش المودع بخزانة الدولة(if any). و طلب سعادته إلى ذاك الموظف النكرة
الغلبان على أن يفسح طريقه على عجل للخروج سريعاً . هكذا لا جمارك و لا بطيخ . رغم أنه كان وراء سيادته ما قد ثقلت
موازينهو بهظ منه (كأني به رابط دبي كلها جارها وراه بحبل). تكدست سيور سحب الأمتعة بأحمال من العفش نائت بها
ظهورعصبة أولي القوة من عتَّالة صالة الجمرك . لم يأبه الموظف الذي بدا أنه (سنجك) عنيد و دماغه ناشفة كجلمود صخر؛
بل تجاهل طلب ذاك السيد و بدلاً عن ذلك أشار عليه بضرورة التزام الطابور و إبراز ثبوتياته زي منفستو أو بوليصة شحن
لتبرير مثل هذه المتقلات ليكب تسنى تمريرها(مرور الكرام ) من تحت الطربيزة . ثم أردف مقسماً طلاقاً مغلظاً بالتلاتة
ألا تمرنُ و لا مثقال حبة خردل و لا شيءُ قط من هناك إلا مجمركاً.كان لكلمات الموظف وقع الصواعق على مسمع
سعادة/ الفريق المنحنكشو الذي بدا أن العزة أخذته بالإثم فراحت أوداجه تنفتخو جعل يبادلذاك الموظف التعبان
لماضةً بلماضة و وقاحةًو ألقىعلى روح المرحوم أبي أهله كلاماً لاذعاً جارحاً بذيئاً استحيا مالكٌ عن قوله
في الخمر. فنشب سجال و ملاسنة بين الرجلين؛ سرعان ما احتدمتو حَمِيَ وطيسهافصارت
أم المعارك اشتباكًا بالأيدي و رفساً بالأرجل فصراع ديكة أم المعارك ( لك أن تخيلها بس
بين رنبة فريق عضو مجلس قيادة ثورة مع حتة موظف تعبان لأنو الظاهر من
النوع الأصلومابرضى الحقارة) لمانجماعتك ادردقو و قعو الاتنين في
البلاعة و لمان بقو ليك ما يتفرزو علا السراويل.
*************$$$$$**************
[/
CENTER]

ود الأصيل
09-09-2015, 11:15 PM
[CENTER]شـــطــحـــات أبـــعاج أخــــوي
تدخل الفراجة و الشماراتية في محاولة يائسة لحجازتهما بطريقة
أقرب ما تكون لقولة:(المديدة حرقتني) ربما ليس حباً في بتاع الجماك،
بقدرما هي نكاية في ذاك الحلبي المقرضم. في ثم في تحول مفاجئ و غير منتظر،
إذا بسعادة الفريق يفج جمهرة المتفرجين و ينجو بفسه و يمضى غاضباً إلى شأنه و قاصداً
بيته بحي الأملاك في بحري , فيما قام البلاطجة من زبانية الأمن و الاحتياطي المركزي بدورهم على
أكمل وجه حيث تم التحفظ على أمتعة السيد الغندور، ريثما ينظر في أمر هذه المفاجأة. و أما صاحبنا داك
الجمركجي تعيس الحظ والظاهر أن أمه كانت في ذاك اليوم داعية علية وليس له، فلا أحد يسألني إلى أي مغارة سوف
يقتادونه ليلقى جزاء صنيعه المتهور. فهو موعود حتماً بزيازة مهمة ليست إلى بيوت الأشباح طبعاً و التي لم يتم بناؤها وتشوف
شغلها بعدٌ آنذاك). و لا أحد يدري أية تهمة أمن دولة كانت سوف يتم تلفيقها له . لكن للمفارقة العجيبة أن انحرافاً دراماتيكياً بدرجة
180 على مقياس ريختر، قد طرأ فجأةً على حيثيات القضية بعد مرور سويعاتٍ فقط و لم يصدقه أيٌّ ممننما إلى علمهم نبأ تلك الواقعة.
ففي صبيحة الغد مباشرةً جرى اقتياد الموظف المسكين مكبلاً إلى مكتب سيادة الفريق شخصياً.هناك تم حشره داخلاً عليه ، ليجده مستلقياً
بجسده المرفه وناعم على كرسيه الدوار بحيث أعطى ظهره للباب متظاهراً بالمشغولية على طريقة (رامبو) و حرات الكاوبويات ديك و شفوت عصابات
المافيا في أفلام الآكشن. فقط تنحنح سعادتو و قال بنبرة آمرة تدق جوة القلب تماماً و تخر لها الجبال ساجدة: اقفل الباب وراك و تعال قريب جنبي هنا
ثم لمزيد من المفارقة المذهلة قام سيادته مترجلاً من مكتبه المهيب و هو يخطو نحو صاحبنا الجمركجي المسكين بخطوات محسوبة، ثم للغرابة مد إليه كلتا
يديه مصافحاً.م ناوله حاجبه علبة هدايا أنيقة مكسوة بجلد الشامواه جلبوها للتو من(كنيسة)قصر الرئاسة..فأمر بفك و ثاقها ثم أخرج منها شيئين أثنين:
(1) نوط جدارة و استحقاق2) معاه وسام إنجاز مرصع بشعار(ابن السودان البار) وقال:هذان مقدمان لك يا ابني من السيد/رئيس الجمهورية/أبعاج جعفر
نميري شخصياً، و هو يشد على يدك بكلتا يديه و يقول مفتخراً بك و بأمثالك:"إننا لو ظفرنا بعشرة من أمثال هؤلاء الجنود المجاهيل، لماكانت خارطة
السودان كما تبدو عليه اليوم ؛ و لكأن لنا شأن آخر؛ و لما قهرنا كائنٌ من كان".إذن أطلب يا ابني ما تتمناه,فقد و جهني سيادة الرئيس بأن
أعطيك مكافأة تحقق لك حداً أدنى من كفاف العيش الكريم، فاطلب الآن ما تتمناه.هنا أخونا وقد فوجئي بأن الخظ ياخذه على حين غرة
و يبتسم له ليه لأول مرة لحدت ما قعد يتلعثم, و لمان فتش لي ريقو تلات مرات لقاه ليك يابس(دُرَّابة). ثم ضرب خماسياً في
سداسيٍّ و لم يجد شيئاً ليقوله سوى هذه العبارات البسيطة:"والله يا سعادتك زي ما إنتو براكم شايفين إني موظف جمارك
على قدر حاليو أنا أب عائل لكوم لحم : تعسة شفع و أمهم ومعايأمني و أبوي جلاكينو أختينبايركس(عوانس)
وما عندي ولا الدقععة دي. و لا كطعة واطة لأبنيها. فأمر له سعادة الفريق/ رامبو على الفوربتخصيص قطعة
بجبرة مظاليم الصحافة و وجه بإعانته على تشييدها سكناً لهو لعائلته في زمن قياسي و على نفقة
بند الأسكان الشعبي.هنا ،و بدون أي تعليق خلوني النشحد الله لنفسي و ليكم معاي:
يارب توعدنا بشكلة آخرتا (ترطيبة) متل دي, عشان نرتاح من جري الوحوش وراء رزقنا,,,
**********************@@@@@*********************** ***
**[/
center]

محمد الجزولى
09-09-2015, 11:56 PM
[CENTER]شـــطــحـــات أبـــعاج أخــــوي
،و بدون أي تعليق خلوني النسحدالله لنفسي و ليكم معاي: يارب توعدنا
بشكلة آخرتا (ترطيبة)متل دي, عشان نرتاح من جري الوحوش وراء رزقنا,,,
*****************@@@@@*****************
**[/
center]
تمام سعادتك
ربنا يرزقك ويعلي مراتبك ويزيدك كمان وكمان
ويديم لنا هذا القلم ( الساحر ) بقدر ما أمتعنا بمداده
وبقدر ما وسع مداركنا
وتعظيم سلام ليك يا عابر سبيل يا اخوي

ود الأصيل
10-09-2015, 03:47 AM
محمد الجزولى;
تمام سعادتك
ربنا يرزقك ويعلي مراتبك ويزيدك كمان وكمان
ويديم لنا هذا القلم ( الساحر ) بقدر ما أمتعنا بمداده
وبقدر ما وسع مداركنا
وتعظيم سلام ليك يا عابر سبيل يا اخوي
تسلم يا أغلى من غالي وشكراً جميلاً على أريحية
باقات الثناء هذه التي هي من حسن ظنك بي فقط ليس إلا. و هو
إن دل فإنما على نقاوة الإناء الذي ظل ينضح به. طبعاً الليلة الخميس
و أخوك ما شديد في الكتابة علا بالكيبورد و ح يكون بعيد مني. و بما إني لا زلت عند وعدي
لتلبية طلبك لتناول الانتفاضة باستفاضة. فسوف أجملها لك هنا ضمن وقفات سريعة (رؤوس أقلام/
وش ملاح).لحدت ما نجي نفصل بمشيئة الله. وصولاً إلى محطة الرمق الأخير من حياة عمك أبعاج و نظامه
الذي ساد ثم باد؛ مروراً بمحاولاته منذ نعومة أظافر صباه لانقلابات فاشلة و إحالاته للإستيداع. و قفذات تحوله
من مناضل اشتراكي إلى إمام عالم ثم إلى قائدٍ ملهم؛ و كذلك من مجرد/ جعفرٍ نميريٍّ إل إبي جعفرٍ منصور!؟
إلى أن انتهى به المطاف إلى درويش متصوف يصافح الملائكة كفاحاً. فبعد انقضاء أربعة عقود من الزمان من سجلات
أعمارنا و لا يزال غبار الذاكرة عالقاً به الكثير المثير من حادثات عظميات يحفل بها داخلياً و خارجياً مرصد تاريخ أمثال
هؤلاء و أرشيفنا نحن كأمة ما هم سوى فلذات أكبات تخلقوا في رحمها. فبعد ثلاثة عشر سنة فقط من نيل البلاد عتقها
ظهر لنا النظام المايوي كوقع الحافر على الحافر على اثر تجربة (عسكر)سابقة كانت قد جاءت كواسطة العقد بين تجربتين
لديمقراطية (حرامية)أحداهما فاشلة سبقتها و أخرى أفشل منها قد أعقبتها. و كانت كلاها تجارب على علاتها و لا
سِيَّما مايون حافلةً بتحولاتٍ جسامٍ قلبت كيان المجتمع عقباً على رأسه و قد أفرزت متغيرات فكرية و أيدولوجية
مذبذبة بين أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مروراً بالأواسط والعودة إلى مربعٍ هجينٍ و مجهول الهوية.و لعبت
تلك التقلبات دوراً في الدربكة السياسية و إحداث انقلابات عسكرية فاشلة عدا انتفاضة أبريل لسنة 1985م
التي وإن في وفقت في الإطاحة بالنظام المايوي و عزل مفاصله، و كشح رماده إلا أنها أخفقت
كالعادة في تعقيم(قدحه) بسبع غسلات،إحداهنَّ بالتراب. و لم ييأس بعض سدنة
النظام من السعي لكي ينبتوا له ريشا نعامٍ من جديد بلا فائدة .
*************$$$$$*************
و سوف نتطرق لِماماً إلى بعض الخلفيات المهمة ،
كنشأة تنظيمٍ لضباطنا الأحرار كنسخة طبق الأصل من تنظيم مماثلٍ
قام على مقربة ليقود ثورة 23 يوليو المصرية 1952م. حيث حصل
افتتانٌ شديدٌ لضباطنا الشباب بما جرى في شمال الوادي بزعامة رجل معروف هناك
بأنه (بطل الهزائم) لكنه اشتهر بقراراته الثورية النارية التي قضت شكلياً فقط على
النظام الطبقي الإقطاعي دون المساس بباشاواته و بكواته؛ ثم دحره و لو صورياً
لعدوان ثلاثي في اكتوبر 1956 قادته إسرائيل و بريطانيا و فرنسا،. أما على صعيدنا هنا،
فقد برزت نزعة تعطش اليوزباشي/ جعفر نميري للوصول لحكم السودان عقب ورود اسمه
متلبسا في دور(كومبارس) ضمن مغامرة انقلابية شبابية فاشلة قادها الضابط/
عبد الرحمن كبيدة إلا أن المحاولة كشفت وقضى عليها في مهدها.
و فضل أبعاج عامل سافوته بمشاكساته غير الموفقة ،
رغم عزله و إحالته للاستيداع.
******$$$$*******
[/SIZE][/i][/color][/font]

ود الأصيل
12-10-2015, 02:24 AM
(قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)

([size=6][color="#800000"]لُعبةُ شدِّ الحبل و قضمِ الأصابعِ
بينَ مايو و الشيوعيينَ )
منذ صبيحة يوم السبت 24/ مايو 1969م، سعى العقيد/
جعفر نميري لوضع الشيوعيين في صوره نوياه للقيام بانقلابه ،
و لو من باب ذر الرماد في العيون كان ذلك من خلال لقاء في منزل الرفيق/
بابكر عوض الله ، حيث جرى تسجيل بيانه الأول ، و حيث التقى ربما محض صدفة
أو بتدبير شيوعي بكل من محمد إبراهيم نقد و الشفيع أحمد الشيخ ، القيادي العمالي بالحزب
الشيوعي. إذ بلغ نميري بانزعاجهم مما كان يخطط للإقدام عليه ، لكون التوقيت غير ملائم . رغم إبداء
نيتهم للتعاون معه ربما في مرحلة لاحقة ، و لكن العقيد/ نميري أنكر بشدة مجرد تفكيره في انقلاب ، و لما
خاصروه و أحس برصدهم لتحركاته طلب نميري لقاء عبد الخالق محجوب لطمأنته بسلامة نواياه. هكذا كانت
بذور التنافر الخفي بين الشيوعين و مايو، حيث بدأت بترحاب تكتيكي بالحذر، ثم انتقلت إلى خانة العداء و فاحت
منها رائحة الدم، ولكن ما هي قصة انقلاب مايو 1969م؟ . و أما التخطيط فعلياً للانقلاب و تنفيذه حصرياً بمعاونة
رفاقه الأحرار( خالد حسن عباس و أبو القاسمين محمد إبراهيم و هاشم و فاروق حمد الله و زين العابدين محمد
عبد القادر) و كذلك ماهية دور الشيوعيين فيه بعد تنفيذه ؟ فقد حكي تلك التجربة قائد مايو الرئيس الأسبق/
جعفر نميري عبر كتابه «الرجل و التحدى» والمنسوب تأليفه إلى سكرتيره الصحفي محمد محجوب
سليمان، أو إلى للصحفي/ المصري عادل رضا، و شارك في جمع
مواده ضباط التوجيه المعنوي بالقيادة العامة آنذاك.
*********^^^^^^^*********

ود الأصيل
12-10-2015, 03:04 AM
]
([SIZE=6](قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)
لُعبةُ شدِّ الحبلِ و قضمِ الأصابعِ
بينَ مايو و الشيوعيينَ )
بعد استحكام حلقات الانقلاب، و عقب إذاعة بيانهم
لتشكيلٍ (مكافءات وزاريٍّة) كان خالصاً لثوار مايو، بدأ الهمس
و طارت الشائعات حول الهوية السياسية للانقلابيين الجدد و ذهب معظمها إلى
ترجيح تبعيتهم للحزب الشيوعي و عن دورٍ سري محتمل لدعاة الماركسية حتى و لو بنظرتهم
إلى الانقلاب بطرف خفّيٍّ و من عينٍ رضا و تآمرٍ كليلةٍ. الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس/ جعفر نميري،
خاصةً و قد وجدت تلك التهويمات أرضية قوية عندما شارك الشيوعيون بكثافة في موكب التأييد في2/ يونيو 1969م
بشعاراتٍ حمراء صارخةٍ جعلوا يجاهرون بها أمام الحشود في عديدٍ اللقاءات الجماهيرية. لكن أبعاج (ركب رأسه) الناشف
و تعمد الظهور بلونٍ لحركته يكون مغايراً للفكر الماركسي ، و مستساغاً للناس في ظل ثقافة جمعية تجد عسراً شديداً في هضم
أفكارٍ لأٌناس أشيع عنهم (إنكارهم لمعرفة الخالق وصدهم عن سبيله). فأطلق نميري شعارات مايوية منادية بالوحدة الوطنية ، في
وجه قوى العنف الثوري، كما حرص كثيراً على أن يتحدث عما سماه اشتراكية سودانية قابلة لاستلهام مبادئ الإسلام السمحة، في إشارة
لرفضٍ صريح لاشتراكيةٍ علمنةٍ بواحةٍ. و إزاء إصرار الشيوعيين لإعلان احتواء النظام الجديد كان نميري يعتزم إعلان موقف مايو للتنصل
منهم إلا أنهم كانوا يرون في تحديه إيَّاهم مبادرة استعداء لقوى لم تشترط إعلان هويتها الفكرية و العقائدية ثمناً لمساندتها للثورة، غير أن
الرئيس/ قد عزى تنكره لهم إماً لأمور ثأرية أو توجسات مستقبلية منها:*) أن تجاربه شخصياً منذ أكتوبر 1964م كانت تصطدم بصخرة
استعلاء و تنكر شيوعيٍّ لأية مبادرات لا يتولون قيادتها أو على الأقل لا يكون لهم دور رئيس فيها. *)إن التحرك الشيوعي على استحياءٍ
و رغم عدم إعلانه عن هويته بصورة سافرة ، إلا انه كانوا يطرحون شعاراتٍ و يفتعلون مواقف تهدف إلى إيهام الجماهير على أنهم
الممسكين بدفة توجيهها بأنه المهيمن على الثورة أو على الأقل تحريكها ب(ريموت كونترول) من غرفة تحكم نائية.*) كما
كان يرى عن قناعةٍ أن غاية الشيوعيين من التظاهر بتأييد ثورته ، إما طمعاً في فسح المجال لهم لظهورهم علناً
بوجهم البشع سواء برضائه أو بعدمه كتمهيد للانقضاض عليه فالغداء به قبل أن يتعشى بهم .فالنشاطات
المكثفة للتنظيمات الخاضعة لسيطرة الشيوعيين الفكرية أو التنظيمية أو التي تقوده
عناصر شيوعيةٌ ملتزمةٌ لم تكن سوى حلقةٍ ضمن مسلسل خططهم المحكمة لاحتواء
الثورة أو الانحراف بها عن طريق تحقيق أهدافها المعلنة،
و إنه سيقف أمام هذا المخطط بصلابة.
*********^^^^^^*********
[/color]

ود الأصيل
13-10-2015, 04:13 AM
[FONT=pt bold heading]]
((قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)
لُعبةُ شدِّ الحبلِ و قضمِ الأصابعِ
بينَ مايو و الشيوعيينَ )
واصل الرئيس نميري في شق مفرقٍ مغايرٍ تماماً
لطريق رفاق ماركس، دون الإشارة إليهم ببنانه. لدرجة أن السيد/
عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي طلب لقاءه غير مرة، و في كل مرة
كان يصده بشدة ، إلى أن سعى لتدبير لقائه له خلسةً، و بدون سابق ترتيب. إذ يروي نميري بنفسه:
« المرة الأولى كانت مقدمتها فيما ظننت أنه صدفةٌ ، ففي تلك المرحلة الباكرة و ثورتنا لا تزال غضة الإهاب،
أكاد أكون مرابطاً في مكتبي بالقيادة العامة ليلَ نهارَ ،حيث كنت أتخذ في أحد أركانه « سرير حديدٍ صغيرٍ». كانت
ساعات نومي محدودةً و مزعجةً للغاية. حيث كانت تتخللها مقابلاتٌ عارضةٌ أو محادثاتٌ تليفونيةٌ مهمةٌ. فضلاً عن بعض
خرجاتي للقاءاتٍ جماهيريةٍ حاشدةٍ. و في ذات صباحٍ اقترح على/ العميد محمد عبد الحليم و كان يعمل مستشاراً قانونياً لدى
مجلس قيادة الثورة الانتقال إلى منزله و قد أخلاه لي تفادياُ للإزعاج و السهر. و بمجرد خروجه استغرقتُ في سباتٍ عميقٍ . ثم
استيقظت لأجدهما على مقعدين بجانبي هو و عبد الخالق محجوب. هُرعتُ ممتعضاً بعض الشيء لارتداء ملابسي و ذهني متنازَعٌ
ما بين مظنة كون العميد حليم متواطئاً في تدبير طبخة ذاك اللقاء المشبوه، أم مرغماً عليها؟!. حاول عبد الخالق ابتداري بسيل
من الأسئلة الفضولية المتصَنَّعة . فنبهته لكونه في زيارة صديقٍ؛ ثم إنها على غير موعد، إلا أنني تحاملت على نفسي و قبلتُ
مبدأ المناقشة على أن تجري في إطار شخصينا فقط كجعفر و عبد الخالق. قال: و لكن قضايا الساعة! قلت ناقشناها منذ يوم
24 مايو، هل تذكره. و ما بعد هذا التاريخ فهناك مؤسسات سلطة شرعية تتولى تسييره. ولا تنسَ أنك مواطنٌ لا أظن
أن ثمة ما يعطيك أي حق امتيازٍ لتنفرد بمباحثتي دون غيرك. اللهم إلا إذا وُجِدتْ هنالك فرصةٌ مكافئةٌ متاحةٌ لكل
فردٍ من رعيتي لمناقشتها بنفس القدر و الكيفية ، ثم دعني أذكرك بسؤالٍ و أتولى عنك إجابة نفسي بنفسي:
لماذا تريد الخروج من هنا مدعياً أنك التقيت سراً ،لا علانيةً بقائد ثورة مايو في غير مقر عمله كرئيس
للبلاد؛ و بترتيب خصوصي ، في إطار الأخذ و العطاء حول قضايا ساعةٍ ذات اهتمامٍ مشتركٍ؟!
لتعطي انطباعاً بأننا ندور في فلكٍ واحدٍ، و نردُ حوضاً واحداً ،و أنت تعلم
في قرارة نفسك يقيناً أن هذا غيرُ صحيحٍ . ثم خرجت هكذا،
و دون أن أدع له أيَّ مجالٍ للمناكفة و اللت و العجن».
***********^^^^^^^*************
[/
[/COLOR]

FONT]

ود الأصيل
13-10-2015, 08:51 PM
(]
لُعبةُ شدِّ الحبل و قضمِ الأصابعِ
بينَ مايو و الشيوعيينَ[/i] )
يستطرد الرئيس الراحل جعفر محمد نميري ليقول:
«إن المرة الثانية كانت مخططةً ببراعةٍ متناهيةٍ و بدهاء أولادِ الأبالسة ،
و أعترف بأنه استوعب الدرس المستفاد من المرة الأولى بنجاحٍ كبيرٍ. كانت المناسبة
لقاءً جماهيرياً احتشدت له الألوف بضاحية بُرِّى ، و وصلت في موعدي المحدد في موكبٍ رئاسيٍّ
به زمرة من أعضاء مجلس قيادة الثورة. كان اللقاء مذاعاً على الهواء مباشرةً. و كالعادة بدأناه بالقرآن الكريم،
ثم توالى المتحدثون، حتى جاء دوري ختاماً و ألقيت خطابي ، ثم ترجلت عن المنصة متأهباً للانصراف ، إلا ان مذيع
الربط الداخلي باغتنا بإعلانه عن متحدثٍ جديدٍ، و كأنه نزل بطبقٍ طائرٍ من السماء. و التقليد السائد في السودان و كل الدنيا
هو أن تكون خاتمة المسك لراعي المناسبة. إنَّ متحدثاً فوق حديثي كائناً من كان يُعد صدمةً بحد ذاتها. و كمان عبدالخالق محجوب
فبصراحة كانت جرأة منه لا تحتمل». صحيح أنه لم يُكشف عنه النقاب بصفته الحزبية و لا موقعه في الحزب كسكرتيره العام، و لكن مجرد
اقتحامه لحشد جماهيري، في حضرة رئيس و أعضاء مجلس قيادة ثورة مايو الظافرة الفتية، لهو إيحاءٌ بأنه لا بد من وجود شيءٍ ما مدفون
بيننا. و ليس على محمل شخصي بأية حالٍ، ثم يمضي نميري قائلاً:« لقد كاد ينجح في إرباكي بحق. و جعل عفاريت الدنيا تتنطت في وجهي
و توحي إلي بزحمة خياراتٍ: أولها أن أتهور فأقفز إلى حيث يقف متحدثاً لأنزعه فأجدعه من مكانه ب(طالوش) واحدٍ ، إلا أن ذلك كان سيعني بأنني
أنحدر بموقعي لأضعه في تكافؤ مع موقعه بصرف النظر عن شخصي و شخصه. و الثاني أن انسحب من الحشد، إلا ان ذلك كان يعني أنني
أخلي الساحة له و هو دخيل عليها. و أما الخيار الثالث و الذي عملت به : أن أتعقل لأتجرع غيظي فأكظمه ، لأتجاوز الموقف برمته،
فأخرج منه بدرس مر لن أنساه ما دمت حياً ، و في أقرب اجتماع لمجلس قيادة الثورة ناقشت ما حدث، موضحاً أبعاده ،
مركزاً على أن يكون رئيس مجلس قيادة الثورة ومن ينوب عنه آخر المتحدثين في مثل هذه اللقاءات، وقد وافق
أعضاء قيادة مجلس الثورة ماعدا اثنين، هما بابكر النور و هاشم العطا، بحجة أن ذلك من شأنه أن يقيد
على الحركة الجماهيرية التلقائية و العفوية في مساندة الثورة ، كما أن ما حدث يعكس التفاف
مختلف الاتجاهات و الأفكار و التيارات السياسية حول الثورة، قالا ذلك بنبرة تضمر
تعاطفاً أو حتى تواطؤاً ملفوفاً مع صاحبهما. مما عكس لي أن اليسار
سوف لن يرقد لي بغبينة ظل يتجرعها حيناً من الدهر».
***************^^^^^***************

ود الأصيل
13-10-2015, 09:33 PM
((قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)
لُعبةُ شدِّ الحبل و قضمِ الأصابعِ
بينَ مايو و الشيوعيينَ )
يبدو أن لحظةَ (هذا فِراقُ) ما بين نميري و الشيوعية
قد تأخرت عن موعدها بعض الشيء منذ ( حان الزفاف)، و إلى أن وقع الطلاق
بائناً بينونةً كبرى. إذ يحكي جعفر نميري عن أن مداولات اجتماعات مجلس الثورة بدأت
تتسرب، و قد لاحظ أن الرفيق/ هاشم العطا كان يدون محاضر الاجتماع سطراً بسطر.و عندما
سأله عن السبب قال له إنها عادة قديمة لديه برصد كل شاردةٍ و واردة مما يدور حوله. م لم تمض
فترة عندما أطاح المجلس بقيادة نميري هاشم العطا و بابكر النور و كلاهما عضوان ملتزمان في الحزب الشيوعي،
و لم تمض فترةٌ طويلةٌ حيث قام هاشم العطا وبعض القيادات الشيوعية في القوات المسلحة و السياسية بعمل انقلاب
في عام 1971م ، و الذي شهد مجزرة بيت الضيافة التي راح ضحيتها ضباطٌ موالون لنظام مايو، من ملاك القوات المسلحة.
غير أن هؤلاء نجحوا بأعجوبةٍ في استعادة الأوضاع بعد ثلاثة أيام، و صادق الرئيس/ جعفر نميري و بلا تردٍ على منطوق حكم
الإعدام رمياً بالرصاص، أو شنقاً حتى الموت، بحق كلٍّ من هاشم العطا و بابكر النور من بين الأعضاء السابقين لمجلس الثورة ،
بالإضافة إلى سكرتير الحزب الشيوعي البارز عبد الخالق محجوب ، وكذلك الزعيم الشيوعي العمالي الشفيع أحمد الشيخ و آخرين،
و الذي أصدرته محكمة عسكرية ميدانية بالمدرعات بالشجرة بُعيدَ فشل الانقلاب، و قد لاقى دحر الانقلاب الشيوعي قبولاً كبيراً من
الشارع السوداني لأسبابٍ عقديةٍ و لأسبابٍ تتعلق بقناعتهم بالنظام المايوي الجديد كنظام وطني كان يعوَّل عليه في إحداث نقلةٍ
نحو الإصلاحٍ و تحقيق شيء من العدالة الاجتماعية ، و أن تنداح على يديه مشاريع للتنمية في الموارد البشرية و الطبيعية على
حدٍ سواءٍ. خاصة أن مايو لم تكن تبرز بعد أبرز مساوئهاإذ لم يمض عامان على تفجيرها. وعقب دحر الانقلاب بعد فترة قصيرة
سارعت الولايات المتحدة إلى سد المساحة التي تركها الاتحاد السوفيتي الذي تعاون مع النظام في بدايته و قبل حدوث
الانقلاب الشيوعي الفاشل، حيث أمد القوات المسلحة بأسلحة شملت مدرعات و طائرات وأسلحة خفيفة، و أعلن
نميري في لقاء جماهيري أن الولايات المتحدة قدمت دعماً كبيراً للسودان بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا مع
متمردي جنوب السودان آنذاك، وأنه يفكر في إعادة العلاقات الدبلوماسية معها، وهو ما فعله بعد فترة
قصيرة،وتطورت هذه العلاقة مع نظام مايو حتى أن نميري ذهب للعلاج في الولايات المتحدة في
رحلته الأخيرة، حيث أطاحته الانتفاضة الشعبية في أبريل 1985م، لكن الولايات المتحدة
اكتفت بتربيع يديها و مراقبة الانتفاضة عن كثب و من شرفة المتفرج دون أن تلقي
حبل النجاة لصديقها الوفي نميري حتى غرق نظامه و أفل
وأصبح تاريخاً يروى و قصصاً يُتَحكَّى به.
*********######*********
Color]

ود الأصيل
19-10-2015, 01:43 AM
(قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)
صـــورة تذكـــــارية
لنميري مع ناصـر و قذَّافي
الصور التذكارية كالخمر المعتق تماماً:
لا يزيدها مَرُّ الزمان عبقريةً و تسبيكاً،وكلما تأملناها
وجدنا لها أو ربما الأحرى ، اختقلقنا قراءاتٍ قد تكون نسخاً حرفياً
كوقع الحافر على الحافر للواقع ، و قد تكون من نسج الخيال. و لكنها حتماً
قد تخلو من طرافة. و لسنا بالضرورة نحن من نعيد قراءتها في كل حين من بروفايل مختلف،
بل هو عامل الزمن و ما يُستَجدُّ فيه من أحداثٍ تترى لاحقةٍ أو حتى سابقةٍ للحظة التقاط صورةٍ بعينها
لمجرد حشرها في ألبومٍ . و قد يقف وراء تلك اللقطة أناسٌ و عواملُ أخرى معروفةٌ أو مجهولةٌ، يكون لها يدٌ سبقت
و دينٌ مستحقٌ في تخليد ذكراها. فمثلاً لو و قفنا نتأمل كما نفعل الآن لوحةً سرياليةً جمعت بين ثلاثة زعماءٍ أيام ذروة
سنام مجدهم، نجدها معبرة للغاية في زمانهم الجميل. لكن دلالات تعابيرها أبلغ إيحاءً في زماننا هذا. إنها تُزين صدر مجلة المصور
في عددها المصادف لأول عيد للعيد لثورة مايو (25/5/1970). وقف فيها(بطل الهزائم)/جمال عبد الناصر وقفة أسد عجوز يداعب شبليه/
جعفر النميري و معمر القذافي. و قد مضى على عمرها الآن (45 عاماً حسوماً). تخللت تلك الحقبة وأعقبتها حادثاتٌ جسامٌ و رياح تغييرٍ
ربيعية اجتاحت كل الدنيا فلم تبقِ و لم تذر ، و لم تستثنِ بلداً عربياً و لا أعجيماً. و لم تستثنِ بلدان الزعماء الثلاثة نجوم ذاك المشهد
الذي نحن بصدد إعادة قراءته. فيا تُرى ماذا كان يدور بين أولئك الشبلين من حديث لعله كان شيقاً حتى جعل مروضهما/عبد الناصر
ينصت إليهما بابتسامة إعجابه العريضة تلك؟!! ثم هل كان بمقدور هؤلاء أن يتسامروا كما فعلوا يومذاك لو كان خطر لأيهم خاطرٌ عما
ينتظره في قابل أيامه من مصيرٍ مظلمٍ محتوم؟! طبعاً كلا!و لكن صندوق الدنيا حمل إلينا نبأهم بعد حينٍ ، و نحن نتأملهم شخوصاً
ياما فُتِنَّا بهم و قد أهيل التراب عليهم و صارت سِيَرُ عنترياتهم شيئاً من الماضي (Thing of The Past).هل كان يدرك ناصر
و هو مبتسمٌ هكذا ،أن تلك اللقطة بمثابة آخر عهدٍ له بالمشي على تراب جنبوب واديه و عمقه الاستراتيجي؟!.
رحل عبد الناصر عن دارنا الفانية رحيلاً فاجعاً داوياً، بعد أربعة أشهرٍ فقط. إثر نوبةٍ قلبيةٍ حادةٍ لم تمهله
إلا قليلاً ،كانت داهمته لأول وهلة لدى توديعه أمير الكويت عائداً أدراجه من مراسم
آخر لقاءٍ جمعه بنظرائه سمو ملوك و فخامة رؤساء بلاد العرب. و كأنما
سُقِط برحيله ، في يدكلٍ من نميري و قذافي المبتسمين هنا.
***************^^^^^^^^***************

ود الأصيل
19-10-2015, 03:33 AM
(قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)
صـــورة تذكـــــارية
لنميري مع ناصـر و قذَّافي
لو رحنا نبحث عن فوارقَ بسيطةٍ بين نهايات مصائر هؤلاء
لوجدنا أن كلَّاً من عبد الناصر و نميري وافتهما المنية حتف أنفهما ،
كموتة البعير أي : في فراشهما. بخلاف معمر القذافي الذي عَمَّر( مكنكشاً) في غِمار
السلطة كأطول حاكم عربي و أفريقي(42 عاماً) و لم يتنازل إلا بعد قتالٍ عنيفٍ أزهقت فيه آلاف أرواح
الأبرياء و دمرت ليبيا و تمزقت وحدة ترابها و تفرق دمها شذر مذر بين العشائر و الشرازم ، طارت ثرواتها شعاعاً
إثر أنقاض أكبر اسطولٍ حربيٍّ لحلف(النيتو) عليها. و لا يزال أبناء شعبه يحصدون حصرماً جراء طيش حماقاته التي لم تنته إلا
بذهابه مع الريح جيفةً قذرة كأي ضبٍّ في أحد شقوق الصحراء الكبري. و بالعودة إلى فكرة تأمل الصورة التذكارية لزعمائنا الثلاثة:
أوما كان حرياً بأحدهم أن يتحرى ذكر ربه بقولة:(عيني باردة؟) مما قد تنطوي عليه حادثات الليالي و قابلات الأيام (و تلك الأيام نداولها
بين الناس). فلسنا الآن بحاجة إلى(ست ودع )و ﻻ لقارئة فنحان في كف عفربت، لتكشف لنا خطوط الكفاف، فتفك لنا طلاسم ما كان يحكي صمت
تلك (الموناليزا) و غموض نظراتها من دلالت عابرة لكل أحقاب الزمان و دهاليز الأمكنة و الحمَّالة لأوجه كل الكنايات الممكنة. فقد انقدحتفي ذهني
و بثت في روعي عدة اسكتشاتٍ تخميناً لأكثر و أظرف من سيناريو، لما يفترتض أنهم كانوا يتجابونه من أطراف كلامٍ مباحٍ, و نحن إذ نرىذلك بمرآة الذاكرة،
إنما نعيشه الآن و نحلله بعقلية و معطيات الحاضر المرهون بحسابات راهنةٍ . فمثلاً أبعاج بدخلاته الخشنة ديك تلقاه كان يقول لذاك الذي تبدل فجأةً من
ألصق صديق ذات يومٍ، إلى ألدً غريمٍ:(تعال يا زول هوي، شنو ياخ العامل لينا فيها أبو عرَّام و مسوي ليك هيلمانة و وزارة زراعة، و كمان شاق ليها نهر
صناعي عظيم في جوف الرمال؛ غايتو أنا شايف إنك قاعد تدفق في مويتك على الرهاب ساكت! طبعاً قدافي ما بكون نقش الدرابدا و لا أي حاجة، إلا بس
كون من الحركات. لكن برضو ما ح يسلِّمو ليك من زفارة لسانه المعهودة فبكون رد ليه قال:و يش تقول؟! زين و أنت بعد خيرك مسوي لك وزارة
بترول قوللي أيش تبي فيها و أنت مقعمز تشحد البنزين لقربمع شعبك من شيوخ الخليج؟!. طبعاً أبعاج بكون هنا حنبك و قرَّب ينفخ إيدو
و ينعدل ليه بطالوش متل طالوشو الزمان داك لمحمد حسنين هيكل. لكن شكلو المرة دي اختشى يعملا تاني قدام المعلم الكبير. ففضَّل
إنو يرد صاع المنابيز صاعين:(بالله عليك الله شوف جنس دا يا. لا و الله عاجبنيأ،ت المعتوه. تعرف يا عمو جمال، الظاهر الزول دا الناوي
عليها كبيرة تب و ميها ساهلة. و كان للحكم ده ما حيفكوا ابداً بي أوأخوك).أما القذافي فكان يقول:( أها ويش رأيك ، أنا الحين
حاكم ليبيا شبر شبر و زنقة زنقة و ح أفضل كاتم على أنفاس ناسها المقملين هدولا ليوم القيامة. و لو مو عاجبك بعد،
ناوي أصير ملك عليك و على ملوك أفريقيا كلهم. عموماً يبدو أن السجال كان طريفاً..عبَّرت عنه انشراحات
أسارير عمك ناصر و قد بدا أكثر تفؤلاً بحلمه في زعامة ورقية متوهمة ل(قومية عربيةٍ)،
لعللها أشبة بإمارة لأبي الطيب المتنبي لا وجود لها إلا في قرين خيال شعره.
ألا ليت شعري لو كانوا يستقرئون مستقبلنا كما و جدناه بعد رحيلهم
و على رأي المثل (تقـــــدِّرون.. وتضحك الأقدار)
************^^^^^^************

ود الأصيل
26-10-2015, 09:49 PM
[center]

((قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)
سيرة مايو على لسان والدها و مفجرها)
تمضي السنون بخطاها خفافاً عن كثيرٍ من الأحداث
في تاريخنا الحديث. ورغم ذلك إلاّ أن ثورة مايو التي حكمتنا لستة عشر
عاماً حسوماً ، تبقى عصيَّةً على السقوط في مغبة النسيان من ذاكرتنا الخربة
المفقودة جماعاتٍ و فُرادى. فقد تشايعت مايو بادئَ ذي بَدْءٍ مع الشيوعيين، و تصالحت
مع قِوى الرجعية ، ثمتزودت بمخالبَ إسلامية؛ لتتقوى فتقلب ظهر المجنِّ بنهاية المطاف لكل
هؤلاء و هؤلاء ، قبل أ ن تذهب مأسوفاً أو غير مأسوفٍ عليها. و هي بهذا تكون قد تعايشت مع الكل،
حيث مهدت أرضاً سياسية خصبة و مادة ثرية للجدل و وجلد الذات في أدبيات المشتغلين بالسياسة.
ربما كانت بداية مايو الحمراء كلعنة فرعونية سادت العهد المايوي بأكمله ففيها جرت أحداتٌ داميةٌ، مثل
إعدامات يوليو1971 للشيوعيين؛ تلاها ضرب الجزيرة أبا، فانقلاب حسن حسين ومحمد نور سعد. ثم تلى
ذلك إعدام الجمهوري المرتد/ محمود محمد طه. إذاً، لهذه الأسباب وسواها مجتمعة أو متفرقةً تبقى
مايو و رموزها، إن شئنا أم أبينا، شيئاً من الماضي يظل ستصحبه حاضرنا و ستظل تتناقل تداعياته
الأجيال تباعاً. لأن لأولئك النفر يدٌ سبقت بصورة أو بأخرى في ما آلت إليه أمورنا مما نحن فيه
الآن؛ ربما كانت بأيديهم مفاتيح كثيرٍ من ألغاز إخفاقات السياسة
السودانية و محاولاتها عبثاً للنهوض بعد كل كبوةٍ.
**************^^^^^**************
[/color]
[/center

ود الأصيل
27-10-2015, 12:53 AM
(قِرَاءاتٌ متُرَوِّية في دَفَاتر ذاكِرة مَايو)
في حديث للقائد/ جعفر نميري عما كانت عليه
بشائر الثورة يوم أن نبعت فكرتها، و كيف كانت الخطوات
الأولى لقيامها و هي لا تزال طفلاً يحبو. هي امتداد لحركة ضباطٍ أحرارٍ
كانت تُطِلُّ برأسها بين فينةٍ و أخرى. و قد نقلت عدواها من ثورة يوليو الباهرة في مصر.
لكن بذور الخلاف داخل نظام مايو سياسياً وعسكرياً سرعان ما نتجت عن وجود (دريبات قش)
لبعض المندسين في صفوفها و لديهم ميولٍ مناوئة سواءٌ يمينية أو يسارية بوجه خاص. وقد استبقتهم
الثورة بضرباتٍ للتخلص منهم ، و بذرائع شتى. منها الإقالة بسبب ازدواجية الجمع بين الانخراط في الخدمة
العسكرية و النشاط السياسي معاً ؛ ابتعاث البعض في مهام خارجيةٍ. كان لهاشم العطا و لبابكر النور و فاروق حمد
الله و من كان تحت أمرتهم من موالين ، مآرب أخرى في فتح ثغرات في نظام مايو أمام قِوَى اليسار بهدف تسخيرها لخدمة
أغراضهم الحزبية الضيقة و تحريك خيوطها بأيدٍ خفية من وراء حجابٍ؛ في سعي دؤوبٍ لانقلاب دموي قاده الرائد/ هاشم العطا
و راح ضحيتَه خيرةٌ من الضباط العزل الأبرياء تم حبسهم فتصفيتهم في قصر الضيافة ، دونما جريرةٍ اقترفوها. يدافع نميري كذلك ،
بأن ثورته لم تكن مرتهنة لأي حزب بعينه ، بقدر ما كانت أفكارها ضد التحزب اصلاً، و بخاصة على أساسٍ طائفيٍ لا ترى في البلاد
سوى ضيعةٍ من ضيعات الوراثة ، أو عقائدي مستورد كحزب البعث و لجان القذافي الثورية التي طبعها الغدر و الخيانة و حب القيادة
من دون كفاءةٍ. كما تدَّعِي مايو أنها عملت على صهر الجميع في بوتقة عمل سياسيٍ جامع، و ضمن هيكل مستورد هو الآخر لما
سمته(الاتحاد الاشتراكي). و للمفارقة أن رئيس مايو المخلوع و عقب عودته من منفاه الاختياري بالقاهرة ، جاء ليشارك و لو
بجهد المقل في انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2000م؟ ليقطع الطريق أمام القوى الحزبية و ليبرهن لها
مرة أخرى عجزها عن امتلاك العدة أو العتاد اللازم لعزل( العسكر) و حشرهم في ثكناتهم، رغم تكتلها
لمقاطعة الانتخابات بغرض إفشالها. و يعتقد النميري أن مشاركته تلك /، على ضعفها، أعطت زخماً
رمزياً و بثت حيويةً في عملية انتخاب عمر البشير و حشد(قوى الشعب العاملة) للالتفاف
حوله ,و إقصاء بقية (الحرامية) على عكس ما أرادت لها تكتلاتهم الهشة.
*********************^^^^^*******************

ود الأصيل
10-11-2015, 11:06 PM
[color="#800000"]
نميري يدافع عن مايو!!
على غرار قولهم ( شكارتها.. دلاكتها)
يحق لكل والدٍ أن يجعل من مولوده غزالاً جافلاً حتى و لو كان
(جعراناً). كما يحلو لخبازٍ أن يصنع حلوى من عجين فضلاته أكرم الله السامعين.
فما مايو لم تخطئ أبداً، عبارة ظل جعفر نميري يرددها للرأي العام بفم مليان لعاباً حتى
قبيل رحيله عن الدنيا في يوم السبت الموافق 30 مايو 2009م، و دفنه خارج أسوار أحمد شرفي.
أحداثٌ مثيرة صنعت من مايو (ثابتةً) بين بانوراما متغيراتٍ و متلاحقاتٍ سياسيةٍ ، اقتصاديةٍ و اجتماعية
بائنة، تنقلت بها يمنةً و يسرةً لتأخذ من الاتجاهين بقدر ما يقضي وطرها في البقاء . ومن قائدها طرزاناً بملكات خارقة
(فردٌ وحيدٌ حاكمٌ بحيث: يبدِّ و لا يتبدل)، كان أيقونةً مطبوعة على أوراق النقود ليدخل جيوب الناس و قد فشل في استمالة قلوبهم.
و كان يحمل عصا قيل إنها سحرية يستخدمها بالتناوب مع يده الفولاذية الغليظة متى دعت الحاجة لمعاقبة معاونيه و أحياناً خصومه
الذين أعدم بعضهم مخموراً، شنقاً و ليس رمياً بالرصاص، إذ كان يرى في ذلك شرفاً عسكرياً لا يستحقونه!. من العسير طي صفحات حقبةٍ
مثل مايو، لا تزال بصماتها باقية في اذهان من حالفوها و من خالفوها على حدٍ سواءٍ. و لا تزال أغلب أسئلتها عذراء لم تطمثها أية إجاباتٍ
شافيةٍ. بعد عودته نميري من منفاه شبه الاختياري كوَّن لنفسه حزباً هلامياً سمَّاه جزافاً(تحالف قوى الشعب العاملة) اتخذ لنفسه ركناً في
مقره، له بابٌ عليه لافتة مروسةٌ بعنوان/ الرئيس. هكذا بدون تحديد ما إذا كان يقصد رئاسة حزبه ذاك؟ أم أنه باعتبار ما قد فاتَ، ثم باتَ
(مخلوعاً) على الرف. لكون أية رتبة ينالها (بتكون حقتو تاني ما بزح منه). كما نقشت واجهة دار الحزب بشعارٍ يقول بالبنط العريض:
(سنعيده وطناً عزيزاً سيداً). و كأنماً فقد الوطن عزته و سيادته، فانهار على عروشه بمجرد زوال تأثير مايو التي خططت على مدى
16عاماً لتخلق من السودان أمريكا أفريقيا.و لعل تلك كلمة حقٍ يرادُ باطلٌ. فنحن أمة نملك الحرث و النسل و الزرع و الضرع.
هذا و ما خفي أعظم من سيرةٍ خلتْ لرجلٍ بدأها ملتزماً للنخاع بمقاطعة الصهاينة في سبيل نصرة شعب فلسطين؛
لدرجة المجازفة بحياته لإنقاذ الزعيم/ عرفات. ثم لينتهي متنصلاً عن كل ذلك بتواطئه مع الأمريكان سامحاً
بترحيل الفلاشا عبر أراضيه إلى (أرض معادهم). قال ذلك لإلهامٍ ربما هبط عليه متأخراً جداً بأن :
(الرسل أغلبهم من بني اسرائيل(ما في رسول عربي واحد عاش هناك.إنما أولئك الذين بعثوا
من على تراب بيت المقدس كانوا كلهم يهوداً بمن فيهم من لعنوا على لسانهم
ك(نبيَي الله داوود و عيسى) عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام)
*******************^^^^^^*****************

ود الأصيل
16-11-2015, 01:49 AM
الرئيس الراحل/ نميري الوجه الآخر
ولد جعفر النميري في مدينة أم درمان بحي ود نوباوي،
ثم شب و ترعرع في مدينة ود مدني وتلقى فيها تعليمه الأوسط والثانوي،
ليلتحق بالكلية الحربية بأم درمان سنة 1950 وتخرج فيها في فبراير 1952 وهو حاصل
على (أركان حرب)من أمريكا سنة. مثقف مطلع و رياضي نشط. له في الجنوب صولات وجولات في
عمليات مقاومة التمرد فقد مشى مع جنوده 12 يوماً داخل الغابات والأحراش المليئة بالوحوش المفترسة ،
لدك أكبر معقل و مخزن لأسلحة المتمردين و تمكن من احتلاله و استولى على ترسانةٍ أسلحة و ذخائر ضخمةٍ
ساهمت في تسليح جيش البلاد في عهد الفريق عبود. ضابطُ مشاةٍ و مدرعاتٍ معاً و كان مقدراً أن يتخصص في الملاحة
الجوية بمصر1952تم إفشالها لسبب يجهله. تعرض جعفر نميري لمتاعب جمة أثناء خدمته كاعتقاله بسبب حوادث داخل الجيش
تعارض الحكم و أحيل على إثرها للاستدعاء ليقضي 16 شهراً بدون عمل عانى خلالها ظروفاً معيشية قاسية و كان يعول أسرة
مؤلفة من سبعة أفرادٍ بثلث راتبه( 26 جنيهاً فقط) لدى قيام ثورة أكتوبر 1964 كان له مع الرائدين/خالد حسن عباس فاروق
عثمان حمد الله دور مهم في تأييدها في صفوف القوات المسلحة وإحباط محاولة نظام عبودلإخمادها في مهدها. فقاموا
بمحاصرة القيادة العامة و قصر الشعب و الأماكن العامة بواسطة كتيبتي مشاة و مدرعات ، مجبرين الحكام
على وضع ميثاق لتسليم كل السلطات الدستورية خلال مهلة 24 ساعة فقط. كما اعتقل أيضاً بتهمة
الاشتراك في مجلس ثورة حركة الملازم خالد حسين الانقلابية. ليتم تطفيشه ثانية إلى شرق
الاستوائية في توريت ثم لمدرسة المشاة فيمنطقة جبيت بشرق السودان لكن كل ذلك
لم يمنعه من تنظيم جبهة الضباط الأحرار وانتهز فرصة وجوده
في الخرطوم في إجازته السنوية لفلب الحكم.
***********^^^^^^***********

ود الأصيل
22-11-2015, 11:02 PM
(أربعةٌ لَمْ يَمَسُّهم طالوش أبعاج)
منهم البروف / محمد هاشم عوض عبقرية الاقتصاد
و العميد الأشهر لكليته بجامعة الخرطوم والذي كان رحيله منتصف
العقد الأول من ألفيتنا الثالثة بميثابة ( موت ساحر). ذلك أنه كان كلما استقبل
دفعةً جديده من طلابه كان يصبحهم رجل فارع الطول.. في عينيه بريق يلمح إلى ذكاء خارق.
ليعرّهم بنفسه بصورة مرحة.. قائلاً:من منكم يعرف جزيرة السحاحير( ناوا) في أساطير الأولين في
الشمال.و أنا ساحجر قادم منها!و من بعدي الشاعر الفحل/ سيد أحمد الحردلو. البروفيسور محمد هاشم
كان كتاباً مفتوحاً لطلابه و نهراً سخاءً رخاءً بالخير. عرف في الوجدان الشعبي بأنه الوزير الذي رمى للرئيس/
جعفر نميري باستقالةٍ لم تكن سابقة أولى في تاريخ السياسة لكنها الأشهر ، فقد اعتاد الرئيس أبعاج أن يعيّن
من يشاء و يرفد من المنصب منيريد . لكن وزير التجارة و التعاون و التموين/ محمد هاشم عوض باغته بتسديد
بركلة مسببة و طلقة بائنة بينونة كبرى، ثم انصرف إلى حيث أتى من مكتبه العتيق بكلية الاقتصاد. وصول البروف
عوض إلى سن التقاعد فجَّر قضيةً رأيٍ عامٍ هامةً :هل للعالِم عمر من افتراضيٍّ محددٍ ، ثم ينزوي من بعده من
مشهد الحياة؟ هل يستمر العالم في سلسبيل عطائه ما دامت في عينيه بريق ماءٌ. أم أن طلب العلم
و بذله مثل غيرهمن المهن يلزمه تجديد الدماء.كانت اللوائح تقتضي أن يخلي أستاذ الأجيال محمد
هاشم عوض منزله الحكومي في حي المطار.هنا أيضاً اشتعلت معركة أخرى. هل مثل محمد
هاشم عوض ينبغي أن تطاله اللوائح العامة. حمداً الله أن المنية كانت أسرع فوافت البروف
في بيت الحكومة و في عز تلك الممعمعة، و إلا لكان مات مذبوحاً من الكمد. و لكن
عائلتهالكريمةعانت من بعده الأمرينمن تشريد و الملطشة. كم نتمنى أن يكون
رحيل محمد هاشم عوض محطة علامة فارقة لتخليد ذكرى نبغاء الأمة،
و تجنيبهم و ذويهم ذل المهازل في زمان المهازل.
*************^^^^^^************
[/

ود الأصيل
23-11-2015, 02:04 AM
أربعةٌ لَمْ يَمَسُّهم طالوش أبعاج
و ليس بعيداً من نفس كار البروف/
محمد هاشم عوض، كان ثانيهم/ بدر الدين سليمان.
يمكن اعتباره من نبلاء الكوة، في (بحر أبيض)، كما تحلو تسمية
هذه المنطقة.فهو سليل الشيخ/ حامد أبو عصايةً سيف ربما. والده/
محمد أحمد سليمان، من أبكار خريجي كلية غردون التذكارية و أحد أبرز رواد
الحركة الوطنية و من مؤسسي جمعية ودمدني الأدبية التي بهرت منها جذوة مؤتمر
الخرجين. ذلك المؤتمر الذي قاد البلاد نحو آفاق الاستقلال ، كما أسس فرعه في ثغرنا الباسم.
خاله د. التجاني الماحي رائد الطب النفسي بأفريقيا.و لا ننسى في هذا السياق أخاً له أصغرَ هو ،
المرحوم/ غازي سليمان المحامي كان انفصالياً مشاغباً و عامل(سافوتة) للانقاذ و مشايعاً لحركة جون
قرنق الشعبية لتحريرنا مماذا ربما لم تكن ليديه جواباً شافياً تخرج بدر الدين في جامعة الخرطوم، ثم
جامعة القاهرة الأم. درس القانون و برع في الاقتصاد. بدأ محامياً ثم التحق بسلك أم المتاعب.تشعبط
في مايو و صار عضواً لمكتبها السياسي 1972م ، و أصبح من صناع الأحداث . في 1975م تقلد حقيبة
الصناعة، و استقال1977م و ظل بالمكتب السياسي حتى1979م، إذ عين كأشهر و أعند وزيرٍ لأخيب
و أفلس وزارة مالية و اقتصاد وطني . ثم أصبح مستشاراً لرئيس الجمهورية.. ثم أميناً أول
للجنة المركزية. و هو أبرز من خذلوا مايو من أزلامها. من (شالو منها شلية بعد خرابها)
مع الانقاذ حيث و مستشاراً و مفوضاً للسودان للانضمام إلى التجارة الدولية.
كما رموا له فتاتاً من و زارة صناعة (كهنة) في بلد ي يستورد
الكساء والفسيفساء و النساء قبل الماء و الهواء قبل الدواء.
***************^^^^^^***************

ود الأصيل
23-11-2015, 07:57 PM
[CENTER]أربعةٌ لَمْ يَمَسُّهم طالوش أبعاج
الكابتن/ شيخ الدين محمد عبدالله ، ذاك الجعلي
الحمش، الحفاين فوق النار بمش شيخ الطيارين. وطيار
النااقل الوطني الرئاسي الذي ظل منذ ركوبه الهواء على جناح
الخطوط الجوية السودانية ظل يقدم الكثير لربط بلاده جواً بأنحاء الدنيا.
أذكر شخصياً موقفاً شجاعاً لا يُنسى أبداً و نحن عائدون من دولة الإمارلات
العربية المتحدة ، برفقة المشير سوار الدهب إبنان توليه لفترة حكمه الانتقالية.
كانت الطائرة تغص بمن هب و دب من أركان حربه سواء في القصر الجمهوري،
أو من القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة و قد جلبو من دبي كل ما غلى ثمنه
و ثقل وزنه من أدوات منزلية وأغراض كمالية لا لازمة لها. يريدون حملها (ملحاً)
و بكميات مهولة معنا على متنطائرة على قدر حالنا، و الكاد تقدر تشيل الوفد.
فما كان من كابتن/ شيخ الدين إلا أن انبرى لهم مخاطباً الجميع بمن فيهم
ذاك أ, ذاك و كل ذاك برفضه القاطع لحمل أية قطعة عفش
و لا لكائنٍ من يكون، حتى لا يُضْطَرَ لهبوط
أضطراري في الطريق بحثاٌ عن وقودٍ.
*********^^^^^*********

[/
center]

ود الأصيل
23-11-2015, 08:52 PM
أربعةٌ لَمْ يَمَسُّهم طالوش أبعاج
رابعهم هو السيد/إبراهيم منعم منصور، ابن ناظر الحمر المعروف.
و أحد زعامات الإدارة الأهلية بالنهود . لا أعرف عنه الكثير سوى عمل بوزارة التجارة
ثم وزارة المالية ثم مديراً لبنك الشعب التعاوني، ثم مديراً لمصنع النسيج، ثم أصبح وزيراً للمالية
و الاقتصاد الوطني و رئيساً لصندوق قسمة الموارد. و ربما سقط ضحيةً لتزاحماتٍخفية على السلطة بين رجالٍ
كانت صداقاتهم كبدٍّ لما ليس منه بدٌّ. فذات (قَرفةٍ)، أجرى أبعاج تعديلاً و زارياً تعسفياً ضخماً شمل عشرة وزراء.
منهم منصور خالد، وزير الخارجية ،و إبراهيم منعم منصور، وزير المالية. و طارت الشماارت بأن للتعديل صلة برشاوي
من شركة "تراياد"المملوكة لرجل الأعمال السعودي المشبوه/عدنان خاشقجي.و لها صلة بامتيازات حصلت عليها شركة
"وادي النيل"، و اتهامات ضد ابراهيم منعم منصور و معه حسن بليل، وزير الدولة للتجارة، و حسب الرسول عرابي ، وكيل
وزارة المالية. سبقت ذلك اتهامات بالفساد من داخل مجلس الشعب في قضية "شركة وادي النيل"، و تصويت المجلس بإلغاء
امتيازات قدمت لها لاحتكارصادرات السودان الى، و وارداته من، غرب أروبا، كان مقرراً ان تقسم ملكية الشركةكالأتي:60%
لعدد قليل منرجال الاعمال، منهم ثلاثة من كردفان التي يتحدر منها ود ناظر الحمر. 20% لحكومة السودان، ومثلها
لاستكتاب عامة المواطنين.غير ان الوثائق اوضحت ان اساس التعديل الوزاري كان صراعاُ خفياًكما النار تحت الرماد
على الحكم بين الاتحاد الاشتراكي السوداني و مجلس الوزراء. و أن أبعاج و جماعته كانوا يحاولون نفخ الحياة
في جسد ٍ هامد لحزبهم الوحيد التبقي في ظل انفضاض الكل من حولهم و بخاصة النقابات العمالية. وكان
وراء ذلك صراع داخلييبين أبعاج وشريكه الطموح/ القاسم محمد ابراهيم. عموماً راح ود الناظر كبش
فداءٍ بين أرجل الوزراء و دهاقنة الاشتراكي بقيادة بدر الدين سليمان. ووقف نميرى الى جانب
الاتحاد الاشتراكي لأكثر من سبب: ليكسب الاتحاد الاشتراكي.أو لأن ود الناظر
صار أكثر عناداً لأبعاج وعبئاً ثقيلاً عليه. أو للسببين معاُ.
**************^^^^^**************

ود الأصيل
23-11-2015, 11:01 PM
(أبعاج في عيون صاحبة الجلالة)
يسموناها تجاوزاً أيضاً / السلطة الرابعة ؛
ذلك لفرضية كونها حرةً نزيهةً بحيث لا تأتمر بأمر
أحدٍ. و لكن ، إذا ما فقدت حريتها و نزاهتها يتمرغ أنف
هبيبتها بالتراب ، وتسقط أقلامها في قعر لهاتها
و تتحول إلى جوقة أبواقٍ مأجورة تنعق بما
لا تفقه من أرباب نعمتها.
*****^^^^^*****
و أما أبعاج أخوي فبصراحة كان عاجبني
في هذا الرجل و الرجال قليلٌ، أنه كان، و رغم تهوره،
يقف و قفةَ ندٍ عنيدٍ لبطل هزائم مصر و العروبة / جمال عبد
الناصر و كان يدقدق ليه في سدرو . أما متل الهلفوت القذافي المفتري داك
كان عمك أبعاج بياكلو في سراتو ساااه. لكن يجي الليلة يطلع لينا واحداً كدي
مشكوك في أصله و فصله؛ بل و رجولتو ذاتا فيها قولان يقوم يفك علينا شوية
بلاطجته عشان يملطشو لينا في أهالينا معاه و يبتزوهم و معظمهم رجال أعمالٍ
باقيين ليه ركازة و ساندين ليه اقتصادو المهلهل . و نحن ناسنا بهنا مطبقين
ليه اتفاقية الحريات الأربع بكل حذافيرها. و جماعتنا ماسكين لي في الشطر
الميت و قاعدين ساكتين لمتين ماني عارف . (حلاة قالو الدود قرقر قال)
و متحلين بسياسة ضبط النفس و ما يليها من نظرات واهية
متل شغل: (للدفاع بشوف العين الما بكتللو غزال).
*************^^^^^************

ود الأصيل
24-11-2015, 01:42 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
كيف تـمت التأميـمات والـمصادرة يوم 25 مايو 1971?
-------------------------------------
خرج الرئيس/ نـميـري من اجـتماعٍ طارئ له بأركان حربه
من تنظـيم ضباطه الأحـرار و أعـضاء حـكومته ليعـلن عـن خـطط
سـياساته القائمة على طمس كل رموز و أشكال و علامات و ألقاب من شأنها
أن تكدر صفو المواطنة الحرة و تـمجد و الأحزاب والطائفية الرجعية و تأهلة أباطرتها.
كانت التأمـيمات والـمصادرة من اولي خـططه و كان يود القيام بـها فـي اليوم التالـي للأنقلاب في
صبيحة ( 26 مايو 1969 ). و لكن و يقال أن فاروق حـمـد االلـه طـلب منه ربما ليشيء في نفس يعقوب،
التـريث و عدم الاسـتعداء قبل تمام الاستعداد باعتبار أن ذلك سيكون عين الفساد. و ربما نسـبة لأنه لا توجد
قوائـم بالـمؤسسـات والشـركات والبنوك الـمراد تأميمها ومـصادرتـها، و لكن نـميـري كان يـود الاسـتعـجـال
خشية أن تستبقه الشركات و البنوك الأجـنبية بتـهريب أمـوالـها و أرصدتـها عبـر سـفارات بلادها بالخـرطوم.
فكان ديدنه أن يتغـدي بكل يتوهم فيه شهيةً ليتعشى به. راح أبعاج يعد علي أصابع يـديه بعضالمؤسسات
و البنوك المستهدفة ويقـول: (بنك باركليـز، بنك مـصـر، بنك الكريـدي ليونيه ، شـركةعـثمان محمـد صالـح ،
شـركة خليل عـثمان، شـركة ليكوس لاستيـراد الأفلام ، شـركة كونتو مـيخالوس، مـزرعة كافوري للألبان ،
شـركة فرنكوبنـتو، فندق صـحاري، جـريدة الايام ،جـريدة الصـحافة، سـينما كوليـزيوم ، شـركة أبو رجيلة
للبصات، عـمارة مـرهـج ، شـركة جـلاتلي هانكي، سـينما قديس بامدرمان ، مطعمكوباكوبانا،
مـنزل رجل الأعمال الأرمـنـي بودوريان، شـركة فانيان، شـركة قرنفلي،
صالة غـردون ميوزيك هـول(gmh) لمن يذكرها.
*********^^^^^*********

ود الأصيل
24-11-2015, 01:58 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
كيف تـمت التأميـمات والـمصادرة يوم 25 مايو 1971?
-------------------------------------
و قد نـجـح نـميـري فـي تـمـرير اقـتـراحـه بالتـأميمات و الـمصادرة
بـعد عام واحد من الأنقلاب، أُعـلِن عـنتلك التأميـمات فـي 25 مايو
1970 فـي حـضور الرئيـس جـمال عـبدالناصـر و القـذافي اللذين جاءا مشاركَين
باحتفالات البلاد بالذكري الأولـي للثورة الفتية.عـندما تجرأ النـميري بإعلان تأميـم أصول
بنك مـصر على مرأي و مسمع أبيه الروحي/ جـمال عـبد الناصـر و على رؤوس الملأ بأستاد
الخرطوم، كشم ذاك الأخير بضـحكة غبشاء مغصوبة ، و لكنها بصـوت عالٍ لفتت انتباه الضيوف
بجواره على الـمنصة و لـم يعقب أحدٌ من أعـضاء مجلس الثورة .إذ سادهم صـمتٌ رهيبٌ و قد وقعوا
في حرجٍ شديد و كأن على رؤوسهم الطير. فقد كانت قـمة الإسـاءة و التـحقيـر لرؤيس أم الدنيا
بحالها أن تتـم عملية تآميـم بنك بلاده أثناء وجـوده كـضيفٍ علي تراب ما يرى فيه
عمقاً استراتيجياً لطموحاته الداخلية و الأقليمية. داك كان موقف داير ليه
(راجلاً ضكر في و كتين الحارة ما بيتضارى من الشينة).
**********^^^^^^^**********

ود الأصيل
24-11-2015, 02:25 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
كيف تـمت التأميـمات والـمصادرة يوم 25 مايو 1971?
-------------------------------------
و بعـد فراغ أبعاج من وصلة (عَكِّه)، فسح المنبر للقذافي كمخرمجٍ
ثانٍ ، و ضيفٍ ثانويٍّ قبل ضيف الشرق الكبير/عبد الناصر. فوقف و أمـسك
قذافي الـمايكرفون و قبل أن يتجششأ و يبدأ خطابه ، راحت الجـماهير الهادرة بدار
الرياضة تـهتف بأصـوات وصـاخبة " ناصـر ناصـر " و هي تواقة لسـماع خطبـة عـبد الناصـر،
و هـي التـي جاءت اصـلآ لرؤية وسـماع ناصـر. تلاشى صوت القذافي(كما الفسوة في لمة عرس).
و جعل الأحمق يتلعثم بالكلام متل (هبنقة) و لكن الـجـماهيـر ماهـدأت و ظلت تهتف باسـم ناصـر.
بل و راحـت تقاطع خـطاب القذافي. وكـان واضـحـآ أنهم غـيـر راغبين فـي الأسـتماع للقذافي من أساسه ،
مما اضـطر ذاك الجلف الملعون لقطع خطابه مراتٍ عديدة بسـبب إصـرار الجـماهيـر علي الهتافات و لـما يئس
من إسـكاتـهم صـرخ فـيهم بـصوت عـالٍ و قد اشتاط غضباً "اسـكتوا انعل دينكم"لعله ظن و كأنه يخاطب جمعاً
من البرابرةً الرعاع في بطون صحرائه الكبرى. و الغريب فـي الأمر أن الأذاعـة السـودانية التي كانت تقوم بنقل
مراسـم تلك الاحتفالية على الهواء مباشـرة لم ترد، أو ربما تعمدت ألا توقف أو تشـوش علي مسـبة الليبـي
(المقمل) فسـمعها أهل السودان و العالم أجمع ؛ و كانت حـديث الناس لفتـرة طويلة. و لا أستبعد أبعاج
المعروف باستحالة تفويته لمثل هذه الحقارات، (إنو يكون خمشو جراه بوراء الكواليس و ناولو طالوش).
ويمكن عشان كدا فضل كرهان نميري حتى مات.و قد سبق أن مرَّ علينا طالوشه القاتل لاسمو/
محمد حسنين هيلك داك لمن جدعو هناك جوة الطائرة و أمام عبد الناصر الذي امتعض
لذلك بشدةٍ و لكن لـما جـاء دور عـبد الناصـر ليصعد المنبر و يقف ليلقي خـطبته سـاد
الاسـتاد بطوله و عرضه هدوًءٌ عامٌّ و تطلعت الرؤوس إلـي أعـلى لترمق جمال
عبد ناصـر بقامته السمهيرية الفارعة و تحيي فيه كارزمته الفارهة في تجلةٍ
و تقدير، إلى أن انهى خـطابه و الذي لم ينبس فيه و لا ببنت شفةٍ
و احدةٍ عـن رأيه في التأميمات. كانت الـجماهير تسـمتع إليه
بإذنٍ ضصاغية و لا تقاطعه بهتافٍ أو حتى تصـفيقٍ.
***********^^^^^^^***********

ود الأصيل
24-11-2015, 09:35 PM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورةِ مايــُـو)
يوم أن تحركت مجموعة مايو الظافرة الفتية من خور عمر،
كانت فتنة الشباب بالضباط الأحرار أكثر منها بفكرهم وبرنامجهم السياسي،
و كان للزي (الميري) في ذلك الوقت سحر عجيب لقلوب الشيب و الشباب معاً ،
و كان الكل يتطلع إلى دخول الكلية الحربية، بل أن البنات على ذاك العهد كن يستهويهن
جنابو أبوريشة أكثر مما يستهويهن طبيبٌ جراحٌ هيبة القوة كانت خايلة فيهم،لا في (التمرجية).
و لما تفجرت الثورة انخرط حتى الصبية و الصبايا في (كتائب مايو) ليصحبوا الرئيس/ أبعاج
في رحلاته المكوكية إلى كل أقاليم البلاد حيث التحم بالجماهير و التحمت به و كانوا يرونه
أسداً على الأرض و نمراً على ظهر مجروس أو جيب مكشوف ، يقفز هنا و هناك بهمة
و رشاقة و فرسنة ، و كان لأناشيد مايو الأولى التي صاغها الحزب الشيوعي
على لسان محجوب شريف و آخرين من قبيل قولهم:
ياحارسنا و فارسنا يابيتنا ومدارسنا
ثم عاد لنفيها بقوله: لا حارسنا لا فارسنا
أنت يامايو الخلاص يا جداراً من رصاص.
كان لها فعل السحر في انبهار الشباب بالشياطين الحمر. نظراً
لملامستها لوجداننا التعبرها صدقاً عن طموحاتنا نحو معركة الحديث ضد كل قديمٍ بالٍ.
تعلقنا بالرجل و بأدبيات ثورته ؛ حتى تفجرت أحداث الجزيرة أبا، و ودنوباوي بعيد انطلاقها بعامٍ واحدٍ.
و حتى تلك، بالرغم من كونها ضربةً قاصمةً لظهر شريحة عريضة من شباب الأنصار إلا أن إعلام مايو
استطاع تصورٍ الإمام الهادي و صحبه على أنهم مجموعة من الكهنة الدجالين، و ما زالت ذاكرة الشعب
تختزن الصور الفاضحة التي نقلها االإعلام المايوي من داخل الجزيرة أبا..و لعلها كانت«مفبركة» برمتها
من ألفٍ إلى ياءْ. و لكنها نجحت أقناع الرأي العام بأن الإمام(الهارب) كان لا هياً يعاقر الخمر
و يراقص الغواني و يعاشر النساء فانفض من حوله حيرانه و خُدَّام تكيته و مريديه ،
فما بالك بأمثالنا، ممن لا هم في العير و لا في النفير.
************^^^^^^^************

[/size][/size]

ود الأصيل
24-11-2015, 11:22 PM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورةِ مايــُـو)
في مايو 1971م ، عندما انقلب سحر الشيوعيين
على ساحرهم، كثر القيل و القال و فاحت الشمارات كما البخور تعم أنحاء البلاد:
كهنة عبد الخالق الذي لا يعرف الخالق يمسكون بزمام الأمور ليعبثوا بعذرية وطهر و نقاء شعبٍ
عارفٍ بالله؛ تربى و درج على عشق الرسول.المساجد ستؤول إلى مراقص و مواخير و الكنائس إلى ملاهٍ
وعلب ليلٍ.الآذان سوف لن يرفع صوته و لن يستجابَ له كماو لو كان في مالطا. و الرذيلة ستفشو ويباع الهوى
في الحواري. فامتلأت النفوس حنقاً عليهم، و شغفاً بمايو(الخلاص). في الثاني والعشرين من نفس الشهر لذات العام،
غصت بنا الشوارع جيشاً و شعباً ندافع عن مايو و عن قائدها الهمام ، و عاد الرجل على ظهر مجروس مكشوف و عدنا
أكثر تعلقٍ به. اعدامات 19 يوليو 1971م ، رمياً بالرصاص لهاشم و العطا و رفاقه ، كانت فيها عبرة لمن يعتبر
و لكنها لم تمنع بعض(العشر من أن تنبت له براعمُ شوكٍ) مثل جماعة (الأخوان الجمهوريون)التي بدأ زعيمها/
محمود محمد طه ، مساره في خط مايو، مما عزز زخمها. ثم لقي حتفه لاحقاً على يديها شنقاً في ساحة كوبر.
عندما اصطدم نظام مايو سبتمبر 1975 بحركة المقدم/ حسن حسين: نصف جلابي و نصف حمري،
و ذو خلفية إسلامية ، و الذي تملًّى(بالكردافة)، مما أتاح لأبعاج أجهاضه وإعدامه على أنه
(انقلابي عنصرى)، مما حمل حركة الأخوان المسلمين للدخول على خط المواجهة.
********************^^^^^^^^********************

ود الأصيل
25-11-2015, 01:16 AM
]


]
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورةِ مايــُـو)
إعلان قوانين سبتمبر 1983م كانت بمثابة لمسة
وفاءٍ لعهد قطعهٍ أبعاج على نفسه، و ليس بالضرورة أن يكون
بإجماع من أركان حرب نظامه. و كان التوجيه صريحاً للإسلاميين من قبله
بدعم مسيرته القادمة فراح إخوان الترابي ينافحون باستماتة ليس فقط ضد أعداء النظام،
و لكن كان عليهم القتال بشراسة في جبهات عديدة ضد أعداء التوجه الاسلامي حتى من داخل
نظام مايو نفسه، فضلاً عن عدائهم التاريخي لليسار.في 26/مارس/1985 اشتعلت المظاهراتالعامة ضد
مايو و طار مستصغر شررها من نشاط جامعة أم درمان الاسلامية. راحت تتفشى كما الهنار في الهشيم ،
إذ لا يبقي و لا تذر.(ألأخوان الشياطين)،كما نعتهم أبعاج آنذاك علناً للصحافة،بالرغم من شعف مشاركتهم
في الحراك( أنكانوا عاملين خاينة خايفة) إلا أن أبعاج و أعوانه حملوهم تباعات كل ما حدث. و كانوا
على وشك تأليب مشاعر الدنيا بأسرها لتوجيه ضربة قاضية للحركة الاسلامية في السودان ،
وسقيهم من ذات الكأس الذيسقى منها الشوعيين من ذي قبل، لو لا أن ذلك كان
(Toolate). فنظام مايوصار لسان حاله يردد مع جميل بثينة ، و يقول:
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ و دهراً تولى ، يا بثينَ ، يعودُ
***************^^^^^***************[/COLOR][/

ود الأصيل
25-11-2015, 02:05 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورةِ مايــُـو)
بعض أقطاب(الكوزنة)كانوا يرون ألا تكون لقواعد التنظيم
يدٌ طولى في المظاهرات ضد نظام ٍ تهاوت أركانه، عملاً بمبدأ
أن (اذهبا إلى فرعون إنه طغى و قولاً له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى).
و ذلك تحسباً لاحتمال أن تقع حمالة اللوم برمتها على قفاهم عندما تهدأ الأحوال.
علماً أنهم كانوا آخر سدنة مايو، من خلال دورٍ لهم كان بارزاً كالشمس في رابعة النهار في
صياغةٍ متعجلةٍ لقوانين ذات صبغةٍ إسلامية ، و تكاد تكون هي القشة التي قصمت ظهر مايو.
ثم من خلال مشاركة عناصرهم في تسيير محاكم (عدالتها الناجزة). فيما اعتقد فريقٌ آخر أنه ما
من سبيل أمامهم سوى المواجهة ، كذلك خشية الوقوع في مأزق العزلة ضمن قسمة أية كعكة قادمةٍ.
و ذلك عملاً بمنهج (تودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم). ثم بعد زوال مايو في 6/ أبريل 1985 عادت الأحزاب
تتداعى إلى قصعتها، ليس فقط لتنخش منها، بقدر حرصها على غسلها سبع مرات أحداهن بالتراب من آثارٍ أهمها
و يا للأسف، ما سمَّوه بقوانين «سبتمبر». إذ كان برنامج الإزالة يحوي بين ثناياه نوايا مكرٍ و سوءٍ لإزالة موروثات مايو في
التشريع و التقنين ، و هذا كان يستهدف النكوص بوجه خاص و بصفةٍ محددةٍ و إلى غير رجعة عن (الحكم بما أنزل الله)،
و عودة العلمانية للحياة السياسية السودانية. عموماً تحزب الكيزان في عباءةٍ جديدةٍ سمَّوها الجبهة القومية الاسلامية
و قامت تتشدق بشعاراتٍ فضفاضةٍ للدفاع جزافاً (عن شرع الله) باعتباره كسباً للأمة و جنياً طرياً لقطاف جهود الحركة
الإسلامية في السودان. لكن، و للأمانة، وجدنا أن فقه واقع الأمر كان يشي بشيءٍ آخرَ تماماً، و يعبر عن قناعاتٍ و
أقوالٍ شتانَ بينها و أية أفعالٍ. فأولئك الرافعون لراية الشريعة تبين أنهم متخندقون في خندقٍ قد لا يبعد كثيراً
عن خندق الرافضين لها جملةً و تفصيلاً. مع تفاوتٍ لا يذكر بين من يريد إلغاءها و من يريد إبقاءها، و لكن على
على مضضٍ و نارٍ خضراء هادئة رثما يتسنى رميها (للكلاب). فالجبهة الإسلامية القومية و معها الأمة
و الاتحادي كانوا مع الشريعة رغم نزوع بعضهم لطرحها جانباً ،ممن كان ضد شريعة (البتر و الصلب)
و دعا لاستبدالها بسن قوانين إسلامية بديلة.و هناك من كنا يرى أن للإزالة مخاطر جسيمة
و حواجز تحول دون إعادة التجريب مرة أخرى، و أعلن قبوله بالتعديل لا التبديل.
تحت شعارات هتافية تقول:(ألا تبديل لشرع الله).
************^^^^^************

ود الأصيل
26-11-2015, 12:23 AM
(
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورة مايــُـو)
من حل جهاز أمن الدولة 1985م ؟)
لم يجد ضباط جهاز أمن الدولة فسحة من الوقت
لتدبر أى شيء. عندما رأوا عربات عسكرية تتبع للجيش
تحيط بهم وتطبق عليهم. وأوامر بالتقدم للصعود على ظهر العربات.
بينما انتشر جنود المظلات داخل أسوار المبني الكبير و آخرون
خارجه في ما يشبه الحصار العسكري المحكم .
*********^^^^^*********
استولى المجلس العسكري على السلطة في الساعة العاشرة
من صبيحة يوم 6 أبريل عام1985 .. بعد أقل من أربع وعشرين
ساعة.صدر قرار بتصفية جهاز امن الدولة.. وحاصرت قوة من سلاح
المظلات رئاسة الجهاز ثم حملت ضباط الجهاز
في عربات عسكرية إلى سجن كوبر.
*******^^^^^*******
في مغبة البحث عن من أصدر قرار تصفية جهاز
أمن الدولة. كان كمن يبحث عن شخص معتوه ليتطوع
كي يلعن نفسه أمام التاريخ. قرار يتبرأ منه كل من ارتبطوا
به.فصرت كمن يبحث عن أب لطفل ابن سفاح
يتهرب من مسئوليته كل الناس.
*********^^^^^*********
في حنق وغضب كانت الجماهير في الشارع تطالب
ليس بحل الجهاز فحسب.. بل تمزيقه و بعثرة أشلائه في الريح..
لكن هل وحدها عواطف الجماهير من تصنع القرارات ؟؟ هنا كان مربط
الفرس! المجلس العسكري ردَّ على اللواء السر أب أحمد "نحن لينا ثلاثة
أيام بدون جهاز أمن الحصل لينا شنو..!!"مفهوم جديد للأمن
استحدثه المجلس العسكري الانتقالي..البقاء على قيد الحياة
لثلاثة أيام دليل يثبت عدم الحاجة لجهاز الأمن..!!
***********^^^^^^***********
فيهذه الحلقة سأقدم لكم إفادات ربما تنشر لأول مرة.. مباشرة
من أفواه شهود العيان على تلك الفترة ومن داخل جهاز أمن الدولة.
العميد أمن هاشم أبورنات يشغل منصب مدير مكتب رئيس جهاز أمن الدولة
الفريق عمر محمد الطيب حتى لحظة سقوط نظام مايو في أبريل 1985م.
وشهادة من العقيد أمن محمد الفاتح عبد الملك.. أخطر ضابط في الجهاز.
حامل المفاتيح وأمين سر المعلومات الحساسة التي كانت تقبع في
خزائن جهاز الأمن.. العميد أمن (م) هاشم ابورنات كان
من أهم الشخصيات في جهاز أمن الدولة.
*********^^^^^*********
ومن ضمن محتويات الخزنة ملف رقم (7829)
يخص مأمون عوض أبوزيد ، و ملف آخررقم (6881)
يخص جعفر نميري .. ومن الأشياء التاريخية (3) دفاتر
شيكات باسم السيد الصديق عبد الرحمن المهدي.
**********^^^^^^***********
(البيوت السرية لم تكن موجودة قبل حضوره إلى الجهاز)،
وأشار لي ابو رنات أن هذا الرجل هو أول من أنشأ البيوت السرية
ونسي أن يتحدث في سيرته الذاتية للصحافيين بأنه كان عضوا في الجهاز.
البروفسير الجزولي دفع الله تولى منصب رئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية
التي تكونت عقب انتفاضة 6 أبريل 1985م .. وكان في أقرب نقطة تجعله ليس
مجرد شاهد عيان بل مشارك في صنع الأحداث في تلك الحقبة. يقول الجزولي
دفع الله ( قرار حل جهاز الأمن أصدره المجلس العسكري قبلتكوين مجلس
وزراء الحكومة الانتقالية ولعل المبررات التي سيقت لذلك هي السمعة
السيئة التي ارتبطت بجهاز الأمن والممارسات السلبية التي صحبت
أداءه والتي رشحت في تلك الفترة بصورة غير مألوفة).
*********^^^^^^*********

ود الأصيل
26-11-2015, 01:36 AM
"]
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورة مايــُـو)
من سرق ثمار الديقراطية بعد انتفاضة أبريل؟!!
كان صيف عام 1989م كان ساخناً. ولعل أبرز مظاهره
تمثلت في مذكرة تحذير من الجيش بانقلاب (نصف كم) و شيك،
خاصة بعد إجهاض إتفاقية الميرغني - قرنق وطردالكيزان من الائتلاف و تشكيل
حكومة جديدة سميت بحكومة القصر حلت فيها قوى وأحزاب التجمع الوطني الديمقراطي
محل الحكومة الائتلافية السابقة التي شاركت فيها الجبهة الإسلامية .كان التكالب على أشده
نحو كراسي السلطة من كل حدبٍ و صوب، منه حرصاً على رفع الوطن من كبوته. لم يسلم من صفة
الأنانية تلك حتى نظام مايو البائد. ففي القاهرة حيث يقبع الرئيسالمخلوع/ جعفر نميري في منفاه شبه
الاختياري ، بدأ هذا الأخير يتململ و يطلق فقاقيع تصريحاتٍ له حول إرهاصاتٍ خطيرةٍ تنذر بحدوث تغيير
عسكري ليطيح بيمقراطية هشة قائمة لإعادة نظامه للسلطة. ظناً منه بحسب كثيرٍ من فلوله أن قطاعات
(تحالف قوى الشعب العاملة) كما تحلو له تسميتها قد سئمت تماتماً من تلك المماحكات الحزبية و يريدون
عودته خاصة بعد تمدد التمرد في الجنوب و تردي الأحوال السياسية. لما اقترح بعض عناصر الكيزان
التنسيق بين المخلوع/ نميري و الإسلاميين قال أ بعاج: " لا مانع عندي" . لدرجة أن تقرر أن يبعثوا
إليه كلاً من بالأستاذين أحمد سليمان و علي عثمان محمد طه للتنسيق . لكن (ود أب راساً حلو)
و الذي علمتة تجارب اللعبة القذرة أنه لا يلدغ فأر من جحر كديسٍ مرتين كان يضمر شيئاً آخر،
و قام يجمع باقي ا(الجقور) و يعمل على تحذيرهم من مغبة السماح لكائنٍ من كان
بالتخطيط لأي انقلاب ، و إن كان لا بد من ذلك ، فليكن من تحت عابءتهم .
هكذا كان زعيم الجبهة الإسلامية القومية أذكى كعادته
و أسرع هذه المرة. ثم كان الكان في30/يونيو1989.
*************^^^^^^^************
[/color]

ود الأصيل
26-11-2015, 02:07 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورة مايــُـو)
من سرق ثمار الديقراطية بعد انتفاضة أبريل؟!!
و من طرائف ذلك أنه بعد إنقلاب الإنقاذ ظن النميري واهماً،
أن هذا هو انقلابه المنتظر من أنصاره خاصة و أن أحدهم ولعله العميد/
أحمد فضل الله كان (واحد طاشي شبكة ) و مشتركاً في انقلاب الانقاذ. كما كان
النميرى يظن أن العميدالزبير محمد صالح (و هو دنقلاوي حلاب تيس) و المقدم رامبو/
يوسف عبدالفتاح هما من طلائع العناصر المايوية (علماً أن رامبو هذا ابن أخت وربيب للسيد/
نبيل مراد عثمان،الذي كان مديراً لمراسم الدولة إبنان حكم جعفر نميري ، و إلى حين سقوط عرشه).
المهم أن ذلك أو ذلك وربما كل ذاك كان مما حدا به ليبشر المصريين بإن هذا هو إنقلابي المنتظر
فصدقه أولئك المغفلون و أيدوا انقلاب الإنقاذ و لكن بعد انتظار أسبوع كامل كان النميري يتوقع في
أى لحظة إعلان قادة الانقلاب الجديد عودته رئيساً للجمهورية، بدأ يساوره الشك و القلق و حيث
و طدت الانقاذ أركانها ولم يعلنه رئيساً بدأ في نقده بعنف وكتابة مذكراته صاباً جام غضبه
على الجبهة الإسلامية يتهمها ب(خداعه وسرقة الاقلاب من بين يديه).و أنه سوف لن
يرضى بأقل من أن يعلنوه رئيساً للجمهورية مثلما كان في الماضى ويكون البشير
رئيساً للوزراء( و لكن هيهات.. فلا جن و لا سحرة) فكان عليه لأن يقبل
بالأمر الواقع فقد خصوصاً أنها لم تذهب بعيداً.إذ جاءت الانقاذ
متخفية في ثياب ضباطه طيلة ستة عشر عاماً.
***********^^^^^^^***********

ود الأصيل
28-11-2015, 11:09 PM
]
]
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(خيـــوطُ بدايــــاتِ النهـــايةِ لثـــورة مايــُـو)
من سرق ثمار الديقراطية بعد انتفاضة أبريل؟!!
كانت حكومة حسني مبارك على حس توتر علاقتها بالسيد/
الصادق قد أتاحت لصحف عربية و سودانية عقد حوارات مع جعفر نميري.
و قد نشرت (الأسبوع) حواراً وعلق عليه نقل محي الدين تيتاوي بعمودٍ عنوانه (أحلام الطغاة)،
مما أغضب المايويين عليه و زميله أحمد البلال الطيب و أثار عليهماً غباراً كثيفاً حول شبهة موالاتهما
الكانت( شينة و ظاهرة) لواحد(مخلوعٍ مشردٍ) . كذلك قام ثالث لهما هو جمال عنقرة أثناء ملازمته لأبعاج
في منفاه ، قام بترتيب لقاء لسيد احمد خليفة لإجراء خبطة سبقٍ صحفيٍّ مع أبعاج في القاهرة، بغيةَ نقل صوته إلى
الداخل. و جاء أختياره لعدة عوامل أبرزها نظراً لفطرته المهنية و ولروح جرأة مغامرة مصادمة تتمتع صحيفته(الوطن).
اشتُهِر ذلك بحوار (التسع ساعات). لم يكن الحوار و ما حوته ثناياه مفاجأة بحد ذاته ، بقدر ما كان كذلك و أمرٌ خطيرٌ و سرٌ
هامٌ أسر به سيد أحمد خليفة في ما بعد لجمال عنقرة ، فقد قال له:إن مجيئه إلى القاهرة كان أصلاً بإيعاز منه و ترتيب مع
السيد الصادق المهدي و الذي كانت نفسه تتوق خلسةً للتصالح مع جعفر نميري. ذاك الذي حينما كان رئيساً للجمهورية
و في أوج عظمة و جبروت سلطانه اتخذ قراراً صعباً و شجاعاً بمصالحة خصومه و(شركائه في الوطن) و قدم يده لمصافحة الكل.
و كان (الصادق)أول المصافحين. و لكن نظراً حساسية موقعه على قمة الوزارة، و زعامته لأكبر حزب في الساحة لم تشجعه
على ذلك القيام بتلك المبادرة. لذلك فوَّض سيد أحمد الخليفة لتقديمها كي يتبناهاالسيد الصادق و يضمن دعمها
من داخل الجمعية التأسيسية بزخم برلمانياً. أنهى سيد أحمد خليفة مأموريته و عاد إلى الخرطوم ليوالي نشر
حلقاتحواره الملتهب مع أبعاج. لكن ، في يوم 18 يونيو 1989م جرى الكشف عن أجهاض محاولةٍ
انقلابية فاشلةٍ لصالح المخلوع/ نميري واعتقال قادتهاالعمداء/ أحمد فضل الله و الزبير محمد صالح
و كمال مقلد. و كان مبارك وزير الداخلية آنذاك / الفاضل المهدي بالمرصاد ل(كلبشة) كلٍ
من محجوب عروة و جمال عنقرة العائدان لتوهما من ملازمة أبعاج في منفاه. كما جر
معهما (كراع) سيد أحمد خليفة و يشفع له حتى إذنه من السيد/ الصادق
المهدي. ولم يمض هؤلاء سوى 12 يوماً فقط، ريثما جاءت
كشة الانقاذ لتخم الوزير و البعير والنفير معاً.
************^^^^^************[/font][/CENTER]

ود الأصيل
29-11-2015, 12:28 AM
]]


(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(الرئيس/ جعفر النميري فارس الفكاهة السودانية)
كتب خالد / خالد القشطيني من صحيفة الشرق الأوسط:
لم يغب جعفر النميري عن ساحة السياسة العربية فقط و صار نسياً منسياً،
و إنما غاب ذكره أيضا و مع جزيل الأسف عن ميدان الفكاهة العربية. فقد روى
السودانيون الكثير من القفشات عنه وعن حكمه. وما دمت قد تعرضت في الأيام الأخيرة
لسجل القطط في تاريخ إنجلترا فمن الحق أن أتعرض أيضا لتاريخها في السودان. رغم كل ما
تعانيه القطط والكلاب في عالمنا العربي، فالعجيب أنها لا تنفك عن الوجود والتكاثر في كل مكان.
التفت إلى ذلك النميري فأوعز لمحافظ الخرطوم بالحد من نسلها، فأصدر هذا فرماناً لخفض تعداد
القططالسائبة في العاصمة بمنح عشرة قروش لكل من يأتي بقط حيا أو ميتا. وكان النميري
في زمانها يشن حملة على الخونة المتآمرين في البلاد. و في اليوم التالي طلع
الرسام الكاريكاتيري عز الدين بصورة تصور موكباً من الجرذان تحمل لافتةً
كتب عليها: « نحن معكم! اضربوا الخونة الجبناء بيد من حديد».
*************^^^^^^^**************
[/size][/FONT]

ود الأصيل
29-11-2015, 12:40 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(الرئيس/ جعفر النميري فارس الفكاهة السودانية)
بيد أن أكثر النكات دارت حول إفلاس الخزينة و جوع الجماهير.
قالوا إن أحد الحكام العرب (لعله معمر القذافي) استخدم أحد الخبراء
الاقتصاديين السودانيين في تنظيم الدولة. أعني ترتيب شؤون الدولةو
ليس (داعش)، حمانا الله و إياكم. و قد أمره بأن يضع تصوراً لإنشاء و زارة
للغابات.فقال له الخبير، و لكن أطال الله عمر سيادتك ،لا توجد عندكمأية
غابات ليكون لها وزيرها. فقاطعه مستنكراً، و ما وجه الغرابة في ذلك؟!
أنتم عندكم وزارة مالية رغمأن خزينة بلادكم فاضية(تكركب)
في السودان. و ما أشبه الليلة بالبارحة.
*******^^^^^*******

ود الأصيل
29-11-2015, 12:46 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(الرئيس/ جعفر النميري فارس الفكاهة السودانية)
و بعد رجوع النميري من القاهرة بعد تشييع جنازة عبد الناصر،
شاء أن يفتش إحدى مؤسسات الدولة. لاحظ تأخر أحد الموظفين
عن الدوام بثلاث ساعات، فاستجوبه عن ذلك. أجابه الموظف بأنه تأخر
عن العمل لوفاة أحد جيرانه واضطراره للقيام بواجب الجيرة (و هو أمر
جللٍ عندنا ، إذ تشد له الرحال و تبطل الأشغال). فقال له النميري
(ثلاث ساعات لتشييع جنازة)؟! وفيها شنو يعني يا ريس؟
سيادتك مقضي ليك سبعة أيام في القاهرة لتشييع
جنازة صاحبك/ عبد الناصر، يرحمه الله.
*********^^^^^*********

ود الأصيل
29-11-2015, 12:54 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(الرئيس/ جعفر النميري فارس الفكاهة السودانية)
بيد أن جعفر النميري سقط في الأخير ضحية للمؤامرات التي
ظلت تنغص نومه. تسلم الحكم الفريق سوار الذهب. و في منفاه
بعيداً عن البلاد، بادرته السيدة بثينة زوجته تقول:«تصدق يا جعفر،
نسيت خاتم دبلتي في الخرطوم». فأجابها ساخطاً( يا مرة أنتي
مطرطشة؟! ياخ الناس في شنو و أنتي في شنو، أنا أقول
نسيت سوار الذهب بحاله ، و أنت جاية تتباكي
وتتحسري لي على خاتم الدبلة».
********^^^^^********[/
][

ود الأصيل
29-11-2015, 01:06 AM
]]
(
[SIZE=5][I]أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(الرئيس/ جعفر النميري فارس الفكاهة السودانية)أخيراً تسلم عمر البشير زمام الأمور تحت شعار الإنقاذ الوطني. فأيده
حسن الترابي قائلا «بني الإنقاذ على خمس: حالة الطواري ، و النوم الإجباري،
و المشي كداري ، و الخبز الحجاري و البنزين التجاري لمن استطاع إليه سبيلاً».
و كان البنزين التجاري التعبير المجازي الجديد للسوق السوداء. روى الظرفاء فقالوا
إن الحكومة قررت مكافأة الشعب على صبرهم بأربعين جلدة للبالغين. وقف القوم
في طابور طويل ينتظرون حقهم. فلاحظ العسكري المكلف بالجلد، أن أحد المواطنين
راح يدفع الآخرين و يحاول أن ينط إلى مقدمة الصف. فسأله لماذا يفعل ذلك؟
فقال: «علشان أخاف الجلد يصبح باكر برضو تجاري( سوق سوداء و لوداء) و يزيد علينا يبقى مطبوق».
و ما زلنا في آخر يومنا على ما كنا عليه في أول أمسنا.
**********^^^^^**********[/COLOR]SIZE]/
[/font]

ود الأصيل
29-11-2015, 01:25 AM
(أبعاج في عيونِ صاحبةِ الجلالةِ)
(الرئيس/ جعفر النميري فارس الفكاهة السودانية)
و سوف لن تنسى ذاكرة التاريخ له موقفاً بطولياً ليس غريباً عليه.
ففي سبعينات القرن الماضي عندما تكالب بعض العرب على المقاومة
الفلسطينية بقيادة ابو عمار في أحداث أيلول الأسود، و كادت تنشب حرب
داحسٍ و غبراءَ عربية عربية لتأكل الاخضر واليابس،كانو يبحثون عن من يقدر
على إخراج أبو عمار من سالماً من الأردن ، عندها جبن الجميع إلا رجلاً و احداً،
عسكري منضبط و سوداني نشمي، أسدلا يهاب الموت و لا يخشى المهالك. ألا وهو
أبعاج/جعفر النميري الذي كان لها حينما انبرى و قال لهم كلمة واحدة: أنا استطيع
انقاذ أبو عمار و بقية الفدائيين و سأتيكم بهم سالمين.ذهب الرجل تحت وابل المدافع
و بنادقالقناصىىةو تحت أعين اليهود و اأزلامهم، و خرج أبو عمار ولم يمسسه سوءُ.
بصرف النظر عن رضانا من عدمه تجاه الرجل ، فتلك كانت وادةً من مآثرة
العديدية التي تحسب له كواحدٍ ممن صنعوا تاريخاً لبلادي. و يكفي
جعفر نميري فخراً أنه الوحيد الذي لما ألهمه بتطبيق وعد بذلك؛
ثم وفَّى بما وعد.إذ فعللها ولم يخش فيها لومة لائمٍ.
*********^^^^^*********

ود الأصيل
09-12-2015, 12:55 AM
المرحوم جعفر نميري كان معروفاً
بأساليبة المرتجلة في حسم كثير من القضايا العامة ،
و حتى الشؤون الشخصية. و ليست بالضرورة أن تكون هي الأمثل
أو الأخشن، و لكنها متميزة على أية حالٍ. و من ضمنها حادثةٌ أحفظها له
شخصياً و كانت متداولة في القصر. يوم أن أرسلت السيدة الأولى/ بثينة خليل
ذات بوم شويفع من أقربائهم بالمصاهرة يدعى سامي مبارك سنادة و اللي لمان
كبر بقى مصوراتياً محترفاً و مرافقاً للريسفي خرجاته . قالت ليه أمشي قول لجعفر
الليلة جايين معاك ضويف عشان ندكل ليكم الغدا؟ و لا براك، نعوس ليكم كسرة ساي
بملاح أم رقيقةو لَّا قراصة بمفروكة؟ فجاء الولد يلقى ليك نميري زهجان و جاي نازل
من الاتجاد الاشتراكي لمان السلم قاعد يطقط تحتو. يلا و قعد يكورك ليه: اسمع
يا جعفر،قالت ليك بثينة...! هنا و قبال ما يكمل راح عمك أبعاج مقاطعو
ليكبنهرة حارة ارتعدتلها فرائص الوليد، و جاء نازل عليه و قاشطول
يك جنس بنية لمن جدعو هناك نجيض.و هو لا يزال ينتر:
(بالله عليك أنا برضو اسمي جعفر هنا؟!)
**********&&&&&*********

ود الأصيل
09-12-2015, 01:36 AM
كما اشتهر أبعاج كذلك ببعض قراراته المصيرية
التي لا تخلو من شتارة. فمن الاشياء العالقة بالذهن أنه كان حين
يريد التخلص من أحد أو بعض معاونيه من وزراء و خلافه أن يتعمد دعوة
الشخصية أو الضحية المقنطرة للتطفيش لتناول طعام الغداء في داره العامرة بود
نوباوي. و بينما يكون المدعو يستمتع بكرم الضيافة في بلاط الرئاسة و هو يكاد(يزداد
(وزن بعيرٍ) على مقاس هدومه جراء توهمه بأنه أضحي إنسان عين زمانه بين ثلة من
المقربين. و لعله يكون خاليَ الذهن تماماً من أنه قد صار من المغضوب عليهم أو الضالين.
إذ يكون في تلك الأثناء قد شارف عالم الرياضة على الانتهاء و يأتي بعده صوت عبد الرحمن
أحمد محمد صالح مجلجلاً عبر نشرة إذاعة/ هنا أمدرمان, ليبث له خبر إقالته المدعو
منمنصبه و إعفائه من مهامه ، أو الأحرى تجريده نهائياً من أية مخصصاتٍ
راهنةٍ أو حتى محلومٍ بمجيئها في السكة؛ و ذلك لظروفٍ صحيةٍ قاهرةٍ.
فسرعان ما تتخبر أضغاث أحلام ظلوط كما فقاقيع الصابون
في الأثير مع جشاء غدوته المهببة تلك .
**********^^^^^*********

ود الأصيل
09-12-2015, 01:55 AM
و قد اشتهرت (قفشات) الظرفاء حول
حالات الشخصيات أو الأوضاع التي كان يتوقع
أن تتأثر سلباً أو ايجاباً بقرارات النميري وطرق الاعلان عنها.
فيحكي أن الرئيس النميري اراد ذات يوم التشاور مع نائبة المسيحي/
جوزيف لاقو، زعيم أنانيا 2 و الذي انضم إلى القصر بموجب اتفاقية أديسس أبابا
لسنة 1972م. فرآة أبعاج مصادفةً وهو خارج من مكتبه متجها الي عربة الرئاسة لتقله
عائداً بعد الدوام. فتوقف النميري و بعفويته المعهودة، وراح ماخد لك بيد جوزيف لاقو و ربما
تأبطها كدليل منه على عربون مودةٍ . وقال له بصوته الجهوري داك اللي كان أشبه بزئير الأسد:
(يا أخ/جوزيفما أرحكاكا الليلة تتغذي معاي في بيتنا .يلا عندنا ليك الليلة مفروكة من أبو كديس).
فما كان من جوزيف لاقو المعروف بسرعة بديهته و كان لمن لا يعرفه ذكياً لماحاً يلقطها و هي طايرة
و ابن لزينة مقرم من أيام الغابة. فقام ساحب ليك يده بطريقة بهلوانية و قال لأبعاج بظرافة
لمان موبالغة زاتو،(شكراً يا ريس، و الله غداكم مأكول. إلا لكن مأليش يا ريت لو تأفيني، أنا
سايم اليلة). شكلو بكون ضرَّبا كدا لقاها ما جاية . نميري قال ليه (صايم شنو ياخوي
أنت كمان) (الستوت دا مالو يأني إلا لناس أون الشريف كاسم بس) فتوقف
الرئيس النميري فاتح خشمو شبرين مندهشاً من طرافة الحيلة
التي خارج الراجل روحو من خطر ما كان وارد أصلاً!!!
*************$$$&$$$*************

ود الأصيل
09-12-2015, 08:14 PM
يقال والعهدة علي الراوي...إنو الفريق/
إبراهيم نايل أيدام لما كان ضابطاً صغيراً، و هو نابغة
في مجاله و أحسن من يجيد فنون الاستعداد و القفز و النط
(صفاً و انتباهاً و على اليمين دور وكركون سلاح و ما شابه)
يقال إنه عمل ليهو كارثة و ارتكب جرماً لا يغتفر عندما عطس أثناء مرور
القائد الأعلى و وزير الدفاع آنذاك/ المشير جعفر محمد نميري و هو يقوم بتفتيش
الحرس في حامية القصر كعادته كل ذات صباح. فعمك أبعاج سأل: مين اللي عطس قام
التعلمجي راح طوالي صارخ فيهم:مين اللي أتس ، أمرقوه هسي أهسن ليكم . قالو ليه:
دا إبراهيم نايل إيدام . فطوالي قبل على أبعاج: قالو اسمو إبراهيم نايل إيدام سيادتك!!
نميري قال ليه:ارفدو هسي دي. لاكين يا سعادتك دا قالوا جاي أول دفعتو.أبعاج قال:
ليهم برا سعادتك برا كلام فارغ .. قلت ليك ارفدوا الدفعة كلها و أنت زاتك مرفود
يا تعلمجي يا كحيان لأنك ما شيف شغلك زي الناسكان لاوم تورينا مين اللي
أعتس عشان نقوم بالواجب ياخي و نقول ليه : يرحمكمو الله.
أها شفت ليك جنس كيـــف و كــــيف؟!!!
هههههههههههههههههههههه
******^^^^^******

ود الأصيل
09-12-2015, 08:46 PM
كما يقال كذلك و والعهدة على الرواي
إنه أضرب الجهاز القضائي ذات عامٍ إضرباً عاماً
عن ا لعمل، أقرب غلى عصيانٍ مدني. فاشتاط الريس/
نميري غضباًو طلب ان تُرفعَ غليه كشوفاتٌ بأسماء كافة القضاة
المضربين والمتصدرين لهم. و لما أحضروا إليه كشفاً مؤسعاً بفئة القضاة
المعتصمين و كشفاً آخرصغيراً ملحقاً ببعض القضاة، ممن نكصوا على أعقابهم
و فلم يجارو زملائهم.كان عددهم لا يتعدى ال( 10 ) أفراد . و كانت حجتهم في
ذلك:أنهم كانو يخشون على البلاد من أن تغرق في مستنقع من الفوضى ، جراء حدوث
أي فراغ دستوري و غياب لهيبة الدولة. لكن سيادتو فاجأ الكل كعادته إذ وجَّه بأن تُحقق
لأولئك القضاة المعتصمين ما كان لهم من مطالبَ عادلةٍ و مشروعةٍ ، بينما أمر بفصل
القضاة الـ 10 غير المضربين عن عملهم باعتبارهم( متخاذلين)و قال مامعناه:
(لا حاجة لنا في من يجبن و ينكص على عقبيه و يخذل قضايا
قومه و يحاول التغريد خارج سربه!!!!!
********^^^^^********
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

ود الأصيل
13-12-2015, 01:46 AM
(50 جنيه كتار من سياتدو على المحنة)
حكى المرحوم كمال سينا ذات مرة قصة( بلسانه )
نخلخصها بتصرف:أنه كانت المدام على مشارف الوضوع ، و كان(مقشط)
على الآخر ، ضاقت الدنيا في نظره ، فانطلق يتحاوم بالشوارع برا شغل و لامشغلة
لحدت كرعينو ما شالنو ختنو قدام بوابة القصر الشعب. يلا، في لحظة قرف و حراق روح
كدا كتب في قصاصة و ريقة مشكلته معنونة لسيادة الرئيس/ نميري و ناولها للحرس أبو ريشة.
علها تجد طريقها إلى إدارة دفع أو(رفع) المظالم كما كان يحلو زميلنا للسيد/ عوض جاد الرب الذي
تم عيينه على رأسها آنذاك بدرجة وزير دولة. و واصلت حوامته. عند الساعة الرابعة عصراً فوجئ صاحبنا/
كمال سينا بسمع خبيت شديد على البيت ففتح الباب بيديد راجفتين و عينين مزغللتين متخيلاً أنه لا بد أن يكون
أحد الدائنين لكننها كانت مفاجأه شبيهة بمفاجأةٍ غير سارة لعادل إمام عندما بعث إليه الرئيس/ أنور السادات
بجريو كلب ليلة نهاية عرضه لمسرحية هزلية كان هزأ فيها الحكومة أياميها. لكن مع فارق أن مفجأت سينا بعربة
الرئاسة بيرقها يرفرف و خلفها بوكس نزل الضابط عندما رآه و سلم على و بلغه تحيات الرئيس/أبعاج وأمنياته
بسلامة وضوع الحاجة و نفحه بمظروف ظريف فيه مبلغ خمسمائة جنية و أشار للعسكري سائق البوكس
و كركون الأنفار المرافق، لتوجيههم بإنزال المواد التموينية ( 2 جوال سكر، 2 صفيحة زيت،1
جوال دقيق، 1مكرونة و مثلها شعيريةو كل الذي منو) شيلة عديل كدا.
كانت الخمسمائة جنيه مبلغ خرافي وتم الوضوع على ما يرام!!
***********^^^^^^************
ثم واصل المرحوم سينا طرفته قائلاً
" بعد ستة أشهر من ذلك التاريخ مريت بنفس الزنقة
و ذات ( التقشيطة) وضاقت تااني الدنيا في نظري و قميت
مشيت أتحاوم في الخرتوم. و كأنما ساقني قرنا الاستشعار نحو بوابة
القصر فتناولت و وريقتي جاهزة.كتبت ذات المشكلة المتعلقة بوضوع المدام
المتوقع في أى لحظة..حوالي الرابعة مساء كانت ذات الخبطات القوية علىالباب.
قمت ليك عليه صوف و هرعت مسرعاً منادياً الأولاد ليساعدوا في عِتالةمونة الخيرات.
فشفت ليك نفس جنابو الظابط هذه المرة جاييني( قرديحي) بدون عربة البوكس ناولني
ظرف كاكي تخيناً و قال لي بابتسامة ، معاها حدرة صرامةٍ: سيادتو بيسلم عليك و قال
ليك تعالو هنا، إنتو شنو حكيتكم ياخيو؟ إنت أصلك معرس زولة و ليك أرنباية؟"
ياجماعة ما تباركونها و تخفو علينا شوية. المهم فتحت الظرف لقيت فيه
مبلغ خمسين جنيه (فقط لاغير).سلمت عليها بطنو ضهر. ثم
دقيت ليه تعظيم سلام حار و قت ليه بكل أمتنان:
قول لأبعاج كتار من سيادتو على المحنة!!!!
*********$$$$$$$**********

ود الأصيل
14-12-2015, 02:00 AM
على لسان نقيب الفن الراقي وعمدة الطرب الأصيل/
أحمد المصطفى ، تُحكي قصةٌ ليست كأي حكاية أغنية و لكنه
ومقف إنساني حقيقي كان مضحكاً و مؤثراً في آنٍ واحدٍ حيث قال:
حصل لنا في جنوب السودان في مدينة جوبا سنة 1972م، عندما ذهبنا
مرافقين أنا وزميليّ حسن عطية وعبد العزيز محمد داؤود بمناسبة الذكرى الأولى
لاتفاقية أديس أبابا». «وصلنا إلى مكان الحفل وكان قاصراً على الرئيس نميري و حرسه
الخاص. «واستدرك أحمد» لكن يا جماعة أقول ليكم بصراحة كان كل ما يشغلنا في تلك الليلة أنا
وحسن وأبو داؤود هو موضوع إطلاق سراح أخينا وصديقنا الفنان محمد وردي الذي كان معتقلاً سياسياً
منذ انقلاب الرائد هاشم العطا في يوليو 1971م». وتابع أحمد المصطفى: «كنا نغني أمام الرئيس، و لكن
المزاج ما كان تمام، لأن همنا الأكبر هو كيف ننقل للسيد الرئيس رغبتنا السريعة والأكيدة في إطلاق سراح الفنان
و ردي. والطريف في الموضوع أن الرئيس نميري كان مبسوطاً جداً و خصوصاً عندما يغني أبو داؤود، وبعد كل أغنية
كان الرئيس ينادي على أبو داؤود ويقول: «تعال أقعد بالقرب مني و أحكي لي نكتة نكتتين». ويستطرد أحمد المصطفى:
في لحظة جاءني أبو داؤود و قال لي يا نقيبنا ويا عميدنا ما تكلم الرئيس بخصوص أخونا محمد وردي»، فقلت له عليه:أنت
يا أبو داؤود قاعد طوالي جنب الرئيس ما تكلمو أنت بطريقتك، وأنا وحسن عطية سوف نتولى الموضوع و نتابع معك» . دا
أيام كان الفنانين بحبو بعض موش ببحتو لبعض القصة بعد لحظات صمت:«ذهب أبو داؤود وجلس بالقرب من الرئيس،
وقال بصوت خافض:يا رئيس موضوع وردي؟ و هنا دوت القاعة بصوت عال من الرئيس نميري:أيوه وردي مالو؟ ورد عليه
أبو داؤود بكل ذكاء و حنكة قائلاً: حتعدموه لينا متين يا ريس؟ و فجأة تغير الحال وضحك الرئيس نميري بصوت
عالٍ وضحك جميع الحضور حتى حسن عطية كاد يقع من الكرسي من كثرة الضحك.
و فعلاً وبعد الرجوع إلى الخرطوم تم الإفراج عن صديقنا وزميلنا وردي بواسطة
الرئيس نفسه، و السبب كلو ذكاء وخفة دم عبد العزيز محمد داؤود».
*****************^^^^^^*****************

ود الأصيل
16-12-2015, 01:07 AM
في العام 1973م طلبت لجنة الاحتفال
باليوبل الفضي لحنتوب من قدماء خريجى المدرسة
الحضور للاحتفاء بالمناسبة . فحضر الريس/ جعفر نميريوحيث
قادته خطى الحنين داخلاً الى(غرفته العامة) بداخلية أبو عنجة التى
كان يسكنها رئيساً، طلب منه بعضهم أن يعطي الأمان لـصديقه اللدود سابقاً/
محمد إبراهيم نقد. وكان وقتها مطلوباً للعدالة الثورية، ونافداً بجلده في مخبئٍ غميس
فتم تسيير عربة بمكرفون لتجوب شوراع ود مدني أن( يا راجل أظهر و بان عليك الأمان).خرج
نقد من نوبة بياته الشتوي خائفاً يترقب. ليحضر الفعاليات و شارك في تحيكم مباراة لكرة القدم
شارك فيها نميري، كرجل خط مساعداً لحكم الساحة.و من طرائف ذلك اليوم المشهود، أنه و في
لحظة استلام نميري لإحدى الكرات الطائرة بصدره داخل و قبل إن يرسلها ليمزقبها الشباك
أحشاء الشباك بقذيفة نارية في الثمانيات ، كان نقد حينها رافعاً رايته لوجود حالة تسلل.
و لكن يبدو إنو الحكم غض الطرف عنها، و ضرب طناش، سواء سهواً أوعمداً ليطلق
صافرته معلناًاحتسابه الهدف. فحضر إليه إليه رجل الخط/ نقد منتفضاً: ياخ،
الزول دا ما كان سارق عدييل كدا، يعني ماك شايفو؟! و لما لم يأخذ
الحكمبرأيه التفت نقد إلى جمهور المنصة، و هو يضرب كفاً بكفٍ
قائلاً في سخرية: لا تخلو من نكهة مكر لسياسي:ـ
(أصلو حُكَّام الزمن دا ما بسمعوا الكلام)!
********$$$$$********

ود الأصيل
16-12-2015, 02:05 AM
في واحدة من زيارات الرئيس/
جعفر نميري إلى بريطانيا قدمت له ملكة التاج/
اليزابيث الدعوة ليتناول معها وجبة الغداء. طلبت إليه
تقديم دعوة مفتوحة بدوره لمن يرغب من ضيوفٍ للحضورعلى
شرفه. فعاد شريط الذكريات بأبلعاج غلى أيام حنتوب حيث المستر
براون،الناظر الذي علمه ذات يومٍ حرفاً، و كان قدوة, و مثالاً يحتذى و هو
مدينً له شخصياً بتعلم معنىالضبط والربط. فطلب دعوته على الغذاء و الذي
حينماجاء ودخل ثم وقعت عليناه على جلالة الملكة في حضور تلميذه سابقاً/
جعفر محمد نميري ،اغروقت عيناه بدمع البكاء وقال: لم أكن ل أصدق
قطأن أعيش إلى أن يأتيَ يومٌ ليجد فيه نفسه في موقف مهيب
كهذا بين( أعظم شاخصين). فكان حضرة الناظر براون
كان يعتبر الدعوة بمثابة وفاء، من تلميذ كان نجيباً
و قدعرف كيف يوفي معلمه التبجيلا.
*******^^^^^*******

.