المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيده احمد مطر بمناسبه الغاء القمه العربيه



admin
30-03-2004, 02:38 AM
نسألكم الرحيلا ... سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا'

الشاعر أحمد مطر

ارفعوا أقلامكم عنها قليلاً

واملئوا أفواهكم صمتًا طويلاً

لا تجيبوا دعوة القدس .. ولو بالهمس

كي لا تسلبوا أطفالها الموت النبيلا

دونكم هذه الفضائيات فاستوفوا بها "غادر أو عاد"

وبوسوا بعضكم .. وارتشفوا قالاً وقيلاَ

ثم عودوا ..

واتركوا القدس لمولاها ..

فما أعظم بلواها

إذا فرت من الباغي .. لكي تلقى الوكيلا !

طفح الكيل .. وقد آن لكم أن تسمعوا قولاً ثقيلاً

نحن لا نجهل من أنتم .. غسلناكم جميعًا

وعصرناكم .. وجففنا الغسيلا

إننا لسنا نرى مغتصب القدس .. يهوديًا دخيلاً

فهو لم يقطع لنا شبرًا من الأوطان

لو لم تقطعوا من دونه عنا السبيلا

أنتم الأعداء

يا من قد نزعتم صفة الإنسان .. من أعماقنا جيلاً ..

فجيلا

واغتصبتم أرضنا منا

وكنتم نصف قرن .. لبلاد العرب محتلاً أصيلاً

أنتم الأعداء

يا شجعان سلم .. زوجوا الظلم بظلم

وبنوا للوطن المحتل عشرين مثيلاً

أتعدون لنا مؤتمرا ؟

كلا

كفى

شكرًا جزيلاً

لا البيانات ستبني بيننا جسرًا

ولا فتل الإدانات سيجديكم فتيلاً

نحن لا نشتري صراخًا بالصواريخ

ولا نبتاع بالسيف صليلاً

نحن لا نبدل بالفرسان أقنانا

ولا نبدل بالخيل الصهيلا

نحن نرجو كل من فيه بقايا خجل .. أن يستقيلا

نحن لا نسألكم إلا الرحيلا

وعلى رغم القباحات التي خلفتموها

سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا

ارحلوا

أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا ؟!

أي إعجاز لديكم؟

هل من الصعب على أي امرئ ..أن يلبس العار

وأن يصبح للغرب عميلا ؟!

أي إنجاز لديكم ؟

هل من الصعب على القرد إذا ملك المدفع ..أن يقتل فيلا ؟!

ما افتخار اللص بالسلب

وما ميزة من يلبد بالدرب .. ليغتال القتيلا ؟!

احملوا أسلحة الذل وولوا .. لتروا

كيف نُحيلُ الذلَّ بالأحجار عزًا .. ونذلُّ المستحيلا

admin
30-03-2004, 02:43 AM
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من ا لبنيـن والبنات، في قرية
( ا لتنو مه )، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته
، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي.
وكان لتنو نه تأثير واضح في نفسه، فهي -كما يصفها- تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار
والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، و ا شجار النخيل التي لا تكتفي بالاحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها،
وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية،
لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره،
في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل
المعترك السياسي من خلال مشاركته في الاحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه
القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائه بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور
حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام،
الأمر الذي إ ضـطـر الشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه و مرا بع صباه والتوجه إلى الكويت،
هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره،
حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت
القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة،
لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه،
وباركت انطلاقته الشعرية ألا نتحا ريه، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلى، ليجد كلّ منهـما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً،
فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير
عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهـما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة
وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزا لق الإ يد يو لوجيا.
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلى يختمها بلوحته الكاريكاتيرية
في الصفحة الأخيرة.
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت
حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلى، الأمر الذي أدى إلى صدور
قرار بـنـفـيهـما معاً من الكويت، حيث ترافق ألإ ثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر
صاحبه ناجي العلى، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،
قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها.

admin
30-03-2004, 02:48 AM
http://www.arabiancreativity.com/images/mattar.jpg

http://www.mybiznas.com/s1/

114
30-03-2004, 05:10 AM
... ولكن لا حياة لمن تنادي