المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المريخ والهلال يعزفان لحن الوداع



نجيب عبدالرحيم
06-10-2015, 08:37 AM
إن فوكس

المريخ والهلال يعزفان لحن الوداع

خروج فريقي المريخ والهلال من بطولة دوري أبطال أفريقيا لم يكن مفاجأة لنا بل كان متوقعاً الكل لديه إحساس بأن المريخ والهلال لن يبلغا النهائي فسقط الهلال بالتعادل في أرض الجزائر والمراكب وسقط المريخ في فخ الغربان بثلاثية مازيمبية وكادت أن تكون خماسية على ماركة الغربان.

أسباب خروج الفريقين متشابه من الناحية التكتيكية والفنية وتواضع الأداء، والتهيئة النفسية لم تكن جيدة رغم إننا في مرحلة احتراف التي يجب أن يكون اللاعب فيها جاهزا ومؤهلا فنياً وبدنياً وذهنياً وتكتيكياً وهل يعقل ألا يكون اللاعب المحترف الذي يتقاضى المليارات غير مدركاً بأهمية مثل هذه المباريات!!.

خلال مشاهدتنا للمباريتين الأخيرتين كان أدائهما باهتا، فغابت الروح وطغت الفردية والعشوائية وتواضع التقنية الجماعية ناهيك عن ببطء الأداء وسلبية الهجوم ونبصم بالعشرة أن الكرات العكسية التي تحدثت عنها كثيراً أصبحت تمثل هاجسا وقلقاً للفريق ولكل الأندية والمنتخبات السودانية وعجزت من إيجاد الحل المناسب والنهائي لحلها وأصبحت سيناريو مكرر في كل المنافسات والمباريات التي خاضوها ومعظم الكرات العرضية السهلة التي لا يجد معها المهاجم داخل منطقة العمليات أي مراقبة أو مضايقة من قبل المدافعين الذين لا يجيدون المراقبة اللصيقة (مان تومان) بالإضافة إلى معاناتهم من المواجهات الثنائية والفردية والاتصال فيما بينهم وعدم إجادتهم اللعب بدون كرة ولا يوجد قائد في خط الدفاع لديه المقدرة في تنظيم هذا الخط بالإضافة إلى المحاور الدفاعية والهجومية إذا اجتازهم مهاجم فمن الصعب عليهم اللحاق به أو حتى تعطليه فنياً.

فريق مازيمبي متمرس في مثل هكذا مباريات سريع في التحول من الشكل الفردي إلى الجماعي ويلعب بانتشار ديناميكي يتغير مع تغير حامل الكرة من حيث المكان والسرعة المطلوبة ولديهم القدرة في تسيير المباراة كما يريدون ويجعلون المنافس يلعب كما يريدون ويرغبون من خلال أدائهم وانتشارهم العرضي والطولي السليم والتكتيك المرن الذي يتغير شكلاً ومضموناً حسب الظروف والمتغيرات التي تحدث قبل اللقاء وأثناء اللقاء .
مدرب الفريق غارزيتو لم يتعامل مع المباراة على طريقة المدربين الكبار رغم أنه يعرف كل التفاصيل والأوراق الفنية عن فريق مازيمبي خلال مباراة الإياب في الخرطوم ولكنه فشل في قراءة عوامل قوة وضعف أصحاب الأرض ولم يفكر في تكثيف خط الوسط بأصحاب النزعة الدفاعية وذلك لإغلاق العمق لضمان وتحزيم المنطقة لمنع دخول هدف مبكر ويعي جيداً فوز مازيمبي بهدف يخرج فريقه من المنافسة وتسجيل فريقه هدف يكون أكثر أماناً إذا حافظ عليه بتظليم المناطق الخلفية على طريقة (الكاتاناشيو) الإيطالية لاشك كانت ستربك الغربان وتلخبط كل أوراقهم حتى ورقة البدلاء ويدخلون في توهان تكتيكي وعناصري.

في الحصة الثانية والأخيرة التي يطلق حصة المدربين وأنا أضيف إليها حصة اللاعبين التي تعامل معها مدرب ولاعبي مازيمبي بإحترافية وأحكموا فيها سيطرتهم تماماً على الثلث الأوسط بالمهارة والحلول الفردية لأنهم لاعبين محترفين ويمتازون بسرعة في الأداء والتحرك الايجابي دون كرة وتنوع الهجمات بينما كان فريق المريخ تائهاً في الكثير من مجريات اللقاء ويفتقد إلى اللمسة قبل الأخيرة التي كانت غائبة كلياً وغياب صانع الألعاب وخط الهجوم بلا أنياب وأخيراً إنتهت الحكاية وطارت الغربان بأرزاقها.
سنتناول في المرة القادمة الأسباب الرئيسة التي أدت إلى هذه الإخفاقات المتتالية وعلى رأسها إعلامنا الرياضي الذي أصبح داء والقيادات الرياضية التي هوت باللعبة إلى الدرك الأسفل وعدم دعم الدولة والمدينة الرياضية التي أصبحت أسم فقط !!
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@hotmal.com