تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد غض البصر



ابوقيس
20-04-2005, 10:22 AM
) 1-امتثال لأمر الله 1الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد

في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعد من سعد

في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره ، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة

إلا بتضييع أوامره .

2) يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .

3) أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب

ويشتته ، ويبعده من الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه

يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .

4) يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .

5) أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يك سبه ظلمة ، ولهذا ذكر الله آية النور

عقيب الأمر بغض البصر ، فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا

فروجهم ) ، ثم قال اثر ذلك : ( الله نور السماوات والأرض ، مثل نوره كمشكاة

فيها مصباح ) ، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب

نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا

أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة

واتباع هوى ، واجتناب هدى ، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب

الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور

بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .

6) أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل ، والصادق

والكاذب ، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة

وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ،

واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ؛ وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة .

7) أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة

والحجة وسلطان القدرة والقور ، كما في الأثر : " الذي يخالف هواه يفر

الشيطان من ظله " ، وضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها

ومهانتها وخستها وحقارتها ، وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه ، كما قال

الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ، فإن ذل المعصية

لا يفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه " ، وقد جعل الله سبحانه العز

قرين طاعته والذل قرين معصيته ، فقال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله

وللمؤمنين ) ، وقال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم

مؤمنين ) ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقال تعالى : ( من كان يريد

العزة فلله العزة جميعا ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، أي من

كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح ،

وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت " ، ومن أطاع الله

فقد والاه فيما أطاعه، وله من العز سب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما

عصاه فيه ، وعليه من الذل بحسب معصيته .

8) أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها

إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور

غليه ويزينها ، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يعده ويمنيه ويوقد على

القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون

تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج

النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ،

فهو وسطها كالشاة في وسط التنور ، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات

بالصور المحرمة : أن جعل لهم في البرزخ تنوراُ من نار ، وأودعت أرواحهم فيه

إلى حشر أجسادهم ، أراها الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في

الحديث المتفق على صحته .

9) أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه

ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة

عن ذكر ربه ، قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه

وكان أمره فرطا ) ، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه .

10) أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به

الآخر ، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد

النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب

القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ،

فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ،

وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .



منقول

aborawan
20-04-2005, 10:29 AM
اللهم اجلعنا من الذين يستمعون القول ويتبعون احسنه

تشكرات اخوي سمعة ويديك الف عافية

نيازى كشك
20-04-2005, 10:30 AM
اخى ابو القيس

الحمد للة رب العلمين
وبارك اللة فيك
فان الزكرى تنفع المؤمنين

ابوقيس
20-04-2005, 03:32 PM
الاخوان الاوفياء :

ابوروان

نيازي كشك

لكم الشكر الجزيل علي المرور الطيب من شخصكم المقدر عندي

ماعدمناكم

وجعلنا الله من المحبوبين عنده