المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريدة الرياض: حركة زكزاكي.. نسخة «حزب الله» في نيجيريا



الاخبار اليوم
27-06-2018, 03:00 PM
http://www.alriyadh.com يجمع خبراء سودانيون على أن السياسة الإيرانية في المنطقة العربية والإسلامية توسعية تسعى دائماً لتأسيس وإنشاء أذرع سياسية وعسكرية لها في عدد من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لتكون فيما بعد أداة لها في تمرير وتنفيذ مخططاتها.
ودأبت إيران منذ ثورتها المزعومة على نشر مذهبها الطائفية التي تشكل عماد نظامها برمته، وظلت تدعم تنظيمات سياسية تتخذ من هذا رداءً ومنطلقاً، لتتحول بفعل الدعم والمال والإسناد، إلى تهديد كثير من الدول والأمثلة كثيرة كما في لبنان والعراق واليمن.
وظلت إيران منذ سنوات طويلة تسعى لاستنساخ نسخة جديدة من حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني في دولة نيجيريا في أقصى غربي أفريقيا، عبر نسختها هناك الممثلة في إبراهيم يعقوب زكزاكي الذي بقي في قبضة سلطات الأمن النيجيرية منذ ديسمبر 2015م، بعد أن شكل خطراً على الأمن حيث يواجه تهماً أمام المحكمة هناك.وأكدت الحكومة النيجيرية أنه تم اعتقال زكزاكي لأن المنظمة -التي تدعى إعلاميا "حزب الله النيجيري"- ويقودها هو حاولت اغتيال قائد أركان الجيش الجنرال توكر بارتاي.وزكزاكي سبق له الدراسة في إيران كي يكون حسن نصر الله الأفريقي، انطلاقاً من نيجيريا، حيث أمدوه بالمال والسلاح، وقام هو بتكوين ميليشيات مسلحة في ذلك البلد.
وكان النظام الإيراني كرم زكزاكي، تزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الـ36 للثورة الإيرانية، خلال فعالية حضرها عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين بينهم قادة الحرس الثورة الإيراني، ولفيف من الملالي.
ويقول المحلل السياسي السوداني يوسف الحسن لـ"الرياض" إن سياسة إيران في المنطقة توسعية وهي من هذا المنطلق تعتبر "زكزاكي" وجماعته بمثابة ظهير أفريقي كي تستفيد منه في حروبها الخارجية خاصة في العراق واليمن والبحرين، وحتى تكون طهران بعيدة عما يحدث مدت ميليشيات زكزاكي بالأسلحة والمعدات وتدريبهم على فنون القتال.
وأوضح أن طهران تدعم الكثير من المؤسسات لنشر المذهب الخميني في نيجيريا.
وتؤكد تقارير أمنية نشرتها الصحافة النيجرية أن الجانب الإيراني نقل الكثير من أتباع الرجل إلى إيران تمهيداً لإدخالهم إلى العراق والبعض الآخر تم نقله إلى الجزر المستأجرة من إيران في البحر الأحمر لنقلهم إلى اليمن لمساعدة ميليشيات الحوثي.
وكان مصدر دبلوماسي إيراني صرح في وقت سابق أن زكزاكي يعد جزء من الحكومة الإيرانية، على غرار حزب الله، مشيراً إلى أن إيران تقدم مع التدريب الأسلحة مثل المسدسات والبنادق وقذائف الـ"آر بي جي"، وتصنيع قنابل وقنابل يدوية للحركة الموالية للمذهب الخميني.
ووصف الإعلام الإيراني، في أكثر من مناسبة زكزاكي بـ"زعيم الخمينية في نيجيريا"، كما أشارت العديد من وكالات الأنباء الإيرانية، إلى تأكيد زكزاكي على التزامه بالمنهج الفكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، هذا بالإضافة إلى تبعيته المطلقة للسياسات والقوانين الإيرانية.
وفي مقال نشره المحلل السياسي النيجيري محمد كبير عيسى قال إن الحركة الخمينية في بلاده باتت "دولة داخل الدولة"، وأنها تقوم بإجراء تدريبات عسكرية لأعضائها مما يكشف عن تدبير لعمل ما في المستقبل.ويرجع تقرير نشرته شبكة "الراصد" أن أبرز العوامل التي ساعدت في انتشار الحركة الموالية لإيران في نيجيريا، هي الفقر والجهل الذي يسود في إفريقيا عموماً ونيجيريا خصوصاً.وتقوم السفارة الإيرانية في العاصمة أبوجا بطباعة الكتب الطائفية باللغة المحلية "الهوسا"، فيما تنتشر المواقع على الإنترنت للترويج للفكر الطائفي.بدوره، قال الباحث السوداني محمد علي أحمد أن سياسة إيران في المنطقة العربية والعالم الإسلامي توسعية وتسعى دائماً إلى تأسيس وإنشاء أذرع سياسية وعسكرية لها بعدد من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لتكون أداة في تمرير وتنفيذ مخططاتها في هذه الدول.
ويرى أن إيران تسعى من وراء دعم زكزاكي إلى عدد من الأهداف، على رأسها نشر الفكر الخميني في وسط القارة الأفريقية وفقاً للرؤية الإيرانية وتأسيس ميليشيا عسكرية على غرار حزب الله في لبنان لتكون أداة الضغط على الحكومات الأفريقية لتنفيذ مطالب وأهداف السياسة الإيرانية بالقارة بشكل عام وفي نيجيريا بشكل خاص نظراً لأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية، باعتبارها أهم الدول المنتجة للنفط بالقارة السمراء.
وأردف أحمد أن هذه السياسة تقوم أيضاً على تأسيس حزب سياسي يضع هدفه الأساسي الوصول إلى سدة الحكم، أو يصبح أحد أهم أذرع المؤسسات الحاكمة أو المشاركة في الحكم، وعلى أقل تقدير يكون أكبر الأحزاب المعارضة، بما يضمن تمرير السياسة الإيرانية هناك.
من جهته، أشار الباحث السوداني عبدالله عيسى الشيخ إلى أن أهمية نيجيريا لإيران تكمن في تضافر دواع متداخلة منها الثقل السكاني للبلاد الذي يناهز 150 مليون نسمة.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/1689868]لقراءة (>[url) الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]