مشاهدة النسخة كاملة : ملامح الدولة النوبية قبل الإسلام
سمل الحلفاوى
09-07-2005, 04:50 PM
ملامح الدولة النوبية قبل الإسلام
تبدأ المنطقة النوبية من أسوان وكانت تسمى اثيوبيا نسبة إلى لون البشرة السمراء والعرب سموهم الكوشيون نسبة إلى كوشاييم فالنبي نوح عليه السلام كان له ثلاثة أولاد هم حام وسام ويافث وأولاد حام هم كوش ومصر وسام ولذا سميت النوبة ببلاد كوش وبلاد النوبة تقع في مصر والسودان وحتى لفظ السودان يعتبر حديثا وأطلقه العرب على كل البلاد التي تقع جنوب مصر وكل افريقيا ومنذ القرن السادس قبل الميلاد تكونت المملكة المروية في المناطق النوبية واستمرت حتى القرن الرابع بعد الميلاد عندما سقطت المملكة المروية إثر هجمات من ممالك مسيحية من منطقة الحبشة وبدأت معها حضارة المجموعة المجهولة وعندما دخل الاسلام مصر حدث اتحاد في بلاد النوبة بين الممالك النوبية وهي مملكة نوباتيا وعاصمتها فرس في النوبة السفلى بين الشلال الأول والثاني ومملكة مقرة عاصمتها دنقلا في النوبة الوسطى بين وادي حلفا وأبو حمد ومملكة علوة عاصمتها سوبا في النوبة العليا ونوباتيا قامت عام 540م على يد الملك سليكون وفي البداية اتخذ العاصمة في كلابشة ثم انتقل الى بلاد فرس على حدود السودان واما النوبة العليا عندما سقطت عام 1404 مملكة علوة على يد الفونج انتقلت العاصمة الى سنار لتسمى المملكة الزرقاء.
بلاد النوبة ودخولها الإسلام؟
تم فتح مصر عام 640م بقيادة عمرو بن العاص بأربعة آلاف جندي في ظرف خمسة أشهر فقط في حين أنه حاول فتح بلاد النوبة لمدة عشر سنوات من عام «640 650م» فلم يستطع لشهرة النوبيين برماة الحدق أي رمي السهام من الأقواس من أعلى الجبال والنيشان في حدقة العين ومثبت تاريخياً أن هناك حوالي «150» قائد عربي فقدوا عيونهم في هذه المعارك أما الذي سهل فتح مصر كان وقوف المصريين إلى جانب القائد عمرو بن العاص لكرههم حكم الرومان الذين كانوا يعذبونهم عكس بلاد النوبة التي كانت تشهد استقراراً في حكمها.بدأ العنصر العربي الوافد في بلاد النوبة منذ القرن الثالث الهجري فقد أثبتت الأبحاث الأثرية في منطقة مريس أن جاليات عربية قد استقرت فيها ووضح اثرها في القرن الثالث الهجري وقد عثر في بعض الاماكن بأرض مريس على كثير من الكتابات العربية يرجع تاريخ أقدمها إلى هذا العصر كما عثر على شواهد قبور تحمل أسماء عربية بتاريخ 217 هجرية 813 ميلادية والأبحاث التي قام بها دي فيار في جهة مريس تؤيد هذا القول. ومن المرجح ان العنصر العربي توافد إلى المنطقة النوبية عن طريق ممارسة التجار العرب نشاطاً تجارياً في المنطقة حيث كانوا يجلبون من بلاد النوبة الذهب والزمرد وبعض المعادن الثمينة من وادي العلاقي بالصحراء الشرقية وبلاد البجا والعاج من غرب السودان وجنوبه الغربي ومن اثيوبيا وتنزانيا والتمر هندي واللبان والصمغ العربي من كردفان وريش النعام والابل من البجا وأعواد البخور وبعض البهارات من الصومال والمسك من النوبة.
النوبيون و اللغة العربية مع وجود لغتهم النوبية؟
إن اللغة العربية تأخرت في انتشارها وحتى في مصر انتشر الدين الاسلامي واللغة العربية بعد 500 سنة حيث كانت اللغة السائدة هي اللغة القبطية واستعان عمرو بن العاص بمترجم عند دخوله مصر ولنشر الدين واللغة قام الوليد بن عبدالملك بفرض بعض الشروط منها الذي يريد الاحتفاظ بارضه عليه ان يسلم والذي يريد رخصة معينة عليه تعلم اللغة العربية واما في النوبة فان اللغة العربية وتعاليم الدين الاسلامي كانت تتم عن طريق التجار العرب ولكن الانتشار الحقيقي للاسلام فكان في عهد الفاطمية فعندما فتح المعز لدين الله الفاطمي مصر اتجه الى النوبة واختار احد الكنوز كداعية اسلامي هو عبدالله بن احمد بن سليم الاسواني الذي وجد الجميع مسيحيين وقابل ملك علوة فوجد فيها عددا من المسلمين فنشر بها بعض الدعاة وجدد معاهدة البقط والعصر الفاطمي شهد قيام امارة عربية نوبية اتخذت مدينة اسوان مركزا لها وامتد نفوذها جنوبا في ارض مريس هذه الامارة اسسها عرب ربيعة بزعامة ابي مروان بشر بن اسحق وقد خلفه على زعامة القبيلة ابن عمه ربيعة من النوبيين وقد تزوجوا من بنات رؤسائهم واستفادوا من الأعراف السائدة آنذاك في بلاد النوبة في توريث ابن البنت للحكم ونجحوا في مصاهرة الأسر الحاكمة فانتقل الحكم لأبنائهم وأحفادهم فيما بعد..والراجح ان هذه العشيرة كونت طبقة حاكمة خضع لها النوبيون من اهل مريس الذين زال عنهم السلطان الفعلي لملك النوبة المسيحي ولاسيما بعد ان تحول معظمهم الى الاسلام
وفى العصر الأيوبي وأثناء حكم صلاح الدين الأيوبي الذي اخذ ولاية مصر من الفاطميين حكم 88 سنة هو وحلفاؤه الذين حاربوا النوبيين خاصة توران شاه فوصلت جيوشه الى منطقة ابريم وقد عارض النوبيون حكم صلاح الدين لحبهم الشديد للفاطميين خاصة بني الكتر الذين قاموا بنشر الدين الاسلامي بين النوبيين وفي ابريم تحصن النوبيون وقبلها دارت حرب كبيرة في منطقة بين الصورين بالموسكي وفي النهاية سلمت جيوش صلاح الدين ابريم إلى اقطاعي كبير يدعى ابراهيم الكردي ولانشغال الأيوبيين بالحروب الصليبية انقطعوا عن النوبة ثم جاء المماليك وتم تحديد معاهدة البقط وتم ارسال حملة عام 1317م إلى دنقلا لضرب الملك المسيحي النوبي ووضعوا بدلا عنه ملك كتري يدعى نصر الدين بن شجاع ومن الهجرات العربية التي اندفعت الى النوبة في العصر المملوكي هجرة جهينة وهي واحدة من خليط القبائل العدنانية والقحطانية وبطونها المختلفة.وهكذا انتشر الاسلام في بلاد النوبة دون حد السيف كما حدث في بلاد أخرى كثيرة ولعدم استطاعة العرب فتح بلاد النوبة اتجهوا غربا حتى المحيط الاطلسي.
والهجرات العربية والتجار العرب هم أصحاب الفضل الأول في انتشار الاسلام في بلاد النوبة وان كان الانتشار تم بشكل بطيء واستغرق وقتا طويلا منذ حملات عمرو وعبدالله بن سعد بداية القرن الرابع عشر الميلادي واكتملت ظاهرة انتشار الاسلام في القرن الخامس عشر الميلادي.
لقد عاش الأنسان النوبى فى هذه المنطقة على مر آلاف السنين وفى الحفريات وأكتشافات علماء الآثار أبلغ دليل على ذلك لقد كانت أرض النوبة فى فترات من الزمن ممرا للجيوش ومسرحا للحروب بداية من فتوح السودان والحملات المتتالية فى عصر محمد على وخلفائه وخلال أحداث الثورة المهدية ثم حملة الدراويش على مصر بقيادة ود النجومى والتى أنتهت فى توشكى فى القرن التاسع عشر
...النوبة حديثا
نهر النيل يسير فى طريقه إلى الشمال حاملا معه الخير والنماء وفوق مياهه تتهادى المراكب الشراعية وعلى ضفافه شريط من الأرض ينبسط حينا ويضيق حينا تقوم فوقه السواقى العاليات والشواديف لترفع المياة من النيل لغابات من النخيل وأشجار السنط واللبخ وليزرع النوبيين أراضيهم بالحبوب والخضروات لتكفيهم مؤنة العيش مع مواشيهم حياة هادئة هانئة لايعكر صفوها شئ لبلاد النوبة طبيعة جغرافية تشكل بانوراما جميلة بقراها المطلة على النيل ونجوعها المتناثرة فى طبيعتها الفريدة بين الجبال والنهر ببيوتها الفسيحة الناصعة البياض كقلوب اهلها البسطاء تلك البيوت التى ابدعت يد الفنان النوبى فى بنائها وزخرفتها بما يلائم طبيعة المكان ليصنع التناغم بين الأنسان والبيئة ببساطة النقوش ودقة التصاميم والبيت النوبى غالبا مايكون كالتالى شرفات واعمدة فى الخارج وفى الداخل فناء واسع يسمى حوش وفى جوانبه غرف عديدة وهناك فى بداية المنذل مندرة او سبيل لأستقبال الضيوف ودهليز لأهل المنزل وغرفة آخرى تسمى ديوانى وغرفة خاصة للأسرة وملحق به حاصل أى غرفة صغيرة فضلا عن غرفة نوم ومطبخ ودورتان للمياة أحداهما خاصة بأهل المنزل والأخرى للضيوف وملحق بالمنزل حظيرة للماعز والأغنام أما الماشية فإن أماكنها بعيدة عن المنزل وتفرش ارضيات المنازل بالرمال الصفراء وتزين جدران الغرف بأطباق ملونة مصنوعة من سعف النخيل تصنعها النساء والفتيات وكثيرا ماتحرص الأم على تعليم الفتاه مثل هذه الأمور وعادة ماكانت تستخدم هذه الأطباق فى المناسبات لقد تفنن النوبيين فى البناء وأصبحت لكل منطقة من منا طق النوبة طابعها الخاص الذى يتميذ عن باقى المناطق فمساكن النوبة فى الشمال فى منا طق الكنوز وفى الوسط فى منا طق العرب تميزت بسقوفها المغطاه بالجريد وذلك لكثرة اشجار النخيل التى تؤ خذ منها الأفلاق والجريد لتغطية السقوف أما فى مناطق النوبة فى الجنوب كانت المنازل لها قباب للأسقف عوضا عن الجريد وذلك لندرة الأشجار فى هذه المناطق وكان من ما يميز بلاد النوبة أنه فى كل نجع وقرية هناك مضيفة يأوى إليها المارون والغرباء وبجانبها مسجد فالكرم وحب الإيثار من صفات الأنسان النوبى
سمل الحلفاوى
09-07-2005, 04:53 PM
http://www.thenubian.net/gallery/lost/lostnub.php
سمل الحلفاوى
25-06-2006, 05:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نبدأ وبه نستعين
الاخوة والاخوات اعضاء وقراء المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــه ،،،،،
يعتبر النوبيون من المجموعات القبليةالمميزة في مصر والسودان بعاداتهم وتقاليدهم الضاربة بجذورها عميقا في التاريخ . وليست العادات فقط هي التي تميز نوبيوا اليوم عن غيرهم من القبائل ، وإنما هنالك أيضا اللغة والخصائص الجسدية والنفسية التي لا يشاركهم فيها غيرهم من أبناء وطنهم الكبير (مصر والسودان) .
هذا التفرد في الخصائص والثراء في الموروث من العادات والتقاليد جاء نتاج تفاعل طويل مع التيارات الحضارية المختلفة التي احتكت بها الحضارة النوبية في مسيرتها الطويلة عبر القرون .ولعل أهم مظاهر تميز المجتمع النوبي هي جمعه ما بين الزنوجة التي ينتمي إليها بحسب الأصل ، والعروبة التي تأثر بها بفعل التواصل والاختلاط . لذا يصعب تماما تصنيف النوبيين تحت أي من هذين العرقين اللذان يشكلان جذور معظم النوبيين . ومن هنا يمكن تلخيص أهم ملامح المجتمع النوبي في الآتي :
أولاً :- الأصالة والحرص على الهوية والتمسك الشديد بالجذور ، وخير دليل على ذلك المجتمعات النوبية القائمة حاليا في المهاجر (سواء فى الداخل أو الخارج) حيث ظلت متمسكة بتقاليدها وعاداتها بالرغم من أنها اقتلعت من جذورها منذ عهد بعيد ونقلت لبيئات تختلف تماما عن بيئتها الأصلية .
ويتهم النوبيين بعزوفهم عن الدخول في علاقات مصاهرة مع غير النوبيين ، ويرون في هذا نوعا من العنصرية . وبالرغم من أن هذا الاتهام قد يكون صحيحا إلى حد ما ، إلا انه لا يرجع إلى عنصرية النوبي أو رغبته في الانغلاق، وإنما لخلفيات تاريخية تمتد جذورها لعصور الممالك النوبية القديمة حيث كان الملك والثروة ينتقلان عن طريق الفرع الأنثوي من العائلة ( ابن البنت أو ابن الأخت ) ، لذا كان النوبي القديم يحرص كثيرا على اختيار من سيتزوج بابنته أو أخته باعتبار انه سيكون وريثه . ويبدو أن هذه الصفة قد ظلت ملازمة لنوبيين حتى الآن وان كانت قد بدأت في التلاشي مؤخرا . جدير بالذكر هنا أن هذه العادة مرتبطة بزواج الإناث النوبيات فقط دون الرجال ، حيث لا توجد أية قيود على زواج الذكور .
اما الان بدأت الاختلاط بالقبائل الاخرى وباجناس اخرى كلى الطرفين
وعموما ، أيا كانت الانتقادات الموجهة للنوبيين حول هذا الخصوص فإننا نعتقد بان شدة الانتماء لأصل معين والتمسك الشديد بأعرافه وتقاليده لا تعني مطلقا احتقار ما عداه من الأصول أو الثقافات الأخرى .
ثانياً :- الحلم والوداعة وإيثار السلام على الحرب ، حيث يعرف النوبي بكرهه الشديد للعنف وحبه للمرح والابتهاج في كل الظروف . ولعل محاضر الشرطة خير دليل على ذلك إذ لم تسجل منذ إنشائها إلا جزء الضئيل من جرائم قتل على امتداد المنطقة النوبية بأكملها . وعموما لا يعرف النوبيون العنف والشجار ويميلون دائما لحل مشاكلهم بالطرق السلمية وعبر الأجاويد والمجالس المدنية غالبا . هذه الصفة لا تتعارض بالتأكيد مع متطلبات الشجاعة والإقدام ، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار مواقف النوبيين في ظروف كثيرة كانت تتطلب الجرأة والبسالة.... والتاريخ خير شاهد على ذلك .
عموما ، يبدو أن النوبيين قد اكتسبوا هذه الصفة منذ زمن طويل عندما ودعوا مبكرا حياة البداوة والترحال واستقروا في مجتمعات مدنية متحضرة تلفها الطمأنينة والأمان .
ثالثاً : الصدق والامانة : سمة من سمات النوبيين الطيبين لدرجة ان التعامل معهم شفويا بدون مكاتبات ورقية منذ زمن بعيد وطبعا هنا فى القاهرة يظهر جليا هذا الصفة عند النوبيين وتعاملاتهم من واقع نوبيتهم فى كل صغيرة وكبيرة والكل يثق فى الانسان النوبى من اى حد وبيحترمهم وبحبوا يتعاملوا معهم .اما فى السودان فجميع السودانيين او الغالبية العظمى يوجد فيهم هذه الصفات ولذا لايوجد فرق فى التعامل .
رابعاً : ودا الاهم الترابط الشديد وحبهم لبعضهم البعض ، حيث أن من المعروف عن النوبيين ارتباطهم القوي ببعضهم البعض أينما حلوا ، وعلى اختلاف طبقاتهم أو مراكزهم الاجتماعية . ولعل هذا ما يدعو البعض إلى وصف النوبيين أحيانا بالعنصرية ، وهو وصف غير صحيح على الإطلاق، إذ يدرك كل من خالط النوبيين وخبرهم أريحيتهم المشهودة وحبهم للاختلاط مع الغير وسرعتهم في تكوين علاقات اجتماعية متعددة في الأوساط التي يعيشون فيها .
Jamal Elmahi
27-06-2006, 02:48 AM
تشكر سمل علي هذا التوثيق التاريخي والمعلومات الثرّه....
وما تنسانا من شوية تركين أن شاء الله بي أيميل...ولاّ عندكم الملوحه...
حلفا دغيم ولا باريس ...تم الباقي براك...
ود الماحي
امل حياتى
27-06-2006, 08:06 AM
والله يا جمال ود الماحى صحبك سميل بقى استاذ تاريخ ولا شنو هههههههه يسلمو يديك اخوى سمل على التاريخ والثقافة النوبية
يعطيك الف عافية
وما تنسانا من شوية تركين أن شاء الله بي أيميل...ولاّ عندكم الملوحه... هههههههههه
sambaaa
01-07-2006, 10:13 AM
الاخ العزيز / سمل ..
تحياتي لك ابعد ما تراه الاعين
يشدني جداً الحديث عن الدولة النوبية والثقافة النوبية بكل ما تحمله من فنون جميلة وعادات وتقاليد سمحة
واملي ان تواصل التوثيق عن الحضارة النوبية ..
شكرا لك سمل
سمل الحلفاوى
03-07-2006, 08:39 PM
الاخوة المشرفين الاعزاء ود الماحي و امل حياتي و سمبا
تحية النوبة الخالده و الفائحة بعبق تاريخنا المجيد الضارب في القدم
اشكر لكم اهتمامك و اطلاعكم علي الموضوع اعلاه و هذا يدل علي اهتمامكم بكل ما يكتب و ينشر في هذا المنتدى العظيم و الكبير باهله و اقول لود المحامى و امل حياتي يا اخوانا اطلبوا حاجه كويسه اطلبوا سمك مقلي سمك مشوي قراصة بالملاح ورق مش بام رقيقه بتاعتكم او بمفروكه نمام و علي العمو م غالين و الطلب رخيص و حلفا دغيم ولا باريس و ما بكمل الباقي عشان انا صايم و الاخ سمبا نرسلو عاطر التحايا و لكم جميعا التقدير و الاعزاز
سمل الحلفاوى
سمل الحلفاوى
03-07-2006, 08:51 PM
http://www.l44l.com/up/uploads/a4eefb7124.gifhttp://www.l44l.com/up/uploads/a4eefb7124.gif http://www.l44l.com/up/uploads/a4eefb7124.gif http://www.l44l.com/up/uploads/a4eefb7124.gif
سمل الحلفاوى
09-02-2007, 02:41 PM
قراءة في الواقع النوبــي
تمهيد
القضية النوبية تهم النوبيين كافة أينما كانوا. وأي حل لهذه القضية ينبغي أن يتم بإشراك النوبين جميعاً وليس نيابة عنهم خلف الكواليس أو وفق رؤى ضيقة يلفها الغموض واللبس أو التردد والمراوغة.
إن إصلاح الحاضر النوبي المزري والطارد بكل أشكاله وتأمين المستقبل الواعد الجاذب للعودة وإعادة تعمير أرض النوبة بأهلها، لا يمكن أن يتم إلا بمراجعة دقيقة ومتمعنة للدفاتر القديمة الخاصة بسياسات الحكومات المتعاقبة وبالأخص حكومة الإنقاذ تجاه الاقليم النوبي.
فسياسة التهميش المتعمدة التي انتهجتها هذه الحكومات وخاصة الإنقاذ خلال الستة عشرة عاماً الماضية قد ألقت بظلال قاتمة على مدى مصداقيتها وجديتها في النهوض بالمنطقة النوبية وتنميتها وفق برنامج تنموي متكامل ومستدام تكون الأولوية فيه للإنسان النوبي ومصلحته.
من هنا يسعى الحزب النوبي السوداني لتقييم ما يجري في الساحة النوبية الآن على ضوء المعطيات المذكورة أعلاه وذلك لإلقاء الضوء على:
- الاتجاه الذي تريد الإنقاذ لنا أن نسير فيه ومراميها من ذلك، وما إذا كان ذلك يتم في إطاره الصحيح أي وفق برنامج تنموي متكامل مدروس وشامل لكل مناحي الحياة في النوبة.
- أو كان هو نتاج نزوات آنية ظرفية تسكينية تحكمها إرهاصات لا تبشر بخير ناتجة عن استفراد الإنقاذ بالبت في قرارات مصيرية دون إشراك أهل السودان في ذلك ودون اعتبار لمآلات هذه السياسة الأحادية على شعب البلاد.
- فلنبدأ اذن من البداية في قراءة متأنية لمعطيات الواقع النوبي وكيف آلت الأمور إلى ما نحن فيه من وضع مزر ومستقبل لا يبشر بخير ونتذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
أولا :- بداية المأساة وتداعياتها.
يتهم النوبيون بأن لهم دوراً فيما لحق ببلادهم من تدهور، وفي ذلك جزء من الحقيقة، ولكنها كلمة حق أريد بها باطل سيقت كتبرير لسياسات التهميش التي أتبعت منذ الاستقلال وبصورة متعمدة حتى الآن. فالحقيقة التي لا ينكرها أحد إلا مكابر هي أن النوبيين بناة ممالك عدة وورثه حضارة عريقة امتدت إلى أواسط السودان. وفي إطار هذه الممالك ومؤسساتها كانوا يعرضون قضاياهم لحلها لا عن طريق شيوخ القبائل فقط ولكن عبر ارتباطاتهم بمؤسسات الدولة. ومن وحي تجربتهم الثرة في هذا المجال وبنظرتهم القومية انخرطوا في بناء السودان المستقل بكل تجرد ووفاء وإخلاص وعملوا في كل المواقع الإدارية وفي تأسيس الأحزاب القومية وكرسوا كل جهودهم في بناء سودان قومي التوجه ومتعدد الثقافات، وإن حدث ذلك على حساب منطقتهم. غير أنهم لم ينقطعوا يوماً عنها وعن قضاياها وهمومها مما أبقى قراها ومدنها عامرة بأناسها تتدفق فيها أموال العاملين من أبنائها في مدن السودان وخارجه لتعول وتدعم حياة وادعة في أرض أجدادهم إلى أن حلت الطامة الكبرى ممثلة في اتفاقية مياه النيل عام 1959م وما ترتب على ذلك من إغراق مدينة وادي حلفا وما يليها جنوباً حتى دال وتهجير سكانها وما تمخض لا حقاً عن ذلك من إهمال وتدهور مريع جعل من المنطقة النوبية كلها مكاناً طارداً يستحيل البقاء فيه. والمؤلم هنا أن يحدث ذلك علي يد حكومات وطنية شارك النوبيون في تأسيسها بكل تفان وتجرد قومي. وكان ظلم ذو القربى يتمثل في موقف السودانيين السلبي بكل أبعاده من هذه الطامة الكبرى وكأنها أمر لا يعنيهم وكأن هذه المنطقة ليست جزءاً من هذا الوطن الذي أسهم النوبيون في بنائه.
ثانياً:- وادي حلفا الجرح النازف أبداً في الجسد النوبي.
بدأت المشكلة النوبية وتفاقمت بكل أبعادها بإغراق حلفا عام 1964م وكان ذلك من خلال تنفيذ ذلك التهجير المدروس الساعي لإفراغ المنطقة المغمورة من سكانها وإحالتها لأرض خالية لا مالك لها (no mans land) وإبقائها على ذلك الوضع بإتباع سياسات متعمدة لإجهاض أية محاولة لإحيائها من جديد. وكانت البداية الإسراع بإخلاء المدينة من أية خدمات وإزالة أية منشآت أو مرافق عامة فور خروج آخر فوج من المهجرين من حلفا. وتلت ذلك في الآونة الأخيرة أسوأ سياسات التهميش تأثيراً بإيقاف الملاحة مع مصر بأمر جمهوري إنقاذي وتداعيات ذلك القرار على المنطقة النوبية بأسرها . وفي هذا المقام دعونا نقرا مأساة حلفا والمهجرين منها بتمعن لسبر المفارقات التي لا نستشف منها غير هدف إفراغ المنطقة من سكانها.
1. المفارقة الأولـــى:-
تكمن في اختيار حكومة عبود آنذاك أرض البطانة من ضمن الأماكن المختارة – وكلها خارج منطقة حلفا – لتوطين المهجرين مع أن هناك أراضي خصبة (صالحة للزراعة مساحتها 1.600,000 فدان في الحوض النوبي) أي في عقر دار المهجرين في وادي الأرانب غرب أرقين وهي مساحة تكفي لاستيعاب المهجرين وأضعافهم. فلماذا انصرفوا عن توطينهم هناك منذ البداية ويفكرون الآن في استثمار الحوض النوبي لصالح مستثمرين أجانب0؟ أ لهذا السبب أتبعوا سياسات التهميش المقصودة بإبقاء المنطقة خالية من سكانها منذ بداية الإغراق والتهجير0؟
2. المفارقة الثانية :-
إن أهل حلفا الذين أصروا على البقاء في أرض أجدادهم وعانوا ما عانوا من شظف العيش والقهر والبؤس وصمدوا أمام التحديات بكل أباء وشمم. هؤلاء الكادحين لا حق لهم الآن في امتلاك الأرض في محلية حلفا وذلك - كما يقول المسؤولون _ بسبب أنهم عوضوا عن أراضيهم القديمة التي فقدوها نتيجة الغمــر بأراض أخرى في حلفا الجديدة. ويعني ذلك أن لا حق لهم في أرض كافحوا للبقاء فيها والحفاظ عليها أرضاً نوبية كفاح الأبطال.
3. المفارقة الثالثة:-
وفي إطار ما يمكن أن يطلق عليه ملاحقة النوبيين أينما كانوا، بعث رئيس الجمهورية الحالي بتوجيهاته إلى أصحاب الشأن في مشروع حلفا الجديدة بإعداد قانون جديد بهدف تعميم تجربة قانون مشروع الجزيرة في الخصخصة على باقي المشروعات المروية ذات الصيغة القومية ناسين أو متناسين أن هذا المشروع قام أساساً لتعويض أهل منطقة حلفا المهجرين عن أراضيهم التي فقدوها نتيجة الإغراق وأن أرض المشروع ملك لهم ويعد تعويــضاً لما فقدوه من أراض في موطنهم الأصلي. وبدلاً من إعادة تأهيل المشروع برمته من التدهور الذي أصاب جميع مرافقه، تلجأ الحكومة إلى تنفيذ خطة مدروسة تهدف إلى تفريغ المشروع من النوبيين. وقد ظهرت بوادرها في الإحلال التدريجي للنوبيين في المشروع والذي غادره عدد منهم بعد أن أنهكتهم الأمراض بأنواعها نتيجة تدهور البيئة الصحية وإغفال الحكومة لمطالبهم بإصلاح شأنهم وشأن المشروع. وهكذا تكتمل الحلقة في سلسلة التهجير القسري بتحويل كل مكان ينتمون إليه طارداً لهم فلا أرض أجدادهم عادت ملكاً لهم ولا مهيأة لإستيعابهم إذا عادوا ولا تلك التي هجروا إليها باتت مناسبة للبقاء فيها. إنه التشريد الدائم بكل أبعاده.
4. المفارقة الرابعــــة :-
كانت وادي حلفا وستظل في وجداننا ومن حيث الموقع الجغرافي أكبر ميناء نهري في السودان ومنفذ البلاد إلى مصر وتجارة الحدود. إن إيقاف الملاحة مع مصر بقرار جمهوري مع إبقاء وسائل الاتصال الأخرى معها مفتوحة دون سبب مقبول، يندرج تحت سياسة التهميش المقصود تجاه المنطقة النوبية. وما يؤكد ذلك ما أتبعته الإنقاذ من سياسات لاحقة لإجهاض أي محاولة لأحياء حلفا لتلعب دورها التاريخي كميناء حدودي بل لتجريدها من ذلك الدور تماماً وذلك وفقاً للآتي:-
أ- تلافي بناء الميناء الدائم وفق الدراسات الهندسية المتاحة والاكتفاء بإقامة أرصفة مؤقتة في مواقع خاطئة آخرها الرصيف الذي بناه علي عثمان طه والذي لم يعد بدوره صالحاً لاستقبال البواخر بأنواعها.
ب- بعد بناء الرصيف مباشرة تم تدشين طريق شلاتين العبيدية البري لتجارة الحدود بين ولاية نهر النيل ومصر واتخاذ العبيدية كمقر للتخليص الجمركي لهذه التجارة بدلاً من وادي حلفا.
ج- لتجريد ميناء وادي حلفا من دورها التاريخي لجأت الإنقاذ إلى:-
أولا: فرض ضرائب جمركية في حلفا على السلع تصل إلى أربعة أضعاف ما يفرض على نفس السلع في العبيدية مما يرفع أسعار السلع الواردة عن طريق حلفا ويدفع أهل محافظة وادي حلفا للاعتماد على العبيدية للحصول على نفس السلع الأمر الذي يحرم وادي حلفا والمحافظة من أي دخل جمركي ويسبب أعباء إضافية للمستهلك0
ثانيا: لنجاح هذه المؤامرة لجأت الإنقاذ كعادتها إلى تعيين ضباط جمارك من كوادرها الملتزمة لتنفيذ سياستها الخبيثة والآن تجري الاستعدادات لجعل العبيدية منطقة أسواق حرة بكامل مرافقها. وبعد توقف حركة التجارة عبر شلاتين لفترة مؤقتة استؤنفت مرة أخرى بإلحاح من ولاية نهر النيل على ما تراه حقاً مكتسباً ونراه حقاً مسلوباً بل وقد شرعت هذه الولاية في سياسة التكامل مع مصر في مجال صناعة الأسمنت.
ثالثاً : حدود الولاية الشماليـــــة0
نادى الحزب النوبي في أول بيان لــه أن تكون الحدود الإدارية التي ورثها السودان عند الاستقلال عام 1956 هي الأساس في الوقت الحالي الذي يجب أن يتم وفقه تقسيم البلاد إلى ولايات حسب النظام الفيدرالي المقترح، أي إلى تسع ولايات وهذا هو الأساس الذي يطالب الجنوبيون أن يتم تحديد الجنوب وفقه الآن، وكذلك ثوار دارفور, فالتقسيم الذي ابتدعه نظام الإنقاذ هو تقسيم عبثي الهدف الأساسي منه ليس الجدوى الاقتصادي للولاية، بل تمكين سلطة الإنقاذ السياسي على البلاد دون مراعاة لما يمكن أن يفرزه هذا التقسيم من نزاعات وصراعات بين الولايات مستقبلاً. وما حدث بالنسبة للمديرية الشمالية في هذا الشأن هو:-
- اقتطاع ولاية نهر النيل من المديرية الشمالية السابقة لتبقى هذه الولاية ليس كمرتكز لكل المشاريع التنموية الحكومية والخاصة فحسب بل لتنافس وادي حلفا في تجارة الحدود مع مصر بعد إيصال حدود الولاية عبر الصحراء النوبية إلى حدود مصر.
- إن ما يدعو إلى القلق الآن هو ما يصدر من تصريحات بين حين وأخر من حركة العدل والمساواة مطالبين بالجزء الذي اقتطع من ولاية دارفور الشمالية وضمت للولاية الشمالية أثر التعديلات الحدودية التي أفرزت ولاية نهر النيل، ثم مطالبتهم بحدود مشتركة مع مصر وليبيا وهذا سيتم، متى تم على حساب الولاية الشمالية.
- كذلك ما بدر من بعض ثوار دارفور من أن حدود دارفور تمتد حتى دنقلا، ولا ندري على أي أساس يقوم هذا الادعاء اللهم إلا اذا كان على أساس أراض منحت لبعض أهل دارفور أبان ولاية أول ولاة الشمالية في بدايات حكم الإنقاذ والذي كان من ذوي الأصول الدارفورية.
- إن ما يدور في الصحف الآن من تصريحات رسمية اتحادية وولائية عن فتح تجارة الحدود بين شمال كردفان مع كل من مصر وليبيا والحديث عن إيجاد منفذ لهذه التجارة الحدودية لأن شمال كردفان ليس لها حدود مع هذين البلدين وخاصة مع مصر اصب كلها في مجرى استهداف النوبيين.
- ونلفت الانتباه إلى هذه المسائل ومآلاتها المستقبلية اذا حدثت- وستحدث اذا سكتنا كعادتنا – مع العلم بأن مشاريعنا التنموية المستقبلية من زراعية وبترولية (حقل 14) وإستراتيجيتنا من المياه الجوفية، تقع كلها في محاذاة النيل من الغرب بدءاً من دنقلا حتى الحدود المصرية – الليبية.
- إن هذه التقسيمات العبثية تتطابق مع محور حمدي لسودان المستقبل أي محور - دنقلا- سنار- كردفان العربي الإسلامي الذي يحقق التسلط الإنقاذي على البلاد وضمان بقائه أو إقامة دولته الخاصة اذا تعرض السودان للتجزئة والتفتيت0 مما يعني أيضاً أن كل منطقة تقع خارج هذا المحور – ومنها المنطقة النوبية الواقعة شمال دنقلا – هي منطقة ناشذة مما يؤكد نية الإنقاذ المبيتة لتفتيت المنطقة النوبية وخاصة أن محاولة سابقة جرت من قبل لضم محافظة حلفا لمحافظة أبي حمد في ولاية نهر النيل.
رابعاً: مشروع الحامداب ( سد مروي )
المعروف أن إقامة أي مشروع متعدد الأهداف ( multi- purpose ) على نهر النيل يجب أن يتم باتفاق دول حوض نهر النيل، وهناك عدد من الأسئلة المشروعة تتعلق بموقف هذا المشروع.
وقد سبق إنشاء سد الحماداب تصريح لنائب الرئيس /علي عثمان، بأن هذا المشروع سيحقق الأمن الغذائي لمصر، ولا مانع لنا في ذلك من حيث المبدأ إلا أن هذا التصريح وفي ظل ما أتسمت به أفعال الإنقاذ حيال المنطقة من غموض وعدم شفافية يلقي بظلال من الشك حول أثار هذا المشروع على المنطقة النوبية وذلك من حيث :-
1- ما تم الاتفاق بشأنه مع مصر أي ملف الإتفاقية كتابة أو شفاهة، وأثار هذه الإتفاقية على تنمية المنطقة النوبية لصالح الإنسان النوبي.
2- الملف الزراعي الخاص بالمشروع وهو ملف غير معلن عنه حتى الآن، لأنه غالبا ما يتعارض مع مصالح المنطقة النوبية والمشاريع الزراعية المزمع إقامتها هناك بهدف تحقيق تنمية مستدامة تجذب النوبيين للعودة والاستقرار في منطقتهم.
3- ثمة تساؤل آخر حول المياه التي ستمر عبر السد إلى النيل النوبي تجاه مصر. ما نصيب المنطقة النوبية منها وما حجم المشاريع التي ستقام للاستفادة من هذا النصيب لصالح الإنسان النوبي وتنمية منطقته؟؟.
4- ما هي حقيقة القناة المزمع حفرها من خلف السد وبقنطرة في نمرة (10) لتجري شمالا لتسقي أراض يقع معظمها في ولاية نهر النيل لزراعة القمح من قبل مستثمرين لا تتوفر عنهم أي معلومات؟ وهل نصيب السودان من مياه السد سيخصص لهذا المشروع وإن ما يصب في النيل النوبي سيكون في معظمه الغالب من نصيب مصر فقط ولا نصيب للنوبيين فيها لإقامة مشاريع زراعية تنموية على ضفاف النيل أو على جانبيه؟؟.
5- إن ما أعلن على لسان ولاة الأمر في الولاية في مناسبات عدة عن ألا مكان لمشاريع تعاونية صغيرة في المنطقة بعد الآن وإن سياسة الإنقاذ تتجه نحو إقامة مشاريع كبيرة ذات أحجام كبيرة (50,000 فدان وما فوق ) يطرح أسئلة عديدة منها لى سبيل المثال لا الحصر:-
- الإصرار على مشروع كوكا الصغير ومساحته (7,000 فدان) على حساب مشروع كوكا الكبير ومساحته حوالي (108,000 فدان قابلة للزيادة إلى فوق 200,000 فدان ) وذلك بعذر هندسي
سمل الحلفاوى
09-02-2007, 02:43 PM
مفتعل حول المضرب على الرغم من أن كل المسوحات الهندسية التي أجريت تحبذ المشروع الكبير الذي يمكن أن يحقق تطلعات، ليس مشايخ البركة فحسب بل يمكن أن تمتد قناة الري من المضرب المقترح لتروي معظم الأراضي الواقعة شمالا رياً إنسيابياً0 فهل المعارضة لهذا المشروع الكبير – وكلهم من المواليين للإنقاذ - نابعة من أن الأراضي التي سيشملها مخصصة لجهات غير النوبيين لاستثمارها أم لان نصيب النوبة من مياه سد الحامداب غير مخصصة لمشاريع كبيرة بهذا الحجم أم لكلا السببين؟.
6- وبشأن استغلال المخزون الهائل من المياه الجوفية والاستفادة منها في تنمية الإمكانات الزراعية، صرح مسئول ولائي بأن هذه المياه تعد مخزوناً إستراتيجياً :- والسؤال إلى متي ولصالح من؟ هل لصالح مشاريع نوبية أم لصالح مشاريع استثمارية حزبية أم لجهات إسلاموية أجنبية؟
خامساً:قرار نزع الأراضي (206) المصاحب لمشروع سد مروي :
على الرغم مما أثاره هذا القرار من احتجاج من قبل النوبيين كافة باستثناء الإنقاذيين، فإن الحكومة ما زالت مصرة على المضي في تنفيذه. فما زالت هنالك اتصالات تدور وراء الكواليس وفي غياب تام للنوبيين من غير الإنقاذيين بين الحكومة وإدارة وحدة السد من جانب وحكومة الولاية من جانب آخر تمخضت مؤخراً عن مذكرة رفعت للحكومة لا يدري النوبيون شيئاً عن محتواها وما إذا كانت ستحفظ حقوقنا نحـن النوبيون في أرض أجدادنا ومواردها الطبيعية وثرواتها أم لا:
1- فهل صحيح ما تدعيه إدارة وحدة السد من أن هذا المشروع لصالح النوبيين ويوقف النزوح من الشمالية والهجرة إلى خارجها، فإذا كان كذلك لم الغموض حوله ولماذا لا يشترك النوبيون في تحديد ذلك وفق رؤاهم وتطلعاتهم؟
2- أم هو مشروع إستراتيجي كما تزعم الحكومة، تعم منفعته كل العالم الإسلامي والعربي؟ مما يوحي بأن هذا المشروع هو فعلاً لصالح مستثمرين من فئات حزبية – والذين امتلكوا بالفعل ألاف الأفدنة – ومستثمرين أجانب ينتمون لقبائل الإسلام السياسي بمختلف مسمياتها. وهل سيكون المبلغ المخصص لهذا هو ملياري دولار، والذي تلوح به الحكومة لحكومة الولاية وتهددها بتوجيهه لولاية أخرى، في حالة رفض الأخيرة إقرار هذا المشروع الذي يحققه القرار (206)؟؟
فإذا كانت الحكومة جادة فعلاً في استثمار الإمكانات الزراعية لصالح الإنسان النوبي فإن عليها استصلاح هذه الأراضي الصحراوية أولا ثم تمليكها للمواطنين بعد ذلك كما يحدث في مصرالشقيقة0
وثمة تساؤلات أخرى حول هذا القرار تتلخص فيما يلي :-
لمصلحة من تصادر هذه الأراضي وما هو الدافع الحقيقي وراء إصدار هذا القرار وأيلولتها لإدارة السد وبالأخص رئيس وحدة السد وهو حزبي ينتمي إلي الإنقاذ؟ هل تم ذلك لضمان تنفيذ الاستثمار في المنطقة كما تخطط له الإنقاذ وفق إطار حزبي وإسلاموي؟
فإدارة السد ومهندسيه وكوادره الإدارية وغيرهم أغلبهم من المواليين للإنقاذ، فهل يعني ذلك أن المشروع برمته يقع في دائرة سياسة التمكين الاقتصادي ثم السياسي التي يمارسها الإنقاذ لضمان بقائه في السلطة دون أدنى مراعاة لمصلحة المواطنين الذين كغيرهم من السودانيين احترقوا بنار الخصخصة والتحرير الاقتصادي الذي أفقر السواد الأعظم من الشعب السوداني؟
كما أن هذه الأراضي تضم في جوفها ثروات أخرى من معادن وبترول فلصالح من ستستغل هذه الثروات ولمن ستؤول عائداتها؟ وهل ما تم في الولاية الشمالية من مصادرة للأراضي معمول به في الولايات الأخرى أم مخالفة لها؟ وبما أن هذه الأراضي المصادرة أراضي زراعية واعدة فلمن ستؤول ملكيتها مستقبلاً؟ هل لمستثمري الحزب ومن والاهم أم للأفراد الذين لن يكون في مقدورهم استزراع مثل هذه الأراضي الصحراوية والذين إذا غامروا دون دعم حكومي تعرضوا لخسائر وديون تفضي بهم في النهاية إلى بيع أراضيهم لمستثمرين أغنياء يتحينون الفرص لذلك؟؟
سادساً:حول ما يطرح الآن من مشروعات في المنطقة.
انطلاقا من مقولة أن التخطيط الجيد الذي يراعي متطلبات المنطقة الآنية والمستقبلية ويحقق التنمية المستدامة الشاملة لكل مناحي الحياة هو أساس أي مشروع تنموي متكامل فهل ما يطرح من مشروع عن الطاقة وسفلتة أو تعبيد الطرق يأتي مرتبطاً ببرنامج تنموي متكامل للمنطقة أم هي جرعات مسكنة تحكمها ظروف مستجدة تعتور المنطقة والساحة السودانية بشكل عام؟
1- محطات الكهرباء الحرارية المزمع إقامتها في بعض مراكز المنطقة :-
لا يمكن إنكار أهمية الكهرباء كطاقة في حياة الناس ومن ثم أهمية هذه المحطات، ولكن سؤالنا هو:-
لماذا محطات حرارية ذات قدرات محدودة؟ فالمعروف أن المحطات الحرارية مكلفة جداً من حيث تشغيلها وصيانتها في حين أن الكهرباء المولدة من الماء رخيصة التكاليف وقليلة الصيانة متى ما تم إنشاء شبكة الضغط العالي. فهل يعني هذا أن أمداد المنطقة من كهرباء سد مروي غير وارد أصلا أم هذه خطوة مؤجلة إلى حين كما يقال.00 ولكن إلى متى؟ مع العلم بأن هذه الكهرباء حق مشروع للمنطقة النوبية وفق ما جاء في اتفاقية نيفاشا حول اقتسام الثروة. فموضع السد يحمل اسما نوبياً وحوالي ثلثي مساحة الولاية هي أرض نوبية(Par Excellence) والكهرباء مولدة من سد مقام على أرض الشمالية.
فهل مازالت الإنقاذ عازمة على إقامة سدين أحدهما في دال وآخر في كجبار وذلك في إطار مشروع طاقة مشترك بين السودان ومصر وأثيوبيا كما جاء في الصحف؟ أن إقامة هذين السدين ستغرق كل المنطقة النوبية التي سلمت من الإغراق الأول : أراضيها ونخيلها وقراها وأثارها على طول ضفتي النيل حتى دنقلا. إذن ما الذي سيبقى للنوبيين بعد ذلك لتنميتها وتطويرها؟ فالأراضي التي ستغرق هي نفس الأراضي التي استثناها القرار 206 من المصادرة – وعند ذلك ستبقى الأراضي البعيدة من النيل والتي تنوي الحكومة نزعها ومصادرتها لصالح المستثمرين الأجانب والمتنفذين من أصحاب المال والنفوذ. فماذا إذن سيكون مصير النوبيين في أرض أجدادهم هل سيعيشون غرباء يستجدون الأصدقاء أم سيعملون كأجراء في مشاريع يملكها مقتدرون أجانب وحزبيون؟ ومن حقنا أن نسأل أيضا فيما يخص الطاقة ومشكلاتها في المنطقة النوبية هل كان للمنطقة نصيب من كهرباء السد العالي حسب اتفاقية مياه النيل لعام 1959م؟ أم كان لسياسة إخلاء المنطقة المغمورة من سكانها وإبقائها كذلك حتى الآن دور في حرمان المنطقة وبالأخص ما تبقى من أرض النوبة (سكوت – محس – دنقلا) من فائض الكهرباء من السد العالي الذي توفر بكمية هائلة فاضت عن حاجة مصر حتى فكرت الأخيرة في تصدير هذا الفائض إلى الكونغو وزائير ضمن ما عرف بمشروع كهرباء إفريقيا. فنحن الذين أغرقت أراضينا ونحن الذين شردنا ونحن الذين ضحينا فأين ثمن هذه التضحية؟ أحرام على بلابله الدوح حلال على الطير من كل جنس؟ وكما فتحتم الملف السري بهذه الإتفاقية لأثيوبيا لابتزاز مصر عندما كانت العلاقة معها سيئة فنحن أيضاً نطلب كشف الملف الخاص بالنوبة في هذه الاتفاقية.
2 - طريق دنقلا كرمة حلفا :- بعد مماطلة وتلكؤ دام سبعة عشرة عاماً شرعت حكومة الإنقاذ بتوفير معدات لرصف هذا الطريق الذي يعد تكملة لشريان الشمال الذي تحمس النوبيون لتمويله بتجرد يحدوهم الأمل فيما قد يحدثه هذا الطريق من تطوير الاقليم النوبي وتواصل بين أجزائه. وكلنا يعلم ما أصاب ذلك الشريان من تدهور في بعض أجزائه وإلى أين اتجه وأنتهي وتوقف – وما أرتكب في بنائه من أخطاء هندسية. كما نعرف كيف تحول طريق أبو سمبل – قسطل وادي حلفا إلى طريق قاري على بعد 40 كيلو متر غربي النيل. مع قناعتنا التامة بأهمية الطريق وجدواه الاقتصادي فإننا نسأل أيضاً وفي خلفية تجربة بناء شريان الشمال وما أرتكب فيه من أخطاء هندسية فادحة على يد شركة لا خبرة لها في بناء الطرق ولا وازع دينياً يحمي حقوق وأموال من اقتطعوا من أقوات أولادهم تلك الأموال: هل الشركات الحزبية التي أوكلت لها مهمة بناء هذا الطريق الذي يمر بمنطقة وعرة التضاريس لها ما يكفي من خبرة وكوادر مؤهلة في بناء طرق جيدة حسب المواصفات العالمية حتى لا يتبخر الإسفلت بعد فترة وجيزة لتتحول إلى مقبرة للمسافرين؟ هل هناك شركات هندسية استشارية عالمية أو سودانية مستقلة في بناء الطرق ستستعين بها هذه الشركات وتلتزم بما ينصحون بل تعينهم رقباء على الطريق أثناء بنائه واستلامه عند الانتهاء من البناء حتى تتأكد من أنه بني حسب المواصفات العالمية كما تدعي الإنقاذ؟ كما نسأل أيضاً هل يأتي توفير هذه الخدمات الحيوية مرتبطاً بمشروع تنموي متكامل ينتظم المنطقة كلها – وما هي هذه المشاريع؟
سابعا: هل الإنقاذ جادة فعلاً في إعادة تعمير المنطقة النوبية وفق برنامج تنموي متكامل كما تفعل على سبيل المثال في ولاية نهر النيل؟
إن كل المؤشرات ونهج وأسلوب الإنقاذ في تعاطيها مع القضية النوبية تقول عكس ذلك وفق المعطيات التي سردناها أعلاه بدءا من إيقاف الملاحة وملابسات سد كجبار وعدم الاهتمام بالمنطقة من قبل المسئولين من اتحاديين وولائيين طوال الستة عشرة عاماً هي عمر الإنقاذ.
1- فالرئيس لم يزر المنطقة إلا مرتين – الأولى في بدايات عهد الإنقاذ وكانت زيارة استطلاعية محمية بالسلاح وجاءت في خلفية مقتل شهدائنا ( د0 علي فضل ومجدي محجوب ومعاوية ياسين ) انتهت بحلفا ثم جاءنا من بعده من يقول ( أنتو ما وقفتوا معانا ) إشارة إلى تصويت أهل المنطقة في انتخابات عام 1986م لمرشح مستقل غير مرشح الإنقاذ. كان من نتائجها وبإيعاز من الإنقاذيين من أهل المنطقة – اتخاذ موقف معاد من قبل الإنقاذ تجاه المنطقة – وخاصة محافظة حلفا وكأنها تعاقبهم لممارسة حقهم المشروع في انتخاب من كان يرونهم الأصلح.
أما في الزيارة الثانية فقد جاء الرئيس يحتفل بتكوين الدفاع الشعبي وليس لدراسة مشكلات المنطقة لأنه كان قد أصدر أوامر مسبقة بأن لا خطب تتضمن مطالب أو مشكلات. أما التلفزيون فهو كالدفاع الشعبي فإن إدخاله لم يكن من أجل سواد عيون شيخنا الجليل (شريف) إنما فقط لأهميته كأداة إعلامية قوية يبثون من خلالها مشروعهم الحضاري. أما الخدمات الأخرى من تعليمية وصحية فقد تغاضوا عنها كلية طوال الفترة التي تلت الزيارة وحتى الآن. والمؤسف أنهم ظنوا هذا الموقف النوبي الصامت تجاه مشروعهم الحضاري ضعفاً وهواناً واستسلاماً لهم ولأجهزتهم القمعية.
2- عندما بدأ النوبيون يتساءلون عن إحجام الإنقاذ وفي صفوفها إنقاذيون نوبيون عن طرح أي مشروع تنموي على أي مستوي – لجأت الإنقاذ إلى سوق تبريرات مثل أن المنطقة النوبية لم تكن مدرجة في إطار أي برنامج تنموي منذ عهد الاستعمار وبعد الاستقلال، وتكرر ذات الحديث مرة أخرى عندما صرح أحد الولاة بأن لا فكرة لدى الحكومة ولا لديه عن أي مشروع تنموي بالمنطقة ضمن المشروع الحضاري المزعوم. وجاءت الأحداث وكوارث الفيضانات اللاحقة تؤكد موقف الإنقاذ من هذه المنطقة. فإذا قلنا بأن للاستعمار أسبابه، فما بال الحكومات السودانية ومنهم الإنقاذ؟ وفي حقيقة الأمر فإن الاستعمار ترك المنطقة مزدهرة عامرة بمرافقها الخدمية وبها حلفا زينة المدن السودانية وأجملها وترك لنا على سبيل المثال إكسبرس حلفا وكأنه إكسبرس الشرق الشهير وبواخرها ونخيلها وآثارها فأين نحن منها الآن؟
3- إن أخطر ما ورد في ندوة الأهرام في إطار اتفاقية الحريات الأربعة مع مصر ومع المستثمرين المصريين في الحوض النوبي كان ما أدلى به د0 صادق عمارة بخصوص استيراد أيدي عاملة من الخارج (مصر) في حالة عدم توافر أيدي عاملة محلية للعمل في المشاريع الاستيطانية المزمع إقامتها هناك. ويؤكد هذا ما قيل عن مخطط إفراغ المنطقة من سكانها منذ إغراق حلفا وإبقائها على تلك الحال بإيقاف الملاحة وإغراق الزراعة عند نضوجها في أرض الحجر لتطفيش الناس من الاستيطان فيها وتعميرها لتصبح بذلك أرضاً خالية يمكن أن تستوعب أي مشروع استيطاني أجنبي بإسم الاستثمار وفق عقود طويلة الآجل وليس لإعادة أهلها الذين غادروها مجبرين.
4- محاولة الإنقاذ كلما ارتفع الصوت النوبي الصادق المطالب بحقوقه المشروعة في حياة كريمة في أرضه، الالتفاف حول القضية النوبية وذلك بتكوين هيئات مصطنعة الهدف منها احتواء هذه القضايا بهدف إجهاضها وإجهاض أية حركة نوبية ترفع رأسها مطالبة بحقوقها. ونرى ذلك الآن في الدعوة لمؤتمر نوبي يتولى قيادته زمرة من الإنقاذيين وتحت شعارات كتقسيم السلطة والثروة وأحياء اللغة والثقافة النوبية. فنحن نسأل: لقد كان هؤلاء في السلطة وفي أعلى أجهزتها التنفيذية منذ بداية الإنقاذ وحتى الآن، فماذا فعلوا للنوبة؟ أين كان هؤلاء والداعيين للمؤتمر عندما أخذت الإنقاذ تؤرخ لتاريخ السودان من مملكة العبدلاب الإسلامية وألغت ما سبقتها من عهود حضارية وألغت تدريس الحضارة النوبية من منهاج المدارس لاعتبارها فترة جاهلية إلى جانب العبث بمقتنيات المتحف القومي من أثار وسرقتها؟ بل أين كان هؤلاء طوال الستة عشرة عاماً الماضية وأرض النوبة تحتضر اجتماعيا واقتصاديا وبيئياً وهم في قمة السلطة؟ فهل صحوتهم هذه نابعة من التأييد الكاسح الذي وجدته الحركة الشعبية وقائدها المناضل د0 جون قرنق وسط النوبيين القابضين على الجمر في المنطقة والصامدين أمام كل التحديات التي أحالت منطقتهم مرتعاً تارة للذئاب الضارية وتارة للسرطان والدرن والملاريا تحصد أرواحهم وتارة لإخطار التدهور البيئي من هدام وتراكم النبات الجاف وأشجار النخيل الميتة التي جعلت المنطقة كلها عرضة للاشتعال والحرائق المدمرة وكانت استغاثتهم واستنجادهم بأهل السلطة يذهب أدراج الرياح ولا يجد أذنا صاغية؟؟
أن النوبيين لم ولن ينسوا موقف الحركة حتى أبان الحرب حين أطلقوا على معسكراتهم أسم (كوش 1 ) و ( كوش 2) في حين كانت الإنقاذ تعمل جاهدة لطمس كل ما يتعلق بهذه الحضارة العظيمة التي يفخر بها العالم وشطبها من ذاكرة الإنسان السوداني والنوبي.
5- وبدلا من المساعدة في حل هذه المشكلات وإقامة خدمات ضرورية كتمويل القرى بمياه الشرب النظيفة، دأبت الإنقاذ على الاستيلاء على المرافق التي يقيمها النوبيون بعرق جبينهم وقوت أبنائهم لتقوم بتوزيع الماء على المواطنين الذين أقاموها مقابل عائدات ورسوم تدفع للحكومة. وهذه قرصنة قذرة.
6- إن ملاحقة حكومة الإنقاذ للحكومة المصرية لإنفاذ اتفاقيات الحريات الأربعة وكما حدث خلال زيارة وزير الدفاع الأخيرة للقاهرة تثير الشكوك حول مرامي الحكومة من ذلك وتذكرنا بما حدث من تمرير قانون مشروع الجزيرة، وخصخصة بنك الخرطوم قبل فترة قصيرة من قدوم الحركة الشعبية وتكوين حكومة الوحدة الوطنية.
7- في بلد تعصف به الصراعات وتطحنها الحروب، ظلت الشمالية ومنطقة النوبة خاصة هادئة ومستقرة، وكان الأحرى أن تكون جاذبة للمشاريع التنموية إذا كانت للإنقاذ نية صادقة لإقامة مثل هذه المشاريع. ولكن ما حدث فعلا هو اننا كنا نشهد كل المشاريع التنموية تتوقف عند ولاية نهر النيل ولا تتجاوزها شمالا طوال فترة الإنقاذ بينما المنطقة النوبية تشهد تدهوراً في كل المشاريع والخدمات الأساسية الموروثة من عهود سابقة ولا مغيث او مستجيب لمن ينادي حتى بتأهيلها فقط.
8- مع كل هذه المؤشرات التي توضح عدم اكتراث الإنقاذ بالنوبة، أرضاً وشعباً، مضت حكومة الإنقاذ غير عابئة بل ومستفزة لمشاعر النوبيين وأهانتهم مرة بنعتهم بأنهم، ( شوية خدم وسفرجية ) وأخرى بأن منطقتنا بتاريخها المجيد وحضارتها التليدة لا تستحق وضع ومكانة محلية من محليات امدرمان. وهذا القول الصادر من مسئول في قمة السلطة ينم عن إستخفاف بالنوبيين أرضاً وشعباً وتعزز ما ترسخ في نفوس النوبيين من قناعة بأن ثمة مؤامرة دنيئة تحاك ضد هذه المنطقة وسكانها في الخفاء وإن كانت خيوطها الكالحة بدأت تطل لتكشف لنا أبعاد تلك المؤامرة وما تنوي الإنقاذ تنفيذه في المنطقة النوبية. وكرد فعل للحركة النوبية التي بدأت تعلو، وللتأييد الحار الذي قوبلت به الحركة الشعبية وانخراط النوبيين في صفوفها بأعداد أقلقت الإنقاذ وأجبرتها على المبادرة بمثل هذه المشاريع. وفي إطار مخططها، بعد سكوت دام سبعة عشر عاماً، لاحتواء هذا المد المعارض للإنقاذ وسياساتها الحزبية وسط النوبيين بدأت الإنقاذ في ضخ عدد من الوعود وتنظيم الوفود لزيارة مواقع الشتات والهجرة النوبية للترويج لنفسها بعد فوات الأوان لإزالة سجلها المخزي تجاه النوبيين والذي نوجزه في التالي:-
1- أصبحت المنطقة النوبية عامة والأجزاء الوسطى خاصة. أكثرها فقراً ومعاناة ونزوحاً مع أنها أكثر أجزاء النوبة أيضاً ثراءً في اللغة والفن والآثار والتي يتجسد فيها التراث النوبي حضارة وثقافة كما أنها تضم أراض خصبة زراعياً وغنية معدنياً.
2- ولأنها منطقة تخومية تقع في أقصى حدود الدولة شمالا، فإن تفريغها من السكان بأي شكل من الأشكال يجعلها عرضة الطامعين. وبدلاً من تعمير مثل هذه الأماكن الحدودية بالسكان عمدت الحكومات إلى إبقائها على ذلك الوضع حتى لا يشكل النوبيين ثقلاً سياسياً أو اقتصاديا عدم إقامة مشاريع تنموية ذات جدوى محلياً وإقليميا ) مما يسهل بتوجههم القومي المتأصل فيهم استيعابهم في الأحزاب القومية ويصرفهم عن التكتل كنوبيين ليطالبوا بحقوقهم وخاصة وإن النوبيين في الانتخابات الديمقراطية كانوا يصوتون للناخب الذين يرونه الأفضل لعرض قضاياهم الملحة.
3- أدى هذا الموقع الهامشي وافتقار النوبيين إلى قوة اقتصادية فاعلة إلى فقدان التأثير في صناعة القرار في المركز مع وجودهم السياسي في قمة القرار السياسي. وقد تفاقم الوضع مع الإنقاذ عندما تولى الأمر والإدارة في المنطقة حزبيون من النوبيين وغيرهم ولاءهم الأول هو لتمكين السلطة الحزبية دون مراعاة لمصلحة المنطقة0
4- إن مكمن الضعف في النوبيين، بالإضافة إلى ما سرد أعلاه، يقع في تعاملهم الحضاري مع فئة لا تفهم إلا لغة العنف والقهر وإلغاء الآخر والتي تستغل هذا الضعف لتفريق كلمة النوبيين وفق سياسة (فرق تسد) وتلهينا وتوهمنا بسياسات تنموية على الورق وحسب0
5- إزاء هذا الوضع المزري فإننا ندعو النوبيين كافة إلى:-
أ - عدم الاندفاع العاطفي في تقييم ما يحدث في المنطقة وما يطرح فيها من مشاريع بل تقييمها بموضوعية متجردة أساسها مصلحة النوبة وفي إطار ما عانيناه. وإن يأتي توفير أية خدمة من الخدمات مرتبطاً بمشروع تنموي متكامل معلن عنه بوضوح وليس كجرعة تسكينية مرتبطة بمستجدات ظرفية، لإسكات الأصوات التي لن تسكت أبداً إلا بعد أن أن تعود أرض النوبة عامرة بسكانها ومزدهرة باقتصادها وشامخة رأسها بإرثها الحضاري وتاريخها المجيد.وسيأتونك يا أخوتنا على كل ضامر ومعهم منتفعون من أهلنا يتحدثون بمعسول الكلام عن مشروعات في رحم الغيب ونفي حقيقة ما يحدث في النوبة على أساس إنها مجرد إشاعات. وسوف يتحدثون عن إنجازات مثل بناء منزل من طابقين للأمن واستراحة بملايين الجنيهات تساعد في تركيز سلطة الإنقاذ وكان أولى بها تأهيل المستشفيات والمدارس فأيهم أولى؟. إنهم يغرونكم بالمال والذي هو حق لك ونحن نربأ بأحفاد ترهاقا وبعانخي أن يبيعوا أنفسهم بحفنة دولارات. فهم في الحقيقة يتحركون من أجل الدعاية للانتخابات القادمة والاستعداد لها واستقطاب كوادر يستغلونها بهذا الهدف ثم لفظهم بعد أن يحققوا أهدافهم. وما أصعب أن يفقد الإنسان كرامته وهيبته من أجل حفنة جنيهات.
ب - أن يؤمن النوبيون بقدرتهم الخلاقة في بناء أرضهم وتعميرها من جديد فقد قاموا بذلك منذ فترة طويلة وذلك عن طريق الجمعيات الخيرية والتعاونية بأنواعها والتي أقاموها بعرق جبينهم وبأموالهم المحولة من مقار أعمالهم. هذه الأموال التي حرمت منها المنطقة بعد النزوح وتمتلئ بها جيوب آخرين من خارج أرض النوبة الآن كما نطلب منهم أن يعيدوا النظر في تراثهم الاجتماعي والثقافي بتحويله لطاقة وعمل وجعله مصدراً للإبداع والقوة يستلهمون منه الدافع والعزم.لنيل حقوقهم المشروعة لكي يعيدوا للنوبة سيرتها الأولى.
ج- إن سياسة الخصخصة والتحرير الاقتصادي التي أفقرت البلاد وهوت بالشعب إلى درك الفقر لا تملك ما تقدمه أصلا للنوبيين فهي استمرار لسياسات وممارسات ظلت قائمة في السودان طوال العقود الماضية. إن أي خطة تنموية للإقليم يجب ان تشمل ضمن قضايا عديدة للمرتكزات الآتية:
1 - دعم وتشجيع الجمعيات التعاونية ورأس المال الخاص وخاصة النوبي وذلك وفق خطة استثمارية مقننة واضحة ومعلومة تكون الأولية فيها لمصلحة المنطقة وسكانها.
2 - الدعم الحكومي الاتحادي للمشاريع القومية الكبرى
د- أن تقر الحكومة وتعلن أن وادي حلفا هي الميناء السوداني الوحيد مع مصر والمدخل لتجارة الحدود وبهذا الوصف يجب تأهيله لأداء ذلك الدور، وذلك من خلال:-
1. بناء الميناء الدائم وفق دراسات هندسية معتمدة أعدت وسلمت للحكومة ولكنها تغافلت عنها.
2. بناء كل المنشآت ذات الصلة من جمارك ومخازن ومستودعات وخدمات أخرى يديرها نوبيون بما لهم من خبرة طويلة في هذا المجال.
3. كل ما يساعد في انسياب الملاحة بين وادي حلفا والشلال من خلال أسطول حديث من البواخر وطرق مسلفته وسكة حديد يعاد تأهيلها كما كانت من قبل.
4. تطوير المدينة وتخطيطها تخطيطاً حضرياً حديثاً بما في ذلك المطار ومحطة السكة حديد وكل الخدمات والمنشآت حتى تعود وتلعب دورها التاريخي كمركز إداري واقتصادي وتعليمي واجتماعي للمنطقة النوبية كلها
5. أن تقام بها سوق حرة بكل مرافقها تليق بوادي حلفا كميناء السودان النهري الوحيد وذلك على قرار ما يتم في مناطق أخري.
6. أن تنصيب العبيدية كجمرك لتجارة الحدود مع مصر هو في الواقع سلب علني مقصود لدور وادي حلفا التاريخي كميناء ونحن نرفض تماماً أن نسلب مرتين : ماليا بحرمان وادي حلفا من عائد الجمارك وهو حق مشروع لحلفا وأبناء محافظة وادي حلفا وأرضاًً. باقتطاع جزء من الصحراء النوبية وضمها لولاية نهر النيل إلى حدود مصر. فلا تتوقع الإنقاذ إننا سنسكت البتة على هذه القرصنة المستفزة.
7. مع التزامنا التام بالدعوة إلى العودة إلى الحدود الإدارية الموروثة عند الاستقلال عام 1956 م والتي تتفاوض الحكومة على أساسها مع الآخرين فإننا نرفض أن تمس حدود للولاية الشمالية بحجة التجارة مع مصر بأي شكل من الأشكال إى أن لا تتم التسويات على حساب الولاية الشمالية أبداً كما نطالب بالأجزاء المقتطعة وإعادتها للولاية الشمالية وأن يكون التكامل مع مصر مع محافظة وادي حلفا أولاً وليس مع كيانات مصطنعة.
هـ- تنمية إمكانات المنطقة الزراعية الهائلة وفق مشاريع زراعية تقوم على أسس علمية مدروسة يراعى في تطبيقها كما أسلفنا:-
1- خبرة الشماليين في المشاريع التعاونية بشتى أنواعها مع إصلاح ما شاب هذه التجربة من سلبيات إدارية.
2 - التنوع المحصولي الذي يراعي مناخ المنطقة والأسس العلمية في زراعة المحاصيل النقدية المتنوعة من تحسين لفسائل النخيل وحمايتها من الأمراض ونشر زراعة الفواكه المختلفة من برتقال وقرين ومنجة وليمون وأخرى تناسب مناخ المنطقة وكذلك الخضروات والبهارات بأنواعها مما يحقق إخراج اقتصاديات في المنطقة من دائرة علاقات الساقية إلى اقتصاديات المحاصيل النقدية وتربية الماشية في إطار زراعة مختلطة.
3 - زراعة القمح وفق أسس علمية ودورات زراعية تكفل للتربة خصوبتها وللمياه استخداما اقتصادياً رشيداً.
و- تطوير السياحة وفق أسس علمية تكفل الاستفادة القصوى من هذا المرفق الاقتصادي الهام وأن يستفاد من خبرة مصر والبلدان الأخرى في هذا المجال. فالمنطقة النوبية تمتلك إمكانات سياحية هائلة من بيئة ذات مناظر طبيعية خلابة وأثار تعكس حضارتها العريقة على امتداد النيل وكذلك الأمن والسلام الذي قلما يتوفران في أي منطقة سياحية في العالم. وباتا من أهم متطلبات السياحة الآن إذ ليس من مكان يأمن السائح فيه حياته أفضل من النوبة.
ز- استغلال الموارد الأخرى من معادن ( الذهب ) وصخور رخامية والصخر الرملي النوبي والجير بأنواعه والبدء في استغلال بترول الشمال ( مربع 14)
ح - إقامة صناعات تعتمد على موارد المنطقة الزراعية مثل المطاحن وصناعة البسكويت وتعليب الخضروات والفواكه ومنتجات النخيل المختلفة0
ط - الاهتمام بتربية الأسماك النيلية واستثمار الإمكانيات الهائلة لصيد الأسماك في بحيرة النوبة ومعالجتها للتصدير إلى باقي أنحاء السودان وخارجه.
ي- الاهتمام بالبيئة الصحية والأمراض في المنطقة وقائياً وعلاجياً وذلك من خلال تأهيل المستشفيات الموجودة وتوسعتها وبناء غيرها وخاصة مراكز الرعاية الصحية، وتزويدها بكل الوسائل والمعدات اللازمة من أدوية وكوادر طبية مؤهلة وأخصائيين وعربات الإسعاف بأعداد كافية.
وندعو كذلك القيام بدراسة جادة حول مرض السرطان الذي استشرى بالمنطقة وذلك بالاستعانة بمنظمة الصحة العالمية والخبرات الإقليمية المتخصصة للتعرف على أسباب هذا المرض وبالتالي وضع برنامج متكامل للعلاج.
ومن الأشياء المطلوبة أيضاً الاهتمام بصحة البيئة ونوعيتها وإزالة كلما يساعد في انتشار أمراض مثل الملاريا والبلهارسيا والدرن وتفشي حشرات ضارة كالعقارب التي باتت من مهددات حياة إنسان المنطقة.
ك - الاهتمام بمشكلات بيئية أخذت تتفاقم أخيراً وقد تتفاقم مستقبلا بعد بناء سد مروي مثل الهدام وكذلك الجزر التي بدأت تتكون في مجري النيل وتسد المجري بالإرسابات التي تحدث تغييرات في مسار النهر وخاصة عند التحاريق حين يصعب الحصول على ماء الشرب. وكذلك مكافحة زحف الرمال على الأراضي الزراعية في بعض الأماكن مما يخلق، مع الجزر وإرساباتها، مشكلات عند انحسار الماء وصعوبة إيجاد مضارب ثابتة للطلمبات. وأيضاً انتشار بعض النباتات المتسلقة الغريبة على المنطقة والتفافها حول الأشجار والنخيل واختناقها وجفافها مما يخلق، مع بقايا ركام ونشار الأغصان والسبائط الجافة، بيئة مناسبة للحرائق المدمرة.
ل - تأهيل المدارس في المنطقة من حيث المباني والكتب والمدرسين وبدلا من إنفاق مبالغ طائلة في الصيانة الدورية لهذه المدارس المبنية بالطين اللبن، نرى أن تنفق هذه الأموال في بناء فصول بالحجر فصلاً فصلاً حتى تكتمل وتدوم. وتأهيل فروع كليات جامعة دنقلا لتؤدي دورها العلمي.
م - الاهتمام بالثقافة النوبية بأحياء لغتها وإدخال اللغة النوبية كمادة دراسية في المنهاج المدرسي في المنطقة وعلى مستوى الجامعات.
هذه بعض مطالبنا لتحقيق تنمية متكاملة مستدامة في المنطقة النوبية ونأمل أن تؤدي الطرق المزمع إنشاؤها ووسائل الإتصالات الأخرى والطاقة التي يجب توفيرها عن طريق مد المنطقة بشبكة الضغط العالي من سد مروي الى إنجاز المشاريع التنموية التي ورد ذكرها أعلاه.
ومسك الختام أن للصبر حدوداً وأن ظلم ذوي القربى من النوبيون أشد مضاضة على القلب النوبي المكلوم وأن تحت الرماد وميض نار يوشك أن يكون له ضرام وأن تعمد الإهمال والاستفزاز المقصود لمشاعر النوبيين أرضاً وشعباً وحضارة لن نرد عليها بعد الآن بالقول " إذا أتتك مذمتي من ناقص. ونحن محقون بل وملزمون باللجوء إلى كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافنا0 ولات ساعة مندم.
**** انتهى
سمل الحلفاوى
19-03-2007, 05:16 PM
العملاق ابن جزيرتى كولب الفنان النوبى احمد اغا
--------------------------------------------------------------------------------
[align=center]اولا كل عام وأنتم بخير وأعود بعد غيبة بسبب أو قل أسباب لكنها بحمد الله كلها خير ، ولا يفوتنى أن أشكر الأخ أكمنتود باختيارى لأتحدث عن هذا العملاق الحاضر رغم الفناء ، ولا يفوتنى أن أشكر الأخ جروكا لا حظ الأخ وهذا يعنى الكثير ، لأنه صدق فى العشق وكذب فى العمر . أما الحديث عن أحمد محمد هاشم عيسى أبا سراج رحمهما الله وأبا محمد وزمراوى والأخوة فى حفظ الله حديث ذو شجون حكاوى وقصص أذكر بعضها وطوى على بعضها الزمن ، ولأكون أمينا على سرد قصة الكروان هذا كما سماه الأخ أكمنتود يجب على أن أستجمع أو أحك شعر الرأس وأعود بالذاكرة إلى زمن مضى وغطته السنون لعلى أجد على صفحاتها هدى وأعدكم إن شاء الله أن آتى بكل تفاصيل حياته ، كما سمعنا منه شخصيا رحمه الله أو تناقله من كانوا حظيوا بقربه أكثر وحتى ذلك أستودعكم الله..
منتدى ارض الحجر
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir